المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 2 كانون الثاني 2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .31-27:14

السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ. سمِعتمُوني أَقولُ لَكم: أَنا ذاهِبٌ، ثُمَّ أَرجعُ إِلَيكمُ. لو كُنتُم تُحِبُّوني لَفَرِحتُم بِأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب لأَنَّ الآبَ أَعظَمُ مِنِّي. لقَد أَنبَأتُكم مُنذُ الآنَ بِالأَمرِ قَبلَ حُدوثِه حَتَّى إِذا حَدَثَ تُؤمِنون. لن أُطيلَ الكَلامَ عَلَيكُم بَعدَ ذلك لأَنَّ سيِّدَ هذا العالَمِ آتٍ ولَيسَ لَه يَدٌ علَيَّ. وما ذلِكَ إِلاَّ لِيَعرِفَ العالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب وأَنِّي أَعمَلُ كما أَوصاني الآب.قوموا نَذْهَبْ مِن ههنا.

 

 

قتيل و4 جرحى في إشكال بين "حزب الله" و"المستقبل" في بيروت

بيروت - »السياسة«: اصيب خمسة اشخاص بجروح بعد ظهر امس في منطقة البسطا الفوقا - شارع المأمون في اشكال كبير بين مناصرين لحركة »امل« و»حزب الله« من جهة ومناصرين لتيار »المستقبل« على خلفية تمزيق صورة كبيرة للرئيس الشهيد رفيق الحريري فيما اشارت بعض المعلومات الى وفاة احد الجرحى متأثرا باصابته. وقد تبادل الطرفان التراشق بالحجارة واستعملت في الاشكال العصي وذكر ان القوى الامنية التي حضرت من جيش وقوى امن داخلي استعملت الرصاص الحي لتفريق المتقاتلين. وقد عززت وحدات الجيش من انتشارها في المنطقة لحفظ الامن بعد انتقال التوتر الى المناطق المحيطة.

الى ذلك اقتحم مجهولون غرفة الطوارئ في مستشفى بيروت الحكومي في محاولة لاخراج احد اللصوص من ال الحاج حسن الذي اصيب بجروح بعد إلقاء القبض عليه اثناء محاولته نشل احدى السيدات في بيروت وقد حضرت وحدات من الجيش اللبناني وقامت باعتقال اللص والذين اقتحموا المستشفى.

 

 في معلومات كشفها أحد مؤسسي "التيار الوطني الحر في باريس: عداء عون للبطريركية المارونية والكنيسة عائد إلى اعتناقه أفكار

 باريس- »السياسة«:

كشف احد كبار مؤسسي »التيار الوطني الحر« ممن رافقوا رئيس الوزراء العسكري الاسبق ميشال عون طوال اقامته في منفاه في باريس, النقاب امس الثلاثاء عن »الاسباب الحقيقية التي لا يعرفها احد عن عداء هذا الاخير للبطريركية المارونية بشكل خاص وللكنيسة المسيحية عموماً«, مؤكداً انها تعود »الى كون عون متأثراً جداً ببعض اقاربه المنتمين الى طائفة »شهود يهوه« الممنوعة في معظم الدول العربية, التي لا تعترف بالكنيسة المسيحية (الكاثوليكية والبروتستانتية وسواهما) وتجهر بعدائها المستمر لرجال الدين وخصوصاً قياداتهم, وتحاربهم علناً سواء خلال عقد »محافلها« الدولية في الولايات المتحدة او اوروبا او خلال عمليات »التبشير« التي يقوم بها اتباعها للمواطنين العاديين«.

وقال العضو البارز السابق الذي انسحب من »التيار الوطني« بعد عودة عون الى بيروت من منفاه, ضمن القيادات الاخرى البارزة التي تخلت عنه بسبب »انقلابه على كل مبادئه السابقة التي تبين لنا انه كان يرفعها شعاراً فقط للوصول عبرها الى رئاسة الجمهورية اللبنانية التي لم يغب كرسيها عن عقله وتفكيره وتصرفاته طوال خمسة عشر عاماً من الابعاد«, »ان الذين يعرفون هذه الحقيقة عن عون هم قلة لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة«.

ووجه القيادي العوني السابق شرحاً عبر »السياسة« من باريس امس »الى الذين يصابون بالذهول من مواقف عون المعادية والمفاجئة بين الحين والحين لبطريرك واساقفة الطائفة المارونية التي يتاجر الان بانتمائه اليها لتحقيق اهدافه المستحيلة, بدءا من نهاية الثمانينات عندما ارسل رعاعه لاحتلال الصرح البطريركي في بكركي ولاهانة البطريرك نصر الله صفير, وصولاً الى حملته المتصاعدة منذ تضارب المواقف بين سيد بكركي وعون حول حرب يوليو 2006 التي دعم فيها هذا الاخير حليفه الايراني »حزب الله« الذي ادت مغامرته الى تدمير ثلث لبنان على رؤوس اصحابه دون ان يرف لهما معاً جفن.

واوضح القيادي العوني السابق في معرض شرحه لهذه المواقف المعادية لبكركي رداً على علامات الاستفهام التي طرحها حزب الكتائب اللبنانية في بيانه الذي اصدره اول من امس حول »تهجم عون على البطريركية المارونية والكنيسة« وذكر »البيان« انه »امر مستنكر يدخل في سياق النهج الذي دأب عليه منذ زمن بعيد, وكل مرة يجد نفسه محرجاً او في قفص الاتهام, ولن يمحى من سجله ذلك الاعتداء المهين على البطريرك الماروني خلال حربه العبثية الالغائية والتحريرية التي دفع المسيحيون الثمن الاغلى بسببها ولا يزالون«, مؤكداً »القيادي العوني« ان هذا »النهج المستغرب الذي يتبعه هذا المتاجر بالدين والمسيحية والمارونية مرده الى انه يؤمن بمبادئ وافكار شهود يهوه او ربما انتسب الى هذه الطائفة المعادية للكنيسة ورجال الدين عموماً رسمياً ولكن بالسر«.

وكان عون حمل مجدداً اول من امس على البطريرك صفير لمساندته خطوات الحكومة اللبنانية الاخيرة الاسبوع الماضي في اصدار مراسيم وكالة من رئيس الجمهورية بسبب فراغ مركزه لتسيير امور الناس, محاولاً تطويب نفسه هو بطريركاً على الموارنة حيث قال »هل البطريرك (صفير) منتخب من الشعب?«..  »نحن المسؤولون تجاه الشعب وغبطته لا يقرر عنا« متجاوزاً كل حدود التعقل والمنطق بدعوة »المسيحيين الى اختيار مرجعياتهم الدينية (البطريرك والاساقفة) ومرجعياتهم السياسية«. وكان احد كبار اساقفة الطائفة المارونية (المطران بشارة الراعي) حمل على عون الاسبوع الماضي متهماً اياه بتحويل نفسه »الى واجهة لايران وسورية وحزب الله في لبنان« ينفذون من خلاله مؤامراتهم لاعادته الى سابق وصايتهم«.

 

اللبنانيون استقبلوا العام الجديد بأمل مشوب بالحذر

مساعد موسى أرجأ زيارته إلى بيروت والأكثرية تتهم سورية بالتحدث بإسم المعارضة

بيروت - »السياسة«: استقبل اللبنانيون العام الجديد بأمل ورجاء مشوبين بكثير من الحذر في ان يحمل في طياته بداية الخلاص من المحنة المستمرة منذ سنوات وما خلفته من مآس وويلات طالت الجميع وتركت بصماتها القاتمة في كل الاتجاهات دون ان تظهر مؤشرات على قرب نهاية الازمة وانبلاج فجر جديد يحمل معه الى اللبنانيين تباشير سعيدة لغد أفضل.سياسيا, وبانتظار انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الاحد المقبل في مقر الجامعة العربية في القاهرة بدعوة من المملكة العربية السعودية ومصر لبحث الازمة اللبنانية فإن مدير مكتب الامين العام للجامعة السفير هشام يوسف ارجأ زيارته التي كانت مقررة امس الى بيروت الى ما بعد انتهاء الاجتماع الوزاري العربي ولاجراء المزيد من المشاورات خاصة وان المعارضة اللبنانية كانت قد استقبلت بفتور الحديث عن عودة الوساطة العربية بشأن الازمة اللبنانية مشددة على ضرورة اصلاح العلاقات العربية العربية قبل المباشرة بأي وساطة لحل أزمة لبنان.

الى ذلك اوضح المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية ان الاتصال الهاتفي الذي جرى بين المدير العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان ووزير الخارجية السورية وليد المعلم جاء في سياق قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقف الاتصالات مع سورية وقال ان غيان ابلغ المعلم ان اتصالاته معه ستتوقف.

وفي هذا الاطار نقل عن مسؤولين سوريين استيادهم من الكلام الفرنسي وما وجهه الرئيس ساركوزي من اتهامات مبطنة لدمشق بعرقلة الاستحقاق اللبناني الرئاسي.

وعلى وقع التصعيد السياسي بين طرفي الازمة الذي تزامن مع بداية السنة الجديدة اوضح وزير الاعلام غازي العريضي ان القيادة السورية تتكلم باسم المعارضة خصوصا خلال تفاوضها مع الفرنسيين وقال ان الخلاف السياسي في البلد ليس قائما على حكومة وحدة وطنية  بل ان المسألة هي مسألة اعداد البرنامج السياسي, مشيرا الى ان الاكثرية لم ترفض الحوار مع النائب ميشال عون ولا نرفضه, لافتا الى ان قوى 14 اذار دخلت الحوار مع الرئيس نبيه بري على اساس المبادرة التي اطلقها في بعلبك ولم نغيره والان اصبحنا امام مسلسل من المواقف المتغيرة من جانب المعارضة البعيدة كل البعد عن مبادرة الرئيس بري التوافقية.

من جهته دعا وزير التربية خالد قباني اللبنانيين الى ابعاد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية, معتبرا ان المدخل الطبيعي للحل هو في احياء المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمار الحوري ان الضغط العربي والدولي سيجبر في النهاية من يعوقون الاستحقاق الرئاسي على الوصول اليه, مشددا على ان مسرحية اقفال المجلس النيابي لم تعد تنطلي على احد ولم تعد القصة قصة المادة 74 او غيرها. واشار الحوري الى ان الرئيسين الفرنسي والمصري حددا العلة بشكل واضح وتحدثا عن مدى الاحباط الذي وصلت اليه الجهود الفرنسية, لافتا الى ان ساركوزي تحدث عن الجهة التي تعرقل الاستحقاق الدستوري اي النظام السوري وعمن يعرقل في لبنان اي المعارضة.

 

إنه «تحريض طائفيّ» يحرق الجميع

حازم صاغيّة

حين يكتب المدعوّ مارون ناصيف مقالةً بعنوان: «عطلة الميلاد قد تُلغى يوماً من الروزنامة الرسميّة للأعياد: محطّات «سنيوريّة» سوداء بحقّ المسيحيّين»، فهذا ما يمرّ من غير أن يستوقف أحداً. لكنْ أن يُنشر مقال بالعنوان ذاك على موقع «التيّار الوطنيّ الحرّ»، أي العونيّين، فهذا ما يُكسبه معنى جدّيّاً، بل خطيراً.

في المقال المذكور نقرأ: «المسيحيون إحتفلوا بالأمس بعيد الميلاد وهم متخوفون من مصير هذه المناسبة على روزنامة الأعياد الرسمية لأنهم يعتبرون أن ممثليهم في السلطة التنفيذية لا يمتّون الى المسيحية بصلة لا من قريب ولا من بعيد، ولا يمكن وصفهم إلا بالأتباع لآل الحريري (...) جعلت الحكومة لبنان وكأنه بلد اسلامي ثيوقراطي، اي فيه دين الدولة الاسلام ومصدر التشريع الشريعة الاسلامية وسلطة الامر والنهي في يد المسلمين (...) من المآثر الأخيرة لهذه الحكومة تمديدها لعطلة عيد الأضحى المبارك من يومين الى ثلاثة الأمر الذي يفرض طرح أسئلة عدة هي: هل تكون عطلة الميلاد هذا العام هي الأخيرة على روزنامة الأعياد الرسمية لأن حكومة السنيورة قد تقدم يوماً على خطوة إلغائها؟».

