المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 17 آذار/2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .22-12:12

ولمَّا كانَ الغَد سَمِعَ الجَمْعُ الكَثيرُ الَّذينَ أَتَوا لِلعيدِ أَنَّ يسوعَ قادِمٌ إِلى أُورَشَليم.فحَمَلوا سَعَفَ النَّخْلِ وخَرَجوا لاستِقبالِه وهُم يَهتِفون: «هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ مَلِكُ إِسرائيل!»فوَجَدَ يسوعُ جَحْشاً فرَكِبَه، كما وَرَدَ في الكِتاب:«لا تَخافي يا بِنتَ صِهْيون هُوَذا مَلِكُكِ آتٍ راكِباً على جَحْشٍ ابنِ أَتان».هذهِ الأَشياءُ لم يَفهَمْها تَلاميذُه أَوَّلَ الأَمرِ، ولَكِنَّهم تَذَكَّروا، بَعدَما مُجِّدَ يسوع، أَنَّها فيهِ كُتِبَت، وأَنَّها هي نَفسُها لَه صُنِعَت.وكانَ الجَمْعُ الَّذي صَحِبَه، حينَ دَعا لَعازَرَ مِنَ القَبْر وأَقامَهُ مِن بَينِ الأَموات، يَشهَدُ له بِذلك.وما خَرَجَ الجَمْعُ لاسِتقبالِه إِلاَّ وقَد سَمِعَ أَنَّه أَتى بِتلكَ الآيَة.فقالَ الفِرِّيسيُّونَ بَعضُهم لِبَعض: «تَرونَ أَنَّكم لا تَستَفيدونَ شَيئاً. هُوَذا العالَمُ قد تَبِعَه».وكانَ بَعضُ اليونانِيِّينَ في جُملَةِ الَّذينَ صَعِدوا إِلى أُورَشَليمَ لِلْعِبادَةِ مُدَّةَ العيد.فقَصَدوا إِلى فيلِبُّس، وكانَ مِن بَيتَ صَيدا في الجَليل، فقالوا له مُلتَمِسين: «يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع».فذَهَبَ فيلِبُّس فأَخبَرَ أَنَدرواس، وذهَبَ أَندَرواس وفيلِبُّس فأَخبَرا يسوع.

 

البابا يدعو إلى وقف أعمال العنف في العراق ويرى أن قتل الأسقف "رحو" يطال الكنيسة في العمق

راديو سوا/دعا قداسة البابا بنيدكت السادس عشر الأحد إلى إنهاء أعمال العنف في العراق خلال قداس الشعانين الذي أقامه في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد ثلاثة أيام على مقتل الأسقف الكلداني بولس فرج رحو. وقال البابا بلهجة حازمة في ختام قداس الشعانين "أوقفوا المجازر وأعمال العنف والحقد في العراق".

وكان قد عثر الخميس على جثة الأسقف فرج رحو بناء على المعلومات التي قدمها الخاطفون، مدفونة في مدينة الموصل على بعد 370 كلم شمال بغداد التي تعتبر معقلا للقاعدة. وتشكل عملية الخطف هذه تهديدا جديدا لمسيحيي العراق القلقين على مصيرهم في بلد يشهد أعمال عنف طائفية ويتهمهم المقاتلون الإسلاميون بأنهم يدعمون "الغزاة الصليبيين". وكان البابا قد ندد بعملية خطف الأسقف الكلداني في الموصل وأشار إلى ما وصفه بالمرارة التي يشعر بها إثر هذا الخطف الذي "يطال الكنيسة في العمق". وفي عظته دعا البابا المسيحيين إلى "الابتعاد عن كل ما يعمي البصيرة ويبعد عن الله". وأضاف "علينا أن نتعلم أن ننظر إلى الأمور بقلب صاف بعيدا عن الأحكام المسبقة والمصالح الشخصية". ويرمز أحد الشعانين لدى المسيحيين إلى دخول السيد المسيح إلى القدس واستقبال الحشود له بأغصان الزيتون.

 

ماكين يطالب لبنان برفض الاستبداد السوري ـ الإيراني

المستقبل - الاحد 16 آذار 2008 - دعا المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين الى "إحضار الذين يقتلون اللبنانيين الوطنيين ويمنعون ديموقراطية الشعب اللبناني للمثول أمام العدالة"، مطالباً جميع اللبنانيين من كل الأديان والطوائف الذين يرفضون الارهاب وما أسماه الاستبداد السوري ـ الايراني بـ"التمسك بمبادئ "ثورة الأرز" العظيمة". وأثنى في بيان أصدره لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لتظاهرة 14 آذار، على "الحركة وجمهورها الذي دحر الاحتلال السوري والتدخل الايراني في لبنان في العام 2005 وأسقط أيضا الحكومة "الدمية" التي كانت تتجاهل مطالب الحرية والاستقلال". وأسف "لكون العديد من الوعود لم تتحقق بسبب القوى القمعية التي حالت دون التوصل إلى لبنان حر"، متهماً سوريا وإيران بـ"تعزيز السطوة مجدداً على لبنان وشل الحكومة اللبنانية".

 

رسالة دعم من بوش الى الأكثرية: لم تستسلموا لذا أهنئكم

نهارنت/وجه الرئيس الاميركي جورج بوش رسالة دعم الى قوى 14 آذار لمناسبة المؤتمر الذي عقدته في البيال لإذاعة وثيقتها السياسية وإعلانها تنظيم مؤتمرات عدة وورش عمل عدة لإصدار رؤية مستقبلية للوضع اللبناني. ونصت رسالة بوش على الآتي: "بحلول الذكرى الثالثة ل14 آذار، أرسل تحياتي الى أعضاء هذا التحالف. منذ ثلاث سنوات، وإثر اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، دفع الحزن والغضب العارم ملايين اللبنانيين للنزول الى الشارع، مطالبين بحقهم في تقرير مصيرهم ومستقبل وطنهم، فأجبرت شجاعة المشاركين في ثورة الأرز الجيش السوري على الخروج من لبنان". وقال بوش"من هذا العمل الوطني والشجاع ولدت حركة 14 آذار. لقد واجهتم عوائق هائلة في الشهور ال36 الفائتة، واعترض العنف والتخريب السياسي عزمكم على العمل نحو لبنان سيد ديموقراطي، ومع ذلك، أظهرتم التزاماً حازماً بالمبادئ التي تتشاركون فيها مع ملايين اللبنانيين الذين يتطلعون إليكم لحماية حريتهم. وعلى رغم كل الصعاب، لم تستسلموا لذا أهنئكم". وتابع بوش"وفيما تهمون لقيام لبنان سيد يمنح أبناءه الحرية الذاتية والازدهار الاقتصادي، بعيداً من تهديدات العنف والتدخل الخارجي، كونوا على ثقة بأن الولايات المتحدة ستستمر في دعمها لكم". وكان السناتور الجمهوري جون ماكين المرشح المتوقع لحزبه لمنصب الرئاسة الاميركية اتهم في الذكرى السنوية الثالثة لحركة 14 آذار و"ثورة الارز" سوريا وايران "باستعادة الهيمنة على لبنان وشل حكومته التي اضطرت في وقت سابق هذا الاسبوع الى تأجيل انتخاب رئيس جديد للمرة السادسة عشرة". 

 

اطلاق قذيفتين صاروخيتين خلال حفل شمال لبنان 

الأحد 16 مارس - أ. ف. ب.

 المنية (لبنان) :  افاد مراسل وكالة فرانس برس ان قذيفتين صاروخيتين اطقلتا خلال حفل كان يشارك فيه حزب الله الشيعي اللبناني في قرية المنية، في شمال لبنان، المعروفة بتاييدها الغالبية النيابية المناهضة لسوريا، لكن لم يسجل سقوط اي اصابات. وقال مصدر في اجهزة الامن ان القذيفتين اللتين لم يعرف مصدرهما اطلقتا عند بداية ونهاية هذا التجمع الذي نظم تكريما ليحيى سكاف اللبناني المعتقل في اسرائيل منذ حوالى 30 عاما بحسب حزب الله وهو ما تنفيه اسرائيل. والقى حسين الحاج حسن النائب عن الحزب الشيعي الذي يتقدم المعارضة كلمة خلال هذا الحفل. واتخذت اجراءات امنية مشددة حيث وجهت تهديدات لهذا التجمع تحذر من مشاركة حزب الله فيه. وقرية المنية معروفة بانها منطقة مؤيدة للاكثرية النيابية. ويشهد لبنان فراغا رئاسيا منذ تشرين الثاني/نوفمبر بسبب خلافات عميقة حول تقاسم السلطة بين الغالبية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب ومن العديد من الدول العربية، والمعارضة التي يتقدمها حزب الله والمدعومة من ايران وسوريا.

 

دو فريج: عون أناني ومهووس بالرئاسة

اللواء/ وصف النائب نبيل دو فريج النائب ميشال عون بـ"الاناني والمهووس بالرئاسة"، مشيراً الى انه "يعمل لعرقلة الانتخابات الرئاسية عبر الشروط التي يصنعها هو وحلفاؤه لسلب صلاحيات رئيس الجمهورية ليصبح عون صورة تُعلّق في المكاتب". دو فريج، وفي حديث الى صحيفة "اللواء" يُنشر غداً الإثنين، قال:" ان السيّد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون يضحكون على اللبنانيين وان الطريقة الوحيدة ليتخلّصوا من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة هي الموافقة على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً".

لبنان يحتفل بأحد الشعانين والعظات تشدد على ملئ الفراغ الرئاسي

نهارنت/احتفلت الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي بأحد الشعانين بإقامة الصلوات والتطوافات بزياحات العيد حيث حمل الاطفال شموع الفرح في العديد من المناطق اللبنانية. ووسط تدابير أمنية روتينية نفذتها قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني في محيط الكنائس، حمل الاطفال الشموع المزدانة بأغصان الزيتون وسعف النخيل التي ترمز إلى السلام، وارتدوا ثيابا جديدة وطافوا داخل الكنائس وفي باحاتها الخارجية في اجواء مفعمة بالايمان والتقوى. وشددت العظات على الصلاة "كي يلهم الله المسؤولين الخروج من الأزمة المستحكمة، وملء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وضرورة عودة المؤسسات الدستورية إلى عملها الإعتيادي، والتآخي والمحبة ونبذ العنف والسلام مع الآخر". وقد ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس "احد الشعانين" على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، المطران شكرالله حرب، امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق، وكيل البطريركية في روما المونسينيور نبيه معوض، امين سر البطريرك الاب ميشال عويط والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري في حضور حشد من المؤمنين.  بعد الانجيل المقدس، بارك البطريرك صفير اغصان الزيتون, ثم اقيم تطواف الشعانين في ارجاء الصرح حيث حمل الاطفال الشموع واغصان الزيتون مرددين "هوشعنا في الاعالي، مبارك الآتي باسم الرب". بعد القداس، غص صالون الصرح بالمؤمنين المهنئين بالعيد. 

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 16 اذار 2008

ورد في الصفحات الداخلية للصحف هذه الاسرار اسرار الآلهة

النهار

يعمد وزير مستقيل الى استخدام مكتب سكرتيرته لتهريب زواره الذين لا يرغبون في الحديث الى وسائل الاعلام.

المسوؤل

اشتكى عدد من ممثلي الدول الكبرى من طريقة تعامل مسؤول بارز معهم لدى اثارته موضوعات هي من اختصاص السلطة التنفيذية.

لماذا

أثار مسؤول في وكالة الطاقة الذرية في شكل غير رسمي مع عضو في وفد لبناني شارك في احد اجتماعاتها، مسألة العثور على اشعاعات الاورانيوم في فحوص مخبرية اجريت لثلاثة مواطنين من احدى ضواحي بيروت.

المستقبل

تقول أوساط غربية إنه على الرغم من النجاح الرسمي اللبناني في تخفيف القلق من ضربة إسرائيلية، فإن ذلك لا يمنع التنبّه إلى احتمال حصولها.

أكدت مصادر عربية أن دمشق هي منذ الآن وحتى انعقاد القمة وما بعدها تحت المجهر الدولي، وما يحمله ذلك من مواكبة مباشرة لأدائها.

عُلم أن الملف النووي الإيراني يحظى بمتابعة إسرائيلية حثيثة في كل الاتصالات واللقاءات الدولية الرسمية وغير الرسمية.

البلد

توقفت مصادر سياسية امام خبرتشييد قطر اول كنيسة من اصل سلسلة كنائس وكلام ممثل الحكومة بان ذلك رسالة تسامح ومحبة ورسالة قوية تخدم الاسلام

اكدت مصادر عليمة ان دولة اقليمية لن تعلن اية معلومات عن اغتيال مغنية قبل انتهاء اعمال القمة ليبقى الموقف والاتهام الاولي مشيرا الى ضلوع الموساد

 

البطريرك صفير ترأس قداس "أحد الشعانين" واستقبل النائب عدوان ومهنئين

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس "احد الشعانين" على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي, عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة, المطران شكرالله حرب, امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق, وكيل البطريركية في روما المونسينيور نبيه معوض, امين سر البطريرك الاب ميشال عويط والقيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري في حضور حشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس, بارك البطريرك صفير اغصان الزيتون, ثم اقيم تطواف الشعانين في ارجاء الصرح حيث حمل الاطفال الشموع واغصان الزيتون مرددين "هوشعنا في الاعالي, مبارك الآتي باسم الرب". بعد القداس, غص صالون الصرح بالمؤمنين المهنئين بالعيد, كما استقبل البطريرك صفير نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان وعرض معه التطورات.

 

المطران الراعي تراس قداس الشعانين مدشنا القاعة الراعوية لمار بطرس ودعا المسؤولين الى التواضع وبذل الذات لانقاذ الشعب من معاناته

وطنية - جبيل 16/3/2008 (متفرقات) تراس راعي ابرشية جبيل المطران بشارة الراعي قداس احد الشعانين مدشنا القاعة الراعوية لكنيسة مار بطرس في جبيل ، في حضور القائمقام حبيب كيروز وحشد من المصلين . بعد الانجيل القى المطران الراعي عظة تحدث في مستهلها عن المعاني التي ترمز اليها اغصان النخل والزيتون والشموع المضاءة التي يحملها الاطفال في احد الشعانين ، مشددا على اهمية ان يعي المجتمع ان الرسالة هي من اجل السلام الذي يقوم على فضيلتي التواضع وبذل الذات ، داعيا المسؤولين في الكنيسة والمجتمع والوطن الى استخلاص العبر من دخول الرب الى اورشليم بان يحملوا رسالة حضارة المحبة الخلاصية في هذه البيئة المشرقية وجعلها مبادئ حياتهم العامة والخاصة ، وان يعوا ان رسالة السلام الاتية من عل هي سلام الحب في القلوب وسلام الحقيقة في العقول وسلام الخير في الارادات ، وان التواضع هو جسر العبور الى الاخر ، وان التفاني في الحب والعطاء والتضحية في سبيل خدمة الشان العام ينقذ شعبنا من ازماته ومعاناته . وخلص المطران الراعي متمنيا ان ياتي هذا العيد حاملا ما حمل الرب الى ارضنا من حب وسلام وفرح ونفي لكل خوف وهاجس في النفوس .

 

وصول رئيس البرلمان العربي على رأس وفد للقاء المسؤولين اللبنانيين

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي، بعد ظهر اليوم، رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر على رأس وفد يضم نائب الرئيس مصطفى الفقي، رئيس لجنة الشؤون السياسية والخارجية محمد الحسن الامين، الامين العام المساعد لرئيس اللجنة طلعت حامد السيد والسيد جمال احمد سيد، في زيارة الى لبنان تستمر عدة ايام يلتقي الوفد خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعددا من المسؤولين من مختلف القوى السياسية اللبنانية. وكان في استقبال الوفد، في صالون الشرف في المطار، النائبان ميشال موسى وعلي خريس ممثلين رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير المصري في لبنان احمد البديوي، سفير الكويت عبد العال القناعي وسفير السودان جمال محمد ابراهيم.

وتحدث رئيس البرلمان العربي الصقر عن أهداف الزيارة الى لبنان، فقال: "ناقش البرلمان العربي الوضع في لبنان لأكثر من مرة، وفي آخر اجتماع له في القاهرة طلب مكتب البرلمان من الرئيس أن يشكل وفدا لدعم المبادرة العربية التي يقوم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والمجيء الى لبنان لاستشفاف ما يمكن عمله، فنحن ليس لدينا مبادرة بحد ذاتها بقدر ما لدينا أفكار، ونحن نؤيد وندعم مبادرة جامعة الدول العربية المتمثلة بالسيد عمر موسى الذي يدعمه وزراء الخارجية والدول العربية، وبالتالي فنحن في نفس القارب". أضاف الصقر: "نحن بالتأكيد لدينا أفكار وهواجس أهمها ألا يتداعى الوضع الامني في لبنان، فنحن في العالم العربي لدينا بعض المخاوف بان الفجوة كبيرة في لبنان وان الوضع الامني هش، وهناك مؤشرات حصلت في السابق ونحن في العالم العربي سنتأثر لو حصلت تداعيات أمنية". مضيفا"اننا نريد ان نؤكد على جميع الاطراف اللبنانية التي سنلتقيها بأن الوضع الأمني في لبنان مهم بالنسبة الينا".

وقال: "سنرى ماذا يمكننا ان نفعله من أجل المصالحة الوطنية في لبنان، فهناك خلافات كبيرة في الشارع اللبناني بين الأطراف والجماعات والأحزاب، ونحن نعلم بانه لا يمكن إيجاد حل دون المصالحة الوطنية". وردا على سؤال حول الأفكار التي يحملها الوفد قال الصقر:" لدينا مجموعة أفكار سوف نناقشها مع الأخوان في لبنان، فنحن ندعم المبادرة العربية واذا تطلب الأمر الذهاب الى سوريا فسوف نذهب".

وأشار الصقر الى ان جولة الوفد تأتي بالتنسيق مع أمين عام جامعة الدول العربية عمر موسى، قائلا:" أنا أعلم ما يفعله الأمين العام وأنا على اتصال دائم معه، فأنا أحمل أفكاره". وفي هذا الاطار، يزور الوفد البرلمان العربي برئاسة الصقر نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الرابعة من بعد ظهر غد الاثنين في مركز العلاقات الاعلامية في بئر العبد.

 

جعجع التقى في الولايات المتحدة الاميركية وفودا من قوى 14 آذار ودعاهم للعودة والاستثمار في الوطن لمواجهة من يريد الغاء لبنان:

التوطين غير مطروح وستعلن الإدارة الاميركية موقفا واضحا في الايام المقبلة

وطنية- 16/3/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي ل "القوات اللبنانية" ما يلي: "في اطار جولته في الولايات المتحدة، التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وفدا من رجال الاعمال من قوى 14 اذار في واشنطن، وحضهم على المشاركة في المواجهة التي تخوضها ثورة الارز، داعيا اياهم للعودة والاستثمار في الوطن الام لان مواجهة الذين يريدون الغاء لبنان لا تقتصر على القادة فحسب، انما عليكم ايضا، وقرار مشاركتكم هو قرار شخصي ينبع من قناعاتكم الداخلية وايمانكم بدور لبنان الريادي في المنطقة. وتطرق جعجع الى الخيارات الصعبة التى يأخذها الانسان نتيجة ظروف صعبة تفرض عليه، مستذكرا الخيار الوطني الصائب الذي اتخذه يوم ترك الطب للانخراط في صفوف المقاومة، وقال: هذا الخيار اخذته لان لكل واحد منا طريق في هذه الحياة. ومنذ البداية كان هذا احساسي الداخلي وهو الذي أخذني من جامعتي للمشاركة في الخيارات الاساسية والمصيرية.

وبالعودة الى السياسة استذكر جعجع اول انتخابات بلدية حصلت في العام 98 وقبلها انتخابات لجنة جبران وجاءت النتائج مدوية لصالح القوات اللبنانية، فاحسست يومها ان تعب السنوات اثمر وكان دافعا وعزاء كبيرين لي. ومن ثم توجه الى القواتيين الحاضرين قائلا: عندما كنت في السجن كنتم تساعدونني كل على طريقته، وعندما خرجت الى الحرية وسمعت بعض الاخبار عما قام به شباب القوات اللبنانية كان ذلك عزاء وفخرا لي ايضا، لانني كنت في السجن بنفسية المواجهة والمعركة كما في ايام الحرب. بمعنى آخر، لا بد لنا من المواجهة في القرارات الصعبة، فيوم قال لي الرئيس الياس الهراوي انه حان الوقت ويجب ان أترك لبنان، اجبته انني لن اترك البلد وساواجههم مهما فعلوا معي. وللذين يتسائلون بينكم ألم يكن من ألافضل لو غادرت لان ذلك كان يخدم القضية اكثر، اقول ربما لو تركت لبنان كنت خدمت القضية ماديا وتنظيميا، وبقيت على تواصل مع شباب القوات اللبنانية، لكن كونوا على ثقة ان بقائي خارج لبنان لا يوازي القدرة المعنوية لوجودي في السجن لان التاريخ سيسجل ولو بعد 2000 سنة أنه عندما اراد السوريون الغاء هوية لبنان وعزله والقضاء على حرية شعبه والعمل على ترحليه وقف رجل وواجههم ولم يهب سجنهم والتاريخ سيسجل هذه الواقعة مهما طال الزمن.

