المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 27  كانون الثاني 2008

إنجيل القدّيس متّى .48-38:5

«سَمِعتُم أَنَّه قيل: «العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ « أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضاً. ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن. مَن سأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه. «سَمِعتُم أَنَّه قِيل: «أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك». أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم : أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم، لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار. فإِن أَحْبَبْتُم مَن يُحِبُّكُم، فأَيُّ أَجْرٍ لكم؟ أَوَلَيسَ الجُباةُ يفعَلونَ ذلك؟ وإِن سلَّمتُم على إِخواِنكم وَحدَهم، فأَيَّ زِيادةٍ فعَلتُم؟ أَوَلَيسَ الوَثَنِيُّونَ يَفعَلونَ ذلك؟ فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل

 

تلخيص سياسّي ليوم 25 كانون الثاني

أوّلاً – حولَ جريمة إغتيال النقيب وسام عيد

1-لا نقولُ جديداً إذا قلنا إنّ الجريمة رسالة إرهابيّة في كلّ الاتجاهات نحو الداخل اللبنانيّ كما باتجاه النظام العربيّ والمجتمع الدوليّ.

2-بيَد انّ ما يجب التركيز عليه سياسيّاً هو الآتي:

a- إنّ النظام السوريّ يوّجه رسائل إرهابيّة لكنّ الرسائل ليست عشوائيّة بالمرّة.

b- إنّ إرهاب النظام السوريّ إستهدف في الفترة الأخيرة "الضمانات" الأمنيّة للبنان وحماياته، من الجيش إلى قوى الأمن الداخليّ (شعبة المعلومات) مروراً بقوّات "اليونيفيل" في الجنوب، أي "الثلاثيّة الأمنيّة" الحامية.

c- ولهذا الإستهداف صلة مباشرة ب"المشروع" السياسيّ السوريّ (والايرانيّ). و"مشروع" الإنقضاض على لبنان يتطلب ترهيب أمنه الشرعيّ وإسقاطه لخلق "مناخ" الإنقضاض.

3- بيَد انّ ما تقدّم لا يكفي شرحاً لجريمة اليوم:

a-  إنّ شعبة المعلومات هدفَ لحملة إعلاميّة من النظام السوريّ و"معارضته" أي انّها هدفٌ لحملة تحريض على ضربها وقتل ضبّاطها.

b- إنّ النقيب الشهيد وسام عيد يؤدّي مهمّة حسّاسة. فهو بالإضافة إلى ما يملكه من معلومات عن الشبكات السوريّة وعمليّات الإغتيال، نوعٌ من "شاهد" في التحقيق الدوليّ في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري. ذلك انّه لعب دوراً في "تفكيك" الاتصالات التي سبقت الجريمة الإرهابيّة ما ساعد في وصول التحقيق إلى معطيات بالغة الأهميّة.

c- إنّ إغتياله إذاً، هو جريمة ضدّ المحكمة الدوليّة أويضاً.

4- لذلك، لا بدّ من لفت النظر إلى الآتي، عطفاً على تلخيص يوم أمس عن الضبّاط الأربعة:

a-  يُستهدف ضابط مهمّ في مجرى تأسيس المحكمة الدوليّة.

b- يتزامن إغتيال النقيب عيد مع الحملة المنهجيّة لجماعات النظام السوريّ تحت عنوان إطلاق سراح الضبّاط الأربعة. يريدون إطلاق ضبّاط ويقتلون ضابطاً(!).

c- يجب عدم الإكتفاء بالمطالبة ب"تسريع" المحكمة.

d- لا بدّ من تحرّك ديبلوماسيّ ل14 آذار، مع الدول المؤثرة، مع الأمين العام للأمم المتحدة، مع مجلس الأمن للمطالبة بخطوات.

e- حياتُنا جمعياً مرتبطة بتسارع خطى قيام المحكمة.

f- ولا بدّ من تدابير حماية إضافيّة. وثمّة من توّقع اليوم ربطاً بإغتيال النقيب إغتيالَ قضاة أيضاً.

ثانياً – حولَ المبادرة العربيّة وتقريَري الأمين العام عمرو موسى

1-في صحف الغد يمكن مطالعة تقريري موسى عن زيارتيه الأخيرتين إلى بيروت وبينهما زيارته إلى دمشق.

2-بعد الاطلاع على النصّ، يمكن تسجيل الآتي:

a-  الصياغة ليست "صداميّة" لكنّها واضحة.

b- يؤكد موسى على التفسير الذي أعطاه في بيروت للمبادرة حول لا ثلث +1 للمعارضة ولا نصف +1 زائد للأكثريّة.

c- يعلن رسمياً انّه اقترح صيغة 13 للأكثريّة و 10 للمعارضة و7 للرئيس.

d- ويقول انّ الأكثريّة كانت مرنة بالنسبة إلى الآليّة الدستوريّة لإنتخاب العماد ميشال سليمان، كما بالنسبة إلى الصيغة الواردة في الفترة السابقة c.

e- ويقول انّ "المعارضة" أصرّت إمّا على المثالثة 10 +10+10 وإمّا على الثلث المعطل، ويقول إنّ كليهما خارج مفهوم المبادرة.

f- ويكشف التناغم بين النظام السوريّ و"المعارضة" حيث تبلغ من دمشق دعم المثالثة.

3- إذاً، وفي وقت لا يُنتظر من تقرير الأمين العام أن يكون "أشدّ" وفي صيغة تحميل مباشر للمسؤوليّة إلى سوريّا، يمكن إعتبار التقرير إيجابياً و"يبنى" عليه.

4- بهذا المعنى، فانّ المذكرة التي وجّهتها 14 آذار إلى مجلس وزراء الخارجيّة العرب، جيّدة جداً إذ حددّت ما تطلبه من الإجتماع:

a-  حسم مسألة إنتخاب العماد سليمان فوراً.

 -b الحؤول دون وقوع لبنان مجدداً في قبضة النظام السوريّ.

c- والنقطة a مهمّة جداً. ذلك انّ النظام السوريّ و"معارضته"  "يُمشكلان" الموضوع الحكوميّ لمنع إنتخاب سليمان. وليس صحيحاً انّ ثمّة افاقاً على البند الأوّل في المبادرة في مقابل الخلاف على البند الثاني (الحكومة).

d- وعلى أيّ حال لم يعد النظام السوريّ قادراً على "الغش" وممارسته بالقول انّه مع ميشال سليمان لكن المثالثة في الحكومة هي المطلوبة، وذلك بالضبط لأن "مشروعه" إنقلابيّ "كامل".

5- في غضون ذلك سُجّل اليوم إعلان قيادة الجيش رسميّاً عن اتصال إجراه العماد ميشال سليمان ببشّار الأسد:

a-  في معلومة وردت إلى إعداد التلخيص انّ العماد أراد من الاتصال "ربط جسر" أو تخفيف جدّة وما شلبه.

b- غير انّه لا يخفى انّ الاتصال يعكس "خوفاً" خاصة بعد إغتيال اللواء الحاج. وفي جميع الأحوال ما كان له أيّ مبرر ولا يمكن تبريره سياسياً، ولا سيّما توقيت الاتصال أو الكشف عنه إذا كان حاصلاً من قبل، في يوم الجريمة.

c- وبالرغم من كلّ ذلك، يُرجى عدم التعليق، لأنّ التعليق يُدخلنا في مشكلة، ويتعاكس مع موقفنا المبادر إلى ترشيحه من جهة والذي يدعو العرب إلى حماية إنتخابه من جهة ثانية ويتعاكس مع الموقف السوريّ الذي يسعى لإسقاط رئاسته من جهة ثالثة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 26 كانون الثاني 2008

البلد

تردد ان عدد من قضاة السنة سيقاطع جلسة انتخاب مفتي طرابلس والشمال وانهم ابلغوا المفتي قباني بذلك .

تبين ان رسالة حملها وسيط عربي الى دولة اوروبية رفض تسلمها واضطرت الدولة الى اصدار نفي لاي موقف قد يروج .

يحضر وسيط محايد للقاء بين شخصية شمالية ومرجعية روحية بعد ان نقل الوسيط كلاما يفهم منه ندم .

النهار

لا يزال العماد ميشال عون يدعو في مجالسه الخاصة الى حل يقوم على انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين فقط.

يكرر مرجع ديني السؤال: لماذا لا يحضر نواب المعارضة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اذا كانت اميركا هي التي تعرقل اجراء هذا الانتخاب كما يدعون؟

ينتظر ان يقوم ركن معارض بزيارة دمشق للوقوف على آراء المسؤولين الكبار فيها في الخطوات الواجب اتخاذها في ضوء نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب.

السفير

أبلغ سفير دولة كبرى شخصية سياسية خلال عشاء أقيم على شرف الأول، أن التحضيرات لزيارة الشخصية إلى بلاده لم تنضج بعد.

قال مسؤول كبير إن كمية كبيرة من الشائعات سيقت ضده في أكثر من دولة عربية وأجنبية مصدرها مرشحون للرئاسة.

طلب إلى شخصيات تستعد لتولي مهمة غير سياسية مغادرة لبنان مع عائلاتهم لأسباب أمنية.

المستقبل

في مناخ التهيّب من عزلته بفعل مواقفه السياسية، لم يستطع تيّار في "المعارضة" أن يفي بوعده تنظيم مسيرة في ذكرى أحد ضحاياه في إحدى المناطق من لون طائفي معيّن.

علقت شخصيات على تسلمها المفكرة التي توزعها سنوياً مؤسسة رسمية بالقول إنها تستغرب توزيع هذه المذكرات الصالحة للاستخدام اليومي في وقت تقفل المؤسسة ولا مواعيد على صفحات مفكرتها.

"يصدف" أن الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي نفّذت ضدّ مسؤولين كبار في المؤسسات الأمنية، استهدفت أكثر الأشخاص معرفة بالشبكات الإرهابية وعلاقاتها داخل لبنان وخارج الحدود.

البيرق

انعقد لقاء بين مرجع كبير ومسؤول رفيع ابقي طي الكتمان .

الشرق

اوساط دبلوماسية استبعدت تماما مشاركة وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ في اجتماع الوزراء العرب في القاهرة غدا بعدما رفض شخصيا فكرة المشاركة لاسباب وصفها بانها " اخلاقية " .

ادارة خدماتية لم تتجاوب مع طلبات الدوام جراء عدم الاخذ بملاحظاتها المتكررة بحق من يغيب بلا اذن وهؤلاء محسوبون على جهة سياسية فاعلة .

نواب حزبيون دلت مراجعتهم على ان المشاريع التي تعنيهم هي التي تنفذ فيما تبدو مشاريع اكثر حيوية لمناطقهم وكانها ممنوعة .

اللواء

كشف مصدر على خط التسويق الجديد للرئاسة عن أن السير بوزير سابق من شأنه اسقاط مطالبة المعارضة بالثلث المعطل؟!·

ألغت دولة كبرى مناورة لأسطولها في البحر المتوسط مع بحرية دولة قريبة، لأسباب بقيت من دون إعلان·

انتقد قطب نيابي في كتلة معارضة رئيس التكتل، بسبب إشراك مستشار وزير سابق في إحدى جلسات الحوار مع وسيط معروف·

 

المطران الراعي دعا الى تسوية تاريخية مشرفة وشدد على مرجعية بكركي الوطنية على ممر العصور

وطنية- 26/1/2008(سياسة) دعا رئيس أساقفة جبيل للموارنة بشارة الراعي في حديث الى اذاعة صوت لبنان الى العمل لإيجاد تسوية سياسية تاريخية مشرفة بين الموالاة والمعارضة إذا سلمت النيات ليكون لنا رجال من النوع الذين عملوا لقيام الميثاق الوطني وتسوية لا غالب ولا مغلوب في العام 1958.

ودعا المسؤولين اللبنانيين الى الجلوس معاً على طاولة واحدة ووضع آلية للتسوية وعدم إستبعاد أحد لأننا لا نستطيع خسارة أحد، مشدداً على انه يكفي الاسرة الدولية والعربية ما قامت به مشكورة من أجل لبنان . وأكد المطران الراعي ان الكنيسة هي الأم والمعلمة التي تعطي المبادىء الاساسية للعمل السياسي، وشدد على ان بكركي على ممر العصور كانت مرجعية وطنية كبيرة والمكان الذي يلتقي فيه اللبنانيون ليأخذوا قراراتهم الحاسمة .

وعن الحملة التي تتعرّض لها بكركي، دعا الراعي الى التعبير بإخلاقية ودبلوماسية عن وجود إختلاف بالرأي.

ورداً على سؤال حول سبب الردّ الخجول الذي صدر على ما تعرضت له بكركي، قال :كي لا يصبح الموضوع رداً على الردّ ومن شخص الى آخر وحماية للمضمون . وسأل: من يتهجّم على كرامة أخيه الإنسان هل هو الإنسان الآدمي؟ لذلك الأفضل ان نسكت على اسف ، وقال: نحن نبلع الإساءة الشخصية ونسير الى الأمام، وكشف ان العمل مستمر في الكواليس للمّ الشمل . وشددّ على ان الأزمة هي أزمة العمل السياسي الذي فقد الفطنة والدراية لأنّ ما من رجال سياسيين اليوم على الإطلاق . وإعتبر ان ما يجري إنحطاط سياسي بالرأي والفكر، مشدداً على ان العمل السياسي فن شريف يتبارى فيه السياسيون لخدمة الخير العام والإستقرار والسلام . واعتبر ان ما من عمل سياسي سليم وشريف، وسأل بأي حق يتمادى الذين يتعاطون الشأن السياسي بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية ، وبأي حق لا تُحلّ العقد التي تتعلق بالحكومة والمجلس النيابي وبأي حق يُصار الى تجويع الناس وجعل البلد يفلت أمنياً فما هي هذه السياسة؟.

وحددّ أولويات المرحلة المقبلة بالتالي : وحدتنا الداخلية ، جمع الكلمة والرأي ووضع المصلحة العامة ومصلحة شعبنا وتاريخنا لأننا إذا بقينا مشرذمين أكان على المستوى المسيحي أو الماروني خصوصاً أو على المستوى اللبناني – الإسلامي – المسيحي سيكون مصيرنا الخراب .

وعمأ ذكره البعض عن إنقسام بين المطارنة الموارنة، إستغرب هذا الكلام، شارحاً ان بيان المطارنة يصدر بعد اكثر من ساعة من التداول في وجهات النظر، وقال: ان داخل مجلس المطارنة ما من تيارات 8 و 14 آذار . نحن عندنا تنوّع فكر ورؤية ولكن نسكبها في النهاية ضمن فكرة نكون جميعاً مسؤولين عنها ، يريدوننا بفكر واحد ولون واحد هذا أمر مرفوض حتى البطريرك صفير لا يُملي علينا إرادته .

وحول ما يترددّ عن معارك للخلافة في بكركي، قال : نحن عندنا هالة للكرسي وإحترام لها وننتخب بحرية ولا أحد يُملي علينا ما يجب ان نفعله بل نُصلّي وننتخب بحرية (وما حدا شارينا) " . وعن التصاريح التي أدلى بها وأثارت ضجة قال المطران الراعي: أنا لا أتكلم خارج رأي الكنيسة أتكلم عما أعرف وعما يدور في الداخل . وأعلن ان السلطة الكنسية إذا لم تُطبق التأديبات فذلك لحماية الكرامات ولكن يكفي ، هناك حرم ، والتأديبات موجودة ولكنّ الكنيسة ترفضها كي لا تُسييس القضايا او تحدث شرخاً .

وأكد ان كلّ يوم يمر ولا نجلس فيه على طاولة واحدة يعني ان الهدم مستمر، وشددّ على ان إطالة الفراغ خيانة عُظمى وسأل أليس التمادي أيضا بعدم إيجاد حلول خيانة عُظمى؟. وأطلق "صرخة ألم" على الدم الذي يسقط في لبنان، وسأل: أين مصلحة البلد في ما يقوم به السياسيون، وقال: إنّ صرختنا لا تُسمع لأنّ الشعب يُصفق و " يهوبر " ، وأصبح الإنسان في خدمة السياسيين بدل العكس ، فالقصة تتطلب أن نقلبها وإلاّ فنحن ذاهبون الى الخراب.

وأكد المطران الراعي ان مشكلتنا أننا في حاجة الى دولة إذ لم نعد نستطيع أن نؤخر إجراء الإنتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة لأن ذلك جرم وراء جرم ، وقال إن المعرقلين سيكونون مسؤولين أمام التاريخ . اضاف: نحن في لبنان عائلة واحدة ويجب ان نُحافظ على بعضنا البعض وعند الإساءة لا نقف عندها ، ولا تتملكنا الأحقاد على العكس سنواجه من يهاجمنا بلغة مختلفة وسنُفهمهم بأنهم يعملون على تفتيت البلد وتدمير إقتصاده .

ورأى ان الحرب ليست بالضرورة ان تكون بالسلاح، سائلاً أليست الحرب هي حرب هجرة ومجاعة وإفلاس وفوائد وتفكك للدولة ومؤسساتها؟ ماذا ننتظر لإنتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية طالما نال مدح الجميع فلماذا لا ينتخب؟ ورداً على سؤال حول تلويح البعض بأسم آخر، قال: هذا يعني أنّ النوايا غير سليمة ولا يريدون إنتخاب رئيس . وأكد ان وزراء الخارجية العرب وضعوا أساسات التسوية وعلى اللبنانيين في قوى 8 و 14 آذار أن يعملوا على آليّة التنفيذ . ورأى ان المسؤول عن إقفال المجلس النيابي ليس الرئيس بري وحده. ووجه الشكر للحكومة لأنّها لا تستعمل صلاحيات رئاسة الجمهورية كي تتجنب الحساسيات.

 

لبطريرك صفير عرض المستجدات مع قائد الجيش

وطنية - 26/1/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، مساء اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وعرض معه المستجدات.

 

وفد من 4 بلدات في زغرتا زار بكركي متضامنا مع البطريرك صفير

وطنية - 26/1/2008 (سياسة) زار وفد من أبناء بلدات: سرعل، مزرعة النهر، عربة قزحيا وعينطورين - قضاء زغرتا، ضم حوالى 60 شخصا، الصرح البطريركي في بكركي للتضامن مع البطريرك الماروني الكاردينا مار نصرالله بطرس صفير، في وجه الحملة التي استهدفته ودعما لمواقفه الوطنية.

وتحدثت باسم الوفد شانتال شحاده قائلة: "أتينا للتضامن مع سيدنا ولنقول لغبطته أن الكلام الذي صدر عن أحد المسؤولين في المنطقة لا يعبر عن تاريخ زغرتا ولا عن حاضر زغرتا ولا عن مستقبلها. وزغرتا ستبقى، كما دائما، قلعة من قلاع الطائفة المارونية بمباركة غبطتكم".

 

الوزير فتفت: هجوم الامس من ضمن خطة متكاملة بدأت بالرئاسة/هناك حرب حقيقية على لبنان ومحاولة لاغتيال الدولة وتصفيتها

كثر ممن يمدحون قوى الامن وشعبة المعلومات اليوم كالوا لها الشتائم سابقا وهم يتحملون المسؤولية

وطنية- 26/1/2008 (سياسة) رأى وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت في حديث إلى "أخبار المستقبل" ان "هناك إنجازات كبيرة حصلت في قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات، واعتقد ان اللواء أشرف ريفي شرح الصعوبات الكبيرة التي تواجهها الاجهزة الامنية في لبنان".

وقال: "الاجهزة الامنية انطلقت من تحت الصفر منذ سنتين ونصف السنة عندما بدأت مرحلة السيادة والاستقلال في لبنان، وبعد هذه الفترة وصلنا الى نقاط متقدمة جدا، ولكن كيف يمكن للاجهزة الامنية بما فيها الجيش اللبناني ان تكون فاعلة بالكامل ولبنان يعيش حالة سياسية؟ هناك خروقات أمنية ذكرها اللواء وهي أن هناك مناطق عديدة في لبنان لا يمكن للجيش ولقوى الامن الداخلي ان تدخل اليها. هناك 14 مخيما فلسطينيا اصبحوا 13 الآن لأن القيادات الفلسطينية ارتضت ان يكون البارد تحت سيطرة الدولة اللبنانية، وهناك عدد من القواعد الفلسطينية خارج المخيمات وهي ليست فلسطينية بل هي قواعد أمنية تتبع للامن السوري لانها تتبع لفتح الانتفاضة والقيادة العامة التي لها قياداتها في دمشق وبالتالي هذه القواعد لا دخل لها في الصراع العربي - الاسرائيلي وهي قواعد للامن السوري في لبنان وتقع احداها على بعد 7 كيلومترات فقط من مدرج مطار بيروت، يضاف الى كل ذلك بعض المربعات الامنية. واذا أضفنا قرب الحدود التي تسمح لاي مرتكب جريمة بأن يغادر لبنان خلال ساعة على أبعد تقدير، نرى مدى الصعوبة التي تواجهها قوى الامن. واذا أضفنا الى هذا كل المعوقات السياسية، فالكل يتذكر كيف جوبه موضوع الكاميرات في بيروت بمعارضة شرسة منذ سنتين وكيف اعترض عدد كبير من الذين يحيون الآن قوى الأمن على هذا الموضوع".

وردا على سؤال أجاب: "هذه ليست حالة أمن بالتراضي بل هي حالة حرب حقيقية. هناك حرب حقيقية على لبنان وهناك محاولة لاغتيال الدولة اللبنانية وتصفيتها، وما دام الشعب اللبناني يؤيدنا، نحن مستمرون بهذا الجهد واعتقد اننا قادرون على مواصلة هذه العملية".

ووضع الوزير فتفت هجوم الامس "من ضمن الخطة المتكاملة التي بدأت برئاسة الجمهورية وصولا الى الاجهزة الامنية وكل مؤسسات الدولة اللبنانية"، وختم: "البعض من هؤلاء المجرمين الارهابيين يعتقد انه سينال من عزيمة اللبنانيين ولكني على قناعة انهم مخطئون جدا، لأن هذه الأساليب لم تؤد في السابق إلى أي نتيجة". واشار الى ان "خيار الاستسلام والانسحاب من المعركة الآن غير وارد عندنا لأنه غير وارد عند الشعب اللبناني"، وقال: "هذه حرب حقيقية وعلى الجميع أن يدرك ذلك، وهنا تكمن المسؤولية الكبرى على الدول العربية والجامعة العربية وحتى المجتمع الدولي لمساندة هذا الشعب الذي يتعرض لحرب حقيقية في محاولة لإلغائه وتدميره وتدمير استقلاله، وبالتالي يجب ان نأخذ الامور بهذا الوضوح. هذه حرب تشن على الدولة اللبنانية لتدميرها وإلغائها".

وردا على سؤال قال الوزير فتفت: "الشهيد وسام عيد كان مستهدفا لأنه كان العقل الذي اكتشف شبكة الاتصالات التي ساهمت بدورها في اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وبعد ذلك اعتقد انه اصيب في طرابلس في 20 أيار عندما اكتشف هو ايضا الشقة التي كان يختبىء فيها عدد كبير من قيادات فتح الاسلام الارهابيين عبر اتصالاتهم الهاتفية، وكان له الدور الكبير في ذلك. فاذا وضعنا كل هذا المسلسل بالاضافة الى كل كفاءاته العلمية كباحث في علم الاجرام، نكتشف ان هناك أسبابا للتوجه اليه مباشرة، اضافة الى ما ذكرته عن الحملة الشعواء على فرع المعلومات ومحاولة لضربها سياسيا، وانا اذكر ان الكثير من الذين اليوم يمدحون شعبة المعلومات ويحيونها ويحييون الشهداء كانوا يكيلون لها السباب والشتائم ويتهمونها بشتى التهم. ارجو ان يكونوا قد أدركوا خطورة ما كانوا يفعلونه في السابق على مصلحة البلد وأمنه، ان كل تهجم على الجيش اللبناني وقوى الامن يجب ان يدرج من الان وصاعدا في قائمة الخيانة العظمى".

 

المفتي الجوزو:التعرض للجيش وقوى الامن هو نوع من الارهاب الذي يرافق تفشيل المبادرات الدولية العربية واللبنانية

وطنية-26/1/2008 (سياسة) صدر عن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ما يلي "ان كل نقطة دم سالت على ارض لبنان تعتبر المعارضة مسؤولة عنها، ضحايا الاغتيالات المتتابعة، المعارضة هي المسؤولة عنهم، جرائم التفجير هنا وهناك المعارضة هي المسؤولة عنها، وان لم تكن المعارضة وحلفاؤها، لان الذي يحاول اثارة المشكلات منذ البداية هي المعارضة". اضاف : " منذ 8 آذار واعلان الوفاء للنظام السوري، اعلنت المعارضة انها موافقة على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دون ان تصرح بذلك صراحة. واستهدفت قيادات 14 آذار الواحد تلو الاخر، وكانت التهديدات تنطلق من هنا وهناك من قبل الناطقين باسم "حزب الله" والمعارضة، وكان بعد ذلك يتم التنفيذ، تنفيذ حكم الاعدام تفجيرا برجال 14 آذار". وتابع: " ومنذ الانسحاب من الحكومة احتجاجا على اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي والفصول تتوالى؟ حتى حرب تموز وتداعياتها وضحاياها وخسائرها البشرية والمادية، والازمات التي تلتها، تعتبر المعارضة مسؤولة عنها، وهي احد اسبابها. واغلاق مجلس النواب تحت ذريعة عدم شرعية الحكومة وتعطيل الحياة البرلمانية، وتفرد رئيس المجلس بتفسير الدستور والميثاق والقانون دون الاخذ بآراء النواب، ودون الاخذ برأي الشعب اللبناني، تعتبر المعارضة مسؤولة عن ذلك. هذا التعرض للجيش وقوى الامن الداخلي، هو نوع من الارهاب الذي يرافق تفشيل جميع المبادرات الدولية العربية واللبنانية، تعتبر المعارضة مسؤولة عنه. فمن يحاكم المعارضة؟ وكيف نصنف المعارضة وهي تأخذنا الى الخراب والدمار، والقضاء على الكيان اللبناني، والاقتصاد اللبناني ومستقبل لبنان. هل نتهم المعارضة بالخيانة العظمى؟ اكبر حليف لاميركا، والمخطط الاميركي، هي المعارضة وحلفاء المعارضة في لبنان، وسوريا والعراق وايران، لان المسلسل الاجرامي الذي يضرب لبنان من اقصاه الى اقصاه هو الذب يسعى لتنفيذ ما يخدم المشروع الاميركي - الصهيوني"؟ وختم: "تريدون ضرب الشرعية، وتعطيل البرلمان، واسقاط الحكومة، وتعطيل المبادرات، وعدم الاعتراف بالديموقراطية، وضرب الاكثرية لصالح الاقلية، كل ذلك يقول:انكم تتآمرون على الوطن باسم المشاركة وباسم التوافق وباسم الحوار وانتم لا تريدون مشاركة ولا تريدون التوافق ولا الحوار ولا الثلث المعطل، بل تريدون قتل لبنان وخراب لبنان وتدمير لبنان من الداخل والخارج، ولحساب النظام السوري".

 

جعجع اجرى لقاء "مفيدا ومثمرا" مع نائب بريطاني

نيومارك تمنى ان يكون للبنان رئيس لتثبيت اوضاعه

وطنية- 26/1/2008(سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقره في معراب النائب البريطاني بروكز نيومارك بحضور مسؤول العلاقات الخارجية جوزيف نعمه ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري وممثل القوات في المملكة المتحدة جهاد سليمان.

بعد اللقاء الذى استمر لساعة من الوقت اعرب نيومارك عن سروره للقاء الدكتور جعجع وقال "ان اللقاء كان مثمرا ومفيدا، وان الهدف من زيارتي الى لبنان هو للاطلاع عن كثب على ما يحصل فيه ومدى تأثيره على اوضاع دول اخرى في الشرق الاوسط". وأكد نيومارك على "اهمية ان يحظى لبنان بفرصة حقيقية لتثبيت استقلاله حتى يكون وطنا للشعب اللبناني وليس ملعبا لمجموعة من الفرقاء الخارجيين الذين يعتبرونه ساحة اخرى تمكنهم من القيام بما يشاؤون بها"، متمنيا "ان يكون للبنان رئيس بمعزل عن اسمه حتى يستطيع الشعب اللبناني من تثبيت اوضاعه السياسية والاقتصادية في ظل قيادته الجديدة ولا سيما ان له دورا هاما في تحقيق السلام في المنطقة". وامل في "ان يحقق ذلك في الاسابيع اوالاشهر القليلة القادمة".

 

النائب فرنجية: استهداف الشهيد عيد يرمي الى تهديم مؤسسات الجمهورية اللبنانية

وطنية- 26/1/2008 (سياسة) رأى النائب سمير فرنجية، في حديث الى موقع "ليبانون فايلز" الالكتروني الاخباري، أن "استهداف الشهيد وسام عيد يندرج في إطار السياسة الرامية إلى تهديم مؤسسات الجمهورية اللبنانية بشتى الأساليب والوسائل، من تعطيل مجلس النواب وتفريغ الرئاسة الأولى، مرورا بمحاولة شل المؤسسات العسكرية والأمنية عبر اغتيال اللواء فرنسوا الحاج والنقيب وسام عيد، وصولا إلى استهداف حضور لبنان في العالم من خلال ضرب القوات الدولية والبعثات الديبلوماسية، إلى جانب التهديد المستمر والمتواصل للقيادات السياسية في البلد، ومحاولة القتل الرمزية التي استهدفت الكنيسة المارونية، وكأن المطلوب ضرب كل المؤسسات الضامنة إما دستوريا أو أمنيا أو معنويا". واعتبر النائب فرنجية "أن لا إمكانية لوقف المسلسل الإجرامي إلا من خلال تسمية الأمور بأسمائها وفي الاعتماد على أنفسنا في مواجهة هذا الإرهاب المتمادي، خصوصا أن إمكانية التغلب على هذا الوضع محسومة والمسألة هي مسألة وقت لا أكثر"، متمنيا على وزراء الخارجية العرب "اتخاذ موقف حاسم لناحية أن هناك بلدين، لبنان وفلسطين، يتعرضان اليوم لتدخل خارجي ينعكس سلبا عليهما، وفي الحالتين، فشل المساعي التوافقية مرده إلى التعنت السوري".

