المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 16 آذار/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .11-1:12.57-55:11

وكانَ قدِ اقتَربَ فِصحُ اليَهود، فصَعِدَ خَلْقٌ كَثيرٌ مِن تِلكَ النَّاحِيَةِ إِلى أُورَشَليمَ قَبلَ الفِصْحِ لِيَطَّهِروا. وكانوا يَبحَثونَ عن يسوع، فيَقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ وهُم قائمونَ في الهَيكلَ: «ما رَأيُكم: أُتُراه لا يَأتي إِلى العيد؟» وكانَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ قد أَمروا بِأَن يُخبِرَ عنه كُلُّ مَن يَعلَمُ أَينَ هو، لِكَي يُمسِكوه. وقبلَ الفِصحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ جاءَ يسوعُ إِلى بَيتَ عَنْيا، حَيثُ كانَ لَعازرُ الَّذي أَقامَه مِن بَينِ الأَموات. فأُقيمَ له عَشاءٌ هُناك، وكانَت مَرْتا تَخدُم، وكانَ لَعازَرُ في جُملَةِ الَّذينَ معَه على الطَّعام. فتَناولَت مَريَمُ حُقَّةَ طِيبٍ مِنَ النَّارَدينِ الخالِصِ الغالي الثَّمَن، ودهَنَت قَدَمَي يسوع ثُمَّ مَسَحَتْهما بِشَعرِها. فعَبِقَ البَيتُ بِالطِّيب. فقالَ يهوذا الإِسخَريوطيُّ أَحَدُ تَلاميذِه، وهوَ الَّذي أَوشَكَ أَن يُسلِمَه: «لِماذا لم يُبَعْ هذا الطِّيبُ بِثَلاثِمِائَةِ دينار، فتُعْطى لِلفُقَراء؟» ولَم يَقُلْ هذا لاهتِمامِه بِالفُقَراء، بل لأَنَّه كانَ سارِقاً وكانَ صُندوقُ الدَّراهِمِ عِندَه، فَيختَلِسُ ما يُلْقى فيه. فقالَ يسوع: «دَعْها، فإِنَّها حَفِظَت هذا الطِّيبَ لِيَومِ دَفْني. إِنَّ الفُقَراء هم عِندكم دائِماً أَبَداً، وأَمَّا أَنا فَلَستُ عِندكم دائِماً أَبَداً». وعَلِمَ جَمْعٌ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ أَن يسوعَ هُناك فجاؤوا، لا مِن أَجلِ يسوعَ فقط، بل لِيَرَوا أَيضاً لَعازَرَ الَّذي أَقامَهُ مِنَ بَينِ الأَموات. فعَزَمَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ على أَن يَقتُلوا لَعازَرَ أيضاً،لأَنَّ كَثيراً مِنَ اليَهودِ كانوا يَنصَرِفونَ عنهُم بِسَبَبِه ويُؤمِنونَ بِيسوع.

 

 

المرشح الأميركي جون ماكين: من يقتل اللبنانيين الوطنيين يجب أن يمثل أمام العدالة

السبت 15 آذار 2008

أثنى المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين على حركة الرابع عشر من آذار وجمهورها "الذي دحر الاحتلال السوري والتدخّل الإيراني في لبنان عام 2005 وأسقط أيضًا الحكومة "الدمية" التي كانت تتجاهل مطالب الحرية والاستقلال". ماكين وفي بيان أصدره لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لـ"ثورة الأرز" قال: " لقد مرّ على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت ثلاث سنوات وما تلا ذلك من توحّد اللبنانيين في "ثورة الأرز"، ولكن - أضاف ماكين - " بعد ثلاث سنوات بقي للأسف العديد من الوعود التي لم تتحقّق بسبب القوى القمعية التي حالت دون التوصل إلى لبنان حر، فقد عزّزت سوريا وإيران السطوة مجدّدًا على لبنان وقامتا بشلّ الحكومة اللبنانية، وللمرّة السادسة عشرة تم تأجيل الانتخابات الرئاسية في لبنان". كذلك شدّد ماكين في بيانه على أنّه "يجب أن يتمّ إحضار أولئك الذين يقتلون اللبنانيين الوطنيين ويمنعون ديمقراطية الشعب اللبناني للمثول أمام العدالة". وختم بالقول: " أطالب جميع اللبنانيين من كافة الأديان والطوائف الذين يرفضون الإرهاب والإستبداد السوري والإيراني أن يتمسّكوا بمبادئ ثورة الأرز العظيمة".

 

جرحى في عراك بالأيدي والعصي في طرابلس وقوى الأمن سيطرت على الوضع

وطنية - طرابلس - 15/3/2008 (أمن) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عبد الكريم فياض، أن مجموعة تابعة ل "حركة التوحيد الاسلامي" التي يرأسها الشيخ هاشم منقارة, قامت باقتحام المركز الطبي في محلة محرم في طرابلس, الذي كانت الهيئة التي تديره أعلنت انشقاقها وانضمامها الى "هيئة الطوارىء في جبهة العمل الاسلامي", وعلى الاثر دار عراك بالايدي والعصي بين مجموعة حركة التوحيد والشباب الموجودين داخل المركز, ما ادى الى سقوط ثلاثة جرحى هم: خالد العلي, محمد حسامي, وجمال عليان, ونقلوا الى مستشفيات طرابلس. وقد تمكنت قوى الامن الداخلي من تطويق ما حدث, بعد توقيف جميع من كانوا داخل المركز من الطرفين وقادتهم الى مركزها في طرابلس, كما اقامت حاجزا ثابتا امام المركز الطبي واقفلته ومنعت الدخول اليه.

 

شمعون: الدعوة السورية مرفوضة شكلا ومضمونا وحل الازمة اللبنانية يفترض حصوله قبل القمة

وكالات/رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون "أن الدعوة السورية إلى القمة العربية مرفوضة شكلا ومضمونا من طريقة تسليمها إلى وزير مستقيل لا يمارس مسؤولياته وهو في صفوف المعارضة، إلى الرغبة السورية في إرساء واقع جديد في لبنان من خلال تعطيلها، مباشرة أو مداورة عبر أتباعها في بيروت، الانتخابات الرئاسية وتفريغ الموقع الأول في الجمهورية، ومحاولة "تعويدها" اللبنانيين والعالم على هذا الواقع، أي دولة من دون رأس، لمجرد أن هذا الرأس غير تابع لها، وهي تدعونا اليوم وتدعو العالمين العربي والدولي إلى التسليم بهذا الواقع، الأمر الذي يستحيل التسليم به".

أما لجهة الرسالة الواجب توجيهها إلى القمة العربية، فقال "مقاطعتنا هي أبلغ رسالة"، معتبرا "أن حل الأزمة اللبنانية يفترض حصوله قبل القمة العربية لا أثناء انعقادها ولا بعدها"، رافضا "مقاربة أي ملف أو موضوع قبل اتمام الاستحقاق الرئاسي، لأنه في حال توافر النيات الحسنة لدى السوريين بإقامة علاقات جيدة بين البلدين، الأمر المشكوك بأمره، يجدر بهم أولا إفساح المجال أمام انتخاب رئيس جديد، ومن ثم يصار إلى فتح باب النقاش في ملف العلاقات الثنائية بين لبنان سوريا على قاعدة التطبيق الفوري لاتفاق الطائف ومقررات الحوار الوطني في إقامة العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين".

وسأل "ما الذي يحول دون اللجوء إلى خيار النصف زائدا واحدا في حال الإصرار على إبقاء الموقع الأول شاغرا حتى إشعار آخر"، معتبرا "أن الدستور واضح في هذا المجال"، مؤكدا "أن ما حاولت قوى 14 آذار القيام به هو الوصول إلى رئيس توافقي تجنبا للمزيد من المشاكل والحوادث، ولكن طالما أن النيات السورية هدفها السيطرة على البلد عبر القضم التدريجي لمؤسساته، لن نتهاون في استخدام حقنا الدستوري لتحقيق هذه الغاية الوطنية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وحماية مؤسساتنا الدستورية وتحصينها".

وأعلن "أن سوريا ليست في وارد التعاون أو تسهيل الحل في لبنان، وتسعى جاهدة إلى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العام 2005، وهي تعتقد أن التعطيل المنهجي لمؤسسات الجمهورية اللبنانية وشلها، بدءا من الرئاسة الأولى إلى الحكومة والمجلس النيابي وضرب المؤسسات الأمنية والعسكرية وتفريغ لبنان من البعثات العربية والأجنبية بهدف عزله عن محيطه العربي تشكل مجتمعة خارطة الطريق لتحقيق أهدافها، إن بتعطيل دور المحكمة كأولوية مطلقة لدى النظام السوري، أو العودة إلى لبنان، وهو حلم قديم لا يبدو أن هذا النظام في وارد التخلي عنه، علما أنه مجرد حلم بعيد عن الواقع وعاجز على قراءة التحولات الحاصلة في لبنان والمنطقة والعالم". ولاحظ وجود "تطابق، لا اختلاف، بين استراتيجية كل من إيران سوريا و "حزب الله" هدفها تعطيل الحكم في لبنان وفاعلية المحكمة الدولية وإبقائه ساحة مفتوحة لصراعاتهم ومغامراتهم"، متهما "حزب الله" ب "محاولة التلطي وراء مجموعات أقلية مسيحية وسنية ودرزية لتبرير هيمنته على القرار السياسي اللبناني"، مشددا على "أن "لعبته" باتت مكشوفة من مطالبته بحق الفيتو إلى الثلث المعطل".

وكشف "أن الهدف من وراء المؤتمر الأول لقوى 14 آذار السعي إلى تكوين جبهة سياسية منظمة تتولى إدارة المعركة الاستقلالية"، مؤكدا "أن الأكثرية النيابية والشعبية لن تتراجع عن هذه المسيرة الاستقلالية مهما حاولت سوريا عرقلتها ووقفها وصولا إلى تحقيق السيادة الناجزة والاستقلال التام وبناء الدولة اللبنانية العصرية والحديثة".

 

أندرياني: فرنسا متمسكة بانتخاب رئيس لبناني عشية القمة العربية

وكالات/شددت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني على موقف باريس المتمسك بانتخاب رئيس لبناني في جلسة البرلمان المقررة ، فيالخامس والعشرين من الشهر الجاري عشية القمة العربية.  وردا على سؤال حول الدعوة التي وجهتها دمشق إلى لبنان عبر وزيرالخارجية اللبناني المستقيل فوزي صلوخ أوضحت أندرياني في مؤتمرها الصحافي نصف الأسبوعي ليس من شأني الحديث عن الوفود التي ستشارك في قمة جامعةالدول العربية ، وأضافت ما يعنينا بشأن لبنان هو 25 آذار الجاري ونأمل أن يصار هذه المرة إلى انتخاب رئيس يحظى بتأييد واسع. وأكدت الناطقة الفرنسية أن بلادها تواصل دعم خطة جامعة الدولالعربية بشأن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، وأوضحت أن باريس تؤيد النقاط الثلاث الواردة في خطة الجامعة العربية، ولكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن الاستحقاق القادم في 25 من هذا الشهر يخص النقطة الأولى من المبادرة العربية وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

 

ساترفيلد: لا امكانية لنجاح القمة في ظل عرقلة الانتخابات

نهارنت/شكك منسق شؤون العراق في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، الجمعة، بإمكان نجاح القمة العربية في العاصمة السورية، وذلك بسبب "عرقلة" دمشق انتخاب رئيس جديد للبنان، معتبرا أنّ النظام السوري هو المسؤول الرئيسي عن العنف الذي يمارسه تنظيم "القاعدة" في العراق. وقال ساترفيلد "اننا نجد صعوبة في رؤية كيف يمكن أن تكون القمة العربية ناجحة في دمشق، في وقت تعرقل فيه سوريا انتخاب رئيس للبنان، لكن القرار المتعلق بمستوى التمثيل في هذه القمة تقرره الجامعة العربية والدول الأعضاء". ودعا دمشق إلى "السماح بإجراء انتخابات رئاسية حرة بما يعكس إرادة الشعب اللبناني والغالبية المنتخبة ديموقراطيا".

وحول إرسال البوارج الحربية الأميركية إلى السواحل اللبنانية، قال ساترفيلد إن "الولايات المتحدة تنشر قواتها حول العالم ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط للدفاع عن مصالحنا وحماية حلفائنا وأصدقائنا... ويجب أن يُنظر إلى الانتشار العسكري من هذه الزاوية على أنه إشارة لحماية وتقدم مصالح حلفائنا وأصدقائنا في المنطقة والتصدي للدول التي تعارض هذه المصالح". وأمل ساترفيلد في أن يتمكن اللبنانيون من "تذويب الخلافات في ما بينهم وانتخاب رئيس جديد لبلادهم في القريب العاجل". 

 

إسرائيل تهدد بضرب سوريا إذا تجددت هجمات حزب الله

نهارنت/وجّهت إسرائيل تحذيرًا شديد اللهجة إلى سوريا من مغبة قيام "حزب الله" بهجوم جديد عليها، خاصة بعد تأكيدات مسؤولين إسرائيليين بأن الحزب أنهى استعداداته لحرب جديدة مع إسرائيل. وكشفت الإذاعة الإسرائيلية السبت النقاب عن الرسالة التي وجهتها إسرائيل مؤخرًا إلى سوريا تمّت عبر وسيط أوروبي، وقالت إن إسرائيل تحمل سوريا مسؤولية أي تجدد لاعتداءات "حزب الله" الصاروخية عليها مما يجعلها هدفًا لضربة عسكرية في هذه الحالة.

وأضافت الإذاعة أن مصادر إسرائيلية وأوروبية رفضت الإفصاح عن هويتها أكدت تلك الأنباء، وأوضحت أن الرسالة نِقلت إلى دمشق بعد مقتل المسؤول العسكري في "حزب الله" عماد مغنية. وقال مصدر أوروبي: إن الرسالة التي نقلت إلى دمشق قالت: إن إسرائيل يمكن أن تستهدف سوريا حتى إذا انطلق هجوم حزب الله من أرض لبنانية. وقال مصدر إسرائيلي مطلع: "نقلت الرسالة أواخر شباط تقريبًا قبل الجولة الأخيرة من القتال في غزة". وأضاف المصدر "أصبح واضحًا لنا أن سوريا يجب أن تفهم أن هناك ثمنًا لاستخدامها للإرهاب بالوكالة خاصة أن دمشق نفسها وكيل.. الذراع الطويلة لإيران". ورفض مسؤول آخر في الحكومة الإسرائيلية على معرفة بالشؤون الدفاعية التعليق على ما إذا كانت رسالة نقلت إلى دمشق. الى ذلك, كشفت معلومات عن تبلغ مراجع لبنانية اخيرا ان الجيش السوري قام في قبل ايام بتعزيزات عسكرية على الحدود اللبنانية السورية لجهة سوريا، في منطقة البقاع الغربي. واشارت الى ان انتشارا سوريا معززا وكثيفا، عناصر وآليات، سجل على الخط الحدودي، بدءا من وسط البقاع جنوبا، على طول المنطقة الممتدة من قوسايا وحلوه ودير العشاير. وتشير المعلومات الى ان التعزيزات السورية تهدف الى منع تعرض الاراضي السورية لاي هجوم اسرائيلي يمكن ان يصيب لبنان في هذه البقعة الجغرافية البالغة الحساسية. وخصوصا ان المناطق المذكورة آنفا، لها امتدادات جغرافية في الداخل السوري. وتضيف المعلومات ان دوائر التحليل الامني في لبنان، وهي متعددة ومختلفة الاتجاه، تدرس بجدية كل الاحتمالات المطروحة حاليا والتحديات المفروضة على لبنان بعد القمة العربية.

وخلصت المعطيات الأمنية الى ان اي حرب اسرائيلية محتملة لا يمكن ان تقع الا في اطار الرد الاسرائيلي على اي عملية تستهدف اسرائيل سواء في داخلها او عبر العالم، وهذا الامر هو حاليا مدار نقاشات جدية تتم داخل "حزب الله"، لان خطر الحرب الاسرائيلية جدي، اذا تعرض امن اسرائيل ومواطنيها في اي مكان من العالم للخطر. اما الخلاصة الثانية فهي ان الرد الاسرائيلي سيكون عبارة عن عمليات محددة الاهداف، ونوعية، لا يتعرض فيها الجيش الاسرائيلي للاستهداف المباشر عبر دخول لبنان برا. وفي قراءة المحللين العسكريين والحزب معا ان نوعية هذه العمليات يمكن ان تكون ضرب كل المواقع الخلفية للحزب في منطقة البقاع الغربي، والتي عزز فيها الحزب انتشاره وتحصيناته خصوصاً بعد حرب تموز.

وهذه المناطق معروفة منذ اعوام طويلة انها بقعة عمل لـ"حزب الله" بعلم من الحكومة اللبنانية التي كانت تدعم في بياناتها الحكومية عملياتها، اضافة الى اختيار اهداف محددة لضرب البنية التحتية للحزب وعمليات تواصله، بما يعيد التذكير بما حصل في حرب تموز عبر ضرب المؤسسات الصحية والاجتماعية والتربوية للحزب، اي لكل البنية الايرانية التمويل. وتحدثت تقارير غربية في هذا الاطار عن ان الامين العام للحزب يجري حالياً مراجعة دقيقة لكل اجهزة الحزب الامنية والعسكرية، بعد اغتيال مغنية، استعداداً للمرحلة المقبلة بكل احتمالاتها. وتشير في هذا الاطار الى سلسلة اسماء يجري تداولها في اطار تمتين حلقة التواصل والربط داخل الحزب، اذا وقعت الحرب الاسرائيلية، لافتة الى ان نصرالله يريد من هذه المراجعة عدم تكرار تجربة ربط المسؤوليات الامنية والعسكرية بشخص واحد، وان يستعيد قناة الاتصال بطهران التي كان يتولاها مغنية. ويضاف الى وجود الحزب في جرود البقاع الغربي، والمعروفة بخنادقها وتحصيناتها، وجود قوى للفصائل الفلسطينية المؤيدة لسوريا. وكانت هذه التنظيمات قد حصلت خلال حرب مخيم نهر البارد، على دعم لوجستي من سلاح وآليات وعناصر، نتيجة الحدود المفتوحة والمشرّعة بين لبنان وسوريا، والتي لم يتم ضبطها حتى الآن. وسبق ان اكدت الحكومة اللبنانية عبر تقارير رفعتها الى المراجع العربية، وجود هذا الحشد والتهريب عبر الحدود.

 

بيضون: حضور لبنان في القمة العربية هو حضور للدولة

العودة لقانون عام 1960 ارتداد فاضح عن اتفاق الطائف

وطنية- 15/3/2008 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في بيان اليوم ان "حضور لبنان في القمة العربية هو حضور للدولة وليس لاي فريق لبناني من دون الآخر وأفضل رد على مخطط إفراغ مركز الرئاسة الأولى هو تأكيد حضور الدولة في مختلف المحافل العربية والدولية وبالاخص في القمة العربية، ولا يجوز مطلقا تعويد العرب والعالم على فراغ في مركز لبنان ولا على فكرة شطب لبنان عن الخريطة". واعتبر أن "الذين يعطلون المؤسسات الدستورية ويمنعون انتخاب رئيس جديد للبلاد ويتمادون في إغراق البلاد في الانقسام، هؤلاء يريدون تغييب الدولة ودورها لحساب تضخم الطوائف ودورها ولحساب انتشار الميليشيات ودورها وكل ذلك يجب ان يدفع اللبنانيين الى تأكيد حضور الدولة في الداخل والخارج وإنقاذ مؤسساتها مما تتعرض له من تفكيك وانهيار". وشدد على ان "موجة القلق التي تجتاح الجنوب اللبناني وخصوصا من احتمال اندلاع حرب جديدة توجب بشكل خاص تعزيز مهمة الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب بينما ما نراه مع الاسف هو تقلص حضور هذا الجيش بفعل ضغط احتمال المواجهات الداخلية التي تفرض على الجيش ان يزيد من عديده وتواجده على خطوط التماس الجديدة التي ترسمها الميليشيات الناشئة في العاصمة وضواحيها وفي مناطق لبنانية عدة".

ورأى ان "المطلوب من الحكومة المسؤولة هو اما زيادة عديد الجيش بشكل ملحوظ او إعطاء أولوية مطلقة في مهمات الجيش للجنوب وحماية الجنوب ومنع مهمة القوة الدولية من التآكل في حال تراجع الجيش وخصوصا ان القرار 1701 يعتبر مهمة القوة الدولية هي مساندة الجيش وليس العكس، وحماية القرار 1701 وفي أساسه تعزيز انتشار الجيش وتوليه كل مسؤوليات الدفاع والامن هو المدخل الاساس لردع اي عدوان اسرائيلي محتمل ولادخال الطمأنينة الى الجنوب والجنوبيين في هذه المرحلة". وحذر بيضون من "بدء التراجع عن اتفاق الطائف في قانون الانتخاب لان ذلك سيكون ذريعة للتراجع والارتداد عن البنود الاخرى لهذا الاتفاق"، ورأى أن "العودة لقانون عام 1960 هي ارتداد فاضح عن اتفاق الطائف وعن مسار الاصلاحات السياسية التي شكلت الروح الحقيقية للوفاق الوطني، ومع الأسف نجدد اليوم بين الاطراف المتنازعين من تجعل منه الكيدية السياسية مستعدا لتقويض وضرب الطائف بدلا من التوجه للحوار عن الاسس الموضوعية لبلورة قانون انتخاب جديد". واعتبر ان "الشعب اللبناني يقدر حكمة وشجاعة الوزير السابق فؤاد بطرس لأنه رفض ان تناقش اللجنة التي ترأسها أي مشروع مخالف للطائف رغم حجم الضغوطات التي واجهها وبالنتيجة فان مشروع هذه اللجنة يتمتع بقدر عال جدا من الموضوعية والنزاهة وقد يكون هو الحل للخروج من الكيدية والاستهتار".

 

سعيد: وثيقة قوى 14 اذار رسالة سياسية تفتح افقا على المستقبل

المسيحيون لن يرضوا بأن تتحول ثقافتهم إلى ثقافة موت واستشهاد

وطنية - 15/3/2008 (سياسة) اعتبر النائب السابق فارس سعيد في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "على مسؤوليتك"، "أن الوثيقة التي أطلقتها قوى 14 آذار هي رسالة سياسية تفتح أفقا واسعا على المستقبل، وهي تشكل مساحة مشتركة ثقافية وسياسية لجميع قوى 14 آذار وقياداتها وأحزابها، وأصبحت المادة الأساسية التي تجمع كل قوى 14 آذار". وقال: "أظهرنا من خلال الوثيقة وفي شكل قاطع ان الخلاف في لبنان ليس بين فريقين سياسيين حول مفهوم إدارة الدولة إنما الخلاف حول مفهوم طبيعة الدولة اللبنانية". وذكر ب "ان قوى 14 آذار وبعد خروج الجيش السوري من لبنان مدت يدها للحوار وللمشاركة، لأن في صلب قناعاتها لا يمكن أن تبقى أي فئة او طائفة خارج دائرة الحكم والمشاركة السياسية. كما ذكر بمنطق 14 آذار الداعي إلى "الالتفاف حول مؤسسات الدولة وبنائها".

