المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم الخميس 27 /آذار 2008

إنجيل القدّيس يوحنّا .25-15:21

وبَعدَ أَن فَطَروا قالَ يسوعُ لِسمْعانَ بُطرُس: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟» قالَ لَه: «نَعم يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ حُباًّ شَديداً». قالَ لَه: «إِرْعَ حُمْلاني». قالَ له مَرَّةً ثانِية: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» قالَ له: «نَعم يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ حُباً شَديداً». قالَ له: «اِسْهَرْ على خِرافي». قالَ له في المَرَّةِ الثَّالِثة: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني حُبّاً شديداً؟» فحَزِنَ بُطرُس لأَنَّه قالَ له في المَّرةِ الثَّالِثَة: أَتُحِبُّني حُبّاً شديداً؟ فقالَ: «يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ حُبّاً شديداً». قالَ له: «إِرْعَ خِرافي. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لَمَّا كُنتَ شاباً، كُنتَ تَتَزَنَّرُ بِيَديكَ، وتَسيرُ إِلى حَيثُ تشاء، فإِذا شِخْتَ بَسَطتَ يَدَيكَ، وشَدَّ غَيرُكَ لكَ الزُّنَّار، ومَضى بِكَ إِلى حَيثُ لا تَشاء».قالَ ذلكَ مُشيراً إِلى المِيتَةِ الَّتي سيُمَجِّدُ بِها الله. ثُمَّ قالَ له: «اِتَبْعني!». فالتفَتَ بُطرُس، فرأَى التِّلميذَ الَّذي أَحَبَّهُ يسوعُ يَتبَعُهما، ذاكَ الَّذي مالَ على صَدرِ يسوعَ في أَثناءِ العشاء وقالَ له: «يا ربّ، مَنِ الَّذي يُسلِمُكَ؟» فلَمَّا رَآهُ بُطرس قالَ لِيسوع: «يا ربّ، وهذا ما شأنُه؟»قالَ لَه يسوع: «لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لَكَ وذلك؟ أَمَّا أَنتَ فَاتبَعْني». فشاعَ بَينَ الإخوَةِ هذا القول: إِنَّ ذلِكَ التِّلميذَ لَن يَموت، مَعَ أَنَّ يسوعَ لَم يَقُلْ إِنَّه لَن يَموت، بل قالَ له: لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لكَ وذلك؟ وهذا التِّلميذُ هو الَّذي يَشهَدُ بِهذِه الأُمور وهو الَّذي كَتَبَها، ونَحنُ نَعلَمُ أَن شَهادتَه صادِقَة. وهُناكَ أُمورٌ أُخرى كثيرةٌ أتى بِها يسوع، لو كُتِبَت واحِداً واحِداً، لَحَسِبتُ أَنَّ الدُّنْيا نَفْسَها لا تَسَعُ الأَسفارَ الَّتي تُدَوَّنُ فيها.

 

ضرورة تعويم الحكومة فورا وتوجيه إنذار أمني بفك الاعتصام ورفض عودة موسى

 دمشق تعتبر قرار مقاطعة القمة »إعلان حرب« عليها... وباريس تحض 14 آذار على »هجوم يستبق رد فعل الأسد«

 لندن - كتب حميد غريافي/: السياسة

وصف ديبلوماسي سوري في ابوظبي قرار الحكومة اللبنانية اول من امس بمقاطعة مؤتمر القمة العربية في دمشق بأنه »اعلان قطيعة شاملة, اذا لم نشأ المبالغة بوصفه اعلان حرب على سورية, ستظهر تداعياته القاسية على الساحة اللبنانية مباشرة بعد انتهاء اعمال القمة, وصدور البيان الختامي لها الذي لم يعد بامكان الحكومة السورية التهاون مع النظام اللبناني فيه«.

وقال الديبلوماسي في مناسبة بروتوكولية جمعته مع عدد من الديبلوماسيين العرب بينهم لبنانيون, »ان الحكومة السورية ليست هي التي اعلنت المقاطعة والقطيعة, بل الطرف الحاكم في لبنان, وعليه فإنه يتحمل تبعات ذلك«.

وكشف احد حضور هذا اللقاء من الديبلوماسيين الخليجيين ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن النقاب عن انه عندما سأل ديبلوماسي لبناني نظيره السوري عما اذا كان ما يقوله »تهديدا مباشرا للبنان خصوصا بحضورنا نحن في هذا اللقاء?« اجابه هذا الاخير بقوله: »اعتبره ما شئت لان سورية ترفض تلقي اهانات من احد, فكيف من حكومة بحالة حكومة (فؤاد) السنيورة من الاهتراء والضعف وعليكم تحمل التبعات«.

واعرب الديبلوماسي الخليجي عن اعتقاده ان يكون »الرد السوري الرسمي على القرار اللبناني فورا إقفالا للحدود البرية مع لبنان, واستئنافا لتحركات ميدانية لحلفاء وعملاء سورية في الاراضي اللبنانية على غرار احداث الاحد الاسود في منطقة مار مخائيل الواقعة تحت هيمنة حزب الله وحركة امل, او تحت ستار تحركات مطلبية عمالية يحركها »التيار الوطني الحر« العوني في المناطق المسيحية بالتوازي مع تحركات مماثلة في المناطق الاخرى, او وقوع عمليات اغتيال وتفجير »مدوية« كما بشرت به صحيفة »الوطن« الصادرة في دمشق اول من امس«.

واعتبرت اوساط حكومية فرنسية في باريس امس قرار لبنان مقاطعة القمة العربية »بدءا للمواجهة المؤجلة منذ انتهاء حرب يوليو 2006 بين قوى السلطة الحاكمة (14 اذار) وحلفاء سورية في لبنان«, معربة عن مخاوفها من »سقوط الحاجز الامني المصطنع بين طرفي النزاع اللبنانيين اذ قد يعتبر النظام السوري انه خرج منتصرا من قمة دمشق لعدد من الاسباب اولها انه تمكن من عقدها فعلا وحشد عددا من الزعماء العرب فيها, رغم غياب الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك, وثانيها انه جعل البند اللبناني فيها ثانويا منهيا المبادرة العربية بالضربة القاضية, وثالثها انه حقق في القمة مع الدول الثانوية الداعمة له ما لم يكن باستطاعته تحقيقه بوجود العاهل السعودي والرئيس المصري وحلفائهما, ورابعها انه استطاع ان يثبت ان حضور هذين الزعيمين او عدمه لم يقدم او يؤخر في سياسة سورية الممانعة لسيطرة الاميركيين على مسار المؤتمر كما يدعي«.

وقالت الاوساط الفرنسية ل¯ »السياسة« في باريس امس »نتوقع ان يتخذ الرد السوري على قرار لبنان مقاطعة القمة برئاسة بشار الاسد, مناحٍ دراماتيكية متعددة, الى جانب إحداث اضطرابات على الحدود اللبنانية السورية من بينها اقفال الحدود من جهة دمشق لخنق لبنان اقتصاديا, لكن اسوأها قد يكون العودة الى لغة الاغتيالات بعدما شعر الاسد ان نتائج مؤتمر القمة فتح له الطريق مجددا وبشكل واسع ومن دون عقبات لمحاولة اعادة فرض هيمنته ووصايته على اللبنانيين عبر حلفائه وعملائه هناك. وفي اعتقادنا ان اغتيالا واحدا هذه المرة سيفجر الشارع اللبناني ويرمي البلاد في الفوضى المريرة التي تسعى لها دمشق بشتى الوسائل. ودعا نائب بارز في »الجمعية الوطنية« الفرنسية (البرلمان) قوى 14 اذار الى »عدم الجلوس« كطيور البط لتلقي الضربات التالية دون فعل اي شيء, بل لقيام قادتها بضربات استباقية فورية تمنع ادوات نظام بشار الاسد من الهجوم المتوقع عليها, لشعور هذه الادوات ب¯ »نصر« حليفها السوري في القمة من دون ان يواجه اي اعتراض حقيقي على تصرفاته في لبنان وفلسطين والعراق, ما قد يحفزه على رفع وتيرة عمليات تخريبه في الدول الثلاث وخصوصا لبنان الذي يهمه اكثر من غيره«.

 الخطوات الاستباقية الملحة

واقترح النائب الفرنسي على حكومة السنيورة وداعميها من قادة ثورة الارز ان يبادروا فورا الى اتخاذ عدد من القرارات والاجراءات الاستباقية, طالما فتحت المواجهة علنا مع نظام دمشق وادواته في لبنان, وطالما ان الرد السوري قادم لا محالة منها:

1 - اعلان اجماعي برفض مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري اعادة فتح باب الحوار بينهم وبين عملاء سورية, لانها مبادرة سورية طرحت قبل قرار مقاطعة مؤتمر القمة في محاولة لتخدير الحكومة ومنعها من اتخاذ هذا القرار المهين بحق بشار الاسد شخصيا.

2 - الاعلان فورا عن توسيع الحكومة, وليس فقط تعيين وزير او وزيرين بديلين فيها, بعد اعلان قبول استقالة وزراء حزب الله وحركة امل وملء مقاعدهم بوزراء شيعة معارضين لهم.

3 - توجيه انذار أمني من قيادة قوى الامن الداخلي, اذا امتنع قائد الجيش, الى المجموعة التي تحتل المنطقة التجارية في قلب بيروت, بوجوب اخلائها في موعد لا يتجاوز الايام القليلة.

4 - الاعلان عن رفض عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت بعد القمة لمحاولة فرض مناخ جديد على المبادرة العربية لصالح السوريين, خصوصا وان موسى كشف اوراقه التي حمله اياها بشار الاسد في لقائهما بدمشق وفي مقدمها تغيير خطير اعلنه الامين العام وهو انتخاب العماد ميشال سليمان مقابل »سلة« من الخطوات هي اصلا هدف دمشق وعملائها منذ البداية كخطوة اخيرة للسيطرة على مقدرات الحكم في لبنان«.

وقال النائب الفرنسي ل¯ »السياسة« ان قوى 14 اذار الحاكمة التي فتحت باب المواجهة العلنية مع النظام السوري بما يحفظ كرامتها وكرامة لبنان, عليها هي بدء الهجوم بهذه الخطوات التي كان يجب ان تتخذها منذ استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل, وقيام الاعتصام في قلب العاصمة لشلها وضرب الاقتصاد والسياحة في مقتليهما, من اجل اعادة السيطرة على حقوقها المشروعة المنتقصة كأغلبية برلمانية, رغم ادعاءات ومزاعم وأباطيل القوى الحليفة لسورية وايران, وهذا اضعف الايمان, وكذلك من اجل القول للمجتمع الدولي والدول العربية التي وقفت الى جانبها »14 آذار« في مقاطعة القمة وتحجيم بشار الاسد, بأن النظام اللبناني قوي وبإمكانه المقاومة في وجه هذه القوى الشريرة التي تحاول اسقاط البلاد في هوة الفوضى والضياع والتبعية للخارج من جديد.

ووصف النائب الفرنسي دعوة بري الى عقد مؤتمر جديد للحوار بأنه »محاولة لتشييع المبادرة العربية الى مثواها الاخير«, كما وصف اعلان عمرو موسى عن عودته الى لبنان لمحاولة تطبيق هذه المبادرة بوسائل تناقض جوهرها والهدف منها, اي باعتماد »سلة« المطالب السورية »المتكاملة« حلا لتمريرها على حساب النظام الديمقراطي القائم, بأنها »محاولة لوأد ثورة الارز بطلب من بشار الاسد, اذ ان تصرفات عمرو موسى منذ اليوم الاول لبدء تحركه في لبنان والدول العربية كانت تقوم اصلا على هدف شخصي هو ارضاء الجميع, وخصوصا النظام السوري »الممانع« لكل شيء, من اجل ضمان اعادة التجديد له على رأس الامانة العامة لجامعة الدولة العربية متى انتهت ولايته«.

وحض البرلماني الفرنسي قوى ثورة الارز على »عدم الاكتفاء بالحملات الاعلامية تصديا للحملات السورية العنيفة, بل التقدم لاخذ مصيرها بيديها لانه مهما حدث من جراء إقدامها على خطواتنا المقترحة لن يوازي سوء وحدة, ما يستعد الطرف الآخر (8 آذار) بدعمين سوري وايراني للقيام به لاسقاط هذه الثورة«.

 

  الأكثرية تعتبر مقاطعة القمة »خطوة صحيحة« والمعارضة تراها استجابة للإملاءات الأميركية

 يروت -»السياسة«: شكل قرار الحكومة اللبنانية بمقاطعة القمة العربية التي تستضيفها دمشق السبت والأحد المقبلين, والذي يعتبر سابقة في تاريخ القمم العربية, حدثاً سياسياً بالغ الأهمية استحوذ على اهتمام الأوساط السياسية الموالية والمعارضة على حد سواء, وفيما اعتبرته قوى 14 آذار خطوة في الإطار الصحيح لتحميل النظام السوري مسؤولية الفراغ الرئاسي الحاصل, لفتت قوى المعارضة إلى أن قرار الحكومة جاء استجابة للرغبة الأميركية بعدم المشاركة في قمة دمشق, محذرة من انعكاسات تغييب لبنان عن هذه القمة.

وبعد قرار المملكة العربية السعودية ومصر بخفض مستوى تمثيلهما في القمة بشكل لافت, ومقاطعة لبنان الكاملة وترجيح غياب عدد كبير من رؤساء الدول العربية, لفتت أوساط سياسية لبنانية إلى أنه من الثابت في ظل تواضع المشاركة العربية في القمة, أن الأخيرة لن تحقق أي نتيجة لما فيه مصلحة العرب, لا بل انها ستزيد الانقسام في الصف العربي, على خلفية المواقف العربية من ممارسات النظام السوري تجاه لبنان, واستمراره في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية.

وعلى إثر قرار لبنان مقاطعة القمة, أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة جولة اتصالات مع المسؤولين العرب, لإبلاغهم قرار الحكومة وشرح أبعاده وخلفيته, ووجهة نظر الحكومة في هذا الموضوع.

وشملت اتصالات السنيورة كل من الرئيس المصري حسني مبارك, ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني, ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, ورئيس الوزراء المصري احمد نظيف, ووزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط, ووزير الخارجية الأردني صلاح الدين الشبير, ووزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي, ووزير خارجية البحرين خالد بن احمد بن محمد آل خليفة, ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد, ووزير خارجية الجزائر مراد مدلسي.

في سياق متصل, كشف وزير الاتصالات مروان حمادة, أن السنيورة سيلقي يوم انعقاد القمة العربية, كلمة ستبث إلى العالم كله, وأعلن أن الحكومة "ستتوجه إلى طلب انعقاد مجلس الجامعة العربية على صعيد وزراء الخارجية, أو حتى إلى عقد قمة أخرى خارج سورية".

واعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية جان أوغاسابيان, "أن المقاطعة تجعل غياب لبنان عن القمة مدويا ومؤثرا وفعالا, لأنه بذلك يوجه رسالة إلى المجتمع الدولي, مفادها أن لبنان الذي لم يغب عن أي قمة عربية في السابق, لا يريد المشاركة إلا برئيس جمهوريته, وهو الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي".

كما اعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور, أن "قرار مقاطعة القمة العربية الذي اتخذته الحكومة حكيم, ويرتقي إلى حجم المعركة الاستقلالية التي يخوضها الشعب اللبناني", مشيرا الى أن "هذه المقاطعة تزيد من قدرات العرب للضغط على سورية من أجل حل الأزمة اللبنانية".

ورأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب احمد فتوح, أن "قرار الحكومة ينسجم مع تضحيات اللبنانيين وخياراتهم الاستقلالية, وينسجم أيضا مع موقف الدول العربية المتعاطفة مع لبنان والداعمة للمبادرة العربية, وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية".

على صعيد مواقف المعارضة, اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" اللواء عصام أبو جمرة, "أن قرار المقاطعة نكاية بسورية, هو قرار خاطئ", وقال "أن كل الأعذار التي أعطتها السلطة لمقاطعتها القمة, خصوصاً ما يتعلق بتحصيل شرف الرئاسة, هي قميص عثمان لتنفيذ إرادة خارجية, تهدف إلى إبقاء دولة السنيورة رئيساً لحكومة أمر واقع, حتى إشعار آخر".

وذكر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب حسن يعقوب, بأن فريق السلطة هو الذي عزل الرئيس اميل لحود عن قمة الخرطوم الشهيرة, وأسقط موقع الرئاسة آنذاك, معتبراً أن ذلك يعني أن ليس لهذا الفريق من حرص على موقع الرئاسة وعلى التمثيل المسيحي, ورأى أن الكلمة التي سيلقيها السنيورة أثناء انعقاد مؤتمر القمة لن يكون لها أي معنى أو أي صدى, لأن التمثيلين السعودي والمصري جسدا الموقف العربي وموقف فريق السلطة من القمة العربية.

من جانبه, أكد الرئيس سليم الحص في كتاب مفتوح إلى القمة العربية, أن "لبنان بحاجة إلى قرار عربي موحد ينتشله من أتون أزمته المستعصية", محذراً من أن "الوضع سيغدو مكشوفاً على أسوأ الاحتمالات في حال لم يحظَ لبنان بهذا القرار", وسأل "هل سيجود مؤتمر القمة بهذه النعمة على لبنان, في وقت تحتدم فيه الخلافات العربية".

 

إعلان انفصال مجموعة جديدة عن "جبهة العمل" وانضمامها إلى هيئة الطوارىء: لم تكن أكثر من واجهة لتجميع الشباب لصالح "حزب الله" في الشارع السني

ومتمسكون بالسلم الاهلي ونرفض كل مظاهر السلاح خارج نطاق مؤسسات الدولة

وطنية - 26/3/2008 (سياسة) أعلنت مجموعة جديدة في "جبهة العمل الاسلامي" انفصالها عن الجبهة التي يترأسها الدكتور فتحي يكن، وانضمامها الى هيئة الطوارىء في الجبهة، خلال مؤتمر صحافي عقدته في محلة القبة، في طرابلس، في حضور منسق هيئة الطوارىء في الجبهة سيف الدين الحسامي، ومسؤول مدينة البداوي حسين مراد ابو بكر. وأصدرت المجموعة بيانا تلاه الشيخ خضر عواد قال فيه: "منذ اللحظة الاولى لقيام الجبهة كانت اهدافنا منصبة على طموح واحد، هو تحقيق حلمنا في الجهاد ضد العدو الاسرائيلي ونصرة شعب فلسطين وتقوية واقع اهل السنة والجماعة في لبنان. كان حلمنا ان نحظى بفرصة لتقديم أنموذج ايجابي للعمل الاسلامي، لاعتقادنا بأن الذين خاضوا التجارب، ووقعوا في المصائب، قد تعلموا من التجربة واستخلصوا العبر، واوقفوا المغامرات وغادروا ساحات التفريط بالمصير والمصالح الاسلامية". أضاف: "لأن الشباب المسلم تواق إلى ساحة لمنازلة العدو الصهيوني، أقبلنا على دورات التدريب العسكري التي أفهمتنا قيادة جبهة العمل أنها أنشأتها لهذه الغاية، لكننا فوجئنا بخدعة كبرى تجسدت في النواحي الآتية:

أولا: اتضح ان جبهة العمل الاسلامي لم تكن اكثر من واجهة لتجميع الشباب لصالح "حزب الله" في الشارع السني، في حين ان كل عمليات التدريب والاعداد والتعبئة كانت خاضعة في شكل مباشر ل"حزب الله" وللحرس الثوري الايراني، مع الاشارة الى ان هناك نوعين من الدورات العسكرية.

النوع الاول: يجري في البقاع في محيط بلدة النبي شيت والجبال المحيطة بها، وهي عبارة عن معسكرات كثيرة منتشرة ومموهة في شكل متقن، حيث يبدو ان استصلاح الاراضي هي الوسيلة الاكثر استعمالا في تلك المنطقة. وفي هذه المعسكرات يخضع انصار قوى المعارضة المختلفة لتدريبات تستمر في الغالب اسبوعا.

النوع الثاني: يتم في ايران ويبدو من خلال المتابعة ان الدورات في البقاع تشكل عملية تحضير وغربلة للكوادر المؤهلة لاستكمال المراحل اللاحقة من التدريب العسكري والامني". ولفت إلى أن "مقاصد هذه الدورات التدريبة وأهدافها ظهرت من خلال تعبئة الشباب ضد كل من يخالف توجهات "حزب الله" والنظامين السوري - الايراني، الى درجة التكفير والاقصاء والالغاء". وقال: "كان الخطاب الاسهل، اعتبار كل المخالفين ادوات اميركية واسرائيلية، وهذا اخطر ما واجهناه، وهو مرحلة ما بعد التدريب والعودة الى طرابلس، لانها شكلت الصدمة الكبرى بالنسبة الينا، فخلال مراحل التوتر بين قوى 14 اذار وتحالف 8 اذار، كانت الاوامر تصدر من قيادة جبهة العمل الاسلامي بضرورة النزول الى الشارع واستعمال كل الوسائل المتاحة لخدمة اغراض "حزب الله" واهدافه".

وأشار إلى أن "التحريض بلغ مراحل في غاية الخطورة، الى درجة وضعت معها قيادة جبهة العمل حوافز مالية لكل من ينجح في افتعال اشكال، ويبرز قدرته على مواجهة الطرف الاخر، ويتمكن من فرض الامر الواقع في الشوارع والاحياء".

أضاف: "هكذا وجدنا انفسنا ننزلق خطوة بعد اخرى نحو اشعال صراع سني سني لصالح النظامين السوري والايراني يحرق مناطقنا ويخرق ساحتنا، ويستهدف مرجعياتنا الدينية والسياسية". وأعلن البيان "رفض توجهات قيادة جبهة العمل الاسلامي"، وقال: "سنشكل مع اخوتنا في هيئة الطوارىء فريقا واحدا للتصدي لهذه الاختراقات الخطرة التي يتم زرعها باسم العمل الاسلامي. ونحن متمسكون بالسلم الاهلي في لبنان وبالوحدة الوطنية، ونرفض كل مظاهر السلاح خارج نطاق مؤسسات الدولة، وندعو الى وضع استراتيجية وطنية للتصدي للتحديات الصهيونية بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وصولا الى قيادة دولة العدل والحرية والمساواة والتنمية". واكد عواد "ان المجموعة تقدر بأكثر من مئة عنصر"، مشيرا إلى أنه "في الاونة الاخيرة كان يراد زجها في صراعات داخلية في ازقة طرابلس والقمة وباب الرمل ومحرم، لافتعال المشاكل والازمات داخل المدينة". بدوره، رحب الحسامي بانضمام المجموعة المبررة الى "صفوف هيئة الطوارىء لتوحيد الصف الداخلي لمواجهة التحديات الخارجية".

 

الامن العام اللبناني يمنع عرض فيلم عن ايران والحكومة تعترض

 وكالات/قرر جهاز الامن العام اللبناني منع عرض فيلم رسوم متحركة عن ايران, ما اثار اعتراض وزير الثقافة اللبناني طارق متري الذي شدد على ضرورة عرضه حفاظا على حرية التعبير. فقد اعلن مسؤول في جهاز الامن العام اللبناني ان فيلم الرسوم المتحركة "برسيبوليس" الذي سبق وتعرض لانتقادات من السلطات الايرانية منع من العرض في لبنان. ولم يوضح هذا المسؤول مبررات هذا المنع. ودان وزير الثقافة اللبناني طارق متري منع الفيلم من العرض وقال انه اثار هذا الموضوع خلال جلسة مجلس الوزراء مساء الثلاثاء وطلب من وزير الداخلية حسن السبع المسؤول عن جهاز الامن العام العمل على السماح بعرض الفيلم. وقال متري في تصريح لوكالة فرانس برس "في العالم المعاصر لا يجوز منع عرض الافلام ما لم يكن هناك سبب وجيه جدا لذلك". واعتبر الوزير اللبناني ان الفيلم "غير معاد لايران ولا للاسلام, بل هو وصف لايران مطلع الثورة الاسلامية ولا يجوز منعه اكنا نعارض مضمونه ام لا". واضاف متري ان "الاسباب الموجبة للرقابة في القانون هي عادة اثارة النعرات الطائفية والمس بالاخلاق العامة او بهيبة الدولة او الترويج الدعائي للعدو الصهيوني, وهذا ما لا ينطبق ابدا على الفيلم". واوضح متري انه قدم مشروع قانون الى الحكومة يحظر الرقابة المسبقة.

من جهته قال مصدر رسمي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان الفيلم لم يرق لمدير عام الامن العام اللواء وفيق جزيني القريب من حزب الله. واضاف هذا المصدر "ان مدير عام الامن العام معروف بعلاقته الوثيقة بحزب الله ولا يهمه ان يعرض عمل من هذا النوع لان الفيلم يعطي صورة توحي بان ايران ما بعد الشاه قد تكون اسوأ من ايران خلال الشاه". ولم يكن بالامكان الاتصال باللواء جزيني للتعليق على هذه المعلومات. واصدر الحزب الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط بيانا وصف فيه قرار المنع بانه يدل على "غباء ثقافي يعطي لجهاز امني الحق بتقييم الاعمال الفنية والثقافية". كما راى انه "يعكس مواقع النفوذ التي تحاول بعض القوى فرضها على اللبنانيين" في اشارة الى حزب الله. كذلك انتقد بسام عيد مدير الانتاج في شركة امبير التي كان يفترض ان توزع هذا الفيلم بشدة قرار الامن العام. وقال عيد في اتصال مع وكالة فرانس برس "انه قرار سخيف خصوصا ان بالامكان العثور في لبنان وخصوصا في الضاحية الجنوبية لبيروت على نسخ لهذا الفيلم تباع بدولارين النسخة". واضاف عيد "اشتريت نسختين للفيلم من الضاحية الجنوبية لبيروت ومن مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين (قرب الضاحية الجنوبية) وسلمت احداهما الى وزير الثقافة طارق متري". وكتبت ماريا شختورة المسؤولة عن الصفحة الثقافية في صحيفة لوريان لوجور الناطقة بالفرنسية عن هذا الموضوع تحت عنوان "هل تحول لبنان الى ضاحية صغيرة لطهران ?". وفاز هذا الفيلم مناصفة بجائزة التحكيم خلال مهرجان كان عام 2007 وهو مرشح لجوائز الاوسكار عام 2008 وقد اعدته الفرنسية الايرانية ماريان ساترابي. وانجزت ساترابي الفيلم مع فنسان بارونو وهو يعرض للقمع الذي كان يمارس في عهد الشاه, وايضا لحملات القمع والاعتقال والاعدام التي حصلت بعد اعلان الثورة الاسلامية في ايران بقيادة آية الله الخميني. وتعرضت ساترابي لمضايقات من قبل السلطات الايرانية ما دفعها الى مغادرة بلادها الى النمسا ثم الى فرنسا ولم تعد ابدا الى ايران. ونددت حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد بهذا الفيلم واعتبرته مناهضا للاسلام ومناهضا لايران, الا ان نسخة منه طالها مقص الرقيب عرضت مرات عدة في ايران.

 

تحركات إسرائيلية مفاجئة في حوض الوزاني قابلها تحرك كثيف "لليونيفيل"

وكالات/ تقدمت جرافة "بوكلين" عسكرية إسرائيلية ضخمة، في التاسعة والنصف من صباح اليوم، في ظل حماية مؤللة من سيارة "هامر"، على الطريق الترابية المؤدية من الشطر الجنوبي لقرية الغجر السورية المحتلة، وقامت بجرف الأرض على طول السياج، واقتلاع بوابة حديد كانت قد اقامتها القوات الإسرائيلية عند السياج الحدودي بعد ترسيم الخط الأزرق، إلى محيط المضخة الإسرائيلية التي تغذي قرية الغجر بمياه الشفة، والقائمة خارج الخط الأزرق وعلى أرض لبنانية، عند الضفة الشرقية لنهر الوزاني، حيث تتمركز قوة دولية من الوحدة الإسبانية العاملة في إطار قوة "اليونيفيل" المعززة، قبالة المنشآت اللبنانية عند نبع الوزاني.

وفي المعلومات، أن الجيش الإسرائيلي أبلغ "اليونيفيل" بأنه سيقوم ببعض أعمال التصليح على الشريط التقني القديم، داخل المنطقة الواقعة شمال الغجر والتي لا تزال تحت سيطرته. ووفقا للاجراءات المعتادة، أبلغت "اليونيفيل" الجيش اللبناني بالأمر. لكن حوالى الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم، أبلغ الجيش الإسرائيلي "اليونيفيل"، بأنه قد باشر العمل في نقطة أخرى، غرب الغجر كما يبدو، لم تكن مرتبطة بأعمال الصيانة على الشريط التقني القديم، كما تقدم، مستخدما معدات إصلاح طرق ثقيلة، للقيام بأعمال الصيانة وإعادة تأهيل الطريق الحدودية والسياج المعدني، ورافق هذه الاعمال تحركات إسرائيلية في قرية الغجر ومحيطها، حيث تمركزت آلية "هامر" عسكرية خلف الدشم الإسمنتية، في محيط نقطة المراقبة المشرفة على مجرى نهر الوزاني غربا، راقب عناصرها بواسطة المناظير الحركة في الجانب اللبناني، في حين تمركزت قوة أخرى في وسط القرية تحت الشجيرات قبالة المجلس المحلي ومضافة القرية، عند تخوم الخط الأزرق الذي يشطر الغجر إلى قسمين محتلين، جنوبي سوري، وشمالي لبناني، فيما رابطت دبابة "ميركافا" خلف الساتر الترابي جنوب قرية الغجر، في نقطة مشرفة على مجرى نهر الوزاني، في وقت كانت توجه فوهة مدفعها يمنة ويسرة في حركة دائمة باتجاه الأراضي اللبنانية. كما سجل تحرك كثيف للقوات الدولية التي راقبت باهتمام بالغ الإستنفار المتبادل على جانبي الحدود الفاصلة، فيما تحركت آلياتها المدرعة ودورياتها الراجلة، على الطريق الممتدة من محيط الشطر الشمالي لقرية الغجر إلى نقطة تمركزها قرب جسر الوزاني - الغجر، الذي شيدته أخيرا الهيئة الإيرانية للاعمار، بالتنسيق والجهوزية مع الجيش اللبناني الذي استطلعت وحدة عسكرية منه المنطقة الواقعة شمال منابع الوزاني ومنشآت المضخة اللبنانية. يشار إلى أن عناصر القوة الإسبانية المتمركزة في تلك الناحية، قامت قبل شهر، بتسييج محيط المضخة الإسرائيلية، للحؤول دون اجتياز الحدود الفاصلة في تلك المنطقة في الإتجاهين، بعد حادث مقتل مواطن لبناني وإصابة إثنين آخرين، أعقبه توتر بين الإسرائيليين والدوليين على ذلك المحور.

