تلخيص سياسّي حولَ معطيات "المرحلة" ليوم 19 شباط

1-على خلفيّة قرب إنطلاق المحكمة الدوليّة بحسب "الأجواء" المتوافرة، يهدّد النظام السوريّ عبر "صغاره" في لبنان بحرب بحرب أهليّة تطال تداعياتها "اليونيفيل" تارة وبتفجير إقليميّ متبجحاً بقدراته العسكريّة في مواجهة إسرائيل تارة أخرى.

2-غير انّ النظام السوريّ فتح – بالتوازي مع التهديدات – خطاً تفاوضيّاً مع إسرائيل:

a- تفاوض عبر تركيّا وآخره زيارة ايهود باراك إلى تركيّا.

b- وتفاوضٌ عبر إبراهيم سليمان مع مسؤولين إسرائيلين.

c- وغنيّ عن القول انّ نظام بشار يسعى مع إسرائيل كي تلعب دوراً في إسقاط المحكمة الدوليّة.

3- قد يبدو في الظاهر انّ ثمّة تناقضاً بين خط تفاوضيّ مع إسرائيل من جهة والتهديد بمواجهة مع إسرائيل من جهة ثانية:

a- هذا في الظاهر.

b- في العمق، لا يمكن أن يستبعد أحدٌ أن يكون التهديد بالحرب من أجل "مساعدة" إسرائيل لتطلب إسقاط المحكمة بحجّة "سلامة الوضع الإقليميّ".

c- وفي مطلق الأحوال، يستطيعُ النظام في دمشق أن يفجّر إقليمياً بواسطة غيره.

d- وقد لا يتردّد كخيار أخير في فتح مواجهة معيّنة كي يعلن نفسه بطلاً قومياً وليس نظاماً مطلوباً للعدالة الدوليّة.

4- على أيّ حال، لا يزال تركيز نظام الأسد حتى الآن على الخط التفاوضيّ مع إسرائيل. وعلى هذا الخط جرى إغتيال عماد مغنيّة في سوريّا:

a- قدّم النظام السوريّ رأس مغنيّة هديّة إلى إسرائيل، ليعطي نفسه "مصداقيّة" انّه ملتزم بالتعاون معها إذا كان الثمن إسقاط المحكمة.

b- ويعرف انّ "حزب الله" سيردّ على الإغتيال، أي سيردّ على إسرائيل.

c- وبالفعل فقد أعلن الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله "الحرب المفتوحة" في كل زمان وفي كلّ مكان من العالم على إسرائيل.

d- بذلك ضمَن النظام السوريّ: بيع مغنيّة لإسرائيل من ناحية وهيّأ للتفجير الإقليميّ عبر "حزب الله".

e- ومن المفيد "على الهامش" الإشارة إلى تصريح رئيس وكالة الإستخبارات الأميركيّة الذي اتهّم سوريّا أو "حزب الله" بإغتيال مغنيّة.

5- إذاً، يمكن بناءً على كلّ ما تقدّم الحديث عن "مرحلة":

a- مرحلة يبدو فيها لبنان مهدّداً بحرب أهليّة.

b- ومرحلة يبدو فيها لبنان – والمنطقة – مهدّدين بتفجير إقليميّ.

6- حيالَ ذلك، يُفترض أن تتمسّك 14 آذار بالآتي:

a- في ظلّ أخطار من الداخل والخارج معاً، لا يجوز أن يستمرّ الفراغ وأن تستمرّ الفوضى.

b- لبنان بحاجة إلى "سلطة" لمواجهة هذه الأخطار ب"الدولة".

c- المبادرة العربيّة هي الحلّ ونتمسّك بها حرفيّا على قاعدة إنتخاب ميشال سليمان رئيساً، وحكومة وحدة وطنيّة لا نأخذ فيها النصف +1 ولا تأخذ "المعارضة" الثلث +1.

d- غير انّه في حيال إستمرّ التعطيل، وهذا ما هو مؤكد، يجب الذهاب إلى إنتخاب رئيس الجمهوريّة.

e- ليس علينا أن نقول إنّنا سننتخب الرئيس بالنصف +1، لأن الإنتخاب عندما سيحصل سيكون بالتأكيد أكثر من النصف +1.

f- ذلك انّه لا يمكن التنبؤ بمصير بعض الكتل من الآن حتى الإنتخاب.

g- والأهمّ انّ إنتخاب سليمان يجب أن يكون قراراً لبنانياً – عربياً – دولياً مشتركاً.

h- القرار اللبنانيّ عبّر عنه مليون ونصف المليون في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري الخميس الماضي.

i – القرار العربيّ "آخذ" في التبلور على قاعدة ما تمّ إعلانه حتى الآن لجهة "لا رئيس للبنان لا قمّة عربيّة"، أي يُفترض أن يغطيّ القرار العربي القرار اللبنانيّ. والموقف الدوليّ يتصاعد لإنتخاب الرئيس.

7- إنّ الترجمة الفعليّة للإنتقال من الصمود إلى المبادرة هي:

a- إعطاء الفرصة للمبادرة العربيّة في الأيّام المقبلة.

b- التشدّد في طلب تنفيذها ووضع أيّ اجتماع برعاية عمرو موسى تحت عنوان تنفيذيّ.

c- إنتخاب ميشال سليمان بعدَ ذلك.. بل خلال آذار.

8- وإذا كان إنتخاب سليمان "سيكون" بقرار لبنانيّ – عربيّ – دوليّ مشترك، فانّ ذلك يقتضي داخلياً تغطية البطريرك. ولا مبالغة في القول إنّ تغطية البطريرك يمكنُ تأمينها بعد 3 أشهر من الفراغ وفي ظلّ الأخطار المحدقة. وكذلك فانّ "على" العماد سليمان أن يقدّر انّ مليوناً ونصف المليون هتفا لإنتخابه في ساحة الحريّة.

9- وإذا كانت بنودٌ سابقة من هذا التلخيص لفتت إلى حرب النظام السوريّ على المحكمة الدوليّة، وإلى طلبه دعم إسرائيل لإسقاطها، فليس معنى ذلك انّ المحمكة لن تقوم:

a-استكملت كلّ إجراءات إنشائها.

b- وتمويلها.

c- وتعيين القضاة اللبنانيين.

d- والإنتقال إلى الادعاء أسرع ممّا نتوقع.

e- ولذلك فانّ النظام السوريّ سيواصل حربه.. لكن من يبدأ الحرب لا يعرف بالضرورة كيفَ تقف.

10- كانت تعليقات قوى 14 آذار اليوم على تأييد عون لردّ "حزب الله" على إغتيال مغنيّة، جيّدة ودقيقة. والمطلوب موقف تضامنيّ مع المملكة العربيّة السعوديّة، أي "تجيير" الموقف الذي دعت به مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان لصالح تأكيد انّنا والمملكة نواجه معاً حرباً سوريّة – وإيرانيّة – على النظام العربيّ.