وهنا استفيد من تجربة الماضي التي أسست لقيام "ثورة الارز" لنتكلم عن حاضرنا واقول اننا فخورون بكم كلبنانيين ناجحين في اميركا ونتمنى ان تكونوا كذلك في لبنان. ونظرتنا السياسية كقوى 14 آذار هي باتجاه الصحيح للتاريخ بينما المشروع السياسي الاخر في البلد هو بعكس اتجاه التاريخ، وكونوا على ثقة انه عاجلا أم آجلا سينكسر مشروعهم وسيربح مشروعنا". كما التقى جعجع وفودا قواتية اتت من مختلف الولايات ومن كندا، وناقش معهم الأوضاع العامة واضعا إياهم في أجواء المحادثات التى أجراها مع المسؤولين في الإدارة الأميركية، فخاطبهم قائلا: "ان الاجواء التي لمستها في لقاءاتي مع المسؤولين في واشنطن كانت مطمئنة جدا، وتفاجأت بمستوى الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية للبنان، ولمست لمس اليد أنه مهما حصل من تطورات، فإن لبنان سيبقى موضوعا قائما بحد ذاته. كما تأكدت من مختلف دوائر الإدارة الاميركية بأن موضوع توطين الفلسطينيين غير مطروح أبدا، وستعلن الإدارة الاميركية حياله موقفا واضحا في الايام المقبلة، وهو لا لتوطين الفلسطينيين في لبنان بغض النظر عن الحل الذي سيكون لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين. لم تعد سيادة لبنان واستقلاله كناية عن أدبيات سياسية عابرة تطرح في المجتمع الدولي او في الإدارة الاميركية أو في المحافل الدولية الأخرى، لا بل اصبحوا اكثر تفهما لماهية ومعنى سيادة لبنان واستقلاله، وسيستمرون في دعمه الى جانب العالم الحر وبشكل يفوق السنوات الماضية، وسيواصلون دعمنا حتى نحقق كامل سيادتنا واستقلالنا وقرارنا الحر ونصبح دولة قوية وفعلية. وأنا أؤكد لكم بأن لبنان سيستعيد عافيته وقراره الحر ولن يكون هذا القرار في الخارج كما كان في الماضي، لن يكون قرار لبنان بعد اليوم لا في واشنطن ولا في دمشق ولا في طهران بل في مكان واحد وهو بيروت".

 

النائب حب الله: أي السيادة من الخروق الاسرائيلية اليومية؟

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) أعرب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن حب الله، في لقاء سياسي أقامه "تجمع الأطباء المسلمين في لبنان" في مطعم شواطينا في صور وفي حضور رئيس "تجمع الأطباء في لبنان" الدكتور عماد شمص، عن استغرابه ل"أننا لا نسمع أي تصريح أو موقف من قبل السلطة في لبنان أمام الخروق الإسرائيلية المتواصلة، لا من الحكومة اللاشرعية ولا من فريق الوصاية الأمريكية، ولا أي موقف يدين إسرائيل أو يأسف لما تقوم به من اعتداءات"، واستطرد: "لكن عندما تتصدى المقاومة أو تعلن بلسان أمينها العام بأنها سترد على أي عدوان، تأتي التصريحات والانتقادات بأن المقاومة تريد أن تفتح جبهة على العالم، مجددا التأكيد: "إذا اعتدي علينا فسندافع عن أنفسنا وعن شعبنا ووطننا". وقال النائب حب الله: "نطالب فريق السيادة الأميركية أن يقول لنا أين السيادة من هذه الخروق الإسرائيلية التي تشاهدونها بشكل يومي في لبنان، و كيف تنسجمون مع شعار السيادة من قبل إسرائيل، قد لا يؤاخذكم الأميركي إذا اتخذتم موقفا ما، ولكنكم غير مستعدين لأن تنطقوا حتى بكلمة تدافعون بها عن سيادتكم واستقلالكم".

 

الشيخ قاسم: وثيقة 14 آذار خطاب تحريضي يفتقر الى الرؤية والى المشروع

ننصحهم باعادة النظر فيها وليفكروا كيف يترجمون مد اليد باجراءات عملية

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) أكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل تأبيني في حسينية الاوزاعي اليوم، "ان امريكا ومعها العالم المستكبر وبغطاء من مجلس الامن لا يرغبون بوجود مقاومة قوية في لبنان, ان مقاومة تواجه اسرائيل لا يقبلون بها ويريدون لاسرائيل ان تكون مرتاحة ومطمئنة، يريدون لاسرائيل ان تدخل الى اي ارض من دون اعتراض، ان تسلب اي بيت دون اي اعتراض، ان تقتل اي مجاهد من دون اعتراض, المقاومة قالت لا للاحتلال، لا للعدوان، لا للقتل المنظم، لا للذل، نعم للكرامة، للتحرير، نعم للجهاد من اجل ان نصنع مستقبلنا ومستقبل اجيالنا بايدينا". وقال: "الشركات الكبرى تسرق بلدان العالم برعاية دولية، هذا النفط يذهب اليهم، هم الذين يرفعون اسعاره بضرائبهم وبادائهم الاقتصادي السيء يغزون العالم من اجل مصالحهم. عندما تأتي المدمرات الى منطقتنا ويقولون انها لمصالح امريكا، يعني مصالح امريكا مقدسة ومصالحنا في بلدنا ليس لها قيمة. من اجل مصالح امريكا احتلت العراق وضربت افغانستان ويقتل الاطفال في فلسطين، من اجل مصالح امريكا تم غزو لبنان مرات ومرات، يخربون العالم العربي من اجل مصالح امريكا، يتركون لنا انظمة مستبدة تقمع شعوبها. نحن عندما نقاوم نحاول ان نسترد حقوقنا".

اضاف: "المقاومة ردة فعل وحماية ودفاع عن حرمة الارض والعرض والمال والارزاق. ويتحدثون عن المفاوضات وعن السلام وعن التسوية. فيجلس الاسرائيلي على طاولة واحدة مقابل الفلسطيني، هل الفلسطيني عنده القدرة ان يقول لا على هذه الطاولة؟ هذه المقاومة الاسلامية تجذرت في الارض واعطت من الدماء العزيزة ما يجعلها مقاومة مستمرة لا يمكن مع هذه الاستمرارية ان يقف اي عائق امامها، فمن وجهة نظره ضد المقاومة ليكسرها او يلغيها او يمنعها فوجهة نظره خاطئة".

وتابع: "مشكلة الحل في لبنان مشكلة معقدة لاننا لا نتحاور كموالاة ومعارضة، بكل صراحة هناك قرار امريكي بادارة الحوار في لبنان من اجل ان تاخذ امريكا ما تريد من بوابة لبنان، ولو كان الحوار بيننا كمعارضة وموالاة لاتفقنا منذ زمن بعيد، لكن الحوار مع امريكا التي لا تقبل والتي تريد ان ترغم وتأخذ ما تريد، نحن لن نعطي لامريكا ما تريد في لبنان. وسنعمل ان نكون معا اذا ارادوا ذلك، وايدينا ممدودة وما زالت مفتوحة، لكن يبدو ان قدرتهم في الموالاة غير متوفرة وارادتهم غير متوفرة لذلك الامور معقدة". وقال: "رأينا بالامس اجتماعا في البييل اطلقوا من خلاله وثيقة 14 آذار، قرأنا الوثيقة بتمعن، كنا نرغب ان تكون الوثيقة مقدمة للحل ومعالجة الامور. فتبين ان الوثيقة خطاب تحريضي يفتقر الى الرؤية والى المشروع، وتبين لنا اننا لسنا امام وثيقة يمكن ان تقدم شيئا الى الامام انما هي مجموعة من الخطابات المشتتة جمعت وخرجت هذه الوثيقة".

وسأل "أولا لماذا لم يرد في الوثيقة اي شيء عن العدوان الاسرائيلي وعن مزارع شبعا والاسرى في السجون الاسرائيلية وعن اختراق الطيران الاسرائيلي للاجواء اللبنانية، وما هو موقفكم من اسرائيل؟

ثانيا: لم نجد في الوثيقة اي بيان واضح عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة شؤون الناس وكيفية انقاذ البلد من الفساد والخسائر المتتالية التي سببتها هذه الحكومة؟

ثالثا: لاحظنا انهم تتحدثون عن صراع عربي ايراني، هل تريدون الدخول في محور الصراع العربي الايراني الذي تريده امريكا لزرع الشقاق بين المسلمين في المنطقة؟ واين اصبح الصراع العربي الاسرائيلي؟ وهل انتم جزء من الصراع الاول او الثاني؟ نذكر ان ايران هي اول من انشأ سفارة فلسطينية في العالم في مقابل السفارات الاسرائيلية في المنطقة.

رابعا: هذه الوثيقة لم تتعرض للمشكلة الحقيقية الموجودة في لبنان. ماذا تقصدون من خلال اشارتكم الى مشكلة ثقافية؟ اما نحن نقول دائما ونكرر بان المشكلة في لبنان سياسية.

خامسا: وردت كلمة مشاركة في كل الوثيقة مرة واحدة، فسروا لنا معنى المشاركة التي تريدونها ولا يكفي ان تقولوا نمد اليد ونريد المشاركة. ترجموا لي هذه المشاركة عمليا في الحكومة وفي قانون الانتخابات. انسيتم ان الناس تصف المعارضة جماعة المشاركة وتصفكم جماعة الاستئثار. كيف تغيرون هذه الصورة؟ وهل تعترفون بالمشاركة؟ وكيف يكون ذلك؟

سادسا: ما هو موقفكم من قانون الانتخاب طالما تتحدثون عن الطائف, الطائف يقول بالدوائر وبالمحافظات وانتم تريدون اصغر دائرة من القضاء وهذا ما لا ينسجم مع الطائف. كيف تعالجون هذا التناقض؟ وهل انتم على رأي واحد في القانون الانتخابي؟ لماذا لم تذكروا ذلك في وثيقتكم؟

وختم الشيخ قاسم: "يمكنكم الاستفادة من صياغة وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، فهي وثيقة من عشرة بنود واضحة ومحددة وفيها رؤية، ولطالما انتقد البعض منكم هذا التفاهم من دون ان يناقش أي بند فيه، ولكن وثيقتكم ليس فيها ما يساعد على بلورة خطوات عملية، ننصحكم باعادة النظر فيها، فان الناس تقرأ، وجمهوركم سيسألكم عن سبب الابتعاد عن الرؤية المحددة، وهل هي بعدم وجود جامع تفصيلي مشترك بينكم؟ فكروا كيف تترجمون مد اليد باجراءات عملية، نحن جاهزون وطرحنا حلولا ولم نلق الا الرفض، ومع ذلك سنبقى ايجابيين اذا ما طرح أي حل جدي".

 

مكتب الإعلام في "القوات اللبنانية" نظم ندوة عن 14 آذار والكلمات أكدت أهمية استمرارها حامية للبنان واستقلاله

وطنية- 16/3/2008 (سياسة) نظم مكتب الإعلام في "القوات اللبنانية" - بيروت، ندوة سياسية بعنوان "14 آذار ... المسيرة المستمرة"، شارك فيها كل من الدكتور نبيل خليفة، الصحافي محمد سلام والإعلامي الياس الزغبي، في حضور رئيس منطقة بيروت في "القوات اللبنانية" إدغار مجدلاني والآنسة يمنى بشير الجميل والعميد المتقاعد وهبة قاطيشا وفاعليات من مهندسين ومحامين وأطباء ومخاتير وأعضاء من لجنة تجار الأشرفية وعدد من رؤساء المناطق والقطاعات في القوات وممثلين للأحزاب وجمع كبير من أهالي بيروت. بعد النشيدين الوطني والقواتي والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء ثورة الأرز، افتتح مارك سعد اللقاء بعرض للأحداث التي رافقت ثورة الأرز، معددا أوجه الخلاف بين "من انتفض على الهيمنة السورية ومن ناصرها".

ثم عرض المكتب الاعلامي فيلما وثائقيا عن مرحلة انتفاضة الإستقلال والأحداث التي رافقتها، وأدار الندوة بول زيادة الذي ركز في كلمته على ان "مفعول الإحتلال السوري ما زال موجودا ومتمثلا بحلفائه الذين يعملون على ضرب ركائز الوطن وتفكيك أوصاله".

سلام

أما سلام فتحدث عن التجارب التي عايشها ابان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 والاحتلال السوري سنة 1987 وزيارة الجنوب يوم كان في قبضة الاسرائيليين، وعرض وثيقة بيروت، معددا خصائصها واهدافها والاختلافات بين "من يؤمن بثقافة الوصل ومن يريد الفصل". ونوه "بدور الطائفة الشيعية في تمتين مفهوم التواصل"، وعدد "مخاطر سلاح حزب الله الذي يربط لبنان بالحرس الثوري الايراني". وانتقد "تحرير حزب الله الأرض لإعطائها للسوريين، وكذلك وثيقة التفاهم بين نصرالله وعون لانها أساءت إلى لبنان فدمرت وسطه التجاري". واعتبر أن "وثيقة ربيع بيروت حددت مصدر الأخطار في المنطقة بأنها إسرائيلية - إيرانية"، وشن هجوما عنيفا على النائب العماد ميشال عون، معتبرا إياه "صاحب مشروع تدميري للمسيحيين".

خليفة

من جهته، تطرق خليفة الى "وثيقة ربيع بيروت" وربط بينها وبين "مؤتمر سيدة الجبل"، فحدد "مكامن الصراع الداخلي بثلاثة عوامل هي المحفزات والنيات والأهداف"، وشدد على "أهمية ترسيم الحدود والخروج من التسلط الى السلطة". وتحدث عن "علاقة المسيحيين مع 14 آذار وتعاطيهم مع السنة في دعم الاستقلال الجديد"، وختم بخلاصة لفت فيها إلى "أهمية استمرار 14 آذار حامية للبنان واستقلاله وسيادته".

الزغبي

وختاما تحدث الزغبي عن "العلاقة السببية الوجدانية بين 14 شباط و14 آذار 2005، فالرئيس الحريري شارك بقوة في إطلاق 14 آذار قبل استشهاده بسنوات وكان استشهاده نتيجة وسببا في الوقت نفسه"، وقال: "الإستقلال التاريخي تراكم بعد عام 2000، فنداء بكركي ونشوء قرنة شهوان وتقرب جنبلاط شكلوا مناخا جديدا".

وعدد "العوامل الاقليمية والدولية المساعدة، من الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب إلى وفاة حافظ الأسد ومحاولة إيران اعتماد استراتيجية جديدة للهيمنة على المنطقة وصولا إلى أحداث 11 أيلول"، وأشار الى أن "سوريا وجدت ضالتها بين المسيحيين في العماد عون وكان تفاهمه مع حزب الله قد بدأ منذ ما قبل 2006 وهذا التفاهم خلق قلقا عند المسيحيين وأراح الحزب وخصوصا في حربه عام 2006".

 

مادايان: رفعت الأسد أمر باغتيال كمال جنبلاط من دون معرفة الرئيس الأسد

وطنية- 16/3/2008 (سياسة) عقد أمين سر "شبيبة جورج حاوي" رافي مادايان قبل ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا في فندق "بريستول"، لمناسبة الذكرى 31 لاستشهاد كمال جنبلاط، حضره ممثلون لهيئات سياسية وثقافية واجتماعية وحزبية. ورأى أن "المقارنة بين أحداث الامس واليوم في ما يتعلق بغايات اغتيال كمال جنبلاط ورفيق الحريري وافتعال الصدام اللبناني - السوري في المحطتين تشير الى أوجه شبه كثيرة وكأنما التاريخ يعيد نفسه مأساة في التكرار ايضا، وفي 1975-1976، كان هناك في النظام الرسمي العربي من يستثمر في الصراع اللبناني - اللبناني واللبناني - السوري والفلسطيني - السوري والفلسطيني - اللبناني، وكان هناك في مصر والسعودية ومنظمة التحرير الفلسطينية وداخل النظام السوري من يستثمر في صدام الدم اللبناني - السوري خدمة للاهداف الاميركية".

أضاف: "لست أذيع سرا اليوم اذا اكملت ما قاله الوالد الشهيد جورج حاوي الى قناة "الجزيرة" قبل شهر من اغتياله عن دور رفعت الاسد في اغتيال كمال جنبلاط. كان رفعت الاسد يشكل دويلة قائمة بذاتها على قاعدة "جيش سرايا الدفاع" ولا يتشاور مع اخيه الرئيس وبقية القيادة السورية في الكثير من القرارات ومحاولته الانقلابية سنة 1984 كما وصفها في كتابه باتريك سيل عن الاسد خير دليل على ذلك وعلى وجود نية لديه منذ البداية لاستغلال علامات ضعف النظام للانقضاض على الحكم وازاحة رئاسة حافظ الاسد. اراد رفعت الاسد الاستفادة من اغتيال زعيم اليسار حتى يضرب "المعارضة اللبنانية" بسلطة الرئيس حافظ الاسد فيسقط الاثنان معا ويخرج هو مستفيدا ومنتصرا من هذا الصراع، وكذلك الساداتيين في الساحة العربية وبعض الاجنحة في النظام السوري والولايات المتحدة".

وتابع: "أمر رفعت الاسد زهير محسن بتنفيذ عملية اغتيال كمال جنبلاط من دون معرفة الرئيس حافظ الاسد الذي سعى حتى آخر لحظة للتسوية مع قائد الحركة الوطنية، وردت المخابرات السوفياتية بعد أشهر قليلة على الجريمة المذكورة بتصفية زهير محسن في مدينة كان جنوبي فرنسا سنة 1978، ذلك ان موسكو كانت تعتبر كمال جنبلاط، حامل وسام لينين، حليفا اساسيا لها في لبنان ومنطقة المشرق العربي. اما الملف الذي نشر قبل سنتين في بعض وسائل الاعلام عن تفاصيل الاغتيال فمصدره امن ابو اياد (صلاح خلف) ويحتوي على الكثير من المغالطات ويفتقر الى الادلة والبراهين وهو يستند الى تحقيق جرى في ظروف الحرب الاهلية وفي سياق الصراع السياسي الذي ذكرته آنفا وبالتالي جرى من وجهة نظر طرف كان له مصلحة في تصعيد الصدام بين الحركة الوطنية وقيادة حافظ الاسد".

 

لقاء في العبادية -المتن الأعلى في الذكرى 31 لاستشهاد كمال جنبلاط والكلمات ركزت على إرسائه فكرة التكامل بين اللبنانية والعروبة

وطنية- 16/3/2008 (سياسة) نظم الحزب التقدمي الاشتراكي ومنظمة الشباب التقدمي والكشاف، في الذكرى 31 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط، لقاء في بلدة العبادية، شارك فيه الصحافيان عزت صافي وجورج بكاسيني، وحضره ممثل النائب ايمن شقير هشام معضاد، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، عضو مجلس قيادة الحزب الدكتور شبلي المصري، وكيل داخلية المتن في الحزب فاروق الاعور، ممثل حزب الكتائب عضو المكتب السياسي مجيد العيلي، الأمين العام لحزب الوطنيين الاحرار الدكتور الياس ابو عاصي، مسؤول قضاء بعبدا في "القوات اللبنانية" المحامي نادي غصن، نائب رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى فيصل ابو الحسن، رئيس بلدية العبادية كمال حمدان، عضو المجلس المذهبي الدرزي الدكتور نديم ابو الحسن، ممثل نقابة الفنانين اللبنانيين وليد ابو الحسن ، ممثل الحزب الشيوعي - حركة الانقاذ الدكتور انور هلال وفاعليات روحية وتربوية وحزبية وحشد من الحضور.

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن روح كمال جنبلاط وارواح شهداء 14 آذار، تحدثت معرفة أمال العنداري، ثم ألقى معتمد الحزب التقدمي المهندس سامر ابو حمزة كلمة قال فيها: "منذ حرب تموز التي اسقطت مقررات طاولة الحوار الى حصار السرايا، واخفاقاتهم مستمرة ومشروعهم ينكشف يوما بعد يوم. لقد جربوا كل شيء، لكن عزيمتنا اقوى، ومحبتنا للوطن وصيغته اقوى ولن تقوى دواليبهم ولا عبواتهم ولا دنانيرهم على زحزحتنا عن ثوابتنا السياسية. ان ثقافة كمال جنبلاط وفكره ستلاحقهم وكذلك دماء الشهداء الكبار، وهم لن ينالوا من 14 آذار وثورة 14 آذار ولا من البطريرك صفير".

بعد ذلك تحدث بكاسيني وقال: "قبل 31 عاما ارادوا للقرار الوطني ان يختنق، افرغوا رصاص الحقد، قتلوا من لم يهادن على القرار الحر. غاب المعلم كمال جنبلاط لكن ارضنا الطيبة تنبض في كل آذار نضالا وتوقا للحرية والسيادة والاستقلال. خافوا عالميته، خافوا عروبته، خافوا لبنانيته فسكبوا حقد الرصاص، ولانهم خافوا قتلوا المعلم، ولانهم خافوا يقتلون كل معلم، ألن يكون رفيق الحريري معلما؟ تجرأوا على معلمين، واحد أمطروه برصاص الحقد والثاني فجروه بنار الحقد، ومصدر الحقدين واحد: من قبع في قصر المهاجرين الاب والابن ومن من حولهما من قطاع الطرق والاعناق واحفاد الحشاشين. هؤلاء الوحوش لا يخافون من امثالهم وانما ممن هم من فصيلة البشر الاحرار والطيبين، الاطهار والميامين، يخافون من الاحرار لانهم عبيد، ومن أولياء الامر لانهم مأمورون، ومن الرجال لانهم اشباه رجال. تجرأوا على كمال جنبلاط لانه اول من ارسى فكرة التكامل بين اللبنانية والعروبة، وهم اول من أرسى فكرة التكامل بين ما يسمونه زورا عروبة وبين المخابرات".