اضاف: "نريد قيام دولة لبنانية تكون متصالحة مع العالم العربي ومع العالم أجمع وتطبق قرارات الشرعية الدولية كافة". ولفت إلى "أن الشيخ نعيم قاسم كتب مقالا في صحيفة "النهار" في حزيران 2007 ويقول بما معناه "كنا نحاول قبل تموز 2006 أن تكون المقاومة الاسلامية جزءا من النسيج الداخلي اللبناني، أما اليوم وبعد انتصار تموز 2006 فسنسعى أن يتحول كل المجتمع اللبناني إلى مجتمع مقاوم"، موضحا "ان الوثيقة طالبت "حزب الله" بموقف حول التواطؤ السوري الاسرائيلي"، لافتا من ناحية أخرى الى "أن الاسرائيليين عمدوا بعد حرب تموز إلى مراجعة نقدية شجاعة ويعملون الآن على الدخول في مغامرة تعيد الاعتبار المعنوي للجيش وللمجتمع الاسرائيلي، بينما المجتمع اللبناني هو الذي تصدع، وهو الذي يفرزه "حزب الله" من خلال إعلامه السخيف والمبسط بين خائن ووطني".

وتوجه إلى "حزب الله" بالقول: "اذا اكملت على هذا السلوك فلا حل في لبنان، وانت لست قادرا على أن تضع يدك وتسيطر على لبنان".

وأوضح "ان الوثيقة توجهت إلى العالم العربي بالقول: "حذار أن يتراخى هذا العالم وأن يسمح للثنائي الايراني الاسرائيلي بالتمدد في نفوذه على كل العالم العربي لأنه أخطر من الوصاية الأجنبية التي كانت موجودة قبل الحرب العالمية الثانية على العالم العربي". وسأل: "لماذا هناك موقف موحد بين اسرائيل و"حزب الله" تجاه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة؟ ولماذا هناك موقف موحد بين اسرائيل وايران حول نظرتهم إلى العالم العربي؟ مشيرا إلى "أن ايران تعتبر ان العالم العربي متخلف وغير ديموقراطي ولم يستطع على مر السنوات الماضية الوصول إلى حل مع الاسرائيليين أو حل القضية الفلسيطينية، بينما يعتبرون أن السياسة التي يستخدمونها أوصلت إلى تحقيق نوع من التقدم على الاسرائيليين من خلال "حماس" و"حزب الله".

وأضاف: "هذا التواطؤ الموضوعي الذي يكتشفه اللبنانيون والعرب يوما بعد يوم هو أصل الخلاف بيننا وبين "حزب الله". نحن نقول إننا جزء من العالم العربي، وإعلان الرياض في القمة العربية السابقة حدد ماهية معالم هذه المرحلة، وسياسة الوصل والتواصل مع الآخرين، ونعتبر أن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية كفيل بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه بقيام دولة فلسطينية، بينما نظرتهم تختلف تماما عن هذا الموضوع بحيث يعتبرون استخدام العنف وسيلة لتحقيق مآربهم، حيث تعتبر اسرائيل المستفيد الأول والأكبر منه لأن كل سياستها مبنية على العنف".

ودعا "حزب الله" إلى الرجوع إلى الحضن اللبناني قبل أن يصبح وقودا على طاولة الصفقات الدولية الكبرى". ورأى "ان الاخفاق الكبير الذي أصاب قوى 14 آذار هو التردد الذي حصل، وعدم إدراكها لأهمية الحركة التي نشأت بعد خروج الجيش السوري، من ناحية ثانية، أعطت انطباعا للبنانيين أن مشروع 14 آذار لا يختلف عن مشروع 8 آذار من ناحية الوصول إلى السلطة".

من جهة أخرى، اعتبر سعيد "ان العودة إلى خطاب الحرب هو ذاكرة انتقائية لنشر ثقافة العنف"، داعيا الجميع الى "الخروج من هذا المنطق وتوظيفه لتوحيد الذاكرة"، مشيرا إلى "الوثيقة التي اعتبرت أن جميع الشهداء الذين سقطوا في لبنان من أي طرف كان هم شهداء للبنان". وشدد على "ان الاستقلال الثاني في حاجة إلى تثبيت، والتثبيت في حاجة إلى قيام دولة واحدة، وجيش واحد، واقتصاد واحد، ودورة اقتصادية واحدة، وسياسة خارجية واحدة". وأشار إلى "ان خيار المسيحيين واضح وهم لن يرضوا بأن تتحول ثقافتهم من ثقافة حياة إلى ثقافة موت واستشهاد".

وأوضح "ان قوى 14 آذار تتمسك بالمبادرة العربية وهي تتمسك بانتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي إلى رئاسة الجمهورية"، معلنا "انه في 18 الحالي ستفتح الدورة العادية لمجلس النواب"، داعيا في هذا السياق جميع النواب وخصوصا الموارنة منهم الى ان لا يفوتوا فرصة انتخاب رئيس لبنان".

وكشف "ان 14 آذار ستقوم بالاتصالات اللازمة وبالضغط المعنوي والسياسي اللازم بهدف الوصول إلى هذا الأمر"، مشيرا إلى "أن الانتخاب بالنصف زائدا واحدا لا يزال موضوع نقاش داخل 14 آذار"، مؤكدا "انها لن تتخلى عن حقها الطبيعي والدائم بانتخاب رئيس". وعلق على قول النائب ميشال المر، معتبرا "أن هذا الموقف يسجل للنائب ميشال المر، وهو أظهر انه ماروني أكثر من أي ماروني يسهم في تعطيل الانتخابات الرئاسية".

وسأل: "ما الذي يمنع نواب كسروان من الذهاب إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس؟ وأكد "انه بعد 18 الحالي ستخوض قوى 14 آذار معركة سياسية ومعنوية من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد، وهي تدعو جميع اللبنانيين من كل الشرائح الطائفية ومن كل المواقع السياسية وتخص بالذكر نواب كسروان للمشاركة في هذه المسيرة".

 

تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات ليوم الجمعة 14 آذار

1-كانَ المؤتمر الأوّل ل14 آذار اليوم حدثاً كبيراً وفق مقاييس عدّة:

a-أكدّ أهميّة التواصل بين "قوى" 14 آذار و"حركة" 14 آذار.

b- أكدّ وجود تفاعل بين القيادة والقوى السياسيّة من جهة وقطاعات "المجتمع المدنيّ" من جهة ثانية.

c-أكدّ إمكانيّة تأسيس رؤية مشتركة بين قوى متعدّدة، ملتقية ومختلفة.

d- أكدّ انّ رؤية مشتركة تستطيع أن توحّد قوى آتية من مواقع متصادمة في مراحل سابقة، وبمفاهيم متصادمة.

e- وأكدّ انّ 14 آذار ليست فقط حركة إستقلال، بل "حركة مصالحة" و"حركة بناء".

f-ولذا يمكن إعتبار المؤتمر الأوّل تأسيساً بكلّ معنى الكلمة.

2-وتميّزت الوثيقة فضلاً عن مضامينها الفكريّة – السياسيّة، بخاتمتها:

a-الحديث هنا عن تحديد جوهر الخلاف: الدولة ودور الدولة.

b-وعن العروبة الحديثة.

c-وعن العلاقات اللبنانيّة – السوريّة واللبنانيّة – الفلسطينيّة.

d-لكن عن الخاتمة التي تعلن مدّ 14 آذار يدها لحوار – مصالحة تاريخيّة.

3- ليست المرّة الأولى التي تمدّ 14 آذار يدها، لكنّها في كلّ مرّة كانت تمدّها ليس لحوار حول تفاصيل بل لتحقيق مصالحة تاريخية:

a- المرّة الأولى في ربيع 2005. و"التحالف الرباعي" كيفما شاء بعضنا أن يقوّمه، فهو كان في وجه رئيسي محاولة لفتح أفق تسوية تاريخيّة ضمن الإستقلال.

b- المرّة الثانية في 2006 بمشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني بهدف التوّصل إلى تسوية تاريخيّة.

c- والمرّة الثالثة في 2007 بعد إنشاء المحكمة الدوليّة عندما دعونا إلى مصالحة تاريخيّة بين "التحرير" و"الإستقلال".

d- وهذه الآن المرّة الرابعة. لكنها تتميّز بكونها تطرح رؤية واضحة وتحدّد عناوين الخلاف بدّقة من الطائف إلى إعلان الرياض، إلى موقع لبنان.

4-يجب أن نقول بوضوح ما يأتي:

a- إنّ يدنا الممدودة هذه المرّة تتطلب من الفريق الآخر أن يقدّم رؤية مختلفة أو أن يعيّن خلافه مع رؤيتنا.

b- وإعلاننا اليد الممدودة يترافق مع محاولة نقل الفريق الآخر إلى ملعبنا، أي إلى الأرض الفعليّة للنقاش.

c-ويصدر هذا الإعلان من موقع قوّة، أي من موقع أكثريّة مكرسّة.

5- وعلى هذه المقدّمات، لا بدّ من التشديد على "إستكمال" المؤتمر وفقاً للبرنامج المحدّد له. لكن ينبغي في رحاب هذا المؤتمر وأهميّته ودلالاته أن نحدّد مواقفنا "السياسيّة العلميّة" أي مواقفنا تجاه المرحلة التالية من الأزمة السياسيّة. فالمؤتمر يعبّر عن ديناميّة 14 آذار، لكن ثمّة في السياسة المباشرة ما يجب القيام به، وهذا يحتاجُ إلى دراسة على الصعيد القياديّ، على إعتبار انّ المؤتمر لم يتطرّق إلى هذه المسألة الا بعناوين "عامّة".

 

حزب الله: لغة وثيقة 14 آذار بمثابة بطاقة انتساب رسمية للمشروع الاميركي

من يمد يده للآخر يجب ان يملك قناعة الاعتراف به والتعاون معه لبناء الدولة

وطنية - 15/3/2008 (سياسة) صدر عن حزب الله البيان التالي: "إن الوثيقة السياسية التي أطلقتها قوى السلطة في ذكرى 14 آذار, تستدعي التوقف عندها لما تحمل من دلالاات كنا نتمنى أن تكون أيجابية, تبحث عن المشترك مع الآخر اللبناني, وتعمل على أن تمد اليد إليه من موقع الشراكة الوطنية, لا أن تحمل عنوان لنفي الآخر وتضخيم الذات واحتكار الفضائل, وادعاء الطهرانية, وتفصيل حاضر الوطن ومستقبله على قياسه, وممارسة الإختزال والتشويه والإتهام على الآخر فيما ترفضه لنفسها.

إن اللغة التي سادت في مفاصيل الوثيقة الأساسية, هي بمثابة بطاقة إنتساب رسمية الى المشروع الأميركي في المنطقة, وتكرس بشكل نهائي موققعها العلني في الإنحياز الى الخيارات الأميركية, وفي التدقيق التفصيلي نستطيع أن نتوقف عند النقاط التالية:

1- أن الحديث عن أن الخلاف أعمق من السياسي وإدارة الدولة وطبيعته الحادة, بما هو نظرتان مختلفتان الى العالم, إنما تستبطن في جوهرها نظرية الفسطاطين والخير والشر, فالآخر هو الشر كله وما يعتقدونه هو الخير, ومن هنا نفهم تماما كل السياسات التي سترد لاحقا باعتمادها هذا المنطق.

أ - فالحديث عن احترام الضحية وعدم التمييز بينها, فيما الأمر خلاف ذلك, يدفعنا الى التساؤل حول الذاكرة المعطوبة عن قصد لهؤلاء, وعن معاناة الشهداء معهم, وخصوصا الذين سقطوا في الإعتداءات الإسرائيلية, وحتى في الداخل اللبناني في أكثر من مكان.

ب - إن تنقية الذاكرة, تفترض اعترافا صريحا, وطلب الغفران من الشعب اللبناني على كل المجازر والأخطاء التي ارتكبت بحقه من قبل هؤلاء, لا على إصرارهم المتواصل بأحقية ما ارتكبوا, ومحاولة تصويرهم كأبطال, ذلك أن الجاني يحاول أن يغسل يديه من دماء لبنان والشعب اللبناني والفلسطيني, وينظف ملابسه الملطخة على مدى وجود الزعامة والسلطة والإدارة.

ج - وفي ثقافة إعادة الوصل أيضا, هل أقناع الخصم وإلقاء الحجة عليه والبحث عن مساحات مشتركة تترجم عمليا في النص, بتحميل المعارضة الإتهام بالقتل وبكل ما جرى خلال السنوات الثلاث وربطها بالخارج, أليس هذا هو منطق التخوين بعينه, أم أن المعيار يطبق على الآخر. أما القتل الرمزي والمعنوي, فهل نذكر دعوات الإنتقام من الضباط وعوائلهم حتى لو ثبتت البراءة, أما بالدعوة الى الثأر من دمشق, والى تحويل جزء من الشعب اللبناني الى عملاء للمحور الإيراني - السوري.

2 - إن الإتهام الموارب والصريح للمقاومة بأنها تعمل لصالح الخارج, وتعمل على إلغاء القرار الوطني ومقاتليها هم جيش يخضع لسلطة دولة أجنبية, ألا تحمل هذه المعاني إتهاما بالخيانة والعمالة للخارج واستخفاف لكل الدماء التي سقطت على ارض الوطن دفاعا عنه ولتحريره, ان منطق التخوين والعمالة هما بضاعة ما فتئت الموالاة تستعملها في خطابها دون اي وازع وتطلب من الاخرين تقبلها, واذا ما مارست المقاومة حق الدفاع المشروع عن نفسها بالادلة اصبحت هي من يستعمل اسلوب التخوين, نعم ان الفضل في نجاح المقاومة وتجاوز عقدكم هو في عملها الدؤوب منذ لحظة التحرير لبناء الدولة الحرة السيدة التي تستطيع ان تحمي ابناءها وتؤمن مستقبلهم في حركة تكاملية لقيادة مجتمع على خلفية الوحدة الوطنية التي تبني الدولة, ولا تمارس التهميش المستمر لها ولا تريد ان توزع آخر ما تبقى من مواردها.

3- ان النظرة الى اسرائيل كقوة اقليمية وسلب صفة العدو عنها ودفعها الى مصاف ايران او اي دولة اسلامية او عربية وجعلها متساويان, هو في الحقيقة امعان في الالتحاق بمشروع الادارة الاميركية وتمويه ساذج يريد ان يعطي المبرر لاسرائيل وان يخلص في فقرات اخرى الى ايجاد الحلول معها عبر خيار السلام الموهوم وذلك في اطار الخروج من الاصطفافات الفكرية التي فرضتها الحرب الباردة, هكذا تصبح اسرائيل وجودا اصيلا وتختصر معاناة الفلسطينيين في الحرب الباردة وتسقط عمدا كل المسائل الاخرى، فلا للاحتلال الاميركي للعراق وتداعياته لها علاقة بالوضع المأزوم عربيا واقليميا، فقط ترى هذه الفئة ايران كخصم وعدو مطلوب امريكيا ان يحل مكان الاسرائيلي الذي سيصبح ضمن النسيج المتسامح صديقا وفيا.

ان سيل الاتهامات ونفي الوطنية عن الاخر وجعله مع ثقافة العنف والفصل وتحميله كل الموبقات السياسية تجعل مد اليد وتخطي الخلافات غير ذي معنى، لان من يمد يده يجب ان يملك قناعة الاعتراف بالاخر والاستماع اليه والتعاون معه لبناء الدولة والمجتمع وليحترم الشراكة, والموجبات الوطنية الحقيقية وان لا يعمل على فرض الخيارات الاميركية الالتحاقية اساسي من اللبنانيين".

 

جعجع يلتقي كوادر القوات اللبنانية في مقاطعة اميركا الشمالية: لبنان موضوع قائم بحد ذاته والولايات المتحدة ستعلن

في ايام موقفا ضد توطين الفلسطينيين

 

وطنية-15/3/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سميرجعجع: في اطار زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مسؤولي وكوادرالقوات اللبنانية في مقاطعة أميركا الشمالية حيث ناقش معهم الأوضاع العامة واضعاً إياهم في أجواء المحادثات التى أجراها مع المسؤولين في الإدارة الأميركية فخاطبهم قائلاً: "أطمئنكم أيها الرفاق ان الاجواء التي لمستها في لقاءتي مع المسؤولين في واشنطن كانت مطمئنة جداً وتفاجأت بمستوى الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية للبنان ولمست لمس اليد أنه مهما حصل من تطورات، فإن لبنان سيبقى موضوعاً قائما بحد ذاته. كما تأكدت من مختلف دوائر الإدارة الاميركية بأن موضوع توطين الفلسطينيين غير مطروح أبداً وستعلن الإدارة الاميركية حياله موقفا واضحا ً في الايام المقبلة وهو لا لتوطين الفلسطينيين في لبنان بغض النظر عن الحل الذي سيكون لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

اضاف: لم تعد سيادة واستقلال لبنان كناية عن أدبيات سياسية عابرة تطرح في المجتمع الدولي او في الإدارة الاميركية أو في المحافل الدولية الأخرى لا بل اصبحوا اكثر تفهماً ل "ماهية ومعنى سيادة واستقلال لبنان" وسيستمرون في دعمه الى جانب العالم الحر،وبشكل يفوق السنوات الماضية وسيواصلون دعمنا حتى نحقق كامل سيادتنا واستقلالنا وقرارنا الحر ونصبح دولة قوية وفعلية. وأنا أؤكد لكم بأن لبنان سيستعيد عافيته وقراره الحر ولن يكون هذا القرار في الخارج كما كان في الماضي، لن يكون قرار لبنان بعد اليوم لا في واشنطن ولا في دمشق ولا في طهران بل في مكان واحد وهو بيروت."

وعلى صعيد آخر أقامت القوات اللبنانية في واشنطن عشاءً ترحيبياً لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع والوفد المرافق حضره ابناء الجالية اللبنانية وضم شخصيات إقتصادية وإجتماعية وثقافية .

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني تلاه كلمة ترحيبية لمسؤول القوات اللبنانية في واشنطن الاستاذ فادي جبران ركز فيها على اهمية زيارة الدكتور سمير جعجع للولايات المتحدة ليس على المستوى السياسي فحسب بل ايضا على مستوى التواصل مع الجالية اللبنانية بشكل عام والكوادر القواتية بشكل خاص .

وبعدها كان لرئيس الهيئة التنفيذية كلمة اعتبر فيها انه في ظل تطلع العالم نحو ارساء الديمقراطية وثقافة الحرية في الشرق الاوسط "هناك شعب واحد مخول نشر هذه الثقافة فيه وهو الشعب اللبناني"، مؤكداً على اننا اليوم في صدد مواجهة كبيرة وسنخوضها لأن المشكلة بالنسبة لنا " ليست وزيراً بالزائد او وزيراً بالناقص" انما هي تكمن في وجود نظرتين للبنان وعلى كل فردٍ منا ان يختار اي لبنان يريد " لبنان 14 آذار" او "لبنان 8 آذار" اي بين لبنان الحرية والدولة و بين لبنان ال15 عاماً من الاحتلال، مضيفاً ان "لبنان 14آذار" ليس مقاطعة لدولة اخرى بل هو "لبنان اولاً وليس لبنان آخراً" .

وانتقد جعجع المعترضين على حكومة السنيورة معلناً انه "لأول مرة من عشرات السنين يكون لدينا حكومة تملك قرارها بيدها " رافضاً اتهماتهم بأن قوى الموالاة تابعة لأسيادها الاميركيين وقال " لأنهم هم لديهم أسياد يعتبرون ان الآخرين مثلهم". و تمنى جعجع قيام افضل العلاقات مع السوريين التي "تبدأ على الاقل باعتراف الجاربجاره" ومن هنا تنطلق اسس العلاقات الجيدة بين الدول. كما التقى جعجع ممثلي قوى 14 آذار في الولايات المتحدة الاميركية حيث نقل لهم مواقف الادارة الاميركية حيال مطالب قوى 14 آذار.

 

الوزير جنبلاط يعلن انه ضد مشاركة لبنان في القمة العربية

وطنية-15/3/2008 (سياسة)أبلغ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قناة اخبار المستقبل أنه ضد مشاركة لبنان في القمة العربية متهما النظام السوري بأنه يقف وراء الاغتيالات في لبنان والحروب الاستباقية. وقال: لن نذهب الى دمشق وننصاع الى اوامر النظام السوري. وعندما سئل جنبلاط ان قرار المشاركة يحتاج الى تصويت في مجلس الوزراء قال: ان الوزراء الذين يمثلونه في الحكومة سوف يصوتون ضد المشاركة في القمة.

 

النائب ميشال عون في الاحتفال بالذكرى 19 لانطلاق "معركة التحرر والتحرير":

 أي سيادة استردت وأي اصلاح تحقق لتضاء شموع الابتهاج وتقام مهرجانات النصر؟

مصرون على ربح كرامتنا واستقلالنا وحريتنا حتى لو اضطررنا لمواجهة العالم

ما نخوضه مسيرة تحرير لاستقلال حقيقي ونهائي ستحدد الشقيق والصديق والعدو

هل بات عبيد الأمس أحرارا اليوم وهم لا يجرؤون على مصافحة اليد الممتدة نحوهم؟

وهل يبنى الوفاق الحقيقي على توافق المصالح الخارجية وتقاطع العلاقات العابرة؟

الفجر آت وسيزول الظلام ومعه ستسقط سلطة التفرد والاستئثار والارتهان للخارج وستقوم على أنقاضها سلطة وطنية وسيكون غد لا يشبه الأمس ولبنان لا يشبه إلا نفسه

وطنية - 15/3/2004 (سياسة) أحيا التيار الوطني الحر، ذكرى الرابع عشر من اذار 1989، بلقاء طلابي حاشد في قصر المؤتمرات في ضبيه، حضره اضافة الى مسؤولي الطلاب الذين توالوا على لجنة الشباب والشؤون الطالبية منذ اوائل التسعينات وحتى اليوم، النواب: سليم عون، نعمة الله ابي نصر، ابراهيم كنعان، ادغار معلوف، شامل موزايا وكميل خوري وحشد من قيادات التيار وكوادره.

قدمت الاحتفال الاعلامية شيرلي المر، وبعد النشيد الوطني كانت البداية مع عرض لفيلم "الزمور المتقطع" من اخراج جينو عون، وذكر بيان للتيار انه تضمن "استعراضا لمسيرة شباب التيار الوطني الحر الذين اعتمدوا على "الزمور" كوسيلة رمزية لابقاء شعلة المقاومة السلمية مضاءة في وجه كل من خانته الذاكرة، كما عرض بعده فيلم آخر عن مسيرة التيار الوطني الحر منذ 14 اذار 1989 وحتى اليوم يذكر بمواقف الافرقاء كافة ايام الاحتلال السوري ويعيد الى الذاكرة صور من نضال شبان وشابات التيار".

وتتالى على القاء الكلمات عدد من مسؤولي لجان الطلاب الذين عاشوا تلك الفترة، فوجه المهندس حكمت ديب تحية ل"الطلاب الشرفاء الذين قدموا الكثير وضحوا كثيرا"، قائلا: "كنتم تمارسون اشرف نضال من دعم الانتاج اللبناني الى الجرأة اللامتناهية بقول الحق الى جميع الممارسات التي تميزتم بها". ووصف الطلاب بانهم "كانوا يتنافسون على الصفوف الامامية في التظاهرات المناهضة للاحتلال السوري". وقال كمال اليازجي: "كنا وحدنا عندما لم يكن احد معنا، كنا نعيش جوا معاديا تماما لما كنا نقوم به ومع هذا كله ربحنا الانتخابات الجامعية واقرينا تنظيما داخليا للتيار وشكلنا رأس الحربة والقوة الضاربة التي قادت عملية المقاومة في وجه السوريين".

