المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 06/04/10

حكمة اليوم

ليكن كلُّ فرد كبيراً  في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه والدنئ على الشريف

 

 مخاوف من محاولة ترويع جديدة للسنة تستبق "زلزال" القرار الظني أواخر الصيف 

اكتشاف بصمات "حزب الله" في اغتيال الحريري لا يلغي اتهام سورية

السياسة/ قالت جهات قضائية عربية في لندن, امس, إن الامين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله" لم يلتقط فحوى تحول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري" من اتهام النظام السوري نحو "حزب الله" بعد التقارب الاميركي السوري, كما قال في مقابلته التلفزيونية مع فضائيته "المنار" الاسبوع الماضي, اذ ان معلوماته مازالت قديمة رغم التطورات المتسارعة في الشرق الاوسط نحو الانفجار, ولسوف يفاجأ عما قريب بأن اتهامات المحكمة لبشار الاسد وجماعته منذ اليوم الاول لوقوع الجريمة لم تتغير ولم تتحول بل ان العنصر الجديد الذي طرأ من خلال التحقيقات الدولية هو ثبوت علاقة حميمة لبعض قيادييه الامنيين والسياسيين بها تخطيطا وتنفيذا بالتنسيق الكامل مع الاستخبارات السورية وهو التنسيق القائم بين الطرفين على الساحة اللبنانية منذ بداية التسعينات حتى اليوم".

وكشف قاض عربي سابق ومحام راهن في لندن النقاب ل¯ "السياسة" امس عن ان "الزلزال الذي يتحدثون عن وقوعه مع صدور القرار الاتهامي لمدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار والمتوقع في اواخر الصيف المقبل, سينجم اضافة الى ظهور اسماء متهمين لم تكن في الحسبان رغم ترددها خلال مرحلة التحقيقات الاولى في عهد لجنة تحقيق ديتليف ميليس وبينها اسماء شخصيات امنية وسياسية مازالت بارزة على الساحتين السورية واللبنانية - سينجم "الزلزال"- عن الربط الجديد بين الاستخبارات السورية و"حزب الله" على أعلى المستويات الذي فاجأ المحققين الدوليين في مطلع العام الفائت وجعلهم يوسعون دائرة تحقيقاتهم ويركزونها على هذا المعطى الخطير الذي استدعى طلب ثمانية من "حزب الله" الى التحقيق قبل ان يرتفع عددهم - حسب معطيات جديدة في اكتوبر من العام الفائت - الى اثني عشر مشبوها ثم الى 18 شخصا حسب المعلومات الحديثة لحسن نصر الله في مقابلته التلفزيونية الاخيرة".

وتوقع المحامي العربي في لندن "حدوث اكبر من هزة ولكن اقل من زلزال" على الساحة الداخلية المذهبية اللبنانية قبيل او بعيد صدور القرار الاتهامي (الظني) لبلمار بعد اشهر معدودة "تكون بمثابة محاولة ترويع استباقية لمفاعيل ذلك القرار للشارع السني في بيروت والمناطق الاخرى اشد قسوة من محاولة اجتياح السابع من مايو العام 2008 للعاصمة وبعض الجبل الا ان ملامح "الزلزال الموعود" تكمن هذه المرة في ان اعتداء "حزب الله" لن يكون نزهة بحيث ستقع معارك دامية مفرطة في "الوحشية" تستدعي تدخل وحدات من الجيش وقوى الامن الداخلي ما قد يحول الصراع المسلح الى حرب اهلية تطول مختلف انحاء البلاد".

ونقل القانوني العربي عن اوساط حزبية لبنانية عدم استبعادها تحول الاشتباكات المسلحة منذ اللحظة الاولى الى معركة طائفية يدخلها العنصر القتالي المسيحي وشريحة كبرى من الدروز الذين لم يغير فيهم تحول جنبلاط المصطنع باتجاه اخر سوى مظاهرهم الخارجية من دون بلوغ عمق مشاعرهم المعادية لسورية و"حزب الله" الذي مازالت ارتكاباته الدموية ضد عائلاتهم ومنازلهم وقراهم في مايو 2008 وجروحهم العميقة من هذه الارتكابات لم تندمل بعد".

وقال القاضي العربي السابق ل¯ "السياسة" إن "لا علاقة للاميركيين او لتقاربهم مع نظام الاسد بالظهور المفاجئ لبصمات "حزب الله" على وقائع جريمة اغتيال الحريري الى جانب البصمات السورية الثابتة وبصمات قيادات الاجهزة اللبنانية السابقين الذين كانوا ينسقون مع الضاحية الجنوبية من بيروت ومع قادة الاستخبارات السورية في دمشق وعنجر وقد تكون "فرحة" هؤلاء بإطلاق سراحهم "قصيرة جدا" بعد ظهور المفاجآت الاخيرة في التحقيقات التي تربط الحزب الايراني في لبنان بالنظام السوري الذي كانوا ينفذون له كل اوامره في لبنان".

 

البطريرك صفير استقبل الوزير متري والنائب الزين والرئيس الحريري اتصل به مهنئا بعيد الفصح المجيد

وطنية - 5/4/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي، وزير الإعلام الدكتور طارق متري، ثم النائب عبد اللطيف الزين، اللذين هنآه بعيد الفصح المجيد. وتلقى اتصال تهنئة بالعيد من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

 

البطريرك صفير ترأس القداس السنوي على نية فرنسا واستقبل مهنئين: هناك ساعات في حياة الانسان يشعر فيها بالضياع وهنا علينا اللجوء الى الخالق

السفير بييتون:لا يسع فرنسا الا ان تحيي إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان سوريا

لاستراتيجية دفاع وطني لمجمل الاراضي اللبنانية وحين يحين الوقت تكون القوى المسلحة اللبنانية هي الوحيدة التي تتمتع بالشرعية للدفاع عن الارض

وطنية - 5/4/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير القداس السنوي التقليدي الذي يقام على نية فرنسا، حضره سفير فرنسا دوني بييتون وأركان السفارة، عاونه فيه المطرانان رولان ابو جودة وشكر الله حرب، ألامين العام للبطريركية الخوري ريشار ابي صالح والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك صفير عظة باللغة الفرنسية تحدث فيها عن معاني القيامة، متطرقا الى العلاقات الفرنسية -اللبنانية، وقال: "اصدقائي الاعزاء، ان عيد الفصح هو عيد للتضحية، حيث ان الاله الانسان ضحى بنفسه من اجل خلاص الانسان ولكنه بعد صلبه، عاد الى الحياة في اليوم الثالث".

وتابع: "نقرأ في انجيل مار يوحنا:في اليوم الاول من الاسبوع توجهت مريم المجدلية الى القبر منذ الصباح، حيث كان الظلام مخيما، ورأت ان الحجر أزيح عن القبر. اما تلميذاه سمعان وبطرس ، فقد كانا يركضان، ورأيا الاغطية التي كانت تغطي جسد المسيح ورأسه".

أضاف: "هناك ساعات في حياة الانسان يشعر فيها بالضياع والعجز، وهنا يجب علينا اللجوء الى الخالق، لنجد عنده القوة والتعزية والسلوى. نتوجه الى الاله الذي قام من بين الاموات ان يعطينا القوة لمواجهة حقائق الحياة، في ضوء رحمته الالهية. واننا اذ نتمنى لكم عيد فصح مجيد وسعيد، ندعو الى الله ان يحفظ فرنسا الابنة الكبرى للكنيسة، تحت رعاية رئيسها ومعاونيه. فصح مجيد".

مائدة الغداء وبعد القداس، انتقل السفير بييتون وأركان السفارة الى الصالون الكبير للصرح البطريركي، حيث قدموا للبطريرك التهاني بعيد الفصح المجيد، وأخذوا الصور التذكارية.

وبعد استراحة قصيرة، توجه الجميع الى مائدة الصرح التي اقيمت جريا على العادة على نية الفرنسيين، حيث ألقى البطريرك كلمة قال فيها: "السيد السفير، اصدقائي الاعزاء، لقد أردتم احترام التقليد السنوي، بالحضور الى بكركي في اثنين الفصح، مع مساعديكم لحضور القداس وتناول الغداء معنا. انتم هنا في منزلكم، ان الروابط التي تجمع بين فرنسا والصرح البطريركي تاريخية، وقد صمدت مع مرور الوقت وهي هائمة حتى اليوم. ان عددا كبيرا من شبابنا يدرسون في جامعاتكم، فاللغة الفرنسية هي جزء من ثقافتنا، الامر الذي يعزز ويحمي علاقاتنا. ان فرنسا كانت الابنة الكبرى للكنيسة، وستكون دائما الى جانب لبنان، وآمل في ان تبقى علاقاتنا فاعلة وقائمة على الصداقة، وان أتمكن قريبا من تلبية دعوة السيد رئيس جمهورية فرنسا لزيارتها. وأتمنى أخيرا لسعادتكم ولجميع معاونيكم أعيادا مجيدة وأرفع كأسي تحية لبلدكم ولصحتكم".

السفير بييتون ورد السفير بييتون بكلمة تحدث فيها عن الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، متطرقا الى مساع تقوم بها فرنسا لتعزيز دور المؤسسات اللبنانية وتأكيد سلطة الدولة عليها، وقال: "اسمحوا لي ان أعبر لكم عن بالغ سروري وسرور معاوني جميعا لتواجدنا اليوم في ما بينكم في مقر البطريركية المارونية لانطاكية وسائر المشرق، للاحتفال بعيد الفصح محافظين على هذا التقليد الجميل المتمثل بالقداس السنوي المقام على نية فرنسا. حتى الحرب التي ضربت بوحشية الوطن اللبناني في الصميم لم تتمكن من إلغاء هذا اللقاء السنوي، وهو لقاء نتمسك به جميعا بقوة ولم ينقطع يوما على الرغم من خطورة التنقل التي كانت سائدة في بعض الفترات".

وتابع: "الجميع يعرف في فرنسا وفي لبنان الروابط التاريخية التي تجمع بين بلدينا. الجميع يدرك ايضا دور الطائفة المارونية في تعزيز هذه الروابط التي لم تضعف ابدا على مر العصور. ويسعدني ان أقول انني استطعت ان ألمس ذلك شخصيا في تواصلي مع اللبنانيين من مختلف الطوائف على الرغم من انه لم يمض على وجودي في لبنان أكثر من بضعة أشهر. وكسائر السفراء الفرنسيين الذين أسعدهم ان يقصدوا بكركي من قبلي، أدركت أهمية دور الكرسي البطريركي الذي ترأسونه يا غبطة البطريرك كصلة وصل تنقل رسالة السلام والاخوة التي ترغب فرنسا في ان تحملها الى لبنان والشرق الادنى بأسره".

واعلن شرف تمثيل بلاده في هذا القداس للمرة الاولى، "هي مناسبة لكي أعيد التأكيد لغبطتكم على الصداقة المتينة التي تكنها فرنسا للطائفة الكريمة التي تمثلونها وللبنان بأسره، وذلك في إطار وقور وودي في الوقت عينه".

وشدد على عدم الاتكال على التاريخ فقط، وقال: "نعمل يوميا، نحن الفرنسيين واللبنانيين، الموارنة وأبناء الطوائف الاخرى، على تعزيز هذه العلاقة الوثيقة.ان التعاون بيننا كما تعلمون غني ومتعدد الأوجه: سياسي واقتصادي وثقافي. ولا شك في ان التعليم هو أحد أوجه التعاون الأحب الى قلبنا، وفرنسا تعلم كم تشكل المدارس والمعاهد التي تشرفون عليها مراكز امتياز وإشعاع للغتنا ولثقافتنا. فمن خلالها تعلمون الاجيال الشابة من اللبنانيين من مختلف البيئات القيم المشتركة في ما بيننا اي الحرية والتسامح والاخوة في هذه المهمة وغيرها من المهام المتعددة، ستكون فرنسا دائما الى جانبكم هذا ما سيؤكده لكم شخصيا رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي الذي أتشرف بتمثيله، خلال زيارتكم المقبلة الى باريس".

وقال: "اعلم ان هذه القيم التي عددتها للتو تغذي نظرتكم للبنان كبلد متعدد الطوائف يجد فيه كل مكانه، بلد سيد متحرر من الوصايات الاجنبية، بلد ديموقراطي، مسالم ومزدهر. أعرف ايضا ان العديد من اللبنانيين يشاطرون هذه الرؤية التي تتعدى الحدود الطائفية، كما تتخطى الانقسامات السياسية التي غالبا ما تشل، للاسف، حسن سير العمل في المؤسسات.اصدقائي الاعزاء، فرنسا تشارك ايضا هذه الرؤية التي نعمل بكد على تجسيدها في عمل دبلوماسيتنا ومجالات تعاوننا".

