المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
07  شباط/2010

إنجيل القدّيس متّى 5/38-48/المسامحة والمحبة

سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيْل: أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تُقَاوِمُوا الشِّرِّير، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ لِيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا. ومَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً واحِدًا، فَٱذْهَبْ مَعَهُ مِيلَين. مَنْ يَسْأَلُكَ فَأَعْطِهِ، ومَنْ يُريدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْهُ. سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.

 

بعد رفض البطريرك صفير زيارة سورية واستبداله بعون "خليفة مار مارون"  

الأسد يعود إلى نغمة عزل المسيحيين في لبنان وجماعته تنسحب من احتفال ذكرى اغتيال الحريري

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

قد تعجل عودة سورية مرة ثالثة الى محاولة عزل المسيحيين في لبنان بعد محاولتيها السابقتين الفاشلتين مع بداية الحرب في منتصف سبعينات القرن الماضي وفي عهد وصايتها على لبنان منذ مطلع التسعينات, في تشكيل "جبهة لبنانية" او تجمع "قرنة شهوان" جديدين يستبعدان ميشال عون وتياره ويضمان قادة الطوائف المسيحية "يكونان منفتحين بشكل اوسع على الزعامات السنية, بقيادة البطريرك الماروني نصرالله صفير, بعد استبعاد التيار الجنبلاطي الذي يبدو ان زعيمه في المختارة عاد لانتهاج سياسة والده بعد اكثر من ثلاثين عاما في "عزل المسيحيين" وخصوصا الموارنة منهم, ظنا منه ان استنساخ هذه السياسة العقيمة يقربه من نظام بشار الاسد كما قرب والده من حافظ الاسد في السبعينات, ويقوي تحالفه المبني على الخوف من "حزب الله" وعلى التدليس والمراوغة مع نبيه بري وباقي "الاحزاب الوطنية" التي عفى عليها الزمن وباتت مثل الحزب الشيوعي بلا شيوعية.

وفي استدعائه ميشال عون ل¯"قراءة الفاتحة" على ضريح مار مارون في ذكراه في شمال سورية الاسبوع المقبل, يكون بشار الاسد اعلنها "حربا مفتوحة" على البطريرك الماروني وطائفته في لبنان وسورية نفسها التي رفض مطارنتها هناك ان يكون جنرال الرابية الملطخة يديه بدماء مئات الضباط والجنود السوريين في حرب "تحريره" في اواخر الثمانينات وآلاف اللبنانيين في حرب إلغائه "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع, ممثلا للموارنة او ل¯"مسيحيي الشرق" في الاحتفال بذكرى مار مارون, كما يكون يمهد لعودة من النافذة الى لبنان بعد خروجه مطأطأ الرأس من بابه العريض في ابريل ,2005 خصوصا عندما كشف نواياه لمجلة "نيوزويك" هذا الاسبوع بالقول ان "اندلاع الحرب الاهلية في لبنان مجددا لا يحتاج الى اسابيع بل الى ايام, ولا شيء مضمونا فيه الا بتغيير نظامه الراهن", وهما طرحان ليسا جديدين عليه وعلى والده لأنهما اشعلا الحرب الاولى العام 1975 وغيرا النظام الى صورتي ومثالي نظاميهما الشموليين المنعزلين عن العالم والقمعيين القائمين على الحديد والنار.

وكشفت اوساط في قوى "8 آذار" المعارضة للدولة النقاب امس في لندن ل¯"السياسة" عن ان سياسة العزل الجديدة لمسيحيي "14 آذار" الحاكمة ستكون علنية بعد الآن "حين ينسحب ممثلون عن احزاب في هذه المعارضة في ذكرى استشهاد رفيق الحريري في نهاية الاسبوع المقبل عندما سيهم سمير جعجع وامين الجميل لإلقاء كلمتيهما" في الحشود التي يتوقع لها ان تتجاوز المليون هذه السنة من الاحتفال تعبيرا عن رفض نهجهما السياسي المناوئ للسوريين والايرانيين وعملائهم في لبنان, وتحركهما تحت جناح البطريركية المارونية في بكركي التي رفض سيدها زيارة سورية لترؤس الاحتفالات بذكرى مار مارون بعدما جرت معه محاولات مدفوعة من دمشق بهذا الخصوص.

وقالت اوساط روحية مارونية ان البطريرك صفير "لم يحسم امره بعد في ارسال ممثلين عنه من المطارنة للمشاركة في ذكرى اغتيال الحريري, اذ انه لا يريد احراج نجل الراحل رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يبدو هو الآخر اليوم - بعد وليد جنبلاط - يحاول العثور لنفسه على "منزلة بين المنزلتين" - بين "8 و14 آذار" - كي يجنب البلد خضات جديدة مذهبية وطائفية, الا انه سيفشل في هذه الحيادية فشلا ذريعا لأن نوايا الطرف الآخر غير صافية وغير صادقة, وهو يتحين الفرص لضرب ضربته القاضية".

 

سورية أوحت لحلفائها بعدم التصعيد بشأن مشاركة لبنان في القمة العربية 

تقاطع مصالح بين القذافي و"حزب الله" يطوي صفحة الإمام الصدر

بيروت - محمد عبد الله: السياسة

كشفت مصادر مطلعة لـ"السياسة", أمس, أن تقاطع مصالح قد يربط في المستقبل القريب بين الزعيم الليبي معمر القذافي الذي خاب أمله مؤخراً من استمرار زعامته الافريقية وبين "حزب الله" اللبناني الذي بدأ يعيد حساباته في ما يتصل بالتمويل الذي يحصل عليه من إيران.

وذكرت تلك المصادر أن القذافي الذي تتهمه أوساط عدة بالمسؤولية عن اختفاء الإمام موسى الصدر قبل أكثر من 30 عاماً و"بعد أن فشل في تحقيق حلمه الأفريقي رغم كل ما أغدقه من أموال على الأفارقة على امتداد عشرات السنين, ومنذ اعتزاله الساحة العربية, بدأ يعيد حساباته اليوم لجهة إعادة تنشيط دوره عربياً وتحويل ميزانيات المليارات التي كانت تصرف في أفريقيا إلى الدول العربية, وهو يعتقد أن لبنان منبر أساسي في هكذا تحول, وعليه أن يحل مشكلة الإمام الصدر بأي ثمن, سيما بعد ان انتهت مهمته كرئيس للاتحاد الأفريقي, ولم يستطع أن يجدد ولو لسنة إضافية", مكتفياً بلقبه كملك لملوك أفريقيا. ويقابل هذا التحليل, ما كشفه سياسي لبناني فضّل عدم ذكر اسمه أن "حزب الله", بدأ "ينظر إلى الأفق المستقبلي في إيران, ويعيد حساباته في ما يتصل بالتمويل الذي يحصل عليه من إيران, وكل ما يتصل بإعادة ترتيب بيته الداخلي, إثر النكبات المالية التي أصابته من حرب يوليو, وما أفرزته من تدمير لقرى وبلدات لبنانية, حيث يعتبر الحزب نفسه معنيا أساسياً أكثر من الدولة اللبنانية بإعادة بنائها, نظراً للوعود التي أطلقها أمينه العام السيد حسن نصر الله, فضلاً عن أزمة الإفلاس التي ضربت رجل الأعمال حسن عز الدين, وانعكاس ذلك على قاعدة الحزب الشعبية, حيث قدرت الخسائر بمئات ملايين الدولارات".

وأضاف السياسي اللبناني أن "الحل الوحيد أمام الحزب أن يكون لديه رديف ممول في حال تغيرت الأوضاع في إيران, وهو لن يجد أفضل من ليبيا في هكذا حالة, نظرا إلى قدراتها النفطية", وأنه "من هنا بدت أصوات المطالبين بمقاطعة القمة العربية محدودة, ولم تصل حتى الآن إلى "حزب الله", بل هي اقتصرت على نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ورئيس مجلس النواب نبيه بري, خاصة وأن هناك معلومات تشير إلى أن سورية طلبت إلى حلفائها في لبنان بضرورة عدم تصعيد الموقف مع ليبيا, لأن الرئيس القذافي سبق وشارك في القمة العربية التي انعقدت في دمشق منذ عامين, رغم كل الضغوط التي كانت تبذل في حينه لثنيه عن المشاركة", وهذا بالنسبة لموقف "حزب الله" وحركة "أمل".

أما الأطراف الشيعية الأخرى المناهضة أو المعترضة على سياسة الحليفين, من بينها السفير خليل الخليل سليل العائلة الجنوبية, والذي كان سفيراً في إيران وقت اختفاء الإمام فيرى أن "مشكلة اختفاء الإمام الصدر ليست في ليبيا, إنما في مكان آخر", كما وأن رئيس هيئة إنماء بعلبك الهرمل راشد صبري حمادة نجل رئيس مجلس النواب الأسبق, والذي زار ليبيا مع الوفد اللبناني في الصيف الماضي, فإنه يعتبر بدوره أن مشاركة لبنان في القمة العربية ضرورة تقتضيها الظروف الدولية والعالمية التي تفرض علينا مصالحة عربية-عربية, يجب أن يكون لبنان في صلبها, وليس بعيداً أو معرقلاً مهما كانت الظروف.

ووسط كل ذلك, لم تنقطع المفاوضات الجانبية والاتصالات بين أفرقاء لبنانيين والنظام الليبي, أملاً في التوصل إلى حل يرضي الطرفين, ويقفل هذا الملف كما سائر الملفات المشابهة, التي استطاعت ليبيا في الفترة الأخيرة أن تحلها, من قضية لوكربي والإفراج عن مواطنها المتهم عبد الباسط المقرحي إلى غيرها من الملفات التي كان الفضل فيها لنجل الزعيم الليبي ورئيس "مؤسسة القذافي الخيرية", سيف الإسلام القذافي, الذي يمثل التيار الإصلاحي في ليبيا, والذي يعتقد أنه سيخلف والده في السلطة.

من جهته, أشار أحد أعضاء الوفد اللبناني الذي قام بزيارة إلى ليبيا الصيف الماضي, على متن طائرة تابعة للخطوط الأفريقية والمملوكة بدورها لليبيا, خارقاً الحصار الجوي بين البلدين والتقى العقيد القذافي, أن كل تلك الاتصالات واللقاءات كانت "كطبخة البحص". وأكد أن نقاشاً دار بين أعضاء الوفد والقذافي بشأن ضرورة إعادة فتح السفارة الليبية في بيروت, وعودة النشاط التجاري بين البلدين, ولكن كل وعود "الزعيم الليبي" أمام الوفد "بقيت حبراً على ورق, ولم ينفذ أي شيء منها, الأمر الذي أثار غضب المشاركين في الوفد, سيما أنهم كانوا يمثلون شرائح متنوعة من المناطق والطوائف اللبنانية", إضافة إلى مشاركة ليبيا منذ نحو شهر بمؤتمر دعم المقاومة اللبنانية, الذي انعقد في بيروت, وفتح قنوات اتصال مباشرة مع "حزب الله", لاعتقادها أن ذلك يسهل مشاركة لبنان في القمة العربية في مارس المقبل بليبيا.

 

منطق طهران الصدَّامي

أحمد الجارالله/السياسة/تنطبق مقولة الولد الأرعن المشاغب على السياسة الإيرانية بما يثير الريبة منها, ليس فقط في ما يتعلق بإدارتها لبعض أدوات التخريب المتطرفة, بل في مجمل مواقفها, وأكثرها غرابة تلك المتعلقة بالملف النووي الذي فيه سقطت كل الحجج التي تسوقها طهران للمماطلة والتسويف في محاولة لكسب الوقت حتى تصل إلى أهدافها التي لا يعلمها الا شياطين طهران, ومن دون ان تقدم ما يوحي بجديتها في معالجة هذه المعضلة وإخراج المنطقة من دائرة القلق, وهي بذلك تشكل مصدر تهديد للمنطقة والعالم, بعد أن ملَّ المجتمع الدولي من الأعذار والمواقف المتناقضة التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون عند كل استحقاق في هذا الملف.

يومياً تمارس الآلة العسكرية الإيرانية العربدة, أكان ذلك عبر تجارب الصواريخ أو غيرها من الأسلحة والمناورات الضخمة, وهي في الجوهر تهديدات للدول المجاورة التي من حقها أن تتحسب لكل ما يمكن أن يهدد أمنها, وفي المقابل فإن طهران, التي تحاول أن تدخل المنطقة في عصر الظلامية ومعاداة حركة العصر, ترفض أي انتقاد أو مخاوف تبديها هذه الدول, بل إنها لا تتوانى في إعلان اعتراضها على كل شاردة وواردة, ومن الأمثلة المضحكة - المبكية في آن, أن طهران أبدت امتعاضها من نشر منظومة دفاعية في بعض دول الخليج العربية تحسباً لأي طارئ, في الوقت الذي أعلنت فيه أن تلك المنظومة لا تشكل تهديداً لها, وتعرف كيف تعطلها, فإذا كان الأمر على هذا النحو لماذا أبدت اعتراضها? أوليس في هذا التناقض ما يثير الريبة, ويجعل دول الخليج العربية في حال من القلق الدائم نتيجة تلك الممارسات?

وهل يغيب عن بال المسؤولين الإيرانيين أن الأعراف الدولية تقر حق أي دولة تشعر بالتهديد مما يجري في دولة مجاورة أن تعلن مخاوفها من ذلك وتطالب بتفسيرات وتطمينات واضحة? بينما الغطرسة الإيرانية ترفض أي اعتراض من قريب أو بعيد على بناء مفاعلات نووية قريباً من حدود تلك الدول, وتشكل خطراً وجودياً وبيئياً عليها. فما يكاد أي مسؤول خليجي, أو حتى غير مسؤول, يعلق على هذا الأمر حتى تنبري الآلة الصوتية الإيرانية بأقصى سرعتها لإطلاق تهديداتها وانتقاداتها لتلك المخاوف, في الوقت الذي تنام فيه أجهزة إعلامها على تهديد وتصحو على آخر حتى باتت المنطقة برمتها أسيرة المخاوف من أي عمل أرعن تقدم عليه إيران ويؤدي إلى كوارث نووية لا قبل لا لإيران ولا للعالم أجمع على تحملها, ولا سيما أن الأمثلة على تلك الكوارث - التي بعضها كان نتيجة حوادث طارئة- لاتزال ماثلة في الأذهان ولا يزال العالم يدفع ثمنها.

والموقف الإيراني الحالي يذكرنا بالمواقف التي كان يعلنها صدام حسين, خصوصا في ما يتعلق بإحراق نصف اسرائيل ب¯"الكيماوي المزدوج" ورأينا كيف أن هذا السفاح انتهى مصيره إلى حبل المشنقة وتكشفت الحقيقة عن دولة أشبه بمزرعة من مزارع القرن التاسع العشر, رغم أن العراق رابع دولة في العالم من حيث امتلاكه أكبر الاحتياطات النفطية. والآن ها هي الجوقة الإيرانية تردد المعزوفة ذاتها, وتمارس مناورات سياسية ليست بريئة وتنم عن كوارث يجري التحضير لها من دون أي إحساس بالمسؤولية الإنسانية بالحد الادنى.

مما لا شك فيه أن الأطماع الامبراطورية هي التي تتحكم بالسلوك السياسي لنظام طهران, ما يعني إثارة الكثير من المخاوف, ليس فقط عن طريق دعم بعض الحركات المتطرفة على اختلاف تلاوينها وإنما أيضا في الملف النووي وحقيقة النوايا التي تخفيها القيادة الإيرانية في هذا الشأن, لأن التسويف والتدليس والمماطلة توحي فعلا بأن إيران لا تريد مفاعلاً سلمياً, بل هي تطمح إلى إنتاج أسلحة نووية لتتحول إلى مستعمر جديد للمنطقة, وهذا الأمر لن يكون متيسراً لها لأن الظروف الدولية الحالية مختلفة عما كانت عليها في القرون الماضية, والتي يبدو أن الذهنية السياسية لنظام الملالي لاتزال تعيش فيها, ولذلك أصبح المجتمع الدولي برمته مطالباً أكثر من أي وقت مضى بوقف الرعونة الإيرانية عند حدها وإعادتها إلى الرشد, وخصوصاً في ظل إشارات واضحة عن بدء سباق تسلح نووي في المنطقة, لن تقتصر كلفته على الجوانب الاقتصادية فقط, بل ستصل إلى كل جوانب الحياة, ما يعني إغراق المنطقة في مستنقع من الفوضى وردود الفعل التي لا يمكن لأحد التنبؤ إلى أين ستنتهي.

 

غيتس يشكك في قرب التوصل إلى اتفاق مع طهران وجونز يعتبر البرنامج النووي الإيراني أول مصدر قلق 

خامنئي يلزم حكومته بثلاثة شروط لتبادل اليورانيوم ولاريجاني يتهم الغرب بـ"خداع" إيران

 طهران, أنقرة - وكالات: في وقت حدد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي 3 شروط ملزمة للحكومة الإيرانية في مفاوضات صفقة تبادل اليورانيوم مع الغرب, اعتبر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني, أمس, أن الغرب يريد "خداع" بلاده بشأن تبادل الوقود النووي, فيما شكك وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في قرب التوصل الى اتفاق مع طهران بشأن تبادل اليوروانيوم. ونشرت صحيفة "جمهوري إسلامي", التي يمتلك امتيازها خامنئي, 3 شروط, وضعها وألزم الحكومة بها, لأي اتفاق بشأن مبادلة اليورانيوم المنخفض التخصيب بالوقود النووي. وتنص الشروط الثلاثة على أن يجري التبادل في وقت واحد, وأن يكون داخل إيران, إلى جانب تحديد طهران كمية اليورانيوم الذي تريد مبادلته بالوقود النووي. ومساء أمس, نفى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو أن يكون وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قدم اليه, خلال اجتماعهما في ميونيخ, اي اقتراح جديد بشأن البرنامج النووي الايراني, قائلاً "لم نتلق اقتراحا جديدا, لقد تبادلنا وجهات النظر, والحوار يتواصل وينبغي تسريع وتيرته, هذا هو المهم".

وكان متكي قال إنه عقد "اجتماعا جيدا جدا" مع امانو, و"تبادلنا وجهات النظر بشأن الاقتراحات المطروحة".

في غضون ذلك, نقلت "وكالة أنباء مهر" الإيرانية عن رئيس البرلمان علي لاريجاني قوله إن الغربيين يريدون "خداع" ايران بشأن تبادل اليورانيوم الضعيف التخصيب, لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران, و"إنهم (الغربيون) يقولون "عليكم ان تتبعوا النهج الذي حددناه للتزود بالوقود لتشغيل مفاعل طهران, وإلا ستعاقبون"", كما أضاف لاريجاني "لكنهم يعلمون أنها خدعة سياسية, وأنهم يريدون انتزاع اليورانيوم المخصب منا". من جهته, شكك وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أنقرة, في قرب التوصل الى اتفاق مع ايران بشأن الوقود النووي, قائلاً "لا أشعر بأننا قريبون من اتفاق", كما قال للصحافيين "إذا قررت ايران قبول اقتراح مجموعة 5+1 عليها أن تقول ذلك للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضاف "الحقيقة أنه كلما طالت الامور وكلما واصل (الايرانيون) تخصيب (اليورانيوم), تراجعت قيمة الاقتراح الذي تقدمت به طهران في ما يتصل ب¯ (برنامجها) للأبحاث كضمان تعطيه للمجتمع الدولي", وإن "ثمة كمية متزايدة من اليورانيوم الضعيف التخصيب يتم انتاجه (في ايران) اذا, في حال ارادوا الموافقة على اقتراح مجموعة "خمسة زائد واحد", فإن هذا الامر يجب ان يتم في أسرع وقت". وأوضح أن "جهدا ينبغي ان يبذل لبحث (هذا الامر) مع الصين" التي تبدي ترددا حيال فرض عقوبات جديدة على طهران, مضيفاً "لا أعتقد أن الباب أغلق" للتوصل الى اتفاق مع بكين, لكنه تدارك انه يدلي بهذا الرأي "فقط لإنني متفائل بطبيعتي".

بدوره, أعلن مستشار الامن القومي الاميركي جيمس جونز أن البرنامج النووي الإيراني والتساؤلات التي يطرحها, يشكلان أول مصدر قلق على الأمن الجماعي.

وقال الجنرال الأميركي السابق إنه بسبب هذه القضية "فإن السباق على التسلح النووي في الشرق الاوسط وتصاعد وتيرة الانتشار (النووي العسكري) في العالم على المحك, ولا أرى في الوقت الراهن قلق أكبر من ضمان أمننا الجماعي", مضيفاً أمام مؤتمر ميونيخ إن "على طهران تحمل مسؤولياتها او التعرض لتشديد العقوبات وربما الى عزلة اكبر".

وقال إن "باب الديبلوماسية لا يزال مفتوحا رغم التحفظات الواضحة لايران التي لا نفهمها", لكنه حذر من ان "ضغوطنا على ايران ستتصاعد", مضيفاً إن "شكوك إيران تدفعنا الى العمل معا كحلفاء, والى صياغة" رزمة جديدة من العقوبات ضد النظام الإيراني.

وأمام المؤتمر نفسه, طالب وزير الخارجية الالماني غيدو فيستارفيللي ايران مجددا بتقديم اثباتات بشأن عزمها استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية.

وقال إن المجتمع الدولي "لا يقبل تسلح ايران بأسلحة نووية, إذ ان ذلك يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة بكاملها, اضافة الى ضعف الاتفاقات الدولية الخاصة بعدم نشر الاسلحة النووية في العالم". على صعيد آخر, أكد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروز أبادي "أن الحضور القوي للشعب, سيجعل العدو يائسا من الإقدام على ارتكاب أي إجراء ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية", مشيراً إلى أن نهج القوات المسلحة "هو الاستعداد اللازم لردع وتدمير العدو المعتدي". وقال "مبدئيا فإن العقيدة وبرامج مناورات القوات المسلحة, مبنية على الخطط العملياتية والمعدات الجديدة, حيث يحتم العقل السليم بأن لا يتم وضع هذه الخطط والأسلحة الجديدة أمام أنظار العامة والصحافيين".