وأشار إلى "أن موضوع المشاركة مطروح فقط للعرقلة وأن المشروع السوري يتجاوز مسألة الرئاسة والحكومة إلى المقايضة ما بين استمرار الجمهورية اللبنانية وإلغاء المحكمة الدولية"، لافتا إلى "وجود أطراف لبنانية شريكة في هذا المخطط الرامي إلى تهديد وحدة الجمهورية اللبنانية واستمراريتها"، ومعتبرا "أن حزب الله يرتكب، عبر تسخيره كل إمكانياته للدفاع عن النظام السوري، جريمة بحق نفسه وبحق تاريخه وبحق الطائفة التي يدعي تمثيلها، إضافة إلى أنه لا يمكن لهذا الحزب أن يحقق من وراء الوظيفة التي يؤديها أو السياسة التي يتبعها أي مكسب للقضية التي يدعي الدفاع عنها، أي مواجهة إسرائيل، لأن الأخيرة لا تواجه بشعب منقسم، ولا تواجه أيضا بتخوين أكثرية اللبنانيين، ولا تواجه باستخدام السلاح في الداخل". ودعا "حزب الله" إلى "إجراء مراجعة كاملة لمواقفه وسياساته".

ورأى النائب فرنجية إلى "أن الانتقال من المناصفة الطائفية إلى المثالثة المذهبية ليست خطوة إلى الأمام، وبالتالي المطلوب، انطلاقا من اتفاق الطائف، تطوير الصيغة السياسية باتجاه الدولة المدنية، لا العكس، على غرار ما هو حاصل اليوم عبر تفتيت هذا الاتفاق وجعله غير قابل حتى لضمان السلم الأهلي في لبنان"، كاشفا "أن المساعي التي تقوم بها دولة قطر ما هي إلا محاولة سورية لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل ترشيح العماد سليمان، وبالتالي مناورة جديدة لإعادة فتح البازار الانتخابي وتحميل اللبنانيين مسؤولية عدم إجراء الانتخابات الرئاسية". وحول ما إذا كان الهدف من وراء الحملة على بكركي تحييدها، قال النائب فرنجية "أن المسألة أبعد من عملية تحييد إلى تصفية حسابات مع بكركي بسبب الدور الطليعي الذي لعبته في كسب معركة استعادة الاستقلال، وهي أيضا ضرب لهذا الموقع من ضمن سياسة تهديم كل شيء في هذا البلد، والأمر الثالث يدخل في إطار الضربة الوقائية لمنع بكركي من تأدية دورها في المرحلة المستقبلية".

 

السفارة الاميركية نفت خبر "الديار" بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان

وطنية - 1/26/2008 (سياسة) نفت السفارة الأميركية في لبنان الخبر الوارد في جريدة الديار في تاريخ 26 كانون الثاني 2008، والذي أشار الى أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من رعاياها مغادرة لبنان في أسرع ما يمكن. اشارة الى انه بعد الانفجار الذي حدث في الحازمية في 25 كانون الثاني 2008، أرسلت السفارة رسالة حضت فيها "الرعايا الأميركيين الذين يعيشون ويعملون أو يتنقلون في لبنان على استخدام ممارسات أمنية مسؤولة."

 

الوزير متري الى القاهرة لتمثيل لبنان في اجتماع جامعة الدول العربية

وطنية- 26/1/2008 (سياسة) غادر بيروت قبل ظهر اليوم وزير الثقافة وزير الخارجية والمغتربين بالوكالة طارق متري متوجها الى القاهرة لتمثيل لبنان في الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية، المخصص لمناقشة تقرير الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حول مساعيه لتنفيذ المبادرة العربية المعلنة لحل الازمة في لبنان. وقد رافق الوزير متري وفد ضم الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين بالتكليف السفير بسام نعماني، مدير الشؤون العربية بالتكليف السفير محمد الحجار والمستشار ابراهيم عساف.

 

بيضون: تفعيل المبادرة العربية بانتخاب رئيس واعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية

وطنية- 26/1/2008 (سياسة) رأى النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون "ان الشبكات الارهابية قادرة على ان تطال كل مواقع الدولة خصوصا على المستوى الامني، ورغم ذلك فان طرفي الازمة تتعاطى معها بنفس الاسلوب اي اسلوب الانقسام والانكشاف وعدم القدرة او الارادة على بلورة وحدة وطنية وراء خطة شاملة لمكافحة الارهاب". واعتبر "ان 24 تفجيرا ارهابيا لم تحفز المسؤولين على القيام بواجب التعزية دون الارتقاء لمستوى تحمل المسؤوليات بالالتفاف حول الدولة، بل بقي كل طرف يعتبر انه اذا لم يكن مسيطرا على الدولة فهو ليس معنيا وقد يشجع على المزيد من الضربات لها".

ودان عملية الاغتيال الارهابية "التي تطاول مجددا رموز قيامة الدولة اللبنانية ومؤسساتها والعاملين على حماية البلد ومؤسساته، والتي ذهب ضحيتها احد الضباط اللامعين الذين تركوا بصمات هامة في تطور عمل المؤسسات الامنية وفي مجال حماية الوطن والمواطن"، واكد "ان المطلوب ليس ردا امنيا على هذا الارهاب فحسب، انما المطلوب ايضا تنظيم الرد الشعبي ان على مستوى ثورة غضب الشعب اللبناني دفاعا عن ابنائه ومقوماته ام على مستوى تعاون جميع الفرقاء في محاربة الظواهر الارهابية المنظمة التي تضرب الدولة والشعب، والاهم خروج المسؤولين من حالة التحريض على العداوات والمواجهات المذهبية والطائفية ولو بعناوين وطنية، وهم يعملون على جر البلد الى الحرب الاهلية خدمة لمنازعاتهم السلطوية والتحاصصية. ان العمل الاهم في محاربة الارهاب هو التفاف الجميع حول مؤسسات الدولة وعدم اعتبار البعض ان كل مؤسسة هي حصة لفئة او لطائفة لان هذه العقلية تفتت البلد".

من جهة ثانية، أكد بيضون "ان توازن المبادرة العربية لا يكون بالدخول في الحصص والنسب والتوزيعات، بل باعادة طرفي الازمة الى الدستور والرشد الدستوري واعادة الاعتبار الى دور رئاسة الجمهورية ليس كحصة من الحصص تنضم الى ما سبقها بل دور الرئاسة في احترام الدستور والسهر على ثوابته، وضمن ذلك دور الرئاسة في تأمين التوازن الوطني. من هنا فان دور رئاسة الجمهورية اساس في تفسير البند الثاني من المبادرة العربية ولا يمكن تجاوز هذا الدور، اي عمليا رئيس الجمهورية هو الذي يحدد بالتعاون مع الكتل النيابية كيف يمنع التعطيل من جهة واحتكار السلطة من جهة ثانية"، وختم بالتأكيد على "ان تفعيل المبادرة العربية يكون بانتخاب رئيس واعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية بديلا عن الحرب الاهلية".

 

وفد نيابي من المعارضة الى القاهرة للمشاركة في مؤتمر "منظمة المؤتمر الاسلامي"

النائب الساحلي:نطالب بالمشاركة الفعلية مع شريكنا الاخر في صناعة القرار السياسي

وطنية - 26/1/2008 (سياسة) غادر النائبان اسامة سعد ونوار الساحلي بيروت قبل ظهر اليوم، يرافقهماالامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر الى القاهرة، للمشاركة في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي سينعقد في العاصمة المصرية ما بين 25 و31 الشهر الحالي.

وعن هذه المشاركة، قال النائب الساحلي في المطار: "هذا المؤتمر يعقد سنويا، اذ ان لبنان عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي، وعلى الصعيد البرلماني فنحن كمجلس نواب لبناني أعضاء في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامية، لذلك نغادر اليوم لنشارك ونعرض وجهة نظر لبنان في ما يتعلق بالمشاكل في الدول الاسلامية والدول العربية". سئل: هل سيجتمع الوفد في خلال وجوده في القاهرة بوزراء الخارجية العرب لتسليمهم مذكرة المعارضة بالنسبة للمبادرة العربية؟ أجاب: "نحن سنعمل على تسليم المذكرة الى كل وزير خارجية من الدول العربية، اضافة الى الامين العام للجامعة العربية، ونتمنى ان تلقى المذكرة تجاوبا لأن ما نطالب به هو ان يكونوا عادلين وعلى مسافة واحدة من الجميع في لبنان". سئل: هل ستطالبون وزراء الخارجية العرب بتفسير واضح للمبادرة العربية، خصوصا لناحية الأرقام المتداولة في شأن تأليف الحكومة الجديدة في لبنان؟ أجاب: "اننا نعتقد ان المشكلة ليست مشكلة أرقام بقدر ما هي مشكلة قرار، أي هل ان فريق السلطة يريد المشاركة الفعلية معه في السلطة، هل فعلا يريد ان تكون للمعارضة حق المشاركة في صناعة القرار السياسية، وأعتقد انه اذا كان هناك من حل فعلي يجب على الأشقاء العرب ان يقولوا لكل الفرقاء في لبنان اجلسوا وحلوا هذه المعضلة ويكون فعلا للمعارضة الحق في الجلوس على طاولة مجلس الوزراء، ويكون لديها الحق في المشاركة باتخاذ القرار وليس فقط ان يكونوا عددا من الوزراء يجلسون لا حول لهم ولا قوة". اضاف: "نحن نطالب بالمشاركة الفعلية مع شريكنا الآخر في الوطن في صناعة القرار السياسي ونطالب الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب بان يتعاملوا مع الموالاة والمعارضة في المكيال نفسه، وان يكونوا منصفين وان تكون المبادرة العربية فعلا للحل، وان لا تكون طرفا، وهذه المذكرة التي سنقدمها باسم المعارضة وباسم اللقاء الوطني لكي نطلب من الأخوة العرب ان يحلوا فعلا الأزمة السياسية في لبنان لا ان يكونوا طرفا ضد طرف آخر، لأن هذه الطريقة لا توصل الى حل".

 

محفوض: دعونا بدل الاستنكار نسأل: من التالي؟

وطنية-26/1/2008 (سياسة) أدلى رئيس "حركة التغيير"، عضو قوى 14 آذار المحامي ايلي محفوض بالتصريح الآتي: "من المعيب ان نستمر على لغة الاستنكار والادانة، بينما اولادنا يقتلون امام اعيننا. كيف نعزي اهل الشهداء، وماذا نقول لهم؟ فلنكف عن الاستنكار كلما سقط لنا شهيد، ولنبحث عن وسيلة ناجعة نقطع من خلالها رأس الافعى لننهي هذه المسرحية الحزينة ولنوقف مسيرة الجلجلة. وان لم نفعل، فالسلام على لبنان وشعبه في مهب الريح المميت، وان لم نبادر لقطع رأس الافعى دعونا بدل الاستنكار نسأل: من التالي"؟

 

الرئيس السنيورة استقبل قائد الجيش التنزاني وعزى عائلات الشهداء: بدأنا ننجح ببناء مؤسساتنا الأمنية فقررت يد الإجرام استهداف أبطالها

الشعب لن يقبل بتقويض استقلاله وتدمير مؤسساته ونظامه وخنق حرياته

الاستقلال مسيرة شاقة دفع فيها خيرة قادتنا أرواحهم للمحافظة عليه

وطنية- 26/1/2008 (سياسة) اتصل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة معزيا بكل من: والد الشهيد الرائد وسام عيد، زوجة الشهيد المعاون أسامة مرعب، نجل الشهيد ألان فوزي الصندوق، والد الشهيد ايلي الفارس ونجل الشهيد سعيد عازار الذين استشهدوا جراء جريمة التفجير الإرهابية في منطقة الشيفروليه.

وأكد الرئيس السنيورة "عزم الدولة اللبنانية على الاستمرار في ملاحقة المجرمين الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة التي تأتي كواحدة من سلسلة جرائم هدفها تدمير مؤسسات الدولة الأمنية وإحباط آمال المواطنين في دولتهم ووطنهم"، وقال: "إني أدرك حجم الآلام والتضحيات التي لا يمكن أن تعوض، فكل قطرة دم من مواطن لبناني لا يمكن تعويضها، ودم مواطنينا وأرواحهم غالية وثمينة ونحن ضنينون بها، لكن المجرمين الذين قرروا استهداف لبنان وتقويض مؤسساته وضرب استقلاله وخنق حرياته وإفشال نظامه الديموقراطي وتحطيم معنويات شعبه، مستمرون في إجرامهم والشعب اللبناني لا يستطيع التراجع أو التخاذل فقد أصبح بقاء لبنان على المحك". أضاف: "كنا في بداية المحنة نعد المواطنين بإننا جادون في بناء مؤسساتنا الأمنية، وهذا ما بدأنا ننجح فيه، لكن يد الإجرام التي تتربص بلبنان انتقلت لاستهداف هذه الأجهزة التي أظهرت قوة وتماسكا وتقدما وصمودا في حماية شعبها، كما أظهرت تطورا في عملها في كشف الجرائم والمؤامرات، ولهذه الأسباب اغتيل الشهيد اللواء فرنسوا الحاج وقبله استهدف المقدم سمير شحادة واليوم الرائد البطل وسام عيد ورفيقه الشهيد المعاون أسامة مرعب وسقط معهما عدد من الشهداء من المواطنين الأبرياء والعديد من الجرحى". وتابع: "إني في هذه اللحظة الأليمة، أود أن أتوجه إلى المواطنين اللبنانيين وعائلات الشهداء، لأقول إن الضريبة التي ندفع مرتفعة من أرواح أهلنا وشبابنا وأبطالنا، لكن طريق الاستقلال محفوفة بالمخاطر وحافلة بالتضحيات، والمجرمون الذين يكررون جرائمهم إنما يهدفون إلى ضرب عزيمة شعبنا وتحطيم مؤسساتنا وتقويض استقلالنا ونحن إزاء ذلك ليس لدينا إلا خيار المواجهة والصمود، ولذلك نحن أمام هذه الضربات المتلاحقة ندرك اليوم قبل الغد أن لا مجال للتراجع والتخاذل والخوف لأن هذا ما يريده أعداء لبنان، فالاستقلال سنحافظ عليه والوطن سنحميه والمؤسسات سنبنيها ونحصنها، والاستقلال ليس نزهة بل مسيرة شاقة دفع فيها خيرة قادتنا وأبطالنا العسكريون والمدنيون والمواطنون أرواحهم للحفاظ عليه. لهذه الأسباب كلها لن نتراجع عن تمسكنا باستقلالنا وعن حرية بلدنا مهما كبرت التضحيات وعظمت. تغمد الله الشهداء برحمته وأسكنهم فسيح جناته".

وختم الرئيس السنيورة: "إخواني الموطنين، كونوا على ثقة بأن لبنان باق باق باق، ولن تنال منه يد الإجرام والمجرمين، ومهما طال الليل لا بد للشمس من أن تشرق وللعتمة من أن تزول".

قائد الجيش التنزاني

من جهة أخرى، استقبل رئيس مجلس الوزراء اليوم في السرايا الحكومية قائد الجيش التنزاني الجنرال ديفيس أدولف موينغانغ على رأس وفد عسكري، وكان بحث في العلاقات الثنائية والجهود التي تقدمها الوحدة التنزانية العاملة في إطار القوة الدولية في الجنوب.

 

من المقدّم شحادة إلى النقيب عيد قصة إستهداف فرع المعلومات

 الهام فريحه.

من المقدَّم سمير شحادة، نائب رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، إلى النقيب وسام عيد، أحد الضباط في فرع المعلومات الذي يتولى ملفاً فنياً في غاية الأهمية بالنسبة إلى التحقيقات الجارية في كل التفجيرات والإغتيالات منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً إلى الأمس القريب، الأمن اللبناني في دائرة الإستهداف، وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في قلب هذا الإستهداف وذلك للأسباب التالية:

هذا الجهاز الذي تمَّ تفعيله منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، خصوصاً بعد تقرير بعثة الإستطلاع الأولى التي كشفت اللاإحتراف في أجهزة الأمن اللبنانية، ومنذ إعادة تفعيله بدأت الملاحقات له:

الهدف الأوَّل كان المقدَّم سمير شحادة على الطريق الساحلية بين بيروت وصيدا، نجا بأعجوبة وهو اليوم في كندا.

النقيب وسام عيد كان من ألمع ضباط التحقيق وكان على تنسيق دائم مع لجنة التحقيق الدولية، وثمة معلومات تُشير الى إنه قبل ساعة من اغتياله كان في إجتماع تنسيقي مع لجنة التحقيق الدولية. المنطقة التي وقع فيها الإنفجار باتت تؤشر إلى حقائق مخيفة، فعلى بعد مئات الأمتار من المكان كانت أُلقيت قنابل عشية الإنفجار الذي إستهدف اللواء فرنسوا الحاج، ومنذ أيام أشتُبه بسيارة مفخخة عند مستديرة الصياد، كذلك قبل ساعة من إنفجار أمس تحدثت (المعلومات) عن إشتباه بسيارة في منطقة مار تقلا قرب مدرسة الأنطونية. ليس خافياً على أحد إن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي مسؤول عن أمن النواب وحمايتهم، فهل يكون الإنفجار رسالةً (للحامي) بأنه مكشوف وبأنه لا يستطيع حماية أحد وبأنه يحتاج إلى مَن يحميه? حين إستُهدف موكب السفير الأميركي في الكرنتينا، قيل إن أربع سيارات مفخخة (تجوب) المناطق، فهل سيارة الأمس واحدة منها? في المحصِّلة (البلد مكشوف) ولا مظلة فوق رأس أحد، كل ما هو مطلوب أن يتناسى اللبنانيون ولا سيما السياسيون منهم، خلافاتهم، ويضعوا نُصب أعينهم مصلحة هذا الشعب الذي لم يَعُد يُفكِّر بأكثر من تأشيرة هجرة وتذكرة سفر.

 

ثمن ألا تكون "شيعياً" في الضاحية

رامي الأمين

ماذا يعني ألا تكون "شيعياً" بالمعنيين الطائفي والسياسي على السواء وتقطن الضاحية الجنوبية لبيروت؟

عموماً لا يعني ذلك الكثير، سوى أن الضاحية يمكن أن تختزن بعض التنوع في تركيبتها "الشيعية" الطاغية. لكن في خصوصيات الأمر، قد يعني الكثير، أولاً بالنسبة إلى الفرد غير الشيعي قاطن الضاحية، وثانياً بالنسبة إلى سكان الضاحية المحيطين بهذا الفرد. طبعاً ليس الأمر مستغرباً في معرض العيش المشترك، فالضاحية، على انعزاليتها التي ارساها عليها "حزب الله" عبر سياساته وأيديولوجيته، تبقى منفتحة بعض الشيء نحو إبقاء التنوع فيها كزينة لا بدّ منها، هذا إذا لم يهرب التنوع من تلقائه. فالعودة إلى الماضي القريب نسبياً لطلب النماذج يحيلنا إلى "حارة حريك" المنطقة المسيحية التي نزح سكانها عنها بعد الحرب الأهلية وبعد إمساك الحزب الإلهي وقبله حركة أمل بالمنطقة التي يتحدر منها الجنرال ميشال عون المتفاهم مع حزب الله عبر وثيقة وقّعت في كنيسة مار مخايل لإضفاء طبعة وطنية عليها. كما أن الضاحية الجنوبية قديماً كانت تدعى "ساحل النصارى" ومن ثم "ساحل المتن الجنوبي"، وتغير الإسم ليصير ضاحية بيروت الجنوبية، ثم اختزل بالضاحية الجنوبية، وصار في النهاية "الضاحية" فحسب. والضاحية كانت من زمان منطقة تنوّع وانفتاح، إذ ينطبق ذلك على مناطق كثيرة فيها كمثل المريجة التي تضم مدارس للراهبات وكنائس، والتي هي الأخرى خلت من سكانها المسيحيين الأصليين.

كان سبق، قبل أشهر من الآن، لجمعية "أمم للتوثيق"، وبإشراف من لقمان سليم ومونيكا بورغمان، أن استضافت معرضاً للصور والوثائق والتسجيلات تحت عنوان "بحثاً عن الضاحية" يتطرق إلى تاريخ الضاحية ويضم مقارنة بين ما كانته قبل "حزب الله" وما صارت عليه بعده. واستطاع المعرض أن يضع الإصبع على جرح الضاحية، ويشير بالإصبع نفسه إلى السكين وحامله.

لكن الضاحية الآن لا تحيد عن كونها عاصمة "دولة حزب الله" بحسب تصنيف وضاح شرارة، وهذا الأمر يجعلها تطرد، من دون اللجوء إلى العنف، كلّ من لا يشبهها إلى خارجها. هذا ما فعلته مع سكانها الأصليين، وهذا ما تفعله مع من تبقى من ناس فيها، لا يمتّون إلى لونها الديني والسياسي والإجتماعي الواحد بصلة. والحقّ يقال إن أحداً في الضاحية لا يتعرض لمضايقات من هنا أو هناك. وكاتب هذه السطور خير شاهد، وخصوصاً أنه يقطن في عمق الضاحية وينتقد ليلاً نهاراً ممارسات "حزب الله" ولا يستكين عن توجيه اللوم وإبداء الملاحظات حول ممارسات هذا الحزب، ولم يتعرض يوماً لمضايقات تذكر. ويمكن الجزم بأن احداً لا يتعرض للمضايقات في الضاحية بسبب موقفه السياسي أو إنتمائه الحزبي أو معتنقه الديني. هذا لا يحدث كثيراً هذه الأيام. وقد كان يحدث في مراحل سابقة.

لكن ليس هذا هو العنصر الطارد للإختلاف في الضاحية، بل الأجواء العامة، والنبذ الإجتماعي والتضييق الإقتصادي على المختلفين والغرباء، كلها عناصر سوسيولوجية تؤدي بغير الموالين للحزب أو المعترضين على سياساته إلى الهرب والنزوح من مناطق نفوذه، إلى مناطق نفوذ الأحزاب الأخرى، التي لا تختلف كثيراً في سلوكها الإجتماعي عن الحزب الإلهي. فالكانتونات صارت جزءاً من المجتمع اللبناني، فالسني في الضاحية هو كمثل الشيعي في الطريق الجديدة.

النماذج غير الشيعية القاطنة الضاحية، على قلّتها، تبدو نافرة، ويمكن الوصول إليها بمجرد السؤال. سليم هو أحد هذه النماذج وهو شاب من الطائفة السنية، يوالي الجنرال ميشال عون. شيوعي سابق، ويقطن في الضاحية. هو شاب يحبّ السيد حسن نصرالله، لكنه يعترض على الكثير من سلوكيات حزب الله، وينزعج من بعض الممارسات في الضاحية، كما تزعجه الفوضى، وغياب القانون في المنطقة التي يعيش فيها. يحب المقاومة، ويشعر أنه بمعاشرته أبناء الضاحية صار يشبههم. يقول ممازحاً إنه بات شاطراً في خرق القوانين، ويعلقّ ضاحكاً: "إن لم تكن ضاحيوياً، أكلتك الضاحية!".

حسين، الشاب الموالي لحزب الله، يتحدث عن علاقته بجيرانه المسيحيين، الذي يجد فيهم جيراناً "أوادم، وهادئين، لا يتدخلون في أي من الأمور السياسية". يقول حسين عن جيرانه إنهم "كمن يريد السترة، يريدون العيش ليس إلا، ولا تهمهم السياسة ولا الوضع القائم في البلد". لكن ماذا عن الذين يهتمون بالسياسة ويعارضون "حزب الله"؟ عناية تحمل الجنسيتين اللبنانية والجزائرية، تدرّس في إحدى مدارس الضاحية، وكانت تقطن في منطقة "جامع العرب"، لكن بسبب من موقفها السياسي الموالي لتيار المستقبل، لم تستطع التأقلم مع الواقع الذي يحيط بها، فهي تعيش في محيط حزب إلهي طاغ، ومجنونة تكون الجزيرة التي تعادي المحيط، على ما يقول المثل الصيني، لذا انتقلت عناية إلى منطقة الحدث، القريبة من الضاحية، حتى تبقى قريبة من مدرستها، لكنها كما تقول بشيء من الندم المبطّن: "هربنا من تحت الدلفة لتحت المزراب، الحدث كلها عونيين، وصايرين مثل حزب الله!".

 

السفارة الاميركية نفت خبر "الديار" بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان

وكالات/نفت السفارة الأميركية في لبنان الخبر الوارد في جريدة الديار في تاريخ 26 كانون الثاني 2008، والذي أشار الى أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من رعاياها مغادرة لبنان في أسرع ما يمكن. اشارة الى انه بعد الانفجار الذي حدث في الحازمية في 25 كانون الثاني 2008، أرسلت السفارة رسالة حضت فيها "الرعايا الأميركيين الذين يعيشون ويعملون أو يتنقلون في لبنان على استخدام ممارسات أمنية مسؤولة." 

 

العثور على مخبأ كبير للاسلحة في صيدا

وكالات/عثر الجيش اللبناني على مخبأ كبير للاسلحة في متجر لعصير الفواكه في صيدا واعتقل مالك متجر مجاور، بحسب ما افادت اجهزة الامن.

وقال مسؤول في هذه الاجهزة ان الاسلحة تتألف خصوصا من بنادق كلاشنيكوف وقذائف آر بي جي وكمية كبيرة من الذخائر كانت مخبأة في مكان سري داخل المتجر. واوضح المصدر نفسه ان مالك هذا المتجر مطلوب للعدالة، وان مالك المتجر المجاور اعتقل للاستجواب. وياتي العثور على هذا المخبأ في فترة تشهد توترا حادا في لبنان الذي يواجه اشد ازمة سياسية منذ انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990). وتفاقمت هذه الازمة جراء سلسلة عمليات اغتيال سياسي. واليوم الجمعة، قضى النقيب في شعبة المعلومات التابعة لقوى الامن الداخلي وسام عيد مع ثلاثة اشخاص اخرين في اعتداء شرق بيروت.

 

رفض الخيار المفروض: مقبرة أو مسخرة

رفيق خوري

الخريطة الدموية ناطقة بأكثر من القراءة السياسية فيها. فالقتل منهجي، لا مجرد إرهاب عشوائي. ضربة وراء ضربة بأكبر قدر من الاحتراف في اصابة الهدف، مع ترويع المارة على الطريق. والاستهداف متدرج في خطة بعيدة المدى. من استهداف السياسيين والمفكرين والصحافيين الى استهداف الجيش ثم قوى الأمن الداخلي. والهدف الأكبر هو الإجهاز على الجمهورية المكشوفة أمنياً والمشلّعة سياسياً. ذلك ان ردّ الفعل العفوي والفوري للمواطن العادي كان الربط الطبيعي بين اغتيال الرائد الشهيد وسام محمود عيد ومرافقه المعاون الشهيد اسامة مشهور مرعب واغتيال اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وقافلة الشهداء التي سبقتهم. حتى القوى والشخصيات المختلفة على أمور كثيرة، فانها بدت متّفقة على قراءة واحدة في الجريمة: زعزعة الاستقرار وضرب المؤسسات ومنع قيام دولة. لكن الإدانات الجماعية في الداخل والخارج لم توقف آلة القتل عن العمل. والقراءة الواحدة لدى الأطراف المختلفة لم تدفع الى الرد الوطني والسياسي الواحد على استهداف لبنان بالمسارعة الى تسوية الأزمة واحياء المؤسسات. فلا تكرار المشهد المروع قاد الى تغيير الوضع أو أقله أوقف انحداره الى قعر الهاوية. ولا التحذيرات من الأخطار منع الذهاب اليها بعيون مفتوحة. وليس بالاستنكار وحده ينجو لبنان من القتل. ولا قدر الوطن الصغير ان تفرض عليه آلة القتل ان يكون الخيار أمامه هو: اما مقبرة، واما مسخرة. مقبرة اذا أصرّ على حقّه في الحياة والحرية. ومسخرة اذا تنازل عن حقّه في الحرية للحفاظ على الحياة في سجن كبير. لكن المخيف ان هذا ما يراد له. والمخيف أكثر، وسط الحفاظ على الأزمة السياسية عبر التمسك بالمواقف الجامدة، هو اضطرار اللبنانيين الى طرح سؤال خطير على أنفسهم: هل استمرار الأزمة واستسهال البقاء في الفراغ الرئاسي مجرد لعبة سياسية يتصوّر اللاعبون انهم يملكون كل الوقت في العالم لممارستها أم جزء من اللعبة الدموية التي تستهدف لبنان أو أقله مناخ يوظفه أصحاب اللعبة الدموية?  من السهل التركيز على توقيت الاغتيال عشية الاجتماع المقرر لوزراء الخارجية العرب في القاهرة ثم وضعه كالعادة في خانة (الرسائل). لكن من الصعب أن يتمكّن دخان الحريق من حجب الرؤية العربية للمشهد اللبناني ومن حوله. ولعل المسؤولية العربية تحتم على الوزراء، قبل الجريمة وبعدها، اعطاء المبادرة العربية (قوة الدفع) التي يطلبها الأمين العام للجامعة عمرو موسى من أجل (كسر المأزق).

 

مزهر تسلّم التحقيق في الملف

افادت "النهار" مصادر مطلعة على التحقيق الجاري في جريمة اغتيال الرائد في قوى الامن الداخلي الشهيد وسام عيد ومرافقه المعاون اسامة مرعب ان السيارة الجانية من نوع "ب.م.ف" موديل 1985 تعمل الادلة الجنائية على بيان التفاصيل المتعلقة بها. وادرجت الجريمة في نطاق الجريمة المنظمة المحترفة بالاستناد الى طريقة التفجير المستعملة. وذكرت ان الانفجار الذي احدث حفرة كبيرة قطرها خمسة امتار ناجم عن سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات قدرتها بنحو 50 كيلوغراما، وادى الى اربعة قتلى بينهم الشهيدان من قوى الامن الداخلي والضحيتان الأخريان من المواطنين العابرين سقطوا في لحظة تشهد فيها الطرق حركة سير كثيفة، مما يفسر اصابة عدد كبير من المواطنين بجروح وان تكن طفيفة في الغالب.

