المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 10 كانون الثاني 2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .38-31:5

لو كُنتُ أَشهَدُ أَنا لِنَفْسي لَما صَحَّت شَهادَتي. هُناكَ آخَرُ يَشهَدُ لي وأَنا أَعلَمُ أَنَّ الشَّهادَةَ الَّتي يَشهَدُها لي صادِقَة. أَنتُم أَرسَلْتُم رُسُلاً إِلى يوحَنَّا فشَهِدَ لِلحقَّ. أَمَّا أَنا فلا أَتَلَقَّى شَهادَةَ إِنسان ولكِنِّي أَقولُ هذا لِتَنالوا أَنتُمُ الخَلاص. كانَ يوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير ولقَد شِئتُم أَنتُم أَن تَبتَهِجوا بِنورِه ساعةً. أَمَّا أَنا فَلي شَهادَةٌ أَعظَمُ مِن شَهادةِ يوحَنَّا: إِنَّ الأَعمالَ الَّتي وَكَلَ إِلَيَّ الآبُ أَن أُتِمَّها هذِه الأَعمالُ الَّتي أَعمَلُها هي تَشهَدُ لي بِأَنَّ الآبَ أَرسَلَني. والآبُ الَّذي أَرسَلَني هو شَهِدَ لي. أَنتُم لم تُصغُوا إِلى صَوتِه قَطّ ولا رأَيتُم وَجهَه. وكَلِمَتُه لا تَثُبتُ فيكم لأَنَّكم لا تُؤمِنونَ بِمَن أَرْسَل

 

نهاية المأجورين قيامة لبنان

أحمد الجارالله/

ثلاثة وثلاثون يوماً انقضت على فراغ الرئاسة اللبنانية الأولى وقوى المعارضة المكبلة بقرارات المحور السوري - الإيراني لم يرف لها جفن, ولم تدفعها المخاطر المحتملة الى صحوة ضمير تكفر بها عما جنته على الوطن وابنائه من كوارث ونكبات, لا بل تمادت المعارضة, وبأوامر من المحور الاقليمي المعطل للحل, في غيها واعلنت صراحة وبوقاحة منقطعة النظير ألا مانع لديها اذا امتد الفراغ ليس لايام وانما لسنوات اذا لم تنل مبتغاها الذي اتضح انه طرح سوري »ملغوم« سبق ان رفضته واشنطن وفرنسا والمجتمع الدولي كونه يعيد الوصاية السورية والنفوذ الايراني على لبنان بعدما دفع اللبنانيون دماءهم وارواحهم ضريبة كسر قيود الوصاية والتبعية.

فراغ رئاسي وتعطيل مؤسسات واقفال البرلمان وشل الاقتصاد وتسهيل اغتيال القيادات الحرة, ان لم نقل المشاركة في تلك الاغتيالات.. تلك هي مآثر المعارضة التي تزحف على اعتاب نظامي دمشق وطهران وتنفذ مخططاتهما الجهنمية من دون حتى مناقشة هذه المخططات المتناقضة مع مصلحة لبنان وشعبه.. والغريب العجيب ان هذه الاخيرة تنبري لتتهم فريق الأكثرية بتنفيذ مخططات الخارج, وبأن افرقاء قوى 14 آذار هم عملاء للصهاينة والأميركيين والغرب.

عجباً لمنطق هذه الزمرة المعارضة كيف تلقي بثوبها الوسخ على الآخرين وتتهمهم بما هي فيه من عمالة.. تتحدث الزمرة المعارضة عن رغبتها في جعل لبنان نظيفاً, وتتناسى انها هي التي وسخت لبنان بقاذورات الارتهان لنظامي البعث والملالي, وليست الاكثرية التي استطاعت ان تستقطب الغرب ليساعد اللبنانيين في ما يريدونه لا في ان يفرضوا عليه ما لا يرغبون به.. لم تأت الولايات المتحدة الاميركية ولا فرنسا ولا الدول العربية الى لبنان لتشيع مواطنيه او تحولهم الى إرهابيين أسوة بما يقدم عليه نظاما البعث والملالي, وإنما لدعم لبنان في مواجهة الساعين الى جعله بؤرة تصدر الارهاب الى دول حوض المتوسط وارجاء العالم.

ان »التخريجات العفنة« التي يطلقها متشدقو المعارضة من »حزب الله« وحزب عون ومن سار في فلكهم لم تعد تنطلي على الناس الذين باتوا يعرفون جيداً ان تلك »التخريجات الببغائية« ليست سوى ترهات غوغائية تكرر ما يمليه اسياد اولئك الذين يرددون بدورهم لغة لم تتغير منذ ازمنة الاستعمار القديم وصراع الحرب الباردة.

غريب ما تدعيه المعارضة من حرص على الوطن او تتهم به الآخرين من عمالة في حين تسارع المعارضة سراً هي وأسيادها الى طلب التفاوض مع من يتهمونهم بالعمالة, أولم يوفد اقطاب المعارضة مبعوثيهم لاستجداء لقاء يضمهم مع قادة الاكثرية امثال سعد الحريري او وليد جنبلاط وغيرهما? أولم يوسط السوريون, وهم أسياد المعارضة, مسؤولين عرباً وأجانب كي يحصلوا على شرف الجلوس الى جوار الاميركيين والاسرائيليين في »انابوليس« ثم يأتي اتباع السوريين في لبنان ليقولوا ان الاكثرية عميلة للأميركيين والاسرائيليين?

الغريب في امر المعارضة اللبنانية انها تريد من الاخرين ان يصدقوا كلاماً يدرك اتباع سورية وايران قبل غيرهم انه كذب وكلام زور وخداع, تريد ان يصدق اللبنانيون ان »مستوطنات« المعارضة التي اقيمت وسط بيروت هي فعل ارادة لبنانية, وان اقفال نبيه بري مجلس النواب هو قرار ذاتي بارادته, وان خوض حروب الآخرين على ارض لبنان هو خدمة للقضية اللبنانية في صراع التنمية والتطوير!

حكمة يصوغها اللبنانيون في توصيفهم لكلام المعارضة وتصرفاتها, وتقول الحكمة: ما افصح العاهرة حين تحاضر في العفاف! اما الحكم فهو اولاً واخيراً للشعب الذي لابد ان ينتقم من هؤلاء الذين جروا - ولا يزالون يسعون - البلد الى حافة الهاوية والى المجهول المعلوم.

ان شعباً حراً دفع الدماء ثمناً للكرامة, وجيشاً صلباً حطم الخطوط الحمراء دفاعاً عن حرية الوطن لا يمكن ان يسمحا بان يتمادى المعرقلون في وضع عقباتهم امام إنقاذ الوطن.

حكمة اخرى تقول: »اشتدي يا ازمة تنفرجي« وعلى هذه الحكمة يبني اللبنانيون آمالهم بأن تنفرج الازمة لصالح لبنان واستقراره وليس لصالح الذين باعوه بدراهم معدودة يسمونها أموالاً نظيفة ليكتبوا بذلك النهاية الفعلية لعصر المأجورين إيذاناً بولادة الوطن.

 

عون يتمسك بالرئاسة و"حزب الله" له مشروعه والاكثرية محشورة بالتنازلات

 توزيع الحصص السياسية والسلة المتكاملة ابرز العقد التي تواجه مهمة موسى

بيروت ¯ "السياسة":

بالتزامن مع وصول أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت أمس, تكون المعارضة قد انتهت من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية, ترجمة لقرار وزراء الخارجية العرب الذي صدر أخيراً, والذي على أساسه تأتي عودة موسى إلى لبنان.

وعلى وقع طبول التشكيك بنجاح مهمة موسى, والتي بدأتها المعارضة منذ لحظة توصل وزراء الخارجية العرب إلى إجماع عربي لإنقاذ الوضع الشاذ في لبنان, تمكنت "السياسة" من رصد تحركات المعارضة التي تعيق تحقيق هذا الإنجاز, وهذا ما أشار إليه مصدر في الأكثرية رفض الكشف عن اسمه, في عدد من النقاط.

أولاً: ما كانت المعارضة قد استدركته ونجحت فيه من خلال سحب ورقة التفاوض من الرئيس نبيه بري وتكليف العماد ميشال عون للتفاوض باسمها على قاعدة أن الاستحقاق الرئاسي يخص الطائفة المارونية, وأن العماد عون يرأس أكبر كتلة نيابية في هذه الطائفة ومن حقه أن يكون شريكاً في هذا القرار, حتى ولو أنه لا ينتمي إلى الأكثرية النيابية, كون هذا التفويض للعماد عون سيعيق عمل موسى في هذه المرحلة على قاعدة أن "الجنرال" يتصرف على أساس أنه ليس لا مع فريق 8 آذار ولا مع فريق 14 آذار, وما يربطه بالمعارضة وب¯"حزب الله" هو ورقة التفاهم الموقعة بينهما, لا أكثر ولا أقل. وبالتالي فإن ل¯"العماد" شروطه التي تختلف عن شروط المعارضة. وتجدر الإشارة على سبيل المثال إلى ما لوحت به المعارضة بعد إذاعة مقررات الوزراء العرب وتوصلهم إلى القرار المشار إليه في موضوع الحكومة والقاضي بإعطاء رئيس الجمهورية حصة التعطيل بعد سحبها من الموالاة والمعارضة على السواء, وقد روجت مصادر بري إلى المثالثة في توزيع الحصص الوزارية على قاعدة (10 للأكثرية و10 للأقلية و10 لرئيس الجمهورية), ما جعل العماد عون يسارع إلى تفسير الحصص على طريقته, فيخص المعارضة ب¯11 وزيراً والأكثرية ب¯14 وزيراً ويعطي رئيس الجمهورية 5 وزراء, وبذلك يكون عون قد ضمن الوزير الملك للمعارضة وقلل من نصيب رئيس الجمهورية في هذه التشكيلة مع الإبقاء على حصة الأكثرية خارج التأثير الفاعل في القرارات المصيرية, وهذا ما لم تقبل به الأكثرية على الإطلاق. ما يعني استمرار التصلب العوني وعرقلة الحل..

ثانياً: ما زال العماد عون يشترط ضمناً تقصير ولاية رئيس الجمهورية إلى ال¯2009, ما يجعل المعارضة بحسب رأيه تؤمن لنفسها أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة بموجب القانون الانتخابي المعدل الذي سيجري إعداده بعد إنهاء الاستحقاق الرئاسي فوراً, والذي بحسب عون سيؤمن سلخ قضائي بعبدا-عاليه عن نفوذ الأكثرية, وبالتحديد نفوذ وليد جنبلاط وسمير جعجع لأن المعارضة في هذه الدائرة تمتلك على الأقل أكثر من نصف الأصوات, وبالتالي ستكون هذه الدائرة هي الضامنة لتحويل المعارضة إلى أكثرية في انتخابات 2009, التي تتزامن أيضاً مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية القصيرة, وبذلك يضمن العماد عون وصوله إلى رئاسة الجمهورية من دون "تربيح جميل" من أحد بعد أن تتحول الأكثرية إلى أقلية, وهذا ما يسعى إليه رئيس "التيار الحر" وهو اليوم في سنٍ ستصبح عملية وصوله لرئاسة الجمهورية أمراً مستحيلاً, وهو مع الأسف الشديد يعيش عقدة الرئاسة منذ أن كلفه الرئيس الجميل رئاسة الحكومة العسكرية في العام 1989, وعلى هذا الأساس فإن أحداً لا ينتظر منه تسهيل مبادرة موسى الجديدة إلا بحدود ما يخدم مصالحه, على عكس ما يتوقعه البعض من أن الأخير بعد الإجماع العربي بات يملك عصاً سحرية للحل.

ثالثاً: لقد بات واضحاً أن المعارضة التي فوضت العماد عون مهمة تعقيد الأمور, تسعى من جانبها إلى إبقاء الوضع معطلاً على ما هو عليه أكبر مدة ممكنة, لأنها المرة الأولى في تاريخ لبنان التي تخسر فيه الطائفة المارونية موقعها السياسي في إدارة الحكم في لبنان منذ إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1921, وبعد أن بدأت الأمور تتأقلم مع الواقع الجديد أي دولة من دون رئيس مسيحي-ماروني, رغم كل هذا الضجيج الدولي والوساطات التي لم تفلح حتى الآن في تغيير هذا الواقع, ما يبقي على الفراغ في الرئاسة الأولى, وبذلك فإن عون و"حزب الله" الساعي إلى التغيير والوصول إلى الحكم في لبنان انطلاقاً من اعتبارهما أن اتفاق "الطائف" لم يعد صالحاً, يسعيان للمطالبة بالمثالثة, لأن "حزب الله" يرى أنه في هذه المرحلة الانتقالية التي تمتد لسنة ونصف السنة, يمكنه تحقيق أهدافه التي أعطى حولها إشارات كثيرة عبر مواقف بعض قيادييه المعلنة وغير المعلنة, والتي حاول نفيها في العلن, لكنها ثابتة لأن الوقائع على الأرض تشير إلى هذا التوجه, الذي أطلقه السيد حسن نصر الله في حديثه المتلفز الأخير, بأنه يعطي مهلة عشرة أيام في حال توقفت الاتصالات بشكل نهائي, لقلب المعادلة وتغيير الواقع اللبناني لصالحه.

رابعاً: يبقى موضوع الاتفاق على سلة متكاملة للحل انطلاقاً من حكومة الوحدة الوطنية وحصة كل فريق من الشروط التعجيزية لحشر الأكثرية في الزاوية مقابل تسهيل الاستحقاق الرئاسي حتى ولو لمدة سنة ونصف السنة, كما يشترط العماد عون خاصة, لأن الإشارات السورية التي توحي بحلحلة هذه العقد لم تصل بعد باستثناء موافقة وزير الخارجية السوري وليد المعلم على قرار وزراء الخارجية العرب من دون إعطاء تفاصيل محددة لطريقة المعالجة, وكما يرى الرئيس أمين الجميل (الشيطان يكمن في التفاصيل).

خامساً: إن كل الوقائع على الأرض تشير إلى أن سورية ما زالت ممسكة بخيوط عرقلة إنجاز الحل خاصة بعد تزامن الاعتداء على قوات "اليونيفيل" في الرميلة وسقوط جريحين, مع الإنذار الذي نسب إلى مسؤول "فتح الإسلام" (شاكر العبسي) والذي توعد في بيان منسوب له نشر على الإنترنت, الجيش اللبناني وقائده ميشال سليمان بحرب طويلة, وأن ما جرى في نهر البارد لم يكن سوى بداية لمعركة ستطول وتطول.

انطلاقاً من هذه المعطيات فإن الأكثرية أمام جولة جديدة من الضغوط عليها, بهدف التنازل أكثر عن الثوابت التي تتمسك بها, بعدما قدمت الكثير لصالح المعارضة التي لم توقف على ما يبدو حربها ضد الأكثرية إلا بعد انتهاء مفاعيلها وتحويلها إلى كتلة نيابية لا حول لها ولا قوة.

وعلى هذا الأساس يبدي الجانب المسيحي في قوى 14 آذار تخوفه من إنهاء دور الموارنة السياسي وتحويل هذا الدور إلى "حزب الله" الذي يملك قدرة السيطرة على لبنان عندما تسنح له الفرصة لتحقيق ذلك, وهو بانتظار دخول الولايات المتحدة في فلك الانتخابات الرئاسية للانقلاب على الدولة إذا ما أنجزت كل مفاعيل هذا التغيير, تجنباً للحرب المذهبية التي يحاول تجنبها قدر الإمكان, بضغط من إيران لأن أي حرب بين السنة والشيعة إذا ما وقعت فإن أحداً لا يمكنه أن يعلم كيف ستنتهي وماذا سيكون مصير الأقليات وتحديداً المسيحيين في العالمين العربي والإسلامي.

 

محادثات المبادرة العربية شملت بري والسنيورة وتستكمل اليوم مع جنبلاط وجعجع وعون ونصرالله

 بيروت ¯ "السياسة":

في ظل أجواء حذرة, ووسط مواكبة عربية دولية لمساعيه, بدأ أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مهمة لا تخلو من الصعوبة لترجمة ما صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت الماضي بشأن حل الأزمة اللبنانية, والسير بين حقول الألغام الداخلية, بعد بروز مؤشرات لا تطمئن من جانب قوى المعارضة, ما قد يعقد مهمة المسؤول العربي ويصيبها ما أصاب مبادراته السابقة لحل الأزمة.

وفور وصوله إلى بيروت التقى موسى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي كان زار الأردن والتقى الملك عبد الله الثاني, كذلك اجتمع موسى إلى رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري بعد عودته من باريس, والنائب ميشال المر, وستكون للأمين العام لقاءات اليوم مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والنائب ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع ومسؤولين في المعارضة.

وكان موسى رأى قبل مجيئه إلى لبنان وفي اول تصريح عقب وصوله, أن مهمته صعبة في لبنان. وقال: لا أملك إلا القول معي الله ودعواتكم, لافتاً إلى أن تفاؤله نابع من أن اللبنانيين ما زالوا يدرسون الخطة بشكل جيد والتريث في التعليق وإبداء الآراء شيء طيب بدلاً من الرفض السريع. وأعرب عن تفاؤله بشأن قبول مختلف الفرقاء اللبنانيين للخطة العربية رغم عدم رد البعض عليها حتى الآن ورفضه التعليق إلا بعد دراستها.

إلى ذلك, جددت قوى 14 آذار ترحيبها بالمبادرة العربية بما تمثله من عودة للقضية اللبنانية إلى موقعها الأصلي ضمن المؤسسة العربية ومحاولة عربية مخلصة لاستنقاذ لبنان من محاولة إفراغ مؤسساته الدستورية وتعطيل نظامه الديموقراطي وجعله بيئة جاذبة لكل الاستباحات الأمنية, داعية إلى التجاوب مع هذه المبادرة وتقديم كل التسهيلات المطلوبة لإنجاحها من خلال انتخاب فوري للعماد ميشال سليمان كمرشح توافقي, وجعل الجلسة النيابية المحددة نهار السبت المقبل موعداً للانتخاب وبداية إخراج لبنان من النفق المظلم الذي ادخل به".

ولفتت لجنة المتابعة إلى عمليات التوتير الأمني الخطيرة المتمثلة بالتهديدات المنسوبة إلى الإرهابي شاكر العبسي المعروف التوجيه والانتماء واتهاماته للمؤسسة العسكرية التي قامت بواجباتها البطولية وتضحياتها الكبرى نيابة عن كل اللبنانيين والفلسطينيين, إضافة إلى التهجم على قائد الجيش العماد ميشال سليمان وهو ما نشجبه أشد شجب واستنكار, واستهداف القوات الدولية بمتفجرة في منطقة الرميلة وهو ما نخشى أن يكون في رأس استهدافاته إجهاض مشروع الحل العربي وإعادة إقحام لبنان في الصراعات الإقليمية واستمرار استخدامه كساحة لتصفية الحسابات لقضايا لا تمت بصلة إلى المصلحة الوطنية اللبنانية أو إلى القضايا العربية".

إلى ذلك, قال رئيس مجلس النواب نبيه بري "أن مفتاح الحل في لبنان عربي بامتياز", مشدداً على تطوير دينامية ال¯"س. س." (السعودية-سوريا), وأوضح "أن الخطة العربية غير قابلة للتفسير بل يجب وضعها موضع التطبيق, أي ترجمة حكومة الوحدة الوطنية بعدم منع حق ترجيح القرار أو إسقاطه لأي طرف, سواء أكانت الموالاة أو المعارضة, أو رئيس الجمهورية".

وأكد بري "أنه يستقبل موسى بصفته رئيساً للمجلس النيابي, وان النقاش معه يتمحور حول الشق الأول المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للأصول الدستورية, أي بدون تعقيدات وتشريع, أو ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال الطعن من قبل عشرة نواب, وقال سأكون مستمعاً أكثر مما سأكون متحدثاً".

وأشار إلى أن "المعارضة فوضت ولا تزال العماد عون للشق السياسي المتعلق بالحكومة".

ونقل زوار الرئيس بري عنه أنه إذا كانت هناك ثقة واستعداد لدى الجميع للتوصل إلى حل, فإن كل العقد تعالج سريعاً.

وكان رئيس المجلس التقى النائب ميشال المر الذي أشاد بالتحرك العربي. وقال: العرب يقدمون لنا المساعدة بالإجماع, أفلا يجب أن نلتقط هذه المبادرة فيكفي اللبنانيين استمرار الفراغ وتكفي حالة الحرب والشك في المستقبل.

وقال المر أن المبادرة العربية هي لمصلحة المسيحيين خصوصاً, لافتاً إلى أن الأعداد المتبادلة حول الحصص الحكومية يجب ألا تكون سبباً لتعطيل المبادرة.

على صعيد مواقف الموالاة, حذر وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت من أن هناك تعقيدات تلوح في الأفق بدأت من المعارضة باتجاه المبادرة العربية التي من شأنها حل الأزمة الرئاسة في لبنان, آملاً أن تبدي المعارضة تجاوباً مع ما يحمله موسى من حلول.

 كذلك حذرت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض من أن يفكر أحد بأن الفراغ السياسي القائم إن على المستوى اللبناني أو على المستوى المسيحي هو مجرد خلاف بين السياسيين على السلطة, موضحة أن الخلاف الحاصل هو خلاف كياني ووجودي على مستقبل لبنان ومستقبل المسيحيين, أي ما هو النموذج الذي نريده للبنان.

 وقالت: نحن خيارنا واضح لذلك ندعو قوى 8 آذار إلى التقاط المبادرة العربية وانتخاب العماد ميشال سليمان فوراً حتى لا تكون شريكة لشاكر العبسي ولمن يقف وراءه في استمرار سياسة الفراغ.

  واعتبر النائب مصطفى علوش أن قوى الأكثرية ترى أن الخطة العربية الجديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية تضمن حقوق الفرقاء الداخليين كافة, مشيراً إلى أن المبادرة العربية لا تحتاج إلى أي توضيح, لافتاً إلى أن النظام السوري يؤثر على المعارضة ويضغط عليها لتحقيق هدف العودة إلى لبنان من خلال الفراغ الرئاسي واستمرار الصراع الداخلي, متهماً العماد ميشال عون بتعطيل الحلول بهدف ترؤسه الجمهورية.

  من جهته, دعا حزب "الكتلة الوطنية" برئاسة العميد كارلوس إده العماد ميشال عون "إلى تأكيد عملي لما يصرح به برفع اعتصامه من ساحة رياض الصلح في وسط بيروت, ودعوة نوابه للحضور إلى المجلس النيابي, حيث يجب أن تحل مشاكل اللبنانيين من قبل ممثلي الشعب, فيتمايز عن حلفائه ويكون صادقاً مع مقولاته وتصريحاته".   على صعيد المعارضة, جدد النائب علي بزي الدعم للمبادرة العربية لأننا مع أي مسعى عربي لمساعدة لبنان في تجاوز الأزمة الراهنة, مشيراً إلى أن الرئيس بري قد عكس ردة فعل إيجابية جداً في التعاطي مع المبادرة, لافتاً إلى أن المعارضة بانتظار أن تترجم زيارة موسى بنود البيان الصادر في القاهرة على أرض الواقع.

    

دول قوات "اليونيفيل" تطالب بصلاحيات إضافية للجنود الدوليين بعد تدهور علاقاتهم مع "حزب الله"

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في الأمم المتحدة في نيويورك النقاب أول من امس الثلاثاء عن وجود »مشاورات طارئة« بين الامين العام بان كي مون والحكومات الفرنسية والاسبانية والايطالية التي لها العدد الاكبر من الضباط والجنود داخل القوات الدولية في جنوب لبنان, ل¯ »البحث في ظهور تباينات حادة ادت الى تدهور ملحوظ في علاقات تلك القوات ب¯ »حزب الله« بعدما ضاعفت قيادة الجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو اعداد دورياتها وحواجزها في المناطق الفاصلة بين شمال الليطاني وجنوبه, وخصوصا على الجسور والمعابر لمنع عبور ميليشيات الحزب الايراني الى مسرح العمليات الدولية المحظور عليها بموجب القرار 1701«. وقال ديبلوماسي خليجي يتابع تلك المشاورات ان الحكومات الأوروبية الثلاث »أبلغت كي مون قلقها من امكانية ان تؤدي تلك الاوضاع المتأزمة بين قواتها وجماعات »حزب الله« في الجنوب الى صدامات مسلحة في حال استمر اصرار الحزب على تهريب الاسلحة والصواريخ الى جنوب الليطاني مع استمرار القوات الدولية في التصدي له«.