وشدد على ان "قداس الفصح هو مناسبة للتذكير برسالة فرنسا الى الطائفة المارونية الكريمة والى جميع اللبنانيين، والطريق الذي قطعه لبنان منذ لقائنا السنوي الاخير في هذا الصرح يستحق ان نتوقف عنده على أكثر من صعيد".

اضاف: "بعد بضعة أشهر من الانتخابات النيابية التي أدت الى وصول سعد الحريري الى رئاسة الحكومة اللبنانية، تمكن الرئيس الحريري من ان يشكل حكومة وحدة وطنية تجمع وزراء من كافة التيارات السياسية، معا وضعوا أسس برنامج إصلاحات طموح لمصلحة جميع اللبنانيين. الاولوية اليوم كما أكد عليها البيان الوزاري هي لتعزيز المؤسسات وتأكيد سلطة الدولة وإجراء الإصلاحات الاقتصادية. ان فرنسا تقوم بواجبها بتقديم الدعم، حيث يكون مفيدا، لحكومة الوحدة الوطنية في الطريق التي خطتها هذه الحكومة لنفسها".

واكد دعم بلاده "بشكل كامل إعادة إطلاق الحوار الوطني بمبادرة من الرئيس سليمان، وفي هذا الاطار، من المفترض ان تؤدي المناقشات التي ستستأنف في 15 نيسان الى اعتماد استراتيجية دفاع وطني لمجمل الاراضي اللبنانية، وان تسمح، حين يحين الوقت المناسبة لذلك، بان تكون القوى المسلحة اللبنانية هي الوحيدة التي تتمتع بالشرعية للدفاع عن الاراضي اللبنانية".

واشار الى ان "فرنسا تقدم كامل دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان، لكي يتمكن القضاة من القيام بعملهم بهدوء وبحياد تام، وأعتقد ان الحقيقة وحدها هي الكفيلة بتسهيل المصالحة بين جميع اللبنانيين". اضاف السفير بييتون: "فرنسا كما تعلمون ستدعم دائما وحدة لبنان واستقلاله وسيادته وسلامة أراضيه واستقراره، وهي وفية للتعهدات التي قطعتها عند صدور القرار 1701 عن مجلس الامن التابع لمنظمة الامم المتحدة، فتبقى احدى أبرز الدول المشاركة في قوات "اليونيفيل"، وتدعم بلا تحفظ مساعي الامين العام للامم المتحدة من اجل التوصل الى حل لمسألتي الغجر وشبعا. من ناحية اخرى، ستظل فرنسا تدعو جميع الاطراف الى التقيد التام بالقرار 1701 كما لطالما دعتها الى ذلك. ولن تساوم ابدا حول احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه". وعن العلاقة اللبنانية السورية، قال: "بعد مرور خمس سنوات على انسحاب الجيش السوري الكامل من الاراضي اللبنانية، لا يسع فرنسا الا ان تحيي إقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا. أرست زيارة الرئيس سعد الحريري الى سوريا أولى الأسس لعلاقة مبنية على الاحترام والمعاملة المتبادلة، وهذا كان ايضا رهان الرئيس نيكولا ساركوزي عندما أراد مواكبة عودة سوريا الى كنف الاسرة الدولية من شأن هذه "اليد الممدودة" ان تخدم - ولعلها تخدم منذ الآن- السيادة اللبنانية الكاملة والاستقرار في المنطقة، هذا ما تأمله فرنسا، وهذه هي قناعتها الراسخة". وعن دور لبنان على الساحة الدولية، رأى ان عليه "الآن وقد أعاد تأكيد استقلاله، ان يؤدي دوره كاملا على الساحة الدولية كلاعب يتمتع بالمسؤولية والاستقلالية في منطقة يعاد تشكيل معالمها تدريجيا، منذ الاول من كانون الثاني 2010، وطوال السنتين المقبلتين، سيكون لبنان عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي، ممثلا جميع الدول العربية. وهل من فرصة أفضل لتمرير الرسائل التي يتمسك بها جميع اللبنانيين؟ نحن سنعمل بلا هوادة مع الاعضاء الآخرين في مجلس الامن، الى جانب لبنان، لتوفير السياق الملائم للحوار ولمساعي السلام في المنطقة". واشار الى ان "إنشاء دولة فلسطينية كريمة قابلة للحياة، وضمان حرية النفاذ الى الاماكن المقدسة في القدس عاصمة الدولتين هي أهداف يجب ألا نألوا جهدا لتحقيقها باسم الإنصاف والعدالة، من أجل السلام ولمصلحة جميع شعوب المنطقة".

وختم سفير فرنسا: "ان عيد الفصح هو عيد القيامة والامل. انني على قناعة تامة بان اللبنانيين، الذين لطالما تخطوا المحن التي ألمت بهم عبر التاريخ، سيصغون الى رسالة الاخوة والحوار والمسؤولية بين جميع اللبنانيين، وهي رسالة تعملون جاهدين ومن دول كلل على نشرها في ما بينهم. اسمحوا لي، في الختام، ان أعبر لغبطتكم من جديد، باسمي وباسم معاوني، عن فائق امتناننا للصلوات التي رفعتموها على نية فرنسا وممثليها، وان أتقدم بأصدق التمنيات وعبارات الاحترام من غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق ومن الطائفة المارنية الكريمة جمعاء ومن اللبنانيين بأسرهم. أقترح ان نشرب نخب هذه الصداقة الجميلة والوفية اتي تجمعنا هنا ونخب آمالنا المشتركة بان يعم السلام في الشرق الادنى وان يعيش لبنان بسلام واخوة وازدهار. عاشت الصداقة بين فرنسا ولبنان، عاش لبنان، عاشت فرنسا".

استقبالات وكان البطريرك صفير استقبل المهنئين بعيد الفصح المجيد، فالتقى على التوالي: وزير التربية الدكتور حسن منيمنة، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان ثابت، لقاضي جان نصور يرافقه وفد من قضاة ومحامين من المكسيك ومنهم رئيس محكمة العدل العليا ورئيس مجلس القضاء في مكسيكو ادغار الياس عازار، رئيس جمعية القانونيين المكسيكيين المتحدرين من اصل لبناني الياس زكريا فاضل.

وقد جاء الوفد بدعوة رسمية من وزير العدل اللبناني لزيارة المحاكم اللبنانية والاطلاع على آلية عملها وتبادل الخبرات معها، وكانت مناسبة زار فيها الوفد البطريرك صفير لتقديم التهاني بالعيد، وعرض معه دور اللبنانيين ومساهمتهم في شؤون الدولة المكسيكية على الصعد كافة. علما ان الرئيس عازار يترأس اكبر محكمة في العالم، وهي محكمة العدل العليا في العاصمة مكسيكو.

بعد ذلك، استقبل سيد الصرح وفدا من حزب "الكتائب" اللبنانية ضم: النائب الاول لرئيس الحزب شاكر عون، وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ، اعضاء المكتب السياسي جورج شاهين، توماس واكيم، ماريا جود البايع، فدوى يعقوب، رئيس مصلحة الشؤون العمالية موسى فغالي، رئيس اقليم المتن بيار الجلخ.

ونقل الوفد للبطريرك تهاني الرئيس الجميل ودعمه لمواقفه على المستويات الوطنية والمسيحية.

والتقى ايضا على التوالي: وفدا من قيادة الجيش ضم العميدين نبيل نصر وريشار حلو، وزير العمل بطرس حرب، النائب السابق نادر سكر، نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون، السيد غابي جبرائيل والمهندس ايلي جبرائيل، النائب محمد قباني، النائب السابق شفيق بدر، وفد من اعضاء الرابطة المارونية برئاسة رئيس الرابطة الدكتور جوزف طربيه، السيد طلال المقداد على رأس وفد من العائلة، الوزير السابق يوسف سلامة، النائب السابق بيار دكاش، النائب سليم سلهب، النائب غسان مخيبر، نقيبا المحامين السابقان شكيب قرطباوي وسمير عبد الملك، مدير تحرير جريدة "النهار" غسان حجار، النائب مروان حمادة، نقيب المقاولين الشيخ فؤاد الخازن والسيد سليم المعوشي، سفير منظمة "فرسان مالطا" في الاردن الشيخ وليد الخازن، ورئيس العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية المحامي جوزف نعمة.

وتلقى البطريرك صفير سلسلة اتصالات هاتفية للتهنئة من كل من: الرئيس عصام فارس، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية الدكتور محمد رشيد قباني، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن والوزير السابق الدكتور كرم كرم.

 

النائب جنبلاط: زيارة دمشق أكدت على الثوابت السياسية القديمة- الجديدة وأعادت التواصل الطبيعي مع سوريا

وطنية- 5/4/2010 اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي "ان زيارة دمشق اكدت على الثوابت السياسية القديمة- الجديدة وأعادت التواصل الطبيعي وساهمت في وضع الاسس الجديدة للعلاقات اللبنانية- السورية بهدف الخروج من الافق الضيق والانطلاق نحو مرحلة جديدة بعيدة عن مناخات التوتر السابقة والتي أثبتت عدم جدواها في معالجة أي من الملفات العالقة بين البلدين".

اضاف:" إن بناء مناخات الثقة بين البلدين هي خطوة ضرورية من باب الالتزام بإتفاق الطائف، ودعم المقاومة وإحتضانها هو من الثوابت في مواجهة التهديدات الاسرائيلية بالتوازي مع مناقشة الاستراتيجية الدفاعية ودعم الجيش اللبناني وتجهيزه والتأكيد على عقيدته العربية الدفاعية في مواجهة إسرائيل. كما أن الدراسة المتأنية للمعاهدات الثنائية الموقعة بين البلدين يفترض أن يكون من بين الاولويات للمرحلة المقبلة بهدف تحقيق الاستفادة المطلوبة من هذه الاتفاقيات في المستقبل القريب. أما بالنسبة لمزارع شبعا، هي أرض محتلة، وذلك لا يمنع من مباشرة ترسيم الحدود في المواقع غير المحتلة.

واتوجه في هذه المناسبة إلى أعضاء الحزب التقدمي الاشتراكي لأعيد التأكيد على أن إعادة التواصل مع سوريا هو المسار الطبيعي الذي إنتهجه الحزب في مختلف المحطات منذ العام 1958 عندما كانت سوريا الى جانب الثوار والمجاهدين في الجبل ولبنان والى جانب العروبة، ولاحقاً في العام 1982 في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع تفتيت وتقسيم لبنان.

ونحن نعود اليوم الى التلاقي الذي هو الامتداد الطبيعي للتواصل مع فلسطين المحتلة وأبنائها من أمثال المناضل سعيد نفاع ورفاقه من أهلنا الذين يرفضون الخضوع للاحتلال وممارساته التي ترمي الى سلخهم عن هويتهم العربية والقومية. لكل ذلك، فإن طي صفحة الماضي أمر أكثر من ضروري للتطلع نحو المستقبل.على المستوى العراقي، نأمل من الاشقاء العراقيين الترفع عن الحسابات الفئوية والاسراع في تأليف حكومة وفاقية واسعة التمثيل لقطع الطريق على المخربين الذين تسللوا بالأمس مجدداً لتنفيذ أعمالهم التخريبية والارهابية والتي تستهدف المدنيين والابرياء. إن تأليف هذه الحكومة من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة من الثقة بين القوى العراقية المختلفة تتيح إعادة الامن والاستقرار الى العراق وتحافظ على وحدة أراضيه وسلمه الاهلي.

وعلى المستوى الفلسطيني، فإننا نحذر من عمليات إطلاق الصواريخ العشوائية من قطاع غزة الى المناطق المحتلة الأخرى، لأن ذلك قد يعطي ذريعة للاسرائيليين للخروج من مأزقهم مع الولايات المتحدة الاميركية والقيام بعدوان جديد ضد القطاع وأهله. وهذه مسألة من الضروري التنبه لمخاطرها في هذا التوقيت بالذات.

على الصعيد المحلي، فإننا نضم صوتنا الى صوت الاستاذ توفيق سلطان في ضرورة الحفاظ على الابينة التراثية في طرابلس كما في بيروت وكل المناطق اللبنانية لأنها تحمي الذاكرة الوطنية القديمة، وهو يواجه في طرابلس، كما في بيروت، حيتان المال وأصحاب المصالح العقارية. لقد كانت صرخة وزراء اللقاء الديمقراطي داخل مجلس الوزراء لوقف هذا المسلسل المنظم من الهدم للمنازل القديمة في بيروت، على أمل أن تلقى الآذان الصاغية حيث يجب.

