تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات ليوم 31 كانون الثاني

1- منذ مساء الأحد الماضي يتعرّض الجيش وتتعرّض قيادته إلى قصف مركز من "المعارضة" عموماً و"حزب الله" خصوصاً.

2- يتخذ هذا القصف عنواناً إسمه "التحقيق" في ما جرى. لكن "حزب الله" يحدّد للتحقيق نطاقاً ويرسم له نتائج مسبقة:

a-  يريد من التحقيق أن ينحصرَ في إطلاق النار على "المحتجيّن" فقط.

b- ويريده تحقيقاً سريعاً حدّد له مهلة زمنيّة هي نهاية الأسبوع الجاري.

c- ويريد منه ثمناً سياسياً، أي نتيجة تحمّل الجيش المسؤوليّة وتحيل ضابطاً أو ضبّاطاً إلى المحاكمة، وتتهّم فريقاً ثالثاً بإطلاق النار في عين الرمّانة.

d- وإلا فانّ الجيش "مجرم" و"عقيدته" تنحرف، وقيادته غير موثوقة.

3- ولمّا كان "حزب الله" و"المعارضة" ربطا – هكذا (!) – بين مصير ميشال سليمان كرئيس توافقيّ للجمهوريّة وبينَ نتائج التحقيق، وبين مصير المبادرة العربيّة ونتائج التحقيق، فمن الواضح أنّ الأهداف تتحدّد كالآتي:

a-  إذا لم ينتهِ التحقيق "السريع" الذي يطلبه "حزب الله" إلى النتائج التي رسمها سلفاً، فهذه ذريعة لتفجير المبادرة العربيّة.

b- وحتى إذا قال التحقيق "قول حزب الله"، فسيقول الحزب إنّ "الاعتراف" بالمسؤوليّة يؤدّي إلى إستبعاد ميشال سليمان.

c- ما لم يحققه "الأحد الأسود" في القاهرة، يريد "حزب الله" أن يحققه بعنوان "التحقيق".

d- والحال انّ قرار النظام السوريّ و"معارضته" بتعطيل المبادرة العربيّة مأخوذ وما عنوان التحقيق سوى شمّاعة.

4- حيالَ ذلك، لا بدّ أن تحمي 14 آذار الجيش وميشال سليمان من "الإستفراد" وذلك عبر الآتي:

a-  الترحيب بإجراء تحقيق في أحداث الأحد لأنّ دماء الضحايا ليست رخيصة.

b- لكن التحقيق لا يمكن تحديد نطاقه كما يطلب "حزب الله".

c- لا بدّ أن يكون التحقيق شاملاً: "الإحتجاج" ليس عفوياً، الظهور الأمنيّ المسلح لحزب الله ليس عفوياً، من أعطى الأمر بالنزول إلى الشارع وبعمليّات الحرق؟ من أعطى الأمر ب"إقتحام" عين الرمانة؟ من أعطى الأمر بمهاجمة وحدات من الجيش لتجريدها من أسلحتها؟ في أيّة ظروف سياسيّة حصل العصيان؟ لماذا استُبق بتهديدات بقلب النظام؟ الخ..

d- "يجب" أن يرتفع صوت 14 آذار من أجل تحقيق شامل.

e- و"يجب" عدم تمكين الحزب و"المعارضة" من تكثيف الضغط لإنتزاع نتائج يجري توظيفها سياسياً.

f- ذلك انّ رئاسة ميشال سليمان مستهدفة وإسقاط المبادرة العربيّة هو الغاية وتفكيك الجيش عبر "صدم" معنويّاته يقع من ضمن مشروع تدمير الدولة ومؤسّساتها.

g- إنّ فجور "المعارضة" يجب أن يتوّقف.

5- وإذا كان واضحاً انّ الإعتداءات المتكررة على مراكز الجيش في الضاحية منذ الإثنين تشير إلى قرار "الضغط" على المؤسسة العسكريّة (وهذا يدخل في التحقيق أيضاً)، وإذا كان واضحاً انّ إسقاط المبادرة العربيّة هو الهدف، فانه يجب عندما يعود عمرو موسى إلى بيروت أن يكون الجيش "محضوناً" وأن تكون 14 آذار متماسكة وغير خاضعة للإبتزاز.. ولعلّ المطلوب أكثر من أيّ وقت سابق بروز "حالة إستنهاضيّة" ل14 آذار على أبواب ذكرى 14 شباط، في وقتٍ يستطيع الفريق الآخر الإفتخار بقدرته التخريبيّة لكنّه لا يستطيع إدعاء أيّ إنجاز سياسيّ.