وقال المهندس زياد عبس: "لفتتني محاضر الاجتماعات التي كنا نعقدها مع مسؤولي الطلاب في الاحزاب التي تتدعي اليوم انها في صلب 14 اذار، تلك المحاضر التي تكفي وحدها لمعرفة حقيقة هؤلاء وكيف انقلبوا على سياساتهم وممارساتهم الماضية". وشدد وليد الاشقر في كلمته على "عظمة التضحية التي قدمها طلاب التيار في تلك المرحلة"، قائلا: "لن ننسى يوما ما فعله هؤلاء الذين طاردونا ايام الاحتلال السوري والذين امعنوا في القمع والتعدي الجسدي والمعنوي علينا، الا اننا نفتخر اليوم بما حققنا ونكمل مسيرة النضال معا". ودعا الدكتور انطون الخوري حرب الى البقاء "على الخيار نفسه الذي ارتضيناه في الماضي ولن ننسى ابدا كيف ان جميع مسؤولي الطلاب آنذاك كانوا يخوضون المعارك على الطاولة لازالة كلمة "احتلال" من البيان المتفق عليه وكيف هم اليوم يتباهون بمعارضتهم للسوري الذي كانوا يتقاتلون من اجل الفوز برضاه".

وبدوره تحدث بشير حداد عن "اهمية المظاهرات التي كان يقودها التيار"، مستذكرا وصف احد الصحافيين لهؤلاء الطلاب "ركضوا حتى انتصروا". اما مسؤول لجنة الشباب والشؤون الطالبية الحالي فادي حنا فتوجه الى الطلاب قائلا: "نحن فخورون بابطال التيار الوطني الحر الذين يشرفون لبنان، نحن طالبنا بالحرية والسيادة والاستقلال عندما كان الغير يختبىء وراء مقولة "ضروري شرعي ومؤقت" فهنيئا للتيار بشبابه وهنيئا للبنان بطلابه".

كلمة العماد عون

واختتم الحفل بكلمة العماد ميشال عون التي بدئت بعرض رسالته الى اللبنانيين في ذكرى الاستقلال عام 1989، وتلتها كلمته مباشرة من دارته في الرابية والتي قال فيها:

"أيها اللبنانيون

لأكثر من سنة خلت، عندما عهد إلي بكرة النار المشتعلة، قلت لكم إن المطلوب ليس الإتيان برئيس يهدي ما تبقى من وطنكم، بل برئيس يسترد ما أخذ ويستعيد ما فقد.

وتساءلت في رسالتي الاستقلالية الأولى إليكم "هل المطلوب الانصياع للارادات الخارجية المتوافقة على استعجال المجيء برئيس رهينة فنكون شاهد زور على رصاصة الرحمة تطلق في رأس الكيان؟".

أضاف: "أما في شأن الإصلاح الذي بات حاجة وطنية جماعية ماسة فسألتكم: "هل المطلوب أن نحقق إصلاحا مشروطا لشعب لا حول له ولا قرار، ممنوع عليه التعبير عن رأيه في إصلاحه، ومحظور عليه الجهر بانتمائه إلى أرضه ودولته وهويته؟". وعاهدتكم حينذاك على العمل لتحقيق "قيامة لبنان الواحد القوي على أنقاض لبناناتهم الطائفية الهزيلة". يومذاك كنا نعرف أن توافق المصالح بين الإرادات الخارجية تلك هو الذي يصر على استعجال المجيء برئيس شكلي لجمهورية وهمية. وكنا نعرف جيدا أن مثل هذا الرئيس سيكون أداة احتلالية أخرى وجسر عبور للاحتلال من لبنان المحتل إلى ما تبقى من معاقل سيادة للوجود اللبناني الحر. لذلك رفضنا الرئيس الرهينة كما رفضنا أن نكون شاهد زور على اغتيال الكيان".

وتابع: "كذلك رفضنا أن يفرض على شعبنا إصلاح مزعوم لا رأي له فيه، لأن كل إصلاح لا ينبع من إرادة الشعب الحرة، ولا يراعي حاجاته وطموحاته، لن يكون ركيزة استقرار وعامل توازن في المعادلة الوطنية المنشودة. فالذين كانوا سببا في الحرب على لبنان، سواء أولئك الذين عبثوا بتركيبته الطائفية أو السياسية، وفجروا توازنه وأمنه واستقراره الداخلي،…أولئك الذين تولوا توزيعه على خريطة مصالحهم الإقليمية المتوافقة مع مصالح من يزعمونهم أعداء استراتيجيين، فقسموه دوائر وأحزمة وخطوط تماس وواقيات صدم. وأولئك الذين لم يروا في لبنان وشعبه أكثر من رقم فائض في المعادلة الإقليمية وعقبة يجب إزالتها تسهيلا لإعادة رسم مصالحهم على خريطة التسوية للمشكلة الشرق أوسطية…أو كل الذين وقفوا متفرجين طوال خمس عشرة سنة على مأساة لبنان. إن كل هؤلاء وأولئك ليسوا مؤهلين، ولا يحق لهم أو لأحدهم، أن يفرضوا حلا لمشكلة وطن تسببوا في تفكيكه، ولمعاناة شعب كانوا هم سبب كل ما أصابه من آلام ومآس وأحزان".

وسأل: "أوليس كل ما عانيناه طوال خمس عشرة سنة كان نتيجة للاحتلالات والتدخلات الخارجية، التي نجحت في استغلال بعض الثغرات في نظامنا الديمقراطي؟ أوليس أن الحرب علينا كلها كانت تحت عنواني استرداد السيادة وتحقيق الإصلاح؟. فأي سيادة استردت وأي إصلاح تحقق، لكي تضاء شموع الابتهاج وتقام مهرجانات النصر لما تم في الطائف من إنجازات مزعومة وبطولات زائفة؟". وأردف: "ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يقع فيها شعب صغير ضحية المصالح الدولية وثمنا لتوازن القوى الإقليمية الذي تستوجبه لعبة الأمم الجارية في مكان ما وزمان معين".

وقال: "لطالما أعلنا وأثبتنا بالبرهان تلو البرهان أننا لسنا عشاق حرب وهواة سلاح، بل طلاب حق وسعاة سلام. وهل كثير علينا أن نصر على حقنا في السيادة على أرضنا والحوار الحر في ما بيننا لترسيخ إصلاحنا الذي يراعي حاجاتنا ويحقق لشعبنا الحرية والعدالة والمساواة؟ هل أن مطالبة جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بأن تكونا منسجمتين مع ميثاقيهما ومبادئهما تعتبر خروجا عن الإجماعين الدولي والعربي؟. إذا كان هذا هو المفهوم الخاطئ الذي تدنى إليه عالم نهاية القرن العشرين، وإذا كنا مرغمين على الاختيار ما بين الانصياع لهذا المفهوم الظالم أو التمرد عليه، فليعرف الجميع أننا متمردون رافضون، مصرون على أن نربح كرامتنا واستقلالنا وحريتنا، حتى وإن اضطررنا لمواجهة العالم".

أضاف: "من هذه القناعات والمنطلقات - الثوابت، نحن نخوض اليوم المعركة الأشد شراسة في مسيرتنا نحو الاستقلال. بل لعلها المرة الأولى في تاريخنا التي نخوض مسيرة استقلال حقيقية من أجل استقلال حقيقي ونهائي. مسيرة التحرير هذه هي التي ستؤكد الشقيق والصديق والعدو، وفي ضوء ذلك سنحدد علاقاتنا الواضحة بمحيطنا والعالم بعيدا عن مشاعر الخوف والضعف والتعقيد".

وتوجه الى اللبنانيين "شعبا وقيادات ومقامات"، داعيا إياهم الى الإجابة عن سؤال: "هل أنتم مقتنعون حقا بأن ما يجري هو الطريق الصحيح إلى لبنان سيد حر ومستقل، يوفر الأمن والعدل والاستقرار لجميع أبنائه؟. إذا كان ردكم "لا" فإن مسيرة التحرير بانتظاركم وهي تتسع لكل الإرادات والسواعد والخناصر".

ثم توجه الى الحضور بالقول: "عندما حاولت أن أعد كلمة أتوجه بها إليكم اليوم، في مناسبة الرابع عشر من آذار 2008، وجدت بأن ما سأقوله لكم الآن هو إياه ما سبق أن قلته لكم في رسالة الاستقلال من بعبدا في 21 تشرين الثاني من العام 1989، أي منذ ما يقارب ال 20 سنة خلت. وبعدما شاهدتم وسمعتم بعض ما ورد فيها، لن أقول لكم ما أشبه اليوم بالبارحة، بل ما أشبه اليوم بغده إذا ما بقيت الطغمة الحاكمة في مواقعها، ولكم المقارنة والتذكر والحكم".

وعاد ليسأل "اللبنانيين كافة، شعبا وقيادات ومقامات: ماذا تغير بين الأمس واليوم؟ هل تحقق الاستقلال الناجز وتحرر القرار والإرادة اللبنانيان، فيما من بيدهم السلطة ما زالوا يعيشون على فتات مائدة السيد الأقوى الحاكم بأمره ويرابطون عند عتبة سفارته لتلقي التوجيهات والتعليمات والإشارات الضوئية الخضراء والحمراء، تماما كما كانوا، هم أنفسهم، يتزاحمون زاحفين ومنتظرين الأوامر على عتبة عنجر؟ وأي فارق ما بين سيد وسيد وكلاهما يمثل احتلالا للارادة والقرار اللبنانيين؟

وأي فارق أيضا ما بين سلطة تكم أفواه شعبها المطالب بالتحرر والسيادة والاستقلال، وسلطة تختبئ وراء ستائر ونوافذ السرايا على بعد أمتار من شعبها المطالب بالحرية والسيادة والاستقلال والمشاركة والإصلاح... والرغيف؟

وأي فارق ما بين سلطة أمر واقع فرضتها قوى الوصاية، تغطت بها أعواما لقهر شعبها، ثم بعد زوالها باتت سارقة شعارات القوى الحية التي ناهضتها وتحملت قمعها وقهرها، لتعود اليوم فتواجه السلطة المستنسخة إياها بعد جلاء الوكيل وبقاء الأصيل القديم الجديد؟".

أضاف: "هل يتساوى من استنبت شعاراته السيادية من أعماق جراح القهر والسجن والتنكيل والنفي والتهجير، بسارق هذه الشعارات وهادر مال الشعب وحارمه اللقمة والحرية، وراهن السيادة والاستقلال والقرار الوطني لدى أسياده في مقابل إطالة عمر استئثاره بالسلطة والمكاسب والمغانم؟ هل حقق هؤلاء المستنسخون عن سلطة الوصاية تلك "قيامة لبنان الواحد القوي على أنقاض الطائفية الهزيلة"، أم أنهم أعادوا رسم خريطته وفق خطوط طائفية ومذهبية كادت أن تشعل حربا أهلية تمزقه دوائر وحظائر ميليشياوية، لولا تفاهم وطني صادق وعميق وحكيم أنجزته إرادة واعية بين قوتين وطنيتين برؤيا استراتيجية واحدة؟".

وتابع أسئلته: "هل بات عبيد الأمس أحرارا اليوم وهم لا يجرؤون قولا وعملا على مصافحة اليد التي تمتد نحوهم بالتلاقي والحوار والتفاهم لأن سيدهم الجديد القديم لم يعطهم إشارة السماح بذلك؟ هل يبنى الوفاق الوطني الحقيقي على توافق المصالح الخارجية الإقليمية والدولية وتقاطع العلاقات التكتيكية العابرة والمتحولة وفقا لسوق العرض والطلب، أم أن أساسه الراسخ هو مصلحة الوطن العليا والعيش المشترك بين مختلف المكونات الاجتماعية اللبنانية في إطار علاقات لبنان الندية السيادية بمحيطه والعالم؟ أوليس التوافق المستولد في حمى المصالح والإرادات الخارجية هو وليد غير طبيعي وغير شرعي وغير قابل للعيش؟".

واستطرد: "كل ما فعلته سلطة الأمر الواقع هذه هو أنها استبدلت القمع بالبندقية بالقمع بالرغيف ورفض المشاركة وتهميش المسيحيين خصوصا والمعارضين عموما، على مقولة من لم يمت بالسيف مات بغيره، وعلى قاعدة حكم الضرورة والظرف القاهر".

ودعا اللبنانيين "إلى بعض الذكرى عبر العودة عشرين عاما إلى الوراء، أفلا ترون أن كل تلك القوى والقيادات والمقامات التي وقفت في وجه مسيرة التحرير والتحرر منذ بداياتها هي التي ما زالت اليوم تقف عائقا في وجه تحقيق الوفاق الوطني القادر على حل الأزمة اللبنانية المتفاقمة نتيجة التدخلات وصراع المحاور الخارجية الإقليمية والدولية؟

أليست هذه القوى والقيادات والمقامات التي غطت اجتياح الثالث عشر من تشرين، هي التي تغطي اليوم هذه السلطة القائمة التي تنازلت عن حرية القرار الوطني وغرقت في الفساد السياسي والمالي والإداري والأخلاقي حتى لتكاد تفسد مجتمعنا ووطننا وقيمنا؟

أليست هذه القوى والقيادات والمقامات التي غطت الفشل والتقاعس العربيين وتراجع اللجنة العربية الثلاثية بين ساعة وأخرى عن تقريرها يومذاك، هي نفسها غطت بالأمس القريب تفشيل المبادرة العربية ومشاريع الحلول المشرفة للأزمة اللبنانية على قاعدة اللاغالب واللامغلوب؟.

هل تريد القوى والقيادات والمقامات طائفا جديدا، دوليا هذه المرة، يفرض على اللبنانيين تحت طائلة التهديد بالفتنة الطائفية والحروب الإقليمية، بدلا من طائف وطني داخلي ينتجه توافق الإرادات اللبنانية الحرة والمتحررة من كل الضغوط الخارجية العربية والإقليمية والدولية؟

أليست هذه القوى إياها هي التي ترفض تعزيز موقع رئيس الجمهورية التوافقي، بحكومة وحدة وطنية تحقق وحدة السلطة والقرار، وبقانون انتخابي ينتج مجلسا نيابيا يمثل الشعب ويكون سلطة تشريعية تنتج قوانين إصلاحية وتمارس الرقابة الصارمة على قوى الفساد والإفساد وسرقة مال الشعب وتمنع تزوير الإرادة والحقيقة وترفع مشعل العدالة وتحافظ على الكرامة، وتقطع يد من يدفع بالوطن إلى أحضان القوى الخارجية والمشاريع المشبوهة ودروب العمالة والتبعية والإذعان؟

هل يريد هؤلاء استمرار نهج التكاذب الذي لم ينتج سوى الحروب والأزمات أم يريدون وطن الصدق والحوار والصراحة والمكاشفة والمساءلة والمحاسبة الذي نطمح إليه ونعمل من أجله؟

وختم بالقول: "أيها اللبنانيون، يا شعب لبنان العظيم:

رغم هذه الصورة القاتمة التي تظلل الوضع اللبناني العام، ووجود هذه السلطة الظلامية اليابسة الأكف، أقول لكم إن الفجر آت وسيطل وجه وطنكم من المحنة مشرقا، وسيزول الظلام ومعه ستسقط سلطة التفرد والاستئثار والارتهان للخارج، وستقوم على أنقاضها السلطة الوطنية الناصعة والشفافة والحرة، وسيكون غد لا يشبه الأمس ولبنان لا يشبه إلا نفسه، قياسه طموحاتكم ومستقبل أبنائكم وأحفادكم التواقين دائما إلى العيش الكريم والحرية والسيادة والاستقلال. عشتم وعاش لبنان".

 

النائب فرنجية: ما أعلن في الوثيقة محاولة لتطبيع العلاقة بين العالم العربي والعالم الآخر من منطق عروبي انساني متجدد

أهم ما في المؤتمر دعوة المثقفين والشباب الى المشاركة في وضع رؤية تتصدى للأزمة الحالية ولما بعد الأزمة الحالية

وطنية- 15/3/2008 (سياسة) أكد النائب سمير فرنجية، في حديث الى "إذاعة الشرق"، "أن الهدف من مؤتمر ربيع بيروت 2008 لم يكن فتح الحوار مع المعارضة بقدر ما هو إشراك وتوحيد الرؤيا ضمن حركة 14 آذار بحركة دينامية بين قوى 14 آذار وجمهور 14 آذار من جهة أخرى، ذلك أن قوى 14 آذار حاولت خلال فترة طويلة أن تتوصل الى تسوية مع الفريق الآخر من خلال الحوارات ومن خلال طرح المبادرات ووصلت الى طريق مسدود. آخر مبادرة طرحت باتجاه قوى 8 آذار كانت بعد إقرار المحكمة الدولية لما طالبت بتسوية تاريخية شبيهة بتسوية 1943، وطالبت بوحيد الرؤيا بين إنجازي التحرير والاستقلال. وكان الجواب سلبيا جدا، وخرج موقف فوري من الرئيس نبيه بري وأعادنا الى موضوع الحكومة وخلافه، ولا هو ولا حزب الله أخذوا بالاعتبار طريقة الطرح وروحيته، ولم يكن الرد على مستوى الطرح". وقال: "أول من أمس وفي إطلاق المؤتمر الأول، كان الهدف واضحا، إشراك جمهور 14 آذار بوضع تصور مشترك، ما يسمح للجمهور ليس بالمشاركة وإنما يسمح لحركة 14 آذار بالاستفادة من الطاقات الفنية لدى جمهور 14 آذار، وهي الطاقات التي لم تستثمر حتى الآن. أما في الشق السياسي، أهم ما أنجز في المؤتمر هو أول نظرة لمستقبل العالم العربي بعد الحرب الباردة، في حين كلام المعارضة وقوى الممانعة ما زال على أرضية الصراع التاريخي في الخمسينات والذي استمر على مدى نصف قرن. عمليا كان على العالم العربي أن يتحرر من اصطفافات الحرب الباردة، ولم يستطع فعل هذا التحول في التسعينات لأسباب عديدة منها الجمود على مستوى الصراع العربي- الاسرائيلي، وللتذكير فقط الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبل أن يتولى رئاسة الحكومة كان من أول الناس الذين اكتشفوا أن هناك صفحة تطوى مع نهاية الحرب الباردة، وأن هناك نهاية لوضع قائم خلال الحرب الباردة، وبذل جهدا كبيرا لإقناع القيادة السورية للتكيف على المستوى الداخلي وعلى مستوى الاقتصاد والسياسة وعبر أفكار مباشرة، وأفكار كثيرة طرحت نهاية الثمانينات، وبقي الوضع العربي جامدا للأسف، وخارج الزمن كما فعلت القيادة السورية. أنا أعتقد أن بداية تحريك هذا الوضع العربي كان بربيع بيروت الذي كان أشبه بانهيار جدار برلين 1989، ونفس المشهد سيتكرر بين قوى متمسكة بالابقاء على الأوضاع كما هي، وبين قوى تبحث عن التغيير".

اضاف: "ما تطرحه قوى 14 آذار اليوم يضيء على مسألة مهمة جدا وهي أن هناك قوتين اقليميتين تحاولان أن تحلا مكان الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي القديم، وهما إيران واسرائيل، وهما قوتان متواطئتان بالهجمة على العالم العربي مع خصومة بالتأكيد على طغيان مناطق النفوذ فيما بينهما. ردود الفعل السلبية من المعارضة على هذا الطرح يؤكد أن المعارضة ما زالت عند الحرب الباردة. بينما ما تقوله 14 آذار، ولأول مرة تتحدث عن مرحلة ما بعد الحرب الباردة، يفتح الباب أمام تجاوز الاصطفافات التقليدية في العالم العربي، ومن كون لبنان ساحة لهذه الاصطفافات. اليوم أصبحت العلاقة مع أي طرف محكومة باعتبار أن هذا الطرف مع قضيتنا أو لا. شعار الموت لأميركا لم يعد شعار اليوم، هذا شعار لمرحلة الحرب الباردة، ومعاداة الاستعمار، هذا لا يعني أبدا ألا وجود لمشاكل أو خلافات بيننا وبين أميركا أو بيننا وبين العالم. لكن هذه المشاكل لم تعد ايديولوجية، عقائدية مطلقة، ومرتبطة بمصالح الأطراف، وإيران تعرف ذلك جيدا، يمكن الموافقة على قضية ما والمعارضة لقضية أخرى. ما جرى في مؤتمر بيروت وما أعلن في الوثيقة كان أول محاولة لتطبيع العلاقة بين العالم العربي والعالم الآخر من منطق عروبي انساني متجدد ومنفتح وبناء".

وعما إذا كانت قوى 14 آذار في مرحلة الهجوم السياسي وتريد ان تستثمر يوم 14 شباط 2008 سياسيا، رأى النائب فرنجية "أن تجمع 14 شباط كان الصدمة الأولى للمعارضة التي فوجئت بحجم المشاركة، لا سيما طبيعة المشاركة وطبيعة الجمع المتعدد والمتنوع. لم تأت الناس من باب سياسي ضيق للموافقة على مشروع 14 آذار، جاءت لتؤكد على ثقافة مختلفة: ثقافة انفتاح وتواصل وقبول الآخر. لا نستطيع أن نكمل حياتنا لتعيش المقاومة الى الأبد، لا يوجد شعب يعيش ليقاوم الى الأبد. المقاومة لحظة في حياة شعوب تكون مهددة بالخطر، لا كما يقول نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: يجب أن نحول المجتمع الى مقاومة، الصحيح هو إعادة المقاومة الى المجتمع. ثم لا يوجد حياة تقوم فقط على مبدأ رفض الآخر، هناك أيضا ثقافة السلام مع الآخر. وهذا هو عمق أزمتنا الداخلية التي هي بالعمق أزمة ثقافية. ذلك أن الحوارات التي جرت ليست بالمعنى الفعلي للحوار، كانت أشبه بمقايضات وشروط أكثر منها حوارات. الحوار يكون على الأساسيات، والاقرار المشترك بالثوابت مثل الطائف ومقررات الحوار الوطني والقرارات الدولية. هذا يمكن أن يوصل الى تسوية ولكن ليس تحت الشروط والمقايضات. في كل مرة كانت المعارضة تطرح قضية من خارج كل هذا السياق مما يجعل الحوار صعبا ومعقدا، وما تفعله المعارضة، تفعله نيابة عن الآخرين ودفاعا عن مصالح الآخرين وليس مصالح لبنان. وهنا المشكلة. أنا لا أتصور أن هناك فريق لبناني ضد المحكمة الدولية (أتحدث عن فريق كامل)، ولا أتصور أن أحدا يريد أن نكمل العيش تحت الخوف. ليس هناك انقساما شعبيا حول هذه المسائل، المشكلة في أثمان التحالف الاستراتيجي لقوى 8 آذار مع المحور السوري- الايراني، وقد دفعت أثمانا ما فيه الكفاية".