 

إرتفاع أسعار البنزين والكاز والمازوت والديزل اويل والفيول اويل

وطنية- 26/3/2008 (اقتصاد) إرتفع اليوم سعر صفيحة البنزين خال من الرصاص 95 اوكتان 100 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة الكاز 700 ليرة لبنانية، والمازوت 500 ليرة لبنانية، والديزل اويل للمركبات الالية 800 ليرة لبنانية، وطن الفيول اويل (1% كبريت) 6 دولارات اميركية، وطن الفيول اويل للعموم 9 دولارات أميركية فيما انخفض سعر قارورة الغاز 100.

جاء ذلك في قرارات صدرت عن وزير الطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي، حدد بموجبها الحد الاعلى لسعر مبيع المحروقات السائلة في الاراضي اللبنانية كافة، اعتبارا من اليوم الاربعاء كالآتي:

ل.ل/العشرين ليتر

بنزين خال من الرصاص 98 أوكتان 26600

بنزين خال من الرصاص 95 أوكتان 25800

كاز 29800

مازوت 30100

ديزل اويل (للمركبات الآلية) 30600

د.اميركي/كيلو ليتر

فيول اويل للعموم 562 (1% كبريت)

فيول اويل للعموم 520

الغاز سائل بوتان ل.ل/10 كلغ ل.ل/ 12,5 كلغ

المبيع في مركز التعبئة 15500 19400

عمولة التوزيع 1000 1000

عمولة المحل التجاري 300 300

المبيع في المحل التجاري 16800 20700

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 26 آذار 2008

الشرق

سياسي جنوبي رأى في تصرفات فاعليات بارزة على الأرض ما يحتم التخوف من امكان الوصول في فترة غير بعيدة الى مرحلة لن تكون فيها قوة طوارىء دولية .

احزاب وتيارات جرى اختراعها في زمن ما بعد حرب تموز 2006 تنشط عبر مؤسسات انسانية واجتماعية للايحاء بانها قادرة على التعاطي مباشرة مع قواعد شعبية لها امتداداتها في اكثر من منطقة .

مسؤول سابق تصفه مصادره بانه محرج بالنسبة الى رفض انتمائه الى تجمعات معارضة مع انه غير بعيد عما يصدر عنها .

البلد

تتناقل معلومات حول انعقاد اجتماع استثنائي في مقر الجامعة العربية مخصص للقضيتين اللبنانية والفلسطينية مع بداية نيسان المقبل .

اشترطت احدى الدول العربية عدم اثارة موضوع مرجعية روحية كبرى مفقودة لتأتي على خلفية معاكسة لقرار قضائي اصدرته دولة المرجعية .

النهار

تتخوف دوائر عربية وأجنبية من سخونة قد تبدأ في الاسبوع الثاني من نيسان دون الكشف عن اي تفاصيل في هذا الشأن.

عدل زعيم سياسي عن موقفه من قمة دمشق وتأييده لحضورها بعدما شرح له اقطاب التكتل السياسي الذي ينتمي اليه ان المشاركة ستفسر بالخضوع لسوريا.

دولة كبرى مؤثرة رفضت مضمون التحرك القطري - العماني حيال لبنان لدى الاستفسار عن موقفها منه.

السفير

يواجه تيار سياسي بارز حالياً تحديات تنظيمية ستحدد ما إذا كان زعيمه يرغب جدياً بإنشاء حزب سياسي أم يبادر إلى "التوريث السياسي"!

أثارت زيارة مسؤول عربي إلى بيروت مؤخراً، إشكالات داخل مؤسسة عربية ومع جهة عربية تتابع الملف اللبناني.

تبيّن أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول القرار 1757 المتعلق بالمحكمة الدولية، جرى نشره قبل أن يوزعه الأمين العام.

أجرى عدد من الوزراء اتصالات عاجلة، أمس، لوقف دخول لحوم فاسدة ومنتهية الصلاحية من إحدى الدول الآسيوية إلى لبنان.

المستقبل

تؤكد مصادر متابعة انّ بعض "التهدئة اللفظيّة" من جانب "المعارضة" يعود الى كلمة سرّ إقليمية ولن يدوم إلى ما بعد القمة العربيّة.

علّق متابعون على خطاب المرجع الأول لحزب يقود "المعارضة" بالقول انّه تطرق في بعض نواحيه إلى مفاهيم مستخدمة في دولة إقليميّة غير عربيّة.

 تترقّب أوساط معنيّة ما ستتركه شخصيّة دينيّة في مقابلة تلفزيونيّة اليوم تقويماً لتجربتها وتصوراً للمرحلة المقبلة.

اللواء

تتوقع أوساط اقتصادية حالة من "المد والجزر" في البورصة النفطية والذهب والعملات الدولية تبعاً لحركة السباق الرئاسي الأميركي·

تفكّر جهة فلسطينية بإطلاق بث تلفزيوني من بيروت لمواكبة الأحداث الجارية في الأراضي المحتلة·

قال وزير سابق إن شخصيتين بارزتين من الأكثرية والمعارضة تلتقيان عند قبول القضاء كدائرة انتخابية!·

 

"الانتماء اللبناني " حمل دمشق مسؤولية تفشيل القمة العربية:الطريقة الوحيدة للتغلب على اسرائيل عبر بناء الدولة والاقتصاد

وطنية- 26/3/2008(سياسة) عقد لقاء "الانتماء اللبناني " اجتماعه الدوري تداول خلاله الأوضاع السياسية الراهنة، واصدربيانا حيا فيه "مقاطعة الحكومة اللبنانية للقمة العربية في دمشق واعتبرها بمثابة الحد الأدنى لما يتوجب القيام به انسجاما مع الذات والواقع". وسجل "لوما على كل المشاركين، حتى وإن تمثلوا بمستويات متواضعة, وخص دولة الكويت بعتب كبير لحضور أميرها شخصيا: فهل نسيت الكويت المأساة المريرة التي ألمت بها بالماضي القريب على أيدي نظام صدام حسين؟!ألم يقف لبنان دولة وشعبا ضد هذا الطغيان، ومع حرية واستقلال الشعب الكويتي ؟! وبالتالي، ألا يحق مبادلة لبنان بالمثل؟! فما يكنه النظام البعثي السوري للبنان هو تماما" نفس ما كان يكنه النظام البعثي العراقي للكويت. ففي عالم اليوم، بات مرفوضا" تدخل أي دولة عربية كانت في شؤون دولة عربية أخرى،أو فرض هيمنتها عليها تحت ذرائع وشعارات "العروبة" و "القضية القومية". وحمل "دمشق حصرا، مسؤولية تفشيل القمة العربية، لاختيارها الواضح التحالف العضوي والأساسي مع النظام الإيراني، بعد التقاء مصالحها في السيطرة والممارسة، ما أنعكس تخريبا للواقع في المنطقة، ولبنان تحديدا, فالحفاظ على القمة كمنظمة عربية جامعة لا يكون في الشكليات والعلاقات الصورية والبيانات الإنشائية، بل بالتنسيق والعمل الجدي بين مختلف مؤسسات الدول العربية، المبنيين على احترام الآخر وحق الاختلاف".

وبالانتقال إلى الكلمة الأخيرة للسيد حسن نصر الله، لم ير "الانتماء اللبناني" فيها "أي جديد, والواضح في الخطاب هو ما تضمنه من تطمينات ودعوة إلى تهدئة الوضع الداخلي في لبنان، وذلك جراء تعليمات واضحة من المحور الإقليمي، من أجل تمرير قمة دمشق بالتي هي أحسن.أما اسطوانة "إزالة إسرائيل" التي مج الناس سماعها، فلم تكن إلا لإلهاب عواطف الحضور. بينما على أرض الواقع، فلم يلق هذا الشعار آذانا صاغية. لقد بلغ القلق ذروته لدى الناس، وتحديدا لدى الجنوبيين، وباتوا اليوم متخوفين أكثر على مصيرهم وبقائهم في بلدات الجنوب".

اضاف البيان: "ان استحضار هذه اللغة التي مر عليها الزمن تذكرنا بحقبة حرق الأعلام، وكأن هذا الحرق كافيا" لإزالة العدو من الوجود. ثقافة التعمية هذه لم تخدم العرب يوما، بل بالعكس فقد أساءت كل الإساءة إلى القضية العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص. لغة "اقتلاع إسرائيل" هذه، هي في الحقيقة، هدية مجانية للعدو الإسرائيلي لتلقي المزيد من الدعم المادي والعسكري والسياسي من المجتمع الدولي وبالأخص المجتمع الغربي".

وختم البيان :"ففي عصر العلم والمعرفة، في القرن الحادي والعشرين، الطريقة الوحيدة لمنافسة هذا العدو الإسرائيلي، وبالتالي التغلب عليه، تكون من خلال بناء الدولة بمفهومها الحضاري الحديث، وبناء الاقتصاد وخلق فرص العمل، وتحرير طاقات شعوبنا في لبنان والمنطقة من جميع القيود والمعوقات لكي تبدع هذه الطاقات العربية في مختلف المجالات الحيوية التي تقوم على أساسها المجتمعات المعاصرة".

 

البطريرك صفير استقبل المزيد من المهنئين بعيد الفصح المجيد

وطنية-26/3/2008 (سياسة) واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير, إستقبال المهنئين بعيد الفصح المجيد، فالتقى على التوالي وفدا من جامعة الروح القدس - الكسليك برئاسة الاب هادي محفوظ، ثم النائب السابق محمود عمار, فمدير عام امن الدولة العميد الياس كعيكاتي، ثم الوزير السابق جوزف الهاشم الذي لفت بعد اللقاء الى انه "وضع البطريرك في جو اللقاءات التي أجراها حول المشروع الإنتخابي مع كل من رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري, والنائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون والأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار".

وأعلن الهاشم انه لمس تفهما ممن التقاهم حول هذا المشروع وهو يعمل على بلورة بعض الاستيضاحات التي طرحت حول الآلية الإقتراعية.

ومن المهنئين ايضا الوزير السابق الياس الخازن، النائب السابق جبران طوق، رئيس تحرير جريدة المستقبل الزميل جورج بكاسيني، الوزير السابق فريد هيكل الخازن، الوزير السابق سليمان طرابلسي، المحامي وليد خوري، السفير طنوس عون ونجله المحامي رولان، رئيس المركز اللبناني للأبحاث والإنماء الدكتور نبيه شاهين الذي قال:

" جئت لتهنئة البطريرك صفير بالعيد، وأطلعته على أجواء الاتصالات التي اجريتها في اميركا، وبالطبع ليس لدينا أي تصريح او كلام لأننا مثلنا مثل جميع افراد الشعب اللبناني الذين تملكهم اليأس، مللنا من التصريحات والخطب والكلام الفارغ دون مستوى الذي يطلقه من يسمون أنفسهم أولياء على هذا الوطن ومصيره، وهذه التصريحات لا نفع منها الا المزيد من التشنج والفرقة والإنشقاق، فيا ليتهم يوفرون على أنفسهم وعلينا هذه الخفة والاستخفاف ويركزوا طاقاتهم وجهدهم على العمل باخلاص وتجرد لإنقاذ الوطن والشعب مما يتخبط به".

وتلقى البطريرك صفير اتصالا هاتفيا من النائب السابق الدكتور حسين يتيم للتهنئة بالفصح.

 

العلامة فحص: لا معنى للبنان من دون المسيحيين

وطنية - 26/3/2008 (سياسة) اكد العلامة السيد هاني فحص "ان لا معنى للبنان من دون المسيحيين"، مشيرا الى "ان ميزة لبنان ومبرر وجوده هو هذا التنوع الذي يتمتع به". وشدد فحص الذي كان يتحدث في "منتدى صور الثقافي" على ان "المسيحيين في لبنان هو اكثر ضرورة اسلامية"، معربا عن "اسفه لعدم وجود مشروع عربي للعراق".

 

الاحرار تؤكد التزامها في تحالف قوى 14 آذار في انتخابات الحقوق -2

وطنية - 26/3/2008 (متفرقات) اكدت منظمة الطلاب في "حزب الوطنيين الاحرار" في بيان لها اليوم انه "في خضم معركة الانتخابات الطلابية التي ستجرى يوم الجمعة المقبل 28 الحالي في الجامعة اللبنانية - كلية الحقوق والعلوم السياسية - الفرع الثاني - جل الديب، اكدت التزامها الكامل والنهائي في تحالفها مع كافة أطراف قوى 14 آذار، داعية مناصريها وكافة الرفاق والطلاب الوطنيين الى دعم مرشحيها ومرشحي لائحة 14 آذار الطلابية في سبيل وحدة لبنان وسيادته وحريته".

 

وكالة "موديز" العالمية رفعت تصنيفها للبنان من سلبي الى مستقر: الحكومة قادرة على توفير حاجاتها التمويلية وسداد استحقاقاتها

وطنية-26/3/2008(اقتصاد) رفعت وكالة "موديز" العالمية تصنيفها للبنان من سلبي الى مستقر, وينطبق هذا التقويم على تصنيف السندات الحكومية اللبنانية بالليرة والعملات الاجنبية وسقف الودائع المصرفية بالعملات الاجنبية وسقف السندات الحكومية بالعملات الاجنبية.

واعتبر نائب رئيس وحدة مخاطر الديون السيادية في موديز المحلل تريستان كوبر "ان تغيير التقويم يستند على المرونة اللافتة للمالية العامة اللبنانية رغم الصدمات السياسية العديدة منذ التقويم السلبي الذي اصدرته "موديز" في تشرين الثاني 2006, وقال:"في الواقع تحسن وضع المالية العامة للبنان بشكل معتدل خلال هذه الفترة, وتبدو الحكومة قادرة على توفير حاجاتها التمويلية القصيرة المدى ولذلك ورغم عدم استبعاد موديز امكان حصول المزيد من التطورات السياسية السلبية, رات الوكالة ان التصنيف السيادي للبنان يمكن ان يقاوم المستويات الراهنة المتدنية من عدم الاستقرار السياسي الحاد".

اضاف:"لقد كانت موديز غيرت التصنيف السيادي للبنان من مستقر الى سلبي لانها كانت ترى ان الوضع السياسي في لبنان قد يسؤ اكثر ويؤثر سلبا على قدرة الحكومة على تسديد الديون, لكن الوكالة لاحظت في تقريرها الجديد ان الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد خلال الاشهر ال18 المنصرمة وكذلك الازمة المستمرة الناجمة عن الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية لم تتسبب بتأثير كبير في قدرة الحكومة على سداد التزاماتها, لا بل تحسنت هذه القدرة بشكل معتدل خلال هذه الفترة". وقال كوبر:"بالفعل لقد خف الى حد ما عبء الدين العام الكبير للحكومة وتم تخفيض العجز المالي, والاهم ان المصارف المحلية بقيت راغبة وقادرة على تمويل دين الدولة اذا استمر تنامي حجم ودائعها, وتاليا فان الحكومة لا تواجه مصاعب كبيرة في سداد الديون التي تستحق اجالها سواء بالعملة المحلية او بالعملات الاجنبية". اضاف:"كما اكدت الجهات المانحة الخارجية التزامها مساعدة لبنان من خلال تعهدها توفير 6, 7 دولار له في مؤتمر باريس-3, تسلم لبنان منها الى اليوم 8, 1 مليار دولار وفي شباط 2008, واعطت المملكة العربية السعودية اشارات الى انها تعتزم ايداع مصرف لبنان المركزي وديعة اضافية بقيمة مليار دولار. وثمة معطى آخر يبعث على الاطمئنان ويتمثل في احتفاظ المصرف المركزي باحتياط كبير من العملات الاجنبية قدرت في نهاية كانون الثاني الفائت بنحو 8, 9 مليارات دولار اي نحو 40 في المئة من اجمالي الناتج المحلي كذلك يملك المصرف المركزي احتياطا من الذهب تبلغ قيمته نحو5, 8 مليار دولار مع انه لا يستطيع تسييل هذا الذهب من دون موافقة مجلس النواب التي يصعب الحصول عليها. وخلص كوبر الى القول:"نظرا الى مرونة المالية العامة والقدرة على التعامل مع الضغوط التمويلية القصيرة المدى, يبدو ان لاشيىء باستثناء الاهتزازات السياسية القصوى يمكن ان يؤدي الى عجز", كما اشارت موديز الى انها تدرك جيدا هشاشة الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان ونقاط الضعف المالية الهيكلية العميقة.

 

المكتب الاعلامي للنائب حبيب رد على القومي: زمن الوصاية ولى ونحن والدولة لكم بالمرصاد لمنعكم من تحقيق مآرب أسيادكم

وطنية- 26/3/2008(سياسة) وزع المكتب الاعلامي للنائب فريد حبيب البيان الاتي:

"تعجب النائب فريد حبيب من الكلام الصادر عن الحزب السوري القومي الاجتماعي في رده على الدكتور جعجع، والذي يظهر نفسه بأنه كان يلعب دور الحمل الوديع في السياسة اللبنانية، والرائد في ثقافة الوحدة والتآخي والسلم الاهلي، فيبدو ان هذا الحزب قد نسي تاريخه الملطخ بالدم والاغتيالات والذبح ابان الحرب اللبنانية وما قبلها وما بعدها.

لقد نسي الحزب أنه هو الذي مارس سياسة الاجرام منذ عقود، بدءا من اغتيال المغفور له رياض بك الصلح، رئيس وزراء لبنان مرورا بالانقلاب الذي قام به ضد السلطة اللبنانية، وصولا الى حرب السنتين حيث كان مسؤوليه وعناصره يقبضون عشرة آلاف ليرة من السلطات الليبية بواسطة حركة 24 تشرين ، وذلك عن كل مسيحي يقتلوه. لقد نسي القوميون انهم اغتالوا المرحوم موريس العلم ونجله جورج امام منزل رئيسهم عبدالله سعاده في أميون كما اغتالوا اثنان من بلدة بشري من عائلة سكر في بلدة شواليت على يد المجرم ادوار عيد. وذا اردنا التوسع في لائحة الاغتيالات التي ارتكبها الحزب القومي فإنها بالتأكيد ستطول.

اما فيما يتعلق في الاعتقالات التي طاولت عددا من القوميين والتي وضعها الحزب في اطار مخطط مرسوم عن سابق تصور وتصميم للنيل من افراده ومن قيادته ومن هيبته، فبئس هذا الكلام الذي لا يشرف صاحبه، لأن فلول هذه العصابة التي ألقي القبض عليها، والتي هي من تلامذة الارهابي كارلوس، قد ألقي القبض عليها وهي تحاول تفجير مطعم الكاميليون، فقد ارادوا احداث كارثة بشرية كبيرة، وضبطت السلطة معهم اسلحة ومتفجرات وسيارات مفخخة. فهل تكون الدولة هي التي تجنّت عليهم ومع ذلك فقد أطلق سراحهم بكفالة وأخلي سبيلهم وهم لا يزالون قيد المحاكمة.ان الدولة ليست بحاجة الى تحريض للقبض على المجرمين بل من مسؤولياتها حماية المواطن واملاكه من الارهاب ومن التعديات.

وكيف يدعي الحزب انه كان اساسيا في مرحلة قيام الدولة ومؤسساتها، ويقوم بمثل هكذا افعال؟ ان تاريخكم يدل على انكم تسعون في كل دقيقة لتوتير الاوضاع الامنية بواسطة بعض المرتزقة والاغراب الذين استقدمتموهم الى منطقتنا الحبيبة والآمنة لجعلها ساحة للتقاتل والقتال.

لقد أفهمناكم اكثر من مرة ان زمن الوصاية من اي كان على منطقتنا قد ولى الى غير رجعة ولن تستطيعوا انتم ومن معكم ومن وراءكم ان تفصلوا الكورة عن ابنائها الاصليين والشرفاء وان تشوهوا تاريخها وتراثها القائم على المحبة والألفة والتآخي, لأننا نحن والدولة لكم بالمرصاد لمنعكم من تحقيق مآربكم ومآرب أسيادكم.

اما كلامكم عن الدكتور جعجع ورحلته الى بلاد الاغتراب اللبناني فلا بد ان نعيد ما قلناه لغيركم من قبل: "حيث تحلق النسور لا مكان للزرازير".

 

ابراهيم شمس الدين استغرب وصف وزيرالاتصالات القمة العربية ب "قمة اقزام"

وطنية-26/3/2008(سياسة)علق رئيس "مؤسسة الامام شمس الدين للحوار" ابراهيم شمس الدين على ما ورد على لسان وزيرالاتصالات مروان حماده حول مشاركة لبنان في القمة العربية المقبلة, وأسف لاستعمال الوزير تعبيرا غير مناسب بوصفه القمة العربية قائلا انها "قمة اقزام", وقال شمس الدين:"ان القمة العربية سيحضرها رؤساء وزعماء عرب او ممثلون عنهم, وجميعهم من غير الاقزام, وبالتالي فمن غير اللائق ابدا, ولا يجوز كما انه من غير المفيد للحكومة اللبنانية ان يصدر عن احد وزرائها هذا الوصف للقمة العربية", مشيرا الى "ان الاقزام يصنعون مغاور, ربما ولكنهم قطعا لا يصنعون قمما". وختم :"ان لبنان يحتاج الى رؤساء عرب بقامات عالية حتى يساعدوه في ازمته وحتى يتمكنوا من مساعدته, ومن غير مصلحة لبنان اطلاقا ان يكون جواره جوار اقزام ناهيك عن كيان اسرائيل العدو الملاصق الذي تحكمه وحوش".

 

تكتم سوريا على اتهام إسرائيل باغتيال مغنية يرجح أن يسبب شرخاً بين سوريا والحزب

وكالات/أكدت صحيفة "الجيروزالم بوست"، ان تكتم سوريا على اتهام إسرائيل باغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية على الرغم من قول الحزب انه "يملك ادلة مؤكدة 100 في المئة" على أن الدولة العبرية متورطة في العملية، يرجح أن يسبب شرخاً بين سوريا والحزب. وقالت الصحيفة، استناداً الى تحاليل إسرائيلية في تل أبيب، ان سوريا أعلنت الشهر الماضي أنها ستطلق تحقيقها الخاص في اغتيال مغنية، لكنها لم تنشر حتى اليوم أي نتائج حول هذا التحقيق، ما أثار تساؤلات في تل أبيب خصوصاً أن نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم جزم خلال نهاية الأسبوع الماضي بتورط إسرائيل في تفجير السيارة المفخخة التي أدت الى مقتل القيادي في الحزب في دمشق في شباط الماضي. واستناداً الى التقويمات الإسرائيلية، كان خطاب قاسم مناسبة جيدة لدمشق لتقدّم بعض الإثباتات للتورط الإسرائيلي، وهو ما لم يحصل. واضافت الصحيفة "أن صمت دمشق قد يكون مؤشراً لتوصل التحقيق إلى معلومات قد تكون محرجة جداً لسوريا مثل تورط مواطنين سوريين في العملية - حتى لو لم يكونوا على اتصال بحكومة الرئيس بشار الأسد - أو تورط عملاء من دول عربية أخرى فيها". وأشارت التقويمات الإسرائيلية إلى أنه إذا كانت سوريا تملك معلومات عن تورط دولة عربية أخرى في الاغتيال، فإنها قد تحجب هذه المعلومات ولن تنشرها قبل نهاية القمة العربية التي تستضيفها دمشق في نهاية الأسبوع الجاري من أجل عدم القيام بما قد يضعف هذه القمة.

 

"رصاصة ابتهاج" اخترقت صدرها واستقرت في بطنها
سونيا سعادة تنجو من الموت وتتمنى وقف "الاحتفالات المؤذية"

المستقبل - الاربعاء 26 آذار 2008 - إطلاق الأعيرة النارية، الذي تطور إلى إطلاق القذائف الصاروخية والقنابل الصوتية، اثر المقابلات التلفزيونية أو الظهور الإعلامي للسياسيين، لم يمر بهدوء ومن دون إصابات بين المواطنين بعد كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس في ذكرى أربعين الشهيد عماد مغنية. ففي منطقة الأشرفية ولدى توجه المواطنة سونيا سعادة من منزلها إلى صيدلية غابرييل لشراء دواء، أحست بشيء يصيبها بضربة قوية، ظنته للوهلة الأولى حجراً، لكنها وقعت أرضاً ونقلت إلى مستشفى رزق حيث أظهر الفحص الطبي أن سونيا مصابة بطلق ناري اخترق الصدر ومزق غشاء الرئة وغشاء القلب ونزل باتجاه الكبد واستقر قرب أحد الشرايين الكبيرة في البطن. بعد الفحص السريع أجريت لسونيا عملية قلب مفتوح لتقطيب القلب والرئة والكبد واستئصال الرصاصة من المكان الخطر الذي استقرت فيه.طبيب جراحة القلب الذي أجرى العملية د. جان أبي يونس أشار إلى أنه لو تأخر إجراء العملية ساعة واحدة لكانت سونيا في عداد الموتى، لأن كمية كبيرة من الدم نزفت وتجمعت في غشاء القلب. سونيا تتمنى أن تكون إصابتها سبباً لتوقف إطلاق الرصاص مع الطلات الإعلامية للسياسيين الكبار وخصوصاً طلات السيد نصرالله، وذلك بعدما لم يتوقف الرصاص مع تمنيات "السيد" و"الأستاذ" على مناصريهما وقف هذا النوع من الاحتفالات المؤذية.

"القوات"

في هذا السياق، صدر عن مكتب الإعلام في "القوات اللبنانية" بيان أشار الى "تعرض المواطنة سونيا اديب سعادة أثناء مرورها في ساحة ساسين في الأشرفية لإصابة حرجة ناتجة عن رصاصة "طائشة" أطلقت ابتهاجاً اثر خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ونقلت على اثره الى مستشفى رزق حيث أخضعت لعملية جراحية لاستئصال الرصاصة التي اخترقت رئتيها وكبدها". وطالب البيان قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني والقضاء المختص بـ"التدخل بيد من حديد وسوق المجرمين الى السجون وضبط السلاح الاستعراضي غير الشرعي والموجه الى الداخل اللبناني ورؤوس وصدور اللبنانيين، لا سيما أن المسألة تتكرر وليس من يقتص من المجرمين فيما هم يحصدون الضحية تلو الأخرى".

 

أنطوان سعد: خرق للسيادة لإرباك الجيش والحكومة

تعزيزات سورية على الحدود وأبراج مراقبة داخل لبنان

المستقبل - الاربعاء 26 آذار 2008 - راشيا ـ عارف مغامس

تشهد الحدود السورية اللبنانية تعزيزات وتحركات غير مسبوقة للجيش السوري المنتشر على طول تلك الحدود مع لبنان، وبناء ابراج مراقبة فوق تلال داخل الاراضي اللبنانية، لم تخل من توغل عسكري داخل الحدود اللبنانية، من قبل الجيش السوري والمجموعات الفلسطينية بمحاذاة هضاب جبل الشيخ. هذه الاجراءات وضعها النائب أنطوان سعد، في باب توتير الوضع الداخلي وتوسيع بقعة عدم الاستقرار في لبنان، بهدف إرباك الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية. ومن شأن هذا الامر أن يسلط الضوء على قضية الحدود السورية اللبنانية المفتوحة لقوافل السلاح والصواريخ والأسلحة والذخائر التي يزود بها النظام السوري أتباعه والحركات والأحزاب اللبنانية الموالية له والمجموعات الفلسطينية وغير الفلسطينية المنخرطة في مشروع المحور الإيراني السوري في لبنان، عبر تلك المعابر غير الشرعية والحدود المفتوحة.

ففي وقت تناقلت وسائل اعلام لبنانية وعربية وغربية معلومات عن تحركات سورية وتعزيزات لوجستية وعسكرية للقوات السورية وللمنظمات الفلسطينية الموالية لدمشق على الحدود مع لبنان، كشفت مصادر أمنية وسياسية لـ"المستقبل"، أن اللواء السوري المنتشر على الحدود الشرقية للبنان بمحاذاة هضاب جبل الشيخ، ينفذ منذ أسابيع توغلا عسكريا على طول الحدود. واكدت المصادر أن هذا اللواء الذي يعرف بالفيلق العاشر يقوده بشكل مباشر ماهر الأسد، وأخذ من بعض القرى السورية الحدودية مراكز قتالية له في قلعة جندل ورخلة وقطنة ورأس العين وديماس والصبورة.

وقد وسّع دائرة انتشاره وتدشيم مواقعه وتحصيناته التي امتدت إلى الأراضي اللبنانية الجبلية في خراج بلدات كفرقوق وعيحا ودير العشاير وحلوة. وأوضحت تلك المصادر أن تعزيزات عسكرية ولوجستية وبشرية استقدمت إلى تلك المنطقة، ولوحظت تحركات لآليات عسكرية ومدرعات في أكثر من موقع سوري. وتمثلت التحصينات برفع السواتر الترابية وإقامة الحفر الفردية وتدشيم المواقع في المنطقة الجبلية الحدودية الواقعة في قطاع وادي بكا ووادي منصيا. وكشفت معلومات أن القوات السورية عززت تموضعها في المنطقة المسماة "طلعة الفقيس " و"مراح السلام عليه" و"مراح جانبيه" وهي أراضٍ لبنانية شبه سهلية وواسعة قريبة من الحدود السورية كان يزرعها الفلاحون اللبنانيون بالحبوب، يقع شمالها وادي بكا وتتصل شمالا بحلوى ووادي القرن. وتوسعت جنوبا رقعة الانتشار في تلال الدبيبة اللبنانية ودورات منقع التفاحة وخربة مشمشة ووادي عوسج وبركة طيوى ومراح البيدر وحقل شتي والديدبة الواقعة في خراج بلدتي كفرقوق وعيحا.