وهي الكمية الاكبر من المتفجرات قياسا الى الزنات المستعملة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

واشارت الى ان الرائد عيد كان في طريقه الى مركز عمله آتيا من منزله، ولحظة وصوله الى مكان توقف السيارة الجانية حيث يقتضي مفترق الطرق التمهل في السير، دوى الانفجار بواسطة جهاز تحكم من بعد. وقالت انه كان يتخذ الحيطة في تنقلاته، متحدثة عن متابعته لملفات تحقيق عدة في جرائم مهمة.

ونفت ما تناقلته وسائل الاعلام عن وجود شخصية قضائية طالها الانفجار.

وهو الانفجار الثاني الذي يحصل في عشرة ايام بعد العبوة التي استهدفت السيارة التابعة للسفارة الاميركية في 15 كانون الثاني الجاري وادت الى ثلاثة قتلى و25 جريحا على الطريق البحرية في برج حمود، وبعد مرور 43 يوما على اغتيال مدير العمليات السابق في الجيش اللواء الركن فرنسوا الحاج ومرافقه بانفجار سيارة مفخخة في بعبدا لدى مرور سيارته.

وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية جان فهد على كل من يظهره التحقيق فاعلا او محرضا او متدخلا في الجريمة. وتسلم التحقيق في الملف قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر الذي عاين مكان الجريمة واستمع الى افادات عدد من الشهود.

 

 

حِداد وطني اليوم استنكاراً للجريمة وتكريم للشهيدين في مقر قوى الأمن

  60 كلغ متفجرات حصدت ضابط الارتباط مع لجنة التحقيق ومرافقه

إلى 3 ضحايا مدنية و41 جـريـحاً وجـحـيم جديد في الحازمية - الشيفروليه

كتب عباس صالح:  النهار

يكاد التشابه في مسلسل التفجيرات الذي يستهدف رموزاً سياسية واعلامية وعسكرية وامنية، والذي بدأت حلقاته منذ الاول من تشرين الاول 2004 بمحاولة اغتيال الوزير مروان حماده في منطقة المنارة، يكون بمثابة توقيع يؤشر الى ان الجاني هو نفسه من يقف وراء كل عمليات الاغتيال الدامية والمترابطة منذ ذلك التاريخ.

فما اكبر الشبه بين مسرح الجريمة التي اودت صباح امس برئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي – ضابط الارتباط بين لجنة التحقيق الدولية وقوى الامن الداخلي الرائد وسام عيد ومعه مرافقه المعاون اسامة مرعب، اضافة الى كوكبة من المدنيين عابري طريق الحازمية – الشفروليه، ومسارح الجرائم الارهابية الاخرى التي طالت الرئيس رفيق الحريري، والوزير بيار الجميل، والنواب جبران تويني، ووليد عيدو، وانطوان غانم، والقيادي جورج حاوي، والزميل سمير قصير، ومدير العمليات في الجيش اللواء فرنسوا الحاج، حاصدة عدداً من المرافقين والمواطنين، وما بينهما من محاولات اغتيال استهدفت الوزيرين حماده والياس المر والاعلامية مي شدياق، والمقدم في قوى الامن الداخلي سمير شحادة وآخرين.

مشهد يتكرر مع عصف كل جريمة اغتيال: نار ودخان تنبعث منه رائحة جثث متفحمة. اشلاء بشرية مبعثرة ودم مراق في كل مكان، هياكل سيارات لم يبق منها الا كتل معدنية محترقة، وحفرة هنا وحفرة هناك، هي ما تبقى من دليل وحيد على مكان العبوة المفخخة.

المشهد هو نفسه كل مرة: صراخ، وارتباك، وحيرة بين صفوف حراس مسرح الجريمة من عناصر القوى الامنية، تدل على ان "الطاسة ضايعة" ولا احد يدري كيف ينظم الامور في مثل هذه الحالات، على رغم تكررها.

لكن، ومع كل هذا الشبه، تبقى ثمة مفارقات شكلية – ولو بسيطة – بين جريمة واخرى يمكن ان تستثمر في جمع الادلة، وابرز مفارقات اغتيال عيد امس هو ان العبوة وضعت عند منعطف حاد تحت جسر الشفروليه – الحازمية الذي يؤدي الى الاشرفية، بحيث يجبر السيارة على الحد من سرعتها، ليتأكد الجناة من القضاء على هدفهم الذي افلت منهم مرتين قبل ذلك. الاولى في شباط عام 2006 حين رمى مجهولون قنبلة يدوية على باب منزله في بناية النرجس في حي الاميركان، والثانية في شارع المئتين في الشمال حيث اصيب خلال عملية الدهم الشهيرة لعناصر من تنظيم "فتح الاسلام" التي جرت بالتزامن مع اندلاع المواجهات في مخيم نهر البارد.

ومع ذلك يبدو ان المخططين رفدوا مخططهم بأقصى درجات الاحتياط لضمان القضاء على الضابط الذي نجا من الاغتيال بأعجوبة في ايلول 2006 على طريق الرميلة بعدما استشهد معه اربعة من مرافقيه، فكانت العبوة هذه المرة 60 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار التي حولت المنطقة المحيطة في لحظات منطقة منكوبة بشعاع قطره حوالى 500 متر هوائي، طالت اضرارها الجسيمة عدداً غير محدد من المباني والسيارات، ووصلت الى مبان بعيدة جداً عن الموقع المستهدف كالمباني المطلة على المكان في منطقة جسر الباشا والتي تحطم زجاجها وخلعت ابوابها. المعلومات الاولية اشارت الى سقوط ستة شهداء، هم اضافة الى عيد ومرعب، المحامي ايلي فارس (41 عاماً) وآلان صندوق وجو سركيس (سائق سيارة رينو Rapid) عثر عليها في مكان الانفجار، وسعيد الياس عازار الذي توفي ليلاً متأثراً بجروحه.

وبعيد وقوع الانفجار، ضربت القوى الامنية طوقاً حول المكان الذي امتدت فيه ألسنة اللهب المندلعة في عدد كبير من السيارات التي كانت متوقفة او مارّة في المحلة، وكثّفت المباحث الجنائية العلمية والخبراء والكلاب البوليسية المدرّبة على كشف الانفجارات اعمالها حول الحفرة التي خلّفها الانفجار، فتبين ان حجم العبوة بلغ اكثر من 60 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار كانت موضوعة في سيارة لم تحدد معالمها، واحدث حفرة قطرها 5 امتار و60 سنتيمتراً وعمقها متر ونصف متر.

واوقفت القوى الامنية عدداً من الاشخاص في مكان الانفجار، واستنابت السلطات القضائية المختصة القوى الامنية لاجراء البحث والتحري والاستقصاءات لمعرفة المعلومات التي تنير التحقيق.

وتحدث بعض المعلومات عن ان الضابط الشهيد كان متوجهاً الى اجتماع مع اعضاء لجنة التحقيق الدولية لاطلاعهم على بعض المعلومات والمعطيات المتوافرة لديه في ضوء التحقيقات التي يقوم بها، وكان معنياً بالشق التقني المتعلق بالاتصالات الهاتفية في معلومات امنية متعددة.

كما ذكر مصدر امني ان مجهولاً اتصل صباحاً بالمديرية العامة لقوى الامن الداخلي وابلغ عن وجود قنبلة على مدخل احدى المدارس في منطقة مارت تقلا – الحازمية، فتوجهت العناصر الامنية الى المحلة وتزامن توجهها مع وقوع الانفجار، الامر الذي فسّر بأنه محاولة لالهاء القوى الامنية.

الجرحى

وبلغ عدد الجرحى المعروفين 41، اصاباتهم متفاوتة بين طفيفة ومتوسطة وخطرة، عرف منهم: محمد علي ماجد، فيكتور غطاس، سيدة الياس نجم، غابي سعيد الهندي، علي احمد صالح، ربيع عبود، لينا خليل الارزوني، عفيفة خليل داغر، ماري تريز ابو عون، محمد خليل سلوم، ايليانا بشارة نجم، جميل سليم طرزي، ماريا عمون فارس، ديالا شديد حلو، ليا ميلان الياس، نزيه سليمان نعمة، عبد الزهرة رمال، رجا فريد المغربي، رنا ايلي نجم، بيار ابو ضرغام، مخائيل الطيار، روجيه الخوري، وليد كنعان، شارل معمار، جورج بو حرب، وديع صقر، زينة خوري، جويل حجار، ليليان سركيس، ربيع رعد، محمد هرموش، غسان ديب، انطوان ابو فرحات، روني شكرالله وخالد خير.

وتفقد موقع الانفجار المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، قائد الشرطة القضائية العميد انور يحيى، النائب العام التمييزي سعيد ميرزا، قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية جان فهد.

وقال ريفي بعد تفقده الموقع انه "بعد استهداف العميد فرنسوا الحاج في الجيش، استهدف اليوم ضابط مهم جداً في قوى الامن الداخلي، ونحن مستمرون في مهمتنا بحماية هذا البلد، ولن يردعنا أي استهداف".

وأكد أن "الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة وقد بدأ الخبراء بتحديد حجم الحفرة لتحديد كمية المتفجرات، وأن الرسالة الارهابية وصلت عبر استهداف النقيب المهندس عيد الذي كان يعمل على كل الملفات التي لها علاقة بالتفجيرات الارهابية، وله دور تقني فيها".

وأصدرت وزارة الصحة العامة بيانا طلبت فيه من المستشفيات معالجة الجرحى الذين أصيبوا بالانفجار على نفقة وزارة الصحة.

كما طلبت من الاطباء المراقبين ومراكز اصدار بطاقات الاستشفاء تسهيل أمور المواطنين لجهة اصدار موافقات الاستشفاء على حساب الوزارة.

وافاد مدير العمليات في الصليب الاحمر جورج كتانة ان عناصر الصليب الاحمر نقلت 9 جرحى الى مستشفيات المنطقة، و11 تم اسعافهم في مكان الانفجار و4 شهداء نقل أحدهم الى اوتيل ديو.

وأعلنت قيادة فوج اطفاء مدينة بيروت في بيان، ان وحدات الاسعاف والانقاذ والاطفاء فيها شاركت في عمليات اهماد النيران التي كانت تندلع في عدد من السيارات في مكان الانفجار، وحالت دون امتدادها الى بقية السيارات المتوقفة في المكان.

كما أعلنت نقابة المستشفيات ان الاصابات التي تم استقبالها في المستشفيات الخاصة من جراء الانفجار هي 41 اصابة 33 منها عولجت في قسم الطوارىء و7 حالات استشفاء وشهيد، توزعوا على المستشفيات الآتية:

اوتيل ديو 5 اصابات 2 طوارىء و2 استشفاء وجثة.

القديس جاورجيوس: اصابة واحدة وحالة طوارىء.

الحياة: اصابتان وحالتا طوارىء.

قلب يسوع: 11 اصابة، 9 طارئة و2 استشفاء.

سان شارل: 4 اصابات، 3 طوارىء و1 استشفاء.

اللبناني الكندي: 3 اصابات و3 طوارىء.

جبل لبنان: 15 اصابة، 13 طوارىء و2 استشفاء.

حداد رسمي وتشييع

ومساء، أعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم يوم حداد وطني عام "استنكارا لاستشهاد النقيب عيد ورفاقه الشهداء الذين استشهدوا في العملية الارهابية الغادرة". وفي هذا الاطار تعدل البرامج العادية في محطتي الاذاعة والتلفزيون الرسميين مما يتوافق مع هذه المناسبة الأليمة اليوم.

كما أصدرت شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي بيانا جاء فيه: "الساعة التاسعة من تاريخ 26 من الجاري ستقام مراسم تكريم الشهيدين الرائد وسام عيد والمعاون أسامة مرعب في مقر عام المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – الاشرفية في حضور المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وتقليد الاوسمة.

بعد ذلك سينقل جثمان الشهيدين عيد ومرعب الى مدينة طرابلس حيث سيصلى على جثمانهما الطاهرين في جامع طينال بطرابلس عقب صلاة الظهر ويوارى المعاون الشهيد الثرى في جبانة العائلة بطرابلس، وتنقل جثة الرائد الشهيد عيد الى بلدة دير عمار حيث يصلى على جثمانه ويوارى في الثرى في جبانة العائلة في البلدة".

 

انفجار الشفروليه رد على التحقيق في عين علق واغتيال الحريري

تعددت القراءات الداخلية والخارجية للانفجار الجديد أمس والذي جاء في سياق معقّد من الاحداث السياسية والامنية التي تعصف بلبنان منذ اكثر من ثلاث سنوات ووسط أزمة انتخابات رئاسية متمادية وصلت الى مفترق مهم بفعل ما آلت اليه الجهود المبذولة لايجاد وحلول لها، وآخرها المبادرة العربية التي تعود غداً الى القاهرة بعد فشلها في بيروت.

وتركزت القراءات على الشخصية الامنية المستهدفة في شعبة المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي الرائد وسام عيد الذي يرئس الفرع الفني في الشعبة والذي كانت له مساهمات مهمة في ملفات أمنية أبرزها كشف ملابسات جريمة عين علق في 13 شباط 2007، ثم جريمة بعبدا التي أودت في 12 كانون الأول الماضي باللواء الركن فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش والشخصية العسكرية البارزة في انتصار الجيش في حرب مخيم نهر البارد.

وقال مصدر حكومي لـ"النهار" ان لبنان "يدفع ثمن مسيرة الاستقلال الثاني الذي تعمد بدماء الرئيس رفيق الحريري وقافلة الشهداء بعده". وأضاف: "ليس مصادفة ان يتعرض الجيش وقوى الامن الداخلي لمخططات الانفجارات بعدما قطعا شوطاً مهماً على طريق توفير مقومات الامن اللباني المستقل بعد حقبة طويلة من الوصاية السورية على مقدرات هذا البلد".

شعبة المعلومات

وتفيد المعطيات المتصلة بالدور الذي كان يضطلع به الشهيد انه كان ضمن المجموعة الأساسية في شعبة المعلومات التي وضعت يدها على عناصر مهمة في عدد من الجرائم الكبرى، وهو أول استهداف بارز للشعبة بعد محاولة اغتيال المقدم سمير شحاده عام 2006 والذي كان يقوم بالمهمات الحالية لعيد.

والرائد عيد الذي سقط مع مرافقه وأربعة مدنيين الى عدد كبير من الجرحى، استهدف لدى وصول سيارته الى جسر الحازمية – الشفروليه قرابة العاشرة صباحا، اذ انفجرت سيارة مفخخة افادت المعلومات انها من نوع "بي ام دبليو" طراز 1985 كانت محشوة بنحو 60 كيلوغراما من المواد الشديدة الانفجار. وتردد ان الضابط كان عائدا من مقر لجنة التحقيق الدولية الى مقر عمله في المديرية قرب اوتيل ديو، ولكن تبين انه كان في طريقه من منزله في الدكوانة الى مقر عمله.

اهداف الاغتيال

وعلمت "النهار" من مصادر امنية رفيعة المستوى ان الرائد عيد دفع حياته ثمن الانجازات التي حققها. فاضافة الى كشف جريمة عين علق، كشف ايضا العلاقات التي تربط "فتح الاسلام" بالمخابرات السورية وتحديدا باللواء آصف شوكت وساهم مساهمة فعالة في تحليل الاتصالات الهاتفية التي اماطت اللثام عن معطيات مهمة تتصل باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ومع اقتراب موعد قيام المحكمة ذات الطابع الدولي وتعيين رئيس جديد للجنة التحقيق الدولية، برز للرائد عيد دور اساسي مع اللجنة وكانت الاجتماعات متواصلة مع رئيسها الجديد. واثارت الجريمة موجة استنكار داخلية شاملة. فيما اعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الحداد الوطني الشامل اليوم. اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري للتعزية بكل من وزير الداخلية حسن السبع والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي.

ردود

وكان من ابرز ردود الفعل على الجريمة، ذلك الذي صدر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي قال امام احد الوفود ان "ما يجري له هدف هو افراغ البلد من جميع مؤسساته الدستورية (...) ان ما يحدث ليس من صنع اللبناني فقط ولكن هناك مشاركة من خارج لبنان (...) الهدف من كل ذلك تفتيت البلد. والمخطط كان مستوراً انما الآن انكشف حيث تبين ان هناك تدميراً منهجياً لكل المؤسسات ولا خطوط حمر".

واعتبر رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري ان "المخطط الاجرامي الارهابي لن ينتهي فصولاً إلا بالتضامن الوطني لاسقاط مشروع تطويع لبنان واعادته الى زمن الهيمنة والتسلط". ولاحظ "ان الجريمة النكراء تأتي عشية انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب". وطالب العرب "بوجوب رفع يد النظام السوري عن لبنان". وجاء في بيان لـ"حزب الله" ان "هذا الاعتداء يأتي في سياق زعزعة الاستقرار الداخلي وضرب المؤسسات الامنية والعسكرية التي تشكل ضماناً للأمن والسلم الاهلي في لبنان". وفي تداعيات الجريمة، اقدم اهالي دير عمار في الشمال مسقط الرائد عيد على قطع الطريق التي تصل عكار بطرابلس احتجاجاً، واشعلوا اطارات سيارات مما عطّل العبور ثلاث ساعات.

السنيورة

وفي موازاة الحدث الامني تعيش الساحة الداخلية حال ترقب لما ستنتهي اليه المبادرة العربية في ضوء اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً في القاهرة.

وعاد الرئيس السنيورة مساء من الرياض مختتماً جولة شملت مصر والسعودية. وقد سمع من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز تأكيداً لـ"دعم المملكة للبنان والتوافق بين جميع اللبنانيين"، كما أكد "التمسك بالمبادرة العربية التي اجمع عليها العرب ووافقت عليها كل الدول العربية وفق البرنامج المطروح والقاضي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً في أسرع وقت". وعلمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية ان الجهد منصب حالياً على البحث عن معادلة تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية فوراً. لكنها أبدت حذراً حيال نجاح هذا الجهد نظراً الى استمرار دمشق في موقفها من تفسير المبادرة العربية، مما يثير مخاوف من ان ينتهي اجتماع القاهرة غداً الى خلاف علني.

سليمان – الاسد

واتصل قائد الجيش العماد ميشال سليمان بالرئيس السوري بشار الاسد وبالقيادة العسكرية السورية. واستقبل بعد ذلك الامين العام للمجلس الأعلى السوري – اللبناني نصري خوري، وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والعلاقات اللبنانية – السورية ومضمون الاتصالين اللذين أكد سليمان خلالهما "استمرار التواصل الأخوي والتنسيق بين البلدين والجيشين الشقيقين". وأدرجت مصادر مطلعة اتصال سليمان بالاسد في اطار "التواصل الذي يعتمده قائد الجيش مع كل القادة العرب والاجانب المعنيين بالوضع اللبناني".

قطر

وفي دافوس (سويسرا) قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي رداً على سؤال عما يتردد في وسائل الاعلام عن مساع قطرية لدفع مرشح للرئاسة اللبنانية غير المرشح المتفق عليه عربياً، أن دولة قطر "ملتزمة المبادرة العربية وتدعم ما يتفق عليه الاخوة اللبنانيون". وأضاف إن ما تردد في وسائل الاعلام في هذا الشأن "غير دقيق".

 

تنديد دولي وعـربي بالتفجير "الارهابي" في بيروت ورفض لحصول المرتكبين على مكاسب سياسية

النهار

نددت واشنطن ولندن وباريس وموسكو وعواصم غربية وعربية بالتفجير "الإرهابي" الذي سقط فيه رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات لدى قوى الأمن الداخلي النقيب وسام عيد مع آخرين في منطقة الشيفروليه بشرق بيروت، مشددة على أنها ستقف الى جانب لبنان في وجه من يسعى الى زعزعته، وداعية الى وضع حد للأزمة السياسية في البلاد انطلاقاً من إنهاء حال الفراغ في سدة الرئاسة الأولى. وبينما وصفت دمشق مرتكبي هذا الإعتداء بانهم "أعداء لبنان"، أكدت القاهرة أن الضالعين فيه لا يمكن أن يحققوا مكاسب سياسية من أعمال كهذه. وحمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون على "الهجوم الإرهابي" في لبنان، وقال ان "العمل الأخير من الإرهاب يجب ألا يقوض أمن لبنان واستقراره وسيادته". وإذ حض اللبنانيين على "مواصلة ضبط النفس"، دعا الى "جلب الذين يقفون وراء هذا الهجوم والهجمات السابقة الى العدالة". وأمل الناطق بإسمه فرحان حق "ألا يؤثر ما حصل على التقدم الذي نحرزه من أجل انشاء المحكمة الخاصة للبنان"، أو على التحقيق الذي يجريه رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة القاضي الكندي دانيال بيلمار.

واشنطن

وصرحت الناطقة بإسم البيت الأبيض دانا بيرينو: "نندد بشدة بالتفجير الإرهابي الذي حصل اليوم (أمس) في بيروت وأدى الى مقتل ضابط في الشرطة وعدد آخر من اللبنانيين". وأضافت أن وراء الإنفجار "أولئك الذين يسعون الى ضرب المؤسسات والأصول الديموقراطية اللبنانية والاستمرار في تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وسئلت عن احتمال ضلوع سوريا في هذا التفجير، فأجابت: "لا استطيع القول إن لا علاقة لها بالأمر، لكنني لا أستطيع قول ذلك بصورة جازمة". وشددت على أن الرئيس جورج بوش "سيواصل الوقوف الى جانب اللبنانيين في سعيهم الى الأمن والحرية".

وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية طوم كايسي إن التفجير "عمل مروع من أعمال الإرهاب... ليس لدينا بالتاكيد أي علم بالمسؤول عن هذا، ولكن يبدو مرة أخرى أنه هجوم آخر على أفراد ضمن المؤسسات والهياكل الديموقراطية في لبنان". وليلاً، اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان لبنان "عانى طويلاً من التدخلات الاجنبية".

لندن

وعلق الناطق بإسم وزارة الخارجية البريطانية بأن "هذا اعتداء جديد، يأتي عقب سلسلة من الاعتداءات (ارتكبها) أولئك الذين يريدون زعزعة استقرار لبنان". وذكر ان النقيب عيد "تعاون مع الأمم المتحدة في التحقيق في سلسلة اغتيالات سياسية مهمة حصلت في لبنان"، الا أن "مقتله يجب ألا يكون سبباً لوقف البحث عن العدالة في هذا التحقيق المهم". وحرص على أن يؤكد ان "بريطانيا ستواصل دعم الشعب اللبناني ولا سيما عبر دعم جهوده لحل الأزمة السياسية" في لبنان.

باريس

وصادرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً جاء فيه أن فرنسا "تندد بأشد العبارات بالاعتداء الجديد" في لبنان، داعية "الأسرة الدولية الى وضع حد" لهذه "المحاولات القاتلة المتكررة لزعزعة الاستقرار في لبنان". ولاحظت أنه "بعد مجلس النواب والجيش، تستهدف مؤسسة أخرى مهمة لاستقرار لبنان وأمن اللبنانيين بشخص مسؤول رفيع المستوى في قوى الأمن الداخلي". ورأت أنه "يجب تسليط الضوء على ملابسات هذا العمل الارهابي وسوق مرتكبيه والمحرضين عليه أمام العدالة". وكررت "دعوة كل الأطراف في لبنان، كما في خارج هذا البلد، الى تحمل مسؤولياتهم وبذل كل ما في وسعهم لإنهاء الفراغ الخطر على رأس الدولة اللبنانية... ضمن روحية الأفكار الواردة في الخطة التي اعتمدها بالاجماع في القاهرة وزراء الخارجية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية".

واوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ان "باريس تنتظر ما ستؤدي اليه اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة"، كما أنها "في انتظار جلسة الاستحقاق الرئاسي المقررة في 11 شباط المقبل".

وسئلت هل دعوة وزير الخارجية برنار كوشنير سوريا الى وقف زعزعة الاستقرار في لبنان وسيلة ضغط إضافية على دمشق، فأجابت أن "باريس تضغط بصفة دائمة على كل الأطراف الذين يضطلعون بدور على الساحة اللبنانية". ثم قالت: "نعتقد ان الفراغ على رأس الدولة يشكل خطراً ويجب التوصل الى اتفاق في أسرع وقت ممكن على مرشح توافقي".

موسكو

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين في بيان: "اننا نندد بشدة بهذا الهجوم الدموي الجديد للإرهابيين... أن ذلك يكشف مرة أخرى خطر شغور الرئاسة في لبنان وأن قوى الدمار تغتنم فرصة المماطلة في المشاورات حول انتخاب رئيس جديد توافقي". وأكد أن "أي تأخير في حسم تلك المسألة المركزية غير مقبول". وخلص الى أنه "يجب وضع حد لانعدام الإستقرار وإفلات الإرهابيين من العقاب".

برلين

ولاحظت ناطقة بإسم وزارة الخارجية الألمانية الى أن "الانفجار حصل في واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً في بيروت حيث استهدف مدبروه على ما يبدو وقوع عدد كبير من الضحايا". وقالت إن "أعمال العنف التي يشهدها لبنان تهدف الى زعزعة الاستقرار في هذا البلد". ودعت الى "التغلب على الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان" والى "تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للدولة".

مدريد

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإسبانية أن الحكومة "تندد بشدة بالاعتداء الوحشي الذي اقترف هذا الصباح (أمس) في بيروت". وأملت في "توقيف (المرتكبين) واحالتهم على القضاء". وعبرت عن "ثقتها بأن هذا الهجوم الارهابي الجديد لن ينال من تصميم اللبنانيين على استعادة الاستقرار والتعايش السلمي".

بروكسيل

واستنكر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الاعتداء "الدنيء" في لبنان. وقال في بيان: "مرة أخرى، أندد باشد العبارات بالسلسلة المتواصلة من الإعتداءات بالقنابل في بيروت... من الواضح أن النية الرئيسية من تلك الهجمات هي زعزعة الإستقرار. ففي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود بكل حسن نية لتشجيع الحوار، يسعى آخرون جدياً الى استمرار برنامج مشؤوم".

دمشق

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن "مصدر إعلامي مسؤول" أن دمشق تندد بـ"الإنفجار الذي وقع صباح اليوم (أمس) فى بيروت وراح ضحيته عدد من العسكريين والمدنيين اللبنانيين". وقال أنه "يستهدف أمن لبنان واستقراره". وأكد "حرص سوريا الدائم على أمن لبنان واستقراره"، معتبراً أن "من وراء هذه التفجيرات هم أعداء لبنان".

الدوحة

وعبر مصدر في وزارة الخارجية القطرية عن "موقف قطر الثابت من رفضها وادانتها للارهاب أيّا كان نوعه ومصدره،, داعياً "الشعب اللبناني والقوى السياسية الى تكريس الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن لبنان وسلامته".

القاهرة

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بيان إن "حملة الاغتيالات التى يشهدها لبنان باتت أمراً لا يمكن القبول به، ولا يصح السكوت عنه". واعتبر أن "تصور البعض أن الاغتيالات يمكن أن تحسم تسوية الأزمة الحالية لصالحه هو تصور مغلوط ولن يؤدي إلا الى المزيد من الإصرار العربي والدولي على إنهائها". وأضاف أنه "يتطلع الى الإجتماع الوزاري العربي (غداً) الأحد للبحث في الوضع في لبنان بكل ابعاده في ضوء تلك التطورات وكذلك في ضوء محصلة لقاءات الأمين العام لجامعة الدول العربية (عمرو موسى) في شأن تنفيذ المبادرة العربية"، آملاً في "إمكان خروج الإجتماع بموقف عربي واضح يسمح بالتقدم بخطوات ملموسة تؤدي الى تسوية سياسية قائمة على أساس المبادرة العربية وتفادياً لتدويل الأزمة".

وندد عمرو موسى في بيان بـ"مثل هذه الأحداث التي تؤدي الى اتساع الفجوة بين الافرقاء اللبنانيين مؤثرة على وحدة لبنان واستهداف امنه واستقراره". وحذر "من انزلاق لبنان الى الهاوية من جراء الفشل في التوصل الى توافق لبناني حول الاستحقاق الرئاسي الذي تأخر كثيراً". وحض "الأطراف اللبنانيين على التعجيل في الوصول الى توافق حول مبادرة جامعة الدول العربية".و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ، "النهار"     

 

 التفجير طغى على زيارة السنيورة للرياض

العاهل السعودي يستنكر التعرّض المتواصل لرجالات لبنان

النهار/خيمت اجواء جريمة اغتيال النقيب وسام عيد على زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة للمملكة العربية السعودية التي وصلها ظهرا وغادرها في الرابعة والنصف بعد الظهر. وقد تبلغ السنيورة فور وصوله الى مطار الرياض نبأ جريمة التفجير وطغى الحادث على مجمل محادثاته مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين وهو تابع معهم من الجنادرية عبر شاشات التلفزة والاتصالات الهاتفية تفاصيل الجريمة. وقد عبّر الملك عبدالله اكثر من مرة عن غضبه واستنكاره الشديدين لما حدث ولاستمرار تعرض لبنان ورجالاته لهذه الموجة المتتالية من العنف والجرائم.

وعلمت "النهار" من مصادر الوفد المرافق للسنيورة ان البحث خلال اجتماعات السنيورة مع المسؤولين السعوديين تركز على سبل مساعدة لبنان لتجاوز ازمته والانتهاء، من قضية الفراغ الرئاسي في اسرع وقت وأكد الملك عبدالله دعمه الكامل للبنان وكل ما يساعده في هذه المرحلة.

كما تركز البحث على تنسيق المواقف لانجاح اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب غدا في القاهرة بهدف ايجاد معادلة لمساعدة اللبنانيين على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

وكان السنيورة وصل الى مطار الرياض في الحادية عشرة والنصف آتيا من القاهرة يرافقه المستشارون محمد شطح ورضوان السيد ورلى نور الدين وعارف العيد، واستقبله وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والسفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجه وسفير لبنان في السعودية مروان زين وانتقل الجميع فورا الى استراحة الجنادرية حيث عقد اجتماع ضم السنيورة والفيصل وخوجه وزين والوفد المرافق للسنيورة وتركز البحث على مجمل الاوضاع اللبنانية والنتائج التي وصلت اليها المبادرة العربية.