 

واشنطن: تسريب السلاح إلى لبنان خطِر جداً 

الحياة /واشنطن - جويس كرم/أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن «تسريب السلاح عبر الحدود اللبنانية أمر في غاية الخطورة»، محذراً من «خروج الأمور عن السيطرة» وتكرار سيناريو حرب تموز (يوليو) 2006 بين اسرائيل و «حزب الله». وقال المسؤول الذي فضل عدم كشف اسمه، في تصريح الى «الحياة»، ان زيارة المبعوث جورج ميتشيل الأخيرة لسورية اتسمت بالأهمية وهي «جزء من الحوار الأميركي - السوري» الذي أطلقه أوباما عند وصوله البيت الأبيض. واعتبر أن «سورية يمكنها فعلاً لعب دور إيجابي في المنطقة»، مؤكداً أن المحادثات «ستستمر» خصوصاً في ضوء اقتراب عودة السفير الأميركي الى دمشق وبعد الانتهاء من الإجراءات اللوجيستية. وأكد المسؤول أن توقيت عودة السفير «لا علاقة لها بشروط سياسية»، عازياً التأخر في المسألة «لأسباب بيروقراطية»، مع تأكيد أهمية وجود سفير في العاصمة السورية و «للتواصل مع القيادة السورية على مستوى عالٍ وباستمرار ولخوض محادثات جدية».

وعن تقويم الحوار السوري - الأميركي اليوم، قال المسؤول المعني مباشرة بهذه الملفات، ان المسائل المطروحة «شديدة التعقيد»، معتبراً أن البحث في عملية السلام وفرص المسار السوري - الإسرائيلي هو موضوع «حساس جداً ونحن نعمل عن كثب مع الإسرائيليين والسوريين لتضييق الخلافات وعلى أمل إطلاق مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الاثنتين... انما المسائل معقدة». أما في الموضوع العراقي، فاعتبر المسؤول أن «في إمكان الحكومة السورية أن تتخذ خطوات للحد من تسلل المقاتلين الأجانب» عبر حدودها، مضيفاً أن «دمشق أكدت أن الاستقرار في العراق هو في مصلحتها القومية».

وعن التصرف السوري حيال لبنان، قال المسؤول: «عندما ذهب (رئيس الوزراء سعد) الحريري الى دمشق كان هناك اعلان صريح عن رغبة مشتركة (من الجانبين) بترسيم الحدود... التحرك في هذه الوجهة يكون إيجابياً جداً ونأمل في أن ينطلق سريعاً». وقال: «القرار 1701 اتخذ لإنهاء حرب تموز التي كلفت الشعب اللبناني غالياً، هدفه تعريف الخطوات لتفادي حرب كهذه في المستقبل... وهناك عناصر في القرار مثل الانسحاب من الغجر وهي من مسؤولية اسرائيل، انما هو أيضاً يدعو الى وقف تسريب السلاح عبر الحدود وسيطرة الجيش على جميع الأسلحة الثقيلة». وحذر المسؤول من ان «وجود السلاح خارج يد الدولة يفتح احتمال خطر وقوع حادث وإمكان خروج الأمور عن السيطرة والعودة الى المواجهة وسفك الدماء كما رأينا في 2006». وأضاف: «السؤال هو كيف يتم اتخاذ خطوات لتفادي تكرار سيناريو 2006 وضمان تولي الجيش اللبناني السيطرة على الأسلحة الثقيلة». ونفى إملاء واشنطن أي شروط حول مسألة نزع السلاح، مشيراً الى أن «الطريق للوصول الى هذا الهدف من صلاحية الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني وهناك الحوار الوطني، والقرار للبنانيين حول الأسلوب الأفضل للوصول لهذا الهدف». وأضاف: «انما موضوعياً اذا أردنا تفادي حرب أخرى وضمان أمن المنطقة واللبنانيين، فتطبيق 1701 هو مهم ومحوري لأمن لبنان واستقراره». ونوه المسؤول بأنه منذ حرب 2006، تم إطلاق تسعة صواريخ من الجنوب باتجاه اسرائيل، وأردف: «لحسن الحظ لم تصب الصواريخ أهدافاً مدنية انما لو تم ذلك فهذا قد يجر الى تصعيد». وأكد حرص واشنطن على تفادي ذلك، «ولهذا نرى أن تسريب السلاح خطير جداً جداً».

وعن زيارة المر المرتقبة واشنطن يوم الثلثاء، أكد المسؤول أن الزيارة ستتوج الجولة الثانية من اجتماعات «اللجنة العسكرية المشتركة»، وهي أول جولة مع الإدارة الجديدة. وقال ان «الهدف تحديد أولويات الجيش اللبناني وحاجاته وخصوصاً في العمليات الخاصة». ورأى في الزيارة «فرصة بغاية الأهمية... أعطينا نصف بليون دولار في السنوات الأخيرة، والموازنة الجديدة تتضمن مساعدات للجيش وهو له حاجات كبيرة من أجهزة وتدريب بعدما تم تجاهله لثلاثين سنة (خلال الحرب اللبنانية)». ورداً على المخاوف وخصوصاً في الكونغرس الأميركي من خطر وقوع الأسلحة المرسلة للجيش في أيادي مجموعات لبنانية مسلحة، قال المسؤول: «نرى الجيش اللبناني كمثال لوحدة الصف اللبناني وهو مؤسسة وطنية، لهذا نحن متمسكون بدعمه، وسجلّه جيد جداً في ضمان الحفاظ على السلاح».

 

العثور على الصندوق الأسود تحت ذيل الطائرة والجيش يبحث كيفية انتشاله

نهارنت/أعلن وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي عن العثور على الصندوق الأسود تحت ذيل الطائرة الأثيوبية المنكوبة، بعد عمليات البحث التي نشطت مع ركود العاصفة التي ضربت لبنان في اليومين الماضيين، كما أعلن عن إيجاد قطعة صغيرة من الطائرة على الشاطئ الذهبي في اللاذقية.

وأكّد العريضي في مؤتمر صحفي أنّ "القطع الذي عثر عليها متموضعة فوق بعضها البعض، بطريقة من الممكن أن تشوّه هذه القطع، وبالتالي تصعّب عمل لجنة التحقيق الفرنسية- اللبنانية- الأثيوبية، التي تطّلع على جميع مجريات العمل، كما جميع التقارير والمعلومات التي ترد الى الفرق العاملة وغرف العمليات".

كما شدّد العريضي على أنّ "التعامل مع هذه النتائج الإيجابية يجب أن يتمّ بحذر ودقّة، كما أتممنا تجهيز كل شيء لكلّ الإحتمالات والسيناريوهات المحتملة"، مذكّرًا أنّ انتشال الصندوق الأسود لا يعني انتهاء المسألة, بل أنّ العمل على إخراج المعلومات من الصندوق يحتاج الى وقت طويل, كما أكّد أنّه يتحمّل كامل المسؤولية عن كل خطوة قام بها وكل القرارات التي اتخذها. وكانت قيادة الجيش قد اعلنت في بيان، صدر صباح السبت، أن أعمال البحث توصلت الى العثور على أجزاء من حطام الطائرة الأثيوبية المنكوبة وتعمل الوحدات المشاركة على تصويرها لتقييم الوضع تمهيدا لانتشالها. كما أوضح وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي لوكالة فرانس برس "ان سفينة "اوشن الرت" عثرت على جزء من ذنب الطائرة يتراوح طوله بين 10 و12 مترا على عمق 45 مترا قبالة بلدة الناعمة، 12 كلم جنوب بيروت". واضاف "تستعد الفرق المختصة للنزول الى المنطقة بحثا عن الصندوق الاسود" الكفيل بتحديد اسباب الكارثة التى قضى فيها 90 راكبا من بينهم 54 لبنانيا, مشيرا الى ان سفينة "اوشين اليرت" تصوّر ما تم التوصل اليه. وشدد العريضي على "أننا اقتربنا جدا جدا من الوصول الى الهدف النهائي، آملا أن لا ندخل مجددا الى معلومات متضاربة "وكل ما نصل اليه سيكون بتصرف الرأي العام".

ولفت الى أنه أبلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وكل المعنيين، وتم الاتفاق أن يكون هناك تعاون بين السفية "أوشن آلرت" والجيش اللبناني ليقوم الغطاسون اللبنانيون بالغطس الى عمق 45 م حيث يتواجد ذنب الطائرة.

واشارت الصحيفة الى أن "السفينة "أوشن أليرت" ستبدأ التصويرب"الفيديو" في قطر يمتد نحو كيلومتر مربع قبالة الناعمة، تتخلله تضاريس بحرية صعبة ويتراوح عمقها ما بين خمسين إلى مئة متر تحت سطح البحر". واوضح مصدر واسع الاطلاع لصحيفة "السفير" انه "إذا قادنا التصوير المرئي، في حال تراجع الموج، إلى نتائج شبيهة بالتصوير الصوتي، فنحن أمام ساعات حاسمة، فإما أن نصل إلى تحديد دقيق جدا لموقع الصندوق الأسود وحطام الطائرة والضحايا، وإما سنكون أمام قرار بالانتقال إلى منطقة جديدة وبالتالي مرحلة جديدة من أعمال البحث". واضاف أن سفينة أميركية ستصل فجر السبت إلى الشواطئ اللبنانية، وعلى متنها عدد من الغواصين الأميركيين المحترفين الذين يستطيعون الغطس بعمق يزيد عن مئة متر، وسينضمون للعمل فورا، بالتنسيق والتكامل مع مغاوير الجيش اللبناني وفريق "أوشين ألرت".

وواكب عمليات البحث عن الطائرة، انتشار كثيف لعناصر الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني ووسائل الاعلام واهالي المفقودين على طول شاطىء الناعمة.

وفي هذا السياق، سلمت جثة الطفل محمد كريك وهو من ضحايا الطائرة المنكوبة السبت الى ذويه. حيث تمّ دفنه في مسقط رأسه عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.

وكانت البترون، شيعت الجمعة الضحية ألبير عسال في مأتم رسمي وشعبي، وسط أقفال تام حداداً عليه، واطلاق الأسهم النارية وقرع اجراس الكنائس والتصفيق ونثر الأرز والورود. ونقل النعش على متن قارب بحري أعد خصيصاً للمناسبة قرب الكنيسة. وكانت قوى الامن الداخلي أنهت عبر قسم المباحث العلمية في الشرطة القضائية، كل محفظة الحمض الريبي النووي "دي ان إي" لكل ركاب الطائرة الاثيوبية المنكوبة باستثناء راكب من الجنسية السورية وآخر يحمل الجنسية البريطانية، نظراً الى عدم ارسال الدولتين عينة من ذويهما على رغم ابلاغهما ذلك عبر الانتربول. فيما امكن التعرف على الجثث الاثيوبية الثلاث المتبقية وهي تعود لمضيفتين وراكب. وتم حتى الان انتشال 15 جثة (تسعة لبنانيين وعراقي واحد وخمسة اثيوبيين).

 

العثور على جزء مهم من حطام الطائرة وعمليات تصوير تمهد لانتشاله

نهارنت/أعلنت قيادة الجيش في بيان، صدر صباح السبت، أن أعمال البحث توصلت الى العثور على أجزاء من حطام الطائرة الأثيوبية المنكوبة وتعمل الوحدات المشاركة على تصويرها لتقييم الوضع تمهيدا لانتشالها. واوضح وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي لوكالة فرانس برس "ان سفينة "اوشن الرت" عثرت على جزء من ذنب الطائرة يتراوح طوله بين 10 و12 مترا على عمق 45 مترا قبالة بلدة الناعمة، 12 كلم جنوب بيروت".واضاف "تستعد الفرق المختصة للنزول الى المنطقة بحثا عن الصندوق الاسود" الكفيل بتحديد اسباب الكارثة التى قضى فيها 90 راكبا من بينهم 54 لبنانيا, مشيرا الى ان سفينة "اوشين اليرت" تصوّر ما تم التوصل اليه.  وشدد العريضي على "أننا اقتربنا جدا جدا من الوصول الى الهدف النهائي، آملا أن لا ندخل مجددا الى معلومات متضاربة "وكل ما نصل اليه سيكون بتصرف الرأي العام".

ولفت الى أنه أبلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وكل المعنيين، وتم الاتفاق أن يكون هناك تعاون بين السفية "أوشن آلرت" والجيش اللبناني ليقوم الغطاسون اللبنانيون بالغطس الى عمق 45 م حيث يتواجد ذنب الطائرة. وكان العريضي اوضح لصحيفة "السفير" انه "تم الانتهاء حتى مساء الجمعة من مسح سبعين في المئة من المنطقة التي تلتقط منها ذبذبات الصندوق الأسود العائد للطائرة، متوقعا الانتهاء من الثلاثين في المئة المتبقية صباح السبت". واشارت الصحيفة الى أن "السفينة "أوشن أليرت" ستبدأ التصويرب"الفيديو" في قطر يمتد نحو كيلومتر مربع قبالة الناعمة، تتخلله تضاريس بحرية صعبة ويتراوح عمقها ما بين خمسين إلى مئة متر تحت سطح البحر".

واوضح مصدر واسع الاطلاع لصحيفة "السفير" انه "إذا قادنا التصوير المرئي، في حال تراجع الموج، إلى نتائج شبيهة بالتصوير الصوتي، فنحن أمام ساعات حاسمة، فإما أن نصل إلى تحديد دقيق جدا لموقع الصندوق الأسود وحطام الطائرة والضحايا، وإما سنكون أمام قرار بالانتقال إلى منطقة جديدة وبالتالي مرحلة جديدة من أعمال البحث".

واضاف أن سفينة أميركية ستصل فجر السبت إلى الشواطئ اللبنانية، وعلى متنها عدد من الغواصين الأميركيين المحترفين الذين يستطيعون الغطس بعمق يزيد عن مئة متر، وسينضمون للعمل فورا، بالتنسيق والتكامل مع مغاوير الجيش اللبناني وفريق "أوشين ألرت".

وواكب عمليات البحث عن الطائرة، انتشار كثيف لعناصر الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني ووسائل الاعلام واهالي المفقودين على طول شاطىء الناعمة.

وفي هذا السياق، سلمت جثة الطفل محمد كريك وهو من ضحايا الطائرة المنكوبة السبت الى ذويه. حيث تمّ دفنه في مسقط رأسه عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.

وكانت البترون، شيعت الجمعة الضحية ألبير عسال في مأتم رسمي وشعبي، وسط أقفال تام حداداً عليه، واطلاق الأسهم النارية وقرع اجراس الكنائس والتصفيق ونثر الأرز والورود. ونقل النعش على متن قارب بحري أعد خصيصاً للمناسبة قرب الكنيسة.

وكانت قوى الامن الداخلي أنهت عبر قسم المباحث العلمية في الشرطة القضائية، كل محفظة الحمض الريبي النووي "دي ان إي" لكل ركاب الطائرة الاثيوبية المنكوبة باستثناء راكب من الجنسية السورية وآخر يحمل الجنسية البريطانية، نظراً الى عدم ارسال الدولتين عينة من ذويهما على رغم ابلاغهما ذلك عبر الانتربول. فيما امكن التعرف على الجثث الاثيوبية الثلاث المتبقية وهي تعود لمضيفتين وراكب. وتم حتى الان انتشال 15 جثة (تسعة لبنانيين وعراقي واحد وخمسة اثيوبيين).

 

مراجعة دولية لبنية اليونيفيل ونفي فرنسي نية خفض عددها

نهارنت/نفت مصادر فرنسية وجود نية لخفض عدد أفراد قوى حفظ السلام في جنوب لبنان، واشارت الى ان الاجتماع الذي عقد ه خبراء عسكريون وسياسيون في نيويورك الجمعة، استهدف مراجعة بنية اليونيفيل. واضافت المصادر الفرنسية لصحيفة "الحياة"، ان المراجعة " لا تهدف الى تعديل مهمة القوة أو تعديل حجمها، وانما الى تقديم اقتراحات لتحسين كيفية تطبيق المهمة الموكلة اليها، وربما إذا اقتضى الأمر، عقلنة توزيع القوات على الأرض". واشارت الى ان "هذه المراجعة تندرج في سياق المبادرة التي أطلقها مجلس الأمن في كانون الثاني 2009، لتحسين متابعة سير عمليات حفظ السلام، من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن". واضافت أن توصيات اجتماع الخبراء ستضمن في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تطبيق القرار 1701، الذي سيصدر نهاية الشهر الجاري، مشيرة الى ان بعثة تقييم تابعة للأمم المتحدة كانت زارت لبنان في هذا الإطار بين 7 و13 كانون الأول الماضي. وكانت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أشارت الى تخفيض محتمل لقوات اليونيفيل

 

اندراوس: هل بات عون قديسا ليتخذ من مناسبة عيد مار مارون مدخلا لتمرير مشاريعه السياسية؟

وطنية - سأل النائب السابق انطوان اندراوس العماد ميشال عون لماذا سيذهب الى سوريا، فهل بات قديسا وطوباويا ليتخذ من مناسبة عيد مار مارون مدخلا لتمرير مشاريعه السياسية، والإيحاء للمسيحيين بانه حريص على مسيحيته وعلى حقوقهم؟. وقال اندراوس في تصريح: "ليسأل عون صديقه بشار الاسد عن المسيحيين في سوريا وأوضاعهم وحرياتهم وحقوقهم، وهل بمقدورهم التحرك بحرية كما يفعل عون وسواه في لبنان، وايضا ليسأل الجنرال المنبطح في أحضان المشروع البعثي عن الاضطهاد الذي طاول المسيحيين في سوريا، وأين دورهم ومواقعهم المغيبة والمهمشة والمسجونة من قبل النظام السوري؟ ودعا العماد عون الى ان "يقرأ مع الاسد كيف تتم المناصفة في لبنان بين المسلمين والمسيحيين عبر الحقوق والواجبات وفي كل المحطات دون تمييز او تصنيف بل ثمة شراكة حقيقية، وسؤالنا لعون هل ذلك موجود في سوريا". وخلص: "ان انكشاف عون من المسيحيين واللبنانيين وانحسار شعبيته على الساحة المسيحية يدفعه للقيام بجولة رعوية في الاراضي السورية في محاولة للهروب الى الامام، وذلك لم يعد ينطلي على أحد، فالجنرال العظيم ليس حريصا وضنينا على مار مارون والمسيحية اكثر من البطريرك صفير الذي قاد حركة الانتفاضة والاستقلال مع قوى 14 آذار ودافع عن الحق المسيحي في أعتى المراحل وأصعبها فمار مارون قديس وليس منطلقا لتسويق المشاريع السياسية المشبوهة كتلك التي ينتهجها العماد عون في السوق السورية والايرانية".

 

الرئيس سليمان تابع الخطوات الجارية بشان الطائرة المنكوبة واستقبل بطريرك السريان والوزيرة عفيش وسفير ايطاليا وليلى الصلح ومصطفى حسين

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم من خلال التقارير الواردة او الاتصالات التي تلقاها من المسؤولين المعنيين الخطوات الجارية لانتشال المفقودين من الطائرة الاثيوبية المنكوبة وكذلك الصندوق الاسود الذي يساعد في تحديد اسباب الكارثة. وفي نشاطه، استقبل الرئيس سليمان بطريرك انطاكيا وسائر المشرق لطائفة السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان مع وفد لتوجيه الدعوة اليه لحضور احتفال عيد مار افرام. وتم في خلال اللقاء التشاور في الاوضاع القائمة راهنا. وعرض رئيس الجمهورية مع وزيرة الدولة منى عفيش لعدد من المواضيع المطروحة على بساط البحث الحكومي. وزار بعبدا سفير ايطاليا لدى لبنان غبريال كيكيا الذي قدم التعازي بضحايا الطائرة، وكانت مناسبة للبحث في العلاقات بين البلدين. واستقبل الرئيس سليمان الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده التي اطلعته على عدد من النشاطات التي تقوم بها في المجالات الصحية والتربوية والاجتماعية. وتناول مع النائب السابق مصطفى حسين الاوضاع السياسية والاحتياجات الانمائية لبعض مناطق الشمال.

 

الرئيس سليمان زار دارة آل الخازن معزيا بخليل الخازن

وطنية - زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، دارة آل الخازن في جونية، حيث قدم تعازيه بالمرحوم الشيخ خليل الخازن الذي قضى في تحطم الطائرة الأثيوبية، للنائب السابق فريد هيكل الخازن وأفراد العائلة، الذين شكروه على تعازيه وتعاطفه.

 

الحركة اللبنانية الحرة" دعت الى المشاركة في ذكرى 14 شباط

وطنية- جددت "الحركة اللبنانية الحرة" في بيان "الالتزام للسنة الخامسة بالمشاركة في يوم الوفاء للشهيد الكبير ورفاقه الشهداء في 14 شباط "، ودعت "جميع ثوار الارز للتلاقي مجددا في ساحة الحرية لنجدد الايمان بلبنان: وطنا حرا سيدا مستقلا، لا سلاح فيه سوى سلاح الجيش، ولا قوة تسيطر على أرضه الا قوة الشرعية الدستورية المنتخبة من الشعب ".

اضاف البيان:" ايها اللبنانيون، انتم مدعوون للمشاركة في هذا اليوم لتؤكدوا للعالم انكم مستمرون في حمل شعلة الحرية والسيادة والاستقلال، وانكم مستمرون في التضحية من اجل لبنان".

 

الخيار بين ثقافة الحرية وثقافة العنف والتهويل

النائب مروان حماده دعا الى مشاركة حاشدة في ذكرى 14 شباط لنبقى في ربيع لبنان

دعا عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حماده إلى "المشاركة الحاشدة في إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري"، مؤكدا أن "المشاركة هذه السنة قد تكون أهم من كل الاحتفالات والمناسبات التي جمعتنا سابقا، اذ من خلالها نعبّر عن تحصين نتائج الانتخابات ونقدم جرعة مناعة لمؤسساتنا الدستورية وحرياتنا الديموقراطية وخياراتنا الاستقلالية والتزاماتنا العربية، كما هي تعبير عن رفض التبعية والمغامرة بأمن لبنان وسلامته".

وشدد في تصريح امس على أن "حضورنا الحاشد يحسم الخيار بين ثقافة الحرية وثقافة العنف والتهويل". وقال: "إذا أردنا علاقات لبنانية - سورية ندية، فالواجب التعبير عن ذلك في 14 شباط. واذا أردنا للمحكمة الدولية أن تستمر في سعيها الى الحقيقة والعدالة، نلتقي مجددا في ساحة الحرية. وإذا  أردنا العبور إلى الدولة فعلا بدل الانزلاق إلى الشلل الذي نعيشه اليوم، فلقاء 14 شباط نقطة الإنطلاق إلى ذلك. وإذا أردنا أن يبقى قرار الحرب والسلم في يد السلطة الشرعية والسلاح برعاية الجيش، فنلتقِ حول الضريح في 14 شباط".

