المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 27 شباط/2010

إنجيل القدّيس متّى18/23-35

لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن. فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن. وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك. فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك. فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ. ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى. حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟! وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه. هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

 

واشنطن ترد بسرعة على قمة نجاد- الأسد:سوريا تتعرض للتهميش إن لم تغير موقفها من إيران

 الخميس, 25 فبراير 2010 /يقال نت/اعتبر المتحدث بإسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن "على سوريا تغيير موقفها من حليفتها إيران تحت طائلة التعرض للتهميش"، وقال راولي للصحافيين في واشنطن: "في تقييمه لمصالح سوريا على المدى الطويل، ما على الرئيس السوري (بشار الأسد) سوى إلقاء نظرة حوله في المنطقة ليُدرك ان سوريا تزداد تهميشاً"، مضيفاً: "نريد رؤية سوريا تلعب دوراً بنّاءً أكبر في المنطقة". وتابع كراولي: "ستكون مرحلة بالنسبة الى سوريا لتقول فيها بوضوح إن على إيران تغيير تصرفها، ومع الأسف، لم يحصل ذلك".

 

احمدي نجاد يلتقي السيد نصر الله والاسد يولم للوفد الايراني ولوفد حزب الله 

تقرير خاص قناة المنار – علي بدوي /26/02/2010 

أقام الرئيسُ السوري بشار الاسد مأدُبَةَ عَشاءٍ على شرفِ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بحضورِ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والوفدِ المرافق وعددٍ من المسؤولينَ الايرانيين والسوريين. وسبق العشاء لقاء بين الرئيسُ الايراني والامينَ العام لحزب الل تطرق البحثُ خلاله الى التهديداتِ الاسرائيليةِ المتكررةِ للبنانَ وسوريا.

كأن اللقاءات الثنائية لم تكن كافية لايصال الرسائل من زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى دمشق. فكان لقاء ثلاثي الاقطاب كثير الدلالات حمل العناوين المطروحة على مساحة المنطقة زمن التحديات الكبرى. ومن على مائدة واحدة جمعت الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد  والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كانت الرسالة تؤكد وحدة الموقف وان التهديدات الاسرائيلية للبنان وسوريا لا تزيد دول الممانعة الا قوة وصلابة في مواجهة الاخطار. الى جانب ذلك كان اللقاء بين   الرئيس احمدي نجاد والسيد نصر الله بحضور، رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك ورئيس المكتب السياسي السيد ابراهيم امين السيد والمعاون السياسي للامين العام حسن الخليل ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي والسفير الايراني في سوريا احمد الموسوي وعدد من المسؤولين السوريين. الرئيس الايراني وخلال زيارته دمشق ألتقى وفداً من قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية للاشارة الى انه القيادة السورية ماضيان في دعم المقاومة في مواجهة التهديدات الاسرائلية. الزيارة التاريخية للرئيس الايراني لسوريا كانت مناسبة لزيارة عتباتها المقدسة وبعد مرقد السيد زينب عليها السلام حظي الرئيس الايراني خلال زيارته مرقد السيدة رقية بنت الامام الحسين عليهما السلام باستقبال من الشعب السوري الذي ابى الا ان يرحب بالضيف الكبير على طريقته الخاصة اي بمزيد من الاشادة والتأييد لمواقفه الحازمة بوجه التهديدات الاسرائيلية.

 

لقاء بين الاسد ونجاد ونصرالله بحث في التهديدات الاسرائيلية

نهارنت/ناقش الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي يزور سوريا، في لقاءات مع قيادات لبنانية وفلسطينية معارضة، قضايا متصلة بالاوضاع في المنطقة. وشملت زيارة نجاد في العاصمة السورية لقاءات مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله . واوضحت وكالة سانا السورية ان اللقاء جاء خلال مادبة عشاء اقامها الرئيس السوري بشار الاسد على شرف احمدي نجاد بمناسبة زيارته الى دمشق. وحضر المادبة ايضا بحسب سانا "أعضاء الوفدين الرسميين السورى والايرانى وعدد من المسؤولين السوريين والوفد المرافق للسيد نصر الله". اما قناة "المنار" فقد اكدت ان نصر الله التقى احمدي نجاد وتطرق معه الى "اخر التطورات في المنطقة والتهديدات الصهيونية المتكررة ضد لبنان وسوريا".

والتقى نجاد ايضا قادة فصائل المعارضة الفلسطينية بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، وامين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة احمد جبريل، والمسؤول الثاني في الجهاد الاسلامي زياد نخالة اضافة الى فهد سليمان من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين . واكد نجاد أن "المقاومة هي الخيار الناجح لتحرير الارض". وجدد "وقوف ايران بكل قوة الى جانب الشعب الفلسطيني لتحرير ارضه". واوضح مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر الذي شارك في اللقاء لوكالة فرانس برس أن الحديث تناول "التهديدات الاسرائيلية التي توجه الى سوريا ولبنان وفلسطين وايران". وكان الرئيسان السوري والايراني أظهرا وحدة مواقفهما في قمة جمعتهما في دمشق. وشدد الأسد على أن دعم المقاومة هو واجب أخلاقي ووطني في كل بلد وشرعي. واكد على "ضرورة ان نبقى مستعدين لاي عدوان اسرائيلي قد يتم لأي سبب". واضاف الاسد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نجاد، "نحن أمام كيان قد يقوم بعمل عدواني في أي وقت، ونحن نقوم دائما بتحضير أنفسنا لعدوان اسرائيلي سواء كان كبيرا أو صغيرا"، ورأى أن هذه التصريحات قد تكون رسالة لسوريا والتيار المقاوم لدفعه للخضوع، ورسالة للداخل الاسرائيل لرفع معنوياته". ورأى الاسد انه " لا يوجد لنا خيار الا ان نكون مع بعضنا البعض والقرار المستقل يحوّلنا من مستوردي المستقبل الى صناع له".

وردّ الاسد على وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، سأل الأسد "كيف يتحدثون عن السلام وكل الأشياء الجميلة ويدعون للابتعاد بين دولتين؟"، معتبرا أنه في هذه الحالة وإذا كان الهدف هو الاستقلال فنحن بحاجة أكثر لتعزيز العلاقات، متمنيا على الجميع عدم إعطائنا دروسا عن منطقتنا "نحن نعرف مصلحتنا ونشكرهم على نصيحتهم".

اما الرئيس الايراني فاكد ان "العلاقات بين سوريا وإيران لن يمسها أي ضغط ومنطقتنا وعامل الوقت يعمل لصالح شعوب المنطقة وإسرائيل سائرة نحو الزوال وفلسفة وجودها قد انتهت". ورأى ان "على إسرائيل العودة الى رشدها والإعتراف بحقوق شعوب المنطقة"، مؤكدا ان الأواصر بين شعوب المنطقة تتوثّق، وكذلك الأمر بالنسبة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية.

واعتبر ان شعوب المنطقة تعلم انه "اذا قررت اسرائيل اعادة اخطائه فان موتها سيكون حقيقياً ولبنان وسوريا والعراق وايران سيتصدون له "، لافتاً الى ان الشرق الأوسط الجديد سيصل الى الحياة اي الشرق الاوسط الخالي من الصهاينة "وهي إرادة إلهية ستتحقق".

 

وفد "تجمع العلماء المسلمين" التقى الرئيس الايراني في سوريا احمدي نجاد: زوال اسرائيل بات قريبا وحتميا

وطنية - 26/2/2010 صدر عن تجمع العلماء المسلمين البيان الآتي: "زار وفد من تجمع العلماء المسلمين سوريا حيث التقى الرئيس الايراني الدكتور محمود احمدي نجاد. وقد القى رئيس الهيئة الادارية الشيخ حسان عبد الله كلمة امام الرئيس الايراني اكد فيها ان الخطر الكبير الذي يتهدد الامة الاسلامية اليوم هو الخطر الصهيوني الذي يعمل على نشر الفتنة بأنواعها المذهبية والعرقية كافة وان الطريق الوحيد لاجهاض مخططات هذا العدو هو الوحدة بين مكونات الامة واهمها الوحدة الاسلامية وكذلك الوحدة الوطنية. واكد ان تجمع العلماء المسلمين واجه منذ بداية تأسيسه والى اليوم مخططات الفتنة وكان يخرج في كل مرة اقوى مما سبق ولم تزده التجربة الا قوة وصمودا. بدوره، اكد الرئيس نجاد اهمية الوحدة بين ابناء الامة كافة وانها الطريق لقوة هذه الامة ومنعتها، كما بشرنا بان الجمهورية الاسلامية الايرانية انجزت كل مراحل التطور العلمي والتكنولوجي ولم يعد هناك من مجال للتراجع بل سيستمر التقدم الى الامام دائما. وبشرنا ايضا بان النصر وزوال دولة اسرائيل بات قريبا وحتميا وان هذا الكيان الغاصب ليس لديه قابلية للاستمرار فهو الى زوال لانه لم يعد يملك امكان الاستمرار وفقد المناعة التي تمكنه من البقاء" .

 

كلينتون: توقعات واضحة من السوريين بشأن العراق لبنان والسلام في المنطقة

نهارنت/حددت الخارجية الاميركية التوقعات التي تنتظرها من سوريا في خلال الفترة المقبلة، على رأسها المساعدة على استقرار العراق، والعمل على إحلال السلام في الشرق الأوسط، وحماية استقلال لبنان وسيادته. وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في جلسة أمام الكونغرس الأميركي، الخميس، أن "إعادة السفير إلى سوريا ليس مكافأة لسورية، بل هو قرار يخدم مصلحتنا الوطنية". واضافت "نحن ملتزمون بالتوضيح للسوريين ما نتوقعه منهم، ووجود سفيرنا في دمشق سيمكننا من توضيح تلك التوقعات". ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مسؤولين اميركيين اعتبارهم "أن قرار إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تكثيف الحوار مع الحكومة السورية، بما في ذلك بعث مسؤولين رفيعي المستوى إلى دمشق، وإعادة السفير الأميركي إليها لا يعني انتهاء نقاط الخلاف مع سورية، بل بحث طريقة أخرى لحلها ضمن أجندة السياسة الخارجية الأميركية". وفي معرض شرحها لدعوة كلينتون سوريا ل"بدء الابتعاد عن إيران"، أوضحت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية للصحيفة ان "ليس لبلادها اعتراض على علاقة صحية ثنائية بين إيران وسورية"، انما مشكلتها مع جوانب العلاقات الإيرانية - السورية التي تضعف السلام والأمن الإقليمي".  وعبّر المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي، عن استمرار قلق واشنطن من السلوك السوري، إذ أكد أن الرئيس السوري بشار الأسد "يحتاج فقط إلى أن ينظر حوله في المنطقة ليدرك أن سوريا يزداد بعدها عن المنطقة بشكل متزايد". ورأى "ان على سوريا تغيير موقفها من حليفتها ايران تحت طائلة التعرض للتهميش"، مشيرا الى رغبة بلاده في "رؤية سوريا تلعب دورا بناء اكبر في المنطقة". وتوقعت الصحيفة ان يتم تجديد العقوبات الاميركية على سوريا، مشيرة الى ان "الإدارة الأميركية تعتبر أن سياسات سوريا مثل دعم حماس و"حزب الله" ما زالت تشكل حاجة إلى هذه العقوبات". وأوضحت المسؤولة الأميركية للصحيفة "ما زلنا نشجع الشركاء في المنطقة للسعي وراء استراتيجية مماثلة تجاه سورية وإيران". ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين في سوريا أن المبعوث الأميركي جورج ميتشل أثار مسألة مساندة سوريا ل"حزب الله" خلال اجتماع مع الأسد الشهر الماضي. واضاف الدبلوماسيون إن الدعم السوري ل"حزب الله" كان النقطة الشائكة الرئيسية في مساعي التقارب بين سوريا والولايات المتحدة التي بدأت في كانون الثاني عام 2009.

 

الحريري الى قطر الاحد

نهارنت/يقوم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الأحد المقبل، بزيارة رسمية إلى دولة قطر تستمر يومين، يلتقي خلالها أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعددا من كبار المسؤولين، ويبحث معهم في آخر المستجدات الإقليمية والدولية، اضافة الى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين . ويرافق رئيس الحكومة بحسب ما أوضح المكتب الاعلامي للحريري وفد رسمي يضم :الوزير السابق باسم السبع، والمستشار محمد شطح، ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار الإعلامي هاني حمود. 

 

البطريرك صفير التقى وفدا حزبيا اوروبيا ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات

وطنية - 26/2/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وفدا من جمعية "DAMYC"، وهي جمعية اوروبية تضم في صفوفها كل الاحزاب اليمينية، واليمينية الوسطية والديموقراطية في اوروبا.

ويزور الوفد لبنان حاليا من ضمن برنامجه السنوي، وهو يحل ضيفا على دائرة العلاقات الخارجية في مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية.

وقال احد اعضاء الوفد: "ان القوات اللبنانية وفي اطار العمل على هيكلتها الجديدة تسعى لان تصبح عضوا في إطار العلاقات الدولية مع المجتمع الدولي".

وتابع:" استمع الوفد من البطريرك صفير الى وجهة نظره بالنسبةالى الاوضاع العامة في لبنان، والى دور المسيحيين فيه وفي المنطقة، والى رؤيته لدور الشباب اللبناني المستقبلي".

بعدها، التقى البطريرك صفير المونسينيور ميشال فريفر الذي قدم له نسخة من كتابه الجديد لمناسبة السنة الكهنوتية بعنوان "الكاهن في رحاب الحقيقة".

ومن الزوار ايضا، وفد من رؤساء بلديات ومخاتير قرى رميش، القوزح، عين ابل ودبل مع الكاهن نجيب العميل، أطلع البطريرك على الاوضاع الاجتماعية والانسانية والامنية لابنائه في المنطقة الحدودية، واستمع الى توجيهاته. كما، وجه الخوري العميل باسم الوفد الدعوة الى البطريرك صفير لزيارة المنطقة في الوقت الذي يراه مناسبا. وظهرا، استقبل البطريرك صفير الوزير السابق جان عبيد وعرض معه التطورات والمستجدات على الساحة الداخلية. وقد استبقى البطريرك صفير عبيد الى مائدة الصرح. ومن الزوار ايضا، المهندس انطوان المعوشي، الذي عرض مع البطريرك صفير لقضايا ومشاريع إنمائية في الديمان، ثم رئيس كاتدرائية مار جرجس - بيروت الخوري اغناطيوس الاسمر.

 

قيادة الجيش نعت الجندي الشهيد عيسى شومان

وطنية- نعت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، الجندي الشهيد عيسى قاسم شومان، الذي استشهد بتاريخ 26/2/2010، اثناء قيامه بالواجب العسكري، وفي ما يلي نبذة عن حياته: - من مواليد 3/6/1988، سرعين- قضاء بعلبك. - تطوع في الجيش بتاريخ 26/2/2008. - حائز على عدة أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته. - عازب. - استشهد بتاريخ 26/2/2010. يقام المأتم بتاريخ 26/2/2010 الساعة 16,00 في بلدة سرعين الفوقا- قضاء بعلبك، ويوارى الثرى في جبانةالبلدة.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده وطيلة ايام الاسبوع في منزل والده قرب الحسينية في البلدة المذكورة".

 

الرئيس الحريري عرض التطورات مع وزير خارجية السويد ويزور قطر الأحد مع وفد رسمي للقاء أمير الدولة ورئيس مجلس الوزراء

الوزير بيلدت: ندعم سيادة لبنان ووحدته وجهود الإصلاحات الضرورية له

وطنية - 26/2/2010 استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم في "بيت الوسط" وزير خارجية السويد كارل بيلدت والوفد المرافق له وعرض معه التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

بعد الاجتماع قال الوزير السويدي: "أجريت محادثات جيدة وبناءة مع رئيس مجلس الوزراء، وزيارتي تندرج في اطار جولة في الشرق الأوسط للتعبير عن تضامننا مع لبنان وحكومته ولتقديم التهنئة بإنجاز الانتخابات وتشكيل الحكومة وتقديم دعمنا لسيادة لبنان ووحدته وأيضا لجهود الإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية للبنان. وتطرقنا أيضا إلى الوضع في المنطقة والقلق الذي نتشاطره نظرا إلى عدم إحراز تقدم في العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنه لمن الضروري على الإسرائيليين والفلسطينيين وكل المنطقة التوصل إلى إنجاز تقدم ثابت في عملية السلام مبني على أساس قيام دولتين بحسب قرارات مجلس الأمن، وهذا يجب أن يشكل الأولوية للديبلوماسية الدولية".

سئل: ما تقويمك للوضع في لبنان والمنطقة؟ أجاب: "أعتقد أن لبنان حقق تقدما من خلال إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة، والآن يجب السير في الإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية والتي تحظى بدعم المجتمع الدولي وتشكل جزءا من مؤتمر الدول المانحة الذي شاركت فيه شخصيا قبل ثلاث سنوات. لذا نأمل المضي قدما ونعبر عن دعمنا لذلك. أما بالنسبة إلى المنطقة، فإنها تشهد حالات توتر متزايدة وذلك بسبب عدم إحراز تقدم في عملية السلام، إضافة إلى ازدياد التوتر في الملف الإيراني".

سئل: هل تخشون أي ضربة ضد إيران؟ أجاب: "ليس فورا ولكن تزايد الاحتقان في المنطقة يؤدي إلى توتر ومناورات مختلفة، وهذا بحد ذاته قد يؤدي إلى تطورات جديدة وتزايد التوتر، وهذا ما لا نريده في المنطقة".

زيارة قطر من ناحية أخرى، يزور الرئيس الحريري الأحد المقبل دولة قطر في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعددا من كبار المسؤولين، ويبحث معهم في المستجدات الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. يرافق الرئيس الحريري وفد رسمي يضم الوزير السابق باسم السبع والمستشار محمد شطح ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار الإعلامي هاني حمود.

 

وزارة الداخلية اوضحت ما ورد في جريدة "السفير" حول التنصت : حريصون على تطبيق القانون وحفظ صلاحيات الوزارات المعنية وعدم السير بأي طلب من شأنه ان يمس بالسيادة الوطنية او الامن الوطني

وطنية - 26/2/2010 صدر عن وزارة الداخلية البيان الآتي: "توضيحا لما ورد في جريدة "السفير" في صفحتها الاولى (العدد الصادر في 26/2/2010)، يهم وزارة الداخلية والبلديات ان تؤكد الآتي:

1- تجزم الوزارة بأن جميع معاملات إعتراض المخابرات الهاتفية يتم التدقيق فيها وفقاً لما يفرضه القانون الرقم 140/99 وقرارات مجلس الوزراء المتعاقبة بهذا الشأن. ويشترك في هذا التدقيق، وفقاً للنص القانوني، كل من وزيري الدفاع والداخلية والبلديات (بحسب مصدر الطلب) ووزير الإتصالات بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء.

2- إن الطلب المشار اليه في الخبر لا يدخل ضمن إطار إعتراض المخابرات او التنصت، وإنما هو يتعلق بإستمارة وردت الى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي من "مكتب تنفيذ البرامج لسلطات إنفاذ القانون الدولية" في السفارة الاميركية. وقد أحيل الطلب الى وزارة الاتصالات دون اية موافقة او رأي مسبق، حفاظاً لصلاحية وإختصاص تلك الوزارة، وقد ورد حرفياً في إحالة وزير الداخلية والبلديات الى جانب وزارة الاتصالات في 29/4/2009: "نودعكم ربطاً كتاب المديرية العامة لقوى الامن الداخلي رقم: 11264/206 ش2 تاريخ 9/4/2009 ، المتعلق بطلب مكتب تنفيذ البرامج لسلطة إنفاذ القانون الدولية في السفارة الاميركية في لبنان تعبئة الاستمارة المرفقة ربطاً من قبل وزارة الاتصالات، للتفضل بالاطلاع والمقتضى وفقاً لما ترونه مناسباً".

3- يبدو واضحاً ان وزارة الداخلية والبلديات وكذلك المديرية العامة لقوى الامن الداخلي لم تقرنا الإحالة بأية موافقة او رأي مسبق بل تركتا الامر لوزارة الاتصالات، صاحبة الصلاحية والاختصاص، وورد صراحةً في الاحالة ترك الامر وفقاً لما تراه الوزارة.

4- وبعد ورود رأي وزارة الاتصالات بعدم الموافقة قررت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي إبلاغ الجهة المستدعية (مكتب التدريب في السفارة الاميركية) بعدم امكانية تعبئة الاستمارة وتم الغاء برنامج التدريب الذي طلبت الاستمارة لغاياته.

5- إزاء كل ما تقدم، تؤكد وزارة الداخلية والبلديات حرصها الشديد على التزام تطبيق القانون وحفظ صلاحيات الوزارات المعنية وعدم السير بأي طلب من شأنه ان يمس بالسيادة الوطنية او الامن الوطني او حقوق المواطنين وحريّاتهم بأي شكل من الاشكال ومن أي مرجع ورد. وتتمنّى الوزارة على وسائل الاعلام مراجعتها في أي أمر يتعلق بها قبل نشره في شكل قد يؤدي الى التباس او ارباك او تحوير للحقيقة، وخصوصاً ان هذه الوزارة قد اعتمدت وستستمر باعتماد مبدأ الشفافية المطلقة تحت سقف القانون.

 

اثيوبيا تحذر لبنان من تضليل التحقيق وإطلاق الدعوى الأولى في ملف التعويضات

نهارنت/حذر وزير النقل والاتصالات الاثيوبي دريبا كوما الحكومة اللبنانية مما سماه مغبة اعاقة التحقيق في اسباب سقوط الطائرة الاثيوبية "بغرض الحصول على مكاسب سياسية رخيصة على حساب عملية التحقيق". واضاف في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاثيوبية "ان الحكومة الاثيوبية طلبت من رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) وامينها العام، التدخل في النزاع القائم مع الجانب اللبناني في هذا الصدد". وجدد مطالبة حكومته لنظيرتها اللبنانية ب"وقف تزويد وسائل الاعلام معلومات خاطئة ومضللة حول حادث تحطم الطائرة المنكوبة"، مشيراً الى ان رئيس المنظمة الدولية وامينها العام "ردا ايجاباً على طلب اثيوبيا التدخل في النزاع". وامل في "ان تلتزم الحكومة اللبنانية قوانين المنظمة الدولية للطيران المدني ولوائحها"، معرباً عن ثقته بالاعلان عن سبب تحطم الطائرة وفقاً لتلك اللوائح والقوانين، بعد تحليل معلومات الصندوقين الاسودين. وشدد على ان اثيوبيا لن تقبل اي تقارير لا تراعي تلك القوانين. ويذكر ان شركة الطيران الاثيوبية اصدرت مطلع الاسبوع بيانين، رفضت فيهما ما سمتها "نظرية الخطأ البشري"، مذكرة بفرضية العمل الارهابي.

وكان وزير الاعلام طارق متري استقبل الاربعاء وفداً ديبلوماسياً اثيوبياً بحث معه في ملف الطائرة، واشارت صحيفة "النهار" الى ان الوفد الاثيوبي تمنى لو جرى التعامل مع الحادث بتحفّظ اكبر واحترام لمشاعر الجميع، معتبراً ان الكارثة اصابت لبنان واثيوبيا على حد سواء.

وقد ابلغ متري الوفد الموقف الرسمي اللبناني وهو ان الحكومة ليست مسؤولة عما يصدر من هنا وهناك، وان الكلام الرسمي سيصدر بناء على تقرير لجنة التحقيق ولن تعلنه الحكومة الا بعد لقاء رئيس الحكومة ذوي الضحايا. في هذا الوقت، تنتظر الحكومة اللبنانية انجاز تقرير اللجنة الفنية، ومن المقرر ان يلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري الثلاثاء المقبل ذوي ضحايا الطائرة لوضعهم في "اجواء التقرير الأولي للجنة التحقيق الفنية الدولية قبل إعلانه، وقبل إصدار التقرير التفصيلي الذي أعدّته الحكومة"، على ما اعلن وزير الاعلام طارق متري بعد جلسة الاربعاء لمجلس الوزراء. وتناول النقاش بنودا تتعلق بطرح موضوع تخصيص مكافآت مالية للموظفين الذين عملوا في عمليات الإنقاذ للطائرة الأثيوبية المنكوبة.

وتمت الموافقة بعد نقاش مطول على "تأجيل البحث إلى ظروف أفضل خصوصاً وان هناك وجهات نظر متباينة حول الموضوع من منطلق أن عملية دفن الضحايا لم تنته بعد، ولا يجوز الحديث عن هذه القضية في هذا الوقت تحديداً". في غضون ذلك، سجلت خطوة أولى في ملف تعويضات ضحايا الطائرة، وقام ممثلون عن المؤسسات القانونية الأميركية والبريطانية بمقابلة معظم الأهالي، عارضين خدماتهم في مقابل أتعاب هي عبارة عن نسب تتراوح ما بين 20 و33 في المئة من قيمة التعويضات عند انتهاء المحاكمات.

وباشرت "مؤسسة ريبيك القانونية" في الولايات المتحدة الاميركية رفع الدعاوى ضد شركة "بوينغ" والخطوط الاثيوبية، بعد حصولهما على توكيلين عن ذوي الضحيتين جمال علي خاتون من لبنان وتيلاهو هابت ميريم من أثيوبيا. 

 

كاسيزي يرفع تقريره الاول مستندا الى العناصر التشكيلية للمحكمة

نهارنت/يستعد رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أنطونيو كاسيزي لتقديم تقريره السنوي الأول إلى الأمين العام للأمم المتحدة. واوضح مصدر فرنسي لصحيفة "السفير" أن التقرير "سيتحدث عن العناصر التشكيلية للمحكمة، بعد عام على إطلاقها من إدعاء ودفاع وغرف وقلم، والبنى التحتية، والأوضاع المالية وطريقة عملها والتعديلات التي أدخلت عليها، ومجموعة الاتفاقات التي استطاعت إبرامها مع المنظمات الدولية كالأنتربول، لتبادل المعلومات". واضاف المصدر أن كاسيزي "سيركز في تقريره بشكل خاص على صعوبة التحقيق في قضية معقدة كجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من دون أن يسهب في تقديم أي معلومات عن النتائج التي توصل إليها، او أن يناقش الفرضيات التي توصل إليها وما نشرته بشأنها وسائل إعلام غربية ، ك "دير شبيغل" أو "الفيغارو"، تاركا مهمة الاعلان "عن مآلات التحقيق إلى المدعي العام الدولي دانيال بلمار، وهي مهمته الحصرية".

ودعا المصدر إلى "عدم تفسير غياب الإشارة إلى النتائج في هذه المرحلة بغير ذلك، أو ان التحقيق الذي يقوده بلمار لا يتقدم، أو ان المحققين لا يقومون بعملهم".

واذ لفت المصدر الى أن "بلمار لا يجد في قوائم المحكمة ما يدعوه إلى التحدث إلى الإعلام عن عمله أو عن نتائج التحقيق"، لم يستبعد "إصدار تقرير عن التحقيق عندما يحين الوقت المناسب لذلك". ولاحظت صحيفة "السفير" ان "المحكمة لا تزال بانتظار تعيين خلف لرئيس فريق المحققين نجيب كالداس الذي انتهى عقد عمله لدى المحكمة الاربعاء. واضافت انه "بدءا من اليوم، يحل نائب رئيس قلم المحكمة هيرمان فون هيبل، رئيساً بالوكالة محل دايفيد تولبرت المستقيل". 

 

 اسرائيل تنهي تدريبات عسكرية وترى خطورة كبيرة في تسلح "حزب الله"

نهارنت/ترجمت اسرائيل العبر التي استخلصتها من حرب لبنان 2006 والحرب على غزة، ميدانيا من خلال تدريبات عسكرية واسعة اختبرت فيها انظمة قتالية، في حين تابعت سياسيا جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي المعمق مع الولايات المتحدة والذي يتناول مختلف القضايا الإقليمية والدولية. عسكريا، حاكى التدريب العسكري الذي أنهاه الجيش الاسرائيلي الخميس وشارك فيه عدد كبير من جنود وضباط الاحتياط، سيناريوهات عسكرية مختلفة، واختبر حسب الناطق العسكري الاسرائيلي "أساليب قتالية وأنظمة تعاون بين قوات البر والجو والبحر وقدرات القيادات العسكرية وفقا لمخططات مختلفة". واكد رئيس اركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي ان "التدريبات العسكرية هي المسارات التنفيذية المركزية للجيش الإسرائيلي لتحسين جهوزيته"، موضحاً "أنه تدريب القيادات السادس الذي نجريه منذ حرب لبنان الثانية. هذه التدريبات تمكننا من الاستعداد للخطط والسيناريوهات المحتملة وتحسين جهوزيتنا من أجل تطبيق عِبَر حرب لبنان الثانية والرصاص المسكوب". وشدد أشكنازي على أن "إسرائيل ليست معنية بحدوث تدهور في المنطقة لكننا نتابع ما يحدث عن كثب ونحرص على الحفاظ على الجيش مستعداً ورادعاً ومتأهباً"، مشيراً إلى أنه راضٍ عن "التقدم الذي أظهرته القوات وعن تفعيل القيادات والقوات ذات العلاقة". سياسيا، عقدت في وزارة الخارجية الإسرائيلية الخميس، جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي نصف السنوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد ترأس الوفد الأميركي نائب وزيرة الخارجية الأميركية، جيمس ستاينبرغ، فيما ترأس الجانب الإسرائيلي نائب وزير الخارجية داني أيالون، بمشاركة ممثلي قطاعات أخرى، اقتصادية وعسكرية وأمنية، أميركية وإسرائيلية.