أما لبحور العلم والجهابذة في لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي الذين فاضت أفكارهم وإبداعاتهم النظرية كل أصقاع الأرض، وبلغوا في تصوفهم وزهدهم مراتب الحلاج وإبن الرومي، ويكادون يلامسون مرتبة الاولياء والانبياء بفعل عمق رؤيتهم وشموليتها، فنأمل منهم أن يخصصوا قسطاً بسيطاً من وقتهم المليء بالمؤتمرات والندوات والمحاضرات للتدقيق في مناسبة عيد البشارة التي أثارت بعض الاحتجاجات، لعلهم في ذلك يساهمون عن حق في صهر المؤمنين من على ضفتي الحوار بخطوات عملية وليس بمناظرات فقهية ولاهوتية ونظرية تحاكي السماء ولا تقترب من الارض وسكانها".

 

المطران كلاس احتفل باثنين الباعوث في كنيسة المخلص -السوديكو: الموت في رأي يسوع شرط الحياة واي اذلال او قهر او موت يعقبه قيامة

وطنية - احتفل راعي ابرشية بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس بقداس اثنين الباعوث اي اثنين القيامة المجيدة في كنيسة المخلص - السوديكو، عاونه فيه كل من الاباء الارشمندريت انطوان نصر، سعادة غريب، طوني سمسارة، والاب فادي حلاوي وخدمت القداس جوقة الكنيسة بقيادة جورج شهلوب وعاونه لفيف من خدمة الجوقة في حضور حشد من المؤمنين من ابناء الرعية.

وبعد الانجيل المقدس القى المطران كلاس عظة جاء فيها:" قال يسوع يوما قولا نبويا، صعب على التلاميذ فهمه. قال:" ان حبة الحنطة التي تقع في الارض تبقى وحدها، اذا لم تمت. اما اذا ماتت فإنها تأتي بثمر كثير". فالموت، في رأي يسوع، هو شرط الحياة الجديدة. وموت الحبة ضمن الارض شرط لاثمارها. وكم من حبوب قمح محفوظة في المتاحف، سقطت في ايام الفراعنة منذ ثلاثة الاف سنة، لم تثمر، لانها لم تمت فيها رفيقاتها ماتت واثمرت مئات المرات واعطت حياة للشعوب.

والمأساوي في تاريخ الرسل ان يسوع انبأهم عن قرب موته، فأخذه بطرس جانبا وطفق يزجره قائلا: معاذ الله يا رب. لن يكون لك هذا. فزجر الرب بطرس قائلا:" اذهب خلفي يا شيطان، فإن افكارك ليست افكار الله بل هي افكار البشر".

وقد قضت افكار الله ان يفتدينا يسوع بموته من لعنة الناموس، صائرا لعنة لاجلنا، فانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة. ومن لعن يبس ومات كما ماتت التينة الملعونة. وكما ماتت التينة الملعونة كذلك مات المسيح، بحقد اليهود ورفضهم الايمان به، اعموا عيونهم وغلظوا قلوبهم، لكي لا يبصروا بعيونهم، ولا يفهموا بقلوبهم ولا يرجعوا الى الرب، فيشفيهم.

وبالمقابل ، ما كاد يسوع يسقط على الارض ويموت ويدفن، حتى اتى بثمر كثير. وجاءه هذا الاثمار. لان الله رضي عنه بعد تلاشيه العظيم، وطاعته حتى الموت، موت الصليب "فأقامه الله ورفعه رفعة فائقة". وبفعل هذه القيامة من بين الاموات، التي نحتفل بها منذ البارحة، حدث خلق جديد، كما في بدء الخليقة، حين كان روح الرب يرف على وجه المياه. وهذا الخلق الجديد اجراه روح الله تمجيدا للرب. وقد سمعتم في انجيل اليوم كيف حدث هذا الخلق الجديد في العلية الصهيونية، حيث كان الرسل مجتمعين خوفا من اليهود، حينئذ نفخ فيهم روحه القدوس معلنا:"كما ارسلني الاب كذلك انا ارسلكم". أضاف:"مع القيامة، حدث تمجيد يسوع على شكلين متكاملين: واحد سماوي، اذ جلس يسوع عن يمين الآب مساويا له في الكرامة، "وجثت له كل ركبة مما في السموات وعلى الارض وتحت الارض واعترف به كل لسان بأنه رب لمجد الله" وآخر ارضي، عندما انطلقت الكنيسة من العلية الى العالم. واذا برسالته التبشيرية والخلاصية، التي باشرها بجهد قبل موته، تنعم بانطلاقة قوية نابضة بالحياة، متحررة من الخوف، فارضة نفسها ، متنامية باستمرار حتى ايامنا الحاضرة، حيث بلغ عدد المسيحيين، ثلث المعمورة في العالم، وحيث اتخذت قيم المسيح مثالا للقيم الانسانية واساسا لحقوق الانسان التي تبنتها معظم حكومات الارض".

وتابع المطران كلاس: "لقد قال بولس يوما "امنيتي هي ان اعرف الرب يسوع، واعرف قدرة قيامته". وقدرة قيامة المسيح هي التي اجرت التطويرات الكبرى في العالم. واعطت الرجاء والخلاص لبني البشر. هي قدرة روحية آتية من الله، لا دعم لها من اي قوة جسدية او ارضية. كل اتباع يسوع تركوه عند الصليب، ولم يعد له امل بالنجاح. وكاد لا يعرف كيف يحمي امه، فأسلمها الى يوحنا، الشاب الصديق الوحيد الذي رآه يموت. كل نجاحه الارضي توقف عند الموت. رذله اليهود، تركه الشعب، واظلمت الشمس والقمر، فكأنهما خسرا سبب وجودهما. ولكن لم يمض يومان على الدفن، حتى بزغ نور القيامة، الذي مجدناه البارحة وسنمجده على مدى 40 يوما. واذا بكل شيء يتبدل.

واذا يسوع في عشية اليوم الاول، وقد عجز الحجر عن ضبطه في القبر، يقتحم الابواب الموصدة، وينفخ في الرسل روحا جديدا وحياة جديدة، ويكلفهم بتكملة رسالته، التي بدأها قبل الآلام. جسده هو هو ، قبل الدفن وبعده، وآثار المسامير ظاهرة. ولكن الموت لا يفعل من بعد. ورسالته لا يوقفها انسان.

كان الخوف يستحوذ على الرسل لان اليهود قاوموا بعنف كل تعاليم يسوع. لقد ازالوا يوحنا المعمدان، من طريقهم في اقل من ثلاث سنوات. مع انه جاء يعمد ليحمل على التقوى. والرؤساء الذين اقتنعوا من تعليم يسوع، لم يجرؤوا على اعلان رأيهم، لئلا يخرجوا من المحفل ويضطهدوا. وكان لدى اليهود عصابات قادرة على رجم الناس، كما فعلوا مع اسطفانس، وعلى سجن المتعدين على الشريعة كما فعل بولس ، الذي نكل بالمسيحيين قبل ارتداده، وغمس يده بدمائهم.

كان الرسل خائفين بعد الصلب الى حد انهم اوصدوا ابواب العلية الصهيونية خوفا من اليهود. فلما نفخ فيهم يسوع الناهض من الموت روحه المحيي، زال الخوف. وفتحت الابواب. ونزلوا الى الساحات، ينادون بما تعلموا من يسوع. لا يوقفهم اضطهاد، ولا سجن. وانتقلوا من مكان الى آخر، يبشرون بانسان مصلوب وقائم، ويقومون الاخلاق الوثنية المنحطة، ويحلون محلها المحبة والتسامح والتضامن، حتى ان الدين المسيحي تأصل في روما حيث تواجد سريعا زهاء 20000 مسيحي، عمل نيرون على ازالتهم. فزال هو. وبقي اساقفة روما يتوالون عليها، في اصعب الظروف، حتى ايامنا الحاضرة، ويعتبرون قادة العالم الروحي بلا منازع".

أضاف:"ونحن في كنائسنا الصغيرة، في هذا اليوم، نقيم احتفالا قد يبدو غريبا ونافلا، نطوف خلاله في الكنيسة، مرتلين اناشيد القيامة، وقارئين انجيل اليوم، تناوبا بجميع لغات العالم. وهذا ان دل على شيء، فهو يرمز الى ان قيامة المسيح التي نشرت الفرح بين التلاميذ والعالم كله، كانت في اساس انتشار المسيحية في المعمورة ، على يد صيادين يكادون لا يتقنون لغتهم العبرية. واللغة كانت وما زالت هي العائق الاكبر في التواصل بين الشعوب. ولكن الرسل تجاوزوا هذا العائق بغيرة ايمانهم، وقوة محبتهم، فكلموا كل الشعوب لغتهم الخاصة، وكلموهم اللغة المفهومة لدى الجميع وهي لغة المحبة، التي تشفي من مرض، وتوحد القلوب على الخير، وتعطي الرجاء لمن لا رجاء لهم. وقدرة القيامة هذه رافقتهم حيثما حلوا، بحسب ما امر يسوع، وما وعد به:"ان اذهبوا وتلمذوا جمع الامم. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وهاانذا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر".

وختم:"على هذا الايمان بقدرة قيامة المسيح، نعتمد نحن المسيحيين في الشرق. ولو كنا اقلية، هي موضوع تقدير وحب وحذر معا، لكي نتابع المسيرة في نشر شذا المسيح، الذي لا يمكن خنقه، موقنين ان اي اذلال او قهر او موت، يعقبه قيامة وانطلاقة في الحياة. المسيح قام. حقا قام".

 

الرئيس الاسد عرض مع النائب ارسلان الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات السورية اللبنانية

وطنية- 5/4/2010 اوردت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الرئيس السوري بشار الأسد عرض صباح اليوم مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان "الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات السورية اللبنانية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والتحديات المشتركة التي تواجه سورية ولبنان". وشكر النائب ارسلان الرئيس الأسد لحرصه على إقامة أفضل العلاقات مع لبنان وانفتاحه على جميع القوى الداعمة للمقاومة والحريصة على مستقبل العلاقات السورية اللبنانية، بحسب وكالة الانباء السورية. اضافت: أشاد الرئيس الأسد بالدور الذي يقوم به ارسلان على الساحة اللبنانية لتعزيز التوافق بين اللبنانيين وبثبات المواقف الوطنية له خلال الأعوام الماضية والتي كان لها دور إلى جانب القوى الوطنية الأخرى في لبنان في إعادة الاستقرار إلى لبنان. وذكرت الوكالة ان زيارة النائب ارسلان الى سوريا تأتي في إطار زيارات المسؤولين والسياسيين اللبنانيين بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين حيث زار دمشق خلال الأشهر الأربعة الماضية كل من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتم التأكيد خلالها على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات.

 

المفتي قباني دعا الى "التضامن ودعم مؤسسات الدولة ليتمكن الوطن من مجابهة التحديات الصهيونية ومخططاتها العدوانية"

وطنية - 5/4/2010 أقام عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى رياض الحلبي احتفالا تكريميا لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بحضور رئيس اتحاد عائلات بيروت محمد خالد سنو وفعاليات. وألقى الحلبي كلمة أشاد فيها بدور المجلس الشرعي وحرصه على تنمية الأوقاف الإسلامية وتمتين أواصر التعاون بين دار الفتوى والمؤسسات الإسلامية والاجتماعية العاملة في لبنان، منوها بانجازات المجلس الشرعي، ومؤكدا دور مفتي الجمهورية والمجلس الشرعي في احتضان القضايا الوطنية والعربية والإسلامية. بدوره، شكر مفتي الجمهورية الحلبي على مبادرته، آملا أن تكون هذه اللقاءات والاجتماعات عاملا لتوطيد أواصر التعاون بين المؤسسات الإسلامية للمحافظة على الأمن الاجتماعي والثقافي والتربوي للمسلمين خاصة واللبنانيين عامة وذلك لتعزيز التضامن الوطني ودعم مؤسسات الدولة لتبقى الدولة ومؤسساتها الحاضنة لجميع شرائح المجتمع اللبناني ليتمكن الوطن من مجابهة التحديات الصهيونية ومخططاتها العدوانية، داعيا إلى مزيد من الوحدة وان يجعل الله قلوب ونوايا وأهداف اللبنانيين واحدة والعمل سويا من اجل انجاز الاستحقاقات المقبلة. وأكد مفتي الجمهورية أن المجلس الشرعي بكافة مكوناته كان وسيبقى حريصا على تنمية الأوقاف ومرافقها وانجاز التعديلات الأزمة على المرسوم الاشتراعي رقم 18 الذي ينظم الشؤون الدينية والوقفية لمواكبة تطور العمل المؤسساتي والتقني في الإدارات الوقفية.