وأضاف: "لن أقول في 14 شباط نكون أو لا نكون. ففي ذلك مبالغة. بل أؤكد أن في 14 شباط نبقى أو لا نبقى في ربيع لبنان الدائم. فالمشاركة الكثيفة في 14 شباط تهدف إلى أن يبقى ربيع بيروت وربيع لبنان، فلا ينقلب مجددا إلى الحالة التي كانت سائدة قبل 2005".

واكد أن "ثورة الأرز ما زالت مستمرة، ولا يجوز إلا أن تستمر، لأن لبنان في حاجة إلى ثورة سياسية وثقافية دائمة"، لافتا الى أن "الحضور الى ساحة الشهداء في 14 شباط هو من جهة تحية وفاء للشهداء، ومن جهة أخرى نداء إلى أحرار لبنان كي يحصنوا استقلالهم الثاني، رغم الهجوم المضاد الذي تعرض له في العامين الماضيين قبل 7 أيار 2008. 14 شباط يحمل معاني 14 آذار وكل محطة من محطات ثورة الأرز والدماء التي سالت من أجلها".

وردا على سؤال عما إذا كان أبناء الطائفة الدرزية من مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي سيشاركون بكثافة في 14 شباط، قال إن "الدروز لبنانيين أساسا، وقد أطلقوا إلى جانب إخوانهم من كل الأحزاب والطوائف ثورة الأرز"، مشددا على أن "بني معروف أهل وفاء، والوفاء لرفيق الحريري واجب في 14 شباط".

وسئل عن مشاركة شخصيات من قوى 8 آذار في الذكرى، فأكد أن "لا رفض لمشاركة شخصيات، إلى أي فريق انتموا، في المناسبة". وقال: "أهلا وسهلا بالجميع، ولكن هذه المناسبة معروفة المغزى والمعاني، وقد تحدثنا عنها".

 

استنفار عام في "حزب الله" وحذر بتنقلات القياديين

نهارنت/ذكرت مصادر لبنانية مطلعة أن "حالة استنفار قصوى أعلنت في صفوف كوادر "حزب الله" في كافة المناطق اللبنانية من دون استثناء فيما تم الطلب من قيادات الحزب بالحذر خلال تنقلاتها تحسبا لأي عمل إسرائيلي عدائي". واشارت المصادر لصحيفة "عكاظ" السعودية، الى "أن الحزب يتحضر لكافة الاحتمالات العسكرية وهو يراهن على استيعاب الضربة الأولى لأي عمل عدائي إسرائيلي كون استيعابها يختصر نصف الطريق للنصر في أية مواجهات". 

 

قاسم يستبعد حربا اسرائيلية...لكن المقاومة على جهوزيتها

نهارنت/أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إنه لا توجد مؤشرات لدى الحزب عن استعدادات لدى إسرائيل لشن حرب على "حزب الله" أو في المنطقة. واضاف ان "إسرائيل خطر حقيقي ولا نستطيع أن نطمئن لها يجب أن نكون على جهوزية دائمة ولا نعلم متى تحصل المفاجآت وماذا يمكن أن يحدث دوليا وإقليميا". واعتبر في حديث لتلفزيون "الدنيا" السوري، ان " لا مقاومة من دون سلاح فالسلاح نتيجة لوجود المقاومة والمقاومة بسبب وجود العدو". وبالنسبة للعلاقة مع سوريا، أكد إن "حزب الله" يشجّع الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الأخيرة إلى سوريا والتي أحدثت صدمة لدى فريق "14 أذار" فلا يمكن للبنان أن يعطي عملا فعالا من دون التعامل مع سوريا". وعن علاقة "حزب الله" بمصر، اعتبر قاسم ان "للنظام المصري طريقته في العمل ونحن لا نوافق على هذه الطريقة". ونفى الشيخ قاسم أي علاقة لحزبه بالحوثيين قائلا إنه "ليس لنا أي علاقة مع الحوثيين وبما يجري في اليمن لا دعما ولا مالا ولا تنسيقا ومن لديه دليل واحد فليقدمه". وحول الوضع الإيراني حاليا، أكد قاسم أن "الوضع الداخلي الإيراني مر بمنعطف صعب أثناء الانتخابات الرئاسية، الآن إيران تجاوزت ذلك بنسبة كبيرة".

 

اندراوس يسـأل عون لمـاذا سيذهب الى سوريا هل للإيحاء بأنه حريص على المسيحيين وعلى حقوقهم؟

المركزية- سأل النائب السابق انطوان اندراوس النائب العماد ميشال عون لماذا سيذهب الى سوريا، وهل بات قديساً وطوباوياً ليتخذ من مناسبة عيد مار مارون مدخلاً لتمرير مشاريعه السياسية. والايحاء للمسيحيين بأنه حريص على مسيحيته وعلى حقوقهم؟ وقال في تصريح اليوم: "ليسأل عون صديقه بشار الأسد عن المسيحيين في سوريا وأوضاعهم وحرياتهم وحقوقهم، وهل بمقدورهم التحرّك بحرية كما يفعل عون وسواه في لبنان، وأيضاً ليسأل الجنرال المنبطح في أحضان المشروع البعثي عن الاضطهاد الذي طاول المسيحيين في سوريا وأين دورهم ومواقعهم المغيبة والمهمشة والمسجونة من قبل النظام السوري، داعيا العماد عون ليقرأ مع الأسد كيف تتم المناصفة في لبنان بين المسلمين والمسيحيين عبر الحقوق والواجبات وفي كل المحطات من دون تمييز أو تنصيف بل ثمة شراكة حقيقية وسؤالنا لعون هل ذلك موجود في سوريا؟"

أضاف: "انكشاف عون من المسيحيين واللبنانيين وانحسار شعبيته على الساحة المسيحية يدفعه للقيام بجولة رعوية في الأراضي السورية للهروب الى الأمام، وذلك لم يعد ينطلي على أحد. فالجنرال العظيم ليس حريصاً وضنيناً على مار مارون والمسيحية أكثر من البطريرك صفير الذي قاد حركة الانتفاضة والاستقلال مع قوى 14 آذار ودافع عن الحق المسيحي في أعتى المراحل وأصعبها فمار مارون قديس وليس منطلقاً لتسويق المشاريع السياسية المشبوهة كتلك التي ينتهجها العماد عون في السوق السورية والإيرانية".

 

شجب الحملات ضد دار الفتوى والمفتي ومحاولات الاصطياد بالماء العكر المجلس الشرعي الإسلامي: لجعل ذكرى اغتيال الحريري مناسبة جامعة

المركزية- دعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الى جعل ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري مناسبة وطنية جامعة تعني جميع اللبنانيين والأشقاء العرب من دون استثناء والمشاركة فيها. وشجب المجلس الحملات ضد دار الفتوى والمفتي الشيخ محمد رشيد قباني داعيا الى وقفها.

عقد المجلس اجتماعه الدوري اليوم برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني واثر الاجتماع تلا عضو المجلس القاضي الشيخ عبد الرحمن مشرفية البيان الآتي:

أولا: بدأ المجلس اجتماعه بقراءة الفاتحة عن أرواح ضحايا حادث سقوط الطائرة الأثيوبية، وتوجه إلى الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه، كما توجه إلى ذوي الضحايا بتعازيه الحارة، مثمنا جهد الحكومة وتحركها لاحتواء الحدث ومواساة ذوي الضحايا وعملها الجدي على كشف أسباب هذه الكارثة.

ثانيا: تدارس المجلس التعديلات المقترحة على قانون انتخابات المجالس البلدية في لبنان عامة وفي بيروت العاصمة خاصة، فدعا إلى العمل على صيانة وحدة الإجماع الأهلي في العاصمة بعدم تمزيقها إلى دوائر انتخابية وذلك حتى تبقى بيروت قاعدة ورمزاً للوحدة الوطنية اللبنانية.

ثالثا: شجب المجلس الحملات التي تتعرض لها دار الفتوى ومفتي الجمهورية اللبنانية والمجلس الشرعي ومحاولات البعض الاصطياد في المياه العكرة، مؤكدا التمسك بالدور الوطني الشامل لدار الفتوى، داعيا إلى وقف الحملات الإعلامية الموجهة والالتزام بما توافق عليه رؤساء الحكومات.

رابعا: أعرب المجلس عن ارتياحه للاجتماع الذي عقده رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين والبيان الذي صدر عن الاجتماع، وشدد على وجوب عدم استباق نتائج أعمال اللجنة المكلفة بمعالجة الشؤون الداخلية داخل المؤسسات التابعة لدار الفتوى باعتبارها المرجع الديني الأول للمسلمين في لبنان.

خامسا: توقف المجلس أمام الذكرى الخامسة لاغتيال شهيد لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي الرئيس رفيق الحريري، داعيا إلى جعلها مناسبة وطنية جامعة تعني جميع اللبنانيين والأشقاء العرب دون استثناء والمشاركة فيها، فهو الشهيد الذي عمل لكل لبنان دون تمييز بين طوائف ومناطقه.

 

سعيد لـ"حزب الله": الدولــة ليست لك بل هي لي ولك ولولا الدم الذي قدمته في الـ75 لما وجدت على الارض

المركزية- دعا منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد الى النزول بكثافة الى ذكرى 14 شباط مؤكدا الاستمرار في العبور الى الدولة.

وتوقف عند طبيعة العلاقة القائمة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". واعتبر في خلال ندوة نظمها قسم القوات اللبنانية في منطقة بطشاي في بعبدا ان هذا النهج المتبع يضعف الدولة مؤكدا ان لا مكاسب على حساب لبنان. وقال: ان الكلام بأننا مغبونون والمسلمون اكلوا حقنا من بعد الطائف وهذه وسيلة لنعيد حقوقنا نعطي ونغض النظر عن سلاح حزب الله وفي المقابل يعطينا الحزب وزارة الاتصالات ، فهذا المنهج المتبع لا يؤدي الا الى اضعاف الدولة اكثر واكثر. ثم اذا كنت متفقا معك اليوم واعطيتني وزارة الاتصالات فاختلفت معك لاحقا فماذا سيحل بلبنان؟ وتوجه سعيد الى حزب الله بالقول:"الدولة ليست لك بل هي لي ولك وكما عليّ ان اتفهّم انك موجود عليك ان تأخذ في الاعتبار انني موجود ايضا. ومثلما انت قدمت دما افي لبنان، أنا قبلك بكثير قدمت دما من اجل تحريره ولولا الدم الذي قدمته انا في العام 1975 لما كنت انت تقف على ارض لبنان.

ومن اجل الذين سقطوا دعا الدكتور سعيد اللبنانيين وخصوصا المسيحيين الى النزول بكثافة في ذكرى 14 شباط مؤكدا الاستمرار بالعبور الى الدولة. وقال: عندما يقول الرئيس سعد الحريري في لقاء البريستول لا يفصلني عن سمير جعجع وامين الجميل الا الموت لا نستطيع نحن الا النزول في 14 شباط. واشاد سعيد برئيس الهيئة التنفيذية الدكتور جعجع" الذي تحوّل الى زعيم وطني ويحمل أمانة ثورة الارز باستقامة.

 

المستقبل" و"الكتائب": توضيح سوريا عما نسب للاسد موقف مسؤول

المركزية – صرح مصدر قيادي في تيار المستقبل ان ما نشرته جريدة "الحياة" اليوم تعليقا لمصادر سوريا رفيعة، حول ما نسب الى الرئيس السوري بشار الاسج في مقالة للصحافي الاميركي سيمور هيرتش. يعبّر عن وجهة نظر مسؤولة، حيال مقاربة المسائل الاقليمية والعلاقات اللبنانية – السورية تحديدا، وهي في حد ذاتها، كافية لسحب كل سجال داخلي لبناني حول الموضوع، خصوصا لجهة تأكيد المصادر السورية، ان مقال الصحافي الأميركي، لم يتضمن تحديداً واضحاً للتمييز بين كلام الرئيس الأسـد وفهـم هيرتش للموقف السوري.

كذلك أوضحت المصادر السورية، ان سوريا ضد اي طائفية سياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتعايش الطوائف والمكونات..." مشيرة الى ان "النظرة السورية لهذا الموضوع واسعة وتشمل كل دول الشرق الأوسط ولا تقتصر على لبنان او بلد معين"، وقالت "ان شعوب المنطقة ستشعر بكثير من الاطمئنان والاستقرار والأمان بإزالة أي عوامل طائفية وتعزيز التعايش بين جميع الطوائف والمكونات... وان دعوة الرئيس الأسد خلال لقائه هيرتش جاءت ضمن هذا السياق".

وأكد المصدر القيادي في "المستقبل" وجوب مقاربة الموقف السوري، مما نشرته جريدة الحياة. وليس مما ورد في مقالة الصحافي الأميركي، واعتبر ان اي موقف خارج هذا السياق لا يعبر عن رأي التيار لا من قريب ولا من بعيد.

ماروني: بدوره رأى عضو "كتلة الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني في حديث صحافي أن ما نشر من حديث الرئيس الاسد قد يكون مجتزءاً وبالتالي غير واضح بالكامل ولفت الى أن هذا الكلام وكأنه يشير الى ضرورة إلغاء الطائفية السياسية في لبنان وإلا نحن أمام مشروع حرب أهلية جديدة وقال: هذا نوع من التهويل والتدخل الجديد في الشؤون اللبنانية، لاننا لو سلمنا جدلا بهذا الكلام، فالحل يكون بأن يستلم الجيش اللبناني وحده كل مفاهيم السيادة والسلطة على الارض اللبنانية وبالتالي هو الذي يحمل السلاح وحده، ولو إستمعوا الى ما نقوله دائماً بضرورة نزع السلاح من أيدي الاحزاب والميليشيات والفلسطينيين في المخيمات داخلها وخارجها ووصلنا الى بلد فيه سلطة واحدة وبندقية واحدة هي بندقية الشرعية اللبنانية، عندها لا نعود نخاف من أي حرب أهلية ولا من أي طارىء يطرأ على الوضع الامني في لبنان، بل على العكس نؤكد للجميع أننا رغم الطائفية، وهي ميزة لبنان ورغم المذهبية وهي الموزاييك اللبنانية الجديدة، نستطيع كلبنانيين أن نكون مع بعضنا البعض ونعيش في حال من الاستقرار لكن المهم هو أن يرفعوا أيديهم عن بلدنا ويتركوا اللبنانيين يعيشون بسلام".

أضاف: "عندما طرح موضوع إنشاء الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية، إعتبروا أن بقاء الطائفية هي إبقاء لفتيل إنفجار أهلي في أية لحظة، نحن قلنا أن أمنيتنا أن نرى كل لبناني يحمل على هويته مذهب وطائفة لبنانية فقط، لكن اليوم الوقت غير سامح لمثل هذه التغييرات في النظام اللبناني وبالتالي فلنعمل على إلغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص وأن نخلق تواصلاً بين كافة اللبنانيين وعندها نصل الى النتيجة واليوم الرئيس السوري واضح، الا إذا كان في كلامه المنشور إجتزاء، ان النظام الحالي هو نظام قابل للانفجار في أية لحظة وهو يرى ضرورة تغيير النظام وإلا نحن أمام الحرب الاهلية فالرابط بين الموضوعين رابط وثيق جداً.

 

جنبلاط: أخشى حربا إسرائيلية وما يحدث هو الجنون بعينه

نهارنت/أبدى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط خشيته من "أن تكون الحرب الإسرائيلية قادمة في ظل فشل مساعي السلام وعقم السياسة الأميركية". ورأى جنبلاط في حديث الى صحيفة "الشرق الاوسط" ان "ما يحدث في المنطقة هو الجنون بعينه، جنون فوق التصور، فإسرائيل تهدد لبنان تارة وسورية تارة أخرى، ثم إيران"، معربا عن خشيته من أن تكون الحرب قادمة في ظل الفشل الذريع لما يسمى مساعي السلام وفي ضوء عقم السياسية الأميركية والتراجع الأميركي في العراق وأفغانستان. واعتبر أن "المنطقة بأكملها في حالة فوضى من العراق الذي يسمح للبعثيين بالمشاركة ثم في اليوم التالي يمنعهم، والكل يعلم أنه في ظل حكم صدام كان الجميع بعثيين بالقوة أو بالرضا، وكذلك في اليمن وفلسطين". وخلص إلى القول بأنه "في ظل هذه الفوضى يمكن أن يقوم الإسرئيليون بحرب". وتوجه جنبلاط الى من وصفهم بالمترددين داعيا الى حسم الموقف، وقال "لقد حددنا منذ زمن بعيد من هو العدو ومن هو الصديق، وحسمنا الأمر، وسورية هي في نهاية المطاف عمقنا الاستراتيجي". وكان جنبلاط قد أصدر، الجمعة، تصريحا مقتضبا علق فيه على التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وتوجه فيه الى الشعب السوري وعبره الى القيادة السورية قائلا انه في "عام 1982 أثناء حصار بيروت وفي أوج الهزيمة الوطنية اللبنانية والسورية والفلسطينية، قلت لحافظ الأسد: نحن معك ومع سورية وسنقاوم. واليوم في أوج الجنون الإسرائيلي والتهديدات المسعورة، أقول للشعب السوري ولقيادته: نحن معكم فوق كل اعتبار".

 

سليمان يستمزج الاراء تمهيدا لاطلاق الحوار

نهارنت/بدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان يستمزج آراء الأطراف اللبنانيين المعنيين بإحياء مؤتمر الحوار الوطني ليعاود أعماله في الأسابيع المقبلة. واعتبرت مصادر وزارية لصحيفة "الحياة" إن "مجرد عودة مؤتمر الحوار الى الانعقاد برعاية رئيس الجمهورية يعني ان لبنان لا يدير ظهره للقرارات الدولية وأبرزها 1701 وبالتالي ليس في وارد الصدام مع مجلس الأمن وإنما هو ماضٍ في سعيه الحثيث لتطبيقها لكنه يحتاج الى فترة سماح لإنضاج الظروف للوصول الى تفاهم حول سلاح "حزب الله" من ضمن الاستراتيجية الدفاعية التي يفترض أن تكون على جدول أعمال الحوار باعتبار ان مسألة سلاح المقاومة هو من ضمنها". ورأت المصادر ان مسؤولية التأخيرفي تطبيق القرار 1701 تقع على عاتق اسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات سابقة أبرزها إخلاء الجزء الشمالي من قرية الغجر نظراً لأنه مشمول بخط الانسحاب الدولي المعروف بالخط الأزرق، إضافة الى مواصلتها الخروق اليومية للأجواء اللبنانية ورفضها الانسحاب أيضاً من مزارع شبعا. 

 

البلديات: الاربعاء مؤتمر صحافي لبارود وموعد مع مشروع تأجيل جديد في مجلس الوزراء

نهارنت/يشهد الاسبوع الطالع محطتين على صلة بملف الانتخابات البلدية. الاولى في مجلس الوزراء الذي ينعقد الاربعاء لمتابعة البحث في الاصلاحات المقدمة من وزير الداخلية زياد بارود. والثانية في المؤتمر الصحافي الذي يعقده بارود الاربعاء للاعلان عن نشر القوائم الانتخابية. وتخوف وزير سيادي بارز لصحيفة "السفير" من أن الجلسة قد لا تكون حاسمة، وقد يليها تأجيل جديد في سياق سياسة المماطلة المتبعة في تناول هذا الموضوع، متحدثا عن محاولة إنضاج "مخرج ما"، يتم الاستناد اليه كذريعة لتأجيل الانتخابات البلدية حتى ربيع العام 2011. واضاف ان "كل الاطراف يتقاذفون كرة التأجيل، فرئيس الجمهورية ميشال سليمان اعلن انه لن يكون المبادر الى التأجيل، ومن يُرد تأجيل الانتخابات البلدية فليبادر الى ذلك. وقد سعى في الجلسة الأخيرة الى اظهار استعجاله لاقرار المشروع، فطرح عقد جلسة لمجلس الوزراء بعد يومين (الخميس الماضي)، فلم يجد استجابة ثم اقترح عقدها صباح الجمعة ولكن اقتراحه لم يلق قبولا". واشارت "السفير" الى ما تردد من "أن سليمان بحث الموضوع مع رئيس الحكومة سعد الحريري وسأله صراحة عمن يريد التأجيل، فأجابه أنه لن يبادر للتأجيل، "ومن يُرد التأجيل فعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك". واضافت ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري رفض ان تلقى مسؤولية التأجيل عليه او على المجلس النيابي، ورد على من سأله رأيه في هذا الموضوع بقوله "لست معنيا بالتأجيل فليست لدي أي مشكلة، أنا لن أؤجل، ومن يُرد ذلك فهذا شأنه". وفي هذا السياق، عبّر وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الجمعة، عن طموحه الى اجراء الانتخابات البلدية في يوم واحد، ولكن في ضوء الارقام، تقتضي المسألة التقنية اجراءها في اكثر من يوم. فهناك 950 بلدية و2300 مختار و14000 قلم تحتاج الى 28 ألف موظّف و48 ألف عنصر قوى امن. لذلك فإن المسألة تقنية بحتة، وعلى المستوى السياسي اجراؤها في اكثر من يوم لا تاثير له، كما لا تأثير على المستوى الاصلاحي الذي لا تراجع عنه في عمل الوزارة. واكد بارود ان الانتخابات في ايار المقبل اي في موعدها "ليس خياراً انما هو امر ملزم وفق القانون". 

 

ماذا عدا مما بدا؟   

٦ شباط ٢٠١٠ /زيّان/النهار

خلال الساعات الأخيرة تلقّى نظامان شقيقان، ما زالا منهمكين في تقبّل التهاني بالمصالحة والممالحة بينهما، ما يشبه التهديد، او الانذار، او الهزة الخفيفة، او التنبيه، او كل ذلك معا.

إنما من مصدرين مختلفين حتى التناقض، ولأسباب ودوافع وأهداف لا يمكن إلا ان تكون مختلفة. اذ ان لا قاسم ولا جامع مشتركا بينها سوى صدوره في توقيت يكاد يكون واحدا، او متقاربا.

و"الحدثان" كانا مفاجئين.

سواء ما خصّ منهما سوريا ونظامها وموقفها من عملية السلام، او ما نال لبنان من حصة في حديث الرئيس بشار الاسد الى الصحافي الاميركي سيمون هيرش والذي نشرته مجلة "نيويوركر" قبل يومين.

بالطبع، لا رابط بين الحديثين، او الحدثين.

إلا أن كلاً منهما تسبب بضجة وانعكاسات قابلة للتفاعل والتوسّع في حال عدم تداركها واستيعابها، او ملاقاتها في اول الطريق والحؤول دون تحوّلها ازمة حادة، وعلى غرار ما احدثته ذيول تصريحات وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان.