وطالبت الحكومات الثلاث الأمين العام للامم المتحدة ب¯ »ادخال تعديلات لا تخرق القرار 1701 على مهمة قواتها في لبنان بحيث تصبح اكثر فاعلية واوسع حركة وازالة القيود من ايديها في حال وقوع تلك الصدامات«, مطالبة بأن تشمل تلك التعديلات »المطلوبة بالحاح استنادا الى مطالب قادة قوات الدول الثلاث في الجنوب استخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر واستقدام اسراب من اسلحة جو اسبانيا وايطاليا وفرنسا في حال تعرضت تلك القوات الى اعتداءات واسعة ومريرة«.

وكانت صحيفة »ديلي تلغراف« البريطانية اوردت اول من امس معلومات حول »قيام قوات »يونيفيل« في جنوب لبنان بتعزيز دورياتها المشتركة مع الجيش اللبناني لاعتراض اي شحنات من الاسلحة الثقيلة قد ينقلها »حزب الله« الى المناطق المتاخمة للحدود مع اسرائيل«, اي الى مسرح عمليات القوات الدولية في جنوب نهر الليطاني. ونسبت الصحيفة الى الناطق بلسان »يونيفيل« اندريا تينيتي قوله: »اننا نلتزم الحذر البالغ للتأكد من عدم حدوث تغيير في الموقف في الجنوب في اشارة واضحة الى محاولات الجماعات الايرانية العودة الى جنوب الليطاني والى الخط الازرق تحديدا الذي يفصل لبنان عن اسرائيل«.

وقال الديبلوماسي الخليجي في نيويورك ان وراء المشاورات الطارئة بين مون والاسبان والفرنسيين والايطاليين »تقارير استخبارية عسكرية لعناصر هذه الاطراف الثلاثة البالغ تعدادهم اكثر من سبعة الاف جندي, من أصل 13 الفا و500 عسكري ينتسبون الى 31 دولة وكذلك تقارير اسرائيلية توحي بأن الأوضاع في جنوب الليطاني وبالقرب من حدود الدولة العبرية تزداد سوءا مع تضاعف تعبئة »حزب الله« وحدات متطوعة من السكان الشيعة في جنوب البلاد في ما يبدو انه اصرار ايراني على خرق القرار 1701 عن طريق بناء مراكز جديدة لقيادة »حزب الله« كان خسرها في حرب يوليو 2006«.

ونقل الديبلوماسي ل¯ »السياسة« عن احد مستشاري كي مون قوله »ان معلوماتنا الواردة من جنوب لبنان تبعث على القلق الشديد خلال الشهرين الماضيين من امكانية ان تؤدي استفزازات »حزب الله« لقواتنا وقوات الجيش اللبناني هناك الى ان تتجاوز هذه القوات الاوامر الصادرة اليها بضبط النفس وتتخذ اجراءات خطيرة على الارض من شأنها احداث بلبلة واضطراب بين الطرفين.

 

حزمة ملفات تنتظر بوش يتصدرها نووي إيران وعملية السلام 

الأربعاء 9 يناير - نبيل شرف الدين - ايلاف

حطت الطائرة الرئاسية الأميركية التي تحمل اسم "Air force One" على أرض مطار "بن غوريون" الإسرائيلي المتاخم لتل أبيب، حاملة على متنها وفداً أميركياً رسمياً كبيراً، يقوده الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يستهل جولته الأولى الأوسع في الشرق الأوسط بزيارة لإسرائيل والضفة الغربية في محاولة لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على إبرام اتفاق سلام خلال السنة الأخيرة من ولايته الرئاسية، وفقا لما أعلنته واشنطن رسمياً بشأن هذه الجولة وبعد محطته الأولى في إسرائيل، فمن المقرر أن يتوجه بوش إلى الكويت والبحرين والإمارات والسعودية، ويختتم جولته في المنطقة بزيارة مصر، وتشمل جولته كل هذا العدد الكبير من المحطات والأنشطة، سعياً لوضع استراتيجية فعالة للتعامل مع الملفات المتفجرة في المنطقة وتعرض بوش لانتقادات حادة من أبرزها توجيهه جهدا دبلوماسيا فائقا في العراق على حساب حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي عانى الجمود بشكل أو بآخر خلال فترة حكمه، حتى أطلق عملية السلام التي قادتها الولايات المتحدة أخيراً وتوجت بمؤتمر انابوليس في ولاية ميريلاند في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

أهداف الجولة

وفي قراءة لأبرز معالجات الصحف الأميركية لأهداف هذه الجولة، فقد جددت صحيفة (الواشنطن بوست) الحديث عن مسعى بوش لحشد دعم للضغوط الدولية والإقليمية ضد إيران، ونقلت الصحيفة في موقعها عبر الإنترنت عن مسؤولين أميركيين بارزين ودبلوماسيين وخبراء إقليميين قولهم إن بوش سيحشد دعما ضد إيران على الرغم من التقرير الاستخباراتي الأميركي الذي صدر مؤخرا، وقلل من طموحات إيران النووية ما أدى إلى إعادة تفكير إسرائيل والقادة العرب في سياستهم تجاه إيران وتشكيكهم في عزيمة واشنطن .

ونقلت الصحيفة عن غرايم بانرمان، الأستاذ في معهد الشرق الأوسط في واشنطن قوله : "إنه من الصعب رؤية كيف ستتقدم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو ما كان يؤمل في انابوليس"، وأضاف أنه يسعى أيضاً إلى تحجيم النفوذ الإيراني، وكسب الدعم للحكومة الجديدة في لبنان، فضلاً عن تعزيز دور الدول العربية في دعم الاستقرار والأمن في العراق، بالإضافة إلى دعم التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وبلدان المنطقة، في مواجهة الإرهاب .

 أما صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية اليوم الأربعاء فقالت إن اتفاق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على بدء المفاوضات الخاصة بالقضايا الرئيسة الشائكة بين الجانبين جاء قبل يوم من زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المقررة إلى المنطقة حيث يسعى الجانبان إلى احراز تقدم عقب مؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد برعاية أميركية في شهر نوفمبر الماضي.

 وكان مفاوضو الجانبين يلتقون بشكل دوري منذ انعقاد مؤتمر انابوليس، غير أنهم حققوا قليلا من التقدم، حيث يطالب الفلسطينيون بأن توقف إسرائيل بناء المستوطنات الجيدة قبل بدء المحادثات الخاصة بالقضايا الجوهرية على الرغم من الجدل الكبير الذي يثار حول هذه الجولة، فإنها تنطوي على دلالات عدة مهمة وذات مغزى .

 إيران وإسرائيل

ووفقا لصحيفة (الواشنطن بوست)، فإن بوش الذي استهل جولته بزيارة إسرائيل حيث يأمل في بدء مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية التي اطلقها في مؤتمر أنابوليس، غير أنه في إسرائيل وبعض الدول العربية التي يعتزم بوش زيارتها تخيم مسألة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة بشكل أكبر على الزيارة اكثر .

 وأشارت الصحيفة الى أن مسؤولي الإدارة الأميركية شعروا بقلق حيال ما يرونه بمثابة جهود من جانب إيران لتطوير سلاح نووي وترهيب جيرانها ، غير ان جهودهم الرامية الى حشد دعم لفرض عقوبات وضغوط أخرى على طهران تلقت ضربة كبيرة الشهر الماضي عندما ذهب تقرير اصدرته الاستخبارات الوطنية الأميركية إلى ان إيران أوقفت برنامجها للاسلحة النووية عام 2003.

 ويصر مسؤولو الادارة الأميركية على ان هذا التقدير الاستخباراتي يظهر أن إيران لا تزال قادرة على تطوير سلاح نووي غير ان إسرائيل -التي يعتقد ان لديها قدرات نووية - رأت في هذا التقرير إشارة على فتور حماس واشنطن لمواجهة طهران، التي ترى إسرائيل أنها تشكل تهديداً لها.

 ونقلت (الواشنطن بوست) عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قوله إن العديد من حكومات منطقة الشرق الاوسط شعر بارتباك حيال تقديرات الاستخبارات الأميركية حول إيران، لافتا إلى أنه لا توجد حكومة عربية تفهم سبب قيام واشنطن بنشر تقرير ينطوي على تقديرات استخبارية .

وقال المسؤول ان إيران ستكون موضوعا اساسيا يركز عليه بوش في محادثاته مع زعماء منطقة الشرق الاوسط حيث سيسعي الرئيس الأميركي إلى طمأنتهم ببقاء ما وصفه بنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة .

 أما صحيفة (نيويورك تايمز) فقد نقلت في سياق تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني عن مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي  إيهود أولمرت قوله إنه اتفق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على تفويض فريق التفاوض من كل جانب لاجراء مفاوضات مباشرة بشأن كافة القضايا الرئيسة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا الوضع النهائي، حيث ترأس وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فريق التفاوض الإسرائيلي بينما يقود رئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع وفد التفاوض الفلسطيني .

 

الفيصل يدعو اللبنانيين الى الإستجابة لخطة الجامعة 

الأربعاء 9 يناير - وكالات

 الرياض، بيروت، القاهرة، دمشق، وكالات:  دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل كافة الافرقاء اللبنانيين الى الاستجابة لخطة الجامعة العربية لحل ازمة الرئاسة التي بدأ امينها العام عمرو موسى الاربعاء مهمة في بيروت في اطارها. ودعا سعود الفيصل في مؤتمر صحافي "كافة الفرقاء اللبنانيين بكافة تياراتهم السياسية الى الاستجابة لخطة الجامعة العربية المتكاملة". وذكر الفيصل بان الخطة "تدعو الى حل فوري لأزمة الفراغ الرئاسي على نحو توافقي وتكاملي يستجيب لمتطلبات كافة الأطراف وبالصيغة التي تحقق للبنان وحدته وسيادته واستقلاله".  م

وسى يعتبر ان لبنان في خطر لكن انقاذه امر وارد

 هذا واعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى هنا اليوم ان لبنان في خطر لكن امر انقاذه وارد وهذه مسؤولية لبنانية وعربية.  واعرب موسى بعيد وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي ان لبنان عن تفاؤله بالتوصل الى حل للازمة اللبنانية معتبرا ان المبادرة العربية التي انبثقت عن المؤتمر الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب "واضحة". ولفت الى ان هذه المبادرة تحوز على اجماع عربي وتتمتع بتاييد اقليمي وزخم دولي مضيفا ان العالم كله مهتم بردود الفعل على المبادرة وبدرجة التعاون معها. وانتقل موسى من المطار للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث قال بعد اللقاء ان اجتماعه ببري كان ايجابيا للغاية وان الاخير يشجع هذه المبادرة التي تعكس توافقا واجماعا عربيا غير مسبوق على دعمها.

 وفي رده على اسئلة الصحافيين قال موسى "لم اتي لافسر المبادرة العربية فهي واضحة والامر يتعلق بالارادة السياسية لدى الافرقاء اللبنانيين".  ولدى سؤاله عن توفر التعاون السعودي السوري لدعم المبادرة اجاب موسى بان النقاش الذي جرى بين وزيري الخارجية السعودي والسوري اثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كان ايجابيا واحرز تقدما واضحا وان صياغة المبادرة تمت بحضورهما ووعودهما الواضحة.  واذ تمنى موسى ان يكون التقارب السعودي السوري الذي حدث في الاجتماع الاخير في القاهرة مؤثرا لجهة الحل في لبنان قال انه هنا "يتحدث باسم الجميع".  وكشف موسى عن بقائه في لبنان الى يوم السبت المقبل موعد انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.

 مسئول بالجامعة العربية: لا ضمانات لنجاح مهمة وفد الجامعة فى لبنان

 بينما صرح السفير هشام يوسف رئيس مكتب الامين  العام لجامعة الدول العربية بانه لا توجد ضمانات لنجاح  مهمة عمرو موسى فى لبنان، معربا عن أمله فى ان تتمكن الجامعة  العربية من تحقيق توافق بين الفرقاء اللبنانيين لحل الازمة الراهنة.  وأضاف يوسف لدى مغادرته القاهرة اليوم (الاربعاء) ضمن وفد  الجامعة العربية الى لبنان ان الامين العام للجامعة العربية عمرو  موسى سوف يلتقى خلال زيارته الحالية مع مختلف القوى اللبنانية، مؤكدا وجود نية صادقة لدى مسئولى الجامعة فى العمل باقصى جهد لتحقيق مصالح  الشعب اللبنانى ومساعدته على الخروج من ازمته. وتابع يوسف ان الجامعة العربية لن تتوقف عن محاولاتها وجهودها  لانهاء الازمة فى لبنان ولن تألوا جهدا للتعامل مع الوضع اللبنانى،  مشيرا الى ان القيادات اللبنانية عليهم مسئولية كبيرة يجب النهوض بها فى هذه المرحلة من تاريخ البلاد. 

 برلماني فرنسي .. الوضع في لبنان صعب ونأمل أن يخرج موسى بنتائج مشجعة

 من جهة ثانية وصف برلماني فرنسي هنا اليوم الوضع في لبنان ب"الصعب" معربا عن الأمل أن تؤدي زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت الى نتائج مشجعة تعمل على انهاء الأزمة اللبنانية.  وشدد النائب الفرنسي ورئيس جمعية (الصداقة الفرنسية السورية) جيرار بابت الذي يزور دمشق على رأس وفد في تصريح صحافي عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أهمية سيادة دول الشرق الأوسط على أراضيها والعيش بحرية في جو يسوده الاحترام المتبادل لحرية الأديان والمعتقدات. وردا على سؤال عن مضمون مباحثات الوفد مع المعلم قال بابت ان "الاتصالات السورية الفرنسية لم تنقطع" مضيفا "حتى لو كانت هناك خلافات فهذا لا يمكن أن يؤدي الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وأن يؤثر على العلاقات".  وأضاف بابت ان "فرنسا ودول أوروبا تدرك أنه لا يمكن للأمور أن تتقدم في المنطقة دون الاعتراف بالدور المهم الذي تقوم به سوريا". وأكد النائب الفرنسي أن العلاقات السورية - الفرنسية تتعزز باستمرار لاسيما بين الشعبين مؤكدا رغبة فرنسا في "تعزيز علاقاتها بسوريا وهو ما أكده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كما أنها رغبة العديد من البرلمانيين الفرنسيين ولهذا نحن هنا".

ومن المقرر أن يبحث الوفد الذي يضم ثلاثة نواب مع رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش ووزير الاعلام محسن بلال العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها اضافة الى تطورات الأوضاع في المنطقة وبخاصة الملف اللبناني والقضية الفلسطينية ومشكلة اللاجئين العراقيين والتحالف السوري الايراني.

 وكان الوفد البرلماني الفرنسي قد وصل العاصمة السورية في زيارة تستمر أربعة أيام تلبية لدعوة من رئيس مجلس الشعب السوري على الرغم من تعليق الاتصالات السياسية بين البلدين في الملف اللبناني.  وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده في الثاني من شهر يناير الجاري عن ايقاف تعاون بلاده مع فرنسا بصدد حل الأزمة في لبنان بعد أن اتضح أن الأخيرة لها رغبة في تحميلها مسؤولية الفشل في اقناع الأكثرية بقبول المشروع الفرنسي. وجاء قرار ايقاف التعاون السوري - الفرنسي بعد تصريحات استغربتها دمشق من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أطلقها من القاهرة وحمل فيها سوريا والمعارضة اللبنانية مسؤولية الفشل في التوصل الى اتفاق ينهي الأزمة السياسية اللبنانية.

وزير الاعلام السوري يؤكد ان بلاده تعمل على انجاح مهمة عمرو موسى في لبنان

بينما أكد وزير الاعلام السوري محسن بلال أهمية الاجتماع الأخير الذي عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة وما صدر عنه من مبادرات لحل الأزمات في لبنان وفلسطين مشيرا الى أن سوريا تؤيد تفعيل العمل العربي المشترك للتصدي للمشكلات التي تواجه العرب. وأكد بلال في مؤتمر صحافي عقد هنا اليوم أن سوريا تعمل على انجاح مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية وفق خطة العمل التي رسمها مؤتمر وزراء الخارجية العرب. وقال ان "الأزمة اللبنانية يحلها اللبنانيون أنفسهم" موضحا أن موافقة سوريا على بيان الجامعة تأتي في اطار عمل عربي وخطة عمل عربية متكاملة من أجل خروج لبنان من الأزمة بانتخاب رئيس توافقي وحكومة وطنية بالتوافق واعداد قانون عادل للانتخابات. وأكد أن سوريا لن تضغط على أحد وأن الموقف السوري جزء من الموقف العربي و"لن نحل محل أحد". وأما زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة فقال وزير الاعلام السوري ان توقيت الزيارة مرتبط بالذكرى ال 60 لقيام اسرائيل وهذا يضع علامات استفهام كبرى حول مدى استيعاب ادارة بوش لتعقيدات الصراع في المنطقة.

 وأضاف ان الرئيس الأمريكي يحاول أن يقدم ايران عدوا وهي محاولة حسب وصفه "فاشلة" للتغطية على الدعم الأمريكي لاسرائيل واستبدال الخطر الاسرائيلي بخطر ايراني موهوم. وشدد على أن دفع المفاوضات يتطلب ايقاف الاجتياحات والاستيطان والقتل اليومي مشيرا الى أن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مؤتمر أنابوليس تجاوز 150 شخصا و200 جريح و400 معتقل وعليه فان الزيارة لن تكون أكثر من حملة علاقات عامة بعيدة عن السعي الجاد الذي يفترض أن يضطلع به دور الراعي النزيه. وأما تأثير زيارة بوش على الأوضاع في لبنان فوصف بلال ادارة بوش بأنها "ادارة كوارث " رافضا تصريحات سابقة لبوش اعتبر فيها لبنان جزءا من أمن الولايات المتحدة القومي وشدد على أن لبنان جزء من الأمن القومي العربي.

 السنيورة يشدد على اهمية تركيز الجهود على انتخاب رئيس جديد للبنان

يأتي ذلك بينما  شدد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة هنا اليوم على اهمية تركيز الجهود على انجاز الاستحقاق الدستوري الاهم وهو انتخاب رئيس جديد للبنان مؤكدا دعم بلاده الكامل للمبادرة العربية بهذا الصدد.  وقال السنيورة في تصريح للصحافيين عقب لقائه نظيره الاردني نادر الذهبي ان هذا الأمر يجب ان يتم وفقا للقواعد التي ينص عليها الدستور اللبناني.  واكد دعم بلاده وتأييدها الكامل للمبادرة العربية بهذا الصدد والرامية الى الخروج من الوضع السياسي الحالي في لبنان ووصفها ب "الطيبة".

 واضاف "عندما يحظى لبنان بهذا الاهتمام من اشقائه العرب فهذا يعد تأكيدا على ان لبنان جزء اساسي من العالم العربي ويعود للحضن العربي" معربا عن شكره الدائم لكل الاصدقاء الذين حاولوا وساعدوا من اجل ايجاد الحلول.  وثمن السنيورة الجهد الكبير الذي قامت به جامعة الدول العربية وكافة الدول العربية معربا عن امله بأن يتم انجاز هذا الاستحقاق في اقرب وقت ممكن.  واشاد بنتائج مباحثاته ونظيره الاردني مشيرا الى انها سادتها اجواء التوافق الكامل حيال مختلف القضايا التي تم بحثها. من جانبه اعرب الذهبي عن ترحيب بلاده بالقرار الصادر عن الجامعة العربية حول لبنان واعتبر ان المباردة العربية اساس لحل الازمة الراهنة واستئناف الحوار بين جميع الفرقاء اللبنانيين وصولا الى التوافق على انتخاب الرئيس الجديد للبنان والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع بما يحقق المصلحة الوطنية للبنان ويحافظ على وحدته وسيادته.

 وتركزت المباحثات الاردنية اللبنانية على سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتطورات على الساحة اللبنانية وآخر المستجدات بشأنها.

 العاهل الاردني .. خطة الجامعة العربية تجاه لبنان خطوة في الاتجاه الصحيح

 بينما قال العاهل الاردني عبدالله الثاني هنا اليوم ان الخطة التي تبنتها جامعة الدول العربية لحل الازمة السياسية اللبنانية وتجاوز التداعيات الناجمة عن الفراغ في رئاسة الجمهورية تعد خطوة في الاتجاه الصحيح.  ونقلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) عن العاهل الاردني قوله خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان الالتزام بتطبيق هذه الخطة يمهد الطريق لانهاء الازمة التي يعاني منها لبنان. وأكد العاهل الاردني دعمه ومساندته للحكومة والمؤسسات اللبنانية في مساعيها لتعزيز وحدة الشعب اللبناني والمحافظة على أمن واستقرار لبنان ومكتسباته وانجازاته مثمنا الدور الذي يقوم به السنيورة من أجل صون وحدة واستقرار لبنان.

ودعا جميع اللبنانيين الى مواصلة جهودهم الهادفة الى التوصل الى توافق وطني يفضي الى انتخاب رئيس جديد لافتا الى ان الحوار بين جميع القوى والتيارات السياسية اللبنانية هو الطريق الامثل لتجاوز الخلافات وتعزيز الوفاق الوطني والمحافظة على سيادة لبنان ومصالحه الوطنية.

من جهته أطلع السنيورة العاهل الاردني على اخر المستجدات والتحركات التي تشهدها الساحة اللبنانية والجهود المبذولة للتوصل الى توافق بشأن انتخاب رئيس للجمهورية في ضوء الخطة العربية الرامية الى إيجاد تسوية سياسية للأزمة اللبنانية.  وأعرب السنيورة عن تقدير الشعب اللبناني واعتزازه بالجهود التي يبذلها العاهل الاردني لدعم ومساندة لبنان ومساعدته على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها. يذكر ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا في اجتماعهم التشاوري الذي عقد يوم السبت الماضي في القاهرة على خطة من ثلاث مراحل لحل الأزمة السياسية في لبنان تتضمن انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية واقرار قانون جديد للانتخابات النيابية.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاربعاء 9 كانون الثاني 2008

ورد في الصحف هذه الاسرار

السفير

قال وزير معني إنه يستغرب عدم السير في مشروع أعدته الحكومة في عهد الرئيس إميل لحود، يقضي بإنشاء فريق أمني لمتابعة الأزمات.

نُقل عن المحقق الدولي الجديد في قضية اغتيال الرئيس الحريري أنه سيجري تحقيقات في دول لم يتم التحقيق معها من قبل.

جرت أمس عملية مقارنة بين صوت شاكر العبسي الذي أذيع أمس الأول، وصوته في أحد المؤتمرات الصحافية للتأكد من أنه صوت العبسي.

تبيّن أن الشاحنات التي قدمتها الولايات المتحدة أخيراً للجيش اللبناني قديمة الصنع، وليست مرفقة بقطع غيار.

النهار

اسرار الآلهة

ذكر مصدر حزبي بارز أن زعيم التيار الذي ينتمي اليه قد يتحفظ عما يحمله الامين العام للجامعة العربية اذا لم ينسجم مع طروحاته

من المسوؤل

عُيّن سفير دولة كبرى في مركز بارز في بلاده ليكون على اطلاع مستمر على الملفات المتعلقة بلبنان كونه ملماً بتفاصيلها.

لماذا

عادت العلاقات بين دولتين عربيتين خليجيتين الى طبيعتها بعد توقيف برامج تلفزيونية موجهة ضد دولة من أخرى

البيرق

يتجه تكتل سياسي سياسي الى عقد اجتماع لاركانه لتحديد موقف حازم بشان قضية حساسة

الاخبار

ذكرت معلومات مقرّبة من بكركي أن البطريركية المارونية أنشأت أمانة عامة لبكركي، عملاً بقرارات المجمع الماروني الذي انعقد السنة الماضية. وتردّد أنّ بكركي اختارت أحد رجال الدين الشبان المقرّبين من قوى 14 آذار، وفي الوقت نفسه على صلة مباشرة بآل الحريري، أميناً عاماً لها.

