تلخيص سياسّي حولَ التطوّرات الأخيرة  ليوم 5 آذار

1-عند إعداد هذا التلخيص السياسيّ لم يكن مؤتمر وزراء الخارجيّة العرب في القاهرة قد أنهى أعماله. لكن في إنتظار ما سيصدر عنه ممّا ينبغي التعليق عليه غداً، يمكن تسجيل الآتي:

a- إنّ الإجتماع كان عاصفاً بشأن الأزمة اللبنانيّة وموضوع القمّة.

b- ثمّة "إنقسام عدديّ" داخل الاجتماع الوزاريّ لكنّ الصراع لا يحتسب عددياً.

c- فهو صراع بين دول "محور النظام العربيّ" من جهة والنظام السوريّ بمساندة عدد من الدول "الطرَفيّة" أي غير الركنيّة من جهة أخرى.

d- لا يمكن – بل "لا يجوز" – توّقع موقف عربيّ حيال القمّة يصدر عن الإجتماع.

e- ذلك انّ المواقف من القمّة حضوراً أو مقاطعة أو خفضاً لمستوى التمثيل تحدّد في وقت لاحق من هذا الشهر.

f- أمّا الموقف "الإجماعي" الذي يمكن صدوره فيستحدّث بعبارات ديبلوماسيّة سواء عن المبادرة العربيّة أو عن إعداد ظروف نجاح القمّة.

2- لذلك وتأسيساً على البند 1، "يجب" عدم التعاطي ب"إحباط" مع ما يقرّره المؤتمر الوزاريّ:

a- ذلك اننّا لا ننتظر إجماعاً.

b- ولأنّ الأساس بالنسبة الينا هوَ إحتدام الصراع العربيّ – السوريّ حو لبنان.

c- ولأنّ الأساس هو انّ قضيّتنا هي قضيّة الدول الركنيّة العربيّة.

d- ولأنّ الجامعة العربيّة تعرف الدور التعطيليّ للنظام السوريّ.

3- امّا بالنسبة إلى ما يحكى عن دعوة لبنان إلى القمّة، فانّه لا بدّ من الانتباه إلى الآتي:

a- يجب أن توّجه الدعوة إلى لبنان.

b- لكن موقف 14 آذار يقول أن "لا رئيس للبنان لا قمّة في دمشق".

c- ولذلك، يجب الا نلبيّ الدعوة – إذا وجّهت – والذهاب إلى الدولة المضيفة للقمّة والتي هي المعطلة لإنتخاب الرئيس.

d- ثمّ لا يمكننا أن نطالب العرب بمقاطعة القمّة ونذهب نحن.

e- وذلك، حتى لو انّ الدعوة إذا وجّهت للحكومة تعني إعترافاً سوريّا بها.

f- هذا مع العلم انّ النظام السوريّ – قبل أن يوجّه الدعوة – يريد أن يحوّلها إلى صراع داخليّ حولَ من يمثل لبنان.

 

تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات ليوم الثلاثاء 4 آذار

1-الموضوع الرئيسيّ يتعلق بالقمّة العربيّة المقبلة:

a-واضحٌ تماماً انّ المملكة العربيّة السعوديّة تقود الضغط بالقمّة على النظام السوريّ.

b- وواضحٌ أيضاً انّ المملكة جمعت "كتلة" وازنة من الدول في إطار هذا الضغط.

c- والعنوان الرئيسيّ للضغط هو الحلّ في لبنان قبل القمّة.

d- والنظام السوريّ محشور بهذا الضغط المتصاعد.

2- تزامناً، إقتراب المدمرّة الأميركيّة "كول" قبالة الشواطىء اللبنانيّة والسوريّة:

a-  انّها رسالة ضغط أميركيّ على النظام في سوريّا.

-b وهي قياساً إلى الضغوط السابقة، تصعيد.

c- ويحدث ذلك، في وقت تقول معلومات انّ ثمّة تحضيراً أميركيّاً – دولياً لقرار في مجلس الأمن بعقوبات على النظام في دمشق.

3- تزامناً أيضاً، زيارة الرئيس الايرانيّ أحمدي نجاد إلى العراق:

a-  لا يخفى انّ الحماية الأميركيّة أمنّت لهذه الزيارة.

b- كانَ صحيحاً تماماً ما قاله رئيس "اللقاء الديوقراطيّ" وليد جنبلاط وما "همسَ" به قادة في 14 آذار لجهة التأشير إلى انّ زيارة رئيس ايران الذي يدين الاحتلال الأميركيّ للعراق تمّت بحماية هذا الإحتلال، وأن لا قيمة تالياً لما "قاله" قياساً إلى ما "فعله".

c- بيدَ انّ ثمّة من يلفت النظر إلى انّ الزيارة في حدّ ذاتها، وفي هذا السياق "قد" تعكس "شيئاً ما" بين ايران وأميركا، قد يكون – أي هذا الشيء الما – عبر طرف ثالث.

4- انّ البنود ال3 الماضية تعني الآتي:

a-  انّ ثمّة تصعيداً عربياً ودولياً على النظام السوريّ.

b- وانّ هذه الوتيرة من التصعيد هي الأولى من نوعها منذ العام 2005 عندما أجبر الضغط العربيّ والدوليّ + الضغط اللبنانيّ ، النظام السوريّ على الإنسحاب من لبنان.

c- وانّ المؤشرات إلى فصول إضافيّة من التصعيد، واضحة.

d- وانّ في إطار التصعيد معلومات عن تقرير لرئيس لجنة التحقيق الدوليّة أواسط آذار الجاري على "الطريقة الميليسيّة" وليس على "الطرية البراميرتزيّة".

e- وتعني انّ على النظام السوريّ المسارعة قبل منتصف الجاري إلى إعطاء إشارة حول لبنان وإلا..

f- وتعني انّ الهامش يضيف أمامه.

g- وانّ ثمّة إمكانيّة "البحث" مع إيران (إذا تأكدت معطيات البند 3) في مقابل "الشدّ" على سوريّا.

h- وبالفعل، فقد توافرت معلومة تفيد انّ الأمين العام عمرو موسى أجرى بعد لقائه بشار الأسد اتصالات لبنانيّة قال فيها انّ لديه "شيئاً جديداً" من سوريّا يرغب في عرضه على ممثل عن كلّ من الأكثريّة والأقليّة، الأمر الذي يعني انّ "الشدّ" قد يكون في طريقه إلى بعض الثمار.

5- وإذا كان لا بدّ من إضافة ما حصل وما يحصل في غزّة ممّا يضاف إلى "وسائل الايضاح" من جانب إسرائيل وأميركا، فانّ الاسئلة التي توّجه إلى "حزب الله" عديدة:

a-  النظام السوريّ يحاول بيع الحزب إلى إسرائيل كي يفتح على أميركا فيأتيه الجواب انّ المطلوب منه أكثر بكثير.

b- النظام الإيرانيّ يحاول من جهته الفتح على أميركا، وقد تكون نتائج الانتخابات الايرانيّة في هذا الشهر مؤشراً.

c- بينَ نظام يسعى إلى بيعه، ونظام مرتاب من سوريّا، ماذ يفعل "حزب الله"؟.

d- لماذا يدير سياسة كسر وقطع مع "الآخر" في لبنان في مثل هذه الظروف؟.

e- أين هي "القطبة"؟ هل ثمّة ما لا يعرفه؟ أم ثمّة إرتباك داخليّ؟ أم ماذا؟.