وقضمت تلك القوات مساحات واسعة في جبال دير العشاير قدرت بأكثر من 15 ألف دونم في منطقة شعيا والقيشونة وجبل المزار وفي بوابات الحور والسهل الغربي للدير، فضلا عن توغلها في قسم كبير من أراضي حلوى التي تتقاسمها مع المنظمات الفلسطينية المتحصنة في تلك الأراضي وفي وادي بكا ووادي القرن حيث تنتشر عناصر "جيش التحرير الفلسطيني"، وفي المواقع التي كان يشغلها سابقا حزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه عبد الله أوجلان. وبالمقابل، فإن المصادر أكدت أن العناصر الفلسطينية المسلحة رفعت وتيرة استعداداتها، عن طريق توزيعها في مواقع ودشم قتالية مستحدثة خلف الصخور، الى جانب تعزيز هذه المواقع بالأسلحة الصاروخية والرشاشات الثقيلة والمتوسطة. كما تم تركيز بطاريات مدافع هاوون من عيارات مختلفة، نقلت ذخيرتها من مخازن خلفية موجودة في المواقع العسكرية المحصنة التي كان يشغلها حزب العمال بالقرب من بلدة حلوى. وأوضحت هذه المصادر أن قيادة فتح الانتفاضة دفعت خلال الأسابيع الماضية بتعزيزات بشرية وأسلحة وذخائر، إذ ذكرت معلومات أن شاحنات محملة بالذخائر أفرغت حمولاتها في الوادي الأسود ليل 19 آذار أي قبل أسبوع وعادت عبر طريق جديدة يابوس. ولفتت هذه المصادر إلى تركيز دبابات من طراز 25 t و55 t مموهة في المواقع التي شغلها سابقا الحزب الكردستاني في وادي بكا ووادي القرن.

سعد: تعديات سورية

وقال النائب سعد، ان التعديات السورية على الحدود هو انتهاك للسيادة اللبنانية وتعديل حدودي من جانب السلطات السورية وعدم الاعتراف بالكيان اللبناني وبالجمهورية اللبنانية. إذ ان هذه السلطات تعتبر تحركها الحدودي هو تحرك بمحاذاة إقليم سوري أو محافظة سورية تدعى لبنان. وهو تعد لتغيير معالم الأراضي اللبنانية، إضافة إلى إنشاء قواعد عسكرية متقدمة داخل الحدود. ووضع تعزيز المواقع الفلسطينية في حلوى ووادي بكا والوادي الأسود وقوسايا في باب توتير الوضع الداخلي وتوسيع بقعة عدم الاستقرار في لبنان، بهدف إرباك الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية.

ورفض سعد أن يكون لبنان "الخاصرة الرخوة" بالنسبة لسوريا. ورأى في هذه التسمية أكذوبة كبرى وخدعة عمرها عشرات السنين روجها النظام السوري وعممها على أتباعه داخل الساحة اللبنانية، لأن لبنان لم يكن يوما خاصرة ضعيفة لسوريا، والدليل القاطع أن لبنان أنجز تحرير أرضه باستثناء إشكالية مزارع شبعا التي ما زالت عالقة، في حين أن الجولان السوري محتل ولم تطلق رصاصة واحدة بوجه العدو الإسرائيلي منذ العام 1973 في تلك الجبهة بأمر من النظام السوري الذي يشكل حرس حدود لإسرائيل. فضلا عن ذلك، لم يستطع هذا النظام الذي يدعي القوة العسكرية، من منع العدو الإسرائيلي من اجتياح لبنان. ولا يمكن لهذه المواقع السورية المتقدمة والمعززة بعناصر ميليشياوية حماية دمشق من العدو الصهيوني نظرا لبعدها عن دمشق، بينما العدو الإسرائيلي موجود في الجولان، ودمشق على مرمى مدفعيته، ولا مجال لاستمرار تلك الإكذوبة الاستراتيجية التي انطلت على بعض اللبنانيين على مدى عشرات السنين، ولا يزال البعض في لبنان يعيش هاجسها. ولماذا هذا الاستعراض في وقت عقدت عشرات اللقاءات السرية بين الجانبين الإسرائيلي والسوري في أكثر من عاصمة أوروبية للتوصل إلى اتفاق سوري إسرائيلي على السلام ولو على حساب لبنان وحتى حزب الله والفلسطينيين والعراقيين ودماء كل العرب.

وطالب سعد بتعزيز "القوى الأمنية اللبنانية بالعديد والعتاد الحديث والمتطور وتزويدها بأجهزة رصد متطورة وردارات اتصال ومراقبة وغيرها واستحداث جهاز استعلام خاص لمراقبة الحدود وضبط العبور غير الشرعي". وطلب من الأمم المتحدة مساعدة لبنان بالعتاد والعديد اللازم لضبط الحدود والسيطرة عليها برا وجوا، والضغط على سوريا لرسم الحدود وتحديدها لمنع التعديات السورية. وقال، يمكن تعزيز القوى الأمنية اللبنانية بقوات تابعة للأمم المتحدة بعد التأكد من اعتداء طرف على آخر، وهنا اعتداء النظام السوري على لبنان، وهذا ما أثبتته الحكومة اللبنانية عن الاعتداءات السورية في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وأعتقد أن الأمم المتحدة لديها الإثباتات الأكيدة عن تلك الاعتداءات السورية على لبنان.

وعن هذه الحشود العسكرية قال سعد: الحرب اليوم هي حرب جوية بالدرجة الأولى، ولا أظن أن سوريا ستصد اجتياحا إسرائيليا من تلك المواقع. ألم نتذكر ماذا جرى في العام 1982. وليس خافيا أن العدوالاسرائيلي قد يصل إلى دمشق في نصف ساعة. ولماذا فقط يذكر السوري بالرد في الوقت المناسب فيما يتعلق بشن غارات إسرائيلية على عين الصاحب وعلى المفاعل الذي قصف مؤخرا. ويقيني أن الجيش السوري أصبح جيشا لحماية النظام السوري وليس للقتال ورد العدوان، وبالتالي، لماذا لا يحرر الجولان الذي سقط دون مقاومة من الجيش السوري.

أما عن التعزيزات للعناصر الفلسطينية الموالية لدمشق فقال سعد، من يريد تحرير فلسطين لا يحررها من قوسايا ومن الوادي الأسود ومن وادي بكا ووادي القرن ومن الناعمة وحلوة. هذه التنظيمات ميليشيا يقودها النظام المخابراتي السوري لتخريب الوضع الداخلي في لبنان.

وعن تهريب السلاح قال: كل يوم يهرب السلاح عبر الحدود المفتوحة من الأراضي السورية إلى الجنوب وإلى الموالين للنظام السوري من تنظيمات وعناصر وأحزاب موالية واستحدثوا اليوم بدعة جديدة أسموها "سرايا المقاومة" ليشرّعوا السلاح إذا ضبط مع عناصرهم. وحزب الله يستغل ما ورد في البيان الوزاري، ليس لمحاربة إسرائيل فحسب، بل للداخل من أجل تسليح جماعاتهم ومحازبيهم.

 

المعلم: لبنان اضاع فرصة ذهبية بمقاطعته القمة العربية

GMT 12:15:00 2008 الأربعاء 26 مارس

 أ. ف. ب.

 لبنان الغائب الحاضر في قمة دمشق 

 دمشق:

اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم ان "لبنان اضاع فرصة ذهبية بمقاطعته القمة" العربية التي تعقد السبت والاحد المقبلين في دمشق، وذلك غداة قرار الحكومة اللبنانية مساء الثلاثاء عدم المشاركة في القمة ولا في اجتماعاتها التحضيرية. وقال المعلم في مؤتمر صحافي في العاصمة السورية ان "المبادرة العربية ملك العرب جميعا وليست ملك احد لوحده وقد حظيت بمباركة دولية عدا الولايات المتحدة ومن الاطراف اللبنانيين جميعا".

وتابع المعلم "اعتقد ان المسؤولية الاولى تقع على اللبنانيين لان الحل يجب ان يكون لبنانيا وعلى الدول العربية ان تشجع الاطراف على هذا الحوار للتوصل الى التوافق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب".

وتحدث المعلم عن دول عربية "لديها علاقات خاصة" بالاطراف اللبنانيين، وخصوصا "السعودية وسوريا ومصر"، داعيا هذه الدول الى "ان تتعاون اكثر من غيرها لتنفيذ المبادرة العربية". في غضون ذلك، بدأ وزراء الاقتصاد والمال العرب اجتماعاتهم اليوم في دمشق، في ما يشكل المرحلة الثانية من التحضيرات للقمة العربية الدورية . وعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة برئاسة سوريا خلفا للسعودية وناقش مشروع الملف الاقتصادي والاجتماعي الذي سيعرض على وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون غدا الخميس، تمهيدا لرفع مشروع جدول اعمال القمة بشقيه السياسي والاقتصادي الى القادة العرب السبت.

ومن ابرز ما يتضمنه الملف الاقتصادي مشروع قرار لتطوير ودعم الاقتصاد الفلسطيني ووضع استراتيجية لتنشيط السياحة العربية وخطة لتطوير التعليم والبحث العلمي.

ودعا مشروع دعم الاقتصاد الفلسطيني الدول العربية والهيئات المالية العربية والاسلامية الى "الاستمرار في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني لتمكينه من مواجهة مشاكل الفقر والبطالة وتخفيق حدة المعاناة الاقتصادية والانسانية". وطلب "الاسراع في عقد المنتدى الاقتصادي العربي لدعم الاقتصاد الفلسطيني"، داعيا كل الدول العربية الى "المشاركة الفاعلة في اعمال مؤتمر فلسطين للاستثمار المزمع عقده في مدينة بيت لحم بين 21 و23 ايار/مايو" المقبل.

وتفتتح القمة السبت في ظل تمثيل منخفض للمملكة العربية السعودية ومصر وفي غياب لبنان الذي قرر الثلاثاء عدم المشاركة. وكانت الاجتماعات التحضيرية للقمة بدأت الاثنين في العاصمة السورية على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية.

غياب السنيورة عن القمة لن يمنعه من مخاطبة القادة العرب

الى ذلك، اعلن وزير الثقافة اللبناني طارق متري اليوم ان قرار الحكومة اللبنانية بعدم المشاركة في القمة العربية في دمشق لن يمنع السنيورة من مخاطبة القادة العرب عبر كلمة او مذكرة.

وقال متري ان عدم مشاركة لبنان في القمة "لا يعني انه ليس لدى لبنان ما يقوله للعرب، والغياب لا يعني السكوت".

واضاف متري "ان هذا الغياب لا يعني امتناع الرئيس السنيورة عن مخاطبة الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في دمشق، لان لدى لبنان ما يقوله في القمة، ولا نزال نبحث في الصيغة التي يمكن ان تكون مذكرة او كلمة" موجهة الى القادة العرب.

وردا على ما تردد عن احتمال طلب لبنان عقد اجتماع وزاري طارىء لبحث العلاقات اللبنانية السورية بعد انتهاء اعمال قمة دمشق قال الوزير متري "هناك اقتراحات من هذا النوع والفكرة واردة ويجري استمزاج الاراء بشأنها وسنرى لاحقا ما هو ممكن".

اجتماعات القمة العربية منذ 1946

في ما يلي تسلسل زمني لاجتماعات القمة العربية منذ 1946

- 28-29 ايار/مايو 1946 في انشاص (مصر): القمة تقرر مساعدة الشعوب العربية الخاضعة للاستعمار على نيل استقلالها وتطالب بايقاف الهجرة اليهودية الى فلسطين كما تقرر "الدفاع عن كيان فلسطين في حال الاعتداء عليه".

- 13-14 تشرين الثاني/نوفمبر 1956 في بيروت: القمة تقر مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي (اميركي بريطانيا اسرائيلي) وتأييد نضال الشعب الجزائري.

- 13-17 كانون الثاني/يناير 1964 في القاهرة: القمة العادية الاولى للرد على المخططات الاسرائيلية لتحويل مياه نهر الاردن، تقرر تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية.

- 9-11 ايلول/سبتمبر 1964 في الاسكندرية: الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني.

- 13-17 ايلول/سبتمبر 1965 في الدار البيضاء: توقيع ميثاق التضامن العربي.

-29-31 آب/اغسطس-01 يلول/سبتمبر 1967 في الخرطوم: عقدت القمة على اثر هزيمة العرب امام اسرائيل في حرب حزيران/يونيو وعرفت ب"قمة اللاءات الثلاث": لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف باسرائيل.

-23 كانون الاول/ديسمبر 1969 في الرباط: القمة تقرر دعم الثورة الفلسطينية وسط خلافات نتيجة رفض بعض الدول منح تفويض مطلق للرئيس المصري جمال عبد الناصر من اجل تنظيم الدفاع العربي ضد اسرائيل.

- 27 ايلول/سبتمبر 1970 في القاهرة: في خضم ازمة "ايلول الاسود" بين الاردن والفلسطينيين، صادقت القمة الاستثنائية التي عقدت عشية وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر على تشكيل لجنة رباعية لتسوية الخلاف.

- 26-28 تشرين الثاني/نوفمبر 1973 في الجزائر: بعد حرب تشرين، وضعت الدول العربية للمرة الاولى شروطا للسلام تقضي بانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي المحتلة ومواصلة الحظر النفطي.

- 26-29 تشرين الاول/اكتوبر 1974 في الرباط: اعلان منظمة التحرير الفلسطينية الممثل "الشرعي الوحيد" للشعب الفلسطيني وتاكيد حق الفلسطينيين في اقامة "سلطة وطنية على كامل الاراضي المحررة".

- 16-18 تشرين الاول/اكتوبر 1976، قمة استثنائية سداسية في الرياض: خصصت للحرب الاهلية اللبنانية ونصت على وقف اطلاق نار وارسال قوة ردع عربية شكل السوريون غالبية عناصرها.

- 25-26 تشرين الاول/اكتوبر 1976 في القاهرة: صادقت على قرارات قمة الرياض بشأن لبنان.

- 2-5 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 في بغداد: رفضت اتفاقات كامب ديفيد في غياب مصر التي بدأت عملية سلام مع اسرائيل.

- 20-22 تشرين الثاني/نوفمبر 1979 في تونس: عقدت في المقر الجديد للجامعة العربية بعد طرد مصر من المنظمة.

- 25-27 تشرين الثاني/نوفمبر 1980 في عمان: قررت مساندة العراق في حربه مع ايران وقاطعها الفلسطينيون وسوريا والجزائر ولبنان.

- 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1981- 6-9 ايلول/سبتمبر 1982 في فاس: عقدت في اجتماعين في 1981 و1982 بسبب خلافات في وجهات النظر بين الدول واقرت خطة سلام عربية تعترف ضمنا بحق اسرائيل في الوجود داخل حدود آمنة معترف بها.

- 7-9 آب/ايلول 1985، قمة استثنائية في الدار البيضاء: ادانت للمرة الاولى الارهاب "بكل اشكاله".

- 8-11 تشرين الثاني/نوفمبر 1987، قمة استثنائية في عمان: خصصت للحرب الايرانية العراقية ونددت بطهران وب"اصرارها على مواصلة الحرب" معبرة عن دعمها لبغداد.

- 7-9 حزيران/يونيو 1988، قمة استثنائية في الجزائر العاصمة: طالبت بعقد "مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط" بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية واكدت على حق الفلسطينيين في اقامة دولة.

-23-26 ايار/مايو 1989، قمة استثنائية في الدار البيضاء: شهدت عودة مصر الى الجامعة العربية وشكلت مجلسا مكلفا تطبيق وقف اطلاق النار في لبنان.

- 28-30 ايار/مايو 1990 في بغداد: اكدت على التضامن العربي ونددت بالسياسة الاميركية الداعمة لاسرائيل واستهجنت اقامة مهاجرين يهود في الاراضي المحتلة.

- 9-10 اب/اغسطس 1990، قمة استثنائية في القاهرة: كرست انقسام العالم العربي.

12 دولة من اصل الاعضاء ال22 طالبت بالانسحاب العراقي من الكويت. الموافقة على نشر قوات عربية في السعودية ودول الخليج.

- 23 حزيران/يونيو 1996، قمة استثنائية في القاهرة: تركزت على مصير عملية السلام بعد وصول اليمين الى السلطة في اسرائيل.

- 27-28 آذار/مارس 2000، قمة استثنائية في القاهرة: قررت انشاء صندوقين هما صندوق الانتفاضة وصندوق (حماية المسجد) الاقصى في القدس.

- 27-28 آذار/مارس 2001 في عمان: اول قمة عادية تعقد منذ عشر سنوات. بحثت المسألة الفلسطينية وعملية السلام بدون ان تتمكن من اعادة العلاقات بين العراق والكويت.

- 27-28 آذار/مارس 2002 في بيروت: اقرت مبادرة سعودية تعرض على اسرائيل السلام والامن واقامة علاقات طبيعية لقاء انسحابها من الاراضي المحتلة وشهدت تقاربا بين العراق والكويت.

- 1 آذار/مارس 2003 في شرم الشيخ بمصر: اعتمدت موقفا موحدا برفضها بالاجماع شن هجوم اميركي على العراق.

- 22-23 ايار/مايو 2004 في تونس: تضمنت تعهدا "تاريخيا" من القادة العرب باطلاق اصلاحات واصدرت قرارا غير مسبوق يدين الهجمات التي تستهدف مدنيين اسرائيليين. وارجئت القمة في اللحظة الاخيرة بسبب خلافات، وكانت هذه سابقة في تاريخ الجامعة العربية.

- 22-23 آذار/مارس 2005 في الجزائر: القمة تصدر "اعلان الجزائر" الذي شدد فيه العرب على ضرورة تفعيل المبادرة العربية التي اطلقت في قمة بيروت العام 2002 والتمسك بالشرعية الدولية وقررت بعض الاصلاحات الخاصة بالجامعة العربية.

- 28-29 آذار/مارس 2006 في الخرطوم: القمة تعلن رفض القادة العرب لخطة زعيم حزب كاديما الاسرائيلي ايهود اولمرت لرسم الحدود مع الفلسطينيين من جانب واحد وتعلن

استعدادها لتمويل القوات الافريقية في دارفور.

- 28-29 اذار/مارس 2007 في الرياض: قررت تفعيل مبادرة السلام العربية بعد خمس سنوات من اطلاقها ودعت اسرائيل الى القبول بها.

 

 لبنانيون يمنعون قوى الأمن من قمع مخالفات

بيروت - الحياة - 26/03/08//

سجلت في اليومين الماضيين حالات من العصيان على القوى الأمنية اللبنانية خلال عملها على قمع مخالفات في مناطق متفرقة.

وأفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» في الضاحية الجنوبية لبيروت أن مواطنين منعوا عند السادسة مساء أول من أمس، دورية لقوى الأمن الداخلي من قمع مخالفة بناء عائدة إلى شخص من آل المولى في منطقة الرمل- طريق المطار. وأشار مندوب الوكالة إلى أن نحو 40 شخصاً من أقارب صاحب العلاقة تجمهروا في مكان المخالفة ومنعوا الدورية من الوصول إلى المكان. وعند السابعة من مساء أول من أمس أيضاً، وأثناء قيام دوريات من فصيلة المريجة بقمع مخالفتي بناء، الأولى في محلة طريق المطار مفرق عين الدلبة، عائدة للمدعو خ. د. ش، كناية عن «طوبار» خشبي، طابق أرضي، والثانية في محلة تحويطة الغدير، مجهولة المالك، تجمهر عدد من الشبان والنسوة واعترضوا عمل الدورية الأمنية. وبمراجعة القضاء المختص أشار الى عدم التصادم مع المواطنين وتنظيم محاضر وبلاغات بحث وتحر في حق المخالفين.

وأمس أيضاً، منع مواطنون في بئر حسن دورية لقوى الأمن الداخلي من قمع محاولة بناء عائدة للمدعوة ج. ل. س. عبر رشق أفرادها بالحجارة والخضار.

وبمراجعة القضاء المختص، أشار بعدم التصادم وسحب الدورية من المحلة، ولم يصب أحد بأذى. وأفاد مراسل الوكالة أيضاً، أنه ظهر أمس، وأثناء قيام دورية من فصيلة المريجة بقمع مخالفات بناء في محلة تحويطة الغدير عائدة للمدعو بسام ذو الفقار خليل، ولدى محاولتها سحب الجبالة بواسطة رافعة، تجمهرت حول الدورية مجموعة من الشبان والنسوة والرجال وأطلقوا السباب والشتائم للقوة الأمنية والرؤساء. وكان من بين المتجمهرين المدعو حسين خليل المعروف بعدائه للقوى الأمنية، وفي حقه بلاغات تحر، ومنعوا الدورية من القيام بواجبها. وبمراجعة القضاء المختص، أشار بتنظيم محضر معلومات وبيان كامل هوية المتجمهرين وتسطير بلاغ بحث وتحر بحق المخالف لمدة شهر، وختم المحضر وإيداعه إياه، وما زالت الأعمال جارية

 

واشنطن تلوح بإجراءات دولية ضد من لا يتعاون مع المحكمة... وجنبلاط لا يتبنى طروحات بري لكنه ضد القطيعة معه ...

لبنان يغيب عن القمة والغالبية تستعد لما بعدها

بيروت , واشنطن – محمد شقير , جويس كرم - الحياة -  - 26/03/08//

بدأ الأطراف اللبنانيون، بخاصة المنتمين الى الأكثرية في البرلمان، يتصرفون وكأن القمة العربية التي ستعقد في دمشق يومي السبت والأحد المقبلين، أصبحت وراءهم، ولا أمل لديهم من انعقادها، ليس بسبب القرار الذي اتخذه ليل أمس مجلس الوزراء اللبناني برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بغياب لبنان عن القمة فحسب، وإنما ايضاً لشعورهم بأن القيادة السورية ليست في وارد تقديم التسهيلات التي تدفع في اتجاه الإسراع في إنجاح المبادرة العربية على قاعدة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

وانطلاقاً من شعور الغالبية في لبنان بأن لا جدوى من حضور القمة، بالتالي ضرورة الإعداد لمواجهة المرحلة التي تليها بكل تداعياتها، أكانت سياسية أو أمنية، فإن الانقسام الحاد سيطغى على الوضع العام في البلد، على رغم المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بدعوته الى العودة الى طاولة مؤتمر الحوار الوطني الذي رعاه مطلع العام 2006 في مبنى البرلمان باعتبار ان الأكثرية لا تتعامل معها بجدية، ولو من مواقعها المتباينة في علاقتها مع صاحبها وتجد فيها مناسبة جديدة لتقطيع الوقت، من دون ان تحقق كما تقول مصادرها لـ «الحياة» أي تقدم ملموس لتفعيل المبادرة العربية.

وإذ تعتبر المصادر ذاتها ان هدف المعارضة من التلويح بطرح مبادرات لحل الأزمة في لبنان، على رأسها دعوة بري الى اعادة الاعتبار لمؤتمر الحوار، يصب في سياق استجابة طلب دمشق الحفاظ على التهدئة قبل عقد القمة، لئلا يؤدي أي تهديد لها الى تحميلها مسؤولية العودة بالوضع الى وراء، بالتالي يتسبب في إحراجها لدى الدول العربية المشاركة في القمة، بصرف النظر عن قرار بعضها خفض التمثيل فيها، فإن أوساطاً قيادية في المعارضة تستغرب استمرار الغالبية في التعامل مع أي مبادرة بوصفها سورية المنشأ، وأنها مطلوبة لتمرير الوقت الضائع خدمة للموقف السوري من لبنان.

كما أن المصادر في الأكثرية وإن كانت لا تزال تدرس الموقف الواجب اتخاذه من مبادرة بري، وباشرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار تقويم ما صدر عن الأخير من طروحات، إضافة الى ما أعلنه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه أول من امس فإنها في المقابل كشفت لـ «الحياة» ان نقاشاً داخل أمانتها العامة هو الآن في أول الطريق، وأن من المبكر تمكّنها من بلورة الموقف النهائي منها.

وفي هذا السياق، أوضحت المصادر عينها ان تأخر الأمانة العامة لقوى 14 آذار في إصدار موقف موحد، لا يعود الى وجود اختلاف في الرأي بين قواها الأساسية في شأن الموقف من مبادرة بري، بمقدار ما أن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بطريقة تقديم الموقف، إذ ان رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ما زال يحبذ ضرورة التواصل مع بري، وعدم الدخول في سجال حاد معه يؤدي الى القطيعة، ويرى ان هناك حاجة لاستمرار التشاور مع رئيس المجلس باعتباره قوة أساسية في المعارضة، إضافة الى كونه يقف على رأس السلطة التشريعية. واعتبرت ان جنبلاط لا يؤيد مبادرة بري على الأقل في المطلق، وقالت ان الأول كان في مقدم الداعين الى إحياء الحوار الذي بدأ في البرلمان، لكنه يرى ان الوصول بالحوار الى بر الأمان، يتطلب التوافق اولاً على انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية، وثانياً على إنهاء المعارضة اعتصامها في الوسط التجاري لبيروت.

وعزت المصادر ذاتها السبب الى ان من شروط استئناف الحوار العودة الى المناخ السياسي والأمني الذي كان سائداً طوال فترة جلسات الحوار، حيث ان الاعتصام لم يكن قائماً، بالتالي لا مبرر لاستمراره ويجب رفعه فوراً لتأكيد عدم استخدامه كورقة للضغط على الأكثرية، ومن خلالها على لبنان ككل.

وأكدت ان جنبلاط لا يحبذ القطيعة مع بري، ورأت ان الأمانة العامة لقوى 14 آذار ارتأت ان تترك الحرية لكل طرف في التعبير عن موقفه من دعوة بري الى الحوار، مشيرة الى ان التباين موجود في أسلوب الرد وليس إزاء جدول الأعمال الذي حدده بري لاستئناف الحوار والخاص بالتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخاب الجديد.

لكن مصادر بري وإن كانت لا تبدي تفاؤلها بالمعطيات الحالية التي دفعت الى تأجيله جلسة انتخاب الرئيس الى 22 نيسان (ابريل) المقبل، فهي لا ترى مبرراً لـ «القصف السياسي» الذي بدأ يستهدف مبادرته وكأن الأحكام على النيات جاهزة لقطع الطريق امام رئيس المجلس، ومنعه من محاولة استنباط مجموعة من الأفكار، يمكن ان تشكل ركيزة ليس لإحياء الحوار فحسب، بل كذلك للتأسيس للمرحلة المقبلة، على خلفية ان توافق اللبنانيين من شأنه ان يقلل انعكاس الانقسامات العربية على الساحة المحلية، فكيف اذا قاد الى التفاهم على حل ينقذ البلد ولو في اللحظة الأخيرة.

ولفتت المصادر ذاتها الى ان بري من موقعه كرئيس للمجلس لا يستطيع الاستسلام للأمر الواقع، بالتالي التسليم بعدم القيام بأي دور، تاركاً لبنان أسير التناقضات العربية.

أما في شأن موقف النواب المنتمين الى الأكثرية من التأجيل السابع عشر لجلسة انتخاب الرئيس، فسيعقدون اليوم ندوة صحافية يتحدثون فيها عن التأجيل واستمرار إقفال المجلس النيابي، فيما تعقد الأمانة العامة لقوى 14 آذار مؤتمراً صحافياً ظهر غد في فندق «البريستول» في بيروت، لإعلان مذكرتها الى القمة العربية.

وبالعودة الى قرار مجلس الوزراء، أعلن وزير الإعلام غازي العريضي بعد الجلسة التي حضرها كامل أعضاء الحكومة باستثناء الوزراء المستقيلين وامتدت الى اكثر من ثلاث ساعات الآتي: «نظراً الى تعطيل انتخاب رئيس لبنان والإمعان في التعطيل وصولاً الى منع المرشح التوافقي من الوصول واستهداف المبادرة العربية والإصرار على تحميلها شروطاً تتناقض معها وتأكيداً على ان لبنان يتمثل بأي قمة برئيس جمهورية وهو الرئيس الذي يميز حضور لبنان في صيغته الفريدة فهو الرئيس المسيحي الوحيد واستناداً الى الظلم اللاحق في لبنان استناداً للعلاقات اللبنانية - السورية والتشكيك بالحكومة والتحريض ضدها ورفض تنفيذ ما أجمع عليه اللبنانيون في طاولة الحوار لإبقاء لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات غير اللبنانية عليها، فإن مجلس الوزراء قرر عدم مشاركة لبنان في اجتماعات القمة العربية التي ستُعقد في دمشق أو في الاجتماعات التحضيرية التي تسبق القمة، وهي سابقة مؤسفة فُرضت علينا ويقدم عليها لبنان للمرة الأولى في تاريخ انعقاد القمم العربية».

وأكد مجلس الوزراء «أن هذا القرار الذي أملته العوامل السياسية المذكورة لا يعني على الإطلاق قطيعة مع الشقيقة سورية، بل يرى فيه مناسبة لتأكيد ضرورة احترام سيادة لبنان واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية والالتزام بالدستور اللبناني ولدعوة الأخوة العرب الى المبادرة لرعاية العلاقات اللبنانية – السورية بما يؤكد حق لبنان في بسط سلطته على كامل اراضيه ويمكنه من القيام بدوره في العمل العربي المشترك ويكرّس العلاقات الصحيحة والصحية والسليمة بين سورية ولبنان وبين شعبي البلدين».

