تلخيص سياسّي حولَ التطورّات الأخيرة ليوم 5 شباط
1- ممّا لا شك فيه انّ الموقف الذي عبّرت عنه قيادة الجيش أمس في بيانَين متتالييَن دفاعاً عن ولاء الضبّاط والجنود للمؤسّسة ودفاعاً عن وحدتها، انّما يعكس أموراً عديدة:

a-  يعكسُ إنزعاجاً من حملات التشكيك من جهة ومن الضغوط على التحقيقات من جهة ثانية.

b- وبما انّ البيانَين يرّدان مباشرة على حملة "حزب الله" السياسيّة، والاعلاميّة عبر "المنار"، فانّ في الموقف شجاعة سياسيّة ووطنيّة.

c- وعليه، فالموقف يكسر مع فجور "حزب الله" بدعوى "المقاومة".

d- ويشّد عصب المؤسّسة.

e- ويؤكدّ أنّ الجيش لن يسمح بمطالبته ب"تنازلات" تقود إلى شله.

2- يتزامن ذلك مع عودة الأمين العام للجامعة العربيّة عمرو موسى الى بيروت الجمعة المقبل. وهنا لا بدّ من أن نأخذ جميعاً في الإعتبار النقاط الرئيسيّة الآتية:

a-  يعود موسى بموقف حاسم عبّر عنه في تصريحه إلى "النهار" اليوم وفيه "عائدٌ لتنفيذ المبادرة ونقطة على السطر".

b- لكنّه عائد ليس فقط في ظلّ تصعيد من جانب "المعارضة" ضدّه وضدّ التفسير وضدّ إنتخاب رئيس الجمهوريّة فوراً، بل يعود وقد إنتقل النظام السوريّ و"معارضته" إلى تنفيذ "مشروع حرب أهليّة" في لبنان.

c- هذا "يجب" أن يُقال: النظام السوريّ يرّد على المبادرة ب"مشروع حرب أهليّة".

d- وفي هذا الإطار، لا بدّ من القول إنّ إستهداف الجيش هو إستهدافٌ للسلم الأهليّ. اليوم قالَ رئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع كلاماً صحيحاً إذ اعتبر انّ إستهداف الجيش هو من أجل عودة سوريّا إلى لبنان. لكنّ ما يقترحه التلخيص هو انّ إستهداف الجيش لتفجير حرب أهليّة هي طريق عودة النظام السوريّ إلى لبنان وإسقاط المحكمة الدوليّة.

3- غير انّه وفي موازاة رفع الصوت حيالَ هذا "المشروع" المشبوه، لا بدّ من رفع الصوت تحذيراً للنظام السوريّ بالآتي:

a-  الحرب الأهليّة "السابقة" كانت مجازة على تقاطع مصالح دوليّة وإقليميّة. والقرار الدوليّ والعربيّ والاقليميّ اليوم هو عدم السماح بها.

b- إستطاع النظام السوريّ في فترات تاريخيّة سابقة إنتزاع تفويض له بلبنان. حصلَ ذلك في 1976 وفي 1990 في ظروف إقليميّة ودوليّة معروفة. أمّا الموقف الدوليّ والعربيّ اليوم فهو رفض تلزيمه لبنان.

c- الحرب الأهليّة لو حصلت – لا سمح الله – هي حرب سنيّة – شيعيّة بالتعريف. وهذا يعني انّ وضع الشيعة في المنطقة العربيّة سيكون صعباً، وانّ أحداً لا يستطيع استبعاد "أعمال" ضدّ النظام الأقلوي في دمشق، وانّ أحداً لا يستطيع أن يضمن ردّ الفعل السنيّ.

d- أي انّ النظام السوريّ يمكن أن يفجّر الحرب في لبنان لكنّه بالتأكيد لن يكون بمنأى عن عواقبها.

4- من هنا، لا مفرّ من تسجيل الآتي:

a-  انّ الموقف العربيّ – لا سيّما السعوديّ والمصريّ – ذاهبٌ إلى التشدّد مع نظام الأسد وتخريبه في لبنان.

b- وإذا كان الوجه الأبرز سياسياً لهذا التشدّد هو مقاطعة القمّة في دمشق أو إلغاؤها، فانّ البحث جارٍ في خطوات "تشعر" هذا النظام ب"الضرر".

c- وذلك يتقاطع مع موقف دوليّ "جازم" هو أيضاً.

5- على هذا الأساس، يقترح التلخيص على 14 آذار ما يأتي:

a-  تحريك قطاعات "المجتمع المدنيّ" دفاعاً عن الجيش.

b- أن يرتبط الدفاع عن الجيش ب"معناه". والمعنى هو رفضُ الحرب الأهليّة – التي تقع عندما يسقط الجيش – وهو رفضٌ لإسقاط المحكمة الدوليّة ورفض لعودة سوريّا إلى لبنان.

c- أن يرتفع الصوت "مع" المبادرة العربيّة ضدّ "مشروع الحرب الأهليّة".

d- أن تُسأل ايران: ما مصلحتها في أن يكون الشيعة وقوداً لحرب ذات تداعيات عربيّة واقليميّة؟ ولماذا لا تلجم النظام السوريّ؟ وتحميلها المسؤوليّة من هذا المدخل بالتحديد.