والشخصية المعنية هي في الوقت الحاضر صلة الاتّصال بين بكركي والسيّد نادر الحريري، مدير مكتب رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، والذي يتولى بدوره العلاقة السياسية بين البطريرك نصر الله صفير والنائب

الحريري.

قيادة المعارضة

تبيّن أن اجتماعاً عُقد قبل مدة بعيداً عن الأضواء بين قيادات الصف الأول من المعارضة، بُحث خلاله في أمور عدة، وحسم خلاله أمر ترك التفاوض إلى العماد ميشال عون، وأنه لا موافقة على أي حل لا يمنح المعارضة الثلث المعطّل. كما قدّم العماد عون تنازلات إضافية تتعلق بولاية رئيس الجمهورية وبالموقف من هوية رئيس الحكومة المقبلة.

فيلتمان وخلفه

أبلغ السفير الأميركي جيفري فيلتمان الأصدقاء من فريق 14 آذار أن سفره القريب لن يغير من سياسة بلاده تجاه الملف اللبناني، وأن من سيخلفه في مهمته يعكف الآن على قراءة كل التقارير عن الوضع في لبنان، وسوف يكون نسخة طبق الأصل عنه، رافضاً تفسير نقله الآن بأنه انسحاب أميركي من الملف اللبناني لمصلحة الجانبين العربي والأوروبي.

كتلة نيابيّة لقائد الجيش

قام قائد الجيش بزيارات إضافية غير معلنة لعدد من القيادات السياسية للبحث في أمور تخص ملف الرئاسة وتأكيده على موقفه الحيادي من الجميع. وفي الوقت نفسه، تكثر شخصيات من جبيل وكسروان، بينها نواب سابقون، من الحديث عن ملامح كتلة سياسية ـــــ نيابية ستنشأ بمجرد انتخاب سليمان رئيساً. وأبرز المروّجين لهذه الكتلة النائب السابق منصور غانم البون.

السفير السعودي والمخرج الدستوري

يؤكد مرجع كبير أن السفير السعودي في بيروت، عبد العزيز الخوجة، كان هو من تعهّد تسويق فكرة تفسير المادة 74 من الدستور لدى فريق الأكثرية، بعدما ناقشها واقتنع بها. وقال المرجع إن السفير السعودي طلب من الوزير السابق بهيج طبارة إقناع النائب سعد الحريري بهذا المخرج، بعدما أُقنع النائب وليد جنبلاط بالأمر. لكن الخوجة غاب لأيام قبل أن يعود لإبلاغ المعارضة أن مسعاه فشل، وأن الحريري رفض تعديلاً للدستور لا يمر عبر حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

المستقبل

قالت أوساط غربية إن هناك دوراً إسرائيلياً متوقعاً على خط التطورات في لبنان والمنطقة في مرحلة ما بعد تقويم الإدارة الأميركية للملف الإيراني في نيسان المقبل.

أكدت أوساط عربية أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد يقوم بجولة على عدد من الدول العربية في إطار المبادرة الجديدة من دون أن يتضح ما إذا كان توقيتها سيسبق اجتماع الجامعة في 27 الجاري أو بعده.

علم أن دمشق تلقت أخيراً رسائل واضحة من دول عربية محورية متّصلة بالرابط المباشر بين نجاح القمة العربية في سوريا وتسهيل انتخاب قائد الجيش العماد سليمان لرئاسة الجمهورية.

الشرق

نائب اكثري اخذ على حلفائه اعلان موافقتهم على الحل العربي قبل ان يعرفوا رد المعارضة

دبلوماسي عربي رفض الخوض معه في ما تردد عن تدني العمالة اللبنانية العائدة الى احدى الطوائف في بلده واكد ان التوظيف يرتبطبقدرات علمية وطاقات شخصية لا علاقة لها بالديان والمذاهب

مرجع روحي ابلغ زواره انه بات شديد الاقتناع بان الانتهخابات النيابية الجديدة ستشهد تبدلا جذريا في ما ستسفر عنه من نتائج

البلد

رئيس تيار معارض شمالا يعاني من ازمة سياسية تتمثل في الموقف المتردد بين مرشحين للرئاسة الاولى

يقال ان الغزال يرعى هذه الايام بين اقطاب الموالاة ويتخوف من موعد تشكيل الحكومة العتيدة وتقاسم الوزارات

 

عمرو موسى بدأ زيارته الرسمية مكلفا من وزراء الخارجية العرب: لبنان في خطر وانقاذه ممكن والعالم كله مهتم بما سيجري هنا

سنبدأ العمل لان الوقت ضيق وكلنا أمل بأن يؤدي الى نتيجة طيبة

صلوخ: اللبنانيون ينتظرون زيارته لبلورة تفاصيل الخطة لتنفيذها

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) بدأ الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بعد ظهر اليوم، زيارة رسمية للبنان للقاء المسؤولين اللبنانيين والبحث معهم في مقررات مجلس وزراء الخارجية العرب الداعي الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وهو العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي وحل الازمة اللبنانية.

وكان في استقبال موسى الذي يرافقه مدير مكتبه السفير هشام يوسف، في المطار، وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، مدير المراسم في الوزارة السفير جورج سيام، سفير مصر في لبنان احمد فؤاد البديوي، سفير الجامعة العربية في لبنان عبد الرحمن الصلح، القنصل العام موريشوس سالم بيضون، المستشار في السفارة المصرية ياسر العطوي واركان السفارة واعضاء مكتب الجامعة في بيروت.

الوزير صلوخ

بداية رحب الوزير صلوخ بالامين العام للجامعة العربية، وقال:" يسرني ان استقبل سيادة امين عام الجامعة العربية الدكتور عمرو موسى وارحب بزيارته الى لبنان. ولا يخفى على لبناني واحد مواكبة الجامعة العربية للازمة اللبنانية والزيارات السابقة التي قام بها الامين العام والكثيرون من الاخوة المسؤولين العرب مما جعلهم جميعا ملمين بدقائق وتفاصيل الازمة والمراحل التي مرت بها. وهذا ما ساعد اصحاب المعالي وزراء الخارجية العرب على اصدار بيانهم، خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلسهم الكريم الذي عقد في القاهرة في السادس من الشهر الحالي، الذي تضمن الخطة المتكاملة لحل الازمة اللبنانية. هذه الخطة التي نرجو ان تحقق امال وطموحات اللبنانيين بارتكازها على الوحدة الوطنية والوفاق الوطني والعيش المشترك بعيدا عن اي ترجيح او غلبة بل أخذا بسياسة لا غالب ولا مغلوب كما درج على اعتمادها القادة اللبنانيون في السابق".

أضاف: "ان لبنان بجميع مواطنيه كانوا ينتظرون هذه الزيارة من اجل تبيان وبلورة التفاصيل المتعلقة بالخطة المتكاملة واجتراح الصيغة والالية لتنفيذ مضمونها، ويثمنون عاليا جهودكم الخيرة ومساعيكم الحميدة، وكذلك جهود ومساعي اصحاب المعالي وزراء الخارجية العرب".

موسى

اما امين عام الجامعة العربية عمرو موسى فقال:" انا سعيد جدا لحضوري الى لبنان، وان التقي بالاخوة والزملاء والاصدقاء لنستأنف في مرحلة حاسمة جهودنا للاحاطة بالازمة اللبنانية، ولقد حضرت مكلفا من مجلس وزراء الخارجية العرب الذي أصدر وقرر مبادرة اقرت بالاجماع والعمل هنا من الان حتى الوقت الذي ننتج فيه، بمعونة كافة زعماء لبنان حين نستدعي فيهم، رجل الدولة. فلبنان في خطر وانقاذه ممكن ووارد وهي مسؤولية لبنانية في المقام الاول، كما انها مسؤولية عربية ايضا في المقام الاول، ولقد اتينا وكلنا تفاؤل وكلنا امل، والمبادرة واضحة وسوف نبدأ العمل لان الوقت ضيق ونحن نريد انقاذ الموقف في لبنان، ونعلم ان كل اللبنانيين وصل بهم الضيق الى مدى كبير جدا من استمرار الازمة التي تمسك بخناقهم وتؤلم كل العرب، وكلنا الان أمل بأن هذه الحركة والعمل خلال الايام القليلة المقبلة سوف يؤدي الى نتيجة طيبة".

سئل: تحدثت في تصريح سابق لكم عن طوابق اربعة لحل الازمة اللبنانية: لبنانية واقليمية وعربية ودولية فهل توصلتم الى حل المشاكل في هذه الطوابق الاربعة لتسهيل مهمتكم في لبنان؟

اجاب: "نعم، هذه المبادرة عربية، وعليها اجماع عربي ولها تأييد اقليمي، ووراءها زخم دولي وبالتالي انتم لستم وحدكم، انما العالم كله مهتم بما سوف يجري هنا، وبردود الفعل وبدرجة التعاون والحركة الى الامام لانقاذ لبنان".

وردا على سؤال حول تفسير البند الثاني من المبادرة المتعلق بحكومة الوحدة الوطنية حول تركيبة هذه الحكومة، قال موسى: "من الممكن ان نتحدث في هذا الموضوع بعد لقاء رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والجنرال ميشال عون والبطريرك مار نصرالله".

ولم يشأ الامين العام للجامعة العربية الرد على سؤال يتعلق بشكل وعدد الوزراء في الحكومة المقبلة في حال تأليفها.

 

عمرو موسى زار الرئيس بري: لقاء مفيد وايجابي ومشجع للغاية

المبادرة واضحة ولا تحتاج الى تفسير والمسألة تتعلق بالارادة

أنوي البقاء حتى أجد الحل الذي يمكن ان نجده في يومين

استهداف اليونيفيل تطور سلبي نأمل ان لا يؤثر على جهودنا

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) زار الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والوفد المرافق، عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في عين التينة، وتم عرض لمقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب، في حضور النائب علي حسن خليل. بعد اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة، قال موسى: "طبعا تعلمون ان هذا اللقاء هو الاول بعد وصولي الى بيروت، وقد تحدثنا خلاله في مطلق النقاش واستمعت الى الطرح الذي تقدم به الرئيس بري، وطبعا استمع الى المبادرة وأجوائها وما تعكسه من توافق عربي، وإجماع غير مسبوق على دعم هذه المبادرة، واعتقد ان لقائي مع الرئيس بري كان مفيدا وإيجابيا للغاية ومشجعا ايضا وسأجري عددا من اللقاءات التي قد تمتد الى ما بعد منتصف الليل".

سئل: ماذا عن الحصص الوزارية في الحكومة؟

أجاب: "انتظروا الى الغد كي أتكلم عن هذا الموضوع".

سئل: هناك اختلاف في لبنان بين الموالاة والمعارضة في تفسير البيان العربي وموضوع الأثلاث وكفة الترجيح، هل لكم ان تفسروا لنا قليلا البيان؟

اجاب:" لم نأت لنعطي تفسيرا، المبادرة واضحة تماما والمسألة تتعلق بالارادة السياسية، وهي لا تحتاج لا الى تفسير ولا الى شرح ولا الى قاموس ولا أطلس".

سئل: ولكن الطرفين في لبنان يفسران المبادرة بطريقة مختلفة؟

اجاب: "ولكنهم كلهم لبنانيون ولا بد من انقاذ لبنان، ولا ندخل في الأمور الصغيرة التي يضيع معها لبنان".

سئل: هل الموقف الاميركي إيجابي من المبادرة، وهل استهداف "اليونيفيل" هو رسالة لهذه المبادرة؟

اجاب: "لقد ناقشت هذا الأمر الآن مع الرئيس بري، انه تطور سلبي ولكن نأمل في ان لا يؤثر على جهودنا واحتواء الازمة وحلها".

سئل: هل ستغادر لبنان قبل الحل كما هي العادة او ستبقى في لبنان حتى الحل؟

اجاب:"انني أنوي البقاء حتى أجد هذا الحل الذي يمكن ان نجده في يومين".

سئل: هل بحثت في الآليات الدستورية، وهل حسم هذا الموضوع؟

اجاب: "نحن في البداية، ونحن نتحدث في أمور رئيسية ولا يزال هناك أطراف أخرى سنتحدث معهم".

سئل: الجميع يتكل على تفسيركم، فاذا لم تفسروا للموالاة وللمعارضة فالجميع سيبقى على الخلاف؟

اجاب: "لن يكون هناك خلاف وسنتحدث بوضوح، الحديث هو حديث بوضوح مع كل الاطراف".

سئل: كيف هو التفسير عمليا؟

اجاب: "أترك لنا هذا الأمر للتفاهم مع الاطراف".

سئل: ما هو تفسيركم انتم قبل الاطراف؟

اجاب: "كل شيء في هذا الموضوع يجب ان يتم التوافق عليه مع الاطراف".

سئل: هل سيتم تفعيل التعاون السعودي - السوري لدعم جهودكم؟

اجاب: "انه موجود، وانا شاهد على ذلك ومرتاح جدا لدرجة التقدم التي أحرزت".

سئل: هل هذا التقدم كاف؟

اجاب:" هل انتم تضعون مقاييسا ومعاييرا للعلاقات".

سئل: الفرنسيون يقولون غير ذلك، يقولون ان السوريين لا يتعاونون؟

اجاب: "انا قادم أمثل الجامعة العربية".

سئل: هل انتقل السوريون من مرحلة القول الى الفعل ام ان في لبنان الذي ستستمع فيه هو تبادل الأدوار بين السوريين والمعارضة؟

اجاب: "انا لا اعتقد اننا يمكن ان نتعرض لمثل هذا الافتراض، وما أعرفه في النقاش الذي جرى بين وزيري الخارجية الامير سعود الفيصل واخي وليد المعلم كان نقاشا إيجابيا وأخويا وأحرز تقدما، وان ما صيغ صيغ في حضورهم وبمساهمتهم وبموافقتهم وبوعودهم الواضحة، ولذلك عندما أتحدث هنا أتحدث باسم كل الدول العربية بما فيها سوريا والمملكة العربية السعودية، ولا أرى ان هناك مناسبة ان آثار هذا التقارب او فتح الابواب او فتح النوافذ على الاقل لم يؤثر، أرجو ان يكون مؤثرا لان ذلك هو الذي يخطو بالعالم العربي خطوات واسعة الى الامام لحل مشكلة لبنان".

سئل: هناك جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم السبت المقبل، هل استمعت من الرئيس بري الى شيء يؤدي الى تفاؤل بهذا الموضوع؟

اجاب: "انا موجود هنا يوم السبت المقبل".

 

المتحدثة باسم "اليونيفيل":اجراءات امنية مشددة لحماية قواتنا وضعت حيز التنفيذ

وطنية - تبنين - 9/1/2008 (سياسة) افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في تبنين موسى حرب، ان المتحدثة باسم قوات "اليونيفيل" الانسة ياسمين بوزويان، اكدت "ان اجراءات الامن والحماية الشاملة وضعت حيز التنفيذ"، ولكنها لم تشأ الخوض في تفاصيل هذه التدابير الامنية، "لان مجرد الخوض فيها ونشرها يلغي فاعليتها وجدواها". الى ذلك، حافظ الوضع الامني في الجنوب على وتيرة من الترقب والحذر في ظل التعزيزات الملحوظة التي اتخذتها قوات الاحتلال على طول الخط الازرق، بدءا من محاذاة الناقورة وصولا الى محيط تلة العباد وانتهاء بمزارع شبعا. وسجل تحليق ملحوظ ليل امس للطيران التجسسي المعادي، فيما رفعت قوات "اليونيفيل" وقوى الجيش اللبناني من وتيرة استعدادها ويقظتها وانتشارها في القطاعات الحدودية كافة، تحسبا لاي طارىء او اي خرق امني يستهدف تعكير الوضع الامني في الجنوب او النيل من قوات "اليونيفيل" او من مراكز الجيش اللبناني.

 

انفجار اصبع ديناميت تحت سيارة مسؤول سابق في القوات اللبنانية في بلاط- جبيل

جبيل - وطنية - 9/1/22008 (امن) اقدم مجهولون في الثانية من فجر اليوم على رمي اصبع من الديناميت تحت سيارة المدعو فادي الشاماتي (مسؤول سابق في القوات اللبنانية) التي كانت مركونة امام منزله في بناية طوني انطونيوس في بلاط - جبيل وهي من نوع رينو كليو لون ابيض ورقمها 121848/ب ، وتسبب الانفجار باضرار مادية في الجهة الخلفية للسيارة ولم يصب احد باذى .

 

البطريرك صفير استقبل وفدا اسقفيا اميركيا وترأس اجتماعا لنوابه العامين

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الاجتماع الدوري الشهري لنوابه العامين، وعرض معهم شؤونا كنسية ورعوية. بعدها، استقبل البطريرك صفير وفدا من اللجنة الاسقفية الكاثوليكية في الولايات المتحدة الاميركية - قسم التنمية الاجتماعية ومكتب السلام العالمي برئاسة المدير استيفان كولوتشي، وتم عرض للاوضاع الانسانية في لبنان وامكان التعاون بين المؤسسات الكاثوليكية في لبنان والولايات المتحدة.

 

اغتيال مغترب لبناني بعد عملية سلب في "كوتونو"

وطنية - 9/1/2008 (متفرقات) اغتيل المغترب اللبناني "ابراهيم علي محمود بهجة" من بلدة جبشيت في دولة "كوتونو" على ايدي عصابات السرقة هناك بعد عملية سلب تعرض لها ويصل جثمان الفقيد نهار الجمعة القادم الى مطار بيروت حيث سيشيع الى مثواه الاخير في جبانة بلدته جبشيت.

 

مجلس الاعلام في "الكتائب" دان الاعتداء على سيارة فادي الشاماتي: دليل على صعوبة ابقاء الأمن مستتبا في ظل الفراغ وغياب رأس الدولة

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) أصدر مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية، بيانا بعد ظهر اليوم، تعليقا على تفجير إصبع ديناميت تحت سيارة فادي الشاماتي في بلدة بلاط في جبيل، استهله بالقول: "لا تكفي عبارات الاستنكار والتنديد بما تعرض له الرفيق فادي الشاماتي في وطن اصبح فيه مواطنوه مكشوفي الامن، ولا يكفي تقاذف وتحميل المسؤوليات عن الامن السائب في وطن اصبحت دولته الحلقة الاضعف بين الاطراف ذوي القدرات الامنية والعسكرية". أضاف: "ان حزب الكتائب، اذ يدين هذا العمل الارهابي، مطالبا الاجهزة الامنية والقضائية المختصة تكثيف الجهود لكشف المرتكبين، يعتبر ان مثل هذه الاحداث التي حصلت في اليومين الاخيرين، وآخرها حادثة بلاط، هي خير دليل على انه من الصعب ابقاء الامن مستتبا في ظل الفراغ السياسي المتمثل بغياب رأس الدولة اللبنانية، الامر الذي يضع الاطراف السياسية كافة امام مسؤولياتها لانهاء الازمة الحالية كمقدمة لاعادة هيبة الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بأجهزتها الشرعية على الاراضي اللبنانية كافة".

 

شباب منطقة بيروت" استنكر الاعتداء على الشاماتي في جبيل

وطنية- 9/1/2008 (سياسة) استنكر "شباب منطقة بيروت" في بيان اليوم "ما تعرض له القيادي الرفيق فادي الشاماتي في منطقة جبيل"، وطالب السلطات الأمنية "باتخاذ أقصى الإجراءات والاقتصاص من الفاعلين أيا كانوا".

 

العثور على قذيفة غير معدة للتفجير في تعمير حارة صيدا

وطنية - صيدا - 9/1/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن القوى الأمنية في مدينة صيدا عثرت عصر اليوم، على قذيفة صاروخية ملقاة في أرض الى جانب الطريق في منطقة تعمير حارة صيدا. وبعد حضور الخبير العسكري الذي عاين القذيفة، تبين أنها من نوع "لاو" وأنها قديمة العهد وغير معدة للتفجير.

 

النائب شهيب: هل صاروخا الامس هما فاتحة الإجهاز على المبادرة العربية؟

كلام العبسي لا يستهدف لبنان وشعبه فقط بل الامن السياسي العربي برمته

وطنية- 9/1/2008 (سياسة) أدلى النائب أكرم شهيب بالتصريح الآتي: "ما هو المتوقع الآن للاجهاز على المبادرة العربية. بعد التصريحات المتناقضة للوزير المعلم في سوريا وطلابه في لبنان، وبعد مسلسل الاحداث الامنية التي شهدناها بالامس، وزير خارجية سوريا ذهب الى القاهرة برغبة عربية جامحة للوصول الى حل في لبنان، لم يستطع الا التجاوب ايجابا فوافقت سوريا لفظا وانتقلت عمليا (للخطة ب) التي أسس لها عبر إنذار السيد نصر الله بإطلالته التلفزيونية الاخيرة على الNBN مصرحا انه لن يتمكن من ضبط مجموعات (شكرا سوريا) في 8 آذار. هذا الكلام تزامن مع العرض العسكري العظيم لفتح الانتفاضة المحتضنة سوريا والحاضنة لفتح الاسلام في لبنان والذي عبر عنه شاكر العبسي بوضوح قبل 24 ساعة من تنفيذ (الخطة ب) بتهديد من أجمع عليه العرب والقسم الاكبر من اللبنانيين العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، فكلام العبسي الاخير لا يستهدف فقط لبنان وشعبه بل يستهدف الامن السياسي العربي برمته.

والسؤال، هل الصاروخان المجهولا المصدر والمعلوما الهدف هما فاتحة الإجهاز؟ ام ان الاعتداء على اليونيفيل الذي لم يفاجىء احدا بعد وعد آصف شوكت وتهديده بمواجهة قوات اليونيفل على الساحة اللبنانية عبر فريقه المعارض للترحيب بالعرب بلبنان.

وما هي الخطوة التالية، هل سيكون احد نواب ام وزراء الاكثرية ام احد قياديي 14 آذار ام ضابطا كبيرا او صحافيا او مناضلا او موقعا اقتصاديا او مواطنا لبنانيا عاديا، خصوصا ان لعبة المثالثة التي يراد منها شرعنة عدم قابلية حكم الدولة في لبنان تأتي مكملة لاسلوب وتكتيك (شكرا سوريا) لاستباحة آخر مظهر من مظاهر المؤسسات الدستورية في لبنان، ام ان المجموعات غير القابلة للضبط التي تحدث عنها السيد قد انتقل اليها قرار الحل والربط بالتزامن مع وصول السيد عمر موسى بعد ان سمعنا ان احدهم كلف بالحوار والآخر بالتعطيل والثالث بالارهاب حفاظا على الفراغ.

بانتظار انتهاء مهمة السيد عمر موسى حمى الله لبنان وحقق مطلب ابنائه بقيام الدولة وانتخاب رئيس الجمهورية وانتهاء مرحلة تعطيل المؤسسات".

 

الوزيرة معوض بعد لقائها المطران الراعي في دارتها في الحازمية: ندعو قوى 8 آذار الى التقاط المبادرة العربية وانتخاب سليمان فورا

سفير ايطاليا: سنبقى ندعم المقررات العربية لتنتهي هذه الازمة

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) استقبلت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض في دارتها في الحازمية راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي، في حضور مسؤول العلاقات مع بكركي سعيد معوض، في اطار جولته على القيادات المسيحية. وتركز الحديث على الوضع اللبناني والوضع المسيحي.