فهذا الوزير المتهور المهووس بالحروب والخراب والانقضاض على البنى التحتية، وخصوصا اذا كان الكلام عن "تحتية" لبنان، اربك الحكومة الاسرائيلية وكبار المسؤولين فيها، حين رد على اقوال الرئيس السوري ووزير خارجيته وليد المعلم بطحشة حربجية، أجفلت حتى بنيامين نتنياهو وإيهود باراك.

وخصوصا حين قال: "رسالتنا الى الأسد يجب أن تكون واضحة. عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط، بل ستخسر السلطة ايضا، أنت وعائلتك".

وكلام آخر وتهديدات اخرى لم يعد مستغربا صدورها عمن قال عن الرئيس المصري حسني مبارك "فليذهب الى الجحيم".

والواقع ان القيادة الاسرائيلية سارعت الى اظهار عدم موافقتها على هذه الحماقة الليبرمانية الجديدة.

لكن ما بقي عالقاً قيد الالتباس والتحليلات والتعليقات المختلفة هو ما نسبه هيرش الى الاسد عندما بلغ الحديث الصفحة اللبنانية، وعندما قال الرئيس السوري للصحافي الاميركي: "ان الحرب الاهلية في لبنان تحتاج الى ايام لتنشب، وليس الى اسابيع او اشهر. لا يمكن ان يطمئن احد الى اي شيء في لبنان اذا لم يتغير النظام برمته".

رغم ان هذا الكلام المنسوب الى الرئيس الاسد شخصيا كان الشغل الشاغل لكبار المسؤولين في بيروت، واثار ردود فعل مصحوبة بتعليقات شتى، فقد بقيت العاصمة اللبنانية تتوقع نفيا رسميا من دمشق. او على الاقل، واضعف الايمان، صدور توضيح يبدد اجواء القلق والتساؤل والاستغراب التي سادت الاوساط السياسية... وحتى الشعبية.

خصوصا ان الرئيس سعد الحريري الذي زار دمشق قبل اسابيع، اعلن مجددا انه سيزور دمشق ثانية فور انتهائه من القضايا المطروحة، لمتابعة البحث مع الرئيس السوري في القضايا التي تهم البلدين. فماذا عدا مما بدا؟  المصدر : النهار

 

 محطات في تاريخ المغتربين اللبنانيين

النهار/سليم نصار/مثلما ارتفعت صيحات الانتقاد والتهجم على الدولة اللبنانية عقب سقوط الطائرة الاثيوبية، هكذا انطلق صراخ المفجوعين بفقدان احبائهم بعد حادث سقوط تشارتر في بينين (26/12/2003) أودى بحياة 78 مهاجراً غالبيتهم من منطقة الجنوب.

وكان تجمّعهم في العاصمة بورتو نوفو لأسباب لوجيستية كونها تقع بين نيجيريا وغانا وشاطىء العاج، الامر فرض لقاء المسافرين في نقطة وسط.

يومها إنتقل وزير الخارجية جان عبيد الى العاصمة بورتو نوفو حيث استقبله رئيس الجمهورية، وتعاون معه لمدة ثلاثة ايام في الاشراف على التحقيق وتأمين نقل الجثث الى لبنان.

ومع ان زيارة الوزير عبيد تمت بسبب ظروف تلك الفاجعة، الا انها احدثت سابقة بالنسبة للديبلوماسية اللبنانية التي حصرت زيارات كبار المسؤولين ببلدان غير افريقية، وكانت الدولة تبرر تمنعها بالقول انها تحافظ على مصالح المهاجرين من انتقامات المعارضين المحليين في حال نجحت انقلاباتهم العسكرية في اطاحة خصومهم. وهذا ما حصل في عدة بلدان مثل ليبيريا وسيراليون ونيجيريا عندما حطم متظاهرون محلات لبنانيين كانوا يدفعون ثمن نجاحهم التجاري اولاً، وثمن علاقاتهم الوثيقة بالحكام ثانياً.

ولكن اعذار الدولة اللبنانية لم تقنع ابناء الجالية المنتشرين بكثافة في نيجيريا وساحل العاج وسيراليون وغانا وجنوب افريقيا والكونغو والسنغال. وهم يتطلعون الى السفارات التسع الموجودة في دولة جنوب افريقيا وشاطىء العاج والغابون وغانا وليبيريا ونيجيريا والكونغو والسنغال وسيراليون، كحضور ديبلوماسي لا يغني مطلقاً عن الحضور السياسي الذي يفتقدونه. كما يتطلعون بامتعاض الى حصر رحلات "الميدل ايست" بثلاث رحلات اسبوعياً الى نيجيريا وغانا، في حين يُحرم اكثر من اربعمئة الف مهاجر من سهولة السفر الى بلادهم، حتى الرحلة اليتيمة الى تونس اوقفتها ادارة طيران الشرق الاوسط بحجة الخسارة. وقد تسلحت سابقاً بهذا السبب لالغاء رحلات طائراتها "الجمبو" الى البرازيل وأوستراليا. ثم اضطرت الى بيعها للتخلص من تكاليفها المرهقة.

المهم ان الدولة اللبنانية تسلمت مقترحات عدة تتعلق بضرورة ربط المغتربين في كل القارات بالوطن من طريق استخدام طائرات "الميدل ايست" بعد زيادة عدد اسطولها الجوي وخفض اسعار رحلاتها. وقد رفع الوزير جان عبيد عقب فاجعة بنين تقريراً الى الرئيس اميل لحود ومجلس الوزراء ضمّنه رؤيته لحل عملي يوفر على المهاجرين في افريقيا عناء البحث عن طائرات تنقلهم بسهولة الى لبنان.

وكان امين عام الخارجية بالوكالة السفير السابق في سيراليون وليم حبيب، قد تقدم هو الآخر باقتراح الى الدولة يلغي احتكار "الميدل ايست"، ويسمح لمكاتب السفر في بعض المدن الافريقية بتسهيل رحلات المهاجرين الى الوطن، واستند في اقتراحه الى خفض اسعار التذاكر من طريق قبول حجوزات الانترنت واستخدام مطارات ثانوية والتعامل مع شركات تملك طائرات خاضعة لشروط "الإياتا".

وكالعادة، وضع الاقتراح داخل الادراج لأن "الميدل ايست" شركة ربحية لا يهمها كثيراً خفض اجور الركاب. خصوصاً ان رئيس مجلس ادارتها محمد الحوت، اخرجها من حدود التقاليد الصارمة التي رسمها الشيخ نجيب علم الدين وخَلَفه اسعد نصر، بأن تكون طائرات هذه الشركة "سفيرات" لبنان الى العالم. وفي هذا الاطار كتبت علم الدين في مذكراتها وصفاً يعبّر بوضوح عن النظرة الرومانسية التي كان يحملها زوجها الشيخ نجيب للشركة التي طورها الى مستوى الشركات العالمية.

وذكرتْ بالتفصيل ان زوجها كان يرجىء موعد تناول طعام العشاء الى حين رجوع كل الطائرات الى مطار بيروت. وفي احدى المرات سألته عن السبب، فأجابها على الفور: "يا إيدا، لا يمكن ان أهنأ بالطعام إلا بعد رجوع كل "اولادي" الى المنزل"!.

وكان الشيخ نجيب بهذا الجواب يختصر نظرة الاحتضان لوطن طائر بعيداً عن النظرة التجارية التي ترى الطائرات صناديق معدنية تنقل الركاب والامتعة معاً.

آخر عروض تسهيل رحلات المغتربين من اميركا الجنوبية، قدمها وزير خارجية اوروغواي – وهو من أصل لبناني – الى المعنيين في الدولة. وأعرب في اقتراحه عن استعداده لإنشاء شركة برأسمال متواضع (30 مليون دولار) لكون غايتها ربط لبنان بالبرازيل والارجنتين والتشيلي وبوليفيا وباراغواي. وفي تقديره ان هذه البلدان تضم اكثر من عشرة ملايين مهاجر – حسبما جاء في كتاب حبيب مسعود – وان الجيل الجديد منهم يحب التعرف الى ارض أجداده شرط توفير الانتقال المريح.

وبعد مدة صُرف النظر عن هذا المشروع السياحي الكبير لان الدولة عجزت عن إعطاء ضمانات حول مستقبل الاستقرار السياسي.

في مطلق الاحوال يبقى حادث سقوط الطائرة الاثيوبية فور اقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي، هو الدافع الرئيس للكشف عن مقترحات سابقة تتعلق بتسهيل عمليات انتقال المهاجرين الى لبنان. واللافت ان عشرات القطع البحرية من غواصات وبوارج، قد اُستنفرت للبحث عن "الصندوق الاسود". والسبب ان الصندوق سجل كل شيء يتعلق بتلك الرحلة المشؤومة، بدءاً بسرعة الطائرة... مروراً بسرعة الريح والعوامل الخارجية... وإنتهاء بآخر نداءات الربان وطاقمه في قمرة القيادة والاتصالات مع برج المراقبة.

ومن أجل إستعادة الثقة التي اهتزت بسبب تصاريح بعض المعلقين وإعلانهم ان وراء سقوط الطائرة عملا تخريبياً مقصوداً، أصبحت الحاجة الى العثور على "الصندوق الاسود" شرطا لتهدئة الخواطر المضطربة. علماً بان أجهزة الاسطول الاميركي فشلت في العثور عليه في قعر الاطلسي، عقب سقوط طائرة فرنسية ضربتها صاعقة وهي في طريقها من الريو الى باريس. يبقى ان صيحات الاستنكار والغضب التي صدرت عن ذوي الضحايا، لم تكن أكثر من تعبير عفوي عن خيبة أمل اللبنانيين من قصور دولتهم أولا، ومن "الميدل إيست" ثانياً، خصوصاً ان المهاجرين في افريقيا يشاركون سائر المهاجرين بضخ اكثر من اربعة مليارات دولار سنوياً هي جزء من التحويلات التي تساهم في انعاش الوضع الاقتصادي، اضافة الى ريادتهم في اعمار مناطق الاطراف في الجنوب والشمال والبقاع. وربما تكون حركة النمو في صور والنبطية وجويا وشقرا والعباسية وبنت جبيل جزءا من مساهمة هؤلاء المهاجرين. تماماً مثلما تقف بلدة مزيارة في الشمال شاهداً على نجاح ابنائها في افريقيا. وتجدر الاشارة الى ان الطرقات الداخلية وشبكة الكهرباء والتلفون تمت باموال مغتربيها الذين لحقوا بالياس الخوري يونس الذي وصل الى لاغوس سنة 1885.

رواية مُستقاة من كتاب الاستاذ عبدالله حشيمه عن مغامرات اللبنانيين في اميركا الجنوبية وافريقيا، تتحدث عن بائع "كشة" ساعد على شفاء ابنة رئيس قبيلة افريقية من الحمى بواسطة حبوب الكينا. وكانت النتيجة ان زعيم القبيلة كافأه بالزواج من ابنته، وان بائع "الكشة" ورث الزعامة بعد وفاة الوالد وأرسل يطلب من اخوته استعجال السفر لمعاونته في حكم القبيلة.

وقد يكون في هذه الرواية بعض المبالغة، ولكن وجود اللبنانيين في افريقيا ظاهرة قديمة يحلو للرئيس روبرت  موغابي التحدث عنها. ففي حديث صحافي أجريته معه حول خلفية نزاعه مع البريطانيين، اخبرني أن اسم "زيمبابوي" معناه بلغتهم "بيت من حجر"، وانه يرمز الى بيت بناه الفينيقون بخلاف البيوت التي يشيدها ابناء البلاد من القش والطين. وقال ان رواد البحار كانوا يتحاشون الانواء خلال موسم الشتاء لذلك أسسوا محطات في طريق عودتهم الى صيدا وصور، كانت تبدأ من "رأس الرجاء الصالح" في جنوب افريقيا الى زيمبابوي في اتجاه اثيوبيا ثم مصر. وفي اليوم التالي أرسل موغابي دليلا برفقتي الى البيت الذي اشار اليه، وهو يبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن العاصمة هيراري. ومثل هذه القرينة تشير الى وجود طرقات برية وبحرية اقامها الفينيقيون في افريقيا قبل انتقالهم الى جزيرة سردينيا الاسبانية وقرطاج وباليرمو في جزيرة صقلية وملقة في اسبانيا وطنجة في المغرب. ولم يكن ظهور القائد هنيبعل الذي هدد روما في قرطاجة في تونس، سوى شاهد على الامبراطورية الاقتصادية والعسكرية التي أسسها أبناء صور وصيدا في افريقيا.

واليوم، بعد مرور مئات السنين على ذلك التمدد في اتجاه القارة الافريقية، ينتشر المهاجرون اللبنانيون في المنطقة التي اكتشفها اجدادهم وساهموا في تطويرها بحيث كادت تسحق اكبر امبراطورية في التاريخ، هي الامبراطورية الرومانية. وجل ما يريده المهاجرون من دولتهم بعد سقوط الطائرة الاثيوبية هو الدعم المعنوي والعملي خشية تكرار المأساة.

وهم يتذكرون جيدا ان الذي تآمر على القائد هنيبعل وأعاق تقدمه نحو روما، كان مجلس شيوخ قرطاجة... وليس مجلس شيوخ روما.

سليم نصار/(كاتب وصحافي لبناني مقيم في لندن)      

 

بعد 1600 سنة الصومعةُ  صارت كَـوْناً والموارنةُ في صومعة

بقلم سجعان قزي/النهار

لم يَخطُر في بالِ الموارنة الأوائل إنشاءُ دولة، لكن نضالَهم بين القرنين الخامسِ والتاسعَ عشر (1600 سنة) تكـلَّـل بولادةِ الدولة اللبنانية سنة 1920. ولا يَخطُر في بال موارنةِ اليوم أن لبنانَ قد يَضيعُ منهم، لكن ممارساتِهم وأحياناً خِياراتِهم - لا مبادئهم - بين القرنين العشرين والحادي والعشرين (90 سنة) تؤدي تدريجاً إلى سقوطِ المارونـيّـةِ السياسيّـة، وبالتالي الدولة اللبنانية. وهذا أمر يُحـتِّم التصدّي له بكل الوسائل المتاحةِ من دون الأخذ بالحِسبان سوى عاملِ البقاء الحر. وأي نهضةٍ جديدةٍ لا بدَّ من أن تمرَّ باستعادةِ القيمِ والأخلاق قبل الصلاحياتِ والسلطة. إن السقوطَ العسكريَّ والسياسيّ لكل الإمبراطوريات الكبرى: من الفراعنةِ إلى الفينيقيين وقرطاجه والإغريق وروما سَبقه انهيارُ سُلَّمِ القيم في مجتمعاتِها، وتَـدنّي مستوى قادتِها، واختلافُهم في ما بينهم، وسيطرةُ لِذةِ الانتصارِ على حكامِها عوضَ مسؤوليةِ إدارة الحكم.

إني أؤمن بأن الكيان اللبناني بدأ مع الموارنة مثلما آمَن ديغول أن فرنسا بدأت مع كلوفيس (أول ملك فرنسي اعتنق المسيحية وحَكمَ بين سنوات 481 و 511). وأؤمن بأن غيابَ الموارنة عن لبنان - لا سَمح مار مارون - هو نهايةٌ كلية للكيان اللبناني، إذ سيتَقاسُمه كل من سوريا وإسرائيل وربما الفلسطينـيّـون. فلا يظنّ اللبنانيون الآخرون - أحباؤنا - أن قُـوَّتَهم، اليوم، أو أموالَهم أو العنصرين معاً يُخوِّلانَهم السيطرةَ على لبنان وتغييرَ هويّـتِه وتاريخه. إنهم سيسقطون قبل أن يُحقِّـقوا أحلامَهم. وأساساً، إن أحلامَهم هي كابوسٌ عليهم وعلينا وعلى لبنان والعرب والعجم. لبنان من دون الموارنةِ فراغٌ تاريخيّ. ويكفي أن يَبقى مارونيٌ واحدٌ يَرشَحُ باخوراً ليَـظـلَّ وجهُ لبنان مختلفاً عن وجوه كل كياناتِ المنطقة ودولِها ومجتمعاتِها.

لقد ربِح الموارنةُ لبنانـيّين جدداً (ولاء المسلمين للبنان) وخسِروا لبنانَ الرسالة (الوجه المسيحي). فكرةُ الموارنة انتصرت ودورُهم خَسَفَ. ولأول مرة لا يَرتبط شروقُ لبنان بشروقِ الموارنة. لبنان يُشرِقُ، بل يُسْرَقُ، والموارنةُ يَـغرُبون ويَـغترِبون. لقد تَسلّل الآخرون إلى دورِنا ورسالتِنا ومِهنتِنا وخِبرتِنا وحِرَفـيَّـتِنا و"اخْـتَـلسوا" منا كلمةَ السرِّ التاريخية.

والمخيفُ أن عدداً وافراً من المرجِعـيّـات المارونية، الدينية والسياسية، لا يُدرك فداحةَ الخطرِ المُـحْـدِقِ بالوجودِ المارونيِّ، ويتعاطى مع الأحداث وكأنها تطوراتٌ عابرة، بَـعْـدَها يعود الموارنةُ كما كانوا قبلَها. والمؤسف أن عدداً من القادةِ الموارنة يَعملُ على إنقاذ زعامتِه على حساب الثوابتِ المارونية والوطنية، وكأن لزعامتِه حياةً من دون مارونـيّـةٍ قويّـةٍ ولبنان معافى. والمعيب أن نسبةَ مفهومِ الخير العام لدى غالِبية القادةِ الموارنة متدنيةٌ بِقَدرِ مُغالاتِها في تقدير الشعبيةِ وبسببِ تَحَكُّم الحقد والتعالي والأنانية بمواقفها. والمُخزي أن مفهومَ المصلحةِ المارونية اختلط على غالِبية السياسيّين الموارنة، فأصبح عددُ النواب والوزراء والموظفين والحواشي معيارَ "الحالِ المارونية" وليس دورُ الموارنةِ وتأثيرُهم في الحياةِ الوطنية؛ كما أصبح تقاسمُ الوزارات معيارَ قوةِ هذا الفريق الماروني أو ذاك، وليس جمعُ الطاقات المارونية لإعلاءِ شأنِ الطائفة وعِـزَّتـها.

والوقاحةُ الكبرى أن المارونـيّـةَ اللبنانية تُـصِـرُّ على تمثيلِ مسيحيّي الشرق والدفاعِ عنهم، وهي باتت عاجزةً عن تمثيل نفسِها وشعبِها والدفاعِ عن تراث الآباء ووَزَنات الأجداد. ثم، من بقي، باستثناء من هم آمنون في سوريا، من مسيحيّي الشرق لنمثِّـلَهم وندافعَ عنهم؟ هل قمنا بتظاهرةٍ من أجل مسيحيّي فلسطين؟ بحملة دولية من أجل أورشليم؟ بمسيرةٍ من أجل مسيحيّي العراق؟ باعتصامٍ من أجل مسيحيّي مصر؟ بحصارِ سفارةِ دولةٍ خليجية تَـنْـزَعُ الصليبَ عن عنقِ المسيحيِّ حين يَصل إلى مطاراتها؟ هل فتحنا بيوتَنا ومدارسَنا وكنائسَنا وأديِرتَنا لمسيحيّي الدولِ العربيةِ الهاربين من المجازرِ الإسلامية الأصولية والسلفية؟ كان أقصى هَـمِّـنا أن نتحاشى إزعاجَ الملوكِ والأمراء والرؤساء والشيوخ العرب.

لذا عِوضَ إضاعةِ الوقت في إنشاءِ هيئةٍ لإلغاء الطائفية السياسية ـ وهي بخلفـيَّـتِها خطوةٌ متقدِّمةٌ نحو أسلمةِ لبنان ـ حريٌّ بنا، كشعب ماروني، أن نؤلِّـف هيئةً لإلغاء هذه الطبقةِ السياسية المارونية التي تنحدر بالموارنة من قَـعْرٍ إلى آخر، ومن هزيمة إلى أخرى، وتسير بنا من دون "رادارٍ" أو خريطةِ طريق. إن شعباً من دون قيادةٍ أفضلُ من شعب "ترعاه" قياداتٌ سيئة. لا نريد سلاحاً، بل غِربالاً يَـنْـخُل القادةَ الصالحين ويُلقي بالآخرين "خارجَ فرحِ سيِّدهم".

لم يَعرف الموارنةُ في تاريِخهم الحديثِ أو القديم مآسٍ كالتي عرفوها منذ أن استولى بعضُ القادة بالصدفةِ أو بالقوة أو الاستقواء أو بالوراثة أو بالمال أو بالانتخابِ بالإكراه أو بدعمٍ خارجي، على مصيرِ الموارنة وسائر المسيحيين في لبنان. بين هؤلاء، قادة لا يحـبّـون شعبهم ولا الشعب يحبهم، ولا يحب بعضهم البعض الآخر. حلفاؤهم يرتاحون إليهم، فَـهُم مُطيعون، وأخصامُهم لا يَـنْـزَعجون منهم، فـهُم مُسْـتَـضْـعَـفون.

ورغم ذلك يواصل قادةٌ مُـعـيّـنون الاستهتارَ بالشعبِ ويَخطُفونه نحو مساراتٍ غريبةٍ لم يَـألَـفْـها عبر تاريخِه. لكن "حبلَ" الشعبويةِ والتَـصَـنُّعِ قصير: الأحياء والشهداء هنا، المهجَّرون والمهاجِرون هنا، الدورُ المسيحيُّ الجريحُ هنا، شبابُ المقاومة هنا، وَضْـعـيّـةُ الجيش اللبناني هنا، ضـعْفُ رئاسةِ الجمهوريةِ هنا. كلهم مستعدون أن يَشهَدوا ضدَّ بعضِ القادةِ الموارنة: يَشهَدون ضِدَّهم بالقسمِ الإلهيِّ، بالكلمةِ القاضية، بالنظرةِ القاتلة، بالحضورِ المحرِج، بالتذكيرِ المؤلم، بالصورةِ الحـيَّـة. وإن من حاجةٍ لدليلٍ إضافي، فأبوابُ القبورِ تُـفـتَحُ، ويَخرجُ منها الأموات قبل القيامةِ يَصرخون: ماذا فعلتم بنا، بعائلاتِنا، بشعبِنا، وبمستقبلنا. ماذا فعلتم بالوطن، بتراثِنا، بحلفائِنا، بقضيّـتِنا، بوِحدتِنا، بشعبِنا العظيم، وبــ 1600 سنةٍ من تاريخنا. أخرجوا من هنا. أنتم صورةُ هزائِمنا، أنتم صانعوُ انحطاطِنا، أنتم رمزُ إحباطِنا، أنتم مثالُ فَسادِ مجتمعنا، أنتم عقبةٌ أمام استعادةِ دورنا.

