تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات

2008-01-14

الأبرز بدون شك هو إنتقال "المعارضة" من محاولة الالتفاف على المبادرة العربيّة إلى الانقضاض عليها كلياً.

في هذا الإطار يلفت التصعيد الذي يتولاه "حزب الله":

في خطبة عاشورائيّة له أمس قال الأمين العام للحزب حسن نصرالله أنّ "أعلى درجات العدالة بالنسبة إلى حركة إسلاميّة هي اقامة حكومة إسلاميّة". غير أنّه أضاف "بما أنّ لبنان بتركيبته وتعقيداتها لا يتيح قيام حكومة إسلاميّة فانّه يمكن تحقيق درجة من درجات العدالة وهي المشاركة".

كأنّ نصرالله يريدنا أن "نرى" التنازل الكبير الذي يقدّمه من حكومة إسلاميّة إلى حكومة وحدة وطنيّة!.

ويعود نصرالله وقادة الحزب الى مقولة "الثلث الضامن" عنواناً للمشاركة.

وإذا كانَ قادة الحزب يعلنون أنّ أيّ مبادرة لن تنجح إلا متى اعترفت بحقّ "المعارضة" في المشاركة، فانّ نصرالله تحدّث بلغة تهديديّة: "سنستمرّ مهما تطلب الأمر من جهد ووقت"، "إذا اقتضى الأمر ليس فقط أن نبذل ماء وجهنا بل دمنا فنحن حاضرون"!.

بالتوازي كان ميشال عون يصّعد على عدّة "محاور":

الثلث المعطل.

بعدَ إصراره على لقاء ثنائيّ مع رئيس "تيّار المستقبل" سغد الحريري إنتقل إلى مهاجمة الحريري وطلب إستبداله كممثل عن 14 آذار يحاوره هو كممثل عن "المعارضة".

وإذا كان نصرالله في خطبته أمس إستعاد الحديث عن حكومة إنتقاليّة وإنتخابات مبكرة فقد عاد عون إلى الحديث عن إنتخاب الرئيس من الشعب.

كلّ المقدّمات السابقة تهدف الى إستنتاج الآتي:

توجّه واضح إلى نسف المبادرة العربيّة.

والعناوين التي تطرحُها "المعارضة" تتناقض مع مضمون المبادرة العربيّة ونصّها.

حيال ذلك، اتخذت 14 آذار موقفاً صارماً مهماً:

إعتبار المبادرة واضحة لا تحتاج إلى تفسير، وانّها تسقط الثلث المعطل.

إعتبار المبادرة ل"التنفيذ" وليس ل"التفاوض".

رفض تحويل المبادرة إلى حوار ثنائيّ. هذا مع العلم انّه في حال اعتبرت الجامعة العربيّة أنّ عقد لقاء ثنائيّ ضروريّ – بما في ذلك لفضح مناورات "المعارضة" – يمكن ل14 آذار أنّ تسمّي محاوراً مسيحياً مع عون.

فالمبادرة التي تحظى بزخم عربيّ ودوليّ لا يجوز إدخالها في "الزواريب" الداخليّة لنسفها.

تزامناً برز اليوم موقف سعوديّ وفرنسيّ مهمّ على لسان وزيرَي الخارجيّة سعود الفيصل وبرنار كوشنير:

طالب الفيصل النظام السوريّ ب"إقناع حلفائه" بدعم المبادرة العربيّة.

وفي حضوره أكد كوشنير انّ عدم نجاح المبادرة العربيّة يعني الذهاب الى مجلس الأمن.

وغنيّ عن القول إنّ ثمّة "ديناميّة" دوليّة – عربيّة حالياً بشأن لبنان، أبرز تجليّاتها قمّة بوش – عبدالله بن عبد العزيز وقمّة ساركوزي – عبدالله.

وفي سياق غير بعيد، يجب لفت النظر إلى "الإشاعة" التي عممّت اليوم عن رفع سعر الخبز وما تبعها من تحرّك ومحاولة قطع طريق المطار. انّ هذا "النوع" من الشائعات متوّقع بهدف البلبلة واختراع عناوين لفوضى معينّة.

9- لا بدّ من التشديد على أهميّة شرح مواقف 14 آذار ومن جانب القيادات كي يبقى ناسُنا مواكبين للمواقف.