بعد اللقاء، ادلت الوزيرة معوض بتصريح قالت فيه: "حذاري ان يفكر احد ان الخلاف السياسي القائم سواء اكان على المستوى اللبناني ام على المستوى المسيحي هو مجرد خلاف بين سياسيين على السلطة. والخلاف السياسي الحاصل هو خلاف كياني ووجودي على مستقبل لبنان والمسيحيين. أي ما هو النموذج الذي نريده للبنان؟ هل هو نموذج غزة ام نموذج دبي؟ ما الذي يحمي الكيان اللبناني؟ هل هو الانضواء تحت الشرعية العربية والدولية ام الالتحاق بالمحور الايراني - السوري؟ ما الذي يحمي الوجود المسيحي؟ هل هو الدولة ام الدويلات؟ هل هو الطائف ام المثالثة؟ هل هو الجيش ام الخطوط الحمر؟ ما الذي يمنع الهجرة المسيحية؟ هل هو النمو الاقتصادي والاقتصاد الحر ام الخيم؟ هل الكنيسة واحترامها ضمان للوجود المسيحي ام مهاجمتها كلما فرضت ذلك مصالحنا الضيقة؟ ما الذي يضمن حقوق المسيحيين والاستقرار في لبنان؟ هل هو انتخاب رئيس للجمهورية ام استمرار الفراغ؟ واضافت: "خيارنا واضح، لذلك ندعو قوى 8 آذار الى التقاط المبادرة العربية وانتخاب العماد ميشال سليمان فورا، حتى لا تكون شريكة لشاكر العبسي ولمن يقف وراء شاكر العبسي في استمرار سياسة الفراغ".

سفير ايطاليا

وعند الحادية عشرة والنصف، استقبلت الوزيرة معوض سفير ايطاليا غابريال كيكيا ترافقه السكرتيرة الاولى لشؤون التنمية الاقتصادية والاعمال السيدة دانيالا تونون. بعد اللقاء، قال السفير: "زيارتي اليوم للوزيرة معوض هي بهدف التحضير لزيارة نائب رئيسة التعاون الايطالي السيدة سينتينيللي اواخر الشهر الحالي، ولوضع كل النقاط حول الامور التي تضطلع فيها حكومة ايطاليا في لبنان منذ سنوات عديدة، خصوصا المساعدات التي قدمتها خلال حرب تموز، بهدف مساعدة لبنان للعودة الى نموه واستقراره، ولانجاح كل المشاريع المشتركة. وهنا احيي واشدد على الجهود التي تقوم بها وزارة الشؤون الاجتماعية والوزيرة معوض مع كل الجمعيات الاهلية والبلديات لتنفيذ وانجاح هذه المشاريع على الارض".

وتابع: "اغتنم الفرصة اليوم امام الصحافيين، لاؤكد دعم الحكومة الايطالية كما اكد السيدان داليما وبرودي خلال اجتماعهما امس، دعمهما المطلق لجهود الجامعة العربية، كما نتمنى ان تحصل انتخابات رئاسية سريعة في لبنان وتنفيذ المقررات التي نتجت عن وزراء الخارجية العرب. فنحن ندعم هذه المبادرة ونؤمن انها الطريق الصحيح للحل، ونتطلع الى زيارة عمرو موسى الى لبنان بأمل كبير، وعندنا ثقة كبيرة بالحكومة اللبنانية وبالمسؤولين اللبنانيين، كوننا ضمن الاتحاد الاوروبي سنبقى ندعم هذه الجهود، وبما ان الطابة اليوم هي في الملعب اللبناني، كلنا امل وثقة باللبنانيين واكرر ان الحكومة الايطالية ستبقى تدعم المقررات العربية لتنتهي هذه الازمة".

 

الشيخ نعيم قاسم: سنسمع من عمرو موسى ما في جعبته ولن ننجر إلى مناقشات علنية لتفسير وتفصيل المبادرة

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) قال نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها في حفل افتتاح دورة الفتاة الجامعية الرسالية في قاعة مجمع القائم: "نحن اليوم أمام مبادرة عربية، وقد رحبنا بها منذ اللحظة الاولى، ولدينا كل الاستعداد للتفاعل معها، ولمناقشة مضمونها، ولتسهيل نجاحها، على الرغم من أننا سمعنا من جماعة الموالاة أنهم بدأوا تفسير المبادرة على طريقتهم، وإعطاء الأعداد للحكومة كما يرغبون، قبل أن يسمعوا من أمين عام الجامعة العربية، وقبل أن تأخذ في حيِّز الاطلاع والنقاش ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلف ، مع ذلك نحن سنتابع وسنسمع من السيد عمرو موسى ما في جعبته، وستكون مناقشاتنا في الجلسات المغلقة، لن ننجر إلى مناقشات علنية لتفسير وتفصيل المبادرة. سنكتفي بالنقاش في الجلسات المغلقة آملين أن تصل إن شاء الله تعالى إلى حل، وهذا رهن بالتجاوب الذي ستلقاه هذه المبادرة بحسب تفاصيلها من الطرفين المعنيين بها في لبنان".

 

لجنة متابعة قوى"14 آذار": للتجاوب مع المبادرة العربية وانجاحها بانتخاب فوري للعماد سليمان

وطنية- 9/1/2008 (سياسة) صدر عن لجنة المتابعة لقوى 14 آذار البيان التالي: "اذ تجدد قوى 14 آذار ترحيبها بالمبادرة العربية بما تمثله من عودة للقضية اللبنانية الى موقعها الاصلي ضمن المؤسسة العربية ومحاولة عربية مخلصة لاستنقاذ لبنان من محاولة افراغ مؤسساته الدستورية وتعطيل نظامه الديمقارطي وجعله بيئة جاذبة لكل الاستباحات الامنية، فانها تدعو الى التجاوب مع هذه المبادرة وتقديم كل التسهيلات المطلوبة لانجاحها من خلال انتخاب فوري للعماد ميشال سليمان كمرشح توافقي، وذلك يقتضي الاستجابة لمساعي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وجعل الجلسة النيابية المحددة نهار السبت المقبل موعدا للانتخاب وبداية اخراج لبنان من النفق المظلم الذي ادخل به".

اضاف البيان":وفي وقت ينظر به اللبنانيون بأمل الى الحل العربي المقترح، تبرز عمليات التوتير الامني الخطيرة المتمثلة بالتهديدات المنسوبة الى الارهابي شاكر العبسي المعروف التوجيه والانتماء واتهاماته للمؤسسة العسكرية التي قامت بواجباتها البطولية وتضحياتها الكبرى نيابة عن كل اللبنانيين والفلسطينيين، اضافة الى التهجم على قائد الجيش العماد ميشال سليمان وهو ما نشجبه أشد شجب واستنكار، واستهداف القوات الدولية بمتفجرة في منطقة الرميلة وهي التي تقوم بواجباتها في مهمة نبيلة تهدف الى حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية وتطبيق القرارات الدولية وهو ما نخشى ان يكون في رأس استهدافاته اجهاض مشروع الحل العربي واعادة اقحام لبنان في الصراعات الاقليمية واستمرار استخدامه كساحة لتصفية الحسابات لقضايا لا تمت بصلة الى المصلحة الوطنية اللبنانية او الى القضايا العربية".

 

وزير الاعلام السوري: المساعي العربية فرصة حقيقية لتجاوز لبنان أزمته وسوريا تعمل لانجاح مهمة موسى لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية

وطنية - دمشق - 9/1/2008 (سياسة) أعلن وزير الاعلام السوري محسن بلال، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، أن بلاده تعمل لانجاح مهمة الامين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى في تقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية. وقال: "ان المساعي العربية للوفاق الوطني بين الاشقاء اللبنانيين هي فرصة حقيقية لتجاوز لبنان الازمة التي تعيق قيام مؤسساته الدستورية بمهامها، وأدت الى بلوغ لبنان فراغا رئاسيا ودخوله في تصعيد سياسي يثير المخاوف لدى كل شقيق وصديق، وتأمل سوريا، وستعمل على المساهمة في انجاح مهمة الامين العام لجامعة الدول العربية لتقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية وفق مفهوم السلة المتكاملة للتوافقات التي رسم خطة العمل باتجاهها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة".

ورأى ان الاجتماع الوزاري في القاهرة "شكل الحدث العربي الابرز للاسبوع الماضي، خصوصا في ضوء ما صدر عنه من مبادرات لحل الازمة التي يعيشها كل من فلسطين ولبنان". وقال ان سوريا "دعت باستمرار الى تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة الازمات، لقناعتها بان قيام العرب بالتصدي لمسؤولياتهم القومية ومشاكلهم يملأ الفراغ الذي يتسبب بقاؤه في تبرير التدخلات الاجنبية".

وأضاف: "ان سوريا تنظر بعين الامل الى التحرك العربي المشترك تجاه محاولة وضع حد لمعاناة الاشقاء في فلسطين ولبنان، وستضع مساهمتها اللازمة لانجاح هذه المبادرات العربية القائمة على تشجيع الحوار الوطني وتغليب لغة التوافق على التصادم بين ابناء الوطن الواحد والقضية الواحدة".

وبعدما تطرق الى الأوضاع الفلسطينية وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الى المنطقة، طالب "ادارة بوش بصرف النظر عن المشروع المدمر الذي اطلقته مع حربها على العراق ورعايتها للعدوان الاسرائيلي على لبنان، سواء بما أسمته الشرق الاوسط الكبير أو الشرق الاوسط الجديد، الذي يقوم على تفتيت كيانات المنطقة عبر الفتن وحروب لانهاية لها"، معتبرا "ان مصدر التهديد الذي تحتاج شعوب المنطقة الى الاطمئنان لزواله هو الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية ومغامرات الحروب الامريكية". وردا على سؤال لمراسلة "الوكالة الوطنية للاعلام" في دمشق حول تحسن العلاقات العربية - العربية وخصوصا بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، رأى وزير الاعلام السوري انه "من الطبيعي جدا ان تكون العلاقات العربية العربية بخير، والشيء المرضي المؤلم هو التصدع العربي"، وقال إن تحسن العلاقات "بعد ان رأى العرب ما بذلته سوريا من جهود من اجل لبنان"، مضيفا: "نحن هواة تضامن ومحبة ولقاء". وحول العلاقات الفرنسية - السورية في ما يخص مساعدة اللبنانيين، قال: "ان موضوع مساعدة اللبنانيين بالنسبة لنا أمر طبيعي، ونحن أسرة واحدة وعائلة واحدة. نحن نعمل من اجل الاستقرار في لبنان، وكنا نعمل في البداية مع الفرنسيين، والان نعمل مع الاشقاء العرب لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية".

 

النائب الحريري: علينا التركيز على انتخاب رئيس للجمهورية ونريد حكومة وحدة وطنية والتفاصيل رهن بنتائج لقاءات موسى

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) دعا رئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية استنادا الى ما ورد في المبادرة العربية، مؤكدا ان المبادرة الفرنسية داعمة للمبادرة التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الأخير في القاهرة. وقال النائب الحريري، في مقابلة خاصة مع قناة "العربية" الفضائية من باريس: "بالامس صدرت المبادرة العربية من القاهرة، وعلينا ان نركز على انتخاب رئيس للجمهورية،الحكومة مهمة جدا، ونحن نريد حكومة وحدة وطنية او حكومة وفاق وطني، وما خرج به وزراء الخارجية العرب كان واضحا جدا، ولا أريد الدخول بالارقام او بأية تفاصيل اخرى، فأمين الجامعة العربية سيزور بيروت وسيلتقي جميع الاطراف السياسية في لبنان، وبعدها نرى. ونحن منفتحون ومبادرتنا لانتخاب الرئيس ميشال سليمان ان شاء الله هي مبادرة توافقية". وعن المبادرة الفرنسية، قال النائب الحريري: "هذه المبادرة داعمة للمبادرة العربية، وكل المبادرات تصب في مصلحة لبنان، وفرنسا ستبقى دائما داعمة للبنان، وخلال الحديث مع الرئيس الفرنسي شكرته ايضا على دعمه للمحكمة الدولية وللحكومة اللبنانية، وكما تعلمون فان فرنسا ستقوم بدفع التزاماتها ل باريس -3 خلال الايام القليلة المقبلة ان شاء الله".

 

النائب المر زار الرئيس بري وعرض معه نتائج اجتماع الوزراء العرب: المبادرة أقرت بالإجماع من هنا وجب علينا ان نلتقطها ونسير بها

وطنية- 9/1/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة النائب ميشال المر وعرض معه التطورات ونتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب. بعد اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة قال النائب المر: "حضرت اليوم لتهنئة الرئيس بري على موقفه من المبادرة العربية التي وصفها بانها تاريخية وايجابية وهذا الموقف يعني الكثير، وبطبيعة الحال هذا الموقف مبني على قناعات وطنية للرئيس بري لايجاد حل للازمة اللبنانية، وفي هذا الوقت صدر عن وزراء الخارجية العرب قرارات مهمة لحل الأزمة. وناقشنا مع دولة الرئيس بري في عمق المبادرة وعناوينها العريضة وليس بالتفاصيل او بعدد الوزراء في الحكومة على اعتبار انني لست متعصبا على الصعيد الطائفي ولاول مرة اتحدث من موقعي المسيحي".

أضاف: "قرأت المبادرة لأرى ماذا تتضمن امام الرئيس بري، ورأيت في البند الاول، الترحيب بالعماد ميشال سليمان وانتخابه فورا. اذا هذا المركز للمسيحيين اللبنانيين ولكن بصورة خاصة هو مركز ماروني شاغر والجميع يقول بان الشغور في مركز الرئاسة لا يجوز ان يبقى، وبين الرئاسات الثلاث هناك مركز رئاسي اول شاغر للمسيحيين ولا يجوز ان يبقى على هذا الحال لان ذلك يخلق عدم توازن في البلد. هذا الفراغ لا يمكن ان يستمر وقد اتى القرار العربي لمصلحة اللبنانيين عموما وفي بنده الاول لمصلحة المسيحيين خصوصا مع العلم انكم تعلمون بأنني لا اتكلم طائفيا".

وتابع: "النقطة الثانية في القرار العربي تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء مشاورات للتأليف على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح. ماذا يعني هذا الكلام؟ منذ تاريخ اتفاق الطائف حتى اليوم والتهميش المسيحي الذي يحكى عنه هو ان رئيس الجمهورية لم يعد لديه صلاحيات حتى انه لا يملك صوتا في مجلس الوزراء واليوم يأتي هذا القرار ويعطي الترجيح لرئيس الجمهورية وهذا لمصلحة المسيحيين ويزيل الغبن والشعور بالتهميش عنهم. على كل نائب مسيحي ان يقرأ بنود القرار العربي بهدوء وبالتالي عليه واجب وطني وهو ان يصوت لتسير المبادرة كما هي". وقال النائب المر: "نريد ان نشكر للوزراء العرب والامين العام للجامعة العربية الاستاذ عمرو موسى وصولهم الى هذه الصيغة، وانتم تعلمون ان الدول العربية وصلت الى هذه الصيغة على الرغم من التناقضات التي كانت موجودة في ما بينها وقد ازيلت واتفقوا، ان كان الموقف السعودي او الموقف السوري، وهما تجاهلا كل الخلافات التي كانت موجودة بينهما وتم اقرار هذه المبادرة بالاجماع. من هنا وجب علينا نحن الان ان نرحب بالمبادرة ونحل مشكلتنا. يكفي اللبنانيين استمرار الفراغ، ويكفيهم حالة الحرب والذعر والشك في المستقبل. اليوم العرب يقدمون لنا المساعدة بالاجماع، ألا يجب ان نلتقط هذه المبادرة ونسير بها ولا سيما النواب المسيحيين؟ وقد اشرت الى اسباب ذلك في قراءة البندين الاول والثاني من المبادرة".

أضاف: "بالنسبة إلى البند الثالث الذي نص على انجاز قانون جديد للانتخابات، فهو ليس بمشكلة لأن قانون القضاء سيعتمد وهو مطلب المسيحيين، واتذكر في هذا المجال انه في شباط 2005 كنت اترأس جلسة اللجان النيابية في مجلس النواب التي كانت تناقش قانون الانتخاب وكنا قد صوتنا على القسم الاكبر منه على اساس القضاء، وحصل يومها الانفجار الذي ادى الى استشهاد دولة الرئيس الحريري وتوقف درس القانون. اذا فانني لا اعتبر ان هذا الموضوع مشكلة لأن أكثرية الكتل موافقة على قانون الانتخاب على اساس القضاء".

وتابع: "بالنسبة إلى موضوع الاعداد المتداولة عن الحصص في الحكومة للموالاة والمعارضة فيجب الا تكون حجر عثرة او سببا لتعطيل المبادرة العربية. العنوان الكبير الترحيب وشكر العرب على موقفهم ومساعدتهم والتعاون لبنانيا لانجاحها وهي التي نالت اجماع العرب ومن ثم تأييد دول اوروبية واجنبية بالاضافة الى تأييد اللبنانيين، فقد أجمع اللبنانيون على تأييد المبادرة، وهم ينتظرون مجيء الاستاذ موسى بعد ظهر اليوم لبحث موضوع وتفاصيل الاعداد، ويجب الا تعيق هذه التفاصيل المبادرة، البعض يقول ان الشيطان يكمن في التفاصيل، علينا ان ننسى الشيطان ونقول ان التفاصيل يجب ان توصلنا الى النتيجة الايجابية التي جرت هذه المبادرة من اجلها وانقاذ لبنان من هذه الكارثة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها".

وردا على سؤال قال:" لقد قلت انني لم أتطرق مع دولة الرئيس بري الى الاعداد وسيستقبل دولته بعد ظهر اليوم الامين العام للجامعة العربية وربما التقيت به مساء، ما زلنا في عناوين المبادرة والغاية والهدف منها، وانا قلت في التكتل النيابي الذي انتمي اليه جزءا من الكلام الذي أقوله الآن، واكرر لمصلحة من هذه المبادرة؟ انها لمصلحة لبنان واللبنانيين وبصورة خاصة لمصلحة المسيحيين".

سئل: قرأنا اليوم في الصحف بصدور مواقف متمايزة لكم، هل موقفكم الآن هو عملية تمايز عن المعارضة؟.

اجاب:" لا، لا، لا أتمايز عن المعارضة، يجب ان تعرف موقعي".

سئل: اين موقعك اليوم؟.

اجاب:" موقعي الدائم هو في موقع مستقل عن الجميع، تحالفت انتخابيا مع العماد عون وبقينا متحالفين معه في التكتل، التحالف لا يعني لا الاندماج في "التيار الوطني الحر" ولا تنفيذ قراراته. نحن نبدي رأينا بكل حرية في التكتل، قد نختلف في مواقف معينة، وما أقوله اليوم هذا ليس من موقع التمايز، لا يستطيعون ان يتمايزوا، من يستطيع اليوم ان يقول ان هذين البندين ليسا لصالح اللبنانيين والمسيحيين ؟".

وردا على سؤال عن موقف المعارضة بالنسبة للارقام في الحكومة قال:" انا لا اعرف ما هو الموقف، ولكن موقف المعارضة عندما تريد ان تأخذ موقفا وتجتمع لذلك، فانهم لم يدعوني مرة واحدة الى مثل هذا الاجتماع، وهم يعتبرونني حليف العماد عون، وهو يحضر الاجتماع ويشترك معه من يشاء. انا لا اعرف ماذا تريد المعارضة، ولكن انا مع الرئيس بري، واكون معه في موقفه ".

سئل: هل هذا يعني الابتعاد عن العماد عون؟

اجاب:" هذا ليس ابتعادا عن العماد عون، فاذا كان هناك اشياء يجب ان يصوبها العماد عون علينا ان نصوبها، وقد سمع كل ما قلته الآن في اجتماع التكتل".

سئل: ما هو موقفك من الصيغة التي طرحها العماد عون حول المشاركة في الحكومة (5-11-14) وهل توافق عليها ؟.

اجاب:" لقد قلت ان هذه صيغة لا تمشي لانها طرحت سابقا ورفضت، اذا لماذا نطرح صيغا رفضت سابقا. وقد قلت للعماد عون انه لو تمت الموافقة على هذه الصيغة لما اجتمع الوزراء العرب، علينا ان نرحب بالمبادرة لان كلاما صدر قبل اجتماع التكتل وحصل جو من البلبلة، وقد وضعنا الامور في نصابها، ثم صرح العماد عون بعد الاجتماع ورحب بالمبادرة العربية وقال انه ينتظر التفاصيل لدى مجيء الامين العام للجامعة العربية".

سئل: بالنسبة لانتخاب العماد سليمان هل يفترض تعديل الدستور، وما هي الصيغة الأنسب لتعديل الدستور، هل من المجلس النيابي ام من الحكومة؟.

اجاب:" سبق وصرحت من هنا وقلت منذ حوالى الشهر انني سألت دولة الرئيس بري حول موضوع تعديل الدستور، فقال لي ان هذا الموضوع عندي والحل عندي، ولدي دراسة قانونية من مستشارين عديدين تؤدي الى الانتخاب، وقد سألتموني يومها ما هي هذه الصيغة فقلت لكم انني لم أسال دولة الرئيس بري لان لدي ملء الثقة به، فاذا قال ان هذا الموضوع عندي، وهو لا يزال يقول ذلك، اذا التفاصيل والنقاش القانوني لم أدخل فيه ولن أدخل فيه، ولكن اي موقف يأخذه الرئيس بري انا معه، لهذا السبب عندما اقررت مشروع قانون لتعديل الدستور وأرسلته الى مجلس النواب، كان موقفي مناقضا لموقف الحكومة".

وردا على سؤال قال:" لقد حددت المبادىء وقلت علينا ان نملأ مركز الرئاسة فلا يجب ان يبقى الشغور قائما، انا مع المبادرة والتفاصيل المتعلقة بالاعداد يجب الا تكون سببا لتعثر هذه المبادرة العربية ".

 

النائب العماد عون التقى سفيرة النروج ومبعوث السلام في الشرق الاوسط

مخزومي: التروي في قراءة الخطة العربية مطلوب وعلى القوى الا تفوت الفرص

وطنية- 9/1/2008 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية صباحا رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي.

واكد مخزومي "ان لبنان يحتاج لكل ابنائه للخروج من هذه الازمة- المأزق، والتطلع الى تفعيل مؤسسات الدولة والتفرغ لحل المشاكل الاجتماعية والصحية والاقتصادية التي يعاني منها البلد"، ودان بشدة "عملية التفجير التي تعرضت لها القوات الدولية"، مؤكدا "ان مثل هذه الجرائم يجب ان تكون دافعا قويا للقوى السياسية اللبنانية لانجاز التوافق والتمسك بالحل العربي". ونوه ب"جهود العماد عون ومواقفه المنفتحة على الجميع"، مؤكدا "ان التروي في قراءة مضمون الخطة العربية التي اقرها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مطلوب اكثر من اي وقت مضى"، معتبرا "ان هذه الفرصة السانحة يجب الا تفوتها القوى السياسية في لبنان، في انتظار توضيحات الامين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى، خصوصا ما يتعلق بالآليات التنفيذية لمشروع الحل العربي".

كما التقى النائب العماد عون سفيرة النروج اودليس نورهايم يرافقها مبعوث السلام في الشرق الاوسط زافين سافييه، في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شادارفيان. ولم يدل المسؤولان بعد اللقاء بأي تصريح.

 

البديل من (التسوية) البقاء في الدوامة

  الهام فريحه.

في انتظار أن يصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى بيروت، لترجمة ما تمَّ الإتفاق عليه في إجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد الماضي، يشعر اللبنانيون بأنهم دخلوا في دوامة، ومبعث هذا الشعور التعقيدات التالية:

- كيف ستتم عملية إنتخاب العماد ميشال سليمان?هل وفق المادة 49 (تعديل الدستور?) أم وفق المادة 74 (تفسير الدستور?) إذا تمسك كل فريقٍ بموقفه فإن هذه العقدة من شأنها تطيير الإنتخابات، مع ذلك ليست هذه هي العقدة الوحيدة في الدوامة، فحتى لو ذُلِّلت، فإن الوضع سينتقل إلى عقدة ثانية وهي كيف سيتم الإتفاق على تشكيل الحكومة? فإذا كانت المعارضة لا ترضى بأقل من الثلث المعطِّل، والأكثرية لا ترضى بإعطائها هذا الثلث، فكيف الخروج من هذا المأزق?

ليست المرة الأولى التي يُعلن فيها الأمين العام لجامعة الدول العربية تفاؤله بقرب حل الأزمة اللبنانية، فما الذي تغيَّر هذه المرة ليكون هذا التفاؤل في مكانه?