ولفت مجلس الوزراء في قراره الى انه «إذا غاب لبنان عن هذه القمة فهو لن يغيب بالتأكيد عن ساحة العمل من اجل بناء علاقات عربية – عربية سليمة ومتينة وعن قمة العمل والقيام بالواجب لخدمة القضايا العربية المشتركة خصوصاً في مواجهة التحديات والتهديدات والسياسات الإسرائيلية».

ولم تستبعد مصادر وزارية رفيعة لـ «الحياة» ان يوجه السنيورة رسالة الى القمة العربية يشرح فيها الموقف اللبناني بكل تفاصيله ويبيّن فيه الأسباب الموجبة التي أملت على الحكومة الغياب عن القمة.

كما لم تستبعد احتمال دعوة لبنان لوزراء الخارجية العرب الى عقد جلسة طارئة بعد اختتام اعمال القمة للبحث في العلاقات الثنائية اللبنانية – السورية، خصوصاً أن هذا البند أُدرج على جدول أعمال القمة. لكنها أكدت ان القرار النهائي سيتخذ في ضوء التعاطي السوري مع قرار الحكومة بمقاطعة اعمال القمة وردود الفعل عليه.

ورداً على سؤال، أوضحت المصادر بأن لبنان تأخر في اتخاذ موقفه بالغياب عن القمة، رغبة منه في إعطاء الوقت الكافي للمفاوضات غير المباشرة بين لبنان وسورية وكانت تولتها جهات عربية وآخرها سلطنة عمان من خلال وزير الشؤون الخارجية فيها يوسف بن علوي.

وتبين بحسب المصادر ان سورية ماضية في عرقلتها تنفيذ المبادرة العربية وأن لا جدوى من حضور لبنان القمة طالما لا أمل عنده من تبدل في الموقف السوري وبالتالي يمكن ان يشكل حضوره تسليماً بالأمر الواقع وهذا ما يرفضه.

واشنطن والمحكمة

وفي واشنطن، قالت مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون المنظمات الدولية كريستن سيلفربرغ ان على منفذي الجرائم السياسية في لبنان والتي ستنظر فيها المحكمة ذات الطابع الدولي «القلق»، اذ أن تقدم مسار المحكمة والسرعة التي تمضي بهما «لا عودة عنهما ولا تفاوض حول عملها وسلطتها». وأكدت أن تشكيل المحكمة تحت مظلة الأمم المتحدة سيعني متابعة مجلس الأمن لمسارها و»احتمال اتخاذ اجراءات هناك» في حال رفض أي طرف أو جهة التعاون مع الهيئات القضائية وتسليم متهمين أو شهود أو أشخاص على علاقة بالجرائم التي ستنظر فيها المحكمة.

وقالت سيلفربرغ، في ايجاز صحافي حضرته «الحياة» في الخارجية الأميركية، أن لجنة دولية مختصة بمتابعة شوؤن المحكمة، مؤلفة من ثلاثة قضاة أحدهم مصري، اختارت أربعة أسماء من أصل 12 مرشحاً لتسلم مناصب القضاة والاشراف على عمل المحكمة. وأشارت المسؤولة العائدة من لاهاي حيث تفقدت مقر المحكمة، الى أن الأمانة العامة للأمم المتحدة، ستكشف أسماء القضاة المختارين «في الوقت والظرف المناسبين»، وأن بينهم قاضي ادعاء لبنانيا وقاضيين أجنبيين للاستئناف وقاض آخر للاحتياط.

وفيما رفضت المسؤولة تحديد اطار زمني للاجراءات القضائية، لمحت الى نموذج محاكمة الضالعين في تفجير المدمرة «كول» أو تفجيرات الخبر والتي استغرقت المحاكمة فيهما بين سنتين ونصف السنة وخمس سنوات

 

النائب حرب: تفسير سوريا للمبادرة يختلف عن اعضاء الجامعة العربية

وكالات/ اعتبر النائب بطرس حرب في حديث إلى تلفزيون لبنان "أن المبادرة العربية فشلت لان عناصرها الاساسية لم تعد متوافرة", وقال: "الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لم يكن قادرا على حسم قضية الخلافات في وجهات النظر في اطار الجامعة العربية وحمل هذه الوجهات المختلفة حول لبنان, كأننا نحتاج إلى أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر, وقد يكون ذلك سببا لا يسمح للمبادرة بالنجاح الا اذا انتصرت وجهة نظر على اخرى".

أضاف: "تعثرت هذه المبادرة ولم تنجح، ولو لم تكن هناك حاجة لإعلان أن الاهتمام العربي قائم لكانت الجامعة العربية أعلنت سقوط المبادرة. إنني مقتنع بألا أحد من المسؤولين العرب سيتورط بإعلان فشل المبادرة، بل ان ما ارجحه ان يصدر عن القمة العربية تكليف للامين العام بمتابعة السعي لدى الاطراف اللبنانية لحل المشكلة القائمة". وتابع: "فإذا كانت المبادرة العربية تهدىء اعصاب المعارضة لعدم اللجوء الى عملية تصعيدية تصبح عندها حاجة, الا انني لا اعتقد ان المبادرة قادرة على انجاز اي أمر، ان لم يكن هناك موقف واضح للدول العربية. ويبدو ان الجامعة العربية عاجزة عن حسم هذه القضية, لان الامين العام اعلن المبادرة كما هي, انما عند تطبيقها صدرت تفسيرات متعددة, وتبين ان سوريا تحمل تفسيرا يختلف عن اعضاء الجامعة العربية التي اطلقت المبادرة, وهذا طبعا انعكس على لبنان, وفسرت المعارضة المبادرة بتبني وجهة النظر السورية او العكس صحيح". وتابع: "هذه المبادرة عندما اطلقت لم تطلق بالشكل التي تفسره فيه المعارضة, فأصبح هناك نوع من الجمود او الشلل في امكان تحريكها بشكل فاعل, وهذا يدعوني الى تأكيد دعوتي مجددا, لان هناك خطأ اساسيا ارتكب في لبنان. وجميع اللبنانيين بمن فيهم قوى 14 آذار ساهموا في إرتكاب هذا الخطأ. كما وافقنا على مبدأ البحث في شروط، ايا كانت هذه الشروط، قبل انتخاب رئيس للجمهورية. وإنني اعتبر ان هذا الخطأ هو الذي ادى الى دخولنا في نفق او دهليز لا نعرف كيف نخرج منه, وهذا ما دعاني الى اطلاق الموقف أخيرا بالدعوة الى تعليق كل حوار حول الشروط، ان كانت متعلقة بالحكومة او بأي موضوع آخر, والانصراف فقط الى انتخاب الرئيس المرشح الذي توافقنا جميعنا عليه".

وعن مقاطعة الحكومة للقمة العربية في دمشق، قال النائب حرب: "ما عزز وجهة نظر المقاطعة هو ان الدول الصديقة للبنان والداعمة لموقف الاكثرية وموقف الحكومة اللبنانية، بنتيجة موقفها بالامتناع عن المشاركة على المستوى المطلوب, فكانت "الشعرة التي قسمت ظهر البعير"، أو الحجة او الظرف الذي دفع الحكومة الى اتخاذ قرار بعدم المشاركة, ولا سيما انه لن تظهر من النظام السوري اي مبادرة في إتجاه تسهيل مشاركة لبنان في هذه القمة, سواء أكان لجهة الدعوة ام التوقيت في متابعة عملية دعوة لبنان الى هذه القمة. واعتبرت الحكومة أن تسجيل الغياب هو موقف ابلغ واعمق اثرا من حضورها في هذه الظروف".

وعن مبادرة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الحوارية, قال: "الحل في لبنان هو حل لبناني. ونؤكد أن الحوار يجب أن يكرس قاعدة العودة الى الاصول الديموقراطية الدستورية المعتمدة في لبنان, اي ان نذهب الى مجلس النواب وننتخب رئيسا للجمهورية. وما يساعد على تسهيل هذا الطرح هو اننا اتفقنا على قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا لكل القوى السياسية, فما المانع من انتخابه؟". وأشار إلى أن "ما طرحه الرئيس بري يمكن ان يكون مناسبة لدعوة اللبنانيين الى تعليق الحوار حول كل المطالب، والى الوفاق على انتخاب رجل وقع الاتفاق عليه، الا اذا كانت المعارضة غيرت رأيها ولم تعد تدعم ترشيح العماد سليمان كمرشح توافقي، وان كان لديها مرشح اخر فلتقل اسمه. اما اذا كانت موافقة على هذا الحل فمن غير الطبيعي ان تعرقل انتخاب هذا الرجل المحسوب في الوجهة السياسية الشاملة انه اقرب من المعارضة منه الى الموالاة". أضاف: "لا يجوز المتابعة في هذه السفسطة السياسية وهذه الشروط, والشروط المضادة التي تخالف اصول حياتنا الديموقراطية والدستورية. يجب تعليق الحوار كاملا وموقتا, والذهاب لانتخاب العماد سليمان رئيسا, وبعد انتخابه اطلاق الحوار برعاية رئيس الجمهورية الذي يمثل وحدة لبنان". وتابع: "إذا عاد الرئيس بري إلى مبادرته التي اطلقها في بعلبك وتتوافر ظروف نجاحها, فهذا يكون افضل حل والطريق الصحيح. اما أن نعود إلى الحوار لمناقشة امور نختلف عليها ونعلق انتخاب رئيس الجمهورية واستحقاقا دستوريا بانتظار التوافق، فهذا هرطقة دستورية لن اوافق عليها".

 

اجتماعات التحضير للقمة أظهرت خلافاً على «سحب» مبادرة السلام ...

وسى: الحل العربي للبنان سلّة والأولية فيها لانتخاب سليمان

دمشق - ابراهيم حميدي-  الحياة - 26/03/08//

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في حديث الى «الحياة» امس ان المبادرة العربية الخاصة بلبنان لن تكون «خاضعة للتعديل، بل للتأكيد والحصول على الزخم السياسي»، مشيراً الى ان قادة الدول العربية وممثليها سيبحثون في الاجتماعات المغلقة يومي السبت والاحد المقبلين في الاتفاق على «آلية تطبيق» على اساس «البدء بخطوة اولى» تتمثل بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا ضمن تفاهم، و «الوصول الى رقم (لتشكيل الحكومة) يسهل للمعارضة والأكثرية ان يتوافقا ويصير ممكنا الانتخاب والتشكيل والقانون الانتخابي».

وأوضح موسى ان الرئيس بشار الأسد سيتسلم رئاسة القمة العربية بمجرد بدء اعمالها صباح السبت، بعد خفض تمثيل السعودية التي ترأس القمة الحالية، الى مستوى مندوبها لدى الجامعة، بالاستناد الى سابقتين حصلتا في قمتي بيروت وتونس. وتوقع موسى حضور 12 زعيما عربيا في قمة دمشق، وان تتضمن جلسة الافتتاح خطابات لسورية والامانة العامة وممثلي منظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي وحركة عدم الانحياز، قبل عقد ثلاث جلسات مغلقة بحضور ممثل كل دولة ومسؤول آر.

وكان موسى التقى امس الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم. واوضح انه جرى الاتفاق مع الجانب السوري على ترحيل ثلاث مسائل من اجتماعات وزراء الخارجية العرب الى الاجتماعات المغلقة، وهي: الأزمة اللبنانية، والخلافات العربية - الاسرئيلية، وتقويم مسيرة السلام بعد مؤتمر انابوليس.

وكشفت مصادر عربية لـ «الحياة» ان الجلسة الثانية من اجتماعات المندوبين لدى الجامعة مساء الاثنين شهدت نقاشات حول نقطتين تتعلقان بمبادرة السلام العربية. واوضحت ان وفود سورية والجزائر واليمن حاولت العودة الى فكرة التلويح بـ «سحب» المبادرة، لكن ممثلي السعودية ومصر والاردن أيدوا نظيرهم الفلسطيني الذي صاغ مشروع القرار الخاص بالنزاع العربي - الاسرائيلي. كما جرى نقاش حول فقرة اخرى تتعلق بـ «التزام الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل»، ما ادى الى رفع الموضوع الى مستويات اعلى.

وعلم ان السفارة الايرانية في دمشق ابدت اهتماما كون جدول اعمال القمة يتحدث عن «احتلال ايران الجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة في الخليج العربي»، علما ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي سيحضر جلسة الافتتاح.

وقال موسى في حديثه الى «الحياة» ان المبادرة العربية الخاصة بلبنان «لن تكون خاضعة للتعديل ولا للتغيير وإنما للتأكيد واعطاء الزخم السياسي اللازم للاستمرار فيها»، ما يعني انه سيتوجه الى بيروت بعد القمة.

وسُئل عن احتمال طرح موضوع التدرج في تطبيق المبادرة العربية، فأجاب: «المبادرة عبارة عن سلّة من الخطوات او العناصر، ويمكن الاتفاق العام على اطارها. لكن عندما تتحدث عن الخطوات نفسها لا يمكن تشكيل الحكومة قبل انتخاب الرئيس. اذن، يجب ان يأتي انتخاب الرئيس قبل تشكيل الحكومة. وشيء طبيعي ان يكون الانتخاب هو الخطوة الاولى، لكن ان يكون في اطار تفاهم على الكل قبل هذا. نحن نحاول الوصول الى هذا». ونفى ان يكون المطروح قيام القمة بـ «تفسير المبادرة»، موضحا ان «تطبيق المبادرة والوصول الى رقم (لتشكيل الحكومة) يسهلان للمعارضة والأكثرية ان يتوافقا ويصير الانتخاب والتشكيل والقانون الانتخابي».

وأضاف انه ناقش الازمة اللبنانية «تفصيلا» مع الرئيس الاسد والمعلم، مشيرا الى ان الجانب السوري يقول بـ «عدم تجزئة تطبيق المبادرة وبأهمية ان تؤخذ المبادرة كسلة متكاملة. المبادرة العربية هي سلّة فعلاً، لكن كما قلت لا يمكن تشكيل الحكومة قبل انتخاب الرئيس... نحن نتكلم في تهيئة الظروف لانتخاب الرئيس في اطار المبادرة». كما سيبحث الزعماء في الجلسات المغلقة في العلاقات بين الدول العربية. وقال موسى: «هناك خلافات كثيرة. الكل حاضر والكل أمامه الفرصة كي يتكلم دون ان أدخل في تفاصيل». ونفى ان تكون الدول العربية في صدد سحب مبادرة السلام العربية. لكنه قال: «المبادرة تبقى قائمة، انما السؤال: الى متى تبقى المبادرة على الطاولة والطرف الآخر لا يتعامل معها؟ هل يظل الأمر على ما هو عليه أم هناك طرق اخرى للتعامل مع النزاع العربي - الاسرائيلي؟ هل هناك افكار جديدة؟ طبعا، نتكلم عن نقاش سياسي وليس عسكرياً... الوقت لم يحن لسحب المبادرة، بل المطلوب هو تحليل عملية انابوليس ونتائجها في ضوء ان هناك مبادرة عربية لم يؤخذ بها وتفاهمات في انابوليس لم تحترمها اسرائيل

 

رئيس الوفد السعودي لـ"عكاظ": تصريحات مندوب سوريا غير صحيحة

 المركزية - كشف رئيس وفد المملكة في القمة العربية السفير أحمد قطان ان السفارة السعودية في دمشق أبلغت الى وزارة الخارجية السورية عبر مذكرة رسمية بطبيعة تمثيل الوفد الرسمي السعودي في قمة دمشق التى تعقد السبت المقبل. وفي حوار هاتفي أجرته مع صحيفة "عكاظ" السعودية، أكد قطان ان ما ذكره المندوب السوري لدى الجامعة العربية من ان حكومته لم تبلغ بطبيعة الوفد السعودي المشارك في القمة غير صحيح. وجدد التأكيد انه لن تكون هناك فائدة لقمة عربية لا يمكن تنفيذ قراراتها. واتهم بعض الدول من دون تسميتها بعرقلة تنفيذ هذه القرارات. واستغرب قطان غياب رئيس لبنان عن القمة، معتبراً انه أمر غير منطقي. وأوضح ان اجتماع المندوبين قرر رفع الملف اللبناني لوزراء الخارجية الذين سيجتمعون غداً الخميس. وقال: "من وجهة نظري نحن لا نرى اي مبرر لاستمرار تأجيل جلسات البرلمان اللبناني. وعدم التزام بعض الاطراف اللبنانية بالمبادرة العربية. وأرى ان استمرار فراغ كرسي الرئاسة أمر خطير جداً كما اننا نرى ان اسرائيل مستمرة في سياساتها التجويعية والقمعية ضد الفلسطينيين. لهذا علينا توحيد الصفوف ومراجعة انفسنا لكي نحقق آمال وتطلعات الشعوب العربية".

 

"الراي" نقلا عن مصدر بارز في الغالبية: بري لا يملــك الحـــل والربــط

المركزية - قلت صحيفة "الراي" عن مصدر بارز في الغالبية قوله ان عدم تجاوب فريق الاكثرية مع دعوة الرئيس نبيه بري للحوار "لا تعود الى تصفية حسابات مع بري بل ترتبط بادراك الاكثرية عقم اي محاولة جديدة يقوم بها رئيس البرلمان لتكرار المشهد نفسه الذي حصل مرات وتبين معه في كل مرة ان بري لا يملك اوراق الحل والربط وان مبادراته غالباً ما كانت تنتهي عند محاولات ملء الفراغ السياسي من دون قرار جديد بالتوصل الى تسوية، ولذلك لم تكلف الغالبية نفسها عناء الرد على "مغالطات"، ومن بينها ما اعلنه بري في اصراره على القول ان الغالبية وافقت على توزيع حكومي يقوم على العشرات الثلاث "في حين ان الجميع يعرفون ان الغالبية رفضت ولا تزال ترفض هذا التوزيع وهو رفض مثبت في محضر محادثات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين". ووفق المصدر نفسه "لن تقدم الغالبية من الآن على استباق مجريات القمة العربية من جهة ولا على اتخاذ مواقف تتسم بردة الفعل قبل التشاور والدرس وتقرير الخطوات المقبلة". ويقول المصدر ان "المعارضة تعاملت مع "وثيقة البيال" التي اعلنتها الغالبية قبل اسبوعين بمنتهى الخفة وحتى بردود سلبية نمطية من دون اي تعمق، مما يوحي بأن قرارها جامد ولا امكان معه لتوقع اي مرونة. وتالياً فان اي ردود ايجابية على مبادرة بري لن تكون امراً مسلّماً به ولو كان مبدأ الحوار في ذاته مطلب الغالبية في الاصل. لكن الواقع ان بري اوقع نفسه في تناقض كبير حين رهن التسوية بتفاهم سعودي - سوري ثم قفز فوق ذلك ليحيي طاولة الحوار قبل ايام من موعد القمة كأنه يعلن سلفاً ان شروط المعارضة وحدها ستبقى المعيار الاساسي لكل تسوية وأظهر تصلباً متجدداً حيال هذه الشروط. يضاف الى ذلك ان مجمل الاجواء لا توحي بأن حواراً جديداً سيؤدي الى احترام الاولوية المطلقة التي ادرجتها المبادرة العربية في اول بنودها وهي انتخاب رئيس الجمهورية بدليل ان بري ارجأ الجلسة الـ17 لانتخاب الرئيس شهراً كاملاً تقريباً هذه المرة حتى 22 نيسان، مما يعني ان تطبيع الفراغ ماضٍ في مساره من دون اي تغيير".

وفي ضوء ذلك يقول المصدر نفسه ان "الغالبية ماضية من جهتها بالخطوات التي تدرسها بعناية وهي امكان ترميم الحكومة والاتفاق على ما تبقى من خطوات قررها مؤتمر البيال ومن بينها ايضاً توحيد الموقف من قانون الانتخاب. وكانت زيارة الوزير مروان حمادة امس ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في هذا الصدد تحديداً للوقوف على رأي سيد بكركي في هاتين القضيتين قبل اتخاذ القرار النهائي حيالهما".

 

نواب في الاكثرية طالبوا بري بالحفاظ على ما ائتمن عليـه ووضع اعتباراته والتزاماته السياسية جانبا وفتح ابواب المجلس فورا

المركزية - اعتبر نواب في الاكثرية ان تعطيل المجلس النيابي واغلاق ابوابه في وجه ممثلي الشعب ومنعهم من ممارسة واجباتهم التشريعية والرقابية هو انقلاب على نتائج الانتخابات النيابية وتعطيل لدور الاكثرية النيابية المنتخبة بإرادة لبنانيين احرار في صياغة القرارات السياسية في لبنان. وشددوا على ان اقفال المجلس هو مخالفة واضحة وصريحة وخطيرة للدستور والاعراف البرلمانية لا بل انه يرقى الى مرتبة العصيان الدستوري وطالبوا رئيس المجلس بالحفاظ على ما اؤتمن عليه ووضع اعتباراته والتزاماته السياسية جانبا والمبادرة فورا الى فتح ابواب المجلس واطلاق عمله وعقد الجلسات بعيدا عن اية ذرائع او حجج وهمية لتبرير التمادي في منطق التعطيل. وأكدوا ان التعطيل الى زوال وخريف الديموقراطية الى زوال والابتزاز الى زوال وربيع لبنان هو وعد لبنان الآتي.

عقد نواب في الاكثرية مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في الريفييرا حضره السادة فؤاد السعد، عمار حوري، هنري حلو، عبد الله فرحات، مصطفى هاشم، امين عيتاني، محمود المراد، رياض رحال، مصطفى علوش، يغيا جيرجيان، اغوب قصارجيان وبدر ونوس.

وتلا النائب فؤاد السعد البيان الآتي: "ايها اللبنانيون، للمرة السابعة عشرة يؤجل رئيس مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والوطن يعاني من استمرار الفراغ في سدة الرئاسة في الوقت الذي تتمادى فيه قوى التحالف السوري الايراني في افشال المبادرات الواحدة تلو الاخرى وآخرها المبادرة العربية.

منذ سنة ونصف والمجلس النيابي اللبناني معطل عن القيام بدوره على كافة المستويات الدستورية والتشريعية والرقابية والوطنية والسياسية من ضمن خطة تهدف الى اسقاط المؤسسات الواحدة تلو الاخرى عبر التشكيك بالحكومة الشرعية وتخوينها ومحاولة الانقلاب عليها ومن ثم تكريس الفراغ في سدة الرئاسة سعيا الى اسقاط الدولة وضرب المشروع الوطني الاستقلالي.

ان تعطيل المجلس النيابي واغلاق ابوابه في وجه ممثلي الشعب ومنعهم من ممارسة واجباتهم التشريعية والرقابية هو انقلاب على نتائج الانتخابات النيابية وتعطيل لدور الاكثرية النيابية المنتخبة بإرادة لبنانيين احرار في صياغة القرارات السياسية في لبنان، وهو ما يتنافى بشكل فاضح مع كل الاعراف والتقاليد الديموقراطية المفترض برئيس المجلس رعايتها والسهر على تطبيقها كما هو واجب كل الكتل النيابية من معارضة وموالاة في الالتزام بها احتراما للوكالة التي وضعها الشعب في ايديهم.

ان اقفال المجلس النيابي هو مخالفة واضحة وصريحة وخطيرة للدستور وللاعراف البرلمانية لا بل انه يرقى الى مرتبة العصيان الدستوري، ورئيس المجلس مطالب اليوم بالحفاظ على ما اؤتمن عليه، ووضع اعتباراته والتزاماته السياسية جانبا والمبادرة فورا الى فتح ابواب المجلس واطلاق عمله وعقد الجلسات بعيدا عن اية ذرائع او حجج وهمية لتبرير التمادي في منطق التعطيل فالحكومة شرعية ولو لم تكن كذلك فما المنطق بدعوتها من قبل المعطلين للمشاركة في قمة دمشق؟ فهل تصبح شرعية اذا لبّت غرضا سياسيا وتفقد شرعيتها في اليوم التالي؟ فيكفي نفاقا احتراما لعقول اللبنانيين.

ان تعطيل المجلس النيابي يترافق مع استمرار الاغتيالات في حق نواب الامة الذين سقط منهم ستة شهداء في سبيل الحرية والاستقلال والمجرم معروف فالنظام السوري يسعى الى التخلص من الاكثرية النيابية بأي ثمن لاعادة فرض هيمنته على لبنان وما استمرار وجود عدد من النواب الاستقلاليين في هذا المكان بعيدا عن بيوتهم وبيئتهم سوى دليل الى استمرار استهدافهم كمؤتمنين على آمال شعبهم بالحرية والسيادة والاستقلال.

انه في الوقت الذي يستمر حلفاء النظام السوري في احتلال الساحات وفي نصب المخيمات الشاذة عن كل منطق ديموقراطي وفي اغتصاب حقوق الناس بالتنقل والعمل، وفي قطع ارزاق الآلاف، يستكمل تعطيل شؤون المواطنين من خلال اقفال المجلس وتاليا حرمان الوطن والمواطن من الافادة من مفاعيل مؤتمر باريس - 3 وتفويت فرصة النهوض الاقتصادي امعانا في القهر والافقار اللذان اصبحا سياسة مقصودة ومعتمدة من قبل قوى التحالف السوري الايراني، املا منهم في انهيار الدولة وسقوط الكيان.

ايها اللبنانيون، اننا نجتمع اليوم عشية القمة العربية ومقعد لبنان شاغر للمرة الاولى في تاريخ الجامعة العربية كنتيجة مباشرة لتعطيل دور مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية بشكل طبيعي وديموقراطي، ويستمر الفراغ في سدة الرئاسة على الرغم من مبادرات حسن النية التي اطلقتها الاكثرية في سبيل انتخاب رئيس توافقي وإعطاء المبادرات التوافقية الفرص للنجاح ومن ضمنها المبادرة العربية التي تتعرض للاسقاط في تحدٍّ صارخ للشرعية العربية من قبل النظام السوري وأعوانه.

ايها اللبنانيون، ان التعطيل الى زوال وخريف الديموقراطية الى زوال والابتزاز الى زوال وربيع لبنان هو وعد لبنان الآتي ووعد نوابه الاحرار اليكم، ومهما حاولوا او سعوا فهذا الوضع الشاذ هو ايضا الى زوال وسوف يعود ممثلو الشعب الى ممارسة واجبهم وحقهم بانتخاب رئيس للبلاد بعدما ثبت اصرار الاقلية على التعطيل بايعاز من حلفها الاقليمي فنواب الامة الذين ما تخلفوا يوما عن الشهادة في سبيل الوطن لن يتخلفوا عن الوفاء بواجباتهم.

حوار: ودار بين السعد والصحافيين الحوار الآتي:

* هل لقاء اليوم هو رد على الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري؟

- "علينا ان نعرف الحوار بين من ومن، فاذا كان بين تسعة اشخاص ينتقيهم الرئيس بري كما جرى العام الماضي، فنحن غير موافقين، فالحوار يجب ان يكون بين النواب ككل وبدعوة من رئيس الجمهورية الجديد الى القصر الجمهوري، فهو يدعو الى الحوار وهو يترأسه، وهكذا يكون الحوار الصحيح".

* هل يعني ذلك رفضا للحوار الذي دعا اليه الرئيس بري؟

- "لا، ليس رفضا للحوار، وفي الاساس الرئيس بري لم يقل في أي اطار هو الحوار وكيف، ومن يتحاور مع من".

* إنكم تحاولون أن تستبقوا الحوار واضفاء شرعية على الحكومة لدخولها المجلس، فرد: "من قال ان الحكومة غير شرعية؟".

* الرئيس بري قال ذلك.

- "نحن نعتبر ان الحكومة شرعية وقانونية بكل معنى الكلمة".

* هل ما زال خيار النصف زائدا واحدا واردا؟

- "في الاساس لم نتخل في اي وقت عن النصف زائدا واحدا، انما تجنبا للمشكلة ولمزيد من التوتر في البلاد والخلافات والانتقامات الداخلية، ما زلنا نعطي مهلة لانتخاب رئيس بالاجماع. نحن لا نزال نؤمن ان النصف زائدا واحدا هو التفسير الصحيح للمادة 49، ولكن نراعي الظروف وننتظر ايجاد حل يرضي الجميع".

* هل مقاطعة القمة العربية في دمشق تعقد الامور، وبالتالي يتجه الامر الى مزيد من التعقيد في العلاقات اللبنانية - السورية، وانكم انتظرتم الاشارة السعودية لمقاطعة القمة؟

- "هذا حديث من فوق السطوح، ان قرار الحكومة مقاطعة القمة أتى في مكانه تماما، وهذه سابقة مؤسفة، كنا نتمنى الحضور كما في كل القمم، بالرغم من الخلافات العربية، وكنا نتمنى ان يحضر الجميع ونحن منهم، ولكن هذه السابقة المؤسفة سببها النظام السوري والتدخل السوري- الايراني في الشؤون اللبنانية وعملية منع انتخاب رئيس للجمهورية، فعندما تقاطع بعض الدول العربية المؤتمر من اجلنا لم يعد في امكاننا ان نتوجه الى سوريا".

* ان المعارضة تطالب بانتخابات نيابة مبكرة وبقانون انتخابي، مع العلم ان رئيس المجلس هو من يقفل ابواب المجلس ويمنع إصدار قانون انتخابي؟

- "لا شك ان عملية الانتخابات النيابية تأتي في آخر المطاف وليس في اول المسيرة، اولا يجب انتخاب رئيس للجمهورية، وهناك دستور وضع في الطائف واساسه من عام 1926، اي مضى عليه اكثر من 80 سنة، الدستور يقول بانتخاب رئيس للجمهورية وبقبول استقالة الحكومة، ثم تجرى استشارات نيابية ويكلف شخص بالاتفاق مع رئيس المجلس تأليف الحكومة، وبعد ذلك تصدر مراسيم ثم تطرح الثقة بالمجلس النيابي وتقوم الحكومة التي عليها وضع قانون انتخابي ترسله الى مجلس النواب ليقره، وبعدها تباشر عملية الانتخابات، فلا يجوز قلب الامور".

