المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم الإثنين 24 /آذار 2008

إنجيل القدّيس مرقس .14-9:16
قامَ يسوعُ فجْرَ الأَحد، فتَراءى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المِجْدَلِيَّة، تلكَ الَّتي طَرَدَ مِنها سَبعَةَ شَياطين.فَمَضَتْ وأَخبرَتِ الَّذينَ صَحِبوه، وكانوا في حُزْنٍ ونَحيب.فلَمَّا سَمِعوا أَنَّه حَيٌّ وأَنَّها شاهَدَته لم يُصَدِّقوا.وتَراءَى بَعدَ ذلكَ بهَيئَةٍ أُخرى لاثنَينِ مِنْهُم كانا في الطَّريق، ذاهِبَينِ إِلى الرِّيف،فرَجَعا وأَخبرَا الآخَرين، فلَم يُصَدِّقوهما أَيضاً. وتَراءَى آخِرَ الأَمرِ لِلأَحَدَ عَشَرَ أَنفُسِهم، وهُم على الطَّعام، فَوبَّخَهُم بِعَدَمِ إِيمانِهِم وقَساوَةِ قُلوبِهم، لأَنَّهم لم يُصَدِّقوا الَّذينَ شاهَدوه بَعدَ ما قام.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الفصح على مذبح كنيسة الباحة الخارجية
شخصيات حضرت للتهنئة والشيخان قبلان وحسن والرئيس السنيورة اتصلوا: جوهر العيد التقرب من الله وما نشهده من انقسام وإسفاف لا يطمئن
نسأل السيد المسيح القائم من رقدة الموت أن يجود علينا بالسلام
وطنية- 23/3/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس أحد الفصح المجيد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، المطران شكرالله حرب، امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، امين سر البطريرك الخوري ميشال عويط والقيم البطريركي العام الخورب جوزف البواري، وفي حضور النائبين بيار دكاش وسمير عازار، الوزيرين السابقين ميشال اده ويوسف سلامه، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري، مدير "الوكالة الوطنية للاعلام" الأستاذ اندريه قصاص، قائد الدرك العميد انطون شكور، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، قائمقام كسروان والفتوح ريمون حتي، المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف صفير، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير، المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، مستشار العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" المحامي جوزف نعمة، الدكتور انطوان زخيا صفير، آمر فصيلة جونيه في قوى الامن الداخلي الرائد روبير رحال، المدير العام السابق للعلاقات العامة في "طيران الشرق الاوسط" خطار حدثي، مديرة "مركز الدراسات والهجرة" غيتا حوراني، المدير العام لمسشتفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، المهندس جو صوما والعديد من الفاعليات السياسية والنقابية والعسكرية والتربوية والمؤمنين.
بعد الإنجيل، ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان : "إنه قام وليس هو هنا"، قال فيها: "قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي البرهان الأكبر على إنه إله، وليس إنسانا، وما سبق في تاريخ البشر ان مات إنسان وقام بقواه الذاتية. وقد ثبتت قيامته هذه بشهادة شهود صادقين، عاشوا مع يسوع وإستمعوا إلى كلامه وأقواله، ورأوا ان الله أباه قد أعلن، بإقامته إياه من رقدة التراب، إنه إبنه الوحيد، وهو على ما قال أحد الآباء: "يسوع المتروك من الله، قام منتصرا على الموت. وقد برر بذلك رسالته، وتصرفه، وحتى شخصيته. وبرهن على ان طريقه هو الطريق القويم، وأظهر ان شخصه له معناه، النهائي، الوحيد، بالنسبة الى كل الذين يوطدون إيمانهم عليه، فهو ابن الله، ورسوله الى العالم، وكلمته الذي صار جسدا".
أضاف: "لولا الفصح، لما كان السيد المسيح سوى رجل إغتيل وهو بريء، او مهووس مني بالفشل، إنه ينبوع لا لرجا، إنما لشك، وتسليم مطلق، غير أنه مع حادثة قيامته، فهو ابن الله المجيد، الجالس عن يمين أبيه، والوسيط الذي لا بد منه للخلاص، على ما يقول بولس الرسول: "فمن الذين يدين؟ هو المسيح يسوع الذي مات، بل أقيم، وهو أيضا عن يمين الله، وهو أيضا يشفع لنا". وهذه الحقيقة ترجمها المسيحيون الأولون بقولهم: "يسوع المسيح هو الرب"، على ما يقول ايضا بولس الرسول: "ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو الرب لمجد الله الأب". إذن هذا هو ملك المسيح الحالي الذي دشنته القيامة، وصعوده للجلوس عن يمين أبيه، الذي هو في صلب إيمان المسيحية الأولى. والتأكيد ان المسيح يملك الآن على الكون كله، وانه أعطي كل سلطة في السماء وعلى الأرض، هذه هي النقطة المركزية، التاريخية، والعقائدية، التي يرتكز عليها الإيمان المسيحي. وهذه المجاهرة بالإيمان تتم قفزة نوعية بالنسبة الى المراجع الى المسيح، وهي تعترف به انه "الهنا معنا" ، على ما قال الرب بالنبي: "ها ان العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعى اسمه عمانوئيل"، أي الهنا معنا. ان مبدع الحياة، والمخلص الذي لا غنى عنه، وقيمة الوجود الحاسمة، والموحدة، على ما يقول بولس السول عينه: "لست بعد أنا الحي، بل المسيح هو الحي في. وان كنت، الآن حيا في الجسد، فإني حي بإيمان إبن الله، الذي أحبني وبذل نفسه عني". ان ما تمتاز به المسيحية هو انها تعتبر المسيح يسوع جوهريا، يشكل قاعدة حاسمة بالنسبة الى علاقات الإنسان مع الله، ومع القريب، ومع المجتمع، وتعتبره بحسب ما تقوله التوراة: يسوع المسيح".
وتابع: "لا بد اذن لانسان اليوم من ان يتبع الطريق الذي إتبعه المسيحيون الأولون، فيذهب من يسوع التاريخ الى يسوع الإيمان، والإعتراف بأن يسوع المسيح هو نقطة الوسط من مخطط الله الخلاصي.وهذا المسيح هو حي الآن في الكنيسة التي تحتاج دائما اليه. وعلينا ان نتقبله كما تقدمه الكنيسة لنا، على الرغم من حدود التبشير به. والتقرب من المسيح لا يمكنه ان يغنينا عن العودة الى الكنيسة، ذلك لان الإيمان به مرتبط ارتباطا دائما بشهادة الرسل، التي انتقلت الى الجماعة الكنسية فجسدتها، ولأن المسيح لا يمكن فصله عن كنيسته.ويمكننا ان نستخلص من الكتاب المقدس ان المسيح ليس فقط هو أخ لنا، ومعلم حياة، بل هو في أساس تبريرنا، وهو رأس الكنيسة. وقد أحاط نفسه، في حياته على الأرض، بحلقة رسل نجد من بينهم الإثني عشر،ويعلن انه قد حسن للأب أنيعطي هذا القطيع الصغير ملكوته. وهو يدعوهم بيعته او كنيسته. وهو قد كشف لهم أسرار الملكوت. وقد أقام على الكنيسة مسؤولين أعطاهم سلطات واسعة بقوله لبطرس: "سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على ارأض يكون مربوطا في السماوات، وما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات". وعلاوة على ذلك وكل الىكنيسته، وبالتالي الى رسله من يخلفهم في القيام بالرسالة مهمة خاصة، هي مهمة التعليم، والتعميد، ومغفرة الخطايا، ومواصلة العشاء الفصحي. وجعل نفسه واحدا معهم عندما قال: "من يسمع لكم يسمع لي، ومن يرفضطكم، يرفضني، ومن يرفضني يرفض الذي أرسلني".
أضاف: "ان يسوع المسيح يدخلنا في صميم حياة الله، ويكشف لنا انه ليس مستوحدا، لكنه معطاء سخي، أقام شراكة محبة مع الأب، والإبن والروح القدس. وإله يسوع المسيح هو إله يحب دونما تفرقة، ويفصح عن الأبناء الضالين، وهو قد تدخل في تاريخ البشر فأرسل إبنه، فعاش بين الناس ليدشن ملكوت السماوات. وأقامه من بين الأموات، بعد ان رافقه وسانده بقدرته في حياته على الأرض. وإله يسوع المسيح هو إله المستقبل الذي سيحاكم الناس على المحبة التي نبديها تجاه اخواننا الوضعاء، والذي يعد لأبنائه الملكوت الأبدي. ومع الله المحب، والقدير على كل شيء، تجد الحياة أقوى مرتكزاتها وتتحول طريقا يقود الى الأب السماوي".
وتابع: "ليس في العيد ما يبعث على الفرح والبهجة، اذا نظرنا الى العيد نظرة عادية بشرية، وأسباب القلق نعرفها جميعا، ولا حاجة بنا الى تعدادها. وما نشهده من انقسام في الرأي، وفرز في الصفوف، وتباعد في وجهات النظر، وإسفاف في لغة التخاطب، كل هذا لا يطمئن. غير ان جوهر العيد لا يكمن في المظاهر البشرية، وجوهره هو التقرب من الله، والعمل بارادته، والتقيد بوصاياه، والاتكال عليه، وهو لا يريد لأبنائه الا الخير، هذا اذا قمنا بما توجبه علينا حالة كل منا من واجبات. ان بولس الرسول كان يقول: "أني أفرح بالآلام التي أعانيها من اجلكم، وأتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح، من اجل جسده الذي هو الكنيسة". فلنعتصم بايماننا، ولننتظر الفرج من الله، وهو لا يخيب المتكلين عليه". وختم: "إنا إذ نهنئكم جميعا بهذا العيد، نسأل السيد المسيح القائم من رقدة الموت، ان يجود علينا وعلى منطقتنا بالسلام، ويعيد عليكم أعيادا عديدة ملؤها البركة والخير والسلام".
استقبالات
بعد القداس، استقبل البطريرك صفير المهنئين بالعيد في الصالون الكبير للصرح ومن أبرزهم: النواب الدكتور بيار دكاش وعبد الله حنا وفريد الخازن، ممثل رئيس "كتلة المستقبل" نادر الحريري الذي أوضح أن الزيارة للمعايدة ولنقل معايدة النائب سعد الحريري وتحياته، مؤكدا "أن التواصل قائم ومستمر مع سيد بكركي لقيامة لبنان من محنته". واستقبل كذلك النائبين السابقين ميشال خوري واوغست باخوس، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي انطوان خير، نقيب المحامين رمزي جريج، النقيب السابق للمحامين شكيب قرطباوي، المحامي سمير عبدالملك، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن جورج خوري، رئيس الحركة اللبنانية المهندس جون مفرج، رئيس تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، رئيس تجمع "لبنان المعرفة" نبيه الأعور ورئيس الكشاف الماروني المحامي جوزف خليل.
ولمناسبة الفصح المجيد تلقى البطريرك الماروني سلسلة اتصالات من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشعي الأعلى الشيخ عبدالامير قبلان، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الرئيسين السابقين رشيد الصلح وسليم الحص، النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس والنائب السابق حسن الرفاعي.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 23 اذار 2008
ورد في الصحف هذه الاسرار
البلد
يترقب اللبنانيون في عطلة الفصح ثلاث محطات الاولى مع الرئيس بري الثانية مع السيد نصرالله والثالثة لمجلس الوزراء لتلمس ملامح مرحلة ما بعد القمة العربية
تردد ان هناك تزايدا في الطلب على شقق للايجار لجهات لبنانية في مدن سورية مختلفة
ذكرت مصادر دبلوماسية عريقة ان لحضور رئيس جمهورية لبنان القمة العربية اهمية خاصة مشيرةالى اقتراح الملك فيصل عام 1974 بتوكية الرئيس سليمان فرنجية للتحدث باسم العرب في الامم المتحدة
المستقبل
عُلم أن العديد من العائلات في البقاع يشترون منازل في منطقتي المتن وكسروان، تحوّطاً لاحتمال تعرّض منطقتهم لاستهدافات إسرائيلية.
قالت أوساط في نيويورك إن تقرير لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي سيقدّمه بيلمار في 27 الجاري سيكون طابعه تقنياً.
لاحظت أوساط غربية أن فكرة المؤتمر الدولي حول لبنان جدية، وأن بحثها سيتبلور في مرحلة ما بعد القمة العربية.
النهار
اسرار الآلهة : يعتصم رئيس تيار بارز بالصمت منذ فترة.
من المسوؤل: قال مرجع ديني ان سوريا عندما تعمل على ابقاء كرسي رئاسة الجمهورية في لبنان فارغاً، فمن الطبيعي ان يبقى هذا الكرسي فارغاً ايضاً في قمة دمشق.
لماذا :جدول اعمال مجلس الوزراء يرسَل الى الوزراء المستقيلين ويضع بعضهم ملاحظات عليه!

 

الكاثوليكوس آرام الاول ترأس قداس الفصح في كاتدرائية مار غريغوريوس-انطلياس
لبنان سيظل بلد التعايش الإسلامي-المسيحي وسنوطد التعايش باحترامنا تقاليدنا
وطنية - 23/3/2008 (سياسة) ترأس كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس آرام الأول، لمناسبة عيد الفصح المجيد، الذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار غريغوريوس المنور في انطلياس، في حضور حشد من المؤمنين. والقى عظة شرح فيها معاني القيامة واسبوع الآلام، مشددا على "ان قيامة يسوح المسيح هي انتصار الحياة على الموت، بقيامته منح المسيح الحياة الى البشرية جمعاء، حياة نابعة عن القيم الروحية والأخلاقية، حياة مصانة بالمحبة والتفاهم المتبادلين، لذا فان الإحتفال بقيامة المسيح هو إحتفال نصرة الحياة على الموت". وتطرق الى الوضع الداخلي فقال:" لا يزال لبنان يواجه صعابا جمة، أبرزها غياب رئيس للجمهورية، الاستقطاب في الحياة السياسية، الازمات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يواجهها الشعب، الهجرة الدائمة والمستمرة، ومشاكل عدة تقلق الشعب اللبناني، إزاء هذه الأوضاع الحرجة لا نستطيع ان نستمر لا مبالين، اننا نسأل القادة السياسيين والنواب، أنتم الذين انتخبكم الشعب لتدافعوا عنه وعن مصالح الوطن العليا، تتخلفون في واجباتكم تجاه الشعب والوطن. يبحث الشعب عن السلام والعدالة والامن، كما انه ينتظر تطبيق القانون واحترام الدستور، ولكن يا للأسف، ان الساحة اللبنانية مليئة بمظاهر سلبية وانعدام ثقة تأخذ البلاد الى الضياع والهلاك الذاتي، ان الوطن فوق كل الاعتبارات، وكذلك مصالح الناس العليا هي فوق كل المصالح الشخصية. هذا يجب ان يكون المبدأ الأساسي في توجهات المسؤولين اللبنانيين". اضاف: "نأسف ان نشهد بأن ثقافة الموت والخوف بدأت تلقي بظلالها على حياتنا اليومية، اننا نرفض هذا النوع من الثقافة، نرفض ان نسيطر بالشر والخوف والقوة، مهما حصل، سيظل لبنان بلد التعايش، التعايش الإسلامي-المسيحي، وإننا سوف نوطد هذا التعايش السلمي بتشبثنا واحترامنا لقيمنا المشتركة وتقاليدنا العريقة ونعمل جاهدين لترسيخهما في حياتنا العامة".

