تلخيص سياسّي حول آخر التطوّرات ليوم 18 شباط

حول آخر التطوّرات

1- برز اليوم الموقف السعوديّ الذي "ينصح" رعايا المملكة بعدم الذهاب إلى لبنان في ظلّ التوترات في البلد، والوضع الأمنيّ غير المستقرّ:

a-  في هذا الموقف توصيفٌ لواقع الحال اللبنانيّ.

b- لكنّه مؤشر إلى إحتدام الصراع العربيّ – السوريّ، السعوديّ – السوريّ على أبواب القمّة العربيّة المقبلة.

c- وليس مستبعداً أن يكون هذا الموقف مؤشراً إلى "شيء اقليميّ". فمن جهة قائد "الحرس الثوريّ الايرانيّ" يعلن في برقيّة إلى الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله انّه "يتوّقع تدمير إسرائيل قريباً بأيدي مقاتلي حزب الله"، وانّ إستشهاد عماد مغنيّة "سيعرّز تصميم المسلمين الثوريين"، ومن جهة ثانية ثمّة "معطيات" عن انّ النظام السوريّ الذي يتوّقع "إقلاع" المحكمة الدوليّة في الأيام المقبلة ويرى انّ أفق أيّ مساومة أصبح مسدوداً، قد يُقدم على قلب الطاولة ب"تفجير إقليميّ".

2- تزامناً، من الواضِح انّ الموقف العربيّ بالنسبة إلى الوضع اللبنانيّ، يتشدّد حيالَ النظام السوريّ:

a- فالمعادلة التي يلتزمها الموقف العربيّ، أي موقف الدول الرئيسيّة في النظام العربي هي "لا رئيس في لبنان إذاً لا قمّة.. في دمشق".

b- هذا الموقف يتبنى فعلياً نظرة 14 آذار إلى الرئاسة والمسار الدستوريّ، أي يعتبر الرئاسة – المارونيّة – مسألة "كيانيّة" لبنانيّة، ويرفض إستبقاء لبنان "كياناً معلقاً"، ويرفض انعقاد قمّة تكرّس "تعليق" الكيان اللبنانيّ.

c- إحتمالان بالنسبة إلى النظام السوريّ: إمّا تغليب أولويّة القمّة وتجنب العزلة ف"تسهيل" لإنتخاب الرئيس، وإمّا إقتناع بانّ القمّة ليست مجالاً للتفاوض على لبنان – بغيابه – أو على المحكمة الدوليّة فتأكيدٌ لأولويّة التعطيل.

3- في هذا السياق، من "المنطقيّ" أن يتطوّر الموقف العربيّ من صيغته الحاليّة "لا رئيس في لبنان لا قمّة.. في دمشق" إلى صيغة "رئيسٌ للبنان حتماً"، أي أن ينتقل الموقف العربيّ إلى "حماية" إنتخاب الرئيس، خاصة في وجه "تفجير" سوريّ – إيرانيّ ضدّ لبنان وضدّ المنطقة.

4- وليس بعيداً من التوترّات، بل في صميم الأحداث الأمنيّة في العاصمة بيروت، عقد مساء أمس الإجتماع الرباعي بين "المستقبل" و"أمل" و"حزب الله" والجيش والقوى الأمنيّة:

a-  الإجتماعُ – من جانب "تيّار المستقبل" – هو لمساعدة الجيش والقوى الأمنيّة و"ترييحهم".

b- وهو للتأكيد على دور الجيش والقوى الأمنيّة في حماية المواطنين والسلم الأهليّ.

c- وهو ل"محاولة" تنفيس الأجواء، ولتحميل الفريق الآخر المسؤوليّة عن "الشحن".

d- وكما قال "تيّار المستقبل" في بيانه اليوم ليس ثمّة عودة إلى "لجان أمنيّة مشتركة"، بل تأكيد على "الأمن الشرعيّ".

e- سياسياً، لم يكن حضور الإجتماع خطأ، ففي النتيجة "تيّار المستقبل" لا يعدّ لفتنة ولا 14 آذار تعدّ لفتنة.

5- واليوم "نطقَ" ميشال عون:

a-  برّأ النظام السوريّ من اغتيال مغنيّة إذ إعتبر مغنيّة خسارة للبنان ولحزب الله وسوريّا.

b- وأعطى "حزب الله" حقّ الرّد على الإغتيال "الذي تفذته إسرائيل" إذ "لا يمكن مطالبة المستهدفين بعدم الرّد".

c- وتحدّث عن "الثلاث عشرات" بصيغة "رفع عتب"، بعنوان انّ "المعارضة تريد دوراً تقريريّاً".

d- على أيّ حال، إنّ عون "تفصيل مخابراتيّ صغير" في الصراع الدائر.