أضاف: "تجرأوا على رفيق الحريري لانه كرس فكرة التكامل بين اللبنانية والعروبة، وهم سماسرة عروبة مزيفة. تجرأوا على كمال جنبلاط ورفيق الحريري لانهما آمنا بان قضية فلسطين هي ام القضايا العربية، وهم رأوا فيها وفي لبنان، كما يقول كمال جنبلاط في 22 ايار 1976 "سلعة تباع او ترهن او تستبدل في سوق المقايضات السياسية والمبادلات الديبلوماسية". من يجرؤ على رمي كمال جنبلاط الانسان بالرصاص، وتفجير جسد رفيق الحريري الطاهر بالنار، اصله وحش وفصله وحش. من يجرؤ على قتل رمز للانسانية وآخر للخير هو ينتمي حكما الى واحد من محاور الشر".

وسأل: "أهي مصادفة برأيكم ان تقع ذكرى السادس عشر من آذار بعد يومين فقط من ذكرى الرابع عشر من آذار؟ طبعا لا، فربيع رفيق الحريري أزهر بعد استشهاده في 14 آذار، وربيع كمال جنبلاط أزهر مع استشهاده في 16 آذار، كلاهما ربيع، وها قد أزهر ربيع 2008، اي 14 آذار الاخير يوم امس، مؤتمرا هو بداية لخطة عمل سوف تؤسس لخطوات ملموسة، اولاها انتخاب رئيس جديد للجمهورية في حال عقدت القمة العربية في دمشق وما زال مقعد الرئاسة شاغرا. اذا، قوى 14 آذار المؤتمنة على تطلعات جماهيرها لن تخذل هذه الجماهير من اجل طامع من هنا او واهم من هناك، وستنتخب رئيسا للجمهورية ولن تدع قصر بعبدا مشرعا لاطماع نظام البعث وولاية الفقيه".

ورأى أن "قصر بعبدا لن يبقى فارغا ولن يبقى القصر الجمهوري رهينة بين فكي دمشق وطهران، فهذا القصر للبنانيين وحدهم، شاؤوا ام أبوا، ولو صار الشهداء العشرة الذين سقطوا منذ 14 شباط ثلاث عشرات، فكلما سقط شهيد ولد مليون كمال جنبلاط ومليون رفيق الحريري ومليون بيار الجميل".

وختم بكاسيني: "لئيم هو التاريخ عندما يصنعه غدارون، فقد علمنا هذا التاريخ ان الابن سر ابيه، قاتل يرث قاتلا، وشهيد يرث شهيدا، بشار ورث خنجر حافظ، ووليد ورث رسالة كمال، الفاصل بين بشار وأبيه رصاصة او عبوة، اما الفاصل بين القاتل والقتيل فهو وطن وحرية وسيادة واستقلال".

صافي

بعد ذلك قال صافي: "لم ينشىء كمال جنبلاط حزبا خاصا بلبنان، بل انشأ حزبا صالحا للاقتداء به في كل بلد عربي. في لبنان كان ولا يزال الوطن الذي لا حل لازماته الداخلية والاقليمية الا بالنظام الذي ارسى قواعد كمال جنبلاط. يوم طردت البندقية الفلسطينية من خطوط المواجهة مع اسرائيل في الاقطار العربية المجاورة لفلسطين المحتلة وأجبرت على الرحيل نحو الاراضي اللبنانية لتدخل في الحصار، حمل كمال جنبلاط البندقية الفلسطينية وجند لها متطوعين تدربوا في اعالي الشوف ولاقوا رفاقهم في الاحزاب الوطنية التي شكلت اول فوج من المقاومين الى الجنوب، ويوم اجبرت البندقية الفلسطينية على الرحيل من لبنان بعد حرب 1982 حمل وليد جنبلاط هذه البندقية ووقف مودعا المقاومة نيابة عن الشعوب العربية وتعبيرا عن نقمتها".

أضاف: "يا حضرة الرئيس الحاضر في العقل والقلب، جمهورك وفي كل بلد عربي وفي العالم يتذكر انك حملت وحدك قضية فلسطين يوم تخلى عنها العالم وبعض الاهل والاخوة من قادة وحكام، ولقد عاداك هؤلاء وما عاديت انت احدا الا من كان ضد سيادة لبنان وضد البندقية الفلسطينية التي رفضوها ثم حاصروها وراحوا يؤدون لها الاناشيد، فعلى من يزايد اليوم وكلاء حكم القمع والتسلط في دمشق ووكلاء المشروع الايراني الطائفي المذهبي الطامح الى السيطرة على لبنان والتحكم بقراره وأمنه واستقراره؟" بعد ذلك كان حوار بين المحاضرين والحضور.

 

صفي الدين: نشهد حربا تهويلية - دعائية من اجل ان يخيفوا الناس لكن الخائف هو الذي ربط مصيره بالسياسة الاميركية والاسرائيلية

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين "أن ما يحصل كل يوم في الداخل اللبناني يؤكد بوضوح ان ما يذهب اليه فريق السلطة هو الانصات الكامل والاتباع التام للمشروع الاميركي في لبنان وفي المنطقة, وهنا يطرح سؤال كبير: لماذا لا يريد هذا الفريق ومن معه ومن وراءه ان يصلوا الى تسوية سياسية حقيقية،أليس لان الاميركي لا يريد ان يصل الى اي تسوية في هذه المرحلة التي ينتظر من خلالها متغيرات على مستوى المنطقة ومستوى العالم ويحقق ويفرض ما يشاء". وأشار الى "اننا نشهد حربا تهويلية - دعائية من اجل ان يخيفوا الناس, فهل الناس ستخاف من هذه الحملات الدعائية والنفسية وبعض هؤلاء المهولين يتحدث بلغة خبيثة وهو يروج للحرب الدعائية والنفسية, ثم يطلق وسائل اعلامه وابواقه الدعائية وخطابه السياسي ليقول ان الناس خائفون وقلقون, ولكننا نقول لهم ان الخائف والقلق هوأنت وهو الذي ربط مصيره بالاميركي وبالسياسات الاميركية والاسرائيلية وليست الا اشهر قليلة ستمضي وتنقضي وسيكتشف هؤلاء ان السياسة الاميركية والسياسة الاسرائيلية وكل هذه السياسات الجائرة ستسقط في المنطقة".

صفي الدين كان يتحدث في الاحتفال التأبيني الذي أقيم في ذكرى مرور أسبوع على وفاة المرحوم محمود عبد الغفار حرب, في النادي الحسيني لبلدة جبشيت الجنوبية في حضور وزير الطاقة المستقيل محمد فنيش, رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد, النائبان عبد اللطيف الزين ومحمد حيدر وحشد من الشخصيات والفاعليات والمواطنين. وألقى السيد صفي الدين كلمة دعا فيها الى "عدم الاهتمام كثيرا للكلام الاسرائيلي ولبعض الابواق التي تتحدث بالمنطق الاميركي - الاسرائيلي التهويلي على الناس وعلى شعبنا بحروب جديدة قد تقع هنا او هناك, وفي نهاية المطاف فان شعبنا لا يضعف بكل الاحوال ولا يجبن امام كل هذه التهويلات وامام كل هذه الحرب النفسية وامام كل هذه الحرب الدعائية لانه شعب صمد ووقف وثبت وانتصر وكان اقوى من الطائرة وهي تقصف، فهل ستضعفه الابواق الدعائية لبعض وسائل الاعلام ولبعض الاصوات السياسية المغرضة، ابدا هذا لن يحصل وانا لا اتحدث هنا فقط عن موضوع الحرب الذي له حديث اخر ومنطق اخر, بل اتحدث عن الحرب النفسية التهويلية, عن الحرب الدعائية وعن هذه الحرب التي يريدون من خلالها ان يتغلغلوا وان يتسربوا الى قلوب الناس وعقولهم وعزائمهم وانفسهم، كما فعلوا في حرب تموز وبعدها حيث اكتشف الجميع ان الاسرائيلي سعى كل مسعاه ومعه الاميركي وبعض الدول الاقليمية ومعه من الكثير من وسائل الاعلام والدعاية والفضائيات. ان هناك هدف مركزي موجود للاسرائيلي وهو جعل الناس ينقضون على المقاومة ويتخلون عنها ولكنهم لم يصلوا اليه وخاب ظنهم".

وقال: "واليوم نشهد من جديد حرب تهويلية - دعائية من اجل ان يخيفوا الناس فهل الناس ستخاف من هذه الحملات الدعائية والنفسية وبعض هؤلاء المهولين يتحدث بلغة خبيثة وهو يروج للحرب الدعائية والنفسية ثم يطلق وسائل اعلامه وابواقه الدعائية وخطابه السياسي ليقول ان الناس خائفون وقلقون ولكن القلق هو انت والخائف هو انت, والخائف والقلق هو الذي ربط مصيره بالاميركي وبالسياسات الاميركية والسياسات الاسرائيلية وليست الا اشهر قليلة ستمضي وتنقضي وسيكتشف هؤلاء ان السياسة الاميركية والسياسة الاسرائيلية وكل هذه السياسات الجائرة ستسقط في المنطقة وشعب المقاومة ليس قلقا على المصير وعلى المستقبل ابدا وشعب المقاومة يعرف طريقه جيدا ويعرف قيادته جيدا, كما انه يعرف خياراته ويعرف التجربة ولا يمكن لاي كلمة او بوق دعائي ان يجعل هذا الشعب يتراجع عن خياره وعن قراره في تبني المقاومة، هو ترجمة الاولويات الاميركية في لبنان وفي المنطقة بشكل واضح ثم يقولون لك لا تخوننا، فهل نحن نخونكم ام ان الذي الذين يخونكم هو الذي يفتخر بقدوم البوارج الاميركية الى منطقة الشرق الاوسط وبمحاذاة الشواطىء اللبنانية، ونحن نخونكم ام ان الذي يخونكم هو من يعتبر ان البوارج الاميركية أرست توازنا عسكريا منطقيا او مقبولا في لبنان وانتم رضيتم ان تكونوا جزءا من هذا المشروع الاميركي, وهو مشروع يخدم حتما المشروع الاسرائيلي". وقال: "اما على مستوى التناقض في الخطاب وفيما ذكر امس وفي كل يوم يؤكد عليه من قبلهم هو التلطي وراء يافطة الطائف، فهل ابقيتم من الطائف شيء لانه اين الشراكة التي يتحدث عنها الطائف وانتم ضربتم الشراكة في الصميم واين الطائف من استئثاركم بالسلطة او اين القانون الانتخابي الذي دعا اليه الطائف, هل هو قانون اقل من قانون 1960، لذا نجد ان الموضوع هو شعارات براقة ترفع لكن الواقع انه ليس هناك اليوم ادنى نقاش او خلاف ان ما يذهب اليه فريق السلطة في انكشاف امره وفي افتضاح مشروعه هو انه يريد ان يقطع الوقت وان يصل الى المزيد من المكاسب والمغانم ليزيد من استئثاره وتحكمه بالبلد, ثم يقول لك في نهاية المطاف ان يدنا ممدودة فهل هكذا تكون اليد الممدودة، قد نجد هذا القول صحيح, لكن نجد ان يدهم ممدودة على كل شيء، فلقد مدوا يدهم على رئاسة الجمهورية وعلى الحكومة، كما مدوا ايديهم على مقدرات البلد واداراته ظلما وعدوانا ومدوا ايديهم على بعض الاجهزة الامنية لتصبح ميليشيا في خدمة فريق يخدم المشروع الاميركي ظلما وعدوانا، واليد الممدودة منهم هي التي تأخذ المزيد وليس من اجل التسوية او الحل او التفاهم لان الذي يريد ان يتفاهم عليه ان يثبت في الحد الادنى انه يقبل الشريك الاخر".

وتابع: "ما يحصل كل يوم يؤكد بوضوح ان ما يذهب اليه فريق السلطة هو الانصات الكامل والاتباع التام للمشروع الاميركي في لبنان وفي المنطقة, وهناك سؤال كبير لماذا لا يريد هذا الفريق ومن معه ومن وراءه ان يصلوا الى تسوية سياسية حقيقية، اليس لان الاميركي لا يريد ان يصل الى اي تسوية في هذه المرحلة التي ينتظر من خلالها متغيرات على مستوى المنطقة ومستوى العالم ويحقق ويفرض ما يشاء, والكلام الاميركي في الامس بات مكشوفا ولم يعد من وراء الستارة حينما يدعو الدول العربية ان لا تشارك في قمة دمشق, ويعتبر كلامه نصيحة لهم والذي يريد من قمة دمشق بلا قيمة وبلا معنى ويفرغها من مضمونها السياسي ومن كل ابعادها هو الاميركي, ومن هنا كنا نجد حماسة غير مسبوقة عند بعض من يتبع الفريق الاميركي في لبنان برفض المشاركة في القمة العربية والذي سيحقق الادارة الاميركية مبتغاها ومرادها, ومن هنا بالنسبة لنا فيما يتعلق بذلك نجد ان الواضح ما عجزت عنه الادارة الاميركية في الحرب وما قبل الحرب وبعدها هي اليوم عنه أعند، فلا وضعها كما كان ولا قوتها كما كانت في المنطقة, وكذلك الحال بالنسبة للاسرائيلي وحتى لو ان الاسرائيلي هدد في كل يوم ألف مرة وتوعد ألف مرة وحتى لو استشهد القائد الكبير الشهيد عماد مغنية، فانه يعلم ومن معه يعلم ان في كل عالمنا العربي والاسلامي ومن يراهن على الادارة الاميركية وعلى اسرائيل وعلى حروبها, فان جميع هؤلاء يعرفون جيدا ان المقاومة كما كانت اقوى هي اليوم اقوى وستبقى اقوى في ساحة المعركة وفي ساحة الميدان والمواجهة وفي ساحة السياسة وكل موقف اينما كان".

 

العلامة فضل الله دعا إلى تحويل منظمة المؤتمر إلى تجمع إسلامي فاعل: تحوّلنا في القمم الإسلامية والعربية إلى ظاهرة صوتية تثير سخرية العالم

وطنية- 16/3/2008(سياسة) أبدى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أسفه من أن تتحول القمة الإسلامية إلى مجرد حركة في ملء الفراغ السياسي على المستوى الإسلامي العام، ولتكتمل الصورة المشهدية في أن القمم الإسلامية والعربية لا تستطيع أن تحلّ مشكلة عربية وإسلامية واحدة، ولتتحول إلى ظاهرة صوتية تثير سخرية العالم لا احترامه. ونبّه إلى أنّ منظّمة المؤتمر الإسلامي التي انطلقت من رحم تحدّيات خطيرة واجهت القضيّة الفلسطينيّة، والتي تمثّلت بإحراق المسجد الأقصى، أصبحت ـ في بياناتها وخطاباتها ـ تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين كأمر واقع وشرعي؛ لتثير الحديث في التفاصيل، وكأنّ القضيّة الفلسطينية أصبحت قضيّة "الحملة العسكريّة" التي تنتهك فيها إسرائيل "حقوق الإنسان" وترتكب فيها "جرائم حرب"، وكأنّ الاحتلال نفسه لا يمثّل انتهاكاً لحقوق الإنسان أو جريمة كُبرى ضدّ الإسلام وضدّ الإنسانيّة كلّها. وأكد أن المطلوب من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تتحول إلى تجمع إسلامي فاعل يضع الخطط والآليات لحماية القضيّة الفلسطينيّة من الإبادة من كلّ الحسابات الإسلاميّة، بعدما تفرّج العالم كلّه على الإبادة التدريجيّة للشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستّين عاماً، ولتأكيد حقّ العودة لهذا الشعب بعدما تنكّر العالم كلّه لذلك، حتّى لقراراته الدولية التي أصدرها بهذا الخصوص. ودعا الدول الغنية في المنظّمة إلى دعم دولها الفقيرة، بدلاً من أن تذهب مقدّراتها إلى جيوب المتخمين، أو إلى الدوائر الغربية ومصانع السلاح لديها أو لمعالجة أزمات البطالة في الاقتصاديات الغربية على حساب أرقام البطالة المتصاعدة عندنا، ومشدداً على أن تتحمل المنظمة مسؤولياتها اتجاه العدوان على مقدّسات المسلمين ووحدتهم وواقعهم.

أدلى العلامة فضل الله بتصريح تناول فيه واقع منظمة المؤتمر الإسلامي وقمتها الأخيرة، وجاء فيه:

"لعلّ من الأمور التي تبعث على الأسف والأسى، أن التجمعات أو اللقاءات الإسلامية تحولت إلى لقاءات شكلية وإلى ما يشبه المناسبات الخطابية التي يتنافس فيها المحاضرون على استخدام الكلمات الرنّانة والتعابير ذات النبرة التوجيهية الخطابية من دون أن يفضي ذلك إلى تحقيق نتائج عملية تخدم القضايا الإسلامية في العمق.

ومن هنا، وجدنا أن قمة منظمة المؤتمر الإسلامي أخذت شكل القمم العربية؛ لتغدو مجرد حركة في ملء الفراغ السياسي على المستوى الإسلامي العام، أو محاولة إيحائية للجمهور الإسلامي بأنّ ثمة من يسهر على قضاياهم وأوضاعهم، بينما تؤكد الوقائع الثابتة أن المنظّمة ـ في كلّ تاريخها ـ لم تستطع أن تحلّ مشكلة إسلامية واحدة، أو أن ترفع الظلم والحيف عن شعب مسلم أو عربي، تماماً كما هي الجامعة العربية، ولتكتمل الصورة المشهدية التي تثير سخرية العالم وهو ينظر إليها حيال هذا الكمّ الإسلامي، الذي يصل إلى مستوى المليار والنصف؛ لتتحول هذه القمم إلى ظاهرة صوتية لا تختلف في الأداء عن كثير من الظواهر الصوتية التي يضجّ بها عالمنا العربي والإسلامي، ولا تثير لدى الآخرين أيّة ردود فعل ذات قيمة، بل تعكس مزيداً من اللامبالاة العالمية حيال هذا السُبات المطبق على واقعنا وأنظمتنا. وبذلك كفّت منظمة المؤتمر الإسلامي عن أن تتحول إلى شيء يُذكر حيث تعقد القمم ثم ترفع بيانها الختامي من دون أن تثير انتباه شعوبها الإسلامية فضلاً عن انتباه شعوب العالم، أو أن تخلق حركةً أو واقعاً جديداً.

ولعلّ من اللافت أن يُثار الحديث في القمة عن أن واحداً من التحديات التي تواجهها الأمة يكمن في الملف النووي الإيراني، بينما يغفل هؤلاء عن التحدي الإسرائيلي الذي يمثّل خطراً وجودياً على العرب والمسلمين. ولعلّ من المضحك المبكي أن هذه الإثارات في القمة تتزامن مع إعلان وزير حرب العدو بأن إسرائيل هي الأقوى في المنطقة كلها، وبشعاع يزيد عن الألف وخمسمائة كيلو متر من محيط القدس الشريف، وكأن الخطر الإسرائيلي الداهم يُراد له أن يتحول إلى ما يشبه الوجود الطبيعي في جسم الأمة لتغدو المشكلة هي في المكوّنات العربية والإسلامية نفسها.

وممّا تلاحظه الشعوب الإسلاميّة، أنّ منظّمة المؤتمر الإسلامي التي انطلقت من رحم تحدّيات خطيرة واجهت القضيّة الفلسطينيّة، والتي تمثّلت بإحراق المسجد الأقصى، أصبحت ـ في بياناتها وخطاباتها ـ تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين كأمر واقع وشرعي؛ لتثير الحديث في التفاصيل، وكأنّ القضيّة الفلسطينية أصبحت قضيّة "الحملة العسكريّة" التي تنتهك فيها إسرائيل "حقوق الإنسان" وترتكب فيها "جرائم حرب"، وكأنّ الاحتلال نفسه لا يمثّل انتهاكاً لحقوق الإنسان أو جريمة كُبرى ضدّ الإسلام وضدّ الإنسانيّة كلّها.

إن المطلوب من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تتحول إلى تجمّع إسلامي فاعل يعمل على وضع الخطط وإيجاد الآليات لحماية القضيّة الفلسطينيّة من الإبادة من كلّ الحسابات الإسلاميّة، بعدما تفرّج العالم كلّه على الإبادة التدريجيّة للشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستّين عاماً، ولتأكيد حقّ العودة لهذا الشعب بعدما تنكّر العالم كلّه لذلك، حتّى لقراراته الدولية التي أصدرها بهذا الخصوص.

لم يعد من الطبيعي إزاء ما يواجهه المسلمون من تحدّيات كُبرى أن تبقى هذه المنظّمة مجرد مسرح خطابي تتردد في فضاءاته أصداء الكلمات أو المواقف الأمريكية، أو أن تنطلق فيه المناشدات لما يسمى "المجتمع الدولي" كي يتحمل مسؤولياته حيال شعوبنا؛ لأنّه ليس في العالم من يتحمّل مسؤوليّة قضايا أحد، بل إنّ هذا المجتمع الدولي يتحرّك وفقاً لحساب مصالحه الكُبرى والاستراتيجية التي يظهر أنّها تصطدم دائماً بمصالح الشعوب.. وقد تبيّن للجميع أنّ هذا المجتمع الدولي، الملحق بأمريكا، والذي بات مجلس الأمن يمثل فيه صورة عن مجلس الأمن القومي الأمريكي، هو المسؤول المباشر عن المآسي والويلات وعن واقع الاحتلال الذي يجثم على أرضنا، من فلسطين إلى العراق وإلى أفغانستان.