 

مصادر مطلعة تعزو القرار إلى دور سوريا المعرقل في لبنان: مبارك لن يشارك في قمة دمشق
وكالات/علمت "المستقبل" ان الرئيس المصري حسني مبارك قرر بشكل نهائي عدم المشاركة في القمة العربية التي تعقد بالعاصمة السورية دمشق السبت المقبل "مهما حدث من تطورات او تلقى من رسائل خلال الاسبوع الجاري"، وذلك تبعا للدور المعرقل لسوريا في لبنان، على ما قالت مصادر مطلعة. وكشف مصدر مسؤول ان قرار مبارك حتى الان هو ان يكلف رئيس الوزراء احمد نظيف برئاسة الوفد المصري، الا انه لم يستبعد تخفيض مستوى التمثيل ليترأس الوفد وزير الخارجية احمد ابو الغيط، مشيرا الى ان القرار النهائي سيعتمد على نتيجة اتصالات تجري حاليا بين اكثر من عاصمة عربية للتنسيق بشأن التوصيات المنتظر صدورها من المؤتمر. واكد المصدر ان هذه الاتصالات لن تغير من قرار الرئيس بشأن عدم مشاركته شخصيا وان المفاضلة لديه الان تدور بين تكليف نظيف ام ابو الغيط، وكذلك حول طريقة الاعلان عن غياب مبارك والاسباب التي سيتم الاستناد اليها، حيث ترى القاهرة ضرورة عدم احراج دمشق بإعلان استيائها صراحة من الدور السوري المعرقل لانتخاب الرئيس اللبناني الجديد. وتوقع المصدر ان يعلن مبارك عن قراره بعدم المشاركة يوم الاربعاء المقبل. من ناحية اخرى، يبدأ الرئيس مبارك غدا زيارة الى موسكو يشهد خلالها التوقيع على اتفاقية للتعاون في المجال النووي حيث استقرت مصر على اختيار روسيا كشريك في تقديم التكنولوجيا في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية (ا ش ا) عن أبو الغيط قوله إنه من المقرر أن يبحث مبارك مع القيادة الروسية مجمل العلاقات الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع في الشرق الأوسط ولاسيما بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والأزمة اللبنانية والشأن العراقي ومسألة دارفور وغيرها من القضايا الهامة مثل تطورات الأزمة حول الملف النووى الايراني.ولفت الى أن مصر يهمها أن تستمع أيضا لوجهة النظر الروسية بشأن الوضع في منطقة البلقان خاصة بعد اعلان اقليم كوسوفا للاستقلال من جانب واحد. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن السفير المصري في موسكو عزت سعد قوله امس (ا ف ب)، ان هذه الزيارة تأتي "في مرحلة دقيقة تشهد فيها عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين جمودا والاوضاع في غزة تفاقما". وتابع "من الاهمية بمكان في هذه المرحلة ان تجري مصر مشاورات وان يحصل تبادل افكار مع روسيا"، وان مبارك سيزور موسكو قبل موعد القمة العربية المقررة في 29 و30 اذار (مارس) في دمشق. وقال السفير ان هذه الزيارة ستكون "مناسبة للقاء الرئيس الروسي المنتخب ديميتري مدفيديف" الى جانب المحادثات المقررة مع الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين. ويتوقع ان يتولى مدفيديف الذي انتخب في الثاني من الجاري، مهامه في السابع من ايار (مايو). وسيوقع البلدان خلال الزيارة "اتفاق اطار" للتعاون في المجال النووي المدني سيسمح لموسكو بالمشاركة في استدراج عروض يريد المصريون اطلاقها لبناء مفاعل نووي.

 

 دعم روسي لحظر تزويد الميليشيات في لبنان بالسلاح
وكالات/أعربت موسكو عن قلقها البالغ من الاحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة بين انصار حركة "فتح" ومقاتلي "جند الشام". وقال الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين: "لا تزال عالقة في الذاكرة حركة التمرد التي أشعلها المتطرفون في مخيم فلسطيني (نهر البارد) صيف العام الماضي. والصدامات الاخيرة تزيد الوضع تعقيدا في ظل الازمة السياسية المتواصلة في لبنان". وحذر كامينين من "ان تؤدي الصدامات التي تندلع بصورة متتالية بين الاحزاب والحركات المسلحة والتهديد بإستخدام القوة الى نزاع مفتوح يصعب التكهن بتداعياته على لبنان والمنطقة". وإذ تحدث عن انه "في ظل هذه الظروف تلجأ مجموعات مختلفة في لبنان الى تعزيز قدراتها العسكرية"، قال ان بلاده "تدعو بحزم الى التطبيق الالزامي لبنود القرار الدولي 1701 وقرارات مجلس الاخرى التي تحظر مد وتزويد المنظمات غير النظامية فوق الاراضي اللبنانة بالاسلحة". وجدد كامينين التأكيد ان موسكو "دعمت وتدعم النظام الدستوري في لبنان ومؤسساته الشرعية وسيادة هذا البلد الصديق واستقلاله السياسي"، ختم بالقول: "اننا نعتقد جازمين بأن اعضاء مجلس الامن الدولي كافة يلتزمون هذا الموقف".

 

النائب عطاالله: المحكمة قادمة والحياة للأقوياء في نفوسهم لا للمجرمين الضعفاء
وكالات/وجه أمين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب الياس عطاالله، في ذكرى مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي الشهيد كمال جنبلاط، الكلمة الآتية:
"هذا العام، وعلى جاري العادة ككل عام منذ 16 آذار 1977، وأنا أضع الوردة على ضريح المعلم ارتسمت امام ناظري حقول من الورد على امتداد الوطن. لا أدري لماذا تملكني شعور عميق ان نظام مصاصي الدماء، نظام البعث نظام مافيا الإغتيال لن يتمكن من النجاة. خارج التحليلات الإقليمية والدولية تملكتني قناعة راسخة ان شعبا يدافع عن سياجه، عن حريته، عن استقلاله، رجل بحجم قامة كمال جنبلاط وحتى الإستشهاد لا يمكن ان يخضع. كسر المعلم جدار الخوف، جدار الصمت، ترك كرسي التأمل والاستشراف ممتشقا سيفه متقدما الصفوف في وجه البرابرة. مصاص الدماء لم يدرك خطورة جريمته. لم يدرك وعورة الدرب الذي سلك. وكأني بكمال جنبلاط أدرك عمق إرتباط وتلازم هذا النظام ومشروع التدمير والتخريب تجاه لبنان وسوريا وفلسطين والهوية العربية، فقدم المثال مبكرا وعلى درب المعلم سار الأحرار. وفي مواجهة الورثة الجدد لمافيا القتل لنظام البعث وقف دولة الرئيس رفيق الحريري الذي فجر استشهاده إنتفاضة الإستقلال. ومعه باسل وبعدهم سمير وجورج وجبران وبيار ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرنسوا الحاج ووسام عيد وكوكبة شهداء الجيش ومئات وألوف من احرار هذا الشعب وسبقهم رؤساء ورجال دين ومثقفون ومقاومون. ولا ننسى قادة شعب فلسطين كم عانوا من هذا النظام المجرم. وشعب سوريا واحراره كم دفعوا من اعمارهم واحلامهم. ملحمة بطولية؛ لا الشعوب بخلت بالعطاء ولا القادة رف لهم جفن، ملحمة من المواجهة المستمرة بين عصابة القتل المتوارثة واحرار لبنان وسوريا وفلسطين والعرب. عقدوا الأحلاف الجهنمية تحت الطاولة وفوقها من ايران إلى إسرائيل تنازلوا عن الأرض من الجولان إلى تركيا. ليتفرغوا لقتل احرار هذا البلد. انهم ورثة قلعة حسن الصباح ورثة مدرسة الإغتيال والإرهاب والترويع. اليوم نقول لهم سقط الرهان فنحن ورثة صلاح الدين، راهنتم على خوفنا. قتلنا الخوف. والجلاد ينهار أمام صمود الضحية. صمد لبنان، صمدت الحرية والديموقراطية، صمد الإستقلال، وصمدت المحكمة والحكومة الشرعية. وللحكومة الشرعية اليوم نقول بوركت, وتذكري أن من يرتكز على تراث كمال جنبلاط ورفيق الحريري وشهداء الحرية والتقدم عليه أن يدرك بعمق مكامن القوة وعليه أن يحكم وفقا لمشروعية إرادة الشعب ومشروعية التضحيات، عليه رغم سيل سياسات الإرهاب والتخريب والفوضى والتعطيل أن يتقدم وأن يبتكر وسائل التواصل مع مصالح الناس ومستوى عيشهم ومعالجة معدلات الغلاء, وأن يوفر لهم وللوطن قوى الأمن والأمان، ما من شأنه شل قوى الأمر الواقع وصيانة السلم الأهلي. سلام عليك يا معلم، سلام عليك يا رفيق الحريري، سلام على شهداء الحرية والتنور. ووعد أن احرار لبنان وسوريا وفلسطين سيغرسون وتد خشب الأرز أو الزيتون في قلب مصاصي الدماء وسينهون عصر العتمة والظلام. المحكمة قادمة، الحرية باقية. الجمهورية باقية وجهود التغييب والإستغاثة ساقطة سلفا لأن الحياة للأقوياء في نفوسهم لا للمجرمين الضعفاء".

 

"اللقاء الوطني للسيادة": لمعالجة ملف السلاح داخل وخارج المخيمات
وطنية - 23/3/2008 (سياسة) رأى رئيس "اللقاء الوطني للسيادة" الدكتور حبيب الزغبي في بيان اليوم، "ان توقيت الاشتباكات في المخيمات الفلسطينية هدفه دفع الملف الفلسطيني في لبنان وغزة الى تصدر اهتمام القمة العربية ومنع الازمة اللبنانية من احتلال الاولوية". ودعا الى التنبه الى "مخاطر الوجود المسلح غير اللبناني على ارضنا والى اخذ اجراءات حاسمة لمعالجة ملف السلاح داخل وخارج المخيمات للحصول على استقرار امني حقيقي في البلاد".

 

الشيخ قبلان اتصل بالبطريرك صفير وبالمفتي قباني مهنئا بالاعياد: مصلحة لبنان تقتضي مشاركته في قمة دمشق فلا حل فيه بمعزل عن سوريا
وطنية- 23/3/2008 (سياسة) أجرى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان اتصالا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير هنأه فيه بعيد الفصح المجيد، كما اتصل بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وهنأه بذكرىالمولد النبوي الشريف. وتم خلال الاتصالين التشاور بالاوضاع العامة وبموضوع مشاركة لبنان في مؤتمر القمة العربية المقرر عقدها في دمشق.
وأكد الشيخ قبلان على "ضرورة مشاركة لبنان في القمة العربية لأن له مصلحة كبيرة في هذه المشاركة وليس من مصلحته معاداة سوريا"، مكررا للبطريرك صفير وللمفتي قباني اقتراحه ب"تشكيل وفد من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وقائد الجيش العماد ميشال سليمان"، وطالبا منهما اقتراح او اختيار اي شخصية او وفد لتمثيل لبنان في هذه القمة المهمة والضرورية للبنان"، معتبرا "انه لا يجوز ان يغيب لبنان عن هذا المؤتمر العربي في ظروف صعبة ومعقدة يمر بها ويحتاج فيها الى مساعدة اشقائه العرب ووقوفهم الى جانبه لتجاوز الأزمات السياسية والامنية والاقتصادية التي يعاني منها، ومصلحته تقتضي هذه المشاركة ولا يمكن ان يكون هناك حل في لبنان بمعزل عن سوريا، يجب ان نفتح الجسور بين لبنان وسوريا وان تكون دائما آمنة وسالكة".
وختم: "لا يمكن ان تحل الازمة اللبنانية اذا بقينا نعاني من التأرجح في مواقفنا واذا بقيت موافقتنا على حضور القمة معلقة بهذا الشكل الذي قد ينعكس سلبا على لبنان الذي عليه ان يعمل لمصلحته كما تفعل الدول الاخرى الحريصة على مصالحها والالتزام بمقولة: ليس في السياسة عداوة او صداقة دائمة بل مصالح دائمة".

 

 نصر الله: هناك قوى محلية تحولت الى جيش لحد تتسلح وتتدرب لارباك المقاومة
وطنية -23/3/2008 (سياسة) اعتبر مدير "المركز الدولي للاعلام" رفيق نصرالله في لقاء سياسي نظمه "حزب الله" في البازورية، "أن امامنا قوى محلية تتحول بل تحولت الى جيش لحد آخر في الداخل وهي تتسلح وتتدرب، وتناط بها عمليات متوقعة كما يبدو لارباك جسد المقاومة، فثمة معلومات متوافرة عن أن مقدمة اي عمل عسكري اسرائيلي قد يمهد له هؤلاء بارباكات في الداخل وهم اختبروا ذلك مؤخرا"، مشيرا الى "ان وصول القطع البحرية الاميركية الى شواطئنا ليس للنزهة وليس كما اعتبر البعض عرض قوة بل لها مهمات محددة، وثمة من يرى، وهذا كلام اسرائيلي وغربي في بعض الصحف الغربية، ان الاميركيين سيكونون علنا شركاء في اي عمل اسرائيلي عسكري قادم باتجاه "حزب الله" او سوريا او ايران".
وقال نصر الله:" أننا في مرحلة اللاتسوية واللاامكانية لتسوية داخلية لأنه لم يعد هناك مكان يمكن ان نلتقي عنده مع هؤلاء الذين ارتهنوا تماما للأميركي، فنحن امام طبقة من المرابين السياسيين وبقايا مرتزقة من الذين يبدلون جلودهم على مدار الساعة، ممن كانوا اذلاء ليس امام السوري فقط بل قبله امام الاسرائيلي".
ودعا المعارضة الى "رفع عنوان تصفية الحسابات السياسية ضد كل من شارك في هذا المخطط، ويشارك، والى انشاء ما يشبه الحرس الوطني من اجل حماية ظهر المقاومة ممن يحملون سكاكينهم بانتظار ساعة الصفر، فهؤلاء لا شراكة معهم بل منطق واحد هو حسم الخيارات من قبل قوى الممانعة او المعارضة من اجل وطن حقيقي، لا الذهاب مرة اخرى تحت حجة الواقع اللبناني الى تسوية مهزوزة".
وختم:" كيف يمكن ان اكون شريكا في وطن، مع من كان شريكا مع الاسرائيلي ولا يزال، ومع من وقف مع شارون عند تخوم بيروت يعد كم بقي منا احياء، ومع من عمل دليلا للاسرائيلي حتى في حرب تموز، وكيف سأكون شريكا مع من كان جلادا في معتقل الخيام ومع من كان عميلا او هو ابن عميل، فلا يعتقد أحد ابدا اننا نسينا او سننسى ذلك". وكان نصر الله قد التقى مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق في مكتبه في صور، حيث تم التداول بابرز المستجدات السياسية الداخلية والاقليمية. واعتبر خلال اللقاء "أنه عشية القمة العربية التي تعقد في دمشق والتي يراد استخدامها من اجل الضغط على سوريا واحراج المعارضة في الداخل، أن هناك ثمة من بدأ يلوح بأن مرحلة ما بعد القمة ستكون اخطر مما هي عليه قبل القمة".