وفي الاولى والنصف استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله السنيورة في الجنادرية واقام على شرفه غداء حضره امير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز، والوزير الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة السعودية الامير مقرن بن عبد العزيز والسفير خوجه ونحو مئة وزير وشيخ وامير سعودي.

وفي الثانية والنصف عقد اجتماع ضم الملك عبدالله والسنيورة والامير سلمان والوزير الفيصل والامير مقرن والسفير خوجه والسفير زين والوفد المرافق للسنيورة ودام نحو ساعة تناول مجمل الاوضاع اللبنانية بما في ذلك المبادرة العربية والاتصالات الجارية لعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا اضافة الى موضوع التفجيرات في لبنان.

وفي الثالثة والنصف انتقل السنيورة والفيصل والامير مقرن والسفير خوجه الى مطار الرياض حيث عقدوا اجتماعا تم خلاله استكمال المحادثات اللبنانية السعودية. وفي الرابعة والنصف بتوقيت السعودية غادر السنيورة والوفد المرافق الرياض عائدا الى بيروت التي وصلها في السادسة والنصف.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن السفير اللبناني في الرياض مروان زين قوله ان العاهل السعودي "اكد دعم المملكة للبنان وللتوافق بين جميع اللبنانيين واكد التمسك بالمبادرة العربية التي اجتمع عليها العرب ووافقت عليها كل الدول العربية وفق البرنامج المطروح والقاضي بانتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس في اسرع وقت". واضاف السفير اللبناني من جهة ثانية ان العاهل السعودي "عبّر عن ادانته الشديدة للتفجير الذي حصل اليوم (امس) وطالب اللبنانيين بالاتفاق والتوافق من اجل عدم اتاحة الفرصة لنجاح مخططات من لا يريد للبنان خيرا".

الرياض – من مصطفى مطر     

 

 متري يمثّل لبنان في مؤتمر الوزراء العرب

تقرير موسى يشدد على الحوار لمنع انزلاق لبنان الى الهاوية

يناقش مجلس وزراء خارجية الدول العربية في اجتماع غير عادي غدا الاحد تقرير الامين العام لجامعة  الدول العربية عمرو موسى حول نتائج المحاولتين اللتين قام بهما في بيروت لتنفيذ القرار الذي اتخذه المجلس في السادس من الشهر الجاري تحت عنوان "المبادرة العربية" الرامية الى تسوية سياسية للازمة اللبنانية مثلثة الاضلاع، الاول:  انتخاب فوري لقائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، والثاني: تشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة عدم استئثار "الاكثرية" النيابية ومنع المعارضة من الحصول على "الثلث الضامن" او "المعطل" لتعطيل اي قرار يطرح على مجلس الوزراء لا تؤيده، والثالث: معاودة البحث في قانون جديد للانتخابات النيابية.

وتبلغ المسؤولون تقرير موسى (نصه كاملا ص 5) الذي يتضمن عرضا مسهبا لما جرى خلال اللقاءات التي عقدها والمسؤولين والفاعليات الحزبية بما فيها اجتهاد المعارضة اللغوي بتفسير البند الثاني المتعلق بتأليف الحكومة وفهمها له بتوزيع الحقائب الوزارية مثالثة بين رئيس الجمهورية والمعارضة والموالاة، بينما شدد موسى لاركان المعارضة ولممثليهم على ان المقصود هو صيغة ترتكز على عدم تمكين اي طرف من تعطيل  أي قرار او امراره.

وذكرت مصادر اطلعت على التقرير ان الامين العام اوصى بضرورة عودة اركان المعارضة والموالاة الى التحاور لبت قضية تشكيل الحكومة، منوها بالاجتماع الذي عقد برعايته في مقر مجلس النواب. صحيح ان الاجتماع الثاني لم يعقد بسبب الوعكة الصحية التي ألمت برئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، لكن ذاك الاجتماع استعيض عنه بآخر على مستوى ممثلين لرئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل والعماد عون. ومرة اخرى جاءت النتيجة سلبية اذ بقيت  المعارضة عند موقفها، اي انها لا تقبل  الا بالمثالثة او بالثلث الضامن كما تسميه من الحقائب الوزارية .

واشارت الى ان موسى نبّه في تقريره الى وجوب المعالجة العاجلة للأزمة السياسية"، منعا  لانزلاق لبنان الى الهاوية من جراء الفشل في التوصل الى توافق لبناني حول الاستحقاق الرئاسي الذي تأخر كثيرا، و لئلا تؤثر الازمة في الاستقرار الامني في ظل معلومات عن تسلح عدد من الاحزاب  اللبنانية التي تدرب محازبيها على القتال.

وذكرت ان موسى خصص فقرة عن نتيجة اللقاءات التي عقدها في دمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم  وتمحورت على خطورة الوضع في لبنان والطلب الى القيادة السورية المساعدة وانهاء الازمة وانه لمس تفهما سوريا  للآلية التي وضعت لتنفيذ المعارضة وتأييدا لتفسير المعارضة للبند الثاني منها الذي يعني توزيع الحقائب الوزارية  مثالثة .

ولفتت الى ان انه يمكن ان يتوصل فريقا المعارضة والموالاة الى صيغة وسطية قريبة من تلك التي اقترحها موسى قبل مغادرته بيروت الاحد الماضي وهي 13+7+10 والتي رفضتها المعارضة.

وافادت ان الامين العام شدّد في تقريره على الدعوة الى ضرورة المواكبة العربية والاقليمية والدولية لمهمات الجامعة لتنفيذ مبادرتها حول لبنان .

وتوقفت عند ظاهرة جديدة للمعارضة هي ارسال وفد نيابي الى القاهرة في حين كلفت الحكومة وزير الخارجية بالوكالة طارق متري تمثيل لبنان في المؤتمر والقاء كلمة خلال الجلسة الافتتاحية التي ستعقد وقد تكون الوحيدة. ويتألف الوفد من السفراء الامين العام للوزارة بسام نعماني، مدير الشؤون العربية في الوزارة محمد الحجار، والديبلوماسي في الادارة المركزية ابرهيم عساف على ان ينضم في القاهرة السفير لدى مصر، المندوب الدائم لدى الجامعة  خالد زيادة. اما وفد المعارضة فكلف بمواكبة اعمال المؤتمر اضافة الى مذكرة خطية ارسلتها و"اللقاء الوطني" الى المؤتمرين وتضمنت الترحيب بكل مسعى عربي يرمي الى " تحقيق العدالة التي تؤمن مشاركة جميع الاطراف اللبنانية".

وركزت على اهمية عدم انحياز الحل الى اي طرف.  وطالبت "بالحل العربي المبني على التفهم والحيادية والقادر على حماية لبنان من التدخلات الاجنبية".

ورأت ان موقف المعارضة فسر عربيا بان رفضها للتفسير اللغوي لتشكيل الحكومة  لا يعني عرقلة للمبادرة العربية بل هو تمسك بأي مسعى عربي يمكن ان يؤدي الى "ضمان الاستقرار على اساس متوازن بناء على موجبات العيش المشترك"، وذلك منعا لاختلال قواعده. اما الغالبية النيابية فأعدت مذكرة خطية وجهتها الى الاجتماع الوزاري عبر سفارات الدول الاعضاء في لبنان. خليل فليحان/النهار     

 

انتقد عون خلال عشاء تكريمي في معراب

فيلتمان: هل يعتقد من ساهم في 1559 ان بكركي تهدّد لبنان أكثر من "حزب الله"؟

انتقد السفير الاميركي جيفري فيلتمان النائب العماد ميشال عون من دون ان يسميه، وقال: "ان أولئك الذين اضطلعوا بدور مهم في المطالبة بخروج سوريا من لبنان، ولكنهم في وقت لاحق انفصلوا عن 14 آذار (...) ساعدوا عن غير قصد في وضع قناع على مشكلة لبنان الحقيقية، ألا وهي أن دولة ممولة إيرانيا داخل الدولة لديها السيطرة الكاملة على موضوع الحرب والسلم". وسأل: "هل يمكن حقا أن بعض السياسيين الذي فاخر بمشاركته في التأسيس لقرار مجلس الأمن 1559 (...) يمكن أن يعتقدوا الآن أن مجلس الوزراء اللبناني، وحتى البطريركية المارونية هم أكثر تهديدا لهوية لبنان من حزب الله المدجج بالسلاح؟".

اقام رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وزوجته النائبة ستريدا عشاء تكريميا لفيلتمان في معراب أول من أمس لمناسبة مغادرته لبنان، شارك فيه وزير السياحة جو سركيس والمسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري.

وجاء في كلمة فيلتمان التي وزعتها السفارة الاميركية: "أشكركم على هذه الأمسية لإعطائي فرصة الإعراب عن امتناني للتعاون والصداقة خلال ما كان أكثر المهمات المجزية والمليئة بتحديات كانت أكثر بكثير مما كان يمكن أن أتصور. وكما تعلمون، سأغادر لبنان في المستقبل القريب، وهذا ما كان يجب أن أقوم به أصلا في تموز من العام 2007. إنني أواجه نهاية مهمتي كسفير للولايات المتحدة في بيروت بمزيج من العواطف المتوقعة: الامتنان العميق لشرف حصولي على تجربة الصداقة والضيافة اللبنانية لثلاث سنوات ونصف، الاحترام العميق للشعب الشجاع الذي تغلب على الخلافات التاريخية والمجتمعية من أجل المطالبة بنهاية الاحتلال السوري، الفخر بان الولايات المتحدة كانت شريكا قويا خلال سعيكم إلى أجندة "صنعت في لبنان"، والأسف على الأرواح التي أزهقت في الحرب الأخيرة وفي الاغتيالات، والاشمئزاز من الهجمات المخزية المستمرة ضد المؤسسات الديموقراطية في لبنان ممن يسعون إلى إرجاع عملية صنع القرار إلى دمشق وحلفائها، والحزن على كون أعلى منصب في البلاد لا يزال شاغرا، لأن أصدقاء سوريا يستخدمون مطالب غير دستورية لمنع الانتخابات".

أضاف: "لكن الأهم من ذلك كله، إنني أغادر بإعجاب: إعجاب بما حققه الشعب اللبناني حتى الآن، وإعجاب بالرؤية التي عبرتم عنها بوضوح حول لبنان موحد وديموقراطي ومزدهر وآمن ومستقل. إن رؤيتكم وأصواتكم قد أيقظت العالم. إن الدعم الإقليمي والدولي للبنان لم يكن يوما أقوى مما هو عليه الآن، لأنكم انتم قد أوحيتم لنا رؤية لبنان كوطن، وليس مجرد قطعة ارض صغيرة في النسيج الإقليمي الأكبر".

وتابع: "هذا، في الواقع، قد يكون أحد أهم الانجازات المذهلة لثورة الأرز التي أسيء فهمها: أنتم متهمون من حلفاء سوريا في لبنان بأنكم تقعون بقوة تحت تأثيرنا، مع أن ما حدث في الواقع هو نقيض ذلك تماما. لقد نجحتم في حشد سلطة الولايات المتحدة وهيبتها والعديد من البلدان الأخرى حول ديموقراطية لبنان واستقلاله. لقد جعلتمونا نؤمن برؤيتكم. لقد جعلتم معظم دول العالم يرى أن ما سعيتم اليه كانت حقوقا أساسية يستحقها الناس في كل مكان: حق إدارة شؤونكم الخاصة بأنفسكم، من خلال مؤسسات دستورية شفافة، ومن مسؤولين وممثلين يحترمون حكم القانون ويخضعون في النهاية للمحاسبة من المواطنين من خلال الانتخابات".

"عندما يختار اللبنانيون الهجرة..."

وقال: "أترك لبنان مقتنعا بأنكم رغم التحديات، سوف تنجحون في تعزيز ديموقراطيتكم ووحدتكم، واستقلالكم. لديكم العالم، والأهم من ذلك لديكم الرأي العام اللبناني الذي يقف بجانبكم. وإذا كان للبنانيين الخيار بين نظام مغلق يشبه حكومة غزة ومدعوم من سوريا وإيران، أو نظام واعد منفتح على العالم يشبه ما في دبي، وأوروبا، أو أميركا الشمالية، فإنا على ثقة بأن اللبنانيين سيقومون باختيار الأخير. وفي أي حال، عندما يختار اللبنانيون الهجرة إلى الخارج، فإنهم يميلون إلى الذهاب في اتجاه الخليج العربي، وأميركا الشمالية وأوروبا وليس في اتجاه طهران ودمشق".

أنا مقتنع أنه نظراً الى مواهب  اللبنانيين وعقولهم، فإن الأدبيات الشعبوية التي تزرع الكراهية وتبنى على الغيظ لن تعمي الناس إلى الأبد عن حقيقة أنهم يُستغلون ويُستخدمون: يُستخدمون في مؤامرة إيرانية - سورية لتقويض ديموقراطية لبنان وتغيير طابع مؤسساته الدستورية إلى الأبد. إن مصير هذه المؤامرة سيكون الفشل. وعند نقطة ما إن أولئك الذين اضطلعوا بدور مهم في المطالبة بخروج سوريا من لبنان، ولكنهم في وقت لاحق انفصلوا عن 14 آذار، سوف يرون أن تحالفهم الراهن ليس في موقعه الطبيعي ولا ينسجم مع تطلعاتهم الوطنية حيال بلدهم. وأعتقد أنهم في نهاية المطاف سيدركون أنهم بتحويل مسارهم ساعدوا عن غير قصد في وضع قناع على مشكلة لبنان الحقيقية، ألا وهي أن دولة ممولة إيرانيا داخل الدولة لديها السيطرة الكاملة على موضوع الحرب والسلم، وهي ترفض جميع محاولات إخضاعها للشفافية والمحاسبة العامة".

وأضاف: "إن حزب الله يطالب بحق الاعتراض على جميع القرارات التي تتخذها المؤسسات التي أنتم ممثلون فيها ديموقراطيا، ولكن حزب الله يرفض التخلي عن حقه في العمل منفردا. هل يمكن حقا أن بعض السياسيين الذي فاخر بمشاركته في التأسيس لقرار مجلس الأمن 1559 وهو قرار يدعو، في جملة أمور، إلى نزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية يمكن أن يعتقد الآن أن مجلس الوزراء اللبناني، وحتى البطريركية المارونية هما أكثر تهديدا لهوية لبنان من حزب الله المدجج بالسلاح ، و"الدولة" الممولة من الخارج داخل الدولة؟.

إذا كان لنا أن نصدق أن المشكلة الحقيقية تكمن في مجلس الوزراء اللبناني ، فان حلفاء سوريا لديهم الفرصة لدفع الحكومة على الاستقالة دستوريا من خلال السماح بإقامة الانتخابات الرئاسية فورا. إن الانتخابات الرئاسية وفقا لدستوركم، وغير المعقدة بقضايا أخرى، من شأنها ان تكون خطوة مهمة إلى الأمام، وتبرهن أن جميع الأطراف يبحثون عن وسيلة بناءة للسير إلى الأمام".

وختم: "أود أن أؤكد لكم أن دعم الولايات المتحدة لرئيس جديد للبنان ولمجلس وزراء جديد سيبقى قويا. وفيما أعدكم بأنني سأعمل ما أستطيع من موقعي الجديد في واشنطن على تعزيز الشراكة اللبنانية - الأميركية التي تعود بالفائدة على شعبينا، أعلم أيضا بأن التزام الولايات المتحدة حيال لبنان أمر غير قابل للتفاوض ولا يتوقف على اهتمام جيفري فيلتمان بلبنان. لا نعرف من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية في وقت لاحق من هذه السنة، لكننا نعرف أن الإدارة الأميركية سواء الجمهورية أم الديموقراطية لن تساوم على لبنان من وراء ظهوركم".

 

محضر للقاءات مع الغالبية والمعارضة والمسؤولين ومطالبة بمواصلة الجهود تجنباً للتداعيات

"النهار" تنشر التقرير الحرفي لموسى عن زيارتيه لبيروت ودمشق:الخلاف محتدم حول تشكيلة الحكومة ومخاوف كبيرة من انفجارات أمنية

حصلت "النهار" على النص الحرفي لتقرير الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن نتائج زيارته للبنان وسوريا بين 16 كانون الثاني الجاري و20 منه في اطار جهوده لتنفيذ المبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية، والذي سيناقشه اجتماع وزراء الخارجية الغرب غداً في القاهرة. وهنا نص التقرير:

"استكمالاً للجهود التي قام بها الامين العام في زيارته الاخيرة للبنان خلال الفترة من16 – 20/1/2008، حيث تابع مباحثاته مع الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب، والرئيس فؤاد السنيورة رئيس مجلس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السيد الياس المر، ووزير الخارجية السيد فوزي صلوخ، والعماد ميشال سليمان قائد الجيش، ومع قيادات الاكثرية الشيخ سعد الحريري والرئيس امين الجميل والسيد وليد جنبلاط والسيد سمير جعجع، ومع الجنرال ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر وممثل المعارضة، ونائب رئيس الوزراء السابق السيد ميشال المر، اضافة الى لقاءات واتصالات مع عدد من رؤساء الحكومة السابقين الرئيس رشيد الصلح والرئيس سليم الحص والرئيس نجيب ميقاتي.

كما تناولت مباحثات الامين العام في دمشق مجريات الازمة اللبنانية وسبل تنفيذ المبادرة العربية في اللقاءات التي عقدها يوم 19/1/2008 مع فخامة الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية، ومع نائب رئيس الجمهورية السيد فاروق الشرع ومعالي السيد وليد المعلم وزير الخارجية، وكذلك في اللقاء الذي عقده مساء يوم 18/1/2008 في دمشق مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية لدولة قطر.

وفي الآتي عرض لخلاصة نتائج تلك الاتصالات واللقاءات:

اولا: مباحثات الامين العام في بيروت ونتائج الاجتماع الرباعي:

1 – استطاع الامين العام اقناع قيادتي الاكثرية والمعارضة بعقد اجتماع مشترك في حضوره في مقر البرلمان اللبناني وذلك مساء يوم 17/1/2008 بعد مباحثات مطولة للاتفاق على ترتيبات عقد مثل هذا الاجتماع وجدول اعماله، حيث تم التفاهم بين الامين العام وقيادات الفريقين على ما يأتي:

• تتمثل الاكثرية بالشيخ سعد الحريري والرئيس امين الجميل ويمثل المعارضة الجنرال ميشال عون.

• يتضمن جدول اعمال الاجتماع بحث آلية تنفيذ المبادرة العربية ببنودها الثلاثة وهي:

• الآلية الدستورية التي يجب الاتفاق عليها لانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان.

• الاتفاق على نسب تمثيل كل من الفريقين وكذلك حصة رئيس الجمهورية في حكومة الوحدة الوطنية وفقاً للصيغة المقررة في اجتماع وزراء الخارجية (الا يتيح التشكيل في هذه الحكومة ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح) دون الدخول في الاسماء او توزيع الحقائب الوزارية، وعلى ان يترك امر تسمية رئيس الوزراء للمشاروات النيابية التي سوف يجريها الرئيس اللبناني بعد انتخابه وفقا للاصول الدستورية المتبعة.

• بحث التوضيحات المطلوبة من الطرفين والتي سيتم على اساسها صياغة قانون جديد للانتخابات البرلمانية، والمقرر بدء العمل على انجازه بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة.

2 – وفي هذا الاطار، انعقد الاجتماع المذكور في مقر البرلمان اللبناني واستمر اكثر من ثلاث ساعات تحت رعاية الامين العام، وفي حضور الرئيس امين الجميل والشيخ سعد الحريري والجنرال ميشال عون وعدد من مساعديهم، حيث جرى تداول المسائل المشار اليها اعلاه بعمق وجدية وجاءت حصيلة مداولات هذا الاجتماع كالآتي:

2 – 1 في ما يتعلق بالآلية الدستورية التي يجب اعتمادها لانتخاب الرئيس: ابدت الاكثرية استعدادها للتجاوب مع الاقتراح المطروح من جانب بعض اقطاب المعارضة في شكل امكان انعقاد مجلس النواب فورا لانتخاب رئيس الجمهورية استناداً الى المادة 74 من الدستور، رغم التحفظات التي كانت قد عبرت عنها في شأن مدى دستورية هذا الاقتراح وذلك لتجاوز الخلاف القائم حول هذا الامر، كما اشارت الاكثرية ايضا الى ان لديها اقتراحا دستوريا يسمح بامرار عملية الانتخاب وسيحظى بقبول المعارضة (لم تعرض قيادة الاكثرية تفاصيل هذا الاقتراح)، واتضح من المناقشات انه في حالة انجاز الاتفاق على البنود الاخرى فانه يمكن تجاوز الخلاف القائم حول هذا البند، والتوصل الى حل مرض للطرفين.

2-2 في ما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية: عرض الامين العام تفسير الجامعة العربية للبند الثاني من المبادرة العربية والمتعلق بتشكيل الحكومة على أساس ان القاعدة التي بني عليها هذا البند هي أن أي صيغة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية يجب ألا تمنح الثلث + 1 للمعارضة (أي حق الاسقاط) ولا النصف + 1 للأكثرية (أي حق الترجيح) على ان يكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح.

3-2 ان الحد الاقصى المطروح لهذا التفسير يمكن ان يكون 15 للأكثرية + 10 للمعارضة + 5 للرئيس (وجهة نظر الاكثرية) والحد الادنى كما تطرحه المعارضة هو 10+10+10 وفي كل الاحوال، فان المعارضة لن يكون في استطاعتها الحصول على الثلث + 1، والاكثرية لا يمكن ان تحصل على النصف + 1، كما ان هذا التفسير لا يمنع مناقشة مطلب الاكثرية بمقاعد وزارية اكثر من المعارضة لكونها وبحكم العرف المعمول به في تشكيل الحكومات تمتلك أكثرية المقاعد في مجلس النواب، كما انه لا يمنع مناقشة اقتراح المعارضة توزيع الحقائب الوزارية طبقا لنسبة الكتل النيابية في البرلمان.

4-2 تبين أثناء المناقشات في الاجتماع الرباعي ان الخلاف محتدم حول هذا البند حيث أصرت المعارضة على وجهة نظرها بأن تفسير هذا البند وطبقا لصيغة المبادرة العربية يعني المثالثة او صيغة 10+10+10 وانه في حالة عدم الأخذ بهذا التفسير فان المعارضة تصر على تشكيل يسمح لها بالحصول على نسبة 45% من أعضاء الحكومة مقابل 55% للأكثرية (13 وزيرا للمعارضة و17 وزيرا للأكثرية) وذلك وفقا لحجم نسبة تمثيل كتلتي الاكثرية والمعارضة في البرلمان، وأبدت المعارضة استعدادها للتنازل عن جزء من حصتها على ألا يحرمها ذلك من الحصول على الثلث + 1 وهو الحد الادنى الذي يمكن ان تذهب اليه لضمان تحقيق مشاركتها في عملية اتخاذ القرار حسب وجهة نظرها.

5-2 أمام هذا الخلاف المحتدم بين الفريقين، وبعد نقاش مطول، قدم السيد الامين العام اقتراحا للتفكير فيه والتداول حوله بأن يكون التشكيل على النحو الآتي: 13 للأكثرية + 10 للمعارضة + 7 للرئيس مع دراسة امكان التوصل الى تفاهم سياسي بين الطرفين يمنح كلا من المعارضة والاكثرية ضمانات وتطمينات متبادلة لازالة ما لديهما من مخاوف وهواجس في شأن نيات كل منهما تجاه الاخر، وبما يحقق مشاركة حقيقية في ادارة أعمال مجلس الوزراء. وفي هذا السياق، وكمثال على ذلك، اقترح الامين العام مناقشة امكان ان تصدر قرارات مجلس الوزراء بتوافق الآراء في ما يتعلق بالمواضيع الاساسية المنصوص عليها في المادة 65 من الدستور بدلا من ان تصدر بموافقة ثلثي أعضاء الحكومة كما نصت عليه المادة المشار اليها، وذلك باعتبار ان تلك القرارات هي قرارات اساسية تطالب المعارضة بأن يكون لها فيها صوت "معطل او ضامن" يحول دون استئثار الاكثرية باتخاذ هذه القرارات، كما جرى تداول اقتراح ان يتم صياغة وثيقة بهذا الشأن "ميثاق شرف او اتفاق سياسي" يكون بمثابة بيان يتضمن ما يتفق عليه الطرفان من تفاهمات وضمانات متبادلة في شأن آلية تنفيذ المبادرة العربية.

6-2 جرت مناقشة اقتراحي الامين العام المشار اليهما أعلاه، وأبدى كل من الطرفين كثيرا من التردد ازاء صيغة 13 + 10 + 7 كما أبديا تحفظا عن السير في اقتراح الضمانات المتبادلة نظرا الى ما ذكراه من صعوبات تعترض عملية التنفيذ من الناحية العملية، وكذلك لصعوبة الاتفاق على تفاصيله في ظل حالة انعدام الثقة المتفاقمة حاليا بين الفريقين، اضافة الى احتمالات تفسيره بأنه يشكل خرقا لنص المادة 65 من الدستور.

7-2 رغم تلك التحفظات التي أبداها الطرفان، عبر الشيخ سعد الحريري والرئيس أمين الجميل عن استعدادهما لمناقشة موضوع الضمانات والتطمينات المتبادلة اذا ما وافق الجنرال ميشال عون عليها من حيث المبدأ، وهنا طلب الجنرال ميشال عون منحه وقتا للتشاور مع حلفائه حول هذا الاقتراح باعتباره اقتراحا جديدا لم يتم تداوله سابقا بين قيادات المعارضة. علما بأن فريق الاكثرية وافق (من حيث المبدأ) على السير في اقتراح الامين العام وهو صيغة 13 للأكثرية + 10 للمعارضة + 7 للرئيس، واعتبر ان هذه الصيغة هي أقصى ما يمكن ان تنظر الاكثرية في الموافقة عليه في اطار ما يمكن ان تقدمه من تنازلات استجابة للمبادرة العربية، وفي اطار التزام من الجانب الآخر لتنفيذ خطة الحل المتكاملة التي تضمنتها المبادرة.

8-2 وبناء عليه، جرى التفاهم على رفع الجلسة لاتاحة المجال أمام الفريقين للتشاور حول امكان التوصل الى اتفاق في شأن ما قدمه الامين العام من مقترحات وأفكار على ان تستأنف المباحثات في اجتماع آخر يعقد مساء يوم السبت 19/1/2008 (الساعة 9:00 بعد عودة الامين العام من زيارته لدمشق).

9-2 اما في ما يتعلق بالبند الثالث والمتعلق بصياغة قانون جديد للانتخابات البرلمانية فقد وافق الطرفان على اعتماد القضاء كدائرة انتخابية، وجرى التوافق على ان يتم متابعة التشاور بين ممثلي المعارضة والاكثرية والامانة العامة لوضع صيغة مناسبة لهذا البند دون الدخول في تفاصيل القانون الانتخابي والتي ستكون مسؤولية الحكومة والبرلمان بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، علماً بأن الجنرال ميشال عون اشار الى ضرورة توضيح المقصود بالقضاء، واقترح ان يعتمد لهذا الغرض التقسيم الاداري للدوائر الانتخابية المنصوص عليه في قانون الانتخابات لعام 1960.

3 – اضافة الى ما تقدم، ومن ناحية اخرى، اعرب العماد ميشال سليمان قائد الجيش في اللقاء الذي عقده مع الامين العام يوم 18/1/2008 عن انفتاحه على التعاون مع اي صيغة يتم التوافق عليها بين قيادات الاكثرية والمعارضة في شأن تشكيل الحكومة، مؤكداً حرصه على لعب دور المحايد بين الطرفين، وتعهده بأن يلجأ الى التوفيق بينهما في القضايا الخلافية، بحيث لا يكون صوت الوزراء الذين سوف يختارهم مؤيداً اوتوماتيكياً لهذا الفريق او ذاك حفاظاً على وحدة البلاد والوفاق الوطني بين مختلف الافرقاء اللبنانيين.

4 – اثناء لقاء الامين العام مع الرئيس سليم الحص يوم 16/1/2008، اقترح الرئيس الحص مخرجاً للازمة الراهنة يقضي بأن يتم تشكيل حكومة انقاذ وطني مصغرة من 10 او 16 وزيراً وتكون برئاسة شخصية محايدة مقبولة من الطرفين، ولا يكون فيها الصوت المرجح او المعطل لاي من الفريقين، وكذلك اقترح الرئيس الحص ان يتم البحث بين فريقي الاكثرية والمعارضة على تشكيل حكومة مكوّنة من رئيس وشخصيات محايدة او حكومة تكنوقراط لادارة شؤون البلاد ريثما يتم تحقيق التوافق بين فريقي المعارضة والاكثرية على الخلافات السياسية والدستورية القائمة بينهما. ومن ناحيته شكر الامين العام الرئيس الحص على اقتراحاته، الا انه اكد ان البحث الآن يقتصر على تنفيذ المبادرة العربية والتي نصت بوضوح على تشكيل حكومة وحدة وطنية يجري تشكيلها وفقاً للاصول الدستورية المتبعة.

5 – في لقاء الامين العام مع نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السيد الياس المر يوم 17/1/2008 عبر عن مخاوفه من تدهور الوضع الامني في البلاد في ظل حالة الاحتقان السياسي واستمرار اعمال الاغتيالات والتفجيرات والتي بدأت تأخذ منحى خطيراً مع تكرار وقوع الحوادث الامنية واعمال العنف بالاضافة الى ما تتناقله الانباء عن تحضيرات واستعدادات لنقل المواجهة الى الشارع خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وتجدر الاشارة الى ان هذه المخاوف عبّرت عنها ايضاً مختلف قيادات فريقي الاكثرية والمعارضة.