ومن جهة أخرى، فإن على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تخرج من نطاق الضغوط الأمريكية والدولية لتفكر جدياً في كيف يمكن أن يتحول العالم الإسلامي إلى كتلة اقتصادية موحدة تذهب أموالها إلى سدّ حاجات شعوبها، وتدعم فيها دولها الغنية دولها الفقيرة، بدلاً من أن تذهب مقدّراتها إلى جيوب المتخمين، أو إلى الدوائر الغربية ومصانع السلاح لديها التي لا تعمل إلا لما يخدم مصلحة إسرائيل، أو أن تتوجّه لمعالجة أزمات اقتصاديات البلدان الغربيّة لتسقط أرقام البطالة فيها في الوقت الذي تسجّل أعلى أرقام البطالة والفقر والأمية عندنا.. كما أن عليها أن تتحرك في نطاق معالجة قضايا خطيرة تهدّد بنية مجتمعاتنا الإسلامية من الداخل، كظاهرة التكفير الذي يؤسّس للقتل والإجرام على أساس طائفيّ أو مذهبيّ، وخصوصاً أن بعض التعقيدات دفعت بمن يتمثلون في القمة إلى احتضان هذه الظاهرة الخطيرة، والتي تضرب الإسلام في الداخل وتشوّه صورته في الخارج.

إن على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تخرج من نطاق هذا الصمم السياسي والاقتصادي والحضاري وأن تقوم بمسؤولياتها في الدفاع عن الإسلام وقيمه، وفي صون الوحدة الإسلامية داخل المجتمعات الإسلامية، والتي يتهددها عدو أمريكي وإسرائيلي خارجي يعمل على تفتيت الكيانات وتقسيم المسلمين بالتعامل معهم ككيانات مذهبية وعرقية وسياسية، وأن تستخدم عناصر القوة الذاتية الموجودة في الواقع الإسلامي، سواء على مستوى الثروات أو حتى على مستوى حركات الممانعة والمقاومة، للتأكيد للآخرين بأن اللعب بمصائر شعوبنا أو التطاول على مقدّساتنا لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولتؤكد للعالم بأن الإسلام يمثل حركة تسامح وحوار وانفتاح، ولكنه في الوقت عينه يمثل حركة للقيم السامية والمبادىء الراقية التي لا تقبل الظلم والذلّ والاستفراد بالشعوب".

 

المفتي قباني وصل الى مصر تلبية لدعوة وزارة الاوقاف ونوه بالمساعي المصرية من اجل وحدة لبنان واستقراره

وطنية- 16/3/2008(سياسة) وصل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني إلى جمهورية مصر العربية تلبية لدعوة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مصر يرافقه رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا في لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، وكان في استقباله ممثلون عن وزارة الأوقاف وسفير لبنان في مصر خالد زيادة الذي أقام على شرف مفتي الجمهورية والوفد اللبناني حفل عشاء تكريمي حضره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو وراعي أبرشية الروم الأرثوذكس في مصر الأب الياس حبيب بالإضافة إلى رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا وأركان السفارة اللبنانية وأعضاء من الجالية اللبنانية في مصر. وشارك مفتي الجمهورية في افتتاح أعمال المؤتمر العام العشرين الذي نظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف المصرية حول موضوع "مقومات الأمن المجتمعي في الإسلام" الذي أقيم برعاية الرئيس حسني مبارك ممثلا برئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف. والتقى مفتي الجمهورية في مقر أقامته وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في مصر محمود حمدي زقزوق وتباحث معه في العلاقة الوثيقة بين وزارة الأوقاف المصرية ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، ولمس مفتي الجمهورية حرص الوزير المصري على سلامة لبنان وخروجه من أزمته وعودته إلى سابق استقراره وازدهاره. وعبر الوزير زقزوق للمفتي قباني عن محبته وتعاطفه مع الشعب اللبناني آملا أن يصل اللبنانيون إلى حل أزمتهم الراهنة. ونوه مفتي الجمهورية بالمساعي المصرية الهادفة إلى الحفاظ على وحدة لبنان وشعبه وأمنه واستقراره بمساعي الرئيس محمد حسني مبارك وإخوانه من الملوك والأمراء العرب.

 

من صدام الثقافات الى تسوية تاريخية؟

رفيق خوري

بيروت تشهد نوعاً من عودة الروح الى السياسة، وإن بقي السجال متقدماً على الحوار. قوى 14 آذار تقدم بعد ثلاث سنوات على انتفاضة الاستقلال (رؤية سياسية) ضمن وثيقة (لم تأتِ من فراغ). لكن التاريخ الذي تسجله يبدو أقصر من التاريخ الذي يستعيده التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون لمسيرة 14 آذار عام .

1989 وقوى 8 آذار توحي أنها تستعد لصوغ وثيقة تحدد رؤيتها ومشروعها. والحزب الشيوعي الذي يرى حاجة البلد الى رؤية يسارية، يبادر، لا الى تجميع اليساريين في ندوة بل الى فتح نقاش لتجديد اليسار. وهناك بالطبع أكثر من تحرك على صعيد المجتمع المدني لإسماع صوته ولعب دوره من خارج الاستقطاب.

لكن الكل يعرف أن سياسات الأزمة لا تصنع سياسة وطنية بالمعنى الأصلي للسياسة: ادارة شؤون الناس. فلا حياة سياسية من دون دولة ومؤسسات. ولا شيء من حولنا، وسط الكلام الفخم لكل الأطراف على الدولة والسيادة والاستقلال والحرية، سوى التعطيل المنهجي للمؤسسات والانشغال بالصراع على السلطة عن بناء مشروع الدولة. لا بل التصرف على أساس أن الصراع على السلطة هو الوسيلة والغاية معاً.

والسؤال هو: الى أي حد يمكن أن نصل الى رؤية وطنية مشتركة من خلال الرؤى المختلفة? هل تصبح وثيقة 14 آذار محل حوار أم تبقى جزءاً من السجال الذي هو دون مستوى السياسة? وهل تمتد الأيدي الى العمل (معاً من أجل خلاص لبنان) أم تظل الأيدي التي يقول كل طرف أنه يمدها معلقة في الهواء?

ليس من السهل التوفيق بين الصورة الواقعية التي ترسمها وثيقة 14 آذار للمأزق اللبناني وبين التصور المفترض للخروج من المأزق. فالوثيقة تركز، من بين نقاط مهمة، على نقطتين: الأولى (ان الانقسام الحاد ليس من طبيعة طائفية، ولا سياسياً بالمعنى الضيق للكلمة، لأنه يتجاوز الخلاف على ادارة الدولة الى الخلاف على طبيعة الدولة ودورها). والثانية (ان أعمق ما في الخلاف هو البعد الثقافي، حيث تتواجه نظرتان مختلفتان الى العالم: ثقافة السلام والعيش معاً والوصل مع الآخر المختلف، وثقافة العنف والفصل واستبعاد الآخر وصولاً الى إلغائه أو استتباعه).

وهذا ما يعيدنا الى سؤال حائر: كيف نستطيع الوصول الى (تسوية تاريخية) حين تكون نقطة الانطلاق ما يمكن أن يسمى (صدام الثقافات)? وكيف اذا كان صدام الثقافات مفتوحاً على صدام مشاريع إقليمية ودولية، لا فقط على حساب النظام اللبناني بل أيضاً على حساب (النظام العربي الجديد) المطلوب (أن نلاقيه)?

الجواب صعب، إن لم يكن مخيفاً. وتلك هي المسألة.

 

بعد التهديدات الاسرائيلية بالحرب:تعزيزات عسكرية سورية على الخط الحدودي

نهارنت/قام الجيش السوري في اليومين الاخيرين بتعزيزات عسكرية على الحدود اللبنانية السورية لجهة سوريا، في منطقة البقاع الغربي، وسجل انتشار مكثف لعناصر وآليات سورية على الخط الحدودي، بدءا من وسط البقاع جنوبا، على طول المنطقة الممتدة من قوسايا وحلوه ودير العشاير. ونقلت تقارير صحافية ان مراجع لبنانية تبلغت في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة الانباء وقد اثارت هذه المعلومات اهتماما لافتا لدى هذه المراجع، ولا سيما ان تقريرا من اجهزة غربية في لبنان عزز هذا الرصد الامني. وخصوصا ان هذه التعزيزات تأتي في وقت تكثر التكهنات داخل لبنان وخارجه عن احتمالات استدراج لبنان الى حرب مع اسرائيل، على خلفية رد حزب الله على اغتيال مسؤوله الامني عماد مغنية. وتشير المعلومات الى ان التعزيزات السورية تهدف الى منع تعرض الاراضي السورية لاي هجوم اسرائيلي يمكن ان يصيب لبنان في هذه البقعة الجغرافية البالغة الحساسية، وخصوصا ان المناطق المذكورة آنفا، لها امتدادات جغرافية في الداخل السوري. وتشير المعلومات ايضا الى ان دوائر التحليل الامني في لبنان، وهي متعددة ومختلفة الاتجاه، تدرس بجدية كل الاحتمالات المطروحة حاليا والتحديات المفروضة على لبنان بعد القمة العربية. وفي خلاصة اولية استنادا الى معطيات امنية ان اي حرب اسرائيلية محتملة لا يمكن ان تقع الا في اطار الرد الاسرائيلي على اي عملية تستهدف اسرائيل سواء في داخلها او عبر العالم، وهذا الامر هو حاليا مدار نقاشات جدية تتم داخل الحزب، لان خطر الحرب الاسرائيلية جدي، اذا تعرض امن اسرائيل ومواطنيها في اي مكان من العالم للخطر. بمعنى ان الحزب يدرك جديا انه لن يكون سهلا تفادي اي عملية يعدها انتقاماً لاغتيال مغنية، وخصوصا ان الجيش الاسرائيلي اجرى مراجعة كاملة، بعد تقرير فينوغراد لكل الثغر الامنية التي عرفتها حربه على لبنان لاستخلاص عبر عسكرية منها.

وتابع التقرير الصحافي "اما الخلاصة الثانية فهي ان الرد الاسرائيلي سيكون عبارة عن عمليات محددة الاهداف، ونوعية، لا يتعرض فيها الجيش الاسرائيلي للاستهداف المباشر عبر دخول لبنان برا. وفي قراءة المحللين العسكريين والحزب معا ان نوعية هذه العمليات يمكن ان تكون ضرب كل المواقع الخلفية للحزب في منطقة البقاع الغربي، والتي عزز فيها الحزب انتشاره وتحصيناته خصوصاً بعد حرب تموز. وهذه المناطق معروفة منذ اعوام طويلة انها بقعة عمل لـ"المقاومة" بعلم من الحكومة اللبنانية التي كانت تدعم في بياناتها الحكومية عملياتها، اضافة الى اختيار اهداف محددة لضرب البنية التحتية للحزب وعمليات تواصله، بما يعيد التذكير بما حصل في حرب تموز عبر ضرب المؤسسات الصحية والاجتماعية والتربوية للحزب، اي لكل البنية الايرانية التمويل".

وتحدثت تقارير غربية في هذا الاطار عن ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يجري حالياً مراجعة دقيقة لكل اجهزة الحزب الامنية والعسكرية، بعد اغتيال مغنية، استعداداً للمرحلة المقبلة بكل احتمالاتها. وتشير في هذا الاطار الى سلسلة اسماء يجري تداولها في اطار تمتين حلقة التواصل والربط داخل الحزب، اذا وقعت الحرب الاسرائيلية، لافتة الى ان نصرالله يريد من هذه المراجعة عدم تكرار تجربة ربط المسؤوليات الامنية والعسكرية بشخص واحد، وان يستعيد قناة الاتصال بطهران التي كان يتولاها مغنية.

ويضاف الى وجود الحزب في جرود البقاع الغربي، والمعروفة بخنادقها وتحصيناتها، وجود قوى للفصائل الفلسطينية المؤيدة لسوريا. وكانت هذه التنظيمات قد حصلت خلال حرب مخيم نهر البارد، على دعم لوجستي من سلاح وآليات وعناصر، نتيجة الحدود المفتوحة والمشرّعة بين لبنان وسوريا، والتي لم يتم ضبطها حتى الآن. وجاء في المعلومات الصحافية انه سبق للحكومة اللبنانية ان اكدت عبر تقارير رفعتها الى المراجع العربية، وجود هذا الحشد والتهريب عبر الحدود.

وتخلص المعلومات الى القول انه نتيجة التهديدات الاسرائيلية المتزايدة، تبدو خيارات الحرب والسلم متساوية، وترجيح كفة على اخرى، منوط بنوعية الرد على اغتيال مغنية ونتائجه. من دون ان تنفي ان الحزب يضع امامه كل الخيارات ومناقشاته حالياً على مستوى عال من الجدية، وخصوصاً في ضوء ما لمسه من هلع جنوبي وبقاعي من فكرة تكرار الحرب مرة جديدة، وان كان يعتبر ان جمهوره سيؤيده ولن يخذله اذا ضرب في عقر داره.

 

حزب الله :وثيقة 14 آذار تنفي الآخر وتكرس الانتساب الى المشروع الأميركي

نهارنت/هاجم حزب الله الوثيقة السياسية التي اطلقتها قوى 14 آذار في مؤتمرها الأول في البيال واعتبرها "بمثابة بطاقة انتساب رسمية الى المشروع الأميركي في المنطقة"، ورأى انها "تستدعي التوقف عند دلالات كنا نتمنى أن تكون إيجابية، لا أن تحمل عنواناً لنفي الآخر وتضخيم الذات واحتكار الفضائل وادعاء الطهرانية،وممارسة الاختزال والتشويه والاتهام، على الآخر فيما ترفضه لنفسها". وسأل حزب الله في بيان اصدره "الا يعني اتهام الأكثرية المقاومة بأنها تعمل للخارج اتهاماً بالخيانة؟". وانتقد الحزب "النظرة الى إسرائيل كقوة إقليمية وسلب صفة العدو عنها ودفعها الى مصاف إيران". وإزاء إعلان قوى 14 آذار مد اليد للمعارضة أكد البيان أن نفي الوطنية عن الآخر وجعله مع ثقافة العنف والفصل يجعلان مد اليد وتخطي الخلافات من غير معنى".

وفند الحزب الوثيقة متهماً اصحابها ب "ان اللغة التي سادت في كل مفاصل الوثيقة هي بمثابة بطاقة انتساب رسمية إلى المشروع الأميركي في المنطقة وتكرس في شكل نهائي موقعها العلني في الانحياز إلى الخيارات الأميركية". وتوقف الحزب عند النقاط الآتية:

_إن الحديث عن أن الخلاف أعمق من السياسي وإدارة الدولة وطبيعته الحادة بما هو نظرتان مختلفتان إلى العالم، إنما يستبطن في جوهره نظرية الفسطاطين الخير والشر، فالآخر هو الشر كله وما يعتقدونه هو الخير، ومن هنا نفهم تماماً كل السياسات التي سترد لاحقاً باعتمادها هذا المنطق: فالحديث عن احترام الضحية وعدم التمييز بين الضحايا فيما الأمر خلاف ذلك يدفعنا إلى التساؤل حول الذاكرة المعطوبة عن قصد لهؤلاء وعن معاناة الشهداء معهم وخصوصاً الذين سقطوا في الاعتداءات الإسرائيلية وحتى في الداخل اللبناني في أكثر من مكان. وإن تنقية الذاكرة تفترض اعترافاً صريحاً وطلب الغفران من الشعب اللبناني على كل المجازر والأخطاء التي ارتكبت بحقه من قبل هؤلاء، لا على إصرارهم المتواصل على أحقية ما ارتكبوا ومحاولة تصويرهم كأبطال".

وفي ثقافة إعادة الوصل، سأل:" هل إقناع الخصم وإلقاء الحجة عليه والبحث عن مساحات مشتركة تترجم عملياً في النص بتحميل المعارضة الاتهام بالقتل وبكل ما جرى خلال السنوات الثلاث وربطها بالخارج، أليس هذا هو منطق التخوين بعينه؟".

أما بالنسبة الى "القتل الرمزي والمعنوي"، فذكر الحزب ب"دعوات الانتقام من الضباط وعوائلهم حتى لو ثبتت البراءة إما بالدعوة إلى الثأر من دمشق وإما إلى تحويل جزء من الشعب اللبناني إلى عملاء للمحور الإيراني – السوري".

ورأى الحزب "ان الاتهام الموارب والصريح للمقاومة بأنها تعمل لمصلحة الخارج وتعمل على إلغاء القرار الوطني ومقاتليها هم جيش يخضع لسلطة دولة أجنبية، يحمل اتهاماً بالخيانة والعمالة للخارج واستخفافاً بكل الدماء التي سقطت على أرض الوطن دفاعاً عنه ولتحريره؟".

وأورد الحزب في بيانه: "ان منطق التخوين والعمالة هما بضاعة ما فتئت الموالاة تستعملها في خطابها من دون أي وازع وتطلب من الآخرين تقبلها، وإذا ما مارست المقاومة حق الدفاع المشروع عن نفسها بالأدلة أصبحت هي من يستعمل أسلوب التخوين، نعم أن الفيصل في نجاح المقاومة وتجاوز عقدكم هو في عملها الدؤوب منذ لحظة التحرير لبناء الدولة الحرة السيدة التي تستطيع أن تحمي أبناءها وتؤمن مستقبلهم في حركة تكاملية لقيادة مجتمع على خلفية الوحدة الوطنية التي تبني الدولة، ولا تمارس التهميش المستمر لها ولا تتوزع آخر ما تبقى من مواردها".

وخلص الحزب الى ان "سيل الاتهامات ونفي الوطنية عن الآخر وجعله مع ثقافة العنف والفصل وتحميله كل الموبقات السياسية، تجعل مد اليد وتخطي الخلافات غير ذي معنى لأن من يمد يده يجب أن يملك قناعة الاعتراف بالآخر والاستماع إليه والتعاون معه لبناء الدولة والمجتمع وأن يحترم الشراكة، وموجبات الوطنية الحقيقة وألا يعمل على فرض الخيارات الأميركية الالتحاقية على جزء أساسي من اللبنانيين". 

 

حمادة:عون قرأ وثيقة 14آذار بالمقلوب لأنه منخرط بالمحور السوري – الإيراني

نهارنت/أكد وزير الإتصالات مروان حمادة أن الحكومة لن تذهب إلى قمة يترأسها الرئيس السوري بشار الأسد، وأشار إلى أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون قرأ وثيقة قوى 14 آذار ب"الملقوب"، لأنه منخرط بالمحور السوري - الإيراني. ورأى أنه ليس من الممكن أن يجلس لبنان إلى طاولة القمة برئاسة الاسد الذي يحاول تغطية جرائمه. وقال حمادة في حديث اذاعي لمناسبة ذكرى اغتيال الزعيم كمال جنبلاط، في إن المحكمة الدولية إنتزعت من فم الأسد وبعض حلفئه في لبنان، لافتاً إلى أن كل الدلائل تشير إلى قتل لبنان بعد قتل إستقلالييه للهروب من المحكمة الدولية. وتابع: "اليوم نعرف لماذا اغتالوا كمال جنبلاط".

وأكد أن المبادرة العربية لم تسقط بل هي قائمة وقى 14 آذار متمسكة بها، موضحاً أنه ليس لها حظ العبور إلى الأمان عبر قمة دمشق، فهي برعاية كل الدول العربية ما عدا سوريا. وكشف حمادة ان "الأكثرية قد تلجأ بعد بداية العقد العادي لمجلس النواب، وفي حال استمرار محاولات تعطيل انتخاب الرئيس، إلى انتخاب بمن حضر من النواب الذي قد يزيد عددهم عن النصف زائدا واحدا"، لكنه شدد على البقاء ضمن توجهات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

واشار حمادة إلى أن ما عبّر عنه النائب وليد جنبلاط هو موقف واضح، لم يعلنه البعض إنما يضمرونه. وأوضح أن لا علاقة لهذا الموقف بالإشارات الأميركية أو الأوروبية. وعلق على الكلمة التي القاها عون في المؤتمر الذي عقده في الضبية وقال" لقد قرأ عون وثيقة قوى 14 آذار بـ"الملقوب"، لأنه منخرط بالمحور السوري - الإيراني. ولفت إلى أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح يريد العودة بنا إلى حرب التحرير وهو من هرب من قصر بعبدا وإلى حرب الإلغاء التي أضعفت المسيحيين. الى ذلك، رأى وزير الاتصالات في مقابلة صحافية ان "قوى 14 اذار خرجت من رومانسية السنوات الثلاث والتأثر فقط في الاغتيالات والشتائم والهجمات والاعتصامات الى صوغ تصور ثقافي سياسي سوسيولوجي لما يواجهه لبنان ولما نريده نحن في 14 اذار باسم اكثرية اللبنانيين". وقال ان الاكثرية انتقلت بخطوتها هذه من الصمود الى العملانية الايجابية حتى لا اقول الهجومية"، واشار حمادة الى ان "هذا التوجه سوف يقرأ من خلال مواقف الحكومة خلال الاسابيع المقبلة ومن خلال الموقف من القمة سواء حضرناه او لا، والموقف الذي سنتبناه اذا حضرنا بالاضافة الى الموقف من الدورة العادية للبرلمان التي تبدأ في 18 الحالي ومن زيادة الضغط لانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان". 

 

 جنبلاط :المشاركة في قمة دمشق خيانة وسنصوّت ضدها

نهارنت/أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان وزراءه في الحكومة سيصوتون ضد المشاركة في قمة دمشق، واتهم النظام السوري بأنه يقف وراء الاغتيالات في لبنان والحروب الاستباقية. وقال: "لن نذهب الى دمشق وننصاع الى اوامر النظام السوري".ووصف جنبلاط في حديث تلفزيوني المشاركة في القمة بـ"الغباء والخيانة لكل مبادئ ثورة الأرز"، مشيرا الى انه "من غير المنطقي أن تذهب الضحية لمصافحة الرئيس السوري بشار الأسد لأن في ذلك خيانة لكل أدبياتنا السياسية والأخلاقية منذ 14 آذار 2005"، وكشف عن نيته الطلب من وزيري "اللقاء الديمقراطي" في الحكومة التصويت ضد مشاركة لبنان في القمة. وأكد ان "خيارنا الوحيد في الوقت الراهن هو السير بمرشح التسوية قائد الجيش العماد ميشال سليمان، أما الأمور الأخرى فتناقش داخل قوى الأكثرية"، مؤكدا ضرورة "ترميم الحكومة" إذا لم يُنتخب سليمان وتُشكل حكومة جديدة وفق قواعد الأكثرية والأقلية من دون ثلث معطل في الموعد المحدد لجلسة الانتخابات الرئاسية المقبلة في 25 آّذار الجاري. وأشار جنبلاط الى وجود الى ما اسماه "قوى الاعتدال العربي التي تريد استقلال لبنان وسيادته، وبالمقابل هناك "فارس ايران" الذي يعمل على وضع اليد على لبنان عبر النظام السوري وعملائه الذين يريدون لبنان ساحة يستخدمونها لتصفية الحسابات وتحسين شروط التفاوض مع اسرائيل وأميركا".