نظرياً، يُقال إن الدول العربية توصَّلت إلى قناعة أنه لم يعد في الإمكان ترك الفراغ قائماً في لبنان لِما يُشكِّله من أرض خصبة لعدم الإستقرار الأمني، وفي حال وقع هذا المحظور فإن كل المعالجات لا تعود تُجدي ويدخل البلد في جملة من المخاطر ليس أقلها الإضطرابات الإجتماعية.

ولكن بين دوامة الفراغ والسقوف المرتفعة للمطالب، هل في الإمكان التوصل إلى نقطة وسط?

تقول أوساط الجامعة العربية:

لا يمكن للحل أن يُبصِر النور إلا بتنازلات متبادَلة من الطرفين، وهذا ما يُسمّى باللغة السياسية بـ(التسوية)، ويتابع:

كل المعالجات في لبنان، بما فيها إتفاق الطائف، كانت تقوم على (تسوية)، بمعنى أن لا أحد كان يعتبر نفسه منتصراً أو مهزوماً، فلا إنتصارات كاملة في السياسة، كما لا هزائم كاملة، ومَن يراجع سنوات النصف قرن الماضية يكتشف هذه الحقيقة وإذا كان لبنان سار على هذه (الفلسفة السياسية) فلماذا عليه أن يُغيِّر اليوم?

أما كيف يمكن التوصل إلى هذه التسوية، فالأمر بسيط جداً وهو يبدأ بإقتناع الأطراف بأن التسوية هي المخرج الوحيد، تحت طائلة البقاء في الدوامة.

مَن قال إن الشعب اللبناني غير موحَّد? تنهال عليَّ يومياً الرسائل الإلكترونية من مغتربين ومقيمين، وإذا شئت أن أجمع مفهوماً مشتركاً لكل مضامين هذه الرسائل، لجمعتها في كلمة واحدة هي (القهر). فالمغترب مقهور لأنه يريد العودة ولا يرى في بلده ما يشجعه على إتخاذ هذا القرار.

والمقيم مقهور لأنه لا يريد الهجرة، لكنه لا يرى ما يُشجعه على تناسي هذا الخيار.

المقيم والمغترب يتفقان على شيء واحد هو: دعوا اللبنانيين يعيشون، فلبنان ليس ملك سياسييه ليستخدموه حقل تجارب، إنه لكل اللبنانيين يريدونه وطناً لإبنائهم وأملاً لمستقبلهم. من وحي هذه الرسائل سنخوض معركة مزدوجة: معركة المقيم لئلا يهاجر، ومعركة المغترب لكي يعود، إنها معركة المقهورَين عسى أن يكون مقهوران يصنعان وطناً. وشكراً على كل رسائلكم القيّمة والمفيدة واعدكم ان شاء الله بأخذ الحيطة والحذر كما حذرتموني. ولنا عمق التواصل.

 

هل توقف المبادرة رقصة الأرقام ?

رفيق خوري

تعددت الموسيقى والرقصة واحدة: رقصة الأرقام في حكومة لا أحد يعرف لماذا يجب أن تكون من ثلاثين وزيراً. من كانون الأول عام 2006 حتى كانون الثاني عام 2008، والرقصة مستمرة فوق جثة الدولة. وكلما ازدادت الأزمة خطورة على الوطن في مصيره، وعلى الجمهورية في الباقي من نظامها الديمقراطي، وعلى المواطنين في الأمن ولقمة العيش والوحدة الوطنية، بقيت الاهتمامات سلطوية لا مكان فيها لمعالجة الهموم السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية. اللبنانيون القلقون يئسوا، والعالم تعب ومل، من دون أن يتوقف السياسيون عن رقصة الحصص في السلطة. لا الفراغ الرئاسي الخطير الذي لم يحدث حتى في آخر دولة افريقية، دفعهم الى انتخاب المرشح الذي قالوا انهم توافقوا عليه. ولا صرخات المجتمع المدني وقعت الا في آذان صماء يندفع أصحابها في استخدام ألسنتهم على مدى 24 ساعة في اليوم لتبادل الردح والشتائم. خلال المهمة الأولى للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى كانت الرقصة تدور حول (الوزير الملك) الذي يحمل الميزان في حكومة موالاة ومعارضة، فلا يستقيل ولا يصوت ولاينحاز ولا يمرض ولا يسافر. وحين دقت الموسيقى الفرنسية في بيروت وعبر الاتصال مع دمشق وطهران، فإن الرقصة بقيت على حالها: 19+10+1 أو 19+11، أي الثلث المعطل الملتبس أو الصافي. ولم يتبدل شيء عندما سكتت الموسيقى الفرنسية ودقت الموسيقى العربية عبر البيان الصادر بالإجماع عن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب: 14+10+6 أو 14+11+5 أو عشرة للأكثرية وعشرة للأقلية وعشرة لرئيس الجمهورية. لا انتظار عمرو موسى أوقف الرقصة. ولا أحد يعرف إن كانت محادثاته في بيروت ستضع حداً للدوران في الفراغ. والسؤال هو: مَن يصدق أن مصير الجمهورية والرئاسة معلق على وزير واحد ترفض الأكثرية إعطاءه، والمعارضة التنازل عنه?

 الواقع ان الامر الملتبس ليس البيان الذي يحمله موسى ولا التفسير المنتظر منه للعبة الأرقام بل العقدة الحقيقية للأزمة المغطاة بلعبة الأرقام، والهدف البعيد وراء التعطيل. فالبيان واضح، وتفسيره ليس في حاجة الى قاموس عربي. وما ينتظره الكثيرون من الأمين العام للجامعة هو معرفة العمق الفعلي للموقف العربي ومدى النافذة المفتوحة لتحسين العلاقات بين دمشق وكل من الرياض والقاهرة. فهل صحيح ان تسوية الازمة في لبنان هي التي تضع المواقف على المحك: اما المفتاح للقمة العربية في دمشق وابواب اخرى عربية ودولية، واما التردي الكامل في العلاقات?

الجواب على مسافة ايام. والخروج من المأزق يستحق تقديم التنازلات المتبادلة بين الأطراف اللبنانية.

 

بيضة القبان الرئاسية

عمر حبنجر

الاجماع العربي حول صيغة اعلان القاهرة لحل أزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فرصة جديدة غير منتظرة بهذه السرعة، من الظلم اضاعتها على اللبنانيين الذين كتب عليهم التخبط في مستنقع الأوحال الاقليمية، منذ نشأة الدولة العبرية. وأياً كانت دوافع (الظالمين)، فان هؤلاء الناس لا يستحقون الخيبة التي تنتظرهم، في حال عدنا بالحل العربي الى التفاصيل الشيطانية، وأقل المطلوب في هذا الوقت المحشور، أن يصبح للجمهورية رئيساً وللدولة رأساً، وبعدها، يحلّ ما تبقى من تعقيدات، ألف حلاّل.. والخيبة، المخشى منها، ستطال بحرارتها دول الاجماع العربي برمتها.. ومن هنا موجة التفاؤل التي اجتاحت اللبنانيين مع صدور (اعلان القاهرة) مساء السبت، فكلمة الدول العربية، كبيرها وصغيرها، في الميزان، ولا مبرر سيكون مقبولاً من الجهة الناكلة، مباشرة آو مداورة.

بعض أوساط الأكثرية لا ترى مبرراً لمثل هذه المخاوف، لكن هناك تجارب كثيرة محى فيها النهار كل كلام الليل الحميم...

ويعتقد الوزير ميشال فرعون، ان جوهر المشكلة ان مفتاح الحل ليس بيد المعارضة، التي ما زالت تتريث في اعلان موقف صريح وواضح من مشروع الحل العربي، وحتى البيان الايجابي الصادر عن الرئيس نبيه بري، بوصفه رئيساً لمجلس النواب، لا يراه فرعون قاطعاً، في ضوء السابق من التجارب.

وثمة دليل يسوقه بعض الموالين الذين تريثوا في التصفيق للحل العربي تخوفاً من الخيبة، يتمثل في حديث بعض أركان التيار الوطني الحر، الذين أطلقوا اشارات سريعة غير مشجعة، كالقول بأن المشكلة في المشاركة لا في عدد المقاعد الوزارية، وكأن عبارة الثلث الضامن، التي تتصدر شروط المعارضة، شعار أكثري، مستورد، وألمحوا الى تعديل الدستور، الذي ترفض المعارضة وعلى رأسها الرئيس نبيه بري تمريره في (الحكومة غير الشرعية).

ويستفاد من هذا وكأن المشاركة التي تطالب بها المعارضة الآن لا تتأمن من خلال الأرجحية الوزارية التي اقترحها الوزراء العرب في القاهرة لرئيس الجمهورية العتيد.. علماً ان المطلوب جعل (بيضة القبان) بيد الرئيس لمنع الاختلال في الموازين لا أكثر ولا أقل.

وبسؤال العماد عون عن موقف تياره من الطرح العربي، تريث بانتظار تفسيرات من عمرو موسى. والتريث عينه كان موقف نواب وأوساط حزب الله، وهو موقف منطقي مع غياب التفاصيل وحضور الشكوك وانعدام الثقة، ولهذا اكتفى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بالقول: سندرسها بايجابية.

وعلى الخط السلبي كلام لافت لوزير سابق معارض قفز اسمه ذات يوم الى مقدمة الصفوف على حين غرة، ثم انكفأ، وفيه يعترض من موقع طائفي، على اعطاء الكفة الراجحة لرئيس الجمهورية بغض النظر عمن يكون!

وحجته في هذا ان ذلك يبعد رئيس الجمهورية عن موقع الحكم الذي رسمه له اتفاق الطائف، حيث انه يصبح مشاركاً في مجلس الوزراء وليس حكماً.. علماً ان لعبة المحاصصة الوزارية ليست جديدة في لبنان، وهناك سابقة مستمرة تتمثل بوجود اربعة وزراء في الحكومة الحالية للرئيس اميل لحود، بمعزل عما آلت اليه علاقته بهم.. والمشكلة في اثارة هذا الموضوع الآن، تكمن في انها تفتح الباب أمام معارضين آخرين لتكريس (الكفة الراجحة) للرئيس في مجلس الوزراء كعرف جار، أو بنص دستوري اذا آمكن، تعويضاً عما أخذه منه اتفاق الطائف لمصلحة مجلس الوزراء مجتمعاً...

ومثل هذا الطرح قد يكون كلمة حق، وقد يكون كلمة حق يراد بها باطل، بهدف المزيد من التشويش والعرقلة..

والتقدير ان بعض أطراف المعارضة، بدأت تستصعب اختراق الاجماع العربي على أن تكون الكفة الراجحة في مجلس الوزراء لرئيس الجمهورية، كما هو الحال في بلدانهم، لذلك نجدها تبحث عن بدائل اختراقية وعلى مختلف المحاور والجبهات، بقصد اعاقة انتخاب رئيس للجمهورية، والتمسك بفخامة الفراغ الأكثر ملائمة لسياساتها القريبة والأبعد. وفي يقين وزير أكثري ان قوى المعارضة ما زالت مصرّة على السباحة في الفراغ، من الآن وحتى الانتخابات النيابية، أو بالأحرى حتى انتهاء ولاية مجلس النواب في حزيران 2009، حيث لا يغدو هناك رئيس ولا مجلس نواب ولا حكومة حاكمة، مما يسقط الدولة من خانة الرشد، والباقي ملحوظ في قوانين الأحوال الشخصية!

وعلى هذا يلاحظ الوزير الأكثري تركيزاً من بعض التيارات السياسية على متابعة العماد ميشال سليمان، من باب الغيرة عليه والاعجاب به، والهدف استدراجه الى تظهير مواقف سياسية حاسمة، تبعده عن المسافة الواحدة التي رسمها لنفسه بين طرفي المعارضة والموالاة وبالتالي اظهاره كميّال الى هذا الفريق أو ذاك، واستطراداً ابعاده عن صفته التوافقية التي ارتضاه لها اللبنانيون، باجماع لافت، وان تفاوت فيه الحماس بين الموالاة والمعارضة.

بيد ان هذا (البرازيت) السياسي لن يؤثر على صراطية مسار العماد الذي اعتبره اللبنانيون وبعدهم العرب والدوليون الحل الأخير، وأما احجامه عن الكلام خارج الاطار العسكري والأمني ففيه انسجام مع النفس والموقع الراهن أكثر مما فيه قلق على وسطيته السياسية، فهو لم يرشح نفسه للرئاسة كي يتعين عليه التحدث في السياسة، وعملياً المعارضة رشحته قبل الموالاة. وعلى من يعنيهم الأمر، أن يخيطوا بغير هذه المسلة.

يبقى، والكلام الى وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في الجامعة العربية وقرروا حل أزمة لبنان، هناك مثل يقول: (ليس مهماً أن تجرّ الحصان الى النهر، بل المهم أن تحمله على الشرب...)

 

ساركوزي يعد الحريري بحشد دعم أوروبي - عربي - روسي لتنفيذ المبادرة العربية وكوشنير يتحدث عن «تمادي سورية»

لبنان: 4 رسائل أمنية تسابق مهمة موسى و«النافذة المفتوحة»

باريس , بيروت، القاهرة - رندة تقي الدين- الحياة   - 09/01/08//

تعددت الحوادث الأمنية من شمال إسرائيل، الى مدخل جنوب لبنان مروراً بمخيم البداوي في شماله، وصولاً الى تهديد زعيم «فتح – الإسلام» الذي توارى عن الأنظار قبل سقوط مخيم نهر البارد بساعات قليلة في ايلول (سبتمبر) الماضي، شاكر العبسي الجيش اللبناني في تسجيل صوتي بُث اول من امس، قبل 24 ساعة من وصول الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت اليوم لبدء اتصالاته مع فريقي الأكثرية والمعارضة، من اجل ترجمة خطة الحل العربي التي اتفق عليها وزراء الخارجية العرب السبت الماضي، الى خطوات عملية تنهي الفراغ الرئاسي في لبنان. 

وفيما رأى المراقبون في التطورات الأمنية الأربعة التي شهدها لبنان خلال الساعات القليلة الماضية، رسائل تستبق التحرك العربي الهادف الى الإفادة مما وصفه موسى بـ «النافذة المفتوحة نحو تسوية الأزمة اللبنانية»، فإن مصدراً فرنسياً رفيع المستوى تحدث الى «الحياة» في باريس حيث التقى الرئيس نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته برنار كوشنير وبعض معاونيهما، زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، اعتبر ان سورية وحلفاءها يعطون الانطباع بأنهم غير راغبين في انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً». 

وكان تسلسل الأحداث الأمنية في لبنان على النحو الآتي:

- ليل أول من أمس التقطت وسائل الإعلام تسجيلاً صوتياً على موقع إلكتروني تستخدمه جماعات إسلامية قال صاحبه أنه شاكر العبسي، هاجم الجيش اللبناني وتحدث عن «فئتين: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة، فئة ترفع راية الرحمن وفئة ترفع راية ميشال سليمان».

- فجر أمس أعلن عن سقوط صاروخي كاتيوشا من عيار 107ملم في شمال إسرائيل. ولم تتبن أي جهة العملية. وسارعت القوات الإسرائيلية وقوات الأمم المتحدة الموجودة في جنوب لبنان والجيش اللبناني الى التحقيق في مكان انطلاق الصاروخين. وحتى عصر امس أفادت المصادر الأمنية اللبنانية انها لم تعثر على أثر لانطلاق الصاروخين من الأراضي اللبنانية فيما تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك المنطقة الشمالية من إسرائيل، ووصف الحادث بـ «الخطير» وقال: «لن نغيّر الوضع القائم».

- أحرق مجهولون مخازن لحركة «حماس» في مخيم البداوي شمال لبنان ليلاً، تحتوي على مساعدات غذائية، في وقت تتزايد المخاوف عند أطراف فلسطينية ولبنانية من احداث امنية في المخيمات الفلسطينية على رغم جهود الأطراف الفلسطينية للسيطرة عليها، في ظل إعلان مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي التزام الشرعية اللبنانية ورفض الانزلاق الى التجاذبات والخلافات اللبنانية الداخلية، وطي صفحة الماضي. ولدى المصادر الأمنية مخاوف من تدبير شيء ما في مخيم البداوي ايضاً.

- بعد ظهر امس انفجرت عبوة ناسفة بسيارة جيب تابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، كان عنصران من الجنسية الإرلندية يستقلانها في اتجاه الجنوب، ووقع الانفجار قرب بلدة الرميلة الواقعة بين مدينتي بيروت وصيدا وجاءت إصابة الإرلنديين طفيفة. اما العبوة فكانت من النوع الموجّه نحو السيارة التي لم تحترق بل تضررت وتحطّم زجاجها.

وإذ يبدأ الأمين العام للجامعة العربية لقاءاته في بيروت بعد ظهر اليوم، باجتماع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، حاملاً التفسير العربي لخطة الحل الذي توافق عليه وزراء الخارجية العرب، سبق وصوله ايضاً خلاف على التفسير بين بعض المعارضة والأكثرية، لا سيما في شأن تأليف حكومة الوحدة الوطنية «على ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار أو إسقاطه بواسطة أي طرف وتكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح»، فاستمر بعض المعارضة في اقتراح فكرة المثالثة في توزيع الحقائب بين الأكثرية والمعارضة والعماد سليمان فيما رأت الأكثرية ان هذا النص يعني اعتماد صيغة 14 +10 +6.

وكرر الرئيس ساركوزي امس في مؤتمر صحافي تأكيده ان حماية استقلال لبنان ضرورية، مشيراً الى انه غير آسف لتحدثه مع سورية لكنه جدد القول ان اتصالاته معها خيّبت أمله.

وتقصّد ساركوزي بعد المؤتمر الصحافي لقاء النائب الحريري في باريس، في مطعم لبناني في جلسة بعيدة من البروتوكول، جمعت بعض معاونيه والوزير كوشنير الذي تناول في تصريح لـ «الحياة» الاتصالات الفرنسية مع دمشق بالقول ان «السوريين تمادوا في مطالبهم والانتخابات الرئاسية لم تحصل في لبنان على رغم وجود مرشح اجماع هو العماد ميشال سليمان». وأوضح كوشنير ان «فرنسا كانت تقدمت بوثيقة شبيهة جداً بتلك التي تبنتها الجامعة العربية». وأكد ان «أصدقاء لبنان، وليس اصدقاء هذه الطائفة أو تلك يريدون ان تجرى الانتخابات الرئاسية وفق الدستور والقوانين العادية التي تقضي بانتخاب رئيس ثم تعيين رئيس للحكومة».

وقال الحريري لـ «الحياة» ان فرنسا لا تزال تقف الى جانب لبنان والدليل انها قدمت الأموال في إطار اجتماع «باريس -3» وأنها متمسكة بالمحكمة الدولية (لمقاضاة المتهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر الجرائم المرتبطة بها). وإذا كان هناك من يعتبر انها ستوقف مساعدتها فإن غداء العمل هذا يظهر انهم على خطأ لأن ساركوزي لن يتخلى عن لبنان».

وأوضح الحريري في لقاء مع الصحافيين إثر الغداء في فندق إقامته الباريسي ان «مرشح سورية للانتخابات في لبنان هو الفراغ وهذا سبب انقطاع اتصالات الرئيس ساركوزي بسورية كما قال الرئيس امام الصحافيين». وأضاف الحريري: «هناك مبادرة عربية وافق عليها (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم الذي كان موجوداً في الاجتماع الوزاري. فلنر الى اين سنصل في هذه المبادرة، ونحن نبدي كل انفتاح، فمصلحتنا الأولى ان يتم انتخاب الرئيس في لبنان، فلننتخبه ليقود الحوار بين اللبنانيين وتكون هناك حكومة وحدة وطنية كما نص البيان العربي. ونحن نريد المشاركة وأن يكون رئيس الجمهورية الحكم».

وسألت «الحياة» الحريري هل أبلغه العرب موقف سورية خلال الاجتماع فقال: «كل الوزراء يعرفون فحوى الأحاديث التي دارت خلال الاجتماع وأنا لن أدخل في سجالات، فهناك مبادرة عربية بالغة الإيجابية سأتعامل معها على هذا الأساس بكل ايجابية وانفتاح وصدق وبأسرع وقت ممكن لأن مصلحة لبنان تقتضي بانتخاب رئيس».

وهل سمع من الجانب الفرنسي تساؤلات استخلصها من موقف سورية حول التشكيك في كون ميشال سليمان مرشحاً توافقياً، أجاب الحريري: «العماد ميشال سليمان توافقي في الدرجة الأولى. لا أحد ينبغي ان يشكك في هذا الموضوع. فهو ليس من 14 آذار ولا من 8 آذار، هو قائد جيش ومر لبنان في مرحلة صعبة منذ اغتيال رفيق الحريري الى الاجتياح الإسرائيلي الى معركة مخيم نهر البارد والاغتيالات، ولا أحد توافقي أكثر منه ومن يشكك بذلك يشكك بما عمل به كقائد جيش وما فعله في الجيش».

وقال الحريري: «ان بيان المجلس الوزاري للجامعة العربية واضح وصريح والأمين العام سيصل الى لبنان والكلام الذي جرى بينه وبين الأطراف العربية واضح فالأساس هو انتخاب رئيس ثم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وينبغي ان تكون حكومة وفاق وطني والذي سيقوم بدور الوفاق هو رئيس الجمهورية، الذي يرعى الوفاق».

وعلمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع ان الرئيس ساركوزي أراد الاستماع الى رأي الحريري في التطورات في لبنان وحول المبادرة العربية. وأنه جرى تقويم مشترك للتطورات منذ التقيا قبل 3 أشهر عندما طلب الحريري من فرنسا الضغط على سورية كي تترك لبنان ينتخب رئيساً توافقياً. وأوضح الحريري للرئيس الفرنسي أن الأكثرية تريد الانتخابات الرئاسية وتريد بناء دولة وأنها «ذهبت الى أبعد مدى في الموافقة على مرشح رئاسي توافقي، ولكن تبين ان المعارضة و «حزب الله» لا يريدان بناء دولة، وسورية لا تريد انتخاب رئيس وأن الأمن الآن هو بالمبادرة العربية». وقال المصدر ان ساركوزي التزم المساعدة في دفع الأسرة الدولية لتدعم المبادرة العربية للانتخاب في لبنان».

وذكر الحريري ان كوشنير أكد له ان فرنسا ستقدم الأموال المتوجبة عليها بمقتضى «باريس –3»، أي نحو 250 مليون يورو في الفترة القريبة، وتم الاتفاق على العمل مع أوروبا والدول العربية المؤثرة وروسيا من أجل تنفيذ المبادرة العربية.

وصدرت مواقف متعددة أمس في شأن المبادرة العربية فرأى أحد اركان المعارضة الرئيس السابق عمر كرامي ان البيان العربي جاء مبهماً وربما جاء ذلك مقصوداً... والبند الأول الذي يجب الاتفاق عليه هو مشاركة حقيقية في الحكومة وإلا لم نحقق شيئاً. وفيما أيد «منبر الوحدة الوطنية» الذي يتزعمه الرئيس السابق الدكتور سليم الحص المبادرة «في شكل مطلق» ورفض المنبر حصول الأكثرية على ثلثي الحكومة وحصول المعارضة على الثلث المعطل.

وانتقد البطريرك الماروني نصر الله صفير الاعتراضات على المبادرة العربية «ونحن تعبنا من هذا الموضوع». وكرر صفير رفضه النظر في الحكومة قبل انتخاب الرئيس ووصف الداعين الى ذلك، بأنهم «يمشون عكس السير» ودعا الى تطبيق الدستور.