* هل التحرك اليوم هو اعلان لتحرك الاكثرية مع بدء العقد العادي للمجلس؟

- "نعم، نحن قلنا في مؤتمر 14 آذار إننا سنخرج من المواقف المبدئية ونتخذ قرارات، وكل شيء يأتي في وقته".

* بماذا يمكن ان نطمئن اللبنانيين الخائفين في ظل ورود معلومات تشير الى إمكان حصول حوادث أمنية في لبنان؟

- "هذا سؤال يطرح على من يرتكب الحوادث الامنية، ونحن نسعى الى عدم الخروج عن الدستور قيد أنملة".

* في ظل غياب لبنان عن القمة وارتفاع وتيرة الاشتباك السوري - السعودي، هل ما زال هناك نصيب للمبادرة العربية؟

- "نتمنى ان تنجح المبادرة العربية، ونحن قبلنا بها كلها ووافقنا على بنودها وفق التسلسل الموضوع".

* الرئيس بري في حديثه الاخير، قال إنكم وافقتم على موضوع الثلاث عشرات؟

- "لا أحد له علم بالعشرات".

* هل عدم الموافقة على المشاركة في القمة العربية هو نتيجة عدم مشاركة السعودية؟

- "ان هذا الموضوع سبق للوزير احمد فتفت ان اجاب عنه، ولم نقل ان السعودية تريد هكذا، انما عندما تتخذ السعودية موقفا الى جانب لبنان، فانه لا يدير ظهره، فهي تغيب بسبب لبنان، فهل لبنان يحضر؟".

* هل كانت هناك نية للمشاركة؟

- "القمة هي يوم السبت، واذا دعينا الليلة الى انتخاب رئيس جمهورية فإن لبنان يشارك غدا".

وعن الاجراءات التي سوف تتخذها الاكثرية على صعيد مجلس النواب، قال: "بدأنا اليوم بمبادرة جديدة، ونطلب من رئيس المجلس افتتاح الدورة وعقد جلسات، لأن المجلس هو المؤسسة الام والاساس، ويمثل الشعب ومنبثق من الديموقراطية، ومهماته وصلاحياته مهمة، وهناك مئات القوانين تنتظر التشريع، وهناك رقابة سياسية على الحكومة. وحتى فريق الموالاة ينتقد الحكومة ويريد جلسات رقابية للتصحيح إذا كان هناك من اعوجاج في سياسة الحكومة، ثم ان هناك سلطة قضائية للمجلس، وهو جزء من المحكمة العليا التي تحاكم الرؤساء الوزراء. ونعلم أن كثيرا من الرؤساء والوزراء كان يجب ان يمروا عليها".

وقال ردا على سؤال يتعلق بعدم حضور بعض النواب للمؤتمر: "ليس من الضروري ان يكون كل فريق 14 آذار موجودا، وما نتحدث به اليوم يمثل كل 14 آذار".

 

 زيارة عون إلى بكركي ممكنة قريباً

أنطوان سعد

بعد جردة حساب بسيطة وعرض دقيق لمواقف البطريركية المارونية في العام المنصرم من القضايا التي طرحت على الساحة اللبنانية، تبين لبعض قيادات الصف الثاني في المعارضة، وبخاصة في الجانب المسيحي منها، أن استمرار الفتور في العلاقة بينها وبين البطريركية لا معنى له ولا جدوى منه. وبغض النظر عن انتقادات بكركي وسيدها لجملة قضايا أساسية تنسجم مع اعتراضات المعارضة، مثل تحقيق المشاركة والعدالة في المؤسسات الدستورية والإدارية وقانون الانتخاب، يتلاقى البطريرك الماروني نصر الله صفير مع أركان المعارضة على مبدأ رفض انتخاب رئيس الجمهورية بالنصف زائداً واحداً، وكذلك توسيع الحكومة وتعيين وزراء فيها. في المقابل، تبدي البطريركية المارونية اهتماماً لافتاً بتقريب وجهات النظر بينها وبين القيادات السياسية المسيحية في المعارضة، في مقدمة لأداء دور الجسر بين هذه الأخيرة والقيادات المسيحية في الموالاة. ففي اقتناعها، وخصوصاً بعد تعثُّر المبادرة العربية وشعور الجميع بأن الانتخاب الرئاسي قد دخل في غياهب المجهول، أن حل الأزمة اللبنانية الراهنة بات يكمن في الدرجة الأولى في إمكان تحقيق تفاهم بين القيادات المسيحية على القضايا الخلافية. إذ إن الخلاف على الحصص الوزارية وقانون الانتخاب هو في النتيجة على الوزراء والنواب المسيحيين، باعتبار أن «المستقبل» و«الاشتراكي» و«حزب الله» و«أمل» تحتكر التمثيل الوزاري السني والدرزي والشيعي، فيما الخلاف على تقسيم الدوائر الانتخابية هو أيضاً على الجهة التي سوف تستفيد من ملء المقاعد المخصصة للمسيحيين.

انطلاقاً من هذه المعطيات، تحركت المساعي بين رئيس أساقفة بيروت، المطران بولس مطر، وأمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان، بعيداً عن الأضواء في معظم الأوقات، لتحقيق تفاهم بين القيادة التاريخية الوطنية والروحية التي تمثلها البطريركية المارونية والقيادة المسيحية الأكثر تمثيلاً للمسيحيين في مجلس النواب. وسرعان ما حصدت هذه المساعي بركة البطريرك صفير والعماد ميشال عون، وقطعت شوطاً مهماً بعدما اتفق الجانبان على عدم إيلاء الجانب الشكلي الأهمية الأولى والشروع في بحث الملفات التفصيلية التي تُمثِّل موضع خلاف بين اللبنانيين وتعين انتخاب رئيس الجمهورية.

وقد دار البحث خصوصاً حول موقف الكنيسة الداعي لملء الفراغ سريعاً في رئاسة الجمهورية، فيما شدد العماد عون وممثله النائب كنعان على «ضرورة تحقيق الموقع المخصص للمسيحيين في النظام اللبناني وتأمين مقومات ملء الفراغ في المرحلة الفاصلة عن موعد إجراء الانتخابات النيابية في العام المقبل، وبخاصة لجهة إقرار قانون الانتخابات النيابية وعدم تكرار ما جرى سنة 2005». وحذّر التيار الوطني الحر من التناقض الظاهر في هذا الموضوع بين قيادات الأكثرية، مبدياً خشيته أن يكون هدفه تضييع النقاش والمماطلة بانتظار حلول موعد الانتخابات النيابية من دون إقرار قانون جديد لكي تجري بناءً على قانون عام ألفين. بينما طالب المطران مطر بأن يترفع المسيحيون في الموالاة والمعارضة عن الاصطفافات التي تهدِّد استقرار البلاد، وأن يتحولوا إلى «جسر عبور بين الطرفين لمساعدتهما على التفاهم».

وتعرب الأوساط القريبة من المطران مطر والعماد عون عن تفاؤلهما إزاء المساعي الجارية. فالأول، وفق المصادر المطلعة، ارتاح لما سمعه من الثاني شخصياً عن أن التواصل مع بكركي «أمر طبيعي وضروري»، فيما رأى الثاني تصريح الأول إيجابياً عن أن الكنيسة ليست ضد قانون 1960، بل تريد إدخال تعديلات عليه. وما تم الاتفاق عليه أيضاً أن تشمل عملية التقارب في المرحلة الثانية معالجة لوضع الوزير السابق سليمان فرنجية الذي تحرص أوساط عون على وضعه في أجواء الاتصالات مع المطران مطر، علماً بأن هذا الأخير اتصل هاتفياً بفرنجية للمعايدة وترطيب الأجواء، ودار بينهما حديث لم يخرج عن إطار المجاملة والبروتوكول على حد تعبير مصدر مسؤول في تيار المردة. ورغم أن اللقاءات لا تتطرق بصورة أساسية إلى موضوع زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح إلى بكركي، فإن الأوساط المتابعة لا تستبعد قيامه بها خلال الأسبوع الجاري أو الاستعاضة عنها بإرسال وفد رفيع المستوى يتقدم من البطريرك صفير بالمعايدة باسمه، «فأسبوع المعايدة لا يزال في بدايته»، على ما تقول هذه الأوساط. وهي تشير أيضاً إلى أن الاتصالات بين الطرفين مستمرة وقد تشهد تقدماً ملحوظاً في الأيام القليلة المقبلة.

 

الامانة العامة لـ14 آذار تذيع غدا ورقة العمل الى القمة العربية

 المركزية - تعلن الامانة العامة لقوى 14 آذار عن ورقة العمل التي وضعتها الى القمة العربية في مؤتمر صحافي يعقد في الثانية عشرة ظهر غد الخميس في فندق البريستول، وعبرها الى الرأي العام الدولي والمعربي. وعلمت "المركزية" ان الورقة ستتضمن عناوين اساسية تتصل بالعلاقات اللبنانية - السورية وما تسميه الورقة "العلاقات اللبنانية - السورية منذ خروج الجيش السوري من لبنان" بالاضافة الى عرض شامل للمبادرات والوساطات العربية والغربية التي شهدتها الساحة اللبنانية وآلت الى الفشل بما فيها المبادرة العربية التي أطلقها وزراء الخارجية العرب، وتتحدث الورقة بالتفاصيل للمراحل التي قطعتها الازمة قبل نهاية ولاية الرئيس العماد إميل لحود وصولا الى اليوم وتركز على عنوان "المراحل الانقلابية للنظام السوري ضد لبنان وعرقلة كل المشاريع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وعُلم ان هذه الورقة التي ستوجه الى القمة سيجري تعميمها باللغات كافة على دول الاتحاد الاوروبي ومجلس الامن الدولي وممثلي الاعضاء الخمسة في مجلس الامن الدولي. وستؤكد انه من غير المقبول ان يوكل لدولة عربية منتهكة سيادة دولة عربية اخرى ادارة شؤون العرب لمدة سنة.

 

 لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

"هآرتس": "حزب الله" لا ينفّذ تهديداته دون تنسيق مع سوريا وايران

النهار

أثار خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى اربعين عماد مغنية ردود فعل اسرائيلية عكسها المعلّق تسفي برئيل في "هآرتس" امس، عندما رأى ان الحزب لا يستطيع تنفيذ تهديداته بالانتقام من دون التنسيق مع ايران وسوريا. وكتب: "تحولت خطابات نصرالله، وخصوصاً الجزء الموجّه منها الى الاسرائيليين، مصدراً علنياً لنشر التحذير من الهجمات. وبالامس كان نصرالله على الموعد، فقد اوضح للإسرائيليين ان العقاب، وليس الانتقام لاغتيال مغنية، سيأتي في المكان والزمان وبالوسائل التي يختارها. وفي الحقيقة لم يقدم الامين العام معلومات جديدة عن التحذيرات التي يرددها كبار ضباط الجيش منذ 40 يوماً، ولكن يبدو ان الكلام هذه المرة اتى بالصوت واللهجة الصحيحة ومن الشخص المسؤول عن تنفيذ الهجمات، مما يعطي الكلام وزناً وصدقية. وكلام نصرالله ليس مجرّد تهديدات مصدرها رئيس تنظيم اصيب جناحه العسكري بضربة قاسية، فالانتقام لاغتيال مغنية هو ايضاً انتقام باسم ايران، وكل عملية تورّط سوريا وتجرّ اسرائيل الى حرب على ارض لبنان.

وليست مصادفة ان نصرالله ارفق تحذيراته بمعاقبة اسرائيل ببضع عبارات تدلّ على تعاظم قوة حزب الله وتطوير قدراته. فأوضح ان حزبه سيقاتل الى جانب الجيش اللبناني وليس بدلاً منه، لكن مبادرة الانتقام ابقاها في يده. وبذلك بعث برسالة دقيقة الى القيادة اللبنانية التي يخوض ضدها صراعاً سياسياً منذ عام ونصف عام، وذكّرها من الذي يستطيع ان يضغط على الزناد ويُدخل البلد في حرب جديدة. ولا يقل اهمية عن ذلك تأثير نصرالله على القمة العربية المنتظر عقدها في دمشق نهاية هذا الاسبوع. فسهام نصرالله التي اصابت السياسة اللبنانية ومنعت انتخاب رئيس للجمهورية ادت ايضاً الى الغاء ملك السعودية مشاركته في القمة التي قد يتغيب عنها الرئيس المصري والملك الاردني. وهكذا ستتحول القمة قمة الانقسام العربي العلني، وستتحول سوريا وايران مركزاً للقوة. من هنا، عندما يتحدث نصرالله عن المكان والزمان اللذين سيختارهما لتنفيذ انتقامه، فهو ليس مستقلاً ابداً في تحديدهما. فبعدما تحوّل من حركة مقاومة الى قوة سياسية اقليمية، عليه ان يأخذ في الاعتبار انعكاسات ذلك على سوريا ولبنان. في الوقت عينه، يواصل نصرالله المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل حول صفقة الاسرى لتبادل اسرى لبنانيين في مقابل اطلاق الجنديين الاسرائيليين المخطوفين. قد تبدو الطريقة التي يتعامل بها نصرالله مع اسرائيل متناقضة. ولكن دائماً كان موضوع تبادل الاسرى يقع خارج الحرب. لذا، اذا نضجت صفقة تبادل الاسرى فليس معنى ذلك زوال تهديدات حزب الله لاسرائيل او العكس".

رندى حيدر     

 

افرام: لعقد مؤتمر مسيحي عنوانه "مستقبل المسيحيين الى اين"؟ والرهان على حروب من الخارج هو غباء

المركزية - لفت رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام الى ان الرهان على حروب من الخارج هو غباء، وأكد ان الوضع الراهن يحتاج الى الحوار والتفاهم سواء كان بين اللبنانيين انفسهم او في ما يتعلق بخطر التوطين والسلاح الفلسطيني. ورأى ان الوطن من دون هدوء وحوار وبناء مؤسسات سيذهب ليس فقط الى فراغ رئاسي بل الى فراغ في المجلس النيابي ايضا. وأشار الى ان انتخاب الرئيس لن يعالج المشكلات من دون حوار وتفاهم على كل الهواجس، مشددا على ان ايجاد الحلول هو في الداخل وبين اللبنانيين انفسهم. كلام افرام جاء في حديث ضمن برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال قال فيه "قضية المسيحيين في لبنان تقضي بضرورة البقاء والعيش والحكم معا، فالمسيحي في هذا الشرق ليس مستوردا ولا لاجئا.

ولا بد من عقد مؤتمر مسيحي يدعو اليه الفاتيكان ويكون عنوانه "مستقبل المسيحيين الى اين"؟ وقد تمنيت على القيادات اللبنانية ان تنظر هذه النظرة الاستراتيجية، على الرغم من اهمية التفاصيل اللبنانية الطاغية اليوم على الوضع اللبناني. ولفت الى وجود صراعين بين اسلامين اليوم الاول رأيناه في العراق يخطف المطران ثم يقتل مرافقيه وهذا هو الاسلام التكفيري، والثاني رأيناه من خلال ظاهرتين صحيتين وهما: افتتاح اول كنيسة في قطر الاسبوع الفائت واخرى في ابو ظبي دليل الانفتاح والقبول للآخر كما هو. واعتبر ان المشاركة المسيحية تسهم الى حد كبير في صناعة هذه الاوطان، معتبرا ان المسؤولية المسيحية حول ما يجري في لبنان والمنطقة لا تزال كبيرة، ومن الضروري التفكير بها لاننا لا نزال عاجزين في اعلامنا وفكرنا ولاهوتنا وكنائسنا. وسأل: هل نحن كنائس انتشار؟ وهل قضية المسيحي تكمن في التفتيش على "الباسبور"؟ هل بهذا الامر تحل المشكلات؟ وهل نحن لاجئون مع وقف التنفيذ؟

وقال: "لهذه الكنائس دور يجب ان تلعبه، فهل هي في هذه المنطقة لا تزال تنتظر هجرة الابناء لارسال المطارنة الى بلاد الانتشار والى الغرب؟ مشيرا الى ان دور الكنيسة يكمن في التوعية والافهام والتركيز على البقاء والاهتمام بالوضعين الاجتماعي والتربوي، فماذا نفعل نحن من اجل تعزيز الحضور المسيحي مع الآخر وليس ضد احد، ومن اجل التفاهم مع الآخرين"؟

وردا على سؤال قال: ما نريده هو سيادة لبنان وحريته كاملة واستقلاله، وهذا الامر يتحقق باجتماع الارادات الحسنة والنيّرة وعدم الاستئثار بالقرارات، ومنهم التنوع والصيغة اللبنانية وكيفية تركيبها، اضافة الى وجود حد ادنى من القرار اللبناني من دون رهن اي قرار للخارج.

اضاف: مَن يبرهن انه ضد الحوار وانه ليس مستعدا للتنازلات او لحل يشارك بشكل كبير في هذا الانحدار وتاليا اذا نظرنا الى صيغة البلد لرأينا انه ذو وضع استثنائي. وقد سمعنا من الرئيس نبيه بري ان هناك بعض الخيوط الاولية في اغتيال اللواء فرنسوا الحاج ولكن مَن يهتم في ظل ما يحصل لا نرى سوى حفلات زجل اعلامية بعيدا عن حوارات عميقة لمحاولة الاتفاق على ما هو ممكن في لبنان.

وعن دعوة الرئيس بري الى حوار حُسمت المناقشة فيه على موضوع الحكومة وقانون الانتخاب واذا كانت كافية لانتاج حل معين قال: اللقاء وحده لا يكفي للحل، انما يجب ان يكون هناك ارادة في استمرار محاولة تحسين الاوضاع، الا ان الدعوة تبرّد الاجواء اليوم، وتاليا لا بد للعقل اللبناني ان يكون خلاقا في مد الجسور وفي التفاهمات واللقاءات والحوارات، وعلينا ايجاد الطريقة الامثل للحوار وللوصول الى نتائج، معتبرا ان التقصير الحاصل في حال استمر لن نصل الى اي نتيجة.

اضاف: اخطر ما يحصل اليوم هو انتظار البعض الحرب من الخارج، ولكن الخيوط السرية لا تزال قائمة من خلال التفاوض حول الاسرى، وما بين سوريا واميركا عبر اقنية مختلفة، وكذلك ما بين ايران وأميركا، وتاليا لماذا سنكون نحن مالكو الصراعات اكثر من الملوك مع العلم اننا لا نملك حجما جيوبوليتيكيا كبيرا ولسنا فاعلين في صناعة قرار المنطقة.

واذ اشار الى وجود قوى كبيرة تتصارع في المنطقة وإن جزءا منها هو السعودي - السوري لفت الى انه على اللبنانيين ان يحاولوا تفادي الامواج انطلاقا من وجود شبكات الأمان. وقال: الرهان على حروب من الخارج هو غباء، وما علينا فعله هو طرح الامور بشكل جدي، لان وضعنا يحتاج الى الحوار والتفاهم، وكذلك الامر مع الفلسطينيين في ما يتعلق بخطر التوطين والسلاح الفلسطيني. ولفت افرام الى ان حكومة الوحدة الوطنية هي وحدها القادرة على محاورة السوريين، واشار الى ان الموضوع الديبلوماسي لا ينجح في ظل الاوضاع الراهنة ومع حكومة الرئيس السنيورة، وإن هذا الامر يتطلب مناخا جيدا كي يربح لبنان هذا الاعتراف الكامل والشامل من السوريين. واعتبر ان هناك ملفات عدة تستوجب الهدوء ولملمة الوضع والحوار وبناء المؤسسات بتفاهم كبير وانه من دون هذا الامر سنذهب ليس فقط الى فراغ رئاسي بل الى فراغ في المجلس النيابي.

ورأى ان المشكلة القائمة في البلد متأصلة، وهي اتت نتيجة اغتيال الرئيس الحريري واغتيالات اخرى اضافة الى تكوين السلطة والانتخابات على اساس قانون عاطل، ووجود حكومة استقالت منها طائفة كاملة، واعتصام في وسط البلد، معتبرا ان انتخاب الرئيس لن يسهم في حلحلة الامور من دون تفاهم وحوار على كل الهواجس. وخلص افرام الى القول: مهما كان حب الشرق والغرب وفيلتمان واحمدي نجاد والرئيسين السوري والسعودي، نحن نعرف اوضاع بلادنا اكثر ونعرف مشكلاتنا ونعلم تماما ان هذا البلد هو لنا، وصحيح ان المصائب على رؤوسنا وكذلك الدين العام والطرقات والمشكلات والعمل والبطالة، ولكن في حال لم نجد حلولا لأزمتنا لن يقبلنا احد، وتبقى الاولوية بالنسبة لنا هي معالجة الامور بأنفسنا على الرغم من اهمية المساهمات الآتية من الخارج لناحية الاستنهاض والتقارب.

 

اجتماع في الرابيـة جمع عون وفرنجية والمطران مطـــر

المركزية - استكمالا للخطوات الهادفة الى التأسيس لعلاقة مستقرة بين البطريركية المارونية والقوى المسيحية على الساحة الداخلية والتي بدأت بزيارة قام بها امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان الى مطران بيروت للموارنة بولس مطر والتي استتبعتها زيارة للمطران مطر الى الرابية واتصالات ولقاءات مع الوزير السابق سليمان فرنجية عقد في دارة رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون ظهر اليوم لقاء جمعه بالمطران مطر والوزير السابق فرنجية والنائب كنعان في حضور المسؤول عن العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل. وفيما غادر المطران مطر من دون الادلاء بأي تصريح استبقى عون فرنجية الى مائدة الغداء في حضور كنعان والمنسق العام للتيار بيار رفول والمهندس باسيل.

واوضحت مصادر المجتمعين لـ "المركزية" ان اللقاءات تعقد بإرادة ورغبة مشتركة من العماد عون والكنيسة في آن لتوسيع مروحة الاتصالات لتشمل الجميع بهدف ارساء علاقة مستقرة بين المرجعية المسيحية الروحية ومن يمثل المسيحيين سياسياً ومن ناحية اخرى البحث عن قواسم مشتركة في الملفات التي تهم المسيحيين وابرزها ازمة الرئاسة وقانون الانتخاب وعملية التعاطي مع الوضع في ظل التجاذب القائم الاقليمي والدولي على الساحة اللبنانية وكل ذلك بهدف التوصل الى مصالحة مسيحية - مسيحية تعود بالخير على المسيحيين وخصوصا في موضوع حقوقهم التي يجب ان تكون فوق التجاذبات.

ولفتت الى ان حضور الوزير السابق فرنجية جاء نتيجة اتصالات اجريت معه ولقاءات عقدت مع المطران مطر الذي يضع البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في اجواء ما يحصل تباعاً.

وشددت على ان اللقاءات قطعت شوطاً لا يستهان به بعد البحث المعمق واللقاءات المتتالية التي ستستكمل في الايام القليلة المقبلة.

كنعان: وفي هذا الاطار تحدث النائب كنعان لـ "المركزية" عن اجواء هذه اللقاءات فأكد ان النقاش يجري ضمن البيت المسيحي الواحد وفي اطار التواصل مع كنيستنا بهدف تحقيق مصالحة مسيحية - مسيحية والتوصل الى قواسم مشتركة في الملفات الاساسية التي تتعلق بحقوق المسيحيين. وقال: "نحن اليوم في صدد التأسيس لعلاقة تكاملية تشاورية تجعل من مسألة التعاطي بين المرجعيات السياسية والكنيسة امرا تحدده اطر واضحة ومتفاهم عليها وكان تأكيد من قبل الجميع على وجوب الفصل بين مسألة التباينات السياسية وبين التواصل الديني والروحي والاجتماعي والوطني من دون شروط".

باسيل: بدوره قال جبران باسيل لـ "المركزية" ان بكركي راغبة في ان لا تبقى المشكلة قائمة، فأوضحنا لها انه لا توجد مشكلة شخصية ابدا بل هناك اختلاف في الخيارات السياسية، وان اية علاقة سياسية سترتب مجددا يجب ان تكون على اسس سياسية صحيحة فالرغبة عند بكركي قائمة وعندنا ايضا ويبقى إمكان الاتفاق على الشأن السياسي. اضاف: "بالفعل هناك قراءة واحدة لما يحصل ولكن هناك ضرورة للاتفاق على كيفية مواجهة ما يحصل للخروج من الازمة". واكد باسيل ان الاتصالات ستستكمل.  وعما اذا كانت الاتصالات ستتوسع لتشمل افرقاء آخرين اجاب: "لا نزال الآن في هذا الاطار ويمكن ان تصل الامور لاحقا الى اي مكان، لا شيء يمنع على العكس ان احدى مآخذنا كانت ان البطريرك لم يستطع رعاية لقاء رباعي".

 

 كارلوس اده: قانون الدائرة الفردية هو الانسب للانتخابات وكنت افضّل ان يشارك لبنان بفاعلية في القمة العربيــة

المركزية - اعرب عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده عن "تفضيله لمشاركة لبنان في القمة العربية بشكل فعال للدفاع عن القضية اللبنانية وتحميل سوريا مسؤولية الازمة الراهنة وفشل المبادرة العربية". ورفض "المشاركة في اي طاولة حوار قد يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل معرفة غايتها وتفاصيلها، مشككا بمصداقيته". وأعرب عن تأييده "قانون الدائرة الفردية واجراء الانتخابات النيابية على مرحلتين يغربل في خلالها المرشحون ما يحد من تأثير الاموال وسلبية اللوائح الكبيرة". كلام اده جاء في حديث تلفزيوني حيث قال عن مقاطعة لبنان للقمة العربية: انا كنت فضلت ان يشارك لبنان في القمة مشاركة فعالة وأن يواجه سوريا ويحملها مسؤولية الازمة اللبنانية وفشل المبادرة العربية. ولكنني اعتبر ان الخيار الثاني الافضل هو المقاطعة بدل الحضور الرمزي.

اضاف: انا لم اكن مع تمثيل لبنان في القمة بالرئيس فؤاد السنيورة والمهم بالنسبة الي كان الدفاع عن القضية اللبنانية. ان قرار لبنان مقاطعة القمة كان له تأثير لكن التأثير الاكبر كان لقرار المملكة العربية السعودية بارسال سفير الى القمة.

واضاف: الموقف اللبناني معروف من ناحيتي الغالبية والمعارضة، فسوريا تختصر موقف المعارضة فيما موقف الغالبية يعبر عن وجهة النظر اللبنانية. وهناك كلمة حضرتها لجنة المتابعة في قوى 14 اذار لتلقيها في القمة العربية من لبنان. وعن طرح الرئيس نبيه بري بالعودة الى الحوار، قال: اعتقد ان الرئيس بري خسر مصداقيته في خلال هذا العام فهو اقفل المجلس وأعاق الحوار، ومبدأ التفاهم قبل الانتخابات ضد مفهوم الديموقراطية. وانا ضد مبادرة الرئيس بري بالعودة الى الحوار. ونحن ككتلة وطنية كنا ضد شكل الحوار الاول وكنا نفضله في مجلس النواب. فليعلن الرئيس بري ماهية مبادرته الجديدة. وقال: انتخاب الرئيس هو بداية الحل في لبنان، فالحكومة الموجودة تمثل الغالبية والاقلية يجب ان تلعب دور المعارضة النباءة في الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية الجديدة التي ستفرز واقعا جديدا كما في كل الانظمة الديموقراطية. وتساءل: "ما هو البديل عن ذلك؟ أهو الاستسلام للاقلية ام انتظار الانتخابات المقبلة؟ وقال: الاقلية ترفض مناقشة موضوع السلاح وسياسة الحرب وتحويل لبنان الى قاعدة عسكرية لايران وسوريا. وهم كل يوم يستخدمون سلاحهم.

وعن كلام السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، قال اده: نحن لا نكتفي بالكلام وسبق ان قال قبل حرب تموز انه لن تقع حرب وقام بعملية ووقعت الحرب.

اضاف: الحلف الرباعي كان خطأ كبيرا نحن لم نشارك به ودفع حلفاؤنا ثمنه، وقبل التحالف الرباعي كان الجيش وقوى الامن لا يزالون تحت الهيمنة السورية. واليوم اصبح هناك تغيرات في الجيش وفي الامن العام ولم يعد هناك ذلك الخوف من الهيمنة السورية. والمستفيد الكبير من التحالف الرباعي كان العماد ميشال عون لتركيز حملته الانتخابية آنذاك على هذا التحالف. واكد ان "خياره لم يتغير ولا يزال في النهج السيادي رغم بعض الاخطاء التكتيكية التي حصلت". وقال: انا التزمت مرشحي قوى 14 اذار للرئاسة وكان هناك اجماع عليهما بانهما الافضل في ذلك الوقت.

اضاف: انا لست مع مقاطعة احد ولا حتى الرئيس بري، ولكنني ضد طرحه اسلوبه للحوار وأرفض المشاركة به قبل معرفة تفاصيله والغاية منه.