نريد جيلاً قيادياً جديداً، وأحباراً جدداً، ودماً حزبياً جديداً، وحياةً رَهبانيةً جديدة، ومادةَ نضالِ جديدة، وخِطاباً سياسياً جديداً، ورهاناتٍ تاريخيةً ومستقبليةً جديدة، ونوعيةَ رؤساءٍ يستعملون صلاحياتِهم في الموضِعِ الصحيح. نريد أن تُسرِعَ أحزابُـنا التاريخية والناشِئة في استنهاضِ ذاتِها وتجديدِ قياداتِها وكوادِرها ونُخَبِها، نوعِـيّـاً لا تعاقُـبِـيًّـا فقط، وفي استيعابِ المناضلين والابتعادِ عن سياسةِ الإقصاءِ، واعتمادِ الآلياتِ الديموقراطيةِ لِجَذْب الشباب. أحزابُـنا المارونية ضَحَّت في سبيل الموارنةِ والمسيحيّين والمسلمين ولبنانَ ومسيحيّي الشرق، وقَـدّمت آلاف الشهداء والمُعَوقين. ورجاؤنا أن تُـكْمِلَ الدربَ لأن حركةَ التاريخِ تَطحَنُ الجامدين وتَتجاوزُ المُـقَـصِّرين وتَـمقُت الأنبياءَ الكذبةَ والمُنقذين المُـزيَّـفين.

لا نعترف بمرجِعيةِ الكنيسةِ ولا نوحِّد المرجعيات السياسية. نُطيح الخِياراتِ التاريخيةِ ونَهدِم أحزابنا الأصيلة. نُـقَسِّم الشعبَ ونَـفرِزه قُطعاناً ولا نُـقَدِّم مشروعاً إنقاذياً. نعترفُ بسقوطِ النظام المركزيِّ ونخافُ المطالبةَ بالفيديرالية. نُطالب باللامركزية الإدارية ونُحاذِر الدعوةَ إلى تقسيمِ بيروت دوائرَ متعددة. نَرفض الذِمـيَّـةَ ونَـقـبَـل بِمِـنَّـةِ المناصفةِ وحفظِ حقوقِ المسيحيين كأقـلّيات. نُـقيم تحالفاتٍ مع أصحابِ مشاريعَ توسعيةٍ ونُهمل حلفاءنا الطبيعيّين والتاريخـيّين. نُسَلِّم سلاحَنا - من دون مشورةِ أحد - قبلَ أن نَضمَنَ وجودَ دولةٍ وطنيةٍ تَحمينا. ندافعُ عن مناصبَ نعتبرُها حِصنَ المارونيةِ السياسية بينما شاغلوها يَـنْـتَهِجون سياساتٍ مُبهَمة. هذا يخاف أن يُغضِبَ السُـنَّـةَ، وذاك يخشى أن يثيرَ الشيعةَ، وذلك يَرتعب من سُخْط سوريا أو السعودية أو أميركا أو إيران، إلى آخر الأمم المتحدة وغير المتحدة. أين الزمنُ الذي كان فيه الآخرون يَـتَهـيَّـبون إحراجَنا؟

إنَ الصراع بين الطوائف في لبنان انتقل من مبدأ المشاركةِ في الحكمِ إلى مشروع الاستيلاءِ الكامل على الدولة. نحن محاصرون من كل صوب: من الداخل ومن الخارج. الأشرارُ والإرهابيون والقتلةُ أصبحوا في قلبِ وطنِنا ومدنِنا وقرانا وأحيائِنا، وعددُ العملاء في صفوفِنا بات يَـفوق عددَ شهدائنا. ورغم ذلك نروحُ نتخاصمُ حول نسبةِ شعبيةِ هذا الحزبِ أو ذاك التيار، ونَـظُن أنَّ تفاهُمنَـا مع الغريبِ يُـغنينا عن المصالحةِ مع القريب. ورغم ذلك هناك قادةٌ موارنةٌ يتنازلون عوضَ أن يُواجهوا، ويُطأطِئون رؤوسَهم عوضَ أن "يَطُـقّوا" رؤوس الآخرين. أَنؤسِّس مدرسةَ إعادةِ تأهيل؟

لن نسمحَ لهذه الحالة بالاستمرار، ولو اضَطر جيلُنا إلى سلوك طريق الثورة. الاقتصاصَ نعرفه والاعتصام، الانتفاضاتِ نعرفُـها والنزولَ إلى الشارع، واحترامَ الديموقراطية نعرفه وحقوقَ الانسان. لكن، وبصراحةٍ، لسنا هنا، في لبنان، لبنانِنا، لنحافظَ على الديموقراطيةِ أولاً بل على المارونيةِ أولاً، ولا على الجغرافيا أولاً بل على التاريخ أولاً، ولا على النظام أولاً بل على الإنسان أولاً، ولا على الأمن أولاً بل على الحرية أولاً، ولا على التعايش أولاً بل على الحياة أولاً؛ "فنحن شياطين هذا الشرق وقِدِّيسوه"، لا سوانا.

لن نسمح لأي ماروني بان يُـفَرِّطَ أو يقايضَ أو يساومَ على 1600 سنةٍ من وجودنا، أكان رئيساً أم قائداً أم زعيماً أم أسقفاً أم منتحلَ صفةٍ قيادية. نحن صَـنْـعنا كل هؤلاء ونحن نُسقطهم. نحن منحناهم الثقةَ ونحن منهم نسحبُها. وَحدَهم القادةُ والشخصياتُ والشبابُ الذين عانوا وتعذّبوا وسُجنوا وتَـألموا وفَـقدوا فلذاتِ أكباداهم يفهمون هذه الصرخة... نحن لم نُقسِم على الإنجيل فقط، بل على قبور الشهداء. فلا أحد يَـتَّـكل علينا لـنُديرَ له خدَّنا الأيسر...(إني أتحفظُ عن هذا البند !)

إذ أطلقُ هذه الصرخةَ الوِجدانيةَ في ذكرى مرورِ 1600 سنةٍ على غيابِ مار مارون، فلأن مصيرَ الموارنةِ في خطرٍ حقيقي. ومصدرُ الخطر هو انعدامُ روحِ المسؤوليةِ لدى بعض القادةِ الموارنة وتَسْخيفُهم التحديات ولامبالاتُهم بالأهوالِ الآتية بل المُعاشَة.

لقد نجح الآخرون في "تَـعقيدِ" عددٍ من القادةِ والمرجِعيات المارونية، فصاروا يخافون المجاهرةَ بالرأيِ وبالموقفِ والخِيار، كما صاروا يخافون نَـقمةَ أخصامِهم عوضَ نقمةِ شعبهم. وهذا أقصى ما يُمكِن أن يُـنْـكَبَ به شعبٌ في مرحلة مصيريّـة من وجوده. نريد من قادتِنا ألا يَـتَـهـيّـبوا المطالبةَ بأي شيء: من الحكمِ الذاتي، إلى الفيديراليةِ، إلى الوِحدة الحصريّـة، إلى السلامِ اللبناني - الإسرائيلي، وإلى الاتحاد مع سوريا. المهم أن يكون القادةُ جريئين ومقتنِعين بمواقِفهم إنطلاقاً من مصلحة لبنان وليس إذعاناً لنفوذ تحالفي أو خارجي. إن الخصمَ يحترم إيمانَ وصدقَ الآخر ويحتقرُ تزلّفه وجُبنَه ومُمالقـتَـه هذا أو ذاك. واجبُ مرجعيات الموارنةِ وقادتِهم أن يَتحلَّوا بالصراحةِ المطلقة، كما قال البطريرك صفير، فلا يُديـنُـهم أولادهم وأحفادهم غداً، ويأخذون عليهم الاستسلامَ أمام التحديّـات، والانجرار وراء الآخرين، والتخاذلَ في المفاوضات، والتنازلَ في التسويات، والتغـيّبَ عن لحظةِ اتخاذِ القرارِ التاريخي.

الموارنة يَـلْهجون بالأسئلةِ الكبرى وما من مُجيب. يسألون: ما هو دور الموارنةِ بعد في لبنان؟ هل أَفَـلَ أم تَغـيَّـرت نوعيتُه وطبيعتُه؟ ما هي ثوابتُ هذا الدور وما هي متغـيّراته؟ ماذا كان دورُهم في المئة سنةٍ الماضية، في الخمسين سنةٍ الماضية، بل في الحروب الأخيرة؟ هل هناك دورٌ ماروني في لبنان من دون دورِ في الشرق؟ وهل هناك دورٌ لمسيحيي الشرق من دون الالتزامِ بقضاياه والتعاون مع الغرب؟ لماذا تغـيّـر الدورُ المارونيّ الداخلي؟ أبسبب انخفاضِ عددِهم أم بسبب تقدم الآخرين علمياً وثقافياً؟ أبسبب ولاء المسلم للبنان أم بسبب تغـيّـرِ سياسة الغرب؟ أبسبب حملِ "حزب الله" لواء المقاومةِ الاستشهادية ضد إسرائيل، أم بسبب اخفاق الموارنة في الثبات على حليف دائم منذ ثلاثة عقود على الأقل؟...

في انتظار الأجوبة، وهيهات أن تأتي من هذه الطبقة السياسية، أنا مسيحيٌ، أؤمن بالمسيح. وأنا مارونيٌ، أنتمي إلى مار مارون. الأول استشهد على الصليب، والثاني عاش ناسكاً. كذا، يَـحُـدُّ الفداءُ والـتَـقشُّفُ والقيامةُ نمطَ حياةِ كلِّ ماروني، وإلا تكونُ مسيحيَّتي زائفةً ومارونيّـتي باطلة وتَسقط فكرتي بلبنانَ ممـيّـزٍ. لكن المسيحيةَ حقيقةٌ ثابتة والمارونيةَ طائفةٌ خالدة... في لبنان.

(كاتب سياسي)      

 

لأن لبنان عاجز ومجلس الأمن غير قادر وسوريا لا تساعد

القرار 1701 حقّق هدنة لإسرائيل ولم يُقِم الدولة اللبنانية

النهار/اميل خوري     

تتساءل أوساط رسمية وسياسية وشعبية ماذا يمكن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس ان يقول في تقريره الدوري عن تنفيذ القرار 1701 نهاية الشهر الجاري غير ما قاله في تقارير سابقة سوى تسجيل مزيد من الخروق، لا سيما من جانب اسرائيل، وأن تنفيذ هذا القرار لا يزال متوقفا عند النقطة ذاتها ولم يحصل أي تقدم يجعل التنفيذ ينتقل من مرحلة وقف العمليات العسكرية الى مرحلة وقف شامل للنار.

الواقع، أن الغاية من صدور القرار 1701 كانت تحقيق هدنة أمنية ثابتة بين لبنان واسرائيل تبدأ بوقف العمليات العسكرية ثم بوقف شامل للنار لكي يصير في الامكان تنفيذ البنود الاخرى المهمة التي من شأنها أن تقيم الدولة اللبنانية القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل الاراضي اللبنانية بحيث لا تكون سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها ولا قانون غير قانونها. لكن تنفيذ هذه البنود لم يتم حتى الآن رغم مضي ما يقارب الثلاث سنوات على صدور القرار 1701، فلا أمكن بسط سيطرة الحكومة على جميع الاراضي اللبنانية وفق أحكام القرار 1559 والقرار 1680 والاحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، ولا أمكن الحكومة اللبنانية ممارسة سيادتها الكاملة حتى لا تكون هناك أي أسلحة من دون موافقتها ولا سلطة غير سلطتها، ولا تم اتخاذ ترتيبات أمنية لمنع تجدد الاعمال القتالية بما في ذلك انشاء منطقة بين الخط الازرق ونهر الليطاني خالية من أفراد مسلحين او معدات او أسلحة بخلاف ما يخص الحكومة اللبنانية وقوة الامم المتحدة، بدليل ان تفجيرات حصلت داخل هذه المنطقة واستهدفت عناصر من القوة الدولية او آليات لها، كما انطلقت منها صواريخ في اتجاه الاراضي الاسرائيلية كادت أن تعيد تبادل العمليات العسكرية على الحدود مع اسرائيل، كما لم يتم منع مبيعات او امدادات الاسلحة والمعدات لمجموعات في لبنان غير ما تأذن به الحكومة اللبنانية، وهو ما جعل ترسانة هذه المجموعات وتحديدا ترسانة "حزب الله" تتضاعف، ولم يتم ايضا نزع السلاح خارج الدولة وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا لا سيما في مناطق الحدود المتنازع عليها او غير المؤكدة بما في ذلك معالجة مسألة منطقة مزارع شبعا. ولم يتقدم الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون من خلال اتصاله بالعناصر الدولية الفاعلة والاطراف المعنيين، كما طلب منه مجلس الامن، بمقترحات لتنفيذ كل البنود الواردة في القرار 1701 وفي القرارين 1559 و1680 وفي اتفاق الطائف، وقد حددت له مهلة ثلاثين يوما لعرض هذه المقترحات على مجلس الامن، وأن كل ما فعله الامين العام هو تقديم تقرير روتيني يعرض فيه الوضع في منطقة انتشار القوة الدولية مع الجيش اللبناني في الجنوب ويسجل فيه الانتهاكات الحاصلة وعدم تنفيذها تنفيذا دقيقا كاملا، ومن دون اقتراح آلية تكفل ذلك، خصوصا في ما يتعلق بتأمين الحدود اللبنانية – السورية لمنع دخول الاسلحة أو ما يتصل بها من عتاد الى لبنان من دون موافقة الحكومة اللبنانية.

وكما أن القرار 425 لم ينفذ إلا بالمقاومة لكن تنفيذه لم يحقق الأمن على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية والعودة الى اتفاق الهدنة المعقودة بين الدولتين عام 1949، فظلت الاعمال العسكرية المتبادلة مع بقاء وجود مسلحين فلسطينيين في المنطقة ثم وجود "المقاومة الاسلامية" بقيادة "حزب الله" لأن سوريا تريد أن يكون المسار اللبناني مع اسرائيل متلازما مع مسارها، فلا يتحقق انسحاب اسرائيلي كامل من الجنوب اللبناني الا مع تحقيق الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان. وكما ربطت سوريا الانسحاب الاسرائيلي من لبنان بانسحابها من الجولان، فان اسرائيل ربطت بدورها انسحاب قواتها من لبنان بانسحاب القوات السورية، الأمر الذي حال دون توقيع اتفاق 17 ايار، فتحوّل الانسحاب المتزامن بقاء متزامنا ولم يتغير الوضع في الجنوب حتى بعد ارغام اسرائيل على الانسحاب من الجزء الاكبر من الجنوب، لأنه ممنوع على لبنان ان يحل قضيته بمعزل عن حل قضية الشرق الاوسط، أو أقله حل النزاع الاسرائيلي مع سوريا، حتى ان القرار 1559 الذي لا يزال مساعد الامين العام للأمم المتحدة تيري رود – لارسن يضع التقارير الدورية في شانه، بات قرارا لا تعترف به سوريا ولا حلفاؤها في لبنان ويطالبون بالغائه بدعوى أنه اصبح من الماضي وصار تنفيذ ما يجب تنفيذه منه، وقد يكون مصير القرار 1701 كمصيره، وأن تنفيذه بكل مندرجاته رهن بتحقيق السلام في المنطقة أو أقله بين اسرائيل من جهة ولبنان وسوريا من جهة أخرى، ولا "حزب الله" مستعد للتخلي عن سلاحه ما لم تنسحب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وكذلك من هضبة الجولان السورية كي يصير في الامكان توقيع اتفاق سلام معها.

وما دام القرار 1701 لم يتم تنفيذه بكل مندرجاته، فلن يكون قيام لدولة قوية قادرة في لبنان حتى ولو حقق هذا القرار هدنة لاسرائيل وهدوءا على حدودها الشمالية معع لبنان. ومع تعذر قيام هذه الدولة يبقى السلاح خارج الشرعية، وتبقى أبواب لبنان مفتوحة لكل تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، ولن يكون في استطاعة اللبنانيين ان يحكموا أنفسهم بأنفسهم.

لقد كتب الديبلوماسي الاميركي دنيس روس مقالا في "الواشنطن بوست" على اثر صدور القرار 1701، قال فيه: "ان تطبيق هذا القرار رهن بسوريا، الا في حال استطاعت القوة الدولية الجديدة المنتشرة مع الجيش اللبناني منع أي عملية اعادة تجهيز لـ"حزب الله" ودعم الجيش اللبناني معا بحيث يتمكن من تنفيذ المهمة المحددة له في القرار". لكن ما حصل أن لا سوريا ساعدت على تنفيذ هذا القرار ولا القوة الدولية مع الجيش اللبناني استطاعا منع عملية اعادة تجهيز لـ"حزب الله" ولا تم تزويد الجيش الاسلحة اللازمة بحجة أنها قد تذهب الى هذا الحزب، ولا الاخير تخلى عن دوره للجيش في الدفاع عن لبنان بحجة أنه لا يملك السلاح الذي يؤهله للقيام بذلك.

ولفت روس في مقاله الى "أن سوريا ستكون اكثر عزما على احباط تنفيذ القرار 1701، ولن تكون للقوة الدولية القدرة على التفتيش المركز والمكثف وأن تنتشر على كل الطرق بين لبنان وسوريا لرصد أي حركة للناقلات على هذه الطرق، وأن الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني لن يكون في استطاعتهما تنفيذ هذا القرار لأن سوريا لا يزال في امكانها استغلال التباينات المذهبية المتصاعدة في لبنان لتحقيق غاياتها". وختم بالقول: "ان التاريخ متخم بالقرارات الجيدة بشأن لبنان والتي لم تجد أي تنفيذ لها لأن السوريين كانوا يمسكون بالقدرة على اعاقتها، ولأن الرئيس الاسد يصف انتصارات "حزب الله" بأنها هزيمة لمخططات الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الاوسط، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية (السابقة) كوندوليزا رايس ان تنفيذ القرار 1701 سيشكل عقبة استراتيجية للنظام السوري". وتساءل: "هل ستغير سوريا في سلوكها لكي تجعل مصير هذا القرار للأمم المتحدة مختلفا عن مصير غيره من القرارات السابقة؟". الواقع أن لا شيء حتى الآن يدل على أن في نية سوريا المساعدة على تنفيذ هذا القرار قبل ان تتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل ويتوصل لبنان والسلطة الفلسطينية الى مثل هذا الاتفاق ايضا. وهذا معناه ان تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته مرتبط بتحقيق السلام، كما أن تخلي "حزب الله" وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" عن السلاح مرتبط أيضا بتحقيق السلام.

 

الحركة الخارجية والتعثر في مقاربة الملفات الخلافية يحتمان استعادة طاولة الحوار لمواجهة الظروف الإقليمية

هيام القصيفي/النهار

تحول الجولات الخارجية التي يزمع القيام بها كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري دون اعادة اطلاق عجلة الحوار الوطني قريباً بعدما توقف في اول حزيران عام 2008 عشية الانتخابات النيابية. ورغم ان المسؤولين اللبنانيين يولون هذه الاتصالات الخارجية اهمية قصوى لحشد الاهتمام الدولي تطويقا لاي انعكاسات ترتد على لبنان عند اي خضة اقليمية، الا ان ثمة ابعادا داخلية للمسار الاقليمي لا تزال بعيدة عن التداول، وتبدو ثمة خشية متزايدة في مقاربتها على طاولة حوار مكشوفة.

حين دعا رئيس مجلس النواب الى طاولة الحوار الاولى في الثاني من  آذار عام 2006، كان لبنان يعيش ارتدادات اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مما جعل موضوع الطاولة الاساسي تشكيل المحكمة الدولية، في وقت كان المحقق سيرج برامرتس يرفع اول تقاريره عن عمل لجنة التحقيق الدولية الى الامين العام للامم المتحدة آنذاك كوفي انان. وكذلك تركزت نقاشات المتحاورين عن القرار 1559 الذي فتحت المعارضة قبل وقت قصير ملف الغائه. لم تحل طاولة الحوار التي تميزت بحضور الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والصور التي التقطت للضحكات العريضة التي طبعت وجوه المشاركين الاضداد، دون تأجيل الحوار اسبوعا تلو آخر من آذار الى نيسان فايار فحزيران، وكان الارجاء الاخير خلال البحث في ملف الاستراتيجية الدفاعية، الى 29 تموز الذي اطاحته حرب 12 تموز 2006، ودخول البلاد في اتون النار لتخرج منها على وقع القرار 1701.

وتأتي اعادة طرح طاولة الحوار، بحسب اوساط سياسية، على قاعدة انها مساحة ضرورية لا يوفرها مجلس الوزراء المحكوم بسقف اتفاق الدوحة ومفاعيل 7 أيار، في وقت ترتفع النبرة الاسرائيلية - السورية  والكلام المتزايد في باريس وواشنطن وتركيا عن احتمالات الحرب. وتشير الى ان من شأن الانشغال بشكل الطاولة وتمثيل المشاركين ان يضيع البوصلة الحقيقية لهدف الحوار الذي اعيد اطلاقه بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. فأهمية الطاولة  انها تعيد انتاج  مناخ تهدئة داخلي بعيدا من التكتيكات الحكومية في الملفات الادارية، وكون الاطراف المشاركين في الطاولة هم الذين يمثلون اركان الصراع الداخلي واصحاب القرار الفعلي، من دون حصص وسطية ومن دون وزراء بالوكالة عن اي طرف حزبي. وفي اعتقاد هذه الاوساط ان ثمة متغيرات اقليمية يجب مواكبتها داخليا، بعدما بدأت الرياح الاقليمية تشتد تباعا عبر تبادل كلامي ترتفع حدته وينخفض بما يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على كل انواع التطورات.

وتلفت هذه الاوساط الى ان الاشارات التي انطلقت من دمشق في الايام الاخيرة لا تزال توحي بان العاصمة السورية لا تزال تتعامل مع لبنان والمنطقة بخطوط متوازية. فهي رفضت عرضا فرنسيا للحلول محل تركيا في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، وتركت اعلان ذلك لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وكشفت اخيرا ان واشنطن ابلغتها بتعيين سفير اميركي لديها ، فيما لم يكن جف بعد حبر الرسالة التي نقلها الى الرئيس السوري بشار الاسد موفد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فيليب ماريني. وتوقيت الاعلان السوري لم يكن مصادفة، فالرسالة في العرف الديبلوماسي رسالة موثقة وتتعدى اطار نقل الافكار والمشاورات الكلامية. وبهذا المعنى فان الرد السوري على الرسالة الفرنسية اتى بمثابة اشارات ملتبسة اعتادت سوريا تقديمها حين تكون على مفترق اقليمي حساس، عشية التحضير لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الذي كان واضحا خلال زيارته الاخيرة لبيروت وفي لقاءاته مع لبنانيين في باريس،  في حرصه على تمييز الموقع اللبناني في مفكرته.

