تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات ليوم 24 شباط

1- ممّا لا شكّ فيه انّ القمّة السعوديّة – المصريّة في الرياض اليوم، هي الحدث العربيّ – الإقليميّ الأبرز، والأهم بطبيعة الحال من عودة الأمين العام عمرو موسى:

a-هذه القمّة الثنائيّة مسبوقة بموقف سعوديّ متشدّد جداً من التخريب الذي يمارسه النظام السوريّ في لبنان ومن النظام السوريّ نفسه.

b- تلفت المعلومات الواردة إلى انّ القيادة السعوديّة كانت قامَت قبلَ نحو أسبوعين بنوع من "المحاولة الأخيرة" تجاه النظام السوريّ ل"تعقيله"، فأوفدت وزير الخارجيّة سعود الفيصل في زيارة غير معلنة إلى دمشق. لكن نظام الأسد واجه هذه "المحاولة الأخيرة" بتصعيد شروطه على الحلّ في لبنان، فكان التحرّك السعوديّ اللافت باتجاه القاهرة وباريس وواشنطن.

c- وهذه القمّة الثنائيّة مسبوقة أيضاً بموقف مصريّ ضدّ التعطيل السوريّ في لبنان، وآخر مظاهر الإحتجاج المصريّ ما عبّر عنه الرئيس حسني مبارك الذي قال إنّ هناك تضييعاً للوقت في تحميل المبادرة العربيّة ما لا تطيق.

d- وعلى هذا الأساس، من الطبيعي انّ المملكة ومصر لن تحضرا القمّة في دمشق.

2- إذاً، يمكن القول إنّ الأزمة اللبنانيّة تجتاز مرحلة، العوامل الرئيسيّة فيها هي الآتية:

a-  لا قمّة عربيّة بالمطلق أو لا قمّة بحضور المملكة ومصر، أو "قمّة بمن حضر".

b- مبادرة عربيّة "مجمّدة"، وقد وصلت إلى طريق مسدود.

c- إحتمال تفجّر إقليميّ سواء بادر "حزب الله" أو بادرت إسرائيل.

3- يُستنتج ممّا تقدّم انّ المرحلة المقبلة هي مرحلة مواجهة:

a-  مواجهة عربيّة – عربيّة أي مواجهة بين "محور النظام العربيّ" والنظام السوريّ.

b- مواجهة على مستوى إحتمال التفجّر الإقليميّ.

c- ومواجهة على المستوى اللبنانيّ الداخليّ، على إيقاع المواجهة العربيّة – السوريّة من جهة وعلى إيقاع التصعيد السوريّ والحزب اللهي من جهة ثانيّة.

4- حيالَ ذلك، يفترض أن تدرس قيادة 14 آذار المرحلة:

a-  أين المصلحة؟.

b- أهي في إنتخابات رئيس الجمهوريّة أم في الإبقاء على الحكومة مع "تظبيطها"؟.

c- السؤال مطروح لأنّ الإنتخاب ب"الأكثريّة المطلقة" يعني ليس ميشال سليمان إلا إذا شعر بموقف عربي – دولي ضاغط في هذا الإتجاه.

d- وهو مطروح من زاوية ثانية هي انّ "الوقوف" عند إنتخاب الرئيس ثمّ "تخوّف" الرئيس بعد ذلك من توقيع مراسيم التكليف والتأليف مثلاً، يدخلُ البلد في شلل على مستوى القرار السياسيّ للدولة.

e- وهو مطروح من زاوية ماذا لو حصلت حرب والقرار السياسيّ للدولة مشلول ومعطل؟.

5- في إطار مرحلة المواجهة هذه، أي فيما المبادرة العربيّة تصبح "معلقة" أو حتى "كادوك"، ليسَ من مصلحتنا الحديث عن إنتهائها أو انّها فشلت "بشكل نهائيّ"، وذلك كي نحتفظ بالخيط السياسيّ الرابط بين 14 آذار و"محور النظام العربيّ".. على الأقلّ. وهذا ما يرتب – تكراراً – التنسيق بين 14 آذار وهذا "المحور".

ملاحظة: يمكن في التلخيص غداً التعليق على مواقف القمّة السعوديّة – المصريّة وعلى "اللقاء الرباعيّ".