 

درغام: القمة العربية خير منبر لوضع العرب أمام واجبهم وحضورها واجب يفرضه قساوة وعبء حياة الشعب اللبناني
وطنية - 23/3/2008 (سياسة) أدلى رئيس حركة الناصريين المستقلين - المرابطون محمد درغام ولمناسبة ذكرى إسقاط الهوليداي إن على يد مقاتلي "المرابطون" وذكرى استهداف الحركة في 21 آذار 1984، بتصريح جاء فيه: " لقد انخرط مناضلو "المرابطون" في المسيرة الجهادية على أرض وطننا لبنان استكمالا لمسيرة أجدادنا ضمن مهمة واضحة ترسمها الضوابط الشرعية الإسلامية ومنهجنا القومي العربي. وهنا نود أن نذكر كلما مر علينا يوم ال 21 من آذار بالملحمة البطولية التي سطرها أبطال "المرابطون" في الهوليداي إن عام 1976 في التصدي للهجمة على بيروت الوطنية الإسلامية العربية. كما لا ننسى يوم ال 21 من آذار 1984، حيث أتى أمر العمليات من المخابرات السورية للقادة العسكريين في الحزب التقدمي الاشتراكي بتوجيه ضربة غدر لنا خلال انشغال مقاتلي "المرابطون" بالنظر صوب خطوط التماس حيث كان هناك رأس حربة المشروع الأميركي الذي حاول رسم معالم جديدة للبنان استكمالا للمخطط الكيسنجري. من المهم أن نذكر الأجيال بأن التناغم السوري-الأميركي لم ينعدم يوما، وبأن التيار العربي الحقيقي الذي تعبر عنه الطائفة الإسلامية السنية كان دائما هدفا للضربات لأننا العمق الإسلامي والعربي الأساسي ولأننا الظهير الطبيعي للمقاومة الفلسطينية، نحن لا ننبش خلافات الماضي بل نحرص على حماية الذاكرة.
اليوم نحن والحزب التقدمي الاشتراكي في خندق واحد، وهذا التحالف ليس من اليوم، بل هو تحالف قام بعيد استهدافنا القاسي من ميليشيات حركة "أمل" التي تصدت لمهمة تصفية "المرابطون" واقتلاعهم من ساحة العمل السياسي والنضالي، كما أن من كان في الهوليداي إن بات في تحالف مع المرجعية السياسية التي نؤيد برنامجها على مستوى السياسة الرسمية للبنان بعد أن غير الجميع في سلوكياتهم وأجروا مراجعات في مواقفهم.
إن مشروع دولة ولاية الفقيه الإيراني داخل الدولة اللبنانية خلق مناخات متوترة تنعكس سلبا على مجمل الحياة في لبنان سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا، والانقسام الحاد الحاصل يتحمل مسؤوليته من يخطط لسياسة "حزب الله"، وهذه السياسة أخرجت الحزب من لب العمل المقاوم الجهادي وأدخلته في مستنقعات السياسة والصراع المذهبي الذي يتنصل منه قياديو "حزب الله" بينما هو واقع في النفوس.
إننا مشينا والتزمنا قضية مظلومية رجل العلم والعمران الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكنا ننظر إلى الشهادة الذكية التي من أهم نتائجها خروج لبنان من قبضة حكم المخابرات السورية على أنها نعمة أمن الله عليها بالشهادة للرئيس الحريري وعلى الشعب اللبناني بفرصة لبنائه على الأسس السليمة كما كان يحلم الرئيس الشهيد، ونحن ناسف بأن نلاحظ اليوم بأن الأمر يتحول تدريجيا إلى لعنة حيث ضاعت البوصلة وضاع السياسيون معها.
إن الهجمة التي تتعرض لها المقاومة الإسلامية العربية في العراق وفلسطين تؤكد استمرار الهجمة على ديننا وعلى نهجنا السياسي من قبل الإدارة الأميركية التي تعمل بتكتيكات مشبوهة خدمة لمصالحها ولاستمرار السيطرة على النفط العربي وعلى الكم الهائل من رؤوس أموال البلاد العربية الذي هو شبه محتجز في البنوك الأميركية. وفخر لنا أننا الأساس في المقاومة ويجب أن نبقى ونحافظ على منهجنا الذي هو أساس عقيدتنا ووجودنا.
إن المسرحيات السياسية وتسويق حدوث تناكف ما بين أميركا من جهة والنظامين السوري والإيراني من جهة أخرى، باتت مكشوفة، ومثال بسيط على انعدام قرار التصادم بين الطرفين هو إرسال زورق حربي أميركي قبالة السواحل اللبنانية بعيد عن مرمى النظر بعد 3 سنوات من تبادل الشتائم والحملات الإعلامية بينما أحرق العراق مرتين بسبب دخول الكويت وبسبب امتلاك سلاح كيميائي ثبت عدم وجوده لاحقا.
من هنا يجب أن نتعظ ونعتبر في صياغة مواقفنا وحركتنا السياسية في المرحلة القادمة، وهذه نصيحة للجميع، فحضور القمة العربية برئيس للجمهورية أو بالرئيس فؤاد السنيورة إن تعذر الانتخاب هو أمر واجب يفرضه قساوة وعبء الحياة التي يعيشها الشعب اللبناني، والقمة هي خير منبر لوضع الملوك والأمراء والرؤساء أمام واجبهم تجاه لبنان، فنحن لا نسعى إلى استجداء كرتونة الإعاشة وبون المازوت طيلة حياتنا.
إن المبادرة العربية تحارب من قبل الأميركيين وغياب لبنان عن القمة العربية هو استكمال لهذا المخطط، و"حزب الله" وجماعة عون متورطون مع تجمع 8 آذار لتنفيذ أجندات سياسية تتلوى وتلتقي مع المبتغى الأميركي وعلى القيادات اللبنانية المخلصة والشريفة إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان".

 

الأكثرية رفضت اقتراح القاهرة تعيين وزيرين من حصة سليمان ترضى عن أحدهما وعن ثانيهما المعارضة ...
لبنان: الاجتماع الوزاري العربي آخر فرصة للمساعي وموسكو قلقة من صدامات عين الحلوة وتحذر من «نزاع مفتوح»
بيروت - وليد شقير-  الحياة  - 23/03/08//
قالت مصادر سياسية بارزة في بيروت لـ «الحياة» أن الاتصالات المصرية – السورية التي أجريت خلال الأيام الماضية لم تتوصل الى نتائج، لافتة الى أن القاهرة ركزت خلالها على أولوية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية لضمان حضور أكبر عدد ممكن من القادة العرب الى القمة العربية في دمشق، وتمثيل لبنان برئيسه المنتخب فيها على أن يتم العمل في سرعة على تأليف حكومة وحدة وطنية.
وأوضحت المصادر أن القاهرة طرحت اعتماد أسلوب التدرج في تنفيذ المبادرة العربية، عبر البدء بانتخاب سليمان من سلة البنود التي تتضمنها هذه المبادرة، على ان يجري لاحقاً العمل على معالجة الخلاف على الحصص في حكومة الوحدة الوطنية وإقرار قانون الانتخاب على أساس القضاء.
وذكرت المصادر أن الجانب السوري أصر على عدم تجزئة المبادرة وعدم تقديم أي بند على الآخر، وأكد وجوب الاتفاق على الحصص في الحكومة قبل انتخاب سليمان رئيساً، على أن تضمن الأكثرية حصول المعارضة على الثلث + 1 داخل الحكومة أو على توزيع الوزراء 10 – 10 – 10 (بالتساوي بين حصص الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية...) على أن تحصل المعارضة على ضمانات في شأن التصويت عند الخلاف بإقناع ممثلي الرئيس الجديد عن الانحياز الى أي فريق.
وأكدت المصادر أن الاتصالات استمرت في الدوران في حلقة مفرغة في شأن الموضوع الحكومي، مقابل اقتراح الجانب المصري اعتماد التدرج في التنفيذ، خصوصاً أن الجانب السوري تعاطى مع أحد البنود التي أضيفت بمنطق التدرج أيضاً وهو المتعلق بالعلاقات اللبنانية – السورية إذ اقترح تأجيل تبادل السفراء بين البلدين الى حين إنهاء التوتر بينهما... وبدء ترسيم الحدود من الشمال الى الجنوب بدل مطالبة الحكومة اللبنانية بالمباشرة في هذه العملية من الجنوب وتحديداً من مزارع شبعا المحتلة.
وكشفت المصادر أن بعض الدول العربية طرح فكرة تأليف حكومة انتقالية برئاسة زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري تحصل فيها المعارضة على حقيبتين وزاريتين سياديتين تكون واحدة منهما إما الداخلية وإما المال على أن يتفق على الثانية لاحقاً. وأوضحت المصادر أن أياً من هذه الاقتراحات لم يطرح على الأكثرية.
لكن مصدراً في قوى 14 آذار أوضح لـ «الحياة» أن الجانب المصري سعى بعد رفض دمشق اقتراحه التدرج في تنفيذ المبادرة العربية، الى التشاور مع الأكثرية حول اقتراح سبق للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن اقترح ما يماثله بالنسبة الى الثلاث عشرات، يقضي بالعودة الى فكرة توزيع الحصص على أساس 13 للأكثرية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية على أن يعين الأخير من حصته وزيرين محايدين يحظى واحد منهما بموافقة المعارضة والآخر بموافقة الأكثرية، مع شرط عدم إقدام أي منهما على التصويت في جلسات مجلس الوزراء خصوصاً في المواضيع التي يختلف عليها الجانبان. إلا أن قادة الأكثرية اعتبروا أن هذه تعيد إعطاء المعارضة الثلث المعطل في الحكومة بطريقة مواربة خصوصاً أن مجلس الوزراء يحتاج الى نصاب الثلثين كي ينعقد، وأن بعض المواضيع الأساسية المنصوص عنها في الدستور تحتاج الى أكثرية الثلثين في التصويت عليها وأن الحكومة تعتبر مستقيلة إذا فقدت أكثر من ثلث أعضائها. وعاد الجانب المصري عن اقتراحه بعد الملاحظات التي أبدتها الأكثرية عليه.
وعلى تضاؤل الأمل بإمكان إحداث تقدم في اتصالات ربع الساعة الأخير التي تجريها بعض العواصم العربية، سعياً لتفادي تصاعد الخلاف السوري – السعودي، وانعكاسه على القمة ومستوى التمثيل فيها، فإن المصادر المواكبة لبعض الاتصالات العربية تنتظر أن تنعكس صورة الموقف العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي لاجتماع القمة يوم الخميس في 27 الجاري في دمشق، قبل يومين من اجتماع القمة. فأجواء القمم العربية تتحدد عادة في خلال الاجتماع الوزاري التمهيدي الذي يعقد قبل وصول القادة العرب الى مكان انعقادها. وهو اجتماع يهيئ الصيغة النهائية للقرارات ويبحث في تذليل العقبات أو ترحيل الخلافات الى اجتماع الزعماء العرب على مستوى الصف الأول. وأشارت المصادر المواكبة نفسها الى أن مواقف بعض الدول الرئيسة المؤثرة من حضور القمة لم تتحدد في شكل نهائي والأرجح أنها تعطي فرصة لاتصالات ربع الساعة الأخير لعله يتم التوصل الى إنهاء الفراغ الرئاسي اللبناني، وأن هذا الموقف قد يتوضح من خلال الاجتماع الوزاري.
ويفترض أن تحدد الحكومة اللبنانية موقفها من حضور القمة على مستوى وزير أو سفير، في اجتماع لها بعد غد الثلثاء، بعدما يكون رئيس المجلس النيابي نبيه بري أجل الجلسة النيابية المقررة في اليوم نفسه لانتخاب رئيس الجمهورية كما ترجح معظم الأوساط، في ظل بقاء عدد من الوزراء على موقفهم الداعي الى مقاطعة قمة دمشق، مقابل تريث السنيورة ووزراء آخرين. ويحتاج قرار الحضور الى أكثرية الثلثين بحسب قول المصدر الوزاري، وهي غير متوافرة إذا بقي الوزراء الذين يمثلون رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط على دعوتهم الى المقاطعة بحجة أن غياب لبنان «سيكون مدوياً بسبب عدم انتخاب رئيس الجمهورية وسيدفع لتحميل دمشق وحلفائها المسؤولية». ويفترض أن يشمل قرار مجلس الوزراء الموقف من حضور الاجتماع الوزاري العربي الخميس المقبل في العاصمة السورية.
الموقف الروسي
وتسعى الأوساط السياسية اللبنانية الى تسقط أنباء التحرك الروسي لدى دمشق بعد زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف لها قبل يومين. وتلقت أوساط رسمية لبنانية تقارير عربية عن خشية من اضطرابات أمنية في لبنان تطاول الاستقرار فيه، ورموز الأكثرية، خصوصاً إذا حصلت تطورات دراماتيكية في المنطقة وسط تصاعد الخلافات.
وكانت الاشتباكات التي وقعت ليل أول من أمس في مخيم عين الحلوى الفلسطيني بين عناصر من حركة «فتح» وآخرين من تنظيم «جند الشام» وتوقفت فجراً أقلقت الأوساط الأمنية لأن تنظيم «جند الشام» الفلسطيني الإسلامي المتشدد عاد الى الظهور بعدما كان أعلن عن حلّه في الصيف الماضي أثناء اشتباكات الجيش مع «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد. إلا أن الجهود التي بذلتها الفصائل الفلسطينية مجتمعة أدت الى لجم الوضع الأمني.
وكان لافتاً أن وزارة الخارجية الروسية أبدت قلقها من هذه الاشتباكات. وقال المتحدث الرسمي باسمها ميخائيل كامينين ان «لا تزال عالقة في الذاكرة حركة التمرد التي أشعلها المتطرفون في مخيم «نهر البارد» صيف العام الماضي».
وأضاف كامينين أن الصدامات الأخيرة «تزيد الوضع تعقيداً في ظل الأزمة السياسية المتواصلة في لبنان». وحذّر من «أن تؤدي الصدامات التي تندلع بصورة متتالية بين مختلف الأحزاب والحركات المسلحة والتهديد باستخدام القوة الى نزاع مفتوح يصعب التكهن بتداعياته على لبنان والمنطقة». ونبّه الى أنه في ظل هذه الظروف «تلجأ مجموعات مختلفة في لبنان الى تعزيز قدراتها العسكرية». وقال: «إن روسيا تدعو بحزم الى التطبيق الإلزامي لبنود القرار الدولي 1701 وقرارات مجلس الأمن الأخرى التي تحظر تزويد المنظمات غير النظامية فوق الأراضي اللبنانية بالأسلحة».
وجدد كامينين التأكيد أن موسكو «دعمت وتدعم النظام الدستوري في لبنان ومؤسساته الشرعية وسيادة هذا البلد الصديق واستقلاله السياسي

