المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
11 كانون الثاني/2010

انجيل لوقا 12/54-59

ثم قال ايضا للجموع اذا رأيتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون انه يأتي مطر فيكون هكذا، واذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون انه سيكون حر، فيكون. يا مراؤون تعرفون ان تميّزوا وجه الارض والسماء واما هذا الزمان فكيف لا تميّزونه، ولماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم. حينما تذهب مع خصمك الى الحاكم ابذل الجهد وانت في الطريق لتتخلّص منه، لئلا يجرك الى القاضي ويسلمك القاضي الى الحاكم فيلقيك الحاكم في السجن. اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد والتقى فاعليات

الجيش بحاجة الى ان ينخرط المسيحيون في صفوفه ليبقى على توازنه

من واجب جميع اللبنانيين ان يدافعوا عن وطنهم والا فلن يدافع عنه احد

يجب ان تكون الحكومة لجميع فئات الشعب التي يجب ان تكون راضية عن ادائها

النائب عدوان:التعيينات مناسبة لتجديد الدولة وقيامها على أساس الكفاءة العلاقة بين القوات وجنبلاط أردناها وسنحافظ عليها خارج إطار الفروقات السياسية

وطنية - بكركي - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران شكرالله حرب، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، امين السر العام للبطريركية المارونية الخوري ريشار ابي صالح، وخدمته اكليريكية غزير المارونية، في حضور قائمقام كسروان بالوكالة جوزف منصور، وفاعليات سياسية، نقابية واجتماعية.

العظة بعد الانجيل المقدس، تابع البطريرك الحديث عن سيرة حياة السيد المسيح، متناولا "عظة الجبل" على ما وردت في كتاب الكاتب الفرنسي فرنسوا مورياك، وهنا نصها: "عندما نزل مع الاثني عشر الذين كانوا في فرح شديد، وهم يرتجفون، توقف على منتصف الشاطىء، على مرتفع من الارض. ولم يقطع عليه جمهور التلاميذ الطريق وحسب، انما أتى جمهور من القدس وصور وصيدا. وتحدث سرا الى اصحابه. وهوذا الآن سيفضي الى جمهور الرجال بالكلمات التي من اجلها اتى الى هذا العالم. وليس تقريبا فيما سيقوله لا يجد سامعوه الجوهري منه في هذه او تلك الفقرة من المزامير. وهناك انبياء اشاروا الى امور مشابهة غير ان هذاالناصري يتكلم كمن له سلطان:" وانا اقول لكم". اللهجة هي جديدة، واقل كلمة لها مداها الذي لا يمكن حصره. ولغيره من الرجال لا يبدو انه من الباطل ان نصرخ:"ليكن النور" اكثر من الاعلان: "وصيتي ان يحب بعضكم بعضا" ولكن عندما يكون الله هو من يتكلم، فالنور يسيل برفق على الارض، ويجري فجأة ينبوع محبة مجهولة من قلب امبراطورية روما.

"طوبى. طوبى. والذين كانوا في آخر الصف، والذين لم يسمعوا الا هذه الكلمة المنادى بها تسع مرات، كان باستطاعتهم ان يظنوا ان هذه الرسالة هي رسالة سعادة. وكانوا على حق فيما يعتقدون. وفي تغيير اعجب من تغيير قانا، اصبح الفقر غنى، والدموع فرحا. والارض اصبحت ليست للمحاربين بل للودعاء.

غير ان كل تطويب يتضمن لعنة:"طوبى للفقراء بالروح لان لهم ملكوت السماوات" وهذا يعني ان الذين ليس لهم التجرد الفكري هم منبوذون من الملكوت."طوبى للنقية قلوبهم، لانهم سيعاينون الله" تعني ان القلوب الغير النقية لا تعاين الله. والحال ان هذه الفضائل الموعودة بالطوباويات هي تلك التي تأنف منها الطبيعة اكثر ما يكون. واخيرا من هو الفقير بالروح؟ ومن يمكنه ان يفاخر بان يعجب في رجل، ولو نقيا، من الفقر الروحي؟ ولدى الذين يظنون نفوسهم كاملين، فان التشبث بوجهة نظرهم الخاصة يثير الاشمئزاز.

"طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض طوبى لمحبي السلام لانهم ابناء الله يدعون". يا لقساوة العالم! والعذوبة هي ايضا ودائما احقر ما يكون منذ الطفولة، في الصفوف الصغيرة، الودعاء مضطهدون ونيتشه هو في الاساس فيلسوف الحس العام.

ان العالم الحديث هل هو اقل قسوة من العالم القديم؟ لا شيء قد تغير، غير ان التطويبات قد نودي بها نهائيا من على قمة، وان ما من واحدة منها ستذهب وان بعض الخلائق ستتناقلها من جيل الى جيل،من القلب الى القلب. وهذا كاف:"انتم ملح الارض".

يجب الا يكون في هذه الكتلة البشرية غير قبضة ملح لكيلا تفسد. ولكن على الا يفسد الملح عينه. هذه السعادة التي حملها المسيح الى الناس، والتي يعلنها في اول خطاب له، يرى انها مهددة في كل ثانية. ما معنى "الطهارة" بالنسبة الى هؤلاء الفقراء المختوننين المتنبهين؟ ان تكون طاهرا؟ في ايام طيباريوس انه مطلب لا يمكن التفكير به! "قد علمتم انه قيل للقدماء:"لا ترتكب الزنى". اجل هذه هي الشريعة العامة. وهي منتهكة على وجه العموم، غير ان اعلانها لا يمكنه ان يفاجيء احدا. والحال ان هذا الناصري سيزيد على الوصية المنتهكة وصية جديدة لا يزال يتبرم بها العالم بعد مرور ثمانية عشر قرنا، وهو يهزأ بها وهو يحاول عبثا التخلص منها دون ان يتمكن من انتزاعها من جسده: منذ ان تكلم يسوع، ان الذين يقتبلون نيره هم وحدهم سيجدون الله:"وانا اقول لكم ان من نظر الى امرأة واشتهاها، فقد ارتكب خطيئة الزنى في قلبه".

ان الجريمة بهذه الكلمة فقط، قد ثبتت دون العمل، ان القذارة ستتراجع الى الداخل، وتصعد الى الينبوع. ان هذه الكلمات، هي اكثر من لعنة، وهي تبطل عدالة الفريسيين. من الآن وصاعدا، تدور المأساة في داخلنا، بين رغبتنا المخفية كل الخفاء، وبين ابن الانسان هذا الذي يختفي في سر القلوب ان فضيلة الفريسيين كخطيئة المتملقين والعشارين ليست سوى مظهر. بالنسبة الى كل منا، ان سر الخلاص سيتم في الظلمات التي سيبددها الموت وحده.

بعد قليل، سيحدد المسيح عدالته التي هي على وجه التأكيد، ما يدعوه الناس ظلما. انه من الممبكر (لقد قبلوا حسابهم!) ان نقول لهم حكاية هذا الولد الضال الذي عومل احسن من اخيه البكر العاقل او اولئك الذين هم عملة الساعة الاخيرة الذين يوازي اجرهم اجر المياومين الذين يرهقون نفوسهم منذ الفجر. ويكفيهم الآن ان يتعودوا هذه الفكرة، وهي ان رجلا "ذا اخلاق طيبة" اذا كان مليئا رغبات، وشهوات، واحلاما. واذا انقاد لها سرا، فهو قد حكم عليه. وان ما فعله يختلط في قلبه بما يتخيل، ويما يتوق اليه. ان ثمن هذه النظرات وهذه الافكار، وشهوة العيون هذه والقلب الذي يشبع دون خطر، بعيدا عن اي رقابة بشرية، فهذا هو الجحيم.

اننا لا نصفي رسالة المسيح، ولا نبقين التهديدات في الظل. واذا كنا نتحمل فكرة جهنم او لا نتحملها، فان الارض والسماء ستزولان، ولكن لن تزول ادنى كلمة من كلمات الرب، وهذه كغيرها من الكلمات الباقية يجب ان تقبل بحرفيتها:" اذا شككتك عينك اليمنى، اقلعها والقها عنك، لانه خير لك ان تفقد عينا واحدة من ان يحترق جسدك كله في جهنم. واذا كانت يدك اليمنى سبب خطيئة لك، اقطعها. ماذا اذن يطلب منا؟ كمال الله بحرفيته: "كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل. "لقد وعد الشيطان آدم وحواء بانهما سيصيران مثل الهة. ولكن يطلب منا الفادي ان نكون مثل الله. ولكنه ماذا يطلب منا؟ ان المحبة هي امر يسير، انه يطلب منا جنون المحبة:ادارة الخد الاخر، ترك الثوب للسارق الذي اخذ القميص، ان نحب الذين يبغضوننا هل هو مجنون؟ اجل، في نظر الناس، هذه حالة جنون يطلبها منا، وهو سيحصل عليها من احبائه.