قانون الانتخاب: وقال: انا ضد قانون العام 1960 لانه قانون مبني على النظام الاكثري في اللوائح، وانا مع قانون الدائرة الفردية الصغرى. ان قاون الستين يسمح بوجود دوائر صغيرة في بعض المناطق كجبيل والبترون ودوائر كبيرة في الشوف وكسروان. الدائرة الفردية تعني ان كل ناخب ينتخب مرشحا واحدا فاذا لا لزوم لوجود لوائح. وهذه العملية تسمح للاحزاب والتيارات ان تدعم افرادا معينين ثانيا تسمح بالتركيز على الشخص نفسه وثالثا تضع الحواجز امام عامل الاموال. ويمكن ان تجري الانتخابات على مرحلتين، في اول دورة يسمح لأي كان بالترشح ومَن يحصل على نسبة 50 في المئة من الاصوات ينتقل الى الدورة الثانية التي يكون فيها الانتخاب ضمن الاطار السياسي بسبب الاتفاق بين الاحزاب على المرشحين. ولفت الى ان "قوى 14 اذار تستلزم بعض الوقت للاقتناع بهذا الطرح". وقال: هذا الطرح يسهل المحاسبة لان المرشح عندها لا يكون من ضمن لائحة وعليه بالتالي تحمّل مسؤولية اعماله في خلال فترة عضويته النيابية ويحاسب على عمله بمعزل عن التحالفات من ضمن لائحة كبيرة. اضاف: يمكننا تقسيم الخريطة النيابية عندها على 108 نواب بدل 128. ويكون التمثيل المسيحي عندها افضل. لقد حملنا هذا الطرح الى بكركي التي تؤيد في قناعتها الداخلية الدائرة الفردية. ولفت الى ان "مشروع القانون الذي تقدمت به لجنة فؤاد بطرس يبقى افضل من قانون الستين بالتأكيد".

 

 جباة كهرباء قاديشا اعتصموا امام قصر العدل في طرابلس وطالبوا بالافادة من تقديمات الضمان ورفع أجورهــــم

المركزية - نفذ عدد نفذ العشرات من "جباة وقراء الاكراء" في شركة كهرباء قاديشا اعتصاما امام قصر العدل في طرابلس، تزامن مع قيام مجلس العمل التحكيمي بالنظر في الدعوى المقدمة منهم ضد شركة الكهرباء، بسبب عدم افادتهم من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي برغم انتسابهم اليه منذ اكثر من سنتين.

ومما جاء في بيان وزعه المعتصمون: "نحن جباة وقراء الاكراء الذين نعمل لدى شركة كهرباء قاديشا منذ العام 1994، ونحن المؤتمنون على المال العام، ونقوم بعملنا بكل اخلاص وتفاني، وبالرغم من ذلك لم تمنحنا شركة كهرباء قاديشا ابسط حقوق الاجور، الا وهي الضمان الاجتماعي- بدل النقل والتأمين ضد الحوادث.

لقد تم التوصل اخيرا الى تسجيلنا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي واعطائنا بطاقات ضمان صادرة عن الصندوق بصورة رسمية، ولدى الحاجة للبعض منا للافادة من تقديمات الصندوق الصحية, تبين لنا ان انتسابنا معلق، والسبب ان شركة كهرباء قاديشا امتنعت عن دفع الاشتراكات لرفضها دخولنا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. بعد توجهنا بمراجعات ومناشدات عدة للادارات المعنية والمراجع المختصة، لم نتوصل بشكل سلمي الى حل هذه المسألة مع تحفظ المسؤولين لأحقية مطالبنا، لذا اضطررنا الى التقدم بدعوى قضائية امام مجلس العمل التحكيمي. لا بد ان نسلط الضوء على الغلاء المعيشي الفاحش، الذي يجتاح البلاد، ورغم كل هذا الغلاء لم تتغير اجورنا منذ العام 1994، ومع كل هذا الظلم الواقع علينا، وبما اننا نؤمن بدولة المؤسسات ودولة القانون، ولا نريد ان نهاجر من وطننا اننا اليوم نحتكم الى مجلس العمل التحكيمي ليعيد لنا ما سلب منا ويرفع الظلم عنا بأسرع وقت ممكن, ونطالب كل مسؤول صاحب ضمير حر في هذا البلد، بدعم قضيتنا ونصرة 165 عائلة لبنانية تعيش تحت كارثة انسانية صحية وانقاذهم منها".

 

السيد حسن نصرالله يسترجع لغة المقاومة

جورج ناصيف/النهار

الاقتراح الذي اطلقه السيد حسن نصرالله في خطابه اول من امس، في ذكرى اربعين القائد في "حزب الله" عماد مغنية، جدير بالدراسة والتنفيذ.

قوام الاقتراح ان تتشكل لجنة مختلطة من الاحزاب مهمتها كتابة تاريخ المقاومة الوطنية العسكرية لاسرائيل، من غير إلغاء مساهمة احد، او القفز فوق مرحلة تاريخية معينة، او اختزال العمل المقاوم بفصيل واحد، احد. الاقتراح صائب، ويفيد كثيرا في تشكيل ذاكرة تاريخية واحدة من هذه الحقبة المفصلية، وفي تنشئة اجيال من الشباب اللبنانيين تكبر نضال القوى التي ناضلت، وتعتاد احترام الدم المسفوك، في مواجهة العدو، ايا تكن الهوية السياسية او الايديولوجية لصاحبه.

ولو دفعنا الفكرة ابعد من حدث المقاومة بذاته، لذهبنا الى القول انها تصح على مسألة تاريخ لبنان، من حيث الحاجة الى كتابة تاريخ موضوعي، علمي، غير ايديولوجي، يلحظ التوافق كما يلحظ الاختلاف في مسألة عدد من المفاصل في تاريخ لبنان.

ليس سرا ان ثمة مقاربات طائفية متعددة في شأن بعض الحقب من تاريخ لبنان. لكن ثمة مساحات مشتركة عديدة في هذه القراءات، تسمح بكتابة نص رئيسي موحد، يسجل المقاربات المختلفة لبعض المسائل تسجيلا وصفيا، هادئا، تاريخيا، مشدودا الى المستقبل.

الامر نفسه يصح في مضمار الاديان، ذلك ان الحاجة حقيقية الى كتاب اكاديمي، غير تبشيري، غير هادف الى التعبئة الطائفية، يعرض بشكل مكثف وحيادي ايجازا عن كل دين (مفاصل العقيدة، نشأته التاريخية، محطاته، اعياده ومناسباته، شخصياته البارزة، طقوسه...) مما يدخل في باب علم الاديان وسوسيولوجيا الدين، يخاطب المؤمنين وغير المؤمنين على السواء، مخاطبة تشرح وتفسر وتقارن (دون مفاضلة) بلا اي جنوح الى الاقناع او التبشير او الحكم القيمي. تلك محاولة باشرها د. اديب وليم صعب في خماسيته عن الاديان (دار النهار للنشر) وقام بمثلها عن الاسلام الاب يواكيم مبارك في كتاب شديد النزاهة العلمية والخلقية وشديد الثراء من الناحية المعرفية.

اقتراح السيد بشأن تاريخ المقاومة، يقودنا الى النظر في مجمل خطابه.

يطغى على الخطاب، بوجه عام، هاجس تأصيل وتعميم ثقافة مواجهة اسرائيل، واعادة احيائها لدى الجميع، احزابا وجمهورا. ثقافة اليقين ان هزيمة اسرائيل شأن ممكن على المستوى التاريخي، ولو طال الزمن، ونهضت به اجيال لاحقة، وفي عموم العالم العربي والاسلامي. ثقافة العداء الايديولوجي للكيان الصهيوني، باعتباره خطرا يتقدم جميع الاخطار، ثقافة تأبى التطبيع الفكري والوجداني، ولو لم تضع تحرير بعض فلسطين او كلها على جدول اعمال اليوم.

على هذا المستوى بالذات، نعود لنرى انفسنا ابناء هذه الثقافة ذات البعد المسيحي الاساسي، ونرى الى "حزب الله" باعتباره مخزونا جهاديا ثمينا في مواجهة العدو.

على هذا المستوى نفسه، نتصالح في ذواتنا مع "حزب الله" كحزب مقاوم رغم جميع الفوارق الايديولوجية او الثقافية او السياسية، نؤثره على اي فصيل سياسي يحكي لغة التطبيع والموادعة مع اسرائيل، او لغة الخنوع حيال واشنطن ومشروعها الامبراطوري، اما بداعي "العقلانية" البائسة، او بداعي مشروع "الحداثة" و"العصرنة" وسائر الاكاذيب.

ينبغي عدم المساومة على هذا اليقين: كل مقاوم لاسرائيل، بالسلاح او بالفكر، هو اقرب الى القلب والوجدان (والمصلحة) ولو تباينت الرؤى السياسية، من اي مداهن لواشنطن او ناشر لثقافة المصالحة مع الكيان الاسرائيلي.

العداء لاسرائيل هو عندنا الفيصل والمحك والمعيار.

العداء لها، ايا يكن موقف الانظمة، العداء لها، ايا تكن القدرة الراهنة على المقاومة.

العداء لها، هو ذروة العقلانية والحكمة والمعرفة والبصيرة التاريخية.

لقد نجح السيد حسن نصرالله، في هذا الخطاب، في ان يعود مقاوما، في عيوننا، لا سياسيا من السياسيين. عله يبقى. عله يخرج من زواريب السياسة المحلية الملوثة. عله يتذكر ان مقاومة اسرائيل، لا نصب الخيم في بيروت او مداهنة النظام السوري، هي ما صنعت قامته العالية في عموم العالم العربي.

 

احفظوا ارتقاء الشعر وحرمة المشاعر

سمير عطاالله     

سألني زميل محترم ان كنت ارغب في توقيع العريضة التي رفعها عدد من الشعراء والصحافيين، والمذيلين تواقيعهم من غير ان تكون لهم علاقة ثابتة بالشعر او الفكر او القانون، تضامنا مع الشاعر والناقد بول شاوول. ويوم سئلت كنت مأخوذا بقراءة ترجمة بول شاوول لبابلو نيرودا، امير الشعر الاسباني. ونيرودا مثل رامبو، لا يترجم. وكما يستحق رامبو ان تتعلم الفرنسية لكي تقرأه، يستحق نيرودا ان تهاجر الى تشيلي لكي تقرأه تحت رذاذ المحيط وملوحة القارة الشاعرة. ومع ذلك قرأت نيرودا منقولا بكل عناية وتوله. حمل شاوول الاناء الجميل ولم يكسره. التقط الفراشة الملونة، ولم يمح غبار جناحيها.

رأى الزميل المقترح فيَّ توقيعا سهلا وموافقة طوعية. فالحرب هنا بين شاعر منعزل، عاطفي، سريع العطب، وعسكري حاد، متعال، يجعل مواقفه السياسية، مهما تبدلت او تفاوتت، المنطق الوطني المطلق والاخير. اعتذرت، لاسباب كثيرة، معظمها لا يتغير ولا يتبدل. فانا، منذ سنوات اليفاع والجهل، كما ذكرت مرارا، لم أنضم الى حزب او جمعية او ناد، بما فيها جمعية الحبل بلا دنس في بتدين اللقش والنادي الثقافي في الضيعة. والسبب ان ما من مجموعة في الارض تملك التفرد واستبعاد الآخر. وقررت في نفسي ان الجماعة الوحيدة التي يمكن ان أُلزم بها نفسي هي الصليب الاحمر او الهلال الاحمر، اذا رأى القيمون عليهما فائدة في ذلك.

ما عدا هذا، لم اوقع برقية تضامن ولا بيان احتجاج. ثم انني لست في صدد حملة شخصية او عامة، ولست جزءا من اي عمل سياسي ضد الجنرال ميشال عون. فعندما حكى الجنرال بميشال شيحا سارعت انسى كل ما كتبت سابقا وارحب به، كقائد سياسي، في فناء وآفاق وسماح وترفع وترفق ميشال شيحا.

فلا عناد في الكتابة عن الناس او لهم. وقد اوضحت غير مرة، ان مواقف العماد هي حقه وتاريخه وسيرته ومسؤوليته. هو الذي يتخذها، وهو الذي يقيّمها، وهو الذي يحصد في النهاية زرعها وسقيها.

قلت، ايضا غير مرة، ان ما بيننا وبين العماد عون، كمواطنين من خارج العمل السياسي، هو اسلوبه في المخاطبة. ثمة تعابير لا تليق به ولا تليق بمعظم مناصريه، ولا تليق خصوصا بالطائفة التي حفظت اللغة العربية من التتريك واعطت العروبة بعض اجمل تراثها وقواميسها ومناراتها المعاصرة. شعرا ونثرا وبين بين.

ثم ان كون المدّعي سياسياً والمدعى عليه صحافيا لا يجعل الاول ظالما والثاني مظلوما بالضرورة. واهمية القانون انه تحكيم بين اتهام ودفاع. واذ كنا نخشى اننا فقدنا الجنرال الى بعض من حوله من ذوي الكره والتعالي الفارغ والغرور السمج، رأينا في لجوء الجنرال الى القضاء والقانون عملا راقيا واخلاقيا. بل رأينا في ذلك عودة الى آداب الجمهورية واسسها وتقاليدها. ولو ان في الامر مقاضاة لزميل عزيز وشاعر شبه متصوف.

ينظر اهل الصحافة الى انفسهم على انهم معصومون ومتميزون، بعكس جميع الآخرين. لذلك تقول الاحصاءات، مثلا، ان ضحايا حرب العراق نحو 250 صحافيا وتعتبر ذلك رقما مثيرا للسخط والاحتجاج. لكن حرب العراق اودت ايضا بنحو مليون بشري قطّعت اوصالهم "النار الصديقة" والمتفجرات الشقيقة على شاشات التلفزيون وامام اعين عالم خذول غفول وغبي، فلماذا الجنازة منفردة للصحافيين والطبول أعلى، فهل الصحافيون اغلى اجسادا وارواحا من مواضيعهم؟

المهن ليست تضامنا اعمى. انها، قبل اي شيء، مجموعة قيم والتزامات ينظمها القانون العام، وخصوصا في الدول المتمدنة، او التي بقي فيها شيء من ظلال النظم المدنية. ومن حيث المبدأ لم ارَ خيرا في لجوء الجنرال عون الى القضاء، ولا ظلما مسبقا للصحافة بان يَمْثُل احد رموزها الثقافيين امام القضاء. ثم انني لم اكن قد قرأت مقال الاستاذ شاوول ولا اعرف ما جاء فيه ولا بأي اسلوب كتب. وعندما قرأت الاسماء الواردة في لائحة التضامن وجدت اكثرها من اهل الذوق والخلق والثقافة، لكنني وجدت ايضا اسماء طارئة تكفي وحدها كدليل ثبوتي ضد المدعى عليه. وليس ذلك مهما في اي حال. هي اسماء تطفو برغوتها في لوائح المناسبات لان لا مكان لها في مكان آخر. لا ترفع في دعوى بول شاوول ولا تنقص منها.

ما دمت لم أقرأ مقال الاستاذ شاوول فلا قضية عندي، ضد او مع. وايضا لا شأن لي. ولكنني وقعت يوم الاحد على بعض ما ورد في المقال في الزاوية الاسبوعية للدكتورة دلال البزري في "الحياة". ومن متابعتي لهذه الزاوية الحرة والانسانية توقعت ان تؤيد دلال البزري الشاعر على الجنرال. لكنها بدل ذلك اوردت بعض التعابير التي استخدمها الشاعر في الحديث عن الجنرال وفي مخاطبته. منها الآتي: "الجنرال عو"، "ميشا عون"، "جنرال العمالة الاولى في لبنان"، "المقصّر وفصو حامي"، "عماد الخراب"، "هذا المجنون"، "عميل العملاء"، "ها هو يجدد جنونه وبذاءته وقذاراته"، "هذا المخبول"، "هذا الجعاري"، "مرشح الفراغ والافراغ والاستفراغ والتفريغ".

غريب. هل هذا حقا بول شاوول؟ واذا كان يحق للشاعر في العبث باللغة ما لا يحق لسواه، فهل يحق له العبث بالحدود الدنيا من ادب المخاطبة؟ هل هي قصيدة رمزية في شخص مجهول، ام هو مقال سياسي عن رئيس كتلة برلمانية وقائد جيش سابق؟ وهل يصح اي تعبير من كل هذه التعابير، في مخاطبة اي كان من الناس، ايا تكن مرتبته الاجتماعية او حيزه الانساني؟

الحقيقة ان اللغة التي ساقها الاستاذ شاوول يجب ان تحال على مجلس مهني لا على القضاء العادي. لا نقابة الصحافة يمكن ان تقبل بصدور مثل هذا الكلام مطبوعا في صحيفة، ولا نقابة المحررين يمكن ان تقبل بلجوء صحافي الى هذه الكميات الفجة من الرشق الانفلاتي من سوء التعابير والالفاظ الحادة.

هذا خطأ ادبي واضح وقع فيه الكاتب والناشر معا. ومثل هذا الخطأ يُعتذر عنه، ببساطة، خارج قصر العدل. ولا يحتاج الى من يهبّون دفاعا "عن حرية الرأي والابداع". فلا رأي هنا ولا ابداع، بل اساءة معلنة الى معنى الحرية المدنية والمسؤولية القانونية. وكان حريا باللجنة المتضامنة مع الزميل شاوول ان تعرض المسألة اولا على اي قانوني تختاره، او على مجموعة من القانونيين، فاذا كان القانون في اي بلد من بلدان التمدن يسمح بنشر مثل هذه التعابير، عندها يمكن تشكيل لجنة تدافع عن مظالم الشاعر والمثقفين وبعض من ألحقوا تواقيعهم في ذيل العريضة على انهم ذوو اقلام واهل حريات.

لا يجوز لاهل القلم الانضمام الى هذا المهرجان الفاقع الذي يقيمه السياسيون منذ فترة. المواقف شيء، والتعبير عنها مسألة اخرى. التعبير عن المواقف مدرسة ادبية لا يُخرج عليها، وخصوصا في ساعات الغضب واليأس. "وكل ما فعله بول شاوول والمستقبل" من خلال هذا الاسلوب المستنكر في مخاطبة الناس، زعماء او عاديين، هو ان الشاعر حوَّل الجنرال ضحية. ونقل القانون من جانبه الى جانب التعالي. وبرر لبعض زمرة الغرور التي تحيط بالعماد عون التمادي في سياسة العداء والاستعلاء. وفي النهاية القانون ليس قانون عسكر وشعراء، بل هو قانون قدح وذم وتشهير. ولا يعترف القانون بـ"الابداع" لكنه يضمن ويقدس "حرية الرأي". لا الرأي ولا الحرية يعترفان بهذا النوع من التعابير. وعذرا.

 

 مبادرة بري: ما دوافع عرضها وما هي فرص نجاحها ؟

ابراهيم بيرم     

يقول المحيطون برئيس مجلس النواب نبيه بري ان الرجل لم يأت جديدا او مفاجئا عندما قدم في المقابلة التلفزيونية الاخيرة "مبادرة" العودة الى طاولة الحوار الوطني او ما يدانيه ويكون على غراره، اذا ما اخفقت القمة العربية المزمع عقدها في دمشق في توليد دوافع جديدة تبعث الروح في الشرايين اليابسة للمبادرة العربية. فهو، وفق هؤلاء، حذر من زمن مما سماه "الهاوية" التي يمكن ان ينزلق اليها الوضع اللبناني المأزوم، اذا لم تحمل قمة دمشق اي تطورات ايجابية تنعكس على المأزق اللبناني، وتعين على التوصل الى حل ما. ولان بري هو صاحب فكرة عدم ترك المجال لبلوغ مرحلة الفراغ السياسي وغياب المبادرات او محاولات انتاج الحلول، كان لا بد من ان يتخذ كل الاحتياطات اللازمة لملء الفراغ في حال انتهت القمة العربية الى مناخ يدفع بالمبادرة العربية نحو الافق المسدود.

لا ينكر هؤلاء القريبون من بري انه تلقى نصيحة من احد الافرقاء الرئيسيين في المعارضة، تدعوه الى انتظار مرحلة ما بعد القمة، ليقدم عرضه الجديد، لكنه رد مصرا على ان يكون العرض قبل القمة وليس بعدها لئلا يبدو محرجا او في صورة "اللاهث" وراء الحدث ليكون صداه ورد الفعل.

واكثر من ذلك، لا ينكر بري انه متهيب من الانقسام العربي الحالي ويوشك ان يكون على اقتناع مسبق بان هذا الانقسام سيكون له فعله ونتائجه في لبنان وانعكاسه على المبادرة العربية لحل الازمة، لذا كان اصراره على اجراء المقابلة التلفزيونية واطلاق مبادرته قبل 6 ايام من موعد القمة وقبل ان تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود فيها. هذا في الشكل، اما في المضمون، فالواضح ان بري المعني المباشر بانتخاب الرئيس والدعوة الى عقد جلسة الانتخاب او اعلان ارجائها انما يسعى دوما الى ربط مبادرات الحل والتحركات الآيلة الى توليد افكار هذه المبادرات بما تمثل.

وفي سياق متصل يبدو جليا ان بري الذي كان دوما يسعى الى مناخات معقولة وخلفيات مقبولة لتأجيل جلسات الانتخاب، اما عبر التواصل مع رموز الموالاة، واما عبر الاتصال بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، مهد عبر اطلاق المبادرة لاظهار اسانيد ارجاء الجلسة السادسة عشرة مع امر لافت هو ان الارجاء اخذ للمرة الاولى هذا الفاصل الزمني الواسع. وبالطبع ثمة نظرية يريد بري ان يثبتها سلفا، وفحواها ان القمة العربية لن تكون نهاية البحث عن حلول سياسية للازمة اللبنانية، وان ابواب البحث عن هذه الحلول لم توصد.

رغبة وضمرة؟

وثمة من يمضي في قراءته وتحليله لأبعاد خطوة بري الأخيرة، الى ابعد و"اخبث" من ذلك عندما يتحدث عن ان بري احتفظ في جعبته لحظة اطلاقه المبادرة، بمقصد بعيد وهدفا مضمر هو ادخال الارباك الى صفوف فريق الموالاة، مفترضا ان آراءهم ستتباين حيال هذا العنصر المباغت والمستجد الذي طرحه وهو الدعوة المتحددة الى طاولة الحوار الوطني في مجلس النواب. ولقد تناهت الى اسماعه معلومات تشير الى تحقق هذا الامر، فثمة في الموالاة من سارع الى ربط الاستجابة بانتخاب مسبق لرئيس الجمهورية، وثمة من رفض اصل الفكرة، بينما برز من يدعو الى عدم تجاهل الدعوة والتوقف عندها وقراءتها في شكل جدي قبل اتخاذ موقف حازم وجازم منها. ولا ينكر القريبون من بري احتمال ان تكون في وجدانه رغبة في تحقيق هدف آخر هو استمرار امساكه بمدخل الطرح السياسي الداخلي، مشيرين الى ان هذا الامر مشروع في اي لعبة سياسية ذات قواعد نبيلة.

ومع كل ذلك يلفت ان بري ينطلق في مبادرته الجديدة من ثابتتين ويفترض ان هناك توافقا وطنيا عليهما، هما انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وحكومة ثلاثينية موزعة بالتساوي عن ثلاث عشرات بين ثلاثة افرقاء، ويفترض في المقابل ان المشكلة وبيت القصيد يكمنان في المبدأ الثالث وهو قانون الانتخاب الذي على اساسه ستخاض الانتخابات النيابية صيف السنة المقبلة.

وفي كل الاحوال ليس لدى المراقبين ما يؤكد دقة فرضية التوافق هذه على بندين واقتصار الخلاف بين المعارضة والموالاة على بند ثالث، اذ ليس ثابتا ان الموالاة باطيافها قد قنعت بالثلاث عشرات في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة، الا اذا كانت لدى الرئيس بري ضمانات ومعلومات اخرى تدحض ما هو معلن ومعلوم على صعيد رفض قوى الاكثرية هذه القسمة الوزارية التي كان بري محور تسويقها، منذ ان خرجت "المبادرة العربية" من رحم الاجتماع الوزاري العربي قبل نحو ثلاث اشهر. وبصرف النظر عن صحة ما يقال بان بري بطرحه الجديد هذا، قد انتج ردا وقائيا على الحملة التي شرعت قوى الموالاة في شنها عليه في المدة الاخيرة تحت شعار رفضها اختزال مجلس النواب بشخصه، وبقطع النظر عن دقة ما تقوله مصادر بري من ان هجوم الموالاة المفاجئ عليه انما اتى بعدما استشعر هذا الفريق ان بري يمتلك عرضا او طرحا جديدا لا بد من ان يحرجها او على الاقل يشغلها، فالاكيد ان حركة بري الجديدة فرضت نفسها بقوة على حلفائها في المعارضة وعلى خصومه في الموالاة. فمما لا ريب فيه ان الاولين سيكونون مضطرين الى مجاراته في طرحه، وسيعتبرون مبادرته مهما يكن رأيهم في جوهرها ومقاصدها العميقة، مبادرتهم تماما كما حصل عندما روج بري لفكرة الثلاث عشرات، والتي اضطر افرقاء في المعارضة الى تبنيها رغم انها كانت تتحفظ عنها وتمتلك الكثير من الملاحظات على مضامينها ومندرجاتها. وكان لافتا في هذا السياق الكلام الذي اطلقه اول من امس الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وتحدث فيه عن مبادرة بري ومبادرة اخرى لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون وثالثة لرئيس "اللقاء الوطني" الرئيس عمر كرامي.

اما بالنسبة الى فريق الموالاة فالواضح ان بروز عرض بري سيدفعه على الاقل الى الحؤول دون المضي قدما في المعركة التي كان يعتزم اطلاقها ضد بري لاقفاله ابواب مجلس النواب، اضافة الى انه لا يمكنه تجاهل هذه المبادرة مهما يكن رأيه في ابعادها.

قبل القمة العربية

وسواء كانت مبادرة بري الجديدة مبادرة كما يسميها بعضهم أم فكرة كما يحلو لبعضهم الآخر ان يصفها، او هي بالون سياسي يطلقه صاحبه في الوقت المستقطع وفي منزلة بين المنزلتين، فلا ريب ان ثمة تساؤلا مطروحا بالحاح وهو هل سيبقى الوضع السياسي في لبنان بعد القمة عبارة عن سجال، وبين افكار ومبادرات يتقاذفها طرفا النزاع على نية بروز تطور دراماتيكي يحقق غلبة فريق على آخر؟ واستطرادا هل سيبقى الطرفان مأسورين للمبادرة العربية فلا يملك احدهما القدرة على الاعتراض عليها ورذلها اذا ما شاء، ولا يملك في المقابل الفرصة لتنفيذها والسير في بنودها حتى لو اراد؟

حتى الآن ليس في حوزة اي مراقب معطيات توحي خلاف ذلك او تشجع على القول بان ما بعد القمة الموعودة هو غير ما قبلها في لبنان مما يوحي ان المراوحة في لجنة الازمة ستكون سمة المرحلة المقبلة ولازمتها. وحيال ذلك، المعطى الجانح نحو التشاؤم يبقى السؤال هل تكون مبادرة بري الجديدة مدخلا الى تفاعل سياسي يخرج الوضع من المألوف؟ ام انها ستضيع في حمأة الصراع البالغ درجات غير مسبوقة كما ضاع سواها من التسويات والحلول؟

بالطبع من المبكر جدا تقديم اجابات واضحة وحازمة من الآن، لكن الاكيد ان طرفي النزاع محاصران يوما بعد يوم من جمهوريهما بمطلب تقديم جردة حساب بالخسائر والارباح. ومما لا شك فيه ان اكثر المطالبين بالحساب وتقديم الاجابات هو الفريق الحاكم الذي عجز منذ ثلاثة اعوام عن الحكم، وعن الحؤول دون جنوح البلاد الى عمق المأزق... وتعبير "صامدون" لم يعد كافيا لتشخيص واقع الحال.

 

نسبَ الى وثيقة 14 آذار ما ليس فيها و"سرح" في سياق تخوينيّ وسحَب مسؤوليته عن جوّ "القلق والخوف"

نصرالله يتهرّب من حقيقة الخلاف حول الدولة

المستقبل - الاربعاء 26 آذار 2008 -

نصير الأسعد

لغة التخوين والاتهام بالعمالة تارةً و"الارتداد" تارةً أخرى، صارت مألوفةً في الخطاب السياسي ـ الثقافي لـ"حزب الله". ومع ذلك، ثمة ما يستوقف في الخطاب الأخير للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أول من أمس. ولعلّ أول ما يلفت في خطاب يُلقى في ذكرى أربعين القائد العسكري والأمني لـ"حزب الله" الحاج عماد مغنية، هو غياب أي "متابعة" في ما يتّصل بالتحقيق في اغتيال مغنية حيث كان منتظراً أن يُفاد عمّا توصّل إليه التحقيق السوري الموعود. لكأن تنويه السيد بصبر عائلة الحاج هو الإشارة الوحيدة الى الوقت الطويل الذي سيكون عليها الاستغراق فيه أو لكأنّ التنويه يُغني عن المعرفة بالأمور.

وثيقة 14 آذار: "ثقافتان" حيال الداخل

على أن ذلك، على أهمية ملاحظته وتدوينه، قد يُعتبر شأناً حزبياً داخلياً لا علاقة لـ"آخرين" به. وعلى هذا الأساس يمكن الانتقال مباشرةً الى عناوين أخرى لافتة في خطاب نصرالله. كان واضحاً جداً أن السيد منزعجٌ جداً من الوثيقة الصادرة عن المؤتمر الأول لـ14 آذار. وأن يكون السيد منزعجاً فذلك من حقّه تماماً. غير أنه لتفسير انزعاجه نسبَ الى الوثيقة ما لم تقلهُ على الإطلاق. ففي معرض حديثها عن "ثقافتين" في البلد، لم تتحدّث الوثيقة عن "ثقافة حياة" من جهة و"ثقافة موت" من جهة ثانية. تحدّثت الوثيقة تحديداً عن "ثقافة سلام ووصل" في مقابل "ثقافة عنف وفصل". وبـ"المناسبة"، فإن هذه الوثيقة عندما استخدمت مصطلحات "السلام" و"الوصل" و"العنف" و"الفصل"، إنما حصرت الموضوع بـ"الداخل" اللبناني وتناولت العلاقة بين اللبناني واللبناني الآخر والأسس التي يقتضي أن تقوم عليها، وعرضت لما تعتبره "نظام قيم" ينبغي الاتفاق عليه في ضوء كل التجارب التي مرّ بها لبنان الحديث. وفي النقاط الست التي جرى تفصيلها تحت عنوان "الثقافتين"، كان البُعد اللبناني ـ اللبناني واضحاً جداً. بكلام آخر لا أصل لما اتّهم به نصرالله وثيقة 14 آذار، لأن البحث محصور في "ثقافتين" حيال "الداخل" وليس حول "ثقافتين" حيال "العدوّ الإسرائيلي"، الذي هو عدوّ بإجماع اللبنانيين.