وانعقد اللقاء في وقت بحث وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مع نظيره الاميركي روبرت غيتس في واشنطن، حسب ديوان باراك، قضايا تتعلق ب "المحور الراديكالي"، إيران، سوريا، "حزب الله" في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد في دمشق. وابلغ باراك غيتس أن "إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى استمرار التسلح المكثف من جانب "حزب الله"، وفي الأساس السلاح الصاروخي الذي لا هدف له سوى ضرب المدنيين في إسرائيل الأمر الذي يعني إرهاباً من أجل الإرهاب".

 

بيلدت: ندعم سيادة لبنان وجهود الإصلاحات الضرورية له

نهارنت/رأى وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت أن لبنان حقق تقدما من خلال إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة، مشدداً على ضرورة السير في الإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية والتي تحظى بدعم المجتمع الدولي وتشكل جزءا من مؤتمر الدول المانحة الذي شاركت فيه شخصيا قبل ثلاث سنوات. وقال بيلدت بعد اجتماعه برئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط: ""أجريت محادثات جيدة وبناءة مع رئيس مجلس الوزراء، وزيارتي تندرج في اطار جولة في الشرق الأوسط للتعبير عن تضامننا مع لبنان وحكومته ولتقديم التهنئة بإنجاز الانتخابات وتشكيل الحكومة وتقديم دعمنا لسيادة لبنان ووحدته وأيضا لجهود الإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية للبنان. وأضاف: "تطرقنا أيضا إلى الوضع في المنطقة والقلق الذي نتشاطره نظرا إلى عدم إحراز تقدم في العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنه لمن الضروري على الإسرائيليين والفلسطينيين وكل المنطقة التوصل إلى إنجاز تقدم ثابت في عملية السلام مبني على أساس قيام دولتين بحسب قرارات مجلس الأمن، وهذا يجب أن يشكل الأولوية للديبلوماسية الدولية". وأكد بيلدت أنّ المنطقة تشهد حالات توتر متزايدة وذلك بسبب عدم إحراز تقدم في عملية السلام، إضافة إلى ازدياد التوتر في الملف الإيراني، مشيراً الى ان تزايد الاحتقان في المنطقة يؤدي إلى توتر ومناورات مختلفة، وهذا بحد ذاته قد يؤدي إلى تطورات جديدة وتزايد التوتر، وهذا ما لا نريده في المنطقة". كما عرض بيلدت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للتطورات والأوضاع الراهنة، حيث أعرب عن سروره بلقاء بري، وأكّد أنّه جاء الى لبنان "من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعبير عن دعمنا للبنان ولسيادته وتقدمه واستقراره السياسي والاقتصادي، وهذا مهم ليس للشعب اللبناني فحسب بل ايضا للمنطقة والعالم". وأضاف في حديث للصحافيين إثر اللقاء أنّ البحث تناول "الوضع في المنطقة، خصوصاً بما يتعلق بعدم تقدم عملية السلام على المسار الإسرائيلي ـ الفلسطيني"، وأمل "أن يكون هناك امكانية في احراز تقدم على هذا المسار". كما عبّر عن اعتقاده بأنّ "الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الحكومة سلام فياض، شريكان حقيقيان للسلام مع إسرائيل، وهذه فرصة تاريخية لإسرائيل". 

 

رئيس الجمهورية انهى زيارته الرسمية لموسكو وعاد بعد الظهر الى بيروت:

لبنان اثبت بنجاح مقدرته على رفع تحدي العيش على قاعدة الوفاق والحوار

مفاهيم التعدد والتنوع والتفاعل والانصهار هي من الثوابت التاريخية للشعوب ويجب تحصينها لانها وحدها الكفيلة بالحفاظ على قيم السلام والعدل والمساواة

جامعة موسكو ومعهد "مغيمو" التابع لها منحا الرئيس سليمان دكتوراه فخرية لمساهمته في تدعيم أسس السلام وتوطيد التعاون الدولي وعلاقات الصداقة بين الامم

السلطات الروسية استجابت لطلب الجانب اللبناني استبدال طائرات "ميغ 29" بطوافات من طراز "مي 24" المتطورة لسد حاجة الجيش الملحة لهذا النوع

وطنية - 26/2/2010 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان لبنان اثبت مقدرته بنجاح على رفع تحدي العيش على قاعدة الوفاق والحوار الذي يواجهه العديد من المجتمعات القائمة على التعددية، مشيرا الى ان مفاهيم التعدد والتنوع والتفاعل والانصهار هي من الثوابت التاريخية للشعوب ويجب تحصينها لانها وحدها الكفيلة بالحفاظ على القيم الحقيقية للسلام والعدل والمساواة بين مختلف المجموعات والحضارات.

وشدد الرئيس سليمان على ضرورة وضع ضوابط أخلاقية للنظام الرأسمالي العالمي بحيث يصبح اقل تفلتا واكثر رحمة، وجاءت الازمة المالية العالمية لتؤكد ضرورة التعاضد والتعمق في مفهوم ادارتنا العامة للمشاكل العالمية بما يكفل تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المناسب لشعوبنا.

ولفت الى ان المعالجات يجب ان تتم برؤى ثابتة مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخ الحضاري لكل مجتمع بشري.

واشاد الرئيس سليمان بالعلاقات التي تجمع لبنان بروسيا منذ القدم، كونها وريثة الاتحاد السوفياتي من الناحية السياسية، داعيا الى ارساء علاقات مستقرة ومستدامة بين الجانبين نظرا الى الدور الذي يمكن ان تلعبه روسيا في التوصل الى حل سلمي لازمة الشرق الاوسط.

وتطرق رئيس الجمهورية الى التعاون العسكري بين بيروت وموسكو مشيدا بالمساعدات التي قدمتها روسيا للجيش اللبناني واهمها الاستعداد لتقديم 10 طائرات من طراز "ميغ 29" كهبة لسلاح الجو اللبناني، ما ساهم في ضرورة توقيع اتفاق تعاون عسكري يرتكز على تزويد الجيش بالعتاد وتدريب العسكريين والضباط.

المساعدات العسكرية ومتابعة للملف العسكري بين الجانبين، وبناء على طلب الجانب اللبناني الذي قام بدراسات تقنية ومهنية تتعلق بالهبة الروسية المقدمة لسلاح الجو، وافقت السلطات الروسية على استبدال المساعدة العسكرية من طائرات "ميغ 29" بطوافات عسكرية من طراز "مي 24" المتطورة والتي تعتبر من اهم الطوافات العسكرية في الصناعة الروسية، وذلك لسد حاجة الجيش الملحة لهذا النوع من المروحيات خصوصا مع تزويدها بصواريخ خاصة بها.

وكان الجانب اللبناني استند في طلبه الى دراسة كانت اجرتها قيادة الجيش عن طائرات الميغ حيث تبين ان الحاجة الملحة للجيش في الوقت الراهن هي هذا النوع من الطوافات العسكرية المجهزة بصواريخ ووسائل قتال دفاعية متطورة.

مجلس الدوما وكان رئيس الجمهورية استهل يومه الاخير في موسكو بزيارة الى مقر مجلس الدوما الذي زاره صباحا، والتقى رئيسه السيد بوريس غريزلوف في مقر المجلس حيث شدد على الاهمية التي يوليها كافة المسؤولون الروس وعلى رأسهم الرئيس ديمتري ميدفيديف لزيارة رئيس الجمهورية اللبنانية، مجددا إلتزام بلاده الوقوف الى جانب لبنان ودعم سيادته واستقلاله.

وشدد على اهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس سليمان الى موسكو خصوصا وانها الاولى لرئيس لبناني منذ اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، علما ان الاتحاد السوفياتي كان من اولى الدول التي اعترفت باستقلال لبنان عام 1943، كما ساعد دوما لبنان على ايجاد الحل للمشاكل التي اعترضته، واثنى على مساهمة الرئيس سليمان الشخصية في بناء مؤسسات الدولة في لبنان وفق النهج الذي يسير عليه منذ تسلمه مقاليد الرئاسة.

من جهته، شكر رئيس الجمهورية القيادة الروسية على حفاوة الاستقبال، واكد على اهمية ارساء علاقات مستقرة ومستدامة مع روسيا نظرا الى الدور الذي يمكن ان تلعبه موسكو في مسألة الحل السلمي في الشرق الاوسط، خصوصا وان لبنان انتخب عضوا غير دائم في ملجس الامن لعامي 2010-2011.

واشاد بالمساعدات والهبات التي قدمتها روسيا للجيش اللبناني واهمها الاستعداد لتقديم 10 طائرات من طراز "ميغ 29" كهبة لسلاح الجو اللبناني، ما ساهم في ضرورة توقيع اتفاق تعاون عسكري يرتكز على تزويد الجيش بالعتاد وتدريب العسكريين والضباط. معهد "مغيمو"

ثم انتقل الرئيس سليمان والوفد المرافق الى مقر معهد "مغيمو" الدولي الروسي للدراسات الاستراتيجية والديبلوماسية والسياسية التابع للخارجية الروسية، في إحدى ضواحي موسكو وكان في استقباله عند المدخل رئيس الجامعة اناتولي توركونوف ونائبه السيد فرابيوف وتوجه برفقتهما الى مكتب رئيس الجامعة الذي رحب به، عارضا له ملخصا عن تاريخ المعهد الذي يعتبر من أهم المعاهد لتخريج الديبلوماسيين والسياسيين في روسيا. كما عرض له نبذة عن كبار المحاضرين الذين استضافهم المعهد ومن بينهم الرئيسين الاميركيين جورج بوش الاب وبيل كلينتون والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركيل والامين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان، كما استعرض وإياه صور كبار قادة العالم أثناء منحهم الدكتوراه الفخرية من المعهد وابرزهم ملك الاردن، ولي العهد السعودي، سلطان بروناي، الرئيس المصري، الرئيس القبرصي والشهيد الرئيس رفيق الحريري.

منح شهادة الدكتوراه بعدها إنتقل الجميع الى قاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة حيث دخل رئيس الجمهورية برفقة رئيس الجامعة وسط تصفيق الحضور.

وألقى السيد توركونوف كلمة ترحيبية بالرئيس عبر فيها عن أهمية زيارة رئيس جمهورية لبنان الى جامعة موسكو وسعادة القيمين على المعهد من اساتذة وطلاب بمنح شهادة الدكتوراه الى الرئيس سليمان واصفا الرئيس سليمان بالشخصية الاساسية البارزة في لبنان الذي وصل الى سدة الرئاسة من قيادة الجيش اللبناني في فترة اتسمت بصعوبات بالغة في تاريخ لبنان، وهو تمكن من حل الكثير من المشاكل السياسية بعد أن انتخب رئيسا بأغلبية ساحقة تعكس الاحترام الكبير الذي يكنه اللبنانيون له

وتحدث توركونوف عن العلاقات الخاصة التي تجمع بين لبنان وروسيا لافتا الى أن بلاده كانت من الدول الاولى التي اعترفت باستقلال وسيادة لبنان، مشيرا الى أن الكثير من المواطنين الروس أصبحوا لبنانيين، وأن الثقافة الروسية منتشرة على نطاق واسع في لبنان، خصوصا وأن هناك عددا كبيرا من الطلاب اللبنانيين تلقوا ويتلقون علومهم الجامعية في المعاهد والجامعات الروسية.

بعدها طلب رئيس الجامعة من الحضور الوقوف لتقديم الشهادة الذي ورد فيها: "إن المجلس الاكاديمي لجامعة موسكو الوطنية ومعهد "مغيمو" للعلاقات الدولية التابع لها قرر منح الدكتوراه الفخرية لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية، لمساهمته الفاعلة في تدعيم أسس السلام وتوطيد أوجه التعاون الدولي وعلاقات الصداقة بين الامم"، فيما منح الرئيس سليمان رئيس الجامعة درع الرئاسة.

الرئيس سليمان بعدها سلم رئيس الجامعة الرئيس سليمان شهادة الدكتوراه وألبسه الثوب والقبعة الخاصة بالمناسبة، ثم توجه رئيس الجمهورية الى منبر وضع للغاية الى جانب المنصة الرسمية حيث ألقى محاضرة تناول فيها دور لبنان التاريخي والحضاري وعلاقاته الدولية مستعرضا الاسس التي قامت عليها هذه العلاقات بشكل عام ومع روسيا بشكل خاص، هنا نصها: "حضرة رئيس الجامعة، السيدات والسادة الأساتذة، سعادة السفراء، السيدات والسادة، بكل مشاعر الصداقة والاعتزاز، أعبر لكم عن سعادتي بمنحي شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتكم العريقة التي نكن لها كل تقدير. هذه الجامعة ذات التأثير العالمي الواسع، والمكانة العلمية المرموقة والتي تلعب دورا مميزا في تاريخ بلدكم العظيم، وقد تخرج منها كبار في ميادين الفكر والسياسة والدبلوماسية، ودخلت مؤخرا مجموعة غينيس العالمية، نظرا للرقم القياسي الذي سجلته في تدريس اللغات.

أتوجه بالشكر الخالص لرئيس الجامعة وأساتذتها والعاملين فيها على هذه المبادرة النبيلة التي طبعت في نفسي شعورا مؤثرا وأظهرت مدى الاهتمام والتقدير للبعد العلمي والثقافي والفكري الذي ترتكز عليه العلاقات بين بلدينا.

وإنني من على هذا المنبر أتمنى أن يكون هذا اللقاء مناسبة لتعميق التعاون والتواصل بين جامعاتنا ومعاهدنا العلمية في مجالات البحث والتعليم والتدريب كافة. كيف لا، وقد تخرج العديد من مفكرينا وعلمائنا من المدارس والجامعات الروسية التي أعطت لبنان كوكبة رائدة من الأدباء والعلماء والأطباء والمهندسين والموسيقيين والرسامين ... كما ساهمت مجموعة رائدة من المستشرقين الروس، في تعريف الشعب الروسي إلى الحضارة العربية عامة واللبنانية خاصة طيلة عقود. إضافة لدور الكنيسة الأورثوذكسية في مجال التثقيف وتعزيز التفاعل الحضاري بين شعبينا عبر العصور.

أيها الأصدقاء، إنها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس للجمهورية اللبنانية بزيارة رسمية إلى روسيا منذ استقلاله عام 1943، وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1944، وهي زيارة يمكن وصفها بالتاريخية من هذا المنطلق، ويسرني بالتالي أن أتواصل معكم في هذا الإطار الجامعي المعروف بسعة اطلاع المشرفين عليه وبرفيع مستوى رواده.

لقد طغت على صورة لبنان خلال العقود الماضية مشاهد العنف والحروب التي شهدها أو شنت عليه. ويبقى من أولى واجباتنا اليوم أن نسعى للإضاءة على صورة لبنان الفعلية والمشرقة التي تكونت عبر تاريخه الطويل ومكنت شعبه من الصمود بعزة وكرامة في وجه كافة التحديات.

إن لبنان، أيها الأعزاء، أرض حضارة قديمة وعريقة، نقل شعبها، انطلاقا من شواطئه المتوسطية المسالمة، منذ آلاف السنين، عناصر أبجدية متقدمة إلى اليونان، ومنها إلى القارة الأوروبية، مغلبا لغة الحوار والتبادل الحر في تعاطيه مع العالم الخارجي. ولبنان، الذي يعود دستوره إلى العام 1926، يمثل أقدم ديمقراطية برلمانية في الشرق الأوسط؛ ويعتمد حرية الرأي والمعتقد، وتتعايش على أرضه ثماني عشرة طائفة مختلفة تتشارك في السلطة على قاعدة ميثاقية توافقية. وقد عرف في إطار سعيه لممارسة الديمقراطية تداولا للسلطة عبر انتخابات نيابية ورئاسية دورية، بالرغم مما تعرض له من أزمات واعتداءات وحروب أعاقت لفترة، قدرة سلطته المركزية وحسن عمل مؤسساته. لبنان عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية، وشارك في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وساهم بصورة فعلية في النهضة الأدبية والفكرية العربية أواخر القرن التاسع عشر، وأمسى منذ منتصف القرن الماضي مركزا ثقافيا وطبيا وجامعيا ومصرفيا وسياحيا للشرق الأوسط، ومنبرا للرأي الحر.

وقد نسج الشعب اللبناني مع الشعب الروسي عبر القرون الماضية، وشائج إنسانية وفكرية روحية تشهد عليها دور عبادتنا ومحفوظاتنا وكتب التاريخ. إلا أن لبنان كدولة ناشئة تعرض لانتكاسة أولى من جراء النكبة التي حلت في فلسطين عام 1948، وأدت إلى تدفق عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضه المحدودة المساحة والموارد. ثم عاد وعانى من أزمات داخلية وتعرض منذ نهاية الستينات إلى اجتياحين إسرائيليين واسعين عامي 1978 و 1982، أديا لاحتلال أجزاء من أرضنا الغالية، وإلى سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المدمرة كان آخرها عدوان تموز 2006، وهي اعتداءات استدعت صدور القرار 425 عن مجلس الأمن الدولي عام 1978، والقرار 1701 عام 2006، والتي دعت جميعها لانسحاب إسرائيل بدون شروط من جميع الأراضي اللبنانية، وعهدت إلى قوة الأمم المتحدة العاملة في الجنوب، المعروفة باليونيفيل، بمهمة مساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سيادتها وبسط سلطتها على كامل تراب الوطن. وقد وجد لبنان دوما في روسيا المناصر القوي والداعم الحازم في مواجهة هذه المحن. هذا، وكان لبنان قد تمكن، بفضل تضامن شعبه ومقاومته وجيشه من تحرير معظم أراضيه المحتلة عام 2000، وهو يسعى اليوم لفرض تنفيذ القرار 1701 بجميع مندرجاته، واسترجاع ما تبقى له من أراض محتلة في الجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بكافة الطرق المتاحة والمشروعة، وذلك بالتزامن مع سعيه للتوافق على استراتيجية وطنية دفاعية شاملة. ويستند لبنان لتحقيق هذه الأهداف على مجمل قدراته الذاتية وعلى دعم الدول الصديقة ومنظمة الأمم المتحدة المسؤولة الأولى عن المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.

كما تمكن من تحسين معدلات نموه واستقطاب المزيد من السواح والمستثمرين وتفعيل حركته الثقافية بحيث أعلنت بيروت العام الماضي عاصمة دولية للكتاب ونظمت في ربوع لبنان مؤتمرات ومهرجانات فنية رفيعة المستوى.

وبموازاة هذا الجهد، فإنكم تقدرون بأن توطيد السلام والاستقرار والتقدم في لبنان، بفعل تداخل المشاكل الإقليمية وتشعبها، يبقى بحاجة لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط ككل. وعناصر هذا الحل متوفرة بحد ذاتها في قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومرجعية مؤتمر مدريد وضماناته، والمبادرة العربية للسلام التي اعتمدها القادة العرب بالإجماع في بيروت عام 2002، هذه المبادرة التي تدعو لانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي التي تحتلها منذ عام 1967، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي لا تسمح لها أوضاعها الخاصة، كلبنان، بتوطينهم، إضافة لحقهم الطبيعي والشرعي في العودة إلى أرضهم وديارهم الأصلية.

وفي مطلق الأحوال، كما أشرت إلى ذلك خلال محادثاتي مع الرئيس مدفيديف، فإن خبرة السنوات الطويلة تشير إلى صعوبة تحقيق تقدم جوهري على مسار الحل الشامل والعادل لقضية الشرق الأوسط: 1- إذا لم تتوفر لدى إسرائيل إرادة سياسية فعلية بالالتزام بخيار السلام، الذي اعتبره العرب في بيروت خيارا استراتيجيا. 2- وإذا لم يعتمد المجتمع الدولي موقفا ضاغطا لتغليب هذا الخيار. 3- وإذا لم يتم تحديد برنامج واضح ومهل زمنية معقولة للتنفيذ. ذلك، مع استمرار السعي لإلزام إسرائيل بوقف بناء المستوطنات وتهويد القدس وفرض الحصار على غزة واعتماد الممارسات المخالفة للقانون الدولي، كما أشار إلى ذلك تقرير "غولدستون".

أيها الأصدقاء، قلت في كلمتي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2008 أن فلسفة الكيان اللبناني تقوم على الحوار والوفاق والعيش المشترك. وها نحن نكرر هذا القول في جامعتكم العريقة، مستندين في ذلك إلى إيماننا العميق بدورنا الإنساني والعالمي، وإلى طموحنا الأكيد إلى الإفادة من تجربتكم العلمية والتقنية الحديثة. إن التعايش على قاعدة التوافق والحوار، تحد تواجهه العديد من المجتمعات القائمة على التعددية. وقد تمكن لبنان، في ما خصه، من إثبات مقدرته على رفع هذا التحدي بنجاح، بالرغم من الصعوبات، وبلورة مفاهيم المشاركة الميثاقية في السلطة وتثبيت دعائمها.

إن تاريخ العلاقات المشتركة بين بلدينا يدفعنا للارتقاء بها في إطار المصالح المشتركة، والرؤى الإنسانية التي تجمعنا ونؤمن بها في عالم خال من الحروب والنزاعات المدمرة للشعوب. عالم يقوم على مكافحة الإرهاب والتمييز العنصري والفقر والتلوث والاستئثار المادي بالثروات والموارد الطبيعية، ويعمل على الحد من أسلحة الدمار الشامل وجعل منطقة الشرق الأوسط، بدون تمييز، منطقة خالية من الأسلحة النووية.

إن العلاقات القديمة والمعاصرة بين لبنان والاتحاد الروسي تشير إلى أواصر وثيقة بين الشرق العربي وبلادكم الزاهرة، ونحن نعمل على تطويرها في المجالات كافة : في مجال أوروبي متوسطي للاتحاد الروسي دور فيه، وفي مجال آسيوي يتطلع إلى النمو ومكافحة الأزمات العالمية، وفي مجال عربي يعول على علاقات صاعدة مع بلادكم خدمة للإنسانية. في اختصار، لبنان والاتحاد الروسي طرفان في نهضة عالمية، استنادا إلى معطيات التاريخ وحقائق الجغرافيا. تاريخ موغل في التأسيس الحضاري، ومعطيات الموقع الجغرافي ذات التأثيرات العظمى في الثقافة والاقتصاد والسياسة.

إن ثقافة السلام هي ثقافة إنسانية في جوهرها، تقوم على الاعتراف بالآخر مهما كانت معتقداته وسياسته ومصالحه المشروعة، وتسعى في الوقت نفسه للعدالة كشرط من الشروط الأساسية لهذا السلام.

ولبنان الملتزم بالحوار بين الحضارات، يؤكد على هذا الجوهر بعيدا من منطق الاحتلال والعدوان؛ ونؤمن بأن روسيا الاتحادية تشاركنا هذا الإيمان. ولقد دعوت من على منبر الأمم المتحدة من هذا المنطلق، لجعل لبنان مركزا دوليا لحوار الحضارات والأديان والثقافات. فلبنان هو، كما تراه روسيا، موئلا حضاريا يختزن طاقات إنسانية وثقافية واقتصادية تتجاوز مساحته، ونقطة رئيسية من نقاط ارتكاز دبلوماسيتها النشطة في الشرق الأوسط.

إن صلات لبنان ببلادكم قائمة على التعاون والاحترام المتبادل والتفاعل الإيجابي. ونطمح لإقامة أفضل العلاقات معكم، إن على الصعيد الثنائي أو من خلال مداولات مجلس الأمن، حيث سيكون لبنان من خلال عضويته غير الدائمة في المجلس، معكم في الدفاع عن القانون الدولي وعن مبادئ الأمم المتحدة وشرعتها ومقاصدها. ولقد زادتني المحادثات التي أجريتها مع فخامة الرئيس ميدفيديف والمسؤولين الروس، ولقاءاتي مع القيادات الروحية خلال هذين اليومين، إيمانا بمستقبل واعد للعلاقات في مختلف المجالات بين روسيا والعالم العربي عامة، وبين لبنان وروسيا بشكل خاص.

أيها الأصدقاء، نواجه اليوم بوضوح، تحديات وإشكاليات صعبة ومعقدة تحتم علينا مواكبتها ومعالجتها برؤى ثابتة وعمل دؤوب يرتكز حتما على التقدم العلمي ولكن مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخ الحضاري لكل مجتمع بشري. إن مفاهيم التعدد والتنوع والتفاعل والانصهار هي من الثوابت التاريخية للشعوب التي يجب الحفاظ عليها وترسيخها وتحصينها لأنها هي وحدها الكفيلة بالحفاظ على القيم الحقيقية للسلام والعدل والمساواة والتعاون المبدع والخلاق بين مختلف المجموعات والحضارات.

لقد خضتم في روسيا تجربة جريئة باتجاه إرساء نظام جديد قائم على الديمقراطية وتكافؤ الفرص. وهذه الخطوات تتماهى مع سعينا الدائم لإعلاء حقوق الإنسان وتثبيت الديمقراطية التي تعبر عن رأي الشعب وخصوصية المجتمعات وفرادتها. إن التمسك بهذه الثوابت وهذه القيم يؤدي فعلا إلى تحقيق التنمية الشاملة والعادلة داخل مجتمعاتنا وبين دول العالم.

أيها الأعزاء، إن الإنجازات العلمية والتطور التكنولوجي يبقى منقوصا إذا لم يقترن بالقيم الإنسانية، وقد توافقنا منذ عصور على أن العلم هو أساس كل تقدم، وأن القيم الأخلاقية هي التي تبعث فيه الروح كما تفعل بالجسد. فالعلماء والمفكرون الذين حملوا عبر الأجيال مشاعل المعرفة والنور والذين ساهموا فعليا في تكوين الحضارات والثقافات أدركوا أهمية التفاعل والحوار بين مختلف الشعوب.

كذلك، وبالرغم من أهمية التيار الذي تنامى أواخر القرن الماضي باتجاه عولمة الاقتصاد وتقنين مختلف أوجه الحركة داخل المجتمعات البشرية في أطر تنظيمية نمطية وشاملة، فإن التضامن الإنساني بين المجموعات، من ضمن احترام خصوصياتها تبقى حاجة وضرورة. وقد جاءت الأزمة المالية العالمية لتؤكد على ضرورة التعاضد والتعمق في مفهوم إدارتنا العامة للمشاكل العالمية، بما يكفل تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المناسب لشعوبنا.

كما أكدت ضرورة قيام السلطات العامة بدور مسؤول ووازن لوضع ضوابط أخلاقية للنظام المالي والرأسمالي العالمي بحيث يصبح أقل تفلتا وأكثر رحمة، إضافة لضرورات المساهمة في تحقيق أهداف الألفية الثالثة التي وضعتها الأمم المتحدة. ولروسيا دور أكيد في بلورة هذا النظام الدولي الجديد وتثبيت دعائمه، والذي يفترض أن يبتعد في الوقت نفسه عن الامتيازات الأيديولوجية الخلافية والتصادمية.

حضرة رئيس الجامعة، أعبر لكم تكرارا عن اعتزازي بمنحي شهادة الدكتوراه الفخرية وأعتبرها لفتة أخوية صادقة موجهة للشعب اللبناني الذي يكن لبلدكم أعمق مشاعر الاحترام والصداقة. واعلموا أنني أولي الاهتمام الأكبر لدور الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز الأبحاث، لأني أؤمن بأنها القاطرة القيادية لأي تقدم، والموئل الذي تنطلق منه سياسات التنمية والتطوير والتنوير لأي مجتمع.

ويسرني بهذه المناسبة، أن أوجه إليكم دعوة لزيارة لبنان حضرة الرئيس، للاطلاع عن كثب على أوضاع بلادنا وعالمنا الجامعي، وإثراء مساحة التعاون الثقافي والأكاديمي والفكري التي تجمعنا.

عشتم، عاشت الجامعة، وعاشت الصداقة اللبنانية -الروسية".

كلمة الطلاب وبعدها ألقت إحدى الطالبات التي تتخصص في شؤون الشرق الاوسط كلمة باسم الطلاب هنأت فيها الرئيس سليمان على نيله شهادة الدكتوراه الفخرية وأعربت عن سعادة زملائها باستقبال رئيس جمهورية لبنان "بلد العز والكرامة ومهد الحضارة ولؤلؤة الشرق الاوسط".وإذ اعربت عن الاعتزاز بالعلاقات المميزة التي تجمع بين بلادها ولبنان ،فإنها أملت في أن ينهض لبنان من جديد في ظل قيادة الرئيس سليمان. وبعدها اقيم كوكتيل للمناسبة حضره كبار المدعويين وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي الذين هنأوا الرئيس سليمان على منحه شهادة الدكتوراه الفخرية.