يتساءل المرء أمام عبارات كتلك عمّا إذا كان من السهل التعرّف، من خلالها، الى لبنان؟ هل فعلاً أن سمير جعجع «لا يمتّ بصلة الى المسيحيّة» وأن أمين الجميّل، رئيس حزب الكتائب ونجل مؤسّسه، هو ممن «لا يمكن وصفهم إلا بالأتباع لآل الحريري»؟، وهل فعلاً جُعل لبنان، على يد حكومته الحاليّة، «كأنه بلد إسلاميّ ثيوقراطيّ، اي فيه دين الدولة الاسلام ومصدر التشريع الشريعة الاسلاميّة»، وهل من المتَخيَّل أن تقدم حكومة فؤاد السنيورة على «خطوة إلغاء» عطلة عيد الميلاد؟

هذه «الأفكار» الهذيانيّة التي تشيعها البيئة العونيّة وتعمّمها تستنطق القاع الغريزيّ إذ تصوّر مسيحيّي 14 آذار بوصفهم «عملاء لآل الحريري»، عامدة الى تلخيص الحياة السياسيّة في اصطفاف طائفيّ بحت وقاتل. أما دوران «الأفكار» تلك حول «سرقة المسلمين» (أي السنّة حصراً) رئاسةَ الجمهوريّة «المارونيّة»، فإمعان في تجهيل المتسبّبين بالفراغ الرئاسيّ أو العاملين على اختيار رئيس تسبقه حكومته فلا يتبقّى من دوره الرئاسيّ شيء يُذكر.

لكنّ ذلك كلّه يبقى أبسط وأحلى على القلب من الروح الخبيثة والخطيرة التي تقيم تحت الكلام، وتستعين بالمسيحيّين وقوداً لطموحات خرقاء وطفليّة لا تتجاوز صاحبها الأوحد. تكفي نظرة واحدة سريعة الى حال العالم الإسلاميّ اليوم، وآخر تجليّاتها اغتيال بينظير بوتو في موازاة الجنون العراقيّ، للانتباه الى أن إضعاف الحريريّة في لبنان، كائنةً ما كانت الانتقادات التي قد تستحقّها، يضع المسيحيّين في مواجهة مباشرة مع غابات السكاكين والسواطير والموت الأعمى. وطبعاً، وفي المقابل، لن يكون زجّ البلد في أتون المقاومة، وإحكام ربطه بسياسات إقليميّة محتقنة ومأزومة، مقدّمة لازدهار المسيحيّة والمسيحيّين! ولبنان، وهو ما يرقى الى بديهة، أكثر الأوطان التي يتساوى السلام فيها مع البقاء على قيد الحياة.

والحال أن رغبة متنامية تخترق النُخب المسلمة اللبنانيّة اليوم مفادها البحث عن تعزيز أدوار المسيحيّين بعد التحوّلات الديموغرافيّة وغير الديموغرافيّة التي أضعفتهم. ووراء رغبة كتلك إدراك النُخب المذكورة أن الحضور المسيحيّ هو، حصراً، ما يمنح بلدها خصوصيّته في منطقته. إلاّ أن ما يصدّ الرغبة هذه ويُجفلها كلام وسلوك من النوع الذي تنضح العونيّة والعونيّون بمثله، لا يصحّ في وصفهما إلاّ «التحريض الطائفيّ» في أحطّ أشكاله.

وثمّة في التعبير العاميّ بطلٌ مفترض لا يهمّه أن «يحرق بلداً كي يُشعل سيجارة». فهل عرفه المسيحيّون وهلاّ انتبهوا؟

 

ماذا يتمنى المواطن?

 الهام فريحه.

كلَّ عام والقراء في لبنان والعالم بألف خير... حتى التمنيات والأمنيات في هذا الوطن مقلوبة عمّا هي عليه في سائر الأوطان: في الدول الأخرى الحكّام والمسؤولون والسياسيون يغتنمون فرصة العيد، ومناسبته، ليتمنوا لشعوبهم الخير والرفاه ويعاهدوهم على تحقيق ذلك، في لبنان يختلف الأمر إلى حد أنه يأتي معكوساً، فيتخذ صفة التمني من الشعوب إلى القيادات: الشعوب تتمنى للقيادات أن تنجح في مساعيها لتحقيق ما يجب تحقيقه، ولكن ما هي التمنيات?

يتمنى الناس في لبنان اليوم قبل الغد أن تجري الإنتخابات الرئاسيَّة لأنها العقدة الأساسية أمام كل العقد الأخرى، بمعنى أن لا حل لأي شيء قبل حل الإنتخابات، هذا التمني بدأ لدى الناس طبيعياً ثم تحوَّل إلحاحاً بعدما إكتشف الناس إن عدم إجراء الإنتخابات بات يؤثر في حياتهم ويومياتهم، الناس ترتبط كل أعمالها بإدارات الدولة وحينما تكون هذه الإدارات مشلولة، كيف تتحقَّق هذه الأعمال? وما يؤثر مباشرةً في شلل الإدارات هو شلل الرئاسة.

ما يتمناه اللبنانيون في السنة الجديدة هو تشكيل حكومة جديدة، وهذه الأمنية بأهمية الأولى، فبعد الطائف، إدارة البلاد تكون من خلال الحكومة وليس من خلال رئيس الجمهورية، فتشكيل الحكومة لا يتم فقط من خلال التوازنات السياسية فقط بل من خلال الكفاءات الوزارية، فالمشكلة هنا مزدوجة، الوجه الأوَّل فيها أن الأقطاب يكونون خارجها فيجري تحريك ممثليهم في الحكومة عبر (الريموت كونترول)، وهذا ما يُعرقل العمل الحكومي، والوجه الآخر أن الذين يتم إختيارهم عادةً ما يفتقدون إلى الخبرات التي تؤهلهم للقيام بواجباتهم. يتمنَّى اللبناني، إلى درجة الحلم، أن يعيش في بلد يحكمه القانون، لا في بلد يتحكَّم فيه مَن يدّعون أنهم قيِّمون على القانون، فاللبناني لا يعود ينقصه شيء إذا كان القانون هو الحَكَم بين أربعة ملايين لبناني. يتمنى اللبناني أن يعيش في وطنه إذا شاء، وأن يسافر ويعود إذا شاء فالمعضلة الحقيقية أن اللبناني حين يسافر يشعر بأن بقاءه في الخارج أكثر ضماناً من عودته إلى وطنه، وإذا ما إستمر هذا الشعور فإن النزف الحقيقي سيستمر ويكون لبنان يخسر رصيده المستقبلي من خلال هذا الحاضر البائس. صحيح أن المغتربين هم عماد الوطن اليوم، فلولا الستة مليارات دولار التي يضخونها سنوياً في شرايين الوطن، لكانت هذه الشرايين جفَّت منذ زمن، ولكن من المعيب أن يستمر التعاطي مع المغترب بعقلية (الجابي)، بمعنى أن نطلب منه (الدفع) من دون أن نُقدِّم له أملاً بالعودة إلى وطنه. في مطلع السنة الجديدة، نتمنى ألا تبقى الأمنيات أضغاث أحلام.

 

اسرار ر الصحف الصادرة صباح اليوم الثلثاء 1 كانون الثاني يناير 2008

ورد في الصحف هذه الاسرار

السفير

أجرى موقع الكـــــــتروني استفتاء مباشراً طرح فيه سؤالاً حول استقالة "مرجع روحي كبير"، فجاءت النتائج 87 بالمئة مع الاستقالة، بحسب الموقع على الانترنت.

تنشر الحكومة بعض المراسيم الجديدة لصقاً على باب القصر الحكومي بدل الجريدة الرسمية حسب الاصول، وفسّر ذلك على انه تهرّب من اطلاع العموم على هذه المراسيم.

توقعت مصادر مطلعة ان يكون اجتماع مجلس المطارنة غداً الأربعاء عاصفاً في ظل بعض المواقف السياسية التي كشفت علناً ما كان يتردد همساً في المجالس.

النهار

اسرار الآلهة : يتساءل وزير الاعلام غازي العريضي لماذا انعكست الصراعات العربية - الاسرائيلية والتجاذبات الاقليمية والدولية على لبنان دون سائر دول المنطقة.

من المسؤول : استبعد مصدر وزاري ان تستجيب سوريا دعوة فرنسا ومصر للتدخل لدى حلفائها في لبنان من اجل تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية بعدما أكد وزير خارجيتها وليد المعلم ان من ينتظرون ذلك انما هم واهمون!

لماذا : يرى مسؤول امني سابق انه يصعب على اي سلطة منع حصول اعمال عنف واتخاذ اجراءات وقائية مع وجود بؤر وجزر امنية في البلاد

المستقبل

بدأت مشاورات عربية مكثفة على أعلى مستوى، حول صياغة الافكار التي سيتضمنها قرار اجتماع الجامعة الاستثنائي حول لبنان لاسيما، ما يتصل بالدعوة الى اجراء الانتخابات الرئاسية.

عُلم ان اركاناً في المعارضة يشككون في التأثيرات التي سيتوصل اليها اجتماع الجامعة العربية المقبل، في تغيير الوضع الداخلي اللبناني الراهن.

لوحظ ان وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ لم يشر في مجالسه الخاصة الى انه سيمثل لبنان في اجتماع الجامعة الاحد المقبل.

الاخبار

الى أن تنشف الدماء : رفض وزير الشباب والرياضة، أحمد فتفت، التصريح لـ"الأخبار" على اعتبار أنّ الصحيفة "تعرف جيداً ما فعلته". وقال فتفت إنه ليس مستعداً للحديث ما دامت "الدماء لم تنشف بعد عن يديه". وجاء ردّ الوزير فتفت تعقيباً على ما نشرته "الأخبار" في عددها الرقم 47 بتاريخ 7 تشرين الأول عام 2006 عن مسؤولية وزير الداخلية بالوكالة حينها في جريمة القتل التي جرت في الرمل العالي.

أصحاب النوايا الصادقة عاجزون :نقل عن أحد الدبلوماسيّين الأوروبيّين قوله في تقرير رفعه إلى عاصمة دولته المميزة أن لبنان يشهد مرحلة هي الأخطر منذ قيامه والدلائل كثيرة، أبرزها: رئيس المجلس النيابي يرى أكبر قرارات الحكومة "كأنها لم تكن"، ورئيس الحكومة ماض في عمله، يتصرف كأن ليس هناك رئيس مجلس نواب ولا وجود لطائفته، ورئيس الجمهورية ناظم العلاقات بين المؤسسة الدستورية مفقود. والأسوأ أن أكثر المتفائلين ليس متفائلاً، وأصحاب النوايا الصادقة عاجزون؟!.

توقعات بما ليس في الحسبان : أبلغ أحد السفراء العرب الذين قدموا حديثاً إلى لبنان حكومة بلاده أنّ الوضع في لبنان مفتوح على كل الاحتمالات، بما فيها تلك التي ليست في الحسبان في أي من السيناريوهات المتداولة. وقال: بالتأكيد لن يبقى الوضع على ثباته الراهن.

غير مرغوب فيه في أي وقت : أبلغت العاصمة السورية سياسيين لبنانيين قصدوا كبار المسؤولين فيها أن أحد الوزراء البارزين في الحكومة الحالية غير مرغوب فيه في أي وقت. وهي، وإن كان لها رأي في العهد الجديد، فستسعى إلى تغييبه عن التشكيلة الحكومية الجديدة.

"أل. بي. سي." تطوّر الحماية الأمنية : وسّعت المؤسّسة اللبنانية للإرسال من نطاق الحماية الأمنية التي تطبقها في محيطها الجغرافي منذ فترة. والجديد أنها أنجزت خلال الأيام القليلة الماضية تركيب كاميرات متطورة جدّاً على مفرق المؤسسة في منطقة أدما، وهي موصولة بغرفة عمليات داخل المبنى للتشدّد في المراقبة تحسّباً لأي طارئ.