ثانياً: زيارة دمشق:

كانت زيارة الامين العام لدمشق مقررة سابقاً بناءً على دعوة رسمية تلقاها للمشاركة في الاحتفال الخاص باعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية لسنة 2008، وانتهز الامين العام فرصة مشاركته في هذا الاحتفال لعقد لقاء مع فخامة الرئيس بشار الاسد في حضور السيد وليد المعلم وزير الخارجية صباح يوم السبت 19/1/2008، كما عقد في اليوم ذاته لقاء آخر مع السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية، وكذلك اجرى الامين العام على هامش زيارته لدمشق مشاورات مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية لدولة قطر انضم اليها الوزير وليد المعلم وذلك مساء يوم الجمعة 18/1/2008، وتناولت مباحثات الامين العام في دمشق نتائج ما وصلت اليه الجهود التي يقوم بها في بيروت لمتابعة تنفيذ المبادرة العربية، اضافة الى الموضوعات الاخرى المتصلة بترتيبات انعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق وتطورات الاوضاع في المنطقة وبخاصة في فلسطين والعراق، وكانت حصيلة المشاورات التي أجراها الامين العام مع الجانب السوري في شأن لبنان على النحو الآتي:

• تأكيد حرص سوريا على توفير الدعم لمساعي الامين العام لانجاح تنفيذ المبادرة العربية بعناصرها المتكاملة والتي وافق عليها مجلس الجامعة الوزاري بالاجماع.

• تأكيد الاتفاق مع الامين العام ايضاً على التفسير الذي قدمه للبند الثاني من المبادرة العربية والمتعلق بتشكيل الحكومة، مع الاشارة الى ان سوريا ترى ان صيغة المثالثة (10 + 10 + 10) هي الصيغة المنطقية لكونها تحقق التوازن المطلوب بين الافرقاء وتضمن تطبيق الصيغة اللبنانية "لا غالب ولا مغلوب".

• تأكيد دعم سوريا لتحرك الامين العام في بيروت والذي افضى الى الاتفاق على اقامة آلية للحوار بين فريقي الاكثرية والمعارضة لبحث سبل تنفيذ المبادرة العربية، وضرورة استمرار العمل بهذه الآلية رغم كل الصعوبات الراهنة، حتى يكون هناك اطار للحوار المباشر بين الفريقين وتحت رعاية الجامعة العربية.

• ان المطلوب في هذه المرحلة مواصلة المساعي العربية لتذليل العقبات وحل الخلافات، ولهذا الغرض يجب ايضاً السعي الى احتواء التوتر والاحتقان السياسي حتى لا ينتقل الى الشارع، ويكون هناك تهدئة لحدة الحملات الاعلامية المتبادلة لفتح المجال امام مواصلة الحوار بين الطرفين حول العناصر الرئيسية او العناوين العريضة التي سوف يتضمنها البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية (دون الدخول في التفاصيل)، لكون ذلك سوف يساهم في خلق اجواء الثقة بين الفريقين ويتيح التوصل الى اتفاق حول النقاط الخلافية.

• التعبير عن دهشة سوريا وانزعاجها مما يوجه اليها من رسائل لممارسة الضغوط على حلفائها من المعارضة في لبنان، في الوقت الذي لم تلمس فيه سوريا ان هناك ضغوطا مماثلة تمارس على الاكثرية من الاطراف العربية والدولية المعنية والتي لديها نفوذ او تأثير كبير عليها.

• الاشارة الى اهمية ان يكون هناك جهود عربية مشتركة (وخاصة بين السعودية وسوريا) تواكب تحرك الامين العام مع الاطراف اللبنانية حتى يمكن تذليل العقبات التي تعترض تنفيذ المبادرة العربية وتوفير الزخم المطلوب لانجاحها تحت رعاية الجامعة باعتبارها الطرف الاقدر على انجاز الحل المطلوب للأزمة الراهنة واستعادة الوفاق الوطني اللبناني.

• التشديد على ان سوريا حريصة على الوصول الى حل في لبنان وعلى قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، نظرا الى ان اي اضطراب امني او سياسي في لبنان يمس سوريا بشكل مباشر، كما انها حريصة على التوصل الى حل سريع لهذه الازمة  وبما يوفر الاجواء الملائمة لتأمين انعقاد ناجح للقمة العربية المقبلة في دمشق، الا ان سوريا، وفي الوقت نفسه، لا تقبل بأن يتم ممارسة الضغوط عليها من باب الازمة اللبنانية، التي لا تمتلك سوريا وحدها مفاتيح التحكم في مجمل مجرياتها وتداعياتها.

ثالثا: استئناف مباحثات الامين العام في بيروت:

1 – اثناء وجود الامين العام في دمشق، تابع السيد هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام الاتصالات واللقاءات مع ممثلي قيادات الاكثرية والمعارضة في بيروت لتأمين استئناف ناجح للاجتماع الرباعي الذي يضم الشيخ سعد الحريري والرئيس امين الجميل والجنرال ميشال عون والامين العام والذي كان مقررا عقده مساء يوم السبت 19/1/2008، حيث جرى البحث في مختلف الخيارات والبدائل لحل عقدة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وابلغ ممثلو الاكثرية والمعارضة السيد هشام يوسف عدم تفضيلهما الخوض في موضوع "الضمانات او التطمينات المتبادلة" باعتبار ان البحث فيها لن يكون مجديا في هذه المرحلة، كما نقل اليه ممثلو المعارضة ان تفسيرهم لما جاء في البند الثاني من المبادرة العربية هو اعتماد صيغة المثالثة بين الرئيس والاكثرية والمعارضة (10 + 10 +10)، واذا كان هذا الامر متعذرا التوافق عليه فان المعارضة تصر على المطالبة بأن تكون حصتها الثلث + 1 كحد ادنى في اي تشكيلة حكومية. كما ان ممثلي فريق الاكثرية عبروا للسيد هشام يوسف مجددا عن استعدادهم للسير في اقتراح الامين العام وهو صيغة 13 للاكثرية + 10 للمعارضة + 7 للرئيس، ولكن في اطار التوافق على حل متكامل حول جميع البنود المطروحة كما سبق الاشارة اليه.

2 – فور وصول الامين العام الى بيروت آتيا من دمشق مساء يوم 19/1/2008 (الساعة الثامنة مساء) ابلغ عبر السيد جبران باسيل ممثل الجنرال عون، بأن الجنرال اصيب بوعكة صحية مفاجئة اقتضت دخوله المستشفى لاجراء بعض الفحوص الطبية، وبالتالي سيكون من المتعذر عليه حضور الاجتماع المقرر عقده في التاسعة مساء، وابدى السيد باسيل استعداده لحضور "الاجتماع الرباعي" بحيث يضمه وممثلين عن الشيخ سعد الحريري والرئيس امين الجميل وفي حضور ممثلي الجامعة العربية، كما اشار الى انه يحمل اجابات الجنرال عون على ما جرى بحثه في الاجتماع الرباعي يوم 17/1/2008.

3 – وبناء عليه اجرى الامين العام مشاورات مع الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري والرئيس امين الجميل وجرى التفاهم على عقد هذا الاجتماع الرباعي على مستوى ممثلي قيادات الاكثرية والمعارضة في الموعد نفسه في مقر البرلمان. وحضر هذا الاجتماع كل من: السيد هاني حمود (ممثلا عن الشيخ سعد الحريري) والسيد سليم صايغ (ممثلا عن الرئيس امين الجميل) والسيد جبران باسيل (ممثلا عن الجنرال عون) والسيد هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام والمستشار طلال الامين من مكتب الامين العام.

وخلاصة ما جرى بحثه في هذا الاجتماع جاءت على النحو الآتي:

• ذكر السيد جبران باسيل ان المعارضة ترى بأن البحث في موضوع "الضمانات والتطمينات المتبادلة" تحول دونه صعوبات كثيرة خصوصا ان الاتفاق في شأنها يمكن ان يمس بالدستور، الا انه ورغم ذلك ابدى استعداده للاستماع الى اقتراحات فريق الاكثرية حول هذا الموضوع.

• وفي ما يتعلق بتشكيل الحكومة، ذكر السيد باسيل ان تفسير المعارضة لما جاء في البند الثاني من المبادرة العربية هو ان يكون التوزيع مثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية باعتبار ان النص لا يعطي امكان الحصول على حق الاسقاط او حق الترجيح لاي طرف (المعارضة والاكثرية)، وان صيغة 13 + 10 + 7 تعطي الاكثرية حق التعطيل او الاسقاط كما انها تعطيها الترجيح (اغلبية الثلثين) في حالة انضمام اصوات الوزراء الذين سيختارهم الرئيس الى اصوات الاكثرية. واكد السيد باسيل انه اذا ما تعذر تبني مثل هذا التفسير (صيغة المثالثة) فإن المعارضة لن تقبل بأي تشكيل لا يسمح لها بالاحتفاظ بالثلث + 1 الضامن من وجهة نظرها لمبدأ الشراكة في الحكومة.

• وفي ما يتعلق بالبند الثالث والمتعلق بالقانون الانتخابي الجديد، فلقد طلب ان يكون هناك نص واضح باعتماد القضاء كدائرة انتخابية على اساس التقسيمات الادارية لقانون الانتخابات لعام 1960.

• اخذ ممثلا الاكثرية علماً بردود المعارضة دون التعليق عليها، وذكرا انهما غير مفوضين البحث في تفاصيل ردود المعارضة او الحوار في شأنها.

4 – وفي ضوء ما تقدم، تابع الامين العام اجراء اتصالاته ومشاوراته مع الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس امين الجميل والشيخ سعد الحريري، كما اجرى اتصالاً هاتفياً مع الجنرال عون للاطمئنان الى صحته، وتناولت مباحثات السيد الامين العام نتائج زيارته لدمشق، وما توصل اليه من استنتاجات في شأن الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة العربية، مؤكداً النقاط الآتية:

• اهمية المحافظة على ما تم تحقيقه والبناء عليه، وخصوصاً آلية الحوار (صيغة الاجتماع الرباعي) وذلك لانها الاطار الوحيد المتاح لاعادة بناء الثقة واستكمال الحوار المباشر بين الطرفين حول المسائل الخلافية المطروحة، كما حذر من اخطار تعطل قنوات الحوار المباشر بين الفريقين، الامر الذي سوف يكون له آثار سلبية كبيرة على المساعي المبذولة لانتاج الحل التوافقي بين الطرفين على اساس بنود المبادرة العربية.

• ان المبادرة العربية وان كانت لم تستطع في هذه المرحلة تحقيق نتائج ملموسة، الا ان تقدماً قد تم احرازه ولا يجوز التفريط به وهو:

• ان الجميع متفقون على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وان الآلية الدستورية لانتخابه لن تكون عقبة.

• هناك امكان للتوصل الى صيغة وسط بين موقف المعارضة 10 + 10 + 10 وموقف الاكثرية 15 + 10 + 5، اذا ما استمر الحوار وتمت استعادة الحد الادنى من اجواء الثقة بين الطرفين.

• هناك امكان لمناقشة صيغة توافقية حول اعتماد القضاء كدائرة انتخابية في قانون الانتخابات الجديد المزمع صياغته بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.

• ان الحوار بين فريقي المعارضة والاكثرية يجب ان يتواصل تحت رعاية الجامعة العربية (صيغة الاجتماع الرباعي) حتى ولو على مستوى المفوضين او الممثلين لقادة المعارضة والاكثرية في محاولة لخلق جو من الثقة والهدوء يتيح تداول مختلف صيغ الحلول وتذليل العقبات.

• تأكيد اهمية ان يمارس الطرفان اقصى درجات ضبط النفس وتهدئة حدة الحملات الاعلامية، والامتناع عن تصعيد الموقف واللجوء الى الشارع حتى يمكن مواصلة الحوار حول افق حل سياسي يضمن حداً ادنى من الوفاق الوطني حول مختلف المسائل السياسية والدستورية المطروحة.

• ان مساعي الجامعة سوف تتواصل من اجل ان يواكب الحوار بين اللبنانيين انفراجات في المواقف والعلاقات العربية والدولية لتسهيل عملية انتاج الحل اللبناني للازمة الراهنة.

رابعاً: الخلاصة:

1 – اعطت المبادرة العربية انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي العماد ميشال سليمان الاولوية وذلك في اطار خطة متكاملة تشمل الى جانب التوافق على الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس، تحقيق التوافق ايضاً حول نسبة تمثيل فريقي الاكثرية والمعارضة وكذلك حصة الرئيس في الحكومة الجديدة، وكذلك التوافق على البدء في صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.

2 – حظيت المبادرة العربية ومهمة الامين العام في بيروت بترحيب فريقي الاكثرية والمعارضة اللذين اجمعا على ان الاطار العربي هو الخيار الامثل لايجاد صيغة حل مقبولة من الطرفين ولتجنيب لبنان أخطار الانزلاق نحو الفتنة وجعله ساحة للتجاذبات والصراعات الاقليمية والدولية الدائرة في المنطقة.

3 – تركزت جهود الامين العام على البحث في سبل تنفيذ هذه المبادرة وحث فريقي الاكثرية والمعارضة على الحوار في ما بينهما وتحت اشراف الجامعة العربية، وتوجت تلك الجهود بجمع قيادات الفريقين في اطار آلية عمل "الاجتماع الرباعي" والتي اتاحت الفرصة لاستئناف الحوار المباشر بينهما، والذي يعتبر الخطوة الاولى التي لا بد منها لكسر حالة الجمود في المواقف وانعدام الثقة السائدة حاليا بين الفريقين. ولقد ظهر من خلال هذا الحوار انه يمكن التوصل الى صيغة توافقية في شأن الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس، وكذلك بالنسبة الى القانون الجديد للانتخابات، الا ان الخلاف ما زال محتدما حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حيث تصر المعارضة على المطالبة بصيغة المثالثة (10 للاكثرية + 10 للمعارضة + 10 لرئيس الجمهورية)، واذا تعذر ذلك فإنها تطالب بحصة الثلث +1، في الوقت الذي ابدت فيه الاكثرية مرونة وقبلت باقتراح الامين العام بأن يكون تشكيل الحكومة 13 للأكثرية +10 للمعارضة + 7 للرئيس.

4 – توقفت جهود الامين العام في بيروت عند هذه العقدة، الا انه تمنى على قيادات الفريقين مواصلة الحوار في اطار آلية الاجتماع الرباعي سواء على مستوى القيادات او على مستوى ممثلين عنهم للبحث في مختلف القضايا الخلافية المطروحة، كما طالب الفريقان بضرورة اشاعة اجواء الثقة والمحافظة على حد ادنى من اجواء التهدئة الاعلامية والابتعاد عن توتير الاجواء والتصعيد في الشارع، محذرا من اخطار تجميد الحوار وتداعياته السلبية، كما تعهد الامين العام بأنه سوف يواصل مساعيه على كل الصعد من اجل مساعدة اللبنانيين على التوصل الى الحل المنشود وتنفيذ المبادرة العربية.

5 – لمس الامين العام في حواراته مع قيادات الاكثرية ترددا كبيرا في قبول فكرة استئناف الحوار في اطار آلية الاجتماع الرباعي، حيث اعتبرت الاكثرية ان هذا الحوار غير مجد ولن يسفر عن تحقيق اي نتائج ملموسة.

6 – كما عبرت بعض قيادات المعارضة عن عدم الاتفاق مع التفسير الذي قدمه الامين العام للبند الثاني، حيث ذكر الرئيس نبيه بري ان التفسير الواقعي للمبادرة العربية هو توزيع مقاعد الحكومة المقبلة على اساس المثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية، وان المبادرة العربية نصت على الا يحصل اي طرف من الاطراف على حق الترجيح او حق الاسقاط، وذلك يعني ان احدا لا يحق له اكثر من عشرة وزراء في حكومة من ثلاثين وزيرا، ودعا الرئيس بري وزراء الخارجية العرب الى الاجتماع مجددا والاتيان بتفسير آخر.

7 – ان الخلاف المحتدم حول حصة كل طرف في تشكيلة الحكومة يعكس مدى حالة انعدام الثقة القائمة بين الطرفين، كما انه يحمل في طياته ابعادا وتوجهات تتجاوز الارقام (وزير او وزيرين بالناقص او بالزيادة لأي من الطرفين)، ولهذا فان الجهود العربية المبذولة لحل الازمة لا بد من ان تأخذ في الاعتبار المخاوف والهواجس السياسية والامنية للطرفين وموقعهما في اللعبة السياسية اللبنانية بأبعادها العربية والاقليمية والدولية.

8 – وبناء عليه، ورغم الصعوبات القائمة، فان المطلوب عربيا في هذه المرحلة هو مواصلة الجهود وعلى اكثر من صعيد لتوفير الاجواء الملائمة عربيا واقليميا ودوليا لمواكبة جهود الجامعة ومساعيها مع الاطراف اللبنانية بصورة ايجابية تتيح انتاج الحل اللبناني التوافقي المرتجى وفقا للعناصر الواردة في المبادرة العربية.

9 – اخيرا، لا بد من الاشارة الى ان المخاوف كبيرة من ان تؤدي حالة الاحتقان والانقسام السياسي السائدة حاليا في لبنان الى توترات وانفجارات امنية سيكون من الصعب التعامل معها، خصوصا ان المعلومات المتداولة بين اللبنانيين تشير الى ان هناك عمليات تمويل وتسليح واستعدادات لتصعيد الموقف ونقل المواجهة الى الشارع، الامر الذي يقتضي التحذير من اخطار جمود المساعي العربية في معالجة الازمة اللبنانية والذي سيؤدي في ظل حالة الفراغ في سدة الرئاسة الى الانزلاق نحو اتون الفتن والاضطرابات الامنية بما تحمله من تداعيات خطيرة على مستقبل الامن والاستقرار في لبنان وكذلك في المنطقة".

 

وفد نيابي من الموالاة الى القاهرة لتسليم مذكرة قوى 14 آذار الى موسى

وطنية - 26/1/2008 (سياسة) غادر وفد نيابي من قوى 14اذار بيروت قبل ظهر اليوم متوجها الى القاهرة لرفع المذكرة المقدمة من قوى 14 آذار الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزراء الخارجية العرب حول المبادرة العربية تجاه حل الأزمة في لبنان. وضم الوفد، النواب: سمير الجسر، جواد بولس، فيصل الصايغ ,قاسم عبد العزيز وميشال مكتف.

 

الوزيرة معوض عرضت الاوضاع العامة مع السفير المصري في لبنان: لن نسمح ان يتمكنوا من اغتيال المبادرة العربية ومن ضرب النظام

وطنية- 26/1/2008 (سياسة) استقبلت وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة نائلة معوض الاولى والنصف من بعد ظهر اليوم في منزلها في بعبدا سفير مصر في لبنان احمد البديوي. بعد اللقاء ادلت الوزيرة معوض بالتصريح الآتي: "هذا اللقاء هو اولا، لشكر مصر على موقفها المشرف الى جانب لبنان, وثانيا للتشاور حول الاوضاع في لبنان عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة". وقالت: "من دون اي شك, ان المواجهة التي نخوضها اليوم للحفاظ على لبنان هي مواجهة كبيرة وخصمنا ليس خصما ديموقراطيا, انه خصم ارهابي يستعمل كل ما لديه من وسائل وامكانات وقوة لمحاولة تدمير المؤسسات الضامنة للكيان اللبناني".

 

النائب حرب: مسلسل الجرائم يستهدف الدولة اللبنانية والنظام والممارسة الديموقراطية لقوى الاكثرية تقابلها اداة قتل وتدمير

وطنية-26/1/2008(سياسة) رأى النائب بطرس حرب أنه لم يعد من خيمة فوق رأس أحد بعد الإغتيالات والإستهدافات التي نراها تضرب اللبنانيين. وأبدى أسفه لمسلسل الجرائم الجبانة الغادرة التي تطال اللبنانيين أياً كانوا، عاديين أم مسؤولين، وقد أصابت أمس الرائد الشهيد وسام عيد ومرافقه وغيرهما من المدنيين. واعتبر أن ذلك يهدف لضرب الدولة اللبنانية والنظام. وقال النائب حرب في حديث الى اذاعة "لبنان الحر":الوسيلة الوحيدة إستمرارنا في التصدي لمتابعة صمودنا ولكن، بعدما أفرغوا الجمهورية من رأسها، وبعدما أفرغوا المؤسسات الدستورية من صلاحياتها ومن قدرتها على ممارسة دورها، فأصبح مجلس الوزراء غير قادر على رسم سياسة للدولة، وحل المشاكل وعجز مجلس النواب عن إداء دوره، إرتفعت شكوى المواطنين من الوضع الأمني والإقتصادي والمعيشي وعدم قدرة الحكومة على المواجهة الكافية.

وأضاف :إنها المرة الأولى التي يشغر فيها منصب رئاسة الجمهورية وتتعطل فيها المؤسسات الدستورية لا بل أكثر من ذلك، تحاول قوى المعارضة فرض الشروط التعجيزية على الرئيس الآتي وكأنه رئيس بروتوكول لا غير،عمله الوحيد البصم على ما يكونوا قد اتفقوا عليه قبل توليّه الرئاسة، فيتحول إلى شاهد زور لا دور له غير التصديق على قرارات الآخرين، وبالتالي يفقد كل صلاحياته وفعاليته.

واليوم بعد كل ذلك، يبدو أنه أصبح الهدف ضرب المؤسسات الأمنية والعسكرية بعد إغتيال قادة الرأي والفكر.

ورداً على سؤال حول فعالية الضغوط الدولية على سوريا، قال:ان أخطر شيء هو غش الناس بأن، لدينا عصا سحرية للحلول، وما يجب إيضاحه، أنه في الحياة السياسية الدولية قواعد للتعامل، وسوريا التي لا يمكنها مواجهة العالم بالموضوع العسكري تعلم أن العالم غير مستعد لمواجهتها عسكرياً وهو ما حوّل المواجهة سياسياً، حيث لسوريا وسائل أكثر فعالية من كل دول العالم في لبنان .

تابع قائلا: الأكثرية في لبنان تمارس دورها بشكل ديمقراطي، تقابلها أداة قتل وتدمير وشّل البلاد، فالدعم الدولي السياسي للأكثرية، يقابله دعم عسكري ومالي تدميري، دعم تواكبه الإغتيالات التي تطال الأكثرية، وهذا الدعم " طابش " في مصلحة المعارضة في ميزان الفعالية. ولا يكفي أن تعلن الولايات المتحدة الأميركية أنها تضغط على سوريا عبر قرارات تتضمن عقوبات شبيهة بتجميد أموال بعض المسؤولين السوريين، إذ نسأل ما هي فعالية هكذا قرارات إعلامية؟.

وقال: نحن نتعاطى حسب إمكاناتنا وليس بحسب تمنياتنا وتمنيات الناس، نتابع الإتصال مع العالم لنحافظ على دعمه خاصة أننا لا نرى الدعم السياسي والمعنوي من أميركا وأوروبا والدول العربية تهمة. نحن لا نطلب أن يكون دعمهم كالدعم الذي تتلقاه المعارضة، وأن نحصل على السلاح للصراع الداخلي الذي سيؤدي إلى تدمير لبنان.

لا يمكن إنقاذ لبنان إلا بيد اللبنانيين، فلبنان يقوم على الشراكة، ولا مستقبل للبنان إذا ما حاول أحد الإستئثار بالقرار أو فرضه على اللبنانيين الآخرين، فالمواجهة الحاصلة غير متكافئة بسبب عدم توازن الوسائل المتوافرة للقوى السياسية وحيازة "حزب الله" على السلاح والتدريب والأموال، ولو أعلن رفض إستعماله في الداخل، فلهذا السلاح أثر كبير على مجرى الحياة السياسية في لبنان، وانعكاس ذلك على الوضع الأمني وعلى قدرة الدولة على ضبط الأمن بسبب حرية المقاومة في التصرف بسلاحها على الأراضي اللبنانية. مما يسمح لكل مجرم بالإستفادة من هذا الوضع للتسلل لنشر الإرهاب والإغتيالات في لبنان.

واشار الى انه في الوقت الذي يسقط شهداء، من الطبيعي أن ترتفع حدة الخطاب السياسي إلا أنه من المستغرب أن ينحدر مستواه كما هو حاصل منذ مدة، والأكثرية لم تبدأ بهذا النوع من الخطاب الذي تحوّل إلى شتائم واتهامات وتخوين وخروج عن آداب التخاطب، في ظل سكوت المجتمع عن هذا النوع الرديء من الخطاب، ما يدمر صيغة العيش المشترك.

وقال رداً على سؤال عن الجدل الذي حصل حول خطاب السيد حسن نصرالله عن الأشلاء :إن خطاب السيد حسن نصرالله في مناسبة عاشوراء تضمن في جزءٍ منه نوعاً من التفاوض حول أشلاء جنود إسرائيليين في إطار البحث في الأسرى، وهو عادة ما يحدث بعيداً عن الإعلام وبين دول، ولم تتعود المجتمعات والشعوب على هذا النوع من الخطاب عبر الإعلام، وإنتقاد الخطاب لم يكن على الجوهر إنما على الشكل إعلامياً، فجاءت ردة فعل حزب الله عنيفة! لكن هذا النوع من الخطاب يضر بمشاعر فئة من المواطنين المختلفي الإنتساب الطائفي بالنظر لانعكاسه السلبي على أطفالهم ولأنه متناقض مع مفهوم دولة مدنية مثل لبنان. لكن أن يتم الرد على ما قيل بأنه تحريض على قتل السيد حسن، فهو غير صحيح، وإن شاء الله لا يصيب السيد حسن أي مكروه، وهو المُعرّض في أي وقت للإغتيال من قبل العدو الإسرائيلي ولهذا يتخذ تدابير الحيطة والحذر ولا يظهر بين الناس،، وظهوره علناً في عاشوراء كان مخاطرة. إلا أن الكلام عن التحريض فهو كلام غير مقبول وكنت أتمنى لو لم يصدر أبداً بالنظر لما يتضمن من إحتمالات مأساوية على صعيد الوطن ووحدته.

وقال: نحن محكومون بممارسة حياة سياسية ديمقراطية في لبنان، لكن فريقاً من اللبنانيين قرر ضرب الدستور وتعطيل الحياة السياسية في لبنان. ففي أي دولة في العالم الديمقراطي يمكن حصول هذا ؟ ثم إننا وافقنا على المرشح التوافقي الذي يريدونه، بماذا قابلونا؟ وضع الشروط المسبقة حول مواضيع قبل الإنتخاب. يريدون الثلث المعطل وليس الضامن، كيف نعطيهم ذلك؟ المشاركة التي يطالبون بها، هي ضد القاعدة، إنها أخذ حق تعطيل لعمل وجلسات مجلس الوزراء وللقرارات المهمة ساعة يشاؤون. المشاركة يجب أن تكون في بناء الوطن وليس بالضرورة في الحكومة بالثلث الضامن. ثم إن الرئيس الآتي المطروح اليوم العماد ميشال سليمان موثوق به من الفريقين، فلماذا يضعون عليه الشروط التعجيزية؟ نزلنا تحت 15 وزيراً في الوزارة الثلاثينية، فلم يوافقوا، يريدون 10-10 -10 وهذا تعطيل وإعطاء حق الفيتو للجميع وهكذا يتعطل البلد إذا كان طرف سياسي غير موافق، وهكذا نصبح بحاجة إلى وصيّ، والوصيّ حاضر وموجود :سوريا، فليتفضلوا ويعلنوا ذلك صراحة. إنهم لا يريدون الإستقلال. هذا مع العلم ان طرح المعارضة للمشاركة في الحكومات ليس محصوراً في ظرفنا الحالي بل يُطرح كمبدأ لحكم لبنان في المستقبل.

اضاف:حكم لبنان لا يجوز أن يكون بمشاركة المعارضة والموالاة الدائمة في الحكومات. فماذا يبقى من النظام الديمقراطي البرلماني عندئذٍ ؟ وماذا يبقى من المساءلة والمحاسبة وتداول السلطة. والضحية ستكون المواطن الذي يفقد حقوقه الديمقراطية وسيؤدي ذلك الى سقوط الدستور والنظام الديمقراطي والوحدة الوطنية. فلا يجوز أن يرسخ في ذهننا أنه لا يمكن حكم لبنان إلا بحكومات الوحدة الوطنية، ففي ذلك تعطيل للنظام الديمقراطي.

ورداً على سؤال عن إتهام الأكثرية باغتصاب السلطة بسبب إنقلابها على تحالفها الإنتخابي، قال : في دول العالم كله تحدث تحالفات في الإنتخابات ثم تسقط. بعض اللبنانيين لا يتمتعون بثقافة سياسية. الكلام عن اغتصاب السلطة لهذا السبب هرطقة وغير جديّ. نحن لا نخاف الإنتخابات، لكن لا يجوز ضرب مبدأ دورية الإنتخابات، وهل كلما خسر فريق الإنتخابات أن ينادي بالإنتخابات المبكرة مجدداً ؟ وكيف يكون نظامنا عندئذٍ مستقراً ؟ إن المواطن هو شريكنا في هذه المعركة. السيد المسيح إبن الله نزل على الأرض ولم يستطع جمع الناس كلهم، ونحن نعترف أننا غير قادرين على إرضاء الجميع، ولكن لماذا لا ينتظرون الإنتخابات كي تصبح المعارضة أكثرية إذا لاقت تأييد الشعب؟.إن قوى 14 اذار تخوض معركة مصير واستقلال وتدفع بدم قياداتها وشعبها الثمين، ولو نفذت 14 اذار ما ذهب إليه بعضها من دعوات لممارسات خارج الديمقراطية، لكنا اليوم نشهد دماراً ومصائب أكبر من الذي يحدث.

وحول موضوع النصف زائداً واحداً قال:اننا صرفنا النظر عنه لأن البطريرك وقف ضده، فكيف يمكن لنا كمسيحيين في 14 اذار أن نمشي به ويكركي تعارضه؟ نحن نحاول أن نؤمن للناس ظروف العيش الكريم، وإذا أعطينا المعارضة وسوريا ما يريدانه فقد تخّف عمليات الإغتيال، ولكننا نكون قد هدرنا دم شهدائنا وسلمنا لبنان الى الغير. فهل هذا ما يريده اللبنانيون؟.

ولفت النائب حرب الى انه سمع كلاماً عجيباً يطالب باستقالة الحكومة وبتعديل الدستور، وسأل كيف يُعدل الدستور والحكومة مستقيلة، وكيف تمشي البلاد إذا استقالت الحكومة ؟ حتى ولو كانت مرجعية الرئيس فؤاد السنيورة ليست هي المرجوّة.الرئيس السنيورة موجود غصباً عنه وعنا وبحكم الضرورة في انتظار إنتخاب رئيس الجمهورية، إنه موجود لحاجة البلاد لبقاء الحكومة، فهل يريدون إسقاط المؤسسات كلها بالكامل؟.

