المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 05/04/2010

جيل القدّيس مرقس16/9-14

وفَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين. وهذِهِ ٱنْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون. وَهؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَمْ يُؤْمِنُوا. وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى بِشَكْلٍ آخَر، لٱثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة. وهذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هذَيْنِ آمَنُوا. وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام

 

إذا رفضوا المثول أمام المحكمة الدولية  "الانتربول" والسلطات اللبنانية مسؤولان عن جلب عناصر "حزب الله"

 السياسة/لندن - من حميد غريافي: أكد وصول احد عشر محققا دوليا من مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار الى بيروت في منتصف الشهر الماضي, بعد زيارات متتالية قام بها هذا الاخير في مطلع هذا العام ورئيس المحكمة انطونيو كاسيزي نفسه وعدد من المسؤولين فيها الى لبنان, لاعادة استجواب نحو 240 شاهدا للتدقيق مجددا في افاداتهم - أكد وجود "تفاعل سريع في مقر المحكمة في لاهاي مع تزايد الدعوات الدولية والعربية والمحلية الى التعجيل في بدء المحاكمات خلال الاشهر المقبلة" بعد اصدار القرار الظني الذي تؤكد مصادر مشرفة على المحكمة في الامم المتحدة بنيويورك انه لم يبق امام صدوره الا بعض الشكليات لان الجوهر قد يكون حسم بالفعل بعد التقدم الكبير والمهم الذي حدث في التحقيقات خلال الاشهر الثمانية الماضية والذي استدعى اعادة ارسال المحققين لتصوير مسرح جريمة اغتيال الحريري بوسائل أكثر حداثة".

ورفضت المصادر القانونية الدولية هذه ما وصفته ب¯ "المحاولات المغرضة لتصوير زيارة وفد المحققين الدوليين الاحد عشر الى بيروت وكأنها "مقدمة للفتنة" (كما وصفها وئام وهاب) لأنها تشمل الاستماع الى عدد من قياديي "حزب الله" (18 شخصا) باعتراف امين عام الحزب حسن نصر الله الاسبوع الماضي لهم علاقة باجراء اتصالات خليوية قبيل وخلال وبعيد وقوع جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مرتبطة بها بشكل من الاشكال, مؤكدة ان "المحققين الدوليين لا يستدعون الشهود او المتهمين على اساس انتماءاتهم الحزبية او الطائفية او المذهبية اذ ان بينهم العشرات ممن لا ينتمون للاحزاب او يمتون اليها بصلة".

وفيما رفضت المصادر القانونية ايضا لأحد الساسة الاغترابيين اللبنانيين في نيويورك الحديث عن معلومات في لاهاي حول "انتقال عدد من هؤلاء المحققين الاحد عشر الى دمشق لمقابلة المتهمين والشهود السوريين مجددا والاستماع الى اقوالهم المدونة اصلا في محاضر لجان التحقيق الثلاث السابقة والحالية, او عودة بعضهم الى دمشق من هولندا بعد انتهاء مهمتهم في بيروت المستمرة حتى اخر هذا الشهر وسفرهم الى المحكمة لتقديم ما جمعوه من اعترافات وشهادات", الا ان المصادر استدركت بالقول "ان جميع الشهود السابقين الذين جرى الاستماع الى افاداتهم مرة ومرتين او اكثر يمكن للمحققين الاستماع اليهم مجددا وفي اي مكان او زمان وبينهم الضباط اللبنانيون الاربعة.

واعربت المصادر الدولية عن اعتقادها الا تتسبب التحقيقات مع عناصر "حزب الله" بأي مشكلة لان هناك واحدا من طريقين: فإذا كان هؤلاء العناصر ابرياء ولا علاقة لهم بالجريمة فلماذا يرفضون الخضوع للتحقيق? اما اذا رفضوا فهذا يوجه اليهم الاتهام وان كانوا لم يرتكبوا اي ذنب ومن هنا نعتقد ان قيادة "حزب الله" تمتلك من الحكمة والحنكة ما يجعلها - اذا كانت فعلا بريئة - لا ترفض الاستماع الى عناصرها مثل جميع الشهود او المشكوك بهم الاخرين".

وقالت المصادر: "اما في حال امتناع بعض هؤلاء عن الادلاء بافاداتهم المطلوبة فإن تداعيات ذلك ستقع على السلطات اللبنانية وعلى الشرطة الدولية (الانتربول) الذي وقعت المحكمة الدولية مع قيادته قبل اسابيع عدة اتفاقا يقضي بتعقب وملاحقة واعتقال كل من يرفض طلب الادعاء العام في المحكمة للمثول امامها او امام محققيها وسوقه الى لاهاي في نهاية المطاف".

وتعليقا على "هذه الهستيريا" اللبنانية في صفوف قوى الثامن من آذار العاملة على الساحة الداخلية تحت الغطاءين السوري والايراني, خلال الاسبوعين الماضيين, التي تجلت في الحملتين القاسيتين على قوى الامن الداخلي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وسلفه فؤاد السنيورة وبعض رموز الحكم الاخرين قال مرجع روحي لبناني يزور لندن حاليا, "ان كل عمليات التصعيد هذه ناجمة عن مخاوف حقيقية تساور شخصيات لبنانية وغير لبنانية اجرت لجان التحقيق الدولية تحقيقات معها حول اغتيال الحريري والقادة اللبنانيين الاخرين, مع ارتفاع وتيرة عمل المحكمة الدولية بدليل الهجمات التي تشن عليها من اكثر من طرف سوري - ايراني وذلك في محاولات لا طائل منها للقيام بعمليات تطويق استباقية لاي مفاعيل يمكن ان تظهر من خلال صدور القرار الظني المرتقب خلال الاشهر القليلة المقبلة لدانيال بلمار وللتأسيس "لحالة رفض بالقوة" للتجاوب مع مطالب المحكمة من استدعاءات وعمليات جلب الى لاهاي".

واعرب المرجع الروحي عن اعتقاده "ان يرضخ "حزب الله" وغيره الى دعوات المحكمة سواء في الاستماع الى عناصره او استدعائهم او حتى اتهامهم اذا كانت هناك اسس قوية للاتهام لان احدا في العالم لا يستطيع مقاومة العدالة في نهاية المطاف والشواهد لا تحصى على ذلك سواء بالنسبة لمن ارتكبوا جرائم دولية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول مثل صربيا وكرواتيا والبوسنة وكوسوفو وافريقيا, فجميع هؤلاء تم اعتقالهم وسوقهم الى المحاكم رغم رفضهم واختفائهم وهروبهم سنوات من وجه العدالة".

 

صالح القرعاوي أخطر المطلوبين على قائمة "الـ85" السعودية  

قيادي في "القاعدة" يتوعد الجيش اللبناني و"حزب الله": يحمون الجنوب لأجل اليهود

 السياسة/شن صالح القرعاوي, أحد أخطر المطلوبين على قائمة "ال¯85" السعودية لعناصر تنظيم "القاعدة", هجوماً عنيفاً على الجيش اللبناني و"حزب الله" والقيادات السنية اللبنانية, متهماً إياهم بالدفاع عن أمن إسرائيل وتشكيل عقبة أمام وصول عناصر تنظيم "القاعدة" إلى شمال الدولة العبرية.

ونشرت مواقع متخصصة في بث المواد المرتبطة بالتنظيمات المتشددة مقابلة مع القرعاوي نقلتها "سي.ان.ان" العربية, قدمته فيها على أنه "قائد ميداني في كتائب عبدالله عزام" التي تبنت قصف صواريخ على إسرائيل من لبنان في 27 اكتوبر الماضي, أكد فيها سعي "القاعدة في الجزيرة العربية" إلى خطف أجانب واستهداف المصالح الأميركية.

وتحدث القرعاوي عن بداياته, فأشار الى إنه خرج إلى العراق وشارك في معارك الفلوجة, وتعرف على القائد السابق للتنظيم في العراق أبي مصعب الزرقاوي وقام ب¯"تكليفه بعمل خارج العراق," ولكن السلطات السورية أوقفته وسلمته للرياض, فأمضى فترة قصيرة في سجونها.

وبالنسبة للجزيرة العربية, أقر بأن التنظيم "مهتم باختطاف سياح أميركيين وبريطانيين وغيرُهم من المشركين", معتبراً أن ضرب المصالح الأميركية "من أهم الأهداف وهي منتشرة في بقاع الأرض, ويسهل ضربها".

ووضع القرعاوي تأسيس "كتائب عبدالله عزام" في إطار "فتح جبهة خارجية لضرب المفاصل الاقتصادية وخرق صفوف العدو من الداخل, وإدخال الرعب في قلوبهم", موضحاً أن تنظيمه مقسم إلى سرايا, منها سرية "زياد الجراح" التي قامت بقصف شمال إسرائيل انطلاقاً من جنوبي لبنان قبل سنة ونصف تقريباً. واعتبر أن تنظميه كان عليه مواجهة "الخونة في لبنان و"حزب الله" وقوات الطوارئ الدولية "يونيفيل", مضيفاً ان "كل هؤلاء يحمون جنوب لبنان لأجل أمن اليهود", كما انتقد الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصرالله, الذي قال إنه ندد بضرب صواريخ على إسرائيل واعداً بتنفيذ المزيد من الهجمات. وأضاف القرعاوي ان "السبيل الأمثل لتحرير فلسطين أن نعرف القوى الحقيقية المشاركة في احتلالها, أساس الصراع ليس بيننا نحن العرب واليهود, بل هو في حقيقته بين قوى الحق وقوى الباطل, إذا نظرنا إلى الصراع بهذه المقاييس فإننا سنعلم أن وجهة كثير ممن يريدون تحرير فلسطين قد انحرفت حتى طلبت النصرة ممن هم أخطر من اليهود أنفسهم". ولدى سؤاله عن الأوضاع في لبنان, اعتبر القرعاوي انه "بعد مقتل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان انقسمت الساحة اللبنانية إلى قسمين رئيسين, هما ما يسمى بالموالاة والمعارضة, وحصل بين الجانبين صراع مرير ظاهره لبناني, وحقيقته أنه دولي, استخدمت المعارضة فيه أسلوب التصفية الدموية لرموز خصومهم السياسية كما هي عادتها ودينها, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل قام أصحاب هذه الأعمال بإلصاق أعمالهم بالجماعات الإسلامية في لبنان لكي يضربوا عصفورين بحجر". وأضاف "أهل السنة للأسف في أسوأ حال وضعف وبؤس وظلم, وهم الضحية الأبرز في لبنان بل وحتى سورية وبلاد الشام عامة, والجيش اللبناني يكيل بمكيالين, فهو يعامل أهل السنة في لبنان بالبطش والقتل والتعذيب والسجن والقهر والمداهمات, أما مع الشيعة مثلا أو أي طائفة أخرى فلا نراه يحرك ساكناً".

واتهم القرعاوي القوى الشيعية اللبنانية بالسيطرة على مخابرات الجيش الذي "لم يدافع عن أهل السنة" في معارك السابع من مايو الماضي.

وبالنسبة لدور "حزب الله" في الجنوب, اعتبر القرعاوي انهم "حرس لليهود", مضيفاً ان "أكبر عقبة تواجهنا في العمل على الأرض هي عقبة الحزب ولا شك, فلا هو قاتل اليهود ولا هو سمح لنا بالتحرك, بل واستخدم مخابرات الجيش في مطاردة وملاحقة عوام أهل السنة".

 

حرب المدن" المقبلة ستشمل الخريطة السورية من المدن الساحلية إلى البنى التحتية والمصانع العسكرية  

إسرائيل تهدد بتدمير بيروت ودمشق إذا قُصفت تل أبيب

السياسة/كشف تقرير نشرته مجموعة من المواقع الالكترونية اليهودية في الولايات المتحدة ان "مدن شمال سورية الساحلية والداخلية ستُدمر بشكل شبه كامل في حال شارك نظام بشار الاسد في اي حرب مقبلة ضد اسرائيل انطلاقا من لبنان (حزب الله) او جنوب الدولة العبرية (قطاع غزة) واستخدم صواريخ بعيدة المدى ضد المدن العبرية التي يهدد حليفه نصرالله في بيروت بالوصول اليها".

ونسب التقرير الذي يبدو انه "بمثابة تحذير اسرائيلي غير مباشر", حسب احد نواب الكونغرس الاميركي, الى مسؤولين عسكريين اسرائيليين في القدس قولهم ان "انخراط الاسد في اي حرب الى جانب لبنان او الفلسطينيين في جنوب اسرائيل سيكون خطأ كبيرا تلافته سورية منذ عقود عدة حفاظا على نظامها القائم حاليا, وقد يشكل مدخلا لإسقاط هذا النظام الذي يبدو ان تحالفه الستراتيجي مع ايران جعله مستعدا لخرق الهدنة الطويلة التي فرضها حتى الآن بعد حرب 1973 على حدوده الشمالية مع اسرائيل, كما ان رفض الحكومة الاسرائيلية الراهنة بقيادة بنيامين نتانياهو ووزراء الداخلية افيغدور ليبرمان والدفاع ايهود باراك والاستخبارات والطاقة النووية دان ميريدور وزملاء آخرين متطرفين لهم, العودة الى المفاوضات مع سورية بالواسطة التركية, او بأي واسطة جديدة, تطمئن امل نظام الاسد في العثور على الطريق الصحيح الذي يبحث عنه لإنقاذ رأسه في اي حرب مقبلة في الشرق الاوسط وخصوصا الحرب على البرنامج النووي الايراني ودخول المنطقة في فوضى لم يسبق لها مثيل".

وكشف التقرير الاميركي النقاب عن ان مدنا سورية مثل حلب وحمص واللاذقية وطرطوس الواقعة في شمال البلاد "ستكون اهدافا للقصف الاسرائيلي المفرط اذا تعرضت المدن العبرية لصواريخ "حزب الله" القادمة من الترسانة الصاروخية السورية, اما العاصمة دمشق فقد تتحول الى الهدف الاكبر لتلك الحرب كما ستتحول العاصمة اللبنانية بيروت, في حال نفذ نصرالله تهديداته بضرب تل ابيب, وكذلك المصانع العسكرية الصاروخية والتقليدية السورية الاخرى على امتداد الخريطة السورية اذا تعرضت بنى تحتية عسكرية وصناعية واقتصادية اسرائيلية للاستهداف".ونقل التقرير عن المسؤولين العسكريين الاسرائيليين وصفهم الحرب المقبلة بين لبنان وسورية واسرائيل وايران بأنها ستكون "حرب المدن بامتياز", على غرار حرب المدن الاوروبية في الحرب العالمية الثانية التي غيرت بشكل جذري ملامح بعض دول القارة مثل برلين ولندن وباريس وبروكسل وروما وسواها, التي فقدت خمسين في المئة على الاقل من طابعها التاريخي المعروف بفعل القنابل والتدمير شبه الكامل". واضاف التقرير ان "الصور التي ظهرت لضاحية بيروت الجنوبية خلال حرب العام 2006 من دمار وخراب, قد تعطي فكرة بسيطة عما سيصيب كلا من دمشق وبيروت في حال تعرض عاصمة اسرائيل للقصف بالصواريخ ومدنا اخرى ما بينها وبين الحدود الشمالية العبرية".

 

لتمسك تل أبيب بالجولان وإصرار دمشق على علاقتها مع طهران وحزب الله  

مستشارو ساركوزي يستبعدون استئناف محادثات السلام بين إسرائيل وسورية في المستقبل القريب

 غزة - أ ش أ: كشفت مصار إسرائيلية, أمس, عن تقرير تقدم به اثنان من كبار الديبلوماسيين الفرنسيين للرئيس نيكولاي ساركوزي, خلص إلى أنه ليس هناك فرصة لاستئناف مفاوضات جوهرية بين إسرائيل وسورية في المستقبل القريب, بسبب تمسك تل أبيب بالجولان ورفض دمشق قطع علاقاتها مع طهران و"حزب الله" اللبناني.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية, أن المسؤولين قاما بزيارة منطقة الشرق الأوسط أخيراً, للتحقق من إمكانية وساطة فرنسية بين البلدين, كما نقلت عن ديبلوماسيين إسرائيليين ومسؤولين رفيعي المستوى في القدس, قولهم إن واضعي ذلك التقرير هما مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية باتريك باولي, والمستشار الخاص لساركوزي لشؤون الشرق الأوسط نيكولاس غالاس.  وأشارت إلى أن الديبلوماسيين الفرنسيين قاما بزيارة لإسرائيل خلال الأسبوع الثاني من مارس الماضي, تزامنت مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن, واجتمعا مع وزير الاستخبارات والطاقة الذرية الإسرائيلي دان ميردور, ومع مستشار الأمن القومي عوزي اراد, وأفراد مشاركين في المفاوضات غير المباشرة مع سورية, التي أجرتها حكومة إيهود أولمرت السابقة عبر وساطة تركية.

وأوضحت أنهما أعربا عن اعتقادهما بأن مفاوضات ذات مغزى بين إسرائيل وسورية, ليست ممكنة في المستقبل القريب, بسبب شكوك البلدين المتبادلة بشكل ملحوظ والافتقار للاستعداد للقيام بأي نوع من حل وسط, وأنه من وجهة نظرهما فإن إسرائيل ليست مستعدة للانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان, وأن سورية ليست مستعدة في الوقت نفسه لقطع علاقاتها مع إيران و"حزب الله" اللبناني. ولفتت إلى أن الاجتماع الذي عقد مع مستشار الأمن القومي عوزي اراد, كان له على ما يبدو التأثير الأقوى على الديبلوماسيين, وأن مسؤولا إسرائيليا رفيع المستوى, أبلغ الصحيفة بأن اراد أكد لهما على أن إسرائيل لن تنسحب بالكامل من الجولان, حتى أنه بحث أفكارا لتبادل الأراضي بين سورية والأردن ولبنان, من شأن إسرائيل أن تحتفظ في ختامها بالجولان. وأضافت أنه بعد الإنصات إلى اراد, أدرك الديبلوماسيان أنهما يضيعان وقتهما وأنه ليس ثمة رغبة حقيقية في إسرائيل خلال تلك المرحلة لتحقيق تقدم على المسار السوري. وأوضحت أنهما لم يضعا مع ذلك اللوم بأكمله على إسرائيل, وأنهما اجتمعا أيضا مع الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين سوريين آخرين, أوضحوا جليا لهما أن دمشق ليست لديها نية في قطع علاقتها الوثيقة مع طهران, كما نفوا أيضا أن تقوم سورية بنقل ذخيرة ل¯"حزب الله", وألمحوا بأنهم يفضلون تركيا على فرنسا للوساطة.

