المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 04/04/2010

المسيح قام حقاً قام/فصح مجيد

إنجيل القدّيس مرقس 16/1-8

قيامة يسوع

ولما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب، وسالومة، بعض الطيب ليذهبن ويسكبنه على جسد يسوع وفي صباح يوم الأحد، عند طلوع الشمس، جئن إلى القبر.

وكان يقول بعضهن لبعض: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟ فلما تطلعن وجدن الحجر مدحرجا، وكان كبـيرا جدا. فدخلن القبر، فرأين شابا جالسا عن اليمين، عليه ثوب أبـيض، فارتعبن. فقال لهن: لا ترتعبن! أنتن تطلبن يسوع النـاصري المصلوب. ما هو هنا، بل قام. وهذا هو المكان الذي وضعوه فيه. فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: هو يسبقكم إلى الجليل، وهناك ترونه كما قال لكم. فخرجن من القبر هاربات من شدة الحيرة والفزع. وما أخبرن أحدا بشيء لأنهن كن خائفات. يسوع يظهر لمريم المجدلية/وبعدما قام يسوع في صباح الأحد، ظهر أولا لمريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت وأخبرت تلاميذه، وكانوا ينوحون ويبكون، فما صدقوها عندما سمعوا أنه حي وأنها رأته. يسوع يظهر لتلمذين/وظهر يسوع بعد ذلك بهيئة أخرى لاثنين من التلاميذ وهما في الطريق إلى البرية. فرجعا وأخبرا الآخرين، فما صدقوهما.

 

شعلة النور من قبر المسيح وصلت إلى بيروت  

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، عند الثامنة مساء اليوم، شعلة النور المقدس من قبر السيد المسيح، منقولة من القدس عن طريق عمان، على متن طائرة ل"الميدل إيست". وكان في استقبالها في المطار النائب غسان مخيبر، قائمقام المتن مارلين حداد وعدد من الكهنة ورجال الدين. وقد نقل الأب ناجي شيبان، الشعلة، تمهيدا لتوزيعها على الكنائس والأبرشيات في كل المناطق اللبنانية. وسيكون أول استقبال للشعلة، في كنيسة مار جاورجيوس في وسط بيروت، حيث سيتقدم المستقبلين متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، محاطا بكهنة أبرشية بيروت، ويضيء المؤمنون شموعهم من النور.

 

شعلة قبر المسيح وصلت إلى كاتدرائية مار جاورجيوس واستقبلها الوزير متري والنائب مخيبر والمطران عودة ومؤمنون

وطنية - 3/4/2010 وصلت شعلة النور المقدس من قبر المسيح، عند الثامنة والنصف مساء، إلى كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، حيث كان في استقبالها متروبوليت بيروت وتوابعها للرومن الأرثوذكس المطران الياس عوده محاطا بكهنة أبرشية بيروت، ووزير الاعلام الدكتور طارق متري والنائب غسان مخيبر، إضافة إلى المؤمنين الذين احتشدوا في الكاتدرائية لإضاءة شموعهم من الشعلة، فيما قرع جرس الكنيسة احتفالا. وكانت حشود المؤمنين قد لاقت موكب الشعلة أمام مسجد عساف في منطقة باب ادريس، وواكبتها من هناك إلى الكاتدرائية.

 

استياء أوروبي من "استقلالية" وزارة الخارجية ومعلومات أميركية عن "وقوف المنطقة على شفير الحرب"  

تهديدات إيران وسورية للقوات الدولية قد تؤدي لانسحابها من جنوب لبنان

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

حذرت مرجعية روحية مارونية الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية من "تحويل السياسة الخارجية اللبنانية في عهد وزيرها الحالي علي الشامي الى سياسة تابعة كليا لسورية وايران على اعتباره حليفهما, ما قد يدفع بلبنان الى عزلة ومقاطعة على غرار ما يحدث للنظامين في طهران ودمشق سواء على الصعيد العربي او الصعيد الدولي اللذين بدأت اجراءات الوزير الشامي المغردة خارج سرب حكومة الوفاق الوطني والمتمردة عليها تؤثر فيهما سلبا".

واعربت المرجعية ل¯"السياسة" في لندن امس عن "استياء اوروبي كبير لدى مسؤولين في العواصم التي زارتها خلال الايام الثمانية الماضية من بعض "الشطحات" التي تصدر عن وزارة الخارجية خارج سياسة وتوجه الحكومة اللبنانية, وكأنها وزارة مستقلة بذاتها لا تعود الى مجلس الوزراء في امور جوهرية كثيرة, وان استدعاء الشامي الاثنين الماضي السفير التشيكي يان سيزاك في بيروت ل¯"الاحتجاج" على بيان لوزارة الخارجية التشيكية على موقعها الالكتروني يحذر مواطنيها الراغبين في زيارة لبنان من "تفادي زيارة بعض المناطق اللبنانية" الواقعة تحت رحمة مربعات "حزب الله" الامنية وهيمنة المنظمات الفلسطينية المتطرفة المزروعة خارج المخيمات من الاستخبارات السورية, هو (الاستدعاء) امر مستغرب دون ان يكون صادرا اصلا عن الحكومة ورئيسها وجميع اعضائها, اذ سألنا مسؤول فرنسي في باريس عن الخطأ في بيان الخارجية التشيكية لمنع تعرض رعاياها في لبنان للأذى, خصوصا ان معظم حكومات اوروبا والولايات المتحدة تنشر باستمرار على مواقع وزارات خارجيتها الالكترونية تحذيرات مستمرة الى الرعايا الغربيين من الاقتراب من مناطق "حزب الله" والجماعات الفلسطينية الخارجة على سلطة الدولة والخالية من اي تواجد امني او عسكري لبناني, خصوصا ان الميليشيات المتواجدة في تلك المناطق قد تختطف هؤلاء الرعايا بحجة التحقيق معهم في "التجسس" عليها او تطلق النار عليهم كما فعلت في اكثر من حادث كان اخطرها قتل الطيار اللبناني سامر حنا في الجنوب قبل سنوات".

ونقلت المرجعية الروحية اللبنانية عن مسؤول بريطاني في وزارة الخارجية في لندن قوله "ان من الطبيعي, بل انه من مسؤولية الدول الاوروبية, توجيه تحذيرات وتعليمات الى رعاياها في لبنان خصوصا بعد عمليات الشحن التي قادها بنفسه امين عام "حزب الله" حسن نصرالله ومجموعة معاونيه ممن هم مشاركون في البرلمان والحكومة, ضد الرعايا الغربيين قبل نحو اسبوعين حين اعلن ان كل اجنبي يحمل جواز سفر اوروبيا او اميركيا او غربيا يمكن ان يكون جاسوسا لإسرائيل, وان السفارة الاميركية في بيروت تسلم الاسرائيليين كل ما تجمعه عن لبنان, وبالتالي فكيف يبدي وزير الخارجية اللبناني "استياءه" من تلك البيانات? وما الضمانات التي باستطاعته تقديمها الى الرعايا الغربيين لعدم تكرار مأساة اختطاف الرهائن في الثمانينات او قتلهم كما حدث بالفعل?"

وقالت المرجعية الروحية ل¯"السياسة" ان "التهديدات التي اطلقها وئام وهاب القريب جدا من "حزب الله" وسورية وايران ضد القوات الدولية في جنوب لبنان في حال وصول اصابع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى اعناق مسؤولين في "حزب الله" احدثت موجة من الاستياء العارم في العواصم الاوروبية المشاركة في هذه القوات التي يخاطر ضباطها وجنودها بأرواحهم للحفاظ على امن سكان الجنوب من اي اعتداءات اسرائيلية, وان مسؤولين في تلك العواصم كرروا امامي عبارة "الانسحاب" اكثر من مرة اذا تزايدت حملات التهويل والتهديد على يونيفيل من الجماعات الايرانية والسورية".

ونسبت المرجعية الروحية الى اوساط رفيعة المستوى في حلف شمال الاطلسي في بروكسل كشفها النقاب عن ان دول الحلف "ستشكل نظاما صاروخيا دفاعيا ضد الدول المارقة وفي طليعتها اسرائيل وسورية اللتان قد لا تتورعان عن توجيه صواريخهما العابرة الى القارة الاوروبية مستقبلا".

وقالت الاوساط انه في اجتماع دول الحلف في بروكسل امس السبت "قد يعلن الامين العام للاطلسي اندرز فوغ راسموسن ولادة مثل هذا المشروع الدفاعي الذي يكمل المشروع الاميركي لنصب صواريخ دفاعية في اوروبا وعدد من دول الشرق الاوسط لمواجهة تهديدات ايران وسورية وربما "حزب الله" في لبنان الذي قد يمتلك, عما قريب, صواريخ ذات المديات التي تتخطى الألف ميل من ايران كجزء من خططها المعادية لأوروبا".

وذكرت الاوساط ان روسيا قد تشارك هي نفسها في هذا النظام الدفاعي عن اوروبا, آملة ان يبدأ العمل به في نوفمبر المقبل بعد موافقة زعماء القارة عليه في قمتهم المقررة في ذلك التاريخ".وقالت الاوساط "ان ايران العاملة على انتاج اسلحة نووية, تمتلك صواريخ عابرة بعيدة المدى يمكنها بلوغ اربع دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي هي تركيا واليونان ورومانيا وبلغاريا, ما يهدد شعوب هذه الدول بالكوارث, اما اذا اكملت طهران تطوير صواريخها العابرة مثل "سفير-2" الذي جرت تجربته العام الماضي, فإن كل الدول الاوروبية وكذلك كل روسيا, ستقع عندئذ في مدى هذه الصواريخ, تماما كما باتت اسرائيل تقع حاليا في مداها وفي مديات صواريخ اقصر موجودة في ترسانتي "حزب الله" وسورية على بعد مئات الكيلومترات فقط". ونقلت المرجعية الروحية عن الاوساط الاطلسية "قلقها المتزايد على القوات الدولية في جنوب لبنان التابع معظمها لدول الحلف, مع ارتفاع حدة الاحتقان على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية في غياب تطبيق كامل للقرار 1701 الواعي الى وقف تهريب السلاح الى "حزب الله" من الحدود السورية, وتعاظم الاحاديث عن حرب مقبلة قريبة الوقوع".

 

14 آذار": جنبلاط لم يعد قادراً على الخروج من عباءة "حزب الله" بعد استجابته لشروط الأسد

 يروت - "السياسة":يزور رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم الأحد الصرح البطريركي في بكركي لمعايدة البطريرك نصر الله صفير بعيد الفصح المجيد, حيث ستكون المناسبة فرصة لعقد "خلوة" بين الرجلين تبحث الكثير من القضايا الداخلية وفي طليعتها الانتخابات البلدية والتعيينات وما يُثار بشأن المحكمة الدولية, كما سيتم التطرق إلى الحملة التي تعرض إليها سليمان في الآونة الأخيرة. وكان صفير أمل "أن يكون عيد القيامة, قيامة لوطننا من الصعاب التي يتخبط فيها", داعياً إلى تضامن جميع اللبنانيين مع بعضهم البعض على اختلاف وطنهم في سبيل إنقاذ البلد. إلى ذلك, لم تحل عطلة الأعياد دون بقاء الملفات السياسية المتعددة محور متابعة واهتمام, وفي مقدمها الانتخابات البلدية التي دخلت في البازار السياسي, وسط تعدد القراءات للمسار الذي ستسلكه, سواء لناحية إجرائها وفق القانون الجديد في حال تم إنجاز الإصلاحات في اللجان النيابية المشتركة التي ستبدأ أولى جلساتها في 8 الجاري, أم اللجوء إلى القانون القديم, في وقت بقي صدى زيارة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لدمشق, يتردد داخلياً في أكثر من اتجاه.

وعُلم في هذا السياق أن جنبلاط سيلتقي الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله في الساعات القليلة المقبلة, حيث أشار إليه مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس بأن لقاءً مرتقباً سيعقد قريباً بين النائب جنبلاط ونصر الله, لافتاً إلى أن الأهم هو استمرار التواصل الذي حصل مع "حزب الله" في الفترة السابقة, كما قال إن جنبلاط وسورية طويا صفحة الماضي.

وفي هذا الإطار, أعربت أوساط سياسية في قوى "14 آذار" عن اعتقادها بأن النائب جنبلاط أضحى واحداً من القيادات الأساسية التي باتت تدور في فلك "حزب الله" وتوجهاته السياسية, بعد الدور الذي لعبه أمينه العام في تعبيد الطريق أمام إعادة وصل ما انقطع بين "الزعيم الدرزي" والقيادة السورية, مؤكدة ل¯"السياسة" أنه لم يعد بمقدور رئيس "التقدمي" الخروج من عباءة "حزب الله" بسهولة, بعد إعادة تموضعه ضمن فريق " 8 آذار", حينما أكد على أولوية دعم المقاومة في استجابة واضحة لما كان طلبه الرئيس السوري بشار الأسد, بأن يكون هذا العنوان, معياراً لعلاقة دمشق مع أي مسؤول لبناني.

انتخابياً, شدد النائب عمار حوري على "أن الانتخابات البلدية ستحصل في وقتها وفق القانون النافذ, وهذه مسلمة قائمة من دون نقاش", لافتاً إلى "أن التأخير التقني, يجب أن يترافق مع إقرار التعديلات, وإذا لم تقر, فلا تأجيل تقنياً", كما جدد رفضه التأجيل, حفاظاً على مبدأ تداول السلطة, وعلى نظامنا الديمقراطي.

وعن زيارة الرئيس سعد الحريري لسورية, أشار حوري إلى "أن الاستعدادات متزايدة, وهناك اتفاقيات جديدة ستُوقَّع, ومعظمها اقتصادي وأساسها إقامة علاقات من دولة إلى دولة".

من جهته, أشار عضو كتلة "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر إلى" أن كل المواضيع المتعلقة بالاتفاقيات بين لبنان وسورية مطروحة على بساط البحث, ومن ضمنها المجلس الأعلى اللبناني السورية, لافتاً إلى أن الحديث عن أن الرئيس الحريري سيغير ثوابته وقناعته وسياسته, بناء على حديث سورية, هو أمر عارٍ عن الصحة, فقاعدة التبعية ولت وأن التعاطي مع سورية هو على قاعدة المساواة وقاعدة تبادل الملاحظات.

 

الحريري لمس رفضاً أولياً لمطلب رئيس التيار الوطني الحر 

الانتخابات البلدية تتوقف على حصة عون في العاصمة

بيروت- "السياسة":أشارت معلومات من مصادر سياسية رفيعة, إلى أن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان يتوقف على تفاهم بشأن العاصمة بيروت.

وذكرت تلك المعلومات أن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون على استعداد للموافقة على إجراء الانتخابات البلدية, من دون إصلاحات على قانون هذه الانتخابات يتمسك بها العماد عون شكلاً, فيما لو حصل على ضمانات بفوزه بسبعة مقاعد على الأقل في المجلس البلدي للعاصمة, من أصل 12 مقعداً للمسيحيين الذين يشكلون نصف أعضاء المجلس البلدي لبيروت, المكون من 24 عضواً.

وأفادت بعض المعلومات بأن رئيس الحكومة سعد الحريري قدم عرضاً للعماد عون خلال العشاء الذي جمعهما الأسبوع الفائت في منزل عون, يقضي بأن تضم اللائحة التوافقية أربعة مقاعد للعماد عون في المجلس البلدي, من أجل الحصول على موافقته بإجراء الانتخابات, إلا أن عون لم يكشف مطالبه مباشرة أمام الرئيس الحريري, وإنما بعث برسائل عبر وسطاء تقول إنها تضمن موافقة العماد عون في حال ضمت اللائحة التوافقية سبعة مقاعد ل¯"التيار الوطني الحر" الذي يرأسه العماد عون.

ويبدو أن هذه هي العقدة الوحيدة أمام إجراء الانتخابات البلدية, والتي باشر الرئيس الحريري إجراء اتصالات بشأنها مع حلفائه في قوى " 14 آذار", وخصوصاً "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" والوزير ميشال فرعون, ولمس رفضاً أولياً لمطلب العماد عون, وإن كان هناك استعداد لمناقشة حجم حصة "التيار الوطني الحر" في هذا الصدد, فيما يصر آخرون من القوى المسيحية في " 14 آذار" على رفض إعطاء العماد عون أي مقعد في المجلس البلدي لبيروت, وأن تجري الانتخابات في موعدها, لأنهم يؤكدون أن لا قدرة للعماد عون على تحقيق أي خرق في الانتخابات التي لا يمكن لأي فريق الفوز فيها, إذا لم يكن من ضمن لائحة "تيار المستقبل" التي تمتلك وحدها القدرة على إدارة المعركة والفوز فيها من دون صعوبة تذكر?