واستغربً النائب حرب تهديدات المعارضة وتهويلاتها اذا لم ينجح اجتماع وزراء الخارجية العرب المرتقب، لافتاً إلى ما قاله مؤخراً الأمين العام لحزب الله عن إمكانية الحزب من ضبط جمهوره وعدم قدرته على ضبط جمهور المعارضة كلها، وقال :

هذا البلد لا يمكنه تحمل هزات وإنقلابات وقد بلغنا نقطة لا يمكننا بعدها تغطية الواقع، فالحل هنا في لبنان، فنتحمل كلنا فيها مسؤولياتنا حسب الدستور وننتخب الرئيس المتوافق عليه.

ورداً حول سؤال حول ما إذا كان العماد ميشال سليمان ما زال يحظى بالتوافق، اجاب :ظاهر الأمر نعم، أما في باطنه فلم أعد أعرف. ما أستطيع تأكيده أن الأكثرية متمسكة بترشيحه. وافقنا على العماد سليمان رغم معرفتنا بقربه من المعارضة وسوريا، ووضعنا ثقتنا به، لكن المفاجأة جاءت من المعارضة. برأيي المشكلة ليست مشكلة شخص الرئيس، بل في القرار برفض إجراء الإنتخابات، وفي النية بتغيير النظام في لبنان. ما يطرحونه اليوم يعطل النظام الديمقراطي ويعيد الوصاية، فسوريا خرجت عسكرياً من لبنان ويريدون إعادتها سياسياً لوصاية جديدة عليه، والحل يكون بالوعي السياسي وبالإدراك أن السياسية ليست تجارة وبالعودة الى الحوار الصادق بين اللبنانيين وتغليب مصلحة لبنان ومستقبله على ما عداها من مصالح.

اضافت: "في الامس, تم اغتيال النقيب وسام عيد ومرافقه وعدد من المدنيين الابرياء، هذا الاغتيال هو استهداف مباشر للمؤسسة الامنية الشرعية، فبعد الجيش و "اليونيفيل" اتى دور قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات.

هذا الاغتيال هو استهداف للمحكمة الدولية, وكلنا يعرف الدور المحوري الذي اضطلع به النقيب عيد في كشف الخطوط الهاتفية في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

هذا الاغتيال هو استهداف لعزيمة الضباط الشرفاء ولعزيمة الشعب اللبناني".

وقالت: "نحن نعرف ان الثمن غالي ولكن هذا وطننا وهذه ارضنا, لن نحبط وسنواجه وسينتصر لبنان. هذا الاغتيال في توقيته هو كذلك رسالة الى وزراء الخارجية العرب قبل ساعات من اجتماعهم, ولكن بمنطق قديم هو ترهيب العرب للاستفراد بلبنان. لكننا لسنا في سنة 1989، فان هم نجحوا آنذاك عبر اغتيال الرئيس رينيه معوض باغتيال الطائف واستبداله بنظام الوصاية السورية, فنحن لن نسمح لهم اليوم ان ينجحوا ليتمكنوا بالاغتيالات والتعطيل من اغتيال المبادرة العربية ومن ضرب النظام والصيغة والكيان اللبناني".

 

النائب الحاج حسن شن حملة عنيفة على الأكثرية والسفير فيلتمان: مآدب التبعية حزنا على فراقه تؤكد مدى الالتحاق بالمشروع الاميركي

موقفنا واضح من الشراكة وعلى الدول العربية الوقوف موقفا محايدا

وطنية- 26/1/2008 (سياسة) عقد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن لقاء مع الاعلاميين في مكتب نواب الكتلة في بعلبك جدد فيه "الشراكة الوطنية"، وقال: "نحن واضحون بموضوع الشراكة والثلث الضامن وموقفنا حيال هذا الموضوع واضح وقد تبنته المعارضة منذ البداية، انما المواقف التي تصدر من هنا وهناك منحازة لفريق 14 شباط وهذا لن يغير في موقف المعارضة وحقيقة الامور، واذا كانت الدول العربية ستساهم بالحل، عليهم ان يقفوا موقفا محايدا لا ان يقفوا بجانب فريق من اللبنانيين". واتهم الدور الاميركي "بالمعطل لكل الحلول والمبادرات والوساطات طيلة الفترة الماضية، بتواطؤ مفضوح من قيادات 14 شباط وهذا ما أوصل البلاد الى هذه الحالة السياسية والاقتصادية والامنية المتأزمة ولن يرحم التاريخ ولا الشعب اللبناني هذه القيادات التي تفتح لبنان امام الادارة الاميركية لتستبيحه خدمة للاطماع الاميركية والاسرائيلية على السواء".

وقال: "تتلاحق مآدب التبعية التي يقيمها قادة فريق 14 شباط حزنا وأسفا على فراق المندوب السامي الاميركي عزيزهم جيفري فيلتمان وذلك في تأكيد جديد لمدى الالتحاق الذي لعبه قادة هذا الفريق بالمشروع الاميركي في المنطقة. وهنا أود ان أسجل عددا من الملاحظات الاساسية أولاها: لم يسأل احد من قادة هذا الفريق "العزيز جف" عن طبيعة المشروع الاميركي بعد خطاب رئيسهم بوش في فلسطين المحتلة عن دولة اليهود وعن شطب حق العودة وتوطين الفلسطينيين ومباركة اسرائيل، بل تناسوا كل ذلك واعتبروا التوطين فزاعة ترفعها المعارضة، وهذا يثبت تواطؤهم مع المشروع الاميركي - الصهيوني في هذا السياق من خلال تزوير الحقائق وتحريفها والتعمية على الاهداف الاميركية بل الدفاع عنها".

أضاف: "الملاحظة الثانية هي أنه كان على هؤلاء المضيفين بدلا من تكريم سفير الولايات المتحدة الاميركية الراعية الاولى للعدو الصهيوني وللارهاب ان يطالبوا هذا السفير وادارته بتوضيح تصريحات بوش ورايس وبولتون عن حرب تموز ومن قررها ومولها وأدارها وغطاها، ولكن الكيد السياسي لفريق 14 شباط فضح مشاركتهم في الحرب على المقاومة وأتت أخيرا مشاعرهم التضامنية مع أشلاء جنود العدو لأوامر "العزيز جف" لتزيد من وضوح ما كانوا يخططون له ويتمنونه من النتائج لهذه الحرب".

وتابع: "كان يفترض بالسفير الاميركي ان يقدم لمضيفه عرضا وافرا عن حقيقة عدم احترامه للسيادة اللبنانية من خلال تدخله السافر خلال السنوات الماضية في كل كبيرة وصغيرة من القضايا الداخلية اللبنانية سواء عبر التصريحات او الخطب او الاوامر المباشرة او غير المباشرة، فالسفير فيلتمان اصبح خبيرا دستوريا لبنانيا وفقيها في القانون اللبناني وعالما بشؤون الادارة ولا أظن ان احدا من المسؤولين اللبنانيين يستطيع ان يتفوق على السفير الاميركي في عدد اللقاءات التي عقدها مع الرؤساء او الوزراء او النواب او المدراء العامين او المسؤولين العسكريين والامنيين او الوطنيين او رؤساء البلديات او المخاتير وصولا الى الاعلام والثقافة والاقتصاد والقطاع الخاص، ثم يأتي هذا السفير ليحدث اللبنانيين عن السيادة التي استباحها والحرية التي ازهقتها دولته والاستقلال الذي رهنه له قادة 14 شباط".

وختم النائب الحاج حسن: "يبدو ان "العزيز جف" والمضيفين قرروا إسقاط العداء لاسرائيل وقرروا التعمية على حقيقة الأطماع والاخطار الاسرائيلية في سياق مشروع الشرق الاوسط الجديد، وان كنا نعرف ان هذه هي السياسة الاميركية فهل يفخر قادة فريق 14 شباط بهذا الدور الخطير على مستقبل لبنان وامنه واستقراره؟"

 

قبلان: المطلوب ان تكون السياسة امانة في اعناق السياسيين يؤدونها بصدق وشفافية

وطنية - 26/1/2008 (سياسة) رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان "ان اللبنانيين مطالبون بان يصدقوا مع انفسهم ومع ربهم, فيجسدوا وحدتهم بالتعاطي مع الاخرين بانصاف وعدل وحكمة ويتعاونوا لخدمة الناس، فالسياسة اذا كانت غير صادقة فانها تتحول احتيالا ونفاقا, فيما المطلوب ان تكون السياسة امانة في اعناق السياسيين يؤدونها بصدق وشفافية في العمل لمصلحة شركائهم في الوطن والتعاون فيما بينهم لما فيه مصحلة وطنهم".

وطالب "السياسيين الى حفظ الناس والبلد ومستقبله بامانة وصدق، اذ لا يجوز ان يتلاعب السياسيون وغيرهم بمصير الامة والبلد, وعلى كل من يتبوأ وظيفة عامة ان يؤديها بأمانة، فلا يسوف ولا يرتشي, اذ ان الرشوة من اقبح الصفات الرذيلة, فهي تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صوابا، فالرشوة مدخل للفساد ويجب محاربتها حتى يقلع المرتشي عنها". ودعا "رجال الدين ان يكونوا موعظة دائما للسياسيين, فيحضوهم عن الاقلاع عن الخطابات المسيئة والمتشنجة, ويشددوا على ضرورة ان يتحلى رجل السياسية بالاعتدال والانصاف, وعلى رجال الدين ان يكونوا قدوة لغيرهم في تقريب وجهات النظر واشاعة الاجواء الايجابية التي تزيل التشنجات وتنهي الاحتقان وتحض على التعاون والتواصل".

وتوجه الى السياسيين بالقول "نذكركم بحقوق الناس عليكم, وواجبكم الوطني والديني والاخلاقي يحتم عليكم اداء الحقوق ونصرة المظلوم ومحاربة الظالم فتكونوا في عون اخوانكم ليكون الله في عونكم". كلام الشيخ قبلان جاء في الدرس الاخلاقي اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس والذي قال فيه: "ورد في الاخبار ان الله لم يبعث نبيا الا بصدق الحديث واداء الامانة للبر والفاجر، فهذا الحديث يؤكد على ضرورة ان يكون الانسان صادقا امينا، فالصدق مطلوب في الحديث والعمل والعبادة والمعاملة مع الناس, فهو رسالة سماوية ولقد جسد للنبي محمد الصدق مع احسن صورة, اذ اطلق اصحابه واعداؤه عليه لقب الصادق الامين، لما اتسم به من صدق جعله محل ثقتهم حتى ان قريشا كانت تعود الى الرسول رغم عداوتها له لانه اهل للصدق والامانة".

وقال: "ان اي عمل لا يتسم بالصدق والاخلاص لا قيمة له, ويجب ان يؤدي الانسان الامانة فلا يخون من يأتمنه فيؤدي الامانة الى اصحابها حتى لو كانوا اعداء له, فالوفاء من الايمان والعبادة امانة كما الوظيفة التي تحتم على صاحبها ان يكون امينا صادقا لا يخرج عن المألوف والمعروف فيستقيم في اعماله".

ورأى "ان الصلاة تصبح عند البعض عادة, فالمرء يعرف بالصدق والامانة والورع وقد يصبح الصوم والصلاة عادة عند البعض اذا تركوها, فانهم يستوحشون, فالامانة والصدق هي الاساس, من هنا يجب ان يكون الانسان صادقا مع نفسه وعياله واقاربه ومع كل الناس, والصدق الاهم هو صدق الانسان مع ربه، ولقد علمنا الرسول وائمة اهل البيت ان نكون صادقين حتى نكون محل ثقة, اذ تحقق الثقة العدالة وتجعل من الانسان مستقيما في صلاته واعماله واقواله. ولنا في نبي الله اسماعيل خير اسوة الذي كان صادق الوعد اذ انتظر احدهم سنة وعاتبه لانه لم يأت ، لذلك علينا ان نعظ الناس بسلوكنا وتصرفنا واستقامتنا وتوجهاتنا, وعندما نصدق نكون ثقة الناس فاذا صدقنا نكون عند الله من الصادقين وننال رضا الله تعالى. وقد ورد عن الامام الصادق قوله:" جعلت الرذائل في بيت وجعل الكذب بابها", لذلك علينا ان نؤدي امانة الله التي اودعنا اياه, فنحفظ الامانة ونؤديها بصدق واحسان, لان الانسان خليفة الله على الارض, وعليه ان يجسد مفهوم الخلافة بصدق الذي يشكل عنوانا للانسان المؤمن, من هنا يجب ان نصدق في عبادتنا وتأخينا وتعاملنا مع انفسنا ومع الاخرين اذ يكيف الصدق الانسان ويجعله شفافا ونظيفا ومحل اسرار الناس وثقتهم". ورأى "ان الكذب تجرؤ على الله, وهو آفة سيئة ورذيلة تناقض الصدق الذي يجعل الانسان من اهل الفضل والسلامة والاحترام والثقة".

 

النائب حبيش: لنا الحق بأن نخاف على السياسة والحكومة من الطارئين عليها

وطنية-26/1/2008 (سياسة) اعتبر النائب هادي حبيش في تصريح اليوم "أن ما صدر من كلام غير مسؤول على لسان أحد الوزراء، حول الخوف على التربية والوطن من السياسيين، لا يتعدى كونه إثبات وجود وتثبيت حضور في اللعبة السياسة التي غيب عنها صاحب القول بسبب أعماله، أو بالأحرى قلة أعماله".

واعتبر حبيش "أن الدعم السياسي للتعليم وللصرح التعليمية هو الأساس في تطوير العلم، وجعله متاحا للجميع في كل المناطق وفي أحسن الطرق".

وختم قائلا: "إذا كنتم تخافون على سعينا من خلال مواقعنا السياسية لتطوير العلم وتوجيهه نحو خدمة الطلاب والمدارس، فإننا بدورنا لنا الحق بأن نخاف على السياسة والحكومة من الطارئين عليها".

 

لقاء مسكوني لمناسبة اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين في بعلبك

المحاضرات شددت على العمل والصلاة بمحبة لان أساس وحدتنا هي الانفتاح

وطنية- 26/1/2008 (متفرقات) عقد لقاء مسكوني في كنيسة القديسة بربارة في بعلبك تحت شعار"صلوا بلا انقطاع" لمناسبة "اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين"، وبدعوة من مطارنة الكنيسة في البقاع الشمالي, متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران إسبيدريدون خوري، رئيس أساقفة بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال، رئيس أساقفة بعلبك - دير الاحمر للموارنة المطران سمعان عطا الله، وتضمن محاضرة للدكتور انطوان طعمة بعنوان:"هل ماتت انطاكية"؟.

المطران رحال

بداية, رحب المطران رحال بالحضور وقال:"انها مناسبة عزيزة جدا على قلوب كل المؤمنين المسيحيين أينما وجدوا وأينما كانوا", معلنا "ان الصلاة هي من أجل وحدة القلوب ومن أجل المحبة ووحدة الانفتاح". وتابع:"أيدينا ممدودة لبعضنا البعض وقلوبنا مفتوحة وهذا ما نصلي لاجله. الوحدة ليست ان نذوب ببعضنا البعض, وإنما هي العمل معا والصلاة والتعامل بمحبة, لان أساس وحدتنا هي المحبة، فآمل ان تكون محبتنا واسعة وشاملة للجميع يوحدنا المسيح".

المطران عطاالله

بدوره المطران عطا الله قال: "انقساماتنا لم تعد تطاق ويستفحل الشر على مستوى الوطن، فيقع الضحايا بلا رحمة وتدمر الممتلكات ولا من يشفق، ويتخلف المجتمع، فيما المطلوب هو الترقي والتطور ونشر الاخوة والسلام وتغذية كل انسان بخبز المحبة للحياة". وتابع: "في مطلع لقائنا المسكوني, يليق بنا ان نقف دقيقة صمت طالبين الراحة الأبدية لنفوس الذين سقطوا فداء عن الوطن، وطالبين من الرب الغفران، تكفيرا عن الجرائم المخطط لها بقتل الانسان وتدمير الاوطان، متوسلين الى الذي أحبنا أولا ان يمنحنا السلام والامن والأمان". وأعلن: "نقيم هذا اللقاء المسكوني في مقام تاريخي عريق وضعه في تصرف الجميع صاحب هذا المقام المطران الياس رحال الذي له احترامنا وشكرنا والمحبة", مشيرا الى "ان رسالة انطاكية كما نعرف من تاريخها كانت رسالة الجمع والمصالحة بين روما وبيزنطية، ومن لا يجمع ويوحد ذاته, كيف تريدون ان يجمع الآخرين ويوحد في ما بينهم؟".

وختم:"لم أر أفضل من انطاكيا راع ومسؤول يتحرك على صعيد حياته كما على صعيد العمل المسكوني والعمل للوحدة".

الدكتور طعمة

وألقى الدكتور انطوان طعمة محاضرته مستعرضا فيها "علامات تألق وصعود وميزات مدينة انطاكية وبعض أسباب أفولها وتراجعها وما نتج عن ذلك"، مركزا على "حاضر الانطاكيين ومستقبلهم وعلى دعوتهم ورسالتهم في استعادة الوحدة في التنوع وفي رفع تحديات الحوار المسيحي - الاسلامي والشهادة في الشرق العربي وفي بلاد الانتشار"، داعيا "الانطاكيين الى البحث عن هويتهم لا في ماض مضى الى غير عودة، بل في مستقبل يضعونه بأيديهم مع أخوتهم من غير المسيحيين في ضوء مشروع الرب الواحد على انساننا وأرضنا وحضارتنا". وتحدث على "رؤيا الاب ميشال الحايك وتجربة الندوة اللبنانية وآراء الاب جان كوربون ومجلس البطاركة الكاثوليك ومجلس كنائس الشرق الاوسط وغيرها من المبادرات حول كنائس الشرق وضرورة استعادة وحدة الكرسي الانطاكي", معتبرا "ان انطاكية كنيسة الوحدة في التنوع لا فرق فيها بين مسيحي من اصل يهودي وآخر من اصل وثني، لا فرق بين يوناني وسرياني وعربي ولا بين غني وفقير، فقد ولدت كنيسة انطاكية مسكونية تعيش الوحدة في التنوع وولدت رسولية، فروح الانجيل تتصالح مع كل اللغات والثقافات والمجتمعات، ولعلها دفعت ثمن تنوعها وتعددها حين حولها المتشبثون بالوحدة الاحادية الاختزانية من روما الى بيزنطية الى الاسكندرية ساحة لصراعاتهم". وأكد على "اهمية التفاعل مع الديانة الاسلامية والحضارة العربية لانه على هذا التراث يبنى حوار مسيحي - اسلامي راسخ الجذور"، وقال: "يمكننا ان ننفتح على الآخرين ونتفاعل معهم من دون عقد، نأخذ ما يتصالح مع ذاتنا وهويتنا ورسالتنا ونرفض ما يغربنا عن ذاتنا ويجرنا الى الاستلاب والضياع".

 

النابلسي: السفير الأميركي أمّار بالسوء والفتنة

وطنية- 26/1/2008(سياسة) اعتبر رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي في تصريح "إن السفير الأميركي شخص أمّار بالسوء والفتن، واكتشفنا حضاريته وانسانيته وعقلانيته عند كل محطة من محطات انقضاض الإدارة الأميركية على لبنان لا سيما منها حرب تموز الشهيرة التي خاضتها الولايات المتحدة مع ربيبتها اسرائيل على الأطفال والنساء والماء والهواء وكل أشكال الحياة في لبنان".

وأضافً:" إن خيار المقاومة في لبنان هو خيار النور والحق والحرية والسيادة والاستقلال، وهو خيار يحظى بالدعم من أهل الحق في العالمين العربي والاسلامي. أما الدولة التي تمثلون فما عهدنا منها إلا المكر والخديعة والإفساد وهضم حقوق العرب والمسلمين وتقويض الديمقراطيات الحقيقية في المنطقة".

وتابع قائلا:" نحن نعتبر أن إدارتكم المشؤومة الذكر هي من تعطل الديموقراطية في لبنان، وهي من تقوض دعائم الوفاق والمصالحة بين اللبنانيين، وهي من تشجع الخلاف والفتنة بين المجموعات اللبنانية".

 

كرنيب استنكر الضجة التي اثيرت على تصريح امين عام "حزب الله"

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) وزع رئيس لجنة التهدئة الوطنية المحامي محمد كرنيب بيانا حول الضجة التي اثيرت على تصريح امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله حول وجود اشلاء بعض الجنود الاسرائيليين، قال فيه: "كنا نتمنى على هؤلاء ان تتحرك حميتهم يوم قتلت الطائرات الاسرائيلية اطفال قانا بلدة السيد المسيح عليه السلام". اضاف البيان: "ان اعلان سيد المقاومة عن وجود بقايا جنود اسرائيليين لديه، تركوا في ارض المعركة اثار غضب اليهود في اسرائيل على حكامهم، ووضعهم في مأزق امام شعبهم من الباقين ومن الذين هاجروا بعد حرب تموز المجيدة، كما سوف يجعلهم يفكرون كثيرا قبل ان يقدموا على عدوان آخر".

 

تسمية الأمور بأسمائها من غزة الى دمشق ... مروراً بلبنان!

دافوس - راغدة درغام - الحياة - 25/01/08//

يأتي وقت، أحياناً، لا مناص فيه من تسمية الأمور بأسمائها لأن التردد في اتخاذ هذه الخطوة - باسم الديبلوماسية أو المهارة السياسية أو أي شيء آخر - انما يؤدي الى إلحاق الأذى الفظيع بصدقية الطرف الذي يتردد وبضحايا المناورات المؤذية إن كانوا مدنيين أبرياء في فلسطين أو جيل كامل في لبنان. يأتي وقت يجب فيه على المكلفين بالتوسط أو الذين نصبوا أنفسهم قنوات خلفية أن يتصرفوا طبقاً لما يمليه عليهم الضمير لأن عليهم حقاً مسؤولية أخلاقية وسياسية تملي عليهم أن يسمّوا الأمور بأسمائها. يأتي وقت لا بد فيه من المحاسبة لأن غض النظر أو توزيع اللوم أو الاستسلام لأمر واقع يفرض أو الخضوع أمام ألاعيب شراء الوقت والتملص من الاستحقاق ستكون مكلفة لجميع المعنيين. والأمثلة عديدة على من يجب مواجهته اليوم ومطالبة بالكف عن الإفراط: وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي تغص حنجرته بريق الانتقام من الفلسطينيين باعتبارهم، في رأيه، الطرف الذي استرق منه فرصة دخول التاريخ في مفاوضات كامب ديفيد وطابا وسلب منه منصب رئيس الوزراء ليسلمه الى ارييل شارون. باراك اليوم يتهيأ لـ «عقاب جماعي» للفلسطينيين المدنيين انتقاماً، وهو يفاوض سورية عبر القنوات الخلفية ليعيد اليها نفوذاً وسيطرة في لبنان في صفقة اقليمية تجمع بين خيالية فصلها عن ايران وتصوّر الحفاظ عليها كراع للمنظمات المتطرفة من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية.

* نبيه بري، رئيس مجلس النواب في لبنان الذي استرق العملية الديموقراطية وحوّل البرلمان من مؤسسة ديموقراطية الى سلعة لمصالح شخصية ضيقة، مالية وسياسية. فقد عطّل العملية الديموقراطية أكثر من مرة برفضه عملياً أن يخرج مفتاح مجلس النواب ليسمح لعقد جلسات تصويت. انه يتاجر بسلطة المنصب الذي يحتله وبمستقبل لبنان ويعمل على تعطيل الوساطات العربية والدولية بمعادلات وحسابات وصيغ تمليها عليه دمشق. لقد حان وقت تحميل بري مسؤولية مباشرة عما يقوم به لا سيما أن الكثيرين يعرفون مفاتيح أخرى عديدة لمحاسبته، بما في ذلك أمام القضاء.

* المؤسسة الحاكمة في ايران - وليس فقط الرئيس محمود احمدي نجاد - يجب أن تتبلغ موقفاً عربياً بجدية فحواه أن مزايداتها تكلف أرواح الفلسطينيين ضحايا الاحتلال المرير وتفاقم معاناتهم الانسانية. وبات ضرورياً تسمية الأمور بأسمائها لجهة الخدمة التي تتقدم بها قوى التطرف المريب الى اسرائيل.

* دمشق التي تتاجر بـ «المقاومة» وهي تتهرب وتتملص من استحقاقاتها فيما تغازل اسرائيل عبر قنوات مختلفة. انها تستخدم المنظمات الفلسطينية لإضعاف الأوراق الفلسطينية إزاء اسرائيل. فلا هي جاهزة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي بجدية تتطلب منها الكف عن اعفاء الجبهة السورية من المقاومة. ولا هي مستعدة للكف عن أساليب إضعاف السلطة الفلسطينية التي تبنت المفاوضات أساساً للمسيرة نحو بناء الدولة الفلسطينية. ولذلك حان وقت تسمية الأمور بأسمائها حول أدوار النظام السوري في فلسطين ولبنان والعراق، على حساب الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، وضد المصلحة العربية عامة.

* واشنطن المنحازة انحيازاً أعمى نحو اسرائيل تستفيق كل سبع سنوات قبيل انتهاء ولاية رئيسها لتبحث له عن سيرة تاريخية عبر صنع السلام العربي - الاسرائيلي. واقع الأمر أن كل من يعرف الف باء مشكلة الشرق الأوسط يعرف المطلوب، وهو ان تتجرأ الولايات المتحدة، ادارة أو مؤسسة حاكمة، أو كونغرس على مطالبة اسرائيل بالكف عن التملص من السلام واستحقاقاته. فما لم تجرؤ واشنطن على استخدام الأدوات التي لديها مع اسرائيل، فهي تلعب بالنار ليس فقط لجهة ما سيخلفه فشل أميركي آخر على صفوف الاعتدال في المنطقة، وانما أيضاً لجهة كيف سيضرب ذلك المصالح الوطنية الأميركية ذاتها.

* كذلك الأمر في ما يتعلق بأوروبا ومعها روسيا والأمم المتحدة التي تشكل جميعها «اللجنة الرباعية» المعنية بالبحث عن حل للنزاع العربي - الاسرائيلي. لدى هذه الأطراف أدوات الضغط المتعددة على مختلف اللاعبين ولقد باتت عليها مسؤولية أخلاقية للكف عن التملص والاكتفاء باجتماع هنا وتصريح هناك. فإذا كانت اسرائيل تتهيأ حقاً لإعادة اجتياح غزة، فمفاتيح وقف اجتياح كهذا تقع في أيدي روسيا وأوروبا ايضاً وليس فقط في الأيدي الأميركية.

* التطرف العربي والاسلامي الذي يبيع الفلسطيني لغة التحريض والاحتجاج الفارغ، مطالب بالكف عن ابتزاز القضية الفلسطينية. فحرام المزايدة على شعب يرضخ تحت احتلال لأن مزايدة كهذه انما تضيف الإهانة الى الجرح. روسيا لها نفوذ مع أقطاب التطرف في دمشق بالذات، ويجب عليها، أخلاقياً، الا تشجعها. فموسكو تبدو وكأنها في استخدام مزدوج لديبلوماسية التفاوض والمقاومة.

* الاعتدال العربي نفسه يجب ألا يكون معفياً من المحاسبة. فهو فشل، حتى الآن، في إقناع الناس به لأنه لم يعتمد استراتيجية متكاملة. أقطاب فيه يترددون كثيراً في تسمية الأمور بأسمائها، وينجرون وراء تخيلات. فإذا كان محور الاعتدال اختار حقاً دعم الخيار الفلسطيني بالتفاوض، فقد حان له أن يخاطب كل المعنيين بالعربية والفارسية والانكليزية والروسية والعبرية والفرنسية ليسمي الأمور بأسمائها، وبجرأة، وبالمعنى التالي:

ان السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض هي المدافعة عن حقوق الفلسطينيين، وأن «حماس» التي قامت بالانقلاب على السلطة باتت تتاجر بالفلسطينيين طالما أنها تضع نفسها وايديولوجيتها وسلطويتها وولاءها لدمشق وطهران فوق الاعتبارات الوطنية للشعب الفلسطيني.

اسرائيل عازمة على استخدام التطرف العربي والاسلامي - الممتد من دمشق وطهران عبر «حماس» وغيرها من المنظمات الفلسطينية - لإضعاف السلطة الفلسطينية التي تفاوضها، عبر سكتين أساسيتين هما: «حماس» وغزة، بمعنى ابراز عدم سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع وإشعار «حماس» باستمرار فشل السلطة الفلسطينية في ضبط الساحة الفلسطينية التي تمثلها. السكة الثانية هي السكة السورية بمعنى أن اسرائيل تتغازل مع دمشق، وليس الجولان السوري المحتل هو الأولوية لها أو لدمشق في هذا الغزل، وانما لأن الكلام عن المسار السوري من المفاوضات يخدم في تحويل الاهتمام بعيداً عن المسار الفلسطيني.

لو كانت اسرائيل حقاً جدية في السعي وراء السلام لتوجهت الى المصدرين الرئيسيين لإضعاف الشريك في المفاوضات وتقوية «حماس» وغيرها من المنظمات باطلاق قذائف وصواريخ على اسرائيل وهما: دمشق وطهران.

انما، عملياً، وعلى كل حال، فالسؤال الذي يجب على الفلسطينيين التدقيق فيه هو التالي: ماذا تلقى الشعب الفلسطيني في غزة من «دعم» ايران وسورية له ولحركة «حماس» التي انشقت عن السلطة الفلسطينية والعملية الديموقراطية التي أتت بها الى السلطة؟

تلك القذائف ليست مقاومة جدية للاحتلال الإسرائيلي وإنما هي استفزاز للرد الوحشي الإسرائيلي المنافي للقانون الإنساني الدولي. حق الفلسطينيين بالمقاومة هو حق أساسي ومبدئي طالما هناك احتلال إسرائيلي، ولا يحق لأحد أن يطالب الفلسطينيين بالتخلي عن المقاومة. خيار المقاومة لا يقتصر على المقاومة المسلحة، بل هناك أمثلة تاريخية على نجاح المقاومة المدنية أكثر من المقاومة المسلحة.