وافادت مصادر وزارية ان صوتين معارضين في مجلس الوزراء كافيان لاسقاط قرار المشاركة في قمة دمشق، علماً ان لـ"اللقاء الديموقراطي" ثلاثة وزراء.

واوضحت "ان موقف جنبلاط منسجم مع مناخ وزاري عام يلاقي الرئيس فؤاد السنيورة. اذ سبق لوزراء من كتلتي "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والوزيرة نايلة معوض ان جاهروا بمعارضتهم المشاركة في قمة دمشق". وأشارت المصادر الى "ان القرار على هذا الصعيد يمثل تصويتاً لما يمثله رئيس الجمهورية من صلاحيات". وأكدت "ان المسيحيين لا يمكنهم القبول بالمشاركة في قمة دمشق في ظل فراغ في سدة الرئاسة الاولى".

 

امل:المقاومة ستبقى ضرورة لبنانيةوسنزاصل الحهود لتحرير الإمام الصدر

نهارنت/رأت حركة "أمل" وإزاء استمرار التهديدات والمناورات والحشود والاطماع الاسرائيلية في لبنان ترى ان المقاومة ستبقى ضرورة لبنانية الى جانب جيشنا الباسل حتى نهوض الدولة بمسؤولياتها الكاملة في حفظ سيادة لبنان وبناء استراتيجية دفاعية". واكدت الحركة في بيان صدر عن المكتب السياسي بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لانطلاقة الحركة في 17 أذار 1974، انها ستبذل كل المساعي والجهود في المحافل المحلية والعربية والدولية والقانونية والسياسية والشعبية من اجل تحرير الامام موسى الصدر ورفيقه لما يمثل من رؤية كمفكر اسلامي وموجه ومرشد ورجل تعايش وحوار ومؤسس وقائد لمشروع المقاومة في لبنان، خصوصا في ظرف تتنازع الرياح وطننا لبنان ونحن بأمس الحاجة الى الامام الصدر وعناوينه الوطنية الجامعة.

وأعلنت الحركة تمسكها الآن واكثر من اي وقت مضى بالمبادرة العربية كاملة وسلة واحدة دون تجزئة او نقصان، لافتاً إلى أن الحركة ترفض محاولات الابتزاز الجارية تارة عبر "الميكرو دوائر" في ما خص قانون الانتخابات، وطورا عبر محاولة جعل المعارضة مجردة من اية فعالية في اطار حكومة الوحدة الوطنية.

وأكدت الحركة على ضرورة تنفيذ لبنان لالتزاماته تجاه القرار 1701، موجهة عناية المجتمع الدولي وفي الطليعة مجلس الامن الدولي والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي الى ان اسرائيل لن تعلن حتى الساعة التزامها وقف اطلاق النار بموجب القرار الدولي 1701 بل وقف ما تصفه بالاعمال الحربية التي تستمر معها في خروقاتها الجوية والبحرية وعملياتها الامنية.

وتابع البيان "ان حركة"أمل" ستواصل طريق المطالبة برفع الحرمان طالما بقي مظلوم في هذا البلد وطالما ان هناك بشرا واحدا من هذا الوطن مهملا وطالما ان هناك طغيانا لفئة على فئة، وصولا الى تحقيق المشاركة الكاملة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكل اللبنانيين في كل ما يشكل حياة الدولة، كما ان حركة "أمل" كما اكد الامام الصدر لن تخضع للتشكيك ولا للتضليل وستحافظ على وعيها وحكمتها لمنع العودة بالوطن خطوات الى الوراء نحو الفوضى او الفتنة .

 

المعلم يتهم واشنطن بعرقلة القمة ويرحب بالوفد اللبناني أيا كان رئيسه

نهارنت/اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة واسرائيل بالعمل على عرقلة القمة والضغط على عدد من الدول لخفض مستوى تمثيلها فيها، ولفت الى ان الدعوات قد وجهت الى جميع الدول العربية بما فيها لبنان ورحب بمشاركة الوفد اللبناني ايا كان رئيسه. وأكد المعلم ان دمشق اتمت استعداداتها لاستقبال ضيوفها من القادة والملوك والامراء العرب، مشددا ان "هذه القمة ستكون قمة التضامن واللحمة العربية، وهو ما دفع بالرئيس بشار الاسد الى حصر الدعوات في القادة العرب فقط ليتسنى لهم مناقشة قضاياهم بكل صراحة ووضوح، لاسيما الاوضاع في العراق والمجازر الاسرائيلية في غزة وصولا الى لبنان".

ووصف الوزير السوري العلاقة السورية مع حزب الله بعلاقة الصداقة ولم يستبعد ان تقوم اسرائيل بضرب الحزب. وبخصوص اتهام اسرائيل بالتورط في اغتيال قيادي حزب الله عماد مغنية لفت المعلم الى ان التحقيق لايزال مستمرا، ورافضا القفز فوق معطيات، لكنه تساءل: عند كل جريمة لابد من طرح السؤال من المستفيد من الجريمة؟ وأكد ان تل أبيب تأتي في مقدمة المستفيدين من اغتياله. من جهة ثانية، نقلت صحيفة "تشرين" السورية إن هناك "رغبة أميركية في تكريس الخلافات وتعزيزها بتناقضات طائفية ومذهبية يشجعها نظام عربي رسمي تخلى عن شعبه واختار التبعية للمخطط الأميركي - الصهيوني لتوهمه أنه قادر على حمايته والحفاظ على مصالحه ولو على حساب مصلحة الأمة". واعتبرت الصحيفة أن "الادارة الأميركية ما زالت تحض لرئيس فؤاد السنيورة وفريقه على مقاطعة القمة في دمشق في خطوة جديدة لتأكيد قدرتها على الإمساك بقرار فريق السلطة ومنعه من القيام بتحرك لا يتوافق مع المصالح الأميركية المباشرة، الأمر الذي يتناقض مع كل المزاعم حول تدخل سوري مفترض في الشؤون الداخلية اللبنانية، ومن هذه الخلفية يمكن فهم أبعاد الضجة المفتعلة حول أسلوب دعوة لبنان الى القمة لتبرير مقاطعتها فيما بعد".

 

الحاج حسن: من يفاوض المقاومة على سلاحها ينفذ سياسة الأعداء

نهارنت/اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسنان المقاومة التي لا تملك السلاح ليست مقاومة، والذي يفاوض المقاومة على سلاحها هو الذي ينفذ سياسة الاعداء". وسأل الحاج حسن "قوى السلطة" إن كانوا "يخجلون من عمل الأسير يحيى سكاف، ام انهم بعد وثيقتهم اعلنوا جهارا الى اي ثقافة ينتمون، حتى وصل بهم الامر الى منع لقاء تضامني مع الأسير سكاف في بيروت". وفي احتفال تضامني مع سكاف، قال الحاج حسن: "هم مطالبون بتوضيح ما جرى في بيروت"، وتابع: "الوثيقة هذه اعلنها فريق الوصاية الاميركية. ونود ان نلفت نظرهم الى التهنئة التي وردتهم من الرئيس الأميركي جورج بوش والمرشح الجمهوري الى الرئاسة جون ماكين". وأضاف: "لقد تحدث احد الفصحاء الجدد عن ثقافة الوصل و القطع، فهم وصلوا حضورهم بالمشروع الاميركي،و يقطعون مع ابناء وطنهم و يوصلون مع اعداء وطنهم و امتهم. فالمقاومة التي لا تملك السلاح ليست مقاومة، والذي يفاوض المقاومة على سلاحها هو الذي ينفذ سياسة الاعداء".

واعتبر الحاج حسن انه "وبعد مجيء السفينة كول أدعو قادة هذا الفريق الى عدم الخجل من العلاقة مع اميركا". واضاف: "كان هناك ما يلفت هو حضور القائمة بالاعمال الاميركية والتصفيق الحار لها ، وأيضا التهنئة من جورج بوش، و هذا يعني ان الامر تجاوز حدود التنسيق الى حد الالتحاق الكامل". وأكمل يقول: "فريق الوصاية الاميركية تحول من مجرد اداة للادارة الاميركة الى محرض ورأس حربة و مراهن بشكل كامل على الادارة الاميركية وثبت في هذه الوثيقة هذه القضايا".

 

اليونيفيل تطمئن اللبنانيين: لا استنفار جنوباً ونحافظ على الامن

نهارنت/اعلنت الناطقة باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان ان "لا احد من الاطراف المعنية يريد تصعيداً"، واكدت "ان اليونيفيل كثفت دورياتها أخيراً، ولكن هذه الدوريات هي لتبديد قلق الناس، وليس هناك من استنفار لدينا، نحن نحافظ على الوتيرة نفسها في الوظيفة الامنية لدى قواتنا وذلك بالتعاون مع الجيش اللبناني".

وعشية الذكرى السنوية الثلاثين لمجيء القوة الدولية اكدت بوزيان في مقابلة صحافية التزام القوات الدولية "مساعدة اهالي الجنوب وتطبيق القرار 1701 بغض النظر عن اي وضع او حادثة امنية صغيرة". وقالت ان "اليونيفيل تعمل ميدانياً وفقاً لحقائق على الارض بالتنسيق مع القوة اللبنانية المسلحة والمسؤولة عن الامن والاستقرار في الجنوب". كشفت ان التقارير التي تتحدث عن تأزم الوضع الامني في الجنوب "لا اساس لها من الصحة وتساهم في تعقيد الامور وتوتير الناس وتزيد المخاوف، لديهم. نحن نريد ان نبدد هذه المخاوف وقد التزمنا مع الاطراف تنفيذ القرار 1701 وتوقفت العمليات العدائية وخرق الخط الازرق، وجرى ضمان الامن والاستقرار في الجنوب". وشرحت بزايان ان قسماً كبيراً من اقتصاد الجنوب "يدور في فلك اليونيفيل ان على صعيد البناء الذي تنفذه في قواعدنا شركات لبنانية محلية او لجهة ما ينفقه جنودنا يومياً في الاسواق المحلية وما نستهلكه من وقود لآلياتنا. فلو احتسبنا ان الجنود ال13 الفاً ينفقون يومياً دولاراً واحداً في السوق اللبنانية فهذا يشكل الكثير على مدار الاشهر والاعوام، اضافة الى الموظفين المدنيين اللبنانيين الذين يتقاضون رواتب جيدة من خلال عملهم معنا وينفقونها في قراهم. وهذا كفيل بتحريك العجلة الاقتصادية في المنطقة بصورة جيدة".

وتابعت: "يضاف الى ذلك مساهمتنا على مستوى فرق التعاون المدني العسكري داخل كل كتيبة وما يقدم من مشاريع انمائية وخدماتية بالتنسيق مع رؤساء البلديات والمخاتير والجمعيات الاهلية، خصوصاً في المناطق التي طالها العدوان الاسرائيلي في تموز 2006". وقالت بوزايان: "نهدف من ذلك الى اعادة انماء القرى لتثبيت اهلها فيها او تحفيزهم على العودة اليها لتعزيز الاستقرار. فالنشاطات التي تقام على مستوى الشؤون المدنية تساعد على ترسيخ ثقة السكان بقراهم والسعي الى الاستثمار فيها، كما ان لبرنامج نزع الالغام الذي تقوم به منظمات بالتعاون مع الامم المتحدة اهمية بالغة في تطهير الاراضي الزراعية من القنابل العنقودية والاجسام الغريبة لتمكين المزارع من العودة الى استثمار اراضيه وزرعها وهذا الامر لم يكن متوفراً السنة الماضية".

 

عكار:سائق فان يطعن 5 طلاب اثر مشادة قرب ثانوية حلبا

نهارنت/تطورت مشادة بين طلاب من ثانوية حلبا الرسمية وسائق فان لنقل الطلاب الى تضارب، اثر اقدام السائق طوني ف. على تمزيق كرة سقطت من طريق الخطأ على سيارته بينما كان الطلاب يتقاذفونها في ملعب المدرسة المحاذي للشارع العام، مما اثار غضبهم فتلاسنوا مع السائق الذي عمد الى طعن خمسة منهم بسكينه الذي مزّق به الكرة، وهم: محمد قمر الدين من مشمش، عبد الكريم غازي الرفاعي من ببنين، جمال خالد حمد من حلبا، محمد احمد خضر من العمارة وابرهيم علي علوش من مشحا وحالته حرجة للغاية. ونقل الجرحى الى "مركز اليوسف الطبي"، فيما سلم السائق نفسه الى مخفر درك حلبا.  وحضرت قوة كبيرة من الجيش وتمركزت قرب الثانوية وساهمت في تطويق الذيول. وبوشرت التحقيقات لتحديد المسؤوليات

 

العثور على جثتي سويدي وأردني في النبطية

نهارنت/عثر على جثتي مواطنين احدهما يحمل الجنسية السويدية وآخر اردني، الى جانب الطريق بين بلدتي أنصار وكوثرية الرز في النبطية بعد تعرضهما لحادث سير على دراجة نارية كانا يستقلانها. وحضرت الى المكان دوريات من الاجهزة الامنية والادلة الجنائية وتم الكشف على الجثتين اللتين كانتا الى جانب دراجة نارية مستقرة على حائط بجانب الطريق اثر تعرضهما لحادث لم تعرف ملابساته. وعملت سيارات اسعاف تابعة لتجمع الكيان والصليب الاحمر اللبناني على نقل الجثتين الى مستشفى النبطية الحكومي، وباشرت الاجهزة الامنية المختصة تحرياتها لمعرفة ملابسات الحادث. وتبين ان الجثتين تعودان للمواطن حسن جابر (25عاما) والدته من بلدة أرزي ووالده فلسطيني - اردني الجنسية، واريك ستيفاني يوني (22عاما) يحمل الجنسية السويدية، وهما يقيمان في بلدة أنصار- النبطية.

 

يو.إس.نيوز: بدء العد التنازلي للهجوم الأميركي على إيران

نهارنت/رصدت صحيفة "يو.إس.نيوز اند وورلد ريبورت" الأميركية ست إشارات أكدت أنها تنذر باقتراب الحرب الأميركية على إيران.

وذكرت الصحيفة أن هذه الإشارات هي الاستقالة المفاجئة لقائد العمليات العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط الأدميرال وليام فالون، والزيارة التي يعتزم نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني القيام بها إلى الشرق الأوسط الاحد، وتحرك السفن الحربية الأميركية باتجاه الشواطىء اللبنانية، وتصريحات الرئيس الإسرائيلي عن أن بلاده لن تقوم بعمل ضد إيران وحدها، والغارة الإسرائيلية على الموقع العسكري السوري قرب دير الزور قبل بضعة أشهر، والعدوان الإسرائيلي على لبنان صيف العام 2006. وأشارت الصحيفة إلى خلاف فالون مع الإدارة الأميركية بشأن طريقة التعامل مع إيران، والتي كان أوضحها في تصريحاته لمجلة "إسكواير"، وجاء فيها أنه يعارض السياسة التي ينتهجها الرئيس بوش حيال إيران، وتحدث عن خلافات بينه وبين القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق ديفيد بترايوس.

كما جاء وصف المجلة للأدميرال فالون بأنه "الصوت المعارض الوحيد ضد شن عمل عسكري لوقف الإيرانيين عن المضي قدماً ببرنامجهم النووي"، ليفتح الباب على سيل من التساؤلات حول موقف الإدارة من توجيه ضربة لإيران قبل انتهاء ولاية بوش في يناير المقبل.

وقالت الصحيفة إن العبء العسكري لأي حملة عسكرية على إيران سيلقى على عاتق القوات البحرية الأميركية في المنطقة، لاسيما الخليج، وهي حاملات الطائرات والصواريخ، أي عمليا القوات المرتبطة بالجنرال المستقيل الذي يعارض الحرب. والإشارة الثانية والتي رصدتها الصحيفة كانت زيارة ديك تشيني والمقرر أن تبدأ الأحد إلى المنطقة، حيث قالت ان المعلن عن هذه الزيارة أنها تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، لكن تشيني، والكلام للصحيفة، سيزور سلطنة عمان والسعودية. وترى الصحيفة أن أهمية زيارة تشيني لعمان تأتي من كونها القاعدة اللوجستية للسفن الحربية الأميركية في الخليج ، فضلا عن كونها الضفة الأخرى لمضيق هرمز الذي يمر به النفط ، والمتوقع أن يتم إغلاقه من قبل إيران عند اندلاع أي مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة ، وبالتالي قطع إمدادات النفط إلى الغرب. كما تأتي أهمية توقفه في السعودية من أن أي عمل عسكري أميركي ضد إيران لا بد أن يحظى بدعم سعودي.

والإشارة الثالثة التي ساقتها الصحيفة هي تحرك السفن الحربية الأميركية باتجاه الشواطىء اللبنانية. وقالت الصحيفة في هذا السياق إن ما قيل عن سبب توجه هذه السفن، أي التدخل السوري في لبنان ، ليس صحيحا. وأضافت الصحيفة، إن الغاية الأساسية هي الحاجة لهذه السفن في تقديم الخدمة للطائرات الإسرائيلية التي ستشارك في الغارات على إيران ، وفي التصدي للصواريخ الإيرانية التي من المتوقع أن تنهال على إسرائيل عند نشوب الحرب ، فضلا عن إبقاء التحالف الإيراني ـ السوري تحت الرقابة لجهة لبنان وجنوبه. ودللت الصحيفة على ذلك بالقول إن إحدى السفن الأميركية التي حلت محل المدمرة " كول" ، وهي " يو إس إس روس " ، مزودة بأنظمة مضادة للهجمات الجوية.

 

رئاسة الاتحاد الاوروبي:الانتخابات الايرانية لم تكن حرة وعادلة

اعتبرت رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها سلوفينيا حاليا في بيان نشر في بروكسل ان الانتخابات التشريعية التي نظمت في ايران "لم تكن حرة ولا عادلة".

وجاء في البيان ان الاتحاد الاوروبي يعرب عن "قلقه العميق من ان الاجراءات الانتخابية في جمهورية ايران الاسلامية كانت دون المعايير الدولية والعملية الانتخابية لم تسمح بمنافسة فعلية". وقد تصدر المحافظون الانتخابات التشريعية في طهران استنادا الى فرز حوالى ثلث الاصوات كما ذكرت وكالة انباء الطلبة ايسنا نقلا عن وزارة الداخلية. واستنادا الى نتائج فرز 621 الف بطاقة اقتراع، سيفوز 14 مرشحا من الدورة الاولى، في حين ستنحصر المنافسة في الدورة الثانية على المقاعد الستة عشر المتبقية. وسيتواجه في الدورة الثانية المرشحون الاصلاحيون والمحافظون. وتمثل بطاقات الاقتراع التي تم فرزها 1500 صندوقة اقتراع اي حوالى ثلث صناديق الاقتراع في العاصمة. ولم توضح الوزارة العدد الكامل للناخبين الذين ادلوا باصواتهم في طهران ولا طريقة توزع الصناديق التي تم فرزها.

ويبدو ان الناخبين انتخبوا لائحة باكملها، اذ ان المرشحين الثلاثين الذي تصدروا النتائج هم من المحافظين يليهم مرشحو لائحة الائتلاف الاصلاحي بقيادة الرئيس السابق محمد خاتمي. وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات طهران حوالى 40% وهي اقل بكثير من نسبة المشاركة التي سجلت على المستوى الوطني وبلغت 60%.

 

الإمام موسى الصدر والمقاومة: السيادة ليست مسيحية والمقاومة ليست شيعية... فقط

سعود المولى     

(استاذ في الجامعة اللبنانية)      

جاءت الحرب الأهلية اللبنانية زلزالا ضرب الكيان اللبناني برمته، وهو أصاب مسيرة الإمام الصدر ومشروعه في الصميم وهدد بانهياره لولا صبره وشجاعته ولولا مواصلة الإمام شمس الدين للمشروع وتطويره ونقله إلى آفاق إنسانية ولبنانية وعربية جديدة (خصوصا في مرحلة ما بعد الطائف والتي حملت البصمات الواضحة للمرحوم الشهيد رفيق الحريري الذي قال عنه الإمام شمس الدين: انه الطائف الناطق).