اللواء

لاحظ زوار عاصمة معنية أن أعضاء في الكونغرس يخرجون منها بمواقف، يبدلونها لاحقاً في واشنطن أو عواصم أخرى!·

قال مصدر مطلع على خطط المعارضة أن التهديد سيبقى سيّد الموقف، ولكن على طريقة "اشهر السيف ولا تضرب به"!·

تدرس أوساط مسؤولة الخيــارات الدستورية الممكنة لإصدار موازنات الأعوام 2006 و2007 و2008 بمرسوم إذا بقي المجلس مقفلاً وتأخر انتخاب الرئيس·

البيرق

لام بعض السياسيين مرجعا غير مدني على موقف اتخذه من دون تنسيق مسبق

الشرق

جهات حزبية اوعزت الى مناصرين ومؤدين ضرورة رفع صور وشعارات ضد الحكومة واقطاب الاكثرية بحجة وجود صور وشعارات مناهضة للمعارضة في اماكن محسوبة على الاكثرية

ديبلوماسي اوروبي قال عن التعقيدات السياسية في لبنان بانها من نتاج الخلافات الاقليمية والدولية ولا علاقة لاي طرف محلي باجراء معالجتها

لقاءات سياسية موسعة غاب عنها نائب بارز بعدما تبين له ان البحث فيها غير بعيد عن سبيل تحريك الشارع

البلد

يدور خلاف خفي بدأ يظهر الى العلن بين نائب حالي ونائب سابق تخلى له عن مقعده لدورة 2005 في منطقة حساسة

سال مراقب بتعجب كيف يمكن لبلد ان يبقى موجودا مع العطل الحاصل في المجلس النيابي ولا شرعية الحكومة والادهى خلو مركز الرئاسة وهي المثلث الحي للكيان اللبناني

وصف مرجع سياسي واخر دبلوماسي الزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة الاسبانية في كانون الثاني بانها لطمانة الجنود بعد تهديدات اقليمية

يتهيأ اللبنانيون ورغم التوتر السياسي الة تحضير جهازي تلفزيون لمتابعة حديثي السيد نصرالله والنائب جنبلاط غدا

 

البطريرك صفير ترأس قداس رأس السنة في الصرح البطريركي في بكركي وتلا رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر عن البيئة والسلام

وطنية - 1/1/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس رأس السنة، في كنيسة السيدة، في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابوجودة، المطران شكرالله حرب، امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، امين سر البطريرك الخوري ميشال عويط والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري. حضرالقداس النائب سمير عازار، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري، السفير طانيوس عون، النائب السابق العميد ميشال خوري، المهندس جو صوما، رئيس تحرير جريدة الأنوار رفيق خوري وحشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس، تلا البطريرك صفير القسم الاول من رسالة قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، التي تعود الأحبار الأعظمون ان يصدروها في مناسبة رأس السنة، وهي تتحدث عن البيئة والسلام، بعنوان "العائلة البشرية، جماعة سلام" وجاء فيها:

(البابا بنديكتوس السادس عشر)

1- في بدء السنة الجديدة، أود أن أبلغ أماني الحارة بالسلام، ورسالة سلام قلبية الى رجال ونساء العالم أجمع. واني فيما أقوم بذلك، أعرض على التفكير العام الموضوع الذي به استهللت هذه الرسالة، والذي يهمني كل الاهتمام: وهو العائلة البشرية، وجماعة السلام. وفي الواقع، ان أول صيغة مشاركة بين الرجل والمرأة هي الصيغة التي تنشئها المحبة بين رجل وامرأة مصممين على الاتحاد اتحادا دائما لبناء عائلة جديدة معا. ولكن شعوب الأرض مدعوون هكذا لاقامة علاقات تضامن وتعاون فيما بينهم، كما يعود الى أعضاء العائلة البشرية الفريدة: كل الشعوب-أعلن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني - يؤلفون معا جماعة واحدة، ولهم أصل واحد، لأنه هو من أسكن كل الجنس البشري على وجه الأرض"، على ما يقول كتاب أعمال الرسل، ولهم غاية واحدة هي الله .

عائلة، جماعة وسلام

2- ان العائلة الطبيعية، بوصفها مشاركة حياة ومحبة عميقة، قائمة على الزواج بين رجل وامرأة، تشكل اول مكان لأنسنة الشخص والمجتمع، ومهد الحياة والمحبة .وانه لحق أن توصف العائلة بانها أول مجتمع طبيعي، ومؤسسة الهية تشكّل أساس حياة الأشخاص، على أنها أول نموذج لكل نظام اجتماعي .

3- في الواقع، يختبر الانسان في حياة عائلة سليمة، بعض مكوّنات السلام الأساسية: العدالة والمحبة بين الأخوة والأخوات، ووظيفة السلطة التي يظهرها الوالدون، والخدمة النابضة بالمحبة تجاه أضعف الأعضاء لأنهم صغار، ومرضى، ومسنّون، والمساعدة المتبادلة أمام حاجات الحياة، والاستعداد لاستقبال الآخر، والغفران له لدى الحاجة، ولهذا، ان العائلة هي أول مربية على السلام، ولا بديل منها، فلا عجب، اذا كان العنف، في حال ممارسته في العائلة، يبدو أمرا لا يطاق، وبالتالي، عندما نؤكّد ان العائلة هي "خلية المجتمع الأولى، الحية، فانا نقول شيئا جوهريا، والعائلة هي أيضا أساس المجتمع للسبب الآتي: لأنها تفسح في المجال للقيام باختبارات حاسمة بالنسبة الى السلام. ويستنتج من ذلك أن الجماعة البشرية لا يمكنها أن تستغني عن الخدمة التي تقدمها العائلة، في أي مكان، يستطيع الكائن البشري أن يتعلّم شيئا فشيئا تذوق ما للسلام من طعم صحيح، يكون افضل من "العش" الأصلي الذي تعدّه له الطبيعة؟ ان القاموس العائلي هو قاموس سلام، ولا بدّ من أن ننهل منه دائما لكيلا نفقد العودة الى ممارسة مفردات السلام. ان المجتمع، لا يمكنه، تحت تأثير الانفلاش اللغوي، أن يفقد العودة الى "غراماطيق" السلام هذا، الذي يتعلّمه كل ولد من حركات أمّه وأبيه ونظراتهما، قبل أن يتعلّم ذلك من عباراتهما.

4- ان العائلة، بما أن من واجبها أن تعلّم أفرادها وتربيهم، هي مؤتمنة على حقوق خاصة، ان الاعلان العالمي لحقوق الانسان عينه الذي يشكّل مكتسب حضارة قانونية لها قيمة عالمية، يؤكد أن "العائلة هي عنصر المجتمع الطبيعي والأساسي، ولها الحق في حماية المجتمع والدولة"، والكرسي الرسولي من جهته، قد أراد أن يعترف للعائلة بكرامة قانونية خاصة، باعلانه شرعة حقوق العائلة، نقرأ في المقدّمة:ان حقوق الانسان، ولو أنها عُبّر عنها بأنها حقوق الفرد، لها بعدٌ اجتماعي أصيل يجد في العائلة تعبيره البديهي الحي، ان الحقوق التي أعلنت عنها الشرعةُ هي تعبير للشريعة الطبيعية وشرح لها، وهي مطبوعة في قلب الكائن البشري، ويظهرها له العقل، ان أنكار حقوق العائلة، وحتى تضييقها، يُخفي حقيقة الانسان، ويهدّد أسس السلام عينه.

5- وبالتالي، ان من يعرقل مسيرة المؤسسة العائلية، ولو بطريقة غير واعية، يجعل السلام هشّا في الجماعة بأسرها الوطنية والدولية، لأنه يضعف ما هو في الواقع، وكالة السلام الأساسية، وهذه نقطة تستاهل تفكيرا خاصا: ان كل ما يسهم في اضعاف العائلة القائمة على الزواج بين رجل وامرأة، ويعوق مباشرة أو غير مباشرة، استعدادها لقبول حياة جديدة قبولا مسؤولا، ويعوق حقها في أن تكون أول مسؤولة عن تربية أولادها، كل هذا يشكّل عائقا وضعيا على طريق السلام. وتحتاج العائلة الى منزل، والى عمل، والى اعتراف عادل بنشاط الأهل المنزلي، والى مدرسة للأولاد، والى مساعدة طبيّة أولية للجميع. وعندما لا يتعهّد المجتمع والسياسة بمساعدة العائلة في هذه الحقول، فهما يحرمان نفسيهما من مورد جوهري في خدمة السلام، وعلى وجه خاص، ان وسائل الاعلام الأجتماعية تتحمّل مسؤولية خاصة، لما تملكه من امكانات تربوية، في ما خصّ تعزيز احترام العائلة، واظهار توقعاتها وحقوقها لتضع جمالها في دائرة الضؤ.

البشرية عائلة كبيرة

6- ان الجماعة الاجتماعية، لتعيش في سلام، مدعوة أيضا الى استلهام القيم التي يقوم عليها أساس الجماعة العائلية، وهذا يصحّ على الجماعات المحلية، كما يصح على الجماعات الوطنية. وهذا يصحّ بالأولى على جماعة الشعوب عينها، وعلى العائلة البشرية، التي تعيش في البيت المشترك الذي هو الأرض. و لكن من هذا المنظور، لا يمكننا أن ننسى ان العائلة تولد من "النعم" المسؤولة والنهائية التي يقولها كل من الرجل والمرأة، وأنها تحيا من "النعم" الواعي الذي يلفظه الأبناء الذين يأتون شيئا فشيئا ليكونوا فيها أعضاء. ولكي تزدهر الجماعة العائلية، فهي تحتاج الى وفاق سخي بين جميع أفرادها. ولا بدّ من أن يصبح هذا الوعي قناعة يتقاسمها المدعوون الى تكوين العائلة البشرية المشتركة. وعلى كل أن يعرف أن بقول: "نعم" للدعوة التي طبعها الله في طبيعتنا البشرية. ونحن لا نعيش أحدنا ازاء الأخر صدفة. وانا نجتاز جميعا طريقا واحدا كرجال، وبالتالي كأخوة وأخوات. ومن الضروري أن يتعهدّ كل منا بأن يعيش عيشته الخاصة في وقفة مسؤولة أمام الله، وأن يعترف بأن ينبوع كيانه الأصيل كائن فيه تعالى كما أن فيه تعالى أيضا ينبوع غيره من الناس. وانطلاقا من عودنا الى هذا المبدأ الأسمى، يمكننا أن نرى قيمة كل كائن بشري، وهي قيمة لا تضاهى، وهكذا يمكن وضع الشروط التي لا بدّ منها لبناء بشرية يسودها السلام وبدون هذا الأساس المتسامي، يصبح المجتمع، ليس فقط مجموعة جيران، وليس جماعة اخوة وأخوات، مدعوين لتكوين عائلة كبيرة.

7- ان العائلة في حاجة الى بيت، ومكان على قياسها، تتمكّن فيه من نسج علاقات بين أعضائها. وما دام الأمر يتعلّق بالعائلة البشرية، فان هذا البيت هو الأرض، أي المكان الذي أعطاناه الله الخالق لنسكن فيه سكنا خلاّقا ومسؤولا. ويجب أن نهتمّ بالبيئة: فهي قد أوكلت الى الانسان ليحافظ عليها، ويحميها في حرية مسؤولة، وهو ينظر الى خير الجميع كمقياس تقييم. وللكائن البشري طبعا الأولوية على كل الخليقة. واحترام البيئة لا يعني اعتبار الطبيعة المادية، أو الحيوانية، أهمّ من الانسان. ان هذا يعني بالأولى أن باستطاعة الفرد أن يعتبرها اعتبارا أنانيا، كما لو أنها في تصرّفه الأناني، لأن للأجيال المقبلة حقا في الاستفادة من الخلق، وفي أن تمارس بعملها هذا ذات الحرية المسؤولة التي نطالب بها لنفوسنا. ويجب ألاّ ننسى الفقراء، وهم الذين في حالات عديدة، مبعدون عن خيور الخلق التي هي لجميع الناس. والبشرية، في أيامنا، قلقة لمستقبل التوازن البيئي. ومن هذه الجهة، يجدر بأن تتم التقديرات بحذر، عبر حوار بين خبراء وحكماء، دونما استعجال عقائدي، يفضي الى استنتاجات سريعة، وعلى الأخص عبر بحث مشترك عن صيغة تطوّر مستديم يضمن الرخاء للجميع ضمن احترام التوازنات البيئية. واذا كان لحماية البيئة أثمانها، يجب أن تتوزّع بطريقة عادلة، مع الأخذ بالحسبان فوارق التطوّر في مختلف البلدان، والتضامن مع الأجيال الطالعة. والسعي بحذر لا يعني الاحجام عن تحمّل المسؤولية، وتأخير القرارات الى ما بعد، أنما هذا يعني أن أتعهّد بأخذ هذه القرارات معا، بعد تفحّص الطريق الواجب سلوكه، تفحصا مسؤولا، بغية تعزيز الترابط بين الكائن البشري والبيئة التي يجب أن تكون مرآة محبة الله الذي منه أتينا واليه نعود". وبعد القداس إستقبل البطريرك صفير المشاركين في الذبيحة الالهية للتهنئة بالاعياد. على صعيد آخر يترأس البطريرك صفير غدا في بكركي الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة.

