تلخيص سياسّي حولَ المعطيات الأخيرة

2008-01-22

1-بعدَ التعطيل الذي قام به النظام السوريّ و"معارضته" للمبادرة العربيّة، من الواضح أنّ محطة 27 الجاري تكتسب أهميّة كبيرة.

2-حيالَ ذلك، ولأنّ الإجتماع العربي سيتوقف أمام الفشل الذي دُفعت اليه المبادرة، ولأنّ المسؤوليّة تحملّ إلى النظام السوريّ وحلفائه في الداخل، يعتمد هذا النظام في الأيّام الفاصلة عن 27 خطة تقوم إلى الآتي:

a-طلبَ من "معارضته" أن تتحملّ هي مسؤوليّة إفشال المبادرة نيابة عنه كي يكرر القول أنّ المشكلة لبنانيّة داخليّة.

b- وعلى هذا الأساس تتولى "المعارضة" الحملة على المبادرة بعنوان "التفسير" وعلى الأمين العام للجامعة وعلى الدول الرئيسيّة في النظام العربي.

c- تنظيم "تحركات" بعناوين مختلفة، وأحداث شغب من قطع طرقات إلى إشعال حرائق.

d- أنّ يأخذ "التحرّك" شكل "حرب عصابات" في الشارع بما يشلّ البلد، من دون إسقاط إحتمال تطوّرها إلى صدامات.

e- وفي المعلومتات أنّ أمر مهمّة أعطي للعونيين والمردة شكالاً ومراد ووهّاب والقوميين جبلاً وبقاعاً و"حزب الله" بتولي الأوزاعي وطريق الجنوب والمطار، كما داخل بيروت.

f- وفي المعلومات أيضاً أنّه تمّ إدخال عناصر من "جيش التحرير الفلسطيني" (التابع لسوريّا) إلى مواقع "القيادة العامة".

3- لهذه "الخطة" أهداف سياسيّة:

a- ترهيب الموقف العربيّ عشيّة إجتماع 27.

b- ترهيبه بإعطاء "صورة" عمّا يمكن أن يكون الوضع في لبنان عليه إذا ذهب الموقف العربيّ نحو محاسبة النظام السوريّ.

c- والحال أنّه من الواضح أنّ هذا السباق مع الإجتماع العربيّ ناجمٌ عن معرفة نظام الأسد بأنّ النظام العربيّ غير "متسامح" معه.

d- ويأمل النظام السوريّ الا يصدر عن الإجتماع العربيّ أيّ "شيء".

e- وعندئذٍ، أي في هذه الحالة، يكسب وقتاً ويفرض مزيداً من الشروط.

4- إذاً، إنّ تصعيد "المعارضة" هو الآن بأفق 27 الجاري، لكنّ الموقف العربيّ "يبدو" صلباً:

a- عمرو موسى يكرر أنّ التفسير الذي أعطاه لا رجعة عنه.

b- الموقف المصريّ (والفرنسيّ) حمّل سوريّا مسؤوليّة التعطيل.

c- المواقف التي تنقل في الصحف عن مصادر عربيّة رفيعة مقصود بها وزراء خارجيّة عرب، تحمّل سوريّا المسؤوليّة.

d- والبحثُ جدّي في عقد قمّة عربيّة طارئة حول الموضوعَين اللبنانيّ والفلسطيني بما يؤدّي إلى إلغاء قمّة دمشق.

5- إستناداً إلى ما تقدّم يمكن قول الآتي:

a- تحظى 14 آذار بدعم عربيّ ودوليّ.

b- وانكشافُ "المعارضة" إلى هذا "الحدّ" يفيدُها.

c-ولا شكّ أنّ التطوّرات تجعل الجيش المستهدف من جانب النظام السوريّ و"معارضته" و"المُستنزف"، في موقع مختلف.

d- ومواقف البطريرك تزداد صلابة بعدَ الحملة عليه، ما يعني أنّ سيّد بكركي ماضٍ في المعركة السياسيّة "إلى جانب" 14 آذار.

e- وإذا كان بعضُنا لفته كلام الوزير الفرنسيّ برنار كوشنير عن "تراجع" إمكان نقل المسألة اللبنانيّة إلى مجلس الأمن، فانّه يمكن القول أنّ كوشنير الذي تسّرع قبل 10 أيّام في إعلان التوّجه إلى الأمم المتحدة في حال فشل المبادرة العربيّة، "حاول" إستدراك ما قاله متأخرّاً وبدل أن "يكحّلها عماها". ذلك أنّ العلاقة بين التعريب والتدويل هي تكراراً علاقة في الاتجاهين.

تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات

08-01-21

1-من نافل القول أنّ النظام السوريّ و"معارضته" أفشلا المبادرة العربيّة بذريعة رفض التفسير الذي أعطاه عمرو موسى باسم النظام العربيّ لهذه المبادرة. وآخر صيغة للحكومة جرى اقتراحها كانت صيغة 13 (للأكثريّة) + 10 (ل"المعارضة") +7 للرئيس وافقت 14 آذار عليها ورفضتها "المعارضة"، والمطلب الدائم هو الثلث المعطل.