 

النائب حبيب: كلام الموسوي تهديد بالانقلاب على الوحدة الوطنية الإنتخابات البلدية ستجري في موعدها المحدد دستوريا وفق القانون النافذ

وطنية - 5/4/2010 - علق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب على كلام نائب "حزب الله" نواف الموسوي عن أنه "إذا كان الخيار بين المقاومة وبين أي شكل من أشكال الوحدة، فإن الأولوية ستكون للمقاومة، وأنه حين يتعلق الأمر بإستمرارها وقوتها وبقائها وتقدمها، فإنها لن تقيم أي إعتبار لأي أمر آخر"، فاعتبر أن "كلام الموسوي يتضمن تهديدا مباشرا بالإنقلاب على الوحدة الوطنية فيما لو آلت الأمور الى غير صالح حزب الله، فضلا عن دلالته بوضوح على حجم المناورات السياسية التي مارسها ويمارسها الحزب بالتوافق مع حلفائه بهدف الوصول الى تكبيل السلطة وسوقها بالإتجاه الذي يتناسب ومشاريعه المحلية والإقليمية"، مشيرا الى أن "مثل هذا الكلام سواء للموسوي أم لغيره ممن يفصلون معنى السيادة على مقاس رؤيتهم وتطلعاتهم السياسية، يكشف سلفا عما سيؤول اليه الحوار الوطني حول سلاح حزب الله والإستراتيجية الدفاعية، كون موضوع الحوار بحسب كلام الموسوي محسوم لدى حزب الله وهو تبدية إستمرار المقاومة وقوتها على أي شيء آخر ولو على حساب التوافق اللبناني الذي تجلى في حكومة الوحدة الوطنية".

ولفت النائب حبيب في حديث الى جريدة "الانباء" الى أن "الموسوي لم يأت بشيء جديد في كلامه سوى الكشف علنا عن أحد جوانب مسار حزب الله السياسي، الا وهو أن الاولوية لدى هذا الأخير ليست لقيام الدولة ولا للتوافق بين اللبنانيين إنما لما ترسمه له السياسات الإقليمية تحت عنوان وهمي هو السيادة والكرامة اللبنانية كغطاء له"، سائلا عن "أي سيادة يتكلم الموسوي حين يعطي الأولوية في إعادة النظر الى إتفاقيات لا تشوبها شائبة، أبرمتها الحكومة اللبنانية السابقة بملء إرادتها مع الولايات المتحدة، على إتفاقيات مشبوهة وقعها لبنان قسرا ورغما عن إرادة حكومته مع سوريا أثناء وجودها عسكريا فيه، متفهما عدم تمييز الموسوي للفارق الكبير بين نوعية الإتفاقيات المذكورة كونه ينطلق في لغطه المتعمد من تحالف حزبه مع السياسات الإقليمية المشبوهة والذي تجلى باختصار الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الحكومة اللبنانية بشخصه في اللقاء الثلاثي في دمشق".

واعتبر النائب حبيب أن "عملية عدم بسط الدولة اللبنانية لسيادتها على كامل أراضيها، بما فيها مناطق تواجد حزب الله، تتطلب التمسك بأولويات كتلك التي ساقها النائب الموسوي"، واضعا كلام هذا الأخير أمام الرأي العام اللبناني للحكم عليه وللتمييز بين من يعطي الأولوية لبناء الدولة بكامل مقوماتها وبين من يبدي مشروعه السياسي على حساب الدولة وسيادتها لصالح بعض القوى الإقليمية"، سائلا ما إذا كانت السيادة اللبنانية ستكون منتقصة فيما لو تراجع حزب الله عن أولوياته وعن إعطاء الحكم والدروس حيالها، وخصوصا أن "تجربة العام 2006 أثبتت فشل إستراتيجية تلك الأولويات حين دمرت إسرائيل البنى التحتية اللبنانية فضلا عن سقوط أكثر من 1400 قتيل جراء المغامرات تحت شعار "الأولويات" والسيادة والكرامة، وبتبرير لم يسبق له مثيل بتاريخ الحروب ألا وهو "لو كنت أعلم"، مؤكدا أن "خيار القوات اللبنانية وحلفائها في قوى 14 آذار كان وسيبقى الوحدة الوطنية دون تقديم أي أولويات عليها".

وعن الانتخابات البلدية، قال النائب حبيب:"ستجري في موعدها المحدد دستوريا وفق القانون النافذ، وخصوصا أن ليس هناك ما يدعو الى تأجيلها"، معتبرا أن "الكلام عن التأجيل أو التمديد للمجالس البلدية، ليس سوى كلاما عابرا لن يكون محط تباحث أو تسويات". وأكد أن "القوات اللبنانية سوف تتقدم بطعن أمام المجلس الدستوري في حال سيقت الأمور في اتجاه لا يتوافق والنصوص الدستورية والقانونية"، لافتا الى أن "ما تشهده اللجان النيابية من إجتماعات ومباحثات ماراتونية لن تؤول الى أي نتائج مرجوة نظرا لوجود من يسعى جاهدا من خلال ما يسمى بطروحاته الإصلاحية الى تأجيل الإنتخابات بعد أن أدرك عدم مقدرته شعبيا على خوضها والحصول على عدد من المقاعد في المجالس البلدية".

 

علوش: كلام الموسوي هو نهج "حزب الله" وليس حالة شاذة في مساره 

قرار تأجيل الانتخابات البلدية عند "الحزب" والإخراج عند عون

٥ نيسان ٢٠١٠/موقع 14 آذار/اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" والقيادي في "تيار المستقبل" الدكتور مصطفى علوش ان تهديد نائب "حزب الله" نواف الموسوي بأن "الاولوية ستكون للمقاومة اذا كان الخيار بينها وبين الوحدة الوطنية" يأتي في سياق واضح لـ"حزب الله" "منذ تجاوزه منطق الوفاق الوطني والوحدة الوطنية، خصوصاً بعد حرب تموز 2006 والانقلاب على الحكومة واحتلال ساحات العاصمة". وأضاف علوش في حديث لموقع "القوات اللبنانية" الألكتروني: "لقد تفوق "حزب الله" على ذاته منذ قيامه بأحداث 7 أيار". ورأى ان كلام الموسوي هو "نهج وليس حال شاذة في مسار "الحزب"، لذلك هو تعبير حقيقي عن سياسته، والعمود الفقري لنهجه منذ تأسيسه". ولم يستبعد علوش إمكان تكرار سيناريو 7أيار، وقال: "مرد الكلام عن ان الاولوية ليست للوحدة الوطنية، وهذا يعني بالتأكيد ان سيناريو مشابه لـ7أيار قد يكون وارداً في أي لحظة"، مضيفاً ان "المفارقة العجيبة ان الموسوي يلتقي بهذه الطريقة مع الرغبة الإسرائيلية باستهداف الوحدة الوطنية والإستقرار". وتعليقاً على كلام القيادي في "القاعدة" صالح القرعاوي بأن السنة في لبنان هم الأضعف وبأن "حزب الله" يحمي شمال إسرائيل، رد علوش بان هذا الكلام مرفوض ومستهجن من قبل تيار "المستقبل" و"14آذار"، وهو مضر بالوحدة الوطنية "بغض النظر عن تقاطع الأهداف بين "حزب الله" وإسرائيل في بعض الأحيان". وعن إمكان تأجيل الإنتخابات البلدية، أشار علوش الى أن مسؤولين في "حزب الله" سبق وأعلنوا مرات عدة عن الرغبة بالتأجيل، لافتاً الى ان الإتفاق بشأن الانتخابات بين "حزب الله" و"أمل" ليس بجديد، وهو للحفاظ على التوازن الدقيق في العلاقة بين الحزبين حتى لا تكون هناك بلبلة في صفوف جمهوريهما. وأعرب علوش عن اعتقاده بأن النائب ميشال عون هو من سيطالب صراحة بالتأجيل من خلال إصراره على الإصلاحات قبل الدخول في الإنتخابات، وختم قائلاً: "القرار عند "حزب الله" والإخراج عند عون".

 

الموسوي يهدّد: إذا كان الخيار بين المقاومة والوحدة الوطنية فالاولوية ستكون للمقاومة 

٥ نيسان ٢٠١٠ /وكالات

رأى نائب "حزب الله" نواف الموسوي أن "هذا الزمان هو زمان تصفية الهيمنة الأميركية على لبنان"، معتبراً أنه "من الحماقة أن يظن البعض أنه إذا لم يتمكن من المقاومة في المواجهة العسكرية يمكن أن ينال منها بأساليب غير عسكرية. هذا الجزء من الرهانات الخائبة التي خابت وفشلت في كل مناسبة من مناسبات المواجهة، وبعدما خابوا في مواجهة تموز 2006، لجأوا إلى أساليب أخرى من محاولات إستهداف المقاومة، ومن هذه المحاولات إختراق الأمن في لبنان، وشكلت الإتفاقية المعقودة مع السفارة الأميركية واحدة من ملامح الإختراق الأمني الأميركي للبنان، والهدف منه إختراق الأجهزة الأمنية اللبنانية بأجهزة أميركية". واعتبر أن المعركة التي "نخوضها ليست موجهة ضد طرف داخلي بل معركة دفاع عن السيادة اللبنانية والأمن والسيادة الوطنية، ونحن من اللحظة الأولى عملنا من أجل أن نحصن أمن لبنان وكرامته وسيادته من الإختراق الأمني الأميركي". وأضاف الموسوي: "إذا كان البعض يعيد النظر في الإتفاقيات المعقودة مع سوريا، فمن الأولى أن يعيد النظر في الإتفاقيات المعقودة مع الولايات المتحدة الأميركية وهذا ما سنفعله، وكل إتفاقية عقدت مع الولايات المتحدة الأميركية سنعمل على إعادة النظر فيها، وإذا تبين أن فيها بنودا تمس كرامة لبنان أولا ومصالح لبنان ثانيا بما فيه مصالح أشقائه، فسنعمل على إلغاء هذه البنود حتى لو اضطر الأمر إلى إلغاء الإتفاقية بأسرها، أية إتفاقية كانت". وأكد "أنه عبر هذا السبيل يمكن أن نحصن لبنان لأننا أكدنا على الدوام أنه لا يمكن تحصين لبنان إلا بفعل منتفض يستند إلى الكرامة الوطنية، لا أن يمارس البعض في لبنان سياسة إستجداء لدى الولايات المتحدة الأميركية، ولا أحد يخبرنا في لبنان أنه حليف للولايات المتحدة الأميركية لأنه يشكل جماعة صغيرة مهما بلغت في لبنان لا يمكن أن ينطبق عليها عبارة حليف للولايات المتحدة الأميركية، فلا يمكن للبنان أن تكون له كرامة ولا حصانة أمنية إلا بفعل المقاومة، وهذه المقاومة منذ أن إنطلقت وهي تضع في أولويتها العمل على تحرير لبنان والدفاع عنه، وهذه هي أولويتها وليس هناك أي أولوية أخرى تتقدم على أولوية المقاومة".

كما أكد "أن عملنا من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل الوحدة الإسلامية هو في سبيل تدعيم أولوية المقاومة، وبالتالي إذا دار الأمر بين المقاومة وبين أي شكل من أشكال الوحدة فإن الأولوية ستكون للمقاومة، وقد بين تاريخ المقاومة أنه حين تعلق الأمر بإستمرارها، بقوتها، ببقائها وتقدمها، فإنها لن تقيم إعتبارا لأي أمر آخر. لذلك يجب أن تكون هذه رسالة واضحة لمن يظن أنه عبر تخويف المقاومة بالفتنة المذهبية يمكن أن ينال من تمسكها بخيارها أو بنهجها المقاوم، عليه أن يفهم هذه الحقيقة بوضوح، أن المقاومة تعتبر الأولوية هي للمقاومة وليس لأي شيء آخر، وبالتالي من يعتمد سبيل تخويف المقاومة بالفتنة المذهبية ليخفف من قوتها فهو واهم، لأن المقاومة لن تأبه بشيء حين يتعلق الأمر بقوتها".