 

المطران عودة ترأس قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس جاورجيوس: ليعمل المسؤولون يدا واحدة من أجل نهضة وطننا واستقراره وازدهاره

نعول على انسان خلوق يحترم نفسه والجميع ليعم العدل ويحكم القانون وهل يمكن ان يتفتح مواطن صالح في دولة مفككة ومجتمع منقسم؟

وطنية - 1/1/2008 (سياسة) ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، في ذكرى ختانة السيد وتذكار القديسين باسيليوس الكبير ورأس السنة، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى المطران عودة عظة جاء فيها: "فيه ختنتم ختانا ليس من عمل الأيدي بل بخلع جسم خطايا البشرية عنكم بختان المسيح" اليوم نعيد للقديس باسيليوس الكبير ولرأس السنة، إنما أولا لذكرى ختانة الرب يسوع المسيح بالجسد. الرب يسوع الذي تجسد من أجل خلاص البشر لم ينقض الشريعة بل خضع لها وختن كما كانت العادة في أيامه. لكنه علمنا والرسل فيما بعد أن الختانة الحقيقية هي ختانة القلب من كل شائبة، وختانة اللسان من كل ما يسيء إلى الإنسان. أين نحن من تعاليم ربنا؟" اضاف: "ما يحز في النفس هذه الأيام ان الأخلاق ضاعت على كل المستويات، صرنا نفتقد الأخلاق في السياسة، وقد أصبح التشاتم القاعدة، واللغة الممجوجة وسيلة التخاطب. تدنى المستوى إلى حدود مخجلة، ولم ينج حتى رجال الدين من الاتهمات والشتائم والتجريح، نفتقد الأخلاق أيضا عند المواطنين الذين يعتبرون تخطي القوانين شطارة والتحايل على الأنظمة ذكاء، من منكم لم يشاهد سيارة أنيقة تتطاير منها أعقاب السجائر أو قشور اللوز أو ما شابه، ومن لم تحترق أعصابه في سيارته بين أرتال السيارات المتكدسة في الشوارع لا لشيء إلا لأن كل إنسان يحاول قيادة سيارته بحسب قوانينه هو لا قوانين السير، ضاربا عرض الحائط حقوق غيره ممن يقودون سياراتهم إلى جانبه، فيتخطى من حيث لا يجب، ويطلق بوق السيارة الذي يلوث الجو ويزعج الأعصاب، ويسير بسرعة أكبر أو أقل من المفروض، ويسلك في الاتجاه الممنوع متى يحلو له ذلك، ولا يحترم إشارات السير، ويتجاهل ان قيادة السيارة يجب أن تكون بشكل مستقيم لا متعرج وبين الخطوط المرسومة على الطريق لكي يحافظ على سلامته وسلامة غيره".

واشار الى سائقي الدراجات فحدث عنهم ولا حرج لأنهم يشكلون الخطر الأكبر على سلامتهم وسلامة الغير. فهم يطالعونك من حيث لا تنتظرهم إذ يسلكون الطرقات بالطول والعرض والاتجاه الممنوع قبل المسموح، والمؤسف بل المحزن والمبكي ان لا أحد يحاسبهم أو يحاول ردعهم لأن بعض من يفترض بهم السهر على أنظمة السير واحترامها مشغولون بأنفسهم وبهواتفهم والأحاديث الجانبية مع بعض الأصدقاء عوض تنظيم المرور. والمسؤولون عنهم غافلون".

من يدفع الثمن؟ أليس المواطن المقهور الذي يحاول افتداء الوقت والقيام بكل ما عليه القيام به من واجبات قبل الوصول إلى عمله في الوقت المحدد؟ أو الوصول إلى موعده بلا تأخير؟ أو ايصال أولاده إلى المدرسة بالسلامة وتحاشي الحوادث؟؟".

تابع: "نفتقد الأخلاق أيضا عند الشباب الذين يعتبرون ان كل شيء مسموح لهم باسم الحرية وأن لا قيود يجب أن تحكم تصرفاتهم. ومن سوء حظ بعض الأمكنة، كشارع مونو وشارع الجميزة، وغيرهما، انها أصبحت مرتعا لهؤلاء الشباب يمارسون فيها حريتهم بلا رادع أو رقيب، ولو على حساب كرامتهم وكرامات سكان هذه الأمكنة، ذكرت هذين الشارعين لأنني تلقيت رسائل وشكاوى من بعض القاطنين فيهما يسألونني لفت نظر المسؤولين إلى أن ما يجري في هذه الأمكنة تخطى كل الحدود والأعراف والأخلاق. الحانات أصبحت بين البيوت والموسيقى الصاخبة تؤذي أسماع العائلات وأطفالهم والممارسات الشبابية تثير الاشمئزاز. وعندما يشتكي الأهالي يجيبونهم ان القانون يحمي الحريات. أية حريات هي هذه التي تسيء إلى الجميع؟ وهل وضعت القوانين لتخطي الأخلاق أم للحفاظ عليها؟ أين هي الدولة التي من واجبها أن تسهر على حرية الجميع إنما دون المساس بمشاعر الآخرين وحرياتهم؟ ألا يدرك صاحب الحانة أو المطعم انه يتعدى على حرية الآخرين عندما يطلق صوت الموسيقى على مداه وحتى ساعات الفجر الأولى؟ وعندما يرمي فضلات مطعمه على قارعة الطريق لتحوم حولها الحشرات والحيوانات؟ وعندما يسمح بكل الممارسات في مطعمه متخطيا الأخلاق والأعراف من أجل الربح المادي الرخيص".

"والشبان والشابات الذين يسهرون ويسكرون ويدخنون ويحللون كل شيء لأنفسهم، ألا يدرون انهم يسيئون إلى أنفسهم أولا وإلى أجسادهم التي هي هياكل للروح القدس فيجعلونها آنية للرذائل؟ وهل ممارسة حريتهم تقتضي مصادرة حرية الآخرين واستباحة حقوقهم في العيش في بيوتهم وشوارعهم حياة نظيفة راقية؟ أين الأهل؟ أين العائلة التي فيها يتربى الأولاد على الإيمان وعلى الأخلاق وعلى احترام القيم والعادات، حتى إذا ما جابهتهم الصعاب أو التجارب يكونون مزودين بما يساعدهم على تخطيها؟ أين الأم وأين الأب اللذان يسهران على بنيهما وبناتهما ويشكلان لهم المثال والقدوة؟ يتابعان الأولاد في كل اهتماماتهم ونشاطاتهم وسهراتهم ويتعرفان على رفاقهم وحسن سيرتهم، ويؤمنان الجو الدافئ في البيت لكي يلجأ إليه الأولاد عوض الذهاب إلى الأماكن الموبوءة. وهل يقصد الأولاد الأماكن الموبوءة إن سهر أهلهم على تربيتهم التربية الصالحة؟"

اضاف: "وأين المدرسة التي تربي فيما تعلم؟ المدرسة التي توعي تلامذتها على المثل والقيم والأخلاق وتتوسل المواد الدراسية لتنشئ الأجيال الصالحة؟ أين المدرسة والجامعة التي تخرج إنسانا مثقفا واعيا متعلما ملما بكل ما ينمي نفسه وشخصيته؟ أم ان المدرسة والجامعة صارتا مصنعا لتخريج بشر يتقنون العلم المجرد من كل شعور نبيل وثقافة عالية وحرية واعية؟ هل يمكن أن يتفتح مواطن صالح في دولة مفككة ومجتمع منقسم؟ الملوك والحكام العظام كانوا ملهمين لشعوبهم والشباب منهم بشكل خاص. الأدباء والشعراء والفنانون الكبار والفلاسفة وصانعو السياسة الرفيعة الحضارية هم مثل يحتذى بهم في مجتمعاتهم، ومن سوء حظنا ان مجتمعنا صار يتلهف لرؤية أحدهم. هذا لا يعني ان لا أدباء أو شعراء أو فنانين عندنا لكن التحزب الضيق والسياسة الصغيرة طغت على بعضهم ومن نجا منهم من هذه الآفة يتخبط ويجاهد لينتج الفن الراقي الأصيل ونحن لهم شاكرون لأنهم شعاع دافئ في برد حياتنا اليومية".

قيل في القديم "إنما الأمم الأخلاق". كم صحيح هذا القول لأن أي شيء غير مبني على الإيمان والأخلاق باطل وزائل وغير نافع.

إن كنا لم نعد نعول كثيرا على معظم أهل السياسة لأن التجربة المرة التي عشناها طوال ثلاثة عقود ويزيد أثبتت فشلهم، لم لا نعول على بناء الإنسان الخلوق الذي يحترم نفسه أولا لأن من يحترم نفسه يحترم الجميع، الإنسان الذي يعي انه على صورة الله ومثاله، الذي يعب من إيمانه الأخلاق والقيم، الذي يمارس المحبة بصدق وقناعة، الذي يعامل الغير بمثل ما يريد أن يعامل، الذي يدرك أن الله خلقنا أحرارا لكن الحرية لا تعني الإنفلات. بمثل هذا الإنسان تبنى الأوطان. بمثل هذا المواطن تزدهر المجتمعات فيعم العدل ويحكم القانون ويتساوى الجميع في الحقوق والواجبات، فلا يعتبر إنسان أن تطبيق القوانين عيب أو دفع الضريبة غير واجب، أو احترام الغير يحط من قدره. الإنسان الكبير لا يرفض الخضوع للقوانين والأنظمة لأنه يعرف ان في ذلك تستوي أمور المجتمع. الصغير المتكبر يأنف من ذلك لنقص فيه. ولا ننس ان من وضع نفسه ارتفع ومن رفع نفسه اتضع".

تابع: " رب سائل: وكيف يكون لبنان بلدا سياحيا بلا مقاه وملاه ومطاعم؟ صحيح، هذه الأماكن ضرورية ولكن هل تبنى السياحة على الفساد وقلة الأخلاق؟ ألا يمكن إيجاد مطاعم وملاه راقية يقصدها أرباب العائلات مع أولادهم ويجلسون جنبا إلى جنب مع السياح والضيوف، بلا خجل أو حرج؟ وبلباس محتشم؟ هل يجب أن يبقى لبنان "كباريه الشرق" كما يسمونه ليجلب السياح؟ أليس من الأفضل والأليق أن يكون مقصد السياح لما فيه من معارض فنية وثقافية ومسارح راقية ومكتبات مكتظة بالكتب المفيدة ومستشفيات تقدم أفضل العلاج ومدارس وجامعات توفر العلم والمعرفة لمن يقصدها، وإذاعات ينشر أثيرها الموسيقى الراقية عوض الزعيق المزعج، ومحطات تلفزيونية تروج برامجها لما يبني الإنسان لا لما يهدم ما تبقى من أخلاق؟"

وختم المطران عودة "في هذا اليوم المبارك الذي نحتفل فيه بذكرى ختانة الرب يسوع بالجسد وخضوعه للشريعة، أسأل إلهنا الذي تجسد من أجل خلاصنا أن يبارككم جميعا ويحل في قلوبكم سلامه ويشرق فيها نوره الذي لا يزول لتعيشوا في النور بلا خجل، ولا تنشدوا الظلمة التي قد تخفي بعض المعاصي إنما إلى حين. كما أسأله أن يبارك وطننا وينعم عليه بالسلام السماوي ويلهم المسؤولين فيه ليعملوا على تنقية نفوسهم وختانة ألسنتهم فتصفو قلوبهم وتحل فيها المحبة محل الحقد والتسامح محل الكراهية والبغض ويعملون معا، بقلب واحد ويد واحدة، من أجل نهضة وطننا لبنان واستقراره وازدهاره وإعادته منارة للشرق وملتقى للحضارات والثقافات. آمين".

 

موقف عون العدائي ضد القيادات المسيحية في قوى

اللواء/الأكثرية أصبح مكشوفاً وهو برسم الرأي العام المسيحي والماروني على وجه التحديد الذي يراقب تصرفات عون وممارساته لمنع إجراء الانتخابات الرئاسية أي لإبقاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية التي هي من حصة المسيحيين وفق اتفاق الطائف، وطبعا يدرك الرأي العام المسيحي أن الذي يريد إبقاء رئاسة الجمهورية من دون رئيس هو النظام السوري الذي لا يعترف بالكيان اللبناني ويريد معاقبة المسيحيين لأنهم وقفوا الى جانب ثورة الأرز التي أخرجت سوريا من لبنان (اللواء)

 

سقطات العماد

اللواء/العماد ميشال عون الذي فوّضته المعارضة التفاوض باسمها مع الأكثرية للوصول الى تفاهم في شأن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً للجمهورية، بدأ منذ صدور قرار التفويض حملة تصعيدية على رموز قوى الأكثرية واحداً واحداً، بدءاً برئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري، مروراً برئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وها هو اليوم يفتح النار مجدداً على رئيس اللجنة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ولم يوفر من سهامه الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الشيخ أمين الجميّل، ولا حتى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، وحجته هذه المرة ليس لأن الأكثرية لا تريد الحوار معه على قاعدة فرض شروطه المسكوبية مسبقاً على طاولة الحوار بل على قاعدة أن بكركي والقيادات المسيحية في الأكثرية تغطي أعمال وقرارات حكومة الرئيس السنيورة البتراء حسب رأيه والفاقدة للشرعية، وكأنها بذلك ارتكبت الموبقات·

طبعاً لا الرئيس أمين الجميّل قصّر في الرد على العماد ميشال عون، ولا الدكتور سمير جعجع قصّر في هذا المجال لكن موقف العماد العدائي ضد القيادات المسيحية في قوى الأكثرية أصبح مكشوفاً وهو برسم الرأي العام المسيحي والماروني على وجه التحديد الذي يراقب تصرفات العماد عون وممارساته لمنع إجراء الانتخابات الرئاسية أي لإبقاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية التي هي من حصة المسيحيين وفق اتفاق الطائف، وطبعا يدرك الرأي العام المسيحي أن الذي يريد إبقاء رئاسة الجمهورية من دون رئيس هو النظام السوري الذي لا يعترف بالكيان اللبناني ويريد معاقبة المسيحيين لأنهم وقفوا الى جانب ثورة الأرز التي أخرجت سوريا من لبنان وأنهت عهد الوصاية الذي ألحق ضرراً فادحاً في الوجود المسيحي في لبنان وعمّدت بدم الشهداء جمهورية الاستقلال الثانية، ويدرك بالتالي أن العماد عون ينفّذ مخطط النظام السوري وقد تولى بناء على طلب هذا النظام مهمة عرقلة حصول هذه الانتخابات لكي يبقى الفراغ في سدة الرئاسة المسيحية وتبدأ أسطورة الوجود المسيحي في لبنان بالإنقراض أو الزوال·