لم يكتف الإمام الصدر بدعوات التهدئة ( نداؤه التاريخي في 14 نيسان 1975 "إلى اللبنانيين: إحفظوا وطنكم لبنان وفي قلبه مكان للثورة الفلسطينية، والى الفلسطينيين :إحفظوا قضيتكم التي جعلت من قلب لبنان عرشها"... والى المسلمين والمسيحيين: "استيقظوا جميعا وانبذوا الدخلاء... فليسجل المسيحي اللبناني من جديد موقف الفادي، وليجدد المسلم اللبناني سلوك الرسول الكريم")، وهو لم يكتف بتشكيل "لجنة التهدئة الوطنية" واجتماع الـ77 الشهير في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالحازمية (18 نيسان). ولمن يستذكرون الإمام اليوم ويتذكرون كلماته وخطبه نذكرّهم لعل الذكرى تنفع المؤمنين، بان الإمام كان صاحب شعار "السلاح زينة الرجال" في مهرجان بعلبك الشهير، إلا انه لم يتهرّب من المسؤولية عند اندلاع الحرب الأهلية بل قال قولته الخالدة "نعم السلاح زينة الرجال حين يرفع فقط ضد الاحتلال". داعيا إلى نبذ العنف والى الحوار السلمي الديموقراطي سبيلا لتحقيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية وتأمين السيادة والشرعية، في زمن كان فيه العنف الثوري والشرعية الثورية هما المعيار والأساس.  وهو لم يكتف بالأقوال بل قام بخطوة تاريخية لا سابق لها تمثلت في اعتصامه الشهير في مسجد العاملية (27-6- 1975) متعبدا صائما معلنا: "نعتصم لنفرض على المواطنين الاعتصام عن السلاح الذي يستعمل ضد اللبنانيين... إننا نريد أن نخنق صفحة العنف بصفحة العبادة والاعتصام والصيام". هذا هو خط الإمام الصدر وهذه هي دعوته ومسيرته. كلمة طيبة وحوار دائم وانفتاح ورفض للعنف ولمنطق السلاح: انه غاندي لبنان والعرب. ولمن ينسى نعيد تذكيره بموقف الإمام من حماية المسيحيين في المناطق الإسلامية ودعوته لإعادة كل المهجرين وفورا ولحفظ الأقليات في كل الوطن: المسلمين في المناطق المسيحية، والمسيحيين في المناطق الإسلامية... وهل ننسى القاع ودير الأحمر ورأس بعلبك وعيناتا وشليفا والقدام؟ وهو عبّر في ندائه التاريخي إلى اللبنانيين(23-1-1976) عن صرخة الألم والغضب لما آلت إليه الأوضاع: "لقد انهار المجتمع اللبناني وانهارت الأخلاق وتدهورت القيم والكرامات... فتعالوا نعود إلى ضمائرنا وعقولنا ونرجع إلى الحق والعدالة". نعم: الحق والعدالة لمن ينسى من الشيعة أنها هي معنى التشّيع وأصله! وفي تأبين الشهداء الذين سقطوا في النبعة وتل الزعتر يصرخ الإمام بشيعته: "... اسمعوا... اسمعوا... أنا أقول لا!! كل طلقة تطلق على دير الأحمر والقاع وشليفا تطلق على منبري ومحرابي وصدري وأولادي. وهذا الأسلوب لا يرضي الجماهير... فالجماهير موتورة، محزونة، متألمة، مجروحة. تريد أن تنتقم. تريد أن تثأر وتحفظ كرامتها... والسيد موسى يقول لا!!.. نحن خطنا خط القيادة... كنا مختلفين مع أصحاب الجاه والنفوذ فاختلفنا أيضا مع الأحزاب ومع الناس... وصبرنا وسلكنا طريقنا".

 وفي مناسبة أخرى يقول بما يشبه النبوءة: "هناك العشرات من التقارير الأمنية في العالم، 12 منها يقول لي أنت أول من سيتعرّض للاغتيال بعد كمال جنبلاط... انأ أيضا في الدق!! لا يهم!! أو لسنا على الحق، كما قال ابن الحسين لوالده عليهما السلام... فقال له الحسين: بلى!! فقال ولده: إذن لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا... نحن هذه طريقنا.. هذا شرفنا... رغم كل شيء".

هذا هو الإمام الصدر وهذا هو مشروعه... قال كلمة الحق حتى لو أغضبت الجماهير. العدل ولو على النفس أو على ذي قربى!! وليس الانتشاء بصراخ الجماهير. كان علويا وحسنيا وحسينيا بامتياز... الحق والعدل أولا وأخيرا وليس الرضوخ لأهواء الجماهير مهما كانت هذه الجماهير محزونة أو معبأة أو متوترة. لا بل إن هذا هو معنى القيادة والإمامة والتشيع الإسلامي. وعلى هذا الطريق طرح الإمام الصدر مشاريعه الإصلاحية والحوارية والسلمية ودعا إلى وضع نهاية للحرب الأهلية. فوجد أن ذلك يتحقق بدعم أي خطوة أو مشروع لبناني أو عربي يوقف القتال أولا. سارع إلى القاع ودير الأحمر لمنع التعدي عليهما صارخا:أحميكم بعمامتي وجبتي، أفديكم بنفسي وصدري (ابنه صدري).

ووقف في المجلس الشيعي في 13 أيلول 1975، والنفوس تغلي، يقول عن الأسس الجديدة لبناء الوطن: "إن انفجار الوضع يؤدي إلى سقوط لبنان. لم يتفق اللبنانيون منذ الاستقلال وعند إقرار تأسيس لبنان الكبير على المبادئ الوطنية الأساسية فاجتنبوا البحث فيها خوف الانقسام وعوضوا عن ذلك بالمجاملات واستعمال الكلمات ذات المعاني المتعددة واختيار أنصاف الحلول لمشاكلهم حتى كاد أن لا تحس بوحدة الشعب اللبناني"، داعيا إلى الحوار الوطني الشامل، وممهدا له بعقد أول قمة روحية جامعة في 4-10-1975، وهي أكدت على "وجوب استمرار تعايش الطوائف اللبنانية والدعوة إلى الحوار ووقف القتال ورفض التقسيم والتمسك بالسيادة الوطنية".

كان الإمام قد خاطب القمة بقوله: "الخطر يهدد كيان لبنان وطابعه الحضاري المميز ويهدد سلامة البلدان العربية الشقيقة كما أن القضية الفلسطينية معرضة للخطر الكبير. وما وقع على ارض لبنان من أعمال تشجبها المسيحية والإسلام".

وفي 27-11-1975 أعلن هو والإمام شمس الدين ورقة العمل الشيعية للحوار الوطني والإصلاح وفيها مقترحات الإصلاح السياسي والاجتماعي ومبادئ بناء لبنان الجديد. أيد دعوات المصالحة والسلم كافة ومن أية جهة صدرت. أيد الوثيقة الدستورية وأيد محاولات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لوقف العنف وبدء الحوار الوطني. وأيد المبادرة السورية الأخوية وأعطاها كل الدعم رغم الحملات التي استهدفته. إلا انه لم يتوقف عند مجرد التأييد للمبادرة السورية. وهذا ما ينساه الذين يحاولون اليوم استخدام اسمه وحضوره ومواقفه لتبرير ما لم يستطع الرئيس الأسد تبريره حين اعترف بالأخطاء الكثيرة التي تسبب بها تدخل الأجهزة الأمنية السورية في الحياة السياسية اللبنانية. لقد كان الإمام الصدر هو أساس لطائف أول ننساه حين نؤرخ للحرب، هو طائف 1976 الذي قام على مبادرة عربية ( مسنودة دوليا) لإنقاذ لبنان. فهو الصديق الوفي والمخلص للثورة الفلسطينية رغم ما ناله من بعض تياراتها، لم يتخل لحظة عن قداسة تلك الثورة وعن تشبيه رئيسها عرفات بأنه حسين هذا العصر وهو الصديق الوفي لسوريا. كان يعلم معنى الصداقة والوفاء ومستلزماتهما وأولها النصح والنصيحة الأخوية الصادقة الصدوقة لا المداهنة والنفاق والاستقواء. وعدم التفريط بالولاء للوطن. وهو الإنسان العربي المسلم المتألم للصراع السوري –الفلسطيني، والسوري – اللبناني،والفلسطيني-اللبناني.

 لم يحمل عصا سوريا ضد الذين عارضوه وأساءوا إليه. ولم يشتغل على خط الاستفادة من سوريا لضرب الحركة الوطنية ومنظمة التحرير. بل هو اشتغل على خط الحوار والمصالحة. ولم يستخدم ذلك أيضا لإضعاف الطرف المسيحي أو على حسابه. بل هو أراد مصالحة شاملة تضم الجميع. ومن اجل ذلك فانه لجأ إلى العرب. لقد أدرك الإمام أن وفاقا عربيا يليه قرار عربي على مستوى القمة هو الحل للصراع المندلع وهو الضمانة لتطمين كل الأطراف. ولذا تنقّل الإمام بين مصر والسعودية والكويت وسوريا في الفترة من 23 آب وحتى 13 تشرين الأول 1976، متصلا في الآن نفسه برئيس الجمهورية وبقيادة منظمة التحرير الفلسطينية (وهو لم يقطع علاقته بها وخصوصا أبو عمار وأبو جهاد) وبالجبهة اللبنانية (القيادة المسيحية يومذاك) ساعيا مع الجميع إلى تحقيق وفاق عربي يفضي إلى قرار بوقف الحرب في لبنان. وقد أثمرت مساعيه انعقاد مؤتمري القمة في الرياض ( 16-10-1976) ثم القاهرة (25-10-1976) وفيهما تقرر إنهاء الحرب وإرسال قوات ردع عربية، نعم قوات ردع عربية لمن نسي أو يتناسى ولا يتذكر إلا ما يفيده.

 ولمن ينسى أن القوات العربية السورية دخلت من ضمن قوات عربية وبقرار عربي ومن اجل أهداف حددتها قمتا الرياض والقاهرة. وكان ذلك طائفا عربيا- لبنانيا صنعه الإمام الصدر ولم يكتب له النجاح بسبب تدهور العلاقات العربية-العربية بعد زيارة الرئيس السادات للقدس (1977) وما تلاها من انقسام العالم العربي ( ثم توقيع مصر اتفاقية "كمب ديفيد" 1979). فدخل لبنان مرة أخرى مرحلة الخطر وكان ذلك بداية لاجتياح آذار 1978.

عن هذه المرحلة المضطربة يروي الشيخ هاشمي رفسنجاني وقائع زيارته إلى لبنان مطلع الحرب الأهلية (1975) فيقول ما حرفيته: "في لبنان كانت الحرية أمراً لافتاً. كنت أعرف السيد موسى الصدر من قبل فقد قرأت عليه جزءاً من المطوّل (أي أنه تتلمذ عليه في قم). الشهيد محمد منتظري(ابن الشيخ حسين وكان يلقب برامبو أيام وجوده في قواعد الثورة الفلسطينية جنوب لبنان)كان على معرفة وثيقة بالقوى المناضلة والفاعلة في لبنان. مباحثاتي كان لها تأثير في تعديل بعض المواقف ووجهات النظر المتطرفة. (يقصد مواقف الإيرانيين أمثال رامبو ومحمد صالح الحسيني ومحسن رفيق دوست ومحسن رضائي وجلال الفارسي وعلي أكبر محتشمي ممن كانوا يومها في لبنان ضد الإمام الصدر). وكان أنصار الإمام الخميني وعلى رأسهم ابنه المرحوم السيد مصطفى في نزاع مع السيد موسى الصدر مصدره الأصلي والوحيد مسألة المرجعية. إذ لم يعلن الصدر تأييده لمرجعية الخميني. كان الشبان الإيرانيون في لبنان يريدون أن يأخذ الإمام موقفاً صريحاً. وكانت لهم خطب لاذعة وبيانات. وذهبت لمقابلة الإمام في النجف وللتقريب بينه وبين السيد موسى الصدر."(حياتي، ص170 إلى 176).

أدرك الإمام بأن الخطر على الجنوب كبير وأكيد وبأنه مفتاح إعادة تفجير الاوضاع اللبنانية الداخلية في أكثر من اتجاه. وان عدم دخول قوات الردع العربية والجيش اللبناني إلى الجنوب وعدم تمكن السلطة الشرعية من بسط سيادتها على الجنوب سيكون بداية لمحنة جديدة هي الأخطر على كيان لبنان وعلى مستقبله ومصيره. ركّز السيد تحرّكه مع المسؤولين اللبنانيين والسوريين والعرب ومع قيادة الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية ومع الخاصة والعامة حول مصير الجنوب وخطر الاحتلال والكارثة المقبلة. فدعا إلى إعادة سلطة الدولة على الجنوب والى ضبط العمل الفلسطيني بقرار عربي على مستوى القمة. وكانت مجموعات "أفواج المقاومة اللبنانية" تخوض المعارك في الجنوب بقيادة الشهيد الدكتور مصطفى شمران وبتنسيق أساسي مع القوات المشتركة من خلال الكتيبة الطالبية التابعة لـ"فتح" والتي كان الإمام يمنحها ثقته ويمدحها في خطبه العلنية. ومع اجتياح آذار 1978 ونشوء دولة سعد حداد والشريط الحدودي المحتل، بدأ الإمام الصدر جولة جديدة على العالم العربي مطالبا بإبعاد لبنان عن الصراعات العربية –العربية وبفصل الوضع في الجنوب عن الصراع في الشرق الأوسط وذلك حفاظا على وجود لبنان واستمرار صيغته واستقرار كيانه، ليس بالخطب الفارغة وإنما بالمواقف التاريخية التي تحفظ لبنان وأهله ولو على حساب الايديولوجيا والعنتريات الحماسية، ومن خلال تقديم التنازلات للمجتمع اللبناني وليس التشبيح عليه وتمنينه بالمقاومة كلما طالب بالديموقراطية أو بالسيادة.

 ولم يكن الإمام ليعتبر السيادة مسيحية أو المقاومة شيعية. وهو اعتبر أن استمرار القتال والمواجهة في الجنوب وحده يستلزم قرارا عربيا على أعلى مستوى فدعا إلى قمة عربية طارئة تعالج الموضوع وتعمل على تنسيق الموقف. وهو حصل على موافقة مسبقة من ياسر عرفات وخليل الوزير ومن الرئيس الياس سركيس ومندوب لبنان في الأمم المتحدة الأستاذ غسان تويني. فانطلق في تحرّكه العربي من سوريا إلى الأردن فالسعودية والجزائر ومنها إلى ليبيا التي لم تكن على جدول زياراته وإنما كان متجها إلى مصر ومنها إلى روما وباريس وهدفه شرح ضرورة عقد قمة عربية ووضع خطة عربية مشتركة لإنقاذ الجنوب وحماية لبنان وسلمه الأهلي. ذهب الإمام إلى ليبيا وهو يعلم خطورة خطوته هذه. ولكنه كان مستعدا للتضحية القصوى في سبيل لبنان. أليس هذا هو الدرس الحسيني الذي أرادنا أن نحفظه؟

والحقيقة الناصعة الجلية أن خطته التي أراد أن تكتمل بقرار عربي وبدعم أوروبي (توسيع انتشار وعمل قوات الأمم المتحدة) كانت سبب اختطافه وتغييبه. ولا بد هنا من إعادة تذكير الذين يحترفون النسيان حتى لا نقول الكذب دون خجل أن رؤية الإمام الصدر للمقاومة وللمواجهة مع إسرائيل الشر المطلق لم تكن أبدا إلا رؤية عربية شاملة أي انه كان دائم الدعوة إلى خطة عربية شاملة ينخرط فيها لبنان مع كل العرب. وكان دائم التشديد على ضرورة وجود استراتيجية عربية للمواجهة حربا أم سلما يضطلع فيها لبنان بدوره ضمن إطار عربي اشمل يحقق معنى السيادة ويطمئن كل اللبنانيين. وهذا كان موقف الإمام شمس الدين، وهذا الموقف( لمن ينسى أو يتناسى) هو الذي استخدم لتبرير الحرب مع الهيمنة والتسلط الفلسطيني أعوام 1978-1982 ثم مع "حزب الله" حول القرار 425 في الجنوب أعوام المحنة الشيعية الكارثة 1988-1990. أم أننا نسينا أيضا لماذا جرت حرب الضاحية وإقليم التفاح؟

إن المعيار الأساس الذي طرحه الإمامان الصدر وشمس الدين للتعامل مع إشكالية الوطنية والعروبة هو وصيتهم للشيعة بان "لا ينظروا إلى أنفسهم كفئة متميزة عن سائر شركائهم في الوطن... وبأنه يجب عليهم أن يندمجوا اندماجا كاملا في محيطهم الوطني والقومي والإسلامي من خلال الانخراط في أرقى درجات الالتزام الأخلاقي بقضايا الوطن والمواطنين، والالتزام بحفظ النظام وطاعة القوانين" ( من حديث للإمام شمس الدين في الكويت – 27-1-1994).

إن أرقى درجات الالتزام بالدستور اللبناني تعني اليوم أننا كشيعة لا نتصرف وكأننا نحن الدولة أو وكأن قضايا الوطن وأخطرها قضايا الحرب والسلم يمكن تقريرها خارج الحدود. إن أقصى درجات الالتزام الأخلاقي بقضايا الوطن والمواطنين تعني في ما تعنيه اليوم عدم جواز التصرف وكأن شيئا لم يحدث في لبنان في 14 شباط.

لقد كان الإمام شمس الدين يدعو المسلمين الشيعة إلى الاقتداء بأخلاق علي والحسين والأئمة الأطهار لا بأخلاق أولئك الذين ينعقون مع كل ناعق في غربال. إن أخلاق الشيعة هي أخلاق احترام الآخر واحترام الاختلاف واحترام العقل واحترام القيم والتعامل بالعدل والمساواة. وكان الإمام شمس الدين يحب استعادة نص الاّية الكريمة التي ينساها المسلمون اليوم والتي خوطب بها الرسول الأكرم من ربه تعالى يعلمّه أصول الحوار مع المشركين: " وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" (سبأ:24). أي أن الله أمر النبي الأكرم بالوقوف على قدم المساواة في الحوار مع الآخر (حتى النبي الرسول الذي لم يكن في شك من أمر ربه ورسالته فكيف بنا نحن اليوم؟)..أي أن الله سبحانه تعالى يريد هنا التعظيم من شأن العقل الإنساني ويجعله مرتكزا لسلوك الإنسان وحجة عليه.

 وقال شمس الدين إن الدعوة إلى إعمال العقل "هي لطلب الحقيقة وليس استجابة للهوى، ولذلك فانه إذا ما أدى إعمال العقل إلى الرأي المخالف لرأي الآخر فلا بد أن يكون هذا الاختلاف مقبولا من الناحية المبدئية والشرعية". كما أن آية "لا إكراه في الدين" هي أساس تشريعي كامل منسجم مع حقيقة العدل الإلهي ومستلزم لضرورة قبول الاختلاف والجدال بالتي هي أحسن والبحث عن الكلمة السواء وصولا إلى تشريع أصول المصالحة والسلم الأهلي في الآية الكريمة: "ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا"( النساء:94). إن من ضرورات السلم الأهلي والمصالحة الداخلية والحوار الحقيقي الشفاف العادل إتباع الأخلاق الإسلامية القاضية بعدم إساءة الظن بالآخر. ولا تنس الحديث النبوي: "التمس لأخيك بضعا وسبعين عذرا"، وأخيك هنا تعني أيضا المواطن اللبناني المسيحي إلا إذا كان البعض يفضّل فتاوى الزرقاوي التي استفاض علماء الإسلام في الكلام عن جهلها وخطرها. ويحسن أيضا التذكير بالآية المباركة : "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم"(الحجرات:12). وقول الرسول: "إياكم والظن فان الظن اكذب الحديث. أو قوله: "إن الأحكام تجوز على أهل كل دين بما يستحلون".

 وفي رواية عن الإمام الرضا: "ألزموهم بما التزموا به". وقد أفتى الإمام المرجع المرحوم شمس الدين بأن ما سبق يفترض مبادئ نظرية في طريقة التعامل وأسلوبه مع الآخر. وهو لخّصها في ثلاثة: 1- حرية إبداء الرأي والحق المطلق بالحرية.. 2- الحوار بالحكمة والحسنى وعلى أسس المنطق والعلم وليس التهريج والتشبيح..3-الالتزام بالأخلاق، فلا معنى للقول بالحوار بالتي هي أحسن إن لم يكن هناك أخلاق وحدود شرعية يقف عندها الإنسان في معاملته الرأي الآخر. وأول الأخلاق الإسلامية احترام مبدأ الأمانة واحترام ذات الآخر واحترام سمعة الآخر... وبذا فان التخوين والتشهير والتكفير والغمز واللمز والتهكم والسخرية ورفع الشعارات الكاذبة والمسيئة للبعض ليست ولن تكون أبدا هي أخلاق الإسلام.

 وفي الحديث: "ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء". وفي قول للإمام علي في تعليم أصحابه (نعم هو كان يعلمهم أصول الحوار وآداب المعاشرة والكلمة السواء): "إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وابلغ في العظة". إذن المطلوب في وسائل الإعلام وفي الخطب والمحاضرات السياسية: الوصف الموضوعي للرأي الآخر والموقف الآخر (طالما أننا اعترفنا انه رأي آخر يجوز الحوار معه وليس مؤامرة امبريالية) وليس الهوى العاطفي والانفعالي. المطلوب التشخيص المحايد والأمين للرأي الآخر ونقده، وذلك انطلاقا من قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابذوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان. ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه..." ( الحجرات 11-12). المطلوب الأمانة للعدل والاستقامة على الحق والروح الحسينية. المطلوب أيضا صدق العاطفة والوجدان في رؤية ذلك النهر من الأحزان ومن الغضب الذي فجّرته جريمة العصر الكبرى.

في الختام فان الإسلام يتلخص في العدل والقسط والميزان. وأقل الجهاد في سبيل ذلك كلمة حق في حضرة سلطان ظالم.

 

وهل بات أحرار الأمس عبيداً اليوم؟

علي حماده

في الكلمة التي القاها امس في الذكرى التاسعة عشرة لما اصطلح على تسميته "حرب التحرير"،  وفي معرض تهجمه على الاستقلايين في البلد، سأل الجنرال ميشال عون: "هل بات عبيد الأمس أحراراً اليوم؟ وبما ان كلمة عون لم تتضمن على جاري العادة سوى الغث من الافكار، فلم تتطرق الى قضايا البلد بجدية بعيدا من الوجبة الشعبوية المعهودة، اكتفي بطرح سؤال عليه في شكل معكوس على قاعدة ان من يحاول محاسبة بعض الآخرين على بعض الماضي، أجدى به  ان يُحاسب هو على حاضره. وانظر اليه في عينيه واسأله بهدوء: هل بات "احرار" الامس عبيدا اليوم؟ واكتفي عند هذا الحد لأنتقل الى ما هو اهم من "حكايا القرايا" هذه.