 

توضيح من النائب الموسوي: حريصون على المقاومة والوحدة الوطنية في آن معا

وطنية- 5/4/2010 صرّح النائب السيد نوّاف الموسوي بالآتي: " نُقل من كلمة ألقيتها في احتفال تأبيني ما أخرج القول عن تمام القصد ودقّته، لذلك ورفعاً لأي التباس، ودفعاً لأي توهّم، يهمّني أن أؤكّد أن حرصنا على مقاومة العدو الصهيوني كحرصنا على بناء نموذج في العيش المشترك يكون نقيضاً للكيان الصهيوني العنصري، وهو ما سعينا إليه دائماً عبر العمل على ترسيخ كل أشكال الوحدة وفي طليعتها الوحدة الوطنية. ولذا، أؤكّد مجدداً أننا حريصون على استمرارية المقاومة والوحدة الوطنية في آن معاً".

 

علامَ الإختلاف إذاً؟

عــمـاد مــوســى

الاثنين 5 نيسان 2010

عدا كمال جنبلاط وفي خلال 35 عاماً من العلاقات الأخوية، لم يخرج أي مسؤول لبناني كبير بعد مقابلة أي مسؤول سوري كبير، إلاّ وكانت وجهات النظر متطابقة في مقاربة المواضيع اللبنانية والعربية المشتركة وكيفية مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وكان الراحل جبران كورية، الناطق باسم الرئاسة السورية، يوزّع بعد كل لقاء لبناني ـ سوري رفيع  بياناً مقتضبًا جاهزاً وصالحاً لكل المناسبات، لا يحتاج إلى إضافة أو إلى تعديل. فتشوا في أرشيف اللقاءات. راجعوا كل البيانات والتصريحات التي تعقب اللقاءات اللبنانية ـ السورية. إبحثوا بدقة بين الأسطر وحاولوا أن تعثروا على جملة واحدة قد يُستشف منها أن هناك أزمة في العلاقة بين سورية والقطر اللبناني الشقيق. حتى بعد اللقاء الشهير، الذي استغرق 8 ساعات (على دفعتين) بين زعيم الحركة الوطنية كمال جنبلاط والرئيس السوري حافظ الأسد لم يصدر أي تصريح أو بيان يُستدلّ منه أن وجهات النظر لم تكن متطابقة. عندما يزور الرؤساء والموفدون الأوروبيون والأميركيون  والمسؤولون الدوليون دمشق يخرجون بتوصيف دقيق للقاءاتهم مع المسؤولين السوريين، فإن اتفقوا على نقطة خلافية جهروا بها وإن اختلفوا عبّروا عن نقطة الخلاف، من دون خوف أو شعور بالدونية أو عقد كالتي تلازم مسؤولين لبنانيين منذ أن تعبر سياراتهم الفارهة جديدة يابوس أو نقطة العبودية.

يفقد المسؤولون اللبنانيون ـ إن أرادوا إمرار فترة حكم مستقرة إلى حد ما ـ الكثير من الإستقلالية. فهم أولاً يشعرون بدين دائم عليهم سداده للشقيقة سورية، بغض النظر عن فيض محبتهم للنظام الشقيق وأركانه أو إحترامهم للتجربة الديمقراطية في البلد الشقيق. فسورية عملياً هي الناخب الأقوى في لبنان، ومن لم تشارك سورية في انتخابه جعلت سنوات حكمه عجافاً.يمارس مسؤولون لبنانيون، باسم الواقعية، والجيوبوليتيك سياسة الرياء المستمر و"تبييض" الوجه وإظهار حسن السلوك الوطني أمام أدنى المرجعيات السورية ويبالغ هؤلاء المسؤولون في تكبير المواقف القومية والإستراتيجية والنضالية المتطابقة مع خط الممانعة السورية، ويذهب أحد المنظرين (من فئة الثعالب) إلى حد تشبيه العلاقة اللبنانية السورية كتلك القائمة بين دول الإتحاد الأوروبي!

ويمارس المسؤولون السوريون، باسم الأخوة، سياسة الوصاية على القرار اللبناني، يسامحون الخطأة ويباركون الوافدين الجدد ويرسمون خارطة طريق استقرارنا السياسي وهم الأدرى بأن لبنان محكوم بالتوافقية التي أُدخِلت ـ بفعل اختلال القوى ـ  في الأعوام الأخيرة على مفردات الفرادة اللبنانية، وهي في حقيقة الأمر ليست سوى أداة تعطيل بيد حلفاء سورية وإيران، بغض النظر عن حجم تمثيلهم في مجلس النواب. ولسورية وحدها أن تضع دفتر الشروط السياسية لمن يود بناء علاقة وطيدة معها، البند الأول فيه احتضان المقاومة، تبدأ المزايدات والكل يتسابق للعب دور "الحاضنة" أو الصدر الحنون. وهل من يجرؤ على طرح هذا السؤال البسيط على  المسؤولين السوريين: لماذا لا تُعمم تجربة المقاومة الإسلامية في سورية؟ ما المانع؟  وبين الممارستين يتحول لبنان، واقعاً، إلى محمية سياسية تحمل في الشكل إسم الجمهورية اللبنانية المتمتعة باستقلال وسيادة وعضوية غير مشكوك فيها في جمعية الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية. في المحصلة النهائية ما بين لبنان وسورية تطابق دائم في المواقف حيال قضايا الأمة، وسائر المسائل المشتركة التي تهم الشعبين الشقيقين.

تُرى علامَ الخلاف؟

 

الانتخابات البلدية معركة زعامة مسيحية وعون يخوضها من دون الصوتين الأرمني والشيعي

الإثنين, 05 أبريل 2010/بيروت - «الحياة»

بدأت القوى السياسية الرئيسة في لبنان تستعد لخوض الانتخابات البلدية في موعدها بدءاً من 2 أيار (مايو) المقبل في جبل لبنان، من دون أن يطرأ أي تعديل على قانون الانتخاب الحالي لتعذر إقرار الإصلاحات البلدية الواردة في مشروع القانون المحال من الحكومة على البرلمان الذي تباشر اللجان المشتركة فيه درسها الخميس المقبل. بعد أن تعذر على اللجان في اجتماعاتها المنفردة تحقيق أي تقدم، سوى انها توافقت على استبعاد اعتماد النظام النسبي.

وقالت مصادر وزارية لـ «الحياة» ان لا عودة عن اجراء الانتخابات البلدية في موعدها على أساس القانون الحالي، مستبعدة ما يتردد عن أنه يمكن ادخال بعض التعديلات الإصلاحية عليه في حال توافقت اللجان النيابية عليها وأقرتها الهيئة العامة للبرلمان قبل موعد بدء الدورة الأولى منها في 2 أيار المقبل.

وعزت المصادر نفسها السبب الى ان دعوة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود للهيئات الناخبة جاءت على أساس القانون الحالي وبالتالي لم يعد الوقت يسمح بإدخال أي تعديل على القانون البلدي خصوصاً ان البنود الإصلاحية الرئيسة الواردة في مشروع القانون الذي أعدته الحكومة سقطت كلياً منه وهذا ما توصلت اليه اللجان النيابية في اجتماعاتها المنفردة قبل أن تخلي الساحة للجان المشتركة التي لم يعد في مقدورها تصويب الموقف على رغم ما سيصدر من حين الى آخر من تصريحات لعدد من الوزراء والنواب يتحدثون فيها عن احتمال ضم بعض الإصلاحات الى القانون الحالي.

وكشفت المصادر عينها ان الموقف من الإصلاحات البلدية والإصرار على اجراء الانتخابات في موعدها أحدثا شرخاً في العلاقة بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون وحركة «أمل» حليف «حزب الله» المتحالف مع «التيار الوطني الحر»، وقالت ان هذا الشرخ جاء ليؤكد أن العلاقة بينهما لم تبلغ مرحلة الاستقرار وان التداعيات السياسية المترتبة على اختلافهما في الانتخابات النيابية في دائرة جزين ما زالت تتفاعل من دون أن تنجح الاتصالات التي يتولاها «حزب الله» في تطويقها أو في استيعابها. وهذا ما يبرز جلياً في اجتماعات اللجان النيابية وتحديداً في لجنة المال والموازنة برئاسة النائب في «تكتل التغيير» ابراهيم كنعان التي شهدت في أكثر من مناسبة تجاذباً بينه وبين زملائه من النواب المنتمين الى كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة الرئيس نبيه بري.

ولم تستبعد المصادر أن يؤدي الاختلاف بين «أمل» و «التيار الوطني» الى دخولهما في حرب تصفية حسابات جديدة على خلفية التباين الذي حصل بينهما في شأن دعوة رئيس المجلس الى البحث في كيفية الغاء الطائفية السياسية ومن ثم تحديده موعد الجلسة النيابية التي لم يقر فيها التعديل الدستوري الرامي الى خفض سن الاقتراع من 21 الى 18 سنة.

وتضيف ان الاختلاف بين «التيار الوطني» و «أمل» لم يبق محصوراً في التباين حول الغاء الطائفية السياسية وخفض سن الاقتراع، انما تمدد باتجاه رفض الرئيس بري تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر انتخابية واعتماد النسبية في البلديات اضافة الى اعتراضه على الأفكار التي طرحها عون في خصوص آلية التعيينات المقترحة لتعيين المديرين العامين وموافقته على التعيينات القضائية التي صدرت أخيراً عن مجلس الوزراء على رغم ان وزراء «تكتل التغيير» في الحكومة اعترضوا عليها باستثناء ممثل الطاشناق الوزير ابرهام دديان الذي رجح التصويت في مجلس الوزراء لمصلحة إقرار التعيينات.

وتؤكد المصادر الوزارية ان عون بدأ يدرس إمكان ان يرسم لنفسه مسافة عن بعض حلفائه من دون ان ينعكس ذلك على تفاهمه في شأن القضايا الكبرى مع «حزب الله»، باعتبار انه يعتقد أن اللعبة السياسية تجيز له الانفتاح على كل ما هو مطروح في شأن البلديات ومشروع الموازنة للعام الحالي والتعيينات ليكون له نصيبه من الحصص أسوة بعدد من حلفائه.

وتنفي المصادر ما تردد من ان عون بحث مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عندما زاره أخيراً في الرابية في مسألة البلديات أو التعيينات وقالت ان النقاش بينهما بقي في العموميات مع انهما تطرقا الى مشروع الموازنة حيث أكد الحريري إصراره على إقرار موازنة وازنة من شأنها أن تضع حداً لرفع سقف المديونية العامة المترتبة على زيادة الإنفاق الذي يزيد من عجز الموازنة من دون توفير الواردات المالية لتغطيتها.

كما تنفي ما أشيع عن أنهما ناقشا في الانتخابات البلدية في بيروت بعد إخفاق عون في تقسيمها الى ثلاث دوائر انتخابية وفي ظل صعوبة اعتماد النظام النسبي.

وأوضحت المصادر أن عون كان استبق زيارة الحريري له بإعلانه انه مع اجراء الانتخابات البلدية في موعدها وان استطلاعات الرأي التي أجريت أخيراً ما زالت ترجح كفة «التيار الوطني» في البلديات خلافاً لما يقال من ان التقدم الذي حققه خصومه في الشارع المسيحي في الانتخابات النيابية سينعكس على خيارات الناخبين في البلديات.

واعتبرت أن لا مفر أمام عون من خوض البلديات والتحضير لها خصوصاً في البلدات المسيحية، آخذاً في الاعتبار ان فوزه في الانتخابات النيابية في المتن الشمالي وجبيل والمتن الجنوبي - بعبدا - لا يعني أبداً أنه قادر في الحفاظ على نتائجها نظراً الى أن الصوتين الأرمني والشيعي كانا وراء فوز اللوائح المدعومة منه والأخرى المتحالف فيها مع «حزب الله».

وترى المصادر أن للانتخابات البلدية، على رغم العوامل العائلية والقروية التي تؤثر فيها، دوراً في التنافس على الزعامة المسيحية لا سيما ان الصوتين الأرمني والشيعي يبقى ترجيحهما في بلدات معينة لوجودهما فيها من دون الأخرى.

وتعتقد أن المعركة البلدية ستحدد ما اذا كان عون قادراً على استرداد ما خسره في الانتخابات النيابية في ضوء تراجع التأييد المسيحي له من 70 في المئة الى خمسين في المئة أم ان ميزان القوى الجديد الذي أفرزته الانتخابات في دورتها الأخيرة غير قابل للتعديل.