 لقد أناط النظام السوري هذه الوظيفة المدمّرة للمسيحيين ولوجودهم في هذه البقعة المهمة في محيطها الجغرافي والبشري، والعماد عون لا يتوانى عن القيام بهذه الوظيفة على الوجه المطلوب ولا سيما في مسعاه الحثيث الأخير بعد أن أصبح هو المفوّض عن المعارضة التي تحمل مشروعاً للقضاء على هذا الكيان بدءاً بإعادة النظر باتفاقية الطائف التي حمت الوجود المسيحي في لبنان كما راعت التنوّع والتعدد في النظام اللبناني والذي يعتبر ميزة في هذه المنطقة المحكومة بأنظمة ديكتاتورية وشمولية لا تعترف بالآخر ولا تقيم أي اعتبار للديمقراطية والحرية ولأبسط حقوق الإنسان التي ترعاها المواثيق الدولية ومنظمة الأمم المتحدة·

 في اعتقادنا أن الرأي العام المسيحي أصبح واعياً لارتباطات العماد عون الإقليمية ولأهدافه التي تستهدف الوجود المسيحي في لبنان الموصى بهذه المهمة·

 

المعارضة تضيف شرط إطلاق الضباط الأربعة لانتخاب الرئيس

اللواء/نقلت وكالة الأنباء "المركزية" عن مصادر وزارية قولها ان اللجنة الدولية لاختيار القضاة للمحكمة الدولية قد أنهت اعمالها وتم اختيار اربعة قضاة لبنانيين من بين لائحة تتضمن 12 قاضيا رفعتها الحكومة الى الامين العام للامم المتحدة، لكن دوائر الامانة العامة للامم المتحدة تحفظت عن الاعلان عن الاسماء لأسباب امنية وبانتظار صدور قرار تعيين المدعي العام ومساعده اللبناني· وقالت الوكالة إن اوساط الغالبية تتهم المعارضة بأنها تحاول من خلال حصولها على الثلث المعطل اعادة البحث في تركيبة المحكمة وإحداث تغييرات في الموقف اللبناني منها· وكشفت هذه الاوساط ان المعارضة عازمة في مرحلة لاحقة على اضافة شرط جديد على شروطها يقضي بإطلاق الضباط الاربعة الموقوفين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بحيث يكون هذا الموضوع من ضمن المواضيع التي يتم التفاوض بشأنها مع ملف الاستحقاق الرئاسي·

 

امل تنفي اي علاقة بإشكال منطقة البسطة

وطنية - 1/1/2008(امن) صدر عن حركة" امل" البيان التالي:"ان حركة امل تنفي نفيا قاطعا اي علاقة لها بالاشكال الذي حصل في منطقة البسطة.

كما تنفي الحركة جملة وتفصيلا ما ذكرته محطة اخبارية "المستقبل" عن علاقة للحركة بتمزيق صور او مشاركة اي من عناصرها او انصارها في الاشكال الذي حصل. وتؤكد الحركة ان التعاطي الاعلامي مع الحادث وبالصورة الذي تم لا يخدم احدا ولا يصب في مصلحة البلد, بالنظر لما ورد في الخبر الذي اذيع من تضليل مجاف للحقيقة.

 

الجيش يطوق حادثا فرديا في البسطا الفوقا

وطنية- افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام نبيل ماجد ان حادثا فرديا وقع في منطقة البسطا الفوقا على خلفية تعليق صور لمسؤولين سياسيين ادى الى حال من التململ والذعر وسط السكان المدنيين في المنطقة. وقد سارع الجيش اللبناني اى تطويق الحادث وبدأ التحقيقيات على الفور لمعرفة المسببين وسوقهم للعدالة.

وكان اشكالا مماثلا وقع ليل امس في المنطقة عينها, وتجدد اليوم.

 

النائب حسين: كلام النائب جنبلاط تصعيدي هدفه الضغط على المعارضة

وطنية - 1/1/2008 (سياسة) رأى رئيس "الحركة الشعبية اللبنانية" النائب مصطفى علي حسين "ان الكلام الصادر عن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية مع محطة "برس. تي. في" هو كلام اميركي بامتياز، ويأتي في سياق تصعيد الخطاب السياسي ورفع السقف الكلامي من اجل الضغط على المعارضة الوطنية للقبول برئيس يكون اداة في يد الاميركي ومشروعه التدويلي الشرق اوسط الجديد". اضاف: "عندما يقول النائب وليد جنبلاط ان المعارضة الوطنية لن تأخذ الثلث الضامن الا على جثثنا ولينتزعوه بالقوة ان استطاعوا، فهذا يعني ان النائب جنبلاط قد تلقى الضوء الاخضر من معلميه وأسياده الاميركان بغية التخريب الداخلي وتوتير الاجواء السياسية من جديد في البلد، خصوصا ان جنبلاط قد اتهم هذه المرة صراحة "حزب الله" بجرائم الاغتيالات التي جرت في البلد، وهذا أمر خطير لا يمكن السكوت عنه. فمن حق الرأي العام اللبناني ان يقف على حقيقة هذه الاتهامات للمقاومة التي حررت الارض والعرض من براثن الاحتلال". وتساءل النائب حسين: "لماذا لا يستدعي القضاء اللبناني النائب جنبلاط للمثول امامه كي يدلي بما لديه من معلومات عن تورط الحزب في هذه الاغتيالات، وليطلع القضاء الرأي العام على حقيقة هذه الاتهامات". وقال: "اما في ما يختص بكلامه عن خديعته للاشقاء السوريين منذ 25 سنة وممارسته الكذب عليهم فنتوجه للاكثرية وعلى رأسهم الشيخ سعد الحريري وجمهورهم من اللبنانيين بالقول: اذا استطاع وليد جنبلاط ان يخدع دولة قوية تملك إمكانات ضخمة وقدرات على كشف خفايا الامور، فما هي الضمانة لديكم ان جنبلاط منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يمارس عليكم وعلى جمهوركم من اللبنانيين نفس الخديعة". وفي ما يتعلق بطلب النائب جنبلاط قبول المعارضة بالعماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والا سيبقى الوضع على حاله، قال النائب حسين: "ان العماد ميشال سليمان هو المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية وندعم وصوله الى سدة الرئاسة لكن من ضمن السلة المتكاملة التي طرحتها قوى المعارضة والموجودة في جيب العماد ميشال عون، ولا يمكن القبول بأي حال من الأحوال ان يزج اسم العماد سليمان في البازار السياسي وضمن المماحكة المعروفة لدى جنبلاط. وذلك كي لا يؤول عهد الرئيس العتيد الى ما آل اليه عهد الرئيس السابق اميل لحود".

 

الشيخ قبلان إنتقد إطلاق الرصاص والمفرقعات لمناسبة السنة الجديدة: الموجات السياسية المتقلبة والمتغيرة تتلاعب بمستقبل البلد ومصيره

وطنية - 1/1/2008 (سياسة) إعتبر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، في كلمة وجهها الى اللبنانيين لمناسبة السنة الجديدة "ان ما جرى ليل أمس من فوضى وإطلاق الرصاص والمفرقعات أصاب الجميع بالهلع والخوف والاشمئزاز وأزعج العباد"، داعيا "الى وضع حد لاستيراد المفرقعات والى أخذ العبر والدروس من التجارب المريرة التي مرت ويمر بها الوطن". وطالب السياسيين "تقديم هدية الى الشعب اللبناني تتجسد بانتخاب رئيس توافقي للجمهورية وبترسيخ وحدة اللبنانيين وتعززها". وقال: "كل عام وانتم بخير، غير ان ما جرى ليل أمس كان ملفتا حيث مرت ليلة هوجاء وعاصفة، اختلط فيها الحابل بالنابل، وضاعت الموازين وتعطلت العقول وكانت الفوضى هي المتحكمة بزمام الامور، إنها ليلة من الفوضى العارمة التي أزعجت العباد وأقلقت المرضى وأصابت الشعب اللبناني بالهلع والخوف والاشمئزاز". وتساءل: "متى نعقل ونتروى ونهدأ؟ لماذا هذا العمل الذي لا يرضي الله ولا العباد ولا يدخل البهجة والسرور والهدوء اليهم"؟ واضاف: "ان إستقبال السنة الجديدة له مذاق خاص لماذا حولتموه الى مرارة والى فوضى وإزعاج المرضى والآمنين في منازلهم وعلى الطرقات؟ ماذا تريدون ان تجعلوا من هذا البلد؟ ألا تكفينا الموجات السياسية المتقلبة والمتغيرة والتي تتلاعب بمستقبل هذا البلد ومصيره. انكم ايها الفوضويون برصاصكم ومفرقعاتكم زدتم القلوب هما وغما ومآس. علينا ان نتعلم من التجارب المريرة وان نأخذ جانب الهدوء والتنظيم، وان يضع المعنيون حدا لاستيراد المفرقعات ".

وتمنى "سنة جديدة على لبنان وأبنائه ملؤها المحبة والتعاون والتقارب والتوافق ورفض الشرور والاساءات وكل ما يفرق بين الشعب اللبناني".

 

توقيف ضابطين وثلاثة عناصر من الامن العام

وطنية:1/1/2008(قضاء)افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في قصر العدل هدى منعم .ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد اوقف ضابطين وثلا ثة عناصر من جهاز الامن العام بعد التحقيقات التي اجراها في حادثة ملهى الكريستال في شارع مونو ليل السبت الاحد الماضي

 

 دمشق: المعلم تلقى اتصالين حول لبنان من أمين عام الرئاسة الفرنسية

 الانوار/  قالت دمشق امس ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم تلقى اتصالين هاتفيين من الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غيان تناولت الملف اللبناني. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) انه استمراراً للجهود السورية الفرنسية الهادفة الى ايجاد حل توافقي للأزمة السياسية القائمة في لبنان تلقى المعلم قبل ظهر امس اتصالين هاتفيين من السيد كلود غيان الامين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية. وأضافت الوكالة ان البحث تناول (سبل المساعدة الممكن تقديمها للاطراف اللبنانية كي تتمكن من تجاوز الازمة السياسية القائمة فيما بينها والتوصل الى حل توافقي يضمن تحقيق الامن والاستقرار في لبنان).

وكان وزير الاعلام السوري محسن بلال قال أمس (ان العلاقات بين دمشق وباريس لم تتوقف حتى اللحظة. وأضاف في مقابلة مع صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي (لم يحملنا المسؤولية ابداً في تعطيل انتخاب رئيس جديد في لبنان. وأضاف بلال (لم نفهم هذه الدعوات على انها اتهام مبطن. نحن والفرنسيون نعمل سويّة من أجل انقاذ الوضع المتأزم والمراوح في لبنان).

وتابع (أريد أن أعود الى الوراء عندما كانوا يقولون سوريا هي المشكلة. الآن هم أنفسهم يدعون سوريا للحل نظراً الى نفوذها الكبير. نحن فعلا قوّة في المنطقة لكننا قوة خير). وسأل من يتدخل بالشأن اللبناني? اذا كان الاعتراض صحيحاً فهذا يعني ان الفرنسيين يتدخلون ولسنا نحن من يتدخل. وقال (اذا كان المطلوب ان نضغط على أصدقاء سوريا فاننا لم نتفق على ذلك). وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن امس الاول الاحد من القاهرة ان فرنسا لن تجري اي اتصال بسوريا ما لم تكن هناك أدلة على رغبتها في أن يتم انتخاب رئيس لبناني توافقي. وقال ساركوزي (لا بد من الاعتراف اليوم بأنه لم يعد من الممكن الانتظار ولن اجري.. أقصد انني ومعاوني لن نجري اي اتصالات مع سوريا ما لم تكن هناك أدلة على رغبتها في أن يتم انتخاب رئيس لبناني توافقي).

من جهة ثانية انتقدت الصحف السورية أمس (الحلول التي تطرحها الولايات المتحدة حول الشرق الاوسط) وقالت (ان واشنطن يمكنها لعب دور كبير في هذا الشأن اذا تبنت موقفا سياسيا واحدا ومنسجما). وتساءلت صحيفة (البعث) (هل الادارة الاميركية استيقظت فجأة وتريد اعادة الحقوق العربية خلال عام واحد من نهاية حكم الرئيس الاميركي بوش والتخبط في العراق وقبله افغانستان?). وأضافت ان (الهروب نحو حلول عادلة في الشرق الاوسط تبدو غير منطقية

استنادا الى عقيدة المحافظين الجدد التي يتباناها الرئيس بوش).