وهو سيحصل عليها لانه يحبهم. هذا هو المطلب لا يطاق لو لم يجيء من المحبة التي صارت جسدا. هذا الجحيم الذي يتحدث عنه بهدوء، دون ان يرفع صوته، لا يصرف احدا من الذين اجتذبهم اليه، لانه نداء محبة غير متناهية يطمئنهم. هذا القلب الذي احب الناس كثيرا ينتظر من كل منهم اعطاء نفسه بنفسه، وترك الذات، والاقلاع عن كل هم، وكل قلق.زان ما يريده من هؤلاء الفلاحين، انما هو فضيلة عدم التبصر وان يصبحوا كعصافير، وكزنابق الحقول. وما هو الجحيم اذا كان الله ابانا؟ وهو بامكانه ان يطلب منا ما يريد من الان وصاعدا. اننا نعرف الى اين نذهب. ابونا هو في السماء: هذه حقيقة لا توصف، من امتلكها لا يجازف بان يدفع ثمنها غاليا: من منكم اذا طلب اليه ابنه خبزا فيعطيه حجرا؟"

ولكن هذا الاب الذي هو في السماء، لا نطاله عن طرق المتعة واشباع الرغبة، الباب ضيق، والطريق وعر. وليس هناك مشاعر كاذبة خاصة: نقاوة القلب، وليس صراخ القلب: "ليس الذين يقولون لي: يا رب يا رب".

ويظن ان المسيح بعدما خان قلبه، تماسك كما لو انه يخشى ان نتمادى في استغلاله. وان التذكير بالجحيم قد قطعته عبارات رقيقة كل الرقة، تخاف ان يساء فهمها، وتتستر تحت رداء التهديد. ان الانبياء الكذبة ابكوه مسبقا. وهو قد حذر منهم اصدقاءه واعطاهم المحك ليحكموا على رجل يتجه الينا باسم المسيح: هذه هي القداسة. "من ثمارهم تعرفونهم". ويتكلم المسيح هنا كرجل وهو الله، يعرف ما يخفى على العين البشرية. وفي الواقع كيف نحكم على الاخرين من ثمارهم؟ واي منهم لا يستحق ان يلقى في النار؟ وحتى لو انه يجتهد ليدرك القداسة...وبعد افما طلب مناالا نحكم؟ ما اصعبك ايتها الشريعة يجب الا نحكم، غير انه ايضا يجب ايضا الا نكون مخدوعين. ان النفس المسيحية مدعوة دائما الى التدقيق في امرها. فلا نعجبن اذا كان البسطاء في هذه اللعبة، وانقياء القلوب يصبحون شيئا فشيئا ذوي دهاء. ولا شيء يتعارض في هذا الخطاب، ولكن كل شيء مع ذلك يتضاد. وانه لمن الصعب ان نكون في وقت معا حمامة، وحية وزنبقة،ان الحقيقة التي اعلنت على الجبل لها من الدقة اكثر مما لعنق عصفور. وهي لا تقتصر على بعض مبادىء جامدة يكفي ان نتبعها، ونكون انذاك على الطريق القويم. انها حياة ملأى بالعثرات والمخاطر، حيث كل شيء يقابل بالفطنة، انما بمحبة يا للاسف هل نحن متأكدون اننا محبون ومحبوبون؟

ان الذين لا يعملون بمشيئة الاب يعرفون انهم لا يعملون بمشيئة الاب. ولكن الذين يؤمنون بانهم يتمونها، فهم يخالفونها على جهل منهم. وكبرياء بعض الناس "المتقدمين" جدا في طرق الكمال، او الذين يعتقدون انهم كذلك، تتجاوز من بعيد تفاهة العالميين. واذا نبههم الى ذلك احدهم برفق، فعوضا من ان يفحصوا ضميرهم، فهم يقدمون هذه المسبة الى الله، وتنتفخ كبرياؤهم باستحقاق مضاف. ولدى التفكير، فهم يعتبرون ان العدالة قد انتهكت في شخصهم، وهم لا يترددون على الاطلاق في اقتراف فعلة يدعوها الوثني "انتقاما"، ولكنهم يعمدونها باسم "تعويض".

والقضية هنا تتعلق بالقديسين، او على الاقل بهذا النوع من الاشخاص الذين يقتدون بالقديسين. ولكن اين يبدأ النفاق؟ واية شجرة بشرية، ليست في بعض ثمارها، شجرة سيئة؟

ان الخطبة على الجبل تطوب الودعاء، والحزانى، والجياع والعطاش الى البر، والرحماء، والنقية قلوبهم، وفاعلي السلام، والمضطهدين من اجل البر، وكل الذين يلقون التعيير والاضطهاد. وهذا يعني ان الانجيل هو العالم بالمقلوب. واننا في امس الحاجة الى امثال هؤلاء الناس، في الحياة العامة. وننتهزها فرصة لنلفت النظر الى حاجة الجيش الى من ينخرط في صفوفه من المسيحيين ليبقى على توازنه، ومن واجب جميع اللبنانيين ان يدافعوا عن وطنهم، واذا هم لم يدافعوا عنه فلن يدافع عنه احد".

استقبالات بعد القداس، التقى البطريرك صفير وفودا حزبية واجتماعية وانسانية وشعبية جاءت للتهنئة بالاعياد، وأخذ البركة والتوجيهات، كما قال رئيس هيئة الشؤون الاجتماعية في القوات اللبنانية ايلي ابي طايع، الذي شدد على دور بكركي التاريخي والوطني.

أضاف: "نستفيد من زيارتنا للمعايدة، لنؤكد لك على مرجعيتك الوطنية والدينية لكل اللبنانيين من دون استثناء ولنؤكد لمن يطلب من بكركي عدم التعاطي في السياسة انه لولا بكركي وغبطتك ولولا البطريرك الحويك لم يكن لبنان موجودا اليوم في خارطته الجغرافية الموجودة حاليا".

وتابع: "لولا البطريرك يوحنا مارون ما كان هناك من بذور للمقاومة المسيحية في لبنان، ولولا غبطتك ونداء المطارنة لما كان هناك استقلال ثان من الاحتلالات التي كانت على أرض لبنان".

ورد البطريرك، شاكرا القوات اللبنانية "على دورها الذي تبذله في سبيل لبنان"، وقال: "نسأل الله ان يعيده عليكم أمثال هذه الاعياد ولبنان في وضع أحسن مما هو فيه الآن، واننا نسأل الله ان يجمع جميع اللبنانيين على محبة وطنهم ليبقى وطن الحرية والاستقلال والسيادة، وهذا يجب ان يبقى وسيبقى باذن الله بجهود جميع المخلصين للبنان وفي طليعتهم القوات اللبنانية".

بعدها، التقى البطريرك وفدا من رؤساء البلديات والمخاتير في حزب الكتائب اللبنانية برئاسة غابي سمعان، الذي نقل تحيات رئيس الحزب الشيخ امين الجميل. وعرض سمعان لواقع البلديات في البلدات والقرى اللبنانية جميعا، وقال: "جئنا يا صاحب الغبطة لنصرخ باسم الشعب الذي اختارنا لنمثله ونعمل لحفظ حقوقه وتأمين السبل الآيلة الى تسهيل حياته"، وتوقف عند "التمايز في التعاطي من قبل المسؤولين في هذه الشؤون بين منطقة واخرى".

ورد البطريرك قائلا: "نحن نشكر لكم زيارتكم ونتمنى مثلكم ان تتحقق الاماني كافة، وأنتم جماعة من الشعب اللبناني، وكما ان الحكومة تعنى بشؤون الشعب اللبناني كافة فمن واجبها ان تعنى بشؤونكم ايضا، ولا يشعر اللبنانيون ان فئة منهم محرومة وفئة مرضي عنها، فيجب ان تكون الحكومة لجميع فئات الشعب وان يكون الشعب كله راضيا عن أداء الحكومة، ان شاء الله يهدينا جميعا الى سواء السبيل".

ومن الزوار، ايضا وفد من مجلس ادارة مستشفى البوار الحكومي في كسروان برئاسة الدكتور شربل عازار الذي اعلن مباشرة المستشفى استقبال المرضى بكافة أقسامه.

البطريرك الذي ثمن للدكتور عازار وأعضاء مجلس الادارة جهودهم، تمنى "ان يكون المستشفى خير سند للمعوز والمحتاج في هذه الايام العصيبة التي يمر بها لبنان".

ومن الزوار ايضا وفد من جمعية مار منصور فرع جونيه برئاسة الدكتور انطوان عودة، ثم وفد الرابطة الاجتماعية في جل الديب بقنايا برئاسة جورج منصور عطية، جاء للمعايدة وأخذ البركة.