وينقل تقرير اميركي موثوق به ان واشنطن التي استغرقت عاما كاملا قبل ان تعلن انها سمت السفير الجديد، الذي قد لا يصل قريبا الى دمشق، قد تكون تهدف الى الضغط على سوريا اكثر فأكثر في شأن علاقتها مع ايران، وخصوصا على ابواب فتح ملف العقوبات الاقتصادية على خلفية البرنامج النووي الايراني. ويشير الى ان الغاية من تسمية السفير حاليا استكشاف مدى قدرة دمشق على التجاوب في الضغط على "حزب الله" و"حماس" والتشدد على الحدود مع العراق.

وبحسب الاوساط اللبنانية، فإن سوريا تريد الافادة من النافذة الاميركية التي فتحت لها،  للاطلالة مجددا على دور لها في لبنان. لكن التحدي يكمن في كيفية اقناع دمشق حليفتها طهران بأنها لم تتخل عنها، في وقت تكثف التقارير الغربية الحديث عن مسؤولية دمشق في كشف شحنات اسلحة كانت مرسلة الى "حزب الله" . وجاء كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم  في رده التصاعدي على تل ابيب، وتهديده بحرب شاملة تصل الى القرى الاسرائيلية، بمثابة اول رد تطميني لايران. ويتلخص الموقف السوري بأن سوريا لا تزال في محور واحد يجمعها ولبنان - او بالاحرى حلفائها فيه - وغزة وطهران رغم دخولها في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، ومباشرة مع الرياض، ورغم العروض الفرنسية والاوروبية عبر زيارة وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس، وقرار تسمية السفير الاميركي الجديد الذي كان المبعوث الاميركي جورج ميتشل ابلغه الى الرئيس الاسد. 

من هنا يصبح لفتح الحوار الداخلي مجددا في لبنان ابعاد اخرى تتعدى الملف التقني للاستراتيجية الدفاعية الذي توقف التقدم فيه منذ حزيران 2006، ومن ثم في 2009، ولا يزال متوقفاً، فيما ملأ "حزب الله" منذ انتهاء حرب تموز، مخازنه بالاسلحة القتالية والدفاعية واعاد صوغ استراتيجيته الخاصة. وبحسب مصادر وزارية في الاكثرية، فإن سلاح الحزب الذي كان عنوانا رئيسيا على طاولة الحوار لم يعد مطروحا في الشكل الذي كان عليه سابقا، وخصوصا ان المجتمع الدولي بات واثقا من ان الدولة اللبنانية غير قادرة على حل هذه المشكلة. ولكن ثمة تحديات تتعلق بالحرب والسلم ودور الجيش وحزب الله في اي تطور عسكري باتت تفرض الدخول، ولو من دون توقعات ايجابية مسبقة، في مواجهة الملفات مباشرة بدل الهروب منها ومقاربة جدية للاسئلة التي يطرحها المجتمع الدولي والاقليمي حول تقديم لبنان  ذرائع تعيد اشعال الحرب فيه.

هيام القصيفي     

  

لحود وفرنجية إلى جانب عون في "براد"السورية والبطريركية المارونية تسأل عن الجهة المنظمة

 السبت, 06 فبراير 2010 

يقال نت/أفيد  بأنّ الحضور اللبناني الرسمي في قدّاس عيد مار مارون في براد لن يقتصر على الوفد الذي سيترأسه العماد ميشال عون، إذ علم أنّ الرئيس اللبناني السابق اميل لحود ونجله النائب السابق اميل لحود تلقيا دعوة للمشاركة في القداس من الرئيس السوري بشار الأسد. كذلك سيشارك في القداس النائب سليمان فرنجيّة والوزير السابق ميشال سماحة وشخصيّات سياسيّة عدّة تنتمي الى المعارضة السابقة. ورفضت مصادر البطريركية المارونية إصدار أي موقف بخصوص الزيارة التي سيقوم بها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى براد للمشاركة بالذكرى المئوية الثالثة عشرة لعيد القديس مار مارون، معتبرة ان المطلوب من عون توضيح ظروف الزيارة والدعوة التي وجهت له على اعتبار أن الكنيسة المارونية في سوريا تابعة للبطريركية في لبنان.  وقال النائب سليم كرم لـ "الشرق الاوسط":  زيارة النائب سليمان فرنجية إلى سورية في أي مناسبة أمر طبيعي انطلاقا من العلاقة القديمة التي تربطه بعائلة الأسد، في حين أن العلاقة مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون جديدة، وهي ضرورية كنوع من التنسيق بين الدولتين. وأشار إلى أن "عون لا يتباهى بأنه ممثل المسيحيين في الشرق، فهو يمثل مجموعة النواب في كتلته وجمهوره. وهو يؤسس للارتياح في العلاقة بين اللبنانيين والسوريين ولا يعتدي على صلاحيات أحد". واعتبر إن مبادرة عون وفرنجية للاحتفال بالذكرى في حلب سببها غياب أطراف ثانية كان يجب أن تتولى هذه المسؤولية.

في حين لفت النائب فريد حبيب الى  ان لزيارة عون الى براد طابع سياسي أكثر مما لها من طابع ديني، على الرغم من محاولة تغليفها بطابع ديني. وقال لقد "جاءت التعليمات إلى عون وسليمان فرنجية بصفتهما حليفي سورية للذهاب، وسيذهبان على هذا الأساس، وليس على أساس تمثيل مسيحيي الشرق ، لا يمثل مسيحيي الشرق إلا البطريرك الماروني نصر الله صفير. وحتى عون لا يمثلهم، ولا يمثل مسيحيي لبنان، إنما هو فئة منهم".

 

فلتتنازل عن الجولان كما تخلّت عن لبنان والاسكندرون  

رغم حرص تل أبيب على لملمة الإرباك الذي أحدثته تصريحات وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية أمس هزات ارتدادية، ولا سيّما مع الدخول الأميركي على الخط لطلب توضيحات إسرائيلية

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس، أن الولايات المتحدة دخلت على خط القصف الكلامي بين إسرائيل وسوريا، وطلبت من تل أبيب تقديم توضيحات بشأن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وهدّد فيها بإسقاط النظام السوري في أيّ حرب مقبلة. توضيح تكفّل ليبرمان شخصياً بتقديمه عندما أعاد تمسكه بتهديداته لسوريا، مشيراً إلى أنه سبق لها أن تخلت «عن لبنان وعن لواء الاسكندرون، فلماذا لا تتخلى عن الجولان». وجدد ليبرمان، في مقابلة أجرتها معه القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، رفضه المطلق للانسحاب من هضبة الجولان، معتبراً أن «سوريا تنازلت عن سوريا الكبرى ولبنان والاسكندرون، ولا يوجد سبب يمنع تنازلها، في حالتنا، عن الجولان».

في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مسؤولين في الإدارة الأميركية نقلوا إلى نظرائهم الإسرائيليّين رسائل عاجلة، دعوا فيها إلى تهدئة الخواطر على الجبهة السورية. وبينما كان الأميركيون يحاولون خفض درجة التوتّر بين دمشق وتل أبيب، كان قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال آفي مزراحي، يدلي بدلوه في دوّامة المواقف المتخبطة التي شهدتها المنابر الإسرائيلية، ملوّحاً بالقدرة على اجتياح العاصمة السورية.

وفي كلمة أمام إحدى المدارس الدينية في مستوطنة «أفرات» في الضفة الغربية، ردّ مزراحي على تهديد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بنقل الحرب إلى المدن الإسرائيلية بالقول إن الجيش الإسرائيلي يمكنه أن يصل إلى دمشق. وأضاف «لقد اختار السوريون طريق الإرهاب والتسلح بالصواريخ، لكن في مقابل ذلك يمتلك الجيش الإسرائيلي ميزان ردع، وهم رأوا في لبنان عام 2006 قدراتنا، وكيف أننا دمّرنا ستة مبانٍ في الضاحية في أقلّ من دقيقة من دون أن نسبّب أضراراً في المحيط». وخلص إلى التشديد على أن الميزان الاستراتيجي ليس لمصلحة الجيش السوري، «وإذا اضطررنا فسنهزمهم هزيمة لا لبس فيها».

ويبدو أن إسرائيل، التي رأت في التصريحات السورية خروجاً عن المألوف، تحاول أن تصوغ ردودها بطريقة لا تبدو فيها منكفئة أمام الهجوم الكلامي السوري، من دون أن تسبّب تصعيداً إضافيّاً ترى أن لا مصلحة لها فيه. وهذا ما حرص البيان الذي أصدره رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، على إظهاره، حين شدد على مواصلة إسرائيل «التصرف بتصميم وحسم حيال أيّ تهديد»، رغم أنها «تسعى إلى السلام والمفاوضات مع سوريا».

وأشار معلّقون إسرائيليون إلى أن موقف نتنياهو هذا كان نوعاً من المزاوجة بين التهديدات التصادمية، التي أطلقها وزير خارجيته، ليبرمان، والرسائل التهدوية التي أطلقها وزير دفاعه، إيهود باراك. وأوضحت مصادر مقربة من نتنياهو أنه «من المهم لرئيس الحكومة أن يفهم السوريون أن إسرائيل لديها بعد رادع ومكانة ردعية، ولذلك فإن نتنياهو لا يختلف مع ليبرمان وهو لم ينتقده». وأكدت المصادر أن «الرجلين متفقان تماماً على مضمون الأقوال، ولا يختلفان إلّا في مسألة التوقيت. فنتنياهو يريد الآن هدوءاً في الجبهة السورية، وهو معنيّ بخفض مستوى اللهيب في تصريحات الطرف الإسرائيلي». وبالرغم من ذلك، توالت أمس موجة الانتقادات الداخلية ضد ليبرمان. ورأى الأستاذ الجامعي المتخصص في الشأن السوري أن «ليبرمان لن يكون قادراً على إسقاط النظام السوري، فإسرائيل جرّبت أن تسقط حزب الله، الذي هو أكثر ضعفاً، خلال حرب لبنان الثانية، وانظروا كيف انتهى الأمر». من جهته، طلب عضو الكنيست عن حزب «كديما»، آفي ديختر، من رئيس الحكومة لجم وزير الخارجية وتصريحاته المتطرّفة، داعياً إياه إلى إقالته من منصبه إن لم يتمكّن من فعل ذلك. ووصف رئيس «الشاباك» السابق الأقوال «العديمة المسؤولية» التي تفوّه به وزير الخارجية بأنها «مشكلة قومية». أما الوزير العمالي، يتسحاق هرتسوغ، فاتهم ليبرمان بالسعي «منذ مدة طويلة إلى دقّ الأسافين بين باراك ونتنياهو»، داعياً إلى وجوب «النظر إلى تهديدات ليبرمان على أنها تأتي في سياق السياسة الحزبية الداخلية» في إسرائيل. وكان هرتسوغ يشير بذلك إلى ما ذكرته صحيفة «معاريف» أمس من أن ما فعله ليبرمان إنما يهدف إلى إحباط اتصالات سرية غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا.

وأوضحت الصحيفة أن ليبرمان قلق لأنه يعرف بصفته عضواً في هيئة «السباعية» الوزارية أنه تجري اتصالات سرية من وراء الكواليس من أجل استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلافاً لإرادته. ونقلت «معاريف» عن وزراء إسرائيليّين قولهم إن تهديد ليبرمان لسوريا نابع من رغبته في إحباط أيّ احتمال للشروع في مفاوضات معها.

 

لماذا تلاحق القوات من "نظامها"؟

ملاك عقيل/لبانونو فايلز

منذ نحو شهرين تواكب معراب عن كثب ما تعتبره حملة ملاحقات غير قانونية من قبل الأجهزة الأمنية بحق مناصريها الشباب في عدد من المناطق. لم تنفع الاتصالات الهاتفية مع "الشيخ سعد" في التخفيف من وتيرة هذه الممارسات، ووجد "الحكيم" نفسه مضطراً الى القيام بزيارة الى رئيس الحكومة في السراي لوضعه بالتفصيل في أجواء سياسة "التضييق" المستجدة بحق القواتيين. في تلك الزيارة أخذ جعجع وعداً من "دولة الرئيس" بوضع حد نهائي لهذه الممارسات، وكانت الجلسة مناسبة لاستذكار الحريري الابن لائحة المضايقات التي تعرّض لها مناصرو "تيار المستقبل" قبل العام 2005. بعدها انتقل "الحكيم" في النهار نفسه الى مقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار في الأشرفية وشارك في النقاشات حول التحضيرات لذكرى 14 شباط، كما وضع الحاضرين في أجواء "أزمة الملاحقات". اللافت للانتباه أنّ بيان الأمانة العامة الذي استغرب "بعض الملاحقات والتوقيفات التي عادت تستهدف بين الحين والآخر بعض الناشطين بعيداً عن الآليات القانونية والقضائية" لم يسمّ المستهدفين "القواتيين" بالاسم، لكن المشاركين في تلك الجلسة أكدوا ان ملف الملاحقات أخذ الحيّز الأكبر من النقاش والتوضيحات خلال الاجتماع الآذاري. قبل نحو خمسة أيام شهدت تنورين، كما تقول مصادر قواتية، آخر فصول هذه الملاحقات "غير المبرّرة والمفهومة"، حيث تمّ استدعاء شاب من مناصري القوات وجرى التحقيق معه لمدة ست ساعات في مركز مخابرات الجيش اللبناني في القبّة. على الفور راجع النائب انطوان زهرا قائد الجيش جان قهوجي فأتى الجواب مختصراً "التوقيف له علاقة بامتناع الشاب الذي يعمل في مركز لجرف الثلوج في تنورين، عن جرف الثلج أمام مركز للجيش في المنطقة" مع العلم، كما تضيف المصادر، أن هناك 16 عاملاً يعملون في المركز إضافة الى المسؤول الرئيسي. لكن الجواب الذي وصل الى بيت الوسط، بعد سؤال قائد الجيش عن سبب التوقيف، أتى مغايراً للجواب الذي سمعه النائب زهرا.

وتوضح المصادر انه "في 4 كانون الثاني الماضي تم اقتياد قاصر يبلغ من العمر 14 عاماً من منزله في عين الرمانة الى وزارة الدفاع في اليرزة مغطى الرأس بكيس أسود وتم التحقيق معه طوال النهار". تؤكد "القوات" أن التوقيفات تحصل في مناطق معينة من دون أي مسوغ قانوني، وجبيل نالت نصيبها من خلال توقيف شاب بطريقة أعادت التذكير بأساليب الأجهزة خلال الوصاية السورية. وينشط النائب زهرا على خط المراجعات مع قائد الجيش ومدير المخابرات ونائبه، لكن المعنيين غالباً ما يكونون "غائبين عن السمع"، بتأكيد المصادر عينها.

واقع الأمر أن أزمة الملاحقات تعكس أحد أوجه التشنّج القائم بين وزير الدفاع الياس المر وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع اللذين لم يلتقيا حتى الآن في عز "زمن المصالحات". وبعض القواتيين يردّد "في فمنا ماء"، وفي الخلفيّة معلومات تصل بالتواتر الى معراب مفادها أن وزير الدفاع يغضّ الطرف عن حملات الملاحقات "المنظّمة" بحق مناصري "القوات". 

 

فضيحة مرسوم التجنيس عود على بدء 151 ألف مسلم مقابل 51 ألف مسيحي !

قيود في قرى وبلدات مسيحية قلبت فيها الموازين

الديار/كتب اسكندر شاهين

اذا كان مرسوم التجنيس الذي صدر عام 1994 في عهد الرئيس الياس الهراوي واعدته وزارة الداخلية باشراف الوزير بشارة مرهج آنذاك، قد كان موضع اخذ ورد لم يتعد مسألة الانتخابات النيابية وحسابات الربح في لعبة المقاعد، فان خطورة هذا الملف بدأت تظهر للعيان لجهة ما يحيطه من ملابسات باتت تشكل مصدر قلق كبير لدى المسيحيين، وهذا ما اثاره المنسق العام «لجبهة الحرية» الدكتور فؤاد ابو ناضر في مؤتمر صحافي عقده يوم امس معلناً فيه ان مرسوم التجنيس المذكور خلق خللاً فادحاً في التوازن الطبيعي الديمغرافي، حيث بلغ عدد المجنسين 202000 توزعوا بنسبة 51071 من المسيحيين و150929 من المسلمين، اي بفارق 100 الف مجنس لصالح المسلمين.

ولعل اخطر ما في المرسوم المذكور انه قلب الموازين الديمغرافية في مناطق عدة مهمشاً فئة على حساب فئة اخرى.

فعلى سبيل المثال لا الحصر سجل في قيود زحلة 13826 من المسلمين وفي البقاع الغربي 3876، والمرفأ 1914 وفي القبيات 13079 وقد لعبت هذه الارقام دوراً في قلب الموازين اثناء الانتخابات النيابية الاخيرة.

واذا كان السجال حول مرسوم التجنيس افسد لفترة بفعل الظروف والمتغيرات التي ضربت الساحة الداخلية، فان مصادر مسيحية مطلعة تشير الى ان المخفي اعظم، فقد تم توقيع مرسوم التجنيس مزاجيا ودون الاطلاع على تفاصيله من الرئيس الهراوي ولا من الوزير مرهج آنذاك.

وقد جرى اخيراً تصنيف ملفات المجنسين التي كانت مرمية في احد المستودعات.

وتم درسها ملفاً ملفاً حيث اتضح التالي لجهة توزيع المجنسين على الطوائف:

1ـ سنة : 108840

2ـ شيعة: 30281

3ـ علويون: 7541

4ـ دروز: 4267

5ـ اورثوذكس: 11314

6ـ ارمن اورثوذكس: 10548

7ـ كاثوليك: 7166

8ـ موارنة: 4199

9ـ سريان: 7212

10ـ مختلف: 10613

وتشير المصادر نفسها الى ان المهزلة تكمن ليس فقط بقلب الموازين الطبيعية انما بالحالات التالية:

1ـ المجنسون الذين ابلغوا بمنحهم الجنسية اللبنانية من قبل اطراف معينة اثناء الانتخابات النيابية حيث حصلوا على هوياتهم امام اقلام الاقتراع لاول مرة.

2ـ مجنسون لم يعلموا حتى الآن انهم نالوا الجنسية اللبنانية بفعل تعذر الاتصال بهم لفقدان او تغيير عناوين اقامتهم.

3ـ مجنسون نالوا الجنسية على اساس انهم مسيحيون وبعد حصولهم عليها قاموا بتصحيح ديانتهم من المسيحية الى الاسلام.

 

هل يحصل التعاون الكتائبي العوني في البلديات؟

اللواء/ لم تتطور العلاقة بين الرابية والمختارة، رغم شمول المصالحات أعداء واخصاماً سابقين، لكن اللافت مؤخراً الانفتاح الأخير الذي يحصل بين قيادات عونية ومسؤولين كتائبيين، ويشاهد المتنيون او الذين يقصدون مطاعم في ساحل المتن مسؤولي التيار برفقة النائب سامي الجميل واحياناً «في جلسات خاصة». وتحدثت معلومات خاصة ان الجميل الابن قدم عرضا خلال اجتماع حصل في منزل أحد المسؤولين العونيين يقضي بالتعاون في الانتخابات البلدية المقبلة، دون ان يعلم ما اذا كانت الرابية في وارد اعطاء جواب في هذه المسألة.

 

برودة تسيطر على جمهور التقدمي

الديار/ علم ان النائب وليد جنبلاط سيترأس اجتماعاً خلال الايام القليلة المقبلة لمجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، وتقول اوساط عليمة بأن بياناً هاماً سيصدر عن الحزب لاتخاذ موقف من ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وآلية مشاركة الحزب وسيتضمن البيان انتقادات مبطنة لبعض قوى 14 آذار وسيعمم على الفروع الحزبية بالدعوة الى المشاركة في ظل برودة واضحة تسيطر على جمهور الحزب التقدمي وانصاره.

 

 قرارات ظنية في حق صلاح عزالدين

السبت, 06 فبراير 2010/بيروت - «الحياة»صدرت عن القضاء اللبناني أمس، مجموعة من القرارات الظنية بحق رجل الاعمال صلاح عز الدين في عدد من الشكاوى المرفوعة ضده من عشرات المودعين بتحرير شيكات من دون مؤونة، فيما لا تزال دعاوى أخرى عالقة ضده من مودعين آخرين ومنها ادعاء النيابة العامة المالية بجرم «الافلاس الاحتيالي ومخالفة قانون النقد والتسليف» وهو جناية يعاقب عليها بالسجن 15 عاما كحد اقصى. وأحال قضاة التحقيق في جبل لبنان المتهم عزالدين أمام الحكام المنفردين لمحاكمته في اكثر من 15 شكوى بجرم اعطائه شيكات للمودعين المدّعين فاقت قيمتها سبعة ملايين دولار. وطلب قضاة التحقيق لعزالدين عقوبة السجن حتى ثلاث سنوات في كل دعوى على ان يصار لاحقاً الى ادغام الاحكام التي ستصدر بحقه.

 

النائب سامي الجميل للديار: النسبية هي الكفيل بتحقيق التمثيل الصحيح وعملية المناصفة التي ُتتبّع في عضوية مجلس بلدية بيروت شكلية

وموقف الحزب من تقسيمها سيتخّذ في المكتب السياسي

صونبا رزق/الديار

مع هبوب عاصفة التعديلات على قانون الانتخابات البلدية وقبل موعد الاستحقاق المرتقب، يبدو الاتفاق على مشروع قانون لهذه الانتخابات صعب المنال والتوصل إلى صيغة توافقية لتعزيز التضامن لا يزال بعيد المدى، وفي ما يخص الملفات التي من شأنها تأمين الخدمات للبنانيين نرى الأمور تتعرقل فيضع البعض العصي في دواليب انطلاقة المشاريع الانمائية، وبعد اقتراحات وزير الداخلية زياد بارود والتعديلات المطروحة من قبل التيار الوطني الحر برز إقتراح قانون قدمه حزب الكتائب بشخص النائب سامي الجميّل الى المجلس النيابي وُاحيل منذ ايام الى اللجان المختصة، وينتظرعملية المناقشة والشرح من قبل النائب الجميّل لرئيس مجلس النواب نبيه بري والكتل النيابية.