بالإنتقال الى موضوع الرئاسة وترشيح العماد ميشال سليمان، لا تشير المعلومات التي تجمعت من اكثر من عاصمة عربية الى انه سيتم الافراج عن موقع الرئاسة في القريب العاجل. والقمة العربية التي ستعقد في دمشق نهاية الشهر الجاري لن تكون سوى مناسبة أخرى تؤكد عدم استعداد السوريين وكذلك الايرانيين لدفع الامور في لبنان في اتجاه الخروج من عنق الزجاجة، فلا رئيس ولا حكومة. واذا كانت الاهداف البعيدة لكل من سوريا وايران لا تتقاطع تماما (سوريا مستعدة لدفع لبنان نحو حرب اهلية مذهبية في حين ان ايران تؤثر تجنب الامر)، فإن اهدافهما تتقاطع عند نقطة تعليق الوضع اللبناني في انتظار تغيّر الادارة الاميركية بحلول 2009، وصدور التقرير النهائي (المضبطة الاتهامية) للجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبدء اعمال المحكمة الدولية وهو متوقع في الربع الاخير من هذه السنة، ما لم يطرأ جديد يدفع الى اختصار المسافة الزمنية حتى حزيران المقبل، ليكون الرئيس بشار الاسد على موعد مع حدث اساسي في تاريخ النظام الذي ورث قيادته عن ابيه. في الانتظار يدخل لبنان مرحلة صعبة وشديدة الخطورة.

بالطبع، يبقى اللبنانيون قادرين حقا، اذا ما قرروا ان يخرجوا بلدهم مما هو فيه. وهنا يجدر التوقف عند ما قاله النائب ميشال المر عن مسؤولية النواب الموارنة في كتلة العماد عون في الذهاب الى انتخاب الرئيس الجديد. فكلام المر ليس موقفا عابرا، ولا هو يعكس رأيا ضيق الافق. فمسؤولية النواب المسيحيين، ولا سيما منهم الموارنة، كبيرة في الاستحقاق الرئاسي، وخصوصا عندما يحجم قسم منهم عن تأدية واجبه التاريخي. والمسؤولية تكون اكبر عندما يرضخ نواب نعرفهم فردا فردا، ونعرف جيدا  انهم ما عادوا مقتنعين منذ وقت بعيد بمواقف كتلتهم، ويسهمون في الفراغ على مستوى الموقع الرمز، ليس لمسيحيي لبنان فحسب بل لكل مسيحيي هذا الشرق، من العراق الى مصر. هؤلاء يعرفون تماما حقيقة ما في امر الشروط المعوقة التي رميت في طريق الانتخاب الرئاسي، ومع ذلك يسكتون عما ما يعتبرونه في سرهم خطيئة تاريخية في حق الكيان. المطلوب من هؤلاء النواب المسيحيين الممتعضين، الصامتين، وربما الخائفين على امنهم، ان يتقدموا خطوة الى الامام ليتحرّروا ويساهموا في تحرير موقع الرئاسة، لأن كل يوم من الفراغ  يمر على الرئاسة يزيد اهتراء الموقع في التركيبة اللبنانية. وهذا ما لا يريده عاقل ولا صادق في لبنان.

ان مثال ميشال المر الذي لم ينتقل الى صفوف 14 آذار يستحق النظر اليه والتمثل به، لان الصراع في لبنان ليس صراعا على السلطة والمناصب، وانما هو بين نظامي قيم متعارضين تماما، وموقع المسيحيين فيه معروف: انه بجانب الكيان، والنظام، والصيغة والاستقلال.

 

رأس قداساً وجنّازاً لراحة نفس رحو في الحازمية

قصارجي: نرفض أن نتحوّل إلى أهل ذمّة

المستقبل - الاحد 16 آذار 2008 - رأس رئيس أساقفة الكلدان في لبنان المطران ميشال قصارجي قداسا وجنازا لراحة نفس المطران بولس فرج رحو الذي كان خطف في العراق ووجد مدفونا في احد المقابر بعد اسبوعين من خطفه، وذلك في الثالثة من بعد ظهر امس في كاتدرائية الملاك روفائيل في أبرشية بيروت الكلدانية في الحازمية. حضر القداس بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريس لحام وممثلين عن بطاركة الموارنة والأرمن والسريان وعدد كبير من الأساقفة والرؤساء العامين والشخصيات السياسية والدينية والأمنية والإعلامية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران قصارجي عظة قال فيها: "إختارت يد الإجرام رمزا مناضلا، في سبيل الحق والإيمان، فارساً من أمراء الكنيسة، راعيا غيورا لا يأبه الموت. خافوا منك يا سيدي، خافوا منك لأنك قلت الكنيسة في العراق هي شاهدة وشهيدة، شاهدة بإيمانها الحي وشهيدة بدم ابنائها. طوبى لك أيها الراعي الصالح، فأنت خالد في قلوبنا وضمائرنا وستبقى شوكة في عيون من اغتالك وقتلك".

وأضاف:"أسأل لماذا هذا الاجرام والحقد، ماذا فعل المطران بولس فرج رحو، ليستحق هذا المصير الذي لا يرضى به عاقل مهما كان ولأي دين إنتمى.

أسأل أسنظل نكتفي ببيانات الإستنكار، وكنائسنا في العراق تدك، وصلباننا تهان، والقربان يداس، نحن لا نخاف من الإضطهاد ولكن نسأل لماذا على المسيحيين في العراق دفع ضريبة الدم يوميا وبأساليب وحشية تبدأ بالتعذيب والجلد وقطع الرؤوس، وتهجير شعب من أرضه وتحويله الى شعب فقير يستجدي لقمة الخبز ويتسكع على ابواب السفارات؟ لماذا هذا الصمت المريع عما يجري في العراق؟ واين التضامن المسيحي العالمي من هذه المأساة في العراق؟".

وتابع: "نحن كمسيحيين نرفض ان نتحول الى أهل ذمة، نرفض ان نصبح أقلية تستجدي الحماية من أحد، فالأرض لنا، ونحن من صنع حضارة ما بين النهرين ونحن من خرج من أرضنا، من اور الكلدانية "ابراهيم أبي المؤمنين".

وختم: "أخيرا، أتوجه بمحبة للكنيسة في لبنان من بطاركة وأساقفة "لبنان الرسالة" وأدعوهم للصلاة لراحة نفس المثلث الرحمات المطران بولس فرج رحو. أدعوكم جميعا بإسم المسيح خاصة الكنيسة المارونية وعلى رأسها غبطة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الذي نجل ونحترم لما يمثل من مرجعية وطنية ودينية، ليس في لبنان فحسب بل في الشرق كله. أدعوه أن يأخذ زمام المبادرة ويجمع كل المسيحيين ليكونوا صوتا واحدا ويدا واحدة، بذلك يكون لبنان بخير وتكون كل كنائس الشرق بخير".

نبذة عن حياة رحو

ووزعت نبذة عن حياة المطران بولس فرج رحو جاء فيها الآتي: "أبصر النور في 20 كانون الاول 1942 من مجدي اسطيفان رحو ومادلين سموعي يعقوب السقا. وهو اصغر اخوته الاربعة واخواته الثلاث، انهى دراسته الابتدائية في مدرسة شمعون الصفا في الموصل، والثانوية في معهد شمعون الصفا الكهنوتي البطريركي 1954 ـ 1960، وفي بغداد 1960 الى 1965، ثم أكمل دراسته الفلسفية واللاهوتية في نفس المعهد.

سافر الى روما للدراسة فحصل على ليسانس في اللاهوت الرعوي من كلية مار توما الاكويني للآباء الدومنيكان 1974 الى 1976.

رسم كاهنا في 10 كانون الثاني 1965 في بغداد، ثم رقي الى أسقف في 16 شباط 2001 في بغداد. كان وما زال احد كهنة يسوع الملك منذ عام 1976، خدم في كنيسة مار ايشعيا، ام المعونة ـ مار بولس في الموصل، اشرف ككاهن على الاخويات الطلابية المريمية ـ ندوات الشباب، العمال والموظفين، اسس جماعات عديدة وحية ونشطة في الكنيسة الف كتابا عن كنيسة مار ايشعيا برقو سري وكنائسه.

لديه مقالات عديدة ثقافية ورعوية في المجلات المحلية.

يمتلك علاقات واسعة مع مختلف الطوائف والمذاهب في الموصل، ولقد اختير عضوا في مجلس أعيان الموصل

 

 14 آذار: الطموح والواقع

الياس حرفوش

الحياة - 16/03/08//

هناك إغراء كبير يدفع قادة 14 آذار الى اعتبار تجمّعهم حركة استقلالية موازية في دورها وفي تاريخيتها للكتلة الدستورية التي ساهمت في انجاب لبنان كما نعرفه من رحم الانتداب الفرنسي، والتي قادها الزعيمان بشارة الخوري ورياض الصلح الى جانب زعماء وطنيين آخرين. بهذا المعنى يريد قادة «ثورة الأرز» أن يرعوا مشروع استعادة لبنان من عهد الوصاية السورية وما رافقها، كما استعاد الاجداد لبنان الكبير من فرنسا الى الاستقلال.

ويبدو ان المشروع السياسي الذي عكفت هذه القوى على صوغه يريد أن يستجيب لهذا الاغراء. فهو يعيد التأكيد على مقولة الاستقلال باعتبارها العمود الفقري لإعادة انتاج الدولة السيدة والقادرة. ويدعم ربط لبنان بمحور عربي يلتقي مع شروط السيادة اللبنانية ويحميها في وجه القوى التي تطمع بها، والتي حددتها وثيقة 14 آذار بكل من سورية واسرائيل وايران. كما يطرح علامات استفهام بشأن ارتباط فريق من اللبنانيين، هو الفريق الذي يمثله «حزب الله»، والذي يسعى الى «تحويل لبنان الى مقاطعة سورية ورأس جسر لإيران على البحر المتوسط»، كما ورد في الوثيقة.

ولا تخفي قوى 14 آذار طموحها في ان تكون اهدافها هذه انعكاساً حقيقياً لطموحات معظم اللبنانيين. أليس من مقتضيات المنطق أن يكون طموح الشعوب وحلمها أن تعيش في ظل دول قادرة على حماية استقلالها وتوفير ظروف عيش كريمة لمواطنيها؟ لهذا تطرح هذه القوى مشروعها باعتباره «وثيقة وطنية» تستحق اجماعاً لبنانياً حولها، أي انها لا تصنف نفسها كحزب فئوي، بل كحركة جامعة قادرة على تحصين نفسها بأوسع التفاف ممكن من جانب اللبنانيين.

لكن مأزق 14 آذار هنا، وهو مأزق فريد في تاريخيته، أن المشروع الاستقلالي في اللحظة الراهنة يتعرض لهجمة كبرى تطاول مفهوم الاستقلال ذاته. ففي الوقت الذي كان هذا المفهوم واضحاً لدى اركان الكتلة الدستورية وقام على ما تحول الى شعار في ما بعد يقضي بأن «لا يكون لبنان للاستعمار ممراً أو مستقراًً»، يتعرض موقف 14 آذار الآن للاتهام من جانب المعارضة بسبب ما تصفه بتسهيل «مرور» المشروع الغربي عبر الشواطئ اللبنانية. وهو اتهام لا يخفف منه كونه يأتي رداً على اتهام قوى الاكثرية للمعارضة بتحويل لبنان الى «جسر ايراني».

وما يعنيه هذا المأزق ان قوى 14 آذار اذ تمد يدها الى اللبنانيين من الذين لم يكونوا ممثلين في قاعة «البيل»، سوف تسمع منهم مفهوماً آخر مختلفاً بالكامل عن مفهومها هي للاستقلال الذي تنشده وتدعو الى الالتفاف حوله. وبينما ترى قوى الاكثرية أن لبنان منقسم بين «ثقافة السلام وثقافة العنف»، يقر المعارضون بوجود هذا الانقسام، لكنهم يصنفونه انقساماً بين «ثقافة الاستسلام» و «ثقافة المقاومة». ويشكل هذا الانقسام الصدى المباشر لانقسام من النوع نفسه بين الأنظمة والممانعين» يمتد على مستوى العالم العربي كله.

لا بد أن قوى 14 آذار تدرك حدود طموحها، وهي عرضت بواقعية في وثيقتها مجالات الاخفاق والنجاح التي عرفتها خلال السنوات الثلاث الماضية. لكن الواقعية تقضي الاعتراف ايضاً بأن النجاحات، مثل خروج القوات السورية واقرار المحكمة الدولية والقرار 1701 واستمرار الحكومة في مهماتها، كلها تمت بفضل دعم دولي، لم يكن للعامل الداخلي دور كبير فيه، بل ان هذا الدعم ساهم في كثير من الاحيان في زيادة حدة الخلاف الداخلي. اما الفشل في التوصل الى حل لهذا الخلاف فهو الذي يبقى العقبة الكبيرة التي تحول دون الطموح المتمثل في تحقيق حلمي السيادة والاستقلال.

لهذا لا تستطيع قوى 14 آذار الا ان تنظر الى خارج حدودها السياسية والحزبية لترى أن فريقاً لا بأس به من اللبنانيين، يضم اكثرية معتبرة من الشيعة وقسماً من المسيحيين وجانباً من السنة واطرافاً درزية، لا يلتقي مع طروحات «استقلالها» ويعتبرها طروحات فئوية، بل قد يرى انها تعبير عن طموحات خارجية. وعليها بالتالي مسؤولية مخاطبة هذا الفريق بغير اللغة الاتهامية التي تقطع جسور التواصل. فمثلما تتمثل ازمة لبنان في استعادة مؤسساته وموقعه وحقه في الحياة، تتمثل ازمة 14 آذار في تحويل فهمها للاستقلال من شعار فئوي الى شعار وطني

 

لبنانيو البقاع الشمالي الشيعة يسمعون نفير الحرب 

الأحد 16 مارس - إيلاف

 بيروت من ايلاف: تتوالى الدراسات والمقالات الصحافية، التي تضع السيناريوهات المختلفة لحرب إسرائيلية على لبنان، بغية استعادة جيش الاحتلال الإسرائيلي هيبته وقوته الردعية، واستهداف حزب الله كقوة عسكرية وبنية اجتماعية حاضنة للحزب، أي المناطق ذات الأغلبية الشيعية بما فيها مدينة الهرمل والقرى المحيطة بها، حيث يستعد الحزب في الوقت نفسه للمواجهة المتوقعة، مما يثير القلق لدى العديد من أبناء المنطقة، خصوصاً وأن تداعيات الحرب الماضية ما تزال ماثلة للأذهان، بسبب الطابع التدميري لآلة الحرب الإسرائيلية وخصوصاً طائراتها التي ما تزال تقوم بطلعاتها شبه اليومية والتي لم توفر المدنيين أو البنية التحتية أو المؤسسات الاقتصادية والتربوية والإنسانية وحتى دور العبادة.

يؤكد أبناء المنطقة استعدادهم لتحمل نتائج الحرب المنتظرة خصوصاً وأن الاعتقاد كبير بانتصار حزب الله في "المنازلة" والصمود في أسوأ الاحتمالات، بل ويبدي البعض تفاؤله بأن الحزب قد وفر غطاءً جوياً وأن الحرب ستنتقل إلى داخل فلسطين المحتلة، لكن ذلك يترافق لدى عدد كبير من السكان بمجموعة من الهواجس والتساؤلات حول الظروف السياسية المستجدة منذ توقف حرب تموز وحتى الآن والتي لا بد أن تؤثر على مسار أي حرب تندلع راهناً وتتحكم بها، بعد وصول الخلاف على تقييم نتائج الحرب الماضية والمواقف والظروف التي أحاطت بها الحد الأقصى من التشنج والانقسام الطائفي والمذهبي الذي دمّر الكثير من جسور التواصل والدعم والمساعدة التي كانت قائمة مع اندلاع تلك الحرب وخففت من وطأة النزوح والخراب الاقتصادي والاجتماعي الذي ولدته.

يعتبر المسؤول الإداري في مستشفى العاصي في مدينة الهرمل مالك علام أن الخلاف المذكور هو الأمر الأكثر خطورة وتحكماً بنتائج الحرب القادمة وخصوصاً إقفال كل المنافذ التي تسمح بانتقال النساء والأطفال والشيوخ إلى مكان آمن بعيداً عن المناطق التي ستكون عرضة للقصف والتدمير، مما يجعل العائلات مجبرة على البقاء في منازلها مهما اشتدت ضراوة الحرب. ويتابع علام قائلاً: "أنني واحد من آلاف المواطنين الذين لا خيار أمامهم سوى البقاء تحت وابل القذائف إذا ما اندلعت الحرب خصوصاً وأنني أتحمل مسؤولية والدي المسنين".

ويتوقف علام عند الغياب الكامل لأي خطة مواجهة توفر عناصر الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي وترشد المدنيين كيفية التصرف خلال الحرب إضافة لعدم وجود أية ملاجئ محصنة ويضرب مثلاً على عدم الاستعداد لنتائج المعركة المتوقعة حيث لا يتوافر سوى سبع غرف للعمليات في جميع مستشفيات مدينة الهرمل سائلاً: "ماذا ستكون حال المنطقة إذا ما تعرضت لاعتداء كبير وسقط عدد من الجرحى يفوق طاقة مستشفياتها على الاستيعاب؟"

ويستعيد المهندس الزراعي حسن محفوظ بألم بالغ ذكرى الحرب الماضية التي حالت دون لقائه بعدما يقارب العشرين عاماً زوجته التشيكية وابنته وابنه الذين كانوا قد قرروا القدوم إلى لبنان لزيارته بعد أن حالت أوضاعه المادية الصعبة دون عودته إلى تشيكوسلوفاكيا السابقة التي درس فيها ومنذ أن غادر براغ بعد تخرجه ويعيش المهندس محفوظ حالياً وقع وألم تلك الحادثة مجدداً مع احتمال اندلاع الحرب مرة أخرى مؤكداً عدم مغادرة مدينة الهرمل إذا ما حصلت حرب "إعادة الاعتبار والقدرة الردعية" لجيش الاحتلال الإسرائيلي لأن وضعه المالي لا يسمح بذلك بسبب تراجع عمله حتى الحدود الدنيا على أثر تدهور انقطاع الزراعي وقد قرر ترك أموره للقدر خصوصاً "وأن عائلته في مأمن خارج لبنان من جهة ولم يعد لديه شيء يخسره" كما يقول من جهة أخرى.

بات حديث الهجرة أمراً بديهياً ودائماً يتم تداوله بين الأهل والأصدقاء كما يقول مهندس الديكور والمدرّس في التعليم المهني ناصر بليبل الذي يتابع قائلاً: "تتعدد "الخبريات" ويتم تناقلها عن هجرة طبيب ناجح أو رجل أعمال وغيرهم من أهل الكفاءة والاختصاص والخبرة وقد وصل الأمر إلى حدود العمل من قبل مجموعات أشخاص تربطهم علاقة صداقة أو عمل، على ترتيب إقامة مزدوجة بين لبنان والخارج تحسباً لاندلاع الحرب بحيث تتم المغادرة لحظة انطلاقها" ويشدد المهندس بليبل أن ما يؤرقه هو مصير أطفاله وزوجته ويسعى جاهداً إلى استئجار منزل احتياطي في منطقة غير مرشحة للتعرض للقصف خلال الحرب.

ويبدو أن الأوضاع المعيشية القاسية التي بدأت ترزح تحت وطأتها الأغلبية الساحقة في أبناء المنطقة بفعل التدهور الذي يطاول الحال الاقتصادية على المستوى الوطني العام والذي تعاني تداعياته المنطقة بفعل الحرمان المزمن بالأصل، بدأت تدفع البعض إلى اعتبار الحرب القادمة معركة مصالح دولية وإقليمية حيث لكل منها مشروعه الخاص و"ما نحن إلا أدوات فيها أو ضحايا ولن أكون إحدى الحالين" وفقاً لما ينوه به الموظف في شركة المبيدات حسن الحاج حسين قائلاً: "لدي التزام كرب أسرة مؤلفة من ثلاثة أطفال ووالدتهم وأعمل بكل طاقتي للسفر إلى أي مكان في العالم أستطيع فيه أن أوفر لهم الحد الأدنى من الاستقرار والحياة الكريمة علماً أن ابنتي الصغيرة كادت "تجن" خلال الحرب الماضية". ويذكر الحاج حسين: إن شقيقه يعيش في أوستراليا منذ حوالي العشر سنوات دون أن يأتي إلى لبنان حيث يخطط للقدوم منذ العام الماضي من أجل رؤية والدتهما لكنه يلغي حجزه كلما تناهت لإسماعه الأخبار المتواترة عن حرب قادمة يجري الإعداد لها حثيثاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي ويختم الحاج حسين مؤكداً أنه بات يعيش حالاً من "القرف" بسبب الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد منذ سنوات عدة والتي تضاف للأزمة المعيشية الخانقة وقد ضربت كل منزل وعائلة.