كما، استقبل البطريرك ايضا الملحق الصحافي ومدير المراسم في السفارة الفرنسية فرنسوا ابي صعب وعقيلته، ثم قائمقام جبيل حبيب كيروز، فوفد من رهبنة مار فرنسيس للعلمانيين فرع جل الديب بقنايا برئاسة المطران رولان ابو جودة.

النائب عدوان وظهرا، استقبل البطريرك صفير نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والمواضيع المطروحة على الساحة الداخلية، لاسيما منها موضوع التعيينات الادارية.

ورأى بعد اللقاء، ان "الجزء الاكبر من ادارة الدولة شاغرة وتحتاج الى ملئها"، وأشار الى ان "التعيينات هي مناسبة كبيرة لتجديد الدولة وقيامها على أساس الكفاءة انطلاقا من معايير تشجع كل اللبنانيين ليكونوا في وظائف بعيدا عن الزبائنية او من يؤيدهم او يدعمهم، وعكس ذلك نكون كمن يمنع الدولة من قيامها، و"ندفش" الشباب اللبناني لكي يهاجرون من وطنهم، لا سيما لدى من عندهم الكفاءة".

ووجد في هذه المناسبة "اولا فرصة لقيام الدولة، وثانيا للحكومة الجديدة التي على رأسها شاب واعد يعرف قيمة الشباب وقيمة الكفاءة، وهي مناسبة ليكون هناك معايير، لكل لبناني لديه الكفاءة ان تتوفر له الفرص المتساوية مع بقية اللبنانيين في ان يكون في المكان المناسب"، محذرا من "الفشل في هذه الخطوة، لانه عندها نكون نفشل في بناء الدولة، وتعرفون انه منذ العام 2005 نسعى الى ان تقف الدولة على قدميها وتقوم".

سئل: هل القوات اللبنانية مع ان تكون التعيينات من داخل الادارة او من خارجها؟ أجاب: "نحن كقوات لبنانية مع ان تحترم التعيينات المناصفة اولا وضمن المناصفة ثانيا ان يأتي الكفؤ وان نختار الافضل بدون وساطة او تدخل او محاصصة لاي حزب او لاي فئة. فالقوات اللبنانية مطلبها الوحيد تطبيق معيار الكفاءة والشخص المناسب في المكان المناسب، لان الزبائنية في الدولة ينبغي ان تتوقف. الفاصل يجب ان يكون القانون لا الشخص، وهذا بحسب اعتقادي لا يحصل الا اذا اخترنا اشخاصا كفؤا لا "جميلة لاحد عليهم في الموقع الذي حصلوا عليه".

وتابع يقول في رده على سؤال، ان "القوات لا مانع لديها ان تكون التعيينات عبر المعايير والكفاءات المطلوبة من داخل الملاك او من خارجها..شرطهاالتفتيش على الشخص المناسب في المكان المناسب، ويعطي للمواطن أفضل الخدمات، كان هذا الشخص في الملاك ام كان من خارجه".

وعن رأيه في اللقاء الذي سيحصل غدا في الرابية بين العماد عون والنائب جنبلاط، "وكأن المصالحة في الجبل ستبدأ غدا"؟

وقال النائب عدوان: "مصالحة الجبل بدأت وتحقق الانجاز الكبير فيها في زيارة غبطة البطريرك سنة 2001 وتكرست بالتفاهم الذي تم بيننا وبين الاستاذ وليد جنبلاط والذي على أساسه من سنة ال 2005 الجبل ينعم بأجواء من الهدوء من السلم الاهلي والعيش المشترك، فالمصالحة التي ستجري او التي تستكمل غدا بين وليد جنبلاط والعماد عون تؤكد ان "خيار القوات اللبنانية التي قامت به العام 2005 كان الخيار الصحيح، والسعي لخلق علاقات طبيعية بين المسيحيين والدروز وبقية الطوائف في الجبل هي الطريق الصحيح لوحدة لبنان".

أضاف: "المصالحة برأيي خطوة مكملة لما قامت به القوات وتظهر ان خيار القوات اللبنانية بعلاقة ممتازة مع الموحدين الدروز ومع وليد جنبلاط تحديدا، كانت خطوة تصب في مصلحة لبنان وكل المكونات اللبنانية".

وعما اذا كانت لا تزال العلاقة بين القوات ووليد جنبلاط على ما كانت عليه سابقا؟ اجاب: "العلاقة بين القوات والاستاذ وليد جنبلاط أردناها وسنحافظ عليها خارج إطار الفروقات التي قد تظهر في المواقف السياسية احيانا او في وجهات النظر المختلفة، انما العلاقة ستبقى على طبيعتها، بحيث ان المواقف السياسية لن تنعكس سلبا على العلاقة الدرزية - المسيحية التي نعتبرها تخدم وحدة الجبل ووحدة لبنان".

وعن دعوة البطريرك في عظته اليوم الشباب اللبناني المسيحي للانخراط في صفوف الجيش اللبناني، قال: "تعرفون ان القوات اللبنانية ومنذ العام 2005 تدعو لان يسيطر الجيش اللبناني على كامل التراب اللبناني، وهذا يقضي بتعزيز الجيش بعناصر وعتاد وسلاح. وان دعوة البطريرك اليوم دعوة مهمة جدا، ونحن نضم صوتنا الى صوت غبطته في هذا المجال، ولا ندعو فقط المسيحيين للانضمام الى الجيش بل ندعوهم للانخراط في الدولة. لان خيارنا الاساسي هو الدولة اللبنانية، لانه بقدر ما نقوي دولتنا وننخرط فيها ونسلمها كل شؤون المواطنين لتكون هي المرجع الوحيد لهم، نكون نقوي لبنان الدولة وقيامه ونقوي العيش المشترك ونصون السلم الاهلي ونؤمن المستقبل الجيد لكل اللبنانيين سواسية".

 

الرئيس سليمان اوفد حتي للتعزية بوفاة الصناعي امين الخوري والرئيس الحريري ابرق معزيا ووزراء ونواب وشخصيات واسوا العائلة

وطنية - أوفد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قائمقام كسروان ريمون حتي ممثلا عنه لتقديم واجب العزاء بوفاة المرحوم الشيخ أمين فريد الخوري، وهو أحد أركان القطاع الصناعي في لبنان ورائد كبير من رواد الصناعة في منطقة الشرق الأوسط. وأبرق معزيا أيضا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

كما حضر الى دارة الفقيد في أدما معزيا رؤساء حكومات سابقون ووزراء ونواب حاليون وسابقون، ولفيف من المطارنة ورجال الدين وشخصيات سياسية وحزبية وقضائية وقانونية واقتصادية وصناعية واجتماعية من مختلف المناطق اللبنانية. وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير أوفد نائبه العام المطران رولان أبو جودة وترأس صلاة الدفن في كنيسة سيدة الخلاص في شكا، وتلا المونسينيور يوسف طوق الرقيم البطريركي الذي جاء فيه: "وقد أتى الشيخ الفقيد في حياته أعمالا كثيرة سينال عليها لدى ربه جزاء العاملين الناشطين. وظل على تواضعه على الرغم من أن الكثيرين من رجال الحكم كانوا يأخذون برأيه. سافر الى الارجنتين لكنه ظل يحن الى بلده الاول لبنان .فعاد اليه وأسس الشركة اللبنانية للاسمنت الأبيض عام 1961 وهي الأولى في منطقة الشرق الاوسط. ثم أسس مزيدا من الشركات، وكان بوده تحقيق المزيد من المشاريع الانتاجية، لكن الظروف السياسية التي عصفت بلبنان جعلته يتريث. وظل يجابه على الرغم من جميع الصعوبات التي واجهته". وقد وصف راعي أبرشية قبرص للموارنة المطران يوسف سويف المرحوم أمين الخوري ب"الشيخ الشاب الذي لا يشيخ. وقد غادرنا في غفلة لم نتوقعها مع ادراكنا لتقدمه في السن. فهو متطلع دائما الى مشاريع مستقبلية عملاقة تحتاج الى 20 و30 سنة للتنفيذ. وهو في عمر ال85 عاما، كان يحدثك عن هذه المشاريع بحماسة الشباب المندفع الطموح والمخطط لوضعها موضع التنفيذ".

 

الرئيس الحريري غادر الى تركيا

وطنية - غادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بيروت عصر اليوم متوجها الى تركيا، على متن طائرة خاصة، رافقه الوزراء: زياد بارود، محمد جواد خليفة، غازي العريضي، سليم وردة، محمد رحال، علي الشامي، حسين الحاج حسن وجبران باسيل ومستشاره الوزير السابق محمد شطح.