السنيورة وبان

من جهة ثانية، اجرى السنيورة الموجود في ابو ظبي اتصالاً هاتفياً بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ودان «الجريمة» التي استهدفت دورية من القوة الإيرلندية التابعة لقوات الطوارئ الدولية. وأكد السنيورة «التعاون الكامل مع القوات الدولية لكشف هذه الجريمة ومن يقف خلفها». كما اكد لبان كي مون ان السلطات اللبنانية تجري «التحقيقات اللازمة لمعرفة مطلقي الصواريخ عبر الحدود الدولية اللبنانية لمعرفة الجهة التي وقفت خلف هذه العملية الهادفة الى تخريب الأمن في منطقة الجنوب». كما أبدى الأمين العام تقديره للتعاون القائم مع الحكومة اللبنانية وثمّن في الوقت ذاته القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية لإتمام الانتخابات الرئاسية

 

الحريري تغدى وساركوزي في مطعم لبناني:الفراغ مرشح سورياً إذا لم تمشِ بالمبادرة

قال رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري "اذا لم تمشِ سوريا بالمبادرة العربية فهذا يعني ان مرشحها هو الفراغ". واعتبر ان "الاعتداء الارهابي على "اليونيفيل" يرمي الى النيل من امن الشعب اللبناني واستقراره، وابقاء لبنان ساحة مفتوحة لصراعات الآخرين". لبى النائب الحريري دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس إلى الغداء في مطعم "نورا" اللبناني في باريس، في حضور وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير والامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان والمستشار في الرئاسة الفرنسية بوريس بوايون والنائب باسم السبع ومستشار النائب الحريري للشوؤن الأوروبية باسيل يارد. وتخلل الغداء "عرض الخطوات التي تحققت لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية، وسبل دعم المبادرة العربية الأخيرة". وشكر الحريري للرئيس ساركوزي "وقوف فرنسا الدائم لجانب لبنان، ولا سيما في مسألة ضمان ملء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، وفي تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي دعم لبنان اقتصاديا وماليا عبر تطبيق مقررات مؤتمر باريس  3". واوضح ان "لقاءه والرئيس الفرنسي حمل تأكيدا على استمرار وقوف فرنسا بجانب لبنان، ومنعه من السقوط في الفراغ". وأشار الى اتفاقهما على "ان المبادرة العربية هي لمصلحة لبنان ولمصلحة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".    

واذ سأل عن "الأسباب التي يمكن ان تؤخر المبادرة"، جدد رفض "وضع شروط مسبقة على انتخاب رئيس للجمهورية". سائلا: "لو كان النائب العماد ميشال عون مرشحا توافقيا، فهل كان يقبل بوضع شروط مسبقة عليه؟".  وقال: "اذا لم تمش سوريا في المبادرة العربية، فهذا يعني ان مرشحها هو الفراغ." وطالب بتشكيل حكومة وفاق وطني، مشيرا الى انه "يفضل استعمال هذا التعبير، بدلا من تعبير حكومة وحدة وطنية". من جهته، قال النائب باسم السبع ان "البحث تناول ثلاث نقاط: اولا تقويم المرحلة السابقة ومسار المبادرة الفرنسية حول لبنان، ثانيا تأكيد أهمية دعم المبادرة العربية باعتبار أنها تتكامل مع التحركات الفرنسية  وفرصة يجب عدم تفويتها بل دعمها من المجتمع الدولي، وثالثا تطرق الحديث الى موضوع المحكمة الدولية، وشكر الحريري للرئيس ساركوزي موقفه والدعم المالي التي قدمته فرنسا الى المحكمة." على صعيد آخر، استنكر الحريري "الاعتداء  الارهابي الذي استهدف  دورية "اليونيفيل" عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا. وقال: "هذا الاعتداء الارهابي الجديد ليس موجها ضد  "اليونيفيل" فحسب، انما يرمي ايضا الى النيل من امن الشعب اللبناني واستقراره، وابقاء لبنان ساحة مفتوحة لصراعات الآخرين وتحقيق مصالحهم على حساب المصلحة اللبنانية العليا". (باريس - "النهار)      

 

رئيس للكتائب بالنصف + 1 وقيادة جديدة في المؤتمر الـ 28

بيار عطالله

يستعد حزب الكتائب لعقد مؤتمره الاستثنائي العام الثامن والعشرين الانتخابي ولم يكد يمر على نهاية المؤتمر العام السابع والعشرين اكثر من اسبوعين، الأمر الذي يعده المسؤولون الكتائبيون تسريعاً للزمن من اجل استباق التطورات واستعادة جهوزية الحزب التنظيمية على مستوى القيادة والكوادر الوسطى والقواعد الشعبية.

في البيت المركزي في الصيفي ورشة لاعادة التأهيل، ويرد المنظمون الحزبيون على الاشاعات والتحليلات التي تستهدف حركة الكتائب الأخيرة بأن رئيس الحزب السابق كريم بقرادوني "كان واضحاً جداً في خطابه الأخير في مؤتمر الكتائب باعلانه تسليم المؤسسات الحزبية وتوضيح آلية انتقال السلطات الحزبية وتداولها بين جيل الشباب والحرس القديم، في حين ان آخرين ممن خرجوا يريدون تدمير المؤسسة الحزبية ويقودون حملة واسعة بالتعاون مع بقايا نظام الوصاية من اجل تهميش الكتائب والتطاول على رموزها. وهم كانوا الى ايام خلت يشاركون في الاجتماعات الحزبية والخلوات ويطرحون الامور ويناقشونها ويلاقون اصغاء بكل رحابة صدر، لكن الأهم بالنسبة الى القيادة الكتائبية ان كل من قدم استقالته اصبح خارج الحزب، وهو حر التصرف ومسؤول عن اعماله".

اربعة تيارات او اتجاهات سياسية تصب في طاحونة البنية التنظيمية الجديدة للكتائب على ما يقول المسؤولون عن ورشة اعادة التأهيل: "تيار الصيفي"، "الحركة الاصلاحية"، انصار الرئيس بشير الجميل (صولانج الجميل)، وانصار الرئيس امين الجميل. والمكتب السياسي الجديد يعكس هذه التشكيلة الكتائبية التي انضم اليها تيار الشباب الآتين من حركة "لبناننا" الذين "يؤمنون بالتعايش المشترك والتعددية". لكن الجميع اصبحوا كتائبيين بحسب القيادة التي تجزم بان "المزيد من المحازبين يخططون للعودة الى كنف الحزب في القريب العاجل".

وفي اجندة المؤتمر الاستثنائي 28 انتخاب رئيس للحزب بنصف اعضاء الهيئة الناخبة زائداً واحداً، على ان تتشكل الهيئة الناخبة من اعضاء المكتب السياسي الحاليين واعضاء مجلس الشرف واعضاء هيئة الرقابة المالية وجميعهم اعضاء منتخبون، الى جانب رؤساء الاقاليم والمصالح والمجالس المعينين من القيادة الحزبية يضاف اليهم اربعة اضعاف عددهم من المندوبين المنتخبين مباشرة من الحلقات الحزبية والخلايا والاقسام على مستوى القاعدة الشعبية، ليصبح مجموع اعضاء الهيئة الناخبة 424 عضوا يتوزعون على 280 مندوباً منتخباً، فيما الباقون معينون ومنتخبون من المؤتمر الـ26 للحزب.

والى الرئيس سينتخب نائبان له يتكهن المحازبون بأسمائهما، و16 عضوا للمكتب السياسي ورؤساء واعضاء جدد لمجلس الشرف وهيئة الرقابة المالية. لكن المثير في الأمر ان ستة من اعضاء المكتب السياسي الكتائبي سينتخبون استناداً الى التعديلات التي ادخلت على النظام العام الجديد واقرها المؤتمر العام 27 وسمحت للشباب بالترشح للمكتب السياسي دون التقيد بشرط الاقدمية اي السنين العشر. وبذلك يشرع الباب واسعاً امام دخول الجيل الجديد من المنضوين الى الحزب، وفي مقدمهم سامي الجميل ورفاقه لتولي مواقع متقدمة في المؤسسة الحزبية.

هذا في التفاصيل التنظيمية، اما في الاطار السياسي فالأكيد ان المحازبين على ما يقول المنظمون سيجدون انفسهم امام مكتب سياسي مختلف عما خبروه سابقاً باحتشاد مروحة واسعة من مختلف التيارات والافكار السياسية في اطار الهيئات القيادية للحزب التاريخي الأكثر تنظيماً لدى المسيحيين اللبنانيين الذين لم يعرفوا المؤسسات الحزبية الصارمة إلا قليلاً. وخلافاً للرأي السائد أن عودة سامي الجميل ورفاقه الى الكتائب تمثل ردة كبيرة للحزب نحو منطق العائلية والوراثة السياسية، وهذا ما يحاول معارضو الكتائب اللعب على وتره. الا ان دخول الجميل الشاب يشرع الباب امام مناقشة واسعة لم تعرفها الكتائب الا في مراحل معينة من تاريخها، وخصوصاً في مسائل اساسية يناقشها المسيحيون اللبنانيون في حلقاتهم وتتمحور على طبيعة الوجود المسيحي في لبنان، وحدود هذا الدور، وفاعليته. وفي جعبة المسؤولين في المقر المركزي للكتائب آمال عدة في ان يستقبل المؤتمر الـ28 ممثلين للمعارضة الكتائبية وخصوصاً رئيس الحزب السابق ايلي كرامة ورفاقه، والنائب والوزير السابق ادمون رزق ورفاقه، الى محازبين كانوا خارج اي تنظيم حزبي مثل رفيق غانم وجان وجورج شرف الى عناصر جديدة لها حضورها الاكاديمي والاعلامي.

بيار عطا الله     

 

الجنوب في دائرة الاحداث و"اليونيفيل" هدف "للارهاب مجدداً

متفجرة في الرميلة تجرح عسكريين ايرلنديين بعد ساعات من سقوط "كاتيوشا" في الجليل

النهار/أعادت التطورات الامنية التي حصلت في الـ24 الساعة الاخيرة الجنوب الى واجهة الاحداث، وخصوصاً بعد تفجير عبوة ناسفة في سيارة للقوة الدولية في بلدة الرميلة الساحلية حيث نجا بأعجوبة عسكريان ايرلنديان واصيبا بجروح ورضوض مختلفة. وكتب مراسل "النهار" في صيدا أحمد منتش ان انفجارا دوى قرابة الثالثة الا عشر دقائق بعد ظهر امس شمال المدينة وترددت اصداؤه فيها، سرعان ما تبين انه ناتج من متفجرة استهدفت سيارة جيب "نيسان" عسكرية بيضاء رقمها 1511 تحمل شعار الامم المتحدة، وزرعت على يسار المسلك الغربي لاوتوستراد صيدا – بيروت في الرميلة في اقليم الخروب. وهرعت وحدات امنية وعسكرية وسيارات الاسعاف والدفاع المدني الى موقع الانفجار، ونقل سائق الجيب ورفيقه نظرا الى اصابتهما بجروح ورضوض مختلفة، الى مستشفى حمود في صيدا. وتبين انهما العسكريان الايرلنديان جاك كورميك وديفيد وليام. وضرب الجيش وقوى الامن الداخلي طوقا حول الموقع. وبحسب معلومات اولية لمصادر امنية فان زنة العبوة قدّرت بثلاثة كيلوغرامات من المواد المتفجرة، وفجرت لاسلكيا لدى مرور الجيب. واحدث الانفجار حفرة كبيرة الى جانب الطريق، وحطم زجاج السيارة المستهدفة واجزاء من سقفها وبابيها لجهة اليسار. واوضحت المصادر ان من الاسباب التي حالت دون تدمير السيارة ومقتل راكبيها، ان العبوة لم تكن موجهة في دقة نحو المسلك الغربي، اضافة الى ان تفجيرها حصل بعد لحظات من مرور السيارة التي استطاع سائقها السير بها حوالي 60 مترا بعد الانفجار من دون ان تنقلب، كما ان العبوة زرعت على التراب تحت الحاجز الحديد وساهمت رطوبة الارض في التخفيف من ضغطها، علما ان المسلك الغربي للاوتوستراد يبعد عن المسلك الشرقي بضعة امتار، بسبب وجود بورة بينهما.

واعلن مدير الشؤون السياسية والمدنية في "اليونيفيل" ميلوش شتروغر الذي حضر الى المكان، "ان سيارة تابعة لليونيفيل اصيبت بانفجار وقع على الطريق الساحلية عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، واصيب جنديان تابعان لليونيفيل كانا داخلها بجروح طفيفة ونقلا الى احد مستشفيات صيدا. وفتحت اليونيفيل تحقيقا في الحادث، وهي تعمل في شكل وثيق مع السلطات اللبنانية". يذكر ان "اليونيفيل" تعرضت لاعتداءين في حزيران وتموز 2007 في سهل الخيام حيث قضى 6 عسكريين اسبان، وعند جسر القاسمية حيث تضررت آلية تنزانية. كذلك انفجرت قرب موقع التفجير في الرميلة عبوة ناسفة قبل اكثر من عام لدى مرور القائد السابق لفرع المعلومات في قوى الامن المقدم سمير شحادة. وعثر في محيطه قبل مدة ايضا على قذيفة صاروخية مجهزة الى جانب الطريق، تردّد انها كانت تستهدف النائب الياس عطاالله. وشهدت الطريق الساحلية في الرميلة ازدحاما شديدا. اذ اقفلت في موقع التفجير ولم يحوّل السير الى الطريق القديمة، الامر الذي دفع مئات السيارات الى سلوك طرق فرعية داخل الرميلة.

"كاتيوشا"

وقبل ساعات من هذا الاعتداء، سقط صاروخا "كاتيوشا"، الاول قرابة الاولى فجرا والآخر عند الرابعة فجرا، في الجليل شمال اسرائيل، واختلط دويهما بصوت الرعد. ورجحت مصادر متابعة ان يكون اطلاق الصاروخين هدفه الهاء القوة الدولية، من اجل تنفيذ التفجير خارج نطاق عملها المحدّد جنوب الليطاني.

وأفادت مراسلة ("النهار") في بنت جبيل هند خريش ان "اليونيفيل" كثّفت دورياتها منذ الصباح على امتداد الخط الارزق في القطاع الغربي، في اعقاب اعلان الجانب الاسرائيلي سقوط صاروخين في المنطقة الشمالية. وأورد مراسل "النهار" في صور اسماعيل صبراوي ان اعلان اطلاق صواريخ اثار قلقاً وحذرا لدى سكان المنطقة الحدودية، واستنفاراً لدى الاجهزة الامنية اللبنانية والدولية التي كثفت استقصاءاتها لكشف حقيقة مصدرها. واوضحت الناطقة باسم القوة الدولية ياسمينا بومزيان ان "قوات اليونيفيل تقوم بعملية تحقق واستقصاء، ولديها فريق عمل على الارض بالاشتراك مع الجيش اللبناني. ولا يمكنني بالتالي نفي مثل هذه المعلومات او تأكيدها". وكتب مراسل "النهار" في حاصبيا سعيد معلاوي ان الاسرائيليين وضعوا قواتهم على امتداد الحدود مع لبنان، في حال استعداد، وسيّروا دوريات مؤللة، بعد اعلانهم سقوط صاروخي "كاتيوشا" في الجليل. وفي المقابل رفعت القوة الدولية والجيش من درجة استعدادهما، وسيّرا دوريات على المحاور المختلفة.

غير أن "وكالة الصحافة الفرنسية" في بيروت نقلت عن ناطق باسم الجيش ان هذه المعلومات خاطئة. لم يطلق اي صاروخ من لبنان اليوم".

اطلاق راع

وأفرج الاسرائيليون صباحاً عن المواطن فادي احمد عبد العال (21 عاما)، بعدما اعتقلوه مساء الاثنين الماضي قرب مزرعة حلتا، بينما كان يرعى قطيعه. وتسلمته القوة الدولية عند رأس الناقورة (النهار) الحدودي، وسلمته الى القوى الامنية اللبنانية. وفي اليرزة، اصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي:

"في خرق واضح للسيادة الوطنية، اقدمت قوات العدو الاسرائيلي في تاريخ 7/1/2008 على خطف المواطن فادي عبد العال من داخل الاراضي اللبنانية في البقعة المقابلة لمزارع شبعا اللبنانية المحتلة (بعمق 225 متراً)، واقتادته الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقد اعيد تسليمه صباح اليوم الى الجيش اللبناني بواسطة قوات الامم المتحدة الموقتة في الجنوب".

قائد "اليونيفيل" بالوكالة: الاعتداء لزعزعة الوضع

وصف القائد العام للقوة الدولية بالوكالة الجنرال جي براكاش نيهرا الاعتداء على "اليونيفيل" بـ"العمل المشين"، معرباً عن امله في "أن يؤدي التحقيق الذي تقوم به السلطات اللبنانية و"اليونيفيل" الى كشف هوية المنفذين فوراً وسوقهم الى العدالة". وقال تعليقاً على الحادث: "ان أمن موظفي "اليونيفيل" وممتلكاتها وسلامتهم، لهما اهمية قصوى. وسبق لنا ان وضعنا حيز التنفيذ اجراءات امنية وحماية شاملة. أرى هذا الاعتداء محاولة من المنفذين لزعزعة الوضع والتقليل من الجهود المشتركة للقوات المسلحة اللبنانية و"اليونيفيل" الرامية الى ارساء الاستقرار والسلام في جنوب لبنان".

وشدد على "ان اليونيفيل تبقى ملتزمة اليوم اكثر من اي وقت مضى مهماتها والمهمات المشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية".

واكد المكتب الاعلامي لـ"اليونيفيل" ان "جروح الجنديين اللذين اصيبا في الاعتداء طفيفة من جراء تطاير زجاج سيارتهما المستهدفة". ووصف حالهما بـ"المستقرة". واضح "ان القوات المسلحة اللبنانية و"اليونيفيل" تحقق في ملابسات الحادث".

فهد ومزهر ينسّقان في التحقيق

عاين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد وقاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر مكان الانفجار الذي استهدف دورية من القوة الدولية، ثم عقدا اجتماعا مع ضباط في "اليونيفيل" في اطار التنسيق في التحقيق توصلا الى معرفة الفاعلين. وكان مجهولون دسوا عبوة الى جانب الطريق انفجرت لدى مرور الدورية، مما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص بينهم جنديان ايرلنديان، افادت مصادر مطلعة ان حالتهما الصحية جيدة والجروح التي اصيبا بها لا تدعو الى القلق. وتبين ان الجريح الثالث مدني، عولج واصابته طفيفة.

وكان فهد كلف الشرطة العسكرية في الجيش التحقيق في الحادث. وفي الجنوب، اجرى النائب العام الاستئنافي القاضي عوني رمضان اتصالا بمسؤولي القوة الدولية، مطمئنا الى صحة الجنديين الجريحين ومدينا الجريمة.

 

 تسجيل العبسي تضمّن تهديداً لـ"جيش الصليب تحت راية سليمان"

النهار/اورد موقع "ايلاف" الالكتروني امس مقتطفات اضافية من التسجيل الصوتي المنسوب الى زعيم تنظيم "فتح الاسلام" شاكر العبسي الذي هدد فيه الجيش الذي وصفه بـ"جيش الصليب" بمواصلة الحرب ضده، وهاجم بشدة قائد الجيش العماد ميشال سليمان المرشح لرئاسة الجمهورية. وقال العبسي "رسالتنا الى جيش الصليب: ابشروا بما يسؤوكم فهذه المعركة هي البداية وسنرى لمن تكون الغلبة". وندد العبسي بشدة بقائد  الجيش ميشال سليمان، الذي قال انه "تحرك مقابل سماح واشنطن له بالوصول الى كرسي الرئاسة"، كما انتقد منظمة التحرير التي اعتبر انها امنت الغطاء للعملية ضد مخيم نهر البارد وتوجه بالتحية الى عناصر حركته في غزة، وذلك في اول اشارة من نوعها لوجود التنظيم على الاراضي الفلسطينية.

وقال العبسي في التسجيل الذي لا يمكن التأكد من صحته "اي نصر هذا وخسائركم التي اعترفتم بها تفوق عدد المجاهدين"، مُقرا في الوقت عينه ان عدد القتلى بين تنظيمه بلغ 140. وعن مسألة اصرار الجيش اللبناني خلال المعارك على عدم انهائها قبل تصفية زعيم "فتح الاسلام"، قال الاخير "ان شاكر العبسي يتمنى ان يتمزق جسده اشلاء في سبيل الله لكن حكمة الله اقتضت ان يخرج مع اخوانه ليغيظ بهم الكفار". وذكر العبسي "ان الجيش اللبناني اعلن في مرحلة اولى انتهاء المعارك الا انه عاد وواصلها بعد تدخل الولايات المتحدة ووعدها لميشال سليمان بكرسي الرئاسة (...) ولماذا لا يواصل؟" مشيرا الى ان غالبية عناصر الجيش من المسلمين السنّة على حد قوله وسليمان هو المرشح التوافقي بين الأطراف اللبنانيين لسدة الرئاسة التي يتولاها عُرفا مسيحي ماروني، ولو ان انتخابه متعثرا بحكم الازمة السياسية اللبنانية المعقدة.

واضاف العبسي: "ان كل من يقاتل تحت راية ميشال سليمان وقيادته كافر وهذا لا خلاف فيه بين العلماء". واذ اكد ان تنظيمه يهدف الى "رفع راية الاسلام في بلاد الشام"، تساءل: "هل يعقل ان تكون فيها دولة لليهود ودولة للنصارى ولا يكون فيها دولة للمسلمين؟" في اشارة الى اسرائيل ولبنان.

والعبسي الذي استشهد في كلمته مرات عدة بزعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن ووصفه بأنه "شيخ المجاهدين"، نفى ان يكون تنظيم "فتح الاسلام" هو من اطلق صواريخ الكاتيوشا في المرحلة الاخيرة من المعركة على قرى لبنانية مجاورة للمخيم في شمال لبنان. وقال في هذا السياق: "انه لمحض كذب كان جيش الصليب يطلق على هذه القرى ليوقع بين المسلمين". واضاف: "فها هو المخيم دمر بالكامل واهله مشردون وميشال سليمان يجلس فوق الجماجم على كرسي الرئاسة".

وختم العبسي قائلا: "لا بد من ان نذكّر اخوتنا في الارض المباركة في بيت المقدس في غزة هاشم من ابطال فتح الاسلام الذين فتح الله عليهم بعمليتهم الاولى المباركة، والتي نسأل الله ان يبارك فيها وان يفتح عليهم وعلينا وان يمكننا من رفع راية لا اله الا الله فوق فلسطين ونقول لهم ان دوركم القادم عظيم".

 

 وسط رهان عربي على فك الحلف الايراني – السوري دمشق تطوّق إبلاغ طهران لحلفائها بتأييد سليمان

هيام القصيفي     

تتعامل الاوساط السياسية المتابعة للتحرك العربي بكثير من الحذر، ليس مع المبادرة  العربية بطبيعة الحال، انما مع طبيعة رد الفعل السورية عليها، وكذلك الايرانية، وسط اشارات متناقضة لا توحي الاطمئنان. واول ما  التقطته هذه الاوساط، الترابط بين سلسلة حوادث امنية، لا يعقل ان تجمعها المصادفة وحدها، فيما تأخذ المبادرة العربية طريقها الى لبنان. وتمتد هذه  الاحداث من مضيق هرمز حيث وقع الحادث بين الزوارق الايرانية والبوارج الاميركية، الى لبنان حيث انفجر الموضوع الاصولي بكل أبعاده من مخيم عين الحلوة، الى التسجيل الصوتي لشاكر العبسي  الذي هدد فيه الجيش، وصولا الى  اطلاق صاروخين على اسرائيل، والانفجار الذي استهدف دورية تابعة للقوة الدولية على طريق الرميلة.

هذا في الامن، اما في السياسة، فتشير هذه الاوساط الى ان " التبليغ" العربي لسوريا كان واضحا اكثر مما يتخيله اللبنانيون، اذ ان وزير الخارجية السورية وليد المعلم سمع في الاجتماعات المصغرة التي عقدت على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب، كلاما دوليا بلسان عربي، حازماً في شأن ضرورة تسهيل الحل العربي وانتخاب رئيس جديد للبنان.

