تلخيص سياسّي حولَ التطوّرات الجارية

2008-01-23

 

1-صدرَ عن إجتماع قيادة 14 آذار أمس ثمّ عن "الأمانة العامّة" لقوى 14 آذار اليوم بيانان سياسيّان مهمان:

a-إنّ الجملة الأهمّ في "بيان القيادة" هي التي تقول إنّ "العنف لن يولد سوى العنف والإستفزاز لن يولد إلا الانفجار".

b- أهميّة هذه الجملة في كونها ردّاً على التهويل والتهديد من جهة وفي كونها تهديداً من جانب 14 آذار من جهة ثانية.

c- أي أنّ اهميّتها تكمن في إعلان 14 آذار خروجَها من دائرة تخويفها بالفتنة، وهي تردّ بأن تخيفهم من الفتنة.

d- وبيان "الأمانة العامة" أهميّته في انّه "تنفيذيّ" للبيان الأوّل، إذ يعلن التصدّي السياسيّ ل"حركة الشارع" وإحتمالاتها.

2- طبعاً إنّ التشديد على ما تقدّم في بياني 14 آذار، لا يعني أبداً أنّ ما ورد فيهما غير ذلك ليس مهمّاً، خصوصاً في المطالبة بجعل إنتخاب ميشال سليمان الأولويّة والمدخل.

3- على أنّ ما يقتضي تسليط الضوء عليه هو الآتي:

a-  لا شكّ أنّ التصعيد السياسيّ السوريّ و"المعارض" يقترن الآن بتصعيد "ميدانيّ".

b- معظمنا يميل إلى الاعتقاد أنّ التصعيد السياسيّ – الميدانيّ هو بأفق الاجتماع العربيّ في 27 الجاري، أي لترهيب الموقف العربيّ ومنع النظام العربيّ من تأكيد مبادرته و"تفسيرها" ومنعه من تحميل النظام السوريّ المسؤوليّة.

c- ويميلُ معظمنا إلى هذا الاعتقاد لسببَين. الأول هو انّه إذا تمسّك النظام العربيّ بمبادرته وحمّل سوريّا مسؤوليّة التعطيل، سيجدُ النظام السوريّ انّ إعلان الحرب على العرب غير مجدٍ ومكلف على اعتبار أنّ رفع الغطاء العربيّ سيسمح بتصاعد الضغوط الدوليّة على الأسد ومِن مصلحته تالياً أن "يلكّ ذيله". أمّا الثاني فهو انّه إذا لم يتحقق إجماع في إجتماع 27 حول المبادرة و"تفسيرها"، سيكون النظام السوريّ مرتاحاً لفرض شروط إضافيّة.

d- غير أنّ "المنطقيّ" إفتراض أنّ النظام السوريّ سوف "يواجه" الموقف العربيّ في الحالة الأولى، وسوف يعتبر الفرصة مؤاتية للإنقضاض على لبنان في الحالة الثانية.

e- إذاً لا يمكن اعتبار 27 سقفاً زمنياً للتصعيد.

f- والحال انّ الإستعدادات الميدانيّة ل"المعارضة" كبيرة، والإنتقال من "حرب العصابات" بعناوين إجتماعيّة إلى انقلاب بالقوّة في الشارع "سهل".

-g والحال انّ المشروع السياسيّ ل"حزب الله" ليس "المشاركة"، ولأنّه ليس "المشاركة" – ولا مشكلة "مشاركة أصلاً – فهو لا يحتمل التسوية. هو مشروع سيطرة على البلد وممّرها "صدامات" إن لم نقل حروباً.

4- تأسيساً على ما تقدّم ، لا بدّ مِن إبراز المواقف الآتية من جانبنا:

a-  بالطبع التمسّك بالمبادرة العربيّة وأيّ مبادرة تسووية والإحتماء بها.

-b التأكيد على انّ مشروعهم" حرب داخليّة.

c- فضح ما يقوم به "حزب الله" باتجاه الفتنة الشيعيّة – السنيّة بالرغم من محاولاته التستر خلف "فرق سنيّة".

d- فضح إستهداف الجيش والطلب منه رفع جهوزيّته.

e-  مخاطبة مسؤولين إيرانيين من مثل هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي: ما مصلحة إيران في ما يجري؟ ما مصلحتها في أن يستدرجها "حزُبها" في لبنان إلى تصادم مع محيطها"؟ ما مصلحتها في إذكاء النزاع المذهبيّ"؟.

f- إقران القول برفض التهديد بخطط تمنعُ انتشار الفوضى بالإستناد إلى القوى الشرعيّة.

5- تجدر ملاحظة انّ النظام السوريّ بالتوازي مع "خطته" في لبنان "عاد" إلى عدّة شغله الإرهابيّة في العراق، ما دفع باتجاه تصاعد الموقف الأميركيّ – والدوليّ – حياله.

6- وتجدر ملاحظة "التوافق" بين أركان المجتمع الدوليّ بمن فيهم روسيا والصين على فرض عقوبات جديدة على إيران.

7- الأمران السابقان في الفقرتين 5 و 6، هما من ناحية "مفيدان" بمعنى الضغوط على محور دمشق – طهران، لكنّهما من جهة ثانية قد يكونان عاملاً مؤثراً سلباً في اتجاه آخر على لبنان.