تلخيص سياسّي حول تطوّرات اليوم

2008-01-17

الحدث الأبرز على صعيد المبادرة العربيّة تمثل بالإجتماع الثلاثيّ بين الرئيس الأعلى ل"الكتائب" الرئيس أمين الجميّل ورئيس "تيّار المستقبل" سعد الحريري والجنرال ميشال عون برعاية الأمين العام للجامعة عمرو موسى:

كانَ عقدُ اجتماع بين الحريري وعون قد تبناه موسى لضرورات "الايحاء" باستنفاد كلّ المحاولات من جهة وكشف "النوايا" من جهة ثانية.

وافقت قيادات 14 آذار في إجتماعها مع موسى مساء أمس على الإجتماع على الأسس الآتية: الا يكون ثنائياً بين الحريري وعون، وأن يكون الرئيس الجميّل مشاركاً وشريكاً وأن ينحصر البحث ببنود المبادرة العربيّة.

لذلك لا يمكن في أيّ حال من الأحوال اعتبار الاجتماع الذي جرى إختراقاً سياسيّاً في جدار الأزمة أو مؤشراً إلى انعطافة باتجاه الحلّ.

ومن جهة 14 آذار فانّ الإجتماع "وسيلة إيضاح" إضافيّة لمرونتها وإيجابيتها حيال المبادرة.

وعلى أيّ حال فان ما أعلنه موسى بعد الإجتماع لا يفيد أنّ ثمّة حلحلة. فإذ قال "لا أستطيع أن أعطي انطباعاً نهائيّاً" عاد ليؤكد انّ المبادرة واضحة في البند الثاني: لا إستئثار ولا تعطيل وقال بالحرف أنّ المبادرة لا تعطي الأكثريّة النصف زائد واحد ولا تعطي المعارضة الثلث زائد واحد، والمشكلة قائمة هنا، أي في هذه النقطة.

2- والحدث الثاني البارز تمثل في إسراع 14 آذار ومسيحييها بشكل خاص إلى "إحتضان" البطريرك في وجه الحملة التي يتعرّض لها وبلغت ذروتها بتهجّم سليمان فرنجية عليه:

انّ هذه الحملة سوريّة بامتياز لا تصفي الحساب مع البطريرك على دوره التاريخيّ فقط انّما تستهدف دوره الحاليّ بالتحديد.

ولمّا كان الموقف السوريّ لم يغادر التعطيل فانّ إستهداف البطريرك يتوخى توجيه ضربة إلى الموقع الذي يمثله ودفعه إلى الانكفاء لصالح التغطية التي يمنحُها "مسيحيّو النظام السوريّ" للتعطيل.

أي إنّ دور البطريرك في الحلّ هو المستهدف.

كان الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله أعلن في خطبته مساء الثلاثاء انّ تطوّرات ستحصل حتى أيّار المقبل، وقال أنّ ايران وسوريّا و"حماس" و"حزب الله" معاً "قضيّة واحدة ومعركة واحدة" ضدّ "المشروع الأميركي". وأشار إلى تطوّرات "مفترضة" فتحدّث عن ضرب ايران وعن تصعيد في غزّة وعن عدوان إسرائيلي جديد على جنوب لبنان، واللافت أيضاً انّه تحدّث عن المحكمة الدوليّة في معرض إشارته إلى التطوّرات السلبيّة من وجهة نظره.

في هذا السياق، ما قاله نصرالله عملياً هو أنّ لا حلّ في لبنان حتى شهر أيّار على الأقلّ.

وحملته على المبادرة العربيّة هي حملة على العرب المهتمين من قبله بالتواطؤ مع أميركا ضدّ إيران.

ولذلك فانّ الحملة على البطريرك هي التتمّة من أجل مواصلة التعطيل 4 أشهر إضافيّة.

تأسيساً على البند 2 بمجمله في هذا التلخيص، يمكن قول الآتي:

إنّ مسارعة مسيحيي 14 آذار إلى التحرك تأييداً للبطريرك جيّدة جداً.

غير انّ الحملة على البطريرك ينبغي أن تحفز على الإسراع في خطوات إستنهاضيّة لقطاعات إضافيّة، من نتائجها عزل عون و"مسيحيي سوريّا" (مؤتمر عام، تحركات إلى بكركي على أيّام، تحركات مناطقيّة وقطاعيّة وغيرها).

ولما كان التعطيل السوريّ آخذاً في الإنتقال إلى إصابة العماد ميشال سليمان مباشرة بعد أن كان مستهدفاً بصورة غير مباشرة، فانّ اللفتة الواردة في بيان إجتماع معراب اليوم مهمّة وإن كانَ يفيد "تصعيد الإحتضان" للجيش وقائد الجيش.