تلخيص سياسّي ليوم 15 شباط 2008

حولَ ما بعد إحتفال 14 شباط وخطاب الأمين العام لحزب الله

1-ليس ثمّة ما يضاف على تلخيص يوم أمس تقويماً ل"اليوم" حشداً ودلالة على الأكثريّة التي تتمتع بها 14 آذار بين الناس وولاءً للنسبة الساحقة من اللبنانيين للإستقلال الخ..

2-لكن، بما انّ الاحتفال أمس في تخطيط 14 آذار كانَ محطة في ديناميّة متجدّدة، وبما انّ تقييمات متفرقة بدأت بالصدور، وبما انّ توجهات مستقبليّة متفرقة أيضاً بدأت تظهر، "يُستحسن" أن يكون تقويم موحّد من ناحية، وتحديدٌ موحّد للخطوات اللاحقة من ناحية ثانية.

3-في هذا السياق، إنّ العودة مجدّداً إلى خطاب الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله في تشييع المسؤول العسكريّ – الأمنيّ للحزب، تفيدُ جداً في قراءة المرحلة:

بعضُ العارفين ب"حزب الله"، دعوا إلى قراءة خطاب نصرالله بوصفه إنفعالاً مع حجم الخسارة التي مني بها الحزب باغتيال عماد مغنيّة.

غير انّه، مع الأخذ في الاعتبار لهذا الأمر، لا يمكن تجاهل حقيقة انّ نصرالله أعطى إشارات إلى المرحلة الآتية.

في هذه "الإشارات" انّ الحزب قرّر "بلع" الضربة التي تلقاها "داخل سوريّا"، وأعلن إستمرار "التحالف" مع النظام السوريّ. وهذا الأمر لا يفاجئنا أبداً، لأنّه يدخل في الحسابات الإستراتيجيّة عنده. وفي المعلومات التي تؤكد ذلك انّ وزير الخارجيّة الإيراني منوشهر متكي جمع القيادات العسكريّة للحزب، التي ذكر انّها عبّرت عن "تململ" من سوريّا ودعاها إلى تخطي الضربة.

لكن في "الإشارات" انّ "حزب الله" – على لسان نصرالله – الذي كان يُنكر علناً في السابق عضويّة مغنيّة في قيادته، أو كان يتنصل من أعمال منسوبة إلى مغنيّة، لم يكتفِ بتبنيه بصفته قائده العسكريّ الأوّل، وهذا الأمر مفهوم تماماً بعد إغتياله، لكنّه تبنى مغنيّة وأعماله ب"مفعول رجعيّ".

وفي المعلومات انّ مغنيّة كان يضطلع بمهام مركزيّة على المثلث اللبناني – الفلسطيني – العراقي، فضلاً عن دوره "العضويّ" مع ايران، وتنسيقه مع الأمن السوريّ.

وبهذا المعنى، فانّ نصرالله عندما هدّد بما سّماه "الحرب المفتوحة" انّما يقصُد: الحرب المخابراتيّة مع إسرائيل وقد حدّد "العالم كله" نطاقاً لها، الحرب في فلسطين (دور مغنيّة و"حزب الله" مع "حماس" تدريباً وقتالاً)، الحرب مع العراق (دور مغنيّة والحزب مع "جيش المهدي" تدريباً وقتالاً).. الحرب جنوباً.

4-إنّ الضربة التي تلقاها "حزب الله" كبيرة جداً. لكن ما يرغب هذا التلخيص السياسيّ، تأسيساً على المقدمّات في الفقرة 3، في قوله هو الآتي:

يجب عدم الإنتقاص من "الحرب المفتوحة" التي أعلنها نصرالله.

قد تشكل هذا "الحرب المفتوحة" مخرجاً للحزب من المأزق الداخليّ، أو هو قد يعتقد ذلك على الأقلّ.

و"المزاوجة" بين الداخل والخارج هي إحدى سمات "سياسة" الحزب في المرحلة الماضية.

وهي مؤذية إذ يعلن نصرالله انّ "جغرافيا الحرب" خارج الأراضي اللبنانيّة.

وهي تدفع لبنان ككلّ أثماناً.

5-إذاً، في تقويم 14 آذار للمرحلة المقبلة وخطواتها، لا يمكنها إسقاط ما أعلنه نصرالله من الحساب، إذ يؤكد كلّ من يعرف "حزب الله" انّ عماد مغنيّة كان أكثر من مسؤول عسكريّ أوّل بل كان القائد الفعليّ للحزب. وإذا كان نصرالله أعلن أمس انّه "بلع" الضربة تجاه سوريّا، فهو بالتأكيد سوف "يستخدم" ما حصل في المعركة التي يعتبرها "أساسيّة" (ضدّ إسرائيل وأميركا).

6-إستنتاجاً، من المفيد القول انّ الضربة الآتية من سوريّا، لا تؤسّس ل"تحوّل" في "حزب الله". ففي تاريخه "بلع" ثكنة فتح الله وغيرها. لكن الأهمّ انّ "قرار البلع" هو بالضبط من نوع القرارات التي تؤخذ عنه، في إطار "ولاية الفقيه".

7-أي انّ ردّ "حزب الله" على الضربة، هو الإمعان في "الساحة المفتوحة".

8-والنظام السوريّ من مصلحته أن يحصلَ "التصعيد المفتوح": باعَ رأس مغنيّة دفعة على الحساب ب"يد" ويوجّه بوصلة الردّ ب"يد" أخرى.