ويبدو بحسب المعطيات المتوافرة، ان ثمة احساسا عربيا متزايدا بضرورة انتخاب رئيس جديد للبنان، بما يحمل من صفة مزدوجة مسيحية ولبنانية. اذ ان عدم وجود رئيس مسيحي لم يعد قابلا لان يصرف عربيا، وبات يشكل اهمية قصوى للصورة العربية المعتدلة التي قدمها عدد من الدول العربية وفي مقدمها السعودية، من خلال  زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله للفاتيكان. من هنا جاءت المبادرة العربية لتكرس امرين حيويين، الاول هو التفاتة متجددة الى دور رئيس الجمهورية باعطائه حصته في الحكومة، وتكريس هذا الحق في مبادرة رسمية على مستوى القمة العربية، بما يضمن استمرار وجودها مستقبلا كعرف. والثاني هو انتزاع الثلث الضامن من يد المعارضة، وتاليا الفريق الشيعي، الذي كان يبغي من ورائه ضمان وجود هذا الحق كعرف مستقبلي بديل من عدم المس بالطائف وتحقيق المثالثة. على ان يفيد منه في اي تطور محلي مثل موضع نزع سلاح المقاومة، او حتى اقليمي اذا ما جنحت الامور في المنطقة الى اي تطور سلبي بين ايران والولايات المتحدة، او حتى في اي نزاع مع اسرائيل.

وفي رأي المصادر المتابعة ان " القرار العربي الجازم الذي تبلغته سوريا، لم يترك لها مجالا للمناورة وكسب الوقت، بضرورة تسهيل انتخاب العماد ميشال سليمان،  وخصوصا انها وضعت امام خيارين صعبين اذا لم تستجب للمبادرة العربية، وهي: صدور بيان عن مجلس الامن حول الملف الرئاسي اللبناني كان أُوقف العمل به نتيجة عمل فرنسي - قطري مشترك، وصدور بيان عن مجلس وزراء الخارجية العرب في 27 كانون الثاني الجاري، يحمّل سوريا مسؤولية عرقلة الانتخابات اللبنانية، وتاليا نقل مقر القمة العربية من دمشق.

وبحسب هذه المصادر، فان ثمة اجواء عربية تحاول تكريس المبادرة العربية باعتبارها أحد السبل لعزل سوريا، ودفعها الى القبول بالتسوية اللبنانية، وخصوصا ان ثمة سعيا عربيا موازيا يهدف الى فك ايران عن سوريا، لا العكس كما حاولت فرنسا ان تقوم به قبل حدوث الفراغ الرئاسي اللبناني، وكما حاولت اسرائيل فرضه بسعيها الى تأمين مشاركة سوريا في مؤتمر انابوليس. والواقع ان دولاً عربية عدة بدأت تراهن على احتمال حدوث خرق جدي على الجبهة الايرانية، وخصوصا مع بدء الاستعداد للانتخابات التشريعية الايرانية في آذار المقبل، وهو حدث تعلق عليه الآمال العربية لاعادة الاصلاحيين الى الواجهة الايرانية، وتاليا سحب فتيل التفجير الايراني الاميركي من المنطقة.

ولكن بحسب هذه المصادر، فان سوريا تريد على جاري عادتها كسب الوقت في اعطاء كلمتها النهائية، وهنا التمايز بينها وبين ايران. اذ ان معلومات المصادر السياسية تفيد ان افرقاء المعارضة الشيعية تبلغوا قبل ايام قليلة قرارا ايرانيا بالسير في عملية انتخاب العماد ميشال سليمان. لكن هذا القرار اصطدم بموقف سوري لا يزال متريثا لاعطاء كلمة الفصل. فسوريا ايضا، كما العرب، تنتظر روزنامة مواعيد متلاحقة، وتنتظر نتائج الانتخابات الايرانية، وكذلك موعد صدور التقرير الخاص بالمحكمة الدولية، وهو لب المشكلة الاساسية، اضافة الى انها تراهن على ان واشنطن ستنشغل  بدءا من نيسان المقبل في الانتخابات الرئاسية، بما يعني انها ستكون في حلّ من كل ضغط يمارس عليها لتقديم ما تعتبره تنازلا في لبنان.

وفي انتظار ترجمة المبادرة العربية والنيات السورية، فان  احدا لا يبدو مقتنعا بأن ثمة جلسة ستعقد السبت لانتخاب رئيس للجمهورية، وفي المقابل فان الموعد الذي حددته الجامعة العربية  في 27 من الجاري يترك المجال واسعا لاي خربطة امنية، بدأت معالمها تظهر تباعا. وفي هذا المعنى، فإن الاسبوعين المقبلين سيشهدان كباشا امنيا وسياسيا  لا يستهان به. وسيترجم اي نجاح عربي في فك التحالف الايراني - السوري، بتمايز حاد في مواقف المعارضة، وهو أمر لا يزال غير واقعي، في ضوء عدم تقديم ايران اي تسهيلات جدية لعملية انتخاب رئيس جديد، ولا يزال مستبعدا ما دامت ايران تحت تهديد سيف الحرب الاميركية، ودمشق تحت تهديد سيف المحكمة الدولية.

 

شرعيتها في شرعها

سمير عطاالله     

قال الأنبا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للقبط ("الاهرام" 4 ك2) ان ثمة ما هو افظع بكثير من الفتنة: ان تقول قولان او تأتي عملا لا يليق بالانسان. والأنبا شنودة هو الرمز الروحي والوطني لاوسع اقلية مسيحية في العالم العربي، يدير من كرازته شؤون الكنيسة، ومنها يرعى دقة التوازن الوجودي للعلاقة العضوية بين اسرتي مصر: الاكثرية المسلمة والمجموعة القبطية الكبرى، التي سميت مصر باسمها في المراحل الاولى من التاريخ.

تحدث الأنبا شنودة عن المتطرفين الاقباط في الخارج والداخل، وقال ببساطة انهم لا يمثلون التيار الأم: أهل العقل والشعور القوي، الواعون عمق المصير وتاريخه وابعاده، والعارفون خطر التشنج وتأثيرات اللحظة المجنونة، والمدركون اخطار ما يسميه يوسف بزي "الذات المتورمة" واثرها على عمومية المصائر والشركة الوطنية والحس القومي العلي.

عام 1977 التقيت في نيويورك الاستاذ محمد حسنين هيكل. وكانت حرب لبنان في ذروتها، وصراعاته في أجنّها، وقتالات المنطقة في اعنفها واقصاها. ودار كلام على عروبة لبنان وموقع المسيحيين فيه. وقلت للاستاذ هيكل انه "اذا كان قبولنا في العروبة يتطلب اشهار اسلامنا، فسوف نفعل طوعا. نحن اهل لا دخلاء ولا خيار آخر". فضحك الاستاذ طويلا، وقال: "هل تدري من يقول هذا الكلام؟ البابا شنودة".

كانت رسالة الكرازة المرقسية، في الكرسي الروحي، ضبط الحركة السياسية للطائفة وحمايتها من الشطط واغراءات السياسة وصغارات المال، وشهوات المواقع. وكان دور الكرازة ان تبقى حيث هي، في ظل مبادئها وعلى قمة وعيها، فلا تنقلب ولا تتقلب ولا تعرّض الطائفة، وتاليا البلد، لمتاهات الشر والخراب. لقد بقيت الكرازة في ثبوتها، عندما تعرض للخطأ الكبير والعصبية الصغيرة، مفكرون كبار مثل الدكتور لويس عوض، او حقراء صغار من ازلام السفارات واقزام الفتات. فالامانة التاريخية، الامانة المعلقة في عنق الكرازة، هي تحصين الناس ضد ضعفهم، لان للجماهير اهواء طغيانية، تقاد الى حتوفها دائما، وهي تصفق. والجهل افظع الاوبئة وعدواه اسرع من الطاعون.

ولكن من ينتخب البابا شنودة ومن يمثل؟ السؤال، في هذه الصيغة، اعتباطي، وجزء من حملة تهدف الى تسخيف كل القيم وجميع المؤسسات الاخلاقية. فالسؤال الجوهري، عندما يمضي اكثر من الف عام على مؤسسة روحية ما، ليس "من" تمثل بل "ماذا" تمثل؟ وماذا مثلت عبر العصور؟ وكيف كان اداؤها الزمني والروحي؟ وماذا فعلت من اجل وطنها؟ وهل استطاعت ان تحمي المنتسبين اليها ورعاياها، في كل المراحل، من التدهور والنزق والانشقاق والاندفاع في حروب العبث ومجازر المجان؟

في هذا المعنى، لا تعود المرجعية الروحية مجرد كرسي يؤدي الصلاة في الناس، بل تصبح في الازمات والحروب وحالات الجنون الجمعي والانتحار العام، قيادة وطنية ومرفأ تصالحيا، بل ملتقى للخائفين على الوحدة والآداب والاخلاقيات التي تجعل الانسان يرتكب ما هو افظع من الفتنة: الحطّ من قدره كانسان.

هذه مؤسسات لا تولد في يوم، ولا تموت في سنة.

مؤسسات تنتخبها الاجيال جيلا بعد جيل، ولا يضعها الدهر تحت رحمة ميليشيا، او فرقة عزف تتنقل من عرس الى عرس، ومن مأتم الى مأتم طلبا للظهور بالثياب الملونة.

تعيش الشعوب في حمى مرجعياتها. ولا تكف هذه المرجعيات عن توجيه الرعايا، ولذا تتحول امكنة العبادة تجمعات بشرية يصغي فيها الناس الى توجيهات مراجعهم. ولا يستطيع احد ان يتخيل انه من الممكن لاحد ان يطالب مستنيرا منيرا مثل السيد محمد حسين فضل الله بالكف عن عظات السياسة ايام الجمعة، او الادلاء بالتصاريح السياسية في بقية الايام. وقد كانت خطب الراحل العزيز الشيخ محمد مهدي شمس الدين في امور لبنان اشبه بالمعلقات المذهبة، لان لبنان الذي احبه وورثه من الامام العملاق، كان لبناناً ذهبيا يسعى الى عصر ألماسي من الوحدة والنهضة والعدالة الاجتماعية. ليس من الممكن مطالبة الكراسي الروحية التاريخية بالانسحاب من العمل الوطني، لاننا، بكل حزن، في دولة دون مستوانا كوطن. دولة قائمة قسرا على التكون الطائفي: مؤسساتها ترعى هذا الواقع. قوانينها ترعى هذا الواقع. اعرافنا هي هذا الواقع. ودساتيرنا الاجتماعية والسياسية يهزها، او يدعمها، ارتضاء هذه الحقيقة. لذلك لا يمكن "رد الاعتبار الى المسيحيين" والرئاسة الاولى بدعوة البطريرك الى السكوت وحصر عظاته بشرح عظة الجبل او عرس قانا الجليل. ولا بحصر صلاحيات الرئيس العتيد بحضور قداس مار مارون الذي تعفف عنه الرئيس السابق. وكان اميل لحود قد رأى ان رد الاعتبار يكمن في الرحلة الى روما لتطويب الحرديني واصدار امر عاجل بتزفيت طريق سيدة بشوات. مع ان في ذلك تجاوزا لصلاحيات رئيس القلم في دائرة الطرق في وزارة الاشغال العامة.

المسيحيون في لبنان ليسوا في حاجة الى اعتبار. انهم في حاجة الى مكان، لئلا ينتهوا الى ما انتهوا اليه في فلسطين، غير مسموح لهم بالعمل كأدلة في كنيسة القيامة. انهم في حاجة الى دمج عفوي اصيل في عروبتهم، يحصنهم ضد المخطط الصهيوني القائم لتهجيرهم والغاء المجتمعات التعددية الرفيعة حول اسرائيل. وقد تنبه الى هذا المخطط منذ عقود، رجال تاريخيون مثل انطون سعادة ومكرم عبيد وميشال عفلق وجورج انطونيوس وامين الريحاني، وحاولوا اقامة الشركة التاريخية مع المسلمين. وكان ذلك بتقبل الاسلام كرسالة تامة لا بقبول الظرف والحالة والدخول في محاصصة مع المسلمين.

وقد تركت الصهيونية لاغبياء المسيحيين او عملائهم، تولي مسألة التهجير وقيادتهم الى عمليات الانتحار الجمعي. وليس اوضح من النيات الصهيونية من ان يتبرع بنيامين نتنياهو بقطعة ارض يقام عليها مسجد في محاذاة كنيسة المهد في بيت لحم. وقد توقف المشروع بناء على تدخل عقلاء المسلمين وليس من بقي من المسيحيين الذين انقرضوا في ديار السيد وارض مريم.

يبارك البابا حجاج روما كل اربعاء ثم يلقي خطبة سياسية في شؤون العالم اجمع، داعيا الى السلام في بلاد الهندوس او المسلمين او الملاحدة او عبدة الاصنام. هذه مؤسسات تاريخية اخذت شرعيتها من الفي عام لا من عشرين الف ناخب يقترعون كل موسم لمن يشاؤون. الكرازة المرقسية هي القبط وليس العكس. دخل بدوي جاهل على الملك عبد العزيز وقال متقربا: "انا مثلك من قبيلة عنزي". فانتهره موحد الجزيرة قائلا: "لست من قبيلة، بل القبائل مني". لا يسمح لك المُلْكُ بان تكون طرفا او فريقا او تيارا. فكلها عوابر ومُنقلبات.

المؤسسات الكبرى اعطيت ان تكون شرعيتها في ذاتها لأن شرعها الديمومة والاستمرارية وانتقال الرسالة، واحدة، والعهد واحدا، من رئيس احبار الى رئيس احبار. وهذا امر مختلف عن مهمة رئيس الجند القادر دائما على غسل يديه. لذلك تعرضت الكرازة المرقسية العام الماضي لمحاولة انشقاق وتمرد. حاول احد خوارنتها ان يقيم كرازة موازية، او مواجهة. لكن المحاولة ازهقت في بدايتها. فمصر دولة تعرف معنى تسرب الرياح.

 

المراسم النارية لاستقبال بوش وموسى !

راجح الخوري     

عندما يهبط الرئيس جورج بوش اليوم في المستنقعات الدموية الفلسطينية يكون السيد عمرو موسى قد نزل في الرمال المتحركة اللبنانية. انها منطقة النيران والاضطرابات والتوتر التي تمتد عمليا من مدينة العريش في جنوب قطاع غزة الى مدينة مشهد في شمال شرق ايران. وهي عبر قليل من التأمل والتدقيق تمثل المساحة المزدحمة بتاريخ من مساوىء السياسة الخارجية الاميركية!

يهبط بوش وموسى في وقت واحد تقريبا. برغم الفارق الكبير في الادوار والمهمات يمكن الحديث عن زيارتين متشابهتين ان من حيث الصعوبات والعراقيل التي تواجه الرئيس الاميركي وكذلك الامين العام للجامعة العربية، وان من حيث المراسم النارية التي اختيرت لاستقبالهما. في لبنان حيث ارتفعت عقيرة الصواريخ والعبوات، وفي مضيق هرمز حيث ارتفعت عقيرة التحدي بين البوارج الاميركية والزوارق العسكرية الايرانية. وقياسا بالتعقيدات وبسياسة التوسع والعدوان التي تطبقها اسرائيل، يمكن القول سلفا ان الرئيس بوش لن يتمكن من دفع عربة التسوية الصدئة والمهترئة خطوة واحدة الى الامام، وانه بالتالي سيغادر البيت الابيض الى مزرعته من دون تحقيق شيء من وعوده الوهمية وربما الواهمة الى الشعب الفلسطيني.

وقياسا بالتعقيدات المفروضة والمستوردة والمزمنة في لبنان، فان الامين العام للجامعة العربية، الذي يصل اليوم، بعدما تعرّضت سيارة لـ"اليونيفيل" الى انفجار في منطقة الرميلة أدى الى سقوط جريحين إضافة الى الرسالة الواضحة جدا التي وردت الى لبنان وقائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي يحظى كمرشح لرئاسة الجمهورية باجماع تاريخي محليا وعربيا ودوليا، من شاكر العبسي وربما باسمه او بالنيابة عنه... قياسا بكل هذه المقدمات "النارية" يصبح مفهوما تماماً ما يمكن ان يواجهه موسى في سعيه لوضع خطة الحل العربية موضع التنفيذ!

واذا تذكرنا مجموعة واسعة من الاسئلة والشروط التي يثيرها الغموض في بنود الخطة العربية (ولسنا ندري اذا كان "غموضاً بناءً"!) يصبح في الامكان الافتراض ان الخطة غرقت في "مطب الشمولية او التزامن" من حيث لا تدري، عندما دعت الى "الفورية" في انتخاب الرئيس والى "الفورية" في تشكيل الحكومة، فلم يعد واضحا اي "فورية" ستدخل قبل الاخرى!!

ثم اذا اضفنا مسألة الانتخاب وفق الاصول الدستورية كما تقول الخطة، يصبح على موسى ان يفسِّر ما اذا كان تعديل الدستور يمر في الحكومة كما تقول الاكثرية احتراما للدستور عينه، او يكفي ان يمر في مجلس النواب كما تقول المعارضة في تفسير تعتبره دستوريا!

اما مسألة توزيع الحصص في الحكومة "على الا يتيح التوزيع ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف وتكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح" فهي تشكل بحد ذاتها مدخلا الى الغرق في الرمال اللبنانية المتحركة التي يعرفها سعادة الامين العام جيدا.

وفي مواجهة كل هذا يبرز السؤال الجوهري، انطلاقا من البند الخامس في الخطة العربية الذي جاز للامين العام الاستعانة بأي مسؤول عربي للمساعدة (او بالاحرى للضغط) في انجاز التسوية.

ربما هذا بالتحديد الذي دفع الوزير وليد المعلم الى القول سلفا: "(...) لا يمكن لأحد لا للجامعة العربية ولا لغيرها فرض الحلول على اللبنانيين انما الحل يكون بالاتفاق بين جميع الافرقاء".

ويبقى السؤال: من هو المسؤول العربي الذي قد يستعين به موسى؟ وعلى اي اساس؟ ووفق اي برنامج؟ وهل ان الحل يمكن ان يصير في وقت من الاوقات مثل "قميص المجانين" الذي سيقوم ذلك المسؤول بإلباسه لمن يتعين تكتيفه لانجاح الخطة؟!

هذا في ما يتعلق بمهمة عمرو موسى في الرمال اللبنانية المتحركة. اما في ما يتعلق بمهمة بوش فانها تبدو مستعصية في فلسطين المحتلة، وواهمة في السعي لاحتواء النفوذ الايراني.

واذا كان الرئيس الاميركي قد وصف حركة الاستيطان الاسرائيلي الناشطة في اراضي الفلسطينيين بأنها تمثل عائقا امام السلام، فان حكومة ايهود اولمرت تعمّدت بعد مؤتمر انابوليس الشروع في بناء المزيد من المنازل في المستوطنات وخصوصا حول مدينة القدس. وهو امر يستدعي من بوش، اذا كان يريد فعلا ان يدفع التسوية الى الامام، ان يضع حدا للتمادي الاسرائيلي في نسف فرص التسوية. اذ ليس المطلوب وصف الامر بأنه"عائق" المهم ازالة هذا العائق او نسفه من اساسه.

اقصى السخرية ان يقول بوش عشية وصوله الى فلسطين: "المسألة تكمن في معرفة ما اذا كان الفلسطينيون والاسرائيليون سيقررون بذل الجهود الضرورية للتوصل الى اتفاق خلال ولايتي... ان الشخص التالي (الرئيس الاميركي الجديد) قد لا يؤيد فكرة دولتين..."! نعم انها اقصى السخرية وربما الهامشية او بالاحرى الخديعة ان يقال هذا الكلام في وقت تكمن المسألة عمليا في ما اذا كانت واشنطن ستبذل الجهود الضرورية للتسوية. واذا كان من المهم نظريا وسياسياً ان يؤيد الرئيس فكرة الدولتين، فان الاهم بالتأكيد هو ان يعمل لتنفيذ هذه الفكرة التي تصر اسرائيل حتما على ان تبقى مجرد فكرة الى ان يأتي "الشخص التالي" الى البيت الابيض والذي يليه ثم يليه ويليه تباعا. اما مواجهة ايران فانها تبدأ عمليا بمواجهة اسرائيل وفرض السلام العادل والشامل عليها وفق "مبادرة السلام العربية". لماذا؟ على الاقل لأن الايرانيين مضوا بعيدا في استغلال حماقات السياسة الاميركية في فلسطين والمنطقة.

 

"أجندة" لبنانية لسوريا البعث لا لسوريا الاسد ؟

سركيس نعوم     

لا يختلف لبنانيان اثنان على الاذى الكبير الذي ألحقه بلبنان الوطن والكيان والدولة الانقسام المزمن للشعب اللبناني طوائف ومذاهب تحولت لاحقاً، وخصوصاً بعد الحرب الاهلية وغير الاهلية التي انتهت عسكرياً فقط عام 1990 ، امماً وشعوباً يحاول كل منها السيطرة على الآخرين. ولكن لا يختلف لبنانيان اثنان ايضاً على الدور السلبي الذي قامت به من زمان، وخصوصاً منذ عام 1969 ، دول شقيقة اولاً في القومية ثم في الدين فالمذهب واخرى صديقة وثالثة عدوة عندما غذّت الانقسام المذكور استجابة لأصحابه بداية، ولاحقاً عندما استعملته بغية تأمين مصالحها وتنفيذ ايديولوجياتها وان يكن ذلك كله على حساب لبنان وشعوبه حتى التي منها حليفة لها. طبعاً قد يحصر البعض المسؤولية عن الحال التعيسة الذي وصل اليها لبنان "بشعوبه" المتخلفة اولاً وآخراً لأنها هي التي استدرجت الخارج للتدخل او للمساعدة. وقد يحصرها البعض الآخر بالخارج الذي استغل الانقسام المذكور واحياناً كثيرة عمّقه والذي اخترع للبنانيين انقسامات جديدة وذلك بغية حماية مصالحه وتطبيق ايديولوجياته وما الى ذلك. والحقيقة ان من يطرح هذا الامر بقصد الحصول على مسؤولية واحدة سيواجه الفشل، فضلا عن ان نيته قد لا تكون سليمة، ذلك ان المسؤولية تتقاسمها "شعوب" لبنان والخارج المتنوع. هذا الخارج كان في مرحلة اسرائيلياً وفلسطينياً في آن واحد. وكان في المرحلة نفسها سورياً ايضاً اذ عمد رأس النظام السوري منذ عام 1970 الى استعمال الخارجين المذكورين ومعهما الشعوب اللبنانية بغية جعل لبنان اولاً ساحة تستضيف الصراعات والمواجهات الاقليمية وحتى الدولية التي يخوض من دون ان يتورط مباشرة وعلى نحو تكون عواقبه وخيمة. وثانياً، دولة تدور في فلكه بل يحكمها هو مباشرة وعبر وكلاء لبنانيين طيّعين. وقد نجح في ذلك عقوداً بسبب دهائه وذكائه وحسه الاستراتيجي وقدرته على احتواء الصدمات والخيبات وعلى توظيف الانتصارات، علماً ان نجاحه بدأ يتهدد منذ رحيله عن هذه الدنيا وانتهى بانسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005.  علماً ايضاً ان ورثته من السلطة قد يكونون بدأوا يتعلمون، وإن متأخرين، بعض اساليب الرئيس الراحل. وقد ظهر ذلك باستعادتهم مواقع مهمة في لبنان مع ان الإنصاف يقتضي الاشارة الى ان ذلك ما كان ممكناً لولا عاملين مهمين. اولهما، وجود ايران الاسلامية بوجودها "اللبناني" المسلّح والمميز الى جانب سوريا. وثانيهما، تعمق الانقسام اللبناني بحيث صار شاملاً كل المستويات. كما يقتضي الانصاف الاشارة ايضاً الى ان "المواجهة" لم تنته بعد، والى ان على الورثة في سوريا ان يبذلوا الكثير من الجهد ويظهروا الكثير من المواهب التي كانت للداخل كي يتمكنوا من اجتياز الاوضاع الصعبة التي عاشوا ويعيشون.