ومرة أخرى، وعلى كل حال، ماذا قدمت سورية إلى الفلسطينيين في غزة سوى «مؤتمر» في دمشق عن المقاومة هدفه اضعاف المفاوض الفلسطيني مع إسرائيل؟ ومتى وضعت إيران مصلحتها في مرتبة ثانية بعد المصلحة الفلسطينية بأفعال جدية وليس بمزايدات وبيع كلام؟ حتى الآن، أن العلاقة التهادنية التاريخية بين إيران وإسرائيل وبين الفرس واليهود ما زالت لم تتأثر جذرياً على الاطلاق بالقضية الفلسطينية، بل إن اسرائيل لعبت دور العرّاب في صفقات إيران - كونترا..

إضافة الى ذلك، وبعد انقلاب حركة «حماس» على السلطة الفلسطينية بتصفيق سوري وإيراني، ماذا قدمت طهران ودمشق إلى قطاع غزة تحت سيطرة «حماس» مما يجعل الوضع الفلسطيني أفضل؟ ليس هناك أي دليل على اندلاع الأموال الإيرانية والسورية لدعم المؤسسات في غزة، وإنما هناك دلائل على المتاجرة بأهالي غزة خدمة لغايات إيرانية وسورية.

بالمقابل، أن السلطة الفلسطينية المتمثلة بحكومة عباس - فياض تقاوم الاحتلال الاسرائيلي مقاومة فعلية وعلى الارض، إذ أنها تقوم ببناء الدولة الفلسطينية لبنة بلبنة، على رغم أنف إسرائيل، وبمشاركة دولية وباشراف عالمي. هكذا يمكن توجيه الأنظار الى التجاوزات الإسرائيلية للقوانين الدولية وإلى التملص الإسرائيلي من استحقاقات السلام.

بهذا الاسلوب الذي تعتمده حكومة عباس - فياض يتم فضح إسرائيل إذا كانت تنوي تنفيذ سياسة «التنظيف العرقي» وتتم ايضاً مواجهتها بتنظيم البيت الفلسطيني ببناء أسس الدولة. فهذه الحكومة تبنت خيار المفاوضات، بدعم عربي وعلى أساس المبادرة العربية للسلام، ولا يحق لإيران وسورية إضعاف ورقة التفاوض الفلسطيني مع إسرائيل ولا نسف أسس بناء الدولة الفلسطينية. إنهما بهذا الموقف وباستخدامهما حجة «المقاومة» لدعم حركة في وجه السلطة الفلسطينية، إنما تقدمان أكبر الخدمات إلى إسرائيل أولاً وأخيراً.

إسرائيل ستبقى فاشلة، وإن اعتقدت أنها تنجح. إنها في هروب إلى الأمام وفي عقلية حصار ستؤدي إلى تآكلها في نهاية المطاف، إذا لم تستدرك وبسرعة. المعلومات تفيد أن إسرائيل تنوي العودة إلى غزة عسكرياً بحجة العزم على محو قيادة «حماس» عن بكرة ابيها. وبالتأكيد، لن تدخل سورية أو إيران طرفاً مباشراً في حرب غزة لإنقاذ «حماس» أو لانقاذ الشعب الفلسطيني من المجزرة.

إسرائيل سترتكب مجازر فظيعة في غزة باسم تطهيرها من «حماس» وغيرها، إنما حقيقة الأمر هي أن ايهود باراك عنصري في كراهيته للفلسطينيين بسبب افشال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات له ولعروضه، بحسب تصوره. واقع الأمر أيضاً هو أن إسرائيل مفلسة في سياساتها وأثبتت فشلها.

حربها مع «حزب الله» في لبنان قلصتها الى قوة صغيرة تحارب ميليشيات وتفرط لدرجة التدمير المنهجي للبيئة التحتية لبلد بأكمله وهي تطارد ميليشيا تمكنت من استدراجها. وهي في حال هجوم دائم على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وهي تلهث هرباً من السلام واستحقاقاته.

في هذه الحقبة من العقاب الجماعي الآتي الى غزة والضفة الغربية، هناك خيار واحد صحيح هو خيار السماح للسلطة الفلسطينية وحدها ان تكون مسؤولة عن الشعب الفلسطيني. فكفى «حماس» والمنظمات الأخرى التي تصنع في دمشق وطهران التلاعب في رقصة خدمة اسرائيل على حساب الفلسطينيين. انها رقصة التطرف العربي والاسرائيلي والايراني والتي حدث انها في مصلحة عابرة لقوى التطرف هذه.

هذه الرقصة تطلبت ارتهان لبنان فيها الى حين استكمال الألاعيب الاقليمية. وقد حان وقت تسمية الأمور بأسمائها هناك، والمسؤولية الآن عربية. فعندما يجتمع العرب للاستماع الى حصيلة الجهود والوساطة التي يقوم بها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، عليهم ان يجرؤوا على تسمية الأمور بأسمائها لجهة من يعطل انتخاب رئيس في لبنان ومسؤولية سورية عن هذا التعطيل واختلاق الفراغ الرئاسي بالتنسيق مع ايران. مسؤولية عمرو موسى هي ألا يجيّر ضميره لأنه إذا فعل، باسم الديبلوماسية أو غيرها، انما يكون ساهم في قتل لبنان وفي اغتيالات سياسية آتية

 

في تقريرين إلى مجلس الجامعة عن نتائج محادثاته في بيروت ودمشق تنشر نصّهما "المستقبل"

موسى: الأكثرية أبدت مرونة وقبلت باقتراح 13+10+7 والمعارضة تصرّ على المثالثة وإلا فالثلث +1

سوريا موافقة على تفسير الأمين العام للبند الثاني لكنها ترى في (10+10+10) الصيغة المنطقية

المستقبل - السبت 26 كانون الثاني 2008 - العدد 2857 - شؤون لبنانية - صفحة 2

حذر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من "مخاطر جمود المساعي العربية في معالجة الازمة اللبنانية والذي سيؤدي في ظل حالة الفراغ في سدة الرئاسة الى الانزلاق نحو اتون الفتن والاضطرابات الأمنية بما تحمله من تداعيات خطيرة على مستقبل الأمن والاستقرار في لبنان وكذلك في المنطقة".

وأكد أنه "بالرغم من الصعوبات القائمة، فإن المطلوب عربياً في هذه المرحلة هو مواصلة الجهود وعلى أكثر من صعيد لتوفير الاجواء الملائمة عربياً واقليمياً ودولياً لمواكبة جهود الجامعة ومساعيها مع الاطراف اللبنانية بصورة ايجابية تتيح انتاج الحل اللبناني التوافقي المرتجى وفقاً للعناصر الواردة في المبادرة العربية".

وأوضح في تقريرين رفعهما إلى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد اليوم في القاهرة، حول نتائج زيارتيه إلى لبنان خلال الفترة 9 ـ 12/1/2008 والفترة 16 ـ 20/1/2008 والمحادثات التي أجراها في دمشق، "ان الخلاف ما زال محتدما حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حيث تصر المعارضة على المطالبة بصيغة المثالثة (10 للأكثرية +10 للمعارضة +10 لرئيس الجمهورية)، واذا تعذر ذلك فإنها تطالب بحصة الثلث +1، في الوقت الذي ابدت فيه الاكثرية مرونة وقبلت باقتراح الأمين العام بأن يكون تشكيل الحكومية 13 للأكثرية +10 للمعارضة + 7 للرئيس".

وأشار إلى أن "بعض قيادات المعارضة عبرت عن عدم الاتفاق مع التفسير الذي قدمه الامين العام للبند الثاني، حيث ذكر الرئيس نبيه بري ان التفسير الواقعي للمبادرة العربية هو توزيع مقاعد الحكومة المقبلة على اساس المثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية، وان المبادرة العربية نصت على الا يصل اي طرف من الأطراف على حق الترجيح أو حق الاسقاط، وذلك يعني ان احداً لا يحق له اكثر من عشرة وزراء في حكومة من ثلاثين وزيراً، ودعا الرئيس بري وزراء الخارجية العرب الى الاجتماع مجدداً والاتيان بتفسير آخر".

وأشار إلى أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان اكد "حرصه على التعاون لانجاح هذه المبادرة وتحقيق الوفاق بين اللبنانيين، واكد موقفه الرافض لاي ضغوط من الاكثرية او المعارضة، وابدى انزعاجه الشديد من المحاولات الجارية لفرض قيود او مطالبته بتقديم تعهدات او ضمانات مسبقة باختيار هذا الوزير او ذاك الموقف"، وأعرب عن "انفتاحه على التعاون مع أي صيغة يتم التوافق عليها بين قيادات الأكثرية والمعارضة بشأن تشكيل الحكومة، مؤكداً حرصه على لعب دور المحايد بين الطرفين، وتعهده بأن يلجأ الى التوفيق بينهما في القضايا الخلافية، بحيث لا يكون صوت الوزراء الذين سوف يختارهم مؤيداً أوتوماتيكياً لهذا الفريق أو ذاك حفاظاً على وحدة البلاد والوفاق الوطني بين مختلف الفرقاء اللبنانيين".

وأوضح أن المحادثات التي أجراها في دمشق كان من نتائجها "تأكيد الاتفاق مع الأمين العام على التفسير الذي قدمه للبند الثاني من المبادرة العربية والمتعلق بتشكيل الحكومة، مع الإشارة الى أن سوريا ترى أن صيغة المثالثة (10+10+10) هي الصيغة المنطقية لكونها تحقق التوازن المطلوب بين الفرقاء وتضمن تطبيق الصيغة اللبنانية لا غالب ولا مغلوب".

وإذ رأى "ان الخلاف المحتدم حول حصة كل طرف في تشكيلة الحكومة يعكس مدى حالة انعدام الثقة القائمة بين الطرفين، كما انه يحمل في طياته ابعاداً وتوجهات تتجاوز الارقام (وزير او وزيرين بالناقص او بالزيادة لأي من الطرفين)، أكد "ان الجهود العربية المبذولة لحل الازمة لا بد وأن تأخذ بالاعتبار المخاوف والهواجس السياسية والامنية للطرفين وموقعهما في اللعبة السياسية اللبنانية بأبعادها العربية والاقليمية والدولية".

وخلص موسى في تقريريه إلى الاشارة الى "ان المخاوف كبيرة من ان تؤدي حالة الاحتقان والانقسام السياسي السائدة حالياً في لبنان الى توترات وانفجارات امنية سيكون من الصعب التعامل معها، خاصة وان المعلومات المتداولة بين اللبنانين تشير الى ان هناك عمليات تمويل وتسليح واستعدادات لتصعيد الموقف ونقل المواجهة الى الشارع، الامر الذي يقتضي التحذير من مخاطر جمود المساعي العربية في معالجة الازمة اللبنانية والذي سيؤدي في ظل حالة الفراغ في سدة الرئاسة الى الانزلاق نحو اتون الفتن والاضطرابات الأمنية بما تحمله من تداعيات خطيرة على مستقبل الأمن والاستقرار في لبنان وذلك في المنطقة".

وفي مايأتي نص التقريرين:

جمود المساعي العربية سيؤدّي في ظلّ فراغ سدّة الرئاسة

إلى الانزلاق نحو أتون الفتن والاضطرابات الأمنية

تقرير حول نتائج زيارة الامين العام الى لبنان

خلال الفترة 9 ـ 12/1/2008

اولاً: تقديم

1 ـ تنفيذاً للبيان رقم (113) الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقد يومي 5 و6/1/2008 بشأن الوضع في لبنان، والذي كلف الامين العام اجراء اتصالات فورية مع جميع الاطراف اللبنانية وكذلك العربية والاقليمية والدولية المعنية من اجل تنفيذ "الخطة المتكاملة" التي جرى اقرارها لحل الازمة اللبنانية، ودعا فيها المجلس جميع الاطراف اللبنانية الى التوافق على بنودها التي نصت على ما يلي:

"1 ـ الترحيب بتوافق مختلف الفرقاء اللبنانيين على ترشيح العماد ميشال سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية والدعوة الى انتخابه فوراً وفقاً للاصول الدستورية.

2 ـ الدعوة الى الاتفاق الفوري على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجري المشاورات لتأليفها طبقاً للاصول الدستورية على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح.

3 ـ يبدأ العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات فور انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة.

2 ـ وبناء عليه، قام الامين العام بزيارة الى لبنان خلال الفترة 9 ـ12/1/2008 حيث التقى بعدد كبير من المسؤولين والقيادات السياسية والدينية اللبنانية للبحث والتشاور حول سبل تنفيذ هذه المبادرة العربية، وكذلك بعد ان تم الاجماع العربي عليها ورحبت بها مختلف الاطراف اللبنانية حيث اعتبرتها كل من المعارضة والاكثرية فرصة "تاريخية" لا يجوز تفويتها من اجل مساعدة اللبنانيين على تجاوز الازمة الحالية وما يحمله استمرارها من تداعيات خطيرة على السلم الاهلي ومستقبل السلم والامن في لبنان، كما حظيت هذه المبادرة العربية باهتمام دولي واسع وتأييد من مختلف الاطراف الدولية المعنية وخاصة الامين العام للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وفرنسا وايطاليا واسبانيا والولايات المتحدة الاميركية.

3 ـ شملت سلسلة اللقاءات والمحادثات والاتصالات التي اجراها الامين العام في لبنان على التوالي (بحسب التسلسل الزمني) كل من: دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب، دولة الرئيس ميشال المر (رئيس كتلة برلمانية من حلفاء الجنرال عون)، العماد ميشال سليمان قائد الجيش، دولة الرئيس فؤاد السنيورة رئيس مجلس الوزراء، النائب سعد الحريري (رئيس تيار المستقبل وممثل الاكثرية النيابية)، سماحة المفتي محمد رشيد قباني، غبطة البطريرك مار انطونيوس بطرس صفير، الجنرال ميشال عون (رئيس التيار الوطني الحر وممثل المعارضة)، الرئيس امين الجميل، السيد وليد جنبلاط، سماحة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى عبد الامير قبلان، سماحة السيد حسن نصرالله، السيد آغوب بقرادونيان (رئيس الكتلة الارمنية في البرلمان)، دولة الرئيس عمر كرامي، الدكتور سمير جعجع، الشيخ نعيم حسن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، معالي السيد فوزي صلوخ وزير الخارجية. اضافة الى ذلك قام السيد الامين العام بإجراء اتصالات مكثفة بين الرئيس نبيه بري والرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري ومع قياديين من حزب الله وكتلة الجنرال عون وكذلك اجرى سيادته والوفد المرافق العديد من الاتصالات الهاتفية والمحادثات مع عدد من القيادات السياسية اللبنانية التي لم يتسن اللقاء بها مباشرة، كما التقى الامين العام بسفراء جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة الاميركية والامم المتحدة لوضعهم بأجواء ما جرى من اتصالات واستمع الى تقييمهم لمجريات الاوضاع في لبنان.

4 ـ وقد رافق السيد الامين العام في جولته الى لبنان السفير عبدالرحمن الصلح رئيس مركز الجامعة في بيروت ورئيس مكتبه السيد هشام يوسف والمستشار طلال الامين بمكتب الامين العام، وعاونه في بعض الاتصالات كل من السفير عبدالعزيز خوجه سفير المملكة العربية السعودية ودولة الرئيس النائب ميشال المر.

ثانياً: خلاصة الأفكار التي طرحها الامين العام:

5 ـ شرح الامين العام في لقاءات واتصالاته مع القيادات اللبنانية عناصر المبادرة العربية ومنطلقاتها نصاً وروحاً، مؤكداً على النقاط التالية:

ـ ان اهمية المبادرة العربية في توقيتها ومضمونها يشكل فرصة لحل الازمة اللبنانية لا يجوز تفويتها خاصة وان هناك اجماعاً عربياً كاملاً على ما تضمنته من بنود اساسية لاقرار صيغة الحل، كما انها تأتي لتجنب لبنان مخاطر الفراغ الحاصل الآن في سدة الرئاسة والشلل الواقع في مؤسساته الدستورية والذي يهدد بتحويل لبنان الى مسرح مفتوح لنزاعات اقليمية ودولية سوف تلحق الاذى بجميع الاطراف اللبنانية.

ـ ان منطلق هذه المبادرة مبني على صيغة "لا غالب ولا مغلوب" ولهذا فهي:

* رحبت باتفاق اللبنانيين على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية باعتباره المرشح التوافقي المقبول من جميع الاطراف ودعت الى انتخابه فوراً وفقاً للاصول الدستورية، اي ان المطلوب من قيادات المعارضة والاكثرية ان تتوصل سريعاً الى اتفاق على حل عقدة الآلية الدستورية التي يجب اعتمادها لتمرير انتخاب العماد ميشال سليمان في البرلمان، ومنحه الثقة اللازمة من قبل جميع الاطراف لمساعدته على الاضطلاع بدوره كرمز لوحدة الوطن والملقى على عاتقه مهمة جسيمة في المرحلة المقبلة باعتباره سيكون الحكم بين مختلف الاطراف وكذلك الراعي لعملية الوفاق السياسي بين اللبنانيين.

* دعت الى التفاهم الفوري على حكومة وحدة وطنية ومنحت رئيس الجمهورية كفة الترجيح في التصويت داخل مجلس الوزراء، الذي سوف يتم تشكيله وفقاً للاصول الدستورية، على الا يتيح هذا التشكيل ترجيح القرار من قبل الاكثرية او اسقاطه من قبل المعارضة.

* اعطاء اولوية للاتفاق على صياغة قانون جديد للانتخابات بعد ان يتم انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل كومة.

ـ انه لا مجال في هذه المرحلة من المحادثات بين اللبنانيين في صدد تنفيذ المبادرة العربية الدخول في نقاش حول اسم رئيس الوزراء او توزيع الحقائب بين المعارضة والاكثرية او غيرها من تسويات او اتفاقات حول اسماء المناصب العليا في الدولة (قيادة الجيش... الخ) باعتبار ان هذا الامر يأتي لاحقاً ـ بعد انتخاب الرئيس ـ ويخضع في كل الاحوال الى الاصول الدستورية المتبعة، كما انه من غير المقبول تقييد مرشح الرئاسة العماد ميشال سليمان من خلال مطالبته بإعطاء ضمانات او تعهدات لأي طرف من الاطراف، ويجب منحه الثقة والتأييد الكامل من قبل الجميع حتى يستطيع ان يقوم بدوره كرئيس توافقي.

ـ ان المطلوب من طرفي المعارضة والاكثرية تقديم تنازلات متبادلة، فلا يجوز للمعارضة ان تستمر في المطالبة بالحصول على الثلث المعطل اي (الثلث +1 من اعضاء الحكومة)، كما ان على الاكثرية ان تتخلى عن حقها في ترجيح القرارات، اي ان ينطلق النقاش من صيغة مبنية على 14 للاكثرية و5 لرئيس الجمهورية و10 للمعارضة في التشكيل الحكومي الجديد، ويمكن لهذا النقاش ان يدور في هذا الاطار ليشمل صيغ 13 او12 للاكثرية و10 للمعارضة وبقية الوزراء للرئيس بحسب النسبة التي سوف تحصل عليها الاكثرية، وفي كل الاحوال لا يصح ان يكون هناك مطالبة بمساواة في اعداد الوزراء بين المعارضة والاكثرية لان من حق الاخيرة كأغلبية نيابية الحصول على عدد اكبر من الوزراء ولا يمكن حرمانها من هذا الحق وفقاً لما هو متعارف عليه لبنانياً في تشكيل الحكومات.

ـ ان على القيادات السياسية اللبنانية ان تتحمل مسؤولياتها التاريخية وتتصرف كما يتصرف رجال الدول الحقيقيون في اللحظات التاريخية الحاسمة، والكف عن ممارسة العمل السياسي بأفق ضيق لا يهتم بالمصالح العليا للبلاد ومستقبل لبنان وأمنه، حتى يمكن كسر الحلقة المفرغة التي يدور النقاش فيها حالياً، فلا يجوز ان يظل مصير لبنان رهينة للخلاف القائم على الحصص وعدد الوزراء في الحكومة، وتعطيل الحلول بسبب خلاف حول وزير او اثنين لمصلحة هذا او ذاك من الطرفين.

ـ انه لا بد من استئناف الحوار وفتح قنوات الاتصال المباشر بين القيادات اللبنانية سواء على المستوى الثنائي او الموسع لحل عقدة الآلية الدستورية وعقدة توزيع الحصص في الوزارة الجديدة باعتبار ان حل هاتين العقدتين يشكل الاساس للانطلاق نحو تنفيذ ما جاء في المبادرة العربية بشأن انتخاب الرئيس اولاً وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ثانياً.

ثالثاً: مواقف الاطراف اللبنانية من المبادرة العربية:

6 ـ اطلقت المبادرة العربية وزيارة الامين العام الى بيروت الامل مجدداً بامكانية تحقيق التوافق بين الاكثرية والمعارضة على صيغة حل مقبولة من الطرفين حول العقدتين الرئيسيتين اللتين اصطدمت بهما المبادرات والجهود العربية والدولية السابقة لحل الازمة، وهما عقدة الآلية الدستورية التي يجب اعتمادها لانتخاب الرئيس، وعقدة نسب التمثيل في الحكومة، باعتبار ان التوافق حال حول انتخاب العماد ميشال سليمان ومبدأ صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية، وهذا في حد ذاته معطى ايجابي اذا ما قورن بالاجواء السلبية التي كانت سائدة قبل هذه المبادرة والتي ادت الى توقف الحوار والمفاوضات بين الاطراف اللبنانية.

7 ـ الا انه ورغم ترحيب كل من قيادات الاكثرية والمعارضة بالمبادرة العربية واحساسهما المشترك بأن هذه المبادرة قد جاءت في توقيت مناسب لمساعدتهما على حل الازمة، الا ان الخلاف المحتدم بينهما ما زال قائماً حول سبل حل هاتين العقدتين، ولقد فتحت اللقاءات الثنائية التي اجراها الامين العام مع قيادات الاكثرية والمعارضة ابواب النقاش مجدداً حول البدائل والحلول التي يمكن اعتمادها لحل هاتين العقدتين، وفي ما يلي عرض لخلاصة مواقف الطرفين:

ـ في ما يتعلق بعقدة الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس: ترى الاكثرية ان امكانية التوصل الى توافق حول حل لهذه العقدة ممكن وإنما بشكل لا يتجاهل حكومة الرئيس السنيورة وبما يتفق مع الدستور اللبناني، وترى اغلب القيادات المسيحية ضمن الاكثرية وكذلك بعض القيادات المسيحية في المعارضة انه وفقاً للدستور فإن هذه الآلية يجب ان تمر اولاً باتفاق على عقد اجتماع للمجلس النيابي لإقرار تعديل المادة (49) من الدستور حتى يتاح المجال لانتخاب العماد ميشال سليمان (المادة التي تنص على انه لا يجوز انتخاب موظفي الفئة الاولى خلال مدة قيامهم بوظيفتهم)، وفي هذه الحالة فإن التعديل لا بد وأن يمر عبر حكومة الرئيس السنيورة حتى يكون دستورياً.

ـ وبالرغم من هذا الموقف من قبل تلك القيادات فإن بعضها ابدى استعداده للتعامل بمرونة مع طرح العارضة بأنه يمكن ووفقاً للمادتين (74 و75) من الدستور ان يتم عقد البرلمان وانتخاب العماد سليمان دون حاجة الى تعديل الدستور نظراً للظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد (اقتراح الرئيس بري، ويلاحظ هنا ان الجنرال عون عبر علنياً عن رفضه لهذا الاقتراح واعتبره هرطقة دستورية، كما يشاركه في هذا الرأي العديد من القيادات المسيحية في المعارضة والاكثرية).

ـ ولقد لمس الامين العام ان التوصل الى صيغة مقبولة من قبل الطرفين لحل هذه العقدة امر ممكن اذا تم الاتفاق على حل العقدة الثانية.

ـ في ما يتعلق بعقدة نسب التمثيل في الحكومة: وهي العقدة الاصعب، حيث تعتبر بعض دوائر المعارضة ان تفسير ما جاء في المبادرة العربية بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والذي ينص على: ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الحكومة كفة الترجيح"، يعني المساواة في عدد المقاعد الوزارية بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية، بحيث لا يكون لأيّ منها القدرة على اسقاط او ترجيح اي قرار ولهذا فهي تطرح صيغة (10+10+10) لحكومة من 30 وزيراً.

ـ وبالطبع فإن الاكثرية ترفض مثل هذا التفسير وهي تتبنى التفسير الذي قدمه الامين العام وهو ان المقصود بهذا النص أن لا تحصل الاكثرية على عدد من المقاعد يتيح لها ترجيح القرارات (النصف+1) وأن لا تحصل المعارضة في الوقت ذاته على عدد من المقاعد يتيح لها اسقاط القرارات (الثلث+1).

ـ وفي هذا الشأن، اقترح الامين العام ان يتم التفاوض بين الاكثرية والمعارضة حول البدائل التي تحقق هذا الهدف، ولمس استعداداً من قبل الاكثرية للتجاوب مع اقتراحه لحل هذه العقدة، الا ان بعض دوائر المعارضة تمسكت بموقفها المطالب بضرورة الحصول على (الثلث+1) في اي تشكيلة حكومية واعتبرت ان هذا الامر هو الاساس الذي لا يمكن ان تتراجع عنه لتحقيق الشراكة في حكومة وحدة وطنية، وحاول الامين العام وخاصة في لقائه مع السيد حسن نصرالله اقناعه بأهمية ان تتراجع المعارضة عن هذا المطلب باعتبار ان فكرة "الثلث المعطل" هي فكرة سلبية كما انها لا تنسجم مع توجه المبادرة العربية ولا تأخذ بعين الاعتبار ان هنالك رئيساً جديداً للبلاد، وان ارجحية اتخاذ القرار لن تكون في يد الاكثرية، وانما في يد رئيس الجمهورية التوافقي الذي يفترض ان يمنح الثقة والقوة من الجميع حتى يستطيع الاضطلاع بدوره في ادارة البلاد وتحقيق الوفاق الوطني اللبناني المنشود، الا ان السيد حسن نصرالله اصر على موقفه مبرراً ذلك بانعدام ثقة المعارضة بالاكثرية والتي يمكن لها اذا ما تحالفت مع رئيس الجمهورية امتلاك الارجحية في اتخاذ القرارات وهذا امر لا يمكن للمعارضة ان تقبله وخاصة في القرارات المصيرية التي تحتاج الى اكثرية الثلثين في مجلس الوزراء، علماً بأن السيد نصرالله قد اشار الى استعداد حزب الله للتخلي عن جزء من حصته (وزير او وزيرين) في الحكومة لمصلحة شخصيات يتولون هذه المناصب من الطوائف الاخرى من حلفائه في المعارضة، واعتبر السيد نصرالله ان هذا الامر هو موقف مبدئي لحزب الله، الا انه وبالرغم من هذا الموقف، واستجابة لاصرار الامين العام، ابدى السيد حسن نصرالله استعداده لقبول صيغة 10+10+10 او اية صيغة اخرى يتم التوافق عليها وتأتي نتيجة للمفاوضات بين الشيخ سعد الحريري (ممثل الاكثرية) والجنرال ميشال عون (ممثل المعارضة).

رابعاً: موقف العماد ميشال سليمان:

9 ـ عبّر العماد ميشال سليمان عن شكره وتقديره على الثقة التي اعطته اياها المبادرة العربية وأكد حرصه على التعاون لانجاح هذه المبادرة وتحقيق الوفاق بين اللبنانيين، واكد موقفه الرافض لأي ضغوط من قبل الاكثرية او المعارضة، وأبدى انزعاجه الشديد من المحاولات الجارية لفرض قيود او مطالبته بتقديم تعهدات او ضمانات مسبقة باختيار هذا الوزير او ذاك الموقف، مؤكداً في الوقت نفسه على انه سوف يقف على مسافة واحدة من المعارضة والاكثرية وأنه سوف يظل ملتزماً بمبدأ عدم الانحياز لأي من الطرفين، وبأن همه الاساسي سيكون ادارة الحوار بين اللبنانيين واستعادة الوفاق الوطني وإجراء مصالحة شاملة، وإنه وفي كل الاحوال يتعهد بأن لا ينحاز الوزراء الذين سوف يختارهم من حكومة الوحدة الوطنية الى اي من الفريقين وبأن هذا التعهد هو التعهد الوحيد الذي يمكن له ان يقدمه للاكثرية او للمعارضة.

تقرير حول

نتائج زيارة الأمين العام الى لبنان

16 ـ 20/1/2008

استكمالاً للجهود التي قام بها الأمين العام في زيارته الأخيرة للبنان خلال الفترة من 9 ـ 12/1/2008 (مرفق تقرير حول نتائج تلك الزيارة)، قام الأمين العام باستئناف اتصالاته في لبنان خلال الفترة من 16 ـ 20/1/2008، حيث تابع مباحثاته مع الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب، والرئيس فؤاد السنيورة رئيس مجلس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السيد الياس المر، ووزير الخارجية السيد فوزي صلوخ، والعماد ميشال سليمان قائد الجيش، ومع قيادات الأكثرية الشيخ سعد الحريري والرئيس أمين الجميل والسيد وليد جنبلاط والسيد سمير جعجع، ومع الجنرال ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر وممثل المعارضة، ونائب رئيس الوزراء السابق السيد ميشال المر، إضافة الى لقاءات واتصالات مع عدد من رؤساء الحكومة السابقين رشيد الصلح والرئيس سليم الحص والرئيس نجيب ميقاتي.

كما تناولت مباحثات الأمين العام في دمشق مجريات الأزمة اللبنانية وسبل تنفيذ المبادرة العربية في اللقاءات التي عقدها يوم 19/1/2008 مع فخامة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، ومع نائب رئيس الجمهورية السيد فاروق الشرع ومعالي السيد وليد المعلم وزير الخارجية، وكذلك في اللقاء الذي عقده مساء يوم 18/1/2008 في دمشق مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدولة قطر.