 

الوزير عبد الله: المقاومة وسلاحها باقون ما بقيت اسرائيل

لن نكف عن السعي لانشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية

وطنية - بعلبك - رعى وزير الشباب والرياضة الدكتور علي عبد الله ذكرى استشهاد الامام زين العابدين، التي نظمها مكتب الشباب والرياضة في حركة "امل"- قيادة اقليم البقاع، في جامعة كنام في بعلبك، في حضور فاعليات تربوية وشبابية وقيادات من حركة "امل" ورجال دين وشخصيات.

الوزير عبد الله والقى الوزير عبد الله كلمة اكد فيها على "محاربة الحرمان"، وقال: "كنا اول من نادى بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس، ولم نكن حينها في السلطة بل على العكس كنا في الموقع الاخر، اما اليوم ونحن جزء لا يتجزأ من هذه السلطة، فللمواطنين حق علينا في ان نكون كالوالد الرحيم في العدل بين المواطنين والمساواة بينهم في جميع الحقوق والواجبات والرحمة بهم وابعاد الخطر الدائم عنهم، والخطر عندنا نوعان، داخلي متمثل بالطائفية، وخارجي متمثل بالعدو الاسرائيلي".

اضاف: "اما في ما يتعلق بالداخل، فلن نكف عن السعي الدائم لانشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، هذه الهيئة التي نص عليها الدستور وفي مقدمته وفي بنوده، ونصت عليه وثيقة الطائف والتي هي من طلب مبادئنا وعقيدتنا كما سبق وتحدثنا، لا لسنا من يطرح هذا الطرح للمناورة، بل هو واجب دستوري وأخلاقي وعقائدي، لاننا لبنانيون، وارتضينا ما كتب في اتفاق الطائف وجعلناه دستورنا، فلماذا المواربة والهرب؟ لماذا نحن متفقون جميعا في لبنان وباختلاف مشاربنا السياسية والطائفية، ان الطائفية السياسية البغيضة هي علة العلل، لماذا لا نقبل باستئصال هذا الورم السرطاني الذي ينتج ازمة واقتتالا طائفيا كل فترة واخرى. والانكى من ذلك ان البعض لا يكتفي بمعارضة هذا الموضوع ولا يستحي بل يتهجم على من يطرحه ويتهمنا بالمناورة تارة والمقايضة طورا، افلا يصمتوا ارحم للوطن والشعب على قاعدة ابتليتم بالمعاصي فاستتروا".

وتابع: "لا لسنا نحن من يتغذى من الطائفية ويستمد قوته منها، بل نحن اكثر الناس تضررا منها لان خيارنا وطني وليس طائفيا ومنعتنا من منعة نظامنا وقوتنا هي قوة للبنان، اما من يتغذى من الطائفية هو من يهاجم انشاء الهيئة الوطنية لالغائها، لان بالغائها الغاء لمملكته وزعامته، ولكنني اقول له ان لبنان اهم من طوائفنا وشوارعنا جميعا، ومن يعتقد انه يتدفأ من وهج نار الطائفية ستحرقه يوما حتما. اما نحن فسائرون في خيارنا هذا ولن نتراجع عنه ولقدم كل واحد طرحه، وليكن هذا الموضوع واتجاه الشعب اللبناني القاسم بين الوطني والطائفي".

وقال: "اما الخطر الخارجي فهو خطر العدو الاسرائيلي. سمعنا في الآونة الاخيرة ايها الاخوة العديد من المنجمين والمبصرين، ومنهم من السياسيين من امتهن مجددا هذه المهنة، او عله يمتلك من معلومات ما لا يعرفه احد غيره، كلها تلمح عن خطر حرب اسرائيلية قادمة على لبنان، كما ان العدو الاسرائيلي لا يكف، وعلى لسان قادته السياسيين والعسكريين، عن التهديد والوعيد، بغض النظر عن صوابية هذا الامر ام لا، وبغض النظر عن ان ما عرفناه عن العدو الاسرائيلي انه يقوم بحروب مباغتة بحيث انه يحارب عندما يكون الطرف الآخر مسترخ ومطمئنا، بغض النظر عن هذا كله، فاننا كنا دائمي القول على ان العدو الاسرائيلي لا امان له وعلينا دائما ان نكون على اهبة الاستعداد لمواجهته، وعلينا ان لا نطمئن ابدا له، من هنا تمسكنا بالمقاومة وسلاحها حفاظا على بلدنا وامن مواطنينا، وهذا ايضا حقهم علينا، وجب علينا اداؤه ولا يجب ان نفرط به ابدا".

اضاف: "لكن ما يثير العجب في هذا الموضوع ان من يبشر بالحرب هو من يطالب بسحب سلاح المقاومة، فاذا كانت هناك حرب وانت تعتبر نفسك مستهدفا كلبناني من من تقول انه عدو، كيف تواجهه بالقرارات الدولية التي هي بالنسبة له حبر على ورق ليس الا، ولا يوجد من الدول من يجرؤ على الزامه بتنفيذها ام بالالتجاء الى الدولة العظمى التي ابلغتنا بصريح العبارة انها لا تدعم الجيش اللبناني بشكل يعطيه نوعا من قوة ردع بمواجهة اسرائيل، اذا كيف المواجهة، افيدونا افادكم الله".

وختم: "اما نحن فالجواب جاهز عندنا، ونقولها وبالفم الملآن، ان خيارنا هو خيار المقاومة ولا شيء آخر، وان معظم الشعب اللبناني متمسك بهذا الخيار، وان المقاومة وسلاحها باقون ما بقيت اسرائيل على حدودنا، وليستهلك الجميع وقته وخطاباته في اشياء اخرى تفيد اللبنانيين بدل ان نطل عليهم كل يوم بما يزيد الفرقة والشقاق بينهم".

 

النائب الموسوي: لن نتساهل ازاء إحباط جمهور المقاومة

من يراهن على العدوان الاسرائيلي سيكون مهزوما معه حين يهزم

وطنية - تبنين - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال مجلس عزاء أقامه "حزب الله" في بلدة صريفا لمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين، أن "ما يردده البعض في الإعلام عن عدوان إسرائيلي قادم على لبنان، ليس "نقلا لأخبار بل هو وجبة ذهنية نفسية وعملية منهجية،المقصود منها توجيه سلوكيات الناس نحو الاستسلام والخوف ونقلها من الصلابة والشجاعة إلى نفسيات خائفة ومحبطة تفتش عن عزائم لها لدى مبصر ومنجم" مؤكدا أنه "لا يمكن أن نتساهل بهذا الامر لأنه جزء من المعركة السياسية وهي إحباط جمهور المقاومة". ورأى النائب الموسوي أنه "إذا صح القول بأن ثمة عدوانا إسرائيليا قادما على لبنان فإن الأولى بمن يقول ذلك ويعتقد بصحته أن يتصرف من واقع الاستعداد لمواجهة هذا العدوان، لا أن يكون شريكا في حرب نفسية تشن على مجتمعه بهدف التحضير لهذا العدوان" لافتا الى أنه "ليس من الوطنية في شيء أن يكون شخص أو جهة سياسية جزءا من حرب العقول والقلوب التي تشن ضد مجتمعه، أو أن يراهن على اجتياح عدو على وطنه وعلى اهله" ومؤكدا أن "من يراهن على العدوان الاسرائيلي سيكون مهزوما مع الاسرائيلي حين يهزم". وأكد أن "الإسرائيليين لن ينجحوا في تحقيق أهدافهم العسكرية لأن لا أحد في العالم وأي قوة عسكرية مهما بلغت أن تقضي على المقاومة ايا كانت هذه المقاومة".

وفيما شدد النائب الموسوي على نجاح المقاومة في مواجهة الكثير من التحديات، قال:"نحن في مواجهة هذه التهديدات لا نخاف ولا نتراجع أو نتعاطى معها بقلق ولا باستخفاف بل نعتقد ان من يقرر النتائج ليس الخوف والتراجع والضعف إنما القوة التي تمنع وقوع الحرب و تمنع العدو من تحقيق أهدافه بعون الله تعالى" مؤكدا القدرة على "أن نكون على الدوام في موقع القوة الذي يمنع وقوع الحرب ويمنع تحقيق أهداف العدو من الحرب".

 

اليونيفيل: الطلعات الجوية الاسرائيلية انتهاك للسيادة اللبنانية وللقرار 1701

وطنية - أشار المتحدث باسم اليونيفيل اندريا تنانتي، في تصريح له اليوم الى "ان الطلعات الجوية الاسرائيلية تشكل انتهاكا للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 وتؤدي الى تفاقم المخاوف المحلية، وتشكل انتهاكا لقوة الأمم المتحدة وأهدافها الرامية إلى تخفيف حدة التوترات وإنشاء بيئة أمنية مستقرة في جنوب لبنان" .