الدافع الى هذه المقدمة الطويلة هو السؤال الدائم عند اللبنانيين: ماذا تريد سوريا من لبنان؟ او هل لديها "أجندة" خاصة به تمس سيادته واستقلاله؟ وهو ايضا الجواب – الكليشه الذي ردده دائماً المسؤولون السوريون على الاقل منذ عام 1975 ومعهم حلفاؤهم اللبنانيون، رغم ان هؤلاء الحلفاء وبعد انقضاء وقت قليل على بدء تطبيق الطائف بدأوا يشكون في هذا الجواب لكن "ظروفهم" لم تكن تسمح لهم بالتصرف انطلاقاً من هذا الشك في حينه كما انها لا تسمح حالياً لبعضهم، رغم "خروج" سوريا رسمياً من لبنان، بالامر نفسه والجواب هو: نحن لا نتدخل بل نساعد ولا أطماع لنا.

هل من اجوبة عن السؤالين المذكورين؟

الحصول على اجوبة نهائية يقتضي أبحاثاً عميقة لتاريخ مزمن من التدخل السوري في لبنان، ويقتضي نهاية لهذا التدخل وقيام علاقات متوازنة واخوية وجيدة وسليمة ومتكافئة بين البلدين الشقيقين. والنهايتان لم تتحققا بعد. ولكن تبقى الاشارة ممكنة الى استخلاصات وصل اليها عدد من الذين "حالفوا" سوريا وخبروها والذين لا يزالون حلفاءها ولكن الذين يؤمنون بأن التحالف هذا يجب الا يمس سيادة لبنان واستقلاله ونظامه وعيشه المشترك. ومن هؤلاء مرجع سابق احترم نفسه فانكفأ ارادياً ومرغماً في الوقت نفسه عن المراكز ولكن ليس عن العمل السياسي، وبقي مؤمناً بالعلاقة اللبنانية – السورية المثالية او شبه المثالية رغم ان في ذلك قد يكون شيء من التمني او من المبالغة فيه. هذا المرجع السابق رد في جلسة صفاء على السؤالين المطروحين اعلاه بالكلام عن حادثتين ثم باستنتاج. الاولى، غضب نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام عليه، وكان ذلك في عز سطوته ونفوذه ايام الرئيس (الراحل) حافظ الاسد، لانه تحدث في خطاب جدّي ومسهب عن مجلس تنسيق أعلى بين لبنان وسوريا، وعن ضرورة احترام هذا المجلس استقلال لبنان وديموقراطيته وسيادته وما الى ذلك... ومبادرته (اي خدام) الى وصفه بـ"الكياني" امام كل من كان يلتقي من "الحلفاء" اللبنانيين لسوريا. والثانية، اثارة خدام في اجتماع مع "جبهة المحافظة على الجنوب" التي كانت قائمة قبل سنوات طويلة موضوع الاقضية الاربعة وكيف "تخلت" عنها سوريا للبنان، او كيف "سُلخت" منها. ورد المرجع السابق على ذلك بالتشكيك في صحة هذا الكلام مشيراً الى خرائط للبنان الموضوعة عام 1863 تتضمن هذه الاقضية. فاستاء خدام، طبعاً، ووصفه مرة جديدة بـ"الكياني". ودار جدال قال فيه المرجع نفسه ما معناه ان التعاون والتنسيق يتمان بين دولتين شقيقتين مستقلتين وسيدتين وليس من دولة سيدة ومستقلة واخرى ممسوحة.

ووصلت اصداء الحادثة الاولى الى الاسد الاب فقال ان ما قاله المرجع اللبناني اول كلام عملي عن العلاقات اللبنانية – السورية. وكل ما قيل حتى الآن كان انشاء. اما الاستنتاج عند المرجع السابق فكان ان لحزب البعث الحاكم أجندة لبنانية لا تعترف باستقلال لبنان، اما الرئيس الاسد ورغم كونه بعثياً ورغم كون البعث حزباً حاكماً ورائداً، وقائداً فلم تكن له "أجندة" لبنانية كهذه وخصوصاً بعدما نجح في اقامة نظامه الخاص من ضمن نظام هذا الحزب.

هل الاستنتاج في محله؟

لسنا في هذه العجالة في وارد الخوض تفصيلاً في جواب تلزمه عناصر ومعطيات غائبة، رغم توافر عناصر ومعطيات كثيرة. لكن الصدق مع الذات ومع المرجع السابق الصديق الذي لا يشك احد في وطنيته وعروبته وايمانه بعلاقة وثيقة مع سوريا، كما مع العرب الآخرين، يقتضي القول ومن دون خجل استناداً الى المتوافر والكثير من المعطيات والمعلومات ان الاستنتاج المذكور اعلاه لا يزال موضع شكوك لبنانية وعربية ودولية وكذلك سورية. وهو سيبقى كذلك الى ان يثبت النظام السوري، وتحديدا ورثة مؤسسه الفعلي الاسد الاب، وربما جهات سورية اخرى بالملموس اعترافهم بلبنان السيد والمستقل.

 

اللقاء الاسلامي الوحدوي": المبادرة العربية فرصة يجب التعاطي معها بانفتاح

وطنية - 9/1/2008 (سياسة) رأى "اللقاء الاسلامي الوحدوي"، في بيان بعد اجتماعه الاسبوعي، ان "المبادرة العربية التي يحمل تفاصيلها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى المعنيين فرصة يجب التعاطي معها بانفتاح وايجابية على قاعدة التوافق والمشاركة والحوار وانتفاء الغلبة لاي فريق، وفي ذلك وحده يمكن تحاشي الأسوأ". ولفت الى "ان ما يعانيه لبنان اليوم ليس ازمة ظرفية فحسب، بل هي ازمة تراكمية تندرج في سياق تاريخي لسلسلة من الازمات المتراكمة في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر، والتي يصار في كل مرة الى تسويتها دون حلها، ومن اهم اسبابها توزيع الانصبة السياسية على قاعدة المحاصصة بين الطوائف المختلفة ما ادى الى حدة الاصطفاف المذهبي والطائفي وبالتالي الى غياب المواطنة وجعل مشروع الدولة الوطنية ضربا من الاستحالة، وبالتالي ثبات الزعامات التقليدية الحاكمة على تولي السلطات بصورة تعاقبية ومن ثم الاختراق الخارجي للبنية اللبنانية على حساب الدولة.

لذلك نأمل باجتماع اللبنانيين كافة على قواسم تسهل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتجعل من عهده الميمون سبيلا لقيام الدولة الوطنية القادرة من خلال عمل المؤسسات واعتماد الانماء المتوازن وجعل المواطنة شرط معياري لقيام جمهورية متماسكة في وحدة نسيجها الاجتماعي والثقافي والمصير الواحد".

 

اصبع ديناميت في بلاط ـ جبيل يستهدف

سيارة قيادي ميداني في "ثورة الأرز"

المستقبل - الخميس 10 كانون الثاني 2008 -

 دوى انفجار في الثانية من فجر أمس في بلدة بلاط قضاء جبيل قالت الوكالة الوطنية "إنه ناتج عن أصبع ديناميت رمي تحت سيارة فادي الشاماتي المتوقفة أمام منزله في مبنى انطونيوس في البلدة، وهي من نوع "رينو كليو" لونها أبيض رقمها 121848/ب"، وسارعت القوى الأمنية إلى المكان وباشرت التحقيقات.

بيانات استنكار

وأثار الاعتداء موجة استنكار لاستهدافه قيادياً ميدانياً في ثورة الأرز وناشطاً اجتماعياً في منطقة البترون. فقد استنكر اقليم البترون الكتائبي في بيان "الاعتداء الآثم الذي استهدف رفيق النضال فادي الشاماتي في بلاط ـ قضاء جبيل وأدى الى وقوع خسائر مادية وإصابة مواطنين آخرين في أرزاقهم وسلامتهم".

وطالب الأجهزة الأمنية "بكشف ملابسات الانفجار وإلقاء القبض على المرتكبين وإحالتهم على القضاء المختص ليصار الى محاكمتهم بعدالة وفق قانون العقوبات".

ودعا الإقليم "الرفاق الى التهدئة والثقة بالأجهزة الأمنية الساهرة على أمن كل مواطن، شاكرين لله نجاة الرفيق فادي وعائلته من الأذى".

وطالب "كل عابث بالأمن بعدم التستر والاختباء وراء السلاح بل التقدم من الآخر بلغة الحوار والنقاش والارتقاء الى مستوى الإنسان المسؤول والواعي، فلا يبقى وطننا لبنان مسرحاً للإجرام والعبث بأرواح اللبنانيين وأملاكهم".

واستنكر "شباب منطقة بيروت" في بيان "ما تعرض له القيادي الرفيق فادي الشاماتي في منطقة جبيل"، وطالب السلطات الأمنية "باتخاذ أقصى الإجراءات والاقتصاص من الفاعلين أياً كانوا".

وصدر عن "شباب منطقة الجبل" بيان استنكار جاء فيه: "إن تعرّض القيادي الميداني في ثورة الأرز، والناشط الاجتماعي ـ الإنمائي في بلاد البترون الرفيق فادي الشاماتي لاعتداء إرهابي استهدف تفجير سيارته وهي مركونة أمام منزله، إنما هو استهداف لكل ناشطي ثورة الأرز، ورسالة يحاول المجرمون من خلالها بث الرعب في نفوس جميع الناشطين.

إن شباب منطقة الجبل في الشوف وعاليه، يستنكرون أشد الاستنكار ما تعرض له الشاماتي، والردّ على هذا التفجير سوف يكون بمزيد من العمل على تحقيق أهدافنا بقيام لبنان سيّد حرّ مستقل".

كما صدر بيان باسم "تجمع شباب المتن الشمالي" جاء فيه: "إن تجمع شباب المتن الشمالي يدين الاعتداء الإرهابي الذي استهدف القيادي فادي الشاماتي، الذي يعتبره التجمع من الرموز التي يحتذى بها نضالاً، وصفاء وإخلاصاً للقضايا الوطنية عموماً، ولقضية الوجود المسيحي الحرّ والفاعل خصوصاً، وندعو الأجهزة الأمنية والقضائية إلى الإسراع بكشف المعتدين كما ندعو جميع القوى السياسية إلى عدم الاستخفاف بهذا العمل وإدانته منعاً للمضاعفات والتداعيات التي قد لا تحمد عقباها".

من جهته استنكر رئيس حزب الحرية والإنسان فؤاد مالك التفجير وقال في بيان: "طالعتنا أخبار اليوم بنبأ تفجير سيارة القيادي فادي الشاماتي وبتنا نتساءل عن الأمن ومن وراء هذه الفوضى ونطالب السلطة المسؤولة والأجهزة الأمنية بالكشف عن الفاعلين قبل أن تستفحل هذه العملية وتطال المواطنين في حياتهم وأرزاقهم، وإننا ندين ونستنكر ما حدث".

 

كيف تعمل مجموعات "حزب الله" في مناطق العرقوب؟

 موقع القوات اللبنانية/اصر "حزب ولاية الفقيه" عند الاعلان عن اجراء المناورات العسكرية التي ادعى انه قام بها في الجنوب وشارك فيها الآلاف من المقاتلين، على التركيز على انها امتدت من الناقورة غربا الى جبل الشيخ شرقا. وفي هذا التثبيت لخط المواجهة التي يلتزمها الحزب مع اسرائيل اكثر من اشارة، للتأكيد على شمولية المعركة الابدية التي يخوض باسم اللبنانيين الذين افتى الحزب "ان المقاومة اصبحت قدرهم الابدي وليس خيارهم". وكانت هذه الفتوى موضع استنكار لدى اكثرية اللبنانيين وجمهورهم من غير الذين وقعوا اوراق التفاهم والتنازل عن السيادة الوطنية.

في اصرار الحزب على أن تشمل المعركة كامل الحدود الجنوبية اكثر من مغزى، خصوصا ان ثمة محاور رئيسية في جبهة الجنوب، لا تنطبق عليها معايير المصطلحات الجبهوية العسكرية الايرانية ومناوراتها الايحائية، تتمثل في ارياف وضواح سكنية وبلدات وقرى تعج بالسكان الآمنين الذين، وان كانوا يوافقون الحزب في الموقف من العداء للدولة العبرية الا ان تجربة الانتصار (على ما قيل) في "حرب تموز" لا تزال ماثلة امامهم قتلى وجرحى ومعوقين واحياء مدمرة لم ينته العمل من اعادة بنائها كما كانت، رغم الوعد الصادق المتكرر بأن المال النظيف كفيل ببلسمة جراح الجنوبيين واعمار ما هدمه الة الدمار والموت الاسرائيلية. واذا كان الحزب الالهي اراد التأكيد من خلال الاعلان عن المناورات، على انتشار وحدات ميليشيا جيش المهدي خاصته جنوب الليطاني في مواجهة قوات "اليونيفيل" و الجيش اللبناني اولا ومن ثم اسرائيل. الا ان الحقائق على الارض وخصوصا في قطاع شبعا وكفرشوبا ومزارعهما المحتلة، تغالط مقولات الحزب الالهي وتنسفها بالكامل.

يواجه حزب ولاية الفقيه الايراني في مناطق الجنوب السنية والدرزية حالة معقدة، اذ رغم تأييد اهالي هذه المناطق للعمل المقاوم ضد اسرائيل الا انهم يرفضون سياسة "حزب الله" بكل مفاعليها، وخصوصا لجهة الموقف من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يدين الجنوبيون السنة والدروز له بالكثير من الاحترام والتقدير، اضافة الى الولاء لخلفه النائب سعد الحريري الذي يولي تلك الانحاء عناية خاصة بكل الوسائل المتاحة بعد الاعتداءات الاسرائيلية في "حرب تموز".

العرقوب: فتح لاند

شبعا، كفرشوبا، الهبارية، كفرحمام، الوزاني وحلتا ست بلدات سنية تمتد على الحدود الجنوبية الشرقية في مواجهة اسرائيل وتقع عند المثلث الذي يجمع لبنان وسوريا وفلسطين. المنطقة الجغرافية وعرة جدا بتلالها ومنحدراتها القاسية وجميلة بمناظرها الخضراء وينابيعها الغزيرة والحياة البرية المتنوعة التي لم يحسن احد الافادة منها. تلك المنطقة شهدت بدايات العمل الفلسطيني المسلح واختارها ياسر عرفات منطلقا لتنفيذ بدايات العمليات العسكرية التي قامت بها حركة "فتح" الفلسطينية. وامضى ابو عمار اياما طويلة في العرقوب في تفقد مواقع مسلحيه الذين اطلق عليهم الاهالي اسم الفدائيين تمييزا لهم عن المسلحين الآخرين. وقدم اهالي العرقوب دعما هائلا لحركة المقاومة الفلسطينية تحت عنوان قضية فلسطين المقدسة. وتطوع كثيرون منهم للقتال الى جانب الفدائيين وتحملوا بصبر وشجاعة ثمنا باهظا لقاء هذا الموقف، تمثل في تعرض هذه القرى لقصف اسرائيلي مدمر وخصوصا كفرشوبا التي تحولت ساحة قتال وهدفا للغزوات الاسرائيلية المتكررة ولغارات الطيران الحربي الاسرائيلي مرات عدة خلال السبعينات، واصبحت مضرب مثل وعنوانا في الصمود والمقاومة.

استوعب "حزب الله" دروس التجربة الفلسطينية المسلحة في الجنوب وخصوصا في العرقوب، المنطقة الجنوبية المميزة برجحان عدد أبنائها من الطائفة السنية على الطائفتين الدرزية والمسيحية وحيث ينتفي حضور الطائفة الشيعية الحاضنة لحزب الله وظهيره المحلي. وعندما انتشرت قوات خامنئي في جبهة شبعا وتلال كفرشوبا بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في ايار 2000، تجنبت التواجد داخل البلدات والقرى او في محيطها القريب حيث تنتشر الحقول ومزارع الرعيان، بل عمدت الى التمركز في الجبال والوديان المواجهة للمواقع الاسرائيلية بعيدا عن السكان، وحولتها الى سلسلة من المواقع العسكرية الحصينة المموهة والمحفورة في الجبال والمدججة بمختلف انواع الاسلحة التي مكنت ما يسمى بالمقاومة الاسلامية من شن سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة ضد المواقع الاسرائيلية التي تحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. لم يكتف منظرو الحزب بإقامة خط الدفاع الضخم هناك، بل عمدوا الى تحصين الخطوط الخلفية لمسلحيهم والفوز بالدعم الشعبي وذلك من خلال شبكة واسعة من العلاقات التي نسجت مع مجموعات من الاهالي بواسطة سلسلة من التقديمات الاجتماعية والاقتصادية، ليتضح للاهالي لاحقا ان من ناصر الحزب وانضم اليه لقاء راتب شهري، انما تحول عن المذهب السني الى الشيعي هو وافراد عائلته في منطقة لم تشهد هذا النوع من الارتدادات المذهبية التي قد تودي الى توترات كثيرة. كما جهد الحزب في محاولة الفوز بدعم المؤسسات الرسمية وخصوصا البلديات بالتنسيق مع الاستخبارات السورية (قبل انسحابها علنا في نيسان 2005)، ونجح في وضع اليد عليها من خلال التزكية او تعيين رؤساء بلديات مؤيدين لسياسة الحزب ومقربين منه، ومن خارج القوة السنية الرئيسية المتمثلة ب "تيار المستقبل" ورئيسه الشهيد رفيق الحريري الذي يبدو ان النظام السوري كان يعد العدة لمواجهته قبل زمن طويل من انتقال الخلافات الى العلن بين الحريري والقيادة السورية ورجال استخباراتها في لبنان.

استطاع حزب الخامنئي الافادة من هذه التركيبة الاستخباراتية داخل القرى والبلدات السنية مع تبدل الاحوال عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوجيه اصابع الاتهام الى النظام السوري، وشكلت التظاهرات العارمة التي خرجت في بيروت رفضا للوصاية السورية تعبيرا صارخا عن رفض غالبية اللبنانيين السياسة السورية وحلفائها في لبنان. وسرعان ما عمت صور الرئيس الشهيد والاعلام اللبنانية كل البلدات والقرى في العرقوب وخصوصا السنية منها والتي خرج اهاليها او من كان مقيما منهم هناك في قوافل من السيارات ووسائط النقل وهي تنقل المشاركين الى التظاهرات المنددة بالنظام السوري وكل ذلك تحت اعين عناصر خامنئي وعسسهم الاستخباراتي المنتشرين هناك. وعندما سارع الحزب الى تنظيم تظاهرة الشكر للقيادة السورية في 8 آذار، لم يتجاوز عدد المشاركين فيها اصابع اليد الواحدة من رؤساء البلديات الذين نصبتهم الاستخبارات السورية بالتزكية. ورغم الجهد الكبير الذي بذلته الاحزاب الموالية للسوريين في المنطقة من البعث ورابطة الشغيلة وانصار فتحي يكن والذين يحظون بدعم المال النظيف من "حزب الله" وآلته اللوجستية والتنظيمية والدعائية، الا ان مشاركة العرقوب بقيت يتيمة ودون المستوى المطلوب. وعندما كانت الدعوة الى الانتخابات النيابية صيف 2005 الى الجنوبيين، سجل العرقوب ادنى نسب مشاركة في الانتخابات التشريعية وذلك رفضا لسياسة المحدلة او البوسطة التي نصبت نائبا بعثيا ممثلا على سنة العرقوب واهله رغما عن ارادتهم.

الحرب وتظهير المواقف

يحلوا للنائب وليد جنبلاط بين الحين والاخر تذكير "حزب الله" بأن جبهة شبعا لم تشهد اي عمليات عسكرية خلال "حرب تموز" وخصوصا لجهة قصف الرادار الاسرائيلي الشهير القائم عند اعلى تلال شبعا ويحصي انفاس المنطقة كلها. وجنبلاط محق في كلامه الى حد ما ذلك ان الاسرائيليين لم يتقدموا في اتجاه العرقوب وبلداته، واقتصر الامر على القصف المدفعي والجوي العنيف الذي اصاب خصوصا بلدة كفرشوبا بقسط كبير من الدمار. ولا يزال سر هذا الامتناع الاسرائيلي عن مهاجمة العرقوب غير معروف، في حين يرده الخبراء العسكريون الى صعوبة تحرك الاليات، وان الجيش الاسرائيلي ادرك الكلفة الباهظة التي ستترتب على مغامرتهم وسط منحدرات جبل الشيخ والتي يمكن ان تتحول بسرعة الى مقتلة للطوابير الاسرائيلية.

وعندما انتهت الحرب الى ما انتهت اليه بوصول الجيش اللبناني وقوات الطوارئ المعززة الى الجنوب واخلاء مسلحي "حزب الله" وعتادهم الثقيل الى شمال الليطاني تنسم الاهالي مساحة حرية افتقدوها منذ 40 عاما على الاقل وعبروا عن تأييدهم لخط "تيار المستقبل" السيادي. ولكن ذلك ترافق مع بدء جولة جديدة من الصراع الذي اختار "حزب الله" وموالوه خوضه ضد "تيار المستقبل" داخل قرى العرقوب وبلداته وبواسطة قوى سنية تدين بالولاء له وللسياسة السورية.

اول الصدامات كانت في بلدة شبعا مسقط رأس النائب البعثي قاسم هاشم، الذي اختار مواجهة الغالبية الساحقة من ابناء جلدته وعمومته بواسطة قلة من المؤيدين وبدعم كامل من "حزب ولاية الفقيه" الذي اعتمد سياسة الانكفاء عن منازلة "المستقبل" سنيا وترك الامر لمجموعات مبعثرة مثل مجموعة النائب السابق زاهر الخطيب في اقليم الخروب، والرئيس عمر كرامي في طرابلس، والنائب السابق وجيه البعريني في عكار والوزير السابق عبد الرحيم مراد في البقاع الشرقي وغيرهم من رموز مرحلة الوصاية السورية الذين ضربهم انحلال النفوذ البعثي السوري وزوال العز والجاه واقتياد الناس الى معتقلات عنجر بذنب او من دونه. تماما كما اوكل الحزب الايراني-السوري الى النائب ميشال عون مهمة اختراق المناطق المسيحية بواسطة اتباعه وافتعال الانقسامات والتطاول على الكنيسة والرئاسة الاولى وكل ما يؤمن به المسيحيون في لبنان من مؤسسات.

لم ينجح قاسم هاشم في شبعا عاصمة العرقوب السني، في مواجهة الحالة الشعبية الرافضة لعودة زمن البعث، ورغم الشعارات الفضفاضة التي رفعها على مقر حركته الاقلوية في شبعا مثل سرايا المقاومة وغيرها، الا انه بقي عاجزا عن مجاراة التيار الشعبي السيادي الذي يمثله "المستقبل"، وكان مشهد نحر الخراف في استقبال الجيش العائد الى الجنوب اكثر من معبر في ساحة شبعا. اما في كفرشوبا ثاني اكبر البلدات السنية، فقد وجد مخططو الحزب انفسهم في مواجهة حالة شعبية اخرى ترفض الانقياد الى ما يريده حزب ولاية الفقيه رغم موالاة رئيس البلدية وبعض الاهالي الى مرامي الحزب "الالهي". وسرعان ما عبرت الحالة الشعبية عن رفضها في سلسلة من المواقف، كان ابرزها خلال حفل تكريم الجيش اللبناني المنتصر في على الارهاب في نهر البارد. اما التعبير الابرز فكان في منع الداعية فتحي يكن من دخول كفرشوبا خلال جولة كان يقوم بها في انحاء العرقوب. ويروى ان رسلا ذهبوا اليه في بلدة كفرحمام المجاورة طالبين منه عدم التوجه الى كفرشوبا منعا لشر مستطير. والامثلة كذلك كثيرة على استحكام الخلاف وانتصار اكثرية الاهالي ل "تيار المستقبل" السيادي. الهبارية ثالث اكبر تجمع سني عقدت لوائها "للجماعة الاسلامية" و "تيار المستقبل" وخليط من مناصري الحزب الشيوعي بقيادة خالد حدادة واخرين من "حركة الانقاذ في الحزب" وبقايا الناصريين وهذا هو حال حلتا وما تبقى من دساكر في العرقوب، باستثناء كفرحمام التي نجح فتحي يكن في اختراقها بواسطة عدد من الانصار الذين يشاع بين الاهالي انهم يمتلكون مخزنين لاسلحة الفتنة في البلدة تملك الاجهزة الامنية كل التفاصيل الكاملة عنهما.