وفي ما يلي عرض لخلاصة نتائج تلك الاتصالات واللقاءات:

أولاً: مباحثات الأمين العام في بيروت ونتائج الاجتماع الرباعي:

1 ـ استطاع الأمين العام إقناع قيادتي الأكثرية والمعارضة بعقد اجتماع مشترك بحضوره في مقر البرلمان اللبناني وذلك مساء يوم 17/1/2008 بعد مباحثات مطولة للاتفاق على ترتيبات عقد مثل هذا الاجتماع وجدول أعماله، حيث تم التفاهم بين الأمين العام وقيادات الفريقين على ما يلي:

* تتمثل الأكثرية بالشيخ سعد الحريري والرئيس أمين الجميل ويمثل المعارضة الجنرال ميشال عون.

* يتضمن جدول أعمال الاجتماع بحث آلية تنفيذ المبادرة العربية ببنودها الثلاثة وهي:

ـ الآلية الدستورية التي يجب الاتفاق عليها لانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان.

ـ الاتفاق على نسب تمثيل كل من الفريقين وكذلك حصة رئيس الجمهورية في حكومة الوحدة الوطنية وفقاً للصيغة المقررة في اجتماع وزراء الخارجية (أن لا يتيح التشكيل في هذه الحكومة ترجيح قرار أو إسقاطه بواسطة أي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح) دون الدخول في الأسماء أو توزيع الحقائب الوزارية، وعلى أن يترك أمر تسمية رئيس الوزراء للمشاورات النيابية التي سوف يجريها الرئيس اللبناني بعد انتخابه وفقاً للأصول الدستورية المتبعة.

ـ بحث التوضيحات المطلوبة من قبل الطرفين والتي سيتم على أساسها صياغة قانون جديد للانتخابات البرلمانية، والمقرر بدء العمل على إنجازه بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة.

2 ـ وفي هذا الإطار، انعقد الاجتماع المذكور في مقر البرلمان اللبناني واستمر أكثر من ثلاث ساعات تحت رعاية الأمين العام، وبحضور الرئيس أمين الجميل والشيخ سعد الحريري والجنرال ميشال عون وعدد من مساعديهم، حيث جرى التداول بعمق وجدية في المسائل المشار إليها أعلاه، وجاءت حصيلة مداولات هذا الاجتماع كما يلي:

2 ـ 1 فيما يتعلق بالآلية الدستورية التي يجب اعتمادها لانتخاب الرئيس: أبدت الأكثرية استعدادها للتجاوب مع الاقتراح المطروح من جانب بعض أقطاب المعارضة بشأن إمكانية انعقاد مجلس النواب فوراً لانتخاب رئيس الجمهورية استناداً الى المادة 74 من الدستور، على الرغم من التحفظات التي كانت قد عبّرت عنها بشأن مدى دستورية هذا الاقتراح وذلك لتجاوز الخلاف القائم حول هذا الأمر، كما أشارت الأكثرية أيضاً الى أن لديها اقتراحاً دستورياً يسمح بتمرير عملية الانتخاب وسيحظى بقبول المعارضة (لم تعرض قيادة الأكثرية تفاصيل هذا الاقتراح)، واتضح من المناقشات أنه في حالة إنجاز الاتفاق على البنود الأخرى فإنه يمكن تجاوز الخلاف القائم حول هذا البند، والتوصل الى حل مرض للطرفين.

2 ـ 2 في ما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية: عرض الأمين العام تفسير الجامعة العربية للبند الثاني من المبادرة العربية والمتعلق بتشكيل الحكومة على أساس أن القاعدة التي بني عليها هذا البند هي أن أي صيغة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية يجب أن لا تمنح الثلث+1 للمعارضة (أي حق الإسقاط) ولا النصف +1 للأكثرية (أي حق الترجيح) على أن يكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح.

2 ـ 3 إن الحد الأقصى المطروح لهذا التفسير يمكن أن يكون 15 للأكثرية +10 للمعارضة +5 للرئيس (وجهة نظر الأكثرية) والحد الأدنى كما تطرحه المعارضة هو 10+10+10، وفي كل الأحوال، فإن المعارضة لن يكون باستطاعتها الحصول على الثلث +1، والأكثرية لا يمكن أن تحصل على النصف +1، كما أن هذا التفسير لا يمنع من مناقشة مطلب الأكثرية بمقاعد وزارية أكثر من المعارضة لكونها وبحكم العرف المعمول به في تشكيل الحكومات، تمتلك أكثرية المقاعد في مجلس النواب، كما أنه لا يمنع مناقشة اقتراح المعارضة توزيع الحقائب الوزارية طبقاً لنسبة تمثيل الكتل النيابية في البرلمان.

2 ـ 4 تبيّن أثناء المناقشات في الاجتماع الرباعي أن الخلاف محتدم حول هذا البند حيث أصرّت المعارضة على وجهة نظرها بأن تفسير هذا البند وطبقاً لصيغة المبادرة العربية يعني المثالثة أي صيغة 10+10+10. وأنه في حالة عدم الأخذ بهذا التفسير، فإن المعارضة تصرّ على تشكيل يسمح لها بالحصول على نسبة 45% من أعضاء الحكومة مقابل 55% للأكثرية (13 وزيراً للمعارضة و17 وزيراً للأكثرية) وذلك وفقاً لحجم نسبة تمثيل كتلتي الأكثرية والمعارضة في البرلمان، وأبدت المعارضة استعدادها للتنازل عن جزء من حصتها على أن لا يحرمها ذلك من الحصول على الثلث +1 وهو الحد الأدنى الذي يمكن أن تذهب إليه لضمان تحقيق مشاركتها في عملية اتخاذ القرار حسب وجهة نظرها.

2 ـ 5 أمام هذا الخلاف المحتدم بين الفريقين، وبعد نقاش مطوّل، قدم السيد الأمين العام اقتراحاً للتفكير فيه والتداول حوله بأن يكون التشكيل على النحو التالي: 13 (للأكثرية) +10 (للمعارضة) +7 (للرئيس) مع دراسة إمكانية التوصل الى تفاهم سياسي بين الطرفين يمنح كلاً من المعارضة والأكثرية ضمانات وتطمينات متبادلة لإزالة ما لديهما من مخاوف وهواجس بشأن نوايا كلّ منهما تجاه الآخر، وبما يحقق مشاركة حقيقية في إدارة أعمال مجلس الوزراء، وفي هذا السياق، وكمثال على ذلك، اقترح الأمين العام مناقشة إمكانية أن تصدر قرارات مجلس الوزراء بتوافق الآراء في ما يتعلق بالمواضيع الأساسية المنصوص عليها في المادة 65 من الدستور بدلاً من أن تصدر بموافقة ثلثي أعضاء الحكومة كما نصت عليه المادة المشار إليها، وذلك باعتبار أن تلك القرارات هي قرارات أساسية تطالب المعارضة بأن يكون لها فيها صوت "معطّل أو ضامن" يحول دون استئثار الأكثرية باتخاذ هذه القرارات، كما جرى التداول باقتراح أن يتم صياغة وثيقة بهذا الشأن "ميثاق شرف أو اتفاق سياسي" يكون بمثابة بيان يتضمن ما يتفق عليه الطرفان من تفاهمات وضمانات متبادلة بشأن آلية تنفيذ المبادرة العربية.

2 ـ 6 جرت مناقشة اقتراحي الأمين العام المشار إليهما أعلاه، وأبدى كل من الطرفين كثيراً من التردد إزاء صيغة 13+10+7، كما أبديا تحفظاً على السير باقتراح (الضمانات المتبادلة) نظراً لما ذكراه من صعوبات تعترض عملية التنفيذ من الناحية العملية، وكذلك لصعوبة الاتفاق على تفاصيله في ظل حالة انعدام الثقة المتفاقمة حالياً بين الفريقين، إضافة الى احتمالات تفسيره بأنه يشكّل خرقاً لنص المادة 65 من الدستور.

2 ـ 7 وبالرغم من تلك التحفظات التي أبداها الطرفان، عبّر الشيخ سعد الحريري والرئيس أمين الجميل عن استعدادهما لمناقشة موضوع الضمانات والتطمينات المتبادلة إذا ما وافق الجنرال ميشال عون عليها من حيث المبدأ، وهنا طلب الجنرال ميشال عون منحه وقتاً للتشاور مع حلفائه حول هذا الاقتراح باعتباره اقتراحاً جديداً لم يتم التداول بشأنه سابقاً بين قيادات المعارضة، علماً بأن فريق الأكثرية وافق (من حيث المبدأ) على السير في اقتراح الأمين العام وهو صيغة 13 للأكثرية +10 للمعارضة +7 للرئيس، واعتبر أن هذه الصيغة هي أقصى ما يمكن أن تنظر الأكثرية في الموافقة عليه في إطار ما يمكن أن تقدمه من تنازلات استجابة للمبادرة العربية، وفي إطار التزام من الجانب الآخر بتنفيذ خطة الحل المتكاملة التي تضمنتها المبادرة.

2 ـ 8 وبناء عليه، جرى التفاهم على رفع الجلسة لإتاحة المجال أمام الفريقين للتشاور حول إمكانية التوصل الى اتفاق بشأن ما قدمه الأمين العام من مقترحات وأفكار على أن تستأنف المباحثات في اجتماع آخر يعقد مساء يوم السبت 19/1/2008 (الساعة 9.00 بعد عودة الأمين العام من زيارته لدمشق).

2 ـ 9 أما في ما يتعلق بالبند الثالث والمتعلق بصياغة قانون جديد للانتخابات البرلمانية، فقد وافق الطرفان على اعتماد القضاء كدائرة انتخابية، وجرى التوافق على أن يتم متابعة التشاور بين ممثلي المعارضة والأكثرية والأمانة العامة لوضع صيغة مناسبة لهذا البند من دون الدخول في تفاصيل القانون الانتخابي والتي ستكون مسؤولية الحكومة والبرلمان بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، علماً بأن الجنرال ميشال عون أشار الى ضرورة توضيح المقصود بالقضاء، واقترح أن يعتمد لهذا الغرض التقسيم الإداري للدوائر الانتخابية المنصوص عليه في قانون الانتخابات لعام 1960.

3 ـ إضافة لما تقدّم، ومن ناحية أخرى، أعرب العماد ميشال سليمان قائد الجيش في اللقاء الذي عقده مع الأمين العام يوم 18/1/2008 عن انفتاحه على التعاون مع أي صيغة يتم التوافق عليها بين قيادات الأكثرية والمعارضة بشأن تشكيل الحكومة، مؤكداً حرصه على لعب دور المحايد بين الطرفين، وتعهده بأن يلجأ الى التوفيق بينهما في القضايا الخلافية، بحيث لا يكون صوت الوزراء الذين سوف يختارهم مؤيداً أوتوماتيكياً لهذا الفريق أو ذاك حفاظاً على وحدة البلاد والوفاق الوطني بين مختلف الفرقاء اللبنانيين.

4 ـ أثناء لقاء الأمين العام مع الرئيس سليم الحص يوم 16/1/2008، اقترح الرئيس الحص مخرجاً للأزمة الراهنة يقضي بأن يتم تشكيل حكومة إنقاذ وطني مصغرة من 10 أو 16 وزيراً وتكون برئاسة شخصية محايدة مقبولة من الطرفين، ولا يكون فيها الصوت المرجح أو المعطل لأيّ من الفريقين، وكذلك اقترح الرئيس الحص أن يتم التباحث بين فريقي الأكثرية والمعارضة على تشكيل حكومة مكوّنة من رئيس وشخصيات محايدة أو حكومة تكنوقراط لإدارة شؤون البلاد ريثما يتم تحقيق التوافق بين فريقي المعارضة والأكثرية على الخلافات السياسية والدستورية القائمة بينهما، ومن ناحيته شكر الأمين العام الرئيس الحص على اقتراحاته، إلا أنه أكد أن البحث الآن يقتصر على تنفيذ المبادرة العربية والتي نصّت بوضوح على تشكيل حكومة وحدة وطنية يجري تشكيلها وفقاً للأصول الدستورية المتبعة.

5 ـ في لقاء الأمين العام مع نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السيد الياس المر يوم 17/1/2008 عبر عن مخاوفه من تدهور الوضع الأمني في البلاد في ظل حالة الاحتقان السياسي واستمرار أعمال الاغتيالات والتفجيرات والتي بدأت تأخذ منحى خطيراً مع تكرار وقوع الحوادث الأمنية وأعمال العنف، بالإضافة الى ما تتناقله الأنباء عن تحضيرات واستعدادات لنقل المواجهة الى الشارع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتجدر الإشارة الى أن هذه المخاوف عبّرت عنها أيضاً مختلف قيادات فريقي الأكثرية والمعارضة.

ثانياً: زيارة دمشق:

كانت زيارة الأمين العام لدمشق مقررة سابقاً بناء على دعوة رسمية تلقاها للمشاركة في الاحتفال الخاص بإعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، وانتهز الأمين العام فرصة مشاركته في هذا الاحتفال لعقد لقاء مع فخامة الرئيس بشار الأسد بحضور السيد وليد المعلم وزير الخارجية صباح يوم السبت 19/1/2008، كما عقد في اليوم ذاته لقاء آخر مع السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية، وكذلك أجرى الأمين العام على هامش زيارته لدمشق مشاورات مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدولة قطر انضم إليها الوزير وليد المعلم وذلك مساء يوم الجمعة 18/1/2008، وتناولت مباحثات الأمين العام في دمشق نتائج ما وصلت إليه الجهود التي يقوم بها في بيروت لمتابعة تنفيذ المبادرة العربية، إضافة الى الموضوعات الأخرى المتصلة بترتيبات انعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق وتطورات الأوضاع في المنطقة وبخاصة في فلسطين والعراق، وكانت حصيلة المشاورات التي أجراها الأمين العام مع الجانب السوري بشأن لبنان على النحو الآتي:

ـ تأكيد حرص سوريا على توفير الدعم لمساعي الأمين العام لإنجاح تنفيذ المبادرة العربية بعناصرها المتكاملة والتي وافق عليها مجلس الجامعة الوزاري بالإجماع.

ـ التأكيد أيضاً على الاتفاق مع الأمين العام على التفسير الذي قدمه للبند الثاني من المبادرة العربية والمتعلق بتشكيل الحكومة، مع الإشارة الى أن سوريا ترى أن صيغة المثالثة (10+10+10) هي الصيغة المنطقية لكونها تحقق التوازن المطلوب بين الفرقاء وتضمن تطبيق الصيغة اللبنانية "لا غالب ولا مغلوب".

ـ تأكيد دعم سوريا لتحرك الأمين العام في بيروت والذي أفضى الى الاتفاق على إقامة آلية للحوار بين فريقي الأكثرية والمعارضة لبحث سبل تنفيذ المبادرة العربية، وضرورة استمرار العمل بهذه الآلية رغم كل الصعوبات الراهنة، حتى يكون هناك إطار للحوار المباشر بين الفريقين وتحت رعاية الجامعة العربية.

ـ إن المطلوب في هذه المرحلة مواصلة المساعي العربية لتذليل العقبات وحلّ الخلافات، ولهذا الغرض يجب أيضاً السعي لاحتواء التوتر والاحتقان السياسي حتى لا ينتقل الى الشارع، ويكون تهدئة لحدة الحملات الإعلامية المتبادلة لفتح المجال أمام مواصلة الحوار بين الطرفين حول العناصر الرئيسية أو العناوين العريضة التي سوف يتضمنها البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية (دون الدخول في التفاصيل)، لكون ذلك سوف يسهم في توفير أجواء الثقة بين الفريقين ويتيح التوصل الى اتفاق حول النقاط الخلافية.

ـ التعبير عن دهشة سوريا وانزعاجها مما يوجه إليها من رسائل لممارسة الضغوط على حلفائها من المعارضة في لبنان، في الوقت الذي لم تلمس فيه سوريا أن هناك ضغوطاً مماثلة تمارس على الأكثرية من قبل الأطراف العربية والدولية المعنية والتي لديها نفوذ أو تأثير كبير عليها.

ـ الإشارة الى أهمية أن تكون هناك جهود عربية مشتركة (وخاصة بين السعودية وسوريا) تواكب تحرك الأمين العام مع الأطراف اللبنانية حتى يمكن تذليل العقبات التي تعترض تنفيذ المبادرة العربية وتوفير الزخم المطلوب لإنجاحها تحت رعاية الجامعة باعتبارها الطرف الأقدر على إنجاز الحل المطلوب للأزمة الراهنة واستعادة الوفاق الوطني اللبناني.

ـ التشديد على أن سوريا حريصة على الوصول الى حل في لبنان وعلى قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" نظراً لأن أي اضطراب أمني أو سياسي في لبنان يمس سوريا بشكل مباشر، كما أنها حريصة على التوصل الى حل سريع لهذه الأزمة وبما يوفر الأجواء الملائمة لتأمين انعقاد ناجح للقمة العربية المقبلة في دمشق، إلا أن سوريا، وفي الوقت نفسه، لا تقبل بأن يتم ممارسة الضغوط عليها من باب الأزمة اللبنانية التي لا تتملك سوريا وحدها مفاتيح التحكم في مجمل مجرياتها وتداعياتها.

ثالثاً: استئناف مباحثات الأمين العام في بيروت:

1 ـ أثناء وجود الأمين العام في دمشق، تابع السيد هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام الاتصالات واللقاءات مع ممثلي قيادات الأكثرية والمعارضة في بيروت لتأمين استئناف ناجح للاجتماع الرباعي الذي يضم الشيخ سعد الحريري والرئيس أمين الجميل والجنرال ميشال عون والأمين العام والذي كان مقرراً عقده مساء يوم السبت 19/1/2008، حيث جرى التباحث في مختلف الخيارات والبدائل لحل عقدة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأبلغ ممثلو الأكثرية والمعارضة السيد هشام يوسف عدم تفضيلهما الخوض في موضوع "الضمانات او التطمينات المتبادلة" باعتبار ان البحث فيها لن يكون مجديا في هذه المرحلة، كما نقل اليه ممثلو المعارضة ان تفسيرهم لما جاء في البند الثاني من المبادرة العربية هو اعتماد صيغة المثالثة بين الرئيس والأكثرية والمعارضة (10+10+10)، وإذا كان هذا الامر متعذراً التوافق عليه فإن المعارضة تصر على المطالبة بأن تكون حصتها الثلث +1 كحد أدنى في اي تشكيلة حكومية، كما ان ممثلي فريق الاكثرية عبّروا للسيد هشام يوسف مجدّداً عن استعدادهم السير في اقتراح الامين العام وهو صيغة 13 للأكثرية +10 للمعارضة +7 للرئيس، ولكن في اطار التوافق على حلّ متكامل حول جميع البنود المطروحة كما سبق الاشارة اليه.

2 ـ فور وصول الامين العام الى بيروت قادماً من دمشق مساء يوم 10/1/2008 (الساعة الثامنة مساء)، ابلغ عبر السيد جبران باسيل ممثل الجنرال عون، بأن الجنرال اصيب بوعكة صحية مفاجئة اقتضت دخوله المستشفى لاجراء بعض الفحوص الطبية، وبالتالي سيكون من المتعذر عليه حضور الاجتماع المقرر عقده في التاسعة مساء، وأبدى السيد باسيل استعداده لحضور "الاجتماع الرباعي" بحيث يضمه وممثلين عن الشيخ سعد الحريري والرئيس امين الجميل وبحضور ممثلي الجامعة العربية، كما اشار الى انه يحمل اجابات الجنرال عون على ما جرى بحثه في الاجتماع الرباعي يوم 17/20081.

3 ـ وبناء عليه اجرى الامين العام مشاورات مع الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الريري والرئيس امين الجميل وجرى التفاهم على عقد هذا الاجتماع الرباعي على مستوى ممثلي قيادات الاكثرية والمعارضة في الموعد نفسه بمقر البرلمان، وحضر هذا الاجتماع كل من: السيد هاني حمود (ممثلاً الشيخ سعد الحريري) والسيد سليم صايغ (ممثلاً الرئيس امين الجميل) والسيد جبران باسيل (ممثلاً الجنرال عون) والسيد هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام والمستشار طلال الأمين من مكتب الأمين العام.

وخلاصة ما جرى بحثه في هذا الاجتماع جاءت على النحو التالي:

ذكر السيد جبران باسيل ان المعارضة ترى أن البحث في موضوع "الضمانات والتطمينات المتبادلة" يحول دونه صعوبات كثيرة خاصة وأن الاتفاق بشأنها يمكن ان يمس بالدستور، الا انه وبالرغم من ذلك ابدى استعداده للاستماع الى مقترحات فريق الأكثرية حول هذا الموضوع.

* وفي ما يتعلق بتشكيل الحكومة، ذكر السيد باسيل ان تفسير المعارضة لما جاء في البند الثاني من المبادرة العربية هو ان يكون التوزيع مثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية باعتبار ان النص لا يعطي امكانية الحصول على حق الاسقاط او حق الترجيح لأي طرف (المعارضة والاكثرية)، وأن صيغة 13+10+7 تعطي للأكثرية حق التعطيل او الاسقاط كما انها تعطيها الترجيح (أغلبية الثلثين) في حالة انضمام اصوات الوزراء الذين سيختارهم الرئيس الى اصوات الأكثرية، وأكد السيد باسيل انه اذا تعذر تبني مثل هذا التفسير (صيغة المثالثة) فإن المعارضة لن تقبل بأيّ تشكيل لا يسمح لها بالاحتفاظ بالثلث +1 الضامن من وجهة نظرها لمبدأ الشراكة في الحكومة.

* وفي ما يتعلق بالبند الثالث والمتعلق بالقانون الانتخابي الجديد، فلقد طلب ان يكون هناك نص واضح باعتماد القضاء دائرة انتخابية على أساس التقسيمات الادارية لقانون الانتخابات لعام 1960.

* اخذ ممثلا الأكثرية علماً بردود المعارضة دون التعليق عليها، وذكرا بأنهما غير مفوضين بالتباحث في تفاصيل ردود المعارضة أو الحوار بشأنها.

4 ـ وفي ضوء ما تقدّم، تابع الأمين العام اجراء اتصالاته ومشاوراته مع الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس امين الجميل والشيخ سعد الحريري، كما أجرى اتصالا هاتفياً مع الجنرال عون للاطمئنان إلى صحته، وتناولت مباحثات السيد الأمين العام نتائج زيارته لدمشق، وما توصل إليه من استنتاجات بشأن الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة العربية، مؤكداً على النقاط التالية:

* أهمية المحافظة على ما تم تحقيقه والبناء عليه، وخاصة آلية الحوار (صيغة الاجتماع الرباعي) وذلك لأنها الاطار الوحيد المتاح لإعادة بناء الثقة واستكمال الحوار المباشر بين الطرفين حول المسائل الخلافية المطروحة، كما حذر من مخاطر تعطل قنوات الحوار المباشر بين الفريقين، الامر الذي سوف تكون له آثار سلبية كبيرة على المساعي المبذولة لانتاج الحل التوافقي بين الطرفين على أساس بنود المبادرة العربية.

* ان المبادرة العربية وإن كانت لم تستطع في هذه المرحلة تحقيق نتائج ملموسة، الا ان تقدماً قد تم احرازه ولا يجوز التفريط به وهو:

* ان الجميع متفقون على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وأن الالية الدستورية لانتخابه لن تكون عقبة.

* هناك امكانية للتوصل الى صيغة وسط بين موقف المعارضة 10+10+10 وموقف الأكثرية 15+10+5، اذا استمر الحوار وتم استعادة الحد الأدنى من اجواء الثقة بين الطرفين.

* هناك امكانية لمناقشة صيغة توافقية حول اعتماد القضاء دائرة انتخابية في قانون الانتخابات الجديد المزمع صياغته بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.

* ان الحوار بين فريقي المعارضة والأكثرية يجب ان يتواصل تحت رعاية الجامعة العربية (صيغة الاجتماع الرباعي) حتى ولو على مستوى المفوضين او الممثلين لقادة المعارضة والأكثرية في محاولة لتوفير جو من الثقة والهدوء يتيح التداول في مختلف صيغ الحلول وتذليل العقبات.

* التأكيد على أهمية ان يمارس الطرفان اقصى درجات ضبط النفس وتهدئة حدة الحملات الاعلامية، والامتناع من تصعيد الموقف واللجوء الى الشارع حتى يمكن مواصلة الحوار حول افق حل سياسي يضمن حدا ادنى من الوفاق الوطني حول مختلف المسائل السياسية والدستورية المطروحة.

* ان مساعي الجامعة سوف تتواصل من اجل ان يواكب الحوار بين اللبنانيين انفراجات في المواقف والعلاقات العربية والدولية لتسهيل عملية انتاج الحل اللبناني للأزمة الراهنة.

رابعاً: الخلاصة:

1 ـ أعطت المبادرة العربية الأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية التوافقي العماد ميشال سليمان، وذلك في اطار خطة متكاملة تشمل الى جانب التوافق على الالية الدستورية لانتخاب الرئيس، تحقيق التوافق ايضا حول نسبة تمثيل فريقي الاكثرية والمعارضة وكذلك حصة الرئيس في الحكومة الجديدة، وكذلك التوافق على البدء بصياغة قانون جديد للانتخابات النيابية بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.

2 ـ حظيت المبادرة العربية ومهمة الأمين العام في بيروت بترحيب فريقي الأكثرية والمعارضة اللذين أجمعا على ان الاطار العربي هو الخيار الأمثل لتوفير صيغة حل مقبولة للطرفين ولتجنيب لبنان مخاطر الانزلاق نحو الفتنة وجعله ساحة للتجاذبات والصراعات الاقليمية والدولية الدائرة في المنطقة.

3 ـ تركزت جهود الأمين العام على البحث في سبل تنفيذ هذه المبادرة وحث فريقي الاكثرية والمعارضة على الحوار في ما بينهما وتحت اشراف الجامعة العربية، وتوّجت تلك الجهود بجمع قيادات الفريقين في اطار آلية عمل "الاجتماع الرباعي" التي اتاحت الفرصة لاستئناف الحوار المباشر بينهما، والذي يعتبر الخطوة الأولى التي لا بد منها لكسر حالة الجمود في المواقف وانعدام الثقة السائدة حاليا بين الفريقين. ولقد ظهر من خلال هذا الحوارانه يمكن التوصل الى صيغة توافقية بشأن الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس، وكذلك بالنسبة للقانون الجديد للانتخابات، الا ان الخلاف ما زال محتدما حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حيث تصر المعارضة على المطالبة بصيغة المثالثة (10 للأكثرية +10 للمعارضة +10 لرئيس الجمهورية)، وإذا تعذر ذلك فإنها تطالب بحصة الثلث +1، في الوقت الذي ابدت فيه الاكثرية مرونة وقبلت باقتراح الأمين العام بأن يكون تشكيل الحكومية 13 للأكثرية +10 للمعارضة +7 للرئيس.

4 ـ توقفت جهود الأمين العام في بيروت عند هذه العقدة، الا انه تمنى على قيادات الفريقين مواصلة الحوار في اطار آلية الاجتماع الرباعي سواء على مستوى القيادات او على مستوى ممثلين عنهم للتباحث في مختلف القضايا الخلافية المطروحة، كما طالب الفريقان بضرورة اشاعة اجواء الثقة والمحافظة على حد أدنى من اجواء التهدئة والابتعاد عن توتير الاجواء والتصعيد في الشارع، محذراً من مخاطر تجميد الحوار وتداعياته السلبية، كما تعهد الامين العام بأنه سوف يواصل مساعيه على كل الصعد من اجل مساعدة اللبنانيين على التوصل الى الحل المنشود وتنفيذ المبادرة العربية.

5 ـ لمس الأمين العام في حواراته مع قيادات الأكثرية تردداً كبيراً في قبول فكرة استئناف الحوار في اطار آلية الاجتماع الرباعي، حيث اعتبرت الاكثرية ان هذا الحوار غير مجد ولن يسفر عن تحقيق اي نتائج ملموسة.

6 ـ كما عبّرت بعض قيادات المعارضة عن عدم الاتفاق مع التفسير الذي قدمه الامين العام للبند الثاني، حيث ذكر الرئيس نبيه بري ان التفسير الواقعي للمبادرة العربية هو توزيع مقاعد الحكومة المقبلة على اساس المثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية، وأن المبادرة العربية نصت على ألا يحصل اي طرف من الأطراف على حق الترجيح أو حق الاسقاط، وذلك يعني ان احداً لا يحق له اكثر من عشرة وزراء في حكومة من ثلاثين وزيراً، ودعا الرئيس بري وزراء الخارجية العرب الى الاجتماع مجدداً والاتيان بتفسير آخر.

7 ـ ان الخلاف المحتدم حول حصة كلّ طرف في تشكيلة الحكومة يعكس مدى حالة انعدام الثقة القائمة بين الطرفين، كما انه يحمل في طياته ابعاداً وتوجهات تتجاوز الارقام (وزير او وزيران بالناقص او بالزيادة لأيّ من الطرفين). ولهذا فإن الجهود العربية المبذولة لحل الازمة لا بد وأن تأخذ في الاعتبار المخاوف والهواجس السياسية والامنية للطرفين وموقعهما في اللعبة السياسية اللبنانية بأبعادها العربية والاقليمية والدولية.

8 ـ وبناء عليه، وبالرغم من الصعوبات القائمة، فإن المطلوب عربياً في هذه المرحلة هو مواصلة الجهود وعلى أكثر من صعيد لتوفير الاجواء الملائمة عربياً واقليمياً ودولياً لمواكبة جهود الجامعة ومساعيها مع الاطراف اللبنانية بصورة ايجابية تتيح انتاج الحل اللبناني التوافقي المرتجى وفقاً للعناصر الواردة في المبادرة العربية.

9 ـ اخيراً لا بد من الاشارة الى ان المخاوف كبيرة من ان تؤدي حالة الاحتقان والانقسام السياسي السائدة حالياً في لبنان الى توترات وانفجارات امنية سيكون من الصعب التعامل معها، خاصة وأن المعلومات المتداولة بين اللبنانين تشير الى ان هناك عمليات تمويل وتسليح واستعدادات لتصعيد الموقف ونقل المواجهة الى الشارع، ما يقتضي التحذير من مخاطر جمود المساعي العربية في معالجة الازمة اللبنانية إذ سيؤدي في ظل حالة الفراغ في سدة الرئاسة الى الانزلاق نحو أتون الفتن والاضطرابات الأمنية بما تحمله من تداعيات خطرة على مستقبل الأمن والاستقرار في لبنان وكذلك في المنطقة.