وأكد النائب فرنجية "أن أهم ما في مؤتمر ربيع بيروت 2008 دعوة المثقفين والمفكرين والخبراء الاستراتيجيين والتكنوقراط والشباب الى المشاركة في وضع رؤية استراتيجية أبعد تتصدى للأزمة الحالية ولما بعد الأزمة الحالية والتحولات والديناميات الجديدة"، مؤكدا أن قوى 14 آذار ليست حزبا واحدا وليس هناك موقف واحد جاهز. بل كل شيء في الواقع خاضع للتفكيك لبلورة مجموعة أفكار لبناء دولة مدنية، وللبحث عن أكبر كمية من الأفكار التي تطرحها الناس لبناء دولة يؤمنون بها. المؤتمر فرصة للتعبير وتحديد اعتبارات جديدة، قابلة للتنفيذ. والورش هي التي ستطرح مثل هذه الأفكار. صحيح الانجازات كبيرة ولكن ليس صحيحا وبعلم السياسية ان هذه الانجازات السياسية لا يمكن النهوص بها، الثورة المضادة التي شنت على الانجازات فشلت، جيد، هذه الانجازات لا يمكن الرجوع عنها، لكنها تحتاج لمعركة لتثبيتها ولجعلها نهائية. والمؤتمر هو لإدخال طاقات جديدة على هذه المعركة الدائرة، بأفكار لمواجهة الأزمة وما بعد الأزمة. هل يعقل أن يكون لدى المعارضة أفكار عن الطائف لمزيد من التطبيق نحو المثالثة المذهبية، هذا طرح للمعارضة يرجع بالأمور الى ما هو أسوأ ما نطرحه نحن فكرة الدولة المدنية، لنعط أمل للبنانيين بأن لبنان قابل للحياة، وللتطوير نحو الأفضل، ونحو ضمان المستقبل، هذا الجهد مطلوب من الجميع لضمان المستقبل المشترك مع ضبط المسألة الطائفية ووضعها في إطار الطائف المعقول. هذا جهد يعني الجميع". وعما إذا كان المؤتمر سيتحول الى برلمان دائم مع إقفال مجلس النواب، أجاب النائب فرنجية: "هذا بعد فعلي، الناس تريد أن تشارك ممثليها، وهيئات المجتمع المدني تريد أن ترفع أصواتها، والمجلس مقفل ومعطل، لكن هذا المؤتمر ليس بديلا عن المجلس النيابي. المؤتمر إطار مفتوح للمشاركة للأسف ممنوعة في المكان المفترض أن يكون مخصصا لها".

 

كهرباء لبنان" دانت الاعتداء على موظفيها وجلسة طارئة للنقابة الاثنين

وطنية - 15/3/2008 (متفرقات) صدر عن مؤسسة كهرباء لبنان البيان الآتي:" في اطار عمل الفرق الفنية التابعة للمؤسسة لإصلاح الاعطال الطارئة في مختلف المناطق اللبنانية، وأثناء قيام فرقة للمؤسسة مساء يوم الجمعة في 14/3/2008 بإصلاح عطل في منطقة الفنار حي الزعيترية، أقدمت مجموعة من ساكني هذه المنطقة الى مهاجمة سيارة المؤسسة والتعرض بالضرب لفرقة التصليحات من دون اي مبرر الأمر الذي استدعى نقلهم الى المستشفى. تستغرب المؤسسة هذه الحملة التي يتعرض لها موظفوها على الرغم من التحذيرات في بياناتها السابقة بحيث بات الامر يشمل كافة الفرق الفنية العاملة في المؤسسة من دون استثناء مما يهدد سلامتهم وبالتالي سوف يؤثر سلبا على تأمين التيار الكهربائي للمشتركين. أخيرا، تأمل المؤسسة من المسؤولين والفعاليات والمراجع الامنية والقضائية مساعدتها في العمل على منع حصول مثل هذه التعديات واتخاذ الاجراءات القانونية بحق الفاعلين وملاحقتهم وإحالتهم الى النيابة العامة والقضاء المختص حفاظا على ديمومة عمل المؤسسة في توزيع التيار الكهربائي بالشكل السليم". نقابة العمال/وكانت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان اصدرت البيان الآتي: "بعد الاعتداءات المتكررة والمتزايدة في الآونة الاخيرة على عمال كهرباء لبنان وآخرها مساء 14/3/2008 في منطقة الفنار حي الزعيترية حيث تعرض كل من السيدين جان بطرس وزهير غملوش في قسم التصليحات الطارئة للاعتداء بالضرب من قبل أحد المواطنين أثناء قيامهما بتصليح أعطال في المنطقة مما استوجب نقلهما بحالة طارئة الى المستشفى واصابتهما بجروح بالغة. وعلى اثر ذلك قررت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان عقد جلسة طارئة نهار الاثنين الواقع في 17/3/2008 في مقر النقابة لاتخاذ القرارات والخطوات المناسبة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 15 آذار 2008

الشرق

نائب بقاعي وصف انتقاداته المستمرة لخصومه بانها لا بد منها طالما ان هؤلاء الخصوم لا يتوقفون عن زرع الشكوك حول تصرفاته السياسية والشعبية .

ديبلوماسي عربي ابتعد عن جولاته اليومية التقليدية على عدد من المسؤولين في الموالاة وفي المعارضة بعد اتهامه بانه وراء تشدد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في شرح المبادرة العربية .

نائب حقوقي استغرب عدم اعتماد الانتخابات الرئاسية على الاكثرية المطلقة بعدما تأكد للجميع ان المجلس سيبقى مقفلا عملا بقرارات خارجية .

البلد

ابدت دولة خليجية على علاقة طيبة مع قوة اقليمية تحفظها على طريقة توجيه دعوة مشيرة الى ان الاتفاق كان بتأخير ذلك الى ما بعد 25 الجاري .

ذكرت مصادر وزارية ان الترحيب الذي ابداه مسؤول مستقيل زاد في الطين بلة وبذلك اصبح موضوع ارسال الدعوة بالبريد يتوجب اقترانه بشخص المستلم .

رصدت المراجع الامنية عمليات تسلل الى مناطق سكنية من قبل احد التنظيمات المتهمة بالقيام باعمال ارهابية في وقت اتخذت دولة قريبة تدابير قاسية على تحرك ناشطيها .النهار

ذكّر نواب في قوى 14 آذار العماد ميشال عون بانه سبق له ان أيد الدائرة الفردية وليس القضاء فقط في تقسيم الدوائر الانتخابية.

علم ان قيادة الجيش رفضت اي رد على حملات سياسي معارض عليها "لعدم تمكينه من نيل حظوة الرد".

في معلومات لمصادر أوروبية ان موضوع اللاجئين الفلسطينيين يبحث في اجتماعات بعيدة من الاضواء وفي اطار الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية ولاقامة دولة فلسطينية.

السفير

لم يلق مسؤول حزبي أي تجاوب من أي طرف داخلي أو خارجي لتمويل إعادة إصدار مؤسسة إعلامية متوقفة منذ فترة طويلة.

نقل مسؤول دولي كبير الى مرجع حكومي خشيته من دخول موضوع سحب قوات الطوارئ من لبنان في البازار الانتخابي في أكثر من دولة.

سألت القائمة بالأعمال الأميركية ميشيل سيسون عما إذا كان سلفها يستقبل من قبل بعض اللبنانيين بالحفاوة التي تستقبل بها في أكثر من مكان.

المستقبل

أبدى ديبلوماسي عربيّ مرموق قلقه حيال الظروف الأمنية الصعبة في لبنان واحتمالات الانفجار الاقليمي.

 علم أنّ الشخصيّة التي ألقت كلمة مجلس يمثّل طائفة معيّنة في مؤتمر كنسيّ كانت مكلفّة رسمياً بتمثيل المجلس وقد تمّ إبلاغ الجهة المنظمة للمؤتمر بإسمه مسبقاً.

كشفت مصادر مطّلعة أن ثلاثة أشخاص قتلوا خلال أعمال تدريب عسكرية في قرية بقاعية.

اللواء

لم يلمس وفد زار مرجعاً كبيراً قبل 24 ساعة تفاؤلاً عنده لجهة احتمال انتخاب رئيس في جلسة 25 الجاري·

تعرّضت فيلات بلدة جنوبية مهجورة في قضاء صور لموجة منظمة من السرقات، الأمر الذي رفع من حدة الشكوى عن الجهة المكلفة حماية ممتلكات المواطنين!·

قال مسؤول امني ان الشقق الشاغرة في مدينة صيدا، امتلأت بإيجارات احترازية في ضوء المخاوف من تجدّد العدوان الاسرائيلي·

 

النائب هاشم: وثيقة السلطة "لملمة" لمواقف وخطابات قادة هذا الفريق

وطنية -15/3/2008 (سياسة) رأى عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب الدكتور قاسم هاشم بعد لقاء له في بلدة العديسة "ان وثيقة فريق السلطة في الامس لن تأتي بجديد، بل كانت لملمة للمواقف والخطابات والاطلالات المتعددة لقادة هذا الفريق, حيث ما زالت النبرة العدائية هي السائدة تأكيدا والتزاما بالاملاءات والارشادات والايحاءات الاميركية, ولعل الحضور المميز للقائمة بالاعمال الاميركية ميشال سيسون كان العلامة الفارقة واساس الوثيقة, وكانت الصورة الواضحة لتوجهات الفريق الحاكم الذي يزداد مكابرة وتعنتا ورهانا على ادوار خارجية اقليمية ودولية لتغليب وجهة نظره ورؤيته".

واضاف: "لا يمكن لمثل هذه الوثائق الملتبسة الخاطئة والخطيرة الا ان تزيد من مساحة التوتر وتضييق مساحة التلاقي والتباعد بين اللبنانيين. ولا بد لفريق السلطة من الاقتناع ان الحل لن يأتي لا من السفارات ولا الادارات ولا الخطابات, بل أنه يأتي من الشراكة الحقيقية بين مكونات المجتمع اللبناني والتي تنطلق من روحية المبادرة العربية والتي تكرس منطق لا غالب ولا مغلوب، على ان تكون المبادرة كل لا يتجزأ، لا كما يريد فريق الموالاة بتفسيرها وفق مصالحة ورغبته في استمرار نهج التسلط والتحكم والهيمنة. فالتوافق والوفاق هما الاساس لترجمة المبادرة العربية وما التواصل والتشاور العربي والاقليمي الا جزء من الاسهام الفاعل لاعطاء زخم للحل والتسوية, لأن هذا الحل هو في الطلاق والتفاهم بين الفرقاء اللبنانيين بخاصة ان ما طرحته الوثيقة في الامس قد وضع لبنان امام خيارات ابعد ما تكون عن الثوابت الوطنية الاساسية التي تناولت حتى الهوية والانتماء". وختم: "التسوية هي الركيزة الاساسية بالتفاهم الكامل على كل النقاط بعيدا عن اي استقواء او استجداء اميركيا كان ام اقليميا. فاللبنانيون اليوم ينتظرون الحل الذي يطمئنون اليه بعد أن ملوا الخطابات والاطلالات المتوترة والموتورة".

 

حرب: المعارضة تطالب ظاهريا بالمشاركة وفعليا بحق الفيتو

رأى النائب بطرس حرب "ضرورة احترام بعضنا وإعادة البعض إلى أدب الخطاب السياسي، ومن لم يشاركني الرأي ليس علي تخوينه، فالحياة السياسية لا تستقيم هكذا، ويتحول مجتمعنا إلى مجتمع شتامين". واعتبر أن "صياغة البيان لوثيقة 14 آذار البارحة تشكل خطوات متقدمة نحو الحوار، والمطلوب إعادة الأمل إلى الناس الحائرين بعد خروج السوريين من لبنان، والذين يهمهم العيش في دولة مستقرة فيها العيش الكريم والبحبوحة". وأكد التزامه المبادىء التي آمن بها منذ عشرات السنوات، وقال: "منذ ثلاث سنوات نعمل في 14 آذار مع بعضنا، حصل شيء من النقد الذاتي لتقويم أدائنا وعملنا السياسي، وقد كنت من دعاة تطوير أنفسنا كيلا نبقى في حالة الرد العشوائي وغياب المؤسسات، في 14 آذار وفي غياب آلية عمل، مما شكل ربما خللا أو إنحرافا، من دون أن يعني ذلك أننا خرجنا عن خطنا، فأنا لا أقبل بأن أكون في تجمع لا خريطة طريق له للعمل أو آلية عمل فيه. نحن مجموعة أو تنظيم ديموقراطي. أنا إبتعدت قليلا، صحيح، لكنني لم أخرج من 14 آذار، ويوم أقرر الخروج، إذا ما قررت، أعلن ذلك صراحة ومن دون حياء". وأضاف انه "لا يمكننا بناء دولة على المساومات، ولا نستطيع الحوار على حساب المبادىء الأساسية التي يقوم عليها نظامنا، واكتشفنا أن الحوار الذي قمنا به عن إنتخابات رئاسة الجمهورية حوار معقد والتعقيدات متلاحقة، وبعدما اكتشفنا أن المعارضة لجأت إلى سياسة التعطيل والإبتزاز". وأوضح أن الحملة التي أعلنها "الرئيس الآن" "لا تخرج عن 14 آذار"، وقال: "أنا في طور تأسيس حركة سياسية مستقلة غير محصورة في منطقة أو طائفة أو مذهب، تضم من يريد من الشعب اللبناني ومن الحركات السياسية. فكوني في 14 آذار لا يجعلني مقيدا". وأكد أنه "إذا ما استمررنا في اتكالنا على عمرو موسى فالمراوحة قد تبقى مكانها، والبلد ينهار ونحن مكتوفي الأيدي، فلا يجوز ربط مستقبل لبنان بشخص في أي ظرف من الظروف". وتحدث النائب حرب عن التوطين ومخاوف اللبنانيين منه، وأكد أن "لا قبول بالتوطين وقد أجمع النواب عليه".

 

موسى: يجب توفر جهد عربي مشترك لتحقيق تقدم في لبنان

نهارنت/أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان "هناك مجموعة من العوامل التي تمنع المصالحة في لبنان ولا تسمح بالتقدم... وهناك اسباب عديدة وراء ذلك. من المستحيل إلقاء المسؤولية على طرف ما لوحده". وأضاف لصحيفة "فريميا نوفوستيه" الروسية ان "سوريا تملك نفوذا في لبنان ولا أحد يمكنه إنكار ذلك.. لكن تأثير الدول الاخرى في لبنان ايضا مثل فرنسا يمكن تلمسه". ورأى موسى انه "من اجل تحقيق تقدم في لبنان يجب ان يتوفر جهد عربي مشترك... هناك مبادرة عربية، وسوريا تدعمها". وتابع ان "انتخاب رئيس للبنان سيسمح بحل سريع للخلافات المتصلة بعدد من المواقف حيال الدستور... على الاطراف ان تتفق ايضا بشكل عام على بنية الحكومة المقبلة والانتقال بعدها الى الانتخابات التشريعية طبقا لقانون انتخابي جديد".

 

قمة دكار: انتخاب الرئيس في الموعد المقرر والحكومة في اسرع وقت

نهارنت/أعربت قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، في بيانها الختامي في دكار الجمعة، عن دعمها للمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، ودعت إلى انجاز انتخاب المرشح التوافقي "في الموعد المقرر" وإلى الاتفاق على اسس تشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن "في الموعد المقرر". ودعا البيان الى استكمال الإجراءات اللازمة لقيام المحكمة الدولية لمحاكمة المسؤولين عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإلى تأمين كل العوامل الكفيلة بتمكينها من الإسراع في القيام بعملها، "بعيدا عن الانتقام والتسييس، وبما يضمن إحقاق العدالة وحماية اللبنانيين وتعزيز الأمن في لبنان".

وعقدت على هامش قمة دكار سلسلة اجتماعات أبرزها بين الامير سعود الفيصل ونظيره الايراني منوشهر متكي، وجرى خلاله "بحث الموضوعات المدرجة على جدول اعمال القمة والعلاقات الثنائية بين المملكة وإيران والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في المجالات كافة اضافة الى الأمور محل الاهتمام المشترك".

والتقى الفيصل قبل ذلك، برئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي اجتمع، وللمرة الثانية بوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي حيث "جرى استكمال للبحث في جوانب الأزمة اللبنانية وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن في لبنان".

كما التقى السنيورة وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح، وجرى بحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

الى ذلك، أعرب مصدر ديبلوماسي في بيروت عن اعتقاده ان عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت مرة جديدة قد تحصل في النصف الثاني من الاسبوع المقبل في حال نجحت الاقتراحات العربية التي تمت مناقشتها في دكار في اليومين المنصرمين بما يعني انفراجاً على مستوى العلاقات العربية التي تسحب نفسها على الملف الرئاسي اللبناني، بحيث يعقد اجتماعاً خامساً للجنة الرباعية التي تضم ممثلي الغالبية والمعارضة من اجل الاتفاق على عناوين البندين الثاني والثالث اللذين سينطلق البحث فيهما بعد عودة العماد سليمان من قمة دمشق لاطلاق مرحلة وفاقية جديدة في البلد وإقفال ملف الازمة الى غير رجعة.

 

المتنبي في ضيافة قناة المنار

نشرة ليسيس

 تعمد وسائل الإعلام ومحطات التلفزة الى استضافة العرّافين والمنجّمين وتقدم لهم صدارة صفحاتها، ومن بين مئات التوقعات التي يتحدثون عنها ومعظمها يأتي بشكل غامض وملتبس، فإن وسائل الإعلام تستعيد اية واحدة يقدر لها ان تتشبه بحدث مستقبلي ما! في تأكيد الى صحة الإستشراف المستقبلي وطول باع "المتنبي" وقدرته على القراءة والتوقع في المستقبل الآتي. وقناة المنار الناطقة بلسان الحزب الإلهي متقدمة في هذا المجال خصوصاً في "خبطتها" الأخيرة التي استضافت فيها أمس لأول اشهر المنجمّين لبنانياً وهو العماد ميشال عون.

وفي مطلع كلامه عاد عماد لبنان بالذاكرة الى 14 آذار 1989 يوم اسس بالتراشق المدفعي العشوائي لسقوط المنطقة الممتدة من القصر الرئاسي في بعبدا ووزارة الدفاع الى المتن الشمالي أيضاً بأيدي القوات السورية، والى استشهاد العشرات من جنود الجيش اللبناني وإختفاء رفاق لهم ما زال اهلهم حتى الساعة لا يعرفون عن مصيرهم شيئاً، وهذه الواقعة الثابتة والدامغة "ربطها" الجنرال بما جرى يوم 14 آذار 2005 حين تحدى مليون ونصف مليون لبناني النظام الأمني وسلطة الوصاية ونزلوا الى ساحة الحرية ليردوا على شكر سوريا من قبل شركائه في وثيق التفاهم، ويدعونها للمغادرة لأن ساعة الحرية قد أزفّت وآن أوان خلاص لبنان.

وفي شق آخر من الكلام الجوهري الذي فاه به عون في ضيافة حزب الله فقد تنبأ ان الشعب اللبناني يقول ان الوصاية انتقلت من "عنجر الى عوكر" ولما كان جمهور الحزب الإلهي وحده من يرى هذا الرأي فإنه من الثابت ان عون ينطق بلسان هذا الجمهور بالذات ويتوجه اليه! ومن ثم فإن الدعوة للحضور الى قصر المؤتمرات اليوم وعبر قناة المنار بالذات تكون موجهة بالدرجة الأولى الى طلاب الحزب الذين يتابعون المحطة المذكورة، وهذا مؤشر الى ان التموضع العوني الجديد صار ثابتاً ونهائياً! وان الحزب نجح في جرّ عون الى لبنان الساحة الذي يريده انصار "الملالي" مكاناً مفضلاً لمواجهة الولايات المتحدة وإلحاق الهزيمة بها! وذلك عبر نشر ثقافة الموت والخراب على طول الـ10452 كلم2.

وفي معرض كلامه عن سوريا اتحفنا "العماد العظيم" بتفسير منطقي لحالة الحرب التي كانت قائمة بينه وبينهم عندما وصفها بالحرب الباردة! وغير الساخنة!! وبعض المراقبين يفسر ما قاله عون في هذه النقطة بأنه لم يكن هناك حرب بينه وبين السوريين لأن النتائج النهائية صبّت في مصلحة إمساك نظام دمشق بالقرار اللبناني... وحروب عون اسدت الى "الشقيق اللدود" خدمات جلّى مكنته من استكمال مخططه التاريخي ووضع يده على المناطق التي كان ما تزال حينها خارجة عن سيطرته.

وأطرف ما اتحفنا به عون في سياق كلامه عن السوريين هو اتهامه اللبنانيين بإفساد إخوانهم العاملين في "قوات الردع" بالهدايا! ولم يشرح لنا عماد لبنان إذا كان ما أخذه الجيش الشقيق من بيوتنا والمصانع والمؤسسات عنوة وبقوة السلاح يندرج أيضاً في إطار الهدايا المقدمة والمتبادلة!!

وفي استباق لوثيقة ربيع لبنان 2008 قال العماد ان لا قيم مشتركة بين مكونات 14 آذار!! وطبعاً كان في باله وهو ينطق بهذه "الدرر" القيم المشتركة التي تجمعه مع أركانه الى الحزب الإلهي! والأخرى التي ستجمعه قريباً باللقاء الوطني الذي يضم البعث والقومي ووئام وهاب وفتحي يكن وعبد الرحيم مراد وقنديل ريف دمشق وباقي الأسماء "اللمّاعة والبرّاقة" التي تتمتع بحب اللبنانيين واحترامهم الشديد!!.

وفي مجال التنبؤ بمصير معين لقوى 14 آذار رأى عون ان مصيرهم معروف وانهم كانوا انتهوا من زمان لولا القوى الخارجية التي تحزمهم كربطة القضبان، وأضاف عفاه الله انه يسعى مع حلفائه الى بناء وطن!! فيما السياديين يعملون على تأسيس شركة مساهمة!! وفي استكشاف للطالع توقع عون ان لا يكون هناك 14 آذار في العام المقبل و "مدح" رأسه يميناً ويساراً فيما محاوره على القناة المقاومة يصفه بالأب المؤسس لحركة 14 آذار!! ورفض "السيد ميشال" التعليق على قول السيد حسن ان ذكرى 14 شباط يجب ان لا تدنّس في هكذا طريق!! ولعل هذه الكلمات التي وردت على لسان عماد لبنان في المقابلة تعطي الإنطباع الثابت الى حقيقة مسيرته السياسية قديماً وحديثاً إذ قال: "اي إنسان انتهازي او وصولي لا يمكن ان يستقيم معه العمل السياسي ضمن مجموعة لأنها تصبح كلها صراعاً على نفوذ وسلطة ووصول، وليس صراعاً الى تحقيق هدف بالفعل مع خصم او عدو"... دون تعليق.

ليسيس 

 

الإفراج عن لبناني أمضى 16 عاماً في سوريا و"سوليدا" تطالب بتوضيح

وكالات14 آذار 2008/لا يزال الخبر الذي نشرته صحيفة "النهار" المتعلق بالإفراج عن معتقل لبناني من السجون السورية موضع اهتمام ومتابعة على الصعيدين الرسمي والشعبي. وجاء في هذا الخبر أنه "على رغم نفي السلطات السورية تكرارا لوجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية ومحاولات طمس هذه القضية بكل الوسائل، افرجت السلطات في دمشق قبل شهر تقريبا عن المواطن اللبناني م. ب. الذي امضى 16 عاما متنقلا بين المعتقلات السورية، الى ان انتهى به المطاف في معتقل صيدنايا حيث امضى السنين الاخيرة قبل ان يفرج عنه بعدما كان قد فقد الامل بالخروج نهائيا". ونقلت الصحيفة، عن زوار المعتقل المحرر، أنه من سكان منطقة بعبدا واعتقلته مجموعة من المخابرات السورية بعد دهم منزله في احدى ليالي نيسان 1992، حيث اقتيد الى معتقل عنجر وتعرض لكل نواع التعذيب في التحقيق الاولي، لينقل بعدها الى فرع التحقيق العسكري داخل الاراضي السورية، ومنه الى جولة في كل المعتقلات السورية حيث اختبر كل ضروب المهانة والاذلال، لينتهي به المطاف في معتقل صيدنايا. وتابعت: "المفارقة ان الجانب السوري في "اللجنة اللبنانية - السورية المشتركة لمتابعة قضية المفقودين" كان قد نفى حديثا وجود اي لبناني في السجون السورية، ورد على مطالبات الجانب اللبناني بالتقصي عن اللبنانيين المعتقلين بأن لا لبنانيين في سجون سوريا".