"المقاومة" و"الدولة"

وفي مجال "الوثيقة" أيضاً، فهي لم تُدِن "المقاومة" ولم تتنصّل منها. فقد وردَ في الوثيقة ما حرفيّته للفائدة "إعادة الاعتبار لفكرة المقاومة التي هي حقّ للشعب اللبناني يمارسه في الدفاع عن وجوده وأرضه وحريّته كرافد لتعزيز قوة الدولة". وأضافت أن "المقاومة تقوم أساساً على مكامن القوة التي يملكها الشعب لا على مكامن الضعف، وهي أقوى في مواجهتها الخطر الخارجي إذا كان المجتمع موحّداً والدولة فاعلة والجيش قوياً والاقتصاد ناشطاً". وقالت "ليست مقاومة تلك التي تقوم على قاعدة فرز الشعب بين أكثرية خائنة وأقلية وطنية وليست مقاومة تلك التي تؤدي الى ربط مصير الناس بالإعانات والإعاشات، وليست مقاومة تلك التي تقوم على إلغاء القرار الوطني لصالح الخارج وخدمةً لمصالحه". وختمت بالتشديد على أن "الهدف النهائي للمقاومة هو بناء الدولة الحرة السيدة وهذا هو الإنجاز الذي يحدّد نجاحها أو فشلها".

حقيقة الخلاف مع السيد: الدولة وقرارها

فيا سماحة السيد، تختلف 14 آذار معك حول "ثقافة الكيان" وليس حول "العدوّ الإسرائيلي". وتختلف معك حول "الدولة" وليس حول "المقاومة"، أي حول ارتباط "المقاومة" بهدف بناء الدولة.

وعلى ما يبدو، فإن نصرالله عكس انزعاجاً من وثيقة 14 آذار بسبب هاتَين الفكرتَين وليس بسبب ما نسبَه هو الى الوثيقة.

على أي حال، إنطلق نصرالله في خطابه مما نسبَه الى الوثيقة ـ التي لم يشِر إليها مباشرةً ـ لـ"يشرح" الخطر الإسرائيلي وسياسة "الوعي" الإسرائيلية وكيفية مواجهتها، ثم لـ"يسرح" في نقاش حول إمكان زوال إسرائيل وصولاً الى تأكيد أن الجيل الشبابي الراهن سيشهدُ زوال الكيان الصهيوني.

الاستراتيجية العربية والخيار اللبناني

يا سماحة السيد: هل أنت مقتنع بالفعل بأن الخلاف بينك وبين الآخرين هو حول زوال إسرائيل وإمكانه أو حول "العمل على إسقاط النظام الصهيوني" وعدمه؟ أم أن الخلاف هو حول كيف و"مَن" يواصل الصراع مع إسرائيل حتى زوالها؟

قلت يا سماحة السيد إن هذه المهمة ليست مسؤولية لبنانية فقط.. أي أنها مسؤولية عربية أيضاً بل ربما قبلاً. غير أن ما ينبغي "توضيحه" في مقابل المعادلة التي طرحها الأمين العام لـ"حزب الله" هو انّ الإستراتيجية العربية الرسمية هي "إستراتيحية السلام العادل والشامل" وتغيير هذه الإستراتيجية يعني العمل على تغيير الأنظمة. فهل انّ هذا ما يطرحه السيد كمهمّة مباشرة وما دخل اللبنانيين بهذا الشأن وقد سبق لنصرالله أن هاجم 14 آذار تحت عنوان انّها تريد إقحام لبنان واللبنانيين في معركة لإسقاط النظام السوري وتغييره؟.

إذاً "الشرط" العربي غير متوافر "الآن". ولذلك فانّ إستراتيجية الدولة اللبنانية المحدّدة في اتفاق الطائف هي إتفاقية الهدنة بعد أن تحرّرت الأرض، وقد أعاد القرار 1701 الإعتبار لإتفاقية الهدنة.

إنّ جوهر الخلاف مع نصرالله و"حزب الله" هو هنا بالضبط: دور المقاومة في بناء الدولة، والقرار للدولة. وأول من أمس تصرّف السيد وكأنه صاحب القرار عن لبنان وعن اللبنانيين لكأن البلد بلا دولة أو يجب أن يبقى بلا دولة.

مسؤولية "حزب الله" عن "جوّ الحرب"

ويبقى لافتٌ آخر في خطاب السيد حسن.

وهنا أيضاً، كان واضحاً انّ نصرالله منزعجٌ من حال القلق والخوف التي تسود مناطق لبنانية بعينها، أي مناطق ذات غلبة شيعية. تحدّث عن كلّ الأسباب الفعلية والمحتملة لحال القلق والخوف إلا عن مسؤوليته عنها.

فيما سماحة السيد، إنك المساهم الرئيسي في إيجاد هذا "الجوّ"، جوّ الخوف من حرب محتملة. ففي يوم تشييع الحاج عماد مغنية "فهم" الناس انّك أعلنت "الحرب المفتوحة" على إسرائيل. وفي أسبوع مغنية حاولت الإستدراك فكرياً بتأكيد انّ قرار الحرب قرارٌ إسرائيلي، لكنك رجّحت حصول الحرب على خلفية تقرير فينوغراد من ناحية وعازياً ما سمّيته "إستقواء" 14 آذار إلى وعد أميركي ـ إسرائيلي بحرب آتية من ناحية أخرى. وأول من أمس في ذكرى أربعين الحاج أعلنت انّ الحزب لن يفتح الجبهة وانّ إسرائيل في المقابل غير قادرة على اتخاذ قرار الحرب، لكنّك أنهيت خطابك بإعلان انّ الحزب سيختار الزمان والمكان المناسبين لمعاقبة قتلة مغنية.

فلماذا إذاً إنكار أثر هذا الخطاب السياسي على معنويات الناس؟ ولماذا عدم الاعتراف بانّ الناس ليسوا بنياناً مرصوصاً خلف حرب أخرى ضدّ إسرائيل؟. فهذا الخطاب السياسي حتّى في نُسخته الأخيرة أول من أمس لا يطمئن الجنوبيين. وقبل يوم واحد من خطاب نصرالله، سعى الرئيس نبيه بري بدوره الى طمأنة اللبنانيين والجنوبيين مستبعداً الحرب.. لكنّه في لحظة أخبر المشاهدين انّ إسرائيل ستقوم في 6 نيسان المقبل بأضخم مناورات عسكرية منذ تأسيسها.. وعلى الحدود مع لبنان. والحال انّ خبر المناورات الإسرائيلية لا يُطمئن أبداً.

"نصيحة" برّي: "تلطيش" السيد

حقيقة الأمر انّه "لا يُملّ" من تفنيد خطب السيد، وهذا تأكيد على إحترام ما يقول. "لا يُمل" حتّى في ملاحظة "تلطيشات".

فأيضاً بعد يومٍ من مقابلة بري التلفزيونية و"نصيحته" الى رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري بمتابعة سياسة والده الرئيس الشهيد وعدم حصر نفسه في زعامة مذهبية (!)، "لطّش" نصرالله بعنوان انّ "الحالة" التي تريد إخراج السنّة من تاريخهم العربي، هي حالة موقتة (!). فيقيناً انّ نصرالله يعرف انّ سعد الحريري و"تيار المستقبل" ضمانتا لبنانيّة السنّة وعروبتهم. ومستهجنٌ هذا "التلطيش" من جانب من يؤكد انّ التوترات المذهبية لن تبلغ حدّاً إنفجارياً. يا سماحة السيد: إنّ أفضل السُبل هو تحديد الخلاف لا القفز فوقه أو تحويره. لعلّك "تمون".. لكن ليس الى حدّ "تكفير" من يختلف معك. ويوم سيعود الجميع إلى "حقيقتهم" وإلى لبنانهم، يجب أن يكون قد بقي مطرحٌ لـ"الصلح"!

 

دون كيشوت

المستقبل - الاربعاء 26 آذار 2008 -

مصطفى علوش(*)

مستفعلن فاعلن فعولن مستفعلن فاعلن فعول بيت كمعناك ليس فيه معنى سوى انه فضول (ابن الرومي)

في استطلاع للرأي شمل أبرز كتاب العالم سنة 2002 نالت رائعة "ميجيل سرفانتيس" "دون كيشوت" لقب أفضل عمل أدبي في التاريخ في قائمة ضمت مئة عمل أدبي. عندما أصدر سرفانتيس روايته عام 1605 كان في الثامنة والخمسين من عمره ولم يكن معروفاً في الأوساط الأدبية فهو كان جندياً متقاعداً يعيش على الهامش حتى لاقت روايته شهرة كبرى جعلته في مصاف كبار الكتّاب في التاريخ.

وتتحدث القصّة عن رجل في عقده السادس أمضى حياته على قراءة كتب الفروسية حتى أصابه هوس دفعه إلى الخروج على حصان هزيل بالكاد كان قادراً على حمله، ليخوض سلسلة من المعارك مع طواحين الهواء ومع قطعان الخراف لاعتقاده انه أحد الفرسان النبلاء الجوالين الباحثين عن قضية محقة.

تعدّدت التحليلات الأدبية لهذا العمل الخالد، ولكنني أرى فيها إنعكاساً لصورة الكاتب نفسه الذي صور البطل دون كيشوت في مثل عمره أي في سن اليأس يبحث عن دور يساعده على العودة إلى الوجود بعد أن قضى عمره على هامش الحياة.

وقد تكون مسألة التهميش من أصعب المعضلات قسوة على الفرد وهي تتلخص بعدم قدرة هذا الفرد على التأثير بأي شكل علي محيطه. وقد تكون هذه الحالة أحد أهم أسباب الجنوح لدى الانسان والتي قد تدفعه إلى القيام بأعمال خارجة عن المألوف قد تأخذ طابعاً عنيفاً وذلك لمجرد التعبير عن الوجود.

لا شك أن دولته أصبح يعاني بشكل مرضي من واقع التهميش الذي وصل إليه بعد سلسلة من الخيارات السياسية الكارثية الناتجة عن تركيبته الشخصية بشكل أساسي. والمصيبة هي انه بعد كل رهان خاسر يقع فيه، يكابر ويتمادى في الخطأ إلى حدّ الاستماتة. والغريب هو أنه بعد أن ينسى أو يتغاضى الجميع عن أخطائه السابقة، يعود ويخترع سبباً جديداً له ليعود ويحتل صدارة الأخبار من خلال رهان خاطئ جديد.

لقد بالغ دولته في إهدار فرصه السياسية على مدى عقدين من الزمن وأصبح مجالاً للتندر عن العقم السياسي من خلال تعليقاته المضحكة على الأوضاع السياسية والإدارية واقتراحاته الخنفشارية. ولا أزال أذكر تصريحه يوم كان وزيراً للتربية أثناء حرب عاصفة الصحراء بعد احتلال الكويت، يوم كنا نعد كأطباء لمؤتمر حول سبل الوقاية من أسلحة الدمار الشامل التي كانت تهدد المنطقة يومها واكتفى هو بالقول: "نحن لا يؤثر بنا السلاح الكيميائي فلدينا مناعة؟!". أما النادرة الثانية المشهورة فكانت عندما كان رئيساً للوزراء سنة 1992 عندما علق على مسألة انهيار العملة الوطنية بلهجته المعهودة: "شو بعملكن؟!".

أما الطرفة الكبرى فكانت نوبة الحسد التي اعترته يوم منح حافظ الأسد "عباءته" لزميله اللدود سليمان فرنجية، فحرد دولته لدرجة انه أصبح بعدها قبلة أنظار المعارضة مع العلم انه كان يومها يمكن إرضاؤه "بعباءة" أخرى. وقد انطلق في حملة تحريض طائفي ومناطقي ليست بعيدة عن توجهات النظام السوري الدائمة في خلق الفتن المتنقلة والمستمرة على مبدأ الإستعمار القديم "فرّق تسدْ".

قد يتفهم الكثير من السياسيين في لبنان أسباب معارضته العشوائية والدائمة لحكومات الرئيس رفيق الحريري ومداعباته السمجة لوزير المالية يومها فؤاد السنيورة في تورية للمواجهة المفتوحة مع الرئيس الشهيد، فرجل بقامة رفيق الحريري قطع الطريق في وجه طموح عمر كرامي للعودة إلى رئاسة الحكومة، وصعب المهمة على كل الأحوال لأي طامح آخر. ولكن المستغرب كان تعنته في التمادي في الأخطاء بعد عملية الإغتيال، فوضع نفسه عن قصد أو غير قصد في موقع الشبهات بدل أن يخرج كبطل للإستقلال في وقت كان بيت رفيق الحريري في حالة حيرة حول الخيارات السياسية بعد غياب رب البيت. ولكن، كالعادة أدى العناد، أو قلة الحيلة إلى سقوطه وسقوط حكومته للمرة الثانية تحت ضغط الشارع، وقد يكون قصده أن يدخل سجل غينيس كأول رئيس حكومة يسقط مرتين وبنفس الطريقة؟!.

ما لنا وكل ذلك الآن، والحقيقة هي انه كان من الممكن نسيان دولته وتركه يرتاح في تقاعده القسري دون أن يزعجه أحد في نبش زلاته ولكن يبدو أن شوقه إلى احتلال صدارة المنابر الإعلامية أقوى من حرمه عزلته، ويبدو أن حسده من صديقه اللدود سليمان فرنجية الذي تجرأ على مؤسسة بكركي وعلى رأس الكنيسة المارونية، دفعه إلى تحدّي مؤسسة دار الفتوى وطرح ما طرحه من انفصال لفتوى طرابلس في تناغم كامل مع مسلسل محاولة تفتيت المؤسسات التي تسببت بخروج القوات السورية بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

والسؤال هنا هو هل يطمح أن تهتف له الغوغاء: "أنت المفتي يا عمر!" بعد أن هتفت في السابق: "أنت البطرك يا سليمان!".

* نائب لبناني عضو كتلة "المستقبل"

 

وأيضاً.. النفوذ الإيراني ماذا يريد من عكار والشمال اللبناني؟

المستقبل - الاربعاء 26 آذار 2008 -

الشيخ خلدون عريمط

من المعروف أن شعار تصدير الثورة الذي أطلقه الإمام الراحل الخميني، سقط في المواجه الإيرانية­العراقية الدامية التي استمرت ثماني سنوات، تكبد خلالها كل من العراق وإيران، عشرات الآلاف من الضحايا، نتيجة الجموح الإيراني المتطلع لتصدير ثورته نحو بلاد العرب والمسلمين، وإن كان شعار تصدير الثورة قد جمّد بوقف الحرب الإيرانية­العراقية، والتوقف القسري هذا، فرضه العراق عسكرياً في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، كان أقسى من شرب السم، كما عبر عن ذلك الإمام الراحل الخميني، غير أن سقوط العراق حكماً وقيادة وشعباً وجيشاً، أمام الغزو الأميركي الظالم والتواطؤ الإيراني الخفي، أعاد من جديد حلم تصدير الثورة، بأسلوب سياسي وثقافي وعقائدي في عهد مرشدها السيد علي خامنئي، فامتد هذا النفوذ بغطاء الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين، وبعض أجزاء جزيرة العرب، ومناطق بلاد الشام، وبخاصة في الأماكن التي تتلاقى سياسياً وعقائدياً ومذهبياً مع نظرية ولاية الفقيه، التي أطلقتها ثورة الإمام الخميني من طهران.

ومن أجل ذلك، فإن المراقبين والمتابعين يدركون تماماً خلفية خضوع قيادة حزب الله المطلقة للتوجه الإيراني، وارتباط هذه القيادة ثقافياً وفكرياً وعسكرياً ومالياً، بمرشد الثورة الإيرانية مباشرة بصفته مجسداً لولاية الفقيه، وإن كان البعض يبرر، خطأ وبحسن نية، هذا الترابط العضوي بين حزب الله وإيران الثورة، بحجة مواجهة العدو الصهيوني في الجنوب، فإنه من غير المبرر بكل الوجوه والمقاييس تمدد النفوذ الإيراني نحو محافظة عكار والشمال، تارة باسم دعم المقاومة، وطوراً باسم التصدي للمشروع الأميركي وأدواته، وأخرى باسم تحرير الأسرى من سجون العدو الإسرائيلي، كما حصل أخيراً في مدينة المنية الشمالية، وأحياناً من خلال حزب الله وأتباعه ومريديه، وزيارة ودعم مسؤوليه لشخصيات وفعاليات ومناطق عكار وطرابلس والشمال، وأخرى من خلال حصان طروادة المتمثل بالسيد فتحي يكن، وجبهته المتناقضة والمسيرة والمجمعة مصلحياً وكيدياً ومالياً، لاختراق طرابلس وعكار بعمقهما الإسلامي والعروبي والوطني، ومن الملاحظ أن ما يسمى بجبهة العمل الإسلامي ومرشدها حزب الله وحلفائه وأتباعه، يركزون جهدهم في هذه الأيام، على التقاط ثغرات التقصير المتعددة في الجسم الديني الإسلامي، وبخاصة على متخرجي الجامعات الاسلامية، والناقمين والمعترضين على نهج المعنيين بالشأن الديني ومؤسساته بصورة عامة، وخصوصاً في عكار والمناطق الشمالية، مستفيدين من تدني مخصصات العاملين في الجهاز الديني الإسلامي ومن الإهمال التاريخي والبطالة والحاجة الملحة المتفشية في المجتمع الإسلامي هناك، على الرغم من الدعم والجهود المشكورة والمكثفة التي يبذلها حالياً باخلاص وصدق القيادي الشاب الشيخ سعد الحريري، وبعض القيادات الشمالية في كل من عكار وطرابلس، ولقد اتضحت خطورة النفوذ الإيراني وملحقاته اللبنانية، من خلال الولاء السياسي المتنامي لإيران، والانشقاق المتكرر، الذي أصاب ما يسمي بجبهة العمل الإسلامي بخروج مجموعتين على التوالي منها، بتحرك كل من سيف الدين الحسامي ومجموعته، ومحمد الرفاعية وأنصاره باسم هيئة الطوارئ لجبهة العمل الإسلامي، وإعلان كل منهما أمام الرأي العام، بأن الحرس الثوري الإيراني، هو الذي يدير عمليات تدريب العناصر الملتحقة بـ"فتحي يكن" وجبهته، وأن الجبهة وقواتها وأتباعها وحلفائها ومن معهم، واجهة لتمدد النفوذ الإيراني الساعي للسيطرة على الساحة الإسلامية، ومحاصرة قياداتها الوطنية والعربية، وبخاصة التيار الساعي لوحدة لبنان وعروبته وسيادته واستقلاله، يضاف الى هذا وذاك، تفريخ لحركات وواجهات باسم التيار العروبي برئاسة جوزف العبد الله ومعاونيه حيناً، وتحريك لكوادر شيوعية في بعض مناطق عكار في بعض الأحيان، وإن كان الجميع ينهلون من معين واحد، ويتلقون دعماً سياسياً ومادياً من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ويهدفون الى غاية محددة وهي شل العمق الوطني والعروبي، والاستراتيجي في الشمال ومحاصرة القيادة السياسية في العاصمة بيروت لاحتوائها، فالقضية إذن كما يؤكدها المتابعون لتمدد النفوذ الإيراني في الشمال اللبناني، ليست مجابهة المشروع الأميركي الشرق أوسطي أو المتوسطي، ولا مقارعة العدو الصهيوني، لأن العدو الصهيوني متواجد على تخوم الجنوب، والمشروع الأميركي التلمودي ينمو ويترعرع في العراق، من خلال رموز إيرانية تقود العملية السياسية، وتدير الحكم الجديد في العراق بقيادات حزب الدعوة حيناً، وقيادات المجلس الإسلامي العراقي حيناً آخر.

أمام هذا الواقع من حقنا أن نتساءل بكل محبة وإخلاص وصدق لماذا هذا التمدد للنفوذ الإيراني الى مناطق الشمال؟ ولمصلحة من ايجاد ودعم الأطر والحركات والتنظيمات المتمردة والرافضة لمشروع بناء ونهوض الدولة القوية والعادلة؟ ولماذا هذه القواسم المشتركة المتنامية بين الجموح الإيراني، والهيمنة الأميركية على البلاد العربية، وكان الأولى بإيران وثورتها أن تعقد حلفاً استراتيجياً أخوياً مع العرب والمسلمين بانسحابها أولاً من المناطق العربية المحتلة في الخليج، وتعاونها مع البلدان العربية لإخراج العدو الصهيوني والاحتلال الأميركي من فلسطين والعراق والكثير من المناطق، عندها نصدق شعارات إيران بمحاربة الشيطان الأكبر الأميركي كما يدعون، والقضاء على الكيان الصهيوني في فلسطين كما يعلنون؟ فهل تصدق القيادة الإيرانية وتتوقف عن استعمال بعض العرب في مواجهة العرب، وعن استخدام بعض اللبنانيين في مواجهة اللبنانيين ومشروع بناء الدولة، لتمرير مشروعه المشابه للمشروع الأميركي الساعي للسيطرة على هذه المنطقة العربية المثخنة بالجراح والآلام والفرقة بين قياداتها وأقطارها.

 

 قوة اسرائيلية تجتاز الخط الأزرق في منطقة الغجر-الوزاني

وكالات/ذكرت قناة "أخبار المستقبل" أنّ قوة إسرائيلية، مؤلفة من سيارتي هامر مصفحتين وجرافة، اجتازت منطقة الغجر - الوزاني آتية من بلدة الغجر المحتلة.

وتجاوزت الخط الأزرق باتجاه منطقة نبع الوزاني وقامت بأعمال حفر في الأراضي اللبنانية.

وتزامن التوغل الإسرائيلي مع اقتلاع الجرافة الإسرائيلية بوابة حديد كانت أقامتها الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار اليونيفل بين الطريق التي تربط الوزاني ببلدة العباسية.

 

قتيلان و 6 جرحى في حادث سير على طريق المصنع

 وكالات/قتل شخصان وجرح 6 آخرون بينهم دركي ومجند في قوى الامن الداخلي في حادث سير مروع على طريق عام المصنع قبل الجمارك اللبنانية.

وفي التفاصيل انه في التاسعة والنصف من صباح اليوم وعلى طريق عام المصنع قبل الهنغار العائد للجمارك اللبنانية، حصل حادث اصطدام بين شاحنة قاطرة ومقطورة من جهة، وآلية عسكرية تابعة لقوى الامن الداخلي نوع نيسان باترول رقم 618523 وسيارة مرسيدس قطش وسيارة اوبل من جهة ثانية، نتج عنه مقتل المدعوين: أحمد محمد الحاج علي هنية (لبناني) وسمير جميل ناصر مسلم (أردني)، وإصابة 6 آخرين بجروح ورضوض وهم: نادر جميل عبد الاحد (أردني)، ناصر شحادة (أردني)، وسام يوسف ابو الريش (أردني)، ابراهيم عصام عجمي (لبناني)، الدركي محمد اسماعيل من مفرزة طوارئ جب جنين، حيث نقلوا الى مستشفى البقاع، والمجند علي شداد من مفرزة سير زحلة نقل الى المستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة للمعالجة.

وأوقف سائق القاطرة والمقطورة من قبل مخابرات الجيش اللبناني.  يذكر ان الحادث وقع بعدما فقد سائق الشاحنة التي تحمل لوحة كويتية السيطرة على مكابحها ما جعلها تجتاح عددا من السيارات بينها "جيب" لقوى الأمن.

 

خليل زاد إعتبر أن يجب على "حزب الله" نزع سلاحه حالاً

وكالات/ شدد السفير الأميركي في مجلس الأمن زلماي خليل زاد على «القلق العميق من النقل غير الشرعي للسلاح عبر الحدود السورية - اللبنانية، وبالذات من ادعاء "حزب الله" بأنه أعاد بناء قدراته العسكرية منذ حرب 2006».  وقال: «إننا ندعم كاملاً دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لعملية نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان طبقاً للقرارات 1559 و1701 واتفاقات الطائف. وطبقاً لهذه القرارات، يجب على حزب الله نزع سلاحه، ويجب عليه أن يفعل ذلك حالاً».

وعبر السفير الأميركي أثناء الجلسة الشهرية لمجلس الأمن حول الشرق الوسط عن «قلقنا لعدم تمكن لبنان من اجراء انتخابات رئاسية. ورغم اتفاق جميع اللبنانيين على مرشح، إلا أن سوريا وحلفاءها داخل لبنان يضعون شروطا مسبقة لتمديد حال الجمود».  وقال: « يجب أن يكون واضحاً للجميع أن للولايات المتحدة، وحتى تسلم رئيس جديد مهمات منصبه، ثقة كاملة بالحكومة اللبنانية الشرعية وتدعمها كلياً في إدارة شؤون الدولة، كما تدعم القوات المسلحة اللبنانية باستمرارها في توفير الأمن».  ودعا أعضاء مجلس الأمن للتبرع «بسخاء» دعماً للمحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وذلك «من أجل ارسال مؤشر واضح الى أن الأسرة الدولية تدعم الشعب اللبناني في سعيه لانهاء زمن الافلات من العقاب على القيام باغتيالات سياسية في بلادهم».

 

 سيسون : معظم اللبنانيين لا يريدون ان ينخرطوا في صراع آخر لا على المستوى الداخلي ولا مع اسرائيل.

صدى البلد/ أكدت القائمة بالأعمال في السفارة الاميركية ميشيل سيسون أن لبنان لم يخرج بعد من آثار حرب تموز 2006 ليدخل مجددا في حرب جديدة مع اسرائيل مشيرة إلى أن معظم اللبنانيين لا يريدون ان ينخرطوا في صراع آخر لا على المستوى الداخلي ولا مع اسرائيل.

سيسون، وفي حديث إلى صحيفة "صدى البلد"، رفضت الخوض في احتمالات قيام جهات اقليمية بالدفع نحو تفجير اقليمي او محلي، مشيرة الى انه في الديمقراطيات لا يستطيع جانب واحد ان يعلن حربا.  وحول موقف واشنطن من تأجيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية حتى 22 نيسان المقبل، اكدت سيسون ان هذا التأجيل "مخيب للآمال"، وان استمرار الفراغ في موقع الرئاسة واغلاق المجلس النيابي يزيدان من الاضرار الاقتصادية ودور المؤسسات معتبرة أنه "ليس دور واشنطن ان تفرض حــلا فــي لبنان بل دورها ان تدعم اللبنانيين الذين يطالبون بسيادة لبنان ومنع التدخلات الخارجية في شؤونهم الوطنية".

وردا على سؤال عن وصاية اميركية بديلة من الوصاية السورية تترسخ في لبنان، نفت سيسون ذلك وشددت على ان الولايات المتحدة متمسكة بدعم قيام المؤسسات الدستورية والسلطة القضائية والاجهزة العسكرية والامنية بدورها كاملا وهي متمسكة بقيام الدولة اللبنانية بكل ما يترتب عليها من واجبات وطنية. واكــدت ان "واشنطن في التزامها قيام المحكمة الــدولية فــي جريمة اغـتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري تؤكد انها لن تقبل باستمرار الحصانة للمجرمين".

وحول الخطاب الأخير للامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، اقتصر تعليق سيسون في التعبير عن استغرابها من دهشة السيد نصرالله حيال التصفيق الذي نالته في مؤتمر قوى 14 آذار كممثلة للولايات المتحدة.  وردا على سؤال حول الغاية من استقبال شخصيات شيعية خصوصا ان بعض وسائل الاعلام تحدثت عن ترميم الحكومة بهذه الشخصيات، ضحكت السفيرة الاميركية واشارت الى انها استقبلت في الآونة الاخيرة شخصيات لبنانية متنوعة سياسيا ومهنيا لتستمع الى آراﺀ شرائح لبنانية مختلفة، نافية ان يكون لقاؤها مع الشخصيات الآنفة لاسباب تتعلق بصلاحيات الحكومة اللبنانية وحدها.

 

فرنسا: الارجاء المتكرر لجلسة الانتخاب امر مقلق

وكالات /اعربت الحكومة الفرنسية عن قلقها ازاء ارجاء الانتخابات الرئاسية في لبنان للمرة ال17 كما اعربت عن اسفها لعدم تمثيل لبنان برئيس في اعمال القمة العربية المقررة عقدها في دمشق اواخر مارس الجاري. واكدت الخارجية الفرنسية في بيان صحافي دعم فرنسا وكافة دول الاتحاد الاوروبي للمبادرة التي تبنتها القمة العربية والرامية الى اجراء انتخابات رئاسية في لبنان على الفور.  وتتضمن المبادرة العربية ثلاث اجراءات رئيسية تبدأ باجراء انتخابات رئاسية ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية تحتكم الى الدستور ويعقب ذلك تشريع قانون انتخابي جديد.  يذكر ان لبنان يعاني من شغور في سدة الرئاسة منذ 24 نوفمبر 2007 اثر انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود بسبب الخلاف السياسي الحاد بين المعارضة وبين الاكثرية النيابية حول حصة كل منهما في الحكومة الجديدة.

وقرر مجلس الوزراء اللبناني عدم المشاركة في القمة العربية, حيث اعلن وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي هذا القرار للصحفيين عقب انتهاء جلسة لمجلس الوزراء وقال ان هذا القرار جاء نظرا لتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية والامعان في منع وصول المرشح التوافقي للرئاسة واستهداف المبادرة العربية.