واضافت ان (ادارة بوش فوتت سبع سنوات كاملة بدون ان تلتفت لاحلال السلام في الشرق الاوسط بل على العكس تحولت تلك الاعوام الى محطات للحروب والتهديد فكان احتلال العراق ودعم العدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية وغزة ولبنان والتلويح بتهديد سوريا وايران وقوى المقاومة في حزب الله وحماس).

من جهتها، قالت صحيفة (الثورة) ان (الولايات المتحدة لها دور كبير كان وما زالت الاقدر على دعم عملية السلام عندما تتوافر لديها النية وتظهر موقفا سياسيا واحدا ومنسجما) .اما صحيفة (تشرين)، فكتبت ان (ادارة بوش مستمرة في عنادها واستفزازها ما يوقعها بالمزيد من الاخطار والاخطاء في المنطقة) . دمشق - ا.ف.ب

 

 حزب الكتائب ردا على عون: زمن قلب الحقائق ولى

الانوار/ صدر اليوم عن حزب الكتائب اللبنانية بيان جاء فيه: كان يمكن العماد ميشال عون أن ينهي العام 2007 بوقفة امل للبنانيين القلقين والمتعبين نتيجة استمراره وفريق المعارضة في عرقلة انتخاب رئيس جديد واستمرار اعتصامهم الفاشل في قلب بيروت الذي توقف عن الحياة منذ أكثر من عام، الا أنه آثر ان يطل في اليوم الاخير من العام بمواقف مكررة تشكل هروبا الى الامام، محاولا تحوير الانظار عن المواقف الدولية والمحلية التي تدل باصابع الاتهام على المعارضة في كل ما يجري. واضاف: لعل أبرز ما استوقفنا في مواقف العماد عون عودته الى نغمة حصرية التمثيل المسيحي، متجاهلا النتائج الصارخة للانتخابات الفرعية في المتن والتي دلت بوضوح على التمثيل المسيحي وكيفية توزعه، وعلى أن الفارق في حسم النتيجة دفتريا بات معروفا من اي جهة أتى وبالتأكيد ليس من اصوات المسيحيين. أما محاولته ابعاد المسؤولية عن نفسه في مسألة تعطيل انتخابات الرئاسة ورميها على الآخرين ولا سيما منهم الرئيس الشيخ امين الجميل فهي محاولة فاشلة، لان القاصي والداني بات يدرك أن العماد عون هو الذي يعرقل الانتخابات اذا لم يكن هو المنقذ الذي يحلم بالاطلالة على اللبنانيين من فوق، ولو ليوم واحد كما يقول دائما ويكرر، متناسيا ان ذاكرة اللبنانيين ليست ضعيفة، وتحمل في طياتها الكثير من الصفحات المؤلمة عن الحقبة التي أمسك فيها العماد عون زمام الامور. أما تهجمه على البطريركية المارونية والكنيسة فهو أمر مستنكر ولكنه يدخل في سياق النهج الذي دأب عليه منذ زمن بعيد في كل مرة يجد نفسه محرجا او في قفص الاتهام. ولن يمحى من سجله الاعتداء المهين على البطريرك الماروني خلال حربه العبثية الالغائية والتحريرية التي دفع المسيحيون الثمن الاغلى بسببها ولا يزالون. فكيف يمكن من يحمل في تاريخه وضميره هذا الكم من الويلات والمآسي على المسيحيين أن يسمح لنفسه بتزوير الحقائق والمضي في عرقلة انتخاب رئيس الجمهورية، والتسبب بخسارة المسيحيين الموقع الاول في مسؤولية الدولة، بسبب انانيته وهوسه الدائم الى السلطة والهيمنة ليس الا.

وختم: اننا نطمئن العماد عون وفريقه الى أن زمن قلب الحقائق قد ولى وأننا بالمرصاد لكل محاولات تضليل الرأي العام، وأن الانتخابات الرئاسية ستحصل، فيكون للبنان رئيس يقود زمام الامور عن جدارة ويأخذ لبنان واللبنانيين الى بر الامان، ليكونوا بمنأى عن هوس الطامحين الى الحكم والمفتونين بأنفسهم وبأنانيتهم.

 

العماد سليمان رجل العام وخيار اللبنانيين للانقاذ

الانوار/وسط الأزمات المتلاحقة التي تتردى فيها البلاد، فان اللبنانيين رغم المآسي التي تكبل حياتهم لم يتخلوا عن الأمل بالخروج من النفق. واذا كان من شخصية تستحق أن تكون رجل العام بالنسبة اليهم وتمنحهم الثقة بمستقبل مستقر، فهي شخصية قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي يأملون أن ينطلق العام الجديد بانتخابه رئيساً. وفي يقين المواطنين جميعاً، ان العماد سليمان يشكل الجسر الحقيقي للحوار الوفاقي بين الافرقاء والضامن الحقيقي لحقوق الفئات التي تشكل مكونات المجتمع اللبناني بكل شرائحه، وتاليا فإن التأخير في انتخابه وإطالة عمر الفراغ على المستوى الرئاسي يلحق بالوطن المزيد من الشلل والتفكك ويزيد من حجم المخاطر الاقتصادية وربما الأمنية. وفي اطار نشاطاته اليومية، استقبل العماد سليمان أمس الرئيس العام للرابطة اللبنانية في العالم سركيس ابو نهرا الذي نقل اليه تحيات الجالية اللبنانية في بلاد الاغتراب ودعمها وتأييدها للجيش اللبناني وقيادته الحكيمة، ثم قدّم له بطاقة شرف وعرفان من أبناء الجالية.

 

(رسالة) فرنسية - عربية في (الفراغ العام)

 رفيق خوري

ليس أسوأ من عام الفراغ الذي يودعه لبنان سوى (الفراغ العام) الذي يعيش فيه ويمتد الى روزنامة العام الجديد. فنحن نسبح في الفراغ متوهمين أن الحركة في حال انعدام الوزن والتوازن هي حرية الحركة وقوة الإمساك باللعبة. الفراغ في كل شيء: الرئاسة، البرلمان، الحكومة، الفكر السياسي، الرؤية الاستراتيجية، السجال، وحتى الحوار. ولا شيء يوحي أن القيادات مستعدة لمراجعة مواقفها ودفاتر حساباتها في نهاية العام، كما تفعل أية شركة. ولا أحد يستطيع، مهما كابر، تجاهل الوجه الآخر لـ (الرسالة) الموجهة الى سوريا من الرئيسين نيكولا ساركوزي وحسني مبارك. كما من الدعوة المصرية - السعودية الى اجتماع الجامعة العربية، وهو أن المواقف اللبنانية هامشية. فلا هي القفل الأساسي للأزمة، ولا هي المفتاح الذي يتصور البعض أنه يحمله. ذلك أن الرئيس ساركوزي الذي تحدث عن أزمة الرئاسة والمحكمة ذات الطابع الدولي، كاد يستعير شعار بيل كلينتون (انه الاقتصاد، يا غبي) للقول ضمناً (إنها المحكمة، يا غبي). فهو حين يقول إن المحكمة (ليست مزحة) يعرف أن أزمة الرئاسة أيضاً ليست مزحة. وهو عندما يعلن وقف الاتصالات مع دمشق، فإنه يسكب ماء بارداً على (الورقة) الفرنسية - السورية التي اطلع عليها السناتور الأميركي آلان سبكتر من وزير الخارجية السوري وليد المعلم. فضلاً عن أنه يسحب من التداول النظرية الرائجة في طهران ودمشق ولدى المعارضة في بيروت عن اتفاق فرنسي - سوري يشمل الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب تدخلت أميركا لتعطيله في اللحظة الأخيرة خوفاً على مشروعها ورغبة في (حراسة الفراغ وحكومة السنيورة).

وليس الاجتماع المقرر لوزراء الخارجية العرب وما دار حوله من شكوك وهواجس بددها اتصال هاتفي بين الرئيس نبيه بري والأمين العام للجامعة عمرو موسى سوى (امتحان) عربي عشية القمة المقرر عقدها في دمشق. كذلك الأمر بالنسبة الى موقف الرئيس حسني مبارك الذي استغرب إقفال المجلس النيابي وناشد دمشق تسهيل الانتخاب الرئاسي. فالانطباع السائد هو أن اللعبة ليست في أيدي اللبنانيين، وأن تحريكها يحتاج الى مصالحة سورية - سعودية. والسؤال الحائر هو: ما الذي يستطيع أن يفعله العرب بعدما فشل اللبنانيون والأوروبيون والأميركان? ومَن يفك العقدة التي صمدت في وجه اللبننة والتعريب والتدويل?

إذا كان مختصر (رسالة) ساركوزي ومبارك هو أن الاتصالات مع دمشق لم تحل الأزمة، فإن المواجهة معها تزيد الأزمة تعقيداً، على افتراض أن قرار المواجهة صار على جدول الأعمال. ومَن يدفع الثمن هو لبنان الذي صارت رئاسته ومعظم قضاياه مجرد ورقة في الصراع بين مشروعين كبيرين يستحيل حسمه في الوطن الصغير الذي ينوء تحت أثقال المشروعين

 

رغم إعلان ساركوزي وقف الاتصالات مع سورية حول لبنان وفي ظل تأكيد المعارضة انتهاء مفاعيل قمة القاهرة

دمشق تعلن تلقي المعلم اتصالين من غيّان وعون يهاجم صفير والجميل وجعجع يردان

بيروت، باريس، دمشق - الحياة - 01/01/08//

أقفل العام 2007 في لبنان على مزيد من الغموض حول مصير الجهود من اجل إنهاء الفراغ الرئاسي، وعلى استمرار التصعيد السياسي بين الفرقاء اللبنانيين.

وفيما كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعلن من القاهرة أول من أمس، انه سيوقف اتصالاته ومعاونيه، مع دمشق الى ان تترجم الأخيرة أقوالها افعالاً في ما يخص تسهيل انتخاب رئيس جديد للبنان، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم تلقى اتصالين أمس من الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان «استمراراً للجهود السورية - الفرنسية الهادفة الى إيجاد حل توافقي للأزمة السياسية القائمة في لبنان».

وقالت أوساط في المعارضة لـ «الحياة» إنها «وُضعت في أجواء الاتصالات الفرنسية - السورية التي حصلت بعد إعلان ساركوزي عن توقفها». فيما قالت أوساط في الأكثرية لـ «الحياة» ان معلوماتها عن الاتصالات الفرنسية - السورية خلال الأسبوع الماضي، تناولت أفكاراً طرحها الجانب السوري تقضي بالإصرار على إعطاء الثلث المعطّل من الوزراء للمعارضة لتسهيل حصول انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان للرئاسة، في مقابل خفض عدد الوزراء الموالين لسليمان.

وفيما أكدت مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجود ورقة فرنسية - سورية حول موضوع الرئاسة وتشكيل الحكومة المقبلة، وكذلك فعلت مصادر رسمية سورية إذ قالت ان هناك وثيقة تفاهم، أوضحت مصادر فرنسية مطلعة في باريس لـ «الحياة» ان «لا وجود لورقة أو وثيقة، بل مجرد أفكار كانت على الطاولة وجرى التداول فيها».

وبينما رأت مصادر سياسية محايدة في إعلان دمشق عن استمرار الاتصالات بينها وبين باريس، رغم إعلان ساركوزي عن توقفها، محاولة للتوصل الى تفاهم ما قبل عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل لعل التواصل بين العاصمتين يستبق أي موقف عربي حيال سورية، فإن الغموض والتناقضات التي ظهرت في شأن استمرار الاتصالات تزامن مع تصعيد سياسي جديد من القوى المحلية إذ انتقد زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس. وقال: «نريد موقفاً واضحاً من البطريرك ومن مجلس المطارنة الموارنة عما يقال من ان البطريركية هي التي تغطي المخالفات الدستورية للحكومة». وأضاف عون: «سمعنا وزيراً مسيحياً يقول إننا أخذنا بركة البطريرك لتمارس الحكومة صلاحيات الرئاسة. هل غبطة البطريرك منتخب من الشعب؟ نحن المسؤولون أمام الشعب فليس لغبطته ان يقرر عنا... وعلى المسيحيين ان يختاروا مرجعيتهم المسيحية ومرجعيتهم السياسية».

واتهم عون الرئيس الأعلى لحزب الكتائب، رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بأنهما عطّلا اجتماعاً للتفاهم على رئيس الجمهورية، وسأل: «من يمثلون هم؟ (الجميل وجعجع)، وهل لدى الأقلية المسيحية الحق في ان تعطل أكثرية مسيحية (عون) تفوق الثلثين؟»، وإذ أكد ان المسيحيين ليسوا منقسمين، تناول عون اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد المقبل فدعاهم الى «عدم أخذ قرارات خاطئة». وإذ اعتبر «اننا ما زلنا نعيش اجواء حرب تموز (يوليو 2006)»، اكد إصرار المعارضة على حكومة وحدة وطنية، وقال: «إما ان يأتي رئيس ليوقف الحرب أو لن يكون رئيس». وعن إمكان لجوء المعارضة الى خطوات تصعيدية، رأى ان «كل الاحتمالات قائمة لكن بروية وعلينا التنبه لكي لا يحصل انفلات».