 

التيار الشيعي الحر/المكتب الإعلامي
الحاج حسن للقضاء اللبناني أمام شباب شمسطار: أين أصبحت نتائج التحقيق بأحداث مار مخايل ولماذا خفت وتيرة المطالبة بمحاسبة المعنيين
أمل رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن أن يعي اللبنانييون خطورة المرحلة المقبلة وان يعملوا على الطلب من قادتهم تصحيح الأخطاء التي اقترفوها في الماضي ، مبديا " خشيته من احتمالات تفجير الأوضاع الأمنية في ظل ما تشهده الحدود مع سوريا وإسرائيل ، واعتبر أن حزب الله يستأنس برائحة الدم ويحمل أوزار مغامراته الطائشة إلى الطائفة الشيعية التي بات الجميع يتآمر عليها ويشتهي انتهاشها وسلخها من الكيان اللبناني ، موضحا" أن فريق السلطة غير جاد في قراراته السيادية وأن خطوة تصحيح التمثيل الشيعي في الحكومة الحالية تبقى مجرد تهويل على الثنائية الشيعية ، وإلا ما الذي يمنعهم من تعيين وزراء شيعة جدد والبدء ببناء دولة حقيقية قائمة على العدل والمساواة بين أبناء الطيف اللبناني .الحاج حسن سأل القضاء اللبناني : أين أصبحت نتائج التحقيق بأحداث مار مخايل ولماذا خفت وتيرة المطالبة بمحاسبة المعنيين ، فهل انكشفت أوراق تثبت تورط أهل البيت بالأحداث ، وهل سينضم ملف هؤلاء الشهداء إلى ملف شهداء حي السلم ويصبحوا رقما" ماليا" وذكرى للإستغلال ؟
رئيس التيار الشيعي وفي لقاء في النبعة مع شباب من شمسطار طلب من الشعب اللبناني وخصوصا" أهالي الضاحية وبيروت ارتداء الخوذ والمكوث في البيوت اليوم ولمدة أسبوع كي لا تصيبهم رصاصات أو شظايا الإطلالات الإعلامية لمهرجي المعارضة اللبنانية ، داعيا" الجيش اللبناني والقوى الأمنية ( بدل تطويق مهرجان النبعة الجمعة الماضية ) إلى اعتقال هؤلاء الميليشياويين ومنعهم من أذية الناس ، وطلب من الرئيس بري والسيد نصرالله أن يرحموا هذا الشعب الذي يموت نتيجة قراراتهم الدامية وإطلالاتهم المؤلمة ، مذكرا" بإطلالة طلال إرسلان الأخيرة أنها كلفت أهالي حي السلم شهيدا" يدعى حسين علي صلاح من بلدة يونين سائلا" :هل كلف خاطره هذا الأمير الصغير واعتذر عما اقترفته أيادي عصابته المسلحة ؟ لشيخ الحاج حسن أبرق بعيدي المولد النبوي الشريف والفصح المجيد إلى كل من : البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير – الدكتور سمير جعجع – المفتي الشيخ محمد رشيد قباني – والنائب سعد الحريري – والمطران بولس مطر .واتصل براعي أبرشية دير الأحمر وبعلبك المطران سمعان عطالله مهنئا" .المكتب الإعلامي

 

استبعد زيارة عون البطريرك صفير للمعايدة
كنعان: العلاقة بمرجعيتنا الدينية مستمرة
استبعد امين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابرهيم كنعان ان "يزور رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون البطريرك الماروني الكادرينال مار نصرالله بطرس صفير في اليومين المقبلين لمعايدته بعيد الفصح، لأن ظروف الزيارة الامنية لم تنضج بعد"، مشددا على ان "العلاقة بمرجعيتنا الدينية قائمة ومستمرة".  
وافاد في حديث الى "وكالة الانباء المركزية" ان "اللقاءات مع رئيس اساقفة بيروت للمورانة المطران بولس مطر تتطرق الى مختلف المواضيع بطريقة جدية وبنيات صافية، انما لا ننكر اطلاقا ان هناك قراءات مختلفة ومتباينة لبعض الملفات يتم توضيحها، ومنها قانون الانتخاب والحكومة واختزال صلاحيات رئيس الجمهورية الى حد تعيين وزراء. وفهمنا ان هناك متابعة حثيثة لهذه المسألة بكثير من التحفظ، اضافة الى ملفات ازمة الرئاسة والحضور المسيحي والفراغ السياسي على الصعيد المسيحي في النظام". وسئل عما اذا كانت اللقاءات تمهد للقاءات على مستوى اوسع، فلفت الى ان "الرغبة موجودة لدى الفريقين، لكن الامور مرهونة بالتطورات". وعن امكان زيارة النائب عون لبكركي من اجل معايدة البطريرك الماروني الكادرينال مار نصرالله بطرس صفير بالفصح في اليومين المقبلين، قال: "لم يطرح الموضوع بعد، ولن نحمّل الامور اكثر مما تتحمل. إنما أود التأكيد ان ما نبحث فيه لا يتعلق بزيارة، انما هو اشمل وأوسع. وعندما تنضج الظروف الامنية تحصل الزيارة. وهي ليست مشروطة. فالعلاقة بمرجعيتنا الدينية قائمة ومستمرة. اما الموضوع السياسي فقد نلتقي فيه احيانا، وقد لا نفعل احيانا اخرى. وهذا لا يجعل العلاقة الدينية وحتى الوطنية ببكركي تتأثر”. واضاف: "نأخذ في الاعتبار شمولية النظرة الكنسية الى الموضوع، ونظرتنا مع افرقاء مسيحيين آخرين، ومنهم الوزير السابق سليمان فرنجية، وهذا ما تأخذه الكنيسة في اعتبارها ايضا. فالتحرك انطلاقا من الخلفية المسيحية يجب ان يشمل الجميع، وضمنهم فرنجية كأحد اركان البيت المسيحي". وامل في ان "تصل المناقشات الى النتائج المتوخاة"، معتبرا ان "الجدية والروحية تدفعان باساس هذه اللقاءات لتصبح العلاقة في المستقبل مستقرة وثابتة". ورأى ان "التواصل بين التكتل والكنيسة مسألة طبيعية جدا. فنحن كنواب على تواصل مع الاساقفة والمطارنة، كل ضمن ابرشيته. وفي المدة الاخيرة، حصلت مكاشفة ومفاتحة بشأن هذه العلاقة، وظهرت رغبة مشتركة في تحسينها قدر الممكن، كي تكون مستقرة وتعود بالخير على المسيحيين عموما". واشار الى "اتصالات عربية ولبنانية تجري راهنا. وللعماد عون موقع اساسي ومحوري فيها كممثل للمعارضة"، مشيرا الى "امكان اطلاق مبادرة جديدة بعد القمة العربية". وقال: "العماد عون يتبع سياسة تحمّل المسؤولية وعدم رمي الامور على أسس غير واقعية، وينطلق مما هو متاح ومتوافر في السياسة اللبنانية – اللبنانية".

 