وهذا ما يدفع القوى المسيحية إلى الالتصاق ب¯"تيار المستقبل" سعياً لحصولها على المقاعد ال¯12 المخصصة للمسيحيين في المجلس, وذلك على غرار ما جرى في الانتخابات النيابية, وهذا ما يربك رئيس الحكومة الذي يتمسك بالمناصفة الطائفية في المجلس البلدي للعاصمة, ويرغب بتشكيل لائحة توافقية تضم كل الأطراف السياسية, ولا تستبعد أي طرف عنها, لكنه محشور بين حلفائه وبين نزعته التوافقية.

 

التحجم قد يؤدي بجنبلاط إلى الانكفاء السياسي

 من غير المؤكد أن يظل وليد جنبلاط محط ثقة الطائفة الكريمة بسبب كثرة تموضعاته

مهي عون/السياسة

بمناسبة "الجمعة العظيمة" عند المسيحيين نسأل: هل تنتهي قريباً جلجلة وليد جنبلاط؟ لأمر الأكيد والظاهر للعيان هو أن الزعيم الدرزي بات يتخبط في حالة من المعاناة عظيمة. يريد إرضاء الجميع ولا يعرف كيف. يرزح تحت ثقل معادلة "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير", وكلما حاول الخروج من الكبوة غرق أكثر. في 2 أيار عندما قرر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط التخلي عن رفاق "ثورة الأرز", تاركاً صفوف حركة "14 آذار", اختار طوعاً وضعية التحجم المناطقي التي أصابته نتيجة ذلك. فمن حجم الرجل السياسي الوطني اللبناني الرائد اختار العودة إلى حجم زعيم طائفة الدروز في منطقة الجبل. وها هو اليوم ليس بسبب المبدأ أي مبدأ ذهابه إلى سورية, ولكن بسبب الشكل أي شكل الإصرار والترجي الذي سبق هذه الزيارة, يختار وضعية الانكماش على مستوى زعامة الطائفة الدرزية. ومن غير المستبعد أن يرى جنبلاط نفسه غداً بسبب هذا التحجم وهذا الانكماش مضطراً إلى الانكفاء السياسي.

سلامة الطائفة?... هل استدارة وليد جنبلاط الجديدة أمنتها أم أضعفتها? هذا ما سوف يكشفه المستقبل. ولكن في مطلق الأحوال يمكن القول أن السلامة لطائفة صغيرة تعد في لبنان من الأقليات, قد يؤمنها من دون شك على المدى القريب خيار التقرب واسترضاء "حزب الله", وهو القوة الفاعلة والقادرة والمسيطرة حالياً على كل الأراضي اللبنانية, ولكن ماذا عن المدى الأبعد? أين ذهبت حاسة الشم عند وليد جنبلاط? هل درس جيداً احتمالات المرحلة المقبلة على صعيد المنطقة? هل حاول استشراف مواقف سورية تجاه الملفات العالقة إقليميا? ما رأيه في الإصرار السوري لتحقيق السلام وما رأيه في حظوظ تحقيقه? هل حاول جنبلاط استشراف موقف سورية بالنسبة لأي حرب مقبلة على إيران واحتمالات انخراط سورية فيها أو عدمه? قد يجيب بأن "إعادة التموضع" تظل الوسيلة الأضمن من أجل الاستمرار. يبقى أن "استغشام" الناس له حدود, فأي مواطن عادي يمكنه أن يدرك جيداً بأن التموضع شيء وله علاقة بالثبات في المواقف المبدئية, و"إعادة التموضع" شيء آخر وله علاقة بفقدان المصداقية السياسية على المدى البعيد. وإذا كانت حجة "إعادة التموضع" كل مرة نابعة من الغيرة المفترضة والحرص على حقوق وسلامة الطائفة الدرزية, من غير المؤكد أن يظل وليد جنبلاط محط ثقة الطائفة الكريمة بسبب "كثرة تموضعاته" طوال فترة عمله السياسي. قوة الطائفة أي طائفة هي من دون شك من قوة قائدها وصلابتها من صلابته, وبالمقابل تراجعها ووهنها من حيرته وضياعه وعدم استقراره وثباته على خيارات نهائية. الطائفة الدرزية ولأنها من المكونات الطائفية الصغيرة لشرائح المجتمع اللبناني, ربما هي اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لشخص قوي يفرض كلمته على المستويين الداخلي والخارجي, ولاسيما العربي مثلما كان يفعل الزعيم الدرزي الأب كمال جنبلاط. القوي هو الذي لا يظهر ضعفاً أو خوفاً أمام عشيرته وجماعته, خاصة وأن تاريخ لبنان يشهد لبني معروف بالشجاعة والإقدام والاستبسال عند الحاجة. قد لا يكون الدروز وكما ينضح بذلك تاريخهم يؤثرون الانكماش والتقهقر على الإقدام والمواجهة. وربما لو سئلوا لكانوا آثروا "الكرامة على السلامة" .

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد عودته من دمشق استوقفتني عبارتان, فيما بدا لي أن كل ما ورد من خارجهما كلام لزوم ما لا يلزم. الأولى عندما ذكر وليد جنبلاط الدروز الممتعضين من زيارته إلى سورية بخطورة الانزلاق إلى الانعزال الطائفي أسوة بانعزال المسيحيين في الماضي, وهي التهمة التي ألصقت بالأحزاب المسيحية في بداية الحرب الأهلية. في الحقيقة وعبر نظرة شاملة على تاريخ الدروز في لبنان, لا يمكن اعتبارهم طائفة قابلة للانعزال, بل على العكس تاريخ طائفة بني معروف بني على الاستعداد الدائم للاندماج والانصهار مع الطوائف الأخرى ولاسيما المسيحية والتي شكلت عبر التاريخ الطائفة التوأم للطائفة الدرزية في جبل لبنان. عندما يرفض الدروز مواقف قائدهم قد لا يكون ذلك من باب عدم الرضا على الانفتاح على سورية والأكيد أن تذكيرهم وتحذيرهم بتهمة الانعزال الحاضرة دائماً, قد لا تكون الطريقة الأفضل لاستجلابهم من جديد. ناهيك بأن تذكير المسيحيين بتوصيف الانعزال ليس في محله, فتاريخهم هم أيضاً حافل وغني بمسار الانفتاح على العالم العربي, ولا يعكس ميزة تقوقعية. وللتذكير فالمسيحيون في لبنان شكلوا منبتاً لأهم أحزاب سياسية عربية عقائدية شهيرة ومعروفة (حزب القومي السوري, حزب القومي العربي), لاقت رواجاً وانتشاراً واسعين في كل الأقطار العربية. الانعزال يأتي عادة من فعل إرادة ومن ردة فعل لشعور بالخوف من الأكبر والأقوى والأخطر. والخوف عيب لا يمكن إلصاقه لا بالطائفة الدرزية الكريمة ولا بالطائفة المسيحية أيضاً. وفيما خص تعمد وليد جنبلاط ترداد عبارة "التأكيد على الثوابت"مع الجانب السوري, خلال مؤتمره الصحافي, فالتساؤل حول فحوى ومضمون هذه العبارة يفرض نفسه. فهل الفهم اللبناني لجنبلاط لهذه الثوابت ولمضمونها يوازي المفهوم السوري? المفهوم السوري لثوابت "الساحة اللبنانية"معروف ويعني دعم قوى 8 آذار,فهل يتمكن وليد جنبلاط في المستقبل من مجاراة سورية في ثوابتها هذه? وإلى أي مدى? وهل بمقدوره كزعيم طائفي تحمل وزر مشتقات وتوابع هذه الثوابت والبقاء حيث هو؟

شعر جنبلاط بعد خروجه من حركة "14 آذار" بأنه تحجم وتحول من زعيم وطني إلى زعيم مناطقي وطائفي. أزعجه هذا الشعور وبحث عن مخارج. والمخرج كان بالنسبة له تخطي الحدود والخروج بطائفته إلى الفضاء الأوسع إلى الفضاء العربي عبر سورية. ولسان حاله يقول: تعيروني بالتقوقع في منطقتي وطائفتي وأنا أتخطاكم لأتحول إلى زعيم عربي. هدف شريف وجدير بالاحترام, ولكن لا يمكنه أن يذهب إلى سورية ويتكلم باسم الدولة اللبنانية, ولا حتى باسم اللبنانيين قائلا بأن سورية تريد علاقات كذا وكذا مع لبنان, أو يتكلم عن ترسيم الحدود, أو سواها من الأمور التي قد تؤثر القيادة في سورية الكلام عنها مباشرة مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين وليس طبعا مع نائب في البرلمان حتى ولو كان زعيم عشيرة. سورية ترى في ذاتها عمقاً عربيا للبنان فهي مدخله الطبيعي على كل الدول العربية, ولكنها لا تحترم مواقف التزلف والترجي. وتاريخ سورية في تعاملها مع الزاحفين والمهرولين خلال فترة الوصاية على طريق بيروت دمشق هي خير دليل.

خلال أحد مؤتمراته الصحافية قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلاماً معناه أن سورية ليست دولة طائفية مثل لبنان, واستقبال زعماء طائفيين لبنانيين قد يربكها ويزعجها إلى حد ما ولكنها تقوم باستقبالهم على مضض, ونزولا عند رغبة وإلحاح وإصرار بعض اللبنانيين. والسؤال هو هل هناك أمل في استفاقة الزعماء اللبنانيين, حتى يعودوا إلى رشدهم ويكفوا عن الخروج من جلدهم كلما سنحت لهم الفرصة? فالاستمرار في السلطة لا يمكنه أن يحلل كل التصرفات? وإذا كان من أجل الاستمرار والتوريث يحلل الزعيم ويبرر لنفسه كل التصرفات, فهل يستفيق الشعب ولو مرة ليؤكد أنه لن يكون كل مرة مطية لتحقيق استمرار الزعامة وسلالتها؟

كاتبة لبنانية

 

المحامية الخنساء تناشد العاهل السعودي العفو عن صباط:

عفوكم سينقل صورة مشرفة للعالم أجمع عن العدل والتسامح الاسلامي

وطنية - 3/4/2010 وجهت المحامية مي الخنساء، كتابا الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ناشدته فيه "إنقاذ حياة مواطن لبناني مسلم إسمه علي حسين صباط المسجون في سجن المدينة المنورة"، والمحكوم بالإعدام بتهمة الشعوذة. ومما جاء في الكتاب: "أناشدكم بإسم الله وبأسم الإنسانية والتسامح الإسلامي العظيم، أن تعفوا وتصفحوا وتنظروا بعين الرحمة الى موكلي اللبناني علي حسين صباط، وترأفوا بحاله، رحمة بأسرته وبوالدته العجوز التي تصارع الموت. وأنا إذا أكتب ما كتبت مناشدة جلالتكم، لا أبتغي رضا قوم، أو أتقي سخط آخرين، أو اسجل موقفا قانونيا، إنما كتبت للحق أبتغيه وحده، وكلي ثقة أنني أناشد وأخاطب من يعلو على الصغائر، ومن لا يبغي إلا وجه الله سبحانه وتعالى، ولا يستقيم من المنطق أن نطلب ونستجير إلا من عرفنا أنهم أهل لهذه الغايات السامية التي حباهم الله بها". أضافت: "إن عفوكم يا جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن المواطن اللبناني علي حسن صباط، سينقل صورة مشرفة للعالم أجمع عن العدل والتسامح الإسلامي، وأعلم أنكم لن تردوني خائبة، ليقيني الأكيد أن تاريحنا الإسلامي هو الذي ينبت ويثمر الرحمة، لا سيما أن في بلدكم نفوس قوية خصبة، تنمو فيها الفكرة الصالحة لتؤتي ثمرها بعد حين". وختمت: "ما كان أعظم الرسول الكريم (ص) في عفوه وفي صبره، وما كان أعظمه في هجرته وفي تقواه وعدله"، (وكان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، وحتى لاأطيل على جلالتكم، فالعالم بأسره ينتظر العفو عن المواطن اللبناني علي حسين صباط، ليعود الى عائلته الفقيرة، المؤلفة من زوجتة وخمسة أولاد، وأم تنازع الموت، وأب أحنى الزمن ظهره، فلا تطل علينا الإنتظار يا جلالة الملك، يا خادم الحرمين الشريفين".

 

البطريرك صفير ترأس رتبة الغفران والتقى مهنئين بالعيد:

لتكن ايامنا المقبلة خيرا من التي نعيشها في ظل الصعوبات الكثيرة نسأل الله ان يعطينا القوة لنكون مسيحيين بالفعل والواقع والعمل

وطنية - 3/4/2010 دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير المؤمنين الى الصلاة كي "تكون ايامنا المقبلة خيرا من الايام التي نعيشها في ظل الصعوبات الكثيرة، ونسأل الله ان يعطينا جميعا القوة لنقوم بالرسالة التي أوكلها لنا السيد المسيح لنكون مسيحيين بالفعل والواقع والعمل".

جاء كلام البطريرك صفير أمام وفد مجلس رؤساء ورئيسات الرهبانيات في لبنان برئاسة الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الارشمندريت جان فرح في زيارة للتهنئة بقيامة السيد المسيح من بين الاموات.

الارشمندريت فرح وألقى فرح كلمة باسم الوفد تمنى فيها للبطريرك دوام الصحة والعافية والعمر المديد، وقال:" مع أحر التهاني بالفصح المجيد، نكبر فيكم، يا صاحب الغبطة، الدور الرائد الذي تقومون به من اجل الكنيسة ومن اجل الوطن، ومع الدعاء بمزيد من النعم الفائضة من القبر المقدس، نصلي من اجل وطننا لبنان كي يعيش بدوره القيامة على جميع المستويات وتعم الفرحة في قلوب ابنائه".

رد البطريرك ورد البطريرك صفير بالقول:" نشكر لكم زيارتكم ومعايدتكم ونشكر لحضرة الاب العام ما تفضل به في كلمته، واننا جميعا نرفع عقولنا الى الله، لكي تكون ايامنا خيرا من الايام التي نعيشها وفيها صعوبات كثيرة، ولكن الكنيسة هي هي، والسيد المسيح وعدها بان يكون معها، ولكنكم تعرفون ما تتعرض له في هذه الايام في كل مكان في الدنيا وخصوصا في روما بالذات. لذلك علينا ان نصلي كثيرا لقداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس والمسؤولين عن الكنيسة لكي يجتازوا هذه المحنة. ونسأله تعالى ايضا ان يعطينا جميعا القوة لنقوم بالرسالة التي وكلها السيد المسيح إلينا ليكون المسيحيون عندنا مسيحيين بالفعل والواقع وبالعمل".

أضاف: "ان شرخنا يتعرض لمصائب كثيرة وتعرفون ان المسيحيين يهاجرون بكثافة من البلدان المحيطة بنا، وحتى في لبنان غادر ما يقارب منذ سنة 1970 الى اليوم ما يقارب المليون لبنانيا ومعظمهم مسيحيون ، ولذلك، اذا ظلت هذه الهجرة على ما هي فاننا لا نريد ان نكون متشائمين، والله كما قال الانجيل المقدس يخرج من الحجارة من يهتفون مبارك الآتي باسم الرب، ولكن علينا ان ننتبه وان نكون دائما مع الله لكي نستمد منه القوة كي نبقى نحن ولنقوم بالرسالة الموكولة إلينا".

نسأل الله "ان يعيد عليكم أعيادا عديدة ملؤها الخير والبركة".

وفد كاريتاس لبنان والتقى البطريرك صفير وفدا من رؤساء الاقاليم والمناطق في كاريتاس لبنان زاره برئاسة رئيسه الاب سيمون فضول الذي جاء معايدا. وتمنى ان "تكون قيامة المسيح قيامة لبنان، وكما أشرق الرب علينا بنور قيامته، يشرق نور السلام والمحبة والفرح ويعمون الوطن المعذب".

أضاف: "نحن نأتي اليكم للتبرك منكم والاستماع الى توجيهاتكم وإرشاداتكم لا سيما وان كاريتاس تقدم خدماتها في كل لبنان دون تمييز مع الفقراء والمعوزين والمزارعين والعائلات والاطفال. ونشكر الله انه ومن خلال كاريتاس الكنيسة تستطيع ان تخفف الكثير من الآلام، وتنمى وتطور الكنيسة من المناطق وخصوصا الانماء البشري والانماء الاقتصادي - الاجتماعي".