وقال: "ان اليونيفيل احتجت بشدة على الانتهاكات الجوية الاسرائيلية للاجواء اللبنانية، وعلى مدى اليومين الماضيين لاحظنا عددا كبيرا من الطلعات الجوية الاسرائيلية في الأجواء اللبنانية، واعددنا تقارير بهذه الانتهاكات إلى مجلس الأمن من خلال إدارة عمليات حفظ السلام" . وعن الوضع الأمني في الجنوب قال تنانتي: "الوضع الأمني بشكل عام، في منطقة عمليات قوات اليونيفيل هادىء عموما. واليونيفيل على اتصال مع الاطراف التي أعادت تأكيد التزامها المستمر لوقف الأعمال العدائية وفق القرار 1701"، مشيرا الى "ان اليونيفيل والجيش اللبناني مستمران في عملياتهما في جميع أنحاء منطقة العمليات من أجل ضمان تنفيذ القرار 1701 في بيئة آمنة ومستقرة وليس هناك ما يدعو للقلق في هذا الصدد" .

وتطرق تنانتي الى المتفجرات التي عثرت عليها اليونيفيل في منطقة الخيام مؤخرا، وقال: "وجود متفجرات غير مصرح بها في المنطقة يشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن 1701، الذي ينص على عدم وجود أسلحة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني"، معتبرا ان هذا الامر يبعث على القلق الشديد، ومشيرا الى انه يجب ان ننتظر نتائج التحقيق قبل أن نتمكن من تقديم أي تقييم نهائي للموضوع. وعن الانسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر قال تنانتي: "ان اجتماعا حصل قبل يومين في اسرائيل، بين قائد قوات اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو والمدير العام في وزارة الخارجية الاسرائيلية يوسي غال وهو استمرار للاجتماعات السابقة، كجزء من المناقشات التي تتم مع الأطراف بشأن اقتراح اليونيفيل تسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال قرية الغجر والمنطقة الشمالية المتاخمة للخط الأزرق وفقا لالتزاماتها بموجب قرار مجلس الامن رقم 1701. وخلال الاجتماع تم الاتفاق على مواصلة المناقشات. وكشف تنانتي ان اجتماعا قريبا سيعقد في غضون أيام قليلة للبحث في هذه المسألة.

 

لقاء في طرابلس احتجاجا على القانون الاميركي بحظر قنوات فضائية مقاومة

الخطباء: مخالف للديموقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير ويدعم الكيان الصهيوني

وطنية - طرابلس - نظم منتدى الحوار الوطني لقاء تضامنيا مع الاعلام العربي المقاوم وادانة للقانون الاميركي الهادف الى تقييد الحريات الاعلامية من خلال حظر قنوات فضائية تدعم المقاومة، بالتعاون مع اتحاد العمال والمستخدمين في الشمال والمركز الثقافي في طرابلس، في قاعة المركز الثقافي في المعرض، في حضور شخصيات وهيئات سياسية، نقابية، ثقافية، اعلامية، حزبية وشعبية. بعد النشيد الوطني، القى رئيس المنتدى الزميل عبدالله خالد كلمة رحب فيها بالحضور، مؤكدا "أهمية الكلمة وضرورة صون حرية الاعلام ورفض مشروع القرار الأميركي"، واصفا إياه ب"المتغطرس والذي يناقض القوانين الأميركية".

المحامي نابلسي تلاه المسؤول الاعلامي في حزب التحرر العربي - تيار الرئيس عمر كرامي المحامي وسيم نابلسي الذي ثمن موقف الرئيس نبيه بري بالأمس حول مشروع القانون الأميركي، وطالب الحكومة ب "متابعة هذه القضية في أروقة الأمم المتحدة والدوائر الأميركية والغربية".

وقال: "لست هنا لأشرح أو أشيد بدور الاعلام المقاوم والملتزم في وطننا العربي وهو دور معروف منذ إذاعة صوت العرب وأثرها على نهضة وتحرر شعوب افريقيا في مواجهة الاستعمار الظالم، وصولا الى دور قناة المنار في التحرير العام 2000 وظهور حركة الأمهات في الكيان الاسرائيلي وما سواها من ملامح الرأي العام الصهيوني الداعي الى الاندحار عن لبنان والذي أسهمت القناة في تشكيله. ناهيك طبعا عن دور الاعلام المقاوم في حروب العراق وغزة ولبنان 2006. من هنا، كان من الطبيعي أن نشهد قصف قوى الاحتلال لمكتب الجزيرة في بغداد ولمبنى المنار في بيروت ولمكاتب فضائية الأقصى في غزة. وكان من الطبيعي أيضا أن تبذل الإدارة الأميركية جهدها لمواجهة هذا الاعلام عبر قوانين مخالفة للقانون الدولي الانساني كالقانون موضوع لقائنااليوم والذي يجعل من مقولة اليسار الأميركي بأن أوباما هو مجرد جورج بوش خالي من الدسم أقرب الى الصحة. إذ تنص المادة (19) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان على ان حرية الراى والتعبير مكفولة لكل فرد ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الاراء والمعلومات والبحث عنها واستقبالها وارسالها من خلال اي وسيلة دون التقيد باية حدود دولية. وبالتالي فإن من شأن هذا القانون أن يمس بحقوق الانسان الاميركي بمنعه من استقبال الاراء والمعلومات التي تبثها القنوات المذكورة فيه. وذلك قبل المس بحقوق الانسان العربي التي لا نعرف إن كان قد بقي منها شيء".

وتابع: "إن اعلان المبادئ الموجهة لاستخدام البث المباشر بالاقمار الصناعية الصادر عن منظمة اليونسكو فى 15 نوفمبر 1972 قد أشار إلى ان البث عبر الاقمار الصناعية يجب ان يكون متاحا لكل الدول بدون تمييز وبغض النظر عن درجة نموها. فهل كان الاعلان يتنبأ عندها بالبلطجة الأميركية الحاصلة اليوم عبر الاستقواء على الدول النامية واختيار ما هو مسموح وما هو ممنوع من البث من معلومات وآراء وفق مصلحة البلطجي الأميركي وتابعه الاسرائيلي؟ ومن هنا ايضا فإن هذا القانون لا يمس الفضائيات المعنية به فحسب، بل هو يتجاوزها إلى سيادة الدول التي رخصت لهذه الفضائيات وهي مطالبة اليوم باتخاذ موقف حاسم وصارم من مثل هذا القانون".

وتساءل: "هل يجوز السكوت عن محطات التلفزة الأميركية التابعة للميليشيات العنصرية البيضاء والتي لا تكف عن الدعوة لكراهية العرب والتحريض على قتلهم؟ وهل علينا أن نقبل دون نقاش تلك الفضائية الأميركية وقرينها الراديو الأميركي الناطقين باللغة العربية واللذين يواصلان بث المعلومات المضللة والآراء المخالفة لثقافة وقيم عالمنا العربي؟ أم أن علينا السكوت على تلك الفضائية العربية التي لا تكف عن اتحافنا بعبارات الاستغباء من نوع "انفجار يصيب رتلا اميركيا يؤدي الى قتل عراقيين"، وأخيرا فإن هذا القانون لا ينبغي له أن يزعجنا كثيرا، فرغم الاصرار على ضرورة مواجهته وعدم الانصياع له، إلا أنه بذاته يعطي دلالة واضحة على الانحدار الذي وصلت اليه الولايات المتحدة بعدما أصبحت غير قادرة على تحمل الرأي الآخر وبعدما تورطت في فظاعات باتت مستعدة أن تفعل المستحيل لإخفائها والتعمية عليها. إن هذا القانون يعكس تحول الولايات المتحدة الى ما يشبه النظام الديكتاتوري البالي والفاقد للشرعية في إحدى جمهوريات الموز والذي لا يحتاج سوى بضعة أنواء تهب عليه حتى ينهار. وإلى ذلك الحين، أجدد التحية إلى المقاومات العربية أينما وجدت والى الاعلام الملتزم المقاوم مهما كانت هويته الدينية أو المذهبية وأنى كان مجاله وفضاؤه".

المحامي فرنجية ثم، تحدث المسؤول الاعلامي في تيار المردة المحامي سليمان فرنجية، مؤكدا تأثير الاعلام في أية معركة، وقال: "ان معركتنا الأخيرة مع إسرائيل ومن خلفها أميركا أكدالدور الهام للاعلام، ومقاربتنا لهذه القضية اليوم يعطينا الحافظ لتجذيب دور الاعلام عبر النقد الذاتي، واعلامنا هو اعلام مميز، لاسيما البعيد عنه عن الاعلام الرسمي، ودوره مميز في المواجهة مثل قنوات الجديد والمنار والجزيرة وo.t.v، واستطاع الاعلام اللبناني والعربي تحقيق 50 في المئة من الفوز في معركتنا مع إسرائيل وأصبح الجمهور الاسرائيلي يعتمد على اعلامنا وليس على اعلامه الرسمي الذي كان يضلل جمهوره، بينما اعلامنا اعتمد على الموضوعية والصدق والشفافية".