 

ربيع لبنان 2008" في "البيال" أحيا الذكرى الثالثة لانطلاقة "ثورة الأرز" في ظلال الشهداء

  وثيقة 14 آذار: خيارنا ثقافة السلام والوصل مع الآخر

القوة المسلحة للدولة وحدها... وعلى سوريا الإقرار بالكيان اللبناني

المشاركون في مؤتمر قوى 14 آذار وقوفاً في مجمع "البيال" امس.  الرئيس الجميل يصافح الوزير حمادة والنائب جنبلاط. 

النهار/في اطار استعادي لأجواء 14 آذار 2005 او "ثورة الارز"، وفي ظل لوحات مصورة للمتظاهرين ذلك اليوم، وصور ضخمة للشهداء الذين سقطوا اغتيالا بدءا بالرئيس رفيق الحريري وانتهاء باللواء الركن فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد، ولوحة اخرى كبيرة حملت اسماء الشهداء من غازي ابو كروم الى عمران عبيد، اعلنت قوى 14 اذار في "البيال امس ورقة العمل الافتتاحية لمؤتمرها الاول "ربيع لبنان 2008"، او الوثيقة السياسية التي يفترض ان تشكل اطار العمل الناظم لهذه القوى ومشروعها السياسي امام الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي.

واللافت في الوثيقة انها جمعت بين الشدة واللين في المواقف مع اتجاه غالب الى الوضوح في كثير من المسائل الخلافية بين اللبنانيين، وشددت على ان الانقسام ليس طائفيا بل هو خلاف على طبيعة الدولة ودورها وبين نظرتين مختلفتين الى لبنان والعالم، الاولى ثقافة السلام التي تتبناها قوى 14 اذار والاخرى ثقافة العنف والالغاء والاستتباع، وبين الانفتاح الثقافي وبين العنف والفصل، وبين التنوع وسيادة القانون والايمان بأن الدين لله والوطن للجميع، وبين ثقافة استغلال الكبت والخوف والاستقواء بالخارج واحتكار المقدس وتكفير الخصم وتخوينه وقتل الخصم رمزياً ومعنوياً تمهيداً لقتله جسدياً.

وربطت الوثيقة بين الاستقلال ورزمة شروط، منها تجاوز الصراعات الطائفية على قاعدة اتفاق الطائف نحو بناء دولة مدنية حديثة وصون السيادة وتسليم الدولة وحدها مهمة توفير الامن، على ان يكون للدولة وحدها الحق الحصري في امتلاك السلاح وألا يكون في لبنان جيشان. ودعت الى اعادة الاعتبار لفكرة المقاومة كي تكون اقوى في مواجهة الخطر الخارجي اذا كان المجتمع موحدا والدولة فاعلة والجيش قويا، وان لا مقاومة على قاعدة فرز الشعب بين اكثرية خائنة واقلية وطنية ومن خلال ربط الناس بالاعانات والاعاشات. وشددت على اهمية ضمان الاستقلال من خلال الالتزام في المعركة الدائرة في العالم العربي ضد القوى الاقليمية الممثلة باسرائيل وايران التي تقيم بينها علاقة تواطؤ في مواجهة العرب وخصومة في تحديد مناطق نفوذها وسيطرتها. وذهبت الوثيقة الى ان ابرز اوجه التواطؤ هو الحماية الدولية التي توفرها اسرائيل للنظام السوري في حربه على لبنان. واعلنت انها مع طي صفحة الماضي مع سوريا وتطبيع العلاقات معها بشرط اعترافها باستقلال لبنان واحترام سيادته من خلال تبادل السفارات وترسيم الحدود، كما دعت الى طي صفحة الماضي بين الشعبين اللبناني والفلسطيني على قاعدة "اعلان فلسطين في لبنان 2008" الذي اعلن التزام الفلسطينيين في لبنان سيادة لبنان واستقلاله.  

وتحت شعار "معا نحقق حلم لبنان"، حضرت المؤتمر قيادات قوى 14 آذار وفي مقدمهم الرئيس امين الجميل والوزراء: مروان حمادة، ميشال فرعون، جان اوغاسابيان، غازي العريضي، احمد فتفت، ونايلة معوض، النواب: رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط، اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، انطوان اندراوس، ايلي عون، هنري حلو، انطوان سعد، عاطف مجدلاني، مصطفى هاشم، جواد بولس، عمار حوري، سمير فرنجية، جمال الجراح، مصطفى هاشم، امين عيتاني، هاشم علم الدين، روبير غانم، سمير الجسر، الياس عطاالله، غازي يوسف، هادي حبيش وجورج عدوان ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والنواب السابقون: فارس سعيد، نسيب لحود، غطاس خوري وكميل زيادة.

وحضر رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده، والسادة: ميشال معوض، سمير عبد الملك، انطوان حداد، الياس ابو عاصي، ادي ابي اللمع، ميشال خوري، نديم عبد الصمد، ميشال مكتف، مروان صقر، نادر الحريري، الياس الزغبي، زوجة الوزير الشهيد بيار الجميل السيدة باتريسيا، زوجة النائب الشهيد انطوان غانم ونجله، السيدة نورا جنبلاط، زوجة الزميل الشهيد سمير قصير الاعلامية جيزيل الخوري. وحضر مفتي البقاع الشيخ خليل الميس ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، الشيخ غاندي الحلبي ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن، الدكتور عماد الحوت ممثلا "الجماعة الاسلامية". كذلك حضرت القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشال سيسون التي حصدت تصفيقا كبيرا والسفير الصيني وممثلون للهيئات الطلابية والشبابية من قوى 14 آذار وهيئات المجتمع المدني.

عريف الحفل الزميل راشد فايد ربط بين عامية انطلياس في القرن التاسع عشر وعامية بيروت، اي مؤتمر ربيع بيروت الذي "يجمع الناس والتيارات من كل الطوائف ليضعوا تصورا واحدا للبنان في ذكرى نزول اللبنانيين الى الشارع في 14 اذار 2005". واعتبر ان "المؤتمر استثنائي لأنه يجمع مسلمين ومسيحيين وعلمانيين، ولأن غايته تحقيق العيش الواحد للبنانيين وفق مفاهيم واحدة للديموقراطية ومعايير واحدة لتداول السلطة والمواطنية ودور الدولة". واوضح فايد ان قوى 14 اذار تطرح للمناقشة وثيقة سياسية ليس بهدف انشاء حزب سياسي جديد ولا جبهة جديدة بل "اوسع تفاهم لبناني على اللبنات الاساسية لمشروع الدولة والوطن، وانها تتخطى الاطارات الحزبية لتوسيع المشاركة الشعبية من خلال حقائق واضحة (...)".

الجسر: نجاحات واخفاقات

الوزير سمير الجسر عضو الامانة العامة لقوى 14 اذار استعاد مشهد 14 اذار 2005 وذكر كيف غصت ساحة الشهداء بالجموع التي اتت من كل الطوائف والمناطق، مؤكدا ان "ثورة الارز امانة ومن الواجب حفظ هذه الامانة، ولا حظ لهذه الثورة بالتقدم الا من خلال رؤية واضحة وتجاوز ما يعوقها". ورأى ان مكامن الفشل عدة وهي: الفشل في بسط سلطة الدولة كاملة، المربعات الامنية، استعادة كل مؤسسات الدولة، تأمين حاجات الناس، تأمين الاستقلال السياسي وعدم النجاح في انتخاب رئيس للجمهورية".

وحدد النجاحات في اخراج نظام الوصاية، اجراء انتخابات حرة للمرة الاولى، قيام حكومة، المحكمة الدولية، استعادة ثقة المجتمع الدولي، عقد مؤتمر باريس 3، وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006، توفير التضامن الداخلي والوحدة الوطنية في وجه اسرائيل، واستمرار عمل المؤسسات رغم الفراغ في رئاسة الجمهورية". وطرح سؤالا عن قدرة الاستمرار على الوتيرة نفسها، معتبرا ان توحيد الجهد اساسي وان مشهد 14 شباط 2008 هو اعلان نيات من جميع اللبنانيين بأنهم يريدون الدولة القوية القادرة. وعرض لمعوقات يجب معالجتها "على مستوى اتفاق الطائف الذي لا يحول شيء دون تطبيقه كاملا بعد انسحاب السوريين". وعن مشكلة مشروع الدولة قال "ان المربعات الامنية والدولة ضمن الدولة تصادر قرار الحرب (...)". واعتبر ان الطائفية والمذهبية مرض عضال يتهدد الدولة حاضرا ومستقبلا ونقمة على لبنان"، داعياً الى معالجة اسباب الخوف والدفع في اتجاه الوطن. واننا لسنا حضارات عدة بل حضارة واحدة.

ورأى ان الكلام على الديموقراطية التوافقية لا يخرج عن مبدأ التطبيق بالاكثرية الموصوفة، وفي رأيه ان التوافق على كل مفردة مستحيل وان الكلام على المشاركة في كل امر صغير هو اجهاض لمبادئ الديموقراطية، وتاليا كل ما يخرج عن الاجماع يجب اقراره في اطار الاكثرية وعملا بالمبادئ الديموقراطية. وتحدث عن الحرية والعدالة والانماء المتوازن وتطرق الى الانتخابات الرئاسية قائلاً إنها ليست ترفا، وان "من يتسببون بتعطيل الانتخابات الرئاسية اكانوا يدرون ام لا يدرون ماذا يفعلون فهم يتسببون بانهيار الهيكل اللبناني". وقال: "جرى التوافق على العماد ميشال سليمان رئيسا وما من سبب لتأخير انتخابه سوى الرغبة في الانقلاب على الدولة (...)". وكرر التمسك بالمبادرة العربية" لأن العرب هم الاكثر تفهما لمشكلات لبنان وقدرة على حل الازمة.

وبعد ذلك عرض فيلم عن مسار الاستقلال في السنوات الثلاث الاخيرة، مستهلا بمشاهد اعلان المطارنة الموارنة الحاجة الى انسحاب الجيش السوري بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي واعلان "لقاء قرنة شهوان" واقفال محطة "أم. تي. في." وصولا الى التمديد للرئيس اميل لحود واغتيال الرئيس الحريري وما تلاه من تظاهرات واغتيالات وانسحاب جيش الاحتلال السوري وخلافه ليخلص الفيلم الى ان النظام السوري خيّر اللبنانيين بين الامن والعدالة فاختار اللبنانيون الامن والعدالة والدولة.

سعيد: حقنا في الحياة

واستهل النائب السابق سعيد بأن انتفاضة 14 اذار لم تأت من فراغ بل عمل لها اللبنانيون كثيرا، وأن ثورة الارز مدينة للبطريرك الماروني الذي اطلق هذه الثورة، ووليد جنبلاط الذي عقد مصالحة تاريخية في الجبل للمرة الاولى منذ 120 عاما، وهي مدينة ايضا لاستشهاد رفيق الحريري، والمعتقلين في السجون السورية وكل من ناضل بشجاعة في الجامعات ودخل السجون وتعذب (...)". ثم تلى الوثيقة السياسية التي حملت عنوان: "معاً من اجل خلاص لبنان - معا من اجل الدفاع عن حقنا في الحياة - معا من اجل العيش بسلام في دولة سيدة ديموقراطية وحديثة":

وثيقة 14 آذار

"أربعة وستون عاما هو عمر الجمهورية اللبنانية المستقلة. اثنان وثلاثون منها كانت سنوات سلام وأمن شابتها توترات وأزمات. واثنان وثلاثون منها كانت سنوات حرب واحتلالات تخللتها فترات من الهدوء.

نحن اليوم أمام لحظة مصيرية: اما العودة بلبنان الى ما كان عليه في العقود الثلاثة الاخيرة، ساحة عنف مجاني للقوى الاقليمية والخارجية، يستجيب لأوهام البعض في أن مستقبلهم لا يزال يتطلب مزيدا من الدماء والعذابات والدمار. واما اعادة صوغ لبنان بلدا يطيب العيش فيه، ودولة قادرة على النهوض بمسؤولياتها. ونحن اليوم خيارنا واضح وهو استكمال المسيرة التي أطلقتموها انتم، في ساحة الشهداء، لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري. ونحن هنا اليوم لاطلاق ورشة عمل لتحديد الطريق الواجب اعتمادها لاتمام ما بدأناه معا في العام 2005.

اعتمادنا هو على أنفسنا وعلى مكامن القوة التي نملكها:

- فنحن نملك أولا حريتنا التي طالما جاهدنا في سبيل الدفاع عنها، حرية الرأي وحرية المعتقد وحرية التعبير وحرية القرار وحرية مقاومة الظلم، فلا يختزلنا أحد، ولا نقبل حدودا لتعدد انتماءاتنا السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية، ولتنوع مصالحنا وحساسياتنا، ولحرية انفتاحنا وتواصلنا مع الآخرين. أرسينا في هذا البلد أسس نظام ديموقراطي لا تحكمه عنصرية دينية ولا يحرسه نظام مخابراتي، مارسنا ديموقراطية في محيط غير ديموقراطي، وتنوعا في بيئة ترفض التمايز، وتقدما في عالم مشدود الى نزاعات وهواجس الماضي.

- نملك، ثانيا، قدرة كبيرة على الفعل والتأثير على صعيد التنمية والتطور في لبنان والمنطقة، بفضل ايلائنا الاهتمام الدائم لقيمة العلم والمعرفة والثقافة. وهذه القيمة هي قيمة أساسية في عالمنا هذا نظرا للدور الحاسم الذي يكتسبه اليوم اقتصاد المعرفة. كنا في طليعة رواد النهضة في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ونحن اليوم قادرون على ان نساهم في اطلاق نهضة ثانية من خلال الشباب المقيم والمنتشر وطاقاته الخلاقة في مجال الابداع الذهني والانتاج الفكري.

- نملك، ثالثا، انفتاحا كبيرا على العالم وقدرة استثنائية على التواصل. فالشعب اللبناني هو شعب "معولم" قبل العولمة، وهو قادر على الافادة من شبكة انتشاره الواسعة لوضع لبنان في قلب العالم والعالم في قلب لبنان. ونملك موقعا مميزا داخل الاسرة العربية ودورا فريدا يقر به كل اشقائنا ولا يعارضه سوى من أراد لبنان حقلا لوصايته وساحة نفوذ واستغلال.

- واهم من كل هذا، نملك في هذا الزمن تحديدا، زمن صراع الهويات والاديان والحضارات، تجربة فريدة في العيش المشترك، نحن الذين ابتكرنا هذه الصيغة ومارسناها، ونقضناها في زمن الحرب، لكننا عدنا اليها في النهاية بعد فشل الصيغ البديلة. والعيش المشترك هو نمط حياة يؤمن للانسان فرصة التواصل والتفاعل مع الاخر المختلف بحيث تغتني شخصيته من تلقيها جديد الاخر، وتغني هي بدورها شخصية الآخر، انه نمط حياة يقوم على الاعتراف بالاخر واحترامه في تمايزه وفرادته، فلا يسعى الى الغائه او استتباعه.

الاختلاف بين ثقافتين

ان تجديد الرؤية والتوجه يبدأ بثورة في مفاهيمنا الثقافية. فلبنان لم يكن يوما في تاريخه الحديث على هذه الدرجة من الانقسام الحاد. وهذا الانقسام ليس من طبيعة طائفية، اذ يضم كلا الفريقين المتواجهين مسيحيين ومسلمين وعلمانيين. كذلك ليس الانقسام سياسيا بالمعنى الضيق للكلمة، لأنه يتجاوز الخلاف على ادارة الدولة بين اكثرية ومعارضة الى الخلاف على طبيعة الدولة ودورها. ان اعمق ما في الخلاف هو البعد الثقافي، حيث تتواجه نظرتان مختلفتان الى العالم. نظرة تقوم على ثقافة السلام والعيش معا والوصل مع الآخر المختلف، واخرى تقوم على ثقافة العنف والفصل، وترى ان توكيد الذات لا يتم الا باستبعاد الاخر المختلف وصولا الى الغائه او استتباعه.

ان الاختلاف بين هاتين الثقافتين اختلاف جذري: ثقافة السلام والوصل مع الآخر ترى ان حقوق المواطنين يجب ان تكون متساوية في المطلق وان الطوائف في لبنان هي جماعات يجب ان تحظى جميعها بضمانات متساوية، وان حمايتها تأتي من وجود دولة يوكل اليها مهمة توفير الامن للجميع. اما ثقافة العنف والفصل فتنظر الى المواطنين بوصفهم مجرد اعداد متراصفة داخل طوائفها، والى الطوائف على انها اقليات مهددة باستمرار في وجودها وحضورها الحر، وبالتالي فان على كل واحدة منها السعي لتأمين حمايتها بمعزل عن الآخرين وغالبا في مواجهتهم.

- ثقافة السلام والوصل مع الآخر تقوم على التنوع والانفتاح الثقافي والتفاعل. اما ثقافة العنف والفصل فتقوم على قسمة العالم الى فسطاطين: خير وشر، ايمان وكفر، وهي تدفع الانسان الى الخشية من العيش مع الآخر المختلف والى الاصطفاف، بلا شروط، خلف القوى الاشد تطرفا في بيئته. هذه الثقافة تستغل عاملي الكبت والخوف لدفع الطوائف الى التماس "حمايات خارجية" في محاولة لتعديل موازين القوى الداخلية، بدعم من الخارج ووفقا لشروطه.

- ثقافة السلام والوصل مع الآخر ترى ان شرط الحياة في مجتمع يتميز بالتنوع والتعدد تكمن في سيادة القانون وشمول العدالة لكل فئات المجتمع بما في  ذلك اصحاب السلطة. وهي تقوم على احترام الضحية بوصفها ضحية، دون تمييز بين ضحية واخرى. اما ثقافة العنف والفصل فيتوقف احترامها للضحية فقط على هوية "الجاني" السياسية. لذلك بات لدينا جناة "طيبون" وآخرون "اشرار"، ضحايا "طيبون" وآخرون "اشرار"!

- ثقافة السلام والوصل مع الآخر تقوم على تنقية الذاكرة وطي صفحة الماضي على قاعدة الاقرار بالمسؤولية الجماعية والفردية عن خطايا الحرب، واعتبار جميع الضحايا شهداء الوطن، لئلا يبقى اللبنانيون – بمن فيهم الضحايا – فريقين: فريقاً خائناً وفريقاً بطلاً. وهو جهد بذله معظم اللبنانيين في السنوات الخمس عشرة الماضي لتجاوز الحرب وتنقية الذاكرة. اما ثقافة العنف والفصل فتتأسس على "ذاكرة انتقائية" تستحضر جرائم وتضرب صفحا عن اخرى، بغية منع اعادة الوصل.

- ثقافة السلام والوصل مع الآخر تنظر الى الدين كرابطة تجمع اللبنانيين، من خلال ايمانهم بأن الدين لله والوطن للجميع. اما ثقافة العنف والفصل فتعمل على احتكار المقدس، ومنح نفسها الحق، باسم هذا المقدس، في تعيين الخير والشر، وفي تكفير خصومها وتخوينهم. وهذا الاحتكار للمقدس هو في أساس التعصب الديني.

- ثقافة السلام والوصل مع الآخر تهدف الى اقناع الخصم والقاء الحجة عليه والبحث عن المساحات المشتركة معه. اما ثقافة العنف والفصل فتستخدم الخطاب السياسي لـ"قتل" الخصم رمزياً ومعنوياً من خلال الكذب والإهانة والتخوين، الأمر الذي يمهد الطريق لمن يريد قتله جسدياً.

الاستقلال واعادة الاعتبار

ان مستقبلنا الوطني مرتبط بقدرتنا على ارساء ثقافة السلام والوصل في حياتنا الوطنية. وهذا الأمر يحتاج الى قرارات جذرية: اولاً - قرار بتثبيت استقلالنا من خلال تأمين الوحدة الوطنية التي هي شرط الاستقلال عن الخارج. ويتطلب هذا الأمر تجاوز الصراعات الطائفية التي ادمت وطننا على مدى نصف قرن، والتوجه، على قاعدة اتفاق الطائف، الى بناء دولة مدنية حديثة تقوم على الفصل بين الحقوق التي هي شأن المواطنين والتي من واجب الدولة تأمينها من دون تمييز بين مواطن وآخر، وبين الضمانات التي من حق الطوائف على الدولة تأمينها في ما يتعلق بوجودها وحضورها الحر. ان قيام دولة ديموقراطية، حديثة، مدنية، محررة من القيود الطائفية ومن الزبائنية  التي تنتج عنها والتي تعيق عمل مؤسساتها وتلغي مبدأ الكفاءة وتعيق فعالية الاقتصاد وتأمين العدالة الاجتماعية، يحرر الطوائف من "عقدة الخوف من الآخر" التي تقع في اصل كل السياسات الطائفية. بذلك لا يود الآخر خصماً ينبغي مواجهته باستمرار، لأنه يشكل خطرا وجودياً دائماً على الذات، بل يصبح عنصراً مكملاً وضرورياً للذات. ولا تعود الهواجس والمخاوف، من هذا المنظور الجديد، المحرك الاساسي للتاريخ اللبناني.

ثانياً - قرار بصون سيادتنا من خلال الاسراع في اعادة انتظام مؤسسات الدولة وتوكيل الدولة، والدولة وحدها، مهمة توفير الامن لجميعنا، افراداً وجماعات. لهذا ينبغي ان يكون للدولة، كما في تعريف اي دولة تستحق هذه التسمية، الحق الحصري في امتلاك القوة المسلحة وان لا يكون في لبنان جيشان يخضعان لسلطتين مختلفتين: سلطة الدولة اللبنانية وسلطة دولة اجنبية.

ثالثاً - قرار بحماية استقلالنا من خلال اعادة الاعتبار لفكرة المقاومة التي هي حق للشعب اللبناني يمارسه في الدفاع عن وجوده وارضه وحريته، كرافد لتعزيز قوة الدولة. فالمقاومة تقوم اساساً على مكامن القوة التي يملكها الشعب لا على مكامن الضعف. وهي اقوى في مواجهتها الخطر الخارجي اذا كان المجتمع موحداً والدولة فاعلة والجيش قوياً والاقتصاد ناشطاً. فليست مقاومة تلك التي تقوم على قاعدة فرز الشعب بين اكثرية "خائنة" واقلية "وطنية". وليست مقاومة تلك التي تؤدي الى ربط مصير الناس بالاعانات والاعاشات. كذلك ليست مقاومة تلك التي تقوم على الغاء القرار الوطني لصالح الخارج وخدمة لمصالحه. ان الهدف النهائي للمقاومة هو بناء الدولة الحرة، السيدة، هذا هو الانجاز الذي يحدد نجاحها او فشلها.

تواطؤ وخصومة

رابعاً - قرار بضمان استقلالنا عبر توفير الظروف العربية المؤاتية، وذلك من خلال:

1 – الالتزام في المعركة الدائرة في عالمنا العربي للخروج من الاصطفافات السياسية والفكرية التي فرضتها الحرب الباردة طوال اكثر من نصف قرن، واستعادة حقه في ان يكون صاحب القرار في تحديد مصيره ومستقبله. يتواجه العالم العربي في سعيه الى اعادة تكونه السياسي بقوى اقليمية – اسرائيل وايران – تحاول ابقاءه على ما كان عليه والحلول مكان الدول الكبرى في التحكم بمصيره. وترتبط هذه القوى الاقليمية في ما بينها بعلاقة تواطؤ وخصومة في آن معاً: تواطؤ في مواجهة العرب وخصومة في تحديد مناطق نفوذها وسيطرتها. فالارهاب الذي يمارس ضد العالم العربي سواء مارسته جيوش منظمة او مجموعات سرية هو وليد هذا التواطؤ الموضوعي الذي اسقط "اتفاق مكة" بين الفلسطينيين ويعمل جاهداً على افشال مبادرة السلام العربية. ولعل الوجه الابرز لهذا التواطؤ هو الحماية الدولية التي تعمل اسرائيل على توفيرها للنظام السوري في حربه على لبنان.

