تلخيص سياسّي حول التطوّرات في اليومين الماضيين 9  و10 شباط

1-إنتهى الإسبوع الفائت بإفشال النظام السوريّ و"معارضته" جولة جديدة من المبادرة العربيّة:

a-الإصرار على الثلث المعطل في حكومة ما بعد إنتخاب الرئيس.

b-إضافة شروط من خارج المبادرة تتعلق بمن يكون رئيس الحكومة المقبل، وبتوزيع الحقائب مسبقاً.

c-عدم الإقرار "حتى" بالعشرات الثلاث الا من ضمن "السلة".

d-وبالتالي رفض إنتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهوريّة.

2-بطبيعة الحال، ليس في هذا التعطيل ما يُفاجئ. غير انّه لا بدّ من الانتباه إلى الآتي:

a- "مرّ" مساء الخميس الماضي خبر يفيد انّ قطر قرّرت سحب الوحدة القطريّة العاملة في إطار "اليونيفيل" في جنوب لبنان. ولم تعطِ أيّ تفسير لخطوتها هذه.

b-غير انّه وعلى طريقة "خذوا أسرارهم من صغارهم"، كشف وئام وهّاب عن توجّه سوريّ. قال انّ نيكولا ميشال لمحّ إلى إستدعاء عمر كرامي وايلي الفرزلي وعبد الرحيم مراد إلى المحكمة الدوليّة. وقال انّ المحكمة سياسيّة تشعل الحرب الأهليّة في لبنان. وقال انّ "المعارضة قررّت ألا يذهب أحد منها الى المحكمة حتى كشاهد". وقال انّ "اليونيفيل" لا يمكن أن تبقى فيما تُشعل الأمم المتحدة حرباً أهلية في لبنان.

c- لا مفرّ من الربط بين التهديد السوريّ ل"اليونيفيل" على خلفيّة المحكمة الدوليّة وبين الإنسحاب القطريّ منها. ذلك انّ التواطؤ القطريّ مع النظام السوريّ على المحكمة وعلى لبنان معروف.

d-غير انّ ما كشف عنه وهّاب يؤكد شعور بشّار باقتراب المحكمة، وبانّ جماعته سيستدعون، ويؤكد انّ كلّ "المسارات" التي يواجه النظام السوريّ عليها تقود إلى محاولة إسقاط المحكمة الدوليّة.. أي إسقاط المبادرة العربيّة "ل" إسقاط المحكمة.

e-واللافت في هذا السياق، إعلان عضو الكتلة العونيّة نبيل نقولا في مداخلة تلفزيونيّة اليوم انّ المحكمة الدوليّة مسألة خلافيّة ويجب أن تعالج من ضمن "السلة"، التي يجب أن تتضمّن اتفاقاً مسبقاً على البيان الوزاريّ.

3-إذاً، نحتفل بالذكرى الثالثة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريريّ في ظلّ المعطيات الآتية:

a- إفشال النظام السوريّ و"معارضته" المبادرة العربيّة.. ما يؤديّ إلى تشدّد عربيّ ودوليّ حيال دمشق من شأنه أن يتبلور في توجّهات في المقبل من الأيّام.

b-الكشف السوريّ عن "مشروع" إسقاط المحكمة الدوليّة و"لو" بحرب أهليّة.. وهذا ما يدفع باتجاه إستنفار مقابل.

c- توازن قوى داخليّ لمصلحة 14 آذار، فهي الأقوى داخلياً، خصوصاً في ظلّ "الهبوط العونيّ" إلى الدرك.

-d نبرة مرتفعة لقيادات 14 آذار: سعد الحريري، ووليد جنبلاط، هدفها القول إمّا أن ترتدعوا وإمّا فلن نسمح بأن يؤخذ البلد بالقوّة.. وقد قابلها "فجأة" إنخفاضٌ في نبرة "حزب الله".

e-تصميمٌ من جانب البطريرك على مواصلة معركة الإستقلال، وصولاً إلى تلويحه ب"التدويل" في حديثه إلى مجلة "الميسرة" أمس.

f- نهوضٌ لمسيحييّ 14 آذار في مقابل "الهبوط العونيّ".

4- في ظلّ هذه المعطيات، ليس علينا فقط أن نتوقع إحتشاداً كبيراً في 14 شباط الجاري، بل أن نسعى اليه:

-a ناسُنا مستنفرون وقد طفح بهم الكيل من التهديد والوعيد.

b- انتقال سعد الحريري إلى الشمال شجاع، ويلعب دوراً تعبوياً.

c-أهميّة إستعادة "الشارع"، على خلفيّة الترابط بين كلّ العناوين لا سيّما عنوانا الإستقلال والعدالة.

d- ويجب عدم ترك أيّ سبيل للحشد، إستنفاراً ل"المجتمع".

e- وأهميّة الاحتشاد ليست في عدده، بل كونه سيشكل نقطة تحوّل سياسيّ.

5- إذاً، لا مفرّ من التركيز على موعد 14 شباط لكلّ الإعتبارات السابقة تأكيداً لحقيقة انّ 14 آذار هي الأقوى من جهة ومن أجل الذهاب إلى منعطف سياسيّ  جديد من جهة أخرى.