رد البطريرك ورد البطريرك قائلا: "نشكر معايدتكم ولكاريتاس ما تقوم به من أعمال انسانية بواسطتكم انتم، ونتمنى لعملكم الازدهار، وهو عمل لا بد منه خصوصا في هذه الايام التي كثرت فيها المطالب وقلت الموارد، ولذلك ان كاريتاس يستفقدها الكثير من الناس وان ما تقومون به هو عون مشكور. نسأل الله ان يكافئكم عليه ولا نريد ان نطيل الكلام إنما نرجو لكم الخير وخصوصا الذين تساعدونكم لكي يكون لهم بيوت يأوون اليهم ويعيشون مع عائلاتهم براحة وطمأنينة بال. ليكافئكم الله خيرا ويزيدكم نشاطا ويكلل اعمالكم بالنجاح".

مهنئون بالعيد ومن المهنئين بالعيد على التوالي: رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من اللجنة التنفيذية، الهيئة التنفيذية للامانة العامة للمدارس الكاثوليكية برئاسة الامين العام الاب مروان ثابت، وفد من المرشدية العامة للسجون برئاسة المرشد العام الاب مروان غانم في حضور المشرف على المرشدية المطران سمير مظلوم، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده بوكسم، السفير البابوي السابق في الكويت المطران بولس منجد الهاشم، راعي أبرشية صربا المارونية المطران غي بولس نجيم مع كهنة الابرشية، راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر وكهنة الابرشية، راعي ابرشية جونيه للموارنة مع كهنة الرعايا المطران انطوان العنداري، راعي ابرشية البترون المطران اميل بولس سعادة وكهنة الرعايا، راعي ابرشية زحلة للموارنة المطران منصور حبيقة وكهنة الابرشية، النائب البطريركي العام على نيابة الجبه المطران فرنسيس البيسري وكهنة الابرشية، راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة وكهنة الابرشية، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي وكهنة الرعايا، المحامي كلود عازوري، رئيس اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية المطران بطرس الجميل، رئيس محكمة التمييز المدنية القاضي الدكتور انطوني عيسى الخوري، القاضي جوزف فريحة، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الوزير السابق قيصر نصر، قائد الجيش السابق العماد ابراهيم طنوس، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة وكهنة الابرشية. وتلقى البطريرك صفير اتصالا هاتفيا من النائب السابق حسن الرفاعي قدم فيه التهنئة بالعيد، متمنيا للبطريرك واللبنانيين جميعا القيامة للوطن، واتصالا آخر من نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس الموجود في الخارج للتهنئة بالعيد. وظهرا، ترأس البطريرك صفير في كنيسة الصرح رتبة الغفران عاونه فيه المطارنة رولان ابو جودة، سمير مظلوم وشكر الله حرب.

 

السماك رد على بيان الهيئات الاسلامية في طرابلس حول عيد البشارة: الحوار لم يكن في اي وقت دينيا ولكنه كان دائما وطنيا حول العيش المشترك

وطنية - 3/4/2010 رد الامين العام للجنة الوطنية الاسلامية - المسيحية للحوار محمد السماك على بيان الهيئات الاسلامية - طرابلس حول عيد البشارة، فلفت في بيان اليوم الى ان "احتفال مدرسة الجمهور هو احتفال نظمته ودعت اليه جمعية متخرجي المدرسة، وهي بالتالي وحدها المسؤولة عنه، ولا علاقة للجنة الوطنيةالاسلامية - المسيحية للحوار بما تضمنه الاحتفال". أضاف: "هناك فرق بين العيد الديني والعيد الوطني. الاول يقوم على العقيدة، اما الثاني فيقوم على المصالح الوطنية المشتركة. هناك اختلافات عقدية بين الاسلامية والمسيحية، يعرفها المسلمون، كما يعرفها المسيحيون. والحوار لم يكن في أي وقت حوارا دينيا فقهيا- لاهوتيا، ولكنه كان دائما حوارا وطنيا حول العيش المشترك"، لافتا الى ان "المكانة الرفيعة التي تتمتع بها السيدة مريم في الاسلام وفي المسيحية وفرت قاعدة اسلامية - مسيحية مشتركة لعيد وطني على قاعدة هذا المشترك ومن دون اي محاولة لتجاوز ما بين العقائد من اختلافات".

وتمنى السماك ان "يتسع صدر الأخوة الأعزاء في الهيئات الاسلامية المحترمة لمعرفة حقيقة هذا الموقف وحقيقة النيات التي كانت الدافع له، ولقول كلمة الحق".

 

صقر: لا صحّة لما يقال بأن الحريري سيغيّر ثوابته وقناعاته 

التعاطي مع سوريا بات على قاعدة المساواة وقاعدة تبادل الملاحظات 

٣ نيسان ٢٠١٠ /أوضح عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أن "جميع المواضيع المتعقلة بالإتفاقيات بين لبنان وسوريا مطروحة على بساط البحث ومن ضمنها المجلس الأعلى اللبناني السورية"، مؤكداً أن "هناك ملاحظات لكنها تبقى طي الكتمان بين الجهات المسؤولة، والعمل على تحسين العلاقات، فإذا كان من المفيد إتمام إصلاحات على الإتفاقيات فلتكن، وفي حال إلغائها كان مفيداً للدولتين فنحن مع أن تلغى".

ولفت صقر، في حديث لإذاعة "صوت المدى"، إلى أن "الحديث عن أن رئيس الحكومة سعد الحريري سيغير ثوابته وقناعته وسياسيته، بناء على حديث سوريا، هو أمر عارٍ عن الصحة، فقاعدة التبعية ولت وأن التعاطي مع سوريا بات على قاعدة المساواة وقاعدة تبادل الملاحظات".

 

محذراً من أن اي عملية على غزة "ستقرب موت" اسرائيل نجاد: الضغوط الدولية ستعزز تصميم ايران على مواصلة برنامجها النووي

المصدر: AFP/اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد السبت ان ليس من شان الضغوط الدولية سوى "تعزيز تصميم" ايران على مواصلة برنامجها النووي. وفي اشارة الى تلويح الدول الغربية بعقوبات جديدة لارغام طهران على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يثير قلق المجتمع الدولي، قال احمدي نجاد في خطاب القاه في سرجان جنوب شرق البلاد "لا تظنوا ان بامكانكم وقف مضي الامة الايرانية على طريق التقدم".وتابع "بامكانكم الهياج كما شئتم ونشر التصريحات وتبني قرارات" لكن "كلما ازداد عداؤكم لنا علنا ازداد تصميم الامة الايرانية على المضي قدما". واتهم احمدي نجاد الرئيس الاميركي باراك اوباما بانه "لم يغير شيئا" في سياسة سلفه المعادية لايران. وقال ان "اوباما جاء باعلان التغيير ورحبنا به لكن ما الذي تغير؟ ما زالت الضغوط متواصلة وكذلك العقوبات. وما زالت سياسات (واشنطن) في العراق وافغانستان هي ذاتها". وحذر الرئيس الايراني من ان اي عملية جديدة تشنها اسرائيل على قطاع غزة "ستقرب إسرائيل من موت محتوم". وقال نجاد ان الاسرائيليين "يبحثون عن ذريعة لمهاجمة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وتابع "اقول للصهاينة وللذين يدعمونهم كفى جرائم. ان مغامرة جديدة لن تنقذكم بل ستقربكم من موت محتوم".

 

المجلس الاسلامي الاعلى عقد جلسة برئاسة المفتي قباني: قرارات القمة العربية دون مستوى الخطر الذي تشكله الإجراءات الإسرائيلية لاجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها واحترام جميع الاستحقاقات

وطنية - 3/4/2010 عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، تم التداول فيها في الأحداث الخطيرة التي تدور في القدس الشريف، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ محمد أنيس اروادي الآتي نصه: "توقف المجلس الشرعي أمام الأحداث الخطيرة المتعلقة بالقدس الشريف وبالمسجد الأقصى وبما يقوم به الكيان الصهيوني الغاشم من أعمال مكثفة تتمثل بالحفريات الدائرة في المسجد الأقصى وبأعمال التهويد لتلك الأماكن من خلال تهجير أبنائها والاعتداء على كراماتهم وحرياتهم وهدم أبنيتهم والاستيلاء على أملاكهم ومنعهم من شتى أنواع التحرك والاحتجاج، مطالبين الأمة العربية والإسلامية حكاما وشعوبا بتجاوز المواقف الشكلية القائمة واتخاذ المواقف الحازمة التي تؤمن ردعا حقيقيا وثابتا وجديا يتنافى مع خطورة الأحداث ولا يكون ذلك إلا بتوحد عربي وإسلامي سريع تجاه هذه القضية الإسلامية المقدسة، مبديا إن قرارات مؤتمر القمة العربية على أهميتها هي دون مستوى الخطر الذي تشكله الإجراءات العملية اليومية التي تقوم بها إسرائيل لتهويد مدينة القدس بشرا وحجرا، مطالبين بإحياء لجنة القدس ودعوتها إلى الاجتماع فورا واخذ دورها الطبيعي الذي أنشئت من اجله". وأكد على "أهمية اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها، وعلى وجوب احترام جميع الاستحقاقات والتقيد بالأصول والقواعد القانونية والدستورية". وتوقف ب"اهتمام وقلق" أمام "اللغط المتداول إعلاميا حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمراحل التي قطعها التحقيق حتى الآن، مؤكدين على وجوب احترام القضاء الدولي لكشف الحقيقة الكاملة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجرائم الاغتيال التي تناولت بعد ذلك ثلة من رجالات الوطن. ويرى ان الاستقرار والأمن والاطمئنان في لبنان لا يمكن ان يتحقق بإخفاء الحقيقة أو بالتخويف من إعلانها، ولكنه يتحقق بالكشف عن المجرمين المرتكبين والمحرضين ومعاقبتهم". كما دان المجلس كل "أعمال الإرهاب التي تستهدف الأبرياء الآمنين والتي أودت بحياة العشرات منهم في قطار الإنفاق في موسكو على قاعدة ولا تزر وازرة وزر أخرى".

 

النائب سامي الجميل للسفير: نرفض تأجيل الانتخابات... واذا تطلب الامر لا مانع بتأجيل تقني لشهر      

السفير /رفض عضو كتلة حزب الكتائب النائب سامي الجميّل تأجيل الانتخابات. وقال لـ«السفير»: «لا مانع أن تطلّب الأمر تأجيلاً تقنياً على غرار ما هو وارد في المشروع الذي قدمه وزير الداخلية زياد بارود الذي ينص على تأجيل تقني لشهر». أضاف: لقد سبق لنا في الكتائب أن قدمنا اقتراح قانون منذ شهر يتضمن 19 إصلاحاً ومن ضمنها إصلاحات قدمها الوزير بارود، والأهم في اقتراحنا أن طرحنا اعتماد الصوت التفضيلي. ورداً على سؤال قال: كل الاحتمالات واردة، لكن لم نبحث في حزب الكتائب موضوع التقدم بطعن.     

 

 نديم الجميل لكلام بيروت عبر اخبار المستقبل: كلام نصر الله فيه تهديد مبطّن ومباشر ان كان على المحكمة الدولية او على استقرار البلد

تمنى النائب نديم الجميّل ان يكون عيد الفصح هذا العام بداية قيامة لبنان . وفي السياسة، رأى الجميّل ان هناك خطة سير معينة مطلوبة من رئيس الجمهورية، وعندما لا يطبّقها تبدأ الحملة عليه، ملاحظاً ان حزب الله وفريق 8 اذار يتهجمان مباشرة على الرئيس ميشال سليمان لانه قام بالحوار وتكلّم عن وجود جيش لبناني "نريده هو ان يحمي الارض."

واذا أكد انه لا يمكن القبول بهذه الحملة، اعتبر ان للرئيس سليمان خطابه السياسي وهو وضع مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارات، وليس لأحد الحق في التطاول عليه.

الجميل وفي حديث لكلام بيروت عبر أخبار المستقبل، شدد على ان الخطط التي تتّبعها قوى 8 اذار وحلفاء سوريا وايران في لبنان، هدفها تعطيل دور الدولة، والغاء دور المؤسسات التي تحكم هذه الدولة: بدءاً من مؤسسات روحية والبطريرك صفير، الى المقامات والمؤسسات التي لها معان وقيم معينة منها سقوط الشهداء، وايضاً تهجّم على قوى الأمن ورئيس الحكومة وغيرهم، "فكلها هدفها دمار الدولة اللبنانية". ورداً على سؤال حول الانتخابات البلدية، رأى الجميل ان كل ما يحصل هو إجحاف بحق المواطن والمرشح، لافتاً الى انه لا يزال الفرد يجهل اذا كانت ستجرى هذه الانتخابات وعلى اساس اي قانون، في حين نقترب من الموعد المحدد، واصفاً الوضع الحالي في البلد بالعاطل جداً.

كما أكد ان لا مخرج لعدم اجراء الانتخابات، مشدداً على وجوب حصولها وفي موعدها، بحسب القانون الحالي "اذ لا يجوز التعاطي مع هذا الموضوع كأي استحقاق حصل في الماضي".

من جهة اخرى، لفت الجميل الى ان هناك من يتحدث اليوم عن تقسيم بلدية بيروت، سائلاً "هل تقدّم هذا الطرف بمشروع حول هذا التوجّه؟ فنحن لا نرى اندفاعاً عند نواب تكتل التغيير والاصلاح للدفاع حقاً حول هذا المشروع." ورداً على سؤال حول الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل اعرب الجميل عن تصوّره بان الوضع مستقر بعض الشيء، معتبراً ان المشكلة ليست في الجنوب بل في الداخل، مضيفاً "اليوم الجو متوتر في الداخل وأرى ان الوضع الأمني في الجنوب مرتبط مع الوضع الاقليمي في المنطقة".

وتابع قائلاً :" أتمنى الا يدفع لبنان ثمن النوايا الاقليمية من اميركية الى فرنسية وسورية وايرانية، والتي تنوي ان تُدفعنا اياها، فلبنان بحاجة ليعيش بسلام واستقرار ولسنا جاهزين لدفع ثمن اية حرب ايرانية اسرائيلية كانت او اميركية ايرانية". وعن سوريا، قال :"لا أرى انها هي القوية في لبنان اليوم بل الفريق السوري الحليف لها الموجود في الداخل، فوضع حزب الله اليوم أقوى من وضع سوريا في لبنان كما كان قبل 2005، من خلال كل ما يحصل وحصل في 7 ايار."

ورفض الجميل التهديد والمناخ حول انه "اما تقوموا بما نريده مع المحكمة الدولية وفق شروطنا او يحصل 7 ايار ثاني"، مشيراً الى انه حان الوقت اليوم لنكون واضحين بطروحاتنا ونعلم الى اين نذهب، واصفاً كلام السيد حسن نصر الله بالمتوازن "لكن ما يهمنا هو وجود تهديد مبطّن ومباشر ان كان على المحكمة الدولية او على استقرار البلد".

وبالنسبة للمحكمة الدولية، لفت الجميل الى وجوب ان تأخذ مجراها للوصول الى "الحقيقة مهما كانت صعبة هذه الحقيقة"، موضحاً ان قرارنا باعطاء طابعاً دولياً للتحقيق والمحكمة أتى في سياق اننا نعلم بعدم قدرة القضاء اللبناني على تخطي التسييس في لبنان والمشاكل السياسية في الداخل.

واضاف :"فلتأخذ المحكمة الدولية الاجراءات الكاملة لنصل الى الحقيقة لانه ولو لمرة نهائية يجب ان نعلم ماذا حصل لجهة الاغتيالات".

ورداً على سؤال حول العلاقات اللبنانية السورية وزيارة النائب وليد جنبلاط الى سوريا، أكد الجميل ان حزب الكتائب يرفض بناء علاقة تكون مبنية بين أشخاص لبنانيين والنظام السوري، وان يكون لكل شخص سفيره في سوريا كالوزير غازي العريضي للنائب جنبلاط، "ما نريده علاقات ندية بين دولتين، بين الدولة السورية والدولة اللبنانية".

وعن زيارة الرئيس أمين الجميل الى سوريا قال :"أتساءل بأية صفة سيزورها؟ فاذا كان سيقوم بها كزعيم سياسي يمكنه ان يزورها كما يزور اي بلد اخر، لكن اذا كانت من اجل تعزيز موقعه في الداخل فهذا امر لا نقبل به ولا نقبل ان نكون اداة في يد احد".