2 – ملاقاة ودعم التحول الجاري في العالم العربي حيث بدأت ترتسم معالم نظام اقليمي عربي جديد وحديث بعيدا عن الديماغوجيا السابقة. وهذا التحول اكده "اعلان الرياض" الذي صدر في ختام القمة العربية في آذار 2007، والذي يضع للمرة الاولى "الاسس العربية" لثقافة الوصل في مواجهة ثقافة الفصل التي لا تزال تهيمن على المنطقة، وذلك بتأكيده على ان "العروبة ليست مفهوما عرقيا عنصريا بل هي هوية ثقافية (...) واطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والاخلاقية والانسانية، يثريه التنوع والتعدد والانفتاح على الثقافات الانسانية الاخرى ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة..." كذلك يعطي "اعلان الرياض" الاولوية لـ"خيار السلام العادل والشامل باعتباره خيارا استراتيجيا للدول العربية"، مؤكدا على ضرورة "نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح، ورفض كل اشكال الارهاب والغلو والتطرف".

3 – طي صفحة الماضي مع سوريا وتطبيع العلاقات معها. وهو امر يبدأ بعودة النظام السوري الى الحظيرة العربية بعدما تحول الى حصان طروادة في مواجهة العالم العربي، واعلانه الاعتراف باستقلال لبنان واحترام سيادته من خلال تبادل السفارات وترسيم الحدود معه. والاساس في هذا الموقف هو الكف عن التعامل مع لبنان وكأنه مجرد "اقليم" جرى سلخه عن الوطن الام في زمن الاستعمار، واقرار الدولة السورية بأن شرعية الكيان اللبناني تساوي شرعية كل الكيانات العربية بما فيها الكيان السوري. على هذا الاساس يمكن اجتراح "تسوية تاريخية" تسمح بصوغ مشروع مشترك يجعل من البلدين محور تجديد في العالم العربي. وهذه التسوية اشارت اليها نخبة من السياسيين والمثقفين السوريين واللبنانيين في "اعلان بيروت – دمشق/ اعلان دمشق – بيروت" (ايار 2006) الذي تضمن مراجعة نقدية لتاريخ العلاقة بين البلدين، واضعا الاسس لتصحيحها.

4 – طي صفحة الماضي الاليم بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وذلك على القاعدة نفسها التي حددتها منظمة التحرير الفلسطينية في "اعلان فلسطين في لبنان" (كانون الثاني 2008) الذي يشكل اول قراءة نقدية للتجربة الفلسطينية السابقة في لبنان، فاتحا بذلك المجال واسعا لحوار لبناني – فلسطيني في العمق، خاصة وانه يعلن الالتزام "الكامل وبلا تحفظ" بـ"سيادة لبنان واستقلاله في ظل الشرعية اللبنانية ومن دون اي تدخل في شؤونه الداخلية"، والتمسك بـ"حق العودة ورفض التوطين والتهجير"، والتشديد على ان "السلاح الفلسطيني ينبغي ان يخضع لسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها وفقا لمقتضيات الامن الوطني اللبناني الذي تعرفه وترعاه السلطات الشرعية اللبنانية". وفي المقابل، فعلى الدولة اللبنانية ان تدعم السلطة الوطنية الفلسطينية وحقها في اقامة دولتها المستقلة وضمان العيش الكريم للفلسطينيين المقيمين في لبنان بانتظار عودتهم الى وطنهم.

لماذا يتعرض لبنان منذ ثلاث سنوات الى هذه الهجمة الشرسة والمتواصلة؟ هل من اجل تأمين المشاركة في السلطة كما يطالب بها الفريق الآخر، او اقرار قانون جديد للانتخابات، او تحسين حالة الكهرباء؟ هل ان قتل القيادات واستدراج الحرب مع اسرائيل واحتلال وسط بيروت والقيام بانتفاضة مسلحة ضد الحكومة والاعتداء على الجيش والسعي الى اقامة امارة اسلامية في الشمال وقتل جنود في القوات الدولية، وغير ذلك من اعمال العنف هدفه تحقيق هذه المطالب؟ ام ان الهدف هو اعادة تحويل لبنان الى مقاطعة سورية ورأس جسر لايران على البحر الابيض المتوسط؟

لقد مددنا يدنا للجميع بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري لمشاركتنا في طي صفحة الهيمنة السورية والتأسيس لمرحلة جديدة لا غالب فيها ولا مغلوب. كررنا الدعوة على طاولة الحوار وجددناها بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي في صيف 2006 ومن ثم بعد اقرار المحكمة الدولية في ربيع 2007.

واليوم، ومن موقعنا كأكثرية شعبية ونيابية، نكرر دعوتنا الجميع الى تخطي الخلافات والمشاركة في تحديد مصيرنا المشترك، ذلك ان خلاص لبنان يكون لكل لبنان او لا يكون. والاساس في هذه المشاركة هو ان تقوم على الثوابت الوطنية التي أجمع عليها اللبنانيون والتي حددها اتفاق الطائف ومقررات الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية، كي لا يعود احد في الخارج شريكاً في قرار الداخل.

تلك المنطلقات هي ثمرة التفكير المشترك والنضال المشترك للمشاركين في هذا المؤتمر اليوم، وأيضاً لهذا الرأي العام العارم خارج هذه القاعة. تلك المنطلقات هي التي سنبني عليها ونسعى الى تطوير مضامينها والى تفصيلها، وذلك عبر حوارات وورشات عمل موسعة وصولاً الى اقرارها من ضمن رؤية شاملة سنعلنها في ختام اعمال المؤتمر الذي اطلقناه اليوم.

حداد وورش عمل

وختاماً، أعلن انطوان حداد ورش العمل والآلية المعتمدة فيها وتشمل ورشات عمل سياسية، أمنية وفكرية متخصصة تتصل بدرس رؤية مستقبلية للبنان وعلاقاته، الى ورش داخلية قوى 14 آذار ومستوى التعاون والتنسيق بينها، وتنظيم مؤتمر خاص عن الانتشار اللبناني. على ان تتوج هذه الانشطة بمؤتمر عام ووثيقة سياسية مطلع الصيف المقبل ومجموعة اجراءات تنظيمية تشمل جميع قوى 14 آذار.

وتحدث حداد عن 12 ورشة تضم أكاديميين ومستقلين ومحازبين واصحاب رأي وهي مفتوحة امام كل من يرغب من اعضاء المؤتمر. وأشار الى ان الانتساب الى المؤتمر مفتوح عبر صفحة الانترنت الخاصة بقوى 14 آذار. وتلاه كل من أدي أبي اللمع وميشال مكتف وريان الاشقر في الشأن التنظيمي لاعمال المؤتمر.

 

بعد تصاعد موجة التهديدات الإسرائيلية بالحرب  تعزيزات عسكرية سورية عند قوسايا وحلوه

هيام القصيفي     

كشفت معلومات خاصة لـ"النهار" ان مراجع لبنانية تبلغت في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة ان الجيش السوري قام في اليومين الاخيرين بتعزيزات عسكرية على الحدود اللبنانية السورية لجهة سوريا، في منطقة البقاع الغربي. واشارت الى ان انتشارا سوريا معززا وكثيفا، عناصر وآليات، سجل على الخط الحدودي، بدءا من وسط البقاع جنوبا، على طول المنطقة الممتدة من قوسايا وحلوه ودير العشاير.

وأثارت هذه المعلومات اهتماما لافتا لدى هذه المراجع، ولا سيما ان تقريرا من اجهزة غربية في لبنان عزز هذا الرصد الامني. وخصوصا ان هذه التعزيزات تأتي في وقت تكثر التكهنات داخل لبنان وخارجه عن احتمالات استدراج لبنان الى حرب مع اسرائيل، على خلفية رد "حزب الله" على اغتيال مسؤوله الامني عماد مغنية. وتشير المعلومات الى ان التعزيزات السورية تهدف الى منع تعرض الاراضي السورية لاي هجوم اسرائيلي يمكن ان يصيب لبنان في هذه البقعة الجغرافية البالغة الحساسية. وخصوصا ان المناطق المذكورة آنفا، لها امتدادات جغرافية في الداخل السوري.

وتشير المعلومات الى ان دوائر التحليل الامني في لبنان، وهي متعددة ومختلفة الاتجاه، تدرس بجدية كل الاحتمالات المطروحة حاليا والتحديات المفروضة على لبنان بعد القمة العربية. وفي خلاصة اولية استنادا الى معطيات امنية ان اي حرب اسرائيلية محتملة لا يمكن ان تقع الا في اطار الرد الاسرائيلي على اي عملية تستهدف اسرائيل سواء في داخلها او عبر العالم، وهذا الامر هو حاليا مدار نقاشات جدية تتم داخل الحزب، لان خطر الحرب الاسرائيلية جدي، اذا تعرض امن اسرائيل ومواطنيها في اي مكان من العالم للخطر. بمعنى ان الحزب يدرك جديا انه لن يكون سهلا تفادي اي عملية يعدها انتقاماً لاغتيال مغنية، وخصوصا ان الجيش الاسرائيلي اجرى مراجعة كاملة، بعد تقرير فينوغراد لكل الثغر الامنية التي عرفتها حربه على لبنان لاستخلاص عبر عسكرية منها.

اما الخلاصة الثانية فهي ان الرد الاسرائيلي سيكون عبارة عن عمليات محددة الاهداف، ونوعية، لا يتعرض فيها الجيش الاسرائيلي للاستهداف المباشر عبر دخول لبنان برا. وفي قراءة المحللين العسكريين والحزب معا ان نوعية هذه العمليات يمكن ان تكون ضرب كل المواقع الخلفية للحزب في منطقة البقاع الغربي، والتي عزز فيها الحزب انتشاره وتحصيناته خصوصاً بعد حرب تموز. وهذه المناطق معروفة منذ اعوام طويلة انها بقعة عمل لـ"المقاومة" بعلم من الحكومة اللبنانية التي كانت تدعم في بياناتها الحكومية عملياتها، اضافة الى اختيار اهداف محددة لضرب البنية التحتية للحزب وعمليات تواصله، بما يعيد التذكير بما حصل في حرب تموز عبر ضرب المؤسسات الصحية والاجتماعية والتربوية للحزب، اي لكل البنية الايرانية التمويل.

وتحدثت تقارير غربية في هذا الاطار عن ان الامين العام للحزب يجري حالياً مراجعة دقيقة لكل اجهزة الحزب الامنية والعسكرية، بعد اغتيال مغنية، استعداداً للمرحلة المقبلة بكل احتمالاتها. وتشير في هذا الاطار الى سلسلة اسماء يجري تداولها في اطار تمتين حلقة التواصل والربط داخل الحزب، اذا وقعت الحرب الاسرائيلية، لافتة الى ان نصرالله يريد من هذه المراجعة عدم تكرار تجربة ربط المسؤوليات الامنية والعسكرية بشخص واحد، وان يستعيد قناة الاتصال بطهران التي كان يتولاها مغنية.

ويضاف الى وجود الحزب في جرود البقاع الغربي، والمعروفة بخنادقها وتحصيناتها، وجود قوى للفصائل الفلسطينية المؤيدة لسوريا. وكانت هذه التنظيمات قد حصلت خلال حرب مخيم نهر البارد، على دعم لوجستي من سلاح وآليات وعناصر، نتيجة الحدود المفتوحة والمشرّعة بين لبنان وسوريا، والتي لم يتم ضبطها حتى الآن. وسبق ان اكدت الحكومة اللبنانية عبر تقارير رفعتها الى المراجع العربية، وجود هذا الحشد والتهريب عبر الحدود.

وتخلص المعلومات الى القول انه نتيجة التهديدات الاسرائيلية المتزايدة، تبدو خيارات الحرب والسلم متساوية، وترجيح كفة على اخرى، منوط بنوعية الرد على اغتيال مغنية ونتائجه. من دون ان تنفي ان الحزب يضع امامه كل الخيارات ومناقشاته حالياً على مستوى عال من الجدية، وخصوصاً في ضوء ما لمسه من هلع جنوبي وبقاعي من فكرة تكرار الحرب مرة جديدة، وان كان يعتبر ان جمهوره سيؤيده ولن يخذله اذا ضرب في عقر داره.

 

إلى رجل المواقف في هذا الزمن الصعب

المستقبل - السبت 15 آذار 2008 - فادي فوزي فواز

حضرة الدكتور على الحسن المحترم

تحية طيبة وبعد

في ظل ما نراه اليوم من تخبط سياسي ومذهبي وطائفي في وطننا الحبيب لبنان، أرى من من واجبي كمواطن لبناني أولاً وشيعي معتدل ثانياً أن أهنئكم على مواقفكم الجريئة التي صدرت عنكم، بغض النظر عن التبرير الذي ورد من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، والذي لا أريد أن أدخل في حيثياته.

انني أؤكد لكم أننا نحن كلبنانيين وعرب ومسلمين وشيعة نطالب دوماً بحماية هذه المواقف الصادرة عن أشخاص مثلكم تعبر عن صرخة من أجل الحق، ومن أجل لبنان خصوصاً أننا ننتمي الى بلد الحريات والثقافات ومطالبي دوماً بآراء ومواقف كالتي صدرت منكم.

وأخيراً أتمنى من الله أن تبقى دوماً وكما عهدناك رجل المواقف في هذا الزمن الصعب. بكل محبة واحترام

 

ابريل غلاسبي السفيرة الأميركية في بغداد تروي لـ «الحياة» قصة اللقاء الأخير مع الرئيس العراقي قبل غزو الكويت: (1 من 2) ... صدام دعاني لإبلاغ الرئيس «ألا يقلق... كل شيء سيكون على ما يرام»

كيب تاون - رندة تقي الدين     الحياة     - 15/03/08//

 

 

ابريل غلاسبي 

ابريل غلاسبي، السفيرة الأميركية السابقة في العراق التي حذرت صدام حسين من عواقب اجتياحه الكويت، تحملت لوم وزير الخارجية آنذاك جيمس بيكر الذي ألقى المسؤولية عليها وكأنها مسؤولة عن قرار صدام، بقيت صامتة طيلة خدمتها في السلك الديبلوماسي الأميركي. فالرئيس السابق جورج بوش (الرئيس آنذاك) دافع عنها في مذكراته، وكان منصفاً لها. فغلاسبي، المستشرقة التي خدمت في سورية ولبنان والعراق، تعيش الآن في شقتها المطلة على الجبل في كيب تاون «مثلما في لبنان»، على حد قولها، وبين منزلها في كاليفورنيا. فهي متقاعدة وتدرّس في بعض أحياء كيب تاون المتأخرة والفقيرة، وتمارس هوايتها في تريبة خيول السباق، وتسافر إلى كاليفورنيا لتمضية باقي وقتها.

 

غلاسبي، التي لها صداقات عدة في لبنان وسورية، تسأل عن نائلة معوّض ووليد جنبلاط ومروان حمادة وغسان تويني، وتقول إنها تتابع أخبار لبنان من وراء شاشة التلفزيون في كيب تاون.

 

روت غلاسبي لـ «الحياة» وللمرة الأولى لصحيفة قصة لقائها الأخير مع صدام حسين، ونفت الرواية العراقية التي نُشرت بعد لقائها الرئيس العراقي أنها قالت له: «نحن لا نتدخل بخلافات حدودية بين بلدين»، ملقية مسؤولية الرواية على نائب الرئيس العراقي طارق عزيز الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك. وقالت غلاسبي إن الجميع في إدارتها كان على علم بأنها نفذت توجيهات الخارجية الأميركية، إلا أنها اعتقدت بأن بيكر فضل تحميلها اللوم على تحمله بنفسه.

 

واعترفت غلاسبي في الحديث مع «الحياة» أن الكل أخطأ التقدير، هي والرئيس المصري حسني مبارك، عندما اعتقدا بأن صدام حسين لن يجتاح الكويت خلال الأيام التي تبعت اجتماعها معه. وروت ظروف حياة ديبلوماسية أجنبية في العراق والمراقبة الشديدة التي كان يخضع لها الديبلوماسيون الأجانب في بغداد. وقالت إن صدام كان يفكر بأنه كان أنقذ الدول الخليجية الصغرى من الخطر الإيراني، وأن هذا البلد الصغير الذي كان يعتبره ولاية أخيرة من العراق، كان عليه أن يُسدد دينه له، كونه أنقذه من الخطر الإيراني. وأشارت الى أنها اعتقدت بأن هذه الحسابات الخاطئة والجهل حملاه على اجتياح الكويت. وروت أن طارق عزيز قد يكون نصح صدام باجتياح الكويت في غياب جميع الديبلوماسيين من بغداد، خصوصاً أنها كانت غادرت لبضعة ايام في الوقت ذاته الذي غادر فيه السفيران الروسي والبريطاني.

 

وطالبت غلاسبي بديبلوماسية شجاعة وجريئة وخلاقة مع فهم غربي حقيقي للعداوات والانقسامات في العراق.

 

وأكدت قناعتها بأن حل القضية الفلسطينية هو المحور الأساس الذي ينبغي أن يتم، لأنه الصراع الذي له تشعباته في كل المنطقة، وأنه من الخطأ القول مثلما قيل بعد احتلال العراق، إن محور الصراع انتقل إلى مكان آخر.

 

وقالت غلاسبي إنها استغربت أن الرئيس الراحل حافظ الأسد ترك في 1984 سفارة إيران في دمشق كي تصدر ثورتها إلى لبنان، إذ أن سفير إيران في دمشق في حينه كان يتولى نقل السلاح إلى الجنوب والبقاع ويؤمن لمجموعة من الأشخاص استقلالية سيكون من الصعب جداً السيطرة عليها. وقالت إن الرئيس السوري الراحل كان محنكاً وشديد الذكاء وله روح النكتة ويرغب في ممازحة محاوريه في حين أن صدام حسين كان يُرعب أوساطه وينشر نوعاً من توتر يخيّم على أجواء لقاءاته.

 

وقالت إن نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام كان صعباً ومتشدداً في التفاوض، وانها قامت بمهمات مكوكية بين خدام والرئيس اللبناني السابق أمين الجميل الذي وصفته بأنه كان حريصاً جداً على الدفاع عن حقوق وطنه، وأنه كان وفياً جداً للبنان.

 

وفي ما يأتي نص الحديث:

 

> عندما طلب صدام حسين مقابلتك، لم تشكّي بأن هناك أمراً ما قيد الإعداد، إذ أنه لم يسبق أن التقى أياً من السفراء؟

 

- كان يلتقي السفراء في بعض المناسبات، والتقيته مرة وإنما ليس على انفراد. فهو كان يتلقى أوراق اعتماد السفراء بنفسه، لكنه لم يكن يستقبل أي سفير جديد يقدم أوراق اعتماده.

 

بالنسبة إلى لقائي معه قبل أسبوع من اجتياح الكويت سنة 1990، تلقيت اتصالاً من وزارة الخارجية، فاعتقدت أنهم اتصلوا لإبلاغي بالتوجه إلى وزارة الخارجية لمقابلة نزار حمدون الذي كان نائباً لطارق عزيز، أو ربما عزيز نفسه، فاكتفوا بالقول لي بالحضور إلى الوزارة من دون تحديد الشخص الذي سأقابله.

 

ولدى وصولي وضعوني في سيارة مجهولة مع سائق مجهول وطلبوا منه اصطحابي إلى مكان ما، فأردت أن أعرف إلى أين سأتجه في هذه السيارة، فقالوا لي إلى الرئاسة. وأثناء الطريق لم أكن أفكر بأنني ذاهبة لرؤية صدام، إنما لألتقي شخصاً آخر. وعندما أدركت أنه هو الذي سألقاه، فكرت بأنه ليس مستحيلاً أن تكون الانذارات القوية التي وجهتها إلى العراقيين عبر نزار حمدون، خصوصاً تلك الموجهة إلى السفير العراقي في واشنطن من جانب مساعد وزير الخارجية الأميركي، لم تصله لأن الكل كان يرتعب منه، لذا اعتبرت أنها مناسبة جيدة لي لتكرار التعليمات التي وصلتني من الادارة ومفادها «لا تحتل الكويت وارفع يديك عن هذا البلد».

 

وعندما استدعي السفير العراقي في واشنطن إلى وزارة الخارجية، تم ابلاغه بعدم احتلال الكويت وبضرورة ابلاغ بغداد بهذه التعليمات فوراً.

 

الكل كان قلقاً في العالم العربي، إذ أن الرجل معروف بعبثيته لذا، وما أن انتهى اجتماع واشنطن، كررت هذه «التعليمات» لنزار حمدون في بغداد وقلت له إن رئيسي (جورج بوش) مهتم جداً بأن أبلغ رئيسكم فوراً بتحذيره بعدم احتلال الكويت.

 

بالطبع كان من غير المجدي في حينه طلب مقابلة صدام، لأنه كان يرفض ذلك دائماً... فلا يمكن مقابلة أحد في بغداد، وما من أجنبي كان يُسمح له بالاتصال مع ميشيل عفلق الذي كان مقيماً في المدينة، ويحتل موقعاً رفيعاً على رغم أنه خارج إطار رئاسة الجمهورية.

 

> حول ماذا دار الحديث بينك وبين صدام، وهل كنت مطلعة على تجميع القوات العراقية على امتداد الحدود مع الكويت، وهل كانت الأقمار الاصطناعية التقطت ذلك؟

 

- ليس الأقمار الاصطناعيةّ فقط الكل في العراق كان يمكنه مشاهدة القوات وهي تتجه جنوباً. لم نكن نعرف عددها بالضبط، لكن ما شاهدناه كان كافياً لنفهم، مثلنا مثل الكويتيين، ما كان يجري، ما اثار قلقاً عميقاً لدى الجميع. إذاً، نعم كلنا على علم بما كان يُعد له. شهدنا زيارة الأمين العام للجامعة العربية وزيارة مبعوث مصري، إضافة إلى عدد من المبعوثين العرب الذين احيط وصول بعضهم بالتكتم، فلم نعلم بهم، لكن الكل كان قلقاً.

 

> هل كان بمفرده عندما استدعاك وقابلته؟

 

- كلا، كان طارق عزيز حاضراً وأيضاً اثنان أو ثلاثة من معاونيه لتسجيل المحاضر.

 

> هل خاطبك بشكل مباشر؟

 

- لا، ليس بشكل مباشر تماماً... بدأ ابلاغي كيف كان سلوك الكويتيين سيئاً، وتطرق أيضاً إلى الاجتماعات في جدة للقول إنهم كانوا منفعلين وألقى اللوم عليهم. وأثارت اتهاماته هذه للكويتيين لدي القلق من أن يكون ما سيقوله لاحقاً، سيعيدنا إلى الوراء 20 سنة عندما اعلن رئيس عراقي سابق أن الكويت جزء من الولاية الجنوبية للعراق . وتبادر الى ذهني أن هذا ما سيقوله. لكن على رغم ما كان تبقى لديه الكثير مما يقوله فقد أبلغته برسالتي.

 

> لكن الصيغة التي قدمتها بغداد عن اللقاء جاء فيها انكِ قلتِ لصدام أن الحكومة الأميركية لا تتدخل في الخلافات الحدودية بين دولتين عربيتين، وهو ما اعتبره بمثابة ضوء أخضر اميركي لمهاجمة الكويت؟

 

- هذه الصيغة من اختراع طارق عزيز، المعروف عنه أنه سيد الكلام بصفته وزير إعلام سابق ورئيس تحرير لصحيفة. والمؤكد أنني لم اعطِ صدام أي فكرة من نوع اننا لن نتدخل في خلاف حدودي، بل إن ما قلته هو إنه «ينبغي ألا يتدخل لا في الكويت ولا في أي مكان آخر». ثم قُطع اللقاء. فوقف بتهذيب بعد دخول أحد الأشخاص، وقال أرجو المعذرة لدي اتصال هاتفي مهم. فجلسنا جميعاً ننتظر عودته. وعاد ليقول لنا إن الرئيس المصري حسني مبارك اتصل به وأنه أبلغ مبارك «أن عليه ألا يقلق، وأن ليس هناك مشكلة وأنه يتعامل مع الأمور من دون إثارة المشاكل وكل شيء سيكون على ما يرام». فقلت له انني سأبلغ رئيسي بكثير من السرور بأنك أكدت لي أنه لن تكون هناك مشكلة.