العودة الى بيروت وظهرا بتوقيت بيروت، توجه رئيس الجمهورية والوفد المرافق الى مطار " فنوكوفا 2" حيث أقيمت له مراسم وداع رسمية على غرار ما استقبل به لدى وصوله الى العاصمة الروسية، غادر بعدها موسكو عائدا الى بيروت، حيث وصل بعد ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي.

الوزير بارود ولدى عودته الى بعبدا، استقبل الرئيس سليمان وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الذي اطلعه على آخر التحضيرات لمشروع قانون الانتخابات البلدية في ضوء التعديلات التي اقرها مجلس الوزراء والتي يعقد في شأنها جلسة قبل ظهر غد.

 

اتفاق تعاون عسكري ولبنان قد يتسلم مروحيات بدل "ميغ-29" من روسيا

نهارنت/ركزت زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى روسيا على تعزيز التعاون في جوانب عدة، ابرزها على الصعيد العسكري، حيث تم التوقيع على مذكرة تعاون رفض وزير الدفاع الياس المر الكشف عن تفاصيلها، خصوصا في ضؤ ما حكي عن طلب لبناني لاستبدال الهبة الروسية السابقة للبنان بتقديم عشر مقاتلات "ميغ 29"، باسلحة اخرى للجيش اللبناني.

واذ لم ينف كما لم يؤكد المر هذه المعلومات، اشار الى أن "أمورا كثيرة ستتبلور في المرحلة المقبلة في مجال التعاون العسكري اللبناني – الروسي".

ولم يستبعد سليمان أن يتسلم الجيش اللبناني طرازا آخر من الطائرات المقاتلة أو طائرات عمودية بدلاً من 10 طائرات من طراز "ميغ-29" تنوي روسيا إهداءها للجيش اللبناني.

واضاف سليمان في حديث الى صحيفة "فريميا نوفوستيه" الروسية، ان الجانبين الروسي واللبناني يدرسان حالياً إمكانية استبدال الطائرات المقاتلة "ميغ-29" بتقنيات أخرى.

كذلك تحدث سليمان امام الجالية اللبنانية، عن توقيع اتفاق تعاون عسكري يؤدي إلى تعاون مستمر، بالتجهيز والعتاد والتدريب بين الجيشين اللبناني والروسي، من دون أن يُشير إلى ما تردّد عن إلغاء صفقة طائرات "الميغ" الروسية التي سبق لموسكو أن قدمتها هبة للجيش اللبناني، لكنه شدّد على أن الجيش اللبناني جاهز للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية إلى جانب اليونيفل وفقاً للقرار 1701، معلناً بأنه اذا حاولت إسرائيل الاعتداء واحتلت جزءاً من لبنان فكل الشعب اللبناني سيقاوم إسرائيل.

ولفت سليمان إلى انه "لا معنى لأي كلام عن الطائفية السياسية والغائها إذا بقيت التعيينات محاصصة، مشيرا الى ان هناك امورا عدة تساعد على الخروج من المذهبية السياسية، اولها قانون الانتخاب والنسبية فيه امر اساسي، وتوسيع الدائرة الى حد الدائرة الواحدة ربما". ووصف سليمان الربط بين تخفيض سن الاقتراع واستعادة الجنسية للمغتربين بأنه امر خاطئ، فالامران يجب ان يتم اقرارهما، واقتراع المغتربين امر نص عليه البيان الوزاري وتضمنه قانون الانتخابات النيابية، ولايجوز ان نعيد الجنسية لمن فقدها من باب التوازن الطائفي.

وأكد اصراره عن السير في الاصلاح رغم انه عملية صعبة، وقال "سنضل مصرين على الاصلاح حتى يستحي من لا يريده ويقتنع بضرورة اجرائه"، لافتا الى ان احداً لم يدخل في هذه العملية إلا "وكسر رأسه" وتراجع. وكان سليمان عقد جولة من المحادثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي أعلن أن بلاده كانت تدعو دائماً الى الحفاظ على سيادة لبنان وأن "من غير المقبول التدخل في شؤونه الداخلية"، مؤكداً ضرورة الحوار بين القوى السياسية اللبنانية، وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701. وكانت وكالة انباء "انترفاكس" نقلت عن مصادر في الكرملين قولها ان ميدفيديف وسليمان بحثا سبل تحقيق سلام في الشرق الاوسط على اساس انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي العربية المحتلة في عام 1967 واقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة وايجاد حل لقضية اللاجئين وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العمومية للامم المتحدة. واضافت المصادر ان المباحثات تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في الشرق الاوسط اضافة الى قضايا اقليمية ودولية. وأكدت المصادر ان روسيا ولبنان يقفان الى جانب تحقيق تسوية عادلة وشاملة للوضع في الشرق الاوسط على اساس قرارات مجلس الامن الدولي ومبادىء مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية التي اقرت في بيروت في عام 2002.

 

سليمان: لبنان أصبح بلدًا لا ساحة وطاولة الحوار قريبة

نهارنت/أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنّ "التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن حرب على لبنان، كان لها الحيز الأساسي في مناقشتنا مع الرئيس مدفيديف، كون التهديدات الاسرائيلية للبنان هي خرق فاضح للقرار 1701 وهي بنفس الوقت تؤدي الى زيادة التوتر في المنطقة وفي لبنان، كما تؤثر على الاستثمار والوضع الإقتصادي في لبنان"، لافتاً الى أن "اسرائيل تسعى من خلال تهديداتها الى أمرين، أولاً التهرب أو الهروب من الضغوطات الدولية التي تمارس عليها للسير في عملية السلام، وثانياً تحاول أن تخلق فتنة في الشارع اللبناني، وهذا لن يتحقق". وشدّد سليمان في حديث الى قناة "روسيا اليوم"، أنّ "لبنان يمرّ اليوم بفترة استقرار جيدة على مستويات عديدة، على المستويات السياسي، الأمني، والاقتصادي، وان هدف اسرائيل هو زعزعة هذا الاستقرار، فالصيغة اللبنانية والاستقرار اللبناني بحد نفسه يشكل نقيضاً لما تنادي به اسرائيل، وخاصة نرى اليوم كيف تسعى الى الاقرار بيهودية اسرائيل، وتهويد القدس ايضاً". واعتبر أنّ "الإجراءات الأخيرة التي سمعنا بها من تحويل اماكن عبادة مسلمة ومسيحية الى مواقع اسرائيلية، اثرية اسرائيلية، ما هو الا دليل كبير على العنصرية، ولكن اسرائيل تعلم أن لبنان أصبح قوياً، ولا يمكنها بسهولة أن تعتدي على لبنان ولا يمكن تبرير اعتدائها على لبنان"، مؤكداً أن "لبنان قوي بوحدة صفه، باستقراره، قوي بوجود جيشه وقوات الأمم المتحدة المسؤولين عن الدفاع عن الوطن، واذا حاولت اسرائيل ان تحتل ارض لبنان، واستطاعت ان تحتل جزءاً من اراضيه، فستلاقي تصدياً كبيراً وعظيماً من كافة افراد الشعب اللبناني، واليوم لدى الشعب اللبناني قدرة كبيرة على المقاومة والتصدي".

كما رأى سليمان أنّ "تهديدات إسرائيل هي للهروب من الاستحقاقات ومن الضغوطات الدولية عليها، للسير في عملية السلام، فهي تحاول أن تزيد من حجم الأخطار الآتية من لبنان، ومن سوريا وايران ومن أي مكان في العالم، حتى تقول انها لا تستطيع أن تسير في عملية السلام واعطاء الفلسطينيين حقوقهم في الأرض وفي استعادة الجنسية"، مضيفاً "اذا كانت ايران وجهت تهديدات لاسرائيل، فلأن اسرائيل بدأت بالتهديدات أولاً. وإن اتصال الرئيس الايراني بي فهو امر طبيعي، والتوقيت جاء بعد التهديدات الكثيفة التي وجهت الى لبنان، ولا يجب تحميل هذا الموضوع أكثر من ما يحتمل، فلبنان تعرض للتهديدات، حتى وصلت تهديدات اسرائيل الى الحكومة والادارات العامة وادارات الدولة، فكان أن اتصل الرئيس نجاد برئيس جمهورية لبنان ليقول له نحن جاهزون لتقديم المساعدة لكم والوقوف الى جانبكم في حال تم الاعتداء عليكم".

من جهة أخرى، أشار سليمان الى أنّ "الوقت قد حان وستعقد قريباً طاولة الحوار، وستناقش عليها الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، وأن طاولة الحوار تنظم العمل من أجل المستقبل"، مؤكّداً أنّ أنّ "كل شي يريده اللبنانيون يمكن حلّه على طاولة الحوار وحله في الداخل اللبناني، فلقد مضى الزمن الذي كانت تحل فيه الأمور خارج لبنان، وستحل الأمور داخل لبنان وبمنطق الحوار"، لافتاً الى أن "حزب الله" هو حزب لبناني موجود في الحكومة اللبنانية، موجود في المجلس النيابي، هو نسيج أساسي في المجتمع اللبناني ونسيج يعول عليه".

وأوضح سليمان أنّ "موضوع السلاح الفسطيني خارج المخيمات وداخلها قد اتخذ به قراراً على طاولة الحوار، ولكن لبنان لم يشهد فترة هدوء واستقرار مستمر حتى يعالج هذه المواضيع، ولكن القرار متخذ فيها وسيتم معالجتها في الوقت المناسب"، وتابع: "لتتوقف التهديدات الاسرائيلية أولاً عن لبنان وعن الفلسطينيين، حتى نستطيع معالجة هذه الأمور، وطالما التهديدات مستمرة، فهناك أولويات قبل هذا الموضوع، والحل داخل المخيمات اللبنانية يأتي في الدرجة الثانية من بعد الحل خارج المخيمات اللبنانية".

وعن العلاقة بين لبنان وسوريا، قال سليمان: "أولاً نحن في البيان الوزاري استبدلنا كلمة "ندية"، لأن مفهوم الندية في بعض الأماكن وبعض الأحيان لا يعني العلاقة الاخوية، استبدلناها بعلاقات المساواة، الاخوية وهذا التعبير المناسب في علاقتنا مع سوريا"، موضحاً أنه "لا يمكننا أن نكتفي بالعلاقات الدبلوماسية مع سوريا، فعلاقتنا معها يجب أن تكون ابعد من ذلك وتصل الى علاقة ثقة متبادلة، وبدأنا ببنيانها تدريجياً، عبر الزيارات المتبادلة، عبر القمم الرئاسية التي حصلت بيني وبين الرئيس الاسد، وايضا بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، وهذا الموضوع سيتم التفاعل معه قريباً وتدريجياً وستظهر النتائج تدرجياً".

وأضاف: "نحن نتعاطى في هذا الموضوع على أساس حسن نواياها، وحسن النوايا متوفرة مع سوريا، نتعاطى مع سوريا من منطلق علاقات تارخية تربط هذين البلدين، وهي معروفة لدى القاصي والداني، ولا يستطيع احد ان ينكرها"، مشيراً الى أنه "مرّت فترة علاقة غير متزنة مع سوريا وغير صحيحة، ولكن اليوم الأمر يعود الى سابق عهده وسوف تظهر نتائجه مستقبلاً"، معتبراً أن "كل انفتاح يحصل في الشرق الأوسط، وخاصة تجاه سوريا، هو ينعكس ايجاباً على لبنان، لأن لبنان هو بلد ينادي بالانفتاح والحوار، وهذه السياسة التي نعتمدها مع كافة دول العالم"، معرباً عن ارتياحه لـ"علاقة الغرب، اوروبا وامريكا مع سوريا وهذا ما كنا نسعى اليه ايضا في لقاءاتنا برؤساء دول العالم".

أمّا في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقال سليمان: "لقد أكد لنا رئيس المحكمة واكد لنا المدعي العام السيد بيلمار ان هذا الموضوع يبقى بعيداً عن السياسية، ونحن نراقب الموضوع، ويكون لنا موقف في حينه حول القرارات التي تصدر عن هذه المحكمة"، مضيفاً "أعتقد أن الأمم المتحدة لا يمكنها ان تدخل السياسة في قرارات أعلى محكمة في العالم".

وعن امكانية انخراط لبنان في مفاوضات سلام مع اسرائيل، على غرار مفاوضات سوريا معها ومفاوضات فلسطين معها، أجاب سليمان: "الملف الثنائي بيننا وبين اسرائيل هو ملف ترعاه قرارات الأمم المتحدة، نحن لسنا بحاجة لمفاوضة اسرائيل حتى تنسحب من الغجر وحتى تنسحب من مزارع شبعا ومن تلال كفرشوبا، فلتنفذ القرارات وتعطي الفلسطينيين حقوقهم، إن موضوع الأراضي المحتلة من لبنان ترعاه القرارات الدولية، بينما الموضوع السوري بحاجة الى التفاوض لاخلاء والعودة الى حدود 67 ".

وعن مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا واعتراض الجانب الشيعي عليها، رأى سليمان أنه "لا يمكن القول إن الجانب الشيعي يعارض، فالجانب اللبناني هو الذي لديه موقف من موضوع اختفاء الامام الصدر، وهذا مذكور في البيان الوزاري، وعندما يذكر الأمر كذلك في البيان الوزاري، فهو امر لبناني يشمل كافة اللبنانيين"، لافتاً الى أن "المشاركة ستقرر في جلسة مجلس الوزراء، لغاية الآن لم يتلق لبنان الدعوة لحضور هذه القمة، ولكننا نحن سنبقى منسجمين مع البيان الوزاري، وستكون مشاركتنا وفق قرار مجلس الوزراء وستحدد في حينه، والشرط الدائم على ليبيا هو اطلاعنا على حقيقة اختفاء الامام موسى الصدر، ولم نتلق أي ايضاحات حول هذا الموضوع".

وحول اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل هيئة لإلغاء الطائفية السياسية، قال سليمان: "لا أريد أن اتوقف عند توقيت هذا الاقتراح، لأن ما ينص عليه الدستور هو أمر مطروح بشكل دائم، الدستور نص على وجوب تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية التي تحضر لإلغاء الطائفية السياسية"، موضحاً أن "الدستور نفسه نصّ على وجوب التوافق على المواضيع التي تطرح على لبنان، وتحديداً نص على وجوب التوافق على تعيين المدراء العامين، والدستور نص بالتصويت بالثلثين، فإذا الدستور يضع في الأفضلية الأولى التوافق، فكيف بالحري عندما نريد تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية؟ فأنا مع تشكيلها ولكن يجب تشكيلها بالتوافق بين اللبنانيين".

وعلى صعيد آخر، أوضح سليمان أن "فكرة التعاون العسكري مع روسيا بدأت بعد حرب تموز 2006، ومن هنا بدأت فكرة تعزيز العلاقة العسكرية بين الجيش اللبناني والجيش الروسي، وقد قدمت روسيا عشر طائرات ميغ 29 للجانب اللبناني"، مشدداً على أن "هذا يتطلب تحضيرات لوجستية وتحضيرات تقنية وتدريب كوادر لهذه الطائرات"، مضيفاً "نحن اليوم تحدثنا في الاجراءات التي يمكن اعدادها لأجل التمكن من استقبال هذه الطائرات، كما وتحدثنا حول البدائل الممكنة بسلاح الجو عن طائرات الميغ 29 التي ربما تسهل على لبنان الاستعمال والاستقبال والصيانة فيما بعد"، مؤكداً أنه "اما ستصل طائرات ميغ 29 الى لبنان، أو ستصل طائرات من نوع آخر". ولفت الى أنه "في البيان الوزاري أدرجنا بنداً بوجوب تحضير خطة تسلح الجيش لثلاث سنوات أو لخمس سنوات وسيتم اقرارها في مجلس الوزراء، هذه الخطة ستكون مدار بحث وتطبيق في المستقبل، ولا يمكن بناء قوة للأوطان للدفاع عن كرامتها الا بتخصيص ميزانية مناسبة لهذا التسلح والتجهيز".

 

جرح شخصين باطلاق نار في مطعم بالسوديكو

نهارنت/وقع خلاف بين مرافقي أ.ص من جهة ومرافقي م.ز من جهة ثانية عند الثالثة من فجر اليوم في مطعم "وايت هاوس" في محلة السوديكو، تطور الى اطلاق نار ما ادى الى اصابة شخصين على الاقل هما: س.س.م من مواليد 1976 وزوجته م.ج.ر من مواليد 1979 وقد نقلا الى مستشفى قلب يسوع في الحازمية للمعالجة، وقد حضرت الى المكان القوى الامنية وفتحت تحقيقا في الحادث. 

 

جريحا في اصطدام شاحنة وحافلة ركاب

نهارنت/اصيب 17 شخصا في حادث اصطدام حصل صباح الجمعة بين حافلة ركاب وشاحنة كبيرة على طريق بلدة سبلين بالقرب من مدرسة الاونروا، في اقليم الخروب.

ونتج الحادث عن انزلاق الحافلة التي كانت تقل عددا من الموظفين من بلدة شحيم متوجهين الى اعمالهم. ونقل المصابون الى مستشفى سبلين الحكومي حيث تمت معالجتهم من رضوض وجروح طفيفة وغادر 14 منهم المستشفى فيما بقي فيها سائق الحافلة ويدعى وسام الحجار واثنان آخران لاصابتهم بكسور وجروح مختلفة. وكان سقط أكثر من 10 جرحى على أوتوستراد الجية في اتجاه صيدا مساء الخميس، اثر اصطدام زهاء 25 سيارة وباص للركاب. وعرف من الجرحى في "مركز لبيب الطبي": عصام الخوري، جريس الخوري، جعفر كنزو، حسام الهبطة، رشا أبو عرمون وكرم لبيب الطويل. وأظهرت التحقيقات الأولية حسب صحيفة |"النهار" أن اصطداماً حدث في البداية بسبب السرعة والانزلاق من جراء مياه المطر، مما تسبب بسلسلة اصطدامات، اقفلت الطريق بضع ساعات.

 

توقيـف عميـل فـي المـاري

نهارنت/أوقفت قوة من مخابرات الجيش اللبناني، عصر الخميس، المدعو ح. س. من بلدة الماري الحدودية، في قضاء حاصبيا، واقتادته من منزله الى مقر مديرية المخابرات في وزارة الدفاع في اليرزة للتحقيق معه بشبهة التعامل مع العدو الاسرائيلي. ويبلغ الموقوف العقد الخامس من العمر وهو دركي متقاعد، وعمل لفترة زمنية معينة، مسؤولا عن أحد التنظيمات الحزبية في المنطقة قبل أن يستقيل قبل اشهر قليلة. وقال مصدر أمني لصحيفة "السفير" انه تمت مصادرة سلاح "كلاشينكوف" مع ذخائره من منزل ح. س. بالاضافة الى جهاز كومبيوتر ووثائق ومعدات اتصال. يذكر أن بلدة الماري، المحاذية للطرف الغربي لمزارع شبعا، تبعد أيضا حوالى أربعة كيلومترات عن بلدة الغجر. وأكّد المصدر أنّه جرى في الفترة الأخيرة توقيف عدد لا بأس به من الأشخاص المشتبه بتورطهم بالتعامل مع العدوّ الإسرائيلي ولكن لم يجــر الكشف عنهم وعن أسمائهم وأعمالهم بانتظار انتهاء التحقيق الأولي. وكانت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي قد تمكنت من إلقاء القبض على العميل ميشال ع.، في محلة الحدث - الشويفات، بعدما راقبت تحركاته بدقة، للاشتباه بتعامله مع العدو الاسرائيلي. وبعد التحقيق معه، واستجوابه الأولي، اعترف بتعامله مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ولا يزال التحقيق مستمرا معه لمعرفة المهام التي كان مكلفا القيام بها. 

 

جميعنا غب الطلب الإقليمي

حازم الأمين/لبنان الآن/الجمعة 26 شباط 2010

يكثر الكلام هذه الأيام عن اقتراب موعد الانفجار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان. لكن، وعلى رغم هذا الكلام المدعم بحجج ووقائع، لا يبدو ان للانفجار "المقترح" وظيفة أو تصريفاً في المشهد الداخلي والإقليمي. فالكل يعلم انه كان لانفجار الحرب في مخيم نهر البارد وظيفة محددة لا تخطئها العين في تلك الفترة، وتكرار ما جرى في البارد في مخيم عين الحلوة من المفترض ان يكون موظفاً في سياق مشابه أو موازٍ. فما هو الأفق الداخلي والإقليمي لاحتمال الانفجار؟

لا يعني هذا الكلام ان الوحدة الداخلية ستتولى منع الانفجار، فهشاشة الوضع اللبناني حقيقة مستمرة ولا يبدو ان ثمة جهوداً فعلية للتعافي منها، لكن في المقابل لا يبدو لبنان اليوم على شفير انفجار من هذا النوع، خصوصاً ان الأطراف غير الداخلية التي تولت على مدى عقود وسنوات توظيف هذا النوع من الانفجارات هي اليوم في موقع لا يعوزه هذا الأمر.

الاستعانة بالوقائع الداخلية في المخيم لاستنتاج ان الانفجار وشيك لا تكفي، إذ إن هذه الوقائع تُرشح المخيم لانفجار في أي لحظة. صحَّ هذا الكلام قبل سنتين ويصح اليوم وسيبقى صحيحاً في المدى المنظور، وعلى رغم ذلك لم يحصل الانفجار، على ذلك النحو الذي تشير اليه الأصابع هذه الأيام.

في المخيم قوتان ترشحهما "المصادر" لأن يتصادما، هما من جهة حركة "فتح" وأجهزتها وعائلاتها المختلفة، ومن جهة ثانية "الإسلاميين" متمثلين بكل من "عصبة الأنصار" وجماعة "جند الشام". وهذه الأطراف، على تفاوت تعريفاتها ومواقعها، تبقى جزءاً من مشهد منعقد خارج المخيم، وتربطها بمحيط المخيم أمنياً واجتماعياً وسياسياً حسابات تُصعب عليها مهمة الانفراد بقرار التفجير. ربما كانت جماعة "جند الشام" أقرب القوى إلى احتمال التفلت من هذه الحسابات، لكن الجند وحدهم غير قادرين على إحداث الانفجار، فهؤلاء إذا كانوا وحدهم، يظلون قوة هامشية مشكلة من عشرات المسلحين المتواجدين في حي التعمير في شمال غرب المخيم، بحيث تبقى ارتدادات تحركهم محصورة في هذا الحي الذي لا تتعدى مساحته مئات قليلة من الأمتار.  الانفجار كما يُصور أو يُعتقد سيحول المخيم الى نهر بارد ثانٍ. الجميع يعلم ان حرب البارد وقعت في سياق واضح ومعلوم، اليوم لا يبدو ان الظروف مؤآتية لتكرارها. وفي هذه الحال فإن "جند الشام" وحدهم لا يستطيعون إشعال حرب في المخيم، وجل ما يستطيعونه هو البقاء قوة غب الطلب بانتظار نضوج ظروف الانفجار.

ومرة أخرى وفي مقابل مساءلة الدولة والمجتمع في لبنان عن الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وعن ضرورة إنتاج وعي مغاير للتعاطي مع مأساة هؤلاء اللاجئين، لا بد من مساءلة القوى الفلسطينية عن مسؤوليتها في جعل المخيم بيئة انفجار محتمل. لكن في الحالين، أي المسؤولية عن حقوق اللاجئين المدنية والإنسانية من جهة ومسؤولية القوى الفلسطينية عن إنتاج ظروف الانفجار المقبل من جهة اخرى، لا يبدو ان من يُطرح عليه السؤال قد بلغ سن الرشد الذي يؤهله للإجابة. القضية اننا جميعاً رهن ظروف لا نقوى على تغييرها... جميعنا غب الطلب الإقليمي.

 

جواب دمشق وطهران على طريقة (ما تراه)

رفيق خوري (الأنوار)،  الجمعة 26 شباط 2010

المثول أمام الكونغرس رياضة سياسية شاقة يتدرب عليها المسؤولون الكبار ومساعدوهم في الادارة. وكل مسؤول يذهب الى تلة الكابيتول يعرف المعادلة الدقيقة للحديث عن العلاقات مع الدول: خداع الكونغرس له ثمن يدفعه المسؤول شخصياً وتتحمله الادارة. والشفافية الكاملة لها ثمن تدفعه السياسة الأميركية. ولم يكن متوقعاً أن تبلغ وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى الكونغرس كل ما في محضر المحادثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين وكيل الوزارة للشؤون السياسية وليم بيرنز. ولا بالطبع أن تحجب ما تقضي اللعبة بإعلانه من مواقف ومطالب. ولذلك يُقال إن كلام الادارة أمام الكونغرس هو الأقل خداعاً ومراوغة بين تصريحات المسؤولين، إن لم يكن الأقرب الى التعبير عن الواقع.

وما عرضته الوزيرة كلينتون حول العلاقات مع سوريا ليس استثناء من القاعدة. فمن جهة إشارة الى (محادثات مكثفة وذات مغزى) قام بها بيرنز في عاصمة هي (لاعب مهم) ولأميركا مصلحة في تحسين العلاقات معها. ومن جهة أخرى وصف تعيين (الديبلوماسي المحنك) روبرت فورد سفيراً في دمشق بأنه (عمل طفيف). وهي عددت ما تطلبه أميركا من سوريا من دون اشارة الى ما تطلبه دمشق منها. والسلسلة طويلة: (العراق، إنهاء التدخل في لبنان، وقف نقل أو توفير الأسلحة لحزب الله، ومعاودة العمل على المسار السوري - الاسرائيلي في عملية السلام). لكن بيت القصيد هو وضع كل هذه المطالب في اطار عام ضمن محور (بدء دمشق التحرك بعيداً من ايران التي تتسبب باضطرابات مقلقة للمنطقة ولأميركا).

ولا أحد يجهل أن عملية السلام التي هي مفتاح مهم لتغيير أمور عدة في المنطقة بمقدار ما هي (خيار استراتيجي) لسوريا وكل العرب، معطلة بالتصلب الاسرائيلي والعجز الأميركي. ولا أحد يتصور أن ما لم يتحقق من مطالب أميركا أيام قطيعتها مع سوريا والسعي لعزلها، يمكن أن يتحقق أيام الانفتاح الأميركي والأوروبي والعربي على سوريا، بالاضطرار قبل الخيار. فزيارة الرئيس أحمدي نجاد الى دمشق هي في حد ذاتها نوع من رد دمشق وطهران على طريقة المثل التاريخي: (الجواب هو ما تراه لا ما تسمعه). وما أعلنه الرئيسان بشار الأسد وأحمدي نجاد في المؤتمر الصحافي يسكب ماء بارداً على الرؤوس الحامية في اسرائيل والأوهام في واشنطن.

صحيح أن (الممانعة) لها سقوف متفاوتة بينها الحصول بالحوار على ضمان المصالح الأساسية والتسليم الأميركي بها. لكن الصحيح أيضاً أن محور الممانعة يتصرف على أساس أنه المنتصر القادر على فرض الشروط، والعارف كيف يتعامل مع التهديد بالعقوبات والحرب.

 

داعيًا إلى عدم تخطي المواعيد الدستورية "تحت أي ذريعة كانت".. ومؤكدًا أنّ أمام تطبيق النسبية في البلديات "صعوبات كثيرة"

شمعون: إيران تعامل لبنان وكأنه مقاطعة تابعة لها تأمره فينفذ.. ومصالحة عون في الجبل "عنوان فارغ" وراءها صفقة سورية

جمال العيط ، الجمعة 26 شباط 2010/لبنان الآن

إستغرب رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون "القول إن زيارة النائب ميشال عون إلى الشوف أتت لتكمل زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله  بطرس صفير إلى الجبل والمصالحة الكبيرة التي تمت وقتذاك"، لافتًا في حديث لـ"nowlebanon.com"  إلى أن "هناك قسمًا من "العونيين" في الجبل، وخصوصاً "الأذكياء" منهم، كانوا لا يريدون الحديث معنا أثناء تحالفاتنا مع النائب وليد جنبلاط، بينما اليوم أصبحوا بقدرة قادر أصدقاء النائب وليد جنبلاط وباتوا يزايدون في مواقفه الوطنية وفي حرصه على العيش المشترك". شمعون الذي رأى أنّ "المصالحة التي تمت مع النائب ميشال عون هي عنوان فارغ لا أكثر ولا أقل، وراءها صفقة سورية"، شدد على أن "المصالحة تمت منذ زمن طويل، لا سيما أثناء زيارة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير إلى الجبل"، وأضاف: "المصالحة بدأت مع الرئيس كميل شمعون عام 1984 أثناء ذروة المشاكل الدرزية المارونية، بحيث لم يعتدِ أحد على بلدة دير القمر، وهو ما شكل نقطة إنطلاق نحو المصالحة الشاملة فيما بعد"، مشيرًا إلى أن "مَن عمل في المصالحة جديًّا هو النائب السابق جورج نعمة ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، وأنا عملت إضافة إلى ذلك عندما شغلت منصب رئيس بلدية دير القمر خلال السنوات الماضية في سبيل تثبيت العيش المشترك بين أبناء الطائفتين، كل ذلك ويأتي اليوم العماد عون وجماعته يريدون أن يُلبسوا تحركاتهم الفولكلورية في الجبل هذا الثوب.. على كلّ حال مبروك عليهم".

 وإذ نفى وجود قرار من حزب الوطنيين الأحرار لمنع عون من زيارة أضرحة آل شمعون في دير القمر، قال شمعون: "أنا شخصيًّا لم أكن موجوداً، ولم أقفل المقابر مطلقاً فهي ليست ملكي، إلا أنّ القاعدة الحزبية الشمعونية رفضت كليًّا زيارة العماد عون إلى هذه المقابر، رفضاً للمتاجرة بها". وأضاف: "هنا نسأل لماذا لم يزر العماد عون هذه الأضرحة أثناء عودته إلى لبنان في 2005؟ هل كانت ستؤثر عليه في مسيرته نحو سوريا؟ أما اليوم فنقول له صحّ النوم".

 على صعيد آخر، تطرق شمعون إلى تعديل قانون تخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة، وقال: "هذا القانون جميعنا موافقون عليه، وأيضاً كلنا نريد أن يصوت الشباب في سن 18 في الإستحقاقات الإنتخابية، ولا يزايدنّ أحد علينا في هذا الموضوع"، مطالبًا بأن "يشمل القانون، إستعادة الجنسية وتصويت المغتربين في أماكن إقامتهم، في إطار سلة كاملة متكاملة".

إلى ذلك، دعا شمعون إلى عدم تخطي المواعيد الدستورية وتأجيل الإستحقاقات الإنتخابية "تحت أي ذريعة كانت، وليس من داع للفذلكات والاحتيالات على الشعب اللبناني"، لافتًا في الوقت نفسه إلى رفض حزب الوطنيين الأحرار مسألة النسبية في الانتخابات البلدية "إذ إنّ أمام تطبيقها صعوبات كثيرة نظرًا لكون الشعب اللبناني لم يُحضّر لها ولأنه لا يوجد لدينا أحزاب".  وفي معرض تعليقه على مسألة تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، قال شمعون: "هذه كلها إختراعات في غير مكانها، في كلّ مرّة يخرجون بعناوين عريضة، منها أيضًا طاولة الحوار الوطني، نحن لدينا دستور ومؤسسات دستورية في البلد وكفى اختراعات فارغة".

 من جهة ثانية، علّق النائب شمعون على دعوة إيران لـ"حزب الله" للإستعداد والجهوزية، وقال: "كأن لبنان أصبح ملكاً سائباً، هذا تدخل سافر في الشؤون اللبنانية كما العادة من قبل إيران، لأنها تريد أن تعرضنا لحروب مدمرة مع إسرائيل"، مستغربًا "الطريقة التي تعامل بها إيران لبنان وكأنه مقاطعة تابعة لها، تأمر فينفذ مباشرة".

 وإذ لفت إلى أن " قرار الحرب والسلم الذي يتمسك به "حزب الله" ليس موجوداً في أي دولة في العالم إلا في لبنان"، قال شمعون: "سبق أن اعترضنا على بند في البيان الوزاري يعترف بشكل ما بسلاح "حزب الله"، لأننا نعتبره سلاحًا ميليشيويًا خارج نطاق الشرعية، في حين أن المبادئ المتعارف عليها في أي دولة، تنص على أن يكون هناك سلاح حصري في يد الدولة".  وعن التهديدات الإسرائيلية للبنان، أجاب شمعون: "إسرائيل دولة عنصرية في المنطقة، وهي ليست عدوتنا عسكرياً فقط، بل عدوتنا في ثقافتنا وتفكيرنا وتنوعنا وعيشنا المشترك لأن لبنان هو النقيض تماماً لإسرائيل، ولا شك أن إسرائيل لا تريد للبنان الخير، وإنما تريد ضرب وتخريب النموذج اللبناني الذي هو صورة عكسية تماماً لها"، لافتاً في المقابل إلى أن "إسرائيل تنتظر من لبنان أي ذريعة تحتاج لها حتى تنفذ مآربها وخططها العسكرية المدمرة، لذلك يجب علينا التضامن لكي لا نعطي للعدو عذراً لضرب منشآت لبنان الحيوية والبنى التحتية وما سوى ذلك".

 

ليس سببه المقابلة مع الصحيفة الايطالية بل تراكمات

انزعاج سوري من الحريري ... والصفحة الجديدة حتى الآن اعلامية

اسعد بشارة/الديار

يتصرف رئيس الحكومة سعد الحريري بحذر شديد في هذه المرحلة فكل المؤشرات حتى التطمينية منها التي حملها له وفد حزب الله الذي زاره مؤاسيا باستشهاد والده رفيق الحريري لا توحي بأن عجلة الحكومة ستنطلق كما كان يأمل الحريري منذ ان قرر تولي هذا الموقع.

الرياح الباردة لم تهب على علاقة الحريري بدمشق وعلى الرغم من كل الجهود السعودية مع سوريا فإن الاخيرة لا تزال تستعمل سياسة قديمة في التعاطي مع رئىس الحكومة تخالف ما اعطي له من تطمينات في دمشق بأن سوريا ستسهل مهمته ولا يعود سبب اعتراض سوريا على حديث الحريري الى صحيفة ايطالية بل الى تراكمات واسباب عميقة.

واللبيب من الاشارة لا بد ان يفهم بأن ارسال ابو موسى الى بيروت مع مواقفه المستقلة على الدور السوري في خصوص السلاح الفلسطيني شكل اشارة اولى بأن ليس هناك من صفحة جديدة في العلاقة مع سوريا الا في التصريحات الاعلامية وبعض التسهيلات امام عمل الحكومة تسمن ولا تغني عن جوع.

ولعل المطلب السوري الاول من سعد الحريري هو ابعاد سمير جعجع وعزله فهذا الابعاد هو الهدف النهائي الذي يستطيع من خلاله الذين يسعون اليه القول بان 14 آذار قد انتهت فعلاً.

ويبدو ان الحريري الذي يعرف ماذا تريد سوريا تصرف في الفترة الاخيرة على قاعدة من يسمع ويدير الاذن الطرشاء في آن فهو رد على محاولات عزل جعجع بالتوجه الى البريستول شخصياً وبالقول هناك امام اكثر من مئة شخصية حضرت المؤتمر: لن يفرقني عنكم سوى الموت.

وهذه العبارة بالتحديد تركت صدى مزعجاً عند خصوم 14 آذار فرئيس الحكومة الشاب الذي ذهب من النافذة السعودية الى سوريا الزم نفسه بالتمسك بحلفائه ليس فقط بدافع رفقة الدرب المشتركة منذ العام 2005 الى اليوم بل لان هذا التمسك يشكل احد عناصر قوته في ظل خروج وليد جنبلاط من 14 آذار ويرى الحريري ان بقاء 14 آذار يشكل الارضية الصلبة التي تحصن قوته السياسية في مرحلة التسوية وما قد يتبعها من تطورات.

ويبقى السؤال: هل ستشكل مساعي فصل الحريري عن جعجع اولوية المرحلة المقبلة سورياً؟

الجواب هو نعم فهذا الربط يمنع على سوريا وحلفائها فتح صفحة جديدة مع الحريري والكلام الذي قاله النائب سليمان فرنجية عن حتمية ان يختار الحريري في النهاية بين حلفائه والخط الآخر يعبر تماما عما تريده سوريا من الحريري. تقول المعلومات ان القيادة السورية انزعجت كثيراً من موافقة الحريري على احياء ذكرى 14 شباط جماهيرياً واصبح واضحاً ومعروفاً ان محاولات بذلت ورفضها الحريري كلها لاحياء هذه الذكرى في احتفال مختصر وتولى الحريري طمأنة السعودية الى ان هذه الذكرى لن تؤثر على التسوية الحاصلة وان الكلمات ستكون مضبوطة الى حد بعيد وهذا ما حصل ولكن على الرغم من كل هذه الدوزنة فان الاجواء تفيد بان سوريا لم تكن راضية عن الحريري بالذات وليس فقط عن المتكلمين الثلاثة الآخرين خصوصاً عن كلمتي السنيورة وجعجع. وتوحي المرحلة الراهنة بان حكومة سعد الحريري تمر بنفق طويل بانتظار جلاء الصورة في المنطقة وقبل ذلك لن تتوقف سياسة العرقلة والابتزاز المدروس والحريري نفسه يعرف هذا الواقع ويعالجه من ضمن المستطاع.

 

 سامي الجميّل لـلصياد: أنشأنا حكومة وحدة وطنية لكي لا يزعل اي طرف ويتقاسموا الجبنة معا والتنازلات والمساومات جاءت نتيجة السلاح والضغط الاقليمي       

26 Feb. 2010   

يقوم النائب الشيخ سامي الجميّل من موقعه الحزبي والعائلي، بدور طليعي في ادارة حزب الكتائب اللبنانية، وقد تمكّن النائب الشاب من التمايز وفرض ايقاع خاص به في عمله البرلماني، سواء من ناحية الاقتراحات التي يتقدم بها او من خلال اطلالته عبر الكلمة التي ألقاها في ساحة النجمة في جلسات مناقشة البيان الوزاري، ومنح الثقة الى الحكومة الائتلافية.

في حديثه الى الصياد بدا الجميّل متحفظاً وغير مرتاح لما اسماه التنازلات التي قدمها فريق 14 آذار حتى اليوم، ولعل ما يختصر موقفه، هو ما قاله في وصفه لمؤتمر الدوحة، اذ اعتبر انه مؤتمر استسلام 14 آذار لسلاح قوى 8 آذار، وكل ما جرى لاحقاً نشأ عن مفاعيل هذا الاستسلام. وبالتالي، يعتبر نائب المتن الشمالي، ان البلد يحتاج اليوم الى مؤتمر مصارحة ومصالحة مستفيداً من وجود حكومة وحدة وطنية، لم يكن يفترض ان يتم تشكيلها على هذا النحو من الاساس، لكنها شُكلت لكي لا يزعل احد، ولكي يقتسم الجميع الجبنة. تفاصيل حديث النائب سامي الجميّل، جاءت على الشكل التالي نصه:

كيف قيّمت ذكرى 14 شباط، من حيث الشكل لجهة الحشد الجماهيري، ومن حيث مضمون الكلمات التي أُلقيت؟ ­

كان المشهد ممتازاً، والحشد كان جيداً، مع الاخذ في الاعتبار حالات التململ لدى بعض جمهور 14 آذار، وهذا امر طبيعي بعد التنازلات والمساومات التي جرت.

هل تعتبرون انكم في حزب الكتائب قمتم بما عليكم لجهة حشد الحزبيين في هذه المناسبة؟

­ نحن دعينا كل الكتائبيين للمشاركة، عبر النزول الى ساحة الشهداء. هناك قسم كبير من الكتائبيين شارك وهناك قسم آخر كانت لديه تحفظات وبعض التململ بسبب التنازلات التي جرت، سواء بتشكيل الحكومة او في البيان الوزاري او بالنسبة لفتح صفحة جديدة مع سوريا. من البديهي ان البعض لديه تحفظات حيال هذه الملفات.

 انت شخصياً، هل لديك تحفظات على ما تسميه حالياً تنازلات ومساومات؟ مع الأخذ في الاعتبار ان خطباء ذكرى 14 شباط اكدوا ان لا مساومات على المسلمات؟ ­

من المؤكد ان المساومات حصلت، وكذلك التنازلات، ولا حاجة لكي نضحك على بعضنا في هذا الموضوع، ولا شك ان النوايا حسنة لدى من قدم هذه التنازلات، لكن السلاح والضغط الاقليمي فرضا هذه التنازلات.

 

هل كان هناك من خيار آخر برأيك، بوجود السلاح والضغط الاقليمي؟

 ­ هذه هي المشكلة، فالبعض يسأل ما الحل في هذا الوضع. هناك وجهتا نظر في هذا الموضوع، البعض يعتبر ان لا حل آخر. والبعض لا يستطيع الا ان يلاحظ وجود تنازلات كبيرة جرى تقديمها. لم اسمع رأيك الشخصي، اية وجهة نظر تتبنى بين النظريتين؟ ­ انا انتمي الى مدرسة تتبنى مبدأ المقاومة والتضحية، وقد دفعنا دماء وشهداء ودموعاً للدفاع عن سيادة لبنان، منذ اكثر من ستين عاماً، لذلك نحن لا نتأقلم بسهولة مع المساومات على المبادىء.

وماذا عن مضمون كلمات خطباء 14 شباط؟ ­

كما لاحظت، كان هناك تأكيد على الثوابت في مضمون الكلمات، وهذا امر ممتاز، لكن لا يكفي التأكيد على الثوابت، لأن الأهم هو الالتزام الفعلي بهذه الثوابت.

ما هو تقييمك لتطور العلاقات اللبنانية ­ السورية منذ الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة، وحتى اليوم؟

­ لا نستطيع حالياً ان نتحدث عن طي الصفحة مع سوريا قبل حل الملفات العالقة، ومنها ملف ترسيم الحدود بين البلدين هذا الامر يساعد في تحديد الخط الازرق والانتهاء من النقاط الملتبسة بالنسبة للحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل. وهناك ملف المعتقلين في السجون السورية، ونحن نطالب الحكومة السورية باعطائنا المعلومات، وان تُعيد الينا من لا يزال معتقلاً لديها، وان تعطينا رفات من قضى من هؤلاء في سجونها. وهناك ايضاً ملف المعسكرات الفلسطينية الموالية لسوريا. ومطلوب من سوريا بذل جهد اضافي لحل هذا الموضوع. من خلال المؤشرات،

 هل تعتبر ان هناك ارادة سورية بمعالجة هذه الملفات؟

­ المشكلة مع سوريا، ان هناك ازمة ثقة مزمنة بيننا تستند الى التجارب الفاشلة معها، والى ما ارتكبته سوريا في لبنان. ومن اجل تصحيح هذا الوضع، لا نستطيع ان نتّكل على الوعود، او الكلام المعسول، او اعلان النوايا، ما نريده هو الافعال.

حتى الآن لم تلمسوا مؤشرات ايجابية في هذا الاتجاه؟ ­

لا. وتصريحات الرئيس السوري بشار الاسد في الفترة الاخيرة، لا تؤشر الى وجود تغيير حقيقي من قبل سوريا تجاه لبنان.

تقول ذلك، برغم التوضيحات السورية في شأن هذا التصريح.

 ­ التوضيحات تأتي دائما بعد ارتكاب الخطأ.

هل تؤمن بجدوى طاولة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية؟ ­

نؤمن بجدوى هذه الطاولة، خصوصا ان هذه المبادرة اتخذها فخامة رئيس الجمهورية، ونحن ندعم كل مبادرة يتخذها رئيس البلاد. انما انا اعتبر ان عنوان الطاولة لا ينبغي ان يكون الاستراتيجية الدفاعية، بل المطلوب ان يكون عنوان الحوار هو موقع لبنان في الصراع العربي ­ الاسرائيلي. وهنا اريد ان اشير الى ان الاستراتيجية الدفاعية هي شأن عسكري مولج باقرارها الجيش اللبناني. السياسيون لا خبرة لديهم في الاستراتيجيات العسكرية، وبالتالي ليسوا مخولين مناقشة واقرار الاستراتيجية الدفاعية للبنان. لذلك فان طاولة الحوار يجب ان تناقش موقع لبنان في الصراع العربي ­ الاسرائيلي. وهل المطلوب ان يحمل لبنان السلم بالعرض في هذه المواجهة؟ على السياسيين ان يناقشوا السبل الافضل لحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية. وهل السبل المتاحة هي الحماية الدبلوماسية ام العسكرية. وهل علينا ان نبني استراتيجية حرب ام استراتيجية سلام؟ اذا كان المطلوب استراتيجية حرب، على لبنان ان يفعل مثل اسرائيل، اي ان يصرف مليارات الدولارات سنويا على جيشه. فهل نحن قادرون على ذلك؟

الا تعني تجربة تموز .، ان في مقدور لبنان الدفاع عن نفسه من دون دفع هذه المبالغ؟ ­

انا لا ارى ان تجربة تموز 2006كانت تجربة ناجحة. لانها تجربة دمرت لبنان، وادت الى مقتل اللبنانيين، وتم تدمير ثلاثة منازل في اسرائيل، في حين ان لبنان دُمر باكمله تقريبا. فمن يكون ربح ومن يكون خسر هذه الحرب؟ والسؤال ما هو الانجاز الذي حققناه في هذه الحرب؟

الانجاز الذي تحقق، اننا منعنا اسرائيل من تحقيق اهدافها؟ ­

نحن من .حركش باسرائيل، ونحن اعطيناها العذر لكي تدمر بلدنا.

كيف تقوّم اداء رئيس الجمهورية التوافقي.وهل تشاطر الدكتور سمير جعجع الرأي بان الرئيس بدأ يجنح عن موقعه كرئيس توافقي؟

­ بالنسبة لنا، موقع رئاسة الجمهورية موقع مقدّس. ونحن ندعم رئيس الجمهورية بلا تحفظ، بصرف النظر عن الآراء السياسية التي تختلف احيانا بينه وبيننا. ولكن ذلك لا يمنع من اننا ندعم الموقع والرئيس، ونحن الى جانبه في كل المراحل.

ما هو موقفك من مشروع قانون استعادة الجنسية؟ ­

 نؤيد هذا المشروع تماما. وهناك اطراف عدة تدعم هذا التوجه.

هل حلفاؤكم في 14 آذار، واقصد الطرف المسلم، يدعمكم في هذا المشروع؟ ­

 بصرف النظر عن مواقع كل الاطراف، نحن في حزب الكتائب ندعم هذا المشروع.

اقصد، هل بدأتم العمل لتسويق هذا المشروع لدى حلفائكم للتمكّن من تمريره؟ ­

حتى الآن، لم يبدأ العمل الفعلي لخلق لوبي سياسي لدعم هذا المشروع.

وماذا عن مرسوم التجنيس، والغاء جنسية من لا يستحقها؟ ­

 هذا الامر لا بد منه. ومؤخرا تحدثت الى الوزير زياد بارود عن هذا الموضوع، وهو سيقوم بدوره بجهد لانجاز هذه الخطوة.

ما رأيك باداء الحكومة الائتلافية حتى الآن؟

­ في كل بلدان العالم، لا يتم انشاء حكومات وحدة وطنية الا في ظروف استثنائية، وعندما يواجه البلد قضايا مصيرية. ولا يتم تشكيل حكومات الوحدة الوطنية في ظروف عادية، او لادارة شؤون البلد اليومية. لكن ما جرى عندنا، اننا انشأنا حكومة وحدة وطنية لكي لا يزعل اي طرف، ولكي يرضى الجميع، ويتقاسموا الجبنة معا. هذا امر غير طبيعي. لكن، وبما اننا انشأنا هذه الحكومة، علينا ان نستفيد منها لعقد لقاء مؤتمر مصارحة ومصالحة، ولكي ننجز اعمالا بنيوية على مستوى الدولة اللبنانية، وأن نفكر في النظام اللبناني، ونجري قراءة للتجربة الماضية، ونعالج الثغرات وندخل التعديلات والتطوير على هذا النظام لكي نخرج بلبنان جديد، ونكون بذلك قد استفدنا من وجود حكومة الوحدة الوطنية.

ما المطلوب تحديدا من مؤتمر المصارحة والمصالحة؟ ­

لا شك ان هناك ازمة ثقة بين اللبنانيين. ولا ننسى اننا في 7 ايار ، شهدنا حربا اهلية مصغرة، وكان لبنان على وشك الدخول في حرب اهلية مدمرة. فهل نستطيع ان ننكر ان الدروز حملوا السلاح على الشيعة، والشيعة حملوا السلاح على السنة، وحملوا السلاح على الدروز. وعندما يتعرض البلد لكارثة من هذا الحجم، وعندما يتقاتل اللبنانيون فيما بينهم، وقد سقط عدد من الشهداء والجرحى، هل من الممكن الخروج من هذا الوضع من دون حصول مصارحة ومصالحة؟ الا تعتبر ان مؤتمر الدوحة انجز مهمة المصارحة والمصالحة؟ ­ مؤتمر الدوحة كان مؤتمر استسلام. في هذا المؤتمر استسلم فريق 14 اذار لسلاح 8 اذار. هذا هو مؤتمر الدوحة باختصار. وما يحصل اليوم هو ترجمة لهذا الانتصار العسكري الذي حققه سلاح 8 اذار في 7 ايار.

انتقالا الى موضوع الانتخابات البلدية، هل تؤيدون اجراءها في موعدها بصرف النظر عن الاصلاحات التي يطالب البعض بادخالها على قانون الانتخابات البلدية؟

­ نحن قدمنا مشروعا متكاملا لاصلاح قانون البلديات. ونفضّل ان يتم ادخال التعديلات على قانون الانتخابات. لكن اذا كان السؤال عن الاولوية، فنحن نتمسك باجراء هذه الانتخابات في موعدها، ولا نؤيد تأجيلها، مهما كانت الاسباب.

البعض يتحدث عن تنسيق بينكم وبين التيار الوطني الحر استعدادا للانتخابات البلدية في المتن.هل ستتعاونون مع التيار الوطني في هذه الانتخابات؟ ­

ليس صحيحا اننا ننسق مع التيار الوطني الحر في هذا الموضوع. لكن، لا شك ان الانتخابات البلدية تختلف عن الانتخابات النيابية. في البلديات يعاد خلط كل الاوراق، لان العائلات تلعب دورا اساسيا في هذه الانتخابات، بحيث ان السياسة تؤثر بنسبة معينة في المائة فقط في هذه الانتخابات. لذلك قد تجد اطرافا كتائبية تتفق مع اطراف عونية في بعض الاماكن. لكن ذلك لا يتم على اساس سياسي، بل يرتكز على المفهوم العائلي.

 قمتم بمبادرة تصالحية مع النائب فرنجية، وكان البعض ينتظر خطوات اضافية لتوسيع بيكار المصالحات المسيحية. ماذا جرى على هذا الصعيد؟

­ هدفنا من هذا اللقاء كان اعادة وصل الجسور بين المسيحيين. وما يهمنا هو الا تستمر المقاطعة والبعد والجفاء بين المسيحيين، بصرف النظر عن الخلاف السياسي. ونحن اليوم على خلاف سياسي مستمر مع الوزير فرنجية، ومع التيار الوطني الحر في شأن عدة ملفات منها ملف سلاح حزب الله، والعلاقة مع سوريا. لكن ذلك الخلاف السياسي يجب الا يمنعنا كمسيحيين من الجلوس معا، لكي ننسق ونتفق على امور اخرى لا نتفق عليها، وهي تتعلق بمصلحة المسيحيين ومصلحة لبنان بشكل عام. وعلى سبيل المثال، لا شيء يمنع من ان ننسق في موضوع تملك الاجانب وقد التقى المسيحيون على مواضيع عدة جرى طرحها مؤخرا، منها خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، والغاء الطائفية السياسية. هذا التوافق جرى من دون اي تنسيق، ما نطرحه هو ان يتم التوافق بالتنسيق على مثل هذه المواضيع، بدلا من ان نتفق عليها بالصدفة.

هل من جديد في هذا الاتجاه؟ ­ نحن على تواصل دائم مع سليمان بيك. ومؤخرا عندما طرح موضوع خفض سن الاقتراع الى 18سنة، جرى اتصال بيني وبينه ونسقنا حول هذا الموضوع.

كيف قرأت المشهد في عيد مار مارون، بين براد ومار جرجس؟ ­ انها كارثة. وهذا امر معيب. فالمسيحيون عموما في الشرق ينظرون الى مسيحيي لبنان على اساس انهم المثال الأعلى او خشبة الخلاص، فهل هذا ما نريد تقديمه لهم؟ هذا المشهد كان مضرا جدا لمعنويات ونظرة مسيحيي الشرق نحونا.

كيف هي العلاقة اليوم بين حزبي الكتائب والطاشناق؟

­ التقينا عدة مرات. ونحن نتواصل باستمرار، ونأمل ان تكون الصفحة الماضية قد طويت نهائيا، وان تنشأ علاقة جديدة افضل بيننا. والطاشناق يعملون حاليا على استقلاليتهم السياسية، وهذا الامر نشجعه من جهتنا.

كيف تصف العلاقة مع حليفكم الانتخابي ميشال المر، واستطرادا مع الوزير الياس المر حاليا؟ ­

العلاقة ممتازة.

الصياد

 

ميشال سماحة يعلن أن دمشق لن تنفصل عن طهران و"يعذر"الحريري على خطئه "المعبر"عن استمرار حالة العداء تجاه سوريا

 يقال نت/الخميس, 25 فبراير 2010

إعتبر ميشال سماحة،أحد معاوني المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان أنه "لن تكون هناك امكانية لإغراء سوريا في الانفصال أو في قيام شرخ في علاقتها مع إيران أو مع المقاومات لا في اطار مفاوضات ولا في غيره". وقال إن كلام الوزيرة الأميركية هيلاري كلينتون حول هدف واشنطن من علاقتها بدمشق فصل سوريا عن إيران " لم يكن على طاولة البحث في دمشق الأسبوع الماضي أثناء زيارة وليم برنز." أضاف في حديث لإذاعة "حزب الله":"رُفع مستوى الاتصال الأميركي – السوري من قِبَل أميركا إلى مستوى نائب وزيرة الخارجية الأميركية في الإدارة ولأول مرة يصل وفد كبير لبحث بمرونة حول العلاقات، بدأ وضع قواعد امكانيات التعاون في مواضيع يمكن التعاون حولها ولا تتصل بأي شكل لا بالعلاقات السورية – الإيرانية. بانتظار ذلك، هذه المواضيع غير قابلة للبحث وهذا التعاون غير قابل للتوقف إطلاقاً."

وعن المصالحات العربية العربية ومنها المصالحة اللبنانية السورية قال :"هناك مسار وضع منذ المصالحات العربية كان للمملكة العربية السعودية وللملك رأي فيه وكان للرئيس الأسد رأي فيه. هذا المسار، انطلاقاً من الموقفين والرأيين، تقدم خطوات كبيرة في اطار العلاقة الشخصية بين الملك والرئيس الأسد وحمل معه تعاون أكبر بين السعودية وسوريا في مجالات عديدة وأنتج مصالحة مع الفريق الذي يتزعمه في لبنان الرئيس سعد الحريري ووفر جو لزيارته لسوريا بصفته الشخصية من جهة وبصفته رئيس حكومة الوفاق الوطني في لبنان من جهة أخرى." واعتبر سماحة ان التواصل قائم في العلاقات الثنائية المباشرة السعودية – السورية، ولكن هذا لا يعني تطابقاً في وجهات النظر في كل المواضيع ونلحظ في لبنان ان هناك بعض الفروقات، ونلحظ ان استيعاب الملك والرئيس الأسد للمخاطر المحيطة في المنطقة تجعل المملكة وسوريا على تواصل وتشاور على أعلى مستوى.

وفي ما خص ما سمي توترا في العلاقة بين دمشق والرئيس الحريري قال:سوريا عبّرت عن رأيها بالنسبة لكلام الرئيس الحريري للمجلة الايطالية وعندما شبه العلاقة اللبنانية – السورية بالعلاقة بين الكويت والعراق، ما كتبته في جريدة "الوطن" أمس على لسان مصدر مسؤول لا يقبل الاجتهاد ،كما كان كلام الرئيس الحريري للمجلة الايطالية لا يقبل الاجتهاد، قد يكون زلة لسان ولكن يجب أن نتوقف عند انها زلة لسان معبرة.

أضاف :الرد في هذه المواضيع يكون عادة مباشر عندما يكون هناك اتصالات وهذا ما ظهر في موقف الرئيس الحريري بعد كلام المصدر السوري حول ما قيل وبعد التوضيح  الذي أعلنه سيمور هيرش لجريدة "الخليج". وعاد الى حديث الحريري وقال : خلال الخمس سنوات الماضية، هذا المضمون كان يسوق مع الغربيين وبعض العرب. هذا الأمر فيه تشويه لموضوع العلاقة ولموضوع تاريخ العلاقة ولعلاقة سوريا حافظ الأسد وبشار الأسد مع الرئيس رفيق الحريري. التوضيح السوري كان مهماً. ولكن أعتبر انه لم يستكمل بعد، إعادة النظر بين ثقافة العداء والانتقال إلى ثقافة الصداقة. وتابع :في هذا التصريح، الرئيس الحريري يتكلم فقط على سوريا كجارة، نحن نقول ان قبرص جارة أيضاً واذا كانت العلاقة بقبرص وبالعالم العربي علاقة جيران وليست علاقة ارتباط بأننا ننتمي إلى عروبتنا فهذه مشكلة.

وقال:لا أزال أعذر الرئيس الحريري خلال هذه الاشهر، ولكن هذا لا يعني ان هذا الأمر لا يستوقفني.

وأعلن :بين زيارة الرئيس الحريري واليوم، حصل تقصير لبناني في متابعة ما تم التفاهم عليه من جهة بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس بشار الأسد وبين الرئيس الحريري والرئيس الأسد، الرئيس الحريري كان قد طرح على الرئيس الأسد أن يقوم بزيارة لسوريا خلال شباط على رأس وفد وزاري وتكون زيارة رسمية لسوريا لبحث المواضيع.

وأشار الى أن الزيارات بين الدول في عملها الجدي ليس كلام صحف ومونشيتات جرائد، زيارة الحريري على رأس وفد إلى سوريا أو زيارة العطري على رأس وفد إلى لبنان هي زيارات للبحث في ملفات أو ليتكلل البحث الذي سبق الزيارات حول الملفات بإعلان الاتفاق حول هذه الملفات. هذا التحضير حتى هذه اللحظة لم يحصل ومعلوماتي ان التقصير هو لبناني وليس سورياً.

واعتبر سماحة ان المطلوب هو تفعيل الأمور، والانتظارات كانت اكثر من المسار الذي أخذته الامور ولكن ذلك لا يعني ان العلاقات سيئة، وأرجو أن لا يكون أحد لا في لبنان ولا في العالم العربي يريد من لبنان وحكومته أن تكون نسبياً مشلولة في المواضيع الكبرى وتراوح مكانها لتحقيق بانتظار عودة غودو في وقت ما كما وعدنا بعض اللبنانيين.

وأعلن أنه الاسبوع المقبل :"سأقول معطياتي عبر القضاء اللبناني الذي استدعاني لدائرة المدعي العام التمييزي، وشرفني مدعي عام التمييز الذي لم ينفذ حتى الآن الاستنابات التي بين يديه بحق مزوّري الشهادات في أهم قضية في لبنان، الدعوى هي من صاحب السوابق سمير جعجع، في هذا الاطار نرجو أن لا يكون أحد ينتظر غودو ما لأن هذا الغودو لن يأتي. وحتى إذا أتى شبح له، دولياً أو اقليمياً فلن يكون له أثر على الداخل اللبناني."

وأعرب عن اعتقاده بأن زيارة جنبلاط إلى سوريا لم تعد بعيدة.

وقال :السيد نصرالله له دور محوري في مضمون هذا الموضوع، أما حول قرار الوقت والقرار السوري فهذا القرار بيد القيادة السورية وتحديداً الرئيس بشار الأسد.

وعن الجيش اللبناني قال :أخاف من إدخال الجيش اللبناني في ماكينة أهداف الجيش الأميركي لأننا نحن الحلقة الاضعف في العلاقات مع أميركا ومع القيادة الوسطى الأميركية ولدينا في لبنان ما نحافظ عليه بشكل حقيقي وجدّي وهو وحدتنا لوطنية وقدرات المقاومة وإنجازاتها المصنفة من قِبَل الجيش الأميركي وعقيدته بأنها إرهاب يجب ضربه.ي

 

خشية منح المتشددين سبباً لإيذاء المعارضين الولايات المتحدة ترفض طلباً إسرائيلياً بعقوبات قاسية ضد إيران

العربية/طالبت إسرائيل الولايات المتحدة يوم الخميس بالسعي لفرض عقوبات قاسية على إيران لكبح برنامجها النووي، لكن حكومة أوباما قالت إنها لا تريد إيذاء الشعب الايراني

وتسعى القوى الغربية لفرض جولة رابعة من العقوبات الدولية على ايران بسبب برنامجها النووي الذي تعتقد الولايات المتحدة أنه يهدف إلى صنع أسلحة. وتقول ايران إن البرنامج لا يهدف إلا لتوليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير مزيد من النفط والغاز. وكانت اسرائيل ساندت هذه المساعي لكنها لمحت في الوقت نفسه الى امكانية ان تشنّ ضربة عسكرية وقائية اذا رأت ان الجهود الدبلوماسية وصلت الى طريق مسدود. ونقل المتحدث باسم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عنه قوله لنظيره الامريكي روبرت غيتس في اجتماع في واشنطن "ايران مشكلة لا لإسرائيل وحدها وإنما للعالم كله. وفي هذه المرحلة من المهم فرض عقوبات قاسية وطاحنة على ايران للحيلولة دون تقدمها نحو اكتساب اسلحة نووية".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا يوم الاثنين الى فرض عقوبات على قطاع الطاقة الايراني. ومع ان ايران هي خامس اكبر منتج للنفط في العالم فإنها تستورد نحو 40% من احتياجاتها من البنزين من مصافٍ اجنبية. مع ذلك فإنه في تصريحات منفصلة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كرولي للصحافيين "ليس غرضنا فرض عقوبات معوقة يكون لها أثر ملموس على الشعب الايراني". واستدرك بقوله "انما غرضنا الحقيقي... ايجاد سبل للضغط على الحكومة مع حماية الشعب".

وقال مسؤول امريكي آخر -طلب الا ينشر اسمه- إن واشنطن تخشى ان هي فرضت عقوبات كاسحة أن يكون لذلك أثر عكسي يمنح المتشددين الايرانيين ستاراً لشن حملة على المعارضين وبجعل الظروف الاقتصادية صعبة للغاية الى درجة تنفر الايرانيين العاديين من الولايات المتحدة لا من حكومة طهران.

ولم يتضح بعد هل يمكن فرض عقوبات على قطاع الطاقة من خلال مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بالنظر الى الاعتراضات السابقة من جانب روسيا والصين اللتين لهما استثمارات كبيرة في ايران. وسئل باراك عن موقف مضيفيه الامريكيين فحاول التهوين من مدى اي اختلاف بين الجانبين.

وقال لرويترز "لا أعتقد ان الامر يتصل بمناقشة تعريف العقوبات. ولننتظر لنرى".

وأضافت قوله "لا اعتقد انه من المهم هل انا متفائل ام متشائم. فالامر سيحكم عليه بالنتائج ولا شك أني أرجو ان تكون النتائج جيدة وناجحة".

وتجادل اسرائيل بأن وصول مجلس الامن الى طريق مسدود في هذا الشأن يجب الا يمنع الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية من تقليص تعاملاتها مع قطاع الطاقة في ايران.

وتأمل القوى الغربية أن تتفق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والتي تملك حق النقض (الفيتو) وألمانيا على مشروع قرار لتقديمه الى المجلس.

غير أن دبلوماسيين يقولون انه حتى اذا تمكّنت الدول الست من الاتفاق على قرار فقد تواجه معارضة من بعض الدول التي تشغل العضوية الدورية حالياً في المجلس ومن بينها البرازيل.

وفي محاولة لكسب تأييد البرازيل قالت وزارة الخارجية ان وكيل وزارة الخارجية وليام بيرنز المكلف بالشؤون الايرانية سيتوجه الى البرازيل يوم الجمعة قبل زيارة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مقررة الاسبوع القادم.

وقال كرولي "سنتحدث مع البرازيل بشأن طريقة المضي قدماً بخصوص ايران. انني متأكد من أن وكيل الوزارة بيرنز سيطلعهم على تطورات العملية الخاصة بمجموعة الخمسة الدائمين زائد واحد وكذلك ستفعل الوزيرة كلينتون في اجتماعاتها مع الرئيس ووزير الخارجية الاسبوع القادم".

وكان غيتس والاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة عبّرا عن قلقهما خشية أن تتسبب إسرائيل في تفجير حرب جديدة في الشرق الأوسط إن هي هاجمت المنشات النووية لعدوها ايران.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع حينما سئل هل أثار الامريكيون هذا الامر مع باراك "تركزت المحادثات على العقوبات... وعلى الحفاظ على القدرات الدفاعية لإسرائيل وتفوقها العسكري النوعي. وتختلف اسرائيل والولايات المتحدة في بعض النقاط لكن هناك مجال واسع من التوافق".

 

السفارة الاميركية تتنصت على كل لبنان، والداخلية تؤكد حرصها على تطبيق القانون 

تقرير خاص قناة المنار – عباس فنيش / 26/02/2010

السفارة الاميركية تتنصت على كل لبنان : عنوان من المفترض ان يستفز الشعور الوطني لدى كل مواطن لبناني فكيف إذا جاء هذا العنوان بعد سلسلة نشاطات مشبوهة لطالما مارستها السفارة على مختلف الاراضي اللبنانية.  التفاصيل الفضيحة التي أوردتها صحيفة السفير تفيد أن السفارة الاميركية طلبت من قسم المباحث الجنائية في المقر العام لقيادة الامن الداخلي بتاريخ الاول من نيسان من العام الفين وتسعة تزويد السفارة بمعلومات حول محطات شبكتي الخلوي وحدود انتشارهما اضافة الى تفاصيل تقنية دقيقة تتعلق بقطاع الاتصالات وبدون اي تدقيق احال قسم المباحث الطلب الى الشركتين المعنيتين فردت احداهما انها لن تستجيب للطلب دون موافقة الوزير المختص والذي كان انذاك جبران باسيل.

رحلة طويلة لامست الشهر مر بها الطلب من المباحث الجنائية الى الشرطة القضائية الى شعبة التدريب فشعبة الخدمات والعمليات مرورا بالمدير العام لقوى الامن الداخلي ووزير الداخلية زياد بارود وصولا الى مكتب الوزير باسيل. رفض باسيل الطلب معللا للوزير بارود بأنه تبين ان الاستمارة تطلب معلومات بالغة الاهمية وتتعلق بالامن الوطني ولذلك لا يمكن اعطاءها لسفارات اجنبية او لمكاتب تابعة لها. عند هذا الحد يتوقف مسار الطلب وتفتح أبواب التساؤلات. شركتا الخلوي في لبنان تمتلكان داتا معلوماتية ضخمة وخطيرة جدا ولا تستثني احدا في لبنان من مواطنين الى رسمين الى عسكرين وأمنيين وأحزاب وقيادات.

اما خطورتها فتكمن بالتالي:

هذه الداتا تسجل كافة الاتصالات الوارد منها والصادر اضافة الى الرسائل النصية التي يتلقاها ويرسلها اي مشترك.

ابعد من ذلك من خلال هذه الداتا يمكن تحديد المتصل وموقعه ومضمون مكالمته ونطاقه الجغرافي وشبكة علاقاته وحركة تنقلاته حتى ولو كان هاتفه الخلوي خارج الخدمة او التغطية.

وبالانتقال الى الخلاصة : من ينفي أو يؤكد انه قبل أو بعد تولي الوزير باسيل لوزارة الاتصالات لم تستجب الشركتان لطلبات من هذا النوع؟

واكثر من ذلك لماذا تطلب السفارة الاميركية معلومات تتعلق بالشبكة الخلوية وليس الثابتة؟

شركة واحد اوضحت موقفها عندما حولت الطلب لوزير الاتصالات السابق اما موقف الشركة الثانية فلا يزال ملتبساً ما يطرح سؤالاً اساسياً عن موقف هذه الشركة وعن الجهة التي تفتح التحقيق في هذه الواقعة. ودائماً كما نشرت صحيفة السفير.

رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله اوضح للمنار ان ما نشرته صحيفة السفير  هو معلومات خطيرة تمس السيادة الوطنية وامن شبكات الاتصال  وحرية المواطنين وسرية التخابر المصونة بالقانون كاشفا ان هذا الموضوع سيكون محل مناقشة في لجنة الاعلام بمشاركة الجهات المعنية.

بدورها اكدت وزارة الداخلية والبلديات في لبنان في بيان اصدرته اليوم الجمعة "حرصها الشديد على التزام تطبيق القانون وحفظ  صلاحيات الوزارات المعنية وعدم السير بأي طلب من شأنه ان يمس بالسيادة الوطنية او الامن الوطني او حقوق المواطنين وحرياتهم بأي شكل من الاشكال ومن أي مرجع ورد"، متمنية على "وسائل الإعلام مراجعتها في أي أمر يتعلق بها قبل نشره في شكل قد يؤدي الى التباس او ارباك او تحوير للحقيقة".

وأشار البيان الى أن "جميع معاملات اعتراض المخابرات الهاتفية يتم التدقيق فيها وفقا لما يفرضه القانون ويشترك في هذا التدقيق كل من وزيري الدفاع والداخلية والبلديات ووزير الإتصالات بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء"، واضاف ان "الطلب المشار إليه في الخبر يتعلق بإستمارة وردت الى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي من السفارة الأميركية وقد أحيل الطلب الى وزارة الاتصالات دون اية موافقة او رأي مسبق حفاظا لصلاحية وإختصاص تلك الوزارة".

ولفت البيان الى انه "بعد ورود رأي وزارة الاتصالات بعدم الموافقة قررت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إبلاغ الجهة المستدعية أي مكتب التدريب في السفارة الاميركية بعدم امكانية تعبئة الاستمارة وتم الغاء برنامج التدريب الذي طلبت الاستمارة لغاياته".

 

اسرائيل توجه الضربة الأولى فيتدخل «حزب الله» و «حماس»... وتجتاح تل أبيب لبنان

الجمعة, 26 فبراير 2010

الحياة/حيث يتصاعد النقاش حول الملف النووي الإيراني وسبل مواجهته وتلتهب الأجواء التي تثيرها اسرائيل فتصل أصداؤها الى واشنطن، كان يفترض ان يكون النجم الساطع لكل هذه السيناريوات والاجتماعات والقرارات هو رئيس الموساد، مئير دغان. ولكن «وصمة دبي»، غيرت كل شيء. فالتهليل لجهاز «موساد» والإصغاء لتقاريره في كل خطوة تبحثها اسرائيل لاتخاذ قرار يدرج ضمن «القرارات المصيرية» للدولة العبرية، موضع تساؤل. فالفضائح التي كشفتها عملية اغتيال محمود المبحوح قلبت قواعد اللعبة المتبعة في دوائر القرار الإسرائيلي. وعلى رغم انقسام الإسرائيليين حول نتيجة عملية المبحوح ما بين وصفها بالفشل الكبير والفضيحة العظمى للموساد وبين من يرفض تجاهل النتيجة باغتيال واحد من ابرز من تعتبرهم إسرائيل خطراً على أمنها وإثبات مقولة «قدرة اسرائيل على الوصول الى الهدف الذي تقرره في كل مكان وزمان»، على رغم هذه التناقضات الا ان الصوت الأعلى اليوم يحذر من خطر الاعتماد على الجهاز في اي قرار يتخذ تجاه ايران خشية الوقوع في ورطة كبيرة قد تقصم ظهر اسرائيل.

هذه الأصوات تصاعدت مع تصاعد القلق لدى الولايات المتحدة الأميركية من خطر مبادرة اسرائيلية لضرب ايران من دون الرجوع الى واشنطن لأخذ موافقتها. ففي «لعبة حرب» مفترضة بين اسرائيل وايران، شارك فيها عشرون مسؤولاً اميركياً ممن شغلوا في السابق مناصب كبيرة وبعضهم ما زال يشغل مناصب استشارية جاءت نتائج الاختبار وفق التطورات الميدانية والتصعيد الخطابي الحربي لتقول ان توجيه ضربة عسكرية مفاجئة لإيران ومن دون تنسيق مع واشنطن، ستفضي الى ان يدخل الى ساحة الحرب «حزب الله» اللبناني و«حماس» في غزة.

المشاركون في الاختبار انقسموا الى ثلاث مجموعات تمثل كل من اسرائيل وايران والإدارة الأميركية. وتبدأ اللعبة بضربة عسكرية اسرائيلية ناجحة على المفاعل النووي الإيراني ما يسبب توتراً بين تل ابيب وواشنطن فتطلب الولايات المتحدة من اسرائيل عدم توجيه ضربات جديدة ضد ايران وفي الوقت نفسه تبعث بالمنظومات المضادة للصواريخ مثل «ايجس» و«باتريوت» الى اسرائيل. في هذه المرحلة، بحسب اللعبة، يدخل «حزب الله» الى ساحة الحرب بتوجيه صواريخ مكثفة تصل الى معدل مئة صاروخ يومياً، بعضها قصير المدى وبعضها صواريخ ثقيلة، فتتوتر الجبهة الشمالية وتمتد الى الجبهة الجنوبية حيث تدخل «حماس» وتشارك في اطلاق صواريخ على الجنوب الإسرائيلي. اما ايران فتركز على ضرب صواريخ من نوع «شهاب» ولكن بعدد مقلص ما يدفع بسكان حيفا وتل ابيب الى الهرب.

وبحسب اللعبة توسع ايران ضرباتها نحو منابع النفط في الخليج فيما واشنطن تسعى الى التفاهم مع ايران لكن الأخيرة ترفض. وعندها تتصاعد أجواء الحرب لتدخل اسرائيل الى لبنان ممهدة الى ذلك بقصف جوي مكثف. اللعبة تنتهي بانجرار الولايات المتحدة الى الحرب والاحتمال الأــكبر استمرار الحرب بضــربات عســكرية قوية على ايران.

تفاصيل هذه اللعبة تشير الى ان اسرائيل تستعد اليوم لتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران وطبعاً الاعتماد الأساسي في هذه الضربة يقوم على المعلومات الاستخبارية التي تعرضها اجهزة الاستخبارات، وفي مقدمها الموساد، على المسؤولين السياسيين والعسكريين، ما يعني ان القيادة ستصغي الى موقف مئير دغان وبقية رؤساء اجهزة الاستخبارات، وهنا يكمن الخوف لدى مجموعات ليست قليلة. فنتائج عملية المبحوح خفضت أسهم دغان وربما ايضاً الثقة به وبخططه وأفضت الى التشكيك بمدى نجاحها انطلاقاً من ان الاعتقاد ان لكل مشكلة استراتيجية حلاً استخبارياً هو اعتقاد خطر.

ويصل البعض الى ابعد من ذلك. فيرى الخبير السياسي الإسرائيلي، آري شافيت، ان دغان ومنذ اليوم اثبت فشله في كل ما يتعلق بالملف الإيراني حيث ان رئيسي الحكومة، ايهود اولمرت وبنيامين نتنياهو، اعتمدا على تقديراته في كل ما يتعلق بالوسائل التي يجب اعتمادها لمنع ايران من الحصول على القدرة الذرية، ويقول: «قام دغان بكل ما يستطيع  فعله من الأمور العظيمة. لكن امتحان النتيجة يدل على ان ايران اليوم قريبة من ذلك. ويدل امتحان النتيجة على ان اسرائيل لم تستعد قبل ذلك للتهديد الذي يصعب الحصول على القدرة الذرية ومنع الحصول عليها».

وفي أعقاب التصريحات التي أطلقها قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عيدو نحوشتان، حول اهمية حيازة الطائرة من دون طيار «ايتان» التي تعتبرها اسرائيل الأكثر ذكاءً في العالم وقدرتها على الوصول الى ايران بحمولة طن من المعدات وتنفيذ عمليات استخبارية ناجحة، يرى شافيت ان الاعتقاد الذي يسود بين الإسرائيليين بأن نحوشتان ودغان يعملان من اجل الإسرائيليين والدولة هو أمر خاطئ ويجب الكف عن هذا الاعتقاد. ويقول: «ان تحدي ايران يتطلب اولاً ان ننظم حياتنا من جديد».

2010 عام الحسم

يرى عسكريون وسياسيون في اسرائيل ان العام الحالي سيكون عام الحسم لما يسميه بعضهم بـ «الحرب الباردة في الشرق الأوسط» بحيث تشير الأجواء الى تصعيد عسكري قريب فيما يعتقد سياسيون ان اغتيال المبحوح كان تعبيراً إضافياً عن هذه الحرب التي تدور بالأساس بين ايران واسرائيل وسيكون التحدي الإقليمي للرئيس الأميركي، باراك اوباما، هو محاولة تهدئة الأوضاع ومنع الانفجار.

مراقبون وخبراء اسرائيليون يرفضون التعامل مع التهديدات المتبادلة التي شهدها الشهر الأخير  بين المسؤولين في ايران واسرائيل او بين قيادة حزب الله واسرائيل ومن جهة ثالثة بين سورية واسرائيل والتعامل معها كأنها مجرد كلمات فارغة تستهدف «الاستهلاك المحلي».

وهذا ينعكس  على الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة اليوم لمنع اي تصعيد والزيارات المكثفة التي قام وسيقوم بها مسؤولون اميركيون الى المنطقة وابرزها ستكون الشهر المقبل لنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن. وفي المقابل زيارة مسؤولين اسرائيليين الى واشنطن في مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي سيلتقي اوباما مرتين في الأسابيع القريبة المقبلة حين سيزور واشنطن بمناسبة مؤتمر للوبي المؤيد لإسرائيل (ايباك) والمؤتمر النووي الدولي. ولا شك في ان التهديد الإيراني سيلعب دوراً مركزياً في اللقاء. كما توجه الى واشنطن وزير الدفاع، ايهود باراك، مطلع هذا الأسبوع وسيلحق به رئيس اركان الجيش، غابي اشكنازي في الشهر المقبل.

واشنطن، وفق مراقبين اسرائيليين، تكثف من تحذيرها لإسرائيل من خطوات عسكرية خطيرة ضد إيران ولكن، يتساءل بعض هؤلاء: «صحيح ان هذا التحذير يشكل غطاءً ديبلوماسياً لأميركا في حال وجهت اسرائيل الضربة ولكن ماذا اذا اشتعلت الجبهة اللبنانية، ودعمت ايران حزب الله وردت اسرائيل بعملية دفاع عن النفس؟ او العكس، اسرائيل باشرت الحرب في الشمال وايران هاجمتها بالصواريخ؟

اللعبة «الاختبار» كانت للرد على هذه السيناريوات المتوقعة، والتقديرات الأميركية بعدم تردد اسرائيل في توجيه ضربة ضد إيران ومخاطر هذه الضربة ستجعل الأسابيع المقبلة، فترة حافلة بالزيارات المكوكية بين واشنطن وتل أبيب وربما بعض دول المنطقة الأخرى. وفي الوقت نفسه يأتي في هذا السياق التصعيد الإسرائيلي والترويج للاستعداد لمختلف السيناريوات المتوقعة من حيث التدريبات والقدرات العسكرية. وقد افتتحت حملة الترويج بطائرة «ايتان» التي حمل الإعلان عنها اكثر من هدف الأول ايران ثم «حزب الله» والقول ان اسرائيل قادرة على مراقبة الجهود والاستعدادات التي تبذل لمواجهتها في كل المنطقة.

 

معاناة الأقليات في إيران

أمير طاهري (الشرق الأوسط) الجمعة 26 شباط 2010

سمع قليل من الناس من خارج إيران عن عبد المالك ريغي. لكن يرى كثيرون داخل إيران هذا المتمرد، الذي يبلغ من العمر 32 عاما وينتمي إلى قبائل البلوش، على أنه مزيج من رواية «كزبرة الثعلب القرمزية» (Scarlet Pimpernel) و«آل كابوني». ففي سنوات قليلة، تمكن من أن يصبح شوكة في جنب النظام الحاكم الأمني العسكري الصاعد في طهران.

جرى تحميل ريغي مسؤولية مقتل أكثر من 100 عضو في الحرس الثوري الإسلامي، بما فيهم قادة بارزون، وأعضاء في منظمات أمنية أخرى في الجمهورية الخمينية، ناهيك عن العشرات من المدنيين باعتبارهم «ضحايا غير مقصودين». إلا أن ريغي مُني بسوء الحظ يوم الثلاثاء الماضي، عندما اضطرت طائرة ركاب باكستانية، كان يسافر على متنها إلى دولة عربية لم يذكر اسمها، إلى الهبوط في إيران. وبعد دقائق من الهبوط الإجباري، كان ريغي في أيدي الحرس الثوري الإسلامي. ويثير هذا الحادث عددا من التساؤلات:

أولا: كيف علمت السلطات الخمينية بوجود ريغي على متن الطائرة الباكستانية؟ الجميع يعرف أن ريغي سافر باستخدام وثائق سفر مختلفة وأسماء مستعارة. ومن المفترض أنه لا بد وأنه اتخذت بعض الإجراءات الاحترازية قبل الصعود إلى الطائرة. وعلى أي حال، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها ريغي خارج باكستان. ففي الصيف الماضي، سافر إلى أوروبا في جولة زار خلالها أربعة بلدان.

هل أحاطت السلطات الباكستانية طهران علما بوجود ريغي على متن الطائرة؟ لا يعرف أحد من خارج الحكومة في البلدين الإجابة بالتأكيد. إلا أن هناك احتمالية تقول إن إسلام آباد قررت إنهاء استضافتها لريغي بتسليمه للإيرانيين. وتتفق هذه الاحتمالية مع محاولات الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في الفترة الأخيرة التودد إلى طهران.

يذكر أن العلاقات بين الرئيس الباكستاني وحليفه الرئيسي (الولايات المتحدة) تدهورت على مدار الأشهر القليلة الماضية، حيث حاولت الإدارة الأميركية الجديدة إضعاف قبضة زرداري على السلطة عن طريق مغازلة معارضيه.

ولفترة قصيرة، حاولت واشنطن، بدعم من بعض الحلفاء في المنطقة، تصعيد رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف ليكون بديلا لزرداري. وعلى الرغم من تخلي واشنطن الآن عن هذه السياسة، فإن زرداري ينظر إليها على أنها صديق متقلب. علاوة على ذلك، هناك مخاوف من أن إدارة أوباما قد تنسحب على نحو مفاجئ من أفغانستان كما تنسحب الآن من العراق.

وفي هذه الحالة، ستحتاج باكستان إلى علاقة فعالة مع إيران، التي من المحتمل أن تصعد باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في أفغانستان.

ومع ذلك، قد يكون سبب آخر في التغيير المحتمل في موقف إسلام آباد، هو أن هذا التغيير له مقابل، وهو توقف إيران عن دعم المتمردين في إقليم بلوشستان بباكستان مقابل إلقاء القبض على ريغي. ومن المحتمل أنه جرى التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن الشهر الماضي أثناء زيارة غير مسبوقة قام بها وزير الداخلية الإيراني الجنرال محمد نجار إلى إسلام آباد.

وإذا كان أحد لا يوافق على فكرة أن إسلام آباد قررت وضع العلاقات مع طهران على مسار مختلف، فيجب أن نفترض إذن أن الإيرانيين حصلوا على معلومات بشأن تحركات ريغي عن طريق تقديم الرشوة لمسؤولين باكستانيين. وفي هذه الحالة، على زرداري أن يقرر ما إذا كان الجهاز الأمني الذي يمكن لقوى أجنبية شراؤه له مكان في النظام الديمقراطي الذي يدعي أنه يقيمه أم لا.

والتساؤل الثاني الذي يثيره اعتقال ريغي هو المكان الذي ينبغي للكفاح المسلح أن يأخذه في المعركة ضد نظام حاكم يزداد افتقاره إلى الشعبية.

وقد أثارت هذه القضية جدلا خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقد دفع نجاح النظام الحاكم في احتواء مظاهرات المعارضة خلال الأيام الأولى من الشهر الحالي أنصار الكفاح المسلح إلى رفع أصواتهم.

وانتقدت الحركة الإسلامية اليسارية (مجاهدي خلق) الحركة «الخضراء» المعارضة وذلك «لاعتمادها الطوباوي على الاحتجاج السلمي». وأعرب حزب الحياة الحرة الكردستاني، وهو الفرع الإيراني من حزب العمال الكردستاني، عن وجهات نظر مماثلة. وذهب عدد من الجماعات الماوية الصغرى إلى أبعد من ذلك، حيث دعت إلى حرب العصابات في المدن. ولا ينبغي للمعارضة الديمقراطية في إيران أن تنصت إلى مثل هذه النداءات التحريضية. ويظهر اعتقال ريغي حدود العمل المسلح والإخفاق النهائي لاستراتيجية قائمة على العنف. وعلى الرغم من أن النظام الخميني الحاكم هو نظام قمعي، فلم ينجح بعد في إغلاق جميع السبل للتعبير عن المعارضة.

وفي معظم الحالات، يتدنى الكفاح المسلح ليصل إلى مرحلة الإرهاب. ويقدم ذلك ذريعة للتحالف الأمني العسكري لتعزيز قبضته على السلطة والدعوة إلى حملة أكثر شراسة ضد المعارضة. وفي كثير من الأحيان، يشكل الإرهاب والقمع الأمني والعسكري زوجين يرقصان معا رقصة مميتة. وتسبب «الكفاح المسلح» لريغي في أضرار للبلوش بدلا من أن يساعدهم، حيث مكنت هجماته النظام الحاكم من تجاهل الشكاوى الشرعية للبلوش، وتصوير أولئك الذين نادوا بالتوصل إلى اتفاق عادل من أجل شعب مقهور على أنهم «إرهابيون وعملاء لجهات أجنبية». ومع ريغي أو من دونه، تظل الحقيقة هي أن البلوش الإيرانيين ضحايا التمييز المنهجي. يقل العمر الافتراضي في إقليم سيستان وبلوشستان بمقدار عشر سنوات كاملة عن المتوسط الوطني الإيراني. ويزيد معدل الأمية في المناطق التي يعيش فيها البلوش من الإقليم بست مرات عن المتوسط الوطني، فيما يبلغ معدل البطالة نحو 40 في المائة.

ويتمتع الإقليم بربع في المائة فقط من الاستثمارات العامة، ومعظمها مخصص للمشروعات العسكرية التي توفر عددا صغيرا من الوظائف للسكان المحليين.

وتمكن أكثر من ثلث القوة العاملة البلوشية من الحصول على مصادر للدخل بفضل الوظائف الموسمية في مناطق أخرى من إيران، خاصة خراسان. ويهاجر الكثير منهم إلى بلدان أخرى في المنطقة أو إلى أميركا الشمالية.

كما أن البلوش الإيرانيين هم ضحايا القمع الثقافي والديني.

ولا يدخر النظام الحاكم جهدا للقضاء على اللغة البلوشية، وهي إحدى اللغات الإيرانية.وينتمي أكثر من 80 في المائة من البلوش في إيران، والذين يقدر عددهم بنحو مليوني مواطن، إلى المذهب السني، لذا فهم ضحايا للتمييز الديني على أيدي نظام حاكم يستند في إدعائه للشرعية على مذهب متطرف من مذهب الشيعة الاثنا عشرية.

وعلى مدار الثلاثين عاما الماضية، أغلق النظام الحاكم جميع المدارس التي تدرس المذهب السني الإسلامي في إقليم بلوشستان الإيراني فيما عدا أربع مدارس فقط. وجرى طرد كثير من رجال الدين البلوش، والذين يعرفون باسم المولويين (ومفردها مولوي)، من الإقليم، واغتيل أكثر من عشرين منهم في النهاية في ظروف غامضة. كما سيطر النظام الحاكم على نصف مساجد البلوش على الأقل وعين ملالي شيعة كأئمة للمساجد في خطب الجمعة في بعض القرى والمدن التي تقطنها أغلبية سنية. وعلى مدار ثلاثين عاما، كان إجبار البلوش على اعتناق الصورة الخمينية من المذهب الشيعي بمثابة سياسة ثابتة للنظام الحاكم. وأصبحت هذه الحملة أكثر حدة منذ انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد في عام 2005.

ولم يفعل «الكفاح المسلح» لريغي شيئا لرفع الظلم الذي يمارسه النظام الخميني الحاكم على البلوش. إلا أن اعتقاله لن يخفي هذا الظلم، ولن يغير بيئة العنف وانعدام الأمن التي تسود قطاعا كبيرا من جنوب شرقي إيران.

ويجب على حركة المعارضة تناول الحقيقة التي تقول إنه في ظل النظام الخميني الحاكم، تخضع الأقليات الدينية والعرقية في إيران إلى ظلم مزدوج، ويجب على الحركة كذلك تقديم السياسات التي تتمتع بالمصداقية لمعالجة هذه المشكلة.

وفي العام الماضي، تعامل مهدي كروبي، أحد الشخصيات البارزة في المعارضة، لفترة قصيرة مع هذه القضية، قبل أن يبتعد عنها سريعا. هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية. ينبغي أن يوفر اعتقال ريغي فرصة لنقاش أكثر جدية حول هذه القضية.

 

 

 

 

هل هو حقا الاغتيال المستحيل؟

يد مئير داغان ورأس حسن نصرالله

 الاستخبارات العسكرية أضاعت اللحظة الذهبية أمام الموساد

 

محمود أحمدي نجاد يعتمد في توقعاته على جهازه العصبي أكثر من اعتماده على جهاز الاستخبارات

»جدلية الاغتيال« داخل العقل الإسرائيلي عادت للعمل بأقصى طاقتها

 بيروت - نبيه البرجي:

إلى أي مدى يمكن أن تقترب يد مئير داغان من رأس حسن نصرالله؟

حتى ولو قيل الآن، إن الأمين العام لـ »حزب الله« اتخذ له مكاناً، وبعد حرب تموز/ يوليو 2006 الذي استخدمت فيها كل تلك القنابل الهائلة، الخارقة والذكية والفوسفورية، لا تؤثر فيه حتى القنبلة النووية، فإن أوساط الضاحية، والأفضل استخدام هذا التعبير، لا تخفي هواجسها من أن يتسلل عملاء الموساد عبر الهواء. ولعلهم يفكرون بذلك فعلاً..

الشيطان الرجيم

هم يتحدثون عن داغان على أنه »الشيطان الرجيم« الذي استُبقي في مكانه على رأس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى نحو استثنائي، ليس مكافأة له عن إنجازاته، ومنها اغتيال القائد العسكري لـ »حزب الله« عماد مغنية وفي مكان حساس في دمشق، وإنما لإكمال مهمته، أي الوصول إلى الحصن الحصين لنصرالله الذي إذا ما اختفى عن المسرح فلن يكون لـ»التنظيم الإرهابي« من قائد على ذلك المستوى من »الكاريزما« والقدرة على رص الصفوف (والجماهير)، فضلاً عن الإدارة الدقيقة للأجنحة..

الأوساط إياها تعتبر أن الإسرائيليين كثفوا نشاطاتهم تحت الأرض. اعتبروا أن السبب في إخفاقات الحرب الأخيرة (لاحظوا ما أقبح كلمة »عدوان« في اللغة العربية كما في التراجيديا العربية المتواصلة) هو الخلل في التنسيق بين رئاسة هيئة الأركان ورئاسة الموساد، فالمشكلة لم تكن في الأداء الميداني فحسب وإنما في الأداء الاستخباراتي حيث كانت تقصف أماكن تركها عناصر »حزب الله« من سنوات، كما كان يقصف مصنع للألبان على أنه مصنع للذخيرة، وهكذا دواليك..

الفولكلور اليومي

وحتى على الصعيد الرسمي اللبناني هناك قناعة بأن الحديث عن الحرب هو جزء من الفولكلور اليومي على مسرح الشرق الأوسط، فالمخططون العسكريون عندما يضعون خططهم يحدّدون الهدف بالدرجة الأولى. مضحك القول إن الإسرائيليين يلاحقهم هاجس الثأر، فهؤلاء يفكرون استراتيجياً لا قبلياً، وإن كان العامل المعنوي أساسي جداً بالنسبة إلى المؤسسة السياسية والعسكرية على السواء..

تسمع في بيروت أن حكومة بنيامين نتنياهو إنما تتوخى إحداث واقع جديد في المنطقة يساعدها على فرض التسوية التي تشاء، وفي إطارها طبعاً ذلك المشروع الطازج أو الساخن الذي خرج به للتو معهد بيغن - السادات في جامعة بار إيلان، أي الفيديرالية بين الضفتين الشرقية والغربية..

اللاهوت الاستراتيجي

لكن مصادر ديبلوماسية في العاصمة اللبنانية تعتبر أن الواقع الراهن مثالي للدولة العبرية، فالفلسطينيون الذين هم المشكلة الأساسية في »اللاهوت الاستراتيجي« لهذه الدولة في ذروة الانقسام، وهو ما يريح كثيراً بعض المعلقين المرتبطين باليمين الذين يعتبرون أن العرب يولدون ومعهم »تلك القنبلة العنقودية« أي القنبلة التي تحولهم »عضوياً« و»بنيوياً« إلى شظايا قبلية أو طائفية أو حتى شظايا ثقافية..

ثم إن العرب لم يعودوا »أعداء« لا بالمعنى الرومانسي ولا بالمعنى العملاني. هم قالوا في قمة بيروت عام 2002 بالخيار الديبلوماسي لاقتناعهم أن الخيار العسكري مستحيل، ولا شيء على الإطلاق يشير إلى أن التوازن في القوى يمكن أن يتحقق، حتى القنبلة الإيرانية (وهي ليست قنبلة عربية في حال من الأحوال ولا يمكن أن تكون لمصلحة العرب) كان آمنون كابليوك يصفها، قبل رحيله، بالقنبلة الكاريكاتيرية أو بالفزاعة الضاحكة..

أحبّاء صهيون

الإسرائيليون ماضون في مسيرة الاستيطان التي بدأها »أحبّاء صهيون« عام 1858 بتغطية مالية من البارون دو روتشيلد وبتغطية سياسية من رجل الدولة البريطاني الكونت بالمرستون، والمسيرة لن تنتهي قبل أن يظهر الماشيح على جبل صهيون، مع التوضيح بأن كلمة »صهيون« ليست عبرية بل كنعانية..

هذا لا يعني أن الإسرائيليين ينامون على حرير. ناحوم غولدمان كان يتحدث عن الخوف لدى اليهود كضرورة بيولوجية (إسحق دويتشر تحدث عن... الاعتلال الإيديولوجي الخلاق). »حزب الله« ينام على عشرات آلاف الصواريخ. الحرب ممكنة ولكن لا في الربيع ولا في الصيف كما يقول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي تقول المصادر الديبلوماسية في بيروت أنه يعتمد، في توقعاته، على جهازه العصبي أكثر من اعتماده على جهاز الاستخبارات...

معجزة استخباراتية

اغتيال مغنية أحدث هزة هائلة. لا أحد يتصور مدى دقة، وحساسية، وإجراءات، التخفي، والتنكر. لا ريب أن مئير داغان حقق معجزة استخباراتية بكل معنى الكلمة. في مكان ما حدث اختراق دراماتيكي. لا أحد يعلم حتى الآن. تكهنات كثيرة شاعت، لكن التحقيقات بقيت طي الكتمان. الخرق لم يكن في سورية حيث نفذت عملية الاغتيال وإنما في مكان آخر...

ولطالما تردد أن من كان بإمكانه أن يصل إلى مغنية يمكنه أن يصل إلى نصرالله، اللغز أكثر من مثير. »الحاج رضوان« كما هو اسمه الحركي، كان دائماً خارج الرؤية. وبعد اغتيال القيادي في »حماس« محمود المبحوح بدأت المخاوف تتزايد في ضاحية بيروت الجنوبية. السيناريو الاستخباراتي كان أشبه ما يكون بالسيناريو السينمائي، ولقد تجلّى، بوضوح باهر، دور الكاميرات في تعقّب القتلة منذ قدومهم وحتى رحيلهم. كان ينقصها فقط التقاط اللحظة التي تمت فيها عملية الخنق داخل الغرفة.

كاميرات الضاحية

لا ريب أن الكاميرات تنتشر في الضاحية مثلما هي منتشرة في دبي، وأن ثمة عيوناً تراقب على مدار الساعة. ولكن عندما يقال إن خطأً هائلاً حصل عندما سمح جهاز الحماية لـ »سماحة السيد« بأن يظهر، ولو لحظات، خلال الاحتفال بعودة الأسرى، ومنهم سمير القنطار، كما قيل إن هذا كان مثار جدل مستفيض، فإن معلومات وصلت إلى جهات معنية في بيروت تقول إن مئير داغان توقع ظهور نصرالله وطلب إعداد كمين جوي للانقضاض على المكان في لحظة الظهور، بيد أن الاستخبارات العسكرية (داخل هيئة الأركان) كان لها رأيها الآخر الذي حال دون تحقيق ذلك الحلم الذهبي...

جدلية الاغتيال

الاغتيال ليس للثأر، فالهدف هو مزيج من الضرورة السيكولوجية والاستراتيجية على السواء. لم يسقط البتة. داخل »حزب الله« حديث عن »جدلية الاغتيال« في العقل الإسرائيلي، وهي الجدلية التي عادت لتعمل بأقصى طاقتها. والطريف أنه حين يقول مسؤولو الحزب إنهم عازمون على الثأر لدم مغنية، ثم يعربون عن اغتباطهم لأنهم جعلوا الإسرائيليين يعيشون على أعصابهم، يأتي من يسأل ما إذا كان »جماعة الحزب« لا يعيشون على أعصابهم أكثر وأكثر...

الصواريخ نائمة

هل صحيح ما يقال إن الخلايا التجسسية التي تمّ ضبطها وتفكيكها، على أهميتها، ما هي إلا الغلاف الخارجي »البراق« لخلايا نائمة زرعت في أمكنة حساسة جداً؟ نسأل معنيين فيضحكون لأن الساحة اللبنانية باتت »شديدة الشفافية«، ولكن ليستدركوا في الحال فالاحتمالات الاستخباراتية تظل ماثلة دوماً، ومن دون إغفال تلك »الشائعات« التي تتحدث عن متفجرة حارة حريك في مركز لـ »حماس« على أنها كشفت، وبالمصادفة، باباً كان جهاز استخبارات ما يبغي الولوج منه إلى داخل الداخل...

في كل الأحوال، النظرة إلى ما يجري الآن تحت السطح تحتاج إلى أكثر من الأشعة ما تحت الحمراء. بالتأكيد أن أشياء تحصل. الصواريخ نائمة إلى ما شاء الله...

خبير في شؤون وشجون الضاحية يتحدث عن »الاغتيال المستحيل«. في ظروف أقل تعقيداً، وربما احترازاً، أخفق الموساد مع أنه لجأ إلى وسائل لا تخطر في بال: »الآن... أنظر إنهم يراقبون الهواء«!!

 

 

 

 

 

 

هرباً »من مواجهة إسرائيل جواً« و»حزب الله« سياسياً...

لبنان »يصرف النظر« عن هديّة الطائرات الروسية العشر

ويواجه تداعيات الحملة الدولية على »تهريب السلاح« لـ»حزب الله«

 لندن - كتب حميد غريافي:

قد تكون »مصيبة« هديّة طائرات الميغ العشر الروسية إلى لبنان التي جمعت إسرائىل و»حزب الله« على رفض تزوّد سلاح الجوّ اللبناني بها، قد انتهت قبل أن تبدأ، بإقدام الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي يزور موسكو راهناً على »التمنّي« على الروس استبدال هذه الطائرات المقاتلة والقوية بأسلحة أخرى للجيش اللبناني بحجّة كلفة صيانة هذه الطائرات المرتفعة وأثمان قطع غيارها التي تنوء ميزانية المؤسسة العسكرية تحت أعبائها.

إلاّ أن حقيقة محاولة سليمان إبعاد »كأس الميغ« الروسية عن شفتي عهده »المعروف« بـ»الاعتدال والحيادية«، تكمن في أن الولايات المتحدة أولاً نقلت إلى لبنان قبل أشهر تحذيراً إسرائىلياً من أن استخدام المقاتلات الروسية المهداة إليه من موسكو لمواجهة المقاتلات الإسرائيلية أميركية الصنع خلال خروقاتها الجوية لمراقبة تهريب السلاح الإيراني من الحدود السورية إلى »حزب الله« وتغيّر خريطة انتشار الصواريخ في قواعده وتنقلات عناصره المستمرة داخل وخارج جنوب الليطاني المحظورة عليهم، سيكبّد الحكومة اللبنانية »تكاليف« إسقاط هذه الطائرات الروسية أو ضربها في مرابضها، كذلك تكمن أسباب محاولة سليمان »عدم التورط« في »قضايا كبرى خطرة« حسب مصادر »حزب الله« في بيروت، بقبول هدية الطائرات العشر، في أن قيادة حسن نصرالله، مدعومة سرّاً من قيادة الجيش السوري، ترفض رفضاً قاطعاً حصول الجيش اللبناني على مقاتلات جوية أو أي نوع من أنواع الأسلحة المتطورة يمكن لها أن تواجه منظومته الصاروخية أو ترسانته التقليدية في حال انقلاب الأوضاع في لبنان«.

لا طائرات ميغ للبنان!!

وقالت أوساط ديبلوماسية لبنانية في فيينا تواكب زيارة سليمان إلى موسكو عن كثب إن رئيس الوزراء الإسرائىلي بنيامين نتنياهو كان »تمنّى هو الآخر على الرئيس الروسي مدفيديف في موسكو الأسبوع الفائت »تأجيل« البدء بتسليم هدية الطائرات العشر إلى لبنان حتى أواخر هذا العام كيلا يُضطر سلاح الجو الإسرائيلي للاشتباك معها في حال التصدي له وتدميرها، ما من شأنه أن يؤثر معنوياً على هيبة السلاح الروسي وعلى العلاقات الإسرائىلية - الروسية«.

وأكدت الأوساط لـ»المحرر العربي« في لندن أن »الهدف الأساس لزيارة الرئيس اللبناني إلى روسيا هو الحصول على بدائل من الطائرات من سلاح آخر«.

ارتفاع حمّى موضوع السلاح

غير »أن هموم سليمان لن تقتصر على هذه المسألة التي يمكن حسمها مع الروس الذين يتفهّمون وجهة نظره ويستعيضون عن الطائرات بأسلحة ومعدات أخرى لا تكون حاسمة في التطورات الإقليمية المرتقبة، بل إنه - حسب الديبلوماسي اللبناني - سيواجه موقفاً صعباً لدى عودته إلى بيروت عندما يطّلع على هذه الحملة الأميركية - الإسرائىلية المدعومة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي بلغت ذروتها خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية الداعية إلى تفعيل سريع لقرار وقف تهريب السلاح من سورية إلى »حزب الله«، حيث توالت التصريحات من كل صوب وحدب لحمل نظام بشار الأسد على الالتزام بالقرار 1701 وكان في طليعتها تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام الكونغرس أول من أمس التي أكدت فيها »أننا طلبنا من دمشق (الأسبوع الماضي بواسطة وليم بيرنز) وقف تزويد أو نقل السلاح إلى »حزب الله« (إلى جانب طلب ابتعاده عن إيران)، ثم تصريحات مسؤول في وزارة الخارجية في واشنطن أكد فيها أن »تسريب السلاح إلى »حزب الله« هو أحد أسباب العقوبات الأميركية على سورية« رابطاً تحسن العلاقات بين واشنطن ودمشق »بنظرة سورية وعلاقاتها بمنظمات مثل »حزب الله« وحركة »حماس« (...) خصوصاً وأن من أهم المسائل الخلافية معها هو سلوكها بالنسبة إلى لبنان وتزويد »حزب الله« بالأسلحة وأيضاً علاقة دمشق بحركة »حماس« الفلسطينية، لذلك فإن ترسيم الحدود السورية - اللبنانية سيشكّل خطوة مهمة في حماية سيادة لبنان وتسهيل وقف تسريب السلاح عبر الحدود«..

ما معنى المناورات على حدود سورية؟

كذلك سارع بان كي مون إلى ملاقاة الأميركيين في تظهير أكبر لموضوع سلاح »حزب الله« حين أبدى »قلقه من الافتقار إلى التقدّم في شأن نزع أسلحة الجماعات المسلّحة داخل الأراضي اللبنانية«، محذراً من »تصاعد التوتر بسبب التصريحات الأخيرة الحادة (قادة إسرائىل وحسن نصرالله ووزير الخارجية السوري)، وذلك في بيان عقب لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، تزامن إعلانه من نيويورك مع »حدث هو الأول من نوعه في توقيته وخلفياته وأهدافه« حسب الديبلوماسي اللبناني في فيينا، عندما نفّذت وحدات عسكرية من القوة الإسبانية العاملة ضمن يونيفيل بالمشاركة مع وحدات من اللواء الثاني عشر في الجيش اللبناني المنتشر في منطقتي راشيا والبقاع الغربي، مناورات بالذخيرة الحية عند سفوح السلسلة الشرقية من لبنان التي تشكّل الحدود الدولية بين لبنان وسورية«، وهو أمر له دلالات وتداعيات ستظهر تباعاً إذ أن السوريين سيعتبرون هذه المناورات »عدائية« لأن المناورات العسكرية لا تجري عادة بين دول »شقيقة« وصديقة وإنما بين الدول المتناحرة أو العدوة لبعضها البعض«.

وقال الديبلوماسي إن »تعمّد« قيادتي القوات الدولية والجيش اللبناني إجراء هذه المناورات على الحدود السورية، بعدما كانت أجريت مناورات مماثلة قبل ثلاثة أشهر على الحدود مع إسرائىل، يوجّه رسائل مختلفة إلى كل الأطراف المسيطرة على الساحة اللبنانية بأن المجتمع الدولي والدولة اللبنانية مصممان على التمسك بحقوقهما في حماية الأرض والحدود رغماً عن العراقيل والاعتراضات«.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جنبلاط كان جارحاً والسوريون لن يغفروا له«

النائب دوري شمعون لـ »المحرر العربي«:

ميشال عون كان يغار من داني شمعون لأن الضباط أحبّوه...

 قسم من الفريق الآخر لا يحبذ اقتراع المغتربين

المعادلة التي طرحها السيد نصرالله دفاعية لا هجومية

 الخوف أن ينقل أحمدي نجاد مشكلته من الداخل الإيراني إلى حدودنا  مع إسرائيل

عندما نعرّي أصدقاء إسرائيل من أي حجة، ننجح، وعلى هذا الأساس يجب أن نعمل

مخيم عين الحلوة مرتع لاستخبارات العالم كلّه

الطريق الصحيح هو الطريق السلمي من دون سلام، وجعل الإسرائيلي هو المخالف لا نحن

 أجرى الحوار: ماريو عبود/المحرر العربي

تحدثنا في أمور عدة، لكن مرصد دوري شمعون للتقلُّبات السياسية لم ينبئ برياح قريبة تنطلق من المختارة باتجاه قصر المهاجرين، فحرارة الخطابات الجنبلاطية وانبعاثاتها الدفيئة التي أوجعت دمشق في السنوات الماضية، أحدثت ثقوباً في طبقة الأوزون المحيطة بالقرار السوري فتبدَّلت سيرة ومسيرة عقاربه وبات النائب جنبلاط لا يفهم سبب تأخر إيماءة الرأس السورية الآذنة بانطلاق رحلة ومرحلة جديدة، يبدو أن فيها من الماضي ما يشد إلى الوراء أكثر مما يدفع إلى الأمام.

إذاً، هي الزيارة التي بات حدوثها هو الحدث وعدم حدوثها يقلب الأحداث. فهل يطوي الزعيم الدرزي ملفاً ثانياً إلى جانب ملف والده حتى يأكله الغبار من أجل العروبة؟ وهل يفتح ملفاً جديداً، حِبْرُ مدوَّناته ماركةٌ مسجَّلة في ربوع دمشق؟ أم يعود وليد جنبلاط إلى قلب 14 آذار ليُخرج قلبها من غرفة العناية.

أما بالنسبة إلى زيارة عون الشوف وكلام السيد نصرالله ومفاعيله، ووضع المخيمات وغيرها، كلُّها إشارات سجلها المرصد الشمعوني في سياق المقابلة.

> لو كان الفريقان السياسيان، المؤيد والمعارض، لخفض سن الاقتراع بهذه الجدية، ألم يكن المشروع ليمر بعد وضع آلية عملية؟

- أعتقد أن الأطراف كلها كانت جدية والكل يريد خفض سن الاقتراع، لكن الذي حصل أن فريقاً طالب بإجراء التعديلات سلة واحدة بحيث يتمكن ابن الـ18 سنة المقيم والمغترب من الاقتراع. نحن فضلنا أن تسير الأمور المتفق عليها رزمة واحدة حتى لا نقع في المستقبل في تأخير بنود أو تأجيلها، وبهذه الطريقة نُلزم الجميع بالسير في الطرحين (سن الـ18 + الجنسية والمغتربين) بالسرعة المطلوبة.

> هل تعتقد أن الفريق الذي صوت بالأمس لصالح خفض سن الاقتراع لا يريد للمغتربين أن يقترعوا؟

- كلا. المسألة ليست كذلك. مع احتمال أن يكون هناك قسم من ذلك الفريق لا يحبذ انتخاب المغتربين، لكنني أعتقد أن اقتراع المغتربين هو لصالح الجميع. الأمور تجري دائماً على قاعدة: »خلينا نمشِّي هيدي الآن، وبعدين بيجي دور هيديك«. هذه الأمور اعتدنا عليها ولم تعد مقبولة، لذلك قلنا: بما إنكم مصرّون على تخفيض سن الاقتراع (ونحن مع ذلك)، نحن نصر أيضاً على مطلبنا، إذاً فلْتسِر الأمور بالتوازي.

> هل تعتبر أن إعطاء حق المغتربين الاقتراع واسترجاع الجنسية يصب في صالح المسيحيين أم إن الفريق الآخر (شاطر) ديموغرافياً؟

- أنا لا أنطلق من مصلحة طائفية، هناك مصلحة البلد وضرورة احترام المواطن من أصل لبناني، فإذا أردنا أن يشاركنا ويكون شريكاً في البلد علينا أن نسوِّي المسألة، أما إذا لم نكن نريده شريكاً فلنقلها صراحة، لكن ذلك سيكون خسارة كبيرة لمن بقي متمسكاً ببلده.

الرأس ليس للقتل فقط!

> لماذا شعرنا بالأمس أن هناك نعياً للمشروع بدل السعي لأخذ الهواجس في الحسبان وإعادة طرح الموضوع بعد ترتيبات ترضي المعترضين؟

- في بعض الأحيان ثمة من يفضل التشاطر و»تبييض الوج« مع الشباب. بالنسبة إلينا كحزب أحرار، خفض سن الاقتراع يأتي في صلب مبادئنا منذ 30 عاماً لأننا نرى أن من يعرّض رأسه للرصاص (في التجنيد الإلزامي) من حقه أن يستعمل رأسه للتصويت (المقصود أبناء الـ 18 سنة).

> لقد بدا الأمر في مجلس النواب وكأن الطائفة المسيحية بكل تلاوينها السياسية أجمعت على رفض المشروع في مقابل انقسام الطائفة المسلمة بين مؤيد ومساير للرافضين؟

- هناك شباب مسيحي في الخارج يُريد أن يبقى متعلقاً بلبنان، وهذا الشباب يسألنا ماذا فعلنا لهم، لذلك إذا كنا نحن النواب لا نُقْدِِمْ فمن سيقدم؟ أريد أن أقول الأشياء كما هي، هناك شباب مسيحي تهجّر من بيته ومناطقه بسبب الحرب، ويسألنا في كل مناسبة عما يمكن أن نفعله له. هل تعلم أن اللبنانيين في أستراليا وكندا وأميركا وغيرها من الدول يراقبون التلفزيونات اللبنانية، أكثر مما نتابعها نحن أحياناً، هذا الشباب ماذا نقول له؟ هل نقول إننا وقعنا على حقكم في الاقتراع لكننا لا ندري متى تنفَّذ الوعود؟ لذلك ومن خلال ما حصل في مجلس النواب قلنا إننا نريد استرجاع حقه في أسرع وقت.

> لذلك سألتكم في بداية الحديث ما إذا كان لديكم شعور أن اقتراع المغتربين يأتي في صالح المسيحيين؟

- أكثرية المغتربين من المسيحيين وما زالوا متعلقين بالوطن، ونحن اليوم نقول لهم إننا سنبذل جهداً لنفعل كل ما نستطيع فعله.

> ما حصل يُظهر أن المسيحيين إذا أرادوا أن يجتمعوا يستطيعون، والدليل وقوف العماد عون ضد رغبة حلفائه إلى جانبكم؟

- ميشال عون، عنده قاعدة شعبية ترفض خفض سن الاقتراع بمعزل عن الإصلاحات الأخرى ولا يستطيع أن يسيِّرها كالقطيع، لذلك هو ملزم بمسايرة القاعدة وهذه هي الأصول. نحن نتمنى أن نلتقي معه على أمور عدة ولكن من دون أن يجرنا إلى المكان الذي لم نصدِّق كيف انتهينا منه.

في كلام السيد نصرالله

> السيد نواف الموسوي يقول: »ما أعلنه السيد كان افتتاحاً لعصر جديد من الصراع مع إسرائيل ما عاد العدو بعده يجرؤ على إطلاق التهديد عبثاً«. ويبدو أن هذا الكلام دقيق لدرجة أن الإسرائيلي لم يتمكن حتى من الرد على كلام الأمين العام.

- المعادلة التي طرحها السيد نصرالله هي دفاعية لا هجومية ولغته كانت دفاعية، كلنا نذكر أنه في الماضي كان يريد تحرير القدس وفلسطين، لكنه اليوم لم يذكر شيئاً من هذا القبيل وكان دفاعياً عندما قال: إذا ضربتمونا سنضربكم.

> هل ترى أن في ذلك تراجعاً؟

- طبعاً هناك تراجع، إنما بالنسبة إليه هو، أما بالنسبة لي فأنا أرى خيراً في ما فعل لأنني لا أحبذ التحديات ضد إسرائيل التي لا تنتج سوى الخراب ونحن في غنى عنها. واضح أن هناك تراجعاً على الرغم من التهديد بضرب المنشآت والبنى التحتية. لسوء الحظ لا نستطيع أن نشبِّه العضل العسكري لـ»حزب الله« بالعضل العسكري لإسرائيل.

> كيف تفسر عدم التعليق الإسرائيلي على كلام السيد. ألا ترى أنهم يتجنبون تعريض مجتمعهم لعامل الخوف النفسي؟

- لا أعتقد أنهم يعطون كلامه هذه المرة الأهمية التي تتحدث عنها، كذلك لا أعتقد أن الإسرائيلي يريد فعلاً الحرب.

> ولماذا كثرة التهديدات إذن؟

- قد تكون تهدف إلى »تِوطاية عتبة حزب الله«، وقد تكون إسرائيل تشعر أنها نالت مبتغاها من خلال جعل خطاب »حزب الله« دفاعياً لا هجومياً، وبالتالي تكون مناورتها السياسية قد نجحت. من ناحية ثانية، هناك وزير خارجيتهم، »وهو رجل مصروع«، لذلك يطلق كلاماً تهويلياً يزعج إسرائيل قبل غيرها، ويُغضب أصدقاء إسرائيل منها، ولكن في المحصِّلة إذا كان الإسرائيلي ليس في حاجة إلى حرب فهو لا يقوم بها. أما ما يمكن أن يحدث ويخرج عن سيطرة »حزب الله« والدولة اللبنانية وحتى إسرائيل، هو حشر أحمدي نجاد بسبب العقوبات نتيجة برنامجه النووي، وعندها قد يلجأ إلى نقل المشكل من أرضه إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهنا الخوف الكبير، أما بغير ذلك لا أرى إرادة حرب من إسرائيل أو »حزب الله«.

> حتى لو اعتبرتم أن خطاب الأمين العام دفاعي، ألا تلمسون أن السيد يجركم دائماً إلى الأرض التي يرتاح فيها؟

- إذا أراد »حزب الله« أن يريحنا تماماً فليقل إن هذا السلاح في يد الجيش وليكن قرار الحرب والسلم في يد الدولة التي هو شريك فيها، عندها لا يعود أداة في يد أحمدي نجاد، وما دام الحزب على حاله الراهنة فهو أداة في يد القرار الإيراني، ما أريده هو ألا يعود الإيراني يستعملنا كساحة، إذ في وقت مضى، الكل حارب من خلالنا واستعمل لبنان ليحارب فيه وعبره.

> أنتم تطالبون بوضع قرار السلم والحرب في يد الدولة، ولكن هل ذلك يريح لبنان ويجنِّبه الحرب، أليس ذلك تسخيفاً للموضوع؟

- نحن نعلم مدى علاقة الدول الكبرى بإسرائيل، لذلك عندما تشتكي إسرائيل أمام تلك الدول عن ترسانة »حزب الله« وخطرها عليها، تصبح حجة لبنان ضعيفة لأن قرار الآلة العسكرية لـ»حزب الله« ليس في يد الدولة. ما نريده اليوم هو تقوية الحجة اللبنانية عبر القول إن الدولة اللبنانية تلتزم اتفاقية الهدنة (عام 49) وتريد العودة إلى تطبيقها واحترامها وتفضلوا في تحمل مسؤولياتكم عندما تخرق إسرائيل هذا الاتفاق أو توقعنا في ورطة؛ عندئذ يبدو وضع لبنان تجاه المجتمع الدولي أقوى لأنه بلد يحترم القوانين الدولية والمعاهدات.

دولة فاشلة؟ من دون شك!

 أنتم إذن توافقون قول جعجع إننا دولة فاشلة؟

- من دون شك، نحن دولة ناقصة لذلك فاشلة، نحن دولة لا تملك قرارها.

> الحكومة في بيانها الوزاري أعطت المقاومة حق الدفاع عن لبنان؟

- (مقاطعاً)، أنا لم أكن هنا في حينه، لكنني لو كنت هنا لصوّتّ ضد البيان بسبب هذه العبارة الواردة في البند السادس.

> لكن الحكومة أقلعت ونالت الثقة على بيانها الذي حمل هذه العبارة؟

- (غِلطاني) الحكومة، أنا عندما اعترضت على العبارة كنت مدركاً تماماً إلى أين يمكن أن تقودنا.

> تطالبون بأن تكون حجتنا قوية تجاه المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه تقولون إن هذا المجتمع صديق لإسرائيل. إذاً، كيف تطلب من أصدقاء إسرائيل أن يقفوا إلى جانب لبنان؟

- عندما نعرِّي أصدقاء إسرائيل من أي حجة، ننجح، وعلى هذا الأساس يجب أن نعمل، وبالتالي لا يعود في مقدورهم أن يغمضوا أعينهم عن القرارات الدولية.

> يسألك الطرف الآخر في البلد، أين كان »حزب الله« عام 48؛ وفي كل مرة كانت إسرائيل تعتدي كانت تخلق الذرائع؟

- عام 48 لبنان أعلن الحرب على إسرائيل من ضمن قرار الدول العربية؛ عام 49 وقعنا الهدنة وبقيت الأمور هادئة نسبياً فترة طويلة مع بعض الأحداث والخروق البسيطة إلى أن قرر الفلسطينيون إقامة (فتح لاند) في الجنوب.

> ما رأيكم بالطرح القائل: إذا كنا لا نستطيع تعزيز قدرات الجيش من خلال الدول الصديقة لإسرائيل، فلماذا لا نعززها بدفاعات جوية وأرضية من دول حليفة للمقاومة مثل سورية وإيران؟

- (ضاحكاً)، وهل ترى أن السلاح الجوي السوري متقدم إلى هذه الدرجة!!!

> لماذا لا تأتي بصواريخ (أرض - جو) من إيران؟

- لأن تلك الصواريخ لا قيمة لها من دون الرادارات، وإذا كنت لا تستطيع أن تحمي شبكة الرادارات من طيران العدو، فكأنك لم تأت بشيء. هذه الأمور، تقنياً وعسكرياً مربوطة ببعضها، ولنكن واقعيين، نحن دولة صغيرة مع إمكانيات ضئيلة، لذلك فلنتواضع ولنشغِّل عقلنا وعلاقاتنا مع الخارج لنجيِّشها في مساعدتنا بعد أن نختار الطريق الصحيح، والطريق الصحيح هو الطريق السلمي، من دون إقامة سلم، ولكن بالعودة إلى اتفاقية الهدنة والانضواء تحت القوانين الدولية، وجعل الإسرائيلي هو المخالف لا نحن.

في زيارة الشوف

> هل لديك شك في أن شريحة من المسيحيين في الجبل، لم تكن قبل زيارة عون في حال مصالحة مع النائب جنبلاط؟

- أعرف ذلك تماماً، إنهم صوتوا ضدي وعذرهم كان أنني أسير مع وليد جنبلاط. أتحدث طبعاً عن الشمعونيين الذين سرقهم العماد عون عام 2005، لكنني أنتظر اليوم لأعرف ما هو موقفهم.

> عام (2001) زار »البطريرك الروحي« للمسيحيين الجبل؟

- (مقاطعاً، بعد أن أدرك بقية السؤال) هناك بطريرك واحد، البطريرك نصرالله صفير.

> إذاً، لا (بطريرك سياسي) زار الجبل؟

- قطعاً لا؛ حتى كميل شمعون رفض هذا اللقب عندما حاول بعض أنصاره رميه عليه، وكان يقول: »البطريرك، بطريرك«، وهو كان في عز خلافه مع (المعوشي). دعنا نخرج من هكذا ألقاب، مع أن أشخاصاً يرون أنفسهم أهم من البطريرك السياسي ويعتبرون أن الزعامة لهم، وأتحدث عن الرجل المغرور ميشال عون.

> التقارب (الجنبلاطي - العوني)، أكان قسرياً أم طوعياً، ألم يأت على حسابكم؟

- كلا، تحركات وليد جنبلاط لم تكن دائماً إلى جانبنا، فعندما صعدنا إلى الجبل لترتيب الأمور وتهيئة الطريق لمجيء البطريرك، كان جنبلاط في غير دنيا سياسياً، أنا لم أجعل أبداً المواقف السياسية لجنبلاط تؤثر على العلاقة الدرزية - المسيحية.

> هل تعتقد أن الشارع الدرزي أقرب إلى مواقفك اليوم منها إلى النائب جنبلاط؟

- مجتمع الإخوان الدروز، كمجتمعنا، فهناك من يرفض بعض الأمور وهناك من يقبل بها. نسبة المثقفين اليوم في الطائفة الدرزية من أعلى النسب وهذه الشريحة لم يعد بالإمكان أخذها إلى حيث لا تريد، وهم يعرفون ويشتكون من انقلاب النائب جنبلاط، وإذا كانوا لا يفصحون كثيراً عما يدور في داخلهم فحتى لا يظهر الأمر وكأنهم يهينون أنفسهم، أما إلى ماذا سيسفر هذا الوضع على الأرض إلى حين الاستحقاق، لا أحد يعلم، (هيدا إذا ما كان جنبلاط برملو شي برمة).

> قيل إن هناك استياءً من تصرفكم أمام مدافن العائلة، قبيل وصول عون وقيل إن البطريرك والسيدة (تريسي شمعون) استاءا، كما أن جنبلاط قال إن ذلك عيب، فهل ترون أنكم أخطأتم؟

- عندما سألوني قلت إن زيارة المدافن مفتوحة أمام الجميع، ولكن لا تتوقعوا أن نحضر، لكنني حذرتهم من ردة الفعل، عندما حصلت ردة الفعل وسأل الشباب: هذا الرجل (أي عون) تذكر اليوم (داني شمعون) بعد مرور خمس سنوات على وجوده في لبنان؟ لماذا زار ضريح الحريري ولم تكن بينهما أي علاقة سوى أنه اعتقد أن سعد الحريري يؤيده لرئاسة الجمهورية، وإلا لما كان زار الضريح؟ زار ضريح الجندي المجهول وكأنه رئيس دولة غريبة، وهو الذي ترك جنوده يموتون؛ الآن تذكَّرهم؟ ثم زار جعجع في سجنه بهدف كسب العطف والوصول؛ ثم كان القرار (من مناصري الأحرار) أنهم لن يدعوه يزور الضريح، فاتصلت بمن سألني عن الزيارة ونصحته بإلغائها حتى لا يقع مشكل، هذا ما حصل. بالنسبة إلى (تريسي شمعون) فهي تقطن فلوريدا والله يسامحها، وأخشى أن يكون ثمة من يتاجر بمشاعرها، وصُدِمْتُ عندما قرأت أنها كتبت أن ميشال عون كان من أعز أصحاب (داني).

> وهذا كلام دقيق!

- إطلاقاً، خصوصاً في الفترة الأخيرة. ميشال عون كان يغار من داني شمعون لأن داني هو الذي كان يقوم بجولات على العسكر فيما عون في ثالث طابق تحت الأرض، ثم وصلت أخبار الضباط الذين أعجبوا بداني، وأذكر أنه طلب (أي داني) مرة، قليلاً من البنزين لينتقل من قصر بعبدا إلى بيته في بعبدا، بعد جولة ميدانية، فكان جواب ميشال عون: ليتدبَّر أمره. هذا هو ميشال عون. داني شعر في الفترة الأخيرة أنه ملزم بالعسكر الذي لم يكن عون يتفقدهم أو يسأل عنهم.

> هل ترى أن الجمهور الاشتراكي لم يحضن زيارة عون أم أن جنبلاط لم يشأ لهذا الجمهور أن يحضر؟

- أعتقد أن وليد بك استمزج رأي مناصريه فكان الجواب »اعفينا من هالشغلة« لذلك لم يكن هناك حضور، أما إذا كان جنبلاط هو الذي ارتأى عدم حضور جمهوره، فللأمر مدلولات قصد من خلالها أن يقول لعون إن دورك محدود.

> يقول عون إن المصالحات بداية وشيء، أما السلام فشيء آخر وهو الغاية وتتجسد »هنا والآن« (أي في حضوره هو)؟

- »السلام عا إسمو لميشال عون«.

> هل تعدُّون أنفسكم لمعركة مع وليد جنبلاط الذي اختار خَطَّهُ لهذه المرحلة؟

- نحن في معركة سياسية وليس لدينا أي مشكل.

> إذاً، أنتم في معركة اليوم؟

- أقصد لاحقاً في حال حصل الاستحقاق البلدي، مع اعتقادي أن كثيراً من الأمور قد تتبدل، فقد يتغير الطقس وتذهب غيوم و...

> على ماذا تراهن؟

- أراهن على الـC.V (أي السيرة الذاتية) لجنبلاط.

لو كنتُ سورياً لما استقبلتُ جنبلاط!

> لكن هل من مجال ليستدير النائب جنبلاط، أم إن زيارة دمشق هي التي ستحدد المسار؟

- سورية لن تستقبل جنبلاط، وأنا لو كنت سورياً لما استقبلته، لأن الكلام والتجريح اللذين صدرا عنه لا يغتفران. النائب جنبلاط يحرك الطائفة الدرزية في جبل الدروز للضغط على القيادة السورية ودفعها إلى استقباله على أنه زعيم درزي يمثل أيضاً جزءاً من جبل الدروز. أنا أعتقد أنه كان جارحاً في خطاباته في الأعوام الماضية لدرجة أن السوريين لن يغفروا له.

> هل تخشى على سلامته؟

- مَن يَصدر عنه هكذا كلام يعرِّض نفسه.

> الحريري يقول إنه لم يذهب إلى سورية لإقامة علاقات شخصية بل لإرساء علاقة من دولة إلى دولة ونحن نتعامل اليوم بعلاقات ندية في ما بيننا. هل تلمسون هكذا علاقات؟

- قد يصح القول إننا نتلمّسها، فهناك مواضيع يُقال إن العمل عليها بدأ، كترسيم الحدود مثلاً ولكن ليس بالسرعة المطلوبة. بالنسبة لي هناك موضوع هام نطرح عليه علامة استفهام وهو الاعتراف الرسمي السوري بخارطة شبعا والذي يتهرب منها السوري حتى اللحظة لأسباب تتعلق بنظرتهم إلى الصراع مع إسرائىل بحيث تبقى المزارع هذه الشوكة في الخاصرة لتبقى ذريعة »حزب الله« في حمل السلاح، وهذه ليست تصرفات بلد يحترم الآخر ويريد مساعدته لإقفال الملفات التي ما زالت عالقة.

> لكنكم تشوِّشون على العلاقة الحديثة؟

- أبداً، لقد كنت من أول الذين اعتبروا أنه لا يمكن للرئيس الحريري إلا أن يقصد سورية، فهناك ملفات تفرض عليه التعالي على الجرح والذهاب كرئيس حكومة لتحسين العلاقات، فبين البلدين الجارين يجب أن تكون العلاقات طبيعية ضمن المعترف الدولي.

> إذا، سألتكم ما الذي يحصل اليوم في (عين الحلوة) بماذا تجيبون؟

- مخيم (عين الحلوة) مرتع لاستخبارات العالم كله، من سورية إلى إيران إلى إسرائىل وغيرها، وما دام الجيش اللبناني غير موجود، فالمشاكل ستبقى على حالها.

> إذاً الصراع اليوم داخل المخيمات هو صراع استخبارات؟

- من دون شك، وما دام القانون اللبناني غير مطبق في المخيم، والسلاح منتشر بين الأيدي، فإن ذلك يشكل أداة صالحة للأجهزة الاستخباراتية.

> هل تعتقد أن المخطط هو لضرب الفلسطينيين ببعضهم كي تتمكن الدولة من الدخول إلى المخيمات؟

- ممكن، ولكن من يقول لك إن الموساد لا يريد ذلك. هذا مسرح فالت لكل أجهزة الاستخبارات والسوري ليس بعيداً عن هذا المسرح.

 

هل هو حقا الاغتيال المستحيل؟ يد مئير داغان ورأس حسن نصرالله

 الاستخبارات العسكرية أضاعت اللحظة الذهبية أمام الموساد

محمود أحمدي نجاد يعتمد في توقعاته على جهازه العصبي أكثر من اعتماده على جهاز الاستخبارات

»جدلية الاغتيال« داخل العقل الإسرائيلي عادت للعمل بأقصى طاقتها

 بيروت - نبيه البرجي: المحرر العربي

إلى أي مدى يمكن أن تقترب يد مئير داغان من رأس حسن نصرالله؟

حتى ولو قيل الآن، إن الأمين العام لـ »حزب الله« اتخذ له مكاناً، وبعد حرب تموز/ يوليو 2006 الذي استخدمت فيها كل تلك القنابل الهائلة، الخارقة والذكية والفوسفورية، لا تؤثر فيه حتى القنبلة النووية، فإن أوساط الضاحية، والأفضل استخدام هذا التعبير، لا تخفي هواجسها من أن يتسلل عملاء الموساد عبر الهواء. ولعلهم يفكرون بذلك فعلاً..

الشيطان الرجيم

هم يتحدثون عن داغان على أنه »الشيطان الرجيم« الذي استُبقي في مكانه على رأس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى نحو استثنائي، ليس مكافأة له عن إنجازاته، ومنها اغتيال القائد العسكري لـ »حزب الله« عماد مغنية وفي مكان حساس في دمشق، وإنما لإكمال مهمته، أي الوصول إلى الحصن الحصين لنصرالله الذي إذا ما اختفى عن المسرح فلن يكون لـ»التنظيم الإرهابي« من قائد على ذلك المستوى من »الكاريزما« والقدرة على رص الصفوف (والجماهير)، فضلاً عن الإدارة الدقيقة للأجنحة..

الأوساط إياها تعتبر أن الإسرائيليين كثفوا نشاطاتهم تحت الأرض. اعتبروا أن السبب في إخفاقات الحرب الأخيرة (لاحظوا ما أقبح كلمة »عدوان« في اللغة العربية كما في التراجيديا العربية المتواصلة) هو الخلل في التنسيق بين رئاسة هيئة الأركان ورئاسة الموساد، فالمشكلة لم تكن في الأداء الميداني فحسب وإنما في الأداء الاستخباراتي حيث كانت تقصف أماكن تركها عناصر »حزب الله« من سنوات، كما كان يقصف مصنع للألبان على أنه مصنع للذخيرة، وهكذا دواليك..

الفولكلور اليومي

وحتى على الصعيد الرسمي اللبناني هناك قناعة بأن الحديث عن الحرب هو جزء من الفولكلور اليومي على مسرح الشرق الأوسط، فالمخططون العسكريون عندما يضعون خططهم يحدّدون الهدف بالدرجة الأولى. مضحك القول إن الإسرائيليين يلاحقهم هاجس الثأر، فهؤلاء يفكرون استراتيجياً لا قبلياً، وإن كان العامل المعنوي أساسي جداً بالنسبة إلى المؤسسة السياسية والعسكرية على السواء..

تسمع في بيروت أن حكومة بنيامين نتنياهو إنما تتوخى إحداث واقع جديد في المنطقة يساعدها على فرض التسوية التي تشاء، وفي إطارها طبعاً ذلك المشروع الطازج أو الساخن الذي خرج به للتو معهد بيغن - السادات في جامعة بار إيلان، أي الفيديرالية بين الضفتين الشرقية والغربية..

اللاهوت الاستراتيجي

لكن مصادر ديبلوماسية في العاصمة اللبنانية تعتبر أن الواقع الراهن مثالي للدولة العبرية، فالفلسطينيون الذين هم المشكلة الأساسية في »اللاهوت الاستراتيجي« لهذه الدولة في ذروة الانقسام، وهو ما يريح كثيراً بعض المعلقين المرتبطين باليمين الذين يعتبرون أن العرب يولدون ومعهم »تلك القنبلة العنقودية« أي القنبلة التي تحولهم »عضوياً« و»بنيوياً« إلى شظايا قبلية أو طائفية أو حتى شظايا ثقافية..

ثم إن العرب لم يعودوا »أعداء« لا بالمعنى الرومانسي ولا بالمعنى العملاني. هم قالوا في قمة بيروت عام 2002 بالخيار الديبلوماسي لاقتناعهم أن الخيار العسكري مستحيل، ولا شيء على الإطلاق يشير إلى أن التوازن في القوى يمكن أن يتحقق، حتى القنبلة الإيرانية (وهي ليست قنبلة عربية في حال من الأحوال ولا يمكن أن تكون لمصلحة العرب) كان آمنون كابليوك يصفها، قبل رحيله، بالقنبلة الكاريكاتيرية أو بالفزاعة الضاحكة..

أحبّاء صهيون

الإسرائيليون ماضون في مسيرة الاستيطان التي بدأها »أحبّاء صهيون« عام 1858 بتغطية مالية من البارون دو روتشيلد وبتغطية سياسية من رجل الدولة البريطاني الكونت بالمرستون، والمسيرة لن تنتهي قبل أن يظهر الماشيح على جبل صهيون، مع التوضيح بأن كلمة »صهيون« ليست عبرية بل كنعانية..

هذا لا يعني أن الإسرائيليين ينامون على حرير. ناحوم غولدمان كان يتحدث عن الخوف لدى اليهود كضرورة بيولوجية (إسحق دويتشر تحدث عن... الاعتلال الإيديولوجي الخلاق). »حزب الله« ينام على عشرات آلاف الصواريخ. الحرب ممكنة ولكن لا في الربيع ولا في الصيف كما يقول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي تقول المصادر الديبلوماسية في بيروت أنه يعتمد، في توقعاته، على جهازه العصبي أكثر من اعتماده على جهاز الاستخبارات...

معجزة استخباراتية

اغتيال مغنية أحدث هزة هائلة. لا أحد يتصور مدى دقة، وحساسية، وإجراءات، التخفي، والتنكر. لا ريب أن مئير داغان حقق معجزة استخباراتية بكل معنى الكلمة. في مكان ما حدث اختراق دراماتيكي. لا أحد يعلم حتى الآن. تكهنات كثيرة شاعت، لكن التحقيقات بقيت طي الكتمان. الخرق لم يكن في سورية حيث نفذت عملية الاغتيال وإنما في مكان آخر...

ولطالما تردد أن من كان بإمكانه أن يصل إلى مغنية يمكنه أن يصل إلى نصرالله، اللغز أكثر من مثير. »الحاج رضوان« كما هو اسمه الحركي، كان دائماً خارج الرؤية. وبعد اغتيال القيادي في »حماس« محمود المبحوح بدأت المخاوف تتزايد في ضاحية بيروت الجنوبية. السيناريو الاستخباراتي كان أشبه ما يكون بالسيناريو السينمائي، ولقد تجلّى، بوضوح باهر، دور الكاميرات في تعقّب القتلة منذ قدومهم وحتى رحيلهم. كان ينقصها فقط التقاط اللحظة التي تمت فيها عملية الخنق داخل الغرفة.

كاميرات الضاحية

لا ريب أن الكاميرات تنتشر في الضاحية مثلما هي منتشرة في دبي، وأن ثمة عيوناً تراقب على مدار الساعة. ولكن عندما يقال إن خطأً هائلاً حصل عندما سمح جهاز الحماية لـ »سماحة السيد« بأن يظهر، ولو لحظات، خلال الاحتفال بعودة الأسرى، ومنهم سمير القنطار، كما قيل إن هذا كان مثار جدل مستفيض، فإن معلومات وصلت إلى جهات معنية في بيروت تقول إن مئير داغان توقع ظهور نصرالله وطلب إعداد كمين جوي للانقضاض على المكان في لحظة الظهور، بيد أن الاستخبارات العسكرية (داخل هيئة الأركان) كان لها رأيها الآخر الذي حال دون تحقيق ذلك الحلم الذهبي...

جدلية الاغتيال

الاغتيال ليس للثأر، فالهدف هو مزيج من الضرورة السيكولوجية والاستراتيجية على السواء. لم يسقط البتة. داخل »حزب الله« حديث عن »جدلية الاغتيال« في العقل الإسرائيلي، وهي الجدلية التي عادت لتعمل بأقصى طاقتها. والطريف أنه حين يقول مسؤولو الحزب إنهم عازمون على الثأر لدم مغنية، ثم يعربون عن اغتباطهم لأنهم جعلوا الإسرائيليين يعيشون على أعصابهم، يأتي من يسأل ما إذا كان »جماعة الحزب« لا يعيشون على أعصابهم أكثر وأكثر...

الصواريخ نائمة

هل صحيح ما يقال إن الخلايا التجسسية التي تمّ ضبطها وتفكيكها، على أهميتها، ما هي إلا الغلاف الخارجي »البراق« لخلايا نائمة زرعت في أمكنة حساسة جداً؟ نسأل معنيين فيضحكون لأن الساحة اللبنانية باتت »شديدة الشفافية«، ولكن ليستدركوا في الحال فالاحتمالات الاستخباراتية تظل ماثلة دوماً، ومن دون إغفال تلك »الشائعات« التي تتحدث عن متفجرة حارة حريك في مركز لـ »حماس« على أنها كشفت، وبالمصادفة، باباً كان جهاز استخبارات ما يبغي الولوج منه إلى داخل الداخل...

في كل الأحوال، النظرة إلى ما يجري الآن تحت السطح تحتاج إلى أكثر من الأشعة ما تحت الحمراء. بالتأكيد أن أشياء تحصل. الصواريخ نائمة إلى ما شاء الله...

خبير في شؤون وشجون الضاحية يتحدث عن »الاغتيال المستحيل«. في ظروف أقل تعقيداً، وربما احترازاً، أخفق الموساد مع أنه لجأ إلى وسائل لا تخطر في بال: »الآن... أنظر إنهم يراقبون الهواء«!!

 

هرباً »من مواجهة إسرائيل جواً« و»حزب الله« سياسياً... لبنان »يصرف النظر« عن هديّة الطائرات الروسية العشر

ويواجه تداعيات الحملة الدولية على »تهريب السلاح« لـ»حزب الله«

 لندن - كتب حميد غريافي: المحرر العربي

قد تكون »مصيبة« هديّة طائرات الميغ العشر الروسية إلى لبنان التي جمعت إسرائىل و»حزب الله« على رفض تزوّد سلاح الجوّ اللبناني بها، قد انتهت قبل أن تبدأ، بإقدام الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي يزور موسكو راهناً على »التمنّي« على الروس استبدال هذه الطائرات المقاتلة والقوية بأسلحة أخرى للجيش اللبناني بحجّة كلفة صيانة هذه الطائرات المرتفعة وأثمان قطع غيارها التي تنوء ميزانية المؤسسة العسكرية تحت أعبائها.

إلاّ أن حقيقة محاولة سليمان إبعاد »كأس الميغ« الروسية عن شفتي عهده »المعروف« بـ»الاعتدال والحيادية«، تكمن في أن الولايات المتحدة أولاً نقلت إلى لبنان قبل أشهر تحذيراً إسرائىلياً من أن استخدام المقاتلات الروسية المهداة إليه من موسكو لمواجهة المقاتلات الإسرائيلية أميركية الصنع خلال خروقاتها الجوية لمراقبة تهريب السلاح الإيراني من الحدود السورية إلى »حزب الله« وتغيّر خريطة انتشار الصواريخ في قواعده وتنقلات عناصره المستمرة داخل وخارج جنوب الليطاني المحظورة عليهم، سيكبّد الحكومة اللبنانية »تكاليف« إسقاط هذه الطائرات الروسية أو ضربها في مرابضها، كذلك تكمن أسباب محاولة سليمان »عدم التورط« في »قضايا كبرى خطرة« حسب مصادر »حزب الله« في بيروت، بقبول هدية الطائرات العشر، في أن قيادة حسن نصرالله، مدعومة سرّاً من قيادة الجيش السوري، ترفض رفضاً قاطعاً حصول الجيش اللبناني على مقاتلات جوية أو أي نوع من أنواع الأسلحة المتطورة يمكن لها أن تواجه منظومته الصاروخية أو ترسانته التقليدية في حال انقلاب الأوضاع في لبنان«.

لا طائرات ميغ للبنان!!

وقالت أوساط ديبلوماسية لبنانية في فيينا تواكب زيارة سليمان إلى موسكو عن كثب إن رئيس الوزراء الإسرائىلي بنيامين نتنياهو كان »تمنّى هو الآخر على الرئيس الروسي مدفيديف في موسكو الأسبوع الفائت »تأجيل« البدء بتسليم هدية الطائرات العشر إلى لبنان حتى أواخر هذا العام كيلا يُضطر سلاح الجو الإسرائيلي للاشتباك معها في حال التصدي له وتدميرها، ما من شأنه أن يؤثر معنوياً على هيبة السلاح الروسي وعلى العلاقات الإسرائىلية - الروسية«.

وأكدت الأوساط لـ»المحرر العربي« في لندن أن »الهدف الأساس لزيارة الرئيس اللبناني إلى روسيا هو الحصول على بدائل من الطائرات من سلاح آخر«.

ارتفاع حمّى موضوع السلاح

غير »أن هموم سليمان لن تقتصر على هذه المسألة التي يمكن حسمها مع الروس الذين يتفهّمون وجهة نظره ويستعيضون عن الطائرات بأسلحة ومعدات أخرى لا تكون حاسمة في التطورات الإقليمية المرتقبة، بل إنه - حسب الديبلوماسي اللبناني - سيواجه موقفاً صعباً لدى عودته إلى بيروت عندما يطّلع على هذه الحملة الأميركية - الإسرائىلية المدعومة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي بلغت ذروتها خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية الداعية إلى تفعيل سريع لقرار وقف تهريب السلاح من سورية إلى »حزب الله«، حيث توالت التصريحات من كل صوب وحدب لحمل نظام بشار الأسد على الالتزام بالقرار 1701 وكان في طليعتها تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام الكونغرس أول من أمس التي أكدت فيها »أننا طلبنا من دمشق (الأسبوع الماضي بواسطة وليم بيرنز) وقف تزويد أو نقل السلاح إلى »حزب الله« (إلى جانب طلب ابتعاده عن إيران)، ثم تصريحات مسؤول في وزارة الخارجية في واشنطن أكد فيها أن »تسريب السلاح إلى »حزب الله« هو أحد أسباب العقوبات الأميركية على سورية« رابطاً تحسن العلاقات بين واشنطن ودمشق »بنظرة سورية وعلاقاتها بمنظمات مثل »حزب الله« وحركة »حماس« (...) خصوصاً وأن من أهم المسائل الخلافية معها هو سلوكها بالنسبة إلى لبنان وتزويد »حزب الله« بالأسلحة وأيضاً علاقة دمشق بحركة »حماس« الفلسطينية، لذلك فإن ترسيم الحدود السورية - اللبنانية سيشكّل خطوة مهمة في حماية سيادة لبنان وتسهيل وقف تسريب السلاح عبر الحدود«..

ما معنى المناورات على حدود سورية؟

كذلك سارع بان كي مون إلى ملاقاة الأميركيين في تظهير أكبر لموضوع سلاح »حزب الله« حين أبدى »قلقه من الافتقار إلى التقدّم في شأن نزع أسلحة الجماعات المسلّحة داخل الأراضي اللبنانية«، محذراً من »تصاعد التوتر بسبب التصريحات الأخيرة الحادة (قادة إسرائىل وحسن نصرالله ووزير الخارجية السوري)، وذلك في بيان عقب لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، تزامن إعلانه من نيويورك مع »حدث هو الأول من نوعه في توقيته وخلفياته وأهدافه« حسب الديبلوماسي اللبناني في فيينا، عندما نفّذت وحدات عسكرية من القوة الإسبانية العاملة ضمن يونيفيل بالمشاركة مع وحدات من اللواء الثاني عشر في الجيش اللبناني المنتشر في منطقتي راشيا والبقاع الغربي، مناورات بالذخيرة الحية عند سفوح السلسلة الشرقية من لبنان التي تشكّل الحدود الدولية بين لبنان وسورية«، وهو أمر له دلالات وتداعيات ستظهر تباعاً إذ أن السوريين سيعتبرون هذه المناورات »عدائية« لأن المناورات العسكرية لا تجري عادة بين دول »شقيقة« وصديقة وإنما بين الدول المتناحرة أو العدوة لبعضها البعض«.

وقال الديبلوماسي إن »تعمّد« قيادتي القوات الدولية والجيش اللبناني إجراء هذه المناورات على الحدود السورية، بعدما كانت أجريت مناورات مماثلة قبل ثلاثة أشهر على الحدود مع إسرائىل، يوجّه رسائل مختلفة إلى كل الأطراف المسيطرة على الساحة اللبنانية بأن المجتمع الدولي والدولة اللبنانية مصممان على التمسك بحقوقهما في حماية الأرض والحدود رغماً عن العراقيل والاعتراضات«.

 

السياسة المزدوجة الجديدة: العقوبات الدولية مؤجّلة قليلاً (لكنها ستكون قاسية)

والضربة العسكرية صارت مؤكـّدة (لكنها ستتم في مرحلة تالية)

نهاية السياسة المزدوجة واليد الدولية تقترب من عنق إيران

إضافة للخيار العسكري: تجميد احتياطات النقد  

تجميد عمليات البنك المركزي في دورة المال والاعتمادات

تصعيب دفع ثمن الواردات . تجميد التأمين . الحد من الاتصالات

 كتب »المُحرِّر الديبلوماسي«: المحرر العربي

لا يجب على المهتم بشؤون المنطقة أن يركن إلى ظاهر الأمور هذه الأيام. فهو إذ اكتفى بما تبثه وسائل الإعلام قد يتراءى له أن لا جديد فعلاً في الملف النووي الإيراني، بينما في الواقع يشهد هذا الملف حالياً تطوّرات مهمّة، يجري معظمها في الكواليس، وستظهر نتائجها قريباً.

ثمّة سيل من الاتصالات والتحضيرات الجارية، وزحمة من المبادرات الديبلوماسية. هناك تسارع واضح في هذا الملف لأن الشعور العام السائد هو أن الوقت غدا الآن محدوداً، ولأن شيئاً ما تغير بالفعل في المقاربة الدولية.

انتهاء سياسة أوباما المزدوجة

ما تغير هو أن السياسة المزدوجة التي سادت منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى »البيت الأبيض« في 2009/1/20، والتي قامت من جهة على الانفتاح والديبلوماسية وإظهار حسن النية، ومن جهة أخرى على التلويح باللجوء إلى أساليب أخرى في حال فشلت الديبلوماسية في ردع إيران عن السير قدماً في طموحها النووي... هذه السياسة المزدوجة قد انتهت الآن بالفعل.

ولا يمكن القول إن هذه السياسة المزدوجة قد فشلت تماماً. فهي منذ البداية قوبلت بكثير من التحفظ من قبل الخبراء في الشؤون الإيرانية. ولم تكن الإدارة الأميركية من ناحيتها مراهنة بشكل أعمى على تجاوب إيران معها.

ولتقييم هذه السياسة المزدوجة بشكل عادل يمكن القول إنها لم تتمكن من حل أزمة الملف النووي الإيراني بشكل ديبلوماسي، غير أنها نجحت في قلب الميزان السياسي والقانوني والمعنوي في هذا الملف.

فالإدارة الأميركية في آخر عهد الرئيس السابق جورج بوش كانت قد فقدت المصداقية في سياستها الخارجية، وكانت معزولة دولياً، وكان يسود الانطباع بأنها ترغب في شن حرب على إيران من دون مبرّر فعلي، تماماً كما فعلت في الحرب التي شنتها على العراق في 2003 واتضح في ما بعد أن جميع مبرراتها كانت واهية. أضف أن »الوكالة الدولية للطاقة الذرية« كانت تؤكد باستمرار أنه ليس لديها أي مؤشر على أن إيران تخفي شيئاً ما في برنامجها النووي أو أنها تسعى ضمناً إلى امتلاك السلاح النووي.  

أما اليوم فلقد تغير الأمر كلية. فالعالم قابل بارتياح كبير اليد الممدودة من أوباما إلى إيران، شعباً ونظاماً. وتنفس الصعداء وعقد الآمال. فإذا بالنظام الإيراني يماطل ويتردد ويسعى إلى كسب الوقت، فانهارت صورته لا سيما بعد أن ظهرت حقيقته في تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2009/6/12 والقمع الواسع النطاق الذي تلاها. ثم برزت طموحات هذا النظام الإقليمية بل العالمية في المطالب التي قدّمها على طاولة المفاوضات مع »مجموعة الست« (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا) المكلفة من الأسرة الدولية بالتفاوض معه حول الملف النووي. ومن ثم في رفضه اقتراح الأسرة الدولية القيام بتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج (وهي فكرة تقدّمت بها في الأساس »صديقة« هذا النظام روسيا). وبعد كل ذلك جاء إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في 7 الشهر الجاري إطلاق عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة (بينما كانت إيران تنتج يورانيوم مخصباً بنسبة 3.5 في المئة فقط) ليؤكد بشكل قاطع نيات النظام الإيراني.

أما القشة التي قصمت ظهر البعير فلقد جاءت في 18 الشهر الجاري عندما أفادت »الوكالة الدولية للطاقة الذرية« أن ما لديها من معلومات بشأن نشاطات إيران النووية يدعو للقلق من احتمال أن تكون »الجمهورية الإسلامية« تعمل حالياً على صنع سلاح نووي. جاء ذلك في تقرير داخلي كتبه مدير الوكالة الجديد يوكيا أمانو - وهو أوّل تقرير يرفعه لمجلس حكّام الوكالة - وورد فيه أن »المعلومات التي في حوزة الوكالة تثير مخاوف من احتمال وجود نشاطات، في السابق أو راهناً، غير معلن عنها بشأن تطوير شحنة نووية يمكن تحميلها على صاروخ«. وكانت تلك أول مرة تعبر فيها الوكالة عن قلقها بشأن نشاطات إيرانية »راهنة«، في حين كانت تحدثت عن نشاطات سابقة في تقارير سابقة. كذلك، أكد التقرير من ناحية أخرى أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة قبل وصول مفتشي الوكالة. وقال أمانو أن »إيران سلمت الوكالة نتائج قياس طيف الكتلة التي تفيد أنها أنتجت شحنات مخصبة حتى مستويات تصل إلى 19.8 في المئة في مصنع نطنز بين 9 و11 شباط/فبراير«. وأضاف أن إيران بدأت بادخال اليورانيوم إلى أجهزة الطرد لتخصيبه قبل وصول مفتشي الوكالة الذرية إلى المصنع. وقال: »يوم 10 شباط/ فبراير، عندما وصل مفتشو الوكالة إلى مصنع تخصيب الوقود النموذجي ابلغوا بأن إيران كانت قد بدأت في المساء السابق بإدخال سداسي فلورايد اليورانيوم في سلسلة أجهزة الطرد المركزي«. وقال التقرير أن إيران نقلت كذلك كمية كبيرة من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب، أي 1950 كلغ من اصل 2065 كلغ، إلى موقع التخصيب إلى مستوى أعلى. وأضاف أمانو في تقريره أن »إيران لم تبرهن تعاونها بالمستوى المطلوب والذي يتيح للوكالة تأكيد أن كل المواد النووية في إيران تستخدم لأغراض سلمية«.

سياسة مزدوجة جديدة

باختصار، يمكن القول إن هذه التطورات، التي طرأت جميعها في الأسابيع الماضية، أدت إلى طي صفحة سياسة أوباما المزدوجة، وإلى فتح صفحة أخرى يمكن وصفها بأنها سياسة مزدوجة جديدة قائمة:

< من جهة على العقوبات، التي ستتوزع بين رزمة دولية سيقرّها مجلس الأمن، ورزمة أخرى ستعتمدها الدول الغربية. الرزمتان سوية ستشكلان سلة من العقوبات القاسية التي ستجعل من الصعب جداً على إيران الاستمرار في »ممانعتها«.

< ومن جهة أخرى، على ضربة عسكرية صاعقة وواسعة النطاق، ستتم في مرحلة لاحقة لأن ثمة اقتناعاً عاماً بأن العقوبات وحدها لن تكفي (وكذلك بأن الضربة العسكرية وحدها لن تكفي).

الهدف من هذه السياسة المزدوجة هو التوصل ليس فقط إلى ضرب المشروع النووي الإيراني وبالتالي تبطيئه بعض الشيء، بل إلى إيقافه نهائياً وثني النظام الإيراني عن التلاعب بهذه الورقة الخطيرة.

العقوبات مؤجّلة بعض الشيء

هذه التطورات الأخيرة أدت أيضاً إلى تأخير سيرورة طرح مشروع قرار جديد في مجلس الأمن يهدف إلى فرض عقوبات جديدة على إيران (التي سبق للمجلس أن فرض عليها عقوبات 3 مرات في السابق في هذا الملف). فلقد كان من المتوقع أن يطرح هذا المشروع خلال شهر شباط/ فبراير الجاري، سيما وأن فرنسا تتبوأ هذا الشهر الرئاسة الدورية لمجلس الأمن. لكن إعلان الرئيس الإيراني زيادة مستوى التخصيب ومن ثم تقرير »الوكالة الدولية للطاقة الذرية« خلقا أجواء مختلفة، أدت من بين ما أدت إلى إعادة طرح الخيار العسكري بشكل جدي جداً (وهو تطوّر مهم جرى في الأسابيع الأخيرة ولم يظهر بقوة في وسائل الإعلام)... وإلى تصلب الموقف الروسي أكثر فأكثر تجاه إيران وإلى بداية تغير في موقف الصين التي تصر على الاستمرار قدر الإمكان في الجهود الديبلوماسية... وهذا ما عبّر عنه يوم الإثنين 22 الشهر الجاري المتحدث باسم »البيت الأبيض« روبرت غيبس عندما ألمح إلى أن الصين التي كانت تتردد في فرض عقوبات على إيران، باتت أكثر استعداداً للقيام بذلك. وأضاف: »لقد عملنا بشكل وثيق مع الصين حول فرض أكثر العقوبات تشدداً التي رفعت أمام مجلس الأمن منذ القرار 1874 الذي صدر من مجلس الأمن حول كوريا الشمالية«.

ولقد عبّرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الأربعاء 24 الجاري عن هذا التوجّه نحو تأجيل إقرار العقوبات كما أكدت أن ثمة تأييداً دولياً أوسع من قبل لهذا الخيار. ففي مداخلة أمام مجلس الشيوخ الأميركي قالت كلينتون: »نأمل أن نشهد خلال الأيام الثلاثين أو الستين المقبلة صدور قرار بعقوبات« من مجلس الأمن. وأوضحت أن إدارة أوباما حصلت على مزيد من التأييد الدولي لتشديد العقوبات على إيران نتيجة التزامها بالحوار بدلاً من عزل »الجمهورية الإسلامية«. وأضافت قائلة: »إن التزامنا الواضح بالحوار أوجد مساحة لدول عدة باتت اليوم تفكر في تأييد فرض عقوبات ما كانت ستؤيدها لولا ذلك (...) لقد برهنا على صبر استراتيجي في استنفاد الجهود الدولية لاقناع إيران بالقيام بما ينبغي من دون التعرض لعقوبات«. واستطردت: »كما أوضحنا لباقي حلفائنا وشركائنا أنه اياً كان ما سيصدر عن (مجلس الأمن في) نيويورك، فإن علينا أن نواصل فرض عقوبات ثنائية أو متعددة الأطراف، إضافة إلى ما تنتج عنه مشاورات مجلس الأمن الدولي«. وختمت مؤكدة: »هذا الأمر يتصدّر أولويات إدارة أوباما«.

هذا الكلام واضح جداً: تأجيل قصير... عقوبات أقسى مما كان متوقعاً في مجلس الأمن... وعقوبات أخرى أكثر قسوة تقر خارج مجلس الأمن، أي من قبل الولايات المتحدة لوحدها و/أو من قبل الدول الغربية الأخرى.

ولقد بدأت تتسرب الآن لائحة هذه العقوبات المقترحة إلى الصحافة. ولعلّ أفضل تلخيص عن هذه العقوبات العتيدة هو ما نشرته مجلة »دير شبيغل« الألمانية في عددها الأخير إذ كشفت أن خبراء أوروبيين في المال والتجارة أعدّوا وثيقة سرّية للاتحاد الأوروبي تتضمّن عقوبات شاملة ضد إيران، ولا تهدف هذه المقترحات الجديدة إلى توسيع العقوبات المعمول بها حالياً فحسب - مثل الحظر التجاري على المنتجات العسكرية والنووية أو حظر سفر مسؤولي المشروع النووي الإيراني... - بل هي عبارة عن رزمة عقوبات جديدة تطال الاقتصاد الإيراني بأسره، وتتركّز على القطاعين الأضعف وهما النفط والمال.

< ففي مجال النفط، تلاحظ الوثيقة الأوروبية أن إيران هي ثاني أكبر مصدّر في منظمة أوبيك، وأن 80 في المئة من صادراتها تتمثل في النفط والغاز. ولكن إيران لن تظل قادرة على مواصلة إنتاج النفط والغاز من دون مساعدة دولية. فهي بحاجة لاستثمارات أجنبية على وجه السرعة لكي تقوم بتطوير الحقول الجديدة التي ينبغي أن تحلّ محل الاحتياطات الآخذة بالانحسار. وإذا لم تصلها استثمارات أجنبية، فإن إنتاجها النفطي سينخفض بسرعة. والأسوأ بالنسبة لإيران أنها تعتمد على استيراد المنتجات النفطية المكرّرة مثل »الغازولين« و»الديزل«. ومن دون هذه الواردات، فإن نظامها يمكن أن ينهار بسرعة. بالطبع، يسعى النظام الإيراني لبناء مصافي نفط، ولكنه بحاجة إلى خبرات ورساميل أجنبية لهذا الغرض.

< غير أن الوثيقة الأوروبية تجزم بأن العقوبات المالية أكثر فعالية ضد إيران، وتقدم عدداً من المقترحات في هذا المجال. مثلاً، تجميد إحتياطات النقد الإيرانية الموجودة خارج البلاد. وحظر البنك المركزي الإيراني عن دورة المال والاعتمادات الدولية. وحظر كل المعاملات المالية بين إيران والدول الأخرى، بحيث يصبح صعباً جداً على إيران أن تدفع ثمن وارداتها. كذلك، تتضمن الوثيقة الأوروبية اقتراحاً بأن تتوقف شركات التأمين الأوروبية عن ضمان الاستثمارات في إيران، ما سيدفع مستثمرين كثيرين إلى سحب أموالهم. وإذا ما حظرت أوروبا ضمانات اعتمادات التصدير (الصادرة عن مؤسسات حكومية أوروبية)، التي تمثّل جزءاً روتينياً من التجارة الدولية، فإن الصادرات إلى إيران ستصبح أعلى كلفة.

وإضافة إلى هذه الرزمة من العقوبات النفطية والمالية، التي تضاف إلى قرارات الحظر والمنع السابقة واللاحقة ضد إيران، من الواضح أن رزمة العقوبات الغربية ستتضمن جانباً سياسياً يقضي بالحد من الاتصالات الديبلوماسية والحكومية مع إيران وتخفيضها إلى المستوى الأدنى.

الضربة العسكرية مؤكدة

لكن في موازاة هذا الحراك الديبلوماسي المكثف، يتواصل العمل بجدية وصمت على الخيار العسكري، لا سيما في إطارين أساسيين: الجيش الأميركي، وحلف شمال الأطلسي.

هذا الخيار العسكري صار بحكم المؤكد... المسألة الوحيدة المطروحة هي التوقيت... والأرجح أن الضربة العسكرية ستتم في مرحلة تالية، أي بعد فرض العقوبات.

ذلك أن القيادات العسكرية الغربية بدأت تقول للسياسيين أنها قادرة على توجيه ضربة صاعقة وسريعة... والحد بشكل كبير من قدرة إيران على الرد... لكنها تؤكد أن الضربة غير كافية وأنه من الأفضل لمزيد من الفعالية أن تتصاحب مع عقوبات قاسية وطويلة الأمد.

هناك تغيير واضح في لهجة العسكريين الغربيين، سواء في واشنطن أو في بروكسيل. فمثلاً، يوم الأحد الماضي 21 الشهر الجاري، أعلن الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان والخليج، أنه حان الوقت للضغط على إيران لارغامها على احترام مطالب المجتمع الدولي. وقال الجنرال بترايوس لشبكة »ان بي سي«: »لقد حان الوقت لسلوك طريق الضغوط«، حتى ولو كانت »إيران غير جاهزة« بعد لامتلاك السلاح النووي. واعتبر الجنرال الأميركي أن الولايات المتحدة قامت بكل ما في وسعها لإيجاد حل ودّي للأزمة، لكن موقف طهران بات يرغمها على التحرك بطريقة أكثر صرامة، عبر فرض عقوبات، مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي. ورأى الجنرال »أن ذلك يعطينا أساساً صلباً لسلوك طريق الضغوط، وهذا ما نحن في صدد القيام به حالياً«.

وفي اليوم التالي، أي يوم الإثنين 22 الشهر الجاري، قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الأميركي الأميرال مايكل مولن إن أي ضربة عسكرية توجه لإيران لن تكون »حاسمة« في التصدي للبرنامج النووي الإيراني. وصرح مولن خلال مؤتمر صحافي أن »أي ضربة مهما كانت ناجحة لن تكون حاسمة لوحدها«. ودعا مولن إلى فرض ضغوطات ديبلوماسية واقتصادية على طهران.

والتصعيد الكلامي نفسه نجده في حلف شمال الأطلسي. فلقد أعلن الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن في مقابلة نشرت السبت الماضي 20 الشهر الجاري أن دول الحلف ستحمي نفسها إذا وجدت أنها »مهددة« جراء مضي إيران قدماً في برنامجها النووي. وقال راسموسن في مقابلة مع صحيفة »كورييري ديلا سيرا« الايطالية: »إذا واصلت إيران المضي قدماً في تعزيز قدرتها النووية، ولا سيما في مجال التسلح الصاروخي، عندها قد تكون دول حلف شمال الأطلسي مهددة«. وأضاف: »عندما يحين الوقت سنتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل حماية دول الحلف«. وأعرب راسموسن عن أمله في أن يعمد القادة الإيرانيون إلى »وقف عمليتهم لتخصيب اليورانيوم«.

 

التلاعب الإيراني مستمر

 

من الواضح إذن أن الصورة بدأت تكتمل. وأن أيدي الأسرة الدولية تقترب رويداً من عنق إيران، التي لا تزال تحاول - على الرغم من جدية المخاطر المحدقة بها - أن تتلاعب.

فمنذ أشهر وإيران تتهرب من تقديم أي رد خطي على اقتراح الوكالة الذرية تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، لكن عندما ظهر أن التقرير الجديد للوكالة سيكون سلبياً، سارعت إيران، إلى نشر رسالة من السفير الإيراني علي أصغر سلطانية لدى الوكالة تقول فيها إنها مستعدة لشراء الوقود لمفاعلها النووي المخصص للبحوث أو لمبادلة مخزونها من اليورانيوم المخصب في مقابل الوقود النووي، لكن على أراضيها. ولقد سلمت إيران هذه الرسالة إلى وسائل الإعلام الدولية في 23 الشهر الجاري وظهر أنها مؤرخة في 18 الشهر الجاري، أي يوم صدور تقرير الوكالة بالضبط. ولقد كتب السفير الإيراني في هذه الرسالة الموجهة إلى المدير العام للوكالة يوكيا أمانو: »أرغب في أن أحيط الوكالة علما، باسم حكومتي، بأن الجمهورية الإسلامية في إيران ما زالت تسعى إلى شراء الوقود النووي«. نعم، كان ذلك أول رد مكتوب من إيران إلى الوكالة الذرية يتعلق بالاقتراح الذي طرح في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وإيران كتبت هذه الرسالة بينما هي تعرف تماماً أن تبادل اليورانيوم بشكل جزئي وعلى أراضيها أمر مرفوض من الأسرة الدولية (بما فيها روسيا والصين).

وفي الوقت الذي كانت إيران تسعى عبر هذه الرسالة إلى كسب المزيد من الوقت وإظهار حسن نيتها، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي يوم الإثنين الماضي 22 الشهر الجاري أن طهران تنوي بناء موقعين جديدين لتخصيب اليورانيوم اعتباراً من آذار/ مارس سيتم تزويدهما بقدرات تفوق قدرات موقع نطنز، الوحيد الذي ينتج الوقود النووي حالياً في إيران. وأوضح صالحي أن »طاقة كل من هذين الموقعين ستكون مماثلة (...) لموقع التخصيب في نطنز« مضيفاً أنهما سيزودان بأجهزة طرد مركزي من الجيل الجديد التي تعمل إيران على تصنيعها وهي قادرة على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع. وأضاف أن إيران تريد أن »تبلغ مستوى تكون قادرة معه على إنتاج ما بين 250 و300 طن من الوقود سنوياً«، وذلك لتلبية حاجات محطاتها النووية المستقبلية. وأوضح صالحي أنه »سيتم بناء الموقعين الجديدين في قلب منطقة جبلية« وذلك »لحمايتهما من أي هجوم« جوي يمكن أن يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

أوباما يمنع عودة المهدي؟

هناك نوع من اليأس في الأوساط الديبلوماسية من مماطلات إيران. وهناك خوف من عقلية نظامها. فها هو الرئيس الإيراني محمود أحمدي يعلن يوم الثلاثاء الماضي 23 الشهر الجاري أن الولايات المتحدة هي »العقبة الأساسية أمام عودة« الإمام المهدي الإمام الثاني عشر المغيّب لدى الشيعة. ففي خطاب ألقاه في محافظة خراسان (جنوب شرق إيران) ونقلته شبكات التلفزيون الإيرانية قال أحمدي نجاد: »إن العقبة الأساسية أمام عودة الإمام المهدي هي قوى الاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة (...) لأنها تحرف الفكر الإنساني عن الله والأنبياء وعن القيم الأخلاقية والربانية«. وأضاف الرئيس الإيراني: »إلا أن جبهة القوى الشيطانية بقيادة الولايات المتحدة هي في طريق الاندثار بعون الله تعالى«.

كيف ستندثر القوى الشيطانية؟ بواسطة القنبلة النووية الإيرانية العتيدة؟ أليس كذلك؟

 

معلقون إسرائيليون بين صفارات الإنذار في حرب تتزايد احتمالاتها ... وصفارة التهدئة

الجمعة, 26 فبراير 2010/الحياة/دار الحياة – اسعد تلحمي

: دبابة إسرائيلية (رويترز)اسرائيل توجه الضربة الأولى فيتدخل «حزب الله» و «حماس»... وتجتاح تل أبيب لبنانطغت تصريحات الرئيس الايراني أحمدي نجاد في دمشق أمس التي تزامنت مع إنهاء الجيش الإسرائيلي أمس تدريباً واسعاً لقيادات هيئة الاركان العامة، حاكى سيناريوهات حرب محتملة وعمليات عسكرية مختلفة، على اهتمامات وسائل الإعلام العبرية التي تساءلت في عناوينها عما إذا كانت المنطقة عشية حرب جديدة.

وتساءل معلقون بارزون عما إذا كانت رياح حرب تهب على الحدود مع لبنان مشيرين أيضاً إلى احتمال اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية على خلفية اتساع أعمال الاحتجاج الفلسطينية في مدينة الخليل في أعقاب قرار الحكومة الإسرائيلية شمل الحرم الابراهيمي الشريف ضمن 150 موقعاً تراثياً يهودياً ستحظى بموازنات حكومية خاصة للترميم.

وكتب يوأف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية أن الأجواء التي خيمت أمس "أوحت بأننا عشية حرب، فتصريحات الرئيسين الايراني والسوري أنهما مستعدان لمواجهة هجوم إسرائيلي، وإعلان الجيش الإسرائيلي أنه أنهى تدريباً واسعاً لقياداته الغرض منه تحسين الاستعداد للحرب، أوحت بتصعيد متوقع. وأضاف المعلق: "لكن لا بد من إطلاق صافرة تهدئة، لأنه ما من سبب يدعو الآن لاندلاع حرب، ولا توجد لأي طرف مصلحة حقيقية في حرب كهذه لإدراك الجميع أن السؤال في مثل هذه الحرب ليس من سيربح الحرب إنما من سيتكبد خسائر أقل". واستذكر المعلق تقديرات المخابرات الاستخباراتية الإسرائيلية بأن ثمة احتمالا منخفضاً لاندلاع حرب في العام 2010، لكنه أضاف مستدركاً، وعلى رغم أنه بهذا المنطق لا حرب وشيكة، "ثمة عدم يقين يخيم، مرده احتمال أن تغصب ايران حزب الله على فتح حرب مع إسرائيل، وهكذا تكسب الوقت وتمنع إسرائيل من مهاجمتها، إذ يكون سلاح الجو منشغلاً في منع وصول آلاف الصواريخ إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل". وتابع المعلق أن ثمة سيناريوهات أخرى قد تؤدي إلى اندلاع حرب مثل نقل أسلحة "مخلة بالتوازن" من سورية إلى حزب الله، أو هجوم أميركي أو إسرائيلي على ايران، سيقود حتماً إلى التصعيد في المنطقة، "وعليه وإذ لا تستبعد المخابرات أيا من السيناريوهات فإن الجيش يسرّع من تدريباته ويقوم بخطوات عدة في الجبهة الداخلية لتحسين جهوزيتها". وختم المعلق معرباً عن أمله في أن يتوافر لدى قادة إسرائيل أمران رئيسيان الأول أن تكون لديهم الحصافة السياسية والأمنية التي تمنع تدهور الأوضاع، والردع الذي يعتبر أساس وجودنا كدولة". من جهتهما، حذرت صحيفتا "يديعوت أحرنوت" و"معاريف" في عنوانيهما الرئيس من اشتعال الأوضاع في الخليل "حيث الوضع على شفا الانفجار". وأفادتا بأن الجيش أعلن تأهباً في صفوفه لمواجهة احتمال اشتعال الوضع. وانتقد المعلق الأبرز في "معاريف"، بن كسبيت، بشدة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على عجزه في تأدية مهماته وتوفير الهدوء الأمني، فيما تساءلت المعلقة في "يديعوت أحرنوت" عن "جدوى" استفزاز الفلسطينيين في وقت تبحث إسرائيل عن سبل العودة إلى طاولة المفاوضات.