 

 موسى أكد أن الحل العربي للبنان سلّة والأولوية فيها للرئاسة

الحياة/ أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في حديث الى «الحياة» ان المبادرة العربية الخاصة بلبنان لن تكون «خاضعة للتعديل، بل للتأكيد والحصول على الزخم السياسي»، مشيراً الى ان قادة الدول العربية وممثليها سيبحثون في الاجتماعات المغلقة يومي السبت والاحد المقبلين في الاتفاق على «آلية تطبيق» على اساس «البدء بخطوة اولى» تتمثل بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا ضمن تفاهم، و «الوصول الى رقم لتشكيل الحكومة يسهل للمعارضة والأكثرية ان يتوافقا ويصير ممكنا الانتخاب والتشكيل والقانون الانتخابي».  وأوضح موسى ان الرئيس السوري بشار الأسد سيتسلم رئاسة القمة العربية بمجرد بدء اعمالها صباح السبت، بعد خفض تمثيل السعودية التي ترأس القمة الحالية، الى مستوى مندوبها لدى الجامعة، بالاستناد الى سابقتين حصلتا في قمتي بيروت وتونس. وتوقع موسى حضور 12 زعيما عربيا في قمة دمشق، وان تتضمن جلسة الافتتاح خطابات لسورية والامانة العامة وممثلي منظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي وحركة عدم الانحياز، قبل عقد ثلاث جلسات مغلقة بحضور ممثل كل دولة ومسؤول.

وقال موسى في حديثه الى «الحياة» ان المبادرة العربية الخاصة بلبنان «لن تكون خاضعة للتعديل ولا للتغيير وإنما للتأكيد واعطاء الزخم السياسي اللازم للاستمرار فيها»، ما يعني انه سيتوجه الى بيروت بعد القمة.

وسُئل عن احتمال طرح موضوع التدرج في تطبيق المبادرة العربية، فأجاب: «المبادرة عبارة عن سلّة من الخطوات او العناصر، ويمكن الاتفاق العام على اطارها. لكن عندما تتحدث عن الخطوات نفسها لا يمكن تشكيل الحكومة قبل انتخاب الرئيس. اذن، يجب ان يأتي انتخاب الرئيس قبل تشكيل الحكومة. وشيء طبيعي ان يكون الانتخاب هو الخطوة الاولى، لكن ان يكون في اطار تفاهم على الكل قبل هذا. نحن نحاول الوصول الى هذا». ونفى ان يكون المطروح قيام القمة بـ «تفسير المبادرة»، موضحا ان «تطبيق المبادرة والوصول الى رقم لتشكيل الحكومة يسهلان للمعارضة والأكثرية ان يتوافقا ويصير الانتخاب والتشكيل والقانون الانتخابي.

وأضاف انه ناقش الازمة اللبنانية «تفصيلا» مع الرئيس الاسد ووزسر الخارجية السوري وليد المعلم، مشيرا الى ان الجانب السوري يقول بـ«عدم تجزئة تطبيق المبادرة وبأهمية ان تؤخذ المبادرة كسلة متكاملة. المبادرة العربية هي سلّة فعلاً، لكن كما قلت لا يمكن تشكيل الحكومة قبل انتخاب الرئيس... نحن نتكلم في تهيئة الظروف لانتخاب الرئيس في اطار المبادرة». كما سيبحث الزعماء في الجلسات المغلقة في العلاقات بين الدول العربية. وقال موسى: «هناك خلافات كثيرة. الكل حاضر والكل أمامه الفرصة كي يتكلم دون ان أدخل في تفاصيل». ونفى ان تكون الدول العربية في صدد سحب مبادرة السلام العربية. لكنه قال: «المبادرة تبقى قائمة، انما السؤال: الى متى تبقى المبادرة على الطاولة والفريق الآخر لا يتعامل معها؟ هل يظل الأمر على ما هو عليه أم هناك طرق اخرى للتعامل مع النزاع العربي - الاسرائيلي؟ هل هناك افكار جديدة؟ طبعا، نتكلم عن نقاش سياسي وليس عسكرياً... الوقت لم يحن لسحب المبادرة، بل المطلوب هو تحليل عملية انابوليس ونتائجها في ضوء ان هناك مبادرة عربية لم يؤخذ بها وتفاهمات في انابوليس لم تحترمها اسرائيل».

 

الوزير حمادة: لبنان وحده البلد الصغير جعل من قمة دمشق قمة الأقزام لا قمة الزعماء

صوت لبنان/كشف وزير الاتصالات مروان حمادة، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سيلقي يوم انعقاد القمة العربية، كلمة ستبث الى العالم كله.  واعلن ان الحكومة ستتوجه الى طلب انعقاد مجلس الجامعة العربية على صعيد وزراء الخارجية او حتى الى عقد قمة أخرى خارج سوريا". ورأى "ان لبنان الصغير، وحده جعل من قمة دمشق، قمة الاقزام لا قمة الزعماء". وقال: "ان قرار مجلس الوزراء بمقاطعة القمة العربية في دمشق، له أبعاد محلية وعربية ودولية. محليا، اراد لبنان ان يؤكد للجمهور الذي لا يزال يصر على تأكيد سيادة لبنان واستقلال لبنان وديمومة نظامه الديموقراطي، بأن الصرخات التي أطلقت في 14 آذار 2005 وتكررت في 14 شباط 2008، هي لا تزال مدوية على الساحة اللبنانية وهي التي ستسمع في دمشق في غياب الوفد اللبناني تحديدا، ذلك ان تعطيل الانتخاب الرئاسي بعدما فرض منذ ثلاث سنوات التمديد لعهد رئاسي مرفوض، ذلك هو غير مقبول من اللبنانيين وهم يصرون على تمثيلهم في القمة العربية برئيس عربي مسيحي هو الفريد من نوعه في هذا العالم العربي وهو في هذه المرحلة بالذات من الانقسامات الطائفية والمذهبية في هذا العالم العربي وما يحل بمسيحيي العراق وما يتعرض شعب لبنان بكل مقوماته. هذه الصرخة هي صرخة مدوية ستكون عالية الوتيرة في قمة دمشق. هذا هو السبب الاول، وهو سبب يجتمع في نظري حوله معظم اللبنانيين، لكي لا أقول، كل اللبنانيين، أي ان يكون رئيس لبنان وكنا متفقين على رئيس توافقي ولا نزال كان يمكن ان ينتخب حتى صباح أمس ويتخذ قرار مغاير بعد ظهر أمس".

أضاف الوزير حمادة:"أمام الاصرار في تعطيل الرئاسة كان لا بد من هذا الجواب. وعلى الصعيد العربي هناك بكل تأكيد بيان الاسباب التي تؤدي الى تدخل سافر من دولة عربية شقيقة في شؤون دولة أخرى بكل الوسائل كالتسلل العسكري وضرب الاستقرار، تحفيز الحلفاء على منع سير المؤسسات الدستورية، تدريب المتسللين، تشجيع السلاح خارج المخيمات والسلاح غير الشرعي في كل مكان. يجب ان لاننسى ان هذا القرار يأتي حصيلة مشوار لبناني - سوري طويل اعتقدناه بعد خروج الجيش السوري، انه يعود الى مسار الندية والصداقة والعلاقات المتوازنة بين البلدين، واذا بالهجوم المعاكس الذي يتطور دوليا وإقليميا الى جعل لبنان ساحة لتصفية حسابات، تريد ايران تصفية حساباتها مع أميركا في لبنان وأميركا تريد تصفية حساباتها مع سوريا في لبنان وتصفية اسرائيل حساباتها مع كل الاطراف في لبنان ما يجعل من لبنان ساحة قتال ودمار مستمر يدفع شعبه بكل فئاته ثمنا لم يعد يستطع ان يدفعه. هذه هي الرسالة التي وجهناها الى قمة دمشق والتي في نظرنا، في غياب لبنان لا أتحدث عن بقية الدول العربية،أقول لبنان وحده، البلد الصغير المؤسس للجامعة العربية جعل من قمة دمشق قمة الأقزام وليست قمة الزعماء".

سئل:هل ستكتفون بهذه الصرخة المدوية، وكيف سيوصل لبنان صوته الى القمة العربية؟

أجاب:"سيكون هناك بيان وربما خطاب للرئيس السنيورة ربما قبل القمة او خلالها، سيبث عبر كل التلفزيونات وقد يلقى أثرا وتأثيرا أكثر من مناقشات القمة التي وضعتها سوريا تحت بند السرية مانعة نقل الكلمات مباشرة. هذه الانظمة لا تستطيع ان تتعود على انه وعلى صعيد القمة يجب ان يحترم رأي رئيس الدولة،أي رئيس دولة من كل الذين حضروا او الذين حضروا او الذين يقاطعون وبالتالي سيكون للبنان من لبنان والى كل اللبنانيين والعرب والى العالم كلمته الفصل، يوم انعقاد القمة".

وعما اذا كانت كلمة الرئيس السنيورة ستبث الى القمة، اوضح الوزير حمادة "ان الكلمة ستبث الى العالم كله وليس فقط الى القمة العربية".

وهل من اتجاه عند الحكومة لطلب اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث العلاقات اللبنانية - السورية؟ اشار الى انه "ليس سرا ان نتوجه الى طلب انعقاد مجلس الجامعة العربية على صعيد وزراء الخارجية او حتى قمة أخرى لا تعقد في دمشق، فلا يستطيع ان يكون رئيس القمة حكما وفريقا في نفس الوقت وبالتالي ان يتصرف ويضع ملف لبنان على الطاولة ولبنان ليس الى الطاولة. هذا أمر نريد ان يبحث في ظروف هادئة . بياننا بالامس كان بيانا هادئا لم نتخذ فيه او لم نستعمل فيه اية عبارات الا عبارات ود للشعب السوري ولسوريا الشقيقة ولكن عددنا طبعا كل مآخذنا على النظام السوري في تصرفه حيال لبنان وهو بكل هدوء إضبارة إتهام لهذا النظام".  وعن نظرته الى كلام الرئيس نبيه بري عن معاودة جلسات الحوار، قال الوزير حمادة:

" نحن نرى ان جلسات الحوار يجب ان تعقد برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية التوافقي العتيد الذي لا بد ان ينتخب ولا يجوز أيضا في هذه الحالة ان يبقى رئيس الحوار يتصرف كما يريد في المواضيع التي يريد ادراجها ولا يكون رئيس الدولة الذي نحرم منه ان يكون رئيس الدولة الذي يجب على الجميع بمن فيهم رئيس المجلس ورئيس الوزراة والكل، في بعبدا لبت الامور التي رأيناها في السوابق، اننا عندما كنا نتفق عليها كان ينقلب عليها المعارضون ويحبطونها ولم يطبق من كل قرارات الحوار او الوفاق اي قرار حتى الآن".

 

النائب أبو فاعور: الأولوية لفتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية

الأولوية لفتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية 

وكالات/رأى عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل بو فاعور، في حديث صحافي أن "قرار مقاطعة القمة العربية الذي اتخذته الحكومة حكيم ويرتقي إلى حجم المعركة الإستقلالية التي يخوضها الشعب اللبناني"، معتبرا أن "هذه المقاطعة تزيد من قدرات العرب على الضغط على سوريا من أجل حل الأزمة اللبنانية".

سئل: قررت الحكومة اللبنانية مقاطعة القمة العربية في دمشق رسميا، ألا ترون أن هذه المقاطعة قد تعقد الأزمة اللبنانية، في حين ان المشاركة لو تمت لأشاعت جوا من التقارب السوري-اللبناني يساهم في حلحلة الأزمة اللبنانية التي تعتبرون أن سوريا تساهم في عرقلة حلها؟

أجاب: "بوادر الحل غير موجودة عند النظام السوري بل بوادر إسقاط النظام الديموقراطي في لبنان. وقرار المقاطعة الذي اتخذته الحكومة حكيم ويرتقي إلى حجم المعركة الإستقلالية التي يخضوها الشعب اللبناني. وغياب لبنان عن القمة العربية يزيد من قدرات العرب على الضغط على سوريا من أجل تسهيل حل الأزمة اللبنانية".

سئل: كشف رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن تحركات سيقوم بها تمهيدا لاعادة إحياء طاولة الحوار في نيسان المقبل، فهل أنتم على استعداد للعودة إلى طاولة الحوار او أنكم ترون فيها تهربا من انتخاب رئيس للجمهورية ومحاولة لكسب المزيد من الوقت؟

اجاب: "أساس المسيرة الإستقلالية قام على الحوار. والحوار هو خيارنا الدائم، لكن الأولوية السياسية لانتخاب رئيس الجمهورية وفتح المجلس النيابي وإطلاق مسيرة انتظام المؤسسات الدستورية ووضع مقررات طاولة الحوار الأولى قيد التنفيذ قبل الشروع في أي مبادرة جديدة".

قيل له: في ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين، طالب الإتحاد العمالي العام برفع الحد الأدنى للأجور ليتناسب مع موجة الغلاء التي تواجه لبنان. ألا ترون أن الحكومة تتأخر في معالجة القضايا الإجتماعية على حساب القضايا السياسية ام ان النواب مقصرون في القيام بواجبهم لمحاسبة الحكومة على عدم قدرتها على ضبط الأسعار؟

اجاب: "المسؤولية تقع على عاتق قوى 8 آذار في ظل التعطيل الدستوري والإقتصادي. والإتحاد العمالي العام أو بعض الإتحادات العمالية تحاول ابتزاز مطالب الفئات الشعبية والعمالية لاستثمارها سياسيا. والحكومة لم تقصر في الموضوع الإقتصادي".

 

كاتب أميركي: "حزب الله" يتمنى الحرب مع إسرائيل للاحتفاظ بسترة المقاومة

وكالات/رأى الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية "سي. اي. ايه" والكاتب في مجلة "تايم" روبرت باير ان معظم سكان بيروت باتوا يرجحون ان تحل محل السكينة، تتمة لحرب صيف 2006 بين "حزب الله" واسرائيل التي اتت على لبنان، مضيفاً ان البعض ذهبوا الى تحديد موعد بدء هذه الحرب الضروس وهو السادس من نيسان المقبل، يوم بدء اكبر تمرين للطوارئ في اسرائيل. باير الذي كتب مقالا بعنوان "الاستعداد لحرب جديدة بين اسرائيل وحزب الله" لفت الى ان اللبنانيين يرون "ان قوات الدفاع الاسرائيلية ستقطع الحدود في ذلك اليوم لانهاء ما لم يستطيعوا تحقيقه خلال 34 يوما من القتال مع الحزب". ولفت الى غياب اي دليل على نية اسرائيل باجتياح لبنان، الا ان جميع اللبنانيين الذين قابلهم في بيروت خلال زيارته لبنان اكدوا له ان "حزب الله" يعد العدة لجولة اخرى من المواجهات، وان رسو سفينة "يو. اس. اس. كول" على شواطئ لبنان مؤخرا كان دليلا واضحا على النوايا الاميركية والاسرائيلية. وقال الكاتب انه استشعر شعور الحصار المخيم على الاجواء اللبنانية لدى زيارته المكتب الاعلامي لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية في محاولة منه لالتقاط صورة لمدافن احدث قتلى الحزب، القائد العسكري عماد مغنية، فهو لم يتوقع ان تكون مهمة صعبة، لا سيما ان صورة مغنية معلقة على طول الطريق المؤدي الى المطار. واضاف باير ان "السيدة التي تدير هذا المكتب رمقته بنظرات وكأنه هو الذي فجر بيده السيارة التي اودت بحياة مغنية".

واعتبر الكاتب "ان المفارقة الواضحة لمن لا يمضي نهاره في متابعة السياسة اللبنانية، هي ان حربا مع اسرائيل هي تحديدا ما يتمناه الحزب، لانها ستمكنه من الاحتفاظ بسترة المقاومة وستجنب لبنان ما يعتبره احد المستشارين السياسيين للسيد حسن نصر الله، بانه اسوأ كابوس بالنسبة لـ"حزب الله"، الا وهو وقوع حرب اهلية"، واضاف باير ان "من شأن حرب اهلية جر "حزب الله" الى قتال اللبنانيين المسيحيين والسنة، الامر الذي من شأنه القضاء على مكانة الحزب في المجتمع اللبناني". وختم الكاتب قائلا "انه سواء قام الحزب ام لا بالثأر لعماد مغنية، فان المواطن اللبناني يستعد لاسوأ الاحتمالات"، لافتا الى ان "قيمة قطعة سلاح الكلاشينكوف في السوق السوداء ارتفعت الى ثلاثة اضعاف في الاسابيع الاخيرة، لتبلغ قيمتها 1200 دولار اميركي".

 

بري في زيارة رسمية الى اليونان

وكالات/ بدأ رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارة الى اليونان امس تلبية لدعوة من نظيره اليوناني الرئيس الحالي لمجموعة التعاون البرلماني الاوروبي المتوسطي التي تعقد اجتماعاتها في 27 و 28 من الجاري.

 

 مقتطفات من حديث العميد كارلوس اده الى تلفزيون "ANB"

وكالات/ - إده: موضوع التوطين ليس مدار بحث في لبنان وليس وارداً من قبلنا، إنما هذا الموضوع تستعمله المعارضة في بعض الأحيان لتهاجم من خلاله تيار "المستقبل".

- إده: قرار مقاطعة لبنان له تأثير على القمة العربية في دمشق ، ولكن التأثير الأكبر هو مستوى التمثيل السعودي في القمة.

- إده: مصداقية الرئيس بري بالنسبة الي تضعف يوماُ بعد يوم ولكنني لا اقاطع احداً والرئيس بري يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين .

- اده: أنا ضد قانون الستين لأنه مبني على مبدأ الاكثريات، وانا شخصياً مع الدائرة الفردية الصغرى.

- إده: لا تراجع بشأن المحكمة الدولية، ففي شهر نيسان يتمّ الإعلان عن اسماء القضاة وفي أواخر شهر ايار تبدأ المحكمة بالإدعاء، وسيكون هذا الصيف حاراً على المشاركين بالجرائم.

- إده: لا يمكنني ان اقول انني متفائل ولكن علينا العمل للخروج من هذا الوضع ولدينا الإمكانية، والحرية والديموقراطية لا تأتيان بسحر ساحر فهناك مخاطر واستحقاقات يجب ان نمر بهما للحصول على حريتنا.

 

قراءات سريعة عن إيران

 حازم صاغية

يُستحسن أن يعود مريدو النموذج الإيرانيّ ومقلّدوه الى بضعة تقارير ومعطيات صدف أن حملتها الأيّام القليلة الماضية. ففي تقرير لـ "فريدوم هاوس" (بيت الحريّة) حمل عنوان "التمييز وعدم التسامح في الكتب التعليميّة في ايران، جاء ان حكومة طهران تعلّم أولاد البلد وأطفاله أن يميّزوا ضدّ النساء والأقليّات، وأن ينظروا الى غير المسلمين بحذر واحتقار، متمسّكين بإيديولوجيا النظام الثيوقراطيّة، ومدافعين عنها. ذاك ان النظام المذكور موصوف، منذ ثورة آية الله الخمينيّ، بـ "المقدّس"، فيما ترقى معارضته الى معاندة للإرادة الالهيّة.

وبدورها نشرت "بي بي سي" البريطانيّة، بمناسبة الانتخابات العامّة الأخيرة، تقريراً كتبه جون لاين تحدث عن التحوّل الأهمّ في السلطة الايرانيّة وهو صعود "الحرس الثوريّ". والحال ان الانتخابات المذكورة قد تشكّل، حسب التقرير، تغيّراً بارزاً يوجزه صعود دور الجيش (الحرس) في السلطة، وهي عسكرة ستكون لها آثارها الضخمة لا على حياة الايرانيّين فحسب، بل ايضاً على أوضاع المنطقة عموماً، بما يزيد التوتّر ومجاورة الخطر.

ذاك ان "الحرس الثوريّ" الذي راكم في يديه تدريجيّاً السلطات والصلاحيّات، قفز قفزة كبرى مع وصول أحمدي نجاد الى رئاسة الجمهوريّة، وهو الآتي من صفوف الحرس نفسه. اما الانتخابات الأخيرة فجاءت تقوّي كفّة العسكريّين الاصوليّين على كفّة رجال الدين، حاذية حذو ما شهده الاتحاد السوفياتيّ السابق في عهد بريجنيف، حينما سيطر عسكريّو الحزب الشيوعيّ على سائر مراكز القوى الشيوعيّة وصاروا هم المتحكّمين الفعليّين بالسلطة.

وفي 16 آذار (مارس) الماضي، نشرت "أوبزرفر" البريطانيّة تحقيقاً من طهران كتبه أحد ابرز صحافيّيها بيتر بيمونت عن الشابّات هناك وقد عثرن على "طريقهنّ الخاصّة الى الحريّة". ذاك ان الانقسام الفعليّ، في نظر قطاعات واسعة من الشبيبة الايرانيّة، ليس بين "محافظين واصلاحيّين"، بل بين "ما يفعله ويقوله الايرانيّون في بيوتهم أو في أمكنة يشعرون بالطمأنينة فيها، وبين التصرّف الذي يُجبَرون على اتّباعه في العلن". وفي هذه الحرب الثقافيّة احتلّت السلطة الدينيّة الفضاء العامّ كلّه، تاركةً للنساء يمارسن حريّاتهن في الحيّزات الخاصّة بشيء من الحذر في الكلام وشيء من الاحتيال والتحوير في المظهر والملبس.

في هذه المعمعة، وبعد يومين فقط على الانتخابات، أُغلقت تسع مجلاّت ايرانية دفعة واحدة فيما وجّهت "لجنة الرقابة على الصحافة" تحذيرات وانذارات الى 13 مطبوعة أخرى. وكان الأكثر ادهاشاً ان معظم هذه المجلاّت فنيّة وأدبيّة اتُّهم أغلبها بـ "طباعة مواضيع خرافيّة والدعاية لأدوية من دون الحصول على ترخيص" و "استخدام صور لممثّلين أجانب فاسدين، وطبع تفاصيل عن حياتهم المتهتّكة، ونشر الخرافات ومواضيع تتعارض مع العفّة العامّة ومواضيع تثير النعرات القوميّة".

اللوحة التي تتجمّع من نتف المعلومات هذه ليست مثيرة للاعجاب، ولا، بالطبع، مشجّعة على التقليد والاحتذاء. ولقائل أن يقول إن ايران ليست النموذج المتخلّف الوحيد في منطقتنا، وهذا صحيح. الا ان خصوصيّة الرداءة الايرانيّة تتمثّل في خصوصيّتين، احداهما انها تقدّم نفسها ظافريّاً كوصفة خلاص كونيّ لا تواضع في تقديمه، والثانية انها تدخّليّة في شؤون غيرها على نحو فجّ ومخيف. ولبنان المثال الساطع.

 

دولة الرئيس... افرج عن المفتاح!

سعيد كيوان

 بات المشهد مبتذلا ومملا... وخطيرا في آن!

نبيه بري رئيس المجلس النواب يمارس، منذ 25 أيلول الماضي، لعبة تحديد موعد لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية وعشية الموعد يقوم بتأجيلها، هكذا للمرة السابعة عشرة، من مقره في عين التينة، لدرجة يبدو معها وكأنه نسي انه رئيس لمجلس منتخب من معظم القوى السياسية الممثلة في هذا المجلس...

ممارسة باتت أشبه بلعبة ال"رولات الروسية" لما تشكله، أولا، من سابقة خطرة على النظام البرلماني وعلى الممارسة الديموقراطية في لبنان، وثانيا من شلل وتعطيل لأي محاولة للخروج من الأزمة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية تحت قبة البرلمان، والابقاء بالتالي على تعطيل الحياة السياسية بالكامل، من رئاسة جمهورية ومجلس نواب ومجلس وزراء ولو بشكل جزئي، كما يريد ويعمل عليه حلفاؤه المحليين والاقليميين.

وهو قد ساهم، عن قصد أو من غير قصد، في تقطيع الوقت واستمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية لأشهر من أجل ابقاء لبنان ورقة بيد النظام السوري الى حين انعقاد القمة العربية. وهنا يبرز سؤال هام ومفصلي: لماذا انكفأ بري وتخلى عن دوره كمفاوض لميشال عون عند تبني "قوى 14 آذار" اسم قائد الجيش كمرشح توافقي لطالما دعم بري ترشيحه وسعى ميشال المر الى اقناع البطريرك الماروني نصرالله صفير به، منذ حزيران الماضي؟

أن هذا السلوك، سوف لن يترك انطباعا ايجابيا عند معظم المسيحيين الذين رأوا في بري، على مدى عقود، عنصر اعتدال وتواصل رغم كثير من الملاحظات عليه وعلى غيره من السياسيين خلال حقبة الوصاية السورية. وهم يتذكرون مثلا زيارته الشهيرة الى الصرح البطريركي، بعد انتخابات 2000، بترتيب من أقطاب في "لقاء قرنة شهوان"، والكلام الذي رافقه عن عزمه يومها على المطالبة ب"اعادة تموضع" القوات السورية قبل ان يطلق عليه النار من قبل اميل لحود الذي هدد يومها بالاستقالة من الرئاسة!

هل يدرك دولة الرئيس ماذا يعني بقاء لبنان لأول مرة في تاريخه من دون رئيس لأربعة أشهر، والحبل على الجرار؟

هل يرضى دولته ان يبقى مركز رئاسة المجلس شاغرا طيلة هذه الفترة؟

وبالمناسبة، لماذا يؤيد دولته أن يذهب رئيس الحكومة لتمثيل لبنان في القمة العربية رغم اعتباره الحكومة "غير شرعية وغير دستورية وغير..."، مع احترامنا وتقديرنا طبعا لشخصية فؤاد السنيورة ومناقبيته وصموده الوطنيين؟

من الواضح ان وثيقة المؤتمر الأول ل"قوى 14 آذار"، "ربيع لبنان"، قد أزعجت "حزب الله"، الذي يراح يهاجمها بشكل يومي منذ اعلانها في 14 آذار الماضي، ويصفها بأبشع النعوت ليس أقلها انها "بطاقة انتساب الى المشروع الأميركي". وهو بالمناسبة أصبح باللازمة التي يكررها "حزب الله" وأبواقه مع كل صيحة ديك، وللتعليق على اي موقف يصدر عن الأكثرية. أي التخوين!

واللافت في الأمر، ان هذا النهج تتبعه أيضا حركة "حماس" في فلسطين التي تتهم السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" بانصياعها للادراة الاميركية، التي تعطل برأيها أي مشروع حل، تماما كما يتهم "حزب الله" واشنطن بتعطيل أي تسوية في لبنان. والأنكى من ذلك، انه في الحالتين، لبنان وفلسطين، يسبق الاتهام أي مشروع أو وساطة للحل. وهذا ما حصل مثلا مع الشيخ نعيم قاسم، الذي طرح الجمعة الماضي ما اعتبره حلا من ثلاثة نقاط، ضمن "سلة متكاملة"، أتبعها فورا خلال كلمته مؤكدا ان الولايات المتحدة ستدفع الأكثرية الى رفضها... وكذلك موقف "حماس" التي تعتبر ان الحكومة الفلسطينية "لا تمثل كل الشرعية الفلسطينية"، مع فارق ليس ببسيط هو ان هذه الأخيرة تتمسك بحكومة مقالة فيما "حزب الله" غير قادر على تشكيل حكومة بديلة، ولذلك يمارس عملية التعطيل الى النهاية ممسكا بالفراغ الرئاسي وباغلاق مجلس النواب!

على ان المسألة الأساسية في الوثيقة التي أصابت "حزب الله" هي الكلام عن "الخصومة والتواطؤ" بين ايران واسرائيل، اضافة الى الكلام عن "المقاومة" وشروطها استمرارها ك"مقاومة سيادية" منضبطة بايقاع الشرعية اللبنانية...

وكذلك الكلام عن المفاوضات بين سوريا واسرائيل التي أكدها للمرة الثانية المدير العام السابق للخارجية الاسرائيلية الون يئيل، الذي تحدث عن اثني عشر لقاء بين مسؤولين من البلدين، آخرها كان مع السفير السوري الحالي في واشنطن عماد مصطفى. ويعترف يئيل ان العائق الرئيسي أمام المفاوضات هي ادارة جورج بوش التي ينتظر الطرفان رحيلها...

فماذا يعني كل هذا بالنسبة لنبيه بري؟ انه الاحراج! اذ عليه ألا يتخطى هذه الخطوط الحمر، التي تترجم في الداخل بالاستمرار في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وابقاء الأمور معلقة وعدم ازعاج "المايسترو" السوري وربيبه الايراني على الصعيد الاقليمي، بانتظار ما ستؤول اليه المواجهة مع الولايات المتحدة، والاتكال على الحليف الاسرائيلي المستجد الذي يضمن بقاء النظام السوري. أما "حزب الله" فلا حول ولا قوة له!  لذلك، فقد أحسنت الأمانة العامة ل"قوى 14 آذار" في تسليط الضوء على اعادة فتح المجلس النيابي، والضغط على دولته الذي سيجد نفسه في وضع لا يحسد عليه مع بدء الدورة العادية لمجلس النواب، والتي تستمر الى نهاية أيار المقبل. فكيف له ان يستمر في اغلاق البرلمان طيلة هذه الفترة، واية حجج سيسوق لتبرير موقفه؟

وأخيرا، لا آخرا، كيف يوفق بين مواقفته على أن يمثل رئيس الحكومة لبنان في القمة العربية ورفضه عقد جلسات للمجلس بحجة انه يرفض حضور الحكومة "غير الشرعية وغير الدستورية..."، علما ان لا نصا دستوريا يدعم وجهة نظر بري وبامكانه ان يعقد جلسات من دون مشاركة الحكومة اذا أراد!

أخيرا، اذا كان صحيحا ما قاله بري في لقاءه التلفزيوني أمس الأول من ان الأكثرية وافقت على صيغة العشرات الثلاث ل"حكومة الوحدة الوطنية" فلماذا لا ينزل اليوم هو ونواب كتلته الى المجلس، ويدخلوا القاعة تعبيرا عن استعدادهم لتأمين نصاب الثلثين وانتخاب ميشال سليمان رئيسا؟ وهكذا يحرج الأكثرية ويضعها أمام مسؤولياتها!