وتؤكد أن البلديات ستشهد تنافساً مسيحياً بامتياز يتوزع بين جبل لبنان وزحلة التي يستعد زعيم الكتلة الشعبية النائب السابق ايلي سكاف لخوضها بالتحالف مع خصمه السابق النائب نقولا فتوش الذي أعلن خروجه من «تكتل لبنان أولاً، ومن كتلة «زحلة بالقلب» وهو أعطى الضوء الأخضر لشقيقه بيار فتوش للاتفاق مع سكاف على الائتلاف البلدي الذي يضم أيضاً «التيار الوطني». لذلك فإن سكاف يراهن على أن المنازلة البلدية في مسقطه في زحلة ستشهد إعادة خلط الأوراق في التحالفات السياسية بما يتيح له أن يعيد الاعتبار السياسي لنفسه ولكتلته الشعبية في مواجهة تحالف «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» والمستقلين إضافة الى حليفه السابق رئيس البلدية الحالي لزحلة أسعد زغيب الذي قرر استبعاده من اللائحة التي يعدها وعدم التعاون معه، بذريعة انه ينفتح على خصوم سكاف.

 

قيادي بـ"القاعدة" يتوعد حزب الله والجيش: يحمون الجنوب لأجل أمن اليهود

04 نيسان 2010/ شن صالح القرعاوي، أحد أخطر المطلوبين على قائمة "الـ85" السعودية لعناصر "القاعدة"، هجوماً عنيفاً على الجيش اللبناني و"حزب الله" والقيادات السنية اللبنانية، متهماً إياهم بالدفاع عن أمن إسرائيل وتشكيل عقبة أمام وصول عناصر تنظيم "القاعدة" إلى شمالي إسرائيل.

ونشرت مواقع متخصصة في بث المواد المرتبطة بالتنظيمات المتشددة مقابلة مع القرعاوي نقلتها "سي. أن. أن" العربية، قدمته فيها على أنه "قائد ميداني في كتائب عبدالله عزام" التي تبنت قصف صواريخ على إسرائيل من لبنان في 27 تشرين الأول الماضي، أكد فيها سعي القاعدة في الجزيرة العربية إلى خطف أجانب واستهداف المصالح الأمريكية.

واعتبر أنه قادر على توفير معلومات حول الأوضاع الخاصة بـ"الجهاديين" في الجزيرة العربية ودول المشرق العلمي.

وتحدث القرعاوي عن بداياته، فاشار الى إنه خرج للعراق وشارك في معارك الفلوجة، وتعرف على القائد السابق للقاعدة بالعراق، أبي مصعب الزرقاوي وقام بـ"تكليفه بعمل خارج العراق،" ولكن السلطات السورية أوقفته وسلمته للرياض، فأمضى فترة قصيرة في سجونها.

ووضع القرعاوي تأسيس "كتائب عبدالله عزام" في إطار "فتح جبهة خارجية لضرب المفاصل الاقتصادية وخرق صفوف العدو من الداخل، وإدخال الرعب في قلوبهم، وقال إن تنظيمه مقسم إلى سرايا، منها سرية "زياد الجراح" التي قامت بقصف شمال إسرائيل انطلاقاً من جنوبي لبنان قبل سنة ونصف تقريبا.

واعتبر القرعاوي أن تنظميه كان عليه مواجهة "الخونة في لبنان وحزب الله وقوات اليونفيل وكل هؤلاء يحمون جنوب لبنان لأجل أمن اليهود،" وانتقد الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله الذي قال إنه ندد بالعملية، واعداً بتنفيذ المزيد من الهجمات.

واعتبر ان "السبيل الأمثل لتحرير فلسطين أن نعرف القوى الحقيقية المشاركة في احتلالها.. أساس الصراع ليس بيننا نحن العرب واليهود، بل هو في حقيقته بين قوى الحق وقوى الباطل، إذا نظرنا إلى الصراع بهذه المقاييس فإننا سنعلم أن وجهة كثير ممن يريدون تحرير فلسطين قد انحرفت حتى طلبت النصرة ممن هم أخطر من اليهود أنفسهم."

ولدى سؤاله عن الأوضاع في لبنان اعتبر القرعاوي انه "بعد مقتل رئيس الحكومة االراحل رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان انقسمت الساحة اللبنانية إلى قسمين رئيسين، هما ما يسمى بالموالاة والمعارضة.. وحصل بين الجانبين صراع مرير ظاهره لبناني، وحقيقته أنه دولي، استخدمت المعارضة فيه أسلوب التصفية الدموية لرموز خصومهم السياسية كما هي عادتها ودينها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام أصحاب هذه الأعمال بإلصاق أعمالهم بالجماعات الإسلامية في لبنان لكي يضربوا عصفورين بحجر".

وتابع: "أهل السنة للأسف في أسوأ حال وضعف وبؤس وظلم؛ وهم الضحية الأبرز في لبنان بل وحتى سوريا وبلاد الشام عامة.. الجيش اللبناني يكيل بمكيالين، فهو يعامل أهل السنة في لبنان بالبطش والقتل والتعذيب والسجن والقهر والمداهمات، أما مع الشيعة مثلا أو أي طائفة أخرى فلا نراه يحرك ساكنا."

واتهم القرعاوي القوى الشيعية اللبنانية بالسيطرة على مخابرات الجيش الذي "لم يدافع عن أهل السنة" في معارك السابع من أيار الماضي.

وبالنسبة لدور حزب الله في الجنوب اعتبر القرعاوي انه "ما هم إلا حرس لليهود.. أكبر عقبة تواجهنا في العمل على الأرض هي عقبة الحزب ولا شك، فلا هو قاتل اليهود ولا هو سمح لنا بالتحرك، بل واستخدم مخابرات الجيش في مطاردة وملاحقة عوام أهل السنة."

 

"القاعدة" تتحدى "حزب الله" ومحاولة لاشعال الصراع السني- الشيعي

05 نيسان 2010 - النشرة

كان مريباً التدخل المفاجىء لتنظيم "القاعدة" والذي هاجم "حزب الله" والجيش اللبناني لـ"حمايتهما الجنوب لاجل امن اليهود وتشكيل عقبة امام وصول عناصر التنظيم الى شمال اسرائيل" على حد زعم القيادي في التنظيم "صالح القرعاوي" (مع الاشارة الى ان القرعاوي كان اعتقل في سوريا وتم تسليمه الى السعودية وغادر الى الامارات ومنها الى بلدان اخرى. وتتهمه اجهزة مخابرات عربية بأنه من اكبر المنفذين لجرائم التزوير وتدريب الارهابيين، وتقول الاجهزة نفسها انه تواجد في ايران في الفترة الاخيرة وتزوج بابنة احد القادة الميدانيين لـ"القاعدة" محمد خليل الحكايمة).

الغريب في الامر لم يكن الانتقاد لـ"حزب الله" او الجيش اللبناني او قوات اليونيفيل، ولا اعتبارهم "حراس حدود اسرائيل" او غيرها من الصفات، فهي ليست المرة الاولى التي يخرج عن "القاعدة" مثل هذا الكلام الذي تحتاجه دون شك للبقاء "على قيد الحياة" في المنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص، خصوصاً بعد الاحداث التي رافقت مواجهات مخيم "نهر البارد" والمستوى البطولي الذي اظهره الجيش في وجه الارهاب والارهابيين. الغريب في الامر اذاً، يكمن في مضمون بعض ما جاء في كلام القرعاوي لناحيتين: الاول اثارة الوضع الامني في الجنوب واعادة القلق الى الدائرة الامنية بعد تضاؤل احتمال توجيه اسرائيل ضربة عسكرية للبنان، والثاني هو محاولة اشعال الصراع السني- الشيعي على محورين المحكمة الدولية والتشكيك في مديرية المخابرات في الجيش.

مصادر متابعة قرأت في اثارة الوضع الامني في الجنوب، رسالة مفادها احتمال اطلاق عدد من الصواريخ من الجنوب في اتجاه اسرائيل، ولكنها استبعدت في الوقت نفسه ان يكون الرد الاسرائيلي مغايراً لكل مرة تحصل فيها مثل هذه الامور، اي الرد باطلاق بعض القذائف المدفعية على اماكن محددة في الجنوب اللبناني. ورأت هذه المصادر ان "القاعدة" تكون بذلك قد ناقضت نفسها لان قيامها بمثل هذه الخطوات لن يضر باسرائيل، بل بلبنان ولهذا السبب امتنع "حزب الله" طوال السنوات الماضية عن القيام بمثل هذه الامور لانه يعرف ان مردودها ليس لصالحه ولا لصالح لبنان، كما انه بعد حرب تموز 2006، لم يعد بامكان اي من الحزب واسرائيل العودة الى مسألة المناوشات بعد ان ذاق كل منهما طعم المواجهة الواسعة المباشرة والفعلية. كما رأى المصدر في كلام المسؤول "القاعدي" امكان استهداف لـ"اليونيفيل" لان الجيش والحزب يعلمان الى حد ما طبيعة المنطقة وكيفية تحركهما فيما تعتمد القوات الدولية بشكل شبه مطلق على ما يوفره الجيش و"حزب الله" من معلومات لها على الصعيد الاستخباراتي والميداني.

وتوقفت المصادر عند الناحية الاخطر في كلام القرعاوي وهي اعادة محاولة بث الفتنة واشعال رغبة المواجهة بين السنة والشيعة في لبنان من خلال اتهام "حزب الله" باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، اذ قال ان المعارضة استخدمت "أسلوب التصفية الدموية لرموز خصومهم السياسية كما هي عادتها ودينها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام أصحاب هذه الأعمال بإلصاق أعمالهم بالجماعات الإسلامية في لبنان لكي يضربوا عصفورين بحجر".

كما انه هدف ان يشق وحدة الجيش من خلال الايحاء بأن الشيعة يسيطرون على مديرية المخابرات فيه فيفتكون بأهل السنة الضعفاء ولا يحركون ساكناً امام الشيعة او اي طائفة اخرى، على حد قول القيادي في "القاعدة". واستغربت المصادر تزامن هذا الكلام مع ما صرح به الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله حين تحدث عن عمل لجنة التحقيق الدولية واستبعادها فرضية المتشددين الـ13 الذين طوي ملفهم.

وتجزم المصادر بأن ما يحاول القرعاوي القيام به لهذه الناحية لن ينجح لاسباب عدة منها سعي الشيعة في لبنان الى عدم المواجهة مع السنة، وهو قرار يعمل به اهل السنة ايضاً في لبنان ويأتي ضمن قرار استراتيجي من السعودية، كما ان الوضع الميداني لا يسمح للمتشددين الناقمين على الوضع الحالي في التحرك كما يحلو لهم بسبب التضييق الذي يواجهونه من الجيش اللبناني وهو سبب التهجم عليه. وتعتبر المصادر نفسها ان جل ما يمكن ان يسفر عنه هذا التصريح هو شد ازر بعض المنتمين الى التيارات المتشددة ليس اكثر.

 

بضغوط من كتلة موالية لأحمدي نجاد برلمان إيران يقيل محتشمي "مؤسس حزب الله" من لجنة دعم الانتفاضة

دبي – سعود الزاهد/العربية

أقال البرلمان الإيراني يوم الأحد 4-4-2010 رجل الدين الإصلاحي علي أكبر محتشمي بور، رئيس لجنة الدفاع عن انتفاضة الشعب الفلسطيني الذي لعب دوراً رئيسياً في إنشاء حزب الله اللبناني في ثمانينات القرن الماضي، ويعتبرونه في طهران مؤسساً له. وتأتي الخطوة تجاوباً مع ضغوط يمارسها التكتل الموالي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في البرلمان الإيراني.هذا وذكرت وسائل إعلام إيرانية من طهران اليوم أن أکبر محتشمي بور أقيل من منصبه بعد ساعات من احتجاج قدمه رجل دين موالٍ لأحمدي نجاد في البرلمان الإيراني يدعى حميد رضا رسائي ضد إبقاء محتشمي سكرتيراً للجنة دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، واتهمه بالتواطؤ مع عدد من الأحزاب لم يسمها لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية عبر الانقلاب.

واتهم حميد رضا رسایي الذي كان يتحدث اليوم في الجلسة العلنية للبرلمان الإيراني، محتشمي بور بالتحضير "لانقلاب على عدد من الأحزاب وبعض الخواص" وذلك عبر تشكيله لجنة حماية أصوات المقترعين في الانتخابات. يذكر أن تكتل المحافظين المتشددين الموالين لأحمدي نجاد في البرلمان والذي يطلق عليه "تكتل رائحة الخدمة" بدأ يمارس ضغوطه منذ أشهر على رئيس البرلمان علي لاريجاني –محافظ وسط- للإسراع في عزل محتشمي بور من منصبه في لجنة الدفاع عن انتفاضة الشعب الفلسطيني.