وقالت مصادر في المعارضة لـ «الحياة» ان الحديث عن خطوات تصعيدية للمعارضة سابق لأوانه وأن لا شيء مقرر قبل جلسة 12 كانون الثاني (يناير) المقبل أي موعد الجلسة النيابية المقبلة. وذكرت مصادر محايدة ان المعارضة «تمارس ضغطاً نفسياً».

وحذر رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد «فريق السلطة من الإمعان في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية». ورأى ان «الثلث الضامن الذي تطلبه المعارضة في الحكومة هو الذي يضمن العيش المشترك»، وقال إن «امام الأكثرية الخيار بين السقوط الى الهاوية أو الإذعان لمطالب المعارضة».

ورد حزب الكتائب على تصريحات العماد عون معتبراً انها «هروب الى الأمام محاولاً تحوير الأنظار عن المواقف الدولية والمحلية التي تدل بأصابع الاتهام الى المعارضة». وانتقد في بيان «عودة عون الى نغمة حصرية التمثيل المسيحي متجاهلاً النتائج الصارخة لانتخابات المتن الفرعية». كما هاجم «إبعاد عون المسؤولية عن نفسه في تعطيل الانتخابات الرئاسية»، واتهمه بعرقلتها «إذا لم يكن هو المنقذ الأول الذي يحلم بالإطلالة على اللبنانيين من فوق متناسياً ان ذاكرة اللبنانيين ليست ضعيفة وتحمل في طياتها الكثير من الصفحات المؤلمة عن الحقبة التي أمسك فيها عون بزمام الأمور».

واعتبر حزب الكتائب ان «تهجم» عون على البطريركية المارونية والكنيسة «امر مستنكر ولكنه يدخل في سياق النهج الذي دأب عليه منذ زمن في كل مرة يجد نفسه محرجاً أو في قفص الاتهام. ولن يمحى من سجله الاعتداء المهين على البطريرك الماروني خلال حربه العبثية الإلغائية والتحريرية التي دفع المسيحيون الثمن الأغلى بسببها ولا يزالون».

وسأل: «كيف يمكن من يحمل في تاريخه وضميره هذا الكم من الويلات والمآسي على المسيحيين ان يسمح لنفسه بتزوير الحقائق والمضي في عرقلة انتخاب رئيس الجمهورية، والتسبب بخسارة المسيحيين الموقع الأول في مسؤولية الدولة، بسبب انانيته وهوسه الدائم بالسلطة والهيمنة ليس إلا؟»، وأكد حزب الكتائب ان الانتخابات الرئاسية «ستحصل فيكون للبنان رئيس ليكون اللبنانيون بمنأى عن هوس الطامحين والمفتونين بأنفسهم وبأنانيتهم».

واتهم جعجع عون بإعطاء «معطيات مغلوطة... ولا أستبعد ان يكذب ليثبت صحة موقفه».

ودعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى «انتظام عمل المؤسسات الدستورية عبر البدء بانتخاب رئيس للجمهورية ونمني النفس ان تسلم الحكومة الأمانة في أقرب وقت». وقال: «لا بد لدروبنا ان تلتقي مع القوى السياسية التي نختلف معها في الرأي»، معتبراً ان «الناس ملّت السياسة والشعب يأمل بالحلول».

ودعا وزير الإعلام غازي العريضي الى ان «نذهب الى تسوية مشرفة بين الكبار لإنقاذ هذا البلد الصغير».

وحول إعلان دمشق عن تجدد الاتصالات بينها وبين باريس امس، سألت مصادر في المعارضة: «اين يصرف إعلان الرئيس ساركوزي من القاهرة انه علق اتصالاته ومعاونيه مع دمشق بعدما وصلت الى طريق مسدود وأن فرنسا ما زالت تنتظر من دمشق ان تمارس ضغطاً على حلفائها في لبنان، في الوقت الذي بادر غيان الى الاتصال مرتين بالوزير المعلم»؟

واعتبرت ان اتصال غيان بالمعلم يعني ان قنوات التواصل ما زالت مفتوحة بخلاف ما تراهن عليه الأكثرية في لبنان وأن مفعول القمة المصرية – الفرنسية بدأ يتراجع تأثيره «خصوصاً ان المعارضة بحسب المعلومات المتوافرة لديها تؤكد ان الاتصال الثاني جاء بناء لرغبة ساركوزي».

وعما يتردد من ان المعارضة تدرس الدعوة الى العصيان المدني ضد الحكومة، أكدت المصادر لـ «الحياة» ان المعارضة لم تقرر حتى الساعة الخطوات التي ستلجأ إليها «لكن هذا لا يعني استبعاد تحرك شعبي - نقابي، ما زال قيد النقاش».

الى ذلك قالت مصادر في الأكثرية لـ «الحياة» ان دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بطلب من السعودية ومصر، تمهد «لإعادة ملف الاستحقاق الرئاسي الى الحاضنة العربية بعد ان اصطدم التحرك الفرنسي بعوائق سورية حالت دون انتخاب رئيس الجمهورية».

وأضافت: «التحرك الفرنسي حظي بدعم عربي ودولي وباريس أتاحت الفرصة أمام دمشق لتعيد تصحيح علاقاتها بالمجتمع الدولي لكن الأخيرة لم تف بتعهداتها بتسهيل انتخاب الرئيس وأن باريس اكتشفت ان رهانها لم يكن في محله، وأن دمشق تراهن على كسب الوقت بعد ان أوصدت الأبواب أمام أي تحرك عربي لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي».

ورأت مصادر الأكثرية ان الآمال الفرنسية التي كانت معقودة على سورية «تراجعت ولبنان والمنطقة باتا امام مرحلة جديدة تقتضي الإعداد لتحرك عربي – دولي ضاغط على دمشق».

لكن المصادر تخوفت من «عودة التوتر الى المخيمات الفلسطينية الذي يمكن ان يترتب عليه المزيد من الإرباكات للوضع الداخلي»، معتبرة ان عودة بعض الجهات الخارجية الى استخدام الورقة الفلسطينية، «دليل الى ان هناك من يخطط لإقحام العامل الفلسطيني في المعادلة الداخلية بغية الضغط على الحكومة والأكثرية، وإظهارها بأنها عاجزة عن ضبط الوضع».

وكشفت المصادر عن ان قيادات في الأكثرية «كثفت في الآونة الأخيرة اتصالاتها بكل من ممثل منظمة التحرير في بيروت عباس زكي ومسؤولين عن الفصائل الفلسطينية، لقطع الطريق على من يخطط لاستدراج بعض الفصائل الرئيسة في المخيمات الى مواجهات داخلية ستنعكس على مجمل الوضع في لبنان».

توضيح من جنبلاط

من جهة ثانية، نسب الى رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط اتهامه في مقابلة مع محطة «برس تي في» الإيرانية «حزب الله» بالمشاركة في الاغتيالات في لبنان وبأن الأكثرية لن توافق على إعطاء الثلث المعطل للمعارضة في الحكومة مهما كان الثمن.

وأصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه جنبلاط توضيحاً اشار الى ان المحطة وزعت اليوم «أفكاراً مجتزأة بشكل فاضح يؤثر على المعنى كاملاً». وأكد البيان ان «الاجتزاء لا يعكس مضمون الحوار الذي استمر زهاء 45 دقيقة وتطرق الى جملة من الأمور السياسية التي يتطلب فهمها الإطلاع على المقابلة كاملة. وكانت مفوضية الإعلام تتمنى على المحطة الإيرانية، بعد طول غياب وانقطاع، ان تتوخى الدقة والموضوعية في التعاطي مع المواقف السياسية التي أطلقها النائب جنبلاط

 

إنتفاضة الاستقلال بعد أعوام ثلاثة: بين السجن الإقليمي والأسر الداخلي

زياد ماجد

مضت ثلاث سنوات تقريباً على 14 آذار 2005، خُيّل لنا أنها ثلاثة عقود لكثافة أحداثها وعمق دلالاتها، وتجسيدها كامل الأهوال التي يمكن أن تعصف ببلد تحكمه جغرافيّته السياسية وتركيبته الداخلية بالترحال الدائم بين الأزمات. ولعل القراءة المركّبة لما جرى ويجري منذ ذلك اليوم المليوني المشهود في قلب بيروت (وأحياناً عشيته) تفيد في إعادة رسم اللوحة الثلاثية المشاهد التي نراها راهناً وما أفضى الى بهتانها بعد تألق وجيز...

المشهد الاول: لبنان بين العراقين

ليست مفارقة خالية من تبعات، أن العراق مثّل في لحظتيه الدراميتين الأخيرتين، لحظة حرب الخليج الأولى (التالية لاحتلاله الكويت) عام 1991، ولحظة حرب الخليج الثانية (مع الاجتياح الأميركي البريطاني لأراضيه) عام 2003، إنطلاق ثم انطواء مرحلة بالغة الخطورة في التاريخ اللبناني المعاصر.

ذلك أن التفويض الأميركي للنظام السوري بإدارة الشأن اللبناني جاء بعد الحرب الأولى ومشاركة الجيش السوري الى جانب الاميركيين فيها، ونهاية هذا التفويض جاءت بعد الحرب الثانية عبر تصالح الفرنسيين والاميركيين (إثر مشادتهم المرافقه لها) الذي أنتج القرار الأممي 1559.

وبين بدء التفويض وانقضائه، عاش لبنان أرذل العمر سياسياً، وأعيد تركيب مؤسسات دولته وفق مصالح النظام السوري وأهواء مخابراته. كما جرى تغيير بنية العلاقات الطائفية في سلطته، بحيث عُمِل على تهميش التمثيل السياسي المسيحي فيها (وتعميق نتائج الديمغرافيا وما تناسل من الحرب الأهلية من خلل في التوازنات)، وعلى توزيع الأدوار الداخلية والخارجية الجديدة بين سنة وشيعة (في عمليات إعمار و"مقاومة" وتوزيع مغانم تتنافر وتتصالح دورياً) عشية صعود التوتر المذهبي في كامل المحيط... كما شهدت الحقبة المذكورة تدميراً ممنهجهاً لمساحات وطنية كانت الثمانينيات قد بدأت بإنهاكها، كالجامعة اللبنانية والنقابات العمالية. وعرفت تسلّطاً على وسائل الإعلام وعلى العديد من هيئات المجتمع المدني، بالترافق مع تهميش للسلطة القضائية في وقت كان الفساد ينخر جسم الدولة ومشاريعها يرعاه سياسيون وضباط أمنيون ويقتطعون منه موازنات تساهم في إعادة إنتاج نفوذهم في لبنان وفي الداخل السوري نفسه... وقد أدّى مجمل ذلك الى تقطّع أواصر الحياة السياسية والاصطفاف المواطني (الضعيف أصلاً)، والى استدامة حال من تعطيل المؤسسات الدستورية لصالح مراكز نفوذ وقرار خارجها. فصعُب بالتالي التغيير من داخلها، تماماً كما تلاشى احتماله من خارجها، رغم الجهود المبذولة منذ منتصف التسعينات والمتصاعدة بعد العام 2000.

وبالعودة الى العراق وما مثّلته لحظتاه من بداية ونهاية، ينبغي توضيح أن اللحظة الأولى كانت لحظة ضبط إقليمي ومفاوضات ومحاولات إقفال ملفات، وهو ما انعكس على لبنان استقراراًٍ أمنياً واستبداداً سياسياً، في حين أن اللحظة الثانية كانت لحظة انكشاف وتبدّل في موازين القوى في المنطقة انعكست على لبنان تحريكاً جدياً للوضع السياسي ومحاولة سورية لمنع التغيير المتولّد من تقاطع المصالح بين داخل مجاهر برفض استمرار الهيمنة وخارج هائج ومنهي كل تفويض سابق لنفس الهيمنة بإدارة ساحة حمّالة رسائل (أخطرها المتعلّق بمزارع شبعا، حيث البريد الإيراني السوري الاسرائيلي ظل قابلاً للتوزيع، واغتال بالتالي إنجاز التحرير وطنياً بمساهمة من الحزب المحرّر نفسه)!