 

البابا دعا إلى "السلام" في الشرق الاوسط وخصوصاً في الارض المقدسة

دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالته بمناسبة عيد "الفصح" في الفاتيكان الى "السلام والتوافق في الشرق الاوسط وخصوصا في الارض المقدسة".وواسى البابا بنيديكتوس المسيحيين الذين يتألمون في العراق

 

البطريرك صفير ترأس قداس الفصح وعقد خلوة مع رئيس الجمهورية وسأل الله ان ينير طريقه مع اعوانه لينقذوا لبنان مما يحيق به من مخاطر

الرئيس سليمان:البلد يمر بمرحلة استقرار على كل المستويات اسرائيل تعرف ان لبنان قوي ولا تستطيع الاعتداء عليه

وطنية - 4/4/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس عيد الفصح على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة،المطران شكر الله حرب، امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، امين عام البطريركية الخوري ريشار ابي صالح، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، الاب انطوان راجح والاب مارون حرب، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، النائبين وليد خوري ونعمة الله ابي نصر، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، الوزراء السابقين: ناجي البستاني، وديع الخازن، فريد الخازن ويوسف سلامه، النائبين السابقين غطاس الخوري وناظم الخوري، قائد الدرك العميد انطوان شكور، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام، المفوض لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، حشد من الفاعليات السياسية والنقابية والقضائية والعسكرية ومؤمنين.

العظة بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان:"انه قام وليس هو هنا" قال فيها:"عيد الفصح هو عيد البهجة والفرح. بعد ان قاسى السيد المسيح الوان العذاب، وعلق على الصليب، قام من بين الاموات، على ما جاء في نص انجيل القديس مرقس، واليكم كيف لقي موته: "وعند الساعة السادسة، اي ظهرا، كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة. وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا:"الهي، الهي، لماذا تركتني"، وسمع قوم من الحاضرين فقالوا انه ينادي ايليا، فاسرع واحد وملأ اسفنجة وجعلها على قصبة وسقاه خلا قائلا: "دعوا لننظر هل يأتي ايليا ينزله، وصرخ يسوع بصوت عظيم، وأسلم الروح".

اضاف:" هكذا وصف الانجيلي مرقس موت السيد المسيح في غمرة الالم والموت. ولكنه وصف ايضا قيامته من بين الاموات:" ولما انقضى السبت، اشترت ثلاث نساء هن مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب، وسالومة، حنوطا ليأتين ويحنطن يسوع. وتقدمن من القبر فرأين الحجر قد دحرج، وكان عظيما جدا. ودخلن القبر، فرأين شابا جالسا عن اليمين وعليه لباس ابيض. فانذهلن. فقال لهن لا تنذهلن، انكن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. انه قد قام وليس هو هنا. وهوذا المكان الذي وضعوه فيه. فاذهبن، وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل، وهناك ترونه كما قال لكم. فخفن وفررن. وهو ترآى لمريم المجلية، فاخبرت هذه الذين كانوا معه ينوحون ويبكون، وهم اذ سمعوا بانه حي وانها ابصرته لم يصدقوا.وقال لهم:" اذهبواالى العالم كله، واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها، فمن آمن واعتمد يخلص، ومن لم يؤمن يدن.. ومن بعدما كلمهم، وارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله".

وقال:" ان قيامة السيد المسيح من بين الاموات هي البرهان الاصدق على ألوهته. يموت الناس ويطويهم الموت، ولا يقومون الى يوم القيامة الكبرى، اما السيد المسيح فقد قام بعد ثلاثة ايام، لانه هو رب الحياة والموت".

وختم:" لنجدد ايماننا بالله وبابنه السيد المسيح الذي مات لاجلنا، وبروحه القدوس الذي يواكبنا في حياتنا اليومية، ولنسأل الثالوث الاقدس ان ينير طريق فخامة الرئيس واعوانه، لينقذوا لبنان مما يحيق به من مخاطر. ونسأل الله ان يعيد عليكم جميعا اعيادا عديدة ملؤها الخير والبركة والتوفيق".

خلوة الرئيس مع البطريرك

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وصل الى الصرح البطريركي في بكركي عند الثامنة و25 دقيقة صباحا، حيث كان في استقباله على مدخل الصرح الخارجي امين سر البطريرك الخوري ميشال عويط، وتوجه على الفور الى صالون الصرح حيث كان البطريرك صفير في استقباله. وبعد تبادل التهاني بالعيد والتقاط الصور التذكارية، عقدت خلوة بين الرجلين في مكتب البطريرك الخاص استمرت نصف ساعة تناولت المواضيع المطروحة كافة على الساحة الداخلية.

الرئيس سليمان وبعد الخلوة واثناء توجه الرئيس سليمان الى كنيسة القيامة الخارجية في الصرح البطريركي توجه الى الاعلاميين بالمعايدة، وقال:" اللقاء مع صاحب الغبطة كان لقاء جيدا على المستوى اللبناني او على مستوى المسيحيين خصوصا بعيد الفصح المجيد، ونتمنى لغبطة البطريرك واللبنانيين عيدا مباركا وسنة طيبة، سنة 2010 تكون مثل ال 2009، سنة استقرار على المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية".

سئل: هناك استحقاقات كثيرة ماذا بعد الاستحقاق الانتخابي؟

اجاب:" بعد الاستحقاق الانتخابي هناك الكثير من الاستحقاقات، هناك الاصلاح في كل وجوهه، من مركزية ادارية، لاصلاح القوانين، لاصلاح الادارة، للتعيينات الادارية التي نحن بصدد اقرار آلية تعيينات في الاسبوع المقبل ان شاء الله".

هل طمأنتم صاحب الغبطة حول الوضع في لبنان؟

اجاب:"لبنان يمر بمرحلة استقرار، وهذه المرحلة ستستمر حتى سنة 2010 على المستويات كافة كما قلت، وال 2009 شهدت نموا اقتصاديا بنسبة مئوية مرتفعة جدا، وتباشير الالفين وعشرة كما الالفين وتسعة".

سئل: هل لديكم تطمينات بان لا اعتداءات على لبنان؟

اجاب:" التهديدات الاسرائيلية اصبحت معتادة، وتسعى اسرائيل دائما للهروب الى الامام في تهديداتها ضد لبنان، فهي تهرب من وضعها الداخلي، ومن الالتزامات ومن الضغوط عليها من اجل السلام، واسرائيل تعرف ان لبنان قوي ولا تستطيع الاعتداء عليه".

وعن تمنياته للبنانيين بالمناسبة، قال الرئيس سليمان:" قلت اتمنى لهم سنة طيبة في 2010 وسنة استقرار كما قلنا".

مهنئون بالعيد وبعد القداس استقبل البطريرك صفير المهنئين بالعيد في الصالون الكبير ومن ابرزهم: رئيس مجلس ومدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، رئيس حزب "البيئة العالمي" ضومط كامل، رئيس "تجمع الشباب اللبناني" فايز حمدان، رئيس بلدية جونيه جوان حبيش، ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوزير عزام الاحمر والقائم باعمال السفارة الفلسطينية في لبنان اشرف دبور، المحامية ريجينا قنطرة، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير، ممثل رئيس الجمهورية لدى الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم، مدير عام كهرباء لبنان كمال حايك، القاضي جان فهد، القاضي جوزف صفير، قنصل جمهورية مولدوفيا ايلي نصار، رئيس مخابرات جبل لبنان العقيد ريشار حلو.

والتقى البطريرك صفير وفدا من موارنة الاردن برئاسة جوزف عازار الذي تمنى على البطريرك زيارة عمان لتدشين كنيسة مار شربل فيها. والتقى رئيس حزب "الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي، قائد منطقة جبل لبنان العميد بهيج وطفى، رئيس مجلس شورى الدولة سابقا القاضي سليم عازار ومدير عام شركة "سيفكو" جوزف دكاش .

 

المطران عودة بقداس الفصح: بالدولة المحترمة لا يناقش أحد موعد الانتخابات

دعا متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الى التقيد بتعاليم الله والى اقران الكلمة بالفعل، ودعا الى ان يكون "الفصح" عودة الى حضن الاله؟، لافتا ال "اننا نميت السيد المسيح كل يوم بسبب خطايانا". وامل خلال ترؤسه قداس الفصح المجيد في مطرانية مار جاورجيوس في وسط بيروت ان يكون الانتماء الى الوطن وحده لا الى الحزب والقبيلة، لافتا الى ان "النتمائية حلت مكان الوطنية فيعمل الانسان وفقا لمرجعيته. واضاف: "ندعي اننا في بلد ديمقراطي ولا نمارس الديمقراطية"، سائلاً: لما لا يكون المبدأ احترام الاخر ورأيه، ولما لا نتكاتف لبناء دولة قوية ومؤسسات راقية والحفاظ على القضاء نزيهاً.؟ وشدد على ان الدولة الحقيقية هي التي تحترم الاستحقاقات الدستورية، وتهيء الامور قبل حلولها، لافتا الى ان الدول المحترمة لا يناقش احد فيها تاريخ الانتخابات البلدية او النيابية او الرئاسية، معتبرا ان تداول السلطة في الدولة القوية امر منطقي. وانتقد "التعيينات الانتقائية".

من جهة ثانية وفي ملف محلة الجميزة والخلاف القائم بين الاهالي واصحاب الحانات سأل عودة، هل يجوز ان تزرع الحانات بين المنازل لتقلق راحاتهم، وهل يجوز ان يحصل هذا بحجة البلد السياحي، مضيفاً: انا اسمع صوت الموسيقى الصاخبة وانا في المطرانية وانا ضد السياحة اذا كانت ستقلق راحة المواطنين". وتمنى على اي وزير للسياحة ان لا يفرح ان اكتسب اموال من السياحة "ان السياحة ليست دعارة وممارسات تغضب الله".

 

المطران مطر ترأس قداس عيد الفصح: الرَّجاءَ الطَّالعَ من قبر المسيح الفارغ صار أكبر من كلِّ يأسٍ

إنْ كان لبنان وطن التَّلاقي والعيش المشترك بين المسيحيِّين والمسلمين فإنَّ هذا الوطن لن يموت ولن يتزعزع

وطنية- 4/4/2010 احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بقداس أحد القيامة، قبل ظهر اليوم، في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت يحيط به نائبه العام المونسنيور جوزف مرهج ورئيس كهنة الكاتدرائية المونسنيور اغناطيوس الاسمر وأمين سرّ المطران الخوري شربل مسعد والخوري بول مطر. وشارك في القداس النواب السادة: ابراهيم كنعان وفؤاد السعد وآلان عون وايلي عون وناجي غاريوس ونديم الجميل وحكمت ديب، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، الوزير السابق الدكتور ماريو عون ونقيبة المحامين أمل حداد والنائبان السابقان الدكتور بيار دكاش وشفيق بدر، النقيب السابق للمحامين انطوان قليموس، أمين عام الحوار المسيحي الاسلامي الامير حارث شهاب، أمين عام الاتحاد من أجل لبنان مسعود الاشقر، عضو مجلس بلدية بيروت المحامي رشيد الجلخ وأعضاء الرابطة المارونية وممثلو قادة الأجهزة الأمنية وحشد كبير من المؤمنين. وخدمت القداس المرنّمة جومانا مدورّ.

وبعد الانجيل المقدس القى المطران مطر عظة العيد وجاء فيها:

المسيح قام حقًّا قام! يفرحنا أن نطلق هذه الصَّرخة معكم في يوم عيد الفصح المجيد، لنجدِّد وإيَّاكم عبرها إيماننا بالحيِّ القائم من بين الأموات منتصرًا على الخطيئة والموت ومعلنًا خلاص الجنس البشريِّ من سجن العبوديَّة الَّتي رزح تحتها بعد خروجه من الجنَّة الَّتي خسرها بفعل تمرُّده العتيق. ويخبرنا الكتاب المقدَّس كيف أنَّ وضع الإنسانيَّة قد تفاقم منذ هذا السُّقوط المرير، إذْ انقسم الإنسان على نفسه والأخ على أخيه. هذا فيما الله لم يخلق البشر ليتنكَّروا لأصالتهم على هذه الصورة ولينسوا ربَّهم ويتبرَّموا بأحكامه ووصاياه. لكنَّ الكتاب يخبرنا أيضًا أنَّ حنان الله قد ظهر في خلقه، فأرسل من أجل النَّاس أنبياءه ومرسَليه، وكلَّمهم بأنواعٍ كثيرة وأشباه شتَّى، إلى أن كلَّمهم بابنه الوحيد، الكلمة الأزليِّ، المتجسِّد من مريم البتول والحامل إلى الدُّنيا البشرى السَّارَّة بأنَّ الجابل ما زال يحبُّ جبلته، ويريد لها أن تنقذ من ضلالها وتعود إلى الأخوَّة الَّتي خلقت أصلاً من أجلها. هذا المشروع الخلاصيُّ حمله يسوع في إنجيله وبشَّر به ثلاث سنوات على أرض فلسطين. فقبله البسطاء من ذوي الإرادات الصَّالحة.

أمَّا الرُّؤساء والمسلَّطون فقد رفضوا المشروع وصاحبه معًا، لا بل تآمروا عليه ليقتلوه بحجَّة أنَّ هذا المُضلَّ قد يثير حفيظة الرُّومان المحتلِّين، فيستفيد هؤلاء من الفرصة المعطاة لهم ليدمِّروا الأمَّة ويخربوا مصالح القيِّمين عليها من كتبة وفرِّيسيِّين. هذا ما قاله قيافا رئيس الكهنة عشيَّة صلب يسوع إذْ صرَّح بأنَّه "خير للأمَّة أن يموت واحد منها ولا أن يهلك الشَّعب كلُّه". غير أنَّ يوحنَّا الرَّسول الَّذي روى هذه الأحداث في إنجيله، أضاف قائلاً بأنَّ "قيافا كان يتنبَّأ بكلامه هذا دون أن يدري، لأنَّ يسوع كان سيموت حقًّا، لا من أجل خلاص الشَّعب وحسب، بل ليجمع كلَّ خلائق الله المتبدِّدين إلى واحد". هكذا أدركنا بإيماننا أنَّ موت المسيح كان كفَّارةً عن خطايا الإنسانيَّة بأسرها، وأنَّه هو حمل الفصح الحقيقيِّ الَّذي افتدى البشر وأنقذهم من الموت بموته وصالحهم مع الله الَّذي غفر خطاياهم بفضل دمٍ كريمٍ. كما أدركنا بإيماننا أنَّ قيامة المسيح من بين الأموات كانت فاتحةً لعهدٍ جديدٍ لإنسانيَّةٍ تحيا هذه المصالحة بالنِّعمة المُنزَّلة عليها فيتجدَّد فيها كلُّ شيء. ولهذا ألهم الله بولس الرَّسول وهو أوَّل لاهوتيٍّ في الكنيسة غاص في سرِّ موت المسيح وقيامته أن يُطلق على القائم من الموت اسم آدم الجديد، شارحًا أبعاد هذه القيامة في مصير الإنسانيَّة كلِّها. فقال أنَّ "الخطيئة دخلت إلى العالم بآدم الأوَّل أبِ جميعنا ومعها الموت الَّذي عمَّ جميع النَّاس، وأنَّ التَّبرير والخلاص دخلا أيضًا إلى العالم ببرِّ إنسانٍ واحد هو يسوع المسيح" (رومة 5/12).

فالمسيح صار آدم الثَّاني الَّذي تبدأ معه حياة النِّعمة، وينطلق معه في الكون عهد المصالحة بين الله والنَّاس وفي صفوف البشر من دون استثناء. فكما كان موت المسيح كفَّارةً كافية عن خطايا الأرض من أوَّل الدُّنيا إلى آخرها، كذلك تصبح قيامة المسيح رافعة لأهل الأرض لينطلقوا بنعمة الله في مسار تاريخٍ جديدٍ هو تاريخ الخليقة المفتداة.

يقول لنا الإنجيل أنَّ المريمات اللَّواتي ذهبنَ إلى قبر المسيح باكرًا في صباح الأحد رأينَ الحجر الثَّقيل الموضوع على باب القبر قد دحرج وأنَّ داخل القبر كان خاليًا من جثمان يسوع. وإذا بيسوع عينه يتراءى لهنَّ في الخارج وهو لابسٌ حلَّةً بيضاء فانذهلنَ. إنَّه المستحيل الَّذي صار بقوَّة القيامة ممكنًا.

ولطالما أشار الآباء في الإيمان إلى أنَّ هذا الحجر كان صورةً عن قدرٍ قابعٍ على صدر البشريَّة يسجن أفرادها بشكل محتوم ضمن شرورهم الكثيرة. فغلب الحبُّ الإلهيُّ هذا القدر وأزال سطوته من الوجود. وصرنا على يقينٍ من أنَّ هذا الحبَّ المنتصِر على الموت صار أقوى من أيِّ حقدٍ في الدُّنيا وأنَّ الرَّجاءَ الطَّالعَ من قبر المسيح الفارغ صار أكبر من كلِّ يأسٍ.