بعد الوضوح لدى السنّة والشيعة استفتاء لمعرفة ماذا يريد الدروز والمسيحيون/جمهور "حزب الله" المظلوم
أمجد إسكندر - صحافي لبناني/النهار
كل مرة يقول أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، ان الحزب لن يقيم الجمهورية الاسلامية في لبنان الا بعد موافقة المسيحيين والمسلمين والدروز، أشعر بانه يزيد في مظالم مؤيدي حزبه، ويدفع بهم نحو الاحباط. بمعنى آخر، هذا الجمهور مكتوب عليه شظف العيش والكفاح والموت ولكن من اجل قضية مستحيلة. فعندما يصل السيد نصرالله الى ميزان قوى داخلي: ديموغرافي وسياسي وعسكري، ودعمين اقليمي ودولي مؤيدين إعلان لبنان دولة اسلامية، ويتخلى عن عهده لأن مسيحيي لبنان مثلا، لم يقبلوا رضائيا، فهو يدفع بجمهوره الى خيبة عميقة، ويستهين بقدرة الآخرين على استخلاص دروس التاريخ.
الدعوة
على كل حال "حزب الله" منذ نشأته في لبنان، مقصر في الدعوة الى قيام الجمهورية الاسلامية، فهو لم يولِ هذا الشأن اولوية، ولم يبادر في التوجه الى الشيعة الآخرين قبل السُنة، والى المسيحيين والدروز، ويزين لهم محاسن اعلان لبنان جمهورية اسلامية وضروراته. اذا قال قائل ان محاربة اسرائيل تتقدم على فريضة أسلمة لبنان في الامد المنظور، فهذا العذر المشروع لا يعني ان بعض المرجعيات قد يفتي في لحظة ما بعدمه. ولا يزال ماثلا في الذاكرة، توق فصائل فلسطينية كثيرة الى تغيير الانظمة العربية في منتصف القرن الماضي سبيلا الى تحرير فلسطين. واذا صدق وعد السيد نصرالله، بانتصار قريب على اسرائيل الى حد ازالتها، ماذا سيكون حينها مصير الاحزاب والقوى والشخصيات التي تجاهر بعلمانيتها وتتحالف معه؟ وما مصير التيار العوني، الذي وقع معه ورقة تفاهم لا تتضمن بندا يبحث في إمكان قبوله يوما بقيام الجمهورية الاسلامية؟ اقول بإمكان قبول التيار العوني بالجمهورية الاسلامية، ولا اقول في المقابل إمكان قبول "حزب الله" فكر التيار العوني، لسبب جوهري هو ان عقيدة "حزب الله" إلهية مطلقة، يستحيل ان تمضي الى منتصف طريق او تسوية مع فكر سياسي بشري، يجاهر به التيار العوني الى درجة التباهي احيانا بنوع من العلمانية في معرض ادانته الطائفية. اولوية محاربة اسرائيل، وتحالف المصلحة السياسية مع التيار العوني، سلوكان لا يدلان في مسارهما وخلفياتهما، ان "حزب الله" قد ينتظر موافقة المسيحيين مثلا، لإعلان الجمهورية الاسلامية في حال امتلك ميزان القوى الداخلي والدعمين الاقليمي والدولي.
الدليل الآخر على ذلك، ان "حزب الله" دأب قبل انسحاب اسرائيل في العام الفين، على ادبيات تبعده عن متاهات السياسة اللبنانية ومفاسدها. حتى نوابه في البرلمان هم في "كتلة الوفاء للمقاومة"، اي مقاومة اسرائيل. بعد العام الفين اي بعد الانسحاب الاسرائيلي، دخل للمرة الاولى وزراء "حزب الله" في السلطة التنفيذية. وبعد القرار الاممي 1701 أُبعد "حزب الله" عن خط التماس المباشر للحرب ضد اسرائيل، فارتد بقوة الى الداخل اللبناني، ونصب خيمه في وسط بيروت، وانهمك في حرب الشوارع الداخلية للعاصمة. وهنا يظهر بوضوح مدى الظلم الواقع بجمهور "حزب الله"، فقد كتب عليه الجهاد والشهادة طالما وجدت اسرائيل، او وجد على تماس معها، واذا طال اقصاؤه عن خط التماس مع اسرائيل، كتب عليه انتظار موافقة الآخرين ليقيم الجمهورية الاسلامية، حيث لا يحكم غير المسلم مسلما في اي جانب من جوانب الحياة السياسية، والاجتماعية، تجنبا لمخالفة الشرع. كأن هذا الجمهور لا يكفيه انه يعيش على ضيم وجود اسرائيل المخالف ايضا للشرع والمنطق والتاريخ. فالى متى سيبقى جمهور "حزب الله" صابرا على مخالفتين للشريعة الاسلامية، نظام لبنان ووجود اسرائيل؟
جوهر الصراع
هذه القراءة ليست دعوة ليغير "حزب الله" في عقيدته (ان الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم). انها قراءة تدل على ان اللبنانيين امام فرصة تاريخية، وفريدة للخروج من الافق المسدود الذي ترسمه الوقائع اليومية. هذه الفرصة التاريخية، تضع كل القوى السياسية الرئيسة على المحك. "حزب الله" والتيار العوني ليسا لوحدهما امام هذا الامتحان. لكن هذين الحزبين دفعا بالامور الى اتجاهات فاصلة يمكن ان تكون خشبة خلاص، اذا احسن الجميع التقاط اللحظة التاريخية التي تلوح امامنا.
فمنذ الاستقلال عن الفرنسيين العام 1943، حتى لا نذهب ابعد، ومنذ العام 1975 حتى لا نقول بزمن اقرب، ضعفت كل تفسيرات الصراع في لبنان، ما عدا الجانب الطائفي للصراع، حيث اتخذ منحى تصاعديا وصل في يومنا هذا الى المذاهب نفسها. من بين ادلة كثيرة، ان الكثير من مسؤولي ومؤيدي الاحزاب الماركسية والعلمانية والقومية انتقل الى احزاب من لون طائفي معين، في حين لم نسمع حتى الآن ان مؤيدين في حزب من لون طائفي انتقلوا الى حزب ماركسي او علماني او قومي. احزاب الطوائف اليوم اقوى جماهيريا وسياسيا من أية احزاب اخرى. ومهما كانت الاسباب، فهذا الاصطفاف في احزاب الطوائف لم يأتِ كله بفعل الاكراه او التضليل، ومن يتغاض عن الطوعية في هذا الاصطفاف يُهِنْ مئات الالوف من اللبنانيين، هم على قدر كبير من الوعي والكرامة. فلا شيء كان يمنع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، الذين اكتووا بنار التهجير الطائفي والقتل الطائفي والتوزيع الطائفي للسلطة، ان يكون رد فعلهم السياسي تشكيل احزاب جديدة. ولا شيء كان يمنع بروز رأي عام عابر للطوائف يفصل بين الطائفة والسياسة حتى لا اقول بين الدين والدولة. لقد اعتبر المسيحيون مثلا بعد امساك سوريا كليا بالقرار اللبناني العام 1990، انهم مستهدفون كمسيحيين، وانتظروا اكثر من خمسة عشر عاما ليعودوا وينصّبوا القيادات المسيحية نفسها. والاحزاب الاسلامية التي حظيت بالدعم السوري او غض النظر في الحقبة نفسها، لم تُعِدْ النظر بفكرها السياسي، وبقيت "حركة امل" شيعية، والحزب الاشتراكي بقي ممثلا للدروز، وصعد ممثل قوي للسنة هو "تيار المستقبل"، إضافة الى "الجماعة الاسلامية"، و"الاحباش" المدعومين مباشرة من النظام السوري. وكان لافتا ان اكثر الاحزاب التصاقا بالنظام السوري كانت احزابا علمانية، مثل القومي السوري والبعث، ورغم ذلك عرفت ضمورا شعبيا كبيرا، وتراجعا سياسيا، رغم حرية الحركة التي كانت متاحة لها.
مفهوم الطائفية
آن الاوان لنعترف ان الطائفية ليست امرا بغيضا. الطائفية مثلها مثل الحرية والديموقراطية والعلمانية، مكونات سياسية واجتماعية فاعلة في تاريخ الانسان، في لبنان واقاصي الارض. الحرية يمكن ان تكون بغيضة اذا اسيئت ممارستها. الديموقراطية بغيضة اذا اسيء تطبيقها. والطائفية في لبنان بغيضة، لأنه يُساء تفسيرها وممارستها. والاساءة الكبرى هي ان ندفن رؤوسنا في الرمال لغايات متعددة، ونقول ان الدين وبالتالي المذاهب، لا تؤثر في تشكيل قيم اجتماعية وسياسية للفرد، أكان هذا الفرد ممارسا لدينه او غير ممارس. فحتى العلمانية في الغرب، لا يمكن ان ننفي التأثير المسيحي في قيمها، رغم انها قامت لفصل الدين عن الدولة. يجب اعادة الاعتبار لمفهوم الطائفية الحقة لا كما مورست في لبنان منذ مئات السنوات. حتى النظام الطائفي الذي ارسته وثيقة الوفاق الوطني، كان يمكن ان يكون حلا مقبولا، لو اعتمدت الكفاية والنزاهة في توزيع المناصب. لا بأس ان تكون هناك مناصفة مسيحية واسلامية في عدد النواب، يوجد بين المسيحيين او المسلمين، اربعة وستون نائبا شريفا ومقتدرا، وعدد من المدراء العامين الشرفاء، ولكن الممارسة البغيضة للطائفية منعت وصول اصحاب الاختصاص والاخلاق في طوائفهم.
لعبة المستحيل
منذ انسحاب سوريا العام 2005، تحركت الافكار والتحالفات السياسية، في شكل غير مسبوق. واليوم يكاد اللبنانيون يتوهمون ان الاستقرار سيستتب بعد انتخاب رئيس للجمهورية، والاتفاق على عدد الحصص في الحكومة، وحتى على سلاح "حزب الله". وبعض القيادات التي تعرف في سرها ان المشكلة اعمق من هذه الامور، يهمها ان تبقى لاعبة في الكر والفر الدائمين في لبنان، او هي قانعة، ان لم نقل يائسة، من الحل الجذري.
هذه القيادات المسيحية والاسلامية، أكانت على وئام او خلاف مع "حزب الله"، تشاركه في لعبة المستحيل، وتدفع بجمهورها، أسوة بجمهوره، الى الظلم او الاحباط. ولكن لجمهور "حزب الله" ميزة قد يفتقدها جمهور احزاب الطوائف الاخرى. فلعبة المستحيل تروق له فكريا ودينيا واجتماعيا على هذه الارض الفانية، وما قد اعتبره انا ظلما بحق مؤيدي "حزب الله"، هو عند الكثيرين منهم، نعمة واقتداءٌ حسَنٌ بسيرة ائمته ورموزه السياسية والدينية، الذين عانوا عبر التاريخ من المظالم والاضطهاد والشهادة ما رفع منزلتهم عند ربهم. وما قد اعتبره انا حقا في الحياة، قد يفسره جمهور "حزب الله"، تخاذلا او نفعية، حتى لا اقول اقبح من ذلك. اسارع الى القول بانني مسيحي ماروني، ولو كنت شيعيا لكنت اعتبرت "حزب الله" على يساري، ومساوما وصابرا على امور كثيرة. لكنني ماروني وراض بمارونيتي، رغم ان تغيير انتمائي الديني او المذهبي اسهل واقل خطورة من ان يغير شيعيا في انتمائه الديني.
كلمة الطوائف
في خضم هذه الصورة المعقدة، اين هي الفرصة التاريخية التي أشرت اليها؟
في اكثر من مناسبة، طرح العماد ميشال عون فكرة الاستفتاء على اللبنانيين ليعرف اذا كانوا يريدونه رئيسا للجمهورية. فلماذا لا نجري هذا الاستفتاء لتحديد اية جمهورية يريد اللبنانيون وهذا اهم من رئيس للجمهورية، يأتي ويروح؟ وفي اكثر من مناسبة، كما سبق وأشرت، اشترط السيد حسن نصرالله مبدأ الموافقة لقيام الجمهورية الاسلامية. اذاً لدينا مبدآن نبني عليهما: الاستفتاء والموافقة. ليكن الاستفتاء هدفه معرفة اية جمهورية يريد اللبنانيون. هل يريدون صيغة الطائف الحالية؟ هل يريدون صيغة العام 1943؟ هل يريدون لبنان جمهورية علمانية؟ شيوعية؟ اشتراكية؟ فيديرالية؟ اسلامية شيعية؟ اسلامية سنية؟ مسيحية؟ قومية سورية؟ لتوضع في ورقة الاستفتاء كل اشكال الدول المعروفة او المبتكرة. وليحصل الاستفتاء في كل طائفة. اقول في مرحلة اولى ضمن كل طائفة، ليكون مسار الحل المنشود منطقيا ورضائيا. فاذا كان السيد نصرالله يشترط موافقة المسيحيين على قيام الجمهورية الاسلامية، فهو بالتالي مهتم بمعرفة الصيغة التي تحظى بموافقتهم اليوم، ليبني على الشيء مقتضاه. ثم الاستفتاء بين الطوائف يعطينا فكرة واضحة عن الاتجاهات والاكثريات والاقليات، وهي اكثريات معبرة لأنها مبنية على امر مصيري وليس على طارىء انتخابي او رد فعل على مواقف آخرين في الطائفة او خارجها. وحتى الاقليات ستعرف حقيقة الواقع وتحاول مع الاقليات الاخرى في الطوائف الاخرى، رسم خطة تحرك افعل في سبيل ان تصبح اكثرية.
في علم الرياضيات الفرضيات طريقة من طرق الوصول الى حلول المعادلات. لنفترض ان الاستفتاء حصل، وتفاوتت آراء الطوائف ولم تجمع على شكل واحد من اشكال الجمهورية العتيدة. طائفة صوتت باكثريتها للفيديرالية، وطائفة لإلغاء الطائفية السياسية، وطائفة لجمهورية اسلامية، وطائفة للعلمانية الغربية، وطائفة لجمهورية مسيحية...الخ. الفرصة التاريخية ستكون ان اللبنانيين وعن وعي وخيار حر عبروا عن فكرهم السياسي اوضح تعبير، بعيدا من تحالفات اللحظة الراهنة، والمصالح الضيقة، والتأثيرات الخارجية، والرياء الذي طبع الممارسة السياسية منذ مئات الاعوام. هذا الاستفتاء هو المنطلق الوحيد والعادل لبداية حقيقية في الوصول الى الحل الشامل. جمهور "حزب الله" يعلم ان حصوله على عدد من المقاعد الوزارية ليس نهاية المطاف بل ربما اوله. وجمهور التيار العوني لا اعتقد بانه يعتبر وصول ميشال عون الى الرئاسة هو الخاتمة السعيدة للاحزان. وفوز قوى 14 آذار بالاكثرية الوزارية، وبقيام المحكمة الدولية، ليسا سوى فصل من مسار طويل، تنتظرهم فيه فصول اشد تعقيدا وخطورة.
الامل
لقد وجدت الطوائف في لبنان، قبل وجوده دولة معاصرة او جمهورية حالية. هي التي اعطته اشكالا متعددة عبر حقبات التاريخ، وهي اليوم وغدا من سيقرر مصيره ودوره وشكل نظامه. واي شكل من اشكال الدولة والنظام لا يستطيع ان يلغي دور الطوائف وتأثيرها، الى ان تقرر الطوائف بنفسها، وبمسار طبيعي رضائي سلس ان تتخلى عن وزنها السياسي، وهذا ممكن اذا بدأنا الآن، ومستحيل ان لم نبدأ الطريق من أوله.
الاتحاد الاوروبي العلماني اليوم، هو اوروبا محاكم التفتيش بالامس. وايران الشاه، هي الجمهورية الاسلامية اليوم. لو لم تقم الجمهورية الاسلامية في ايران لبقيت ايران في نزف دائم. لقد استقرت اليوم ايران، وهذا الاستقرار التاريخي سمح بحركة طبيعية ليتنافس الاصلاحيون والمحافظون. لولا هذا الاستقرار السياسي والنفسي لما وجد الاصلاحيون قدرة على التعبير والتأثير وربما غدا التغيير، رغم كل ما يعانونه. روسيا الاتحاد السوفياتي الشيوعي بالامس البعيد، هي روسيا الارثوذكسية الليبرالية الفوضوية مع يلتسين بالامس القريب، وروسيا المنسجمة مع نفسها اكثر في ظل بوتين اليوم. ليست مشكلتنا اعقد من مشاكل اتحاد الجمهوريات السوفياتية ماضيا، باعراقها وطوائفها واثنياتها. الروس بأيديهم فككوا امبراطوريتهم، واليوم يعيدون بناء وطن جديد بنظام جديد. لقد اعترفوا اولا بوجود مشاكل تاريخية عميقة وانكبوا عليها ليذللوها. فالى متى سيستمر الرياء والكذب وتبقى المكابرة في لبنان؟ كم نحن بعيدون من الوقوف عند نقطة البداية، قبل ان ننطلق في مسار طويل وشائك. هل من يسمع هذا الصوت او هذا الرأي؟ وهل احزابنا ستبادر الى مفهوم الاستفتاء والموافقة؟ ام ننتظر، لتسيل دماء اكثر، وتهدر فرص اكثر، ونخسر سنوات من العمر اكثر قبل ان نهتدي الى نقطة البداية؟ هل يمكن ان يقوم في كل طائفة جناح في حزب، او حزب جديد يطالب بالاستفتاء والموافقة؟
بعض الاحزاب العلمانية واضح وصريح في رؤيته السياسية. الحزب القومي السوري، البعث، الاشتراكي، الشيوعي، رغم ان تأثيرهم اقل من غيرهم في المعادلات السياسية. من بين الاحزاب المؤثرة، "حزب الله" واضح وصريح في هذا المجال. صحيح انه لا يعطي اولوية للدعوة الى جمهورية اسلامية، لكنه يتصرف بوحي من عقيدته ويبدو اكثر انسجاما مع نفسه. فقتاله ضد اسرائيل جهاد. واعادة اعمار ما تهدمه اسرائيل تقوم به"جهاد البناء"، وامينه العام سيد بعمامة سوداء. ومناسباته الدينية سياسية بامتياز في شعائرها وخطبها. ومنازلاته الانتخابية لا تخلو من التكليف الشرعي. جمهورية اسلامية فور موافقة السنة والمسيحيين على الاقل.
"حركة امل" منسجمة ايضا مع نفسها وان وقفت على يمين "حزب الله". "تيار المستقبل" عقيدته السياسية مبنية على امد طويل لإتفاق الطائف نصا وروحا وهذا ايضا مفهوم وواضح. ولكن ماذا يريد الدروز؟ وماذا يريد المسيحيون؟ الدروز والمسيحيون طائفتان حكمتا لبنان التاريخي اكثر من السنة والشيعة، واليوم لا تحكمه واحدة منهما ولا تحكمانه لوحدهما! صحيح ان الطائفتين متمسكتان باتفاق الطائف ولكنهما كثيرا ما عبرتا عن انه مدخل لحل آخر منشود غير موجود حاضرا. ما هو الحل المنشود؟ الاستفتاء مطلوب لنعرف اين اصبح المسيحيون والدروز قبل غيرهم من الطوائف. اذا توصلنا في يوم قريب، الى انتخاب الرئيس الذي تريد قوى 14 اذار ان يدير الازمة، ويريد "حزب الله" ان تديره الازمة، هل من امل في ان يقوم هذا الرئيس وتلك الحكومة العتيدة في ايضاح جوهر صراع الطوائف؟
قال جورج نقاش ان نفيين لا يصنعان امة. للتذكير: قالها بالفرنسية! ثم احتاجت وثيقة الوفاق الوطني الى اكثر من "لاءين" لتصنع دستورا جديدا. وغدا، ومن دون ان نحسب العمر والدم والدمار، سنكتشف ان ثلاث او اربع او خمس "لاءات" ايضا لم تصنع امة. هذا يعني ان كثير من الاحزاب او الطوائف تقول ما لا تريده، لكنها لا تقول ما تريد. الاستفتاء ربما يتقدم بنا خطوة نحو جادة الصواب... والصراحة.

 

عارُ أن يبقى المسيح في القبر
المستقبل - الاحد 23 آذار 2008 -
الاب ميشال سبع (*)
يقول الملافنة عند المسيحيين ان الفصح يعني العبور وفي ترجمته اللاهوتية يعني العبور من الموت إلي الحياة تيمناً بالمسيح الذي عبر الموت بالقيامة حيث تقول الانشودة "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور". وهو أيضاً الترجمة المسيحية للفصح اليهودي الذي كان الوجبة الأخيرة التي طلبها موسى بايحاء من الشعب العبري ان يأكلها وهي حمل لم يجاوز السنة من عمره، وان يأكلوه كله ويأكلوا معه خبزاً فطيراً بغية العجلة لأنهم سيخرجون من مصر وان الرب شق لهم البحر الاحمر بحسب رواية العهد العتيق حيث عبروا من هناك إلى صحراء سينا إلى الأرض التي طالما حلموا بها.
إذاً العبور من البحر الاحمر إلى العبور في نهر الأردن حيث كان اليهود يعتمدون من يوحنا ليخرجوا من حالة الخطيئة إلى البرارة إلى عبور المسيح من الموت إلى الحياة كلها تصب في مصب واحد هو الفصح. ولعل اللغة العربية السامية والغنية يمكنها ان تساهم في شرح العلاقة بين الفصح والعبور، فالفعل الرباعي افصح عن الشيء أي عبّر عنه أي اخرجه من حالته الذاتية إلى الحالة العامة وبالتالي فالتعبير أي الافصاح عن عبور من حالة حفظ الكلمة إلى نشرها أي مرورها من الداخل للخارج أي من الظلمة للنور.
وعبر النهر أي انتقل من ضفة إلى اخرى وعند المصريين كان الانسان المائت ينتقل بقارب من ضفة إلى ضفة ومن عالم إلى آخر، وتجديداً من الحياة المائتة إلى الحياة الخالدة وهذا ما عبّر عنه فولتير رغم الحاده عندما قال: الحياة نوم والموت يقظة.
وفي العيد، يحتفل المرء للذكرى وللتجديد، وإذا كانت الذكرى هي حدث صار من الماضي الا انه يبقى حاضراً انما يحتاج باستمرار إلى ثوب متجدد، وقيامة المسيح لا يمكن ان تبقى مجرد ذكرى والا لا يعود المسيح حياً بل تحتاج دوماً إلى تجديد وهذا التجديد ليس للمسيح بل لنا نحن الذين نعيّد له لأن قيامة المسيح ليست تخصه بقدر ما تخصنا وهو لا معنى لموته وقيامته ان لم تكن لنا، ولا معنى لنا فيها ان لم نشاركه فيها.
الفصح والعبور مترادفان لنا، فكيف نحقق هذا في واقعنا وعالمنا؟ نحن كمواطنين نؤمن بالمسيح، نعيّد فصحه، نعيش في لبنان اليوم حالة من النزاع الذي يتصارع فيه الموت مع الحياة نريد ان نعبر إلى الحياة، والحياة لا تعني بأية حياة بل حياة فضلى والتي عبّر عنها المسيح بقوله "لقد اتيت كي تكون لهم الحياة وتكون لهم أفضل".
الحياة الأفضل للمسيحيين لا تعني أبداً ان يحصلوا على امتيازات أكثر أو أن يأكلوا أكثر أو يشربوا أكثر أو يترأسوا أكثر، الحياة الفضلى هي ان يعيشوا بكرامة أسوة بكل الناس وان يعيشوا بحرية أسوة بكل الناس، وان يحققوا لأنفسهم ما يحققوه لغيرهم وان يتمكنوا من رفع شأن وطنهم كي يستحقوه أكثر والحياة الفضلى هي ان يعيشوا الفرح لا القلق والأمن لا التهديد وان يساهموا في الحضارة والتقدم البشري لا ان ينزلوا وينكفئوا، وان ينسوا العداوة وينشدوا السلام وان يتآلفوا مع كل الناس ويحبوا كل الناس والا تغرب الشمس على حنقهم والا يعرفوا الحسد ولا البغض ولا الحقد، وان تكون لديهم الشجاعة كي يطلبوا الغفران إذا خطئوا وكذلك الشجاعة كي يسامحوا إذا اخطأ لهم أحد، هكذا تكون القيامة فعل تجديد حقيقياً لهم، انهم ينتقلون من حالة من يطلب الخلاص من الآخرين إلى حالة تخليص أنفسهم من ضعفهم ووهنهم وارتهانهم انهم يلدون أنفسهم من جديد، يعبرون نهر الذات الانانية إلى ضفة الآخر، يعبّرون عن مقصدهم في المحبة وكما يخرج المسيح منتصراً من قبر وُجد للموت كذلك تخرج من ذاتهم الميتة روح جديدة متجددة ويعبرون عنها بمفاقسة البيض، فكما ان الصوص الحي يخرج من بيضة جامدة كالقبر كذلك تخرج حياة جديدة في كل فصح متجدد.