وسط هذه الاجواء تسود سلسلة من المواقف المتناقضة تجاه هذه التعديلات والمقترحات في مجلس الوزراء والساحة السياسية ويبقى اقتراح الكتائب الاجدد حالياً من ناحية توقيت الطرح وينتظر بحثه ومناقشته في اللجان النيابية المختصة.

وفي هذا الاطار اكد النائب الجميّل على ضرورة تطوير قانون البلديات وإزالة العوائق والتحديات التي تواجه المجالس البلدية، وشدد على ضرورة مواكبة السلطات لتسهيل انتقال البلديات من المركزيّة إلى نظام اللامركزية الإدارية عبر توسيع صلاحيات المجلس البلدي، مشيراً الى انه تقدّم باقتراحات متكاملة بهدف تطوير النظام اللبناني، ولفت الى ان النسبية هي الكفيل بتحقيق التمثيل الصحيح والشراكة الحقيقية باعتراف كل المجتمعات المدنية، معلناً موافقة حزب الكتائب على تخفيض سن الإقتراع الى 18 عاماً مقابل إعطاء حق الإقتراع الى المغتربين ، ولكنه عبّر عن خشيته من أن تستمر العراقيل في ملف التعديلات فنضطر الى خوض الإنتخابات البلدية وفق القانون الحالي.

وعن رأيه بالتعديلات المقدّمة من قبل التيار الوطني الحر حول تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر والتي جوبهت برفض مطلق من قبل تيار المستقبل، قال الجميّل» لم نتخذ القرار حول هذا الشأن والامر سُيبحث في اجتماع المكتب السياسي الكتائبي»، واصفاً عملية المناصفة التي ُتتبّع في عضوية مجلس بلدية بيروت بالشكلية، ورأى انه آن الاوان لتغيير قانون وُضع منذ عشرات السنين.

واعتبر النائب الجميّل ان توسيع صلاحيات المجلس البلدي وتقليص بعض صلاحيات سلطة الرقابة خطوة اولى نحو اللامركزية الادارية الموسعة، ورأى ان المشكلة تكمن في ان العمل البلدي يعرقل من قبل الالية التي يجب ان يسير بها رئيس البلدية عند اي مشروع يريد القيام به، ودعا الى تعامل الدولة مع هذه السلطة كونها منتخبة وتركها تقوم بعملها وفي حال اخطأت ُتحاسَب من قبل ديوان المحاسبة الذي حضّر له حزب الكتائب اقتراح قانون يتعلق بتنظيمه.

واعلن ان الحزب طرح انتخاب الرئيس ونائبه والاعضاء مباشرة من الشعب وبذلك يكون التمثيل افضل وتكون هنالك امكانية لخيار الناخب.

وبالنسبة الى الكوتا النسائية، شدد على مشاركة المرأة اللبنانية وحصولها على الحافز في البداية اي نسبة 30% من ترشحها في اللوائح لتشجيعها على المشاركة.

وابرز ما جاء في اقتراح الجميّل : تقصير مدّة ولاية المجلس البلدي إلى خمس سنوات، إجراء الانتخابات في جميع البلديات على أساس النظام النسبي مع الصوت التفضيلي، اعتماد قسائم الاقتراع الرسمية المطبوعة سلفاً، اعتماد السن المحدّدة في الدستور لممارسة حق الاقتراع، السماح لأساتذة التعليم الرسمي وأساتذة الجامعة اللبنانية بالترشّح إلى رئاسة المجلس البلدي وعضويّته، اشتراط حيازة المرشّح إلى منصب رئيس ونائب رئيس المجلس البلدي على شهادة الثانوية العامة في البلديات التي لا يزيد عدد المقترعين فيها على 24000 نسمة وعلى شهادةٍ جامعية في البلديات الأخرى، واشتراط حيازة المرشّح إلى منصب عضو مجلس بلدي على الشهادة المتوسّطة في البلديات التي لا يزيد عدد المقيّدين المقترعين فيها على 24000 نسمة وعلى شهادة الثانوية العامة في البلديات الأخرى، وفي حال شغور مركز الرئيس يحلّ محلّه نائب الرئيس، واجتماع المجلس البلدي مرّتين في الشهر على الأقل لتفعيل العمل البلدي، وتوسيع صلاحيات المجلس البلدي في ما خصّ التنظيم المدني وتجميل البلدة والموافقة على تراخيص الكسارات وإنشاء أو إلغاء المدارس وإنشاء التعاونيات وإدارتها، وتقليص بعض صلاحيات سلطات الرقابة المسبقة في ما يتعلّق بالتصديق على بعض قرارات المجلس البلدي، إضافةً الى تحديد مهلة ثلاثين يوماً لوزير الداخلية والبلديات وعشرين يوماً للمحافظ والقائمقام للتصديق على قرارات المجلس البلدي وتحديد تعويض رئيس المجلس البلدي ونائب الرئيس على أساس عدد سكان كل بلدية، وخضوع البلديات لرقابة ديوان المحاسبة اللاحقة فقط، وحلّ المجلس البلدي من قبل مجلس شورى الدولة لا من قبل أيّ سلطة وصاية.

ولفت الجميّل الى «ان الخطوة المقبلة التي سيتخذها الحزب ستكون مرحلة توضيح هذه الاقتراحات للاطراف السياسية كافة واقناعها بها لإختيار ما يمكن من بنود اصلاحية ».

 

تيار معارض في «التيار»يفشّ خلقه بصهري الجنرال

الديار/

 بدا واضحا ان هناك تيارا داخل الوطني الحر لا يوافق على خطوات رئيسه العماد ميشال عون، ولكن ليس لديه القدرة على الاعتراض. وهذا التيار المعترض، يصب جام غضبه على صهريه عون جبران باسيل وروي الهاشم دون مس الجنرال شخصياً، احتراما له.

تواصل وتنسيق

تجري اتصالات بين مسؤولين لبنانيين ومسؤولين سوريين للتنسيق بكل التفاصيل لايجاد حلول لكل المشاكل، كما يجري التباحث بين هؤلاء المسؤولين سياسيا وامنيا وغيرهما وذلك بطلب لبناني اكثر منه سوري.

الحكومة «ناطرة»

لاحظ المراقبون ان الدولة تسافر اكثر مما تعمل، وان زياراتها للخارج اكثر بكثير من العمل الحكومي والرسمي، ما يعطي انطباعاً ان الدولة تنتظر استحقاقاً او ضوءاً اخضر لكي تبدأ عملها جدياً.

سفارة دمشق على طريق الشام

اشترت السفارة السورية 3 ابنية وقطعة ارض بلغت مساحتها 10 الاف متر مربع، على طريق الشام، مقابل وزارة الدفاع، وسيتم تشييد الابنية من جديد وتأهيلها على ان تكون مقراً للسفارة وتضم 200 موظف على الاقل.

الطابع المذهبي

تدور ضجة متكتمة للغاية في شركة الريجي والتنباك حول من يسيطر على المبيعات وكيف يمكن زيادتها في ضوء جودة السيجارة اللبنانية، لكن الطابع المذهبي المسيطر على الشركة جعل الخلاف مجمّدا.

مؤتمر مسيحي مشرقي سيُعقد في لبنان

تجري حركة ناشطة في الظل من قبل فاعليات مسيحية لعقد مؤتمر مسيحي مشرقي يضم مرجعيات مسيحية وعلمانيين من لبنان وسوريا ومصر وفلسطين والعراق، لبحث اوضاع ومستقبل المسيحيين في الشرق بعد الذي تعرضوا اليه في العراق وما يجري من اضطهاد لهم في مصر واسرائيل، ومن المرجح انعقاد هذا المؤتمر في فندق بيت عنيا منطقة حريصا.

 

سمير جعجع هل قرأ صحّ؟ ومن لم يقرأ صحّ «بتروح عليه»

ابراهيم جبيلي/الديار

من عاين الدكتور سمير جعجع يتنقل بين السراي الكبير والأمانة العامة لقوى 14 آذار، يكتشف انه أصبح هاجساً مقلقاً لحلفائه قبل الخصوم، لأن على الحلفاء هبطت جميع أنواع التداعيات الدولية والاقليمية واصيبت بشتى أنواع التموضعات المستجدة، فيعتبر هؤلاء الحلفاء ان الدكتور جعجع أصبح «حجر عثرة» أمام الاستدارة الكبرى التي مارسها البعض، او انه يشكل «نقزة ضمير» أثناء تخلّي البعض عن التاريخ المشترك القريب ولو كانت لدوافعهم دواعي اضطرارية أمنية أو إقليمية، والخشية لدى المتحوّلين في الأكثرية ان يشكل جعجع رمزاً راسخاً في ضمائر جماهير 14 آذار.

هكذا شرح بعض المقربين من القوات اللبنانية مواقف قائدهم، اما الخصوم - الأعداء فكان لهم رأي اخر يعتبرون فيه ان جعجع أخطأ كعادته في القراءة والاستشراف، ويحذرون بأن القطار أقلع بمن صعد اليه، والى الذين فاتهم ركوب القطار الاقليمي سيكون مصيرهم كمصائر الذين لم يدركوه سابقاً في العام 1990: السجن أو النفي، وزيادة في الضغط يؤكد هؤلاء الذين انتصرت قراءاتهم أن إدارة السجون تتحضر لاستقبال أي زائر جديد لا يعرف القراءة، ويشيرون الى علامات الأزمنة التي يعرفها الحكيم جيداً وهي في التوقيفات التي بدأت وتيرتها بالتصاعد، ففي الأمس القريب فوجئ القواتيون بتوقيف أحد الصبية وعمره 14 عاماً بعد الاشكال الذي حصل في عين الرمانة، وفي الأمس أيضاً استدعي فضلو فضول احد الموظفين في مركز جرف الثلوج في تنورين، فأبقته القوى الأمنية محتجزاً في طرابلس لأكثر من خمس ساعات والحجة انه لم يسمح بجرف الثلوج أمام الآليات العسكرية.

هذه الوقائع يعرفها جيداً الدكتور سمير جعجع ويدرك معانيها وأهدافها، لكن لن تعيده الى المراحل التي سبقت توقيفه في غدراس، هذا ما يؤكده المقربون من معراب، ويعتبرون ان الأيام السوداء ذهبت الى غير رجعة، وما يحصل حالياً هو تصرفات حاقدة يقوم بها بعض الضباط الذين لم يخرجوا حتى الآن من تاريخهم، او من الأحداث المؤسفة التي وقعت بين الجيش والقوات اللبنانية في العام 1990، لأجل ذلك، يطالب المقربون من معراب وزارة الدفاع وقيادة الجيش اللبناني اعتماد الصراحة، وان تصدرا البيان الرسمي حول هذه التوقيفات وأسبابها الحقيقية. ويخشى المقربون من القوات اللبنانية، أن تعود الممارسات الأمنية الى سابق عهدها، عندما برعت الأجهزة الأمنية في تلفيق الاتهامات، لكن، يؤكد المقربون ان الطحشة المضادة التي اعتمدتها القوات اللبنانية عبر الاعلام وبالطرق السياسية او القضائية ستؤكد للمتطاولين ان «رأسنا لن يؤكل» كما حصل سابقاً، وان الذي يحصل حاليا هو مجرد تهويل يريدون عبره تغيير قواعد اللعبة والاصطفافات، وهذا لن ينجح لأن خيارات الحكيم ثابتة ولن تقوى عليها هكذا أساليب.

وفي هذا المجال يتذكر المقربون، كيف خاض الدكتور جعجع معاركه الانتخابية في العام الماضي، حيث انصرف الجميع الى تحقيق الفوز بالمقاعد، انكبّ هو على ادارة المعارك السياسية في الأقضية التي يعتبر ان للقوات «مونة تجييرية»، ففي كسروان مثلاً اهتم الجميع بحسابات الربح والخسارة، فيما هو ركّز اهتماماته على الفوز بالمعركة السياسية، فاستطاع مثلاً ان يؤمن للعميد كارلوس اده 26 الف صوت ما يعني أن الخيار السياسي للحكيم استطاع ان يجيّر هذه الاصوات لإدّه الغريب عن المنطقة الكسروانية، بالتالي فان خياره السياسي هو الذي أمّن هذه النسبة العالية من الأصوات.

والآن يعتبر البعض أن عقد فريق الأكثرية بدأ ينفرط لأن معظم الأركان اصبح في وادٍ فيما جعجع اصبح في وادٍ آخر، هذه الاصطفافات التي تتوزع بين طريق الشام الدولية وساحة الحرية لن تغيّر ما في نفوس القواتيين من احلام وشعارات، فالمقربون يعتبرون ان فريق 14 آذار باق ومستمر بالذين بقيوا، طالما ان المبادئ لا تزال ملكاً للجماهير التي نادت بها، وفي طليعة هؤلاء القواتيون، والدكتور جعجع، يضيف المقربون يرتاح كثيراً لأن الرئيس سعد الحريري مستمر على مواقفه ويعتبر ان بقاء الحريري في قوى 14 آذار يعزز كثيراً فرص انتصار الأكثرية في الشعارات التي رفعتها في ماضي تجمعاتها وساحاتها.

ويضيف المقربون من معراب ان الدكتور جعجع يسعى الى بلورة موقف مسيحي موحد عبر تركيبة مسيحية متآلفة داخل قوى 14 آذار، تكون أوسع وأشمل من فريق قرنة شهوان، يكون لها المدى الشامل والكامل والمتماسك داخل الأكثرية، تستطيع ان تظهّر الموقف المسيحي داخل الفريق الأكثري وان تنقله الى الصعيد الوطني، وبذلك يستطيع الدكتور جعجع ان يوسّع المدى المسيحي على طاولة القرار الوطني الذي يتقاسمه السنة والشيعة، ولو كان هذا المدى ينطلق من الأكثرية لكنه في النهاية يصبّ في خانة الفائدة القصوى للمسيحيين.

اذاً يضيف المقربون، ان الدكتور جعجع يريد 14 آذار ميداناً لشعاراته السيادية التي رفعها المسيحيون، لأن الأولوية لديه هي ان تستمر جماهير 14 آذار حاملة لها ولو تناقص أعداد اركانها الى الحدود الدنيا، فالمعركة التي يخوضها الحكيم داخل فريقه الأكثري هي سياسية بامتياز، عناوينها سيادية كما يوضح المقربون من القوات اللبنانية.

والحكيم المشهود له بأنه يعمل بصبر عجيب، يتقن جيداً رصف ملفاته على الطاولة الكبيرة في مكتبه، يدرك جيداً ان البصمات الاقليمية تتسلل الى الملفات المتشابكة، ففي الموضوع القضائي مثلاً، العالق بينه وبين المؤسسة اللبنانية للارسال، يشعر الحكيم ان الأدلة ورسالة التنازل لن تفيده، لأن الانطباع تكوّن لديه بأن الضغوطات بدأت والحملات الاعلامية ظهرت في الزوايا، وهذا يعني ان الحكيم الذي لم يركب القطار لن يربح، وإن من لم يقرأ صح، «بتروح عليه».

 

النائب نديم الجميّل:"علاقة سوريا بلبنان غير سليمة

حذرّنا من تغيير وجه لبنان، وهم يثبتون مخاوفنا اليوم

لبنان ليس محكوماً، وكل فريق يحكم منطقة نفوذه

أهلاً بمشاركة الرئيس بري في 14 شباط ولكن دون شروط

علّق النائب نديم الجميل على خبر العثور على هيكل الطائرة والصندوق الأسود اليوم، آملاً الا تكون فقط اشاعات، لافتاً الى انه حان الوقت لمعرفة ما حصل في حادثة سقوط الطائرة الأثيوبية. ورداً على سؤال حول وضع المسيحيين في لبنان اليوم، اشار الى انه من الناحية الدينية "كلنا موحدين وننتمي الى الكنيسة العريقة التي هي أساس لبنان وأساس قيام دولة لبنان الحديثة كما هي عليه اليوم". وأضاف :"لكن سياسياً فنحن منقسمون بعد الخيارات السياسية التي أختارها البعض والتي تختلف مع تلك التي اختارتها الكنيسة عبر التاريخ"، متمنياً في مناسبة عيد القديس مار مارون بان يتوّحد اللبنانيون ويعودوا الى الثوابت اللبنانية والوطنية وتخطي الانتماءات الخارجية و"ان يكون انتماؤنا لبناني وللدولة اللبنانية ونؤمن بقيام دولة لبنان الحديثة". واعتبر ان سوريا اليوم لا تزال غير معترفة بسيادة لبنان، وتضع الحواجز والعراقيل في مسيرة ترسيم الحدود بين البلدين، مشيراً الى ان العلاقة بيننا ليست من دولة لدولة بل على مستوى شخصي "اذ لم نر زيارة اي نائب سوري الى الرئيس سليمان او الرئيس الحريري"، واصفاً انها علاقة غير سليمة. و يريدنا السوريون وبعض اللبنانيين الشعور بأن القرار الوطني ليس في لبنان. إذاً هذه ليست علاقات نديّة كما طالبنا بها وكما يجب أن تكون. والمشكلة في هذا الخصوص هي لبنانية بامتياز وليست طائفية.

وتعليقاً على كلام الرئيس السوري بشار الأسد بتغيير النظام في لبنان، اعتبر الجميل في حديث لنهاركم سعيد عبر LBC ان كلام الأسد خطير والتظام السوري يظن أنه ما زال يسيطر على الوضع في لبنان كما كان قبل 2005 و يريد تحويل النظام في لبنان لجعله كما هو عليه في سوريا "اي توتاليتاري ونظام القمع وغيرها"، لافتاً الى انه يهدف الى"القضاء نهائياً على الدولة اللبنانية وتغيير النظام لمصلحتها ومصلحة حلفائها في لبنان ومنهم حزب الله وهذا الأمر لن نقبل به ونضالنا سيستمر من أجل بناء الدولة والمؤسسات وتفعيل هذه المؤسسات".

وتابع الجميّل:" لقد حذّرنا من هذا الواقع خلال المعركة الانتخابية وقلنا أن البعض يريد تغيير وجه لبنان. وها هم اليوم يثبتّون ما حذرنا منه في حينه."

وتابع متسائلاً :"بأي صفة سيقوم النائب ميشال عون بزيارة الى سوريا ؟" لقد زارها منذ فترة ولم يتمكن من اعطاء اية إجابة حول موضوع المفقودين والمحتجزين في السجون السورية و لا حول موضوع ترسيم الحدود و لا عن عن أي موضوع خلافي بين البلدين. بل كان جوابه دائماً  "هذا موضوع يجب بحثه مع الدولة والحكومة" فيما الدولة معطلة بسبب انتشار السلاح غير الشرعي الموجود مع حلقائه وبسبب الانقسامات الداخلية. واعتبر الجميّل " ان العلاقة التي تبنى بين زعماء واشخاص مع النظام السوري ليست لمصلحة الدولة واللبنانيين.

وأضاف:" نريد علاقات نديّة ممتازة مع سوريا وعلاقات مبنية على ثوابت تريح الوضع اللبناني ولا تحاول السيطرة  على السياسة اللبنانية. فرغم زيارة الرئيس الحريري الى سوريا، وصلتنا بعدها بايام رسالة أبو موسى القادم من الشام حول موضوع السلاح خارج المخيمات وبعدها رسالة الرئيس بشار الاسد حول تغيير النظام. كذلك كيف نفسر الترحيب الرسمي السوري عبر إعلامه وحلفائه في لبنان لزيارة الرئيس ميشال سليمان لسوريا و إيران، ويشجبون و ينددون بزيارته لفرنسا أو الولايات المتحدة؟

وشدد على ضرورة المرور في مرحلة أساسية اليوم وهي "مرحلة بناء الدولة والمساواة بين جميع اللبنانيين دون ان يبقى هناك سلاح في يد فريق معين على الساحة اللبنانية، وبعدها نجتمع على طاولة الحوار حيث يضع كل فريق هواجسه ومخاوفه عليها ونعرض الخيارات المتاحة اليوم. ولكن أشعر أن هنك نية لتعطيل قيام الدولة من أجل فرفطتها ليتمكنوا من وضع اليد عليها. عندها تصبح عملية تغيير النظام سهلة. 

ووصف واقع الحال اليوم بأن لبنان" ليس محكوماً من أحد. فكل فريق يحكم منطقة نفوذه. والدولة اليوم مشلولة، مثل سفينة تتقاذفها الامواج و لا تعرف الى اين تتجه. وهنا أسأل: أين التحقيقات التي وعدونا بها حول التفجيرات في الضاحية والجنوب؟ اين نتائج التحقيق في اغتيال الضابط الطيار سامر حنا؟ أين التحقيق في اختطاف جوزف صادر على طريق المطار؟

وقال:" في أول فرصة سأتقدم بسؤال للحكومة حول كل تلك المواضيع لأن المواطن يريد أن يعرف الحقيقة

وقال :"اذا نريد بناء دولة دينية طائفية مبنية على السلاح فليكن، واذا نريد بناء دولة قوية تعكس هواجس وطموحات الناس وتكون بيئتنا نظيفة فلنطفق على ذلك"، لافتاً الى اننا لسنا بحاجة الى مساعدة أحد لحمايتنا في الداخل "بل نريد مساعدة كل الدول لتقوية الجيش والدولة اللبنانية لتتولى هي كل الامور الامنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والانمائية على كل الاراضي اللبنانية".

من جهة أخرى استغرب عدم معرفة مصير المخطوف جوزيف صادر حتى الان، معرباً أسفه لعدم انعقاد مجلس النواب قائلاً :"لم أر اي عمل للمجلس منذ انتخابي حتى اليوم رغم اجتماع اللجان النيابية"، مشيراً الى "اننا لم نشرّع اي قانون بعد".

واعلن ان هناك الكثير من العمل للحكومة متوقف بسبب وجود السلاح في يد فريق من اللبنانيين، لافتاً الى انه لم ينس بعد أحداث 7 ايار ومشيراً الى ان اللبنانيين لم يطمئنوا حول الكلام الذي اعتبر 7 ايار يوماً مجيداً.

واضاف :"نحن هنا لمواجهة اي اعتداء على الاراضي اللبنانية ولكننا لن نقف صفاً واحداً لدعم اي فريق يحمل السلاح بمفرده ولا يكون تحت امرة الجيش اللبناني".

وعن 14 شباط، أكد الجميل ان "الثوابت والمبادىء التي نزلنا من اجلها الى ساحة الشهداء عام 2005 لا تزال نفسها منها بناء دولة ولا سلاح الا في يد الجيش اللبناني"، مؤكداً اصراره في متابعة هذه المسيرة، لافتاً الى ان مشاركتنا في 14 شباط هي للتأكيد على ان الشعب اللبناني لن يدخل اليأس الى بيته بل سيستمر في مسيرة الاستقلال. فشعارات 14 آذار هي ثوابت وجوهر وجودنا كلبنانيين."