يكفي بعد ذلك أن نفتح ضمائرنا لأنوار القيامة وأن تنصاع قوانا لقوَّة المحبَّة حتَّى نأمل إصلاح كلِّ شيء. لقد ضخَّ يسوع فعلاً في العالم ما يكفي من الحبِّ الإلهيِّ ليفوق وزنًا وحجمًا كلَّ أحقاد الأرض مجتمعةً.

"فحيث كثرت الخطيئة، يقول بولس أيضًا، فاضت النِّعمة وصار آدم الجديد هو رافعة المستقبل البشريِّ وضامنه إلى يوم القيامة الأخير". فهل نسأل بعد عن أسباب الرَّجاء فينا بالخلاص الأكيد؟ وهل نتقاعس في حياتنا عن المشاركة مع المسيح في عمليَّة فداء الكون وتغييره كما يريد الله له أن يكون؟ إنَّ أهل القيامة لا يتراجعون، وهم مسؤولون عن تقوية إخوانهم وتثبيتهم في كلِّ مكان وزمان. هم القياميُّون الَّذين ملكهم الحبُّ والَّذين لن يملك عليهم سواه. حسبهم أن يضعوا في قلوبهم كلام بولس القائل: "مَن يقصيني عن محبَّة المسيح؟ ...أنَّ لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا سلاطين ولا قوَّات... تستطيع أن تفصلني عن محبَّة الله الَّتي هي بربِّنا يسوع المسيح" (رومة 8/38). بهذه الرُّوح القياميَّة الَّتي لا قوَّة فوقها ولا حاجز أمامها نريد بنعمة هذا العيد أن ننظر إلى وطننا العزيز وإلى رسالته الفريدة أمام الله والنَّاس.

فإنْ كان لبنان وطن التَّلاقي الخيِّر والعيش المشترك المحبَّب بين المسيحيِّين والمسلمين فإنَّ هذا الوطن لن يموت ولن يتزعزع. وإنْ كنَّا نؤمن بالحبِّ القادر على كلِّ ما عداه وبأنَّ الحبَّ هو المستقبل وما عداه هو الماضي الَّذي يطوى بقوَّة الإيمان، فإنَّ هذا الحبَّ قادر على أن يجمع اللُّبنانيِّين لو أرادوا فلا تقوى عليهم فرقة ولا يلوي أذرعهم انقسام.

إنَّنا في لبنان أخوةٌ رغم كلِّ شيء وإنَّنا على الجوهر في بلادنا ملتقون لأنَّ هذه إرادة الله علينا وهذه قسمته لنا فهل نكون لقسمة الله رافضين؟ فلنكتشف بعضنا بعضًا من جديد، في ضوء الأنوار السَّاطعة في ضمائرنا الحيَّة ولن نعود بعدها بعضنا حيال بعض إلاَّ واثقين. ولنمضِ في الحوار الصَّادق بين الجميع وهو حوار لا حدود له إلاَّ حدود الوفاق الشَّامل والمفرح لقلوب الجميع.

لقد أعطى كلٌّ منَّا للبنان ويعطي، ولا يمكن أيًّا منَّا أن يُبعد عن حبِّه أحدًا من إخوانه ومواطنيه. هكذا يكون الأخوة وهكذا يكون المواطنون. وإنَّ لنا في هذا العيد دعوةً صادقة لإعطاء حكومة الوحدة الوطنيَّة عندنا فرصةً حقيقيَّةً لتعبر بالبلاد من التَّأزُّم إلى الانفراج ومن التَّشنُّج في بحث الأمور العالقة إلى إشاعة التَّوافق والرِّضى وإلى الأخذ والعطاء المتبادلين بصدقٍ ومحبَّة كاملين. كما ندعو إلى احترام رموزنا وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهوريَّة، رجل الوحدة الوطنيَّة والمصالحة بين الجميع، وإلى احترام كلِّ المسؤولين في بلادنا متمنِّين لهم التَّوفيق في كلِّ سعيٍ يقومون به معًا لإنقاذ لبنان. ولنضع كلُّنا في هذا الوطن مزيدًا من الحبِّ لتحدث أعجوبة الإنقاذ. فلقد طال انتظارنا لفجرٍ جديد يطلع على البلاد ولشمسٍ دافئةٍ يسري معها في العروق فرحٌ عامر. ولنسأل القائم من الموت سيِّدنا يسوع المسيح، بما أطلقه بقيامته المجيدة من رجاءٍ للدُّنيا بأسرها، أن يلهمنا بحبِّه الإلهيِّ كلَّ محبَّة إنسانيَّة ووطنيَّة خالصة، فيكتمل لنا العيد، راجين أن يعاد عليكم جميعًا وأنتم بألف خير وأن يسود في المنطقة سلامٌ وعدلٌ وأمن واطمئنان، وأن يسكب الله على شعبنا وعلى وطننا والعالم أجمع فيضًا سخيًّا من نعمه وبركاته. آمين.

قداس نصف الليل

وكان المطران مطر يحيط به المونسنيور اغناطيوس الاسمر والمونسنيور عصام ابي والأبوان شربل مسعد وبول مطر ترأس قداس نصف الليل في الكاتدرائية بمشاركة حشد كبير من المؤمنين.

 

الكاثوليكوس ارام الاول دعا في قداس الفصح الى ترسيخ وتطوير الجو التوافقي بين الفرقاء

وطنية -4/4/2010 احتفل كاثوليكوس الارمن الارثوذكس آرام الاول بقداس عيد الفصح المجيد في كاتدرائية الارمن الارثوذكس في انطلياس، بحضور الوزير جان اوغسبيان، النائب هاغوب بقرادونيان، الوزير السابق ارتيور ناظريان، النائب السابق هاغوب كسرجيان، سفير ارمينيا في لبنان أشود كوسريان، وممثلين عن الاحزاب والجمعيات الارمنية وحشد من ابناء الطائفة. وألقى الكاثوليكوس آرام الاول في المناسبة عظة وصف فيها قيامة المسيح بالانتصار، انتصار الحياة على الموت". وقال:" ان الحياة، هي الهبة الربانية، كانت قد فقدت صفاتها ومعناها والتزامها الحقيقي بسبب الفساد السائد آنذاك. وجاء المخلص يسوع المسيح ليعيد بصليبه وقيامته الحياة الى الانسان المغمور في خطايا جسدية واخلاقية وروحية والتي كادت ان تقوده الى الهلاك. اذ ان المسيح بصليبه أي بدمه أنجز انتصار الحياة". وتابع واصفا الحياة بانها هبة من الرب "وواجب على المرء ان يتعامل معها بمنتهى الغيرة والخشعة. فلا يحق لمخلوق ان يعتدي على حياة أخيه الانسان او يسلب حياة غيره فالاعتداء بحد ذاته خطيئة ضد الله فعلى المرء ان يعيش حياته حسب مشيئة الله تعالى وبالقيم والاهداف السامية وان يملأ حياته بالقيم الاخلاقية والمبادىء الروحية التي ترضي الخالق ولا تعاكس مشيئته". واشار الى ان "نمط ومفاهيم حياتنا اليوم عامة لا يتناسب مع القيم والمبادىء التي شاركنا إياها يسوع المسيح بقيامته. فلا يحق لنا ان نجعل أنفسنا ومشاريعنا الدنيوية محور حياتنا وهدفنا بل ان قيامة المسيح هو دعوة وتذكير ايضا لإغناء حياتنا بالقيم الاخلاقية والروحية التي من أجلها جاء المسيح". ورحب الكاثوليكوس آرام الاول "بالجو التوافقي السائد شيئا فشيئا بين الفرقاء في لبنان وإطاره حكومة الوحدة الوطنية والحوار الوطني. فيجب علينا ترسيخ وتطوير هذا الجو بعيدا عن الحساسيات والتصاريح المغرضة الهادفة الى توتير الاجواء الايجابية السائدة في البلد". وخلص مشددا على "ان لبنان وطن ذات ميزة فريدة، ألا وهي التعايش والمحبة والالفة وهي رسالة وميزة هذا الوطن

 

المفتي الجوزو: لا بد ان تقول المحكمة الدولية كلمتها حتى يستقر وجدان الشعب اللبناني ويطمئن الى المستقبل

وطنية-4/4/2010 قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم :" لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. هذه شريعة الله لان حياة المجتمعات الانسانية واستقرار المجتمعات الانسانية وأمن المجتمعات الانسانية، لا يتم الا بالقصاص من المجرمين، لان المجتمع الانساني لا بد له ان يأخذ الحق لاصحابه وان يحاسب الذين يستهينون بحياة الناس ويمارسون الجريمة بقلوب باردة وعقول حاقدة فكيف اذا كان هؤلاء الناس هم صفوة المجتمع ورجاله الاوائل وقادته وزعماؤه". اضاف:" الموازنة بين الاستقرار والعدالة غير صحيح لان هذه الموازنة تجعل المجرم يفلت من العقاب والمحاسبة ويطلق يد المجرمين في إفساد الحياة الاجتماعية والعدوان على الأنفس والأموال والأعراض. هذه شريعة الله منذ موسى عليه السلام. يقول الله عز وجل:" من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". والمحكمة الدولية قامت من اجل محاسبة المجرمين الذين ارتكبوا أبشع جريمة في حق الشعب اللبناني وفي حق الانسانية ألا وهي اغتيال الرجل الذي أعاد بناء الوطن لبنان بعد دماره وخرابه، وعمل على بناء الانسان قبل بناء الحجر، فعلم ما يزيد على ستة وثلاثين الف طالب على حسابه الخاص وأعطى لبنان صورة حضارية جديدة استفاد منها الشعب اللبناني بجميع فئاته وأعطى للخير معنى كبيرا لم يجاريه فيه انسان في عصرنا هذا. ولم يكتف المجرمون بقتل هذا الرجل، بل حاولوا إسكات كل صوت حر، بقتله والقضاء عليه، وزرعوا الخوف في كل مكان وقلبوا الحياة السياسية في لبنان رأسا على عقب ونشروا الفساد في الارض. من هنا لا بد ان تقول العدالة كلمتها وان تقول المحكمة الدولية كلمتها حتى يستقر وجدان الشعب اللبناني ويطمئن قلبه الى المستقبل. لا استقرار بدون عدالة ولا استقرار دون ان يأخذ العدل مجراه، لان العدل هو أساس الملك وبه تتحقق الحياة الكريمة العزيزة لابناء الشعب جميع ابناء الشعب.

ولكم في القصاص حياة، ولن نتسامح بدماء قتلانا".

 

جعجع عايد البطريرك صفير والمطران عودة والرئيس الجميل وتلقى اتصالات من الرؤساء بري والحريري والسنيورة

وطنية - 4/4/2010 لمناسبة عيد الفصح المجيد، اتصل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مهنئاً بكلّ من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، المطران الياس عودة ورئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميّل، متمنياً أن يكون هذا العيد عيد بركة وخير وسلام على كلّ الشعب اللبناني وان تكون ذكرى قيامة السيد المسيح عبرةً لقيامة لبنان وقيام دولة فعليّة وقادرة تبسط سيادتها على كلّ شبر من ارضها. الى ذلك، تلقى جعجع اتصالات تهنئة بالعيد من كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

 

الشيخ قبلان هنأ اللبنانيين بالفصح :على الامم تعلم الشجاعة من المسيح في مواجهة الظالم

وطنية - 4/4/2010 وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بحلول عيد الفصح المجيد تمنى فيها ان "يمن الله على لبنان بالخير والازدهار وعلى اللبنانيين دوام الوحدة والتعاون والتضامن ليظل لبنان رسالة الخير وملتقى الحضارات والاديان".

وقال:"ان يوم عيسى بن مريم يوم خير وبركة وعزة فهو يوم بشارة بالنبي محمد فالمسيح لنا ومن ارضنا ومنطقتنا، وهو حلقة نورانية في سلسلة روحانية ربطت اخر انبياء بني اسرائيل بالنبي محمد، واحياء ذكراه تجديد للعهد وتواصل مع التراب واحياء لقيم الانبياء والاوصياء والصالحين، وعلينا ان نتعلم من صبر المسيح وثباته وايثاره وجرأته ما يقوي عزيمتنا ويصلح مسيرتنا ويسندنا للسير على نهج الخير والصواب" مضيفا ان "الله سبحانه وتعالى انقذ المسيح من الظلمة ومن بطشهم وجورهم بعد ان تصدى المسيح لهم بشجاعة وثبات وصبر، فكان المسيح عبرة وذكرى بعد ان رفعه الله الى السماء ، فعلى الامم ان تتعلم من المسيح الشجاعة في مواجهة الظالم فتحارب الشعوب والدول الظلم والفساد والانحراف".

واكد الشيخ قبلان ان "الاقتداء بتعاليم المسيح خشبة خلاص ينبغي ان نتمسك بها لنتخلص من الانانيات والحسد والافات والمعاصي فنقتدي بعلمه وحلمه وبصيرته وحكمته ونلتزم نهجه في احترام الاخرين والاحسان اليهم والابتعاد عن التكبر والغرور فنتسامح ونتصافح ونفتح صفحة جديدة للتعاون على اسس المحبة والخير والصلاح، فيكون السيد المسيح قدوتنا ورائدنا في مساعدة الفقراء ومد يد العون للمرضى والمحتاجين".

وقال:"ان ذكرى ميلاد السيد المسيح تجدد فينا المعاني والقيم التي حملها وسعى السيد المسيح الى تحقيقها، فالمسيح رحمة ومحبة وكلمة طيبة ودعوة حسنة لتلاقي ابناء الوطن الواحد، وهذه الذكرى المجيدة مناسبة مباركة تجدد فينا القيم الوطنية التي تؤكد على المحبة والحوار وترسيخ العيش الواحد بين اللبنانيين، لان لبنان لا يقوى ويستمر الا بتعاون وتضامن اللبنانيين وتشاورهم الدائم لمواجهة الازمات التي تستنزف الوطن".

ودعا الشيخ قبلان اللبنانيين الى "احياء ذكرى سيد المسيح بالروحية التي تعاطى بها مع اخوانه واتباعه فتسود روح االتسامح والتصالح بين اللبنانيين المطالبين ان يكونوا يدا واحدة لمكافحة الفساد الذي ينخر بعض المؤسسات والادارات، وعلى السياسيين ان يضعوا اولويات الناس في اولوية تحركاتهم واهتماماتهم حتى يلحظ المواطن اهتمام دولته ورعايته السليمة له فتسد الثغرات وتحل المعضلات المعيشية والاجتماعية وترفع مستوى خدماتها على الصعد الصحية والتربوية والتنموية".

وختم قائلا ان "السيد المسيح انطلق من ارض فلسطين ليحرر العالم من الاضطهاد والظلم والفساد بيد ان الصهيونية حطت برحالها في ارضنا لتدمر وتشوه سمعة المسيح وموسى ومحمد، وهي اليوم تعيث فسادا وتشريدا وقتلا في ارض الانبياء والمقدسات فما يجري من بناء مستوطنات في الضفة والقدس اعمال عدوانية تؤشر لحرب جديدة وتنذر بتشريد جديد ومآس متكررة اعتاد الصهاينها عليها مما يحتم على المسيحين والمسلمين من العرب وغيرهم ان يهبوا لنصرة انبيائهم والحفاظ على نهجهم فيدافعوا عن المقدسات ويدعموا الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة".

 

استياء أوروبي من "استقلالية" وزارة الخارجية ومعلومات أميركية عن "وقوف المنطقة على شفير الحرب"  

تهديدات إيران وسورية للقوات الدولية قد تؤدي لانسحابها من جنوب لبنان

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

حذرت مرجعية روحية مارونية الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية من "تحويل السياسة الخارجية اللبنانية في عهد وزيرها الحالي علي الشامي الى سياسة تابعة كليا لسورية وايران على اعتباره حليفهما, ما قد يدفع بلبنان الى عزلة ومقاطعة على غرار ما يحدث للنظامين في طهران ودمشق سواء على الصعيد العربي او الصعيد الدولي اللذين بدأت اجراءات الوزير الشامي المغردة خارج سرب حكومة الوفاق الوطني والمتمردة عليها تؤثر فيهما سلبا".

واعربت المرجعية ل¯"السياسة" في لندن امس عن "استياء اوروبي كبير لدى مسؤولين في العواصم التي زارتها خلال الايام الثمانية الماضية من بعض "الشطحات" التي تصدر عن وزارة الخارجية خارج سياسة وتوجه الحكومة اللبنانية, وكأنها وزارة مستقلة بذاتها لا تعود الى مجلس الوزراء في امور جوهرية كثيرة, وان استدعاء الشامي الاثنين الماضي السفير التشيكي يان سيزاك في بيروت ل¯"الاحتجاج" على بيان لوزارة الخارجية التشيكية على موقعها الالكتروني يحذر مواطنيها الراغبين في زيارة لبنان من "تفادي زيارة بعض المناطق اللبنانية" الواقعة تحت رحمة مربعات "حزب الله" الامنية وهيمنة المنظمات الفلسطينية المتطرفة المزروعة خارج المخيمات من الاستخبارات السورية, هو (الاستدعاء) امر مستغرب دون ان يكون صادرا اصلا عن الحكومة ورئيسها وجميع اعضائها, اذ سألنا مسؤول فرنسي في باريس عن الخطأ في بيان الخارجية التشيكية لمنع تعرض رعاياها في لبنان للأذى, خصوصا ان معظم حكومات اوروبا والولايات المتحدة تنشر باستمرار على مواقع وزارات خارجيتها الالكترونية تحذيرات مستمرة الى الرعايا الغربيين من الاقتراب من مناطق "حزب الله" والجماعات الفلسطينية الخارجة على سلطة الدولة والخالية من اي تواجد امني او عسكري لبناني, خصوصا ان الميليشيات المتواجدة في تلك المناطق قد تختطف هؤلاء الرعايا بحجة التحقيق معهم في "التجسس" عليها او تطلق النار عليهم كما فعلت في اكثر من حادث كان اخطرها قتل الطيار اللبناني سامر حنا في الجنوب قبل سنوات".