وتساءل: "هل المؤسسات الاعلامية هي التي تعزز الكراهية والارهاب ضد اميركا أم أن قتل الأطفال والتعمية على جرائم إسرائيل هي التي تعزز هذه الكراهية وتفعل المقاومة ضد الاحتلال؟

وانتقد فرنجية بعض القنوات العربية التي "تحاول اعتماد الأساليب الأميركية في التعمية لتعزيز مفاهيم غير عربية وتحول الشهيد العربي الى قتيل، وايران خطر داهم أكثر من إسرائيل"، وقال: "أنا كمسيحي متضرر من إسرائيل وأميركا كما السني والشيعي والدرزي، وسوريا احتضنت المسيحيين وكذلك المرجعيات الاسلامية اللبنانية احتضنت المسيحيين بينما عملاء إسرائيل هم من قتل المسيحيين، وهنا تأتي مسؤولية الاعلام عبر التعاطي مع قضايا الوطن بموضوعية والتأسيس للبعد القومي".

الاعلامية سعادة وتحدثت الاعلامية حسنة سعادة باسم تلفزيون o.t.v، فقالت: "في عصرنا الراهن لا تزال الحرية هي الأساس، فحرية الرأي والتعبير والتنوع السياسي والمذهبي من المقدسات في نظامنا اللبناني، لذلك نقول إننا أول المعنيين بالقانون الأميركي الذي يهدف الى التضييق على الحريات الاعلامية قبل استهدافه فعليا الاعلام العربي المقاوم".

وتابعت: "اذ كان من الطبيعي ان يخاف الأميركيون من الاعلام المقاوم، كونه يكشف حقيقة الفضائح والانتهاكات التي يقومون بها في العديد من دول العالم، فانه من غير الطبيعي ان لا تكون اسرائيل وراء سن مثل هكذا قوانين، لاسيما بعدما عاشت لسنوات طويلة في ايهام الرأي العام العالمي والعربي معا، بأن جيشها لا يقهر، وصورت الجلاد ضحية فيما العكس صحيح، فجاء الاعلام المقاوم ومعه الاعلام الموضوعي ليحطم هذه الصورة، حيث نقلت وسائل الاعلام صورا حية عن المجازر الاسرائيلية المرتكبة في لبنان، كما نقلت مباشرة كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله وهو يعلن قصف البارجة ساعر مع صور الاصابة المباشرة لها، بالاضافة الى صور لجنود اسرائيليين قتلى ودبابات الميركافا المحطمة، ما خلق ذعرا في إسرائيل التي كانت تصلها صور الانجازات الاسرائيلية فقط في حين عندما بدأ الاعلام بنقل الصورة الحقيقة والواقعية لسير المعارك تحطمت صورة إسرائيل القوية وذلك بفضل جهود الاعلاميين الموضوعيين واعلام المقاومة والا لبقي العالم يرى وجهة نظر واحدة هي وجهة نظر اسرائيل".

اضافت: "مع الاعلام الفضائي، تأكدت اسرائيل ان الكلمة أحيانا اقوى من السلاح، وهي كالبندقية وكصواريخ رعد تصل الى ما بعد بعد حيفا، وهي سلاح فاعل اثبت قدرته خلال حرب تموز حيث دافع الاعلام بالكلمة والموقف ونقل مباشرة المجازر الاسرائيلية، وهذا الاعلام مهما اختلفنا كلبنانيين في النظرة اليه إلا أنه من المؤكد سيكون واحدا موحدا في وجه القرار الأميركي كي لا نصل الى مقولة اكلت يوم أكل الثور الأبيض. وان كانت الا otv التي أمثل لم تكن قد ابصرت النور في عدوان تموز على لبنان، الا انها نجحت خلال الفترة القصيرة الماضية في نقل الصورة الحقيقة والواقعية لما يجري في لبنان والمنطقة والعالم، وأعتقد انها نقلتها بواقعية وبامانة وبذهنية، واقفة الى جانب الحق والحقيقة في كل الظروف. نعم انهم يخافون من الاعلام، لأنه يفضح حقيقتهم، وقد حاولوا ايجاد قنوات اعلامية رديفة لمحاربة الاعلام الموضوعي ففشلوا ما دفعهم الى الضغط لاتخاذ قرار أميركي يعاقب وسائل الاعلام الحرة، ولكن أليس الأجدى ان تكون هناك مراجعة ذاتية نقدية لنظام نصب نفسه حاكما على الكون يقرر تغيير حكام وأنظمة وفرض عقوبات على هذه أو تلك من الدول؟ ونعتها بالارهابية، في ما يمارس هو من الارهاب؟ أليس من يرسل القنابل العنقودية التي تنفجر في شكل شبه يومي في الجنوب اللبناني ارهابيا؟ ومن يفرض على المسافرين تلك الاجراءات المستفزة في المطارات أليس هذا ارهابا انسانيا؟ وأليست فظائع حرب فيتنام وقبلها محاولة ابادة الهنود الحمر الى التمييز العنصري ضد السود ارهابا؟ فانماط الارهاب تتعدد ونتيجتها واحدة: فكرية ومعنوية وجسدية".

وتابعت: "السؤال هل القانون الأميركي الجديد الذي قد لا يبصر النور فعليا سيسكت الاعلام في عصر بات معه العالم قرية كونية وبامكان أي مواطن الدخول الى الانترنت والاطلاع على كل ما يدور حوله؟ من المؤكد أن الجواب هو لا، لأن المواطن بات واعيا لحقيقة ما يجري حوله ولن يكتفي بمصدر واحد للمعلومات".

وختمت: "من على هذا المنبر من طرابلس الداعمة ابدا للمقاومة، طرابلس مدينة التعايش التي تتعانق فيها الكنائس مع الجوامع منها تحية للاعلام المقاوم وللاعلام الموضوعي والتحية الكبرى لكل الاعلاميين لأنهم مقاومون بالفطرة".

حسين زيد ثم، تحدث الاعلامي حسين زيد باسم قناة الأقصى معربا عن سروره لوجوده بطرابلس العروبة، وقال: "أصبح الاعلام العربي رقما صعبا له تأثيره وقوته في المعادلات السياسية في المنطقة، ولقد قدمت عدة قنوات نماذجا جديدة ومتميزة كان لها تأثير على العقل العربي وكانت قنوات المقاومة عين الأحرار في نقل الأحداث واظهار الحقيقة وبالتالي صناعة الانتصارات في الجنوب اللبناني وغزة المنتصرة، والقرار الأميركي مخالف لما ينادي به بالحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وهو أول من يخرق هذه القيم بالحروب استباقية والفتن في عدة دول، وهذا المشروع ابعد ما يكون عن الحرية والديمقراطية وهو فقط لدعم الكيان الصهيوني في ممارساته وحروبه وجرائمه، واننا نعتبر نجاح تطبيق هذا القرار أو عدمه نقطة تحول فارقة وتحد كبير لشعوب المنطقة".

أضاف: "ندعو الدول العربية والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي لمواجهة هذا القرار ورفضه لأنه يمس بالسيادة الوطنية والقومية لهذه الدول".

الدكتور فرحات وتحدث الدكتور ابراهيم فرحات باسم قناة المنار، معتبرا "أن هذا اللقاء يعكس اهتمام طرابلس الفيحاء بالحريات والاعلام الحر الشريف المقاوم، ويؤكد دور هذه المدينة المناضلة والمقاومة"، واعتبر "أن لبنان هو بلد الحريات والديمقراطية والاشعاع في العالم والقرار الأميركي تعد على سيادة الدول"، وقال: "المشكلة في الاحتلال وليس في الاعلام المقاوم ولا في المقاومة للاحتلال، والمفترض ان الحريات الاعلامية مكفولة في المواثيق والأعراف الدولية ومحمية بالقوانين والمنظمات الصحافية والحقوقية في العالم. وبالرغم من هذا ومن التطور الهائل الذي شهده قطاع الاعلام في العالم، لا سيما الاعلام المرئي والمسموع وما وفره من سرعة في التواصل والتفاعل وتبادل المعرفة حيث خلق فرصة كبيرة للحوار بين الثقافات والحضارات والأديان، وعندما لحق الاعلام العربي بهذا التطور وأخذ مساحته من الاهتمام ومن المشاهدة والمتابعة، وبما أن الكثير من وسائل الاعلام هذه كانت تنقل وجهات النظر التي تعبر عن مصالح الأمة وحقوقها في الدفاع عن مقدساتها السليبة، بدأت المعركة تخاض ضد وسائل الاعلام هذه من قبل مراكز القرار التي تحاول السيطرة والتحكم بموارد وثروات العالم لا سيما في منطقتنا العربية، وما هذا القرار الصادر عن مجلس النواب الأميركي والموجه ضد الأقمار الاصطناعية العربية والفضائيات الاعلامية ومن خلفهما الحريات الاعلامية ما هو الا محطة في سيرة المعركة من أجل الدفاع عن حرية الكلمة المستهدفة بشكل سافر من قبل هذا القرار".

أضاف: "ان اللوبي الصهيوني في اميركا واسرائيل كان وراء هذا القرار خصوصا بعد الانتصارات العربية على اسرائيل، ومخاطر هذا القرار تكمن في أنه يمس شرعة حقوق الانسان، ومبادئ الحرية والديمقراطية المكفولة بالدساتير والمواثيق، وهو تعد سافر على سيادات الدول في المنطقة العربية، ويعطي الادارة الأميركية الحق الاستنسابي في تفسير من يحرض على الفتن أو ضد الأميركيين في المنطقة، وهو ينهك الدستور الأميركي الذي يكفل حرية التعبير والصحافة. ويأتي مخالفاً لسياسات الرئيس الأميركي وما عبر عنه في زياراته الشرق أوسطية من أنه يريد تغيير السياسات والمقاربات الأميركية تجاه العالمين العربي والاسلامي، لقد جاء أوباما محاولاً فتح صفحة جديدة ولو بالشكل، والمشروع الأميركي يأتي ليستهدف محاولة أوباما".

وفي سبل التحرك قال فرحات، ان مسؤوليات الدول العربية رفض هذا القانون كونه يشكل اعتداءا على سيادتها الوطنية، التأكيد على المرجعيات الوطنية الناظمة لعمل الاعلام المرئي والمسموع، وعلى وسائل الاعلام التنبيه الى خطورة هذا المشروع لأنه يستهدف حرياتها وطبيعة عملها، اما مسؤولية المنظمات والهيئات المعنية بحرية الاعلام والصحافة التحرك لدى الادارة الأميركية للتراجع عن مشروع القانون هذا".

وقال: "نسمع دائما كلاما عن ضرورة احترام الدور الذي تقوم به المنظمة الدولية للأمم المتحدة ولكن عندما تنتهك المواثيق والأعراف الدولية من قبل اميركا أو إسرائيل فاننا لا نجد هذه المنظمة تحرك ساكنا".

قنديل ثم، تحدث عضو المجلس الوطني للاعلام الزميل غالب قنديل، موجها التحية الى طرابلس وزغرتا "رواد القرار الحر في الدفاع عن الاعلام"، مطالبا ب"أن تشمل اللقاءات كل المناطق اللبنانية والعالم"، وقال: "ان الموقف اللبناني أظهر إجماعا على التمسك بحرية الإعلام في مجابهة الاعتداء الأميركي الذي يمثله مشروع القانون الذي صدر عن مجلس النواب الأميركي مؤخرا".

وتابع: "إن هذا التضامن اللبناني انطلاقا من موقف رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ومن موقع حكومة الوحدة الوطنية برئيسها وأعضائها، وحيث تلاقت على إرادة المواجهة مع هذا العدوان جميع مؤسسات الإعلام اللبنانية مع المجلس الوطني للإعلام ووزير الإعلام اللبناني. هذا الإجماع اللبناني هو تعبير عن مجموعة حقائق و مبادئ يلتقي عليها اللبنانيون: أولا: المشروع الأميركي يناقض صورة الولايات المتحدة كبلد يتمسك بالحريات و خطابنا للولايات المتحدة ان مثل هذه التدابير ضد حرية الإعلام العربي تعزز ما تشكون منه في منطقتنا و تسمونه بالكراهية و هو نتيجة للسياسة الأميركية و للانحياز الأميركي إلى إسرائيل و شعبنا و حركات المقاومة في بلادنا يناهضون الاحتلال و العدوان و يرفضون الإرهاب و نحن ندرك ان في المجتمع الأميركي كثير من الهيئات و الجمعيات التي تناصر قضايانا العادلة و تستنكر السياسات الرسمية العدائية ضد بلادنا. ثانيا: هذا المشروع هو انعكاس لتوجه إسرائيلي ضد المقاومة و ضد الإعلام الحر و هو ثمرة عمل متواصل قام به اللوبي الصهيوني في الكونغرس و هو من الوجهة القانونية و المهنية لم يستند على وقائع علمية موثقة بل جاء نتيجة دعاية إسرائيلية مبرمجة بعد النجاح الذي حققه الإعلام العربي الحر منذ حرب نيسان 1996 بفضح جرائم الحرب الصهيونية و بنقل الحقائق عن احتلال العراق و عن السياسات الأميركية الخاطئة و نتائجها الكارثية في منطقتنا. ثالثا: إن مرجعية الإعلام الوطني اللبناني هي القوانين الوطنية و الدستور اللبناني التي تمنع بث الكراهية و ترفض الإرهاب والتحريض على العنف والتي تجسد التزام لبنان بالمقاومة وبالحقوق اللبنانية و العربية المشروعة التي تتعرض للانتهاك والعدوان من قبل إسرائيل تحت الحماية التي تقدمها الحكومة الأميركية .رابعا: إن المعركة لإبطال هذا القانون وعدم تحويله إلى قرار تنفيذي ليست معركة يائسة فعلى الإدارة الأميركية ان تسمع صوتاً مدوياً من الدول العربية ومن حكوماتها برفض الاعتداء على شركات الأقمار الصناعية العربية وعلى الإعلام العربي بجميع مكوناته و رفضا للتطاول على سيادة الدول الوطنية بفرض تشريعات تسنها الدولة الأميركية بينما العرف الدولي يحكم العلاقات بين الدول بقنوات الأمم المتحدة ولا يبيح لدولة ان تتدخل في شؤون غيرها السيادية بتشريعات داخل مؤسساتها".

وختم: "إن التحرك الشعبي والرسمي والمهني الإعلامي والسياسي اللبناني والعربي يجب ان يستمر ويتصاعد على مدى الأشهر القادمة حتى إسقاط هذا العدوان"، ودعا الى "المشاركة في اللقاء الوطني الموسع الذي سيعقد في بيروت الأسبوع المقبل عشية اجتماع وزراء الإعلام العرب لرفع الصوت عاليا ضد العدوان على الحريات وعلى الإعلام العربي الحر".

وتحدث رئيس تحرير جريدة الانشاء الطرابلسية الزميل مايز ادهمي باسم الاعلاميين في طرابلس والشمال.

 

«حزب الله» يموّل عملياته من تجارة الكوكايين في أوروبا ؟

2010-01-10 المصدر: الرأي الكويتية

القاهرة - د ب أ - ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية، أن محققين ألمان عثروا اخيرا خلال تحرياتهم على «دلائل جديدة»، تؤكد الاشتباه في أن «حزب الله»، يمول عملياته ضد إسرائيل من تجارة المخدرات في أوروبا. وحسب المجلة على موقعها الالكتروني، امس، فإن هذا الاشتباه ظهر للمرة الاولى عندما ضبط موظفو الجمارك في مطار فرانكفورت في مايو 2008 نحو 8.7 مليون يورو في أمتعة أربعة لبنانيين، ونصف مليون يورو آخر في مسكن أحد المشتبه بهم في مدينة شباير - ولاية راينلاند بفالتس. وأكدت أن المحققين وجدوا آثارا للكوكايين على أوراق اليورو التي ضبطوها وكذلك على بصمة هولندي يحمل الاسم الحركي «كارلوس» والذي ظهر اسمه مرارا منذ سنوات عندما ضبطت الشرطة كميات من الهرويين في ألمانيا. وألقى محققون من سلطات الجمارك، بالتعاون محققين من الشرطة الجنائية في اكتوبر الماضي، القبض على شخصين من عائلة لبنانية تعيش في شباير يشتبه في أنها هربت مبالغ كبيرة من عوائد تجارة الكوكايين في أوروبا إلى لبنان عبر مطار فرانكفورت وسلمتها لشخص من عائلة على علاقة وثيقة بالدوائر العليا بـ «حزب الله» وبالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. كما ذهبت المجلة إلى أن هناك دلائل على أن الشخصين المعتقلين تلقيا تدريبات في أحد معسكرات «حزب الله». غير أن أحد أقارب المتهمين نفى هذه التهم.  

 

مناصرون لـ «الاشتراكي» يبثون أشرطة عن «هزيمة حزب الله في الجبل» 

الرأي الكويتية/كان لافتاً عشية هذه مصالحة الشويفان ان صحيفة «الأخبار» القريبة من المعارضة و«حزب الله» تحدثت عن استباق مناصرين لرئيس الحزب «التقدمي» مصالحة الشويفات بخطوة حملت ملامح «اعتراضية»، وتتمثل في بث مجموعة من الأشرطة المصوّرة على موقع «فايسبوك» الإلكتروني، تتعلّق بالاشتباكات التي حصلت في الجبل في مايو 2008.وأهم هذه الأشرطة، شريط بعنوان «هزيمة حزب الله في الجبل»، يعرض من أعدّه مجموعة من عناصر الحزب الذين يقول انهم سقطوا في الجبل. أمّا الشريط الثاني، فيحمل عنوان «قوات الحزب التقدمي الاشتراكي في عاليه 2008 « ويعرض العمل العسكري لأنصار «الاشتراكي» في اشتباكات حصلت مع مسلحين في قوى المعارضة حينها.

وعشية لقاء الشويفات، قال جنبلاط بعد استقباله ماكين، رداً على سؤال حول ما اعلنه ارسلان من ان القيادة السورية كلّفته نقل رسالتين له: «لم يصلني شيء واضح ودقيق من سورية، وعندما يصلني شيء واضح سيكون لي موقف واضح ودقيق، في الظرف والتوقيت المناسب».

 

صفير:الجيش بحاجة لإنخراط مزيد من المسيحيين في صفوفه ليبقى على توازنه

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير ان "الجيش اللبناني بحاجة إلى أن ينخرط في صفوفه المزيد من المسيحيين من اجل المحافظة على توازنه".

وشدد البطريرك صفير في عظة الأحد، على ان "من واجب جميع اللبنانيين ان يدافعوا عن وطنهم"، لافتا الى ان "هم من يتحملون مسؤولية الدفاع عنه والا من سيقوم بذلك".

 

الحريري:زيارتي سوريا تحقق فائدة للبنان ومسؤوليتي أخذ البلد إلى الإستقرار

نهارنت/ أشار رئيس الحكومة سعد الحريري الى ان "زيارته سوريا تحقق فائدة للبنان، ولا أحد يستطيع المزايدة علي"، مؤكدا ً انه "لمس إيجابية من خلال محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، والعبرة في التنفيد". ونقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" ان الحريري قال خلال اجتماع الكتلة، "نحن تحملنا مسؤولية السنوات الأربع الماضية في توجّه سياسي صمدنا عليه من أجل انتزاع مكاسب للبلد وحققنا أهدافاً من وراء ذلك، ومن مسؤوليتي الآن أن أسعى إلى أخذ البلد والناس إلى الهدوء والاستقرار، لا سيّما أنكم تشهدون ما يجرى في المنطقة من تقارب ومصالحات". وأضافت المصادر النيابية ل"الحياة" ان "الحريري شدد على متابعة المواضيع التي أثيرت خلال محادثاته في دمشق كل على حدة، وأن الإتصالات في شأن إزالة أسماء الأشخاص التي وضعت على الحدود اللبنانية- السورية من الجانب السوري على مدى السنوات الماضية في مرحلة المواجهة السياسية مع الجانب السوري قيد المتابعة مع الجانب السوري بعيداً من الأضواء". وأكد الحريري ان "عملية مراجعة الإتفاقات الثنائية بين البلدين بدأت، حيث يبدي الوزراء ملاحظاتهم عليها، إلا أنه في الكثير من هذه الاتفاقات فائدة للبنان"، مشددا ً على ان "العلاقة اللبنانية – السورية ستبنى على الإحترام والجدية والإيجابية".

وذكرت "الحياة" أن "عدداً من نواب المناطق أبلغوا الحريري أن جمهور تيار المستقبل في المناطق يثق بتحركاته ويؤيدها".

من جهة أخرى، أكد الحريري لنواب كتلة "المستقبل" ان علاقته مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط "جيدة".

وقال: "بيننا تفاهم على أمور كثيرة وهو لا يخرج منّا ونحن لا نخرج منه، وهو من جهته حريص على ذلك"، داعياً النواب إلى "تفهم خصوصية جنبلاط وبعض مواقفه مهما حصل من تباين في بعض الحالات، فالتحالف قائم على الأمور الأساسية وهذا الأهم".

وكان الحريري استقبل مساء السبت في بيت الوسط المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل وتناول البحث آخر المستجدات.

 

اليونيفيل: مقتل جندي دولي وجرح آخر في حادث سير

نهارنت/أكد الناطق الرسمي بإسم قوات "اليونيفل" المقدم دييغو فولغو، مقتل أحد جنود قوات حفظ السلام في الجنوب، وإصابة جندي آخر بجروح خطرة تم نقله الى أحد مستشفيات صيدا، نتيجة حادث سير وقع على طريق القنطرة - الغندورية، عندما انقلبت آلية ل "اليونفيل" كانت في مهمة لوجستية. وأعلن فولغو السبت أن "اليونيفل فتحت تحقيا في الحادث لمعرفة ملابساته." وفي حادث سير آخر قتل المواطن حسن قصير بينما كانت ناقلة للجيش تنقل مدفعا تابعا للقوة الفرنسية في اليونيفيل في بلدة دير قانون النهر، فانقلب المدفع على سيارته من نوع بيك أب، وقد نقل الى مستشفى جبل عامل- صور حيث ما لبث ان فارق الحياة. 

 

بري: الشغل على آلية التعيينات ماشي والأمور تسير في أجواء جيدة

نهارنت/ أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة "النهار" ان "الشغل" على الآلية المتعلقة بالتعيينات الإدارية "ماشي"، وأن "الأمور تسير في أجواء جيدة".من جهة أخرى، أبلغت مصادر بارزة في الأكثرية ل"النهار" ان "المادة 65 من الدستور تفيد بأنه من ضمن صلاحيات مجلس الوزراء تعيين موظفي الفئة الأولى أو ما يعادلها"، لافتةً إلى أن "هذا ما لا يسمح صراحة بنقل هذه الصلاحية إلى أية جهة أخرى، من دون إغفال دور القوانين في ترتيب الآليات واعتماد وسائل المباريات والمسابقات وفتح باب الترشيحات وفق ما هو مطروح ضمن مشروع القانون الموجود في مجلس النواب حالياً". وأشارت هذه المصادر الى أن "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحالية، والتي تضم جميع الأطراف، تلبي الحاجة إلى إيجاد مساحة توافق". وأضافت: "من غير المألوف الخروج عن الدستور إلى حلول أخرى، بما يطرح تساؤلاً حول جدوى قيام الحكومة الحالية".

 

صقر: لن يكون هناك مصالحة حقيقية قبل نزع الأسلحة التي شاركت في أحداث 7 أيار

لبنان الآن/الاحد 10 كانون الثاني 2010

شدد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر على أن "لبنان معنيٌ باتخاذ موقف واحد من القرارات الدولية، خصوصاً أنّه عضو في مجلس الأمن وهو لطالما طالب بتطبيق القرارات الدولية"، مشيراً إلى أن "هناك سذاجة في تعاطي البعض مع القرارات الدولية، حيث لا قدرة للبنان على مواجهة مجلس الأمن، فالخروج من الأمر يكون بالوصول إلى مقاربة لبنانية واضحة". واعتبر صقر أن "سوريا نفّذت ما عليها من القرار 1559، وهي لم تستطع أن تواجه القرار، والسؤال المطروح بقوة هو هل يستطيع لبنان أن يواجه القرار الدولي؟ ولماذا المطالبة بإلغاء القرارت الدولية وإعطاء المكسب المسبق لإسرائيل في هذا المجال؟".

ورداً على سؤال عمّا إذا كان لا يزال في لبنان 14 و8 آذار، أجاب صقر في حديث إلى قناة "أخبار المستقبل": "واضح أن الإصطفاف خفُتت حدّته، وتم تحديد بعض "الأسنان المروّسة"، ودُوّرت بعض الزوايا فيها"، مضيفًا: "إن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط قال خلال اللقاء في بلدة الجاهلية "نبقى على أدبياتنا واللقاء لا يلغي الخصوصيات في وجهات النظر"، وهذا الكلام مهمّ، إلا إذا أراد أحد أن يستسلم، ومن أراد أن ينهزم فلينهزم وحيداً"، وأكد صقر أن "الكلّ يحمل شعارات 14 آذار، وقد بدأت الترجمة العملية لـ 14 آذار، ويجب استكمالها".

وحول عدم انتقال المصالحات إلى "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، أوضح صقر أن "لا نقاط للالتقاء بين "القوات" و"التيار"، كما أنه ليس هناك من خوف من وقوع فتنة بينهما، فيما النائب جنبلاط يتخوّف من احتكاك مباشر بين الشيعة والدروز، كما أن هناك تخوّف من فتنة سنية شيعية"، وأردف صