المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 15
 شباط/2010

إنجيل القدّيس يوحنّا 2/1-11

وفي اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك. ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس. ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!». فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!». وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا، فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق. قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا. وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا - وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون - فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!». تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

 

لارشيه زار البطريرك صفير وسلمه دعوة من الرئيس ساركوزي لزيارة فرنسا: زيارتنا للبنان هامة لانها اتت مع تشكيل الحكومة ومع التأسيس لعلاقات جيرة جديدة

وطنية - 14/2/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، عند الخامسة إلا ربعا من بعد ظهر اليوم، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه وعقيلته، يرافقه اربعة أعضاء من مجلس الشيوخ، بينهم رئيس لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية أدريان غوترون، والسفير الفرنسي في لبنان دوني بيتون وعدد من أركان السفارة في بيروت. وكان في استقبال لارشيه والوفد المرافق، على المدخل الخارجي للصرح، امين سر البطريرك الخوري ميشال عويط، والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري. وتوجه الجميع الى مدخل الصرح الداخلي حيث كان البطريرك صفير في استقبالهم، وتوجهوا بعدها الى كنيسة الصرح حيث أنشدت جوقة أرزة لبنان، بقيادة الأب مرسيل بدوي، أنشودتين بالعربية والفرنسية، تحية للضيف الكبير والوفد المرافق واعتزازا بالعلاقات التاريخية التي تربط لبنان وفرنسا.

وفي الصالون الكبير للصرح، عرف لارشيه البطريرك على أعضاء الوفد، وأخذت الصورة التذكارية، ثم عقدت خلوة في مكتب البطريرك جمعت الى لارشيه السفير الفرنسي واستمرت نحو ربع ساعة، خرج بعدها لارشيه ليقول: "فرنسا تعرفك، ونعرف أهمية البطريركية المارونية وأهمية الدور الذي تلعبه في الصعد كافة، لا سيما الجهود التي تغذيها لتعزيز العلاقات الفرنسية - اللبنانية التاريخية، ومن أجل ذلك أنقل لغبطتكم دعوة رسمية من قبل الرئيس ساركوزي لزيارة فرنسا، ونترك لكم تحديد تاريخها وموعدها".

وبعد أن قدم البطريرك صفير للارشيه نسخة من موجموعة كتب تتحدث عن الطائفة المارونية ونضالها، وعن البطاركة الذين مروا على هذا الكرسي البطريركي.

ولدى خروجه من الصرح البطريركي في بكركي قال لارشيه: "لقد حرصت لدى وصولي الى لبنان في زيارة رسمية على رأس وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي، بدعوة من رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري، على زيارة صاحب الغبطة، لأنقل إليه دعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية، للقيام بزيارة رسمية الى فرنسا، حيث سيكون من دواعي سرورنا استقباله في مجلس الشيوخ الفرنسي". اضاف: "تبدو لي هذه الزيارة الرسمية مهمة في حين تم في لبنان تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحيث يتم التأسيس لعلاقات جيرة جديدة، الأمر الذي يساهم في الأساس في وحدة وسيادة لبنان، وبرأينا، علاقات الجيرة هذه يجب أن يسودها الهدوء لمصلحة السلام في المنطقة. وسنقوم خلال زيارتنا بلقاء المسؤولين اللبنانيين، كما سنقوم بزيارة رجالنا الذي يعملون من أجل السلام ضمن قوات الأمم المتحدة. وأنتم تعرفون أن الجيش الفرنسي وبمبادرة من الحكومة الفرنسية، يعمل لمصلحة السلام ولمصلحة جميع اللبنانيين. ونحن ننطلق في رؤيتنا هذه من مصلحة اللبنانيين جميعا". وختم لارشيه قائلا: "إن زيارتي لصاحب الغبطة، صاحب المرجعية، ورجل الأيام الصعبة والسعيدة، والذي لم يتراجع يوما عن الأساسيات، لأعبر له عن إحترامي".

 

وزير الخارجيّة الكندي يؤكد ثقة بلاده بالمحكمة الدوليّة.. ويشدد على تطبيق قرارات الأمم المتحدة

لبنان الآن/الاحد 14 شباط 2010

إعتبر وزير الخارجيّة الكندي لورانس كانون أنّ "المحكمة الدوليّة أنشئت من أجل لبنان في 1 آذار 2009 وهي تعكس عزم المجتمع الدولي على إحالة المسؤولين عن التمويل والتخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة (إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه) ذات النتائج الوخيمة، الى العدالة". وأضاف إنّ "كندا تثق بأنّ عمل المحكمة الدوليّة سيكلّل بالنجاح، ونحن نعترف أيضاً بأنّ مجريات التحقيق تقرّر متى يتم إطلاق الادعاء والوقت المناسب للقيام بذلك، ونحن ندعم دعماً كاملاً عمل المحكمة واستقلاليّتها". كانون، وفي تصريح بمناسبة الذكرى الخامسة لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، قال: "إنّ كندا تدعم كذلك  سيادة لبنان واستقلاله وتحث القادة على الاستمرار في البحث عن حلول سلميّة للمشاكل السياسيّة". وأكد أنّ "كندا تطالب بتطبيق كافة قرارات الامم المتحدة التي تهدف إلى تعزيز التنمية الديموقراطيّة في لبنان وضمان أمنه واستقلاله". وشدّد كانون على أنّ "الحريري كان رجل دولة شجاعاً ومحترماً ومتفانٍ لخدمة لبنان متعدّد ومعاصر"، وأضاف: "نشارك الشعب اللبناني حزنه إثر خسارته قائدهم الذي اغتيل منذ 5 سنوات و22 من زملائه، ونقدّم أحر التعازي لإبنه رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري وإلى كل أعضاء عائلة السيّد رفيق الحريري وعائلات كافة الضحايا".

 

واشنطن تعتزم تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن هذا الشهر لفرض عقوبات على طهران

الاحد 14 شباط 2010/أعلن مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي جيمس جونز أنّ الولايات المتحدة تعمل من أجل تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن "هذا الشهر" لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي. جونز، وفي حديث لشبكة "فوكس"، قال: "سنلجأ إلى الأمم المتحدة هذا الشهر لعرض عقوبات وتأمين التضامن"، مضيفاً أنّ واشنطن حصلت على تأييد دولي واسع وتأمل في التمكّن من أن تضم أيضاً كلاً من الصين وروسيا المترددتين إزاء هذا الجهد. وأضاف: "لدينا دعم كبير، يجب أن نعمل بشكل إضافي بالنسبة للصين"، موضحاً أنّه "في هذه المسألة لا يمكنهم أن يكونوا غير مؤيّدين" إذا أرادوا لعب "دور مسؤول" في المجموعة الدوليّة. وأشار إلى أنّ "روسيا تُقدم دعمها وكانت صديقاً وحليفاً ثابتاً في هذه المسألة مع الرئيس أوباما". وأعرب جونز عن اعتقاده بأنّه "على الايرانيين التفكير بتمعّن بالطريقة التي يتصرفون فيها"، وذلك في الوقت الذي أطلقت فيه طهران الثلاثاء الماضي عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% رغم احتجاج الدول الغربية. (أ.ف.ب.)

 

كلينتون من الدوحة: حان الوقت لعلاقات جيدة مع العالم الإسلامي

لبنان الآن/الاحد 14 شباط 2010

قالت وزيرة الخارجية الاميريكة هيلاري كلينتون إنه "حان الوقت لبداية علاقات جيدة مع العالم الاسلامي"، وأضافت "نحن ملتزمون برؤية جديدة، وهذا ما بدأه الرئيس أوباما، وهو التزام مشترك من أجل القيم العالمية".  كلينتون وامام منتدى اميركا والعالم الاسلامي في الدوحة، شددت على "بذل مزيد من الجهود من أجل دفع عملية السلام في الشرق الاوسط بين الاسرائيليين والفلسطنيين واللبنانيين والسوريين، وان يترافق ذلك مع عمليات التطبيع، لأن هذا النزاع يعطل عملية السلام ولهذا السبب عين الرئيس أوباما (جورج) ميتشل مبعوثاً خاصاً لعملية السلام، وهو يقوم بزيارات شهرية ونحن مصممون من اجل الوصول لتسوية هذا النزاع".  وأضافت الوزيرة الاميركية "نحن نسعى لاحلال السلام في المنطقة على قاعدة الدولتين للاسرئيليين والفلسطنيين، ليعيشوا بسلام وأمان، ونسعى لاقامة دولة فلسطنية على حدود 67 والقدس هي قضية مهمة بالنسبة للفلسطنيين والاسرائيليين، سياستنا لم تتغير نحن لن نقبل بشرعية الاستيطان الاسرائيلي وندعم إرساء أسس لقيام دولة (فلسطينية) ونساعد جهود الرئيس عباس ورئيس الحكومة فياض، ونثني على جهودهما وندعو لحل الخلافات بالحوار".

 وحول العلاقات مع سوريا أشارت كلينتون الى استعداد بلادها لارسال سفير الى سوريا، وحول إيران قالت:"موقفنا بسيط من البرنامج النووي، وايران اخفقت في تقديم رؤية حول برنامجها النووي،ولم تثبت للمجتمع الدولي ان برنامجها النووي هو لاغراض سلمية". وتابعت"ايران رفضت شروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي اليوم اعلنت انها ستزيد انتاج اليورنيوم بنسبة 20% وهذا مخالف للقرارات الدولية، فالبرنامج النووي السلمي حق لكل الشعوب، ولكن مواقف ايران لا تترك أمام المجتمع الدولي خياراً سوى تشديد العقوبات، إن سياسة ايران النووية خطيرة وندعو ايران لإعادة النظر في هذه السياسة".  وأردفت كلينتون "لقد عززنا الوجود العسكري في افغانستان من اجل دعم القادة الافغان، ومع اتجاهنا لسحب قواتنا من العراق، فإننا نعمل على تعزيز الشراكة بين واشنطن وبغداد في كل المجالات". وإذ أكدت ان بلادها ستغلق معتقل كونتانامو، "وهذا سيستغرق وقتاً ونعمل للإسراع في تحقيقه"، قالت كلينتون "نحن نعزز من اجراءات المطارات ونرجو التفهم، وبقدر حرصنا على السفر نحرص على أمن المسافر".

 

جنبلاط: "14 آذار" مرحلة أخذت أبعادها ولا أعتبر أنها فشلت

نهارنت/أعلن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أن "لا شروط لزيارتي الى سوريا"، لافتا الى أنّه "أوضح في حديث لصحيفة السفير أنّه كلامه عن سوريا"، وأشار الى أنّه اتفق مع رئيس الحكومة سعد الحريري على "إقامة علاقات جيدة مع سوريا، لا سيما بعد خروجها من لبنان"، مشدّدًا على أن "لا مشكلة لدي مع دمشق، لا في الشكل ولا في المضمون، والأمر الذي يريحهم يريحني". وأكّد جنبلاط في حديث لقناة "العربية"، "سأذهب الى سوريا كما ذهبت بعد اغتيال كمال جنبلاط، مجددا من أجل المصلحة الوطنية والعربية، والتأكيد على مصلحة الدروز في لبنان وجبل العرب، فمواقفي تحمي الطائفة الدرزية، لأنها تؤكد على التواصل العربي مع إخوانهم في سوريا".

وإذ أوضح أنّ "سوريا خرجت من لبنان"، استدرك أنّنا "لا نستطيع الا أن نحترم مصالح سوريا الأمنية، فأمن لبنان من أمن سوريا والعكس صحيح، ولا مفر من علاقة ومسار أمني وسياسي ضمن علاقات بين دولتين". في إطار آخر، وفي ذكرى 14 شباط، رأى النائب جنبلاط أن "خطاب الحريري كان شاملا وموضوعيا ومقبولا، فالحريري لم يعد يمثل فريقاً، بل أصبح رئيس حكومة كل لبنان"، لكنّه خالف "دعاة نظرية "لبنان أولا"، لأنّها تخالف مبادئي، ولكن هذا يوم سعد الحريري وهو قرر هذه الصيغة فلا مشكلة".

ورأى أن "14 آذار مرحلة أخذت أبعادها، ولا أعتبر أنها فشلت، فنحن نريد الحقيقة والعدالة والاستقرار، والمحكمة أصبحت خارج إرادتنا في المجتمع الدولي، ولا نريد أن نزيد في المزايدات ضمن الثوابت المعروفة، أي العلاقات المميزة مع سوريا والهدنة مع إسرائيل والعروبة".

وأشار جنبلاط الى أنّه اتفق مع رئيس الحكومة سعد الحريري على اصطحاب الوزراء الحزبيين الى ذكرى 14 آذار، وليس نواب اللقاء الديمقراطي، وكذلك اصطحبت إبني تيمور".

وأوضح أنّ تيمور من الممكن أن يشارك في ذكرى عماد مغنية"، لكنّه لم يؤكّد أو ينفي مشاركته". من جهة أخرى أعلن أنّه فعل كل ما يستطيع فعله "وسأفعل المزيد لأمنع الفتنة المذهبية، فأنا فخور جداً بما فعلت في 11 أيار، لاسيّما وأنّنا اجتزنا الفتنة الشيعية الدرزية". أما في مسالة سلاح "حزب الله" فأوضح انه "في الدوحة اتفقنا على ابقاء حال الهدنة مع اسرائيل وان السلاح سوف يبقى على حاله لايجاد حل له ضمن الدولة"، معتبرا انه "خارج إطار هذا السياق، فإن موضوع السلاح يدخل في إطار المزايدات الإنتخابية، لأنّنا اتفقنا أن يتمّ البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وضمن الظروف التي تلائم أمنيًا وسياسيًا حزب الله، فلا يمكننا أن نطلب من حزب الله تسليم سلاحه، ونحن في كل وقت معرضين لعدوان اسرائيلي". 

 

عون: الخطاب السياسي ل14 آذار يشكّل رضوخاً للتحوّلات السياسيّة الحاصلة

نهارنت/إعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أنّ "التحوّلات التي سمعناها في الخطاب السياسي لقوى "14 آذار" في ساحة الشهداء في ذكرى 14 شباط، يُشكل رضوخاً للتحوّلات السياسيّة الحاصلة وهي قناعات الضرورة". عون انتقد في حديث إلى إذاعة "صوت المدى"، المواقف التي أطلقت عن سلاح "حزب الله"، ووصفها بأنّها "تنم عن عدم وعي كامل"، متسائلا عن الضمانات التي يقدمها لنا من يطالب بوضع سلاح المقاومة بتصرف الدولة، في حال اجتاحت إسرائيل لبنان". وأضاف أنّ من اطلق هذه المواقف "يعيش في عالم آخر، فالشر الذي سيأتي إلينا من إسرائيل، لا من سلاح "حزب الله"، وإنّما الخطر الأهم هو خطر التوطين". وعن زيارته المرتقبة السبت المقبل إلى مناطق الجبل، لفت عون إلى أنّها ستتضمّن "زيارة لضريح الشهيد داني شمعون، وستليها محطاتٌ عدة تندرج ضمن فتح الصفحة الجديدة في الجبل".

 

المفتي قبلان: لا يجب على الحريري أن يسمح لحلفائه بجعله مطية لرغباتهم

نهارنت/أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنّ "من يظن ان دور المقاومة وسلاحها قد انتهى مخطئ وواهم، فدورها باق ما بقيت إسرائيل موجودة، ومن يتشدق بمطالبته بنزع سلاحها والتوقف عن دورها، يبدو انه اصبح منتهي الصلاحية ولم يجد عملا آخر يتلهى به". ورأى أنّه "من المؤسف جداً أن تتحول ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، الذي كان حريصا دائما على جمع اللبنانيين بكل أطيافهم ومذاهبهم، الى منصة لإثارة النعرات والفتن والتفريق بين اللبنانيين من جديد". وأشار الى أنّ "رئيس الحكومة سعد الحريري يجب أن يكون كوالده، جامعاً للافرقاء ومحباً ومدارياً سياسيا بامتياز، فلا يسمح لهؤلاء أن يجعلوه جسرًا لنزواتهم وأهوائهم المشبوهة".

 

موقع "القوات اللبنانية": حزب الله يريد احياء ذكرى عماد مغنية في الحكمة – الجديدة 

١٤ شباط ٢٠١٠

أفاد موقع "القوات اللبنانية" ان "حزب الله" اقدم قبل فترة على ارسال اشخاص قاموا باستئجار قاعة المسرح في مدرسة الحكمة - الجديدة لتاريخ 15 شباط 2010 من رئيس المدرسة من دون الكشف عن الوجهة الحقيقية التي يريدون استعمال القاعة من اجلها. وتبين في اليومين الاخيرين ان هؤلاء الأشخاص ينتمون الى "هيئة دعم المقاومة الاسلامية" وانهم استأجروا القاعة من اجل اقامة احتفال تابيني للذكرى الثانية لاغتيال مسؤول حزب الله العسكري عماد مغنية. وقد وجد مسؤولو المدرسة انفسهم في وضع حرج في الساعات الـ24 الاخيرة قبل احياء الذكرى مساء الاثنين نظرا الى ان سيادة مطران بيروت بولس مطر الذي يتبع له المكان يحرص دائما على اعطاء توجيهاته لتاجير القاعة لاحتفالات ثقافية واجتماعية تفاديا للانشطة السياسية. وهنا يطرح اكثر من سؤال ابرزها لماذا اعتماد طريقة المواربة لاستئجار القاعة اخفاء للنيات الحقيقة حول وجهة استعمالها؟ والاهم لماذا محاولة اقامة الاحتفال في هذه المنطقة التي لا وجود لحزب الله فيها باستثناء الحضور المحدود في منطقة الرويسات الفنار وهو ما اعتبره عدد كبير من اهالي المنطقة استفزازا في غير محله. فهل تنجح مساعي اللحظة الاخيرة لمطرانبة بيروت المارونية للاعتذار عن عدم السماح باقامة هذا الاحتفال في مكان يبتع لها مباشرة؟

 

حشود على مساحة العاصمة شاركت في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري

الرئيس الحريري: زيارتي لدمشق جزء من نافذة كبرى فتحها الملك عبد الله وانا أمين على إبقائها مفتوحة وبناء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين

لن تكون هناك أي فرصة للبيع والشراء على حساب الكرامة الوطنية او المحكمة أو الطائف أو المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين

الرئيس الجميل: السيادة هي أن يكون لبنان بعهدة السلطة الشرعية وأن تحتكر الدولة القرارات السيادية وفي مقدمها قرار الحرب والسلم

نريد خطوات سورية واضحة ومحددة في الزمن لبت الملفات العالقة وندعم الرئيس الحريري في كل الخطوات لتحسين العلاقة بين البلدين

الرئيس السنيورة: نتمسك بالمبادرة العربية للسلام ورفض التوطين اساس بلدنا العيش المشترك وركيزته المناصفة بين المسيحيين والمسلمين

سنظل على استعداد لمقاومة العدو الاسرائيلي ولن نقبل بسلاح المليشيات

جعجع: لا مساومة على المحكمة وسنقبل احكامها مهما كانت على الفريق الآخر وضع إمكاناته العسكرية بتصرف الدولة اللبنانية

لا تدعوا البعض يحول هذه الحكومة من حكومة وفاق وطني الى حكومة شلل وطني

نازك الحريري: نعاهدك اكمال مسيرتك بقيادة سعد ومواقفه الوطنية شعب لبنان لن يخذلك وسيدافع عن السيادة ولن يستكين قبل بلوغ مراده

وطنية - 14/2/2010 الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري تميزت هذه السنة عن غيرها من السنوات الاربع الماضية، بغياب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عن المشاركة شعبيا وخطابيا وبمشاركته بصفة شخصية. فاللبنانيون، وبدعوة من قوى 14 آذار، أتوا بكثافة الى ساحة الشهداء "وفاء لشهداء ثورة الارز". فقد احيا اللبنانيون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري 2010 من مختلف المناطق وسط شعارات عدة من قوى 14 آذار، مع صور الشهداء وأبرز هذه الشعارات: «مستمرون. مستمرون"، و«كرمالك وكرمال لبنان سننزل" و «كرمال الذي حققناه سننزل"، مشددين على أهمية تثبيت رسالة الحريات والمحكمة الخاصة والمصالحة الاهلية وانطلاق الحوار الوطني ".

ساحة الحرية وقد انقسم إحياء الذكرى الى قسمين: الاول فني، بدأ عند العاشرة صباحا واحياه الفنانون جوزف عطيه، تانيا قسيس، عبد الكريم الشعار وابنته رنين وبرجيت ياغي. اما القسم الثاني فخطابي وبدأ حوالى الثانية عشرة ظهرا وتعاقب خلاله على الكلام تباعا الرئيس أمين الجميل، الرئيس فؤاد السنيورة، الدكتور سمير جعجع ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

ففي تظاهرة شعبية حاشدة ضاقت بها الساحة المخصصة للاحتفال في ساحة الشهداء فامتدت الى ساحة رياض الصلح، شارك مئات الالآف من المواطنين الذين قصدوا العاصمة من كل المناطق اللبنانية في مشهد تكرر منذ العام 2005.

وقد غصت مختلف مداخل العاصمة بالحشود والمواكب السيارة والراجلة التي حاولت شق طريقها بصعوبة للوصول الى مكان التجمع في ساحة الشهداء، حيث تحولت الى كتلة بشرية واحدة امتدت على مساحة العاصمة، واصلة ساحة الشهداء بساحة رياض الصلح، وقد تقدم الحشود الشعبية رئيس الحكومة سعد الحريري وقيادات 14 آذار بمختلف احزابها وتياراتها وتجمعاتها، رافعة شعارا واحدا وفاء لكل شهيد من شهداء ثورة الارز. ومنذ ساعات الصباح الاولى، بدأت الاستعدادات في مختلف المناطق اللبنانية تلبية للدعوة الى الاعتصام في ساحة الشهداء، حيث وفدت أمواج من البشر الى العاصمة من مختلف المناطق ومن بيروت والشمال والجنوب والجبل والبقاع ضاقت بهم طرقات لبنان رافعين الاعلام اللبنانية واللافتات التي تؤكد الولاء للبنان الوطن.

وترافق احتفال الذكرى مع تدابير امنية مشددة من قبل الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي عند مداخل العاصمة، وفي مختلف المناطق اللبنانية.

وقائع الاحتفال بدأت الوفود الشعبية بالوصول الى ساحة الشهداء منذ ساعات الصباح، وبثت الاناشيد الوطنية واقيم احتفال فني شارك فيه الفنانون جوزف عطية، تانيا قسيس، عبد الكريم الشعار وابنته رنين وبرجيت ياغي.

رسالة نازك الحريري ثم بثت رسالة مسجلة للسيدة نازك الحريري جاء فيها: "أشرقت شمس 14 شباط، فاجتمعنا مجددا على إشراقة ذكرى، لم تغبْ يوماً عن البال. خمس سنوات يا رفيق العمر، والقلب أضناه عدّ الأيام يمضيها وحيداً على قارعة المعاناة منذُ رَحلتَ إلى دنيا البقاء. خمس سنوات يا رفيق الدربْ والشوق إليكَ يغصّ بفيض المشاعر، والحزن يخمد حيناً، ثم يصحو جمراً، يكوي الروح لفراق رفيق الدرب. فليت الدهر يكفْ عن الدوران أو يرجع في خطاه خمسة أعوام، حتى أنظرك ولو لبرهة من الزمان. لكن الدهر يمضي قدُماً، ونمضي معه بأحزاننا وأفراحنا، وبالعِبَرْ التي تولد من ذكريات الأمس. بالأمس القريب، سمعنا عبرةً على لسانك أيّها الرئيس الشهيد، فقبل عام من الاستشهاد كنتَ تتحدث عن سبل التنمية والتطوير في لبنان، فقلت: رغم الصعوبات وآثار الحرب التي عصفت بلبنان لمدّة تزيد على 15 عاماً أعاد اللبنانيون بناء وطنهم. ومنذ جريمة اغتيالك أيّها الشهيد الغالي، واللبنانيون يواجهون تحدّيات كبيرة تقف دون مواصلة بناء الوطن، ولكنهم ما زالوا مصمّمين على تذليل العقبات، وتحقيق أهداف تلك المسيرة، مسيرة الإنماء والبناء التي بدأتها معهم. وعهْدنا لَكَ أنْ نُكمل مسيرتك كما أردت، بقيادة إبننا سعد، ومواقفه الوطنية الجامعة سيراً على خطاك، ورغم التجاذبات السياسية، اجتمع اللبنانيون مجدّداً على ثوابتهم تحت لواء الدولة وحكومة الوحدة الوطنية. نعم أيّها الرئيس الشهيد، إنّ الأمنية التي أطلقناها عن لبنان الموحّد في الذكرى الرابعة من مولدك، تُترجَمْ اليوم في جو التآخي والتآلف الوطني، فالسُبل المسترقة إلتحمت معاً بإذنه تعالى، تحت راية الوفاق وصون الاستقرار والسلم الأهلي، والشعارات التي توزّعت لحين بين مؤيّد ومُعارِض عادت صوتاً واحداً هو صوت الناس الذي ارتفع قبلَ 5 سنوات لتطالب بالوحدة الوطنية والحقيقة لأجل لبنان. إنّه الصوت المطالِب بالمحكمة لأجلك يا شهيد الوطن، ولسائر شهداء الاستقلال الثاني. ايّها الرئيس الشهيد، لبنان يبقى كما عرفته عصيّاً على الشِقاق ومساعي الفتن، يطوي صفحات سوداً ليكتبَ سطوراً بيضاء على صحف المحبّة بين الإخوة في الوطن وفي الأمّة، وشعب لبنان الطيّب لن يخذلك يوماً، وسوف يدافع عن الحق والعدالة، عن الحرية والسيادة، ولنْ يستكين قبل أن يبلغ مراده، لأنّه شعب استحق بجدارة جائزة الأمم المتحدة التي فُزتَ بها عن مشروع إعادة لبنان، فأهديتها لجميع اللبنانيين تكريماً لتضحياتهم.

قبلَ 6 أعوام اعتلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري منبر الأمم التحدة، وخاطب العالم بالقول: "أشعر بالفخر والاعتزاز اليوم بالوقوف أمام هذا الجمهور الكريم الذي يمثّل الأمم المتحدة، هذه المنظمة التي تمثّل طموحات العالم مجتمعاً، بالسلام والأمن والتعاون، ثم أعرب عن سروره بتسلم الجائزة، لأنّها كما قال، جائزة الشعب اللبناني. وجميع مسؤوليه، والأمم المتحدة تكرّم بهذه الجائزة تضحيات وتصميم شعبنا العظيم الذي تجرّأ على أنْ يحلم بإعادة بناء نفسه وتحقيق حلمه بالرغم من الصِعاب. واليوم أختارت الأمم المتحدة أنْ تجدّد تكريم الرئيس الشهيد بجائزة تحمل اسمه، هي جائزة رفيق الحريري للمستوطنات البشرية. أودْ أن أغتنم المناسبة، لأشكر المنظمة الدوليّة على مبادرتها الكريمة، وكل الجهود التي تبذُلها في اطار المحكمة الخاصّة بلبنان تقديراً لرجل الدولة الذي التزم بالمبادئ الإنسانية للأمم، ودافع عنها.

شهيدنا الكبير أدرَكَ أنّ أهمية لبنان هي رسالته في التسامح والعيش المشترك، ليس للمنطقة فحسب، بل للعالم أجمع. وإنّ رسالة لبنان أيضاً هي في حماية الديموقراطية الأقدم في العالم العربي. رَحَلَ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتركَ لنا رسالة أملْ لبناء الدولة الحديثة التي تحفظ كرامة الإنسان، عبر حقّه في التغيير وفي الرأي، وفي اختيار مستقبله بأمن وسلام. فحقّه اليوم علينا أن نتمسّك بإرثه الوطني، بلبنان الحرّ السيّد الموحّد، بالحقيقة والعدالة، وأن نرسخ ذكراه في مستقبل سيصبح تاريخاً مجيداً تقرأه الأجيال تلو الأجيال، أجيال عرفته في حياته، وأخرى تعرّفت عليه بعد الشهادة، الجيل منها يعلم الآخر، ويحكي له مسيرة عطاءٍ طويلة. يا رفيق العمر، أتذكّر في هذه اللحظات حواراً دار بيننا عن خوض المعترك السياسي، كنتُ أحاول أن أقنعك بأنْ تكمل النهج الوطني الذي اتّخذته هدفاً أساسياً بعيداً عن السياسة، ظنّاً أنّه الأفضل والأجدر في خدمة الوطن، فأجبتني انّ السياسة هي وسيلة تسهّل اتخاذ القرارات المناسبة. لقد صدقت قولاً وفعلاً يا شهيدنا الغالي، شهيد لبنان، عندما أدركت أنّ العمل في الشأن الوطني يستدْعي صلاحيّة سياسيّة تختصر المعوقات وتسرع إنقاذ البلد ووضعه على سكّة الأمان والاستقرار. أدركت الآن أيّها الرئيس الشهيد، ما أصعب أن يخدم الإنسان شعبه وبلاده، وكمْ من قرار وقرار عليه أن يسعى لتحقيقه بدون كلل، وأنْ يضع الأمل نصب عينيه لكي يصل إلى الهدف المنشود وهو السيادة والحرّية والديموقراطية والاستقرار والأمن لهذا الوطن الجريح، الذي حان الوقت أنْ نعمل معاً على إلتئام جرحه ووقف ذرف دماء شهدائنا الأبرار. وفي الختام، دعاءٌ وصلاة لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء الأبرار، ودوماً أملي بلقاءٍ قريب إن شاءالله مع الأحبّة على تراب لبنان الغالي".

بعدها، النشيد الوطني، وقدم للاحتفال الزميل جورج بكاسيني معلنا الوقوف دقيقة صمت عن ارواح ضحايا الطائرة الاثيوبية، فقسم الشهيد جبران تويني "نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين ان نبقى موحدين الى ابد الابدين دفاعا عن لبنان العظيم".

الرئيس الجميل ثم القى الرئيس امين الجميل كلمة قال فيها: "أحييكم جميعاً... وأحيَي ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فروحه حاضرة معنا وإن غاب بالجسد. فله ولكل شهداء لبنان الوفاء والاصرار على المضي في مسيرة النضال التي ساروا عليها وإستشهدوا في سبيلها . لقد أحب رفيق الحريري لبنان، كل لبنان أحب شباب لبنان أحب عاصمة لبنان أحب كل مناطق لبنان ورفع راية لبنان عالية في كل أقطار العالم. دافع عن قضيته في كل المحافل الدولية، فكانت النتيجة: تضامن العالم معنا في محنتنا ودعمه لنا لاستعادة سيادتنا، وإقرار المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري وكل شهداء لبنان. ونحن في الكتائب نعرف تماما معنى الشهادة والاستشهاد" .

اضاف: "لم يكن إغتيال الرئيس رفيق الحريري يستهدف شخصه فحسب، بل كان القصد منه أولاً ضرب وحدة لبنان. فلنتذكّر اللقاء الاول الذي جمعنا، مسلمين ومسيحيين، في البريستول، في قلب بيروت العاصمة، قبل أشهر قليلة من إستشهاده لنعلن معاً بصوت واحد تمسكنا بلبنان الواحد، الموّحد، الحرّ، السيّد والمستقل. واعتبر هذا اللقاء النداء السيادي الجامع الأول من أجل الحرية والكرامة. وكان هو التحدّي الكبير. فجاء إغتيال الرئيس الحريري ليشكّل الجواب على هذا التحدي، وكان الزلزال الكبير الذي هز الضمائر في الرابع عشر من شباط 2005، وبعده الانتفاضة الشعبية العفوية، من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال. ظنّوا أن تغييبه سيمرّ كمن سبقه على درب الشهادة، ولم يحسبوا حسابا لتلك المشاعر الجيّاشة التي أطلقتموها، أنتم المحتشدون مجدداً هنا اليوم ووصلت أصداؤها الى أقاصي الدنيا" . وتابع الرئيس الجميل: "إنتفاضتكم الوطنية غيّرت مسار الاحداث اللبنانية وأجّجت شعلة النضال، واظهرت أن إرادة الشعب اللبناني كبيرة من اجل الاستقلال والكرامة، فتحول إجتماع القيادات اللبنانية في 14 آذار 2005، وفي 14 شباط من كل عام ، الى بحر بشري ثائر في ساحة الشهداء وكل الساحات يصرخ ويقول : نعم للبنان ... نعم للحرية ... ولا حياة لنا إلا بالعزة والكرامة والعنفوان. وها نحن اليوم هنا لنؤكد مرة جديدة معكم وبإسمكم أن هذه الشعلة لم تنطفئ، ولن تنطفئ، مهما تغيرت الظروف ومهما عظمت التضحيات والتحديات . فتحية لكم، أيها الحاضرون هنا، في ساحة الشهداء، ساحة الحرية، وفي كل مكان، تحيّة لنضالكم وإيمانكم المستمر بلبنان وإننا على العهد باقون، وسنكمل المسيرة معاً... وننتصر معا" .

وقال: "اننا ندرك حجم التساؤلات التي تدور في بالكم وبال جميع اللبنانيين، وهي تساؤلات مشروعة، وما حضورنا هنا اليوم إلا للتأكيد على ثبات مسيرتنا الوطنية وعلى الثوابت والمقدسات، وأي متغيرات محلية أو إقليمية لا تغير لحظة في مسارنا الوطني أو في عزيمتنا للمضي في بناء الدولة القوية العادلة، وتعزيز الاستقلال، وإنجاز السيادة. إننا نسمع تساؤلاتكم ونشعر بهواجسكم، ولا بد من خلق ديناميكية جديدة تعيد الثقة والايمان الى النفوس القلقة، وتزّخم حركتنا النضالية من أجل لبنان . لا تخافوا، فان إرادة الشعب هي دائما الأقوى، هكذا علمّنا التاريخ، وتاريخ لبنان بالذات. بالامس القريب إنتصرت إرادة الناس، إرادتكم أنتم، على الظلم والاستبداد، وكان الثمن غاليا بالتاكيد، لكن لا حرية ولا كرامة من دون ثمن . سنظل نطالب بالسيادة ونعمل من أجل إنجازها، والسيادة عندنا ليست مجرد كلمة أو شعار، فنحن ندرك تماما معناها ونقدر مستلزماتها" .

واكد ان "السيادة الوطنية هي أن يكون لبنان بأسره وال 10452 كلم 2 بعهدة السلطة الشرعية المنتخبة ديموقراطيا، وأن لا يكون على أرض لبنان أي سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية تحت أي ذريعة . السيادة تعني أن تحتكر الدولة من خلال مؤسساتها الشرعية كل القرارات السيادية وفي مقدمها قرار الحرب والسلم والتفاوض. من هنا كان إعتراضنا على أحد بنود البيان الوزاري وكانت مراجعتنا أمام المجلس الدستوري. وهذا الاعتراض سيبقى للرأي العام وللتاريخ" .

واشار الى ان "الفترة الماضية شهدت تطورات جديدة على صعيد العلاقة بين لبنان وسوريا، والبعض يطرح سؤالاً مشروعاً عن موقفنا منها. لذلك نقول نحن مع قيام أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا، وهذا النهج واظبنا عليه منذ سنوات طويلة، وندعم دولة الرئيس سعد الحريري، في كل الخطوات التي يقدم عليها لتحسين العلاقة بين البلدين، ولنا ملء الثقة بأنه لن يقدم إلاّ على ما يخدم مصلحة لبنان وكرامة شعبه وتضحيات شهدائه " .

وشدد على اننا "نريد خطوات سورية واضحة ومحددة في الزمن لبت الملفات العالقة والتي تشكل إنتقاصا من سيادة الدولة اللبنانية، وتبقي الجرح اللبناني نازفاً، ولنا في التجارب السابقة مع سوريا خير دليل على أحقية مخاوفنا. إننا نريد أطيب وأفضل العلاقات مع سوريا، وبالقدر نفسه نريد من سوريا أن تقتنع مرة نهائية أن لبنان هو كيان مستقل ودولة سيدة حرة ذات نظام مميز في هذه المنطقة، وأن تتعاطى معنا على هذا الاساس. نريد من سوريا، ليس فقط القبول بفتح سفارة وإقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان، بل أداء ينطلق من المفهوم الدولي للعلاقات الندّية بين دولتين جارتين، سيّدتين ومستقلتين... إننا متمسكون بمصالحنا الوطنية وحتمية حسن الجوار مع سوريا، لأننا على قناعة أن إستقرار لبنان من إستقرار سوريا والعكس صحيح، وأن أمن لبنان من أمن سوريا أيضاً، والعكس صحيح أيضاً. إننا نقدر لدولة الرئيس الحريري جرأته وتعاليه على جرحه الشخصي لمصلحة لبنان ونطلب في المقابل من سوريا خطوات ملموسة على حجم هذه التضحيات" .

اضاف: "نلتقي مجددا اليوم، للمرة الأولى بعد الانتخابات النيابية التي قلتم فيها كلمتكم الفاصلة وحددتم خياراتكم الوطنية وأثبتم مرة جديدة أنكم ثابتون في عزيمتكم للمضي في تحقيق أهداف ثورة الأرز وهي قيام الدولة القوية والسيدة والعادلة . ولا شك أنكم كنتم تنتظرون حكومة تكون تعبيرا واضحا عن نتائج الانتخابات. إلاّ أن الظروف التي تعرفونها جميعا حتمت أن تكون الحكومة حكومة شراكة تضم مختلف الاطراف. والواقع حتى الآن أظهر تعثراً واضحاً في مواجهة وحسم الملفات العالقة لا سيما الاساسية منها، مما أوقع البلاد في حال المراوحة الخانقة وبات يتطلب معالجة سريعة".

وأقترح الرئيس الجميل "أن يكون مؤتمر الحوار الوطني برعاية فخامة الرئيس وتعاون دولة رئيس الحكومة وكل القيادات الوطنية، مناسبة، ليس فقط لبحث الاستراتيجية الدفاعية، بل لاجراء مصارحة فعلية تطرح عمق المشكلة اللبنانية، لأن التسويات الظرفية ونهج التأجيل لم يؤديا سوى الى المزيد من الشلل والتعطيل على مستوى مؤسسات الدولة والشأن العام" .

وطالب بمصارحة في العمق وطرح كل الهواجس والمخاوف لدى كل الفئات من أجل بلورة أسس المصالحة الفعلية، التي تشكل المعبر الحقيقي لبناء الدولة وحل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والمالية والحياتية. 14 شباط 2005 كان محطة مفصلية على طريق النضال الوطني، لكنها بالتأكيد محطة فاصلة وحاسمة على طريق تحقيق أماني الشعب اللبناني بالحرية والكرامة. فعلى هذه الساحة بالذات، قبل 74 عاما روى بيار الجميل، مؤسس حزب الكتائب، أرض لبنان بدمائه دفاعا عن سيادة لبنان وحريته بوجه الانتداب آنذاك. ومن هذه الساحة نجدد اليوم العهد بأن مسيرتنا مستمرة لكي ينعم ابناؤنا بالرفاهية والحياة الكريمة، لأن من حقنا أن نعيش أحرارا في بلد الحرية" .

وختاما، توجه الرئيس الجميل "الى روح حبيبي بيار الذي تردد هذه الساحة صدى صوته المدوي لأقول له: لم تغب يوماً يا بيار عن بالي وبال جماهيرك ومحبيك وإن خطفك الغدر. روحك النضالية باقية حية فينا، ولنا في شهادتك ورفيقنا الغالي أنطوان غانم وكل شهداء الكتائب ولبنان حافزاً على النضال حتى تتحقّق الاهداف التي إستشهدتم من أجلها. فنحن شعب الحياة ونحن شعب الكرامة. هكذا خلقنا وهكذا سنبقى ليحيا لبنان" .

الرئيس السنيورة والقى الرئيس فؤاد السنيورة الكلمة الآتية: " يا أهلاً بالحبايب... يا أبناء لبنان... يا شباب لبنان...

كل سنة نتلاقى مع ذكرى شهيدنا الكبير... بهذه الساحة... ساحتكم... ساحة كل اللبنانيين... ساحة الحرية... ساحة الشهادة والشهداء... ساحة الاستقلال...

أنتم اليوم تنزلون الى الساحة... لتقولوا... الساحة لنا... للأحرار ولتخليد ذكرى الأبطال... وذكرى الأحبة الذين ظلموا...

لأنكم انتم المخلصون والملتزمون... بالعهد وبالوفاء... الوفاء للبنان... لاستقلال لبنان... الوفاء لأبو بهاء، ومن اجل أبو بهاء، ودماءه ودماء كل رفاقه الشهداء...

انتم وكثر غيركم أهل الوفاء لرفيق الحريري وباسل فليحان، لجبران التويني وبيار الجميل... لجورج حاوي وسمير قصير... الوفاء لوليد عيدو وانطوان غانم... الوفاء لوسام عيد وفرنسوا الحاج... ولقوافل الشهداء المظلومين من رفاقهم الذين سبقوهم وايضاً الذين استشهدوا معهم... والذين استشهدوا بعدهم.

أهلاً وسهلاً بكم بهذه الوقفة التاريخية بهذا اليوم الكبير... أهلاً بأهل بيروت، بيروت ست الدنيا، بيروت المناضلة والحامية والضامنة لمسيرة الاستقلال والتنوع ضمن الوحدة... بيروت كل بيروت، بيروت التي تجسد أسمى صيغة من صيغ العيش المشترك... أهلا بطرابلس الأبية المناضلة... وأهل الشمال وعكار والضنية والمنية... وأهل الكورة وبشري وزغرتا...

أهلاً بأهل الجبل من كل المناطق، من الشوف وكسروان وجبيل... والمتن الشمالي والجنوبي... وعاليه وإقليم الخروب... أهلا بأهل النخوة بأهل البقاع، البقاع الغربي والأوسط والشمالي وبعلبك... أهلاً بأهل النضال والمقاومة والتضحية بأهل الجنوب وعاصمة الجنوب، بصيدا الحبيبة... وصور والنبطية... أهلا وسهلا بكل الموجودين معنا اليوم، الحاضرون والذين لم يحضروا... لكن هم معنا بالفكر والقلب والتأييد والدعم... نحن هنا على ثقة أننا نمثل كل لبنان، المسلمين والمسيحيين، ... ونحن هنا لنقول نريد ان نبقى مع بعض مسلمين ومسيحيين... موحدين متضامنين...

من خمس سنين في مثل هذا اليوم فكروا انهم إذا فجروا رفيق الحريري، وإذا اغتالوا رفيق الحريري... يستطيعون قتل لبنان، أو ان يعطلوا روحه و دوره الطليعي والرائد في العالم العربي... لكن انتم الذين قلتم لا... لا للقتلة... لا للإرهاب... وانتم صنعتم الوحدة... وحدة لبنان واستقلاله... وأنتم ستصنعون بإذن الله سيادته... وستحققون العبور إلى الدولة وأننا جميعاً، بإرادة الله وبإرادتنا، مستمرون على هذه الدرب...

انتم الذين قلتم لا، لن نعود إلى الوراء بعد اليوم... قلتوها أكثر من مرة وكل مرة كنتم تقولونها، قلتوها بالتظاهرات... وقلتوها بصناديق الاقتراع وصرختم... يا سامعين الصوت اسمعوا... لبنان بلد حر ومستقل، لبنان عربي ديمقراطي، مقاوم للاحتلال الإسرائيلي، لبنان رائد بالحوار والتنوع... بالانفتاح والاعتدال والتسامح وقبول الآخر...

في هذا اليوم الكبير، نقف معاً لنعود ونحدد موقفنا ومرتكزاتنا التي مازلنا متمسكين بها:

- نحن في لبنان، أساس بلدنا هو العيش المشترك المسيحي الإسلامي. ونحن قد طورنا صيغتنا وميثاقنا الوطني في الطائف واتفقنا على المناصفة، يعني أننا في الطائف ومنذ الطائف، أوقفنا العد... هذا مبدأ أساسي لن يكون فيه أي تخل أو تفريط. والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين هي ركيزة عيشنا المشترك.

- نحن، يا إخوان في لبنان اخترنا مع صيغة العيش المشترك، اخترنا أن نحتكم إلى النظام الديمقراطي والدولة المدنية، والتزمنا بمبدأ تداول السلطة. ونحن أيضاً التزمنا بالعمل على الإصلاح والتطوير معتمدين على الآليات الديمقراطية والسلمية. لا نقبل أن يفرض علينا أحد رأيه بالقوة والإرغام أو عن طريق السلاح. كما أننا لا نقبل ولا يمكن أن نفرض على احد رأينا بالقوة، يعني اننا نقبل بالتغيير ونريد التطوير والإصلاح عبر الأساليب السلمية والديمقراطية فقط.

- لن يتخلَّى جمهور رفيق الحريري عن العيش المشترك الذي قام عليه لبنان. وجمهور رفيق الحريري لن يتخلَّى عن مبادئ الاعتدال والتسامح والتمسك بالطائف والدستور وهي المبادئ التي أسهم الرئيس الشهيدُ رفيق الحريري في صُنْعِها والعمل على تطبيقِها. جمهور رفيق الحريري لن يتخلَّى ولن يُساوِمَ على استقلال البلاد أو على سيادتها أو على أمْنِها العامّ والداخلي، وجمهور رفيق الحريري لن يتوقف عن العمل على تطوير نظام لبنان الديمقراطي وتعزيز حرياته وتطبيق دولةِ القانون فيه.

- المطلوبَ أيها الإخوة، في المقابل أن لا يجريَ التعطيلُ باسم الإصرار على التوافُق في كلّ شيءٍ مع الإصرار على عدمِه في آن معاً وفي أمور أساسية. التوافُقُ حالةٌ أو موقفٌ اقتضتها ظروف معينة، لكنه لا ينبغي أن يتحول إلى نظامٍ بديلٍ للدستور ولعمل المؤسَّسات الديمقراطية.

- لبنان ايها الاخوة، بلد عربي، لكنه بلد عربي مستقل ذو سيادة، يتمسك باستقلاله وسيادته وقراره الحر. وفي ذات الوقت، اللبنانيون يؤمنون بالعروبة المنفتحة، الرحبة والواسعة الأفاق والرائدة، لبنان العربي هذا يحترم ويقبل بالتنوع والاختلاف وبالحوار.

- نحن أيها الأخوة، وانطلاقا من عروبتنا الأصيلة والعميقة التي أردناها باختيارنا وقناعتنا، نعرف أن عدونا الوحيد هو الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين واحتل الأراضي العربية وشرد الفلسطينيين وما زال حتى الآن يرفض الاعتراف بالحقوق. نحن في هذا الأمر نتمسك بالمبادرة العربية للسلام، ونرفض كل أشكال التوطين. ونحن مع ما يُجمع عليه العرب من اجل القضية الفلسطينية ومن أجل استرجاع الحقوق المسلوبة وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي تحتلها في سوريا ولبنان والضفة وغزة. ونحنا دعمنا وأيدنا وأطلقنا وشاركنا في مقاومة العدو الإسرائيلي، وسنظل على استعداد لمقاومته صفاً واحداً وبإرادة رجل واحد إذا اعتدى علينا، لكننا سنجهد لكي لا نعطي للعدو الإسرائيلي فرصة أو ذريعة لكي يدمر بلدنا.

- نحن ايها الاخوة بعد التجارب التي مرت علينا ندرك أكثر من أي وقت مضى أن لا حل لمشكلاتنا إلا بسيادة حكم القانون والمؤسسات وبسط سيادة الدولة وسلطتها على كل الأراضي اللبنانية. ونحن ضد سيطرة الميليشيات وسلطات الأمر الواقع.

- نحن أيها الأخوة وبمناسبة هذا اليوم الكبير، نقول إن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحبيب رفيق الحريري، هي جريمة العصر في لبنان، هي جريمة أصابت كل اللبنانيين ونحن في مواجهتها لم ولن ننشد الثأر ولا الانتقام، بل نحن نريد الحقيقة والعدالة وسنظل نسعى إليهما. الحقيقة لكي نعرف من هو المجرم، والعدالة لكي نضع حداً نهائياً لمسلسل الإجرام والاغتيال السياسي.

- نحن يا إخوان ما نريده من إخواننا العرب هو الاحترام لسيادتنا واستقلالنا وحريتنا وعيشنا المشترك وقد كانوا دائما الى جانبنا، ونحن ونبادلهم الحب والاحترام والتقدير، لا نريد التدخل في شؤونهم الداخلية أو نكون مصدر إزعاج لهم. ولكن نحن نريد منهم أيضاً الاحترام المتبادل لبلدنا وخصوصيتنا واستقلالنا وسيادتنا. نحن وعلى وجه الخصوص مع الشقيقة سوريا التي يربطنا معها التاريخ والحاضر والجغرافيا والمستقبل والمصالح المشتركة، نكنّ لها التقدير والاحترام ونريد منها الاحترام المتبادل والاعتراف المتبادل بهذا النموذج اللبناني الفريد في العالم العربي. ونحن نأمل في هذه المرحلة الواعدة التي بدأت مع زيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق أن نكون قد دخلنا مرحلة جديدة لترسيخ مفاهيم الاستقلال والسيادة والاعتراف والاحترام والتعاون المتبادل الذي يفيد البلدين ويدعم من موقعهما وموقفهما.

- يا اخوان لبنان المستقل قوة للعرب ولسوريا، ولبنان القوي إضافة أساسية للعرب وسوريا.

- اخواني هذا ما أتيت لأقوله لكم اليوم، وأقوله لكل الشهداء الأبرار وللشهيد الكبير، لأخي وصديقي رفيق الحريري، فهو كان يؤمن بقيمة ودور لبنان وبقدرة اللبناني على العطاء والتقدم واستيعاب الظروف والمتغيرات، لماذا؟ لأنه كان يؤمن بلبنان وباللبنانيين، يا إخوان رفيق الحريري الذي دفع دمه من أجل لبنان، هو والشهداء، وعدٌ علينا أن نستمر على المسيرة لنحفظ لبنان ونأخذه إلى آفاق المستقبل...سيبقى لبنان... سيبقى لبنان... سيبقى لبنان...".

جعجع ثم القى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع كلمة جاء فيها: "أبو بهاء، نم قرير العين فنحن قوم لا يقتل لهم شهيد مرتين، مرة بالإغتيال ومرة بالنكران. إذا رأيت الأرز يمد يده، فلا تظنن أن الأرز يساوم. رفيقاتي، رفاقي في ثورة الأرز، أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، يا شعب 14 آذار. قالوا رحلتم إلى غير رجعة، فها أنتم تعودون، بأغصان الزيتون تعودون، ولكن، بأكاليل الغار أيضا تعودون. في ذكرى أبو بهاء، وبيار وجبران وجورج وسمير وباسل ووليد وأنطوان تعودون، وبكل إيمان، وصلابة، وجرأة تعودون لتقولوا لهم: نحن هنا، ثورة الأرز مستمرة، على الرغم من كل شيء مستمرة، من أجل أولادكم وأولادنا مستمرة، من أجل لبنان قوي ساطع نهائي مستمرة" .

اضاف جعجع: "أرادوا إسقاط ثورة الأرز، لكن الأرز لا يسقط، والحرية لا تهوي، ولبنان الى أبد الأبدين أمين. يا جماهير 14 آذار، مسلمين ومسيحيين قولوا لهم: ها هي هنا، الهيئة الوطنية العليا الحقيقية، للشراكة، والوحدة الوطنية الفعلية في لبنان. قولوا لهم: ها هي ساحة الحرية الفعلية، التي تتغنون بها كل يوم. وقولوا لهم: ها هي هنا المقاومة، اللبنانية، الوطنية الفعلية، التي تتكلمون عنها كل ساعة. المقاومة اللبنانية: لأن شعارها لبنان أولا، وثانيا، وثالثا، ورابعا، وأخيرا. المقاومة الوطنية: لأنها تنطلق من مصالح اللبنانيين أولا. المقاومة الفعلية: لأنها وحدها بالفعل، قادرة على حماية لبنان وليس سواها. منطق الدولة وحده هو المقاومة الفعلية. حكومة لبنان وحدها هي التي تحمي لبنان وشعبه" .

واكد ان "مسؤولية حماية لبنان، تفترض أن يكون المسؤولون عنها، مسؤولين أمام الشعب والوطن، فلا يتصرفون، بغير ما تمليه عليهم، المصلحة الوطنية العليا... ولا يجرون اللبنانيين، الى آتون من الحديد والنار، دفاعا عن ملف اقليمي من هنا، أو نووي من هناك" .

وشدد على ان "واجبنا الوطني، يحتم علينا، مصارحة اللبنانيين بالقول: إن بقاء أي سلاح، خارج مؤسسات الدولة اللبنانية، بات يشكل عبئا، لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله، وهو ما قد يستجلب، إعتداءات خارجية، واستدراجا للبنان، إن قادة الفريق الآخر، مدعوون، لإتخاذ قرار وطني شجاع، يقضي، بالموافقة، على وضع إمكاناتهم العسكرية، بتصرف الدولة اللبنانية، وقرار السلم والحرب، في مجلس الوزراء من دون سواه. هذا هو السبيل الوحيد، للنأي بلبنان، عن تجاذبات المنطقة، وتداعيات هزّاتها المحتملة... ولتجنيب شعبنا المزيد من الدماء، والدموع والمآسي" .

واكد انه "لا خلاص للبنان، إلا بإلتفاف شعبه، شعبه كله، حول دولته من دون سواها، وبالإلتصاق أكثر فأكثر بالمجموعة العربية الكبرى، وبالتمسك الثابت بالقرارات الدولية، من ال 425 و1559 إلى 1680 و 1701 ".

وقال جعجع: "اضطهدنا وقتلنا مرارا على مدى العصور، من يوحنا مارون، الى فخر الدين، وكمال جنبلاط وبشير الجميل وسواهم، ليس لسبب، إلا لأننا طلاب حرية واستقلال. خيل للبعض، أننا أرض سائبة وشعب صغير خائف، لكن ما ان ضرب الإجرام من جديد، وأصاب كبيرا من كبارنا، حتى هبُّينا، ثورة حق وحرية، ثورة أرز، هزت العالم بأسره، ودفعته، للمرة الأولى في تاريخه، إلى تشكيل محكمة دولية خاصة بلبنان، لمحاسبة المجرمين، مرة لكل مرة، وعن كل مرة في التاريخ بأكمله" .

واكد انه "لا مساومة على المحكمة. لن نقبل تشويشا على عمل المحكمة. لن نسكت على أي محاولة لقتلها واغتيالها. المحكمة وجدت لتحكم وستحكم. سنقبل احكام المحكمة مهما كانت. ناضلتم من أجل المحكمة وحصلتم عليها، وتناضلون الآن، من أجل الحقيقة والعدالة، وستحصلون عليهما. ما مات حق وراءه مطالب، فكيف إذا كانت حقوقاً، ووراءها مطالبون، مناضلون شجعان اوفياء، مؤمنون صابرون، حتى قيام القيامة، قيامة الحق والحقيقة، قيامة لبنان" .

وتابع: "أردناها حكومة وفاق وطني، للعبور الى الوحدة والدولة. أردناها حكومة وفاق وطني، للنهوض بالبلاد والعباد. أردناها حكومة وفاق وطني، للاهتمام بالاقتصاد ولقمة العيش. أردناها حكومة وفاق وطني لحماية لبنان واللبنانيين. راهنا عليها، ولم نزل، لكننا لن نقبل، بأن يحاول البعض، إفشال هذا الرهان. فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، دولة الرئيس سعد الحريري، كلنا وراءكم، لعدم ترك لبنان، ينزلق إلى الشلل، والموت البطيء. لقد كانت حكومة الوفاق الوطني ، تحديا كبيرا منذ اليوم الأول، ولم تزل، وأنتم، ونحن، مستمرون في قبوله، لكن لا تدعوا البعض، يحول هذه الحكومة، من حكومة وفاق وطني، الى حكومة شلل وطني" .

وقال: "فخرنا أننا لا نبرح موقعا. ولا نقايض قناعة. صحيح أن حساباتنا صعبة اليوم، لكنها رابحة غدا. فالسعد سعدنا. والأمانة في أعناق من يؤتمنون. مسيرتنا لم تنته بعد، عهدنا مستمر: بالوصول الى الحقيقة. بكشف مصير معتقلينا. بترسيم حدودنا. بتحقيق سيادتنا على جميع أراضينا. بقيام دولة واحدة، بسلاح واحد، وقرار واحد. خمس سنوات من التضحيات، وموعدنا مع الحرية لم يتغير، ولن يتغير، ولو اقتضى العمر كله، لأن "جنة في الذل لا نرضى بها وجهنم في العز أفخر موطن".

وختم: "اليوم نجدد العهد، أمام الله وأمامكم أننا أحرار أحرار أحرار، لن نقبل أي خيار، سوى لبنان والحرية و 14 آذار. لن نكون يوماً سلعة للتجار كنا ما زلنا وسنبقى 14 آذار. أيها الرئيس الشهيد، يا شهداءنا الأبرار، ناموا قريري العين، فثورة الأرز بألف خير، عاشت ثورة الأرز، عاشت 14 آذار عشتم وعاش لبنان" .

اجراس وآذان وفي الاولى الا خمس دقائق موعد اغتيال الرئيس الحريري، وقف الجميع دقيقة صمت ثم دقت اجراس الكنائس وارتفع آذان المساجد .

الرئيس الحريري وختاما، القى الرئيس سعد رفيق الحريري كلمة قال فيها:" أيها اللبنانيون واللبنانيات، خمس سنوات، خمس سنوات ونحن نلتقي هنا، خمس سنوات وأنا أقف هنا في حضرة لبنان، في حضرة شعب لبنان، في حضرة شهيد لبنان وشهيد العروبة وشهيد الاعتدال وشهيد الديمقراطية وشهيد الاستقلال وشهيد الحرية، في ساحة الحرية، الرئيس الشهيد رفيق الحريري. خمس سنوات وأخاطبكم وأنا واحد منكم مؤتمن معكم، ومثلكم، على متابعة المسيرة، وعلى الدفاع عن لبنان وعن العروبة وعن الديمقراطية وعن الحرية والسيادة والاستقلال وعن كل ما استشهد من أجله والدي حبيبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورفاقه الشهداء باسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار أمين الجميّل ووليد عيدو وأنطوان غانم ووسام عيد، وفرنسوا الحاج والعشرات العشرات من رفاقهم الأبرار. خمس سنوات، ونحن نجتمع هنا، نطالب بالحقيقة كي لا ينتصر الظلام، نطالب بالعدالة كي لا يسود الانتقام، ونطالب بالمحكمة الدولية لكي ينتهي الإجرام" .

اضاف: "قبل خمس سنوات نزلتم إلى هذه الساحة لتقولوا أن المارد الذي ظنّ القاتل أنه تخلّص منه قد أخرج المارد الذي هو شعب لبنان من القمقم وهو لن يرضى بعد اليوم أن يعود إليه. شعب لبنان المارد نزل في 14 آذار 2005 إلى هذه الساحة، ليقول إن وطننا لن يعود ساحة وإن ديمقراطيتنا لن تبقى مباحة وإن مستقبلنا نصنعه نحن، بأيدينا، بقرارنا، بحريتنا وعقولنا ليبقى لبنان، رسالة الشرق إلى العالم، وان العبور إلى الدولة في لبنان هو عهد قطعناه على أنفسنا وشهدائنا وجميع اللبنانيين. نعم، أنتم صنعتم 14 آذار، أنتم، أنتم، كلّ واحدة وواحد منكم هو 14 آذار ،أنتم القيادة الحقيقية والفعلية،لـ 14 آذار. وها أنتم هنا اليوم، كما في كل سنة، لتقولوا للعالم أجمع، ها هي 14 آذار، هذا هو مشهد 14 آذار، مشهد اللبنانيين واللبنانيات، مسيحيين ومسلمين، من كل لبنان، من الشمال والجنوب، من البقاع والجبل ومن بيروت، مجتمعين، موحدين، دفاعا عن لبنان، عن كل لبنان" .

وتابع الرئيس الحريري: "لا أقف أمامكم اليوم، رئيسا لمجلس الوزراء، بل أقف معكم وبينكم، واحدا منكم، معترفا لكم، بفضلكم وجميلكم، فأنا لم أختر رفيق الحريري والدا لي، أنا سعد رفيق الحريري، لقد من الله علي بهذا الشرف، أما أنتم، أنتم اخترتم، بملء إرادتكم،اخترتم رفيق الحريري، واخترتم مسيرة رفيق الحريري، واخترتم الدفاع عن شهادة رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز من بعده. لقد ظن القتلة المجرمون،أن هذا الضريح بجوارنا، سيكون ضريحا لأحلامنا، وطموحاتنا ومستقبلنا. لكنكم، بإرادتكم وتصميمكم، بعودتكم إلى هذه الساحة، في كل 14 شباط من كل سنة، جعلتم الضريح يتفجر حرية، وسيادة واستقلالا، وحقيقة وعدالة آتيتين باذن الله" .

واكد ان "هذه ليست مكتسبات لـ 14 آذار، إنها مكتسبات لكل لبنان، لكل اللبنانيين واللبنانيات، الذين ينعمون جميعا، اليوم، مهما كانت آراؤهم وانتماءاتهم بالحرية والسيادة والاستقلال، والذينَ تحميهم الحقيقة والعدالة اليوم وغداً، وكلّ يوم،من تطاول المجرمين عليهم. وتماماً كما أن مكتسباتنا اليوم هي مكتسباتٌ لكل اللبنانيين، فإن واجبنا، واجب كل واحد وواحدة منا هنا هو الدفاع عن هذه المكتسبات، والدفاع عن كل لبناني ولبنانية والدفاع عن كل لبنان، عن عروبته وديمقراطيته ونحن، كما كان سبيلنا الوحيد للدفاع عن لبنان في 14 آذار 2005 هو وحدتنا الوطنية، فلا سبيل لنا اليوم وغداً ودائماً للدفاع عن لبنان واللبنانيين جميعاً إلا الوحدة الوطنية. بهذه الروح نواجه المرحلة الجديدة ونمد الأيدي للتعاون في سبيل جعل الاستقرار الوطني، حاجةً لبنانيةً عامة،لبسط سلطة الدولة والقانون وحماية النظام العام.وبهذه الروح، وضعنا لبنان على خارطة المصالحات العربية، وليس سراً على أحد، أنني شخصياً، شريك في رسم وإعداد هذه الخارطة،وأن زيارتي إلى دمشق كانت جزءاً من نافذةٍ كبرى، فتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأعطت نتائجها في أكثر من ساحة عربية.وإنني بكل صراحة وصدق ومسؤولية، أمينٌ على إبقاء هذه النافذة مفتوحة، والشروع في بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا، من دولةٍ سيدةٍ حرةٍ مستقلة،إلى دولةٍ سيدةٍ حرةٍ مستقلة.مصلحة لبنان في الاستقرار هي مصلحة مؤكدة، ومصلحة لبنان في التضامن العربي هي مصلحة استراتيجية.لبنان أكبر متضرر من الانخراط في لعبة المحاور والمصالحة العربية فرصة للبنان لا يجوز أن تضيع، ولا يصح أن نغيب عنها، مهما كانت الأسباب والاعتبارات. أصارحكم القول في هذا اليوم. لأن أيّ شكل من أشكال التكاذب أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو جريمة جديدة بحقِّ الشهيد وكل الشهداء. لقد خطونا خطوة تاريخية، رأى البعض أن خسائرها الشخصية علينا كانت كبيرة. لكن المهم، أن نسأل، عن فوائد هذه الخطوة على الإستقرار في لبنان، وعلى مصير العلاقات العربية" .

وختم: "قبل عامين رفعت الصوت أمامكم هنا: لبنان أولاً، لبنان أولاً. واليوم أرفع الصوت مجدّدا للبنان أولاً. الاستقرار في مصلحة لبنان أولاً، والمصالحة العربية في مصلحة لبنان أولاً، والتضامن في مواجهة التهديدات الاسرائيلية في مصلحة لبنان أولاً، وتعطيل أسباب الفتنة الداخلية في مصلحة لبنان أولاً. لن تكون هناك أيّ فرصة للبيع والشراء على حساب الكرامة الوطنية، أو على حساب نظامنا الديمقراطي أو على حساب المحكمة الدولية أو على حساب الطائف أو على حساب المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسيبقى لبنان أولاً، شعارنا لكلِ المراحل، وعنواناً للقرار الوطني الحر المستقل" .

 

لوموند الفرنسية تتهم "حزب الله"باغتيال رفيق الحريري...       

14 Feb. 2010   

موقع 14 آذار

بمناسبة حلول الذكرى السنوية الخامسة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، نشرت صحيفة "لوموند"الفرنسية تقريرا لمراسلتها في لاهاي ستيفاني موباس،يتمحور حول عمل المحكمة الخاصة بلبنان. لفت التقرير الى ان المحكمة التي لا وجود فيها لمتهمين أو فارين ،تشهد تقدما بطيئا في تحقيقات المدعي العام دانيال بلمار ،في مناخ سياسي وقضائي،مليء بالعقبات.

وعن طبيعة هذا التقدم ،أشارت لوموند إلى أن عملية إماطة اللثام عن كل ما يتصل بشبكة الهواتف الخليوية ومستعمليها في تنفيذ جريمة الإغتيال ،قد أُنجزت.

وتفيد الصحيفة بالإستناد الى مصادرها بأن هذه العملية ،تقود الى مسؤولين في "حزب الله"،لافتة الى أن هذه النتيجة سبق ونشرتها صحيفة "دير شبيغل"الألمانية في أيار 2009،وسط تساؤلات مستمرة عن "العميل المزدوج"الذي يقف وراء هذا التسريب،في إشارة ضمنية الى اعتقاد كاتبة المقالة أن مصدرا في المحكمة قد يكون وراء مقال ديرشبيغل.

وتنسب كاتبة مقال "لوموند"إلى مصادر عدة أن ما نشرته "دير شبيغل"هو صحيح،ولكن هذه المصادر ترفض تبرئة سوريا من الجريمة.

وتنقل "لوموند"عن مصدر تقول إنه من داخل التحقيق" أنه في حال اعتبرنا أن حزب الله متورط،فيمكننا الجزم بأنه لم يقم بذلك من دون موافقة سوريا،ومن دون مساعدة محتملة من إيران ." وتنسب كاتبة المقال أيضا الى محقق آخر كلاما وفيه أنه حتى ولو أن التحليل يستند الى معطيات ملموسة،فإنه لا يكفي لتقديم ملف قضائي.

ويقول هذا المحقق ل"لوموند"الفرنسية :"من المستحيل إختراق مجموعات او تنظيمات بأهمية تلك التي ارتكبت جريمة الإغتيال ،ومن الصعب العمل في بلد توجد فيه مناطق خارجة عن سيطرة الدولة." ويختصر المحقق معوقات عمل المحكمة كالآتي:مجموعات يستحيل اختراقها ،وشهود يختفون،ومسرح جريمة عبثت به الجرافات في يوم ارتكاب العملية،ومناخ سياسي غير مؤات. وتنقل "لوموند"في مقالها ما يشبه استياء وزارة الخارجية الفرنسية من سلوكيات دانيال بلمار. وهي،إذ تنسب الى مصدر في "كي دورسيه" أن تحفظ المدعي العام الدولي يزعج الدبلوماسيين الذين لا تنجح الأفخاخ التي ينصبونها له في دفعه الى الكلام،تنقل عن محقق في المحكمة قوله" أن بلمار شخصية مدّعية جدا في علاقاتها مع الآخرين ،وتحديدا مع السلطات الوطنية والأجهزة الخارجية،وتاليا فهو غير محبوب,يشعر نفسه خارق القوة ولكنه لا يفقه جيدا دقة الملف.يريد ضبط أساليب التحقيق التقليدية الكندية على تحقيق سياسي في أرض لا يتحكم بها ولا يفهمهما."

  

البطريرك صفير التقى الكاردينال انطونيللي وتابع في عظته الحديث عن سيرة السيد المسيح وتعاليمه واعماله

وطنية - 14/2/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري وامين السر العام للبطريركية المارونية الخوري ريشار ابي صالح، وخدمت القداس جوقة اكليريكية غزير المارونية بقيادة الطالب جوهر طانيوس، وحضره القنصل ايلي نصار وحشد من المؤمنين.

العظة بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة تابع فيها الحديث عن سيرة السيد المسيح على الارض وتعاليمه، فتطرق الى مسيرته على طريق قيصرية فيليبوس والى موضوع التجلي وما فيهما من تعاليم وعجائب وخوارق "مما يدل على انه سيد الكون وهو من قال: ان لم تؤمنوا من اجل الاقوال، آمنوا من اجل الاعمال". وفي ما يلي نص العظة:

على طريق قيصرية فيليبس على الطريق، لم يرفض السيد تخليص امرأة سورية مسكونة، أو شفاء أعمى؛ غير أن أمّ المسكونة، لأنها كانت وثنية، عنّفت أولا غير أن الأصم الأخرس، وضع له السيد أصابعه في أذنيه وبصاقا منه على لسانه، وفعل هكذا مع أعمى من بيت حسدا ( وهو الذي يسرد الانجيل كلامه المثير للعجب والذي يردّد أيضا نغمة الدهشة:" اني أرى رجالا يمشون وهم أشبه بأشجار"). كان المعلّم، دونما شكّ، يريد أن يعلّم تلاميذه خير الأشارات ليوقظ انتباه المرضى ورجاءهم وفي كل مرّة، كان يأمر الذي أتى في جانبه الأعجوبة بأن لا يخبر أحدا لكيلا يواجه اليهود جزافا. وكانت تسكنه طمأنينة سرّية؛ وكان له هدف لا يعرفه سواه ومشى مجدّدا الى الشمال، وجرّ الأثني عشر الى هذه الأرض الوثنية، على تخوم اسرائيل حيث كان اسمه مجهولا ولما لم تكن الساعة بعد قد أتت ليعلن مملكة اسرائيل للوثنيين، كان ابن الانسان يتهرب من كل ظرف لكيلا يظهر. ومرّوا بالقرب من أحد ينابيع الأردن، وكان للأله بان معبده وكانت قيصرية فيليبس قريبة واجتاز يسوع الناصري سهلا مليئا بالخضرة والماء حيث تتنفس حوريات البحر وكا ن بان الكبير يهوّم عليه النعاس تحت الورق، واقتراب الله الذي سيطرده الى خارج هذا العالم، لا يوقظه. على مقربة من قيصرية، عزم يسوع أخيرا على أن يسأل الأثني عشر سؤالا كان يتأمّل فيه، منذ أن أخذوا طريق صيدا وصور وقد قام بهذه السفرة لكي يخضعهم لهذه التجربة، بعيدا عن كفرناحوم، في أرض الوثنيين. وذات مساء، دونما شكّ، وكان لا يزال بعيدا عن المدينة، تجرّأ على سؤالهم:" من تقول الناس أني هو؟" فقال بعضهم انك يوحنا المعمدان ، وسواهم أيليا،أو أحد الأنبياء وأنتم من تقولون أني هو؟ وتردّد الأحد عشر دقيقة . غير أن بطرس كان قد هتف: أنت المسيح. وكانت هذه الصرخة كافية لكي، على جانب أحد الطرق، غير بعيد عن معبد بان، تخرج الكنيسة الكاثوليكية من الأرض وترتفع على مقدار ما كان ابن الانسان يتلفّظ بالكلمات: طوبى لك، يا سمعان ابن يونا، لأنه لا اللحم والدم أظهر لك ذلك، بل أبي الذي في السماوات وأنا أقول لك، أنت بطرس الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات وكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات، وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولا أيضا في السماوات. هذه النبؤة التي كان قد تراجع أمامها حتى الآن، لقد أتت الساعة التي يجازف في اعلانها ذلك أن هؤلاء الناس القليلي الأيمان كانوا يؤمنون بأنه هو المسيح، وكان يرفع أمام أعينهم هذا الصليب المجهول الذي لم يكونوا يعرفون أنهم يسيرون اليه وابتدأ الرب يكلّمهم بتؤدة، ولا يتقدّم الا خطوة خطوة؛ وقلق نظراتهم، المتعلّقة بفمه، كان يتنامى مع كل كلمة؛ ما تراه كان يقول؟ انه سيذهب مرّة أخيرة الى أورشليم. وسيعذّبه الشيوخ، والكتبة، والأحبار وسيميتونه ولكنه سيقوم.ما هذا الجنون؟ وصمت، وما من أحد جرؤ على خرق الصمت وكان هو، وقد كاد ينقطع نفسه، يقرأ في كل من هذه القلوب، وينظر اليهم يدورون مع كل ريح يهوذا وحده فهم، أو ظنّ أنه فهم وأن يكون المعلّم قديرا على قراءة المستقبل، ما من شكّ في هذا وكان ما يبدو للأحد عشر الآخرين غير معقول، كان يسلّم به من أول لحظة وكان نجّار الناصرة يعلم ما كان رجل اسخريوط لا يشكّ به منذ ان قيلت الكلمات التي لا معنى لها عن اللحم-الطعام، والدماء-الشراب ان يسوع سيسحق؛ وستكون الكلمة الأخيرة للكهنة؛ وهذا ما لم يشكّ به يهوذا؛ لكن أي حظ لأن يتأكّد من ذلك. في أورشليم يجب التكلّم مع العدو وكلمات يسوع المسكين الأخيرة المتعلّقة بقيامته كانت تؤكّد حكم الناس العاقلين وحتى حكم العائلة: لقد كان " قفد صوابه" وما من أحد مجبر على البقاء وفيّا لمجنون. وهكذا كان يفكّر يوضاس، فيما كان القطيع الصغير يتقدّم، محني الرأس، نحو قيصارية وفجأة، أحسنهم جميعا، ذاك الذي اعترف بيسوع، انفصل ، وأخذ المعلّم على حدة،( ربما كان مفوّضا من أخوانه) وقال بصوت منخفض بلهجة التوبيخ: لا سمح الله، يا رب! لا يا سيّد هذا لن يحدث لك ونجد أيضا في بارناس ( وهذا الاسم مشتق من بان) حيث كانت قيصرية فيليبس، عشبا كثيفا يلامس أغصان الزيتون الواطئة وهذا الصليب المنصوب لأول مرّة في هذه البقعة السعيدة أخاف بطرس، وهو يحمل أيضا في الشرق ملايين الناس الذين بالنسبة اليهم لا يعقل أن الها يتألّم ويصلب. والاسلام ولد من هذا الشكّ والصفا احتجّ بدافع من المحبة:" لا ! لا! هذا لن يحدث لك" وكما لو أنه قال:"لا ياصديقي الحبيب، لا أريد أن تموت!" غير أن ابن الله لم يفهم أولا أن ساميين مساكين كانوا بطيئ الفهم، وهذا ما لا يتذوّقه بعد تسعة عشر قرنا أناس من جنسهم المسيح مذلّل، مهان، مغلوب على أمره؟ لا ان هذا لا يمكن أن يكون! ويسوع قد غضب لهذا الرفض. ابتعد عني يا شيطان انك لي سبب عثار لأنك لا تفهم شؤون الله ، ولأنه ليس لك سوى أفكاربشرية. ولكن بطرس أية أفكار كان بامكانه أن يكون له؟ ولم يكن الها كيسوع، اذا كان يسوع انسانا مثله. وفيما تراجع الرسول، وهو محني الرأس، كان رجل اسخريوط يفكّر" لقد بدأ المعلّم أن يكون عنيفا ، وهو لم يعد يسيطر على نفسه." اذذاك فقط هدأ يسوع وعزم على رعاية جانب الأثني عشر؛ وكان يجب الكثير من الوقت لتثقيفهم في هذا السرّ. وهم لن يفهموه الاّ بعد أن يكونوا لمسوا قدميه ويديه المثقوبتين، وجنبه المفتوح وأصبح يسوع خحولا فجأة فهو لا يجرؤ على تسمية الشيء لهم، الموضوع،العلامة، هذا الصليب العائد للعبيد، في شكل تاء الفرنسية، الذي سيعبد الى أبد الآبدين ولأنه قد اكتفي بالتلميح لكي يثور غضب بطرس، على هذه الطريق، على مشارف الجليل لجأ المعلّم الى حيلة الهية هذه الشجرة التي لم يكن يجرؤ على عرضها بوضوح على نظر التلاميذ، فهو قد أراهم منها ظلّها الوارف الذي يغطّي كل سحابة حياة رجل وعلى مسافة خطوتين من المعبد المكرّس لمعنّزي الرجلين، عزم يسوع على أن يحدّثهم عن "الصليب" اذا أراد أحد أن يكون لي تلميذا ، فليكفر بنفسه ويحمل صليبه، ويتبعني. وليس هذا افتراضا، بل حقيقة كان من شأنها أن تضع رجلا متوازنا ومعقولا كيهوذا في طمأنينة عميقة أجل ان معلّمه كان مجنونا.ولكن على الآخرين أن يتبيّنوا شعاع طمأنينة لقد فهموا على الأقل، انه ليس عليهم أن يفهموا، وانه يكفيهم أن يغمضوا أعينهم ان يلقوا بنفوسهم وسط هذا الجنون. وبما ذا يجازفون مادام ابن الانسان سيأتي في مجده، وسيحاسب كلا من الناس بحسب أعماله؟ ومع ذلك أضاف يسوع: ماذا يفيد الانسانا ان ربح العالم كله، وخسر نفسه؟ وربما كان يسوع، في ذلك الوقت، ينظر الى الأسخريوطي الذي كان يحلم " بعد ان يكون قد ربح العالم كله، سيكون هناك وقت ليخلّص الانسان نفسه وبعد، ما هي النفس؟ " وذكر يهوذا المزمور:" لقد لامست نفسي الواهية سكنى الأموات.وفقد تركت بين الأموات، كضحايا السيف الذين يهجعون في القبور التي لا ترى منها ذكرها" وماذا يفيدنا أن نكون قد ربحنا نفسنا التي ليست سوى لهاث، قليل من الهواء؟ ( هذا هو رأي الصدوقيين ) ماذا يفيد الانسان أن ربح نفسه وخسر العالم؟.

التجلّي هكذا كان يفكّر يهوذا لقد شعر الرب، حتى لدى الآخرين ، بمقاومة أخيرة وبين كل تلاميذه، قد اختار اثني عشر ، وكان عددهم كثيرا. وبعد ستة أيام من تفكير، عزم على أخذ ثلاثة من بين الأثني عشر غير أنه أجبر هؤلاء على الأيمان، وأجبرهم على الاعتراف بالقوّة، بمجرد منظره، أنه ابن الله المبارك وسيرون مسبقا ابن الانسان آتيا بمجد ملكوته، لكي يستذكروا في ساعة الظلمة هذه الساعة ولكيلا يخوروا. وكان الرب قد أخذ خياره مسبقا الصفا اولا؛ وبعد ئذ يوحنا لأنه يحبّه، ولم يكن يساوره بشأنه أدنى شكّ، ولا أدنى فتور. ويعقوب، لأنه أخو يوحنا، وهو يتبعه الى كل مكان. واذا بابن الله، في ذلك اليوم، سيتجلّى في نظر أصدقائه الثلاثة، لكي يتمكّن يوما التلميذ المختار من أن يكتب" ان ما رأته أعيننا، وما لمسته أيدينا، وما سمعته آذاننا بشأن كلمة الحياة". وصعد بهم اذن الى جبل وربما كان ذلك تابور وفقا لتقليد يرقى الى القديس كيريللس الأورشليمي، وهو غير بعيد عن الناصرة و في زمن حياته الخفيّة، غالبا ما كان ينفرد بنفسه في ذاك المكان، ليكون لوحده مع الآب وكانت هناك قرية تشغل قمته ولكنه اكتشف دون عناء مكانا قفرا ولو كان ذلك في النهار، فقد جعلت الشمس بوجهها السماء مظلمة، وثلج ثيابه جعل باقي العالم ظلاما وكان هناك يهودي فقير يلبس وشاحا من صوف خشن يلتمع وهذا النور وهو عينه الذي نعرفه دائما من خلال حكايات الذين رأوه، من بولس طرطوس، الى برناديت سوبيرو النور الذي كانت تتأمّله عينا طوبيا السيخ العمياءان أيها الأخوة والأبناء الأعزاء، ان سيرة حياة يسوع المسيح تدلّ على أنه سيدّ الكون، فهو يأتي من العجائب والخوارق ما لم يقدر عليه سواه.لذلك قال "ان لم تؤمنوا من أجل الأقوال آمنوا من أجل الأعمال". وقال أيضا:" وان عملت، فان لم تريدوا أن تؤمنوا بي، فآمنوا بالأعمال لتعلموا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأني في الآب" ( يو 10: 37- 38).

استقبالات وبعد القداس، استقبل البطريرك صفير في الصالون الكبير للصرح المؤمنين المشاركين في القداس واستمع الى شكاويهم. وظهرا، التقى رئيس مجمع العائلة في حاضرة الفاتيكان الكاردينال انطونيللي وراعي ابرشية جونيه المارونية المطران انطوان نبيل العنداري.

وقبل ان يستضيفهما البطريرك الى مائدة الصرح، جال الكادرينال انطونيللي في ارجاء الكرسي البطريركي يحوطه المطران العنداري، امين سر البطريرك الخوري مييشال عويط، القيم البطريركي الخوري جوزف البواري، مستطلعا ومستمعا الى شروحات ومعلومات تاريخ هذا الصرح الوطني الكبير ودوره في الحفاظ على الكيان اللبناني وعلى دور المسيحيين فيه وفي الشرق، كما اطلع على صور البطاركة الذين تعاقبوا على سدة هذا الكرسي من يوحنا مارون الى البطريرك صفير .

 

مضادات الجيش تتصدى للطائرات الاسرائيلية

نهارنت/تصدّت مضادات الجيش اللبناني لطائرات حربية إسرائيلية، كانت خرقت الأجواء اللبنانية عند العاشرة صباح الاحد، على مستوى متوسط، وحلقت بشكل مكثف فوق مناطق العرقوب، حاصبيا، راشيا، البقاع الغربي وإقليم التفاح. وأشارت "الوكالة الوطنية للاعلام" إلى أنه "شوهدت حركة لافتة للدوريات المؤللة الإسرائيلية في محاذاة السياج الشائك الحدودي ما بين مستعمرة المطلة غرباً ومزارع شبعا شرقاً مروراً ببلدة الغجر السورية المحتلة".

 

واشنطن"تعوّل" على دور عربي في معالجة "النووي الإيراني"

كلينتون في قطر والسعودية لبحث ملف إيران والسلام بالمنطقة  

  دبي- العربية

تسعى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى الاستعانة بالضغوط الدبلوماسية العربية على ايران للحد من طموحاتها النووية خلال جولة خليجية تبدأ اليوم الأحد 14-2-2010.

وقال مسؤولون أمريكيون ان كلينتون التي ستزور قطر والسعودية تعوّل على دور عربي في الملف الإيراني وتأمل ايضا بكسب تأييد عربي اكبر لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتتزامن زيارة كلينتون مع تكثيف الجهود الدبلوماسية الامريكية في الخليج التي تتمثل بزيارات لكبار الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين الأمريكيين على اعلى مستوى الى المنطقة.

وقال مسؤولون امريكيون ان هذه الزيارات خلال الشهر الجاري شملت دبلوماسيين كبارا بينهم جيمس ستاينبرغ وجاكوب ليو ووليام بيرنز.

وسيزور المسؤولان العسكريان الكبيران مايك مولن وديفيد بترايوس الخليج خلال الاسبوع الجاري.

وتقود الولايات المتحدة حملة لجعل مجلس الامن الدولي يفرض جولة رابعة من العقوبات على ايران التي تقول ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء ومن ثم تستطيع تصدير مزيد من نفطها وغازها الثمينين. ومن المقرر ان تلتقي كلينتون مع الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس وزراء قطر يوم الاحد ومع الملك عبد الله عاهل السعودية يوم الاثنين.

ومحور زيارة كلينتون كلمة تلقيها يوم الاحد امام منتدى العالم الاسلامي -الامريكي وهو اجتماع تستضيفه الحكومة القطرية ومركز سابان لسياسة الشرق الاوسط بمعهد بروكنجز الذي يتخذ من واشنطن مقرا له. واخفق حتى الآن عام من الجهود الدبلوماسية الامريكية في استئناف المحادثات الرامية الى انهاء الصراع الذي بدأ قبل 60 عاما من خلال معاهدة سلام تؤدي الى قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبعد الفشل في اقناع اسرائيل بالقيام بتجميد كامل للمستوطنات او جعل الدول العربية تتخذ خطوات لبناء الثقة مثل اعادة فتح المكاتب التجارية الاسرائيلية كخطوة اولى في اتجاه المفاوضات تريد واشنطن الان ببساطة جعل المحادثات تبدأ.

 

 في ثاني يوم لأكبر حملة عسكرية ضد طالبان منذ 2001

القادة العسكريون "مرتاحون" لنتائج "مشترك" في أفغانستان

أ ف ب

عبر المسؤولون العسكريون في حلف شمال الاطلسي الاحد 14-2-2010 عن ارتياحهم في اليوم الثاني من الهجوم على "مارجه" أحد معاقل حركة طالبان في جنوب أفغانستان اذ يبدو ان المتمردين لا يبدون سوى مقاومة قليلة مستخدمين الالغام وعمليات القنص.

ولم تتجاوز خسائر القوات الدولية الجنديين احدهما بريطاني والثاني أمريكي. اما الجيش الافغاني الذي يشارك في العملية فقال ان عشرين من عناصر طالبان قتلوا.

ويشن العملية 15 الف جندي معظمهم من الأمريكيين يليهم البريطانيون تحت راية القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي، وتعتبر هذا العملية هي الأكبر من نوعها منذ سقوط حكومة طالبان في عام 2001.

وكان حلف شمال الاطلسي اعلن السبت مقتل 5 عسكريين بينهم ثلاثة أمريكيين في الجنوب الأفغاني لكنه لم يوضح ما إذا كان البريطاني والآخرون قتلوا في اطار العملية الجارية.

وبعد 24 ساعة من بدء عملية "مشترك"، قال الجنرال غوردن ميسنجر الناطق باسم الجيش البريطاني في لندن ان المسؤولين العسكريين في الحلف والجنرالات البريطانيون "مرتاحون جدا"، وأكد ان الشعور ذاته عبر عنه المسؤولون العسكريون الأمريكيون.

واضاف الجنرال البريطاني "جرت مواجهات متفرقة... لكن طالبان لم يتمكنوا من تنظيم مقاومة متماسكة"، مشيرا الى "مقتل عدد قليل من المتمردين".

واكد الجنرال ميسنجر أن القوات الدولية "ضمنت أمن اهداف استراتيجية ولم تواجه سوى حدا أدنى من المعارضة".

وفي محيط "مرجاه" رأى الجنرال الأمريكي لاري نيكولسون ان الساعات الـ24 الاولى للهجوم "جيدة".

وأضاف "تعرضنا لاطلاق نار من قناصة" بينما قامت آليات نزع الالغام "بتفجير عدد كبير من العبوات الناسفة"، موضحا ان ذلك يبطىء من تقدم رجاله.

وقتل الجندي البريطاني السبت في انفجار احدى هذه العبوات في بلدة مجاورة لمرجه حسب لندن بينما مقتل الامريكي بالرصاص في مرجه، حسبما اكد نيكولسون.

وقالت كابول والقوات الدولية ان الهجوم هو مرحلة اولى من عملية واسعة تهدف الى بسط سلطة الحكومة على ولاية هلمند احد المعاقل الرئيسية لحركة طالبان و"خزان" الافيون الذي يشكل مصدرا مهما لتمويل طالبان.

وفي واشنطن قال البيت الابيض انه يتم اطلاع الرئيس الأمريكي باراك اوباما عل مجريات الهجوم الذي يجري في جنوب افغانستان منذ ليل الجمعة السبت. وسيعقد اجتماع صباح اليوم الاحد في هذا الشأن.

وبدأت العملية بعيد منتصف ليل الجمعة السبت بانزال عناصر من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) وجنود افغان بواسطة 60 مروحية في بلدة مرجه، في حين تقدم القسم الاخر من الجنود من المنطقة المحاذية التي سيطروا عليها قبل ايام.

وستتركز العملية على مدينة مارجه ومحيطها حيث يقدر عدد السكان ب125 الف نسمة. وقالت السلطات المحلية ان آلاف السكان فروا قبل الهجوم.

وطلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي مجددا السبت من حركة طالبان في افغانستان القاء السلاح، محذرا في الوقت نفسه من خسائر بشرية وداعيا مقاتلي طالبان الى "الاستفادة من هذه الفرصة (الهجوم) لنبذ العنف والعودة للحياة المدنية الى جانب مواطنيهم الافغان لما فيه مصلحة البلاد".

وكان المتحدث باسم حركة طالبان يوسف احمدي توعد مؤخرا بمقاومة شرسة تعتمد على التكتيكات الاعتيادية للحركة باستخدام عبوات ناسفة يدوية الصنع و عبوات مزروعة على حافة الطريق ونصب كمائن. ومنذ مطلع 2010، قتل 69 جنديا اجنبيا. وشهدت 2009 سقوط أكبر عدد من القتلى بين الجنود الاجانب خلال اعوام الحرب الثمانية، إذ بلغ عددهم 520 قتيلا.

 

لا سيادة بلا سياديين

الأحد, 14 فبراير 2010

الحياة

الياس حرفوش

من الصعب استحضار ذكرى 14 شباط

 مع كل ما حملته من تغييرات في لبنان، من دون استحضار الشعارات التي ارتفعت كرد فعل على الجريمة التي ارتُكبت في ذلك اليوم الحزين.

والذين ينزلون اليوم الى قلب بيروت، الى الساحة التي بات اسمها هي ايضاً شعاراً (ساحة الحرية)، ليستعيدوا شعارات «الحرية والسيادة والاستقلال»، ورفض اي سلاح خارج سلاح الشرعية، لا بد من أنهم يستعيدون كذلك التطورات التي حفلت بها السنوات الخمس الماضية، ويشعرون من دون شك ببعد المسافة بين شعارات ذلك النهار وما نحن وهُم عليه اليوم.

وأين نحن اليوم؟ سعد الحريري نجل رفيق الحريري هو الآن رئيس حكومة لبنان، العائد من لقاء الرئيس السوري بشار الاسد. الضباط الاربعة الذين رُفعت صورهم والاتهامات هم الآن خارج السجن والاتهام، بعد «اخلاء سبيلهم». «تيار المستقبل» وحلفاؤه يجلسون الى جانب خصوم الامس على طاولة حكومة الوحدة الوطنية، بعدما عجزوا عن ترجمة بياناتهم الانتخابية في بيان وزاري يعكس رأي الاكثرية الشعبية التي صوّتت لهم.

انجبت الحشود التي انهمرت الى الساحات بعد شهر على اغتيال الرئيس رفيق الحريري ما ارادت أن تطلق عليها «ثورة الارز». حملت راياتها ورفعت هتافاتها، ثم اطلقت حراكاً سياسياً وطنياً ضم قيادات من معظم الطوائف. وكان مؤملاً من 14 آذار أن تؤسس للاستقلال الثاني، كي ينهض على انقاض التحرر من الوصاية الخارجية، مثلما نهض الاستقلال الاول على الانقاض ذاتها.

وفي بلد لم يبلغ فيه تعريف معنى الاستقلال درجة الالتفاف الوطني الشامل من حوله، كان من الطبيعي أن يأخذ الخلاف على هذا المعنى في طريقه شعار السيادة ايضاً، ذلك الشعار الذي بدا جذاباً عام 2005 مع نهاية الاحتلالات والوصايات. غير ان تطورات هذه السنوات الخمس لم تُجهض فكرة الاستقلال وحدها، بل طرحت ايضاً اسئلة صعبة حول مفهوم السيادة الوطنية، عندما تبلغ ارتباطات الاحزاب والسياسيين بالخارج درجة كبيرة من الالتزام، تصل في معظم الاحيان الى حد الوصاية.

وكان طبيعياً ان يصاب مفهوم السيادة في الصميم بفعل هذا الولاء للخارج من قبل معظم اهل السياسة. فإعادة اللحمة الوطنية، بعد التصدع الذي اصابها كنتيجة لاغتيال الحريري، اقتضت تقديم التنازلات على حساب هذا المفهوم، وهو ما يجعل شعار السيادة والاستقلال يبدو باهتاً اليوم مقارنة بما كان عليه بالأمس، في فترة الحلم الوردي الجميل.

لهذا بدا هبوط رئيس الحكومة سعد الحريري من سلّم شعارات 14 آذار الى محطة الواقع الحالي، في حديثه التلفزيوني عشية الذكرى، وكأنه محاولة لإيقاظ الحشود، التي ما زالت حناجرها متعلقة بشعارات الامس، من حالة الحلم التي اصابتها الى حالة الحكم، الذي لا يستقيم الا بالتعامل مع مقتضيات الحالة الراهنة وما تفرضه «حقائق التاريخ والجغرافيا»، حسب تعبير الحريري، تلك الحقائق التي بدا وكأن جميع من احتشدوا في «ساحة الحرية» في المناسبات الماضية التي جرت فيها الاحتفالات بذكرى استشهاد الحريري كانوا غافلين عنها.

ليس هذا فقط، بل ان سعد الحريري بدا في حديثه وكأنه يدعو الى حالة طلاق مع السياسة والانتباه لشؤون الناس، الذين لا يشبعون من «سندويش سياسة» على حد وصفه. حالة الطلاق هذه بين السياسة والاقتصاد هي التي أرهقت رفيق الحريري الذي كان مطلوباً منه ذات يوم، هو ايضاً، أن يتفرغ للشأن المعيشي والاقتصادي، وان «يترك السياسة لأهلها». وهناك من يقول ان عدم تفرّغ الحريري الأب لذلك الشأن كلّفه غالياً.

اذا كان من درس يمكن استنهاضه من ركام شعارات 14 آذار فهو ان تحقيق السيادة في أي بلد يحتاج الى سياديين. ليس واحداً او اثنين، بل يحتاج الى قناعة شبه شاملة بأولوية تحصين البلد في وجه مصالح الخارج واهوائه، وهي موجودة في المحيط المجاور لأي بلد. من دون هذا التحصين تظل السيادة شعاراً ومثلها الاستقلال، ذلك الشعار الثاني الذي ما فتئ اللبنانيون يبحثون عنه منذ «استقلالهم». من غير ذلك تبقى مناسبة 14 شباط ذكرى اليمة، لكنها لا تنتج انطلاقة وطنية كما كان مؤملاً منها، والسبب أنها اضطرت، عند المفترق الاول، ان تخضع امام واقع الارتباط الخارجي لفريق اساسي من فرقاء المكوّن الوطني.

 

على العونيين الاعتراف ان لحود كان على حق وانتصر على عون

هل ينتصر عون على سليمان وتؤجل «البلديات»؟

الديار/فادي عيد

لفت المراقبين المشهد المغري والمعبّر عن انتصار الرئيس السابق اميل لحود في استراتيجيته ‏السياسية بحيث اصبح رفيقه اللدود العماد ميشال عون في خطه السياسي بالكامل وذلك من ‏دون ان يتغير هو او تتغير سوريا او يتغير اي شيء في لبنان يستدعي هذا الانقلاب العوني على ‏الذات.‏

في المحصلة وفي عرض بسيط لمجريات التطورات منذ العام 2005 حتى اليوم، لاحظ المراقبون ما يلي:‏

‏1- الرئيس لحود عاند في موقفه وثبت عليه ولم يتراجع قيد انملة سواءكان هذا الموقف صحيحاً ‏ام خطأ.

فهو استلم الجيش من العماد عون بعد لجوء الاخير الى السفارة الفرنسية في العام ‏‏1990، واعاد بناءه وخلطه بين الطوائف بعدما كان قد تحول مع عون الى ميليشيا خاصة به، ‏وعمل على ازاحة كل اخصامه من عتات الموارنة فكان النفي لعون (رفيق السلاح سابقاً) ‏والاعتقال لسمير جعجع وللقوات اللبنانية كذلك، وبعد حين ونتيجة قربه من سوريا، كانت له ‏رئاسة الجمهورية حتى على حساب موقع النائب سليمان فرنجية الذي لم يحتفظ الا بوزارة الصحة ‏نتيجة وفاء سوريا مع حلفائها، لكنه عزل كذلك عن مراكز ادارية بارزة في الدولة.‏

الا ان العلاقة بين عون ولحود كانت من النوع السيىء لدرجة مزجت بين الشخصي وبين السياسي، ‏اي قرب لحود من سوريا لدرجة الامحاء امام القرار السوري، وندّية عون لسوريا في تلك ‏الفترة...

وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وانتخابات العام 2005 تعرّض لحود للحصار حتى ‏من قبل عون الذي تحالف يومها مع حلفاء لحود، لكنه ما انفك يقاطع قصر بعبدا، لكن ‏انتظار لحود لم يكن من دون جدوى، انما حصد زرعه بواسطة الرئيس الاسد الذي نقله مع عون ‏وعلى الطائرة نفسها الى سوريا منذ ايام.‏

لا يستطيع عون بعد ذلك، تابع المراقبون، الان ينحني امام قراءة لحود السياسية، لان الاخير ‏كان ضد حرب التحرير وضد استعمال الجيش كما استعمله عون، وكان ضد معاداة سوريا، وهذا ‏كله اليوم ما صار عليه عون، مع حجة غير مقنعة ان الجيش السوري قد خرج، لان حلفاء سوريا ‏لم يتغيّروا ولم يغيّروا، وكل ما تغير ان سنين طويلة جعلت المسيحيين خارج المعادلة السياسية ‏والادارية للدولة، وجعلت اتفاق الطائف يطبق بحسب النظم السورية بسبب رفض عون له ‏وعودته للعمل تحت مظلته ودستوره من جديد، ولكن بعدما دمّر الهيكل على رؤوس الجميع، ورب ‏سائل ماذا كان ليخسر عون لو سار باتفاق الطائف منذ لحظة توقيعه؟ لذلك لا يمكن للعونيين ‏الا ان يقولوا بعد تموضعهم الجديد ان لحود كان على حق.‏

‏2- ان ما حصل في عيد مار مارون في سوريا يؤكد بما لا يقبل الجدل ان سوريا تمسك بثلاث ‏شخصيات مارونية وبقوة وتستطيع ان تتحكم بقرارهم وتؤثر فيه، واذا كانت هذه الزيارة ‏قد سبقتها زيارة الوزير جبران باسيل برفقة ميشال سماحة عشية موافقة عون على تشكيل ‏الحكومة، فان عودة عون من سوريا دفعته باتجاه رفض علني للانتخابات البلدية واستمرار ‏المجالس البلدية المنتخبة منذ زمنهم في موقعها.‏

والمواجهة المقبلة ربما تكون بين العماد الحالي للجمهورية ميشال سليمان وميشال عون وفقا ‏لاصرار الاول على عدم المساس بالمواعيد الدستورية، واصرار الثاني على تأجيل الانتخابات ‏والتماهي مع حلفائه الجدد سواء لتراجع شعبيته او لاسباب اخرى تجعله يقول لرئيس الجمهورية ‏ما يأتي : «اذا كنت لا اريد بلديات ولو تحت عنوان لا انتخابات قبل الاصلاحات، فالبلديات ‏لن تحصل، وانا من يقرر».‏

من سينتصر في مواجهة من يحكم القرار في بعبدا؟

الاربعاء المقبل لناظره قريب.‏

 

آلاف المعاملات لبيان اختيار الجنسية نامت في اكياس الخيش وادراج الخارجية والداخلية :‏

ابي نصر: ربع مليون شخص منحوا الجنسية خلافاً للدستور ولم يعترض 64 نائباً مسيحياً بينهم ‏‏34 مارونياً‏

بارود بدأ بتنفيذ المعاملات في مطلع 2009 وقد مضى على ورودها 60 عاماً

الديار/ اسكندر شاهين

تبدي الاوساط المسيحية بمجملها قلقها من مرسوم التجنيس كونه جاء خلافاً للدستور.

وتؤكد ‏هذه الاوساط ان وراء الاكمة ما وراءها، لا سيما ان ما حصل في العراق من تهجير للمسيحيين ‏وما يجري في مصر من احداث امنية تستهدف الاقباط بتساهل او تباطؤ من بعض المسؤولين ‏المصريين، وتهجير المسيحيين من الاراضي المقدسة على يد العدو الاسرائيلي، فجميع هذه المعطيات ‏تشير الى ان ثمة مؤامرة لتفريغ المنطقة من المسيحيين، لارساء مفهوم صدام الحضارات مكان ‏حوارها، وان اسرائيل واللوبي الصهيوني يسعيان لخلق دويلات طائفية متناحرة اثر اعلان ‏يهودية دولة اسرائيل، مما يجعل من ضرب التوازن الديموغرافي على الساحة المحلية واثارة ‏النعرات ضرورة لتمرير المخطط الصهيوني المشبوه، فما هي حكاية مرسوم التجنيس الذي ما ‏يزال مكان اخذ ورد على الرقعة الداخلية، خصوصاً ان المرسوم المذكور منح الجنسية الى 51 ‏الف مسيحي مقابل 151 الف مسلم؟‏

النائب نعمة الله ابي نصر الذي حمل على ظهره قضية التجنيس منذ ان كان امينا عاما ‏للرابطة المارونية يقول: ان التلاعب المتعمد بديموغرافية البلد على حساب المسيحيين لمصلحة ‏بقية الطوائف، برز من خلال مرسوم التجنيس والاهمال المتعمد بعدم تسجيل معاملات اختيار ‏الجنسية الواردة من المغتربين قبل العام 1958، خلافاً لما نص عليه القانون رقم 67/68، وما ‏كانت لتسجل الا بعد 70 عاماً اي بعد وفاة اصحابها، فقد صدر مرسوم التجنيس بتاريخ ‏‏20حزيران 1994 حيث منح حوالى ربع مليون شخص الجنسية اللبنانية بطريقة مخالفة للدستور، ‏اذ انه لم يعرض على مجلس الوزراء خلافاً للمادة 65 من الدستور اللبناني ولم يعترض احد من ‏النواب الـ 128 ومنهم 64 نائباً مسيحياً ومن هؤلاء 34 نائباً مارونياً.‏

ويضيف ابي نصر ان معاهدة لوزان التي عقدت عام 1924 بين تركيا وفرنسا ودولة لبنان ‏الكبير تم خلالها اقرار بيان اختيار الجنسية للمغتربين، وقد مددت مهلة السنتين التي جاءت في ‏المعاهدة المذكورة حتى ايام الرئيس كميل شمعون وانتهت في ايلول عام 1958.

وقد ورد الاف ‏المعاملات من عالم الاغتراب، ولكنها نامت في اكياس الخيش وادراج وزارتي الداخلية او ‏الخارجية دون تسجيل، وفي العام 1967 صدر قانون رقم 68 يلزم بتسجيل المعاملات التي تعتبر ‏نهائية ونافذة دون اي معاملة اخرى.‏

في 20/6/1996 قدّم ابي نصر وكان اميناً عاماً للرابطة المارونية استدعاء لوزير الداخلية ‏آنذاك ميشال المر، فلم تستجب الداخلية لهذه الطلبات، رغم المراجعات المتكررة من قبل ابي ‏نصر والخارجية ايضاً.

وفي 18/6/2003 قدم النائب ابي نصر سؤالا الى الحكومة بواسطة رئيس ‏مجلس النواب يسألها فيه: لماذا بقيت هذه المعاملات طيلة هذه المدة دون تسجيل خلافاً لمعاهدة ‏لوزان والقانون 67/68، فجاء جواب الحكومة انها ستعمل على احصاء هذه المعاملات اي بعد 60 ‏سنة واحالتها للتحقيق، اي خلافاً لما نصّ عليه القانون 68 الذي يعتبر المعاملات نافذة ‏ونهائية، عندئذ طلب ابي نصر تعيين جلسة لاستجواب الحكومة وطرح الثقة بها.‏

ويشير ابي نصر الى انه عينت جلسة لاستجواب الحكومة ولكن الاعتصام في الوسط التجاري آنذاك ‏عطلها بفعل الظروف وبعد ان اقفلت الابواب، تقدم ابي نصر بشكوى امام التفتيش المركزي ‏بتاريخ 13/3/2008 محملاً الموظف المسؤول ورؤساءه المسؤولية في دائرة المغتربين في مديرية ‏الاحوال الشخصية، وقد قبلت الشكوى وصدر قرار بالاجماع من هيئة التفتيش المركزي طالباً ‏المباشرة فوراً بتسجيل معاملات اختيار الجنسية المستوفية الشروط القانونية في سجلات الاحوال ‏الشخصية وقد تسلح بالقرار وبالقانون وزير الداخلية زياد بارود وبدأ بتنفيذ هذه ‏المعاملات في مطلع عام 2009 اي بعد مضي 60 عاماً على ورودها وبعد وفاة معظم اصحابها.

 

هل تُهاجم سوريا وايران مفاعل ديمونة؟ 3 سيناريوهات لضربه.. ماذا سيكون ردّ اسرائيل؟

ياسر الحريري/الديار

تظهر الادارة الاسرائيلية للازمة النووية الايرانية، حالياً، ولعديد من الملفات النووية ‏العربية السابقة، والتي كان آخرها الضربة العسكرية الاسرائيلية لبعض المواقع السورية ‏على افتراض انها منشآت نووية بفرض صحة الزعم الاسرائيلي، ومن قبل المفاعل النووي ‏العراقي، والهاجس من وجود قوى نووية مصرية حتى وان كانت سلمية بالقرب من حدودها، مدى ‏الهاجس والخوف الاسرائيلي من وجود قوى نووية عربية بالمنطقة، يحمل في طيّاته إخلالاً بتوازن ‏القوى الذي هو في مصلحة اسرائيل حالياً.‏

وفي الوقت الذي يتزايد فيه الهاجس الاسرائيلي من وجود قوى نووية عربية بالمنطقة، يتصاعد ‏على الجانب الآخر هاجس عربي من القوى النووية الاسرائيلية التي تعزز من قوتها، وان كان ‏من الصعب، عملياً، ان توجه تل أبيب ضربة نووية لأي من الدول العربية، لتأثير ذلك بصورة ‏غير مباشرة او مباشرة على وجودها بالمنطقة، الا ان الهاجس العربي، بل والاسرائيلي، يظل ‏مطروحاً في ظل امكانية ضرب تلك المنشآت النووية ومطروحاً ان يكون ارهابياً او حدوث تسرّب ‏إشعاعي، لخلل فني او تكنولوجي في مفاعل ديمونة الاسرائيلي لإنتاج البلوتونيوم.‏

وفي هذا الصدد، يثار تساؤل رئيسي مفاده: ما تداعيات توجيه ضربة لمفاعل ديمونة ‏الاسرائيلي على الصحة العامة والاقتصاد والمجتمع الاسرائيلي؟ وهل يجب على اسرائيل ان تغلق ‏مفاعل ديمونة؟ وكان ذلك التساؤل محور دراسة معنونة بـ«هل يجب ان تغلق اسرائيل مفاعل ‏ديمونة؟ الآثار الإشعاعية لضربة عسكرية ضد مفاعل انتاج «البلوتونيوم» أعدّها بينت ‏رامبيرج، وهو باحث مميز ذو خبرة بالعمل الحكومي وعمل في وزاة الخارجية الاميركية اثناء حكم ‏الرئيس جورج بوش الأب ومؤلف ثلاثة كتب عن الأمن الدولي، وقد نشرت تلك المقالة في مجلة ‏‏«التحكّم في الأسلحة اليوم»، التي تصدر عن جمعية التحكم في التسلّح.‏

الشرق الأوسط منطقة استهداف المنشآت النووية

يبدأ الكاتب دراسته حسبما ذكر «تقرير واشنطن» بعرض تاريخ منطقة الشرق الأوسط النووي ‏العاكس للخوف الاسرائيلي، فيعتبرها المنطقة الوحيدة في العالم التي شهدت ضربات عسكرية ضد ‏المنشآت النووية.

ففي عام 1980 حاولت طائرة تحطيم المفاعل العراقي «أوزيراك»، لكنها ‏أخطأت الهدف، وقامت اسرائيل بتحطيمه في حزيران 1981.

وخلال الحرب العراقية - الايرانية ‏صعدت طائرة عراقية هجماتها على اثنين من مفاعلات ايران في محطة بوشهر، كما قامت الولايات ‏المتحدة بقصف مفاعل عراقي صغير في «التويثة» جنوب بغداد، وردّاً على ذلك قام صدام حسين ‏باطلاق صواريخ «سكود - بي» نحو ديمونة.‏

ولم يترتب على تلك الهجمات التي وقعت سواء في بوشهر او أوزيراك حدوث اي تسرب اشعاعي، لكن ‏الوضع مختلف تماماً بالنسبة لمفاعل ديمونة الذي يشكل رمزاً مهما لاسرائيل.

وفي الوقت ذاته ‏يمثل مصدر قلق كبيراً لها، لأن أي هجوم عليه سيؤدي لانتشار المواد المشعّة الخطيرة.‏

ولهذا تشير عديد من التقارير والتسريبات الصحافية التي تصدر من حين الى آخر الى ان هناك ‏هاجساً اسرائيلياً من توجيه ضربة عربية لمفاعل ديمونة.

فقد ذكر تقرير نشرته صحيفة ‏‏«الصنداي تايمز» اللندنية والمعنون بـ«اسرائيل في حالة تأهّب لضربة جوية ضد سورية» ‏أواخر العام الماضي 2007، ان درع الدفاع الصاروخي الواقي الاسرائيلي حول مفاعل ديمونة ‏النووي قد تم وضعه في حالة التأهّب القصوى أكثر من ثلاثين مرة وسط مخاوف من حدوث ضربة ‏جوية سورية ضده، رداً على قيام اسرائيل بقصف موقع سوري يشتبه بأنه موقع نووي.‏

ومن جانبها قالت الضابطة الاسرائيلية القائدة لبطارية الباتريوت «ان كل طائرة مدنية ‏في طريقها من القاهرة الى عمان او من جدة الى القاهرة وبالعكس، والتي تنحرف عن مسارها ‏ولو قليلا، فانها تتلقى تحذيرا وتواجه خطر اطلاق الصواريخ عليها»، ولعل التسريبات ‏الصحافية حول استهداف طائرة مبعوث الرباعية الدولية توني بلير مؤخرا خير دليل على هذ ‏الهاجس الاسرائيلي.‏

نشأة وامكانات مفاعل ديمونة

يقع مفاعل ديمونة في صحراء النقب ويطلق عليه ايضا «‏IRR-2‏» ويبعد عن غرب الاردن بحوالي 25 ‏كيلومترا تقريبا، وعن شرق مصر بحوالي 75 كيلومترا، وعن جنوب القدس بحوالي 85 كيلومترا.

وهو ‏بمثابة مفاعل ماء ثقيل.

وقد انشأه رئيس الوزراء الاسرائيلي ديفيد بن جوريون، للتغلب ‏على ضعف البلاد الاستراتيجي، فضلا على اجبار الغرب الى الدخول في تحالف رسمي من اجل الدفاع ‏عن بقاء اسرائيل.

وتم تشغيله في منتصف الستينات بمساعدة فرنسية، وينتج البلوتونيوم ‏والتريليوم اللازمين للاسلحة النووية.‏

تقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية قوته بحوالي 26 ميغاوات، الا ان كثيرا من المحللين ‏يعتقدون ان اسرائيل قامت منذ منتصف السبعينات بتحديثه، لتوليد ما بين 70 و150 ‏ميغاوات، وبذلك يكون من اكبر المفاعلات في منطقة الشرق الاوسط حتى الان.

وعلى الرغم من ان ‏قوة مفاعل بوشهر الايراني، في حال تشغيله، ستصل الى 20 مرة مضعف المفاعل الاسرائيلي، الا ‏ان الاخير سيظل المصدر الوحيد لانتاج البلوتونيوم والتريليوم اللازمين للاسلحة النووية، وفي ‏الوقت ذاته تشير العديد من التقديرات الى ان الترسانة النووية الاسرائيلية تتراوح ما بين ‏‏75 الى 200 تتنوع ما بين قنابل ورؤوس قذائف حربية واسلحة تكتيكية.‏

نتائج ضرب مفاعل ديمونة

قامت وحدة التقييم والتنبؤ بالمخاطر التابعة لوزارة الدفاع الاميركي بوضع ثلاث ‏سيناريوهات فيما يتعلق بالنتائج المترتبة عن ضرب مفاعل ديمونة، والتي تختلف وفقا لمستويات ‏القوة المختلفة التي تعمل بها المفاعل وطبيعة الرياح.‏

اول تكل السيناريوهات، يفترض انه اذا كان المفاعل يولد 150 ميغاوات، فان ذلك يؤدي ‏لاتجاه المواد المشعة في الاتجاه الشمالي الغربي لمدينة ديمونة التي يعيش فيها 30 الف فرد، ثم ‏يتجه بعد ذلك الى بئر سبع.

ووفقا لهذا السيناريو يصاب المئات من الافراد بمرض السرطان ‏بنسبة اعلى من النسبة الطبيعية المتوقعة.‏

اما السيناريو الثاني، فيقوم على ان المفاعل ولد حوالي 26 ميغاوات، والذي يعني تركيز ‏المواد المشعة نحو جنوب الاردن.

وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث الذي يفترض بان المفاعل ‏يولد حوالي 70 ميجاوات، وبالتالي فالمواد المشعة تستقر في الضفة الغربية، وتتراوح الاصابة ‏بمرض السرطان ما بين 600 الى 1000 حالة نظرا لتركز السكان في هذه المنطقة.

والجدير بالذكر ‏ان السلطات الاسرائيلية تقوم بتوزيع اقراص بوتاسيوم على مواطني الاماكن القريبة من ‏المفاعل لمنع امتصاص اليود - 131 المسؤول عن سرطان الغدة الدرقية.‏

محاولات عربية لمهاجمة مفاعل ديمونة‏

ان نجاح اي ضربة عسكرية ضد مفاعل ديمونة تكون لها التأثيرات المترتبة ذاتها على الاسلحة ‏البيولوجية، ويرى البعض ان التأثيرات المترتبة على مفاعل ديمونة هي بمثابة جزء صغير من ‏كارثة مفاعل تشيرنوبل ‏Chernobyl‏ لكن اسرائيل لم تكن غافلة عن هذه التحديات.

فمنذ ‏بداية برنامجها النووي تحاول قدر الامكان ان تقلل من الاخطار وذلك من خلال وضع المفاعل في ‏صحراء النقب، ووضع وسائل لمعالجة المادة النووية في الخلايا المدفونة، فضلا عن حماية المفاعل ‏من خلال طائرات مضادة ودفاع صاروخي.‏

وفيما يتعلق بمحاولة اي طرف عربي بتوجيه ضربة لمفاعل ديمونة، فان اسرائيل ما زالت تؤكد ‏على ضعف القوة الجوية العربية في مواجهة الدفاع الجوي الاسرائيلي.

وهذا ما اكده احد ‏ضباط المخابرات الاسرائيلية في ايار 1984.‏

لكن التاريخ يثبت عكس ذلك، حيث اسقطت اسرائيل في عام 1973 طائرة مدنية ليبية توجهت ‏الى المفاعل، وقتل 108 ركاب كانوا على متنها.

وفي حرب الخليج الثانية عام 1991 وجهت ‏صواريخ «سكود-بي» العراقية الى تل ابيب وقد اقترب احدها من المفاعل، فضلا عن ان قصف حزب ‏الله شمال اسرائيل في 2006 اظهر ضعف القدرات العسكرية الاسرائيلية لمواجهة اي هجوم صاروخي ‏عليها.‏

وفي الاونة الاخيرة ازدادت المخاوف الاسرائيلية حول استمرار مفاعل ديمونة ولا سيما مع تصاعد ‏التهديد من قبل كل من سورية وايران، واكد محمد باقر رئيس الحرس الثوري الايراني، في عام ‏‏2004 انه في حال استهداف اسرائيل مفاعل بوشهر، فعليهم ان ينسوا تماما مفاعل ديمونة.‏

اغلاق او تجميد مفاعل ديمونة

نتيجة للتوترات الإقليمية وقدرة اعداء اسرائىل على ضرب مفاعل ديمونة لا سيما النظام ‏الايراني الحالي يثار تساؤل مفاده: هل من الحكمة إغلاق المفاعل؟ بالرغم من ان البعض يرى ‏ان قرار إغلاق المفاعل سيترتب عليه فقدان اسرائىل قدرتها على انتاج البلوتونيوم ‏والتريليوم اللازمين للحصول على الاسلحة النووية فإن البعض الاخر يركز على المكاسب ‏المتحققة من قرار الاغلاق فإسرائىل لديها من الاسلحة ما يكفي كقوة ردع كما ان اغلاق ‏المفاعل من شأنه ان يؤدي الى ازالة الخطر الاشعاعي خاصة مع قرب عمر المفاعل من نهاية ‏متوسط العمر المتوقع للتشغيل الآمن لأي مفاعل فضلا عن انها من الممكن ان تحصل على ضمانات ‏امنية من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي «‏Nato‏» على نطاق واسع والادعاء بأنها خطوة في ‏طريقها للإلتزام بمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.

وفي نهاية مقالته يركز الكاتب على ‏مخاطر الهجوم الاسرائىلي على المفاعلات النووية الايرانية.

فإيران تعتبر الدولة الاكثر قدرة ‏على توجيه ضربة لمفاعل ديمونة الاسرائيلي فإيران لديها مفاعلان ينالان اهتماما كبيرا من ‏القادة العسكريين في اسرائىل المفاعل الاول موجود في اراك وتبلغ قوته 40 ميجاوات والثاني ‏في بوشهر وتبلغ قوته 1000 ميجاوات، وهو بمثابة محطة لتوليد الطاقة النووية.

وتشير اغلب ‏التحليلات الى ان اسرائىل قادرة على تحطيم او تدمير اي مفاعل نووي ايراني، وبالتالي ‏فالإشعاع الناتج عن دمار مفاعل «بوشهر» يمكن ان يقترب من نطاق كارثة مفاعل تشيرنوبل.

‏ونظرا للعلاقة الاشعاعية المتبادلة بين اسرائىل وايران لا يفكر اي منهما في القيام بأي ‏هجمات ضد الاخر.‏

 

محاكمة قتلة الأقباط في مصر تطرح تساؤلات عن محرضين

المتهم بالمشاركة في مجزرة عيد الميلاد ضد الاقباط في نجع حمادي، قرشي ابو الحجاج لدى محاكمته امام محكمة أمن الدولة العليا – طوارئ في قنا أمس. (أ ف ب)

القاهرة - من جمال فهمي:

وسط اجراءات امنية صارمة لم تعرف مدينة قنا في اقصى صعيد مصر (700 كيلومتر جنوب القاهرة) مثيلا لها، انعقدت أمس اولى جلسات محاكمة المتهمين الثلاثة بارتكاب أسوأ حوادث العنف الطائفي التي شهدتها مصر منذ عقود عندما قام بضعة اشخاص في السادس من كانون الثاني الماضي باطلاق الرصاص من أسلحة آلية على حشود لمواطنين مسيحيين كانوا انهوا للتو صلاة ليلة عيد الميلاد في مدينة نجع حمادي، مما أدى الى  سقوط سبعة قتلى بينهم شرطي مسلم، وجرح تسعة آخرين.

وقبل ان يعلن رئيس المحكمة المستشار محمود عبد السلام ارجاء محاكمة  المتهمين الى 20 آذار المقبل، تلا ممثل النيابة لائحة التهم التي أحيل بموجبها المتهمون الثلاثة محمد الكموني الملقب "حمام" وقرشي ابو الحجاج وهنداوي سيد، على محاكمة تجري طبقا لأحكام قانون الطوارئ، وتشمل اتهامات بالارهاب والترويع والقتل العمد وحيازة اسلحة محظورة، وهي تهم تصل عقوبتها الى الاعدام. لكن المتهمين الثلاثة انكروها كلها على رغم ان المتهم  هنداوي كان اعترف في تحقيقات النيابة بمشاركته في الهجوم الذي قاده المتهم الاول الكموني، مؤكدا وجوده وزميله المتهم الثاني في السيارة التي جرى اطلاق النار من داخلها على  المصلين الخارجين من كنيستين تجاوران مطرانية نجع حمادي.

ويذكر ان الرئيس المصري حسني مبارك اصدر بعد توقيف المتهمين الثلاثة قرارا بمحاكمتهم امام محكمة امن الدولة العليا- طوارئ التي لا يمكن الطعن في احكامها اطلاقاً، ماعدا تقديم التماس الى رئيس الجمهورية بصفته الحاكم العسكري، بحسب بنود قانون الطوارئ المعمول به في مصر منذ تولي مبارك السلطة عام 1981. ومن المفارقات في هذا الصدد ان المحكمة التي تنظر في هذه القضية هي عينها التي تحاكم شابا مسيحيا يدعى جرجس بارومي جرجس بتهمة اغتصاب فتاة مسلمة في الثانية عشرة من عمرها في تشرين الثاني الماضي، وهو الحادث الذي تردد أن على خلفيته وقع الهجوم على المصلين الاقباط. لكن المحكمة التي تنعقد بالتشكيل ذاته في القضيتين تتعامل بصفتين قانونيتين مختلفتين اذ تنظر قضية الاغتصاب في باعتبارها محكمة جنايات عادية وتنعقد كمحكمة طوارئ استثنائية في ما يخص هجوم ليلة عيد الميلاد.

وينتظر ان يجد انكار الموقوفين الثلاثة ارتكابهم للجريمة، التي وصفت على نطاق واسع في مصر بأنها "قتل عشوائي على الهوية يشكل تطورا نوعيا خطيرا" في مسار التوتر الطائفي في البلاد، اصداء قوية من شأنها أن تجدد الشكوك والتساؤلات التي جهر بها العديدون في أوساط النخبة المصرية في شأن دوافع اشخاص لهم سجل اجرامي عادي في ارتكاب هذه "المجزرة الطائفية" ما لم يكن هناك محرضون استأجروهم واستعانوا بهم لتنفيذ الجريمة.

ولم يخل الجدل الصاخب الذي تفجر بعد الحادث من اتهامات بعضها ضمني وبعضها صريح لقيادات محلية بارزة في الحزب الوطني الحاكم، (منهم اعضاء في مجلس الشعب) بأنها هي التي حرضت وخططت لتنفيذ الجريمة.

 

الخارجية: تغيّب حبيب غير مبرّر

النهار/جاءنا من المكتب الاعلامي في وزارة الخارجية والمغتربين: "نشرت جريدة "النهار" الموقرة جملة من الاخبار في الايام الاخيرة تتناول وزارة الخارجية. لذلك نامل نشر التوضيح الآتي: إن تغيُب الأمين العام بالوكالة السفير وليم حبيب عن مركز عمله كان غير مبرر، وليس سببه الخلاف حول التصنيفات أو التشكيلات الديبلوماسية كما تم الترويج له في الأيام القليلة الماضية، وإنما سببه رفض الأمين العام بالوكالة الرجوع عن قرار اتخذه متجاوزاً فيه صلاحيات هي أصلا من صلاحيات وزير الخارجية والمغتربين ودون ان يكون مفوضاً بذلك، اضافة الى مخالفته تعليمات الوزير في بعض القضايا الادارية الداخلية. وهل المطلوب اخراج الخلاف الى العلن وطرحه بشكل يجافي الحقائق وتظهيره على انه يتعلق بالتصنيفات والتشكيلات الديبلوماسية، نظراً الى حساسية الموضوع، للتغطية على المخالفات الادارية التي ارتكبت ورفض الرجوع عنها، اضافة الى انتهاج سلوك غير لائق خلال الاجتماع الذي دعا اليه الوزير لمناقشة امور ادارية.

وعما تداولته صحيفتكم الكريمة عن اجراء "لقاء مصارحة بين وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي والأمين العام بالوكالة السفير وليم حبيب... وضعت خلاله النقاط على الحروف، وأدى الى جلاء الحقائق حيال مآخذ كل منهما على الآخر"، يهم المكتب الاعلامي ان يوضح انه لم يجرِ أي لقاء من هذا النوع، وإنما استدعي الأمين العام بالوكالة من الوزير لسؤاله، حصراً وبشكل محدد، عن سبب تغيِبه غير المبرر عن الوزارة، ولم يجرِ التطرق الى أي أمر آخر خلافاً لما ذكر.

أما عما ذكر أن بريد الوزارة مجمد، فإن هذا الأمر غير صحيح جملة وتفصيلا، لأن البريد، وبعد الغياب غير المبرر للأمين العام بالوكالة، بدأ يسلم الى مكتب الوزير حيث يتولى وزير الخارجية والمغتربين مباشرة الاطلاع عليه وتوزيعه على المديريات المختصة بالتعاون مع ديبلوماسيي مكتبه. اما في غياب الوزير، فإن متابعة أمور البريد تتم بين اعضاء المكتب بالشكل الاعتيادي وبالتنسيق مع الوزير مباشرة، وبالتالي فان البريد يسلك طريقه الاداري الاعتيادي سواء تواجد الأمين العام للوزارة أم لم يتواجد وخصوصاً عندما يكون التواجد او عدمه كيفياً وغير مبرر.

والسؤال المطروح هو لماذا لم يتم الاستعلام عن مصير البريد منذ اليوم الأول لتغيب الأمين العام غير المبرر عن مركز عمله في الوزارة الذي امتد من صباح السبت 6 شباط وحتى مساء الاربعاء 10 شباط؟ وهل يعلم من يتناول هذا الموضوع في المقابل، أن من يشتكي من تجميد البريد هو نفسه الذي يجمّده لديه عند وروده اليه مذيلا بتعليمات الوزير؟ وهل كان الهدف من وراء التغيب شل العمل الاداري، ولما لم يتحقق ذلك تم قلب الأمور والحقائق على ما سمعنا وقرانا؟

ختاماً، لا يسعنا الا احترام موقع "النهار" الاعلامي في تقصي الاخبار الصحيحة. وكلنا ثقة في أن اقلام صحافييها ستبقى منارة للاعلام الحر والحقيقة وكل ما يصب في خدمة لبنان".

 

نحن وأحمدي نجاد   

١٤ شباط ٢٠١٠

  بشارة شربل/ موقع "لبنان الآن"

 سواء أكان أحمدي نجاد جاداً في إعلانه أنّ إيران "أمة نووية" أم كان يهدي الجموع التي حرّكها حرسه الثوري في الذكرى الـ31 لثورة الخميني شعاراً يثير فيها الحماسة القومية والدينية، فإنّ من حقنا، نحن في لبنان، إعلان قلقنا مما يمكن أن تخبئه لنا الايام القادمة من مفاجآت.

ليس أحمدي نجاد أول زعيم لدولة "مارقة" يتحدى إرادة "الكبار"، ولا آخر "قائد مُلهَم" في دولة إقليمية كبرى يسعى الى الانتماء لـ"النادي النووي" وانتزاع دور تتيحه له ظروف ما بعد الحرب الباردة والاختلال الدولي السائد منذ أدركت واشنطن أنّها لا تستطيع أن تقول "الأمر لي". غير أنّ نجاد أوّل زعيم يستخدم لغة توحي بأنّه لن يتردّد في استخدام أي نوع من السلاح. فالرئيس الايراني إذ يلعب لعبة "حافة الهاوية" مع المجتمع الدولي، يقدّم الذرائع للأميركيين والاسرائيليين على السواء للتعامل معه "وقائياً" مثلما تعاملوا مع صدام حسين، ويهدي "أعداء إيران" المبررات كلها للحكم عليه استناداً الى النيات، ويضعنا معه في عين العاصفة من غير استشارة لنا ولا استئذان.

لسنا في صدد مناقشة حقّ إيران في امتلاك النووي، لكن يحق لنا كلبنانيين، أن نستنكر محاولتها اعتبارنا جزءاً من "وقودها" النووي أو من عملية تخصيب ملفها مع خصومها القلقين او ورقة من أوراق التفاوض القابلة للاحتراق، مثلما يتوجب علينا سؤال الدولة اللبنانية ممثلةً بالرؤساء كلّهم عن الاجراءات التي قاموا بها لتجنيب لبنان حرباً قد تنشب في المنطقة بسبب إيران، أو قد تطلقها إسرائيل ضد اليد الايرانية في لبنان مثلما فعلت في "حرب تموز" التي تفرّج خلالها علينا أحمدي نجاد.

لا يكفي مطلقاً ما يعلنه الرؤساء من أن اللبنانيين سيكونون وحدةً متراصة إذا هاجمت اسرائيل حزب الله، فهذه الوحدة في مواجهة العدوان أمرٌ مفروغ منه وغير قابل للنقاش، لكن هناك فرقاً شاسعاً بين الاستسلام لمنطق المواجهة والتسليم بتلقي النتائج، وبين مطالبة طهران بعدم شمل لبنان بـ"عطفها" في مماحكاتها مع المجتمع الدولي والطلب من "حزب الله" عدم اعتبار التضامن في حال الاعتداء شيكاً على بياض يسمح له بوضع أهدافه الاستراتيجية كلها العابرة للحدود والمرتبطة بأحمدي نجاد تحت يافطة الحماية التي يوفّرها له الضعف الرسمي الناجم عن الوفاق المفروض في الحكومة والبيان الوزاري وعن الرخاوة المؤسفة على أعلى المستويات.

يريد أحمدي نجاد إزالة إسرائيل من الوجود. فليباشر ذلك إن استطاع كي نعلنه ليس رئيساً لجمهورية إيران فحسب بل زعيماً للمنطقة كلّها بلا استثناء، لكن من قال لنجاد إنّ اللبنانيين كلّهم مستعدون لدفع ثمن نزعاته الايديولوجية أو طموحاته القومية أو مأزقه مع معارضيه داخل إيران؟

نعلم انّ اكثرية المسؤولين في فمهم ماء، فلا هم يستطيعون القول لنجاد "كفاك تعريضاً للمنطقة للأخطار" ولا هم يستطيعون مكاشفة "حزب الله" بأن نصف اللبنانيين على أقلّ تقدير لا يريدون الحرب وأثمانها مهما كانت المبررات، إذ انّ من حقهم البديهي أن يعيشوا ويرسلوا أبناءهم الى المدارس ويقرروا ألا يشهدوا حروباً يعتقدون بأنّ واجب لبنان هو الحيلولة دون وقوعها وليس أن يثبت من جديد قدرته على الانتصار فيها لمجرّد انّ اسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها. ولأنّ المسألة في المنطقة تعدت السجال الكلامي ودخلت فعلياً في خطر لا يخفف منه نفي الاطراف المتقابلة إمكان انفجاره، فإنّه حان وقت المصارحة بين اللبنانيين وحان وقت تحمل المسؤوليات، وهي أولاً وقبل كل شيء ملقاة على من يتصدّرون السلطة وعلى كل طرف سياسي عاقل يدّعي الدفاع عن مصلحة لبنان.

 

نعيق البوم 

محمد سلام

١٤ شباط ٢٠١٠

ينعق في إسرائيل، وهذا ما تعودناه، وينعق في إيران... وهذا ما يجب أن نعتاده. والبوم المستحدث ينعق في لبنان... أيضا.

البوم ينعق في إسرائيل، مهددا لبنان، ورئيس حكومة "الوفاق الوطني" سعد الحريري. وهذا ما تعودناه ولم يفاجئنا.

هذا النعيق فاجأ، بل أحرج، من كان يعتبر قادة الحركة الاستقلالية، حركة 14 آذار، مشروعا "إسرائيليا" أو "أميركيا" أو "فيلتمانيا" نسبة إلى السفير الأميركي السابق.

والبوم ينعق في الجاهلية أيضا عندما يقول رئيس تيار التوحيد... ألخ وزير حقبة الوصاية وئام وهاب إنه يفضل اعتناق الدكتاتورية إذا كانت الديمقراطية سترتقي برئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى مستوى الزعيم الوطني.

نعيق البوم في الجاهلية، كما نعيق وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان، لم يفاجئ قوى 14 آذار. فالدكتور سمير جعجع هو فعلا زعيم وطني بديمقراطية الشعب اللبناني بمسيحييه ومسلميه، ولا يحتاج وهاب إلى تذكيرنا بتبعيته للدكتاتورية التي بفضلها، وبفضلها فقط، قبع وزيرا لثلاثة أشهر، وبفضلها، وبفضلها فقط، اكتسب "حيثية" أتاحت له استقبال من استقبل إلى مائدته العامرة... بالـ"ديسير".

ما لا يحتاجه الدكتور جعجع، فعلا، هو اعتراف وهاب بزعامته. لأن مثل هذا الاعتراف، على فرضية حصوله، سيسيء إلى سمعة الحكيم وحلفاء الحكيم أيضا.

لا ندري إذا كانت تبعية وهاب للدكتاتورية محل تقدير حلفائه... الجدد. ولكننا نعرف، أقله، أن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان... لا يقدّرها... إطلاقا.

أما النعيق "المستجد" بالنسبة للبعض، وهو ليس مستجدا بالنسبة لكثر من المتابعين، فقد صدر من إيران.

رئيس جمهورية الولي الفقيه محمود أحمدي نجاد أبلغ الناعق الآخر، إسرائيل، بأن بلاده "ستبقى في صف دول المنطقة، بما في ذلك سوريا ولبنان وفلسطين".

من أبلغ أحمدي نجاد أننا في لبنان نريده أن يكون في صفنا؟

بالله عليكم. من طلب منه أن يكون في صفنا؟

مشكلتنا مع أحمدي نجاد أنه موجود في "بعض صفوفنا" وكم نتمنى ألا يكون موجودا في أي صف، ولا في أي ملعب، ولا في أي أوتوبيس حتى. وإن انعدم وجوده في "العقار المجاور" فهذا حلم قومي عربي.

أما فلسطين المسكينة فلم أسمع يوما أن طرفا وطنيا فيها طلب أن يكون أحمدي نجاد في صفه.

نعيق هذا "الشريك الإيراني المضارب" يزعجنا. بل يقلقنا... كثيرا.

فقد اعتدنا نعيق إسرائيل، ونعمل كي لا "نهديها" مبررا لاستباحة بلدنا وضرب استقرارنا وهدم عمراننا.

أما نعيق طهران فقد بلغ ذروة وقاحته بإعلان رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني بأن "قضيتي لبنان وفلسطين لهما ارتباط مباشر بالمصالح الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

قضيتنا، كما نفهمها، هي العبور إلى دولة سيدة، حرة، مستقلة، مستقرة، ديمقراطية، تعددية، قادرة، تسودها العدالة وحكم القانون، ولا يهددها مجرم بقتل كل صاحب موقف وكلمة.

أين ارتباط قضيتنا اللبنانية بـ"المصالح الوطنية" لإيران؟

لم يشر لاريجاني إلى طبيعة هذا الارتباط. وليس بحاجة إلى أن يشير إليه. مكتوبه يقرأ، في لبنان، من عنوان البرنامج النووي الإيراني، ومن اعتبار طهران أنها صدرت ثورتها إلى خارج أراضيها.

وتصدير ثورة إيران إلى خارج أراضيها، بالمعنى القانوني للكلمة، هو اعتداء على الأراضي التي صُدّرت إليها هذه الثورة، خصوصا أن التصدير تم... بالسلاح.

نعيق البوم مخيف. سواء تحالف البوم... أم تناحر. تحالفه ضدنا، وتناحره... أيضا على حسابنا.

أفجر ما في هذا النعيق هو أن هناك من يفاخر به.

 

حزب الله" أحيا ذكرى الشهداء القادة في عنقون وقعقعية الجسر

الديراني:الإلتفاف حول الجيش والمقاومة يحصن البلد من أي اعتداء إسرائيلي قماطي: العدو يحاول افتعال الفتن في الداخل وهناك من يتناغم مع طروحاته

وطنية - 14/2/2010 نظم "حزب الله"، لمناسبة ذكرى الشهداء القادة، احتفالا في حسينية بلدة عنقون حيث ألقى عضو المجلس السياسي في الحزب مصطفى الديراني كلمة قال فيها: "نريد للبنان بعناوينه الأساسية أن يتوحد وتكون كلمة لبنان في وجه هذه التهديدات والإعتداءات قويا لأن لبنان لم يحقق السيادة والحرية من قبل كما حققها الآن لأن المقاومة هي أساس في تحقيق هذا الإنجاز الكبير، ووحدة لبنان هي جزء لا يتجزأ وهو أساس في مواجهة العدو".

ورأى أن "الإلتفاف حول الجيش والمقاومة من الشعب اللبناني هو الذي يحصن هذا البلد من أي اعتداء إسرائيلي عليه، لأن إسرائيل لا تتجرأ على أن تقدم على أي إعتداء على لبنان إلا خوفا مما جرى معها في السابق ويمكن أن يجري معها في المستقبل، لأن المقاومة كانت وما زالت وستبقى على جهوزيتها للتصدي لأي إعتداء".

قعقعية الجسر وللمناسبة، أحيا الحزب الذكرى في بلدة قعقعية الجسر الجنوبية في حضور فاعليات سياسية واجتماعية وحزبية. وألقى عضو المجلس المركزي في الحزب محمود قماطي كلمة تطرق فيها الى الواقع السياسي الذي يعيشه لبنان، ودعا الى "تعزيز الاجماع الوطني والوحدة الوطنية حول المقاومة وسلاحها فالعدو الاسرائيلي أصبح اليوم في أضعف حالاته وهو لا يستطيع أن يحقق الانتصارات ولذلك يحاول أن يدخل إلى الداخل اللبناني لافتعال الفتن والإشكالات، وهناك من يتناغم بشكل مقصود أو غير مقصود مع طروحات العدو الإسرائيلي، ونحن اليوم بفضل المقاومة وسلاحها اصبحنا في موقع القوة لمصلحة لبنان وتحصينه ومنع اي عدوان قد يطاله".

وقال: "نحن أمام توافق وتفاهم لبناني - لبناني بين المعارضة والموالاة. اتفقنا على أن يستقر هذا البلد وعلى أن نعطي الأولوية لشؤون المواطن في هذه الفترة. قلنا لنضع الإنقسام السياسي جانبا ولنبدأ بالإهتمام بالمواطن ولتكن الأولوية مشتركة عندنا نحن وإياكم في الحكومة وأن تكون قضية الشعب ومطالب الشعب المتعلقة بالوضع الاقتصادي والخدماتي للمواطنين. اتفقنا على ذلك ويجب ان نضع الانقسام جانبا، فلماذا يحاول البعض طرح الانقسام والخلاف بين اللبنانيين؟"

 

 قنديل: نقول لمحمود عباس وسعد الحريري ووليد جنبلاط لا تصغوا لما يقوله الإسرائيليون وليس المطلوب منكم تضحيات بل الثبات على خط الكرامة

وطنية - 14/2/2010 قال النائب السابق ناصر قنديل "إننا نسمع خطابا مترنحا بين الإندفاع نحو الخيارات الوطنية القومية الكبرى وبين الحنين إلى خطاب مافيوي أسود سبَّب الخراب للبلاد، وبدأنا نسمع بين الكلام الذي كان يتحدث عن الإنتقال إلى ضفة المقاومة والعروبة كلاما تبريريا لما جرى في السنوات الماضية لا يبيِّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود".

كلام قنديل جاء خلال الإحتفال الذي أقامه "حزب الله" بمناسبة ذكرى الشهداء القادة في مجمع الإمام المهدي في بلدة الغازية.

اضاف:" نحن نقول في ذكرى الحاج عماد مغنية ومعه كل المقاومين ولمحمود عباس وسعد الحريري ووليد جنبلاط لا تصغوا آذانكم لما يقوله الإسرائيليون، سوريا الصامدة تكلمت كلاما من ذهب. ان الحلم الذي كان يراودنا في ستينات وسبعينات القرن الماضي بات ممكن التحقق فأنتم بين أهلكم أعزاء كرماء، وإذا كنتم من الذين يقفون في منتصف الطريق فلا تسألوا بعد ذلك عن موقع ودور ومكان، إذ انها اللحظة التي تنحازوا فيها إلى دماء الشهداء التي صنعت إنتصارات وحمت كرامات، فليس المطلوب منكم تضحيات وإنما الثبات على خط الكرامة ودعوا المقاومين يتحملون عن الأمة التضحيات".

وتخلل الإحتفال قصيدة للشاعر جوزف عون.

 

النائب رعد في إفتتاح نصب الإستشهادي إبراهيم ضاهر وشهداءالمقاومة الإسلامية في كفررمان الجنوبية - النبطية:

لن يستطيع العدو الاقدام على أي حماقة طالما المقاومة له بالمرصاد اين مواقع القوة التي بناها من يريد العبور الى مشروع الدولة؟

وطنية - النبطية - 14/2/2010 رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "إن العدو لا يزال يكابد ويعاني الهزيمة المرة التي كبَّدها إياه شهداؤنا ومجاهدون الأبرار، هذا العدو إن كان يطلق التهديد والوعيد بين الفينة والأخرى ونقولها بكل ثقة وحزم وجزم لا لنطمئن أهلنا فأهلنا مطمئنون، لكن لنرسل الرسائل لمن يخطىء عادةً الحساب، إن هذا العدو قد كُسر رأس رمحه ولم يستطع بعد ولن يستطيع أن يُقدم على أي حماقة طالما جهوزية المقاومة له بالمرصاد".

كلام النائب رعد جاء خلال حفل إفتتاح نصب الإستشهادي إبراهيم ضاهر وشهداء المقاومة الإسلامية في بلدة كفررمان الجنوبية، والذي أقامه "حزب الله" بمناسبة ذكرى الشهداء القادة، على مثلث كفررمان – الجرمق، بحضور عوائل الشهداء، شخصيات وفعاليات إجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة.

وقال:" نحن واثقون بأن هذا العدو ينتهز فرصة سانحة على المستوى الإقليمي والدولي تحتاج إلى معجزةٍ لكي تتداخل فيها العوامل والمواقيت والإستعدادات والإمكانات مع ظروفٍ خاصةٍ بالمقاومة من أجل أن يُقدم على أي عدوان، هذا الأمر يجب أن يكون واضحاً لأن بعض المخاوف التي يثيرها بعض الذين لايزالون يراهنون على كسر شوكة أهلنا المقاومين في لبنان من قبل الصهاينة وأسيادهم الدوليين لتعزيز مواقع نفوذٍ لهم مؤقتة هؤلاء يجب أن يعيدوا حساباتهم وأن يصححوا رهاناتهم".

أضاف:" بلدنا ووطننا بحاجة إلى مواصلة بناء القوة لمواجهة أي تهديد ولحماية البلد إزاء أي تفكير للعدو بتهديد هذا البلد، والقوة التي نحتاج إلى بنائها، تقوم المقاومة وبالتنسيق مع الجيش ببناء الشق الأمني والعسكري منها، ونحن مطمئنون لما أنجزته المقاومة من تطوير ومن جهوزية منذ عام 2006 أي منذ انتهت حرب تموز العدوانية وإلى الآن، لكن الذين يريدون العبور إلى مشروع الدولة أين هي مواقع القوة التي بنوها منذ حرب تموز وانتهائها إلى اليوم؟ أين القوة في الثقافة والإعلام وفي الإقتصاد والتربية وفي التعليم والصناعة والتجارة والسياحة"؟.

وختم قائلا:" دعونا لا نطلق الشعارات الواهية التي لا تترجمها أعمال وخطط وبرامج، إقتدوا بالمقاومة وبالجيش الوطني الباسل لتبنوا قدرات هذا المجتمع حتى لا تبقوا في المراوحة والمزايدة والمناكفة، فهذه الأساليب لا تبني مجتمعاً قوياً ولا تؤسس لعبور صحيح إلى دولة موعودة".

وفي الختام تم ازاحة الستار عن النصب على وقع موسيقى كشافة الامام المهدي، بعدها ادت ثلة من المجاهدين قسم الولاء للشهداء.

ووضع النائب رعد ورئيس بلدية كفررمان إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري.

 

قاسم للنهار: الردّ على اغتيال مغنية التزام ولكن الزمان والمواصفات متروكة لأوانها      

 النهار 14 Feb. 2010   

اكد نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان اغتيال احد قادة الحزب عماد مغنية "لم يؤثر، رغم قسوته، على جهوزية المقاومة، كما ان اغتيال الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي لم يمنع الحزب من اختيار قيادي جديد يدفع الاسرائيليين الى الندم على ما فعلوه". وعدَّ اتهامات اسرائيل للحزب ولرئيس الحكومة سعد الحريري "أوسمة"، محيياً الاخير على مواقفه من هذه الاتهامات.

• هل انعكس اغتيال مغنية سلباً على جهوزية المقاومة؟

- ان اطلاق الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تعبير قائد الانتصارين على الشهيد القائد الحاج عماد مغنية له دلالاته الواضحة في الدور الذي كان يؤديه، وبالتالي هناك تطورات عسكرية وجهادية حصلت داخل الحزب كانت مدينة للخطط والعقلية والطريقة التي تتم فيها متابعة الامور، ولو ان فقدان الحاج عماد هو خسارة، لكن عندما نتحدث عن حزب فتي ونشيط وفيه كوادر كثيرة فهذا يعني ان قيادة الحزب تتولى معالجة هذه الخسارة بتعيينات وآليات وخطط تجعلنا ننتقل من الاسى الى العقل، وهذا ما حصل حيث تم اتخاذ اجراءات بالنسبة الى الكوادر العسكرية ساعدت على متابعة المهمة بشكل فعّال واستمرت في منهجية الحزب لجهة تطوير وضعه وجهوزيته في المواجهات والتحديات. وقد برز للعام والخاص كيف ان الحزب يمكنه في المحطات الصعبة والمعقدة الانتقال الى حالة جديدة وفعالة كما حصل بعد اغتيال الامين العام السابق السيد عباس الموسوي (1992)، وكيف استطاع الحزب ان يتجاوز هذا الخطر باختيار قيادي جديد هو السيد حسن نصرالله، وقال الاسرائيليون انهم ندموا على ما فعلوه".

ويشير قاسم الى ان الاغتيال امر متوقع لقيادات المقاومة و"حزب الله" بعدما اصبح الحزب جهازاً ومؤسسة كبيرة لها هرميتها وتنظيمها.

ويلفت الى ان البرامج التي وضعها مغنية كانت قد شارفت نهايتها قبل اغتياله، وان الكوادر التي تقوم بالمهمة على المستوى التنفيذي لا تزال موجودة.

توعدت قيادة "حزب الله" بالرد على عملية الاغتيال، فهل لا يزال هذا التوعد قائماً بعد مرور عامين؟

- هذا التزام منا وفاء للشهيد مغنية، واقل ما يمكن ان نقوم به كحزب يحترم مجاهديه ويؤمن بأن الردع مطلوب لمواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي. لكننا لسنا جهة غوغائية، وبالتالي لا نتصرف بطريقة غير مدروسة. الالتزام موجود ولكن الزمان والمواصفات متروكة لاوانها ولسنا "محشورين" باي شيء، وهذا التزام بيننا وبين الله تعالى، ولن نقدم بيانات او وثائق لاحد لأنه التزام خاص بنا.

ووصف التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان بأنها "لشد العصب الاسرائيلي"، واضاف: "ان التهديدات الاسرائيلية تفتقر في هذه المرحلة الى الجدية العملية لظروف وتعقيدات اسرائيلية ودولية واقليمية على رأسها حسابات اسرائيل من حيث عدم ضمان النتائج التي تريدها اذا ما أقدمت على حرب ضدّه، وبالتالي كل سياسة الذرائع التي يحاول البعض ان يسوقها هي سياسة غير واقعية مع اسرائيل لأن الاخيرة عندما تقرر الحرب تخترع السبب". ويضرب قاسم امثلة عدة في هذا المجال، منها اجتياح عام 1982 وغيره، ويؤكد ان القوة وحدها تحمي لبنان.

• ما هو تعليقكم على اتهام وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

- ليبرمان شخصية غير متوازنة ومتوترة وستأخذ اسرائيل الى الهاوية ان شاء الله. اما اتهاماته لـ"حزب الله" ولرئيس الحكومة سعد الحريري فهي اوسمة وليست ادانة. وهنا أحيي رئيس الحكومة على موقفه الذي يكفي لسدّ كل الابواب ويعبّر عن اهمية الوحدة الوطنية الداخلية في مواجهة الخطر والتهديد الاسرائيليين. وهذه الوحدة هي اكبر صفعة لاسرائيل، وهي التي تعوق احتمالات الحرب. كما احيي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يؤكد مجدداً وكما اعتدنا عليه حضانته الحقيقية للمقاومة، ولا ننسَ مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

اما عن موقف "حزب الله" من اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، فيؤكد قاسم عدم ممانعة الحزب في اجراء الانتخابات في موعدها، كما انه لا يمانع في تأجيلها اذا ما حصل توافق في مجلس الوزراء على ذلك، ويقول: "الانتخابات هي لخدمة الشعب وليست عصا مرفوعة ضده، وتالياً علينا الا نعيش عقدة التأجيل ولا عقدة اجرائها في موعدها، فما يتوافق عليه مجلس الوزراء نحن نؤيده، واذا قدّر ان الظروف تتطلب التأجيل فليست لدينا مشكلة، وهذا الكلام بمعزل عن مضمون الاصلاحات في القانون، ولسنا مع التحايل الذي يطيل وقت النقاش، بهدف التأجيل".

ويشدد على ان "حزب الله" هو من الداعمين لخفض سن الاقتراع الى 18 سنة "واذا ما طرح الامر على التصويت في البرلمان فسنصوت مع هذا الاقتراح".

الطائرة الاثيوبية

ويصف قاسم حادث الطائرة الاثيوبية بـ"الكارثة الوطنية"، ويلفت الى ان "حزب الله" اشاد منذ اللحظات الاولى بالاهتمام الرسمي، ويضيف: "للاسف لم تشكل خلية ازمة لتوزيع الادوار واعطاء البيانات المسؤولة للناس ولوسائل الاعلام مما احدث ارتباكاً كبيراً في المعلومات المتضاربة وفي اثارة مشاعر اهالي الضحايا وفي الاخطاء الميدانية التي ارتكبت. وكان من المفترض ان تكون هناك جهة واحدة تجيب عن كل الاسئلة وتعالج ما يعترضها من عقبات وتعقيدات".

ويتمنى ان تنتهي المسألة بانتشال جميع جثث الضحايا ومعرفة اسباب سقوط الطائرة ومحاسبة المقصرين بالطرق المناسبة عند التأكد من ذلك، ويشير الى انه "من الصعب التحدث الآن عن ايقاف عمليات البحث ولا بد من بذل الجهود الاضافية، وفي ضوء النتائج تقرر الجهات المسؤولة ماذا ستفعل وتبين ذلك للرأي العام".

وعن اعتبار المفقودين أمواتاً يقول: "لا يزال البحث قائماً عن جثثهم، ومتابعة هذا الامر لا تخضع للاعتبار الاعلامي، وانما بمتابعة من المعنيين مع الجهات الدينية المختصة لأن لكل منها قواعد شرعية لتحديد المتوفى والمفقود، وهذا الامر يحتاج الى بعض الوقت لانجاز عملية البحث وربما تنتهي عملية البحث بانتشال جميع الجثث".

  

 

علاقة صحيحة مباشرة  مع الرئيس السوري وغياب العرقلة الداخلية

تحديان في ذكرى اغتيال رفيق الحريري أمام الحكومة برئاسة نجله

روزانا بومنصف     

في الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وسعي كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" الى ملاقاة الرئيس سعد الحريري هذه السنة والخطوات الكبيرة التي انتهجها على طريق اعتماد السياسة التي كان يعتمدها والده الشهيد وخطابه المعتدل، يستمر المشهد السياسي مقلقا بالنسبة الى الرئيس الحالي للحكومة من زوايا عدة ولو سعى الى تخفيفها والميل الى عدم تحميلها اكثر مما تحمل. من ابرز الاسئلة المرافقة لذلك، هل يمكن أن يتكرر مع الرئيس سعد الحريري النمط نفسه من التعاطي الذي اعتمد مع والده على صعيدين، أحدهما داخلي والاخر في العلاقات مع سوريا؟ بالنسبة الى الاخيرة فان رئيس الحكومة الذي افتتح صفحة جديدة من العلاقات بنية تجاوز الاعوام الصعبة الاخيرة سعى الى إرساء اسلوب بديل من ذلك اعتمده السوريون في التعامل مع لبنان ومع والده تحديدا، ينتظر نتائجه من خلال قوله مرارا في اطلالته الاعلامية الاخيرة ان "العبرة في التنفيذ في العلاقة مع سوريا".

ويلاحظ كثيرون ان المؤشرات لعدم تغيير سوريا اسلوبها قوية، علما أن الحريري رغب في ارساء علاقة مباشرة صريحة لا تتصل بنوعية الرسائل المباشرة او غير المباشرة التي كان يوجهها السوريون الى الرئيس الحريري الأب،  اما بواسطة مسؤوليهم الذين كانوا موجودين في لبنان وأما عبر حلفائهم وأما بواسطة الاعلام في معظم الاحيان. بل ارادها ان تكون مبنية على صراحة ووضوح في العلاقات لا تحتاج الى وسطاء سوريين او غير سوريين، وتقوم على قاعدة الاستفادة من الاخطاء الماضية وعدم تكرارها. ولا تزال الامور في بدايتها تحظى حتى الان بفائدة الشك، ويعطيها الرئيس الحريري الفرصة للنجاح على أساس ما سمعه من الرئيس السوري عن علاقة مبنية على الثقة يود كثيرون ان يروها تخرج نحو اطر جديدة صحيحة بين البلدين ولو ان دلائل كثيرة تؤكد الاقتناعات القائمة اصلا عن عدم حصول تبدل جوهري.

أما على الصعيد الداخلي، واذا تم تجاوز الاشهر الخمسة التي استغرقها تأليف الحكومة الحالية لارتباط المعادلة او الصيغة الحكومية بوضع اقليمي معين، رغم ان ذلك كان مؤشراً قوياً الى ما ينتظر الحريري من تحديات، فان مراوحة مجلس الوزراء مكانه من حيث عدم قدرته على بت اي موضوع اساسي نتيجة قيام افرقاء بالتعطيل او العرقلة يعيد الى الاذهان الكثير من المراحل السابقة في عهد الرئيس الحريري الأب. فمنذ بداية السنة الحالية عقد مجلس الوزراء إحدى عشرة جلسة من بينها جلسات عدة من اجل اقرار قانون للبلديات، جرى التوافق فيها على نقاط محددة، ليعود فريق معين فيطرح نقاطا تنسف ما اتفق عليه. فهناك من حيث المبدأ هدنة سياسية يلتزمها معظم الافرقاء، لكن هناك فريقا لا يلتزمها ويثير عدم التزامه او احترامه للهدنة تساؤلات عن أسباب منعه الحكومة من العمل، ليس فقط في موضوع البلديات التي يمكن ان يكون يخبىء اعتراضه عليها اعتراضات اطراف آخرين، بل في مواضيع اخرى كالتعيينات. وهذا الدور يضطلع به وزراء "التيار الوطني الحر" الذين يعبرون عن رفضهم اجراء الانتخابات البلدية، أقله وفق الربط الذي اجراه رئيسه بين الانتخابات وادخال اصلاحات على القانون يبدو الاتفاق عليها صعبا قبل الاستحقاق. وتساهم شروط المحاصصة التي يفرضها رئيس التيار العوني على التعيينات في تعطيل إقرارها. حتى الآن بين رغبته في مشاطرة رئيس الجمهورية اسماء بعض الموارنة والرغبة في الاستئثار بتعيينات من مذاهب مسيحية اخرى، في حين أن مرشحيه لا يتمتعون بالاهلية العلمية التي يتمتع بها مرشحون آخرون لبعض المناصب، علماً أن عراقيل اخرى تثار في كل مسألة مطروحة امام مجلس الوزراء. وتثير مواقف هؤلاء الوزراء تساؤلات عن الاهداف التي يسعون اليها من هذا التعطيل، في حين لا يوافقه الفريق الشيعي الحليف من ضمن قوى 8 آذار على اثارته كل هذه العراقيل، وفق ما تكشف مصادر وزارية من هذا الفريق، لكنها لا تبدو ميالة الى التصدي له وافتعال مشكلات معه، وترجيح أفضلية ان يتولى رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة ذلك باعتبار كل منهما معنيا اكثر بانجاح مجلس الوزراء فيما لا يبدو ان لدى اي من الرئيس ميشال سليمان او الرئيس الحريري امكاناً بمواجهة هذا الامر حرصا منهما على اجواء الهدنة السياسية. وهذه العرقلة تثير تساؤلات، بل مخاوف لدى البعض ان يكون ثمة استعادة للدور الذي كان يقوم به الرئيس السابق اميل لحود في هذا الاطار اما في محاولة لاستدراج تدخل سوريا او تدخل حلفاء التيار العوني من اجل تليين مواقف مما حصل ابان تأليف الحكومة، في حين ان رئيس الجمهورية يحاول ان يستمر توافقيا فيما يحاول رئيس الحكومة ان يدور الزوايا بدوره متكتما كليا عن طبيعة ما يجري داخل مجلس الوزراء، تماما مثل تكتمه عن فحوى المحادثات الاولى من نوعها التي اجراها في سوريا.

لكن مجلس الوزراء لا يزال حديثا حتى الان ولم تركب اسنان المشط بعد، وكذلك العلاقة مع سوريا  في مرحلة ما بعد فتح الصفحة الجديدة معها، فهل تتوافر لاحقا الظروف لتحديات امام الرئيس سعد الحريري مختلفة عن تلك التي واجهت والده في رئاسة الحكومة؟