واشار الى ان هناك خياراً سياسياً واضحاً اتُخذ ما قبل الانتخابات النيابية وبعدها، وحتى في روحية ثورة الارز، "حيث لنا مجموعة مبادىء وثوابت معينة نعتمد عليها، وهذه الثوابت لا يمكن ان تتغير". ولفت الى ان ما يجمع كل الاطراف على طاولة الحوار هو القبول بمناقشة سلاح حزب الله، فالجميع متفق على ان هناك مشكلة حوله، مؤكداً ان الاستراتيجية الدفاعية هي من مسؤولية الدولة والجيش اللبناني والمشكلة في السلاح، لافتاً الى انه يسبب خطراً على لبنان. وفي موضوع اخر، لفت الجميل الى ان "علاقة لبنان مع الولايات المتحدة الاميركية علاقة تاريخية وثقافية منذ زمن"، معتبراً ان التدخل السوري والايراني في لبنان أدى ويؤدي الى زعزعة الوضع الداخلي، في حين "لم نر يوماً ان المساعدة الأميركية أدت الى إعطاء سلاح او اي دعم مالي ومادي لفريق ضد اخر". ورداً على سؤال، لفت الى انه من الواضح ان السياسة الخارجية للرئيس الاميركي باراك أوباما فشلت "وهذا كان واضحاً في كلام رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو حول استمرار الاستيطان وايضاً في الاجتماع الثلاثي الذي حصل في سوريا بين القيادة السورية والايرانية والسيد حسن نصر الله." من جهة أخرى، ختم الجميل معلّقاً على مشكلة الجميزة، لافتاً الى ان هذه المشكلة موجودة منذ فترة، معتبراً انها ستزال موجودة حتى لو اقفلت عشرات العلب الليلية، "فهناك مشكلة الvalley parking وفي الصوت، وفي الدعارة، وفي الضجيج، ولكل هذه المشاكل حل، لكن هناك تقصير من قبل الدولة والوزراء المعنيين".

  

مصدر سياسي: لماذا لا يكون "حزب الله" هو من سرّب المعلومات عن استدعاء عناصره للتحقيق 

"حزب الله" أثار ضوضاء الاستدعاءات لتقديم إيجابية مرحلية ونسف التعاون المستقبلي

٣ نيسان ٢٠١٠ / تساءل مصدر سياسي مطلع لماذا لا يكون "حزب الله" هو الجهة التي سربت المعلومات عن استدعاء عناصره للتحقيق من قبل مكتب الادعاء العام في المحكمة الدولية وليس أي فريق آخر؟ مشيراً إلى أنه منذ البداية كانت هناك شكوك بشأن تورط الحزب في التسريب. قال المصدر لصحيفة "السياسة" الكويتية: "حصل التسريب الأول في إحدى الصحف في اليوم التالي لاجتماع مسؤولين كبيرين في الحزب, من بينهما وفيق صفا (المسؤول الأمني الأول في الحزب), مع مسؤولين في مكتب القاضي دانيال بلمار, حيث تبلغ المسؤولان قرار استدعاء العناصر الحزبية, وبدأت منذ تلك اللحظة مفاوضات مطولة حول طريقة الاستجواب ومكانه وطبيعة الأسئلة التي ستطرح على المعنيين". وأضاف "بعد ذلك كرت سبحة التسريبات التي تحدثت بمعظمها عن استدعاء ستة أشخاص, باستثناء الخبر الذي نشرته " السياسة" ويتحدث عن أربعة عشر شخصاً, وهو الأقرب إلى الواقع, وتبين لاحقاً أن هذا هو الخبر الصحيح إذ استدعي 12 شخصاً, بالإضافة إلى الاجتماع المذكور مع المسؤولين الكبيرين". وخلص إلى القول "انكشفت الآن خطة تعامل الحزب مع القضية, فهو الذي أثارها إعلامياً, تمهيداً لإعلان موقف الأمين العام السيد حسن نصر الله المتعاونين مع المحكمة, وتقديمه كايجابية, وفي الوقت نفسه وضع المقدمات السياسية لنسف التعاون المستقبلي معها من خلال التشكيك بسوابق لجنة التحقيق الدولية". لمصدر : السياسة الكويتية

 

محكمة أميركية تغرّم إيران 1.3 مليار دولار كتعويض لضحايا تفجير ثكنة المارينز في بيروت  ٣ نيسان ٢٠١٠

قضت محكمة اتحادية أميركية بتغريم إيران 1.3 مليار دولار كتعويضات لذوي ضحايا تفجير ثكنة لقوات المارينز في بيروت في العام 1938. وقال القاضي رويس لامبرث: "تسعى المحكمة الى إرسال أقوى رسالة ممكنة بان دعم إيران للإرهاب ضد مواطني الولايات المتحدة لا يمكن تحمله من قبل محاكم هذه الأمة". هذا ثاني حكم يصدر في إطار هذه القضية، فقد سبق وان أمرت محكمة أميركية أخرى بتغريم إيران 2.6 مليار دولار لمجموعة أخرى من عائلات ضحايا التفجير. يشار الى ان 241 من عناصر قوات المارينز قتلوا في التفجير الذي استهدف ثكنتهم في بيروت في تشرين الأول 1983. لكن يبدو في الوقت الراهن أن المال سراب، أو كما وصفه لامبيرث في وقت سابق بانه "تمثيلية لا معنى لها".

وكان الكونغرس غير القانون للمرة الأولى في عام 1996 للسماح للضحايا الأميركيين بمقاضاة رعاة الهجمات الإرهابية الأجانب. ثم وعاد المشرعون الى المسألة عدة مرات في محاولة لتسهيل حصول الضحايا على العدالة. في بعض الحالات، حصل ذوو الضحايا على مبالغ كبيرة. وعلى سبيل المثال تمكن المدعون في سلسلة من القضايا المرفوعة ضد ليبيا (في قضية لوكربي)، في نهاية المطاف من الحصول على المال كجزء من اتفاق أميركي لتطبيع العلاقات مع ليبيا. ولكن وحسب تقدير لامبيرث، فان القضايا المرفوعة ضد إيران وحدها كدست بالفعل ما يزيد على 9 مليار دولار في أحكام سبقت القضية الأخيرة ولم يتم دفعها.المصدر : وكالات

 

النائب القادري: من أصر على حكومة الوحدة يكاد يعترف بفشل التجربة

وطنية - 3/4/2010 أمل عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري في ان "تنتهي آلام اللبنانيين وان تصب كل الخطوات التي يقوم بها السياسيون في مصلحة لبنان وتؤدي إلى فتح صفحة جديدة وعلاقات جيدة بين لبنان وسوريا". واعتبر في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" ان "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كان ضرورة في هذه المرحلة لتركيز مشروع السلام الوطني بعد التوتر الطائفي والسياسي الكبير في السنوات الماضية، والإجماع في النظم الديموقراطية لا يمكن ان يكون". ورأى أن "من أصر على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يكاد يعترف اليوم بأنها تجربة فاشلة"، وطالب "بتفصيل عمل الحكومة والحفاظ على مبدأ فصل السلطات وان يقوم المجلس النيابي بدوره". وبالنسبة إلى كلام الوزير محمد فنيش عن "محاولة تهريب اتفاقية وتضليل الرأي العام والمخادع والاستمرار في تغطية التجاوزات"، استغرب ان "يصدر مثل هذا الكلام عن وزير محترم في هذه الحكومة"، وقال: "اذا كان هناك تهريب وخداع وغش فلن يكون في مقام مجلس الوزراء او في بند أدرج على جدول اعمال المجلس. ان في هذا الكلام ردة فعل غير مفهومة، لأنه تبين ان كل الاحكام على قوى الامن ليست في موقعها الصحيح وتهاوت بسرعة". ورفض "الاستمرار بحملة التشكيك"، مذكرا ان "حكومة الرئيس السنيورة كانت حكومة المقاومة، ثم بدأت الحملات ضدها واتهامها بأنها سهلت الاعتداء على لبنان، والحملات التي تقوم اليوم تشبه الحملات السابقة". وعن الحملات على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، قال: "هناك جهات اقليمية متضررة من المسار الذي أخذته المصالحات العربية - العربية، وجهات داخلية ليست راضية على مسار العلاقات اللبنانية - السورية". وشدد على ان "تيار المستقبل لا يسهم في توتير اجواء البلد"، وأشار الى ان "كل الاطراف يريدون المشاركة في الحكومة ولكن المسؤولية كلها تقع على الرئيس سعد الحريري". ولفت الى ان "وزيرة المال لا تطرح مشروعا للموازنة على مجلس الوزراء إذ تم عرض اكثر من خيار على الافرقاء ورفضت". ودعا النائب القادري "الشركاء في الحكومة الى إصدار موازنة تلبي اولويات المواطنين والمحافظة على مستوى معين من المديونية الموجودة بدلا من زيادتها، وتمويل الانفاق الاستثماري الذي سيعود بالفائدة على الناس".

 

 نظام "تروفي" الإسرائيلي للصواريخ المضادة للدبابات: تغيير إستراتيجي في الحرب البرية القادمة 

٣ نيسان ٢٠١٠ / تقرير طارق نجم

منذ الحرب العربية-الاسرائيلية في عام 1973، حاولت الدولة العبرية إنتاج أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ التي تهدد دباباتها حين نجح الجنود المصريون في تدمير العديد منهم أثر عبورهم لقناة السويس في 6 من تشرين الأول من ذلك العام. الجيل الأول من تلك الأنظمة تبين أنه "أخرق" وبحاجة ماسة للتطوير. ومع ظهور صواريخ أكثر فتكاً ومحاولة إسرائيل إيجاد زبائن لبيع أنظمتها أصبحت المسألة أكثر حيوية للكيان الإسرائيلي.

وبعد حوالي أربع سنوات على حرب تموز 2006، قررت اسرائيل تزويد معظم دباباتها الحديثة (ميركافا 4) بنظام متطور مضاد للصواريخ. فمنذ شهر تموز 2009، أجرى الجيش الإسرائيلي بنجاح سلسلة من الاختبارات على نظام الدفاع الخاص بدبابة ميركافا 4، الذي بني لاعتراض وتدمير الصواريخ المضادة للدبابات من مسافة طويلة. وأعلن حينها أنّ نظام الدفاع الجديد يمكنه إنشاء منطقة محمية حول الدبابات الإسرائيلية، واكتشاف وتتبع الصواريخ المعادية واعتراضها بعد ذلك من خلال إطلاق قذيفة. وقد تم تطوير هذا النظام من قبل وزارة الدفاع والتسلح رافائيل الهيئة العامة للتنمية. حيث كان من المتوقع أن يقوم سلاح المدرعات بتركيب النظام الجديد في عام 2010.

وبالفعل، فقد تم الكشف البارحة الخميس عن تركيب ما سمي بنظام "تروفي" على الدبابات الإسرائيلية بنجاح. النظام الجديد المصغر هو نظام مضاد للصواريخ التي يكشف القذائف الموجهة ويطلق النار عليها ويسقطها قبل أن تصل إلى العربات المدرعة، حيث جرت التجارب البارحة قرب حيفا. وقد يؤدي الأداء الجيد لهذا النظام إلى آثار أوسع بكثير من المستوى الأقليمي للحدث، حيث من المتوقع أن تقوم القوات الامريكية وحلفاؤها الغربيون بإستعمالها في العراق وأفغانستان. وقد رجحت وكالة الأسوشيتدت برس التي نقلت الخبر، أن نجاح نظام "تروفي" من شأنه القيام بتغيير جذري في ميزان القوة في الحرب القادمة بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله في لبنان أو نشطاء حماس في قطاع غزة.

"رافائيل"، الشركة الإسرائيلية المصنعة للأسلحة، والتي أبتكرت نظام "التروفي"، تقول أن النظام يعمل منذ سنوات، وقد وضع هذا النظام قيد الإستعمال التجربة التي خاضتها اسرائيل في عام 2006 خلال الحرب ضد مقاتلي حزب الله في لبنان التي انتهت الى ما يشبه هزيمة لإسرائيل خصوصاً أمام صواريخ كورنيت الموجهة الروسية الصنع والمضادة للدبابات. فخلال تلك الحرب وقعت العشرات من الدبابات الاسرائيلية في مصيدة لقي فيها أكثر من 19 جندي من أطقم الدبابات الاسرائيلية مصرعهم خلال الحرب التي دامت أكثر من شهر في 2006.

"تروفي لايت": سنوات من التطوير قد تجعله المفضل لدى الدبابات الأمريكية

يعتقد أن نظام "التروفي" هو الأول في سلسلة من ما يسمى بنظم " الدفاع النشط" التي تهدف إلى تحييد التهديدات الموجهة للدبابات الإسرائيلية. في الماضي، كانت الدبابات تعتمد على وضع طبقات سميكة من الدروع التكنولوجية التي تضعف أي هجوم صاروخي من خلال انفجار صغير مدمر لأي صاروخ قادم.

بعد أن أكتمل تجهيز النظام في نيسان 2007، بثت شبكة تلفزيون الـCBS في 7 أيار 2007 دراسة قام بها معهد تحليلات الدفاع IDA طالب بها وزير الدفاع الأمريكي، في أعقاب القانون الذي أصدره الكونغرس الأميركي، حيث وجد "تروفي" كابرز نظام متقدم قادر على التعامل مع المقذوفات المضادة للدبابات مقارنة بغيره من الأنظمة كالنظام الأميركي رايتيون Raytheon والروسي دروزد Drozd.

وبحلول منتصف عام 2007 ، تم اختيار نظام "التروفي" لتجهيز الدبابات الاسرائيلية ميركافا 4، من المرجح تركيبه على مركبات القتال المدرعة "نامر" Namer، المخصصة لنقل المشاة. كما يعتبر هذا النظام جزءاً من مجموعة أنظمة تهدف لحماية المركبات المدرعة الخفيفة في المستقبل (مثل سترايكر) عندما تصبح عاملة لدى الجيش الإسرائيلي. خلال الأشهر الأولى من عام 2009 نظام "تروفي" بتجارب عملياتية شاملة وتم تحضيره للاستخدام في العمليات بعد تجارب اطلاق ناجحة .

كما أعلن الجنرال الإسرائيلي آغاي ياهتزكال، في شباط الماضي، أنه جرى تجربة نظام "التروفي" على 11 دبابة ميركافا على أن يتم تركيبه على حوالي 36 دبابة أخرى قبل شهر حزيران. وقال في حديث له مع صحيفة هآرتز "إننا نجري تمرينات كالمجانين لنكون على جاهزية تامة لأي حرب مقبلة".

ووفقا لمصادر في "رافائيل"، فإن تطوير "تروفي" الحديث تطلب تصميم قاذفات جديدة وذخائر مطورة. ومن المتوقع ان تزن "تروفي" نحو نصف وزن "تروفي" القديمة، التي صممت في الأصل لدبابات القتال الرئيسية. وسيقوم النظام باستخدام الرادار "إيلتا" التي يستخدمها "تروفي"، بتأمين حماية ألكترونية افضل وبتكلفة أقل.

المطورون في "رفائيل" يقولون ان "التروفي" يمكن أن يوقف أي صاروخ مضاد للدبابات في ترسانة حزب الله ويمكنه التعامل مع أي تهديد في المنطقة. وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت ان التكلفة بلغت حوالي 200 ألف دولار لكل دبابة. وكانت كلفة النظام القديم، وفق الAFP، قد بلغت حوالي 350 الف دولار للدبابة الواحدة.

نظام "تروفي": يستعمل تكنولوجيا التشويش على الصواريخ ومن ثم يعمل على تدميرها

قام فريق العلماء التابع لـ"رافائيل" بإجراء تجارب في موقع تابع لها شمال اسرائيل من خلال اطلاق قذائف صاروخية وصواريخ ساغر، وتاو وصواريخ كورنيت على دبابات الإختبار التي ترصدها الكومبيوترات. نظام "تروفي" الصغير الحجم تم وضعه بشكل لوحات مستطيلة على جانبي الدبابة، ويستخدم رادار للكشف عن القذائف والنيران الواردة للتصدي لها بمقذوفات صغيرة الحجم. ويقوم نظام "تروفي" باطلاق النار وإعادة تحميل بسرعة، حيث أنّ العملية برمتها أتوماتيكية ولايؤدي مثل هذا الانفجار الصغير الذي يحدثه إلا إلى ايذاء الجنود المرافقين بنسبة لا تتعدى سوى 1%.. وينتهج هذا النظام الجديد منهجاً مختلفاً حيث يعتمد أولاً على التشويش باستخدام تكنولوجيا تجعل الصاروخ ينحرف عن مساره، وإذا فشل ذلك، خلق موجة صدمة لتفجيره، كما قال ايال بن حاييم، نائب رفائيل".

من هنا، ان ما أكد عليه جون بايك، مدير مركز Global Security في فرجينيا هو "إن الرهان المستقبلي لجيش الولايات المتحدة هو تركيب نظام مماثل قادر على العمل بكفاءة لأن نظام مثل "تروفي" يعتبر طريق المستقبل للحرب البرية. وقال ان التكنولوجيا هي عنصر الأساسي للولايات المتحدة وللعمليات العسكرية الاميركية. فالولايات المتحدة وروسيا يقومان حالياً بتطوير نظم مماثلة. لهذه التكنولوجيا الجديدة التي سوف تقلل من الحاجة إلى دروع الدبابات الثقيلة وتصبح هذه المركبات أسهل للنقل والنشر في ميدان المعركة.

وقال مسؤولون في رافائيل أن "تروفي" قد مر بأكثر من 700 من التجارب الحية بالفعل بعد تركيبه على دبابات اسرائيلية من طراز ميركافا 4. وفي بيان له، أعلن الجيش الاسرائيلي " أن عشرات الدبابات ستجهز بالنظام الجديد خلال هذا العام مما سيساهم في الحفاظ على ميزة استراتيجية على قوات العدو"، بحسب صحيفة الجيروزالم بوست الإسرائيلية.

شركة "رافائيل" المملوكة من دولة إسرائيل عملت ايضاً على تطوير "القبة الحديدية"، وهو النظام الذي يمكنه اسقاط صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى. ومن المتوقع أن تكون قبة الحديد قد نشرت من قبل خلال هذا الصيف بالقرب من غزة. كما أن سلاح الجو الإسرائيلي قد كشف النقاب مؤخرا عن سرب من الطائرات بدون طيار قادرة على الوصول إلى إيران ، الداعم الرئيسي لحزب الله وحماس وقد أبتكرت "رافائيل" أيضاً زورق بدون طيار تابعة للبحرية يسمى "الحامي"، الذي تقول انه بالفعل يطوف قبالة سواحل غزة.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

تقاسم النفوذ: سوريا تشارك في الحكومة وإيران في السلاح

هل تمهّد زيارة جنبلاط لتحويل الأكثرية أقلية ؟

اميل خوري/النهار

يبدو واضحاً ان الأهم من زيارة النائب وليد جنبلاط لسوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد هو ما بعد الزيارة ذاتها التي فقدت وهجها مع الانتظار الطويل وفقدت كذلك عنصر المفاجأة كي توصف كغيرها بالزيارة التاريخية.

فالنائب جنبلاط سيكون سلوكه السياسي واداؤه من الآن فصاعداً تحت مجهر كل الاطراف داخلياً وخارجياً ولاسيما من جانب سوريا، فإما يؤدي حسن السلوك الى فتح صفحة جديدة تمحو آثار الصفحات الماضية من قدح وذم، وإما تبقى هذه الصفحة نسخة وانْ منقحة عن تلك الصفحات.

الواقع ان سوريا ربحت من هذه  الزيارة، بأن جعلت زعماء الطائفة الدرزية في خطها فلم يعودوا فريقين، احدهما معها والآخر ضدها، وهذا ما يعزز سياستها ونفوذها في لبنان والمنطقة، فبالاضافة الى وقوف هؤلاء الزعماء معها يقف معها أيضاً زعماء الطائفة الشيعية ونصف زعماء الطائفة المسيحية ويجري تحييد معظم زعماء الطائفة السنية تمهيداً لعودتهم الى الحضن السوري... فلا يبقى عندئذ خارج الخط السوري سوى النصف المسيحي الآخر وتحديداً "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية وبكركي في ظل البطريرك الحالي، اي العودة الى "لقاء قرنة شهوان" الذي قام تأييداً لأول نداء مهم صدر عن مجلس المطارنة الموارنة وكان يدعو الى انسحاب القوات السورية من لبنان، ولم يتم التوصل الى استجابة هذا النداء إلا بعد اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه. وهذا النصف المسيحي لن يعود الى سوريا الا اذ عادت سوريا الى لبنان بسلوك جديد وتعامل يقوم على أساس احترام كل منهما استقلال الآخر وسيادته، لا ان يعود لبنان دولة تابعة والحكومة محكومة كي ينعم لبنان بالهدوء والأمن والاستقرار ويحظى بالرضا، والا واجهته الفوضى والاضطرابات.

لذا تنتظر سوريا من النائب جنبلاط ترجمة لكلامه، بأن يكون مع المقاومة فعلاً لا قولاً ما دامت الحاجة ماسة الى وجودها كما كانت الحاجة ماسة الى وجود الجيش السوري في لبنان فوصف ذاك الوجود في حينه بـ"الشرعي والضروري والموقت"، وان يكون له هذا الموقف في اجتماعات هيئة الحوار الوطني وان تتوقف المطالبة بدمج المقاومة بالجيش او بوضع سلاحها بإمرة الدولة او اعتبار وجوده ضعفاً للدولة بل قوة لها، وان توضع صيغة يتم بموجبها التنسيق بين سلاح الدولة وسلاح المقاومة.

وتنتظر سوريا من النائب وليد جنبلاط أيضاً ان يتخذ وزراؤه في مجلس الوزراء ونوابه في مجلس النواب عند حصول تصويت على اي مشروع او موضوع يهم سوريا موقفاً وسطياً لا يحرجه باعلان خروجه من الأكثرية التي هي حالياً بزعامة الرئيس سعد الحريري  ولكن تأييده قوى 8 آذار لتضمن في التصويت أكثرية.

وكانت اوساط سياسية تتمنى لو ان جنبلاط بعد اعترافه بهزيمته السياسية وخسارة رهانه اعتزل ولم يستمر في اللعبة وهو خاسر، لأن من فاز عليه سوف يجعل موقفه الجديد ورقة للمساومة والابتزاز. وهو بذلك لا يكون أول من اعتزل او أول من أبعد نفسه عن اللعبة التي تمارس في ظروف غير ملائمة، فقد سبقه الى ذلك الزعيم البريطاني ونستون تشرشل الذي ربح الحرب وخسر الانتخابات، والرئيس الفرنسي شارل ديغول الذي خسر الاستفتاء الشعبي، او ان يفعل كما فعل العميد الراحل ريمون اده، حين نفى نفسه طوعاً الى فرنسا لأنه أبى الاستسلام ورفض حتى رئاسة الجمهورية بشروط غيره، فلم يوافق على عقد لقاء مع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام يومذاك بسعي من صديقه الحميم الرئيس صائب سلام لأن سوريا كانت هي الناخب الكبير في الانتخابات الرئاسية، فأصر على ان يتم هذا اللقاء في منزله في بيروت وليس في أي منزل آخر ورفض بقاء الجيش السوري في لبنان كي يتولى حفظ الأمن في البلاد كما طلب منه الموفد الأميركي دين براون، وعندما اصبح في باريس رفض عرضاً سورياً يضمن انتخابه رئيساً للجمهورية اذا قبل به وهذا العرض كان ان يعود عن شروطه الثلاثة ليفوز بالرئاسة، وهي: انسحاب القوات السورية والاسرائيلية والفلسطينية من لبنان، وكان جوابه لمن جاءه بهذا العرض: لقد وضعت هذه الشروط الصعبة كي لا انتخب رئيساً للجمهورية، لأنني غير مستعد لأن أكون رئيساً يملك ولا يحكم ولا ان أكون رئيساً بمثابة محافظ عند الرئيس حافظ الأسد...

ولم يستسلم الرئيس صائب سلام للضغوط السورية فغادر لبنان الى سويسرا بعدما عقد مؤتمراً صحافياً وجّه فيه الكلام الى سوريا قائلاً: "انني مستعد لأن أكون صديقاً لا ان اكون تابعاً"... وان يفعل أيضاً ما فعله والده كمال جنبلاط، الذي كان في صدد الذهاب لبعض الوقت الى الهند من ان يبقى في لبنان تحت رحمة سوريا.

لذا، كان في استطاعة وليد جنبلاط، وهو الزعيم اللبناني الكبير في رأي الأوساط نفسها ألا يستسلم، بل ان يسلم نجله تيمور دفة الزعامة حتى ولو بدأ من الصفر في بناء زعامته، ولا يفرض على نفسه ما يشبه توقيع معاهدة صلح بين غالب ومغلوب...

الواقع ان عودة النائب جنبلاط الى الحضن السوري نادماً على ما فعل، سوف يخلّ بالتوازن السياسي الداخلي عاجلاً أم آجلاً ويجعل قوى 14 آذار تتألف من زعامة سنيّة وزعامة لنصف المسيحيين وينقصها تمثيل درزي وشيعي، وهو ما يجعلها غير صالحة لتشكيل حكومة منها لأنها تكون قد فقدت ليس الأكثرية فحسب بل تمثيل كل المذاهب في اي حكومة، كي تكون ميثاقية وشرعية.

ويمكن القول من جهة أخرى، ان سوريا ابقاء منها على تحالفها مع ايران فانها تقاسمت النفوذ معها في لبنان حتى اشعار آخر، فسوريا تشارك في الحكومة بثلث اعضائها عند اتخاذ القرارات وايران تشارك من خلال سلاح "حزب الله" القيادة العسكرية اللبنانية في اتخاذ القرارات وهو سلاح يشكّل "الثلث المعطل" أيضاً في الشارع عند الضرورة، كما تشكل سوريا الثلث المعطل داخل الحكومة اذا لم تعجبها القرارات وليس على لبنان في وضعه الراهن سوى ان ينتظر ويراقب...

 

إجراءات أميركية جديدة أقل صرامة في المطارات 

واشنطن – "النهار":ألغت الحكومة الاميركية اجراءات التفتيش الصارمة التي اعتمدتها عقب محاولة تفجير طائرة ركاب اميركية في طريقها الى ديترويت من أمستردام يوم عيد الميلاد الماضي، والتي كانت مبنية على استثناء الركاب القادمين من 14 دولة بينها لبنان الى اميركا واخضاعهم لاجراءات تفتيش غير اعتيادية، وأعلنت انها ستلجأ الى اجراءات تفتيش مرئية وغير مرئية مبنية على المعلومات الاستخبارية وأنماط السفر، وأوصاف المسافرين المشتبه فيهم.

وكانت ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما التي تعرضت لانتقادات قاسية بعد محاولة الطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير الطائرة فوق ديترويت، قد سارعت الى استثناء المسافرين من 14 دولة وعبرها، كلها إلا واحدة إما عربية وإما مسلمة، لاجراءات تفتيش مشددة. وقد تجاهلت الانتقادات الموجهة اليها بأنها تلجأ الى ممارسات تمييزية مبنية على اعتبارات أتنية ودينية وليس على اعتبارات أمنية او استخبارية وان اجراءاتها لن تمس نظريا على الاقل بحياة 675 مليون نسمة يقيمون في هذه الدول، ولكن ايضا الاميركيين المسلمين الذين يشاركون في الحج السنوي، لأن السعودية كانت من تلك الدول.

وشملت القائمة أفغانستان والجزائر والعراق وباكستان ونيجيريا واليمن والصومال وليبيريا، الى الدول التي تصنفها واشنطن راعية للارهاب مثل ايران وسوريا والسودان وكوبا.

وأعلنت وزيرة الامن الداخلي الاميركي جانيت نابوليتانو عن الاجراءات الجديدة صباح أمس، بعدما أعلمت سلطات الوزارة سفراء الدول التي استهدفتها الاجراءات الاستثنائية، وكان بينهم السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد، الذي أكد الامر لـ"النهار". وجاء في اعلان نابوليتانو ان الاجراءات الجديدة "ستلغي الاجراءات الطارئة التي فرضت فور محاولة الهجوم الارهابي في تاريخ 25 كانون الاول 2009. والمسافرون الذين سيستثنون من الان وصاعدا هم الذين تكون لدى سلطات المطارات معلومات استخبارية عنهم، أو الذين تثير أنماط سفرهم الشكوك. وستستخدم الاجراءات عينها مع المسافرين الذين سيستثنون بسبب المعلومات الاستخبارية وليس الخلفية الاتنية مثل تعريضهم لتفتيش اضافي وأشمل للتحقق مما اذا كانوا يحملون مواد متفجرة، او تعريضهم لتصوير اشعاعي أشمل، واستخدام الكلاب وغيرها من الاجراءات.

السفير شديد

وصرح شديد لـ"النهار" بأن لبنان، منذ لحظة وضعه على اللائحة في نهاية العام الماضي، قام بجهود مكثفة في واشنطن وفي بيروت خلال زيارات المسؤولين الاميركيين للبنان، لاقناع الحكومة الاميركية بحذفه من هذه القائمة. وفي هذا السياق قال انه التقى مستشار الامن القومي الاميركي جيمس جونز والمسؤولين في وزارات الامن الداخلي والدفاع والخارجية "واثبتنا لهم بالمعلومات والاجراءات التي اتخذناها اننا نقوم بكل ما هو ممكن لصون امن مطار لبنان وتقويض اي عمل ارهابي او تخريبي". وافاد ان المسؤولين الاميركيين كانوا محرجين في معظم الحالات، وكانوا يقولون، كما قالوا للسفير ولوزير الدفاع الياس المر حين اثار الامر خلال زيارته الاخيرة لواشنطن: "نسمعكم ونقدّر موقفكم، وسوف نعمل اللازم" وكانوا يلمحون الى ان الاجراءات لن تبقى مفروضة طويلاً.

وكشف شديد ان مسؤولين من وزارة الامن الداخلي زاروه قبل ثلاثة اسابيع وابلغوه انهم بدأوا عملية البحث في الغاء تلك القيود.

ومساء اول من امس اتصل هؤلاء المسؤولون بالسفير لاعلامه بالقرار قبل ساعات من اعلانه رسمياً. وبدوره قام شديد بابلاغ الحكومة اللبنانية رسمياً بالقرار.

سليمان

وفي بيروت ابدى الرئيس ميشال سليمان ارتياحه الى القرار الاميركي العودة عن القرار المتعلق باجراءات التفتيش للبنانيين في مطارات الولايات المتحدة.

وجاء في بيان رئاسي ان سليمان "ابدى ارتياحه الى القرار الاميركي العودة عن اجراءات التفتيش في حق المسافرين اللبنانيين الى الولايات المتحدة". وقال ان استجابة المسؤولين الاميركيين المطلب اللبناني بوقف هذه التدابير "يؤكد صوابية الاجراءات اللبنانية المتخذة في المرافق الجوية والبحرية لضبط الامن ومكافحة الارهاب".

 

تعطلت مكابح سيارة جنبلاط في الكحالة.. ولكن 

السفير/أدّت الاحتياطات الامنية التي واكبت زيارة النائب وليد جنبلاط لدمشق اغراضها كاملة الا ان ما لم يؤخذ في الحسبان قد حصل في طريق العودة.

فبعدما انتهى اللقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد والنائب جنبلاط، استخدم في طريق العودة سيارة مصفحة عائدة له، وجلس إلى جانبه المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل، وجلس في المقعد الخلفي رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا.

سار الأمر على ما يرام على طول الطريق، حتى تجاوز الموكب مستديرة عالية وبلغ مشارف بلدة الكحالة، وهنا حصل ما لم يكن متوقعاً، فقد تعطـّلت مكابح السيارة المصفحة، والمشكلة ان الطريق منحدرة و«كلها نزلات»، وكلما تقــدمت الــسيارة نزولاً كانت استجابة المكابح تضعف وتطلبت في الكثير من الأحيان ما يزيد عن «عشر دعسات لتكبح»، واستمرت هذه الحال حتى وصلت السيارة «على آخر نفس» الى بيروت.. يقول جنبلاط: «كل شي كان منيح، لكن النزلة من الكحالة الى بيروت ما كانت منيحة.. كان قطوع ومرق».

 

 بينَ جنبلاط ونصرالله.. سمير جعجع

لبنان الآن/في الأسبوع المنصرم، إزدحمت أحداثٌ لبنانيّة كثيرة من "النوع" الذي ستكون له تتمّات أو تبعات أو تداعيات.

رئيس "الحزب التقدّمي الإشتراكيّ" وليد جنبلاط زار سوريّا "أخيراً". وعاد منها تماماً كما ذهب، أي بآخر نسخة سياسيّة منه قبل الذهاب. ومع ذلك، ثمّة من يدعو داخل فريق الثامن من آذار إلى توّقع إنعكاسات لهذه الزيارة على غير صعيد سياسيّ في لبنان.

الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله الذي تحدّث بنبرة هادئة في مقابلته على "المنار" مساء الأربعاء الفائت أطلق مواقف لا بدّ من "متابعتها". فإلى جانب إعلانه "التعاون" مع المحكمة الدوليّة في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر شهداء "ثورة الأرز"، فإنّه ربطَ نزاعاً مع هذه المحكمة إذ وضع شروطاً على إستمرار التعاون من بينها أن يُعاد التحقيق إلى بدايته في "فرضيّات" عدّة، تحت طائلة إعتبارها مسيّسة وأداة سياسيّة. كذلك ربط نزاعاً مع الحكومة إنطلاقاً مِن إتفاق الهبة الأميركيّة إلى قوى الأمن الداخليّ. وربطَ نزاعاً أيضاً مع هيئة الحوار الوطنيّ عندما نفى حاجة "المقاومة" إلى إجماع وطنيّ. وبـ"المناسبة" فإنّ الحوار قائم ليس لأنّ ثمّة مقاومة لتحرير أرض محتلّة، بل بحثاً عن الجدوى من إستمرار "مقاومة" موازية للدولة بعدَ التحرير، والجدوى من إستمرار "مقاومة مستقلّة" بأهداف لا تندرج في إطار "قضيّة لبنانيّة". أي أنّه على إفتراض أنّ المقاومة لتحرير أرض محتلّة لا تحتاج إلى إجماع وطنيّ أو هي لا تستطيع تأمين هذا الإجماع، فإنّ إستمرار المقاومة بعد التحرير أمر آخر ويحتاج إلى إجماع، بالضبط لأنّ إستراتيجيّة "الدفاع" الوطني ومكوّناتها، بما هي إستراتيجيّة لـ"الدولة المحرّرة" تحتاج إلى توافق وطنيّ. بيَد أنّه بين زيارة جنبلاط إلى الشام من جهة وإطلالة نصرالله وما حملته من جهة ثانية وعددٍ من المتفرقات السياسيّة من جهة ثالثة، شكّل المهرجان الذي نظمّته "القوّات اللبنانيّة" في "البيال" السبت الماضي حدثاً سياسياً لبنانياً مميّزاً لم يأخذ حقّه.

في هذا المهرجان، أطلّ رئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوّات" سمير جعجع بخطاب سياسيّ نوعيّ لا بدّ من التوّقف عند أبرز معانيه.

في هذا الخطاب، ثابتة غير جديدة وإن متجدّدة من ناحية وأخرى جديدة من ناحية ثانية.

الثابتة غير الجديدة لكن المتجدّدة، تتجسّد في التشديد من جانب جعجع على الشراكة المسيحيّة ـ الإسلاميّة وعلى التمسّك بها.

خرج "الحكيم" من السجن في تمّوز 2005 "متشبعاً" بهذه القناعة الميثاقيّة ـ الكيانيّة. ومارسَها طيلة السنوات الخمس الماضية وإعتبر أنّ حصانة لبنان وضمانته بهذه الشراكة. وبتمسّكه بالشراكة، لا يعلن جعجع تمسّكه بالصيغة التي كرسّها إتفاق الطائف فحسب، لكنّه يؤكّد أنّه خرج من الحرب الأهليّة منذ زمن طويل.

لا يُحارَب سمير جعجع اليوم إلاّ لأنّه خرج من الحرب الأهليّة وإستخلص عِبرها، والشراكة المسيحيّة ـ الإسلاميّة أبرز تلك العبر. من يحاربه، بمن في ذلك أقلامٌ "بائسة"، إنمّا يفعل لأنّه هو لا يزال في الماضي. ومن يحاربُه يريد تدفيع "الحكيم" الثمن أكثر من مرّة. أدخل إلى السجن في العام 1994 "كأنّه" وحده من قاد ميليشيا  أقدمت على "إرتكابات". ويُهاجم في هذه الأيّام لأنّه طوى الصفحة. وواقع الأمر أنّ جعجع إمتلك جرأة "الإعتذار" قبل نحو عامَين عن الحرب وعن "إساءات" ألحقتها الميليشيا بلبنانيين.

أمّا الثابتة الجديدة، أي الداخلة حديثاً إلى فكر "القوّات" وثقافتها، فهي المتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة. ففي خطابه الأخير جهرَ جعجع بما راكمه في السنوات الأخيرة. فهوَ إذ أكّد أن لا حلّ في المنطقة إلاّ بقيام الدولة الفلسطينيّة المستقلّة، إنمّا أعلن بوضوح أنّ إستقلال لبنان وإستقلال فلسطين مرتبطان.

وليسَ هذا فقط. ذلك أنّ الخطاب يُعلن طي صفحة الماضي في العلاقات اللبنانيّة ـ الفلسطينيّة ويعلن التصالح مع الفلسطينيين وشرعيّتهم الوطنيّة في إطار النضال من أجل إستقلالَين. وبهذا المعنى، فإنّ خطاب جعجع، يشكّل صدىً لـ"إعلان فلسطين" في لبنان قبل نحو ثلاثة أعوام الذي أطلقه سفير فلسطين السابق في بيروت عباس زكي وتضمّن رغبةً صادقة في تأسيس العلاقة اللبنانيّة ـ الفلسطينيّة على أساس علاقة بين إستقلالَين وشعبين ودولتَين.

مَن يحارب جعجع و"القوّات" إنمّا يحارب هاتين الثابتَتين بكلّ معانيهما العميقة. بل أكثر من ذلك، إنّ من يحارب جعجع و"القوّات" يتطلّع إلى تفكيك مقوّمات السلم الأهليّ في لبنان.

الشراكة المسيحيّة ـ الإسلاميّة وفلسطين. وإليهما تُضاف حقيقة أنّ سمير جعجع خطبَ في "البيال" تحت سقف ما يسمّى "التهدئة" ولم يتحدّث في مواضيع شائكة يعتبر أنّها يمكن أن تُحرج حليفه الأساسيّ رئيس الحكومة سعد الحريري، فتناول بعض هذه المواضيع بـ"حنكة".

ماذا يعني ذلك؟.

يعني أنّ أقوى زعيم مسيحيّ اليوم يستطيع أن يخطب بـ"إعتدال" ويبقى الزعيم المسيحيّ الأقوى. يستطيع الزعيم المسيحيّ الأقوى أن يتحدّث عن الشريك المسلم وعن فلسطين.. وألاّ يتناول سوريّا مباشرةً. بل يستطيع أن يفعل ذلك ويكون الزعيم المسيحيّ الأقوى. وهذا سبب آخر لمحاربة جعجع.

بإختصار، حمل جعجع خطاباً 14 آذارياً لبنانياً ـ عربياً متطوّراً. وهو اليوم الزعيم المسيحيّ الأقوى بالضبط لأنّه يحمل مشروع 14 آذار على منكبيَه.

.. أمّا التحيّة فإلى محازبي "القوّات" ومناصريها الذين برهنوا في "مهرجان البيال" أنّهم 14 آذاريّون.. بل عصبٌ 14 آذاريّ فعليّ.

 

 كيري طرح أسئلة عن "افتراضات" السلام وسلاح "حزب الله"

 ستاتيكو ملائم لسوريا واستبعاد تحريك المفاوضات 

روزانا بومنصف/النهار  

 أحد أبرز الاسئلة التي أثارها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور جون كيري خلال زيارته لكل من لبنان وسوريا قبل ايام كان واحداً افتراضيا عما يُعتقد أنه سيكون المقابل التي تستطيع تقديمه سوريا الى اسرائيل في حال قررت الدولة العبرية ان تعيد إليها الجولان وهل ان الابتعاد عن ايران قد يكون احدى نتائج ذلك؟ لكن هناك اسئلة اخرى لا تقل اهمية بالنسبة الى السناتور الاميركي الذي كان لزيارته لدمشق عام 2009 اثر كبير في التمهيد لفتح الخطوط بين الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما والقيادة السورية، ومنها ما اذا كان لبنان يثير في علاقته الجديدة مع سوريا مسألة تمرير دمشق السلاح الى "حزب الله" باعتباره موضوعاً حيوياً بالنسبة الى الولايات المتحدة اثاره كيري بنفسه لاحقا مع الرئيس السوري.

وليس واضحا ما اذا كان سؤال كيري يحمل رسالة ضمنية مماثلة لتلك التي حملها موفدون اميركيون قبل انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني عام 2000 في شكل سؤال افتراضي وجّه الى المسؤولين اللبنانيين آنذاك لمعرفة ما سيكون عليه الوضع اذا انسحبت اسرائيل من الأراضي التي كانت تحتلها. غير ان مصادر معنية تقول إن حقيقة الامر حتى الآن هي ان لا اوهام لدى الاميركيين في امكان تحرك الامور على المسار السوري الاسرائيلي او في ان تؤدي الى شيء لعدم جهوز اي من الطرفين المعنيين لذلك. لكنهم يتركون المجال مفتوحا لمن يرغب في أن يدلي بدلوه في هذا المجال سواء كان الاتراك او سواهم، اذ ان لا اوهام لدى الاميركيين حيال قدرة سوريا على السير في متطلبات السلام في الوقت الراهن ولا حيال احتمال ابتعادها عن ايران علما ان الموضوع الاخير ينظر إليه على درجات متفاوتة بين بعض العرب. فالمملكة العربية السعودية تؤمن بهذا الاحتمال فيما تستبعده دول عربية اخرى وكذلك الامر بالنسبة الى الغرب الذي يبدو اكثر ميلاً الى عدم الرهان على هذه المسألة. ويعرف هؤلاء جميعهم، كما تقول هذه المصادر، ان سوريا لن تكون قادرة على دفع ثمن السلام فيما لو كانت اسرائيل قادرة على ذلك لانها غير مستعدة لترك ايران واوراق عدة في يدها ما لم تكن المسألة مطروحة على اساس شامل على الطاولة ومن ضمن صفقة اكيدة النتائج والابعاد. وهذا الامر ليس متوافرا في المرحلة الراهنة.

وثمة اسباب اخرى تدرجها هذه المصادر ومن مؤشراتها الرفض السوري لمبدأ المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية باعتباره موضوعاً يحرج سوريا التي تستفيد راهنا من ستاتيكو مثالي يتمثل من جهة بواقع مقبول نسبيا بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية، وجيد بينها وبين الدول الاوروبية عموماً، وممتاز بينها وبين المملكة العربية السعودية، وافضل ما يكون مع لبنان بعد انسحاب قواتها العسكرية منه في نيسان 2005 مع تكامل بينها وبين "حزب الله" وانفتاح الخطوط مجددا بينها وبين غالبية زعماء الطوائف في لبنان وتطبيع الوضع بينها وبين المسؤولين الكبار فيه. بالاضافة الى علاقات مع ايران يتقبلها الاخرون بتفاوت لكنها لم تكن عائقا امام اعادة فتح الغرب في شكل خاص الابواب امام سوريا. وهذا وضع اجمالي عام لا ترغب سوريا في تغييره وفق ما يسود من اقتناع في هذا المجال. اضف ان لا ثقة بان اي مفاوضات جديدة غير مباشرة بين سوريا واسرائيل يمكن ان تؤدي الى شيء نظرا الى ان المفاوضات السابقة بين الجانبين عبر تركيا وصلت الى نقطة تتطلب الحسم يتمثل في ثمن اقليمي تدفعه سوريا هي علاقتها بايران والتنظيمات الراديكالية في المنطقة من دعم لحركة "حماس" و"حزب الله" وسواهما في حين ان اسرائيل ليست مستعدة لاعادة الجولان في الوقت الراهن فيما يعتقد كثر ان فكرة السعي الى السلام خدمت كلاً من اسرائيل وسوريا في المرحلة الماضية لاعتبارات داخلية وخارجية خاصة بكل منهما من دون توقع التوصل فعلاً الى نتيجة او الرغبة في ذلك من الجانبين.

ولا ينكر كيري من جهة اخرى ان ثمة جدلاً يجري في واشنطن في الفترة الراهنة حول ضرورة المضي قدما في تقديم مشروع حل نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين لان الهامش يضيق امام قدرة الولايات المتحدة والغرب على فرض عقوبات على ايران فيما الامور عالقة من دون حلول للنزاع العربي الاسرائيلي علما ان المخاوف اكبر من تزايد التطرف والارهاب وفق ما اظهرت الاعتداءات الاخيرة في موسكو. يضاف الى ذلك ان الحل النهائي معروف وقد وافق عليه الاسرائيليون كما الفلسطينيون بدليل ان مصر نفسها اثارت انطباعات ايجابية عن الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاهرة.

 

 إمّا هذا أو ذاك

حازم صاغية/ الحياة  

حين يهرع قادة عراقيّون إلى إيران التماساً لحلّ معضلتهم السياسيّة، فيما عشرات آلاف الجنود الأميركيّين يعسكرون في بلاد الرافدين، فهذا يقول لنا الكثير.

فهو يقول، أوّلاً، إنّ الولايات المتّحدة، التي لا يُلام إلاّ «احتلالها العراق»، طرف ضعيف في تقرير الوقائع والمجريات السياسيّة في ذاك البلد. وأبعد من هذا، أنّ القوّة العسكريّة الصادرة عن مجتمع ديموقراطيّ وعن رأي عامّ يراقبان دولتهما، باتت عبئاً على دولتها، لا يصحّ فيها إطلاقاً ما كان يصحّ في الحملات العسكريّة للكولونياليّة الأولى التي تفرض بالقوّة ما تريد فرضه. هو يقول، ثانياً، إنّ الديموقراطيّات الهشّة، والمستندة إلى إجماع متصدّع، كما حال العراق ولبنان، لا يمكن أن تستقرّ وتستعيد مصادر التحكيم السياسيّ إذا ما جاورتها نظم عسكريّة أو توتاليتاريّة. ويستطيع اللبنانيّون، في هذا، أن يلقّنوا العراقيّين دروساً بالغة الإفادة والنفع (هل من يتذكّر الترويكا التي ربّما كانت في طور الانبعاث؟).

وهو يقول، ثالثاً، إنّ ما يهمّ إيران هو مداها الحيويّ ونفوذها. والعراق، الذي قاتلها على امتداد الثمانينات، يبقى إدراجه في المدى الحيويّ هذا شرطاً شارطاً لإتمام المهمّة الإيرانيّة في ما خصّ التوجّه غرباً.

لكنْ، وفي ما يعني الولايات المتّحدة، تتّضح حقيقة صارخة هي أنّ ما بدأه جورج بوش الابن أكمله نقيضه باراك أوباما: الأوّل، من خلال حرب عادت ثمارها على إيران، والثاني، من خلال نزعة انكفاء تتأدّى عنها زيادة الثمار المتجمّعة في الحضن الإيرانيّ. أمّا القاسم المشترك الثاني، وهو مشترك بين كلّ رؤساء أميركا في عرفنا، فإنّ الولايات المتّحدة ستُشتم في الحالين، مرّة لأنّها تدخّلت ومرّة لأنّها لم تتدخّل!

لكنْ بالنسبة إلى مجمل السياسة الأميركيّة في المنطقة، انطلاقاً من المسرح والتجربة العراقيّين، سيكون من الصعب جدّاً ممارسة الضغط المطلوب والمرجوّ على بنيامين نتانياهو. ذاك أنّ إدارة أميركيّة تسوق المياه، برغبة منها أو بغباء، إلى طواحين طهران وحلفائها، لن يسعها، للأسف، الضغط على إسرائيل بما هو أكثر من تجميد موقّت للاستيطان.

لقد سبق لبعض المراقبين أن لاحظوا كيف اقترن الضغط الناجح على الإسرائيليّين، في عهدي جورج بوش الأب واسحق شامير، بضرب الجيش العراقيّ حين كان يغزو الكويت وبردّه على أعقابه في تلك الحرب الشهيرة. أمّا الضغط على إسرائيل حين يقترن بممالأة إيران وحلفائها فأغلب الظنّ ألا يقود إلى أيّ مكان.

وما يخلص هذا الاستعراض إليه هو أنّ أكثر ما يردع إسرائيل هو سياسة أميركيّة متصلّبة حيال إيران وحلفائها. عند ذاك فقط تضعف حجج أقصى اليمين الإسرائيليّ في الأمن الذي يقال إنّ إيران مصدر تهديده الراهن.