ونقلت المرجعية الروحية اللبنانية عن مسؤول بريطاني في وزارة الخارجية في لندن قوله "ان من الطبيعي, بل انه من مسؤولية الدول الاوروبية, توجيه تحذيرات وتعليمات الى رعاياها في لبنان خصوصا بعد عمليات الشحن التي قادها بنفسه امين عام "حزب الله" حسن نصرالله ومجموعة معاونيه ممن هم مشاركون في البرلمان والحكومة, ضد الرعايا الغربيين قبل نحو اسبوعين حين اعلن ان كل اجنبي يحمل جواز سفر اوروبيا او اميركيا او غربيا يمكن ان يكون جاسوسا لإسرائيل, وان السفارة الاميركية في بيروت تسلم الاسرائيليين كل ما تجمعه عن لبنان, وبالتالي فكيف يبدي وزير الخارجية اللبناني "استياءه" من تلك البيانات? وما الضمانات التي باستطاعته تقديمها الى الرعايا الغربيين لعدم تكرار مأساة اختطاف الرهائن في الثمانينات او قتلهم كما حدث بالفعل?"

وقالت المرجعية الروحية ل¯"السياسة" ان "التهديدات التي اطلقها وئام وهاب القريب جدا من "حزب الله" وسورية وايران ضد القوات الدولية في جنوب لبنان في حال وصول اصابع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى اعناق مسؤولين في "حزب الله" احدثت موجة من الاستياء العارم في العواصم الاوروبية المشاركة في هذه القوات التي يخاطر ضباطها وجنودها بأرواحهم للحفاظ على امن سكان الجنوب من اي اعتداءات اسرائيلية, وان مسؤولين في تلك العواصم كرروا امامي عبارة "الانسحاب" اكثر من مرة اذا تزايدت حملات التهويل والتهديد على يونيفيل من الجماعات الايرانية والسورية".

ونسبت المرجعية الروحية الى اوساط رفيعة المستوى في حلف شمال الاطلسي في بروكسل كشفها النقاب عن ان دول الحلف "ستشكل نظاما صاروخيا دفاعيا ضد الدول المارقة وفي طليعتها اسرائيل وسورية اللتان قد لا تتورعان عن توجيه صواريخهما العابرة الى القارة الاوروبية مستقبلا".

وقالت الاوساط انه في اجتماع دول الحلف في بروكسل امس السبت "قد يعلن الامين العام للاطلسي اندرز فوغ راسموسن ولادة مثل هذا المشروع الدفاعي الذي يكمل المشروع الاميركي لنصب صواريخ دفاعية في اوروبا وعدد من دول الشرق الاوسط لمواجهة تهديدات ايران وسورية وربما "حزب الله" في لبنان الذي قد يمتلك, عما قريب, صواريخ ذات المديات التي تتخطى الألف ميل من ايران كجزء من خططها المعادية لأوروبا".

وذكرت الاوساط ان روسيا قد تشارك هي نفسها في هذا النظام الدفاعي عن اوروبا, آملة ان يبدأ العمل به في نوفمبر المقبل بعد موافقة زعماء القارة عليه في قمتهم المقررة في ذلك التاريخ".وقالت الاوساط "ان ايران العاملة على انتاج اسلحة نووية, تمتلك صواريخ عابرة بعيدة المدى يمكنها بلوغ اربع دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي هي تركيا واليونان ورومانيا وبلغاريا, ما يهدد شعوب هذه الدول بالكوارث, اما اذا اكملت طهران تطوير صواريخها العابرة مثل "سفير-2" الذي جرت تجربته العام الماضي, فإن كل الدول الاوروبية وكذلك كل روسيا, ستقع عندئذ في مدى هذه الصواريخ, تماما كما باتت اسرائيل تقع حاليا في مداها وفي مديات صواريخ اقصر موجودة في ترسانتي "حزب الله" وسورية على بعد مئات الكيلومترات فقط". ونقلت المرجعية الروحية عن الاوساط الاطلسية "قلقها المتزايد على القوات الدولية في جنوب لبنان التابع معظمها لدول الحلف, مع ارتفاع حدة الاحتقان على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية في غياب تطبيق كامل للقرار 1701 الواعي الى وقف تهريب السلاح الى "حزب الله" من الحدود السورية, وتعاظم الاحاديث عن حرب مقبلة قريبة الوقوع".

 

المحامية الخنساء تناشد العاهل السعودي العفو عن صباط:

عفوكم سينقل صورة مشرفة للعالم أجمع عن العدل والتسامح الاسلامي

وطنية - 3/4/2010 وجهت المحامية مي الخنساء، كتابا الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ناشدته فيه "إنقاذ حياة مواطن لبناني مسلم إسمه علي حسين صباط المسجون في سجن المدينة المنورة"، والمحكوم بالإعدام بتهمة الشعوذة. ومما جاء في الكتاب: "أناشدكم بإسم الله وبأسم الإنسانية والتسامح الإسلامي العظيم، أن تعفوا وتصفحوا وتنظروا بعين الرحمة الى موكلي اللبناني علي حسين صباط، وترأفوا بحاله، رحمة بأسرته وبوالدته العجوز التي تصارع الموت. وأنا إذا أكتب ما كتبت مناشدة جلالتكم، لا أبتغي رضا قوم، أو أتقي سخط آخرين، أو اسجل موقفا قانونيا، إنما كتبت للحق أبتغيه وحده، وكلي ثقة أنني أناشد وأخاطب من يعلو على الصغائر، ومن لا يبغي إلا وجه الله سبحانه وتعالى، ولا يستقيم من المنطق أن نطلب ونستجير إلا من عرفنا أنهم أهل لهذه الغايات السامية التي حباهم الله بها". أضافت: "إن عفوكم يا جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن المواطن اللبناني علي حسن صباط، سينقل صورة مشرفة للعالم أجمع عن العدل والتسامح الإسلامي، وأعلم أنكم لن تردوني خائبة، ليقيني الأكيد أن تاريحنا الإسلامي هو الذي ينبت ويثمر الرحمة، لا سيما أن في بلدكم نفوس قوية خصبة، تنمو فيها الفكرة الصالحة لتؤتي ثمرها بعد حين". وختمت: "ما كان أعظم الرسول الكريم (ص) في عفوه وفي صبره، وما كان أعظمه في هجرته وفي تقواه وعدله"، (وكان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، وحتى لاأطيل على جلالتكم، فالعالم بأسره ينتظر العفو عن المواطن اللبناني علي حسين صباط، ليعود الى عائلته الفقيرة، المؤلفة من زوجتة وخمسة أولاد، وأم تنازع الموت، وأب أحنى الزمن ظهره، فلا تطل علينا الإنتظار يا جلالة الملك، يا خادم الحرمين الشريفين".

 

الديار": سوريا خفضت تصاريح المرور "على الخط العسكري" لحلفائها بلبنان

04 نيسان 2010

 

ذكرت صحيفة "الديار" ان القيادة السورية خفضت اعطاء تصاريح مرور خاصة على الخط العسكري لاحزاب وشخصيات لبنانية حليفة لها، وحصرتها بأشخاص محددين، لضبط العبور امنياً على حدودها، ولمنع استغلال هذه التصاريح من قبل جهات ما، لاسباب مادية احياناً، ولأن بعض الافرقاء السياسية في لبنان، تستخدمها كمنافع سياسية وفئوية.

 

كان هادئاً ولم يهدد.. لعبة الأعصاب في كلام نصرالله

 مقربون من »حزب الله«: لو كانت للمستدعين علاقة لما وصل إليهم »النمل الأزرق«

لماذا لم تطرح الأسئلة الحساسة على »سماحة السيد«؟

ما العلاقة بين »الشهود« وعماد مغنية؟

 بيروت - نبيه البرجي: المحرر العربي

كان هادئاً ولم يهدد. لا بد من قراءة سيكولوجية لكلام الأمين العام لـ»حزب الله« حسن نصرالله بغياب كامل للتكافؤ (النسبي) بين من أجري معه الحديث وبين من أجرى الحديث الذي بدا مبرمجاً ومذعوراً (أو متهيباً)، فيما كان يفترض فيه أن يظهر بمظهر من يحاور ويدخل إلى عمق القضية، لا أن يظهر بمظهر من تم تلقينه الأسئلة.

الأوساط السياسية تقول إن لعبة الأعصاب الآن في ذروتها. لم يكن »السيد«، كما هي عادته مرحاً ومبتسماً. طوال مقاربته لموضوع التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كان يضبط كلماته، وحركات يديه، وحتى تقاطيع وجهه، بدقة. المسألة تحتاج إلى ذلك بطبيعة الحال...

المفاجأة الوحيدة

لا مفاجآت، ولا مواقف، دراماتيكية خلال حديث الأربعاء مع تلفزيون »المنار«، حتى أن هناك من يقول إنه تم اختيار الشخص الذي أجرى الحديث لأنه يعرف كيف لا يخرج على الإيقاع الميكانيكي للحوار. المفاجأة الوحيدة هي الهدوء. أجل، الآن المرحلة الراهنة من التحقيق تقتضي ذلك. »السيد« أكد ما تردد عن استدعاء 6 من عناصر »حزب الله« أو من المقربين، بعدما كانت الجهات الدولية المختصة قد استمعت، سابقاً، إلى 12 من العناصر والمقربين...

نصرالله تحدث عن وجوب ترميم الثقة. الخطوة يجب أن تأتي من مكتب المدعي العام الدولي في بيروت. اشتكى من التسريبات، ومن عدم الانسجام داخل هيكلية المحكمة، ومن وجود قضاة وموظفين من »الفريق الآخر«، وإن سارع عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت إلى القول إن مقربين من »حزب الله« هم الذين سربوا المعلومات حول الاستدعاء..

لا حلقة مفرغة

المهم هو كشفه أن الحزب يتعاون مع مكتب المدعي العام بعد اعتراضات صاخبة على الاتفاق الذي أثير في وقت سابق، ثم مر بهدوء، حتى لا تكون العودة مرة أخرى إلى الحلقة (السياسية) المفرغة واعتكاف وزراء وما شاكل. لا يغير في الأمر شيئاً قوله إن المحققين يستمعون إلى الأشخاص الذين تم استدعاؤهم كشهود لا كمتهمين. هذا طبيعي. المدعي العام لا يحاكم. يستمع. وبعد ذلك تصدر المضبطة الاتهامية..

مقربون من الحزب أبدوا ارتياحهم، وقالوا إنه لو كان لأولئك الأشخاص أي ضلع في الجريمة لما كان وصل إليهم »النمل الأزرق« - وهو تعبير لبناني قديم - أما الآخرون فيسألون عن الجهة التي حددت أولئك الستة بعينهم دون غيرهم. لماذا الاستماع إليهم إذا لم يكن هناك شاهد أو »متهم محتمل« أو جهاز استخباراتي قادر قد أوصل أسماءهم إلى مكتب القاضي دانيال بيلمار...

أسئلة لم تطرح

أسئلة كثيرة طرحت عقب انتهاء المقابلة التي تطرقت إلى مسائل شتى. حتى هذه »المسائل الشتى« تدخل في لعبة الأعصاب لأن المسألة المحورية هي الاستدعاء. أما لماذا يفترض أن يتكلم »سماحة الأمين العام« في ذلك، وليس أي قيادي آخر مثل النائب نواف الموسوي أو النائب علي فياض، ناهيك عن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، فلأن الموضوع من الحساسية بحيث يستدعي كلاماً من نصرالله بالذات، وهو الذي سبق وتكلم بعصبية عن المحكمة الدولية. الآن ينبغي أن يبدو بلهجة أخرى..

الإعلامي لم يسأله، لطمأنة الأنصار على الأقل: هل أعطيت الأوامر يا سماحة السيد بتنفيذ هذه العملية؟ وهل يمكن أن يعطي الأوامر شخص غيرك؟ وهل هناك عناصر في الحزب يمكن أن تتورط، بصورة إفرادية، لحساب جهة أخرى؟

الحريري رفض الاتهام

قطعاً، لا أحد يحمّل الحزب المسؤولية. رئيس الحكومة سعد الحريري، وهو ولي الدم، رفض الاتهام، وعندما عقد أول رئيس للجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني، ديتليف ميليس أول مؤتمر صحافي له في فندق مونتفردي شمال شرق بيروت نفى، بشكل قاطع، وجود دور لـ»حزب الله«، مع أن أصابع كثيرة وجهت إلى ميليس أصابع ملطخة بالأسود.

قبل كلام نصرالله بأسبوع، أطلق الوزير السابق وئام وهاب تصريحاً جاء فيه أن هناك من يحاول إلصاق جريمة الاغتيال بالقيادي في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في شباط/ فبراير 2008. للتو بدأت التكهنات: »هل هناك من سرّب معلومات إلى الموساد حول تحركات مغنية لكي يتخلص منه ولكي يتحول، وهو تحت التراب، إلى الحلقة المفقودة كما في نظرية تشارلز داروين؟«.

الفبركة..

حين يسمع أحد نواب »حزب الله« هذا الكلام، يضحك بانفعال ويسأل: »هل وصلت »الفبركة« إلى هذا الحد. لكن الآن، ثمة شائعات تتردد في أكثر من وسط حول قرب الستة أو بعضهم من مغنية. يقال في الضاحية هذه معلومات قديمة عندما كان »الحاج رضوان« ملاحقاً من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية والإسرائيلية وحتى العربية بشأن حادثة اختطاف الطائرات الأميركية. وبكل بساطة، سرّبت الأسماء إياها إلى القضاء الدولي.

أيضاً، لا أحد يعرف أين الحقيقة، ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي لا يكن أي ذرة »غرام« للنظام في إيران يقول إن »حزب الله« ليس حزباً خارجاً على العدالة، وأن ما نشرته صحيفة »دير شبيغل« الألمانية حول تورط الحزب في جريمة الاغتيال هو »رأي«. بالطبع هذا كلام لا يبرئ، وإن قيل إنه »كلام فرنسي«، وفرنسا هي »الأم الحنون« التي تدرك أوزار توجيه أي اتهام، وتداعيات ذلك على الساحة اللبنانية التي تتراكم فيها الأزمات، وإلى الحد الذي يوحي بأن لبنان في مرحلة ما قبل الدولة أو في مرحلة ما قبل الجمهورية..

مهمة المنجمين

في الضاحية، لم يكن كلام »السيد« ليبعث على الاطمئنان. كثيرون كانوا يتوقعون أن يكون قاطعاً - وصاخباً - في رفض أي اتهام. بيد أن مصادر الحزب تقول »مثلما يمارس الآخرون علينا لعبة الأعصاب، ولأغراض سياسية بحتة، فإننا نحن نمارس لعبة الأعصاب«، ثم تؤكد أن الأشخاص الذين تم استدعاؤهم بعيدون جداً عن أي نشاط أمني. لكن السؤال الآخر: ماذا عن الأشخاص الذين سيستدعون لاحقاً؟ يجيبون بالسؤال ما إذا كان يفترض بهم أن يجيبوا بالغيب. هذه مهمة المنجمين الذين يظهرون على الشاشات...

تأكيدات مرة أخرى بأنه لا علاقة لأي من الستة بالغاية من التحقيق، والجهات المعنية رحبت بلهجة »السيد« وانفتاحه، وإن كان قد علم تلميحاً أن الستة لم يذهبوا إلى مكتب المدعي العام كما يذهب أي شهود آخرين. حدثت اتصالات بين »مندوبين« للحزب ومسؤولين في المكتب. في ضوء ذلك، مثل الشهود بين يدي المحقق. كان من الطبيعي ألا يشير نصرالله إلى الأسماء وإلى مضمون الأسئلة والأجوبة بحجة أنه عندما يطلب من المكتب السرية، فهو لا يستطيع أن يتخطى هذه السرية.

حديث الأربعاء مبدئي. التفاصيل إلى وقت لاحق. »السيد« ترك الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات وعلى كل المواقف. الحديث كان عبارة عن سيناريو أعد بدقة (المحاور أيضاً اختير بدقة إذا كان هناك من حوار حقاً).

الآن لا ثقة مع المحكمة. العبارة حمّالة أوجه. التعاون مشروط. والسؤال دائماً: »لماذا هؤلاء الشهود بالذات؟«. السؤال التالي ليس هذا وقته

 

النائب الموسوي: هذا الزمان هو زمان تصفية الهيمنة الأميركية على لبنان

رئيس الحكومة وعد بمعالجة موضوع الإتفاقية الأمنية وننتظر أن يطبق هذا الإلتزام

واهم من يظن أنه عبر تخويف المقاومة بالفتنة المذهبية ينال من تمسكها بخيارها

وطنية - 4/4/2010 رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي، خلال حفل تأبيني أقامه "حزب الله" للمرحوم محمد علي شرارة في حسينية الإمام الهادي(ع) في الأوزاعي، "ان هذا الزمان هو زمان تصفية الهيمنة الأميركية على لبنان"، وقال: "من الحماقة ان يظن البعض في العالم أو في لبنان أنه إذا لم يتمكن من المقاومة في المواجهة العسكرية يمكن أن ينال منها بأساليب غير عسكرية. ان هذا الجزء من الرهانات الخائبة التي خابت وفشلت في كل مناسبة من مناسبات المواجهة، وبعدما خابوا في مواجهة تموز 2006، لجأوا إلى أساليب أخرى من محاولات إستهداف المقاومة، ومن هذه المحاولات إختراق الأمن في لبنان، وشكلت الإتفاقية المعقودة مع السفارة الأميركية واحدة من ملامح الإختراق الأمني الأميركي للبنان، والهدف منه إختراق الأجهزة الأمنية اللبنانية بأجهزة أمنية أميركية تستطيع التدخل في الشأن الداخلي الأمني اللبناني ساعة تشاء، كما تؤكد بنود الإتفاقية. وأنا أقول لكم أن كل هذا النقاش والكلام عن الإتفاقية الأمنية لم يقابل برد، وليس هناك من أحد قال أن هذه الإتفاقية بنودها صحيحة، تارة واجهوها بتحريض مذهبي وتارة دلسوا بأن قالوا أن الإتفاقية الأمنية وزرائكم وافقوا عليها، وتارة دلسوا بأن قالوا بأنها هبة وليست بإتفاقية، لكن لم يستطع أيا منهم أن يقف ويقول أن هذا البند الذي ينضح إذلالا للبنان يمكن أن يدافع عنه، لم يدافع أي واحد منهم عن بند من البنود التي تعتبر مذلة، بل هربوا لنقاش آخر".