 

> هل قلت له انك ذاهبة في اجازة؟

 

- كان بالطبع على علم بذلك. لأنه يتعين على أي ديبلوماسي أجنبي ابلاغ وزارة الخارجية للحصول على إذن. وهذا ينطبق على الديبلوماسيين العرب والأجانب. فعندما كان سفير الأردن في بغداد يرغب بالتوجه إلى بلده كان عليه أن يحصل على إذن من الوزارة، فصدام كان على علم بمغادرتي، وكنت أعد لعدم المغادرة عندما بدأ حشد القوات.

 

> ما الذي حملك على تغيير رأيك والمغادرة في اجازة؟

 

- الحماقة! اعتقد أنه بعدما قاله صدام لي وما قاله لمبارك (الرئيس المصري)، وقد تحققت مما قاله لمبارك من سفيرنا في القاهرة أنه ليس احمق لدرجة تجعله يجتاح الكويت، بعد ابلاغه الشخصية الأكثر نفوذاً في العالمين العربي والغربي بأنه لن يقدم على ذلك. واعتبرت أن بأمكاني اصطحاب والدتي المريضة إلى البيت والقيام بجولة ثم العودة بعد خمسة أيام. وعندما كنت أودعه قال لي صدام شيئاً لا اذكره بدقة، إنما كان معناه بإمكانك الذهاب الآن، فارتاحي واستمتعي بالاجازة ولكن عليك ابلاغ رئيسك بالمشكلات التي يثيرها الكويتيون.

 

ويجب أن اضيف أن طارق عزيز مسؤول إلى درجة كبيرة جداً عن نصح صدام عند مغادرتي للبلاد، لأن السفيرين البريطاني والروسي كانا غادرا في اجازة، ولم يكن في بغداد أي من ديبلوماسيي الدول الكبرى، فمن الجدير بالاهتمام اننا كنا جميعاً خارج العراق عندما اجتاح الكويت.

 

> بعض المصادر في وزارة الخارجية الأميركية أشار في حينه إلى عدم تلقيك تعليمات وتوجيهات من وزير الخارجية في حينه جيمس بيكر؟

 

- هذا غير صحيح. كانت لديّ تعليمات نقلتها. ولا بد من القول إن الاجتماع في واشنطن مع السفير العراقي في مقر وزارة الخارجية، تم قبل اسبوع من مغادرتي والتعليمات التي تلقيتها انبثقت عن هذا الاجتماع. فتوجهت الى وزارة الخارجية العراقية خمس مرات متتالية على ما اعتقد وكررت أنه ينبغي عدم القيام بأي عمل ضد الكويت.

 

وبالنسبة إلى مغادرتي، فقد كنت سألت قبل أسابيع عدة ما إذا كان بوسعي المغادرة، ولكن عندما أصبح الوضع مثقلاً بالتهديد اعتبرت أنه إذا قال صدام لي وللرئيس مبارك انه ليس هناك حرب، فإن الفرصة متوافرة أمامي لاصطحاب والدتي المريضة إلى البيت والتشاور مع وزير الخارجية.

 

وكانت هناك زيارة مهمة لوفد من الكونغرس كان من المقرر أن يصل إلى بغداد، فاعتقدت أنني سأعود في غضون خمسة أيام بحيث أكون موجودة خلال زيارة الوفد. وكنت آمل أن يلتقي صدام الوفد بحيث يدرك أنه ليست الحكومة الأميركية وحدها هي التي تطلب عدم اجتياح الكويت، بل ان الكونغرس والشعب الأميركي يعارضان هجومه على هذا البلد.

 

> لقد كان صدام مثيراً للرعب، فكيف تعاملت معه خلال اللقاء، بأسلوب ديبلوماسي أم بقسوة؟

 

- كنت أمثل رئيس الولايات المتحدة، لم أكن بالطبع خائفة من صدام حسين، لكن ما كنت أخشاه هو أن يخطئ أو أن يسيء التقدير، مثلما فعل، كان العديدون في العالم عازمون على الحؤول دون ضمه للكويت، واعتقد أنه أساء فهم عدد كبير من العرب، كانت لديه فكرة عن أن السعوديين، وأيضاً دول الخليج الأخرى، ستسمح بتجمع القوات على أراضيها، لكن أنا على ثقة من أنه اساء فهم مدى عزم الحكومة الأميركية. فقد قال لي أحدهم مرة إنه سُمع يتحدث عن كيفية ان حرب فييتنام اثرت سلباً في قرار الحكومة والشعب في الولايات المتحدة، معتبراً أنه ليست لدينا الشجاعة الكافية للقيام بأي عمل.

 

مثل الشاه

 

الأمر الآخر الذي يمكن أن يُقال عنه هو انه كان جاهلاً لدرجة لا تصدق، على رغم أنه لم يكن رجلاً غشيماً. فقد صمم بدلة حزب «البعث» بحيث تكون شبيهة بالبدلات العسكرية، ونحن نعلم أنه لم يقاتل ولا لدقيقة واحدة، ولم يدخل الجيش على الاطلاق، ولم يكن يعرف شيئاً عن الجيوش. لكنه على غرار الشاه، كلما ازداد عظمة كلما اعتبر أنه ازداد معرفة، فأصبح فجأة خبيراً بالمعدات العسكرية وبالاصلاح الزراعي والثقافة وبكل شيء آخر. وحيال شخص يمتلك مثل هذه الذهنية، ويعتبر فوق كل هذا أن «الدولة هي أنا»، فإن مقاييس التعامل معه تكون بالغة الخطورة.

 

> هل كان مصاباً بصمم تام، أم أنه أساء قراءة ما قلتيه له؟

 

- إنه، كما قلت، اعتقد أنه كان يستمع، وهو ليس غشيماً لدرجة أنه لا يستمع حتى ولو بإيجاز، لكنه اعتبر انني كنت أتحدث من تلقاء نفسي وأنه ليس لدى حكومتي أي قدر من الشجاعة، وأننا لن نقاتل، خصوصاً من أجل هذه الرقعة الصغيرة من الصحراء التي تمثلها الكويت. 

صدام حسين يتفقد قواته في الكويت قبيل حملة «عاصفة الصحراء». (الأرشيف) 

 

 

> هل اعطاك الانطباع بأن القضية بالنسبة إليه هي سرقة الكويت للنفط، أم أنه مجرد شخص مصاب بجنون العظمة؟

 

- نعم، لقد كان مصاباً بجنون العظمة.

 

> هل كان فعلاً مدعوماً من قبل بعض الحلفاء العرب مثل عاهل الأردن الملك حسين، وفقاً للاشاعات التي ترددت؟

 

- لا أبداً، فالملك حسين كان يعلم أنه من الخطر جداً التعامل مع مصاب بجنون العظمة، لأنه قد ينقلب ضدك لاحقاً. واعتقد أن كامل سيرته السياسية نابعة من الرغبة في تجاوز ماضيه المهين. فهو انطلق من لا شيء وصنع نفسه بنفسه وأدرك قوة العالم. ومن يزور ما يسمى بمتحف الثورة في بغداد يعتقد أنه سيشاهد قميص صدام، لكن ما يراه هو آلة الطباعة التي كان يستخدمها للكتابة لأتباعه. وقد تربى في وقت اعتقد فيه العراقيون أنهم يستحقون تزعم العالم العربي على غرار المصريين. فكان هنا ولم يكن أحداً متنبهاً إليه باستثناء أولئك الذين تولوا شؤون حياته. ولا بد أنه كان على معرفة جيدة بآيديولوجية «البعث» في شبابه. وما كان يجري لم يكن خيار الحزب وميشال عفلق، إنما ما يساعده على تزعم العالم العربي. وبأي حال، فإنه اعتبر أنه هو الذي وقف ضد العدو القديم وهزمه (الحرب على إيران) «سارق العروبة»، وفقاً لما اعتاد على قوله خلال حربه على إيران.

 

> هل قال لكِ بعد ذلك اللقاء الشهير اذهبِي في اجازة ولا تقلقي لن أقوم بهجوم؟

 

- نعم قال لي اذهبي ومن فضلك أثناء وجودك هناك قولي لرئيسك ألا يقلق، لكن الوضع خطر هنا. فأجبت بالقول سأذهب لكنني سأعود سريعاً.

 

> لماذا إذن كل هذا اللوم الذي صدر عن واشنطن حيالك وحيال جيمس بيكر؟

 

- إن الرئيس بوش كان رائعاً. وطلب مني الذهاب لمقابلته. والحديث الذي دار بيني وبينه حول الشرق الأوسط جعلني أشعر كأنني أتحدث مع أي شخصية مهمة من الشرق الأوسط يمكن أن تخطر على بالي. كان مسترسلاً في التفكير، وبدا شديد التفهم وشديد القلق وفقاً لما استوجبه الوضع. لكن كل شيء بقي عند هذا الحد. فما من أحد كان يرغب بتحمل اللوم. أما أنا فسعيدة لتحمل اللوم. ربما انني لم أكن قادرة على اقناع صدام بأننا سنقوم بما كنا نقوله، على رغم اعتقادي بصدق أن ما من أحد في العالم كان بإمكانه اقناعه. وعلى رغم انني أقنعت بعض المحيطين به بأننا نعني ما نقوله، فما من أحد كان يجرؤ على القول له إن حساباته السياسية حول العالمين العربي والغربي غير صحيحة، وان تحليله لوضع بلده كان خاطئاً، لأن الشيعة لم يكونوا يخافونه بالقدر الذي كان يعتقده.

 

> ما هي التعليمات التي تلقيتها من واشنطن، واعتبروا أنكِ لم تنفذيها؟

 

- ليس هناك اطلاقاً ما لم أنفذه. فكل شيء كان معروفاً، وكنا أجرينا كل هذه الاجتماعات في وزارة الخارجية قبل أن أقابل صدام. كانوا يعلمون أنني قمت بما طُلب مني.

 

> لكن هل حصل خطأ ما من جانب أحد ما؟ ولماذا هذا الحكم عليكِ كما لو أن هناك شيئاً خاطئاً؟

 

- لأن الجميع اعتقد بأن أمامنا متسع لالتقاط الانفاس. فالرئيس مبارك أدلى بتصريح قال فيه إنه تحدث مع صدام، وان ما من شيء سيحدث. لذا اعتقد اننا كنا جميعاً على خطأ، وأن كل واحد منا كان مخطئاً. أنا لست عربية، لكن بوسعي القول إنه حتى العرب كانوا مخطئين. فالكل استرخى بعض الشيء، معتبراً أنه لم ينفذ الهجوم على الفور. وبرأيي الشخصي وبمعزل عما نقله إليه سعدون حمادي بعد اجتماع جدة، فإن هذا الاجتماع جعله يتخذ قراره بعدم السماح لهذه الدولة الصغيرة بنظره، أي الكويت، التدخل مجدداً بما يعود إليه وإلى العراق. ويجب ألا تنسي أن قناعته الراسخة كانت أنه بوقوفه في وجه إيران، فإنه انقذ هذه الدول الصغيرة في المنطقة، وأنها مدينة له بالمال والاحترام. وبرأيي ان هذه الطريقة التي كان يفكر بها.

 

> هل قال لكِ هذا؟

 

- كلا، لكن اعتبر أن هذا ما كان يفكر به.

 

> ماذا عن القيادة الكويتية، ما الذي كان يجري معها وهل تحدثت إليها؟

 

- وهل كان بوسعهم أن يفعلوا المزيد؟ لقد أقمت في الكويت، وأحب كثيراً هذا البلد وشعبه المقدام وصاحب العقل التجاري. ولعل البيروتيين هم الأكثر قدرة على تفهم الكويتيين، فهم رجال أعمال أذكياء وعاشوا في تلك الفترة في ظل الشقيق الأكبر، وهذا لم يكن مريحاً. وفي ذاك الوقت، فإنهم بذلوا كل ما في وسعهم للحفاظ على سيادة دولتهم في وجه الذئب الذي يريد الانقضاض عليها.

 

> هل تعتبرين أن اجتياح صدام للكويت كان بداية النهاية بالنسبة إليه؟

 

- لقد أثر فيه هذا بالتأكيد لكنه انعش استياء بالغاً في أوساط الشيعة في كربلاء والنجف، لأنهم تذكروا ما حدث في نهاية الحرب العراقية - الإيرانية. وقال لي استاذ عراقي مرموق في جامعة بغداد وهو من السنّة وتعرض لتعذيب في عهد صدام وغادر العراق قبل سنوات من الحرب، أمراً شديد الوضوح، لكننا أحياناً نغفل الأمور الواضحة. قال إن الأمر الوحيد في العالم الذي يحمل السنّة الذين أرهبهم صدام على الالتفاف وراءه، هو بروز إمكانية حقيقية لسيطرة الشيعة على بغداد، فهذا أمر واضح بالتأكيد لكن على من يعمل في الحقل الديبلوماسي أن يتذكره.

 

> لكن الشيعة لم يتفقوا مع إيران خلال الحرب، بل دعموا صدام؟

 

- لم يبدوا أنهم مع إيران، لكنه كان دائم القلق من ذلك، وهذا ما جعله يتعامل معهم بقسوة أكبر.

 

> منذ مغادرتك العراق، كيف تنظرين إلى ما حصل؟ وما رأيك بمحاكمة صدام ومقتل عدي وقصي؟

 

- الماضي هو الماضي، فإما أن نتعلم منه وإما لا. فالبريطانيون كان لديهم سلاح ممتاز هو Gatlin gun، وعلى رغم ذلك، فإنهم لم يتمكنوا من اخضاع العراق. ونحن حاولنا القيام بذلك، لكن تناقضات العراق ومشكلاته كافة طافت على الواجهة، والكل يتفق على ذلك. وما حصل لصدام كان على ما يبدو نتيجة قرار عراقي. واعتقد أنه كان قراراً صعباً بالتأكيد، فطالما بقي على قيد الحياة، فإن عدداً كبيراً من العراقيين كانوا سيخشون من ظهوره مجدداً. أما أن يتحول إلى شهيد، فهذا يمثل النقيض الآخر. وبأي حال ليس بوسعي أن أحكم على الموضوع، فهو موضوع عراقي وليس أميركي.

 

> ولكن كيف نظرتي إلى المحاكمة وتطوراتها؟

 

- لا أعرف. فما قرأته كان في الصحف. وببساطة ليس بوسعي التعليق على المحاكمة.

 

> هل تعتبرين أن الحرب الأميركية على العراق أمر جيد؟

 

- لقد قلت إن البريطانيين، على رغم التكنولوجيا المدهشة التي كانت لديهم في ذاك الوقت، بذلوا أقصى ما بوسعهم، وكانوا يتحدثون العربية، أكثر من قوات التحالف الحالية، كما كانت لديهم كل الخرائط وكانوا يعرفون كل بقعة في العراق من الشمال إلى الجنوب ولم يفلحوا. واعتقد أن أسباب عدم نجاحهم في متناول أي كان، وأن المصاعب ذاتها عادت الى البروز الآن. وكما قلت إن العامل الوحيد الذي يحمل السنّة على التماسك ودعم تكريت بعد غياب صدام هو خوفهم من أن يحكمهم الشيعة، وهذا واضح بالنسبة إلينا جميعاً.

 

> هل تعتقدين أن العراق سيبقى طويلاً تحت الاحتلال؟ وهل سيكون بإمكان أي رئيس أميركي جديد الانسحاب منه؟

 

- افترض ان كل الأمور ممكنة وأن كلاً منها غير عاقل. والأمر الوحيد الذي يهمني حدوثه هو بلورة ديبلوماسية خلاقة ونشيطة وشجاعة. واعتقد انه ينبغي ان يكون هناك لدى الغرب فهم حقيق وأكثر عمقاً، للعداوات في العراق، فمن السهل الإدلاء بخطب للقول ان الأكراد مختلفون جداً عن العرب وان الشيعة العرب مختلفون جداً عن السنة. فالمصاعب القائمة على هذا الصعيد عميقة جداً ومعقدة وقديمة. وهذا ما ينبغي تفهمه بطريقة أفضل بكثير. وقد وبخت في إحدى المرات لأني قلت اني أخالف ما كان يقال في حينه، عن وجود محور أزمات جديد يقع خارج فلسطين.

 

زكي: ما ورد في وثيقة 14 آذار فتح الباب لحوار معمق لبناني- فلسطيني

وطنية- 15/3/2008 (سياسة) أكد رئيس البعثة الديبلوماسية الفلسطينية في لبنان عباس زكي في حديث ل"تلفزيون لبنان"، "ان موقف قوى 14 آذار في الوثيقة السياسية حول طي صفحة الماضي مع الفلسطينيين موقف مسؤول وعقلاني ويعبر عن أواصر الدم والمصير المشترك وحقوق الانسان الفلسطيني، ما يدل على ان هناك صحوة وتجاوز لتعذيب الفلسطينيين في لبنان، لان الفلسطيني في لبنان هو انسان مع وقف التنفيذ".

ورأى "ان ما ورد في الوثيقة حول تأييد اعلان فلسطيني، فتح الباب على مصراعيه لحوار معمق فلسطيني- لبناني"، لافتا الى "الرعاية الكاملة من الحكومة اللبنانية لكل الشأن الفلسطيني".

وشدد على "انه لو لم تكن هناك المشكلة بين 8 آذار و14 آذار والآن 11 آذار، لكان نفذ إعلان فلسطين منذ فترة لانه ذكر في الحوار اللبناني- اللبناني موضوع تنظيم السلاح، وأصدر وزير العمل استثناءات للفلسطينيين في ممارسة مهن، وقد تم ايجاد حل للكثير من الامور مع الحكومة بما فيها مسألة فاقدي الاوراق الثبوتية".

وأكد "ان الفلسطيني في لبنان ليس مع فريق ضد آخر، وصحيح انه لم يسقط خيارات المقاومة ولكنه ليس انتحاريا ولا يملك الآن اي مشروع امني او سياسي في لبنان"، وقال: "لن نحرر فلسطين عن طريق جونيه ولا نريد ان نثقل لبنان بهموم، ولسنا جاهزين الآن لسباق تسلح ومزايدات على بعضنا البعض".

وتوجه زكي الى "اللبنانيين جميعا" قائلا: "لو كان لبنان جنة فهي محرمة علينا لانها نار بالنسبة الى الفلسطينيين أكتوينا فيها وآن الأوان لفتح آفاق للرحيل من لبنان وهناك إجماع على رفض التوطين والتهجير ايضا".

وأشار الى "ان الفلسطيني لم يعد عنوان فتنة ولم يعد عبئا على هذا البلد ولم يعد ثغرة في جدار الامن والسلم الاهلي في لبنان".

 

الرئيس السنيورة حضر استقبالا على شرفه في منزل السفير اللبناني في داكار

وطنية- 15/3/2008(سياسة) أقام السفير اللبناني في السنغال ميشال حداد مساء أمس الجمعة حفل استقبال على شرف رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوفد المرافق في منزل السفير اللبناني في داكار حيث فوجئ الرئيس السنيورة والوفد المرافق بكثافة الحشد الذي كان بانتظاره وبحفاوة الاستقبال الذي صادفه لدى دخوله إلى باحة المنزل، حيث احتشد أبناء الجالية اللبنانية ولاقوه بالتصفيق والهتاف والزغاريد للبنان الدولة. وقد ظهرت حماسة أبناء الجالية بشكل واضح نتيجة حرارة الاستقبال للرئيس السنيورة والوفد المرافق. وفي بداية الحفل، قدمت فرقة من الطالبات السنغاليات اللواتي يدرسن في مدرسة "سيدة لبنان" في داكار والتابعة للرهبانية اللبنانية استعراضا سنغاليا شعبيا ترحيبا بالرئيس السنيورة والوفد المرافق. استهل الاحتفال بالنشيدين الوطنيين اللبناني والسنغالي، ثم ألقى السفير حداد كلمة رحب فيها بالرئيس السنيورة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري والأب طوني فخري مدير مدرسة "سيدة لبنان"، ثم شكر الرئيس السنيورة على زيارته التي أتاحت لأبناء الجالية اللبنانية الفرصة للتعبير عن محبتهم وتقديرهم للرئيس السنيورة ودوره في الحفاظ على كرامة وسيادة واستقلال لبنان.

وقال: "إننا نعبر عن شكرنا لجهودكم في وقف العدوان الإسرائيلي على بلدنا في العام 2006 ونجدد تضامننا، نحن أبناء الجالية اللبنانية في السنغال، معكم يا دولة الرئيس ومع سياستكم الحكيمة ليبقى وطننا وطنا للحياة والتقدم والازدهار".

كما نوه بمواقف دولة السنغال الداعمة للبنان وقضايا العالم العربي في ظل حكم الرئيس عبد الله واد.

كلمة الرئيس السنيورة

أما الرئيس السنيورة فرد قائلا: "لقد حضرنا إلى البلد الصديق الذي طالما احتضن اللبنانيين الذين أتوا للمشاركة مع هذا الشعب المضياف المحب، والذين استقبلوا اللبنانيين وشاركوهم في عيشهم المشترك، حضرنا للمشاركة في هذا المؤتمر الهام الذي جمع أكثر من 57 دولة، جاءت للمشاركة ولتكريم جمهورية السنغال ورئيس الجمهورية الصديق عبد الله واد، الذي سيحمل مسؤولية رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي للسنوات القادمة. والواقع أن المؤتمر كان مناسبة للالتقاء مع المسؤولين في جمهورية السنغال ومع عدد كبير من المسؤولين العرب وغير العرب الذين حضروا إلى هذا المؤتمر وشاركوا بكل فعالية فتوجت أعمال هذا المؤتمر بإنجاز كبير يضع حدا لمشكلة كبيرة داخل أفريقيا وشارك فيها بكل فعالية سيادة الرئيس عبد الله واد وبارك هذا الاتفاق الهام الذي تم التوصل إليه والذي نأمل أن يكون فاتحة لاتفاقات عديدة في المستقبل لإنهاء جملة من المشاكل والصراعات في القارة الإفريقية وغيرها مما ينعكس بالخير على سكان هذه القارة وعلى جملة كبيرة من الدول التي تتشارك في منظمة العالم الإسلامي. كما أتاحت لنا هذه الزيارة أن نلتقي ونعرض أمام أصدقائنا الكثر الذين يثبتون يوما بعد يوم مقدار محبتهم للبنان وتقديرهم لهذه الصيغة الفريدة في العالم التي يتمتع بها وهي صيغة العيش المشترك والتي طالما وقفنا وسنقف دوما سوية للدفاع عنها وإعطاء هذا النموذج الفريد الأهمية التي يستحق. كانت لنا اجتماعات هامة في هذه المناسبة وأعتقد أنها ستنعكس إيجابا والحمد لله على مسيرة هذا الوطن الجريح على مدى الأيام والشهور والسنوات القادمة. قلت هذا الوطن الجريح وأنا أعلم مقدار متابعتكم وتأثركم بما يعانيه وطننا الأم، وأنتم الذين جئتم إلى هنا واتخذتم هذا البلد المضياف مكانا للمشاركة مع أهله في بناء تقدمه وازدهاره وأتيحت لكم هذه الفرصة للمشاركة فيه، ولكن أعلم تمام العلم أن لبنان يبقى في ضميركم وقلبكم وهو صبح مساء يشغلكم بما يجري هناك ولكنكم أيضا لديكم التصميم الدائم والكامل لمتابعة عملكم مع هذا الشعب الصديق الذي نعتز بصداقته والذي استقبل اللبنانيين على مدى عقود طويلة، وما شهدت مسؤولا واحدا في السنغال إلا وأبدى مقدار إعجابه وتقديره لمساهمة اللبنانيين في النهضة الاقتصادية لهذا البلد.