هل يكون هذا في العقوبات أم في غير العقوبات؟ هذه مسألة تفصيليّة، على عظيم أهميّتها. ما يعنينا، عربيّاً، هو ألا نتوهّم ترك إيران تستكمل برنامجها والتعويل، في الوقت نفسه، على ضغط يمارسه أوباما على بنيامين نتانياهو. فالعرب الممانعون ليسوا البتّة في وضع يخوّلهم الحصول على الاثنين. وهنا يُفترض بالعقل أن يساهم في تصويب عواطف الجانحين عندنا نحو إيران والراغبين بالضغط على الدولة العبريّة، أللهمّ إلاّ إذا استمرّت العواطف في تخطئة العقل، جرياً على سنّة معهودة و «أصيلة».

 

كاسيزي: لم نواجه حتى الآن أي رد فعل سلبي وأهم تحد أمامنا هو نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه عملنا  

 الحياة/بيروت - منال ابو عبس

يبدو رئيس المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان القاضي انطونيو كاسيزي مرتاحاً الى ما أنجزته حتى الآن المحكمة المكلفة النظر في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري والجرائم ذات الصلة. وبحسب القاضي الإيطالي الذي تولى سابقاً رئاسة المحكمة الجزائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة، فإن محكمة لبنان «لم تواجه حتى الآن بأي رد فعل سلبي من طرف دولي». غير أن كلامه هذا لا يعني أن «الطرق الدولية» مفروشة أمام المحكمة بالورود، إذ يمكن لرفض الدول التصديق على اتفاق التعاون مع المحكمة كمثال واحد، أن يحيي المخاوف مما يمكن أن يواجه عملها في المستقبل. فالمحكمة أعدت اتفاق تعاون شامل وعممته على دول في المنطقة ودول أخرى فيها جاليات لبنانية، ويقول كاسيزي انه «لم تتم المصادقة على هذا الاتفاق حتى الآن من جانب أي دولة، وكان الرد أن تبني الاتفاق يفترض اعتماده على مستوى البنى القانونية الوطنية، الأمر الذي سيتطلب سنوات طويلة». وعلى رغم تأكيد رئيس المحكمة أن «هذا لا يعني أن الدول رفضت، بل أن آليات اعتماد هذا الاتفاق ستتطلب إجراءات معقدة مثل إحالة هذا الاتفاق على المجلس النيابي لتصديقه»، فإنه لا ينفي انتقال المحكمة من «صيغة الاتفاق الملزم الى صيغة التعاون البراغماتي» عبر «تبني وسيلة تبادل الرسائل مع بعض الدول تتعهد خلالها بالتعاون على أساس الاتفاق، وهذا بطبيعة الحال ليس ملزماً». تحد آخر تخوف كثيرون من أنه سيواجه المحكمة: التمويل. غير أن كاسيزي يؤكد أن التحدي الذي تواجهه محكمة لبنان في هذا الإطار «هو نفسه الذي تواجهه كل المحاكم الدولية، وهو ظاهرة نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه هذه المحاكم نظراً لكلفتها». ويحمل كلامه جانباً تطمينياً الى الممولين بـ «أننا نبذل جهداً كبيراً من أجل اقتصار نفقاتها واستخدام الموارد على الشكل الأمثل».«الحياة» عبر مكتبها في بيروت، أجرت مقابلة مع كاسيزي عبر مكتبه في لاهاي، هذا نصها:

> تناول تقريرك الأخير الذي أصدرته في مناسبة مرور سنة على انطلاقة المحكمة معلومات عن التحقيق، وهو ما قلت سابقا إنه من صلاحية المدعي العام دانيال بلمار التحدث عنه، فإلى ماذا استندت في حديثك؟

- من المهم جداً أن أؤكد هنا مبدأ أساسياً جداً في عمل المحكمة وهو سرية التحقيق، ما يعني أن المعلومات بخصوص التحقيق هي تحت سلطة المدعي العام ولا مجال لأي من الأجهزة الأخرى أن تكون مطلعة عليها، بما فيها أنا باعتباري رئيساً للمحكمة ورئيساً لغرفة الاستئناف أيضاً.

التقرير السنوي الذي أصدرته عن السنة الأولى للمحكمة هو حصيلة عمل الأجهزة الأربعة للمحكمة وهو مراكمة لأعمال هذه الأجهزة من دون أن يعني ذلك أنني شخصياً مطلع عليها. في ما يتعلق بالقسم الخاص بالتحقيق فقد تم إعداده في مكتب المدعي العام ودوري كان أنني أضفت هذا القسم الى التقرير. الجدير بالذكر هنا أن رئيس المحكمة هو المخول إصدار التقرير السنوي باعتباره رأس المحكمة، وهذا لا يعني انه شخصياً يعد كل قسم منه، بل انه المسؤول رسمياً عن تقديمه. المحكمة تتشكل من أربعة أجهزة مستقلة تماماً وما ضمنته في الأقسام الخاصة بقلم المحكمة ومكتب الادعاء ومكتب الدفاع هو ما أعدته هذه الأجهزة عن حصيلة عملها.

قلة صبر

> ألمحت في تقريرك الى تحديات تواجه الموازنة، ما هو سبب بروز هذه التحديات، وماذا تحقق لتأمين موازنة السنة المقبلة، خصوصاً ما ذكر عن تقليص مساهمات عدد من الدول للعام 2010، ومساهمة دولة واحدة بمبلغ زهيد في موازنة العام 2011؟

- إن التحدي الذي تواجهه المحكمة الخاصة بلبنان هو نفسه التحدي الذي تواجهه كل المحاكم الدولية وهو ظاهرة قلة صبر المجتمع الدولي تجاه هذه المحاكم نظراً لكلفتها. أستطيع أن أؤكد أننا لم نواجه حتى الآن أي مشكلة في التمويل وحصلنا على تمويل كاف للسنة الجارية (55.4 مليون دولار تم التزام تأمين 90 في المئة منها). كما أننا لا نشعر بقلق حيال تأمين التمويل اللازم بالنسبة للسنة المقبلة.

صحيح أن نفقات المحاكم الدولية كبيرة، إلا أننا نبذل جهداً كبيراً من اجل اقتصار نفقاتها واستخدام الموارد على الشكل الأمثل. أستطيع أن اقدم مثلاً وهو أن ثلاثة قضاة فقط من اصل 11 يواظبون حالياً على العمل في المحكمة ويتقاضون رواتب نظراً لعدم انطلاق الإجراءات القضائية حتى الآن. كما أن هناك سكرتيرة واحدة لسبعة أشخاص في الغرف. الأمر نفسه ينطبق على الأقسام الأخرى. إذ اخترنا عدم تعيين نائب رئيس للقلم لهذه السنة لعدم وجود حاجة ملحة لذلك، الأمر الذي يستتبع أيضاً خفضاً في النفقات. نحن نحاول أن نقيم موازنة بين ضرورة إنجاز عملنا بجودة وبين مراعاة محدودية الموارد وضرورة استخدامها بما يحقق الإفادة القصوى.

كذلك، أريد أن أوضح أن الإمكانات المتوافرة للمحكمة مخصصة في شكل كبير منها هذه السنة لدعم التحقيق للتمكن من الانتقال الى مرحلة إصدار القرار الظني.

> ذكرت في تقريرك أن المحكمة ستنتقل الى العمل القضائي في شكل فاعل السنة المقبلة، هل هذا يعني أن بلمار سيصدر قراره الاتهامي قبل نهاية 2010؟

- اكرر مجدداً أنني لست على اطلاع على تفاصيل عمل المدعي العام وأنه لا مجال للحديث عن مهل لإصدار القرار الاتهامي.

أود أيضاً أن اشدد على أن كل ما يساق حول اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي أو ابتعاد هذا الموعد هو مجرد تكهنات لا علاقة لها بعملنا، لأن الوحيد القادر على البت بالأمر هو المدعي العام الذي سيقول كلمته في نهاية المطاف.

وما جاء في تقريري في الفقرة 240 منه هو انه خلال الأشهر الـ12 المقبلة، تنوي المحكمة الخاصة بلبنان إنجاز أهداف منها: دعم جهود المدعي العام الآيلة إلى اتخاذ كل التدابير المعقولة لرفع وتيرة التحقيقات وعملية جمع الأدلة، ومباشرة الإجراءات التمهيدية فور تقديم المدعي العام لقرار اتهام وتصديقه من قبل قاضي الإجراءات التمهيدية، بهدف تعجيل موعد المحاكمة.

> في الفقرة 66 تذكر أنه «يفصل بين مباشرة ادعاء محكمة دولية وبين بدء إجراءات المحاكمة سنتان الى 3 كقاعدة عامة، هل تتوقع أن تكون المدة بالنسبة الى محكمة لبنان أطول أم اقصر، بنتيجة التحديات التي تواجهها؟ وفي السياق نفسه، لماذا لم تذكر في التقرير المدة التي تحكم بدء عمل المحكمة وصدور القرار الظني، خصوصاً أن صدور القرار الظني في محكمة يوغسلافيا السابقة صدر بعد اشهر عدة من تعيين المدعي العام؟

- لا أستطيع أن اعلق على مدد طويلة أو قصيرة، لكننا ملتزمون اختصار المدد وعدم التأخير. كما أننا اعددنا أساساً كل البنى التحتية القانونية والعملية الأساسية لعملنا والتي من دونها لا يمكن إطلاق العمل القضائي ونحن الآن في حالة جاهزية تامة في انتظار صدور القرار الاتهامي. كل ما أستطيع قوله هو أن المدعي العام يعمل بجد ومكتبه يعمل بكل طاقته. كما اننا اعددنا كل البنى التحتية القانونية الضرورية من اجل إتاحة المجال أمام قاضي الإجراءات التمهيدية لمباشرة عمله فور صدور القرار الاتهامي لدراسة الملف المحال إليه من قبل المدعي العام.

أنا شخصياً غير مطلع على تفاصيل التحقيق، وكما ذكرت سابقاً فإن سرية التحقيق مبدأ أساسي لا يمكن أن نفرط به. إلا أننا ملتزمون ضمان إجراءات قضائية نزيهة تراعي أعلى معايير العدالة الدولية من دون تسويف في الوقت أو إهدار للإمكانات في الوقت نفسه. إن عملية الموازنة تلك صعبة لكننا حريصون جداً على النجاح بهذا التحدي.

> ذكرت في خانة عمل المحكمة وتحدياتها أن عمل المحكمة يحكمه عنصر التجربة والخطأ، هل ما قلته في الفقرة 192 عن «سحب بعض الأدلة والمعلومات غير الموثوق بها» هو نتيجة خطأ ما؟ وهل هذا متعلق بمحمد زهير الصديق مثلاً؟

- ما ورد في تقريري حول التحقيق هو حرفياً ما قدمه مكتب المدعي العام، وأنا لست في موقع التعليق عليه لأنني لست مطلعاً على تفاصيل التحقيق.

طبعاً ليس هناك من «أخطاء»، ولا يمكن أن نتحدث عن «أخطاء». وألفت هنا الى مبادئ عامة في هذا النوع من التحقيق وهي أن المدعي العام يستطيع إعادة توجيه مسار التحقيق أو تعديله أو البقاء عليه وتعزيزه بحسب الأدلة المتوافرة لديه وصلابتها أو ضعفها وذلك تقليد معهود بالنسبة لهذا النوع من التحقيقات.

نية التعاون موجودة

> من هي الدول التي وقعت المحكمة معها اتفاقات في شأن التعاون الأفقي مع الدول الثالثة، ومن هي الدول التي لم توقع؟ خصوصاً أنك أوضحت في الفقرة 104 أنكم تقدمتم بمسودات اتفاق حول التعاون القانوني وتنفيذ الأحكام الى 20 دولة. وما هو عدد الدول التي صادقت على هذه الاتفاقات؟

- لقد أعددت اتفاق تعاون شامل وقمنا بتعميمه على دول في المنطقة ودول أخرى فيها جاليات لبنانية. لم تتم المصادقة على هذا الاتفاق حتى الآن من جانب أي دولة، وكان الرد أن تبني الاتفاق يفترض اعتماده على مستوى البنى القانونية الوطنية. الأمر الذي سيتطلب سنوات طويلة. لا يعني ذلك أن هذه الدول رفضت، بل أن آليات اعتماد هذا الاتفاق ستتطلب إجراءات معقدة مثل إحالة هذا الاتفاق على المجلس النيابي بصدد تصديقه، وذلك لكون الاتفاق شاملاً ويغطي مجالات واسعة جداً.

انتقلنا من مقاربة طموحة للتعاون مع الدول الى مقاربة اكثر براغماتية، إذ اخترنا أخيراً تبني وسيلة تبادل الرسائل مع بعض الدول تتعهد خلالها بالتعاون على أساس الاتفاق، لكن باعتباره مجموعة من المبادئ التوجيهية وليس اتفاقاً ملزماً.

أستطيع أن أؤكد أن نية التعاون موجودة لدى الجميع ولم نحصل على أي رد سلبي حتى الآن. ما جرى هو أننا انتقلنا من مقاربة طموحة جداً الى اعتماد آليات اكثر واقعية الهدف منها ضمان المزيد من الفاعلية لإجراءاتنا.

> هل امتناع بعض الدول عن التوقيع على اتفاقات ينذر بما أشرت إليه في الفقرة 61 بأن «المحكمة قد تصبح عاجزة إذا لم تقدم لها الدول الدعم المطلوب»؟

- المحكمة لم تواجه حتى الآن أي رد فعل سلبي من طرف دولي. إن الدول تفضل أن تتعاون في إطار حالات محددة وليس بناء على اتفاق تعاون ملزم يفترض اعتماده إجراءات طويلة ومعقدة. وجدنا أننا كنا طموحين جداً في تصور اتفاق من هذا النوع، وأن علينا أن نكون اكثر واقعية، إلا أن ذلك لا يعني أننا واجهنا رفضاً أو أن الدول غير راغبة في التعاون. انتقلنا من صيغة الاتفاق الملزم الى صيغة التعاون البراغماتي.

المحكمة ليس لديها سلطة إرغام الدول على التعاون، كما ليس لديها أدواتها الخاصة كالشرطة. وفي هذه الظروف فإن السبيل الوحيد هو الإقناع عبر الطرق الديبلوماسية.

اجراءات مرتبطة بالشهود

> هل هناك تدابير اتخذت حتى الآن في ما يخص (حماية) بعض الشهود؟

- القاعدة العامة هي أن المحاكمات علنية، إلا أن بعض الشهود قد يقدم حجة راجحة لعدم مثوله علناً، فيدلي بشهادته أمام الادعاء والدفاع فقط. في حالات استثنائية جداً، رأت هذه الإجراءات أن يقتصر معرفة هوية شاهد على قاضي الإجراءات التمهيدية من دون الطرفين. إلا أن الإجراءات ارتأت وذلك من باب التأكيد على نزاهة المحاكمة أن لا يصدر اتهام بحق طرف ما بناء على شهادة شاهد لا تكشف هويته.

فالمادة 93 من قواعد الإجراءات والإثبات أجازت لقاضي الإجراءات التمهيدية، بناءً على طلب من المدعي العام أو الدفاع أو الممثل القانوني لمتضرر مشارك في الإجراءات استجواب الشاهد في غياب الفريقين، أو في غياب الممثل القانوني للمتضرر المشارك في الإجراءات، إذا كان هناك، في أية مرحلة من الإجراءات:

خطر جدي قد يهدد حياة شاهد أو شخص مقرّب من الشاهد أو قد يعرضه للإصابة بأضرار بدنية أو عقلية خطيرة جراء الكشف عن هويته. 2) خطر جدي قد يمس بالمصالح الأمنية الوطنية الأساسية في حال الكشف عن: هوية الشاهد أو انتمائه. وبحسب المادة نفسها، يتيح قاضي الإجراءات التمهيدية للمدعي العام والدفاع والممثلين القانونيين للمتضررين المشاركين في الإجراءات فرصة توجيه أسئلة إلى الشاهد من دون الكشف عن هويته. وتنقل الأسئلة نفسها الى الشاهد. يجوز أيضاً لقاضي الإجراءات التمهيدية استجواب الشاهد من تلقاء نفسه. إلا أن المادة 159 من قواعد الإجراءات والإثبات وضعت حدوداً للجوء الى مثل هذه الشهادات، إذ نصت على انه «لا يمكن أن تستند الإدانة، فقط أو في شكل حاسم، إلى إفادة أدلى بها شاهد وفقًا للمادة 93».