فصح المسيحيين اليوم في لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى عبور من الذات للآخر، ومن التشاؤم إلى إرادة الحياة وكما انتصر المسيح على الموت بالوهيته كذا يحتاج المسيحيون ان ينتصروا على ضعفهم وانانيتهم وتفرقهم بروح الالوهة فيهم لأنهم هياكل الروح كما قال لهم معلمهم.
وإذا مرّ فصح دون ان يعبر فيه المسيحيون، فإن غيرهم سيعبر وسيبقون على ضفة الموت ينوحون ضعفهم وهذا ليس مشاركة في فصح المسيح لأنه إذا كان المسيح قد وهبهم الحياة حتى وان كانوا في القبر أي مائتين فهل هناك غد لمسيحيين ما زالوا احياء كي يعبروا، عار على المسيحيين ان يجنزوا المسيح ويدفنوه ويدعونه في القبر وفخر لهم ان يعيدوا معه قيامة حقيقة هم لها مدعوون.
(*) استاذ في الإعلام

 

رداً على نصر الله: الشيعة خائفون من بطشه و لتكن الحرب المفتوحة في الجولان وايران
بقلم آية الله العلامة المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي

قبل البدء بالحديث لا بدّ من تقديم مقدِّمات وتنبيهات، ليكون القارئ على بيّنة من أمره.

*التنبيه الأوّل: لا يُشكَل علينا مجدَّداً كما أُشكِلَ سابقاً أننا دخلنا في سلك السياسيين لمجرّد استنكارٍ منّا بمقالةٍ نُشِرَتْ في مجلّة كريمة، فالإستنكار لا يعني بالضرورة أنّنا صرنا من الساسة المزيفين الذين يحكمون الساحة اللبنانية بدون حق، فقد خرّبوا البلاد وأسروا العباد، وأهلكوا الحرث والنسل؛ بآرائهم المتناقضة وأفعالهم المتضاربة، ومشاربهم المختلفة، أمّا السياسة الحقّة وهي مأخوذة لغةً من ساس يسوس سياسةً، بمعنى الرعاية والدراية، فنحن قادتها بما حبانا الله عزّ ذكره من نعمٍ علمية تعلمناها من مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام…. وهل ثمة دينٌ يرعى العباد ويحفظ شؤون البلاد أفضل من الإسلام الذي هو دين السلام والحياة الأبدية والسّعادة الروحية والنفسية؟ وهل ثمة أحد أفضل من العلماء الربانيين يحفظون معالم الدِّين وشريعة سيد المرسلين ؟ وقد ورد عن الإمام (عليه السَّلام) أنه قال: ((مجاري الأمور بيد العلماء بالله، الأمناء على حلاله وحرامه))، وقال أيضاً: ((وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديث! نا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجّة الله))، و((العلماء ورثة الأنبياء))؟ أم أنّ المتحزِّبين لا يريدون أنْ يتدخّل المخلصون من العلماء لرعاية وحفظ معالم الدِّين ومصالح المسلمين لتبقى الساحة خالية للسلطويين من رجال الدِّين الذين ذكّرونا بحكّام بني أميّة وبني العبّاس؛ حيث كانوا يتظاهرون بالدِّين ويتمسّحون بالجهاد والورع ، ومن يجرؤ عليهم بكلمة كان مصيره القتل أو التهجير أو التخويف بالإعتداء على الأهل والعيال ؟! وكأنّهم لم يقرأوا قول الإمام الصادق عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :[من نظر إلى مؤمن نظرةً ليخيفه بها أخافه الله عزّ وجلّ يوم لا ظل إلاّ ظله ] وقول الإمام أيضاً :[ من روّع مؤمناً بسلطانٍ ليصيبه منه مكروه فلم يصبه فهو في النار ومن روّع مؤمناً بسلطانٍ ليصيبه منه مكروه فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار ] لقد روعتم الآمنين بتهديداتكم ووعيدكم ،وسلطتم علينا من لا يرحم ولا أنتم رحمتمونا ولا أرحتمونا فبتم كشوك الصحارى تخدش الأرجل ولا تبالي بالعواصف الهوجاء ،فسكوت العلماء عن أخطائكم أدى إلى إسترسالكم وتعنتكم وتصلبكم ، وصدق أرسطو حين قا! ل: ((إذا سَكَتَ العلماءُ تَكَلَّمَ الجهلاءُ))؛ فسكوت العلماء المخلِصين أدّى إلى أنْ يتسلّط أنصاف العلماء على الطائفة الشيعية في لبنان ...

وكما أُشكِلَ علينا سابقاً بأنه كيف تنشر مقالتك السابقة في مجلة الشراع المأجورة والعميلة؟ قلنا لهم: إنّ كلامكم افتراء وظنٌّ محرَّمٌ، وإنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، وهل كلّ مجلّةٍ لا توافقكم الرأي تُعتَبَر عميلةً، أولستم أنتم عملاء لمَن أوحى إليكم بهذا الكلام ؟ أوليست الجهات التي تنتمون إليها مأجورة لبلدانٍ باتت معروفة لدى عامة العباد؟ أيحقّ لساستكم وقادتكم أنْ يدْعوا القنوات الفضائية التي يعتقدون بعمالتها للغرب لتنشر لهم مقابلة صحفية أو محاورة علنية ما لا يحقّ لغيرهم؟...وهل باؤكم يجر وباء غيركم لا تجر ..؟؟!! وإنني أرى أنّ هجومهم على مجلّة الشراع ونعتهم لها بالعمالة لأنها كشفتْ وتكشف زيف المدَّعِين للإسلام وللوطنية باسم الدين والوطنية، وصَدَق ما روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السَّلام): ((إنما الحقّ ما ترك لي صاحباً)).

* التنبيه الثاني: قالوا عندما نشرت مقالتي الأولى أنّكَ بمقالتكَ تصبّ في خانة 14 آذار، وقد أعنتَهم على 8 آذار التي رأسها الحزب وحركة أمل وهما منظمتان شيعيتان، ولا يجوز أنْ تعين الآخرين عليهما لأنهما شيعيتان!!!

والجواب: ليس في الإسلام واسطة للباطل، فلا يهمّني كونهما شيعيتين ما دامتا ترتكبان الأخطاء بإسم الطائفة الشيعية، وهذا جرمٌ أشدّ مما لو ارتكبه شخصٌ لا علاقة له بالطائفة، كما أنّ الحقّ لا يميّز بين طائفة وأخرى، ولا يجوز الوقوف بجنب بعض الشيعة الذين يتعمدون الأخطاء بإسم الطائفة لتحصيل مكاسب سياسية وزيادة مغانم وحصص، فالحقّ حقٌّ ولو صدر من وثني، والباطل باطلٌ ولو صدر من تقيّ، ومقالة ذاك السياسي: ((أنا وأخي على إبن عمّي، وأنا وإبن عمّي على الغريب)) هي مقالة الجاهليين الذين لم يتذوقوا حلاوة المعرفة، ولم يهتدوا إلى ركن وثيق.

وأمّا أنها تصبّ في خانة 14آذار فليس شأني لأنني أردتُ نصرة الحق ولا زلت أريد ذلك، فلو أنّ آخرين انتفعوا من هذا الحقّ فهو خيرٌ ونورٌ، حتى ولو كانوا من عبدة إبليس الملعون، فالقرآن الكريم ينتفع منه المؤمن والمخالف والكافر، فهل يا تُرى أنزله الله لينتفع منه المؤمنون فقط، أم أنّه كتاب هداية للعالمين ؟؟ مضافاً إلى أنّ ثمّة آيات موجَّهة إلى عامّة الناس بمن فيهم الكافر والملحد، فاستفادة الكافر من هذه الآيات لا تمنع من كونه كتاب هداية لعامّة الناس، وهكذا مقالتي فليستفد منها مَن أراد ما دامت تصبّ في خانة الحقّ وإصلاح البلاد وإنعام السّلام على العباد.

* التنبيه الثالث: على القارئ الكريم أنْ يفتح قلبه وعقله للحقّ والحقيقة، ولا يجمد على تقاليد عرفه ومجتمعه وبيئته؛ لأنّ الطالب للحقيقة يصل إليها لا محالة، شرط الإخلاص في الطلب من الله تعالى والإلحاح عليه بالدعاء والتوسل بالأرواح المقدسة عليهم السلام لنيل مبتغاه ...

فليس الحقّ يدور مدار هذا السيد أو ذاك أو القائد الفلاني والزعيم العلاّني، فإنّ تأطير الحقّ بعِظَمِ الزعامة إخراج له عن مساره الصحيح وخلاف الضرورة في شرائع المرسَلين.

* التنبيه الرّابع: على القارئ أنْ يعلَم أنّ الحقّ لا يُعْرَف بالرِّجال وإنما يُعْرَفُ الرِّجال بالحقّ، كما قال الإمام (عليه السَّلام): "إعرِف الحقَّ تعرف أهله"، ولا يمكنكَ أنْ تعرف الحقَّ إذا لم تسأل وتبحث عن الحقّ ]فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[، أمّا إذا منعَكَ أولياء نعمتكَ السياسيين أو الدينيين المتسلِّطين من أنْ تعرف معالم دينك من غير جهتهم فتكون قد حبَسْتَ نفسكَ في سجن عصبيتكَ وحميّتكَ الحزبية، وهو أمرٌ ستُحَاسَب عليه ]يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ[ [عبس:34ــ37].

* التنبيه الخامس: سوف نطال غداً يوم القيامة كلَّ سابٍّ وشاتمٍ ولاعنٍ ومهدِّدٍ لي بالقتل لأنني إنتقدتُ زعامتهم وسلطتهم، واعلموا أنّ سبّكم ولعنكم لي حرامٌ ستعَذَّبون عليه؛ لأنني ما أردتً إلاّ الإصلاح في هذه الأمّة المنكوسة، وجرمي أنني قلتُ الحقَّ وانتقدتُ الباطلَ، كما كان الإمام الحسين (عليه السَّلام) جرمه أنّه قال الحق فكان مصيره القتل؛ لأنه وقف في وجه الباطل، وقد قال (عليه السَّلام): ((ما خرجتُ أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمتي جدّي، أريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...))، وإنْ أبيتم إلاّ سبّي ولعني فإنهما لي زكاةٌ، ولكم يوم القيامة عذابٌ وعقاب، ويوم يقوم الأشهاد، ولي أسوة بأمير المؤمنين عليّ (عليه السَّلام) الذي سبَّهٌ بنو أميّة ثمانين عاماً على رؤوس المنابر قبل الآذان والجمعات بسبب تجاهره بالحقّ، فلا تكونوا كبني أميّة همّهم السبُّ واللعن والقتل لكلّ مَن ناواهم أو خطّأ أفعالهم.

* التنبيه السّادس: على القارئ أنْ يخاف الله تعالى في كلّ كلمةٍ يتفوّه بها لا ترضي ربّه؛ لأنّ عدم الخوف يجرّ بالمرء إلى التمادي في غيّه وضلاله، لذا على المرء أنْ يتحلّى بالصبر والورع، وليخشَ ربّه في كلّ كلمة أو فعلٍ يصدران منه بعد قر اءة مقالتي هذه؛ لأنّه مسؤول عن كلّ ذلك ]وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً[ [الكهف:49].

وإذا كنت أخي القارىء لا تخاف المعاد فأين شهامتك العربية كما قال إمامنا الحسين عليه السلام لجيش عمر بن سعد يوم كربلاء ...

* التنبيه السّابع: إنّ كلّ ما كتبتُه لم يكن منافسةً مِنّا في سلطان، ولا التماس شيءٍ من فضول الحطام، ولكن ــ والله يشهد ــ لنردّ المعالم من هذا الدِّين، ونظهر كلمةَ الحق والهدى بين العباد، وهي أمانةٌ في أعناقنا؛ لنبلِّغَها لكافّة الناس، ولنلقي الحجّة على المتحزِّبين،ليحيى من حيى عن بينّة ويهلك من هلك عن بينّة .