محتشمي الذي يعد اليوم من أبرز الشخصيات الإصلاحية في إيران كان قد شغل منصب وزير الداخلية الإيراني أثناء الحرب العراقية الإيرانية في حكومة مير حسين موسوي زعيم المعارضة اليوم، وترأس البعثة الديبلوماسية الإيرانية في دمشق، وكان نائباً في البرلمان الإيراني في الدورتين الثالثة والسادسة.

وتؤكد مصادر إيرانية مطلعة أنه لعب دوراً أساسياً في إنشاء حزب الله اللبناني فأصبح يطلق عليه "مؤسس حزب الله". ويواجه اليوم تهم التواطؤ على النظام من قبل المتشددين الذين يسيطرون على الحكم في إيران بدعم من المرشد الأعلى آية الله خامنئي. كما بذل محتشمي جهوداً مضنية لاستنفار الدعم الشعبي والحكومي في إيران لصالح القضية الفلسطينية، وعندما كان سفيراً لبلاده خلال حقبة الثمانينات من القرن المنصرم تلقى طرداً بريدياً ملغماً أدى انفجاره إلى جرحه بشدة وقطع إحدى يديه من المعصم، وحينها اتهم النظام الإيراني إسرائيل وأمريكا بالوقوف وراء الاعتداء على السفير محتشمي بور الذي تتهمه هي اليوم بالمحاولة لإسقاط النظام.

 

طربيه اعلن ترشحه لانتخابات الرابطة المارونية: سنعمل على صوغ مفردات الوحدة الوطنية في لبنان الواحد

وطنية - 5/4/2010 أعلن الدكتور جوزف طربيه اعتزامه خوض انتخابات الرابطة المارونية على رأس لائحة تحمل اسم "النهضة المارونية" السبت المقبل في العاشر من الشهر الحالي، وقد ترشح طربيه الى منصب الرئيس، فيما ترشح الدكتور فرانسوا باسيل الى منصب نائب الرئيس. وتشكلت لائحة "النهضة المارونية" من الاعضاء الآتية اسماؤهم بحسب الترتيب الابجدي: حكمت ابو زيد، النقيب سمير ابي اللمع، المحامي فارس ابي نصر، نعمة افرام، الدكتور انطوان بستاني، الدكتور عبدو جرجس، شارل الحاج، السفير سمير حبيقة، طلال الدويهي، المحامي حافظ زخور، المحامية عليا بارتي زين، الدكتور انطونيو عنداري، المحامي شوقي قازان، النقيب انطوان قليموس وانطوان واكيم.

بيان الترشح وأذاع الدكتور جوزف طربيه البيان الذي ستخوض "لائحة النهضة المارونية" الاستحقاق الانتخابي على أساسه، وجاء فيه:

"في العاشر من نيسان سيكون اعضاء الرابطة المارونية على موعد لانتخاب مجلس تنفيذي خلفا للمجلس المنتهية ولايته. وهو استحقاق لا بد من مقاربته بروح المسؤولية، والالتزام بمواصلة العمل تحت سقف ثوابت الرابطة ومسلماتها التي تستهدف الخط التاريخي للكنيسة المارونية متمثلة بالصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان.

ولان الرابطة المارونية، تظل في الازمنة الصعبة السقف الجامع الذي لا ينتصر الا لوحدة الصف والكلمة، فان تفعيلها، ومدها بكل اسباب الدعم يملي علينا بان نتجند لإكمال المسيرة التي بدأها المؤسسون من أسلافنا، لتحقيق أهدافها، وتكثيف حضورها في كل المجالات.

وانطلاقا من ذلك، وبعد التشاور في ما بيننا، قررنا خوض الانتخابات، متحدين متضامنين، يجمعنا هدف مشترك يتمثل في توظيف ما نملك من طاقات ونختزن من إمكانات لخدمة الرابطة وعبرها الطائفة المارونية ولبنان، والمضي في مأسستها وتطويرها لتؤدي عملها على نحو نموذجي آخذة بأسباب الحداثة المقرونة بحرارة الالتزام الوطني.

ان لائحتنا، تعكس في تنوعها صورة النخبة المارونية المتشوقة لخدمة وطنها وطائفتها من خلال الرابطة، وهي تضم اعضاء خدموا وطنهم في جميع الحقول والميادين: الدبلوماسية، المصرفية، الحقوقية، الطبية، الاقتصادية، الصناعية، العلمية، الصحافية، الادارية، الشبابية والاجتماعية، ولا هدف لها سوى العطاء مترسملين بتراث من التجارب الناجحة المعروفة من الجميع والماثلة للعيان.

اننا نأمل بثقتكم الكريمة، متعهدين الالتزام بمنطوق النظام الاساسي للرابطة المارونية وتنفيذ البرنامج الآتي:

1- مواصلة تحديث الرابطة وتفعيلها، واستكمال خطة المأسسة استجابة لروح العصر، ومقتضيات التوسع في عملها ونشاطاتها من خلال تعزيز الاجهزة التنفيذية الملائمة، وتوفير مصادر مستدامة لتمويل برامجها وخطتها الآنية والبعيدة المدى.

2- تطوير عمل اللجان المتخصصة المنبثقة من المجلس التنفيذي واستحداث لجان جديدة تتماشى مع متطلبات الواقع اللبناني والتحديات الماثلة على غير صعيد، واستطقاب اصحاب الادمغة والكفايات للانخراط فيها والمشاركة في مداولاتها، والافادة من خبراتهم ومن المواقع التي يحتلون في القطاعين العام والخاص.

3- تعزيز التكافل والتآخي الانساني والاجتماعي ضمن استراتيجية ربط الموارنة بأرضهم، والحد من الهجرتين الداخلية والخارجية، وتشجيع الهجرة العسكية باتجاه الوطن والافادة من الطاقات المارونية في الوطن وديار الانتشار، وتوظيفها في إطار برنامج شامل متعدد الابعاد يقوم على:

أ- التشجيع على إقامة مشروعات اقتصادية إنتاجية في القرى والمناطق النائية، تؤمن فرص عمل لابنائها ومورد رزق كريم يقيم سلبيات النزوح والتغرب من مساقط رأسهم وأرضهم.

ب- تطوير عمل المؤسسات المارونية المعنية بمجالات الإسكان، والطبابة والاستشفاء والتربية والتعليم ودعمها من أجل مساعدة ذوي الدخل المحدود في الحصول على السكن اللائق والتعليم والعناية الصحية.

ج- متابعة ملف المهجرين حتى طيه نهائيا، والعمل على تأهيل قرى العودة وتزويدها بالبنى التحتية وتعزيزها بمشروعات إنتاجية تساعد في عودة المهجرين وصمودهم في أرضهم، لان عودة البيوت الى أصحابها لا تمثل الا حلا جزئيا للمشكلة فحسب.

ان منظومة العمل الداخلي للرابطة، وبرامجها الاجتماعية، لا يمكن فصلها عن البعد الوطني لحركتها، وهو بعد يرتكز على مجموعة من العناوين، أبرزها:

اولا: ان فلسفة وجود لبنان تقوم على التنوع في الوحدة، والوحدة في التنوع، وان تعدد عائلاته الروحية هو مصدر غنى له، ولو تسبب في بعض محطات تاريخه القديم والحديث بعواصف واهتزازات، على ان هذا الوطن المحدود بجغرافيته الضيقة شهد حوار الحضارات قبل قرون من دعوة العديد من الفلاسفة والكتاب المتنورين اليها. وهذا الحوار هو واقع يومي معيوش على هذه الارض التي إختصها الله بهذه النعمة على مشقتها. وانطلاقا من ذلك، فان الموارنة هم الاكثر شبها بلبنان لانهم حافظوا على التنوع في ما بينهم، ورفضوا كل محاولة لنفي هذا الطابع وإبداله بأحاديث او ثنائيات. الا ان هذا التنوع لا يلغي ضرورة جمع كلمتهم في الشؤون المصيرية التي تتعلق بوجود وطنهم ومستقبلهم.

ثانيا: ان الموارنة هم مشرقيون وان تعزيز انتمائهم الى محيطهم يؤكد أهمية الدور الذي اضطلعوا به عبر التاريخ، ففي معاقلهم في جبال لبنان صانوا لغة الضاد ومن أديرتهم صاغوا العروبة الحضارية، وأوقدوا شعلة التحرر، ومن أقلامهم تفجر مداد الحرية الذي كان المحرك الاول للثورة التي دكت أساسات الاستعمار، على ان تفاعل الموارنة مع محيطهم العربي ليس غريبا عن تراثهم العريق، وهو يتلاقى مع ما أوصى به الإرشاد الرسولي.

ثالثا: إيلاء الحوار المسيحي-الاسلامي أهمية خاصة، لان هذا الحوار يؤسس لحالة وطنية تعبد الطريق امام المصالحة الشاملة. وسنقوم بخطوات في هذا المجال من أجل تفعيل هذا الحوار وفتح آفاق جديدة أمامه، وطرح مقاربات عملية، لئلا يقتصر على لقاءات ومحاضرات وندوات، يبقى أثرها محدودا قياسا الى ما يجب ان يقوم من عمل مشترك يستند الى آليات فاعلة وواضحة.

رابعا: ان تحقيق التوازن في الدولة ينبغي ان يكون الهدف الرئيس الذي تسعى اليه الرابطة المارونية، وذلك من خلال:

أ- قانون عادل للانتخابات يضمن صحة التمثيل.

ب- استعجال إقرار اقتراح القانون الرامي الى استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، والعمل على قيد وتسجيل معاملات اختيار الجنسية لدى المديرية العامة للاحوال الشخصية الواردة من السفارات والقنصليات قبل ايلول 1958.

ج- إعطاء المنتشرين اللبنانيين حق المشاركة في الانتخابات النيابية ترشيحا واقتراعا.

د- استعجال البت بقرار مجلس شورى الدولة القاضي بنزع الجنسية اللبنانية من غير مستحقيها، ورفض اي شكل من أشكال الإبطاء والتريث لاي سبب كان.

ه- تحقيق اللامركزية الادارية بالتلازم مع الإنماء المتوازن انسجاما مع ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني بهذا الشأن.

و- العمل على الحد من تملك الاجانب بما يحفظ للبنانيين هويتهم والارض.

ز- تشجيع المسيحيين والموارنة خصوصا على الانخراط في مختلف اجهزة وإدارات الدولة.

خامسا: رفض مواقف الاحباط والانهزامية التي تراود بعض المسيحيين خوفا من الغد والمصير وتذكيرهم بان أجدادهم والآباء ما كانوا يوما الا مقدامين في الدفاع عن الوطن والارض والهوية متجذرين في ارضهم حتى الاستشهاد رغم عتي العواصف وضراوة المحن.

سادسا: العمل الدؤوب على دعم وتعزيز التواصل والتضامن بين رئاسة الجمهورية والصرح البطريركي لما في ذلك من مصلحة للموارنة ولجميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم.

سابعا: التعاون مع "المؤسسة المارونية للانتشار" لربط المنتشرين بالوطن الأم، وهي خطط تصب في مصلحة اللبنانيين جميعا، ولا سيما الموارنة، وتساعد على إنتاج تواصل نوعي ومؤسساتي يجعل من الانتشار قوة وازنة توظف ما تملك من طاقات وإمكانات لخدمة لبنان وقضاياه، وإعانته على جبه ما يعترضه من صعوبات في مختلف الميادين.

ومن أجل ذلك كله.. ومن أجل ان تكون الرابطة المارونية، الرافعة القادرة والمقتدرة والقوة العابرة للخلافات والإنقسامات والعاملة على صوغ مفردات الوحدة الوطنية في لبنان الواحد والاخاء الماروني ضمن كنيستنا الانطاكية الموحدة وإشاعة الروح المسيحية بين أتباع الفادي في زمن القيامة المجيدة.

نتقدم بترشيحنا، شاكرين سلفا ثقتكم، والى ولاية جديدة لحمتها وسداها التعاون الباني بروح منفتحة ويد ممدودة للجميع على قاعدة الخير للبنان والموارنة.

 

كيف نعالج الخلل الديمغرافيّ؟

بقلم الأستاذ أنطوان نجم

في خلفيّة ما جرى في مجلس النوّاب يوم الإثنين الواقع فيه 22/2/2010، برهان حسّيّ على صحّة ما ناديتُ به منذ ثلاثة عقود ونيّف. فقد أرجأ المجلس إقرار مشروع يجيز للشباب الاقتراع ابتداء من سنّ الثامنة عشرة، إلى حين إقرار مشروع يعطي الجنسيّة اللبنانيّة لمستحقّيها من المغتربين، وآخر يسمح للبنانيّين الموجودين خارج البلاد بالمشاركة في الانتخابات. ذلك أنّ ما وراء المواضيع الثلاثة، ويتضمّنها، يعبّر عن مسألة "الخلل الديمغرافيّ" بين الطوائف اللبنانيّة وأهمّيّتها الضخمة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة. وبفضل المناقشات حول الموضوع، انتبه اللبنانيّون، ولو متأخّرين، إلى ضرورة إيجاد مخرج يحدّ من مساوئ ذلك الخلل، بغية احترام المساواة الفعليّة بين الجناحَين اللبنانيَّين. فلا تشكّل الأرجحيّة العدديّة الإسلاميّة ثقلاً يطيح ما تبقّى من مشاركة ذات قيمة حقيقيّة مع الفريق المسيحيّ الأقلّ عددًا.