وأكد انه لا يمكن "ان ننسى الشهداء الذين سقطوا من اجلنا ومن اجل لبنان"، لافتاً الى ان النضال طويل وقد مررنا في ظروف صعبة وقاسية في الماضي ولكننا لم نستسلم، واليوم لن نستسلم، وانا أناشد اليوم كل اللبنانيين الذين نزلوا عام 2005 الى ساحة الشهداء ان يشاركوا في 14 شباط مجدداً ويحملوا الشعارات التي يريدونها وفليعبروا عن حالة الخوف والغضب التي في داخلهم"، كاشفاً ان هناك الكثير من التجاوب بين الناس حتى الان.

ورداً على سؤال، قال :"اذا الرئيس بري يريد المشاركة في هذه الذكرى فأهلاً وسهلاً به، ولكن دون ان يضع شروطاً لمشاركته."

الجميل شدد ايضاً على وجوب تقوية دور موقع رئاسة الجمهورية والجيش اللبناني والقضاء في مسيرة بناء الدولة.

ومن ناحية أخرى، استغرب كيفية التعاطي مع البيان الذي صدر عن الرئيس السوري أمس، "وكأن هناك استلشاء للدور اللبناني من الجانب السوري".

ودعا الجميل الى عقد مؤتمر للحكومة لعدة ايام من اجل اقرار القرارات الواجب اتخاذها من انتخابات بلدية الى تعيينات ادارية او قرارات امنية.

وعن الانتخابات البلدية، شدد على وجوب اجرائها في موعدها "مهما كلف الامر"، لافتاً الى انه كان من المفروض البدء بالاصلاحات في قانون الانتخابات مسبقاً، معتبراً ان تأجيلها هو بمثابة "ارتكاب جريمة بحق المواطن والدولة".

وعن خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، أكد على أهمية اشراك الشباب في الانتخابات، مع وجوب ايجاد حل لاي خلل ديمغرافي سيحصل.

وختم متوجهاً بالقول الى البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير في مناسبة عيد مار مارون :" مجد لبنان اعطي لكم والمجد باق ونحن سنحافظ على هذا الكيان وعلى وجود لبنان كما هو وكما اردتموه"، مضيفاً ان بعد مرور 1600 عاما ً"نؤكد اليوم على الطابع الديني والسياسي لهذه المناسبة، واساس الموارنة السياسية هم الموارنة الذين بنوا لبنان القوي وهم في لبنان ومنهم البطريرك يوحنا مارون"، داعياً الجميع وخاصة المسيحيين الموارنة المشاركة في الاحتفال الوطني بامتياز والديني يوم الثلاثاء في ساحة الحرية في كنسية مار جاورجيوس في وسط بيروت.

 

وانفجرت بين الطرفين الدرزيين في 8 آذار 

 وهاب اتهم أرسلان بالوقوف وراء محاولة قتل أحد مسؤولي «التوحيد» 

الرأي الكويتية /«انفرجت» في شكل غير مسبوق بين الطرفيْن الدرزييْن في «معسكر» 8 مارس اللبناني، رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان ورئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب اللذين تسود علاقتهما قطيعة عمرها أشهر وكرّستها الانتخابات النيابية الأخيرة.  فقد كشف وئام وهاب عن محاولة قتل «او اغتيال» تعرض لها مسؤول «التوحيد» في الشويفات منذر الجردي ليل الخميس من قبل أحد المنتمين لمن أسماه بـ «المتزعّم الصغير»، في إشارة إلى ارسلان. وقال وهاب: «تمّ تضميد منذر بـ 140 قطبة في خاصرته، وذلك بعد مناداته من بيته من أحد ازلام ارسلان على أنّه صاحبه، وعند مغادرته بيته بالثياب الرياضية اقترب منه هذا «القاتل» وقبلّه ثمّ طعنه في السكين وقال له «ما خلق الذي يريد دخول بيت ارسلان». وحمّل ارسلان شخصيا مسؤولية هذا الاعتداء، وتوجه اليه بالقول: «لو سمحت كفّ عن استفزازي»، مشيراً إلى أنّ «عصر الديناصورات المنقرضة انتهى»، مضيفاً: «عندما تركنا المراجل بات يريد أن يتمرجل علينا». وإذ دعا الأجهزة الأمنية لاعتقال الفاعلين محذراً من أنه «إذا لم يرتدع فنحن نعرف كيف نربيه»، قال: «لم نفكر يوما بالقيام بذلك مع أخصامنا فكيف بالحري حلفائنا». ورداً على سؤال عما إذا كان قد أثار الموضوع مع ارسلان، قال: «لا كلام بيني وبينه فهو قاطعني منذ فترة علما أنني لا أعرف السبب ولا أسأل عن السبب ولا يهمني»، مشدداً على أنّ ذلك لا يبرر «أن نحوّل الشويفات مرتعاً لقطّاع الطرق والعصابات»، جازما أنّ هذا الموضوع «لا يمكن أن يمرّ».

 

سعيد: معرفة الخطأ وعدم تكراره يساهمان في استمرار 14 آذار وقوتها

المستقبل/أكد منسق الأمانة العامة في قوى 14 آذار فارس سعيد ان "الحركة الاستقلالية لا تزال مستمرة بروحية شعب يريد العيش في دولة قوية مستقلة. وبرغم الأخطاء أو الهفوات الماضية، إلا أن التجارب ومعرفة الخطأ وعدم تكراره تساهم في استمرار 14 آذار وقوتها". ولفت في حديث الى موقع "المستقبل" الالكتروني امس، الى أن "قوى 14 آذار قصّرت في استخدام وتطوير عناصر قوتها، وهي: التضامن المسيحي ـ الاسلامي، الرأي العام الاستقلالي والموقف العربي والدولي المساند".

ورد مكامن الخلل في هذه القوى إلى "بروز حسابات فئوية، طائفية ومذهبية وحزبية، داخل صفوفها، وهذه هزت في بعض الأوقات صورة التضامن الوطني وسمحت بالتساؤل عن قدرته على الصمود طويلاً أمام الهجمة المضادة وضعف التواصل بين كتل الرأي العام الاستقلالي".

وشدد على ضرورة "قيام المبادرات التي تلبي الحاجة الماسة إلى رؤية ثقافية ـ فكرية ـ سياسية لحاضر لبنان ومستقبله، وذلك بمضامين تشاركية مع العالم العربي والمجتمع الدولي على طريق مشروع السلام الدائم، ويمكن ترجمتها في برنامج سياسي ـ وطني". واشار إلى أن "استقلال 2005 جاء تأكيداً على الخيار الذي اتخذه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ما بين 1990 و2005، ألا وهو: أولوية نسج التضامن الداخلي المؤدي حتماً إلى الاستقلال، خلافاً لذلك البحث العقيم عن خلاص فئوي، أي أن لا حل مسيحياً للمشكلة المسيحية في الإطار اللبناني، بل حل وطني لمختلف المشكلات الطائفية".

واعتبر ان "حل مشكلة البيت اللبناني قائم على المعادلة التالية: التفاهم الاسلامي ـ المسيحي القادر على تحقيق الاستقلال".

ولفت إلى ان "الحركة الاستقلالية اللبنانية فرضت نفسها على المجتمع الدولي شريكاً مرموقاً، لأنها أخذت زمام المبادرة وأسقطت نظاماً استبدادياً بقوة الانتفاضة الشعبية السلمية".

وجزم بأن "انتفاضة الاستقلال ولّدت رأياً عاماً جديداً كسر القاعدة الصارمة للإصطفاف الطائفي، وأصبحت قوى 14 آذار غير محكومة بسياق أحادي وصورة نمطية في تعاملها مع الذات ومع المعطى الوطني العام". ورأى ان "لدى قوى 14 آذار شخصية معنوية مستقلة نسبياً، وليست رقماً يضاف إلى الأرقام السياسية القائمة، ولا هي بديل عنها، لذا يدعو إلى دينامية عمل وتنسيق وتكامل، قادرة على التواصل مع مختلف الفئات المجتمعية اللبنانية، داخل البلاد وفي بلدان الاغتراب".

واعتبر ان "مبادرة من هذا النوع، ستشكل رافعة للقوى الاستقلالية نفسها، لأنها ستحفزها على تطوير أوضاعها الذاتية بما يواكب حركة التاريخ اللبناني التي شرعت انتفاضة الاستقلال في اشتقاق مساره الجديد. لذا سيكون من شأن هذا المسار أن يؤمن للحركة الإستقلالية اللبنانية موقع الشراكة الفعلية مع العالم العربي والمجتمع الدولي". وقال: "ان مبادرة من هذا النوع ستساعد الرأي العام اللبناني الجديد على أن يشكل قاطرة العبور إلى "دولة الإستقلال" بعدما شكلت قوى الرابع من آذار 2005 قاطرة العبور إلى "استقلال دولة" لم ينجز بعد".

  

كلام الأسد يؤكد تقويم صفير! 

علي حمادة/النهار

التحولات التي أصابت العلاقات اللبنانية – السورية ولا سيما بعد قيام دمشق بعدد من الخطوات التي صنفت ايجابية، ومن بينها الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق وقيل انها اذنت بحلول مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين وخصوصا بين التيار الشعبي الاعرض في لبنان عنينا التيار الاستقلالي والجار الاقرب، هذه التحولات ارست مناخات مشجعة مع الحكم السوري، فأتت تصريحات الرئيس بشار الاسد قبل يومين لمجلة "نيويوركر" الاميركية لتبدد كل ايجابية، ولتعيد التأكيد بأن شيئا لم يتغير في ذهنية الحكم هناك حيث قال: "ان الحرب الاهلية في لبنان قد تبدأ في ايام ولا تحتاج الى اسابيع واشهر". قد تبدأ هكذا فقط. لا يمكن الشعور بالاطمئنان حيال اي شيء في لبنان إلا اذا غيروا النظام بكامله"! والحال ان ما قيل انه وصف قدمه الرئيس السوري للواقع اللبناني ما كان ليعزز الشكوك لولا ان القائل هو نفسه الذي ينتظر منه لبنان خطوات حقيقية تعيد القليل من الثقة المفقودة، ولولا كل ما قيل عن صفحة جديدة في العلاقات تقوم على تراجع دمشق عن التدخل في الشأن اللبناني لمصلحة قيام علاقات بين المؤسسات الرسمية للبلدين.

بداية، يمثل كلام الرئيس الاسد خروجا على الاعراف الديبلوماسية بين الدول. وهو ما يستدعي من نظيره اللبناني موقفا كنا نتمنى ان يدلي به حتى لو كلفه الامر مواجهة مع بعض الداخل المتحالف مع الحكم السوري، لان رئيس لبنان لا يمكنه السكوت عن كلام من هذا النوع يعكس موقفا معاديا للنظام اللبناني واستدراجا لوظيفة "الاطفائي المهووس" الذي يشعل النار ثم يقدم نفسه اطفائيا قادراً على اطفائها. ثم هناك هذه اللهجة الاستعلائية التي ما تغيّرت حتى اليوم، وهذا ما يؤسف له. فمن يزعم انه يريد قلب الصفحة السوداء مع لبنان، لا يدلي بما ادلى به الى مجلة "نيويوركر". اضعف الايمان ان يتحلى رئيس دولة بقدر معقول من التحفظ عندما يتناول بلدا آخر. ومن نافل القول ان كلاما كالذي نحن في صدده يزيد مخاوف الاستقلاليين الذين يتابعون بقلق المناورات القائمة على مستوى طرح تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية المقدمة من رئيس مجلس النواب. والاستقلاليون قلقون اكثر من استمرار تنامي قدرات الدويلة المسلحة القائمة في رحم الدولة وعلى حسابها. ولا يقلل قلقهم هذا التغلغل المخيف للحالة الميليشيوية في مؤسسات الدولة بعدما جرى فرض الثلث المعطل في الحكومة فتعطّلت، وبعدما جرى تجويف نتائج الانتخابات النيابية فضربت اسس النظام الديموقراطي في البلد.

قد يكون الرئيس الاسد محقا في كلامه على النظام اللبناني. وقد يكون محقا في موضوع الحرب الاهلية في لبنان. ولكن "توصيفه" ناقص ما لم يرفده بالقول ان النظام اللبناني على علاته يبقى أقل النظم العربية ظلما للشعب واضطهادا للانسان، وقمعا للحريات. كما ان احتمالات نشوب الحرب الاهلية كانت لتكون معدومة لولا تمركز سلاح في يد فئة من خارج الدولة والشرعية، ولولا انخراطها في اجندات خارجية لم تأخذ مرة واحدة في اعتباراتها مصالح لبنان واللبنانيين. وكان توصيف الرئيس ليكون اكثر دقة لو انه أتبعه بالاعتراف الصريح بأن لحكمه تاريخاً وباعاً طويلين في اذكاء نار الخلافات بين ابناء الشعب الواحد في لبنان.

في الوقت الذي كنا ننتظر كلاما يعكس سياسة جديدة تجاه لبنان، اتانا كلام فأكد صحة مواقف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الذي تساءل في حديثه الاخير الى مجلة "المسيرة" عما تغير لكي يزور دمشق! فهل يحوّل بعضنا مساره الانبطاحي؟

 

مصر وسوريّا.. ولبنان

نصير الأسعد المصدر

في القاهرة، سواء على المستوى الرسميّ أو على مستوى مراكز البحث والنُخب السياسيّة، ثمّة قناعةٌ بأنّ سوريّا لا تزال ضمن محور واحد مع إيران وعدد من أذرعتها في المنطقة. وهي قناعةٌ بأنّ العلاقة السوريّة ـ الإيرانيّة لم تتغيّر "بالرغم" من المصالحة السعوديّة ـ السوريّة أو التقارب السعوديّ ـ السوريّ. بإختصار إنّ القناعة في مصر، هي أنّ "الفصل" بين دمشق وطهران لا يزال سراباً ولا يمكنُ المراهنة على تحقيقه.. في أمد مرئيّ على الأقلّ.

هذه القناعةُ المصريّة تفسّر بطبيعة الحال الخطاب "الهجوميّ" للرئيس حسني مبارك على سوريّا (من دون أن يسمّيها مباشرةً) قبلَ أيّام. لكنّها تفسّر لماذا لم تنعقد القمّة الثلاثيّة المصريّة ـ السعوديّة ـ السوريّة التي توقّع الكثيرون إنعقادها في المملكة الشهر الماضي.

و"الطريف" في الموضوع أنّ إيران من جهتها تؤكّد القناعة المصريّة الموجودة، إذ توضح ديبلوماسيّتها بإستمرار أن لا خلافَ إيرانياً مع سوريّا، وأنّ كلّ ما تقوم به دمشق إمّا يمكن تفهّمه وإمّا أنّه متفاهم عليه.. بما في ذلك المفاوضات السوريّة ـ الإسرائيليّة بوساطة تركيّة.

على أيّ حال، في قراءة لـ"خارطة" المواقف السوريّة بإزاء عدد من القضايا الساخنة في المنطقة، يُسجّل متابعون غيرُ بعيدين عن التقدير المصريّ لـ"الحالة" السوريّة ـ الإيرانيّة، إستنتاجات محدّدة.

في رأي هؤلاء المتابعين أنّ سوريّا، على خطّ تقاربها مع المملكة العربيّة السعوديّة، قد تكون "أعطت" بالفعل، لكنّها "أخذت" في المقابل.

"أعطت" سوريّا المملكة موقفاً سياسيّاً داعماً في مسألتَي الإعتداء الحوثيّ على الأراضي السعوديّة والتمرّد الحوثيّ داخل اليمن. وفي العراق ـ ذي الحدود مع السعوديّة كما مع سوريّا ـ "أعطت" سوريّا المملكة موقفاً "متعاوناً" ذُكر في حينه أنّه موقفٌ لـ"موازنة" الدور الإيرانيّ في بلاد الرافدَين. وفي لبنان، "أعطت" سوريّا المملكة دعماً للإستقرار الأمنيّ اللبنانيّ ولتشكيل حكومة إئتلافيّة برئاسة سعد الحريري. وتردّد كثيراً أنّ سوريّا "أعطت" المملكة أيضاً مجموعة من "الخدمات الأمنيّة".

في المقابل، يرى المتابعون غيرُ البعدين عن التقدير المصريّ أنّه فضلاً عن الدور السوريّ الذي لا يزال غامضاً في العراق من جوانب عدّة، فإنّ سوريّا "أخذت" في لبنان دوراً "معترفاً به" إذ تمسك بمفاتيح رئيسيّة للمسار والإستقرار السياسيَين في هذا البلد. وهي في الوقت نفسه "إحتفظت" بعلاقتها بـ"ملفَّي" كلّ من "حزب الله" و"حماس"، على نحوٍ لا يزال متقاطعاً مع السياسة والمواقف الإيرانيّة.

في ضوء القناعة المصريّة من جهة ومقاربة المتابعين لخارطة التموضعات السوريّة من جهة ثانية، يمكنُ القولُ إذاً إنّ السياسة السوريّة قائمةٌ على معادلة الإنفتاح على السعوديّة وإستعادة "موقعيّة" عربيّة معيّنة في كفّة وعلى مواصلة "اللعب" مع إيران في كفّة أخرى. وما لم تكُن تلك المعادلة إستراتيجيّة سوريّة ثابتة، فإنّه يمكنُ فهمها على أنّها سياسة معتمدة "إلى أن" تفرج التطوّرات في المنطقة عن معطيات جديدة.

في هذه الأثناء، لا مفرّ من القول إنّ هذه "الوضعيّة" السوريّة تقودُ إلى مترتبّات "سيئة".

إنّ النتيجة الإجماليّة لتلك "الوضعيّة" السوريّة، هي تعطيلُ المصالحة العربيّة "الكاملة". أي قطع عمليّة ترميم النظام العربيّ. وتعطيلُ فرصة إستعادته الحضور والمبادرة والقوّة. وذلك في مرحلة إقليميّة حبلى بالإحتمالات، ومفتوحة على تطوّرات "إستثنائيّة" مِن شأنها أن تستولد نظاماً إقليمياً جديداً. ما يعني تغييب الموقع والدور العربيَين.

وإذا كان مِن نافل القول إنّ من شأن تلك السياسة السوريّة تعويق المصالحة الفلسطينيّة ـ الفلسطينيّة وتمديد العُسر الفلسطيني إلى أجل غير مسمّى مع ما ينطوي عليه من أخطار في كلّ الإتجاهات، فإنّ ما ينالُه لبنان منها هو "الكربجة". "الكربجة" في مساره السياسيّ الداخليّ.. وثمّة ملامحُ عدّة لذلك على كلّ حال. و"الكربجة" في مسار العلاقات اللبنانيّة ـ السوريّة نفسها.

في ظروف تصاعد إحتمال الحرب، كان الأجدى تحقيقُ منعة عربيّة. ذلك أجدى من الردّ على التهديدات الإسرائيليّة بتهديدات مماثلة.

 

 تجمّع ملتزمون

استعرض المجلس المركزي لتجمّع ملتزمون في اجتماعه الاستثنائي ما صرح به الرئيس السوري بشار الاسد لمجلة "نيويوركر" الاميركية من ان: «الحرب الأهلية في لبنان قد تبدأ في أيام؛ لا تحتاج الى أسابيع او اشهر؛ قد تبدأ هكذا فقط. لا يمكن الشعور بالاطمئنان حيال أي شيء في لبنان الا اذا غيروا النظام بكامله»،  واصدر البيان التالي:

 1. ابدى المجلس استهجانه واستنكاره الشديدين لما جاء على لسان رئيس النظام السوري ورأى فيه، ليس فقط تدخلا سافرا في الشؤون اللبنانية الداخلية، بل ايضا دعوة صريحة للفتنة وتبشيرا بحرب اهلية في لبنان وهو الخبير في اشعالها واستغلالها.. فبعد محاولات قوى 8 آذار الفاشلة والمتكررة لوضع اليد على مؤسسات الدولة بطريقة لا شرعية ولا دستورية، وبعد ان خسر هؤلاء في الانتخابات النيابية، ها هو اليوم يعود ليكشف عن وجهه الحقيقي داعيا لقلب المعادلات ولتغيير النظام بكامله. إن التاريخ سيعيد نفسه، فكما انتفض اللبنانيون في 14 آذار 2005 ردا على شكرا سوريا في 8 آذار 2005 هكذا سيكون 14 شباط 2010 ردا مباشرا وقويا من مؤيدي ثورة الارز وسينقلب السحر على الساحر.   

 2. يعتبر المجلس ان تصريح الرئيس السوري يتناقض كليا مع مبدأ العلاقات الطبيعية بين دولتين جارتين سيدتين مستقلتين، كما ويفتقر الى ادنى درجات الاحترام للشعب اللبناني وللمؤسسات الدستورية وخصوصا لموقع رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور وصيانته والدفاع عنه.

 3. يرى المجلس في دعوة الرئيس الاسد لتغيير النظام دعوة لتغيير طابع لبنان الحضاري المرتكز على التعددية الثقافية والدينية واستبداله بنظام توتاليتاري على شاكلة نظامه، او اقله احلال المثالثة بدل المناصفة الواردة في الدستور. ان محاولة تغيير النظام التعددي هي محاولة لالغاء لبنان – الرسالة على ما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني، ويعتبر المجلس ان الرئيس الاسد في دعوته هذه انما يؤدي خدمة جلّى لكل الانظمة التوتاليتارية والعنصرية وفي مقدمها النظام الاسرائيلي.

 4. يؤكد المجلس ان اللبنانيين الذين لم يبخلوا يوما بالغالي والرخيص للحفاظ على لبنان موئلا للحريات واحترام حقوق الانسان، سيحافظون على هذا الوطن نموذجا يحتذى للعيش الكريم ولتفاعل الاديان والحضارات والثقافات. ويسأل التجمع "السياديين القدامى" واللاهثين على طريق الشام، بسبب وبدون سبب: هل هم موافقون على تصريح الرئيس الاسد هذا..؟؟؟  وبمناسبة عيد مار مارون يتقدم التجمع باخلص التهاني من اللبنانيين جميعا ومن الموارنة خصوصا ومن الجالس على كرسي مارون مؤيدا مواقفه الوطنية المشرفة والتي تشكل ضمانة، ليس للمسيحيين فقط، بل لكل اللبنانيين.    

 06 شباط 2010

المنسق العا/نجيب سليم زوين

 للمراجعة: 263648/03