لذلك، لم يكن مستغرباً أن يحاول بعث دمشق الانقلاب على اللحظة العراقية المستجدة بإظهار تصميمه على طلب تفويض جديد، ليس عبر التعاون هذه المرة كما كان حصل قبل عقد ونيّف، بل عبر التصلّب والتهديد بالفلتان والشروع في إسالة الدماء إبتداء من العام 2004، وصولاً الى الذروة في 14 شباط 2005 مع اغتيال الرئيس الحريري، وما نتج عنه بعد شهر - ممّا لم يكن في الحسبان - من طوفان بشري حرّر لبنان وابتلع كل محاولات الترهيب، بما فيها تلك التي اعتُمدت في 8 آذار، حين تظاهر حزب الله وشيعته (ولنا عودة الى المعنى الداخلي اللبناني لذلك لاحقاً) لدعم المسعى السوري (الفاشل) في البقاء...

المشهد الثاني: بين أميركا وإيران، وإسرائيل والنظام السوري

يضاف الى "المدخل والمخرج" العراقيين المذكورين، وارتباطاً جزئياً بهما، مشهد ثان شديد التعقيد، هو مشهد الصدام الأميركي الإيراني (المنعكس على مراحل عندنا)! فحربا أميركا في أفغانستان والعراق، أتاحتا لإيران اندفاعاً إقليمياً غير مسبوق. إذ بين تهاوي كل من الطالبان وبعث بغداد، تهاوى جدارا العزل الجغرافي والردع العسكري لها. وبين انتشار الأميركيين على حدودها وخرق نفوذها هذا الانتشار (عبر القسمة الشيعية السنية ودولارات النفط المتكاثرة)، علق أعداؤها في مستنقعين عميقين أوقفا سطوتهم (مؤقتاً)، ووقع جميع دول المنطقة في ارتباك وخوف من مدّين: مدّها وما يعنيه مذهبياً وسياسياً، ومدّ المحافظين الجدد (قبيل انكفائهم) وما يحمله من أدبيات وسلوكيات قد تنهي "ستاتو كو" الانظمة القائم منذ عقود...

على أن الانعكاس المأساوي للصراع الأميركي الإيراني في المنطقة على الساحة اللبنانية، تمثّل في مستويين:

مستوى تقديم الأوكسيجين للنظام السوري مالياً وسياسياً وإشراكاً في إلهاء الأميركيين في بغداد والرمادي وإقلاق المحيط العربي والتركي من الفوضى الدموية والمذهبية العراقية، وهو أوكسيجين مكّنه في الوقت عينه من تشديد هجومه المضاد على لبنان بعد انسحابه عسكرياً منه،

ومستوى الحرب بين حزب الله وإسرائيل، وما حملته من تدمير للبنان ومن ضرر على نسيجه الداخلي نتيجة أخطاء كبيرة في فهم مؤدّياته الطائفية والوطنية بمعزل عن أمر عملياته الإقليمي (الذي نجحت فيه إيران وحليفها اللبناني في فرض تراجع إضافي على أميركا وإلحاق هزيمة جزئية بحليفتها إسرائيل).

إثر ذلك، أطل الجزء المكمّل لهذا المشهد، والمتأتي من اكتشاف واشنطن لعقم "سياساتها العربية". فاعتبر بعض إدارتها أن إعادة التموضع للإنطلاق من جديد تتطلب ولوج الباب الفلسطيني الاسرائيلي بعد تجاهل له منذ نهاية عهد كلينتون، وبعد حصار للرئيس الراحل ياسر عرفات ودعم كامل لسياسات شارون-أولمرت منذ 2002، وبعد الانتخابات الفلسطينية وانقلاب حماس العسكري في غزة. فكان مؤتمر أنابوليس مؤخراً وما رافقه من معطيات إقليمية جديدة، منها إثنتان تعنياننا لبنانياً:

- الأولى، الانفتاح الاوروبي على دمشق بتشجيع من بعض الدول العربية ضمن مقولة مفادها إن الحوار معها أفضل من عزلها، وإن تطمينها قد يساهم في ابتعادها عن إيران، وهو ما شكّل عنصر دفع لدعوتها الى المشاركة في المؤتمر.

- والثانية، تأكيد إسرائيلي لا يحتمل اللبس على تفضيل الحوار مع النظام السوري على أي حوار مع الفلسطينيين، وتفضيل توسيع الدور السوري إقليمياً لطمأنة نظام الأسد الذي يبقى "أفضل من المجهول" (بحسب التعبير الإسرائيلي) والسعي من خلال لبنان تحديداً لإبعاده عن إيران (وبالتالي قطع الصلة التي يؤمنها بين طهران وحزب الله)...

وبموازاة ذلك، كان الارتباك الاميركي تجاه إيران النووية في ذروته بين تقارير مخابراتية وسياسية متناقضة. وبرز موقف سعودي يؤاثر تفضيل الانفتاح على طهران وليس دمشق. كما برز شكلان دوليان للتعاطي مع ملف المحكمة في جرائم الاغتيال تباطؤاً ثم تسريعاً (منذ أيام) ولم يتّضح بعد مدى الرسوّ على وتيرة واحدة وعلى مستوى واضح من التعاطي الدولي القضائي والسياسي مع جرائم سياسية بامتياز....

المشهد الثالث: تهالك "الصيغة اللبنانية"

أعطى كل ما ذكر من معطيات إقليمية كمّاً من الإشارات المختلفة والانطباعات المتناقضة أحياناً لأطراف محليين ذوي مشروعية تمثيلية لا شك فيها، لكنها لا تغيّر من اضطرارهم الدائم للالتصاق بما يجري حولهم، ولا تعدّل من حجم ارتباط اكثرهم بمحاور وتحالفات يمكن لها أن تشلّهم بقدر ما يمكنها مساعدتهم....

ولعل التخبّط في الاشهر الاخيرة هو خير دليل على ذلك، خاصة في صفوف 14 آذار، إذ أن تكوين 8 آذار وارتباط حزب الله العضوي بإيران (وحلفهما مع النظام السوري) في ظل سياسة تقوم على كسب الوقت وتحسين شروط المواجهة أو التسوية يؤمن نوعاً من الثبات (على الأقل منذ 2005).

على أن الأهم من ذلك ربما، في باب العلوم السياسية، هو ما يعيدنا الى البحث في مسألتين "جوهريتين" في العلاقات السياسية اللبنانية الداخلية.

الاولى، هي تلك المرتبطة بطائفية النظام وبنيته القائمة على تحاصص من خارج منطق "فصل السلطات" الذي يؤكّده الدستور. وهي مسألة تحوّل على الدوام كل خلاف سياسي الى مدخل للصراعات بين قوى ممثلة كتلاً طائفية كبرى مختلفة على خيارات السياسة الخارجية وأحجام التمثيل داخل المؤسسات. فيبدو الوصول الى تسويات لصراعاتها صعباً، ويصبح الجهد التسووي بحثاً عن مخارج تحدّ من أثر الخلافات على العلاقة ب"الخارج" منصبّاً على إعادة توزيع الحصص الطائفية في مؤسسات الدولة (أي في "الداخل") على نحو يعطل آلية اتخاذ القرارات فيها على أساس أكثريّ وأقلّي، ضامناً بالتالي عدم قدرة أي طرف على اتخاذ "مواقف" تقلق الأطراف الأخرى. وهو ما يمكن أن يؤدي (كما الآن) الى شلل كامل، والى انكشاف على وساطات ومفاوضات خارجية.

وبهذا المعنى، تتحوّل "الديمقراطية التوافقية" اللبنانية الى مجال مساومات واختلافات وتحدّ في نفس الوقت من عمل المؤسسات واحتمال إصلاحها والتأسيس لحل جذري للأزمات من خلال بناء دولة قانون تتعاطى واللبنانيين بوصفهم مواطنين بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية أو ولاءاتهم السياسية، وتحدّد بدقة موقع لبنان ودوره في المنطقة.

أما المسألة الثانية، فهي تلك المرتبطة بشكل التمثيل الطائفي الاستئثاري (المتأتي أحياناً عن قانون الانتخاب المعتمد نظام التمثيل الأكثري البسيط في دوائر واسعة، والمتأتي أحياناً أخرى من حدة الاصطفافات في لحظات الصدام السياسي- الطائفي)، وهي مسألة بالغة الأهمية إذا راقبنا قدرة الممثلين الطائفيين على اتخاذ أي تموضع ثم الانقلاب عليه والسير الى سواه دونما خوف من خسارة جمهورهم أو حتى مساءلة هذا الجمهور لهم. ذلك أن الأهم بنظر الجمهور هو قدرة التماسك بين مكوّناته للمحافظة على جهوزية عددية صداماً أو تسوية مع جمهور طائفي متماسك آخر... وفي هذا ما يحرّر السياسيين من كل قيد مستند الى مشروعية تمثيلهم، وشروط تعاقدهم مع ممثليهم، وما يسري بالعدوى حتى الى القوى السياسية غير الطائفية، التي تصبح في الأزمات مفضلة التبسيط في القسمة على التركيب أو التعقيد أو حق التمايز عن حليف هنا أو راع هناك خوفاً على التماسك العصبوي إياه، ولو على نطاق أضيق..

ولعل عطب انتفاضة الاستقلال التي أزهرت ربيعاً بيروتياً كان - الى جانب عدم إسقاط إميل لحود خلال حشدها المهول - دخولها السريع (والذي لا يغيّر في شيء من أهمية إنجازها الباهر المنهي سنوات القهر والسطوة المخابراتية السورية) في باب التسويات التأسيسية للسلطة الجديدة، من دون أي محاولة لتعديل الممارسة التقليدية، ومن دون بحث جدي في شكل النظام الجديد، واستناداً الى نفس المعادلات المرتبطة بالاستئثار الطائفي وما ينتج عنه من رشاقة حركة وتموضع، ومن توزيع حصص يعطّل القدرة لاحقاً على اتخاذ القرارات.

وبناء على ما ذكر، وبتحليل بارد، لا يعود مستغرباً الوصول الى الشلل اليوم، ولا الى انعدام القدرة على انتخاب رئيس أو إنتاج قرار، طالماً أن لا معنى لمفهومي الأكثرية والاقلية في ظل خلو كل منهما من مكوّن طائفي أساسي في البلد (وتلك ربما قوة مظاهرة 8 آذار في السياق الداخلي، وما أفضت إليه والأمر طائفي من تحالف رباعي)...

وبناء على ما ذكر أيضاً، تتّضح أهمية اعتماد التمثيل النسبي في الانتخابات لما تتيحه من كسر استئثارات التمثيل الطائفي وتؤمّنه من حدّ أدنى للحكم ولو قاطع طرف أو أطراف مؤسساته.

على أن التحليل البارد وحده لا يكفي في حالنا الراهن. فالموقف ضروري أيضاً لأن الخيارات المطروحة ما زالت – رغم العطب البنيوي المشار إليه – دون الحد الادنى من حق اللبنانيين في وطن مستقر. والمسؤوليات ليست متساوية في عدم بلوغ الحد الادنى هذا (المتيح ربما فسحة لتغيير الاصطفافات والبحث الجدي في الإصلاح والسعي، ولو النظري، لتبديل أمور تدبير السياسة)، ولا يمكن بعض القوى أن تختبئ خلف شعارات فضفاضة ولو كان فيها شبهة حق: فلا المشاركة ولا إنهاء التهميش ولا حماية الحدود تتحقق من خلال الارتهان لبرنامج نووي هنا، أو لنظام استبداد هناك. ولا المقاومة – ولو على كفاءة قتالية عالية – يمكن أن تؤدي الى غير التفكك والتعصب والبلاء إن كان قرارها خارج حدود الوطن، وإن كان تكوينها طائفي مذهبي. ولا هي أساساً حاجة من خارج مؤسسات الدولة إن اعتدى الجوار أو جار...

عودة الى البدء

تعيدنا الخاتمة الى البداهة. الى البداية. الى حقنا في أن نعيش في وطن عادي ينتظر الإصلاح والتغيير من دون قتل ولا حروب ولا مشاريع شهر سكاكين عند كل منعطف. وهي بداهة على سذاجتها، وربما نتيجة ذلك، لن تتحقّق من دون تبدّل حقيقي في وضع محيطنا، ومن دون بدء في بحث ما ندّعي أننا استعرضنا عناوينه في هذه العجالة.

وواجبنا على هذا الاساس، ليس الاستسلام الى عواصف المحيط والارتماء في أحضانها، بل محاولة إطلاق المبادرات السياسية الواحدة تلو الأخرى لتصعيب شروط الخارج على الداخل وتقليص اتّكال الداخل على الخارج، أو على الأقل لأيجاد فسح بينهما لا تدفعنا دفعاً الى المزيد من التيه والترحال بين الصعاب.

لا يسعنا على عتبة السنة الجديدة، سوى أن نرسل ورود حبّ سمير قصير وياسمين عشقه للحرية لتتفتح على شبابيك سجون البعث في دمشق، حيث ينتظر طلوع الضوء ميشال كيلو وفائق المير وأنور وأكرم البني وفداء الحوراني وعارف دليلة وكمال اللبواني وغسان النجار وأحمد طعمة وجبر الشوفي وعمر وعلي العبد الله ووليد البني وياسر العيتي وسائر معتلقي الرأي الأحرار.

ز.م.