نحن نعلم أنكم أتيتم هنا لفتح آفاق جديدة لكم، ولطالما كان لبنان مصدرا للكفاءات، فهذا رما قدره، مصدرا لصيغة عيش فريدة ولنموذج في الحياة، وأنتم نقلتم إلى هنا هذه الصيغة الفريدة. ولقد كانت مفاجأة سارة عندما وصلت إلى هنا وشهدت هذه المجموعة من الفتيات السنغاليات اللواتي هم تلاميذ مدرسة لبنانية، نحن شديدو الاعتزاز بأننا لا نحمل فقط شعار العمل والمشاركة في العمل الاقتصادي والتجاري، ولكن اللبناني عندما يحل في أي بلد يحمل معه كل ما يستطيع من حضارة بلده وثقافته، وهو يسهم إسهاما أساسيا أيضا في العملية الثقافية، لا سيما وأن هناك مدرستين لبنانيتين تسهمان ليس فقط في تعليم أبناء الجالية بل المشاركة في إغناء العمل التدريسي والثقافي في السنغال، وهذا العمل الذي نذرنا من أجله نحن في لبنان، أن نرفع دائما لواء الثقافة والعلم والحضارة ونشارك مع حضارات الآخرين ونغني بعضنا بعضا بما نحمله وبما نتثقف فيه ونتعلمه من أصدقائنا في البلدان التي نعمل بها.

العالم لم يعد كما كان منذ سنوات طويلة، كان المهاجر يأتي إلى بلدان المهجر فتنقطع أخباره أو تنقطه أخبار الوطن عنه، أما اليوم فقط سقطت حواجز الزمان والمكان وأصبح اللبناني أينما كان على صلة دائمة بما يجري في وطنه الأم. لا شك أنه على شاشات التلفزة ومن خلال وسائل إعلامية أخرى تشاهدون ما يجري في لبنان وتتألمون كما يتألم أشقاؤكم في لبنان لما يجري من انقسام، ولما يجري من أمور لم نعتاد عليها في الماضي، ولكني أريد أن أتصارح وإياكم، أن ما يجري يجب أن نتطلع إليه على أنه يعبر عن حيوية وليس عن خلاف جذري ودائم يمكن أن يؤدي إلى أمور لا نريد أن تحدث في لبنان. يجب أن ننطلق أساسا في نظرتنا إلى لبنان كما في عملنا هنا كلبنانيين جئنا من بيئات ومناطق مختلفة في لبنان، ولكننا نسهم جميعا في حضارة هذا البلد وتقدمه وازدهاره، ما يجري في لبنان ليس انقساما طائفيا ولا مذهبيا وإن كان يبدو كذلك للبعض، لكن حقيقة الأمر ليست كذلك، هو وجهات نظر تأخذ أحيانا صيغة من التوتر الذي يعبر فيه كل لبناني عن حماسته ومحبته للبنان من وجهة نظره. إن أهم ما يميز لبنان هو تلك الحرية التي نستميت في الدفاع عنها، وعندما نقول الحرية ليس فقط احترامنا لرأينا بل هي تعني احترامنا للرأي الآخر، هذا هو الـ"لبنان" الاحترام للرأي الآخر والجلوس معه والتحاور معه من أجل الوصول إلى ما هو صيغة أفضل للبنان. لبنان الذي يم يعد بصيغته هذه حاجة فقط للبنانيين بل هو حاجة للعرب وللعالم الإسلامي والعالم بأسره أيضا. نحن في لبنان نريد بلدنا أن يكون حرا عربيا سيدا مستقلا ديمقراطيا يقبل الرأي الآخر وينفتح عليه ويغتني بآراء الآخرين وثقافاتهم، هذا هو الـ"لبنان" الذي أسهم أجدادنا في صنعه والذي هو صعب على القسمة وكبير على أن يبتلع، هو صغير أن يقسم وكبير أن يبتلع. هذا الـ"لبنان" الذي صحيح أنه يعاني الأمرين منذ أكثر من 33 عاما، وهو مصلوب بداية من استمرار العدوان الإسرائيلي عليه، ويجب أن ندرك دائما أن المشكلة الحقيقية في لبنان هي أساسا أننا ما زلنا نعاني من هذا العدوان المستمر الذي فتك بفلسطين واستمر بعدوانه على لبنان على مدى السنوات الماضية، وقد أثبت لبنان ولا سيما خلال العدوان الأخير لإسرائيل في العام 2006 أنه بمقاومة اللبنانيين وصمودهم وتوحدهم، وأيضا بنا قامت به الحكومة اللبنانية من جهد استثنائي على الصعيد الدبلوماسي والسياسي، استطاع لبنان أن يمنع إسرائيل من الانتصار أو تحقيق أي من أهدافها، وهذا من أهم المنجزات التي تحققت. لكن طبيعي أن إسرائيل ألحقت أضرارا باللبنانيين، سقط لنا العديد من الشهداء والجرحى ودمر قسم من لبنان ولكن لم تستطع إسرائيل أن تهزم إرادة اللبنانيين. نحن نريد بلدنا حرا سيدا مستقلا عربيا منفتحا يتعامل مع الشقيق والصديق على قاعدة الاحترام المتبادل. نحن ليس لنا عدو سوى إسرائيل، أما إذا كانت هناك من ظلامة تحيط بنا من شقيق أو صديق فيجب علينا أن نعمل ونحافظ على وحدتنا الداخلية من أجل منع هذا الشقيق أو الصديق في أن يستمر بإلحاق الظلم بنا.

نحن الآن، لسنا في حقيقة الأمر مختلفين على وزير بالزيادة أو بالنقصان، ولا على هذا المركز أو ذاك، ما نسعى إليه هو أن نعود بلبنان إلى لبنان الوطن وليس لبنان الساحة، لبنان ليس ساحة للتقاتل كلما أراد بعضهم أن يتقاتل مع غيره يتواعد في لبنان لتصفية الحساب، لبنان وطن ونريد أن نحافظ عليه كذلك لا أن نجعله ساحة مستمرة لتقاتل الآخرين عليه. إن ما نسعى إليه هو أن نستعيد للبنان دولته، التي أسهم عديدون في محاولة كسر شوكتها، ونحن نعلم بعد تجارب مريرة على مدى العقود الثلاثة الماضية أن ليس هناك من يحمي اللبناني ويسهم معه في تأمين حياته الكريمة والآمنة والمستقرة سوى الدولة اللبنانية. ولذلك نختلف مع البعض عندما يقولون "اذهبوا وابنوا الدولة وعندها نتحادث معكم"، نحن نقول أن الدولة هي جهد يشترك فيه الجميع وليس عملا إفراديا وليست الدولة لخدمة فريق على آخر من اللبنانيين بل هي لجميع اللبنانيين وهي التي تطمئن اللبنانيين إلى غدهم وحاضرهم وأمنهم ومستقبلهم ونستطيع أن نربي أولادنا على احترام الدولة. أنتم هنا في السنغال، من يضمن استقراركم وعيشكم وممارستكم لعملكم سوى الدولة التي أعلم تمام العلم مقدار احترامكم لها ولهذا الشعب. ما نسعى إليه في لبنان هو أن نركز ونعزز من دعائم وجود الدولة في لبنان، هذه الدولة هي التي تحافظ على استقلال لبنان وتحميه وتحتضن الجميع من أجل أن يشارك الجميع في إعادة بناء لبنان. مهما اشتدت بنا الخطوب وبدت الآفاق مقفلة، يجب أن يبقى لدنا الإيمان بلبنان، بوطننا لبنان، بأرزتنا التي هي شعارنا، بنشيدنا الوطني، بعيشنا المشترك، بهذا النموذج الفريد، فمهما اشتدت الخطوب لن ينال الحاقدون ولا الأعداء ولا من عميت بصيرتهم عن أن لبنان هو الحاضر والمستقبل، هو الذي يؤمن لنا يومنا ويضمن لنا غدنا وهو الذي ننتمي إليه ونشعر دائما بالفخر بأننا متعلقون به وأننا باقون دائما على العهد في حمايته، فنحن ولدنا في هذا الوطن وحتى لو ولد بعض منا في المهجر فإن الجميع يعلم أن منتهاه هو في لبنان. نحن أمامنا هذه المرحلة الصعبة التي نواجهها في لبنان بعقل منفتح وبالتزام بحرية لبنان وسيادته وبرغبة شديدة في فتح كل أقنية الحوار مع أخوننا في الوطن، مهما كانت الظروف الصعبة التي نمر بها، يجب علينا دائما، ولا سيما أنتم في بلاد المهجر، أن نحافظ على وحدتنا وعلى علاقتنا مع أخوتنا مهما كانت الفروقات السياسية. نحن هنا جميعا لبنانيون، لدينا انتماءات سياسية أو دينية ومذهبية لكن الجامع المشترك بيننا جميعا هو لبنان وبالتالي يجب أن تكون بوصلتنا واضحة دائما وتؤشر إلى لبنان وليس إلى أي اتجاه آخر، بوحدة اللبنانيين حققنا انتصارات في الماضي وعندما فترت همتنا أو تراجعت بعض الأحيان كان من نتيجتها خسارة كبيرة. الشيء الوحيد الذي يجمعنا جميعا ويضمنا ويوحد جهودنا ويعاوننا حيثما نحن موجودون هو انتماؤنا للبنان وعملنا من أجله وتضحياتنا من أجل هذا الوطن وأعيننا دائما مركزة على مفهومنا للبنان الواحد المستقل السيد العربي الحر الذي يريد الخير للجميع، وأنا أعلم تمام العلم أنه أينما حل اللبناني يجب ويلحظ مدى محبة البلدان والشعوب التي يحل بها له وللبنان. حتى نضمن استمرار احترام الآخرين لنا يجب أن نحترم أنفسنا ووطننا ونحترم انتماءنا لهذا الوطن.

نحن نمر في فترة دقيقة لكن يجب ألا نيأس، الاستقلال له ثمن وهو ليس منة من أحد، بل الاستقلال هو نتيجة نضال اللبنانيين وتمسكهم وتضحياتهم ووقوفهم الموحد من أجل لبنان. هذه المرحلة، أنا أدرك دقتها وصعوبتها وتضحياتها، وأنتم على صلة وتدركون أيضا هذا الأمر، ولكننا لن نيأس لأننا دائما نشعر بأن هذا هو طريق الحق. فلقد تعلمت من والدي أن "الحق يمرض لكن لا يموت فيما الباطل يمرض ويموت"، نحن في لبنان نعتبر أنفسنا في مطالبنا بأن نكون بلدا حرا سيدا مستقلا بأننا على حق وسنتابع هذه المسيرة وسنستمر في التزامنا بها مهما كانت التضحيات ولكني ألمح أن هذا الليل له آخر وستشرق شمس الحرية والاستقلال على لبنان لمصلحة كل اللبنانيين في أي مكان كانوا، في لبنان أو في المهجر، هذا هو عهدنا لكم وسنستمر على هذا الطريق وسننجح لأن معنا إرادة اللبنانيين ولأن معنا إرادة الله إن شاء الله.

أود مرة أخرى أن أشكر لكم هذه الفرصة الفريدة التي أتيحت لي اليوم أن أكون معكم لمشاركتكم هذا اللقاء الأخوي والوطني، عبرنا من هنا عن مدى تمسكنا بلبنان والتزامنا به وطنا لجميع أبنائه ولكل اللبنانيين، وطنا نفتخر بأن ننتمي إليهن وطنا درة العالم العربية ودرة العالم، وسنبقى على العهد إن شاء الله، ولكم مني كل التحيات التي أحملها لكم من أخوانكم في لبنان الذي أنتم دائما في وجدانه وضميره، أحمل لكم تحية كل اللبنانيين وتحية الحكومة اللبنانية وحين تأتون إلى لبنان تكون إن شاء الله قد أشرقت شمس الحرية على لبنان".

الرئيس السنيورة، الذي قوطع خلال إلقائه كلمته أكثر من مرة بالتصفيق والهتافات التي حيت لبنان والدولة اللبنانية، صافح أفراد الجالية الذين احتشدوا من حوله لأخذ الصور التذكارية معه.

 

 

عرقجي انتقد وثيقة 14 آذار

وطنية - 15/3/2008 (سياسة) وصف عضو الاتحاد البيروتي النائب السابق عدنان عرقجي وثيقة قوى 14 آذار بأنها تمثل "قمة العهر السياسي لما تضمنته من مواقف يفتقر اليها اصحاب الوثيقة، واتهامات في حق الآخرين لم يمارسها مرة الا هذا الفريق المتطفل والعاجز عن ادارة شؤونه من دون وصاية خارجية يستقوي بها على شركائه في الوطن". وسأل عرقجي:"هل ثقافة الوصل والسلام تقوم على التفرد والاستئثار والغاء الآخر التي يمارسها فريق 14 شباط؟. وهل ثقافة الوصل تقوم على عزل تكتل نيابي كبير يمثل اكثر من 70 في المئة من المسيحيين خدمة لاقلية مسيحية لفظها الشارع المسيحي؟".

 

النائب صالح: حالة الهلع هي نتيجة التصريحات السياسية الاستعراضية

وطنية-15/3/2008 (سياسة) رأى عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب عبد المجيد صالح في احتفال تأبيني في نادي الامام الصادق في صور للفقيد اسعد زيدان في حضور حشد من المعزين، "ان حالة الهلع والتهويل التي يعيشها اهلنا في الجنوب خاصة وفي لبنان عامة، هي نتيجة لعدد من التصريحات والتحليلات السياسية الخاصة التي تخرج من المختبرات الاستعراضية"، ناصحا "بعض الصحافيين بالا يتحولوا الى قادة عسكريين".

واعتبر "ان حركة "امل" سعت منذ عشرات السنين الى طرح قوانين دستورية وخصوصا في ما يتعلق بالانتخابات من اجل ضمان وحدة الوطن اللاطائفي واللامذهبي، فيما ومع الاسف نرى بعضهم يريد ابقاء لبنان في هذه النار، لا بل يريد ان يصب عليها زيت قوانين الدوائر الصغرى من اجل تسعيرها لتحرق كل لبنان".

 

النائب فضل الله: لا نزال مع تسوية داخلية وحل قائم على أساس الشراكة وندعو الى المشاركة في القمة بتمثيل يعكس وجهات نظر كل اللبنانيين

وطنية - 15/3/2008 (سياسة) أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، في لقاء سياسي نظمته الهيئات النسائية في "حزب الله" في بلدة مركبا الحدودية، "أننا لا نزال مع تسوية داخلية وحل قائم على أساس الشراكة الوطنية ومتمسكين بالسلم الأهلي والتوافق الداخلي، لان هذا البلد بلدنا ونريد ان نحافظ عليه وعلى أمنه ووحدته الوطنية، رغم أن هناك فريقا في الداخل يربط مصيره ومصير البلد بالرهان على الخارج وعلى متغيرات موعودة من الادارة الاميركية من خلال حرب في المنطقة ومن خلال محكمة دولية سياسية لتصفية الحسابات مع قوى المعارضة ومع سوريا، لذلك يعطل كل الحلول بانتظار تحقيق هذا الوعد، الذي هو وعد لا يصدق فيه الاميركيون ويجعل هذا الفريق أمام الحائط المسدود، من هنا فإن من يعطل انتخاب الرئيس والحل في البلد هو الذي يربط مصيره بمصير المشروع الاميركي".

وقال النائب فضل الله: "ان المقاومة تمثل ضمانة الحماية للبنان والجنوب. فهذه المنطقة الحدودية التي كانت دائما عرضة لاعتداءات العدو تعيش اليوم حالة استقرار وأمان لأن العدو لم يعد يستسهل ممارسة عدوانه عليها، وهذا الأمر لا يشعر به أولئك الذين لم يعتبروا أنفسهم في يوم من الأيام معنيين بحماية بلدهم وشعبهم من العدوان الاسرائيلي، ويربطون مصيرهم بالرهان على الخارج لتحقيق مصالحهم".

وأضاف: "قدرنا أن نتحمل مسؤولية حماية شعبنا وبلدنا من العدو الاسرائيلي الذي يتربص بهذا البلد، في وقت يوجد فريق آخر يراهن على حروب في المنطقة للسيطرة على لبنان". وأشار الى "ان المقاومة لا تلتفت الى كل هذا الضجيج الذي يثار من هنا وهناك ممن لا يكترثون لمصير البلد وللتهديد الاسرائيلي الداعم له، لذلك هذه المقاومة متيقظة وجاهزة وهي اليوم أقوى بكثير عما كانت عليه في حرب تموز، ومن واجبها ان تكون مستعدة لمواجهة أي إحتمال"، مؤكدا "ان المقاومة تدافع عن بلدها اذا فرضت عليها حرب اسرائيلية، فهي ليست معنية بالبحث عن الحروب إنما بتوفير سبل الدفاع عن هذا الشعب، والعدو الاسرائيلي لا يستطيع أن يأخذ في أي وقت قرارا بالحرب على لبنان لان قرار الحرب هو مغامرة اسرائيلية كبيرة، ويعرف العدو أن من ينتظره في لبنان مقاومة مخلصة شجاعة وقوية وقادرة على الحاق الهزيمة به وأقسى بكثير من هزيمة تموز، لذلك ليس من السهل أن يأخذ العدو قرارا بالحرب، إذ لا مكان للتنزه في لبنان منذ إنطلاقة المقاومة عام 1982".

وقال: "هناك من يحاول النيل من جمهور هذه المقاومة وشعبها بالتضليل والتهويل وبث الاشاعات أو إطلاق اتهامات كما سمعنا من بعض القوى، هذا الشعب الذي انتصر في تموز يؤمن بالمقاومة كخيار وطني، وهو شعب مضح وصامد وصابر ولا يمكن لكل هذه الاقاويل ان تنال منه ومن تضحياته بأبنائه وأمواله في سبيل عزته وأمنه واستقراره"، مشيرا الى انه شعب يقدم لهذه المقاومة ويبذل في طريقها دمه ليكون عزيزا ويعيش بكرامته ولتبقى ارضه حرة وسيادته مصانة في وقت يبيع البعض استقلال بلده وسيادته لحساب دول خارجية".

أضاف: "ان لبنان لا يمكن ان يقوم الا على قاعدة تسوية وتفاهم وتوافق داخلي، كل الابواب الاخرى مقفلة، فلا أحد يستطيع ان يحسم الوضع لمصلحته، أو أن يستأثر بهذا البلد، ميزة لبنان هذا التنوع والتعدد والتعايش، فالازمة مهما بلغت من الحدة والانقسام فإن حلها هو بالتسوية لاننا سنعود جميعا الى طاولة واحدة للحوار".

وقال النائب فضل الله: "ان المبادرة العربية هي المبادرة الوحيدة الموجودة الآن لمعالجة الازمة، وهي لا تزال اساسا صالحا للحل الذي يتضمن انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة شراكة، والاتفاق على قانون الانتخابات، لكن ما يعطل هذه المبادرة هو الفيتو الامريكي، فالادارة الاميريكية وعدت من تسميهم حلفاؤها في لبنان بخطوات معينة لتغيير المعادلة في لبنان والمنطقة بما يسمح لهم ان يحكموا بمقدرات البلد وأن عليهم الانتظار حتى أيار المقبل لتحقيق هذا الوعد، لذلك هذا الفريق غير جدي في ترشيح العماد سليمان، فلو كان جديا لقبلوا بالحل وبالسلة الكاملة، خصوصا ان اي حكومة مقبلة هي حكومة انتخابات، لو ارادوا الحل لقبلوا بالتسوية القائمة. يمكن انتخاب الرئيس التوافقي وتشكيل حكومة وقانون الانتخابات، فما بقي هو سنة وبضعة اشهر قبل الانتخابات النيابية، لكن هذا الفريق لا يريد حتى انتخاب العماد سليمان لانه موعود بخطوات اميريكية وما عليه الا الصبر، والوضع القائم يناسب الادارة الاميريكية، لوجود هكذا سلطة وحكومة تؤمن مصالحها".

أضاف: "ان الفريق الحاكم حاول في القمة الاسلامية تقويض المبادرة العربية بطروحات تتناقض معها، نحن بالنسبة الينا نعتبر من يشارك في القمة الاسلامية يطرح وجهة نظره ولا يمثل كل اللبنانيين".

وقال: "تحاول الادارة الاميركية تعطيل القمة العربية في دمشق، وهناك اصوات في لبنان هي صدى للدعوات الاميريكية لمقاطعة القمة، لكن ما تمليه الادارة الاميركية ليس من الضروري ان يطبق او ينفذ، بل على العكس تماما فهذه الادارة تذهب من فشل الى فشل، نحن ندعو الى مشاركة لبنان في القمة، فعليه أن لا يغيب والتمثيل يجب ان يعكس وجهات نظر اللبنانيين وليس وجهة نظر فريق واحد".

وختم النائب فضل الله: "ان فريق السلطة يبرهن للبنانيين أنه لا يملك قراره، فهو يربط مصير مشاركته بمشاركات أخرى، وبحضور شخصيات أخرى، فما علاقة مشاركة لبنان بمشاركة هذه الدول أو تلك، نحن لا نعترف بتمثيل هذا الفريق للبنان، ولا بحكومة غير شرعية وغير دستورية لكن هؤلاء يريدون ربط مصير لبنان بقرارات خارجية".

 

الديمقراطي اللبناني" استغرب "المداهمات" في عاليه وسأل عن خلفية تصرفات قائد الجيش ومدير المخابرات

وطنية - 15/3/2008 (سياسة) صدر عن مديرية الاعلام في الحزب "الديمقراطي اللبناني" البيان التالي: "يستغرب الحزب الديمقراطي اللبناني المداهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في مدينة عاليه لمنازل عناصر في الحزب الديمقراطي اللبناني، فإن قيادة الجيش ومديرية المخابرات يواصلان منذ فترة ودون أي مبرر ملاحقة عناصر الحزب وبالمقابل يقومان بحماية عناصر احزاب أخرى موالية، فبعد إعادة المدعو وهبي أبو فاعور الى بلدة الخلوات بحماية الجيش متحدين بذلك مشاعر أهل الفقيد المرحوم الشيخ كمال أبو إبراهيم أقدم الجيش مجددا على مداهمة منازل عناصر الحزب الديمقراطي في مدينة عاليه خارقا بذلك حرمات المنازل ومخالفا لأبسط القواعد القانونية التي ترعى دخول المنازل، علما بأن الجيش لم يقدم على مداهمة أي من منازل عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي التي اطلقت النار على مركز الحزب في عاليه والمعروفين جيدا من الجميع.

والحزب يتساءل هل تصرفات قائد الجيش ومدير المخابرات تأتي في سياق دفع الاثمان مسبقا من أجل الوصول الى المراكز العليا في السلطة، فإذا كانت مداهمة منازل مناصرينا توصلهما الى رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، فإن أبوابنا مشرعة لهم ولا داعي للقيام بهذه الإستعراضات المهينة لأهلنا ولمناصرينا.

وأخيرا، ندعو قائد الجيش ومدير المخارات الى العدول عن هذه التصرفات التي تسيء الى الجيش اللبناني الذي تجمعنا فيه علاقات تاريخية ونكن له كل الإحترام والتقدير".