تلخيص سياسّي ليوم 12 شباط 2008

حول الذكرى الثالثة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري وما يرافقها

1-من الواضح إن إستعدادات قوى 14 آذار جميعاً لإحياء الذكرى بمشاركة شعبيّة مكثفة قد اكتملت وانّ الإحتشاد سيكون كبيراً بالرغم من حملات التخويف التي تشنّها قوى المحور السوريّ – الايرانيّ.

2-الأنظار متجهة إلى ما يمكن أن يقوله قادة 14 آذار وما يُنتظر أن يقولوه:

*ثمّة نوعٌ من القناعة، في ضوء تجربتي 14 شباط 2006 و 14 شباط 2007، بانّه لا بدّ من تجنّب الإنزلاق الى إعطاء وعود إمّا انّها غير قابلة للتحقيق أو انّ قدرتنا على تحقيقها ليست مطلقة، وبأنّه لا بدّ أيضاً من تجنّب تحديد مواعيد معيّنة.

* في المقابل، أي في مقابل "التعبئة التكتيكيّة" حولَ عنوان مباشر ما، ثمّة حاجة إلى "تعبئة إستراتيجيّة".

*المقصود هنا ب"التعبئة الإستراتيجيّة" هو: توضيح حقيقة انّ توازن القوى الداخليّ الشعبيّ والسياسيّ هو في مصلحة 14 آذار، وانّ 14 آذار ليست وحدها ومعها الشرعيتان العربيّة والدوليّة، وتوضيح انّ مشروعنا ليس مشروع حرب أهليّة لأنّ الحرب الأهليّة هي مشروع النظام السوريّ و"معارضته"، وتوضيح انّه لذلك فان إستراتيجيّة 14 آذار هي إستراتيجيّة "صمود" لأنّ الصمود هو الذي يربك الفريق الآخر ويمنع الحرب الأهليّة (حتى الآن). وإلى تظهير عوامل قوتنا، التأكيد على اننّا أصحاب قضيّة.

* المنتظر إذاً وعدٌ بالثبات والصمود والتماسك والوحدة حول مشروع إستكمال الإستقلال وبناء دولته.

*وعندئذٍ لا يعود 14 شباط مجرّد موعد سنويّ بل محطة في مسيرة "نضال" و"صمود".

3-بطبيعة الحال، وعلى أساس أنّ الإحتشاد سيكون كبيراً جدّاً حتماً، لا بدّ من توجيه رسالة إلى "الفريق الآخر" مفادُها أن هذه قوّتنا وهذه جماهيرنا وهذا هو التوازن.. فانتبه جيداً.

4-على "هامش" الإحتفال بالذكرى، من المفيد لفت النظر إلى الآتي:

*إنّ الموقف العربيّ يشتدّ ضغطاً على النظام السوريّ.

* على انّه لا بدّ من مصارحة أركان النظام العربيّ بضرورة ربط مصير القمّة العربيّة في دمشق بحصول إنتخاب الرئيس أي بتنفيذ المبادرة العربيّة.

*لا بدّ أن يكون العنوان: رئيس للبنان قبل القمّة يحضر القمّة وإلا لا قمّة.

*هذا يساعدنا كثيراً في حركتنا السياسيّة.

5-على كلّ حال، من تداعيات التشدّد العربيّ، حملة أبواق النظام السوريّ في لبنان المتجدّدة على المملكة العربيّة السعوديّة وقيادتها:

*هي مؤشر إلى القطيعة السعوديّة مع بشّار.

* وهي مؤشر إلى إنزعاج نظام الأسد.

* وهي "بسبب" تغطية المملكة "ما تبقى" من نفقات تأسيس المحكمة الدوليّة.

* وهي – في النهاية – مؤشر إلى المعركة الطويلة مع النظام السوريّ.