تلخيص سياسّي

13/1/2008

حولَ تطوّرات اليومَين الماضييَن

1-   ممّا لا شكّ فيه أنّ النظام السوريّ و"معارضته" لم يمكنا المبادرة العربيّة من إحراز تقدّم على صعيد حلّ الأزمة.

2-   لا يمكن القول، ولا مصلحة في القول، إنّ المبادرة العربيّة فشلت:

a-  بينَ مغادرته بيروت أمس وعودته اليها الأسبوع المقبل بعد مروره بدمشق كما أعلن، سيعرض عمرو موسى لوزراء الخارجيّة العرب ما حصلَ معه.

b- وستكون له معرفة ب"المستوى" الذي يمكن أن يذهب الموقف العربيّ اليه في حال إستمرار التعطيل السوريّ و"المعارض".

c- وبحسب المعلومات، فانّ إجتماع وزراء الخارجيّة العرب في 27 الجاري يُفترض أن يسميّ الأشياء بأسمائها.

d- وأن يسميّ الإجتماع العربيّ الأشياء بأسمائها يعني وضع النظام السوريّ في "الزاوية" ويعني فتح طريق مجلس الأمن مجدّداً، عدا عن أنّ في وسع النظام العربيّ اتخاذ خطوات عقابيّة.

e- أي أنّ المبادرة قائمة ب"ديناميّة" حتى 27 الجاري "على الأقل".

3- وقد لفتَ الموقف الذي أعلنه الرئيس المصريّ حسني مبارك أمس:

a-  ليسَ "أهمّ" ما في كلام مبارك تهديده ب"نفض اليد" من لبنان لأنّ هذه الجملة في السياق السياسيّ للموقف تبدو "زلة لسان".

b- ما أعلنه مبارك تحذيرٌ لسوريّا من إستمرار التعطيل، وتحذيره من أنّ عدم إستقرار لبنان يعني عدم الإستقرار في جواره "المباشر" وفي المنطقة ككلّ.

c- ولكأنّ ما أعلنه بمثابة "تحريض" للبنانيين على "الانتفاض".

d- وهو إذ يقول إنّه "لم يبقَ إلا المبادرة العربيّة"، انّما يقول انّها مستمرّة وانّ هناك "مابعدَها".. أي موقف.

4- كذلك، كان أمران لافتان:

a-  زيارة الرئيس الفرنسيّ نيكولا ساركوزي إلى المملكة العربيّة السعوديّة ولقاؤه الملك عبدالله بن عبد العزيز.

b- تحذير الرئيس الأميركي جورج بوش إيران – وسوريّا – من تقويض فرصة إنتخاب الرئيس التوافقيّ للبنان.

5- في هذا "المناخ" الخارجيّ، العربيّ والدوليّ، برز ما يأتي:

a-  قبل بضعة أيّام وأثناء وجود عمروموسى في بيروت أعلن وزير الخارجيّة السوريّ وليد المعلم أنّ "مصالح سوريّا" وحلفائها أهمّ من إنعقاد القمة العربيّة في دمشق.

b- وبعد مغادرة موسى، برز تصعيد "حزب الله" تحت عنوان أنّ "أميركا تعطل الحلّ العربيّ (!) أو أنّ "التعطيل الأميركي يتمّ بواسطة فريق الأكثريّة" ثمّ تحت عنوان أنّ "موسى لم يوضح البند الملتبس في المبادرة حول الحكومة"، والعودة الى نغمة "المشاركة" التي بدون تأمينها لا يمكن لأيّ مبادرة أن تنجح!.

6- في هذه الأثناء، لا يزال عون يقدّم "الستارة" للتعطيل السوري:

a-  يتحدّث عن حقوق المسيحيين "في وجه" مبادرة عربيّة تعززّ الموقع المسيحيّ الأوّل في الشراكة الوطنيّة أي رئاسة الجمهوريّة بإعطاء الرئيس الصوت المرجح في الحكومة.

b- ويتحدّث عن حقوق المسيحيين فيما سائر المسيحيين يؤيدون المبادرة التي تتضمن فيما تتضمن إقرار قانون إنتخاب يسمع بانتاج تمثيل سياسيّ حقيقيّ للمسيحيين وسائر الطوائف.

c- ويتحدّث عن حقوق المسيحيين بالتوازي مع مواجهته للكنيسة والبطريرك، وللجيش وقيادته.

d- ويتحدّث عن حقوق المسيحيين فيما المسلمون – غير قوى التمثيل السياسيّ الشيعي – تعلن دعمها الرئاسة المارونيّة القويّة.

f- انّه لا يكتفي بنقل المسيحيين إلى المحور السوريّ – الايراني إقليمياً لكنّه ينقلهم إلى وضعيّة "أهل الذمّة" ليخلق تصادماً  مسيحياً – مسيحياً وآخر مسيحياً – إسلامياً.

7- إنّ بداية "الاختراق" داخلياً لا بدّ أن تكون مسيحيّة:

a-  لا بدّ من تأسيس "حالة مسيحيّة" سريعاً تحدّد حقوق المسيحيين.

b- لا بدّ من فضح "المشروع" الذي يطرحه عون على المسيحيين وأخطاره.

c- لا بدّ إستناداً إلى مقررّات المجمع الماروني في العام 2006 من "حركة" تستهدف الوصول الى وضع القيادات والفاعليات المسيحيّة والنوّاب المسيحييّن  بتصرّف البطريرك، وبتصرّف العمليّة الدستوريّة، أي الإنتخاب الفوريّ للعماد ميشال سليمان، تالياً.

8- وإذا كانَ ممّا لا شكّ فيه أنّ المبادرة العربيّة تشكل دعماً ل14 آذار، فانّ "المطلوب" هو الآتي:

a-  إعادة بلورة الخطاب السياسيّ -  والثقافيّ الاعلامي – ل14 آذار.

b- بلورة "معنى" الموقف العربيّ الداعم ل"الصيغة" اللبنانيّة.

c- بلورة الطبيعة "الإنتحاريّة" لمشروعَي "حزب الله" وعون.

d- الدخول الى ملعَبي "حزب الله" وعون أي إثارة القضايا التي تحرجهما ضمن قواعدهما، وعدم الإكتفاء بالرد "السياسيّ" المباشر على كلام سياسيّ "مباشر".

e- "تسنيد" حركة 14 آذار بحالة مسيحيّة وبحالة سياسيّة – ثقافيّة أوسع.