عَودٌ على بدء: ماهيّة مقالتي تتناول الإشكالات على كلام أخينا الأمين العام للحزب، لعلّه يستفيد منها في المستقبل القريب، وإنْ كنتُ أميل إلى أنّه لن يصغي إلى كلامي أصلاً، فغايتنا إبلاغ الحجّة وتقويم ما إعوجّ، ]فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ[ .... أقول والله عزّ اسمه عوني : إنّ أبشع وصفٍ يمكن أنْ نلصقه بشعبٍ أو أُمّةٍ هو وصف الإستحمار على وزن "استفعال"، وهو مبالغة في الحماريّة والإستغباء لكونه ــ أي الغباء ــ من اللوازم الذاتية للحمار، وما يجري اليوم ليس إستغباءً واستحماراً فحسب، بل هو ارتكاس وانتكاس للعقل البشري إلى أسفل درك من الخِسّة والوضاعة... ولقد وصلت الأمور عند الأكثرية الشيعية في لبنان وبعض مناطق العالَم إلى حدّ الدّناءة والسفاهة جرّاء انجرارها وراء تيارات حزبيّة، لا سيّما تلك التي تموّلها القومية الإيرانية لأجل مصالحها وليس لأجل الدين، بغية تأسيس القاعدة الصلبة التي من خلالها تقف تلك القومية على أرجل أعوانها لتحقيق مكاسبها السياسية ومشاريعها الأصوليّة والوصولية وال! شمولية .... وفي طليعة هذه التيارات حزب الله اللبناني الذي ما فتئ يلهج بذِكْرِ إيران ويسبّح بحمدها ويدعو أتباعه ومَن يلوذ بماله وسلطانه من فلول الأحزاب الأخرى إلى أنْ يكونوا الأداة الطيِّعة للأمين العام للحزب، الذي يتلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم من أجل حطام زائف، والناس على طبيعتها لا تصفِّق إلاّ لِمَن رخّص لها الآخرة، ورغَّبَها بالدنيا، ولولا الوعود بالعطاء لَمَا رأينا أحداً يلوذ برَكْبِهِ ويتمسّح بسَرْجِهِ ويفدِّي نفسَه لنعلَيْهِ، من هنا قال زعيم الحزب: ((مَن يريد جاهاً نعطيه الجاه، ومَن يريد المال نعطيه مالاً))... نعم، كلٌّ بحسب الطَّلَب؛ لأنّ كلّ شيءٍ متوفر لدى الحزب: المال والجاه والعزّ والحياة والموت ووو...

إنّ خطاب زعيم الحزب ( وتاليه نائبه الشيخ قاسم ) في كلّ مرّة يكون خطاباً تحريضيّاً ولا مرة سمعناه يخطب بروية ورزانة وهدوء ونحن نأسف لرجل دِينٍ لا يعرف الهدوء في الخطابة مع أنّه يعلم أنّ ذلك مطلوب شرعاً وعقلاً وتأمر به قواعد الخطابة الناجحة ،كما نأسف له أنْ يستثير عواطف الناس لأجل مصالح حزبه وتثبيت قواعده وجماهيره من كل الأصناف والبضائع ... هذه الجموع التي سكر عليها قادة الحزب وكأنها المدخل إلى الجَنَّة ويتشدقون ويتباهون بأنّهم الأكثرية الشعبية، مع أنّ القرآن الكريم ذمّ الأكثريّة ونعتها بالفسق والجهل وعدم الشكر،كقوله تعالى :[ منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ] [ يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون ] [ ولكنّ أكثرهم يجهلون ] [ ولا تجد أكثرهم شاكرين ] [ وما وجدنا لأكثرهم من عهد ] [ بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ] [وما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون ] [ وأكثرهم الكافرون ] والآيات بالعشرات تذم الأكثرية فكيف يتمسك بالأكثرية زعيم الحزب وهي أمام ناظريه في القرآن الع! ظيم ؟؟!! يظهر أنّ السياسة لم تدع له مجالاً لقراءة القرآن ...و أريد أنْ أسأل زعيم الحزب: هل أنّ الذين أمطروا السّماء بالرّصاص وملؤوا النفوس رعباً، وذهب ضحية ذلك جرحى وقتيل في إحدى إطلالاتك التلفزيونية وقلدك في ذلك نبيه بري وأنصاره مع أنّهم لم يكونوا هكذا من قبل ، هل هؤلاء هم أشرف الناس وأطهر الناس؟ وهل أنّ الذين يرقصون على نغمات الموسيقى ــ التي حللتموها لهم ــ يلوِّحون بالأعلام، تأخذهم نشوة النصر والفرح والطرب هم أشرف من العبّاد الزهّاد الأتقياء؟! وهل التقوى والجهاد في سبيل الله يأمران بإرعاب الناس والإضرار بهم لأجل خطابكَ يا سماحة الأمين العام؟!!! وكيف تسمح لأتباعكَ ولغير أتباعكَ ممّن يقبِّلون نعلَيْكَ ويفدونها بأنفسهم أنْ يضرّوا الناسَ ،وقد روي عن الرسول الأكرم قوله :[ لا ضرر ولا ضرار في الاسلام ] ؟!!! وإذا كانت المحبّة تغلبهم فأي إطاعة لكَ حينئذٍ، والمحبّ لِمَن أحبَّ مطيع؟!!! فإذا لم يطيعوك في نهيك لهم عن إطلاق الرصاص فهذا دليل على أنهم لم يحبُّوك بل يتمسّحون بدعوى المحبّة؛ ليبرِّروا شرورهم ونزواتهم، وأنتَ قد ساعدتهم على ذلك؛ لأن مَن لم يكن قادراً على ض! بط رقعة جغرافية صغيرة من لبنان ــ عنيتُ الضاحية الجنوبية ــ كيف يمكن أ ن يكون داعية إلى الحق على مساحة كلّ الوطن ؟ لا سيما وأنّ المطلقين للرصاص هم أتباعك ومحبوك ولا أحد يقدر على مخالفتك لأنّك تمسك بمفاصل الحياة في الضاحية الضحية لحزبك وأزلامك الذين لا يتورعون عن قتل كلّ من ناواك أو جرح خاطرك الشريف فصارت الغيرة عليك أهم وأعظم من الغيرة على الله تعالى وحججه الطاهرين ،فلو أنّ أحداً سبّك إستباحوا دمه في حين يسب الله عزّ ذكره وانبياءه وأولياءه المعصومين ولا واحد منهم يتحرك ليزيل منكراً أو يغار على ربّ العزة ... ونحن نسأل : كيف أمكنك ضبط حدود بكاملها مع العدوّ الصهيوني في الجنوب، حيث لم يجرؤ أحد على إطلاق رصاصة على جندي إسرائيلي وراء السياج،ولم تتمكن من ضبط أطرك وعبيدك كلما تطل على قناة فضائية ؟؟! اللهمّ إلاّ إذا كان ثمّة شيء لا نعرفه، ووراء الأكمة ما وراءها.

أؤكّد القول بأنّ الإستحمار يكون بأنْ يَقْبَلَ المرءُ كلَّ ما يُطرَح عليه دون تمييز ولا تمحيص، وعكسه النباهة وتعني الفطنة والحذاقة والإنتباه، وما نراه اليوم عند أكثر الناس هو غلبة الإستحمار عليهم والغفلة عن الحق والحقيقة والدار الآخرة... لا نباهة لهذه الجموع التي جَعَلتْ غيرها يفكّر عنها، ووضعَتْ عقلَها في كفّ مَن يقودها، وكأنّ الله تعالى لم يكرِمْها بحرية الإختيار... إنّ هذه الجموع التي تصفِّق لكلّ مَن وعدها بمنصب أو وظيفة أو راتب شهري أو مساعَدَة ماليّة لا خير فيها ولا تملك شيئاً من النباهة والشهامة وهي لا تستقيم حتى تعلوها يدٌ قويّة من عالَم الغيب، تحمل سوطاً قاسٍ يظلّلها فيهزّها من سباتها العميق الذي ما زال يدور بها ولم تشعر بما مضى من الزمان وما فات من العمر وكم بقي لها منه،ولم تبالِ بما سيؤول إليه أمرها في حفرتها الجاهزة في مقبرتها... لقد ضيّع هؤلاء الناس النِّعَم والقيم والكمالات لانشغالهم بالسفاسف والقذارات السياسية التي لطَّخَتْ نفوسَهم وأرواحهم وأفكارهم، فباتوا سكارى الحياة، وسكارى! قادة الأحزاب الذين يمنّونهم بالوعود الزائفة واللذائذ النتنة... الأمّة التي تعيش لتأكل وتأكل لتعيش فقط ولا شغل لها سوى الدوران نحو الطعام وتأمين المسكن والوظيفة دون أنْ تنظر إلى القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة هي أمّة مستهلِكة، لا تنتج إلاّ الكسالى والفسقة الذين لا يعرفون أيّ معنى للفضيلة والقيم، والشاهد على ذلك ما نراه في الضاحية عند كلّ خطاب لزعيم حزبها أو رئيس حركتها لا تسمع سوى صوت الرّصاص، فلا يصغون لخطاب زعيمهم بمقدار ما تحرّكهم عواطفهم التي لا تبتني على دين أو عقل أو مبدأ خُلُقي... إنهم آليّون مسَيَّرون نحو بنادقهم ورشّاشاتهم بمرأى من حكومتنا الموقَّرة الحاضرة الغائبة... الحاضرة بلباس شرطتها وعسكرها، والغائبة ببسط أمنها... وا ويلاه... وا أسفاه من هكذا حكومات ومن هكذا شعب...!!! فالمستضعف من لا تدعمه الأحزاب ولا تنصره شرطة او قوة ،هذا هو حال المواطن في لبنان ،محروم من الأمن والأمان والكرامة حتى ممن يدّعي أنّه راعٍ لأمة الإسلام .. إنّ من يحكم لبنان هو عصابات عسكرية لا غير، المنتقد لهم في خانة العملاء، فالحقّ عندهم بمقدار ما يكون مدعوماً بموافقة زعيمها وقائدها، ولا شي! ء أكثر من ذلك!!! هذه الجموع تحمل غروراً عظيماً في عقولها، وزهواً في نف وسها يمنعها من التفكير والعقلانية، لقد ظَنَّتْ أنها ستكتسح العالَم الغربي بقبضاتها الحديدية المهترئة وبمدفعها الصغير وصاروخها الرجراج الذي صنعه لها بسطاء من ذاك العالم الذي يريدون إفناءه عن الخريطة العالمية.

يا للغرور... يا لسخافة العقول... أيها اللاهثون وراء المصالح الشخصية والنزوات الآنية: إتعظوا بموتاكم، وفكِّروا بمصائركم يوم تُسأَلون، وعلى الحساب تُعرَضُون، وإنْ كنتم لم تتعظوا بعد حرب تموز، حيث أقمتم الحفلات الموسيقية على العمارات المدمَّرة وتحتها جثث مهترئة لمن كانوا من أشرف الناس عندكم... فبدلاً من أنْ تقيموا لهم مجلس عزاء يذهب ثوابُه لأرواحهم وتبكون عليهم لكونهم أحبّائكم ،لكنّكم فرحتم للنصر الإلهي ،ألم ينتصر رسول الإسلام بمعارك متعددة ؟ فلمَ لم يفرح كما تفرحون ، ولمَ لم يستمع للموسيقى كما تسمرون على انغامها أيها الغافلون ؟؟!!لقد بكى رسول الله على إبنه إبراهيم وربائبه أمّ كلثوم ورقيّة وعمّه أسد الله حمزة بن عبد المطلب وعثمان بن مظعون (صلوات الله عليهم)؛ أقمتم الحفلات الموسيقيّة احتفاءً بالنصر تقليداً لغير المسلمين والملتزمين ممّن يعبِّر عن فرحه بالموسيقى والرقص، كيف ذلك وأنتم أمّة حزب الله !! ومَن ينتسب إلى الله يُفرَض عليه أنْ يلهج لسانه بذكر الله تعالى… وتلهج يده بالصّلاة وجبينه بالسجود! وركبتاه بالرّكوع وأذنه بسماع مجالس العزاء وآيات القرآن والكلمة الطيِّبة، لا أنْ يستعيض عن كلّ ذلكّ بالموسيقى والغناء والرقص على أنغامها والتلويح بأعلامها، ما هكذا تكون أمّة حزب الله التي تكلّم عنها القرآن!! أمّة حزب الله هم الأتقياء من شيعة أمير المؤمنين عليّ (عليه السَّلام) والذين وصفهم بقوله (عليه السَّلام): ((ذبل الشفاه من الذِّكر، رمش العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، عليهم غبرة الخاشعين))، هؤلاء هم أمّة حزب الله، لا الذين يسكرون على نغمات الموسيقى وحفلات الغناء التي هي من أعظم المحرَّمات عند الله تعالى، ولا الذين يسبّون ويشتمون ويتوعدون بالويل والثبور لكلّ ناقدٍ ومصلح،ولا الذين يقطعون أرزاق الناس بنصب الخيام في وسط بيروت ويحرقون الدواليب والسيارات ويعتدون على الممتلكات العامة والخاصة ولا الذين يتصارخون ويتهارشون على الطرقات والمنابر لشق الصفوف وإثارة الفتنة والضغينة والعصبية والحمية لاجل مآربهم السياسية بغطاء ديني ووطني دفاعاً عن المقاومة ...كفى إستغلالاً للمقاومة ولمن قضى في سبيلها ..!!إنّه إستغلالٌ لأهل الجنوب الذين عانوا الأمَرين من المنظمات الفلسطينية ! سابقاً كما يعانون منكم يا حماة إيران اليوم ...

نحن عندما ننتقد بعض الزعماء فإنّ ذلك ليس من باب التشفي أو الغيرة أو الحسد؛ لأننا من قومٍ لا يغارون ولا يحسدون ولله الحمد، ولا نرى شيئاً من آثار النعمة على مَن ننتقد حتى نغبطه فضلاً عن أن نحسده عليها، وإنما ننتقد تقويماً للأخطاء وترشيداً للأذهان وحجةً على العباد، وعلى هؤلاء أنْ يشكرونا لا أنْ يلعنونا ويشتمونا عبر فساقهم؛ لأنّ المرء لا يرى صورته الحقيقية نصب عينيه حتى ولو وقف عشر مرات يومياً أمام المرآة، لأنّ المعرفة نفسية وليست صورية، ومَن عَرَّفَكَ نفسَكَ فقد استخرَجَكَ من ظلمتكَ؛ قال الإمام عليّ (عليه السَّلام): ((صديقكَ مَن حَذَّرَكَ، وعدوّكَ مَن أغراكَ))، فمَن بصَّرَكَ بنفسكَ وأراكَ عيوبَكَ استخرجكَ من ذاتكَ ليلفتَ انتباهَكَ إلى قَدْرِكَ وقيمتكَ وواقعكَ، إنّ قيمة كلّ امرئ ما يحسنه؛ وفي الحديث: ((المؤمن مرآة أخيه المؤمن))، وعن الإمام الصّادق (عليه السَّلام) أنّه قال: ((عليكم بالنصح لله في خلقه، فلم تلقاه بعمل أفضل منه))، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ((لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته! لنفسه)).

وثمة إشكالات كثيرة على زعيم الحزب لكني أذكر منها إثنتين :

الأولى : الإنتقام لعماد مغنية ....

الثانية : الحرب المفتوحة ...