 

 

النائب أبو فاعور خلال لقاء في ضهر الاحمر بمناسبة ذكرى استشهاد كمال جنبلاط:

اي مشاركة في القمة ستكون بمثابة مسامحة للنظام السوري على كل موبقاته

وطنية-16/3/2008 (سياسة) إعتبر عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور "أن إنعقاد القمة دون رئيس لبناني سيكون نقيصة لمستقبل العرب ولمستقبل المسيحيين في لبنان الذين كانوا أول من أسس وأطلق النهضة العربية، والفكرة القومية، وأن الموقف الفعلي المطلوب من القمة العربية ومن العرب هو إحتضان لبنان وحمايته، وعلى العرب أن يعرفوا أن سقوط لبنان في الفلك السوري - الإيراني، يعني أن العرب سيدافعون عن أنفسهم في المرة المقبلة عند أعتاب بيوتهم، لأن المعركة التي تخاض في لبنان ليست معركة لبنان فقط ، بل هي معركة العرب كما حال فلسطين والعراق".

وإعتبر "أي مشاركة في القمة ستكون بمثابة المسامحة للنظام السوري عن كل موبقاته وعن كل التعطيل الذي مارسه في لبنان، وبمثابة مكافأة عما يقوم به من تعطيل ومن إسقاط لموقع رئاسة الجمهورية. فيما رأى النائب سعد أن أية قمة ستعقد دون رئيس لبناني هي قمة تآمر على لبنان ، وإعطاء صك براءة للنظام السوري وتعويمه من جديد بعد ثلاثة أعوام من العزلة والإغتراب عن المحيط العربي، وحضور القمة دون رئيس لبناني ومسيحي تحديدا ووفاقي في الشكل والمضمون كالعماد ميشال سليمان، يدفع النظام السوري إلى مزيد من الإنتقام والتخريب والتفجير".

كلام أبو فاعور جاء في لقاء سياسي حاشد في باحة مدرسة العرفان التوحيدية في ضهر الأحمر بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لإستشهاد المعلم كمال جنبلاط، بدعوة من وكالة داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الإشتراكي، في حضور النائب أنطوان سعد، ممثلين عن نواب المنطقة الشيخ علي الجناني ممثلا مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، الشيخ سامي أبو المنى ممثلا مؤسسات العرفان التربوية في لبنان، هيئات روحية ورجال دين من مختلف الطوائف،أمين عام حزب الإتحاد الإشتراكي العربي عمر حرب، وكيل داخلية الحزب في البقاع الجنوبي نواف التقي وفي حاصبيا شفيق علوان، منسق "تيار المستقبل" الدكتور جهاد الدسوقي، مسؤول "القوات اللبنانية" المحامي إيلي لحود، رئيس إقليم الكتائب جوزيف صايغ، مسؤول الجماعة الإسلامية في البقاع الغربي الدكتور عماد الحاج، المحامي زياد ناظم القادري، رئيس إتحاد بلديات البحيرة ربيع جمعة رؤساء بلديات ومخاتير راشيا والبقاع الغربي وحاصبيا، فاعليات وحشد فاق خمسة آلاف مواطن.

لحود

قدم الإحتفال أمين سر وكالة التقدمي رباح القاضي ثم تحدث مسؤول البقاع الغربي وراشيا في حزب "القوات اللبنانية" المحامي إيلي لحود فقال : "لن يموت شهداؤنا مرتين، مرة غدرا ومرة هدرا، والمحكمة أتت لتنال من المجرمين، لأننا نريد دولة قوية عادلة شرعية"، وإعتبر "أن النظام السوري لا يزال طامعا بلبنان يعاونه صغار في الداخل، وهو نظام مجرم قاتل، غادر".

روحانا

ثم تحدث بإسم الكتائب اللبنانية بيار روحانا فقال : "إن النظام السوري لا يقوم إلا على الهيمنة وإراقة الدماء من خلال إثارة النعرات الطائفية وإشعال الفتن وتصدير الإرهابيين وأحداث نهر البارد أكبر برهان"، ورأى "أن لا سلاح أقوى من سلاح الشرعية"، ودعا إلى "إنتخاب رئيس للجمهورية ولا يمكن لأحد أن ينفرد بقرار الحرب والسلم ".

الدسوقي

الدسوقي

واعتبر منسق عام البقاع الغربي وراشيا في "تيار المستقبل" الدكتور جهاد الدسوقي "أن المعرقلين في خنادق التعطيل المبرمج يصرون على بقاء لبنان في دوامة الإنتظار، فمن قمة إلى قمة ومن مؤتمر إلى مؤتمر، والأزمة في تفاقم ولا حل وآذان الشركاء في الوطن صماء وأساليب التعاطي مع الحكومة الشرعية لا تبشر بالخير".

النائب سعد

والقى كلمة اللقاء الديمقراطي عضو اللقاء النائب أنطوان سعد، فإعتبر "أن أية قمة ستعقد دون رئيس لبناني هي قمة تآمر على لبنان ، وإعطاء صك براءة للنظام السوري وتعويمه من جديد بعد ثلاثة أعوام من العزلة والإغتراب عن المحيط العربي، وحضور القمة دون رئيس لبناني ومسيحي تحديدا ووفاقي في الشكل والمضمون كالعماد ميشال سليمان، يدفع النظام السوري إلى مزيد من الإنتقام والتخريب والتفجير، لذا فإن المقاطعة تشكل ردا عربيا على آلة القتل السورية وعلى سلوك نظامه الذي لا يقيم وزنا للقرارات الدولية ولسيادة لبنان وإستقلاله".

وقال:" لن يكون لبنان شاهد زور على تهميش الدور المسيحي في هذا الشرق والذي يعطي القمة العربية نكهة التنوع والتعددية التي ألغتها أجهزة المخابرات السورية كيف لا والنظام الشمولي لا يستوعب القمة المقررة بحكم الأبجدية في دمشق".

وأضاف: " ليكتف بشار الأسد بأحمدي نجاد الذي يعمل على تدمير عروبة المنطقة بالتنسيق والإنسجام مع القرار الصهيوني عبر واجهة سورية تستفيد وتريد أن تحكم وتتحكم بمصير المنطقة عبر الإرهاب"، ورأى "أن ثمة من في الداخل لا يؤمن بهوية لبنان وكيانه وإستقلاله، فقال إرفعوا أيديكم عن لبنان ولملموا عصاباتكم من الشوارع وأحزموا خيمكم من وسط بيروت وكفوا عن التعطيل والتخوين والتهديد والوعيد"، وأنتقد "كلام البعض عن الحروب المفتوحة وإستباحة لبنان"، ودعا إلى "سحب السلاح العشوائي الذي يوزع على زمر عائدة وأحزاب بائدة".

النائب ابو فاعور

وتحدث بإسم الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وائل ابو فاعور، فقال: "تعلمنا من كمال جنبلاط أن البداية من فلسطين والنهاية في فلسطين، من العملية التي قام بها الفدائي علاء أبو دهيم في القدس المحتلة الذي أطلق الرصاص بإسم كل العرب وبإسم كل الأحرار في هذا العالم، لأن حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن حقه وواجبه أن يرفع البندقية والأجساد المتفجرة، فلا يجوز أن يبقى كل يوم ضحية لمحرقة وجريمة من العدو الإسرائيلي، لأنها بحد ذاتها جريمة والرد على الجريمة بعملية فدائية هو قمة الحق ، وليس فيها إعتداء على أحد، هذه هي ثوابت كمال جنبلاط وحزبه"، ودعا "الشعب الفلسطيني وقياداته إلى التوحد فيما بينها"، وإعتبر "أن لاإنتصار للقضية الفلسطينية إلا حين تتوحد كل الفصائل من فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والديموقراطية وكل تلاوين الشعب الفلسطيني".

وأضاف:" نعم غزة محاصرة، لكن غزة يجب ألا تحاصر نفسها وألا تقبل أن تحاصر نفسها وعليها أن تتمرد على الحصار من الداخل بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وواجب العرب أن يقفوا مع فلسطين وهم يقفون معها ولكن واجب بعض الذين يدعون العروبة أن يتوقفوا عن الإبتزاز والمزايدة ،وواجب بعض الأنظمة الإقليمية أن تتوقف عن التلاعب بالجرح الفلسطيني".

وأكد "أن المبادرة العربية مستمرة، وهي مبادرة عادلة وموضوعية وقوية وتمثل فرصة للبنان، وهي قوية بروحها التوافقية وبمضمونها التصالحي وببنودها التي تقترح أولا إنتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وهو مرشح وفاقي لكل التلاوين السياسية في لبنان، ولأنها تقترح توزيعا وزاريا عادلا يحفظ منطق الأكثرية السياسية والأقلية السياسية ومبدأ الشراكة وفق ما تقترح بأن يكون للأكثرية ما دون النصف زائدا واحدا، وأن يكون للأقلية ما دون الثلث المعطل، وهي عادلة لأنها تقترح أن يتم الإتفاق على قانون إنتخاب عادل يمهد لمرحلة جديدة من النظام السياسي اللبناني وهي مبادرة تكتسب دعما من الشرعية العربية ومن منبتها وتحاول أن تؤمن الحضانة العربية للبنان وهي مطلوبة ومرغوبة ويجب أن تنفذ بحذافيرها"، ولفت إلى "أنها تتعرض لعملية إسقاط من قبل البعض ، خارج لبنان وداخله لأنها وفاقية وعادلة، ولأن هذا البعض يريد أن يختطف لبنان من عروبته وإنتمائه لحسابات إقليمية إيرانية أو غير إيرانية".

وأضاف: " لبنان اليوم يحظى بدعم وإحتضان عربي إلا من قلة مارقة، عابرة تدعي العروبة، وقد حاولوا إسقاط المبادرة مرة عبر تغيير نصوصها ومرة عبر التلاعب ببنودها وتقديم بند على آخر وتعديلها والتحايل مضمونها، لكن المبادرة مستمرة وهي الوحيدة القادرة على إخراج لبنان من مأزقه".

وإعتبر النائب أبو فاعور "أن الدعوة إلى القمة العربية جاءت على قاعدة اللصوص الذين يعبرون الليل خلسة، ونحن في الأساس نقتنع أن دعوة لبنان مستحقة بحكم عضويته في الجامعة العربية وهي ليست منة ولا منحة ولا هدية من أحد ، وقد صودف أن القمة العربية بحكم الأبجدية وبحكم مبدأ الدورية التي ظلمتنا هذه المرة أنها ستنعقد في دمشق ، والنظام السوري من الأساس مجبر على ساق واحدة أن يدعو لبنان إلى هذه القمة والدعوة بهذا الشكل فيها إعتراف بشرعية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وهي لا تحتاج إلى إعتراف بل شرعية هذه الحكومة تنطلق من كونها صمدت ضد محاولات إنقلاب النظام السوري. لذلك لا نفرح بمجيء الدعوة فنحن لا نعتبر أن مجيئها بالأمر الكبير الذي يستحق أن يناقش أو أن يتم التوقف عنده ،المسألة الحقيقية والقضية الحقيقية هي قضية المشاركة في القمة ونتائجها، والطريقة التي تمت فيها الدعوة إهانة لكرامة لبنان ولكن فيها إدانة للنظام السوري الذي يأبى أن يعترف بلبنان وبحقيقة مرة هو أن لبنان يسبح اليوم ببحر من الإحتضان العربي والدولي فيما هو يغرق في عزلة تكاد تكون قاتلة، وهذا هو مرد المرارة عنده فكيف يمكن أن يكون لبنان الذي طالما تعاملنا معه كمحافظة تابعة كإقليم سلخ عنا في لحظة تخل كيف يمكن لهذا اللبنان، أن يكون بهذا الإحتضان العربي".

وقال:" ليس بين الدول العربية والنظام السوري قضايا عالقة بإستثناء القضية اللبنانية والفلسطينية وما يحدث في العراق ، فلا خلاف حدودي بين المملكة العربية السعودية والنظام السوري، ولا خلاف مائي بين هذا النظام ومصر، ولا خلاف بينه وبين دول الخليج العربي على تقاسم مغانم ما، الخلاف هو أن هناك دول عربية تريد لبنان سيدا مستقلا مستقرا عربيا حرا، وهناك نظام يريد أن يخضع لبنان لوصايته مجددا".

وأضاف:" هناك أكثر من وجهة نظر، وجهة نظر وليد جنبلاط واللقاء الديموقراطي أي مشاركة في القمة ستكون بمثابة المسامحة للنظام السوري عن كل موبقاته وعن كل التعطيل الذي مارسه في لبنان وبمثابة مكافأة عما يقوم به من تعطيل ومن إسقاط لموقع رئاسة الجمهورية، ونحن لا نقبل إلا برئيس جمهورية لبناني وطني مسيحي منتخب يمثل لبنان في القمة وأي تمثيل آخر عبر أي مندوب آخر هو إسقاط للتنوع اللبناني ، وهذا السؤال ليس سؤالا مسيحي والتمثيل برئيس مسيحي ليس مطلبا مسيحيا هو مطلب لبناني، وإخراج المسيحيين من النظام السياسي في لبنان ليس نكسة للمسيحيين وليس نكسة فقط لفئة من اللبنانيين هو نكبة إسلامية قبل أن تكون نكبة مسيحية وهو خسارة إسلامية قبل أن تكون خسارة مسيحية وهي خسارة للتنوع اللبناني وخسارة للصيغة اللبنانية التي خرج عليها الكثيرون وكنا منهم في السابق في لبنان، وعدنا إلى هذه الصيغة لأنها تحفظ التنوع والتعدد وأي مشاركة في إسقاط موقع الرئاسة في القمة ستكون إهانة للبنان وللعروبة لأن العروبة تحتاج إلى هذا التنوع والتعدد، والأمر ليس بريئا فمرة يطرحون الإستفتاء مباشرة من الشعب ومرة يطرحون الثلث المعطل ومرة يطرحون إنتخاب رئيس للجمهورية مباشرة من الشعب واليوم يطرح مشاركة لبنان في وقت ليس فيه رئيس جمهورية مسيحي، كل هذه العناوين تعني أن المطلوب هو أن يدفع المسيحيون في لبنان إلى الركن المظلم والركن المهمل من الحياة السياسية في لبنان وهذا مرفوض قبل أن تكون خسارة مسيحية، وأن إنعقاد القمة دون رئيس لبناني ستكون نقيصة لمستقبل العرب ولمستقبل المسيحيين في لبنان الذين كانوا أول من أسس وأطلق النهضة العربية، والفكرة القومية، وأن الموقف الفعلي المطلوب من القمة العربية ومن العرب هو إحتضان لبنان وحمايته وعلى العرب أن يعرفوا أن سقوط لبنان في الفلك السوري الإيراني، يعني أن العرب سيدافعون عن أنفسهم في المرة القادمة عند أعتاب بيوتهم، لأن المعركة التي تخاض في لبنان ليست معركة لبنان فقط ، بل هي معركة العرب كما حال فلسطين والعراق"، وإعتبر "أي مشاركة في القمة ستكون بمثابة المسامحة للنظام السوري عن كل موبقاته وعن كل التعطيل الذي مارسه في لبنان وبمثابة مكافأة عما يقوم به من تعطيل ومن إسقاط لموقع رئاسة الجمهورية".

وإعتبر "أن موقف وليد جنبلاط واللقاء الديموقراطي سيطرح على قوى 14 آذار وعلى الحكومة اللبنانية، وسنقول قولنا في الحكومة اللبنانية، وأن لبنان يجب ألا يكون مهتما بتفاصيل الدعوة لأن هذه متاهة وملهاة سياسية".

 

غزال: مؤتمر الفريق الاكثري في ال"بيال" دعا الى الوصل مع المشروع الاميركي

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" محمد غزال، في كلمة القاها في حفل تأبيني في بلدة معركة، "ان العنوان الذي حمله مؤتمر الفريق الاكثري في ال"بيال" هو عنوان تضليلي لان مؤتمرهم انتهى الى الدعوة للوصل مع المشروع الاميركي على حساب الوصل مع الشريك اللبناني". وقال:"ان الاستمرار في هذا المنطق هو قضاء على السيادة والاستقلال وخروج عن الدستور وقيم العيش المشترك وتهديد لاستقرار البلد وسلمه الاهلي".

ورأى غزال "في التصريحات المتواصلة للادارة الاميركية بدءا من رئيسها الى أصغر مسؤول فيها تدخلا في شؤوننا الداخلية وتشجيعا على المزيد من الانقسامات والفتن بين اللبنانيين"، معتبرا "ان دعوة او نصائح المسؤولين الاميركيين لمقاطعة القمة العربية في دمشق تستأهل ردا عربيا، لان السكوت على مثل هذه النصائح المسمومة هو إذعان ورضوخ امام الارادة الاميركية التي لا تعمل الا لمصلحة العدو الاسرائيلي". وأكد غزال "ان المعارضة الوطنية اللبنانية، التي لم تطلب سوى الشراكة في ادارة شؤون الوطن، لن ترضخ امام التهديدات الاميركية والبوارج التي تمخر عباب البحر مقابل سواحلنا، وان المعارضة ستبقى متمسكة بشعار المشاركة والوحدة الداخلية انطلاقا من إيمانها الثابت ان البلد لا يحفظ الا بهذه الصيغة التي قام على أساسها"، متوقفا امام قانون الانتخابات "الذي يعتبر الاساس في إعادة صياغة التركيبة السياسية". ودعا الى "قانون عادل يوحد لبنان ولا يجعله جزرا طائفية ومذهبية، لان لبنان الامتيازات والقائمقاميات ولى الى غير رجعة، وان الحنين الى هذا الزمن البائد هو ضرب من الخيال ليس له مكان الا في رؤوس اصحابه ولن يجد له طريقا الى ارض الواقع".

 

وفاة شقيق النائب السابق ربيعة كيروز

وطنية - 16/3/2008 (متفرقات) انتقل الى رحمته تعالى الشيخ قيس صبحي معوض كيروز شقيق النائب السابق ربيعة كيروز. يحتفل بالصلاة عن نفسه الساعة الثانية من بعد ظهر غد الاثنين في كنيسة مار انطونيوس المدواني - شليفا. وتقبل التعازي قبل الصلاة وطيلة ايام الاسبوع لغاية مساء الاحد في 23 الحالي في منزله الكائن في شليفا، ويومي الثلاثاء والاربعاء في 24 و25 الحالي في صالون كنيسة مار مطانيوس الجديدة من الساعة العاشرة صباحا ولغاية السابعة مساء.

 

الناصريون الديموقراطيون": وثيقة مؤتمر 14 شباط تسويق للرؤية الاميركية

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) رأت حركة الناصريين الديموقراطيين، في بيان اليوم، "ان ما ورد في وثيقة مؤتمر فريق 14 شباط لا يعدو كونه تسويقا للرؤية السياسية الاميركية الاستعمارية الجديدة في المنطقة وللمشروع السياسي الاميركي فيها لجهة اعادة تشكيلها سياسيا بما يخدم مصالحها واستمرارية وجود اسرائيل فيها، وذلك استنادا لما اسماه هذا الفريق في وثيقته "الاسس العربية لثقافة الوصل" التي تلغي الهوية السياسية للعروبة". وأشارت الحركة في بيانها الى "ان مضمون وثيقة المؤتمر وما خلصت بنتيجته لا يمكن وضعه في خانة الافكار او الحلول التي تساعد لبنان على الخروج من أزمته الراهنة والتي يتحمل مسؤوليتها هذا الفريق بالذات بفعل استئثاره بالسلطة، ذلك ان فحوى الوثيقة التي دعت الى "الاعتراف بالآخر والى احترامه وعدم السعي الى الغائه" يتناقض تماما مع تصرفات هذا الفريق تجاه المعارضة برفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية معها". ودعت "فريق 14 شباط الى وجوب التريث في اطلاق التوصيفات غير الدقيقة بحق المقاومة والى النظر بعين الواقعية الى الانجازات الوطنية التي حققتها هذه المقاومة لمصلحة لبنان واللبنانين"، مؤكدة ان المقاومة لم تقدم نفسها يوما بديلا عن الدولة بل كانت على الدوام داعمة لبناء الدولة العادلة والقوية والقادرة على حماية سيادتها وقرارها الوطني الحر البعيد عن املاءات اميركا واسرائيل".

 

الديموقراطي": العثور على عبوة قرب قصر خلدة على طريق يسلكها أرسلان

لإجراء التحقيقات اللازمة والسريعة لتوضيح ملابسات هذه المسألة الخطيرة

وطنية - 16/3/2008 (سياسة) صدر عن مديرية الاعلام في "الحزب الديموقراطي اللبناني"، البيان الآتي: "فوجئنا قبل ظهر اليوم بالعثور على عبوة ناسفة على بعد خمسين مترا من المدخل الشرقي لدار خلدة، على جانب الطريق التي يسلكها عادة رئيس الحزب الأمير طلال ارسلان، كانت معدة للتفجير في أية لحظة، وعملت فرقة من الجيش اللبناني على تفجيرها في مكانها عند الثانية عشرة من ظهر اليوم. ان الحزب يضع هذا الحادث في موقع الاستهداف المباشر لرئيس الحزب ويدعو الجيش اللبناني الذي يثق به كل الثقة الى اجراء التحقيقات اللازمة والسريعة لتوضيح ملايسات هذه المسألة الخطيرة التي تهدد الأمن الشخصي لرئيسه، في الوقت الذي دعينا مرارا وتكرارا الى تعزيز الاجراءات الأمنية في محيط قصر خلدة من قبل السلطات المعنية، الا أنه للأسف الشديد لم نجد حتى الآن أي تجاوب على هذا الصعيد. ان الحزب الديموقراطي اللبناني اذ يدين هذا العمل المستنكر والجبان يجدد دعوة السلطات الأمنية والقضائية الى تحمل مسؤولياتها كاملة خصوصا وان الذين يقومون بهذه الأعمال يهدفون من خلالها الى الاصطياد في المياه العكرة وتهديد السلم الأهلي الذي طالما تمسكنا به".

وإذ أعلن الحزب في بيانه أن "مثل هذه الأعمال لن ترهبه ولن تخيفه"، دعا أنصاره الى "التزام الهدوء وعدم الانجرار وراء المحاولات الهادفة الى اثارة الفتن".