اضاف: "قلنا من البداية أن المعركة التي نخوضها ليست موجهة ضد طرف داخلي بل هي معركة دفاع عن السيادة اللبنانية وعن الأمن الوطني والسيادة الوطنية وعن الكرامة، ويخرج بعض النواب الأغرار ليقول أن نواب المقاومة شهروا، فهو إما غير متابع ولا يقرأ، وإذا قرأ لا يدرك المقصود مما يقرأ، ونحن من اللحظة الأولى عملنا من أجل أن نحصن أمن لبنان وكرامته وسيادته من الإختراق الأمني الأميركي".

وتابع: "سمعنا أن رئيس الحكومة قد وعد بمعالجة موضوع الإتفاقية الأمنية على النحو الذي يجنب لبنان الأذى الذي تتضمنه بعض بنود الإتفاقية، ونحن ننتظر أن يطبق هذا الإلتزام الذي قاله رئيس الحكومة، كما أننا نقيم إيجابا التعميمات التي أصدرها مؤخرا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي التي وإن أتت متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبدا. وهذا يعني أن المعركة التي خضناها من أجل إحتواء مخاطر الإتفاقية الأمنية والمعركة تقدمت وهي تتقدم إلى الأمام لأن هذا الزمان هو زمان تصفية الهيمنة الأميركية على لبنان، وسنصل إلى اللحظة التي لا تتمكن فيها الإدارة الأميركية من أن تقرر أمرا ولو كان صغيرا في لبنان. هذه الخطوة التي عبر عنها رئيس الحكومة من خلال أحد وزرائنا بإعادة النظر في الإتفاقية الأمنية، أعتقد أن هذا التصرف بديهي، ومثلما شكل فريقا لإعادة النظر في الإتفاقيات المعقودة مع سوريا، سوريا الأخ والشقيق، والتي وقفت إلى جانب لبنان في مقاومته ومواجهته للعدوان الإسرائيلي، فإذا كان البعض يعيد النظر في الإتفاقيات المعقودة مع سوريا، فمن الأولى أن يعيد النظر في الإتفاقيات المعقودة مع الولايات المتحدة الأميركية التي هي حليف مطلق للعدو الإسرائيلي، ولا يتوانى المسؤولون الأميركيون عن إنتهاز أي مناسبة لتأكيد إلتزامهم حماية أمن إسرائيل، بل حماية التفوق العسكري الإسرائيلي، فالأولى أن نعيد النظر في كل الإتفاقيات المعقودة مع الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما سنفعله، وكل إتفاقية عقدت مع الولايات المتحدة الأميركية سنعمل على إعادة النظر فيها، وإذا تبين أن فيها بنودا تمس كرامة لبنان أولا ومصالح لبنان ثانيا بما فيه مصالح أشقائه، فسنعمل على إلغاء هذه البنود حتى لو اضطر الأمر إلى إلغاء الإتفاقية بأسرها، أية إتفاقية كانت".

وأكد "أنه عبر هذا السبيل يمكن أن نحصن لبنان لأننا أكدنا على الدوام أنه لا يمكن تحصين لبنان إلا بفعل منتفض يستند إلى الكرامة الوطنية، لا أن يمارس البعض في لبنان سياسة إستجداء لدى الولايات المتحدة الأميركية، ولا أحد يخبرنا في لبنان أنه حليف للولايات المتحدة الأميركية لأنه يشكل جماعة صغيرة مهما بلغت في لبنان لا يمكن أن ينطبق عليها عبارة حليف للولايات المتحدة الأميركية، فلا يمكن للبنان أن تكون له كرامة ولا حصانة أمنية إلا بفعل المقاومة، وهذه المقاومة منذ أن إنطلقت وهي تضع في أولويتها العمل على تحرير لبنان والدفاع عنه، وهذه هي أولويتها وليس هناك أي أولوية أخرى تتقدم على أولوية المقاومة".

كما أكد "أن عملنا من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل الوحدة الإسلامية هو في سبيل تدعيم أولوية المقاومة، وبالتالي إذا دار الأمر بين المقاومة وبين أي شكل من أشكال الوحدة فإن الأولوية ستكون للمقاومة، وقد بين تاريخ المقاومة أنه حين تعلق الأمر بإستمرارها، بقوتها، ببقائها وتقدمها، فإنها لن تقيم إعتبارا لأي أمر آخر. لذلك يجب أن تكون هذه رسالة واضحة لمن يظن أنه عبر تخويف المقاومة بالفتنة المذهبية يمكن أن ينال من تمسكها بخيارها أو بنهجها المقاوم، عليه أن يفهم هذه الحقيقة بوضوح، أن المقاومة تعتبر الأولوية هي للمقاومة وليس لأي شيء آخر، وبالتالي من يعتمد سبيل تخويف المقاومة بالفتنة المذهبية ليخفف من قوتها فهو واهم، لأن المقاومة لن تأبه بشيء حين يتعلق الأمر بقوتها".

وفي موضوع النسبية والمناصفة، أكد النائب الموسوي "أن إتفاق الطائف أجرى تعديلات على آلية الحكم في لبنان، وسمعنا من يقول بأن إتفاق الطائف ينص على المناصفة، وقد استمعنا أكثر من مرة، وبإصرار، أن إتفاق الطائف ينص على المناصفة، وهذا صحيح، لكن على ما يبدو أن ثمة من يقصد بهذه العبارة أن إتفاق الطائف ينص على المناصفة فقط، فعلى من يقول ذلك، عليه أن يعيد قراءة الطائف جيدا وأن يقرأ الدستور جيدا، فإن الدستور ينص على النسبية ضمن المناصفة، صحيح أنه ينص على المناصفة لكنه ينص على النسبية، ففي المجلس النيابي ينص على النسبية بين الطوائف والمناطق وفي مجلس الوزراء ينص على توزيع الحقائب والمقاعد الوزارية بصورة عادلة بين الطوائف، بهذا المقام، إذا كان البعض يتصرف على قاعدة المناصفة فحسب، فإنه يخطئ في قراءة الدستور أو في تطبيق الدستور، لأن الدستور ينص على النسبية ضمن المناصفة، وإذا كان البعض يعتقد بأن الدستور ليس كافيا لتوضيح النسبية ضمن المناصفة، فأهلا وسهلا بتعديلات دستورية تكرس النسبية ضمن المناصفة، مع العلم أن الدستور واضح في النص على النسبية ضمن المناصفة".

وختم النائب الموسوي: "في كل مرحلة من مراحلنا كنا فخورين بشهدائنا. نعتبر أن شهداءنا هم رمزنا وقادتنا، وما فعله شهداؤنا هو أمر نتوق إلى فعله وأمر نتمنى فعله، وكل ما ينسب إلى شهيد من شهدائنا هو أمر نتمنى أن نكون قادرين على فعله، وبالتالي من يحاول النيل من شهدائنا ينال ليس منا فحسب بل بأعز ما فينا، وحين يتعلق الأمر بشهدائنا وفينا، فهم أولى من أنفسنا بنا، وكما كانوا أمناء لأمانة الدفاع عن لبنان، وكما كانوا أوفياء في أداء الأمانة، فنحن أقصى طموحنا أن نفيهم حقهم بالدفاع عنهم ولو كلفنا ذلك مهما كلف".

 

 

النائب سامي الجميل في حوار مع ((الشراع)): السلاح يعطل كل شيء وسوريا لن تعود

*السلاح يعطل كل شيء وهذه الحكومة فاشلة جداً

*سوريا خرجت كنظام ومرحلة الديكتاتورية ولت ولن تعود

*نؤمن بالمحكمة الدولية ونلتـزم بما يصدر عنها ولن نسمح لأحد بأن يقف في وجهها

*لسنا مهتمين ككتائب بزيارة سوريا، واذا طلب الحريري مشاركة الصايغ في الوفد سندرس الأمر

*جنبلاط يحمى طائفته في لبنان وسوريا وما يقوم به لا نوافق عليه لكن نتفهمه

*مقاربة المسيحيين للأمور في لبنان تختلف عن الدروز، نحن تاريخياً في موقع المواجهة

*نتمنى على الرئيس الحريري اثارة الملفات العالقة مع دمشق ونحن الى جانبه

*رئيس الجمهورية توافقي وكلامه عن سلاح حزب الله ليس معياراً

*نعرف ان الطائفة الشيعية ليست حاصلة على حقوقها في هذا النظام ولكن لا يمكن تطويره بوجود السلاح

*نقول لحزب الله تواضع، تكلم معنا، وسلم سلاحك

*الدستور لا يتحدث عن زوال اسرائيل ولماذا يحق للآخر فتح حرب مع اسرائيل ولا يحق لنا فتح حرب مع سوريا

*رئيس الجمهورية يحاول ((تلزيق البلد)) حفاظاً على وحدته فلنتركه يقم بعمله

*علاقتنا استراتيجية مع ((القوات اللبنانية)) ومع التيار الوطني الحر ترطيب اجواء

*مشكلتنا مع 14 آذار/مارس المواقف المائعة والتنازلات الزائدة وهناك نقاش لايجاد حلول

*عنوان طاولة الحوار خطأ وأدعو الحريري لتحويل الحكومة الى حكومة مؤتمر وطني

*سنؤيد الرئيس في موضوع الصلاحيات وتعديل الطائف لا يمكن الا عبر المؤسسات الشرعية الديموقراطية

*نريد الاصلاحات في قانون الانتخابات البلدية لكن ليس على حساب المهل الدستورية

*تقسيم بيروت ما زال مدار بحث في الكتائب والموقف النهائي قريباً

أكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل التـزام لبنان بالمحكمة الدولية وما يصدر عنها، وان سوريا كنظام خرجت من لبنان وان المرحلة الديكتاتورية ولت ولن تعود، داعياً حزب الله الى التواضع وتسليم سلاحه لأن هذا السلاح يعطل كل شيء في البلد.

ووصف الجميل حكومة الوحدة الوطنية بالفاشلة جداً ودعا الى تحويلها الى حكومة ازمة او مؤتمر وطني لبحث الحلول للقضايا الكبيرة، وللبحث في انتاج صيغة حكم او نظام جديد يحافظ على حقوق الجميع، معتبراً ان اي تعديل للطائف لا يمكن ان يتم إلا عبر المؤسسات الشرعية الديموقراطية، ومشدداً على تمسك حزب ا لكتائب بالاصلاحات في قانون الانتخابات البلدية، شرط الا تتم على حساب المهل الدستورية لأن اجراء الانتخابات يبقى هو الاساس.

((الشراع)) التقت النائب الجميل في حوار شامل حول مختلف القضايا اللبنانية المطروحة.

# المحكمة الدولية عادت تطرق باب الأمن والاستقرار في لبنان؟

- على العكس، نحن نرى ان المحكمة الدولية تقوم باغلاق الباب على الاضطرابات الامنية، فهي جاءت نتيجة الخلل الامني وعدم الاستقرار ونتيجة الاغتيالات، فلا يمكن اليوم ان نحملها اسباب المشاكل الامنية، المحكمة انشئت لحل تلك المشاكل، ولتكشف من ارتكب الجرائم منذ العام 2005 وهي جرائم كبيرة استهدفت شخصيات لبنانية كبيرة وهذه المحكمة ارادها اللبنانيون جميعاً، ولبنان ملتـزم كدولة بهذه المحكمة وملتـزم بما سيصدر عنها ونتمنى ان تضع حداً لمرحلة سيئة في تاريخ لبنان وتفتح صفحة جديدة على مستوى طموح اللبنانيين.

# هناك من اللبنانيين من يعبر عن مخاوف من عمل هذه المحكمة؟

- اذا كان لدى هؤلاء ((مسلّة تنعرهم)) فهذا امر آخر، اما من هو مرتاح مع نفسه وضميره فليس له ان يخاف، ولماذا يخاف؟ فالمحكمة هي محكمة دولية، وفيها قضاة اوروبيون بمنتهى النـزاهة، وهذه المؤسسة معروفة بصدقيتها، والذي يخاف منها يكون هو غير مرتاح بينه وبين نفسه ويكون ضميره غير مرتاح.

# تجربة الاربع سنوات الماضية من عمل المحكمة، وما تخللها من اتهامات لسوريا واعتقال الضباط الاربعة ثم اطلاق سراحهم وشهود الزور الا يبرر كل ذلك وجود مخاوف بعض اللبنانيين خاصة الذين يرون ان رأسهم مطلوب من المجتمع الدولي وهذا المجتمع الدولي كان هو وراء انشاء المحكمة الدولية؟

- خروج الضباط الاربعة من السجن دليل على انها ليست مسيّسة.

# ودخولهم؟

- كان من الطبيعي ذلك لأنهم كانوا هم المسؤولين عن الامن اثناء حصول اغتيال الرئيس الحريري، وكان لا بد للتحقيق الدولي ان يبدأ بهم، وحين تبين الا داعي لابقائهم قيد التوقيف تم الافراج عنهم، ولو ان هذه المحكمة مسيسية لكان هؤلاء ظلوا في السجن. وفي كل الاحوال لا اريد الدخول في في مثل هذا النقاش، فنحن نؤمن بالمحكمة ونؤمن بالمجتمع الدولي والشرعية الدولية، وبالنسبة الينا فإن ما حصل من جرائم في لبنان لا بد من ان يحاسب احد عليها وليس غير المحكمة الدولية قادراً على التوصل الى نتيجة واضحة في هذا الامر، ونحن في ((الكتائب)) تعرضنا للكثير من الاضطهاد والاغتيالات ولم يسبق ان لمسنا جدية من قبل المجتمع الدولي للاهتمام بلبنان مثل هذه الجدية المتوافرة الآن عبر المحكمة الدولية التي تشكل فرصة يجب عدم اضاعتها لمعرفة المجرمين ومحاكمتهم.

# هل من جديد في مسألة اغتيال شقيقكم الراحل بيار الجميل؟

- لا، ليس لدينا اية معلومة حتى الآن، ونحن نتكل على المحكمة الدولية فهي املنا الوحيد كعائلة الشهيد بيار الجميل، ولذا لن نسمح لأحد بأن يقف في وجهها او يحاول تسييسها وتعطيلها.

سوريا خرجت..

# عودة الحديث بقوة عن المحكمة الدولية يترافق مع الكلام عن عودة سوريا بقوة الى لبنان. هل ترون ان سوريا عادت فعلاً الى لبنان؟

- سوريا لم تخرج من لبنان لتعود، كجيش ونظام هي خرجت، اما بالنسبة الى حلفائها فهم لم يخرجوا حتى يعودوا.. ما زالوا موجودين.

# بهذا المعنى العالم كله في لبنان؟

- حلفاء سوريا موجودون كانوا وما يزالون، وهم يعبرون عن آرائهم بشكل واضح، اما ذا كان المقصود بالعودة هو العودة الى الحالة التي كنا فيها قبل العام 2005 فهذا لم يحصل، وسوريا لن تعود لأن الشعب اللبناني كله تضامن لإنهاء تلك الحالة ولن يسمح بالعودة الى مرحلة الديكتاتورية والحكم السوري المباشر او غير المباشر، وهي مرحلة ولت ولن تعود.

# ماذا تتوقع من زيارة الرئيس سعد الحريري الثانية لدمشق؟

- نتمنى على دولته ان يعالج كل الملفات العالقة بين لبنان وسوريا، وأهمها اربع، ملف المعتقلين في السجون السورية، ملف ترسيم الحدود وخاصة فيما يتعلق بمزارع شبعا التي من واجب سوريا ان تقوم بما عليها من ترسيم للحدود وتقديم اقرار بلبنانية تلك المزارع، حتى نتمكن من الذهاب الى المجتمع الدولي ونطالب بحقوقنا، وملف المنظمات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات الموالية لسوريا، والملف الرابع هو المعاهدات والاتفاقات التي تحتاج الى اعادة نظر بما يخدم البلدين، وبما يحفظ حقوقهما بشكل ندي ومتساوٍ. ونتمنى من دولته ان يركز على هذه الملفات ونحن الى جانبه.

# هل قدمتم ملاحظات معينة حول تلك الاتفاقيات؟

- سنتقدم الاسبوع المقبل بمذكرة لدولة الرئيس الحريري تتضمن رأينا في كال الاتفاقات والمعاهدات.

# هل سيكون حزب الكتائب في عداد الوفد الذي سيزور سوريا؟

- لم يدع بعد، ولم يجر الحديث معنا بشأن الزيارة، والأمر رهن قرار حزب الكتائب فهو الذي يقرر اذا ما كان وزيره في الحكومة سيشارك ام لا ضمن الوفد.