و"الخلل الديمغرافيّ" معضلة المجتمعات المتغايرة sociétés hétérogènes ،حيث طغيان العدد يشوّه الديمقراطيّة. ففي الهيمنة العدديّة لا يبقى من الديمقراطية إلاّ الشكل والظاهر. والحياة السياسيّة لا تبخل علينا بأمثلة على "ديمقراطيّات" تمعس هويّات مجتمعيّة أقلّيّة وتهرسها.

وكان كثير من اللبنانيّين قد أشار إلى الخلل الديمغرافيّ، القائم أو المرتقب، منذ ما قبل الاستقلال في العام 1943. إنّه أمر ما زال حاضرًا في السياسة اللبنانيّة. فقد كتب محمد جميل بيهم في هذا الشأن في جريدة "بيروت" في العام 1936: "إنّ أحوال المسلمين الشخصيّة وإقبالهم على الزواج تكفلان لهم عمّا قريب أكثريّة عدديّة. وكلّما مرّ الزمن ازدادوا كثرة، لا سيّما وأنّهم أقلّ من سواهم ميلاً للهجرة."

وقد جئت على ذكر هذا الخلل في العام 1958، في أحد اجتماعات المجلس المركزيّ الكتائبيّ، بعد تأليف حكومة الأربعة في مطلع عهد الرئيس فؤاد شهاب، إثر انتصار الثورة المضادة بقيادة حزب الكتائب اللبنانيّة. إقترحتُ، وقتذاك، قانون انتخابات نيابيّة جديدًا، يكون فيه عدد النوّاب مناصفة بين المسلمين والمسيحيّين. وكي لا تكون هذه المناصفة شكليّة، بل مفصحة عن حقيقة مواقف الفريقَين، ارتأيتُ أن تأتي الدوائر الانتخابيّة على نحو لا ينجح فيه مرشّح مسيحيّ بأكثريّة أصوات إسلاميّة، ولا مرشّح مسلم بأكثريّة أصوات مسيحيّة. وأضفتُ: "نحن، اليوم، نشارك في السلطة بعدما انتصرت الثورة المضادة. لننتهزْها مناسبة ونستغلّها لمصلحة الجميع. لنأخذ المبادرة ونعمل لهذا الاقتراح باسم المساواة بين اللبنانيّين، أيًّا يكن عدد المسيحيّين وعدد المسلمين في لبنان. لنسبق الظروف، وننشئ "معادلة" تبقى صالحة حتى ولو رجحت في المستقبل كفّة المسلمين الديمغرافيّة. أمّا إذا لم نفعل، فإنّ النسبة الحاليّة (6/5) ستتغيّر حتمًا ذات يوم، ولكن على الرغم منّا، ومن غير موافقتنا، وضدّ مصلحتنا."

وكانت فكرة الخلل الديمغرافيّ تقضّ مضجع بشير الجميّل. وفي حديث على انفراد معه بعد انتخابه رئيسًا للجمهوريّة، قال لي: "أتعلم ما هو برنامجي للعام 1983؟" أجبته: طبعًا! قال: "البرنامج الذي أعنيه لم يرد في المشروع الذي وضعتَه مع اللجان المختصّة لسنوات الولاية الستّ. إنّه محدّد بهدف استعادة خمس مئة ألف مغترب مسيحيّ". قلتُ له، بعد لحظة تفكير: "الهدف رائع. ولكن هل تدرك أنّ عليك تأمين المسكن والعمل لهؤلاء العائدين؟" وأضفتُ: "أرى أن تحصر هدفك بخمسين ألفًا فقط". واستدركتُ بسرعة وقلت: "لا أظنّ أنّ فكرتك عمليّة، خصوصًا في هذا المدى الزمنيّ الضيّق. ليكن برنامجك إيقاف الهجرة في العام 1983. فإنْ نجحتَ أقمنا لك تمثالاً في ساحة ساسين".

في يقيني أنّ موضوع الخلل الديمغرافيّ لا حلّ له، عمليًّا، من طريق استعادة المغتربين. وبكلام آخر، أيًّا تكن النيّات حسنة والمساعي ناشطة، فإنّ نسبة المغتربين العائدين ستكون جدّ ضئيلة: نقطة ماء من بحر واسع. خصوصًا بعدما طال الزمن على مَن ولدوا في بلاد الاغتراب ونشأوا. على كلٍّ، لا بدّ من المحاولة، وإعادة المحاولة دائمًا. فالقليل أفضل من لاشيء.

ولا حلّ من طريق ردم الهوّة بين الديمغرافيّتَين بتشجيع زواج المسيحيّين والإكثار من الإنجاب. هذا وهْم.

ولا حلّ بإقرار العلمانيّة. فهذه من رابع المستحيلات.

ولا ننسى أنّ مرسوم التجنيس الذي صدر في عهد الرئيس الياس الهراوي أضاف إلى الخلل البنيويّ خللاً آخر. وستتّسع هوّته بتوطين الفلسطينيّين. هذا التوطين آتٍ، لا محالة، يوم تقرّ الدولة اللبنانيّة قانونًا يجيز لزوج المرأة اللبنانيّة الأجنبيّ ولأبنائه أن يحصلوا على الجنسيّة اللبنانيّة.

ولا يمكن الاتّكال على النصائح الكريمة للحؤول دون استغلال هذا الخلل. فكلام الطيّب الذكر الإمام محمد مهدي شمس الدين، في "الوصايا"، في "الثبات والالتزام بنظام الطائفيّة السياسيّة مع إصلاحه"، لم يؤثّر البتّة في زعيمّي أبناء طائفته. كذلك لا يُعوَّل على توازنات إقليميّة-دوَليّة في استمرار اعتماد المناصفة في المجلس النيابيّ والحكومة وموظّفي الفئة الأولى، وربّما، عرفًا وموقّتًا، في سائر فئات الموظفين. علمًا بأنّ المناصفة في المجلس النيابيّ القائم شكليّة فحسب. إنّ خمسة وثلاثين نائبًا من أصل أربعة وستين نجحوا إمّا بأصوات أكثريّة إسلاميّة، وإمّا بأصوات إسلاميّة مرجّحة. والمعروف أن هؤلاء الناجحين مضطرّون إلى "مسايرة" مَن أوصلهم. وسيكون ذلك على حساب تمثيلهم للمسيحيّين.

الموضوع جلل. ويستحقّ علاجًا، بالمعنى الوافي للكلمة. فلا يعرف أحد متى تتغيّر الظروف والتوازنات، وتطير معها "التوافقات".

العلاج المنشود موجود. ويتمّ بموجب نصوص تشريعيّة يصعب التلاعب فيها، على أن يُقرّ الجميع، بادئ ذي بدء، وباقتناع نهائيّ، أنّ المجتمع اللبنانيّ ثنائيّ-كثاريّ: ثنائيّ دينيًّا وكثاريّ طوائفيًّا، وأنّ لهذا الواقع، الذي يفرض نفسه، مقتضيات منطقيّة. فلنقبل بها بكلّ رضًى.

لبنان في حاجة إلى تجاوز مفهوم الحكم الأكثريّ بـ"الأكثريّة العدديّة" التقليديّة الكلاسيكيّة المعروفة في التشاريع الغربيّة. الصيغة الملائمة للواقع المجتمعيّ اللبنانيّ هي تلك التي توصل إلى أكثريّة قادرة على التعبير عن حقيقة الخيارات لدى جميع الطوائف في لبنان. فالحكم في لبنان لا يمكن إلاّ أن يكون "طوائفيًّا-توافقيّا". وهذا يعني ملازمة الطوائفيّة ملازمة حتميّة لطبيعة تكوين السلطة السياسيّة الديمقراطيّة في لبنان.

لذلك، لا علاج للخلل الديمغرافيّ إلاّ في إقامة الدولة الفدراليّة، حيث المساواة الوطنيّة-السياسيّة بين الطوائف اللبنانيّة، والمشاركة العادلة في إدارة البلاد، لا تعطيان الأعداد والأحجام فوق ما لها من شأن وأهمّيّة.

شرط قيام "الفدراليّة" في لبنان أن يأتي ثمرة قبول شعبيّ لبنانيّ طوائفيّ حرّ وعريض.

ولا يحصل القبول الشعبيّ بالفدراليّة إلاّ بتهيئة الناس لها من طريق إنشاء "أحزاب طوائفيّة بتكوين فدراليّ"، وهيئات مؤسّسيّة أخرى تكون على شاكلهتا يلتقي فيها المواطنون، على اختلاف طوائفهم، فيتفاعلون في ما بينهم، ويتفاهمون، ويتوافقون، ويعيشون معًا همومهم وآمالهم الوطنيّة، مع محافظة كلّ منهم على شخصيّته الطائفيّة، وخلفيّاته التاريخيّة، وأجوائه الثقافيّة، ومفاهيمه الاجتماعيّة وتقاليده.

في "الأحزاب الطوائفيّة بتكوين فدراليّ"، لا يبقى اللبنانيّون متجمّعين في "بْلوكات طائفيّة" سياسيّة منغلقة، بل يتوزّعون على هذه الأحزاب العاملة على مدى أرض الوطن.

وفي توزّع الطائفة الواحدة على "الأحزاب الطوائفيّة بتكوين فدراليّ"، لا يمكن أن تشعر أيّ طائفة أنّها أصيبت بهزيمة، أو أُقصيت، إذا ما انتصر أحد تلك الأحزاب في الانتخابات النيابيّة أو المحلّيّة... ذلك أنّ أبناء لها، من المهتمّين بالسياسة والعاملين في حقولها، موجودون هنا وهناك وهنالك... فلا تعود "الطائفة-البلوك الواحد" قادرة أن تتحكّم، وحدها، بمقدّرات البلاد، وبمصير الحكم فيها، وبإسقاط السلطة ورفعها متى تشاء.

وبهذه الطريقة، يتيسّر لكلّ طائفة أن تنتخب، وحدها، ممثّليها إلى المجلس النيابيّ والمجالس المحلّيّة مع تطبيق نظام النسبيّة، ترشحهم الأحزاب الطوائفيّة بتكوين فدراليّ. إذّاك تشعر كلّ طائفة بالعدالة السياسيّة وباحترام هويّتها، ويزول شبح سيطرة أيّ فئة عليها، ويختفي استغلال ضعفها العدديّ، ولا يعود من مجال لضرب مصالحها وحقوقها الوجوديّة عبْر إضعاف مشاركتها في السلطة. وبذلك، أيضًا، يقوم توافق صحيح وصادق في القواعد الشعبيّة المختلفة، وإنْ لم تتجاور سكنيًّا وجغرافيًّا. إنّها تنخرط في تفاعل فريد من نوعه، قد يوصلها، في مستقبل يستحيل تحديده، إلى واقع مختلف عمّا هي عليه الآن، تتداخل عناصره وتتبادل التأثير. وإذّاك يخلق الله ما لا تعلمون.

مشروعي في حاجة إلى مدى زمنيّ ومناهج عمل طويلة النفَس كي يتحقّق. المهمّ أن نبدأ بإنشاء "الأحزاب الطوائفيّة بتكوين فدراليّ". وبانتظار الوصول إلى الفدراليّة، تبقى روحيّة "اتّفاق الطائف"، مع ما يستجدّ من توافقات من آنٍ إلى آخر، منارة لحياتنا السياسيّة-الوطنيّة.

وأتمنّى على مَن يرفض مشروعي أن يأتي بآخر يتوافق والحقيقة المجتمعيّة اللبنانيّة في أبعادها المختلفة، ويخدم الهدف النبيل نفسه.

الغاية، في نهاية الأمر، أن تقوم ديمقراطيّة معافاة، في أجواء ديمقراطيّة صحيحة، وبوسائل ديمقراطيّة سليمة، لنضع حدًّا نهائيًّا لأثمان فاحشة دفعناها، وربّما ندفع، غدًا، مثلها وأغلى منها، إذا ما خانتنا الشجاعة وأصررنا على المراوحة.