2-وواقع الأمر أنّ رفض المبادرة العربيّة في بندها الثاني المتعلق بالحكومة لا يحجب رفض "المعارضة" للبند الأوّل المتعلق بانتخاب العماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهوريّة:

a- في الأيّام الأخيرة إنتقلت "المعارضة" من الاعتراف بسليمان رئيساً توافقيّاً إلى إشهار عدم الثقة به.

b- أسبابٌ كثيرة تدخل في إعتبار نظام الأسد و"معارضته" لنزع الثقة عن سليمان. بيَد أنّ ما يتسرّب يتعلق بسببيَن رئيسيين: الأوّل هو أنّ سليمان مرشح "النظام العربيّ" (مصر والسعوديّة)، والثاني أنّه جرى جسّ نبضه بخصوص المحكمة الدوليّة فرفض.

c- ولذلك فانّ المشكلة على الحكومة هي مشكلة على الرئاسة أيضاً.

3- حيالَ ذلك، يفترض أن تعطيل المبادرة العربيّة تحدّ للنظام العربيّ:

a- سيحاول النظام السوريّ مع دول عربيّة حليفة (قطر، الجزائر،ليبيا، السودان..) أن يحوّل إجتماع 27 الجاري لمجلس وزراء الخارجيّة العرب من إجتماع "محاسبة" إلى اجتماع "تفسير".

b- وفي المعلومات أيضاً أنّ النظام السوريّ يطلب أن يكون الوزير المستقيل فوزي صلوخ ممثلاً للبنان في الإجتماع وليس الوزير طارق متري.

c- على أنّ بوادر الردّ العربيّ على التحديّ السوريّ آخذة في الإرتسام: بدأ الأمين العام عمرو موسى اتصالاته العربيّة لعرض ما واجهه من عراقيل وسط ما يفيد أنّه غادر بيروت الأحد مستاءً، وكذلك ثمّة اتصالات عربيّة (مصريّة – سعوديّة أساساً) من أجل عقد قمّة عربيّة طارئة في القاهرة بعد إجتماع 27، أحد أهدافها إعلان تأجيل القمّة العربيّة "الدوريّة" المقرّرة أصلاً في دمشق في آذار المقبل.

d- يبدو إذاً أنّ ثمّة "كباشاً" عربياً – سوريّاً.

e- يصاحبُ هذا "الكباش" موقفٌ دوليّ أحد تجليّاته موقف الرئيس الفرنسيّ نيكولا ساركوزي الذي دان إقفال الرئيس برّي للمجلس النيابي.

f- وإذا كانت "فاعليّة" الموقف العربيّ تقاس بالموقف من المعطلين للمبادرة وبالموقف مِن قمّة دمشق، فانّها تقاس أيضاً بمدى تأسيس الموقف العربيّ الرسميّ لنقل المسألة اللبنانيّة إلى منبر الأمم المتحدة.

g- لا يبتزّنا أحد بموضوع التدويل. فمنذ سنوات والخط "مفتوح" بينَ التعريب والتدويل.

4- إنّ المقدّمات الآنفة تهدف إلى ما يأتي:

a- التشديد على أهميّة الموقف الذي اتخذته 14 آذار حتى الآن.

b- التشديد على إستمرار التماسك حولَ هذا الموقف وعدم التراجع.

c- التنبيه من أنّ ثمّة تهويلاً سيُمارس، وما جرى الليلة في منطقة نفق سليم سلام، جزءٌ من التهويل الذي سيستمّر، خاضة مع التهديد من جانب "المعارضة" بالشعارات "الإجتماعيّة" (إستدراج الجيش وإستنزافه).

d- هم يلعبون على حافة الهاوية لكنّ صمودنا ومزيداً من المبادرات الهجوميّة إعلامياً وشعبيّاً، من شأنه أن يقول ل"المعارضة" أهلاً: "أحِبّ الموت يكرهك غيرك"!.

e- والحال أنّ "شارع المعارضة" منهك كما الشطر الأعظم من اللبنانيين. ونزول الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله إلى الشارع مباشرة يوم العاشر من محرّم، هوَ ل"الشدشدة".

5- لقد "إنتهت" المواجهة بين بكركي و"مسيحيّي بشار" إلى ما يأتي:

a- تضامن الكنيسة مع البطريرك.

b- أخذ مسيحيّو 14 آذار المبادرة.

c- تمسّك البطريرك بموافقة السياسيّة وآخرها ما قاله اليوم: المخطط واضح لنسف المؤسّسات والصيغة، وقوله أنّ الجحيم لا يقوى على البطريركيّة.

d- لذلك فانّ على 14 آذار سياسيّاً ألا تسمح ب"موت" هذا المعطى، وأن تواصل معركتها السياسيّة بعنوان دور المسيحيين المتعرّض للخطر.

e- وللانتباه، لم يُعلن نبيه بري إستنكاره للحملة على البطريرك ولم يتصل به تضامناً، ما يعني أكثر فأكثر أنّ الحملة سوريّة.

م يتصل به تضامناً، ما يعني أكثر فأكثر أنّ الحملة سوريّة.