# هناك موانع؟

- نحن نفصل بين حزب الكتائب وبين موقع وزير الحزب في الحكومة، فإذا كان الوزير سيشارك في الوفد بصفته وزيراً في الحكومة هذا أمر، أما إذا كان سيذهب بصفته نائباً لرئيس الحزب، فنحن في الحزب لسنا مهتمين بزيارة سوريا، قبل حل كل الملفات العالقة معها، وقبل أن تصفو العلاقة بين الدولتين. وإذا طلب الرئيس الحريري من الوزير الصايغ أن يكون ضمن الوفد بصفته وزيراً في الحكومة للمشاركة أو التفاوض مع نظيره السوري حول مسائل تتعلق بوزارته فهذا الأمر يُدرس في حينه.

# النائب وليد جنبلاط يستعد أيضاً لزيارة سوريا، ويبدو انكم منذ انعطافته الأخيرة وخروجه من 14 آذار تتحفظون في الكلام عما يقوم به؟

- نحن نتفهم الخطوات التي يقوم بها وليد بك على أساس انه يحاول حماية طائفته من خلال ما يقوم به، وهو أمر نتفهمه، لا نوافق عليه لكن نتفهمه.

# ماذا تقصد بحماية طائفته، في لبنان أم في سوريا؟

- في لبنان وفي سوريا.

# طائفته مهددة؟

- هي طائفة أقلية، وهو يحاول أن يرتب علاقاته مع الجميع حفاظاً على حقوقها.

# المسيحيون أقلية، لماذا لا تفعلون ذلك؟ إذا كانت المسألة مسألة أقليات؟

- ربما لأن مقاربة الأمور من قبل المسيحيين تختلف عن المقاربة الدرزية، فنحن معروفون تاريخياً اننا كنا في موقع المواجهة. وتاريخياً كان المسيحيون في مقاربتهم لوضع لبنان وموقعه في المنطقة مختلفين عن مقاربة الطائفة الدرزية.

البلديات..

# الانتخابات البلدية! الجميع يريد اجراءها والجميع لا يريد ذلك!! ماذا تريدون أنتم في حزب الكتائب؟

- نحن قدمنا اقتراح قانون للانتخابات البلدية، يتضمن 19 بنداً إصلاحياً من ضمنها اعتماد النسبية مع الصوت التفضيلي، فنحن متمسكون جداً بالاصلاحات وفي الوقت نفسه نعتبر ان المهل الدستورية مقدسة. فإذا لم نستطع إقرار الاصلاحات في الوقت المناسب فلا يمكن تأجيل الانتخابات، لأن تأجيلها يخلق عدم استقرار دائم، سواء تأجيل الانتخابات الرئاسية أو النيابية أو تأخير تشكيل الحكومة أو إغلاق المجلس النيابي وكل التجاوزات الأخرى للدستور اللبناني هذا كله يخلق عدم استقرار غير مقبول، لذلك بالنسبة إلينا، فإن حصول الانتخابات في موعدها هو الأساس وهو الأهم. نريد الاصلاحات لكن ليس على حساب المواعيد الدستورية.

# هناك اقتراح جديد كشف عنه وهو تأجيل الانتخابات البلدية سنة، لقاء إطلاق ورشة إصلاحية شاملة، ما موقفكم من هكذا اقتراح؟

- هذا الحديث نسمعه اليوم (الثلاثاء الماضي)، وليس بحوزتنا بعد معلومات دقيقة عنه ولم يتحدث بعد أحد معنا رسمياً لنعطي أو لنأخذ موقفاً رسمياً.

# من مواضيع الخلاف، دائرة بيروت، هل تؤيدون تقسيمها؟

- هذا الموضوع هو مدار بحث ونقاش داخل الحزب ونحن في أيام قليلة مقبلة سنتخذ الموقف النهائي في هذا الشأن. ولذا لا أريد الآن إعلان موقف شخصي وأترك للحزب اتخاذ القرار النهائي.

# معظم حلفائكم يرفضون تقسيمها؟

- صحيح. لكن هذا الموضوع عندنا ما زال قيد النقاش وهناك آراء متعددة داخل الحزب، وسنعلن في حينه عن القرار النهائي.

حزب الله

# لماذا أنتم و((القوات اللبنانية)) في منافسة دائمة على مهاجمة حزب الله وسلاحه، في حين تراجع معظم حلفائكم الأساسيين، هل يؤمن ذلك لكم استقطاباً في الشارع المسيحي؟

- نحن لا نهاجم حزب الله، نحن نقول هناك عامل أساسي في الحياة السياسية والوطنية يعرقل قيام الدولة، وهذا العامل هو سلاح حزب الله، فوجود هذا السلاح يعرقل قيام الدولة، ونحن نودّ الحديث في أمور كثيرة، ولكن للأسف مشكلة حزب الله تقف عائقاً أمام كثير من الأمور التي نتمناها، وأهمها قيام الدولة، فالمجلس النيابي أغلق لمدة سنة لماذا؟ لأن هناك سلاحاً، ولماذا تأجل تشكل الحكومة ثلاثة أشهر؟ بسبب السلاح..

# أليس هناك أسباب أخرى، كطبيعة النظام الطائفي وأزمته؟

- هناك أزمة نظام، لكن ما يجعل هذا النظام يتعطل بهذا الشكل هو السلاح، فهناك اعتراضات على النظام الحالي وهذا أمر واضح، لكن ذلك مستقل عن مشكلة السلاح، فوجود السلاح يعطي حجماً أكبر للقدرة على تعطيل النظام ويسهّل أمر تعطيله، وهذا السلاح يؤدي أيضاً إلى تكبير المشاكل التي لها علاقة بالنظام، وما نقوله نحن إن حُسن سير المؤسسات في الدولة مرتبط بموضوع السلاح، فمشاكل لبنان الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كلها مرتبطة بالسلاح، ولذلك نعتبر هذا السلاح مشكلة أساسية لأنه يعطل كل شيء ونضطر للحديث عنه كل يوم، ونحن ليس لدينا مشكلة مع الطائفة الشيعية ولا مع حزب الله، مشكلتنا مع وجود السلاح هذا ومع استخدامه في الداخل وجر لبنان إلى حروب مع الخارج، وهذا أمور مرفوضة حسب الدستور اللبناني، فهناك دستور فوق رأس الجميع علينا تطبيقه.

رئيس

# رئيس الجمهورية هو رأس الدولة والدستور، يقول سلاح المقاومة حاجة لبنانية وكل ما يقال حوله هو للاستهلاك؟

- رئيس الجمهورية رئيس توافقي وانتخابه كان نتيجة تسوية، وبالتالي هو لا يستطيع اتخاذ موقف ضد احد لأنه جاء نتيجة تسوية، ولذا لا نستطيع ان نعتبر كلامه في هذا الشـأن معياراً لتقييمه، هو في موقعه لا يستطيع الا ان يتكلم هكذا، اما نحن فلدينا مسؤولية وهي قول الحقيقة والحقيقة ان هناك مشكلة هي سلاح حزب الله، وما نقوله لحزب الله ((تفضلوا سلموا سلاحكم)) حتى نتحدث في مشكلة النظام، فنحن في حزب الكتائب، على عكس الكثيرين، وعلى عكس كثير من حلفائنا، نرى مشكلة في النظام، وندعو الى تطويره ولكن لا يمكن الخوض في الحديث عن تطوير النظام في ظل وجود السلاح، ((فيا حزب الله تواضع الى مستوى بقية اللبنانيين وسلم سلاحك حتى نتحدث وحتى نتمكن ان نكون كحزب كتائب الى جانبك والى جانب الطائفة الشيعية للحصول على حقوقها في النظام السياسي ونحن نعرف ان الطائفة الشيعية غير حاصلة على حقوقها في هذا النظام، ويهمنا ان يعيد اللبنانيون النظر في علاقات بعضهم ببعض لاعادة بناء البلد على اسس جديدة، وهذا طرحنا، لكن حصوله غير ممكن بوجود السلاح، لأن المفاوضات تكون غير متكافئة..

# انت ترى المشكلة هنا، اطراف لبنانية اساسية اخرى لا ترى ان المشكلة في سلاح القاومة، المشكلة في استمرار الصراع العربي مع اسرائيل الذي ينتج عنه عدوان اسرائيلي على لبنان وغيره؟

- هل ما يقولونه موجود في الدستور! لا، وبالتالي هو غير ملزم لي ولا ليغيري، ما نقوله نحن موجود في الدستور اما هم فيقولون رأياً سياسياً وعلينا ان نضع رأيهم ورأينا السياسي جانباً، ولنر ما يقوله الدستور، وهو لا يتحدث عن زوال دولة اسرائيل..

# كل الدساتير في العالم ليس فيها مثل هذا، لا نصوص دستورية عن ((اذا حصل عدوان يصبح هناك مقاومة))؟

#.. كل ما ليس في الدستور هو آراء سياسية خاضعة لقرار الدولة اللبنانية والمجلس النيابي ولا يحق لأحد ان يتخذ قراراً بمعزل عن الدولة اللبنانية ويلزم سائر اللبنانيين به، فلبنان جمهورية برلمانية وبالتالي فإن الموقف يصدر عن المجلس النيابي وعن الحكومة اللبنانية التي هي السلطة التنفيذية الناتجة عن مجلس النواب، فهاتان المؤسستان وحدهما يحق لهما اتخاذ القرارات فالرأي السياسي يبت في مجلس النواب وينفذ من خلال مجلس الوزراء، وكل ما تبقى خاضع للدستور اللبناني، فنحن ندعو الى تطبيق الدستور، بينما هم يقولون رأياً سياسياً وهناك فرق، نحن نقول بالالتزام بالدستور اللبناني، وهم يقولون رأياً سياسياً وهو ليس ملزماً بينما الدستور ملزم للجميع.

# في اتفاق الطائف والدستور يحق للبنان الدفاع عن نفسه بكل الوسائل؟

- ومن يتخذ هذا القرار؟ الدولة اللبنانية هي من يتخذ القرار، والمجلس النيابي هو من يقرر، فهل استطيع انا ان اقرر فتح حرب مع سوريا وهل يحق لي ذلك، لا يحق لي، لماذا الاخر يحق له فتح حرب مع اسرائيل وانا لا يحق لي فتح حرب مع سوريا..؟

# قد يحق لك اذا حصل عدوان منها؟

- سوريا احتلت لبنان 15 عاماً وحاربناها، وما زال لدينا معها 22 نقطة خلاف على الحدود فلماذا لا نبدا القتال معها لأجل ذلك..

# تقول انك حاربت سوريا لأنها كانت محتلة، هناك احتلال اسرائيلي؟

- كنا في حالة حرب..

# لبنان في حالة حرب مع اسرائيل؟

- نحن حين قاتلنا كحزب كتائب سوريا، لم يكن هناك دولة ولم يكن هناك مؤسسات، كان هناك ((شرقية وغربية)) وميليشيا مسيطرة على الارض، وكان الجيش مقسوماً، ولذلك اضطرينا ان نحمل السلاح، لكن اليوم يوجد دولة ومجلس نيابي يتمثل فيه كل اللبنانيين، وحكومة يتمثل ايضاً فيها كل اللبنانيين والحكومة والمجلس النيابي هما المخولان اتخاذ قرار الحرب والسلم.

المعركة الدبلوماسية

# ما رأيكم بما قاله الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً فيما خص لبنان؟

- في أي نقطة؟

# تحدث عن كثير مثلاً عن مزارع شبعا وترسيم الحدود، فأنتم تطالبون بإقرار سوري بلبنانيتها وهو يقول سوريا لا تملك مثل هذه الورقة لتقديمها؟

- هذه ليست ملكاً، هي ورقة عليه أن يكتبها ويرسلها إلى الأمم المتحدة، فهناك قانون دولي يقول حين ينشب نزاع حدودي بين دولتين على أرض معينة، هناك مؤسسة عملها البت في هذا النـزاع وهي الأمم المتحدة التي يجري تقديم الخرائط والاوراق الثبوتية إليها، فيتم تعيين خبراء يكشفون على الأرض ومن ثم يُبت الأمر لصالح هذا الفريق أو ذاك، فإذا كان هناك نية حسنة لدى سوريا، فعليها الذهاب إلى الأمم المتحدة لتقديم وثائق ثبوتية وخرائط تقول هذه المزارع لبنانية وعندها يتم ضمها إلى القرار 425 وتصبح بحسب القانون الدولي أرضاًَ لبنانية تحتلها إسرائيل، ويكون للبنان الحق بالمقاومة بكل الوسائل المتاحة وبشكل مشرع من الشرعية الدولية، ولكن نحن اليوم ((خارجون عن القانون الدولي)) لأن سوريا لا تعطينا الأوراق الثبوتية، وما زالت مزارع شبعا في نظر المجتمع الدولي ضمن الاراضي السورية وليست ضمن الأراضي اللبنانية، وبالتالي فإن الخط الأزرق لا يضم مزارع شبعا، فلتعترف سوريا بلبنانية المزارع حتى نضمها إلى الأراضي اللبنانية ولنستطيع مطالبة الشرعية الدولية بإعادة ترسيم الخط الأزرق حتى يضم تلك المزارع إلى الأراضي اللبنانية وعندها تصبح إسرائيل هي المنتهكة والمحتلة للأراضي اللبنانية حسب الشرعية الدولية.

# الرئيس السوري ورئيس حكومته ووزير خارجيته أعلنوا أكثر من مرة ان مزارع شبعا لبنانية وليست سورية، وهذا في القانون الدولي كاف كإقرار أو إثبات؟

- نحن نتحدث عن أمم متحدة، عن مؤسسة جدية، ولا يكفي أن يقول الرئيس كذا ففي القانون الدولي آلية لحل النـزاعات، وهذه الآلية تقتضي أن يذهب مندوب إلى الأمم المتحدة مع خرائط وعليه أن يوقع على أوراق رسمية، فليس الأمر مجرد كلام وكفى. والاعتراف الشفهي لا قيمة له في القانون الدولي.

# خبراء في القانون الدولي يقولون ذلك كافٍ، واستمرار مطالبة سوريا بذلك هو افتعال لمشكلة معها؟ ورئيس الجمهورية أيد كل ما قاله الرئيس الأسد؟

- من يُرد التبرير لسوريا مهما فعلت فهذه مشكلته، ولكن القانون الدولي واضح، أما بالنسبة إلى رئيس الجمهورية فهو رئيس توافقي، وهو يجرب قدر الامكان أن يكون على مسافة واحدة من الجميع للحفاظ على وحدة البلد، فلنترك رئيس الجمهورية يقم بعمله، هو يحاول أن ((يلزّق)) البلد فلنتركه يقم بعمله، ولنتركه على مسافة واحدة من الجميع، لأنه رئيس توافقي أما نحن القوى السياسية، فعلينا أن يكون لدينا الوعي الكافي للوصول إلى اتفاق فيما بيننا بما يحفظ مصلحة لبنان، ولذلك نحن ندعو حزب الله ونقول له نحن لسنا ضدك ولا نريد إنهاءك، لكن نريد الحفاظ عليك ونحميك ونعتبرك جزءاً أساسياً من هذا البلد ولكن ساعدنا، انزل إلى مستوى بقية اللبنانيين وتكلم معنا من الند إلى الند! لا تستطيع الاستمرار بالتعاطي بفوقية مع اللبنانيين، ولا تستطيع الاستمرار بتهديدهم في استقرارهم وساعة تريد تلتزم بالقانون والدستور وساعة تريد لا تلتزم بالقانون وبالدستور، ولا يحق لك تعطيل الحياة الدستورية.

طاولة الحوار

# هناك طاولة حوار تجمعكم؟

- في الأساس وضع لطاولة الحوار عنوان خطأ، لأن الكلام عن استراتيجية دفاعية، يفترض مسبقاً ان لبنان في حالة حرب، أي انك تحسم بالاستراتيجية السياسية والوطنية، وتنتقل إلى الاستراتيجية العسكرية، وما نقوله نحن هو انه علينا أن نناقش في الأساس أي في الاستراتيجية الوطنية وفي موقع لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي، أي قبل الوصول إلى الاستراتيجية الدفاعية علينا أن نحصن لبنان دبلوماسياً في مرحلة أولى، علينا أن نكون في موقع قوة بوجه إسرائيل في الأمم المتحدة، وهذا يتحقق حين تحصل على الوثائق الثبوتية من سوريا التي تعترف بلبنانية مزارع شبعا، وهذا ما سيضع إسرائيل في موقع المعتدي بالنسبة إلى المجتمع الدولي بينما اليوم إسرائيل ليس في موقع المعتدي بنظره لأن تلك المزارع هي مزارع سورية.

# شيخ سامي إسرائيل تحتل كل فلسطين وهي ليست في نظر المجتمع الدولي معتدية أو محتلة؟

- غير صحيح، لأن هناك قرارات من الأمم المتحدة واضحة وتدين إسرائيل، ولذلك فإن الفلسطينيين يلجأون إلى الشرعية الدولية لمواجهة إسرائيل، والمواجهة الدبلوماسية اليوم بين الفلسطينيين والإسرائيليين لصالح الفلسطينيين، والبلدان التي تقف إلى جانب الفلسطينيين اليوم أكثر من البلدان التي تقف إلى جانب إسرائيل، طبعاً إسرائيل في مكان معين ((تغض)) النظر عن كل القرارات الدولية وتخالفها، ولكن رغم ذلك علينا أن نعتبر المعركة الدبلوماسية صاروخاً اضافياً في المعركة العسكرية، هذا ما نقوله حصّن نفسك في المعركة الدبلوماسية وقاوم وقاتل لا مشكلة.

((التيار)) و((المردة)) و((القوات))

# اذا حصلت الانتخابات البلدية ولم تؤجل هل ستخوضونها على اساس فريق 14 آذار/مارس، ام هل يمكن ان تختلف التحالفات فتتعاونوا مع التيار الوطني الحر وغيره؟

- للانتخابات البلدية طابع خاص محلي، ولا شك اننا سننطلق من التحالفات التي كانت في الانتخابات النيابية، ولكن في الوقت نفسه سنتعاطى مع كل منطقة حسب خصوصياتها، ففي مكان ما قد يجري خلط اواق معينة، بسبب ادوار لعائلات مثلاً، فهذه الانتخابات لها طابع مختلف عن الانتخابات النيابية.

# مساعي التقارب اين اصبحت مع التيار الوطني الحر؟

- لا يوجد مساعي تقارب، هناك ترطيب اجواء مسيحية – مسيحية يقوم بها حزب الكتائب منذ اكثر من سنة، من اجل تخفيف الحقن والحقد والتشنج القائم على الساحة المسيحية، وهذا يجري بمعزل عن الرأي السياسي، فرأينا السياسي كما ذكرت انت هو الاكثر تطرفاً ضد حزب الله، فلو كنا نغير تحالفاتنا او ننتقل من مكان الى مكان آخر، كنا غيرنا خطابنا، لكن خطابنا ثابت ولغتنا ومبادئنا واضحة، غير ان هذا لا يعني ان يبقى المسيحيون في حالة تشنج فيما بينهم، لذلك نجرب ان نلتقي على بعض القواسم المشتركة في بعض القضايا لتخفيف التشنجات على الارض، فإذا كان بالامكان الالتقاء مع التيار الوطني احر او مع تيار المردة على قضايا تتعلق بإنماء المناطق المسيحية فلمَ لا؟ ونستطيع ان نلتقي على مثل هذه القضايا التي لا علاقة لها بالخلاف السياسي وعناوينه الكبيرة، فمثلاً نحن نختلف مع التيار الوطني الحر على موضوع سوريا وحزب الله وتعطيل الدولة وو.. ثمانون بالمئة من القضايا نختلف معه عليها، ولكن هناك عشرون بالمئة من مسائل لها علاقة بقضايا مثل الانماء، اللامركزية او قانون تملك الاجانب والتوطين متفقون عليها، فهل يجب الا نتعاون فيها لأننا مختلفون على قضايا اخرى؟!

# أين وصلتم في السياسة مع النائب سليمان فرنجية؟

- نحن على تواصل مع سليمان بك وكمثال على اهمية التقارب والحوار مع سليمان بك، وجدنا انه حين طرح موضوع تخفيض سن الاقتراع الى 18 عاماً التقى كل المسيحيين، وكانوا يداً واحدة، وهذا لم يحصل بالصدفة، حصل لأن هناك اجواء تسمح لهم بالالتقاء حول مواضيع محددة ومعينة يعتبرونها لمصلحتهم.

# يقال ان تقاربكم من التيار الوطني وفرنجية سببه الخوف من التمدد ((القواتي)) على حساب حزب الكتائب؟

- علاقتنا مع القوات اللبنانية علاقة استراتيجية، ونحن لن نقوم بأي شيء على حساب هذه العلاقة، وقد التقينا معاً في كل المحطات الاساسية، ولا يوجد اية مشكلة وما نقوم به من انفتاح على بعض الاطراف المسيحية، نعمل من اجل ان يشمل كل الاطراف الآخرين.

# بصراحة ما هي مشكلتكم مع 14 آذار/مارس هي مع الامانة العامة ام..

- لا اريد الحديث في هذا الموضوع لأن هناك اجتماعات قائمة مع الدكتور فارس سعيد، وهناك لقاء معه يوم الجمعة، وهناك نقاش لايجاد حلول للنقاط التي هي محل شكوى.

# المشكلة مع سعيد ام مع الرئيس الحريري؟

- لا.. المشكلة ان هناك تقصيراً في التنسيق في تجمع 14 آذار/مارس وهناك مواقف سياسية ((مائعة)) احياناً وتنازلات ((زائد عن اللزوم)) اي هناك مشكلة تحتاج الى حديث وحوار ونقاش ومصارحة حقيقية لوضع خطة للمرحلة المستقبلية حتى لا يتكرر سوء التفاهم داخل هذا التجمع.

الخلوة التنظيمية

# انتم قريباً ستعقدون خلوة تنظيمية، الى ماذا يحتاج حزب الكتائب ليستعيد دوره؟

- الكتائب استعادت جزءاً كبيراً من دورها وستكمل استعادة دورها، وكل ما نقوم به ستظهر نتائجه قريباً ان شاء الله.

ورشة تنظيمية

# هل تمت المصالحات الكتائبية – الكتائبية؟

- لم يعد هناك مشكلة في هذا الاطار، نحن قمنا باتصال مع جميع الكتائبيين منهم من عاد، ومنهم قرر البقاء صديقاً للحزب وسيبقى صديقاً، فالاتصال حصل مع الجميع وهناك مجموعة كبيرة عادت، ومجموعة كبيرة اخرى مشغولون بأعمالهم لكنهم على تعاطف مع الحزب وعلى تواصل، ومجموعة اخرى غيّرت توجهاتها السياسية وأصبحت في احزاب اخرى.

# هل حصلت عملية ابعاد لقيادات كتائبية لصالح تقويتكم داخل الحزب؟

- انا بحاجة الى كل الكتائبيين، والحزب بحاجة الى كل الكتائبيين الذين يؤمنون بخطه السياسي السيادي الاستقلالي والذين يريدون استعادة مجده، ومؤخراً قام الحزب بخطوة تاريخية، وهي انه وزع استمارة كناية عن 6 او 7 صفحات تتضمن اسئلة موجهة الى كل الكتائبيين عن رأيهم في الحزب، وعن رأي كل عضو بقسمه وبالآلية التنظيمية، وبمواقف الحزب، وسنسترد كل هذه الاستمارات لاستخلاص النتائج وتقديمها توصيات الى المكتب السياسي ليأخذ قرارات انطلاقاً مما تريده القاعدة الكتائبية، وهذه المرة الاولى التي يجري فيها استشارة شاملة للقواعد تطال آراء كل اعضاء الحزب في امور اساسية تتعلق بمستقبل الحزب وهذا يحصل لأول مرة في الشرق، وسيترافق ذلك مع تطويرات على صعيد النظام الداخلي لاشراك اكبر عدد ممكن من القواعد بالعملية الانتخابية الحزبية، وها ما نحضر له في المؤتمر المقبل، والورشة القائمة كبيرة جداً وسيظهر جزء منه في 11 نيسان/ابريل المقبل.

# هل ستشمل هذه الورشة، مسائل فكرية، وسياسية، وقد ذكرتم انكم تتميزون عن حلفائكم بأنكم ترون ان في النظام اللبناني ازمة؟

- هذا ليس جديداً فالرئيس الجميل منذ سنتين في احتفال عيد الحزب اعلن عن مشكلة النظام وفي مؤتمر الحزب عام 2007، صدر عن المؤتمر توصيف عن مشكلة النظام، وكذلك صدر عن خلوة المكتب السياسي منذ شهرين توصيف يتعلق بموضوع النظام، فهذه المشكلة موجودة وعلينا ان نبدأ بطرح الحلول، وهذا ما يحصل مع الوقت، وفي 11 نيسان/ابريل سيتم اطلاق اكاديمية سياسية وهي نوع من مدرسة اعدادية تعمل على تنشئة الاطر الحزبية.

# هل سيكون لطرح التعددية السياسية او الفدرالية حضور؟

- نحن نقول هناك ازمة نظام وعلى اللبنانيين ان يعترفوا اولاً بأن هذه المشكلة موجودة ومن ثم ان يبدأوا بالنظر والبحث عن كل ما هناك من انظمة في العالم تعالج مشاكل مجتمع تعددي كالمجتمع اللبناني، لنأخذ من كل نظام ما يمكن ان يطبق على لبنان وصولاً الى نظام نموذجي توافقي بين جميع اللبنانيين، فلا يمكن ايجاد نظام يفرض فرضاً على احد، وهذا الامر الوحيد الذي يحتاج الى توافق، على كل اللبنانيين ان يتوافقوا على صيغة دستورية تحافظ على حقوق الجميع ولدينا طروحات حول ذلك سنقدمها في سياق مؤتمر لبناني عام يضم كل القيادات.

حكومة ((مؤتمر وطني))

# واتفاق الطائف..

- الطائف برهن انه غير قادر على معالجة المشاكل، ولكن في الوقت نفسه نحن ضد تخطيه، واذا كان يجب ان يعدل او يغير فيجب ان يحصل ذلك من ضمن المؤسسات الدستورية وأطرها الشرعية الديموقراطية، وطالما الدستور القائم هو دستورنا فنحن ملتـزمون به كما هو.

# رئيس الجمهورية اعلن انه سيعود الى طرح صلاحيات الرئيس، هل ستؤيدونه؟

- بالطبع، ونعتبر ان الديموقراطية اللبنانية لا يمكن ان تستقيم اذا لم يكن هناك حكم، والحكم هو رئيس الجمهورية، واذا لم يعط القدرة على لعب دور الحكم فلن يستطيع القيام به.

# ما رأيكم بتجربة حكومة الوحدة الوطنية؟

- تجربة فاشلة جداً طالما لم تتحول الى مؤتمر وطني، وعادة الدول تلجأ الى حكومة الوحدة الوطنية في حالات استثنائية كالحرب او لأمر كبير آخر يحصل، ولكن لا حكومة وحدة وطنية في الاوضاع الطبيعية والعادية واذا حصل ذلك ينتج عنه ضرب لمفهوم فصل السلطات، فلا يعود هناك احد يحاسب احداً، وينتج عنه خلق مؤسسة عاجزة عن اتخاذ القرارات، وهذا ما هو حاصل اليوم لا قرارات ولا محاسبة وما نتمناه اننا طالما شكلنا حكومة وحدة وطنية فعلينا ان نستفيد من ذلك لتحويلها الى مؤتمر وطني يفكر ويبحث في مواضيع السلاح والنظام السياسي ويشكل مجلساً تأسيسياً للدولة اللبنانية الجديدة، ولانتاج نظام جديد.

# اذا كانت هذه الحكومة فاشلة لماذا لا تنسحبون منها؟

- لاننا ما زلنا نأمل بأن تتحول هذه الحكومة الى مؤتمر وطني، ونحن نرى ان البلد من غير الممكن ان يستمر 4 سنوات بمثل هذه الحكومة، ونرى انها ستضطر لتحويل نفسها الى حكومة ازمة، او الى مؤتمر وطني ولذلك لا نريد ان نكون خارج هذه الطاولة.

# بوجود الاقطاب على طاولة الحوار الوطني، ما جدوى ذلك الطرح؟ لماذا لا تتحول طاولة الحوار الى ((مؤتمر وطني))؟

- لاننا نحترم النظام الديموقراطي وهم في الحكومة موجودون من ضمن اطار المؤسسات الدستورية الديموقراطية اي الناس انتخبت مجلس النواب ومجلس النواب سمى رئيس الحكومة ورئيس الحكومة شكل الحكومة، وهذه الآلية الدستورية الطبيعية، ونحن نريد ان يحصل ذلك المؤتمر من خلال الآلية الدستورية الطبيعية وطاولة الحوار الوطني ليس لها اي صفة قانونية او دستورية.

# مسألة انتاج صيغ جديدة للحكم او النظام تقوم بها القوى السياسية الاساسية، وليس مجلس النواب او الحكومة؟

- عندنا حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع فيمكن ان يقرر الرئيس الحريري استبدال الوزراء بالأقطاب. ويحول الحكومة الى حكومة استثنائية تتحول الى مؤتمر وطني جامع تبحث فيه كل الامور الاساسية.

 

عضو الأمانة العامة لـ"14 آذار" رأى أن جنبلاط لم يغير موقفه بعد زيارته لدمشق 

سمير فرنجية لـ"السياسة ": لماذا يصر بشار الأسد على استخدام الكلام نفسه الذي قاله في عام 2006 عن "14 آذار"?

 بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

رأى عضو الأمانة العامة في "14 آذار" اللبنانية النائب السابق سمير فرنجية أن زيارة النائب وليد جنبلاط إلى سورية كانت متوقعة وأنه بقي محافظاً على مواقفه المعلنة بما يتعلق بترسيم الحدود والعلاقة مع سورية, مشيراً إلى أن في كلام السيد حسن نصر الله الأمين العام ل¯"حزب الله" جانباً إيجابياً يتعلق بتأكيده على استمرارية التعاون مع المحكمة الدولية, مؤكداً ان لا انقسامات داخل فريق "14 آذار", وقال إن فريق "8 آذار" هو المنقسم على نفسه.

وسأل فرنجية كيف يتهمنا الرئيس السوري بشار الأسد بأننا "17 مايو" جديد, وعلى أي أساس استقبل زعيم هذا الفريق سعد الحريري? وقال إن كلامه الأخير لا يشير إلى فتح صفحة جديدة, لافتاً الى ان قرار المحكمة الدولية لم يعد بيد اللبنانيين وكل كلام عن تسيسها لا علاقة ل¯"14 آذار" به, واصفاً كلام رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع الالتزام بقضية فلسطين جديد في الوسط المسيحي, وعملية استهدافه أصبحت من الماضي, مطالباً بحوار مجتمعي بين لبنان وسورية تشارك فيه كل شرائح المجتمع بين البلدين.

فرنجية طالب بشبكة أمان تمنع إسرائيل من شن حرب ضد لبنان, واضعاً اقتراحه برسم القوى الوسطية المتمثلة برئيس الجمهورية ومجلس النواب والنائب جنبلاط, مؤكداً بأن لا طائفة تستطيع أن تفرض رأيها على الطوائف الأخرى, كاشفاً بأن "حزب الله" يعيش بأزمة وعليه القيام بشيء ما لترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان. وقال إن ما فعله, فعلته كل الأحزاب الطائفية من قبله, وقد فشلت جميعها.

واعتبر فرنجية أن الكلام عن "7 مايو" سياسي أو عسكري لن يغير شيئاً في المعادلة, ولا توجد قوة في العالم تدفع اللبناني إلى استخدام السلاح بوجه أخيه اللبناني, واصفاً "7 مايو" بأنه كان جريمة بحق اللبنانيين وبحق العرب والمسلمين, مطالباً العماد ميشال عون بإعادة النظر بخياراته. وقال: لا أفهم أن يبقى المسيحيون أهل ذمة يبحثون عن حمايات خارجية لهم, لأن حماية المسيحيين تأتي من المسلم اللبناني, وحماية المسلمين تأتي من المسيحي اللبناني.

وهذا نص الحوار:

لا انقسامات داخل "14 آذار" وفريق "8 آذار" هو المنقسم على ذاته

إعلان نصر الله استمرار التعاون مع المحكمة أمر إيجابي وقرار المحكمة ليس بيد اللبنانيين

  اعتقدنا أن زيارة الحريري إلى سورية ستفتح صفحة جديدة لكن كلام الأسد لم يعبر عن ذلك

كلام جعجع عن الالتزام بقضية فلسطين جديد في الوسط المسيحي وعملية استهدافه أصبحت من الماضي

 مطلوب حوار مجتمعي بين  لبنان وسورية تشارك فيه  كل الشرائح في البلدين

مطلوب شبكة أمان لمنع قيام إسرائيل بعدوان على لبنان وهذه مسؤولية القوى الوسطية بدءاً من سليمان ومروراً ببري وجنبلاط

  "حزب الله" في أزمة وعليه  القيام بشيء لترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان

  ما فعله "حزب الله" فعلته  كل الأحزاب الطائفية وفشلت جميعها

  الكلام عن "7 مايو" سياسي  أو عسكري لن يغير شيئاً  في المعادلة

  نعم.. على عون إعادة  النظر بخياراته

  ما تعليقكم على زيارة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى سورية ولقائه الرئيس بشار الأسد, وكيف قرأتم حديث الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن المحكمة الدولية?

  بالنسبة الى زيارة النائب وليد جنبلاط لسورية, فهي كانت متوقعة, ولم تكن مفاجئة لنا, ويبدو أنها حصلت في أجواء إيجابية بقي جنبلاط فيها محافظاً على مواقفه المعلنة, بغض النظر عما دار بينه وبين الرئيس الأسد من محادثات, وأعتقد بأن ما أشار إليه جنبلاط في ما يتعلق بالمقاومة وترسيم الحدود والعلاقة مع سورية, شيء مهم ولا نختلف معه في هذا الأمر. وهذا ما كنا كفريق "14 آذار" نصر عليه ونتمسك به, شرط أن يبقى قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية وهذا الأمر مطروح على طاولة الحوار. ووفق المعلومات المتوافرة, فإن أجواء هذه الزيارة جيدة بانتظار النتائج التي ستسفر عنها.

أما الشق المتعلق بكلام السيد حسن نصر الله عن المحكمة فأرى فيه جانباً إيجابياً مهماً وهو تأكيده على استمرارية التعاون مع المحكمة الدولية وهذا أمر جيد, ويمكن البناء عليه للمستقبل. وفي موضوع التسريبات الذي لفت إليها, أعتقد بل وأجزم بأن فريق "14 آذار" لا علاقة له بهذا الموضوع, ونحن منذ الإفراج عن الضباط الأربعة, اتخذنا قراراً بعدم الحديث عن المحكمة الدولية, لا من قريب ولا من بعيد, مع استعدادنا للقبول بالأحكام الصادرة عنها أياً تكن النتيجة. وبالمقابل المحكمة تقول انها ليست معنية بتسريب المعلومات التي تم تداولها في الأسبوع الماضي, ما يعني أن هناك جهة على علاقة بهذا الموضوع, وهي التي سربت هذه المعلومات. لذلك فإن هذه النقطة تبقى ضبابية وربما الأيام المقبلة ستكون كفيلة بتوضيحها.

  ما تفسيرك للمواقف السلبية التي ظهرت أخيراً, من دون أن توفر المطالبة بإلغاء دور المحكمة الدولية ووصف قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب بأنها تحولت إلى صندوق بريد?

  الكلام عن المحكمة يدخل في إطار مختلف, بمعنى أن "14 آذار" أعلنت أكثر من مرة عدم علاقتها بالمحكمة الدولية, لأنها من اختصاص الأمم المتحدة. وهي ملزمة بالنتيجة مهما كانت.

هذا هو موقف "14 آذار", بعدم تسييس المحكمة, وعدم استخدام المحكمة سلاحاً ضد أي فريق في لبنان. ما حصل في اليومين الماضيين, كان تطوراً لافتاً من قوى "8 آذار", عندما أعلنوا أن من بين المطلوبين للتحقيق أشخاصاً من "حزب الله", فالذي كشف عن هذا الأمر وأشار إليه ليس فريق "14 آذار", بل فريق "8 آذار", هذا الفريق ذهب أبعد من ذلك, عندما ربط بين المحكمة ووجود القوات الدولية في الجنوب, اذ اعتبر ان قوات الطوارئ هم رهائن حتى اضطر الشيخ نعيم قاسم الأمين العام المساعد ل¯"حزب الله", أن يرد بشكل غير مباشر على هذا الكلام والقول, بأنه لا يوجد لدى "حزب الله" متحدث باسمه.

  ما جدية الكلام عن تصدعات وانقسامات داخل "14 آذار"?

  لا يوجد أي انقسام جدي داخل "14 آذار" باستثناء انسحاب النائب وليد جنبلاط, ولقد شرح أسباب انسحابه, مع بقائه جزءاً من الأكثرية. أما الفريق الآخر فهو الذي يحاول استخدام المحكمة من قبل فريق منه ضد الفريق الآخر. وهذا يعني وجود مشكلة حقيقية داخل "8 آذار". من هنا نطالب بترك المحكمة خارج التسييس وهذا السؤال يجب أن يوجه تحديداً إلى فريق "8 آذار" بعد بروز خلافات في ما بينهم.

  شبهكم الرئيس بشار الأسد ب¯"17 مايو" جديد, ما قراءتك لهذا الاتهام على أبواب فتح صفحة جديدة بين لبنان وسورية, تقوم على الندية والاحترام المتبادل بين البلدين, وهل تشعرون بأن فريق "14 آذار" أصبح هدفاً للنظام السوري وحلفائه في لبنان?

  قد يكون الغرض من كلام الرئيس الأسد برسم الرأي العام السوري, لأنه سبق له أن استقبل رئيس الحكومة سعد الحريري القطب الأساسي في "14 آذار", وبالتالي هل هو استقبل ركناً من "17 مايو"? وبتقديري فإن التشبيه ما بين "14 آذار" و"17 مايو" هو لأغراض داخلية سورية.

في رأيي أن الجانب المسيء بهذا الكلام, هو في مكان بعد زيارة الرئيس سعد الحريري إلى سورية, حيث كان الاعتقاد ان هناك صفقة عمرها أكثر من 60 عاما, من الخلافات الدائمة, والعلاقات غير المستقرة بين لبنان وسورية. ويمكن لهذه الزيارة أن تمهد لطي هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة, باعتبار الصفحة القديمة بدأت منذ الاستقلال, واستمرت حتى اليوم, وتمحورت حول مسألة الاعتراف السوري بلبنان وتبادل السفارات, وطالما هذا التبادل الديبلوماسي قد تم, كان من الممكن لزيارة الرئيس سعد الحريري, أن تمهد للتأسيس لمرحلة جديدة ومختلفة ما بين لبنان وسورية.

هذا الخطاب لا ينم عن نية طي صفحة والتأسيس لمرحلة جديدة في العلاقة, كذلك الأمر فإن المأخذ الآخر ل¯"14 آذار" تركز على الكلام الذي صدر عن الرئيس الأسد, وهو كلام قديم سمعناه, منذ لحظة قيام تكتل "14 آذار" في العام 2005, ولقد وصفنا بأننا منتجٌ إسرائيلي. السؤال: لِمَ أصر على العودة إلى هذا الكلام? أنا شخصياً لا أفهم ما الغاية منه, و- تقديري- ان هناك مسألة لم تتبلور بعد عند الإخوان السوريين وبعض اللبنانيين, بأن هناك صفحة طويت في العام 2005, والعودة إلى ما قبل العام 2005 أمر مستحيل, وبالتالي يمكن أن نبقى في حالة العداء الموجود, وباستطاعتنا تخطي هذا لنبني مع السوريين علاقات مختلفة. على سبيل المثال كان يمكن لدول الخليج أن تستمر في خلافاتها, لكنها تجاوزت هذه الخلافات, وأسست مجلس "التعاون" الخليجي.

في منطقة المشرق العربي نعيش خلافات دائمة, إن كان بين لبنان وسورية, أو بين لبنان وفلسطين, أو بين فلسطين وسورية, أو سورية والأردن, ألم يحن الوقت لطي هذه الصفح, وعودة هذه المنطقة لتأدية دورها الأصيل داخل المجموعة العربية?

أما الجانب الآخر من الخطاب, ففيه إيجابيات من ضمنها: تمسك سورية بالمبادرة العربية. وهذا أمر أصر عليه الرئيس الأسد, عندما أعطى الإدارة الأميركية فرصة في عملية السلام. وفي كلامه عن المقاومة, وعندما سئل عن عدم وجود مقاومة في سورية أجاب, بأن المقاومة تظهر عند غياب الجيش, فلو اعتبرنا الجانب المتعلق بالموقف الإقليمي نرى فيه إيجابيات. أما في الموقف اللبناني, فإن الخطاب لا يفتح صفحة جديدة على الإطلاق.

  ماذا يعني بقوله: رؤساء الكتل تقول شيئاً, والتي تقول عكسه? وهل هناك عملية لجم للمواقف أو تقييد لحرية الرأي?

  هذه من ضمن الأمور التي ألمح إليها. والسؤال يطرح على سورية نفسها, هل من الطبيعي قبل زيارة الرئيس الحريري, أن تصدر استنابات من سورية بحق أقرب الناس للرئيس الحريري? هل من الطبيعي بعد الزيارة أن يتم إرسال أبو موسى إلى لبنان, ويصرح بما صرح به? وهل من الطبيعي أن يشن عدد من حلفاء سورية حملات على رئيس الجمهورية, أو على بعض رموز "14 آذار", وبالتحديد على رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع, والرئيس فؤاد السنيورة? وبالتالي هذه كلها تفاصيل إذا وجدت النية الصافية لطي صفحة الماضي.

  رئيس الحكومة سعد الحريري رفض المساس بالمحكمة وتركها في عهدة مجلس الأمن, كيف تفسر هذا الموقف?

  هذا يعني أننا جميعا ملتزمون بالمحكمة, ولا نريد أن نستبق النتائج, ولكن اليوم وقبل صدور الأحكام, لماذا نتهم بعضنا, فعلى أي أساس نفعل ذلك? وماذا نملك بين أيدينا حتى نستبق الأحكام ونوزع التهم? أكيد نحن متمسكون بالحقيقة وبالمحكمة. لكن علينا أن نحترم المحكمة, بانتظار النتائج التي ستظهر عنها.

التسييس, نشهده عند الفريق الآخر, بحيث أن بعض الصحف الناطقة باسم المعارضة, تهدد ب¯"7 مايو سياسي" إذا ما استمرت المحكمة بأعمالها. ماذا يعني هذا الكلام, وما القصد من "7 مايو" سياسي?

  يعني تعطيل البلد من دون سلاح?

  مجرد مصطلح كلمة (7 مايو) يعتبر استفزازاً لفريق من اللبنانيين. حتى الآن لم نعرف كيف نطوي هذه الصفحة. ما زلنا نعالج تداعياتها, في وقت يحاول الفريق الآخر, أن يذكرنا بها ويعتبرها يوماً مجيداً في تاريخ المقاومة.

ثانياً: قرار المحكمة ليس بيد اللبنانيين, إنه بيد مجلس الأمن لا أكثر ولا أقل, ماذا يعني "7 مايو" سياسي في لبنان? إذا كانت المحكمة تابعة للأمم المتحدة, فماذا يعني هذا الكلام? هذا يعني أن الارتباك موجود عند فريق "الثامن من آذار".

  هل تعتقد أن معركة إضعاف "14 آذار" وشرذمتها, قد بدأت من خلال استهداف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة?

  الواضح أن هناك محاولة لاستفراد سمير جعجع. وهذا الاستهداف بدأ منذ فترة, باعتبار أن هناك معتدلين ومتطرفين داخل "14 آذار", وبالتالي مطلوب إجراء فرز داخل "14 آذار", هذا الكلام أصبح من الماضي. أهم اعتبار, الإنجاز الأكبر الذي حققته "ثورة الأرز", هذه الوحدة الإسلامية المسيحية. وبالتالي فإن هذا الشعور موجود عند كل أطراف "14 آذار", والكلام الذي قاله الرئيس سعد الحريري, لا يفرقه إلا الموت عن "14 آذار". كلام مهم جداً. أضف إلى ذلك, أن سمير جعجع في خطابه الأخير ذهب باتجاه أبعد مما كان متوقعاً, ليس فقط بموضوع العلاقة الإسلامية - المسيحية, بل أيضاً التزامه بقضية العرب الأولى التي هي قضية فلسطين, وهذا الكلام جديد في الوسط المسيحي بهذا الشكل, وبالتالي في إمكانية فك هذه العلاقة بين مكونات "14 آذار". هذه أيضاً من سابع المستحيلات, ما يعني أن لبنان لن يعود قبائل طائفية متنافرة, وكل قبيلة تبحث عن حمايتها من خارج حدود لبنان. هذه الصورة التي تذكرنا بالحرب الأهلية يوجد وعي كامل بعدم العودة إليها. لذلك فإن ضرب "14 آذار" بهذا المعنى -بتقديري - أصبح من المستحيل.

أولاً: هناك قناعة لدى قيادات "14 آذار".

ثانياً: هناك شيء جديد تكون في لبنان, في السنوات الخمس الماضية وهو بروز رأي عام, وهذا الرأي العام حر ليس تابعاً لأحد, أحياناً يدعم, وأحياناً ينتقد ويحاسب, لكن لا أحد يقدر أن يوجهه بقرار حزبي.

ثالثاً: الجمهور الذي شارك في "14 فبراير" الماضي, كانت له انتقادات شديدة ضد قيادات "14 آذار" وفي الكلمة التي ألقيتها في "البريستول" عبرت عن هذا الشيء, عندما أقريت بأخطائنا وبخيبات الأمل التي مررنا بها. وهذا الجمهور كان معنا, وكان في الساحة, لأن شعوره بأن معركة لبنان ليست من صلاحية القيادات السياسية فقط.

  برأيك هل أخفقت قوى "14 آذار" في إقامة حوار مع النظام السوري, عندما كانت في موقع القوة?

  حصلت محاولة على مستوى المجتمع المدني. بما سُمي آنذاك إعلان بيروت - دمشق, ودمشق - بيروت. لكن الإخوان السوريين اعترضوا على الموضوع من البداية, ولم يستبدلوا وهذا الحوار هو حوار مهم , جمع أهم مثقفي سورية ولبنان. مع الأسف أن عدداً من المثقفين في سورية أودعوا السجن. والبيان صدر في 2006.

المطلوب اليوم حوار مجتمعي ما بين لبنان وسورية, لأن إعادة بناء العلاقة بمعزل عن العلاقة ما بين الدولتين هناك علاقة بين مجتمعين عاشا على مدى سنوات باستدارة ظهورهم ضد بعضهم بعضاً. هذا الأمر لم يكن موجوداً في الخمسينيات وفي الأربعينيات من القرن الماضي. هذا الأمر وجد في الستينيات وإن إعادة بناء هذه العلاقة يتطلب جهداً ومبادرات ونقاشاً وتقييماً مشتركاً لسلبيات هذه العلاقة, وإلى أين سنذهب في نهاية الأمر?

بين سورية وتركيا مثلاً كانت العلاقة سيئة جداً, اليوم هناك علاقة جيدة, ولماذا لا تُبنى علاقة جيدة بين لبنان وسورية? هذه العلاقة لا تُبنى عبر الاتهامات, ولا تُبنى عبر المستفيدين الذين يوظفون هذه العلاقات مقابل مكاسب سياسية, لأنها تتطلب مستوى آخر في العلاقات بين طلاب الجامعات والمجتمعات المدنية بين البلدين. ما بين رجال الأعمال والاقتصاديين والمهنيين على قاعدة الوعي عند الطرفين, لأن لبنان وسورية مطالبان بدور النهضة العربية في المنطقة ولا أقل من ذلك.

  بعد المذكرة التي طرحت في "البريستول" من قبلكم, لم يسجل حتى الآن أي ردٍ عليها, ماذا تتوقع من الفريق الآخر, وهل سيأخذ مطالبكم بعين الاعتبار?

  في الذكرى الخامسة ل¯"14 آذار", وجدنا أنفسنا أمام مشكلة حقيقية في لبنان, لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل ما تحمله من حروب إسرائيلية, منذ 1978 و1982 و1993 و1996 و2006 خمسة حروب بمرحلة زمنية قصيرة, لذلك طرحنا مشروعاً استباقياً قبل حصول أي شيء. هل نستطيع أن نمنع حدوث حرب جديدة? ولم تكن الغاية من هذا المشروع بحث مسألة سلاح المقاومة. لأن هذا السلاح موجود على طاولة الحوار. نحن نطرح السؤال: ماذا يجب أن نفعل لمنع حرب جديدة على لبنان? قد تكون إسرائيل أرجأت هذه الحرب اليوم, ولكن من يضمن في المستقبل ولأسباب نجهلها أن تجد الوقت المناسب لشن حرب على لبنان? هل سنبقى مكتوفي الأيدي? هذه هي الغاية من النقاط السبع التي طرحناها في "البريستول", لأن المطلوب -برأينا - جهد مركز لحماية لبنان على مستويين, كيفية مواجهة أي عدوان, ومواجهة تداعيات أي حدث خارجي على أوضاعنا الداخلية, وإقامة شبكة أمان داخلية بالحد الأدنى لتحييد لبنان. وهذه ليست فقط مسؤولية "14 آذار" بل أيضاً مسؤولية عدد من القوى الوسطية, يعني هذه مهمة رئيس الجمهورية, ومهمة رئيس المجلس, مهمة النائب وليد جنبلاط, أن يفكروا بكيفية بناء  شبكة الأمان هذه بين اللبنانيين, مع الاستفادة من الموقع الموجودين فيه, والذي يسمح لهم أن يكونوا بتماس مع كل القوى في لبنان, ولا نكتفي بقصة طاولة الحوار.

  هل تخشى من اندلاع حرب جديدة يكون من نتائجها تغيير المعادلة على الساحة اللبنانية, لا سيما وأن "حزب الله" بدأ يشعر بالإحراج, ولا يستطيع الرد على كل ما يطرح على الساحة?

  هناك حقيقة لا أحد يمكن أن يهرب منها في لبنان, بأنه لا يمكن لأي طائفة أن تفرض رأيها على الطوائف الأخرى في هذا البلد. وأتصور أن "حزب الله" قادر أن يحتل بيروت كما فعل في "7 مايو" عام 2008, ولكن لا يعرف ماذا يمكن أن يفعل في "20 مايو"? منطق القوة محدود جداً وخاصةً في لبنان بسبب تركيبته الطائفية. "حزب الله" في أزمة وهذه الأزمة يجب أن تدفعه إلى فعل شيء يساعد على ترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان, وليس تنفيذ اي عمل عسكري. وهذه الأسئلة مطروحة على "حزب الله", خاصة وأنه معروض عليه الاندماج الفعلي في الدولة اللبنانية. ما فعله "حزب الله", فعلته الأحزاب الطائفية قبله وليس الأمر ظاهرة جديدة, الكل جرب وفشل.

أضف إلى ذلك المتغيرات الحاصلة في محيط لبنان, والتي لا يمكن ل¯"حزب الله" إلا أن يأخذها بعين الاعتبار. في العراق للمرة الأولى يتم تعاون سوري - عربي ضد إيران, مسألة العقوبات على إيران ستحدد خلال شهر أو شهر ونصف الشهر. وإيران ليست بوضع يسمح لها بتحمل ضغط العقوبات, أيضاً بالنسبة للملف الفلسطيني - الإسرائيلي, لا يمكن ل¯"حزب الله" أن يقول لنا الشيطان الصغير متحالف مع الشيطان الكبير وباراك أوباما ليس بشيطان كبير.

  إذا وُجهت اتهامات ل¯"حزب الله" من المحكمة الدولية, بالضلوع باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, برأيك كيف سيكون الرد من "حزب الله" على هذه الاتهامات?

  لا أعرف... ولكن بين صدور الاستنابات وبين المحاكمة, هناك فترة زمنية طويلة. والمتهم يبقى بريئاً حتى ثبوت العكس, وهذا السؤال يجب أن يُوجه إليهم, والكلام عن "7 مايو" سياسي أو عسكري لا يُغير شيئاً في المعادلة.

  يُحكى عن توزيع سلاح في المناطق الشرقية لمجموعات تخص العماد عون و"حزب الله" في جبيل والنبعة و"الفنار", ما خطورة هذا السلاح برأيك?

  حتى في هذا الموضوع, ربما "حزب الله" لم يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار, لا توجد قوة في العالم تدفع اللبناني إلى العودة لاستخدام السلاح والحرب الأهلية. فلو تم توزيع السلاح فهذا السلاح لن يستعمل أبداً, إمكانية مواجهة السلاح بالسلاح على مستوى أهلي أصبحت شبه معدومة, بدليل أنه في غضون السنة ونصف السنة التي تفصلنا عن "7 مايو" عام 2008, لم يسجل الطلب على السلاح على مستوى شعبي, رغم ما حصل في طرابلس وغير طرابلس. مهما وزع من سلاح فلا إمكانية لاستخدامه.