> ما ردك على بعض الانتقادات التي طاولت التقرير في لبنان، وأشارت الى أنه استفاض في العموميات وتعريف أنواع الجرائم وغيرها ليبرر تأخر صدور القرار الظني؟

- على عكس ما تقولون، التقرير السنوي الذي أصدرته لم يغص في العموميات، بل تحدث وبالتفصيل عن نشاطات السنة الأولى على مستوى الأجهزة الأربعة مقدماً معلومات عملية وبالتفصيل. ليس لدينا ما نخفيه. لقد شرحت مراراً أن التحقيق في الجرائم الإرهابية مسألة معقدة والمحكمة الخاصة بلبنان هي أول من يتصدى لهذه المهمة على مستوى المحاكم الدولية.

القرار الظني سيصدر عندما يصبح المدعي العام جاهزاً، لكننا أنجزنا عملاً هائلاً خلال سنة خصوصاً لجهة اعتماد البنى القانونية الأساسية لعملنا والتي من دونها لا يمكن أن تنطلق الإجراءات القضائية فضلاً عن إعداد قاعة المحاكمة التي ستتميز بأحدث التقنيات وسيتم إنجازها في غضون أسابيع قليلة.

التسريبات...

> في شأن الاستقالات الخمسة التي حصلت خلال السنة الماضية، ما هو مصير المعلومات التي اطلع عليها كل من المستقيلين؟ وكيف تضمن المحكمة عدم تسريب هذه المعلومات؟

- الضمانة الفعلية لعدم تسريب المعلومات هي النزاهة الكبيرة والمهنية العالية التي يتمتع بها فريق العمل في المحكمة، كما أن استقالة مسؤولين أمر معهود في المحكمة الدولية إذ هناك دوماً حركة ذهاب وإياب مستمرة، خصوصاً أن العاملين في هذه المحاكم ينتمون الى جنسيات مختلفة، وعادة يرغبون في العودة الى بلادهم. أريد أن أقول ان تلك حالة مشتركة لدى كل المحاكم الدولية، وفي كل الحالات يطلع الموظفون على معلومات خاصة. إلا أن ذلك لا يعني انهم سيقومون بتعميم هذه المعلومات لدى انتقالهم الى منصب جديد. تلك طبيعة عمل المحاكم الدولية وما يجرى في المحكمة الخاصة بلبنان ليسن غريباً في عالم القضاء الدولي.

> ماذا عن الاتهامات بالتسريبات التي ساقتها بعض وسائل الإعلام ضد الفريق العامل في المحكمة؟

- أولاً، أريد أن أوضح مسألة في غاية الأهمية، أننا بدءاً مني ووصولاً الى كل فريق العمل بكل أفراده لسنا مطلعين أساساً على أي معلومات عن التحقيق الذي يخضع لسرية مطلقة. كما أن مكتب المدعي العام حريص الى أقصى الحدود على سرية التحقيق وحمايته.

أريد هنا أن أعلق على سوق بعض وسائل الإعلام اتهامات للمتحدثة الرسمية باسم المحكمة السيدة فاطمة العيساوي بتسريب معلومات. وأنا اعتبر هذه الاتهامات أمراً مؤسفاً، وأشدد على تأكيد ثقتي الكاملة بالسيدة العيساوي، كما ثقة كل الأجهزة بها. وهي على درجة كبيرة من المهنية والنزاهة كما أنها لا يمكن أن تكون مصدر تسريب لأي أمر، خصوصاً أنها كما الآخرين في أجهزة المحكمة غير المعنية، ليست على علم بمجريات التحقيق.

لا خيار الا النجاح

> في حال قرر لبنان وحكومته، لأي سبب من الأسباب الخاصة به، انه لم يعد بمقدوره أن يدفع نسبة الـ49 في المئة المتوجبة عليه لسداد مستحقات المحكمة، هل يعني ذلك أن المحكمة ستتوقف؟ وفي حال كان الجواب لا، ما تأثير ذلك في عمل المحكمة، وما هي الإجراءات البديلة؟

- ليس هناك من توجه لوقف الأموال، ولسنا قلقين حيال ذلك. لقد لقينا تجاوباً كبيراً من الحكومة اللبنانية وهذا التجاوب لا يزال قائماً. كما أريد أن ألفت الى أن النظام التأسيسي للمحكمة لحظ أيضاً وسائل تمويل بديلة، إلا أننا لسنا في خوف من مواجهة موقف كهذا. فقد نصت المادة الخامسة من الاتفاق بين لبنان والأمم المتحدة على انه في حال عدم كفاية التبرعات لتنفيذ المحكمة لولايتها، يقوم الأمين العام ومجلس الأمن باستكشاف وسائل بديلة للتمويل.

> يقول البعض أن عمل المحكمة وأجهزتها في الفترة الحالية مقتصر على العلاقات الإعلامية، بمعنى تنظيم لقاءات وحوارات وزيارات، وأن مصاريف هذه العلاقات يكبد المحكمة مصاريف لا لزوم لها، ما هو رأيك؟

- ما تسميه علاقات إعلامية، نسميه نحن برنامج التواصل الخارجي وهو أساسي لتقريب المسافة بيننا وبين اللبنانيين. هذه المحكمة أساساً أنشئت من اجل اللبنانيين ومن دون دعم الرأي العام اللبناني لا يمكن أن ننجح في مهمتنا، خصوصاً أن هناك الكثير من التصورات المغلوطة حول عملنا ومحاولات تسييس لعملنا ووضعنا في هذه الخانة أو تلك.

نحن نعي أن عمل المحكمة معقد، وقد يكون من الصعب على اللبنانيين فهمه من هنا ضرورة التواصل معهم من خلال هذا البرنامج الذي ننوي تعزيزه هذه السنة.

> متى يمكن القول أن محكمة لبنان فشلت في تأدية مهمتها؟

- الفشل ليس احتمالاً مطروحاً للمحكمة. لا خيار أمامنا إلا النجاح والنجاح فقط. إن سمعة القضاء الدولي معلقة على المحكمة وليس فقط سمعة قضاتها وفريقها العامل. نحن نعي أن التحدي كبير، إلا أننا مستعدون لمواجهته.  

 

الموسوي: سنعمل على إلغاء الإتفاقيات الموقعة مع أميركا إذا كانت تُسيء الى لبنان

السبت 3 نيسان 2010

أى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أنه "من الأولى بمن يطالب بمراجعة الاتفاقيات الموقعة مع سوريا مراجعة الاتفاقيات الموقعة مع أميركا حليفة اسرائيل"، وقال: "لقد وعدنا رئيس الحكومة بمراجعة الاتفاقيات الأمنية الموقعة من قبل الحكومة مع الولايات المتحدة". الموسوي، وخلال احتفال تأبيني، أضاف: "سنعمل على اعادة النظر بهذه الاتفاقيات الموقّعة مع أميركا، وإذا ما تبيّن أن فيها بنوداً تسيء الى لبنان ومصالحه فسنعمل على إلغائها".

 

لن نسمح بـ "مصيدة" شيعية للطلاب السنة"

شيخ الأزهر: سنتصدى لأي محاولة لنشر المذهب الشيعي

دبي- العربية.نت

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الجديد، أن الأزهر سيتصدى لأي محاولة لنشر المذهب الشيعي في أي بلد إسلامي أو لنشر خلايا شيعية في أوساط الشباب السني، تماماً مثلما تتصدى "إيران" لأي محاولة لنشر المذهب السني لديها، مشيراً إلى أن الأزهر سيواصل دوره في مسألة التقريب الفكري التي بدأها مع المذهب الشيعي منذ عهد شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت، وهو الحوار الذي أدى للتقليل من الكثير من التوترات والحساسيات.

وأشار الإمام الأكبر خلال مواجهته للصحافة في برنامج "واجه الصحافة" مع داود الشريان، والذي بثته العربية في تمام الساعة الحادية عشرة مساء الجمعة 2-4-2010، بتوقيت السعودية، إلى وجود توافق مع عدد كبير من العلماء الشيعة داخل إيران فيما يخص مسألة عدم التبشير لمذهب شيعي في أوساط السنة أو العكس.

وشدد الدكتور الطيب على أنه سيكون يقظاً ومنتبهاً وسيعمل على إبطال أي أجندة سياسية لأي طالب شيعي يدرس في مصر، فهو لا يريد أن يتحول الأمر لـ"مصيدة" للشباب السني للتحول للمذهب الشيعي وتتحول بعدها إلى بؤرة ، ثم مركز شيعي يعقبه قتال، فهذا أمر لا يمت للإسلام أو للفكر بصلة.

وقال شيخ الأزهر في أول ظهور تلفزيوني له عبر قناة عربية، غير مصرية، على أن التقارب هو تقارب على المستوى الفكري وفي الحدود العلمية فقط، وأنه يرحب بدراسة الطلاب الشيعة في الأزهر لأنه يرى في ذلك فرصة لتعرفهم على المذهب السني.

يذكر أن المواجهة مع شيخ الأزهر الجديد، والذي عين بقرار جمهوري من الرئيس المصري، يوم 19 آذار (مارس) الماضي، تمت عبر الأقمار الاصطناعية، وشارك فيها أيضاً الكاتبة السعودية بدرية البشر، والإعلامي المصري ومدير تحرير الوطن السعودية شريف قنديل، وجاسر الجاسر نائب رئيس تحرير الوطن.

الإخوان والأزهر

جانب من برنامج واجه الصحافة مع داوود الشريان 

ونفي شيخ الأزهر اختراق جماعة الإخوان المسلمين للأزهر، مستشهداً بأن من تم القبض عليهم بتهمة الانتماء للجماعة بين طلاب الأزهر عددهم لا يتجاوز بضع عشرات من بين نحو نصف مليون طالب يدرسون بالأزهر، كما نفي أيضاً أن يكون هناك رفض أو اعتراض من الجماعة على توليه مشيخة الأزهر، موضحاً أنه لم يلمس مثل هذا الرفض من الجماعة، كما نفى طرد أي طالب من جامعة الأزهر بسبب انتمائه للإخوان، ولكنه ضد أي مظاهر لوجود ميلشيات ذات طابع عسكري داخل الجامعة لأن هذا إخلال بالأمن العام وضد تقاليد وآداب الجامعة.

وتطرق شيخ الأزهر في مواجهته لبعض الفتاوى العديدة والمتضاربة، مؤكداً أن تلك الفتاوى لم تصدر عن الأزهر كمؤسسة أو عن عالم أزهرى، وأن الكثير منها يهدف لضرب الاستقرار الديني والاجتماعى للأمة في إطار ما يسمى بالفوضي الخلاقة، ودافع في هذا الصدد عن فتوى الأزهر باعتبار النقاب عادة وليس عبادة، مستنداً إلى أن المذاهب الأربعة تعتبر النقاب عادة إلا رأياً بين الحنابلة يخالف ذلك.

وأنحى الدكتور الطيب باللائمة على بعض الفضائيات العربية التي قال أنه لا توجد بينها قناة واحدة قادرة على العمل على تنشئة جيل إسلامي قادر على التصدي للتحديات التي تواجه الأمة، وحمل بشدة على بعض الدعاة الجدد، الذين وصفهم بـ"السفسطائيين" وبأنهم تركوا القضايا الرئيسية وشغلوا الناس عن جوهر الدين الإسلامي وجعلهم يتصارعون وراء شكليات.

عضوية الحزب الوطني الحاكم

وأوضح شيخ الأزهر أن الفكر السلفي حديث وطارئ على الإسلام وعمره لا يتجاوز مئتي عام، وقال إنه ليس قلقاً من انتشار هذا الفكر في مصر لأن القاعدة هي الأزهر وأفكاره الوسطية والمعتدلة، وقال إن مواجهة السلفية تتم من خلال الفكر.

كما تطرق شيخ الأزهر للجدل الدائر حول عضويته في المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم في مصر، وألمح إلى أنه ربما يتخلى عن عضوية الحزب قريباً إن كان تفرغه سيكون في صالح الأزهر، وإن كان هو شخصياً لا يرى تعارضاً بين المشيخة والعضوية، وأضاف أن الأزهر سيواصل عملية التطوير ومراجعة المناهج بشكل مستمر للعودة لدوره التنويري والفكري الرائد في العالم الإسلامي.

ونفي الدكتور الطيب وجود أي دور سياسي في المستقبل للأزهر مؤكداً على دوره كمؤسسة علمية دينية وأنه يتمتع بالاستقلالية التامة من الناحية الفكرية والفقهية رغم التبعية الإدارية للمؤسسات الرسمية ولكن هذا لا يؤثر على دوره وعمله.

وأصدر الرئيس المصري حسني مبارك قراراً جمهورياً الجمعة 19 -3- ،2010 ينص على تعيين الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب، المولود في عام 1946 شيخاً للأزهر. والدكتور أحمد أستاذ في العقيدة الإسلامية، ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنكليزية بطلاقة وترجم عدداً من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية، وعمل محاضراً جامعياً لبعض الوقت في فرنسا.

 

المرابطون" - درغام: يجب تكريس الوقت لتدارس أمور البلد بعيدا من المهاترات والتراشق الكلامي الذي يسود الساحة السياسية

وطنية - 3/4/2010 وزع "المجلس الثوري في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون"، بيانا اليوم، استهله بالحديث عن القمة العربية الأخيرة في ليبيا، والتي رأى أن بدايتها "كانت مشوشة، ونحن لم ننتظر غيثا منها إذ سددت أحزابا وشخصيات من الطائفة الشيعية في لبنان سهام كلام قاس لقائد الثورة الليبية رئيس البلد المضيف للقمة بسبب اتهامه بمسؤولية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، هذه المشكلة تتجرجر منذ ما يقارب 30 عاما، وتركت آثارا خطيرة بالتعبئة المذهبية إذ تقدمت حركة "أمل" على أحزاب وتنظيمات وطنية يسارية وقومية وانتزعت منهم بالحديد والنار حصرية تمثيل الجنوب والبقاع الشمالي وضاحية بيروت الجنوبية وتغلغلت حتى في أحياء بيروت، تصعدت المواقف ووصلت لقطع العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وليبيا وهي سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات بين الدول العربية إن طال أمدها".

ودعا إلى "إيجاد حل للقطيعة التي فرضت نفسها بين لبنان وليبيا، وإلى إعادة النظر جذريا بوضع جامعة الدول العربية لأنها هرمت وتهمش دورها بسبب وجود خلافات عربية-عربية قاسية، والشعوب العربية تتطلع لأن يبادر الحكام لوضع ورقة عمل تبلور مشروع سوق عربية مشتركة وهو أضعف الإيمان".

وتناول "طريقة تعاطي سياسيي معسكر 8 آذار مع المحكمة الدولية إذ كثفوا هجومهم عليها وبدأوا بحملة تشهير بها من خلال استهداف أشخاص تولوا مسؤوليات بها ربما قد إرتكبوا أخطاء"، ورأى أن "الخطورة تكمن اليوم بدخول "حزب الله" على خط الجدل". واعتبر أن "المعنيين بالمحكمة وعلى رأسهم آل الحريري وأهالي الشهداء والجرحى والمتضررين والقضاء الدولي مسؤولون عن تصويب وتقويم عمل المحكمة بما يضمن المحافظة على هيبتها".

وأكد "أهمية احترام موعد إجراء أي إنتخابات لكونها إستحقاق دستوري، لكن الأهم هو الحفاظ على عمق الشيء، وفي الإنتخابات العمق هو الديموقراطية التي تتعرض لمجازر منذ عام 1992، فقد ثبت بالبرهان أن الإنتخابات في لبنان يخطط لها وتنفذ وفق مصالح هذا الحزب أو ذاك الزعيم"، وطالب "المجلس الدستوري والقيادات الروحية بمساءلة القيادات السياسية الرسمية في البلد عما يفعلونه بحياة الناس وبمستقبل الأجيال".

واعتبر أن "هناك إزدواجية في المعايير والممارسة"، وسأل: "متى ستبادر الدولة لمعاملة مختلف المناطق بالتساوي وتتدخل لتصويب الأمور؟" ورأى أن "الشعب يبدو غير مكترث بالإنتخابات البلدية لأسباب عدة أهمها تعرضه لحملة تهويل نفسي بحرب إسرائيلية على لبنان، حربا وضع لها جهابذة السياسة في لبنان مواعيد وسيناريوهات لتهيئة مناخ داعم لما يسمى بسلاح المقاومة من دون أن يرف لهم جفن بما يسببونه من زعزعة الإستقرار النفسي للناس الذين منهم تتشكل الهيئات الناخبة إضافة لما يسببونه من بلبلة وتشويش على موسم الإصطياف". وختم بدعوة "مختلف القوى الوطنية إلى تكريس الوقت اللازم لتدارس أمور البلد بعيدا من المهاترات والتراشق الكلامي الذي يسود الساحة السياسية".

 

.