أما الإنتقام فلا يكون بالخطابات الرنانة ولا بالتصاريح الهدامة التي لا تبقي ولا تذر بل تحرق الأخضر واليابس ،فلا طاقة للشيعة ولا لبقية المواطنين من الآثار المترتبة على خطاباتك النارية التي ستقضي على الشيعة برمتهم إذا بقوا صامتين خائفين من سطوتك وبطشك وقوتك ، وهل يجوز لأجل فردٍ إيقاع الشيعة في الضرر والهلاك أم أن المسألة أعظم من موت مغنية أردتم أن يكون مغنية الواجهة لها ؟ فقد ذهب إلى ربه إن صح ما تدّعون أنّه قُتل وأنتم ستُذهِبون بالشيعة والوطن إلى المقابر من أجل تحرير القدس حسبما تزعمون ،وهل يُضحى بالكل من أجل الجزء يا سماحة الامين على شباب الحزب ؟؟ وهل تستحق غزة كل هذا الحشد والضجيج والصراخ من حنجرة السيد حسن والشيخ نعيم ولا يستحقه مقام الإمامين العسكريين عليهما السلام حينما هدم مقامهما في سامراء وانتهكت أعراض شيعتهما في العراق على أيدي عصابات الحقد والتكفير ؟؟! ألا يستحق شيعة العراق وكذلك المقامات والبقيع الحزين في الحجاز تظاهرةً وصرخةً وإستنكاراً منكم ومن الجمهورية الإيران! ية يا قادة حزب الله في لبنان ؟؟! أم أن الأمر لا يعنيكم لأنّكم وجِدتم لأجل نصرة الجهاد الإسلامي و حماس ومؤسسها أبو يزيد أحمد ياسين الذي كان يوزّع الكراسات التكفيرية ضد الشيعة !!! لا عجب أن يصدر ذلك منكم بعد أن كنتم منهم وما زلتم مذ كانت الأحزاب والمنظمات الفلسطينية في أوج عظمتها وعزّها ،فهذا الشبل من ذاك الأسد المتوحش ،ومن أشبه أباه فما ظُلم ،وكلّ إناءٍ بما فيه ينضح !!!

وأما الحرب المفتوحة : فلمَ لا تكون في الجولان أو في إيران يا سماحة الأمين العام ؟؟!!! وهل كُتب على لبنان أن يكون دائماً ساحةً مفتوحةً للحروب والمآسي والكوارث والكروب ؟ وهل كتب على الشيعة والجنوبيين أن يحملوا وزر فاتورة حروب الآخرين في وطنهم الذي لا ملجأ لهم غيره !!؟

وقبل أن تنطلق بحربٍ مفتوحة داخلية وخارجية ، عليك أن تنظر إلى مصالح الشيعة في لبنان وخارجه فهل تتكفل بأرزاقهم إذا هجّروا من بلاد الغربة يا سماحة الامين والمؤتمن ؟؟! نعم لقد نسيتُ أنّك تنثر المال نثراً على رؤوس الملبين لك كما يلبون لله تعالى في الحج [ لبيك يا نصر الله ] مع أنّ التلبية لا تكون إلاّ لله وللمعصوم عليه السلام..نعم نسيتُ مرّة ً أخرى أنّكم معشر ولاية الفقيه تستبيحون كلّ ما للمعصوم فتجعلونه لكم ،فمقاماته عليه السلام وألقابه صارت جزءاً من كيانكم ،فلقب الإمام وولي أمر المسلمين وشمس الضحى وقائد الغر المحجلين والميامين....لم تعد خاصة بأئمتنا عليهم السلام بمقدار ما هي ألقاب واجبة لقادتكم ،حتى صار السذج من أتباعكم يعتقد أنّ الأئمة أكثر من المنصوص عليهم في الأخبار بل الأمر أدهى وأمرّ حيث بات أكثر جهالكم يعتقدون أنّ السيد نصرالله هو الإمام المهدي عجل الله تعالى له الفرج والمخرج ...وا إسلاماه وا محمداه وا علياه وا فاطمتاه وا حسناه وا حسيناه ..؟؟!!!!

ليت شعري الى متى سيبقى هذا الإستخفاف بعقول أكثر شيعة اليوم حيث تسيّرهم أحزابٌ وتنظيمات يسارية تتلطى بشعارات الإسلام وتتمسح بأثوابه !! وإذا بقي الجهل مسيطراً على العقول فلن تقوم للوطن قائمة ولن ينعم الشيعةُ على وجه الخصوص بالطمأنينة والإستقرار لأنّ من وضع مصيره بقرار زعماء الحرب من ساسة الشيعة الذين أُتخموا هم وأولادهم ونساؤهم وأزلامهم بوفور المال والجاه والسلطان حتى صار الواحد منهم كقارون إستهوته النعمة فطغى وتجبر على كلّ من لم يكن من حزبه أو لم يلتحق بركبه ويتمسح بسرجه ...
لقد هزُلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامها كلُّ مفلس
وفي الختام : أنصح شيعة الأحزاب الذين يصفقون لكلّ منعمٍ عليهم بالدينار والدرهم أن يرجعوا إلى ضمائرهم وإلى رشدهم وليتذكروا الآخرة وعذابها ،وليستعملوا عقولهم ويكونوا من أهل المنطق والدراية ولا يكونوا كالنطيحة والمتردية من البقر والماعز حيث يضعون عقولهم في قبضاتهم وعصيهم ورشاشاتهم ليظلموا من خالفهم في رأي أو فعلٍ ،فإنّ ذلك من الظلم الذي يدخل صاحبه إلى النار إلاّ إذا تاب وأدى الحقوق إلى أصحابها ،سأل شيخ الإمامَ الباقر عليه السلام فقال له ( إنّي لم أزل والياً منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة ؟ قال : فسكت ثمّ أعدت عليه فقال :لا حتى تؤدي إلى كلّ ذي حقٍ حقه ) . وا ويلاه من أمة تظلم اليوم أبناء وطنها وجلدتها وهي معتقدة ٌ أنّ هذا من الدين ،وقد جهلوا أنّ هذا من الشرك الذي نهى الله تعالى عنه ،قال الإمام الباقر عليه السلام : [أدنى الشرك من قال للنواة أنّها حصاة وللحصاة أنّها نواة ثمّ دان به ] وعن الإمام الرضا عليه السلام قال :[ أدنى الشرك ان يبتدع الرجل رأياً فيحب عليه ويبغض ] .

أليس واقع شيعة الأحزاب اليوم هو ما قاله الإمامان الصادق والرضا عليهما السلام ؟؟ نعم إنّهم ولايتيون يعبدون زعيم حزبهم ويفدون أنفسهم لنعليه ،ولا غرابة في ذلك فإنّ الطيور على أشكالها تقع وكل إناء بما فيه ينضح !!

ولا أتمنى من أكثر هؤلاء الشكر والثناء بل إنّي على يقين أنّ سيلاً من الشتائم واللعن والتهديد بالقتل سينهال عليّ مرةً أخرى ولكني أحتسب ذلك ذخراً لي عند الله عزّ ذكره ،ولي برسول الله والإمام علي وسيدة النساء عليهم السلام أُسوة حسنة ،وإن سببتموني فإنّه لي زكاة وسيرتد عليكم يوم القيامة عذاباً وإن أبحتم دمي فإني أرجو الفوز عنده على أيدي أرذل خلقه وأفوز عند من لا يترك مظلوماً إفترسه ظالم وإن نالني أذىً منكم فسوف يثأر لي من لا أجد ناصراً عليه إلاّ الله تعالى ..أقول هذا لأنّ تهديدكم المكرر قد وصلني ولن أخافكم لعلمي بأنّ الله بيده مقادير الأمور ولا تضيع عنده الحقوق ،وما كلامي سوى حجة عليكم حتى لا تقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين ..

وأنصح قادة الحزب ومن يلوذ بركبهم من الشيعة أن يتقوا الله تعالى في الدماء والبلاد ،ويخافوا المصير الذي سيلاقونه يوم القيامة إذا استمروا في سياساتهم وتعنتهم لأجل مصالح دنيوية ،وهل يجوز أن تضحوا بالشيعة من أجل ذلك يا أمناء على الدماء والفروج .... ؟ وما حماس بعض الجنوبيين والبقاعيين لكم إلاّ طمعاً بأموالكم،ولا عجب في ذلك بعد أن أعمى عيونهم وبصائرهم حب الدينار والدرهم وهي سنّةٌ لم تخلُ منها أمّةٌ على طول خط الزمن ،فها هم أئمتنا عليهم السلام قد عانوا الأمَرين من أمثال هكذا شيعة لأنّهم عليهم السلام لم ينثروا المال على أتباعهم ولم يرخّصوا لهم المحرمات ، فشيعة اليوم إلاّ من رحم ربي وقليل ما هم صاروا عبيداً لمن خافوه أو رجوه ..وصدق عليهم ما قاله أمير المؤمنين علي عليه السلام واصفاً هؤلاء بقوله :[ يرجو الله في الكبير ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب ! …وكذلك إن هو خاف عبداً من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربّه فجعل خوفه من العباد نقداً وخوفه من الله ضماراً ووعداً وكذلك من عظم! ت الدنيا في عينه وكبر موقعها من قلبه آثرها على الله تعالى فانقطع إليها وصار عبداً لها ] نعم سيدي صاروا عبيداً للسيد حسن ولنعيم قاسم لما يملكان من أموالٍ ومناصب ..فالمحروم من حُرم من عطائهما !!!فالخزي على هكذا شيعة همهم بطونهم وقبلتهم نساؤهم ودينهم دينارهم ..!!إنّ أمثال هؤلاء هم من قتل الإمام الحسين في كربلاء ، وهم من كان السبب في غيبة الإمام المهدي روحي لتراب نعليه الفداء ،وهؤلاء أشدّ خطراً على الإسلام من جيش يزيد بن معاوية كما أشارت إلى ذلك بعض الأخبار الشريفة ..

وأوجه ندائي إلى العلماء والمثقفين.. وعلى وجه الخصوص من لا يتوافق مع الأحزاب : فأقول لهم أنّكم مسؤولون غداً عن سكوتكم بحجة التقية والمداراة وعدم الإنجرار في الفتنة ألا في الفتنة سقطتم لأنّكم رأيتم المنكر ولم تنكروه إغتراراً وأماني كأماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجزى به ..إنّها الدنيا التي سعيتم إليها .. إنّها دار ممركم فلا تجعلوها دار مقركم ...إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينقصان عمراً ولا يقللان رزقاً حسبما جاء ذلك عن الإمام علي عليه السلام فما بالكم تنامون عن وظائفكم فأنتم مسؤولون عن الضعفاء وعلى الأقل عن نصرة الحق والمظلوم ولو كان سندياً أو بوذياً ..وأرجو أن لا ينطبق عليكم ما ورد عن الرسول الأعظم حيث قال :[ كيف بكم إذا صار المنكر معروفاً والمعروف منكراً ..قيل له أيكون ذلك يا رسول الله !قال بلى كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ..!] نعم صار من يأمر بالمعروف بنظر أكثركم خارجاً عن جادة الصواب ومفرّقاً لجماعة المسلمين ..ألا تخافون ايها العلماء من سطوة الجبار بوقوفكم بوجه م! ن نذر نفسه لله الواحد القهار وكان همه بسط السلام على الأخيار..!!!ما هكذا الظن بكم ولا المعروف من عندكم .. لا تكونوا كالعوام نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا ...

كلكم تعلمون أنّ الله تعالى ذكره عذّب قومَ النبي شعيب ومقدارهم مئة ألفٍ ،ستون ألفاً من الأخيار وأربعين ألفاً من الأشرار ولمّا سأل ربّه عن سبب ذلك ،كان جواب الله له أنّ الستين ألفاً شملهم العذاب أيضاً لأنّهم داهنوا أهل المعاصي ..اللهم إلا إذا كنتم جاهلين بالجهل المركب فركبتم مقدمات خسيسة لرغبتكم بالحياة الدنيا لكنّها لن تدوم لكم وسوف تنزلون إلى حفركم وهناك الطامة الكبرى يوم لا تغني عنكم كثرتكم ولا من كنتم تسكتون عن منكراته طمعاً بالحطام وخسيس عيش ٍيكون حسرةً عليكم يوم العرض الأكبر ..وصدق ما جاء عن المظلوم سيد الشهداء عليه السلام حينما قال :[ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون ] ..ودعوى أنّ سكوتكم للتقية أو المداراة مردودة عليكم لأنّ التقية والمداراة إنّما يسوغان شرعاً وعقلاً ما دام لم يسفك الدم ، فإذا سُفك فلا تقية كما ورد عن أئمتنا عليهم السلام ،والعجب منكم كيف تعملون بالتقية في مورد ليس من مصاديقها في حين أنّ السيد الخميني شرّع لأ! تباعه في لبنان عدم التقية بقوله لهم : لا تقية بعد اليوم .

فهم مخلصون لصاحبهم وأنتم غير أوفياء لصاحب نعمتكم وولي أمركم الإمام المهدي عليه السلام فحاموا عن دينه يا من تتنعمون بأمواله وتحيون ببركة وجوده الأقدس ،فما هو جوابكم عندما يسألكم عن تقصيركم في إبلاغ الحجة وسلوك المحجة ..!!!!!

كما أنني أوّجه نداءً للسلطة بأنّ عليها أن تخفف الأعباء عن المواطنين الذين أُثقلوا بالضرائب الباهظة وعدم بسط الأمن في مناطق لبنانية تحكمها أحزاب ومنظمات لا ترحم إلا أتباعها ،فإنّ الدولة إذا لم تفعل ذلك فإنّها تساهم بسيطرة الأحزاب لتدب الفوضى في البلاد ..فالسلطة قد ساهمت في إستبداد الحزب بعامة الشيعة حيث كرّست فئةً خاصة من الشيعة للإمساك بالقرار الشيعي ولم تسمح لغيره بمشاركة سياسية وإجتماعية من خلال مؤسسات الدولة ..فصرنا نحن المستضعفون من كل الطوائف فريسة الدولة والأحزاب السياسية التي لا يهمها إلاّ الوصول إلى سدة الحكم وتوزيع الحصص فيما بينها ..

وأما ندائي للحزب فهو أن يفكر بمصلحة الشيعة اللبنانيين خصوصاً والوطن عموماً ،فإذا أُفلتم من الحساب في دنياكم فلن تفلتوا منه في أُخراكم ..فاعملوا ما شئتم فإنّكم ستحاسبون عن كل صغيرة وكبيرة..فأنتم لستم مفوضين عن الشيعة ولا نرضى أن تكونوا كذلك ...وإذا كان أهل الجنوب راضين بكل قراراتكم فلِمَ لا نستفتيهم من جديد فيما إذا كانوا راضين بتدمير بيوتهم وتشريدهم مرةً أُخرى من أجل الحسم الآلهي كما وعد السيد نصر الله؟؟ فحرب تموز كان وعداً إلهياً فكان الذي كان فكيف الحال إذا بدأ الحسم الإلهي ..؟؟!! اللهم استر على الوطن من هذا الحسم الموعود .. وإنّي أُحذّر الجنوبيين من مغبة سكوتهم عمّا يجري بإسمهم ولأجل فلسطين وإيران ،وإذا بقوا على هذه الحال فلن يبقى لهم جنوب ولن ترجع للفلسطينيين بلادهم ..فستصبحون كالفلسطينيين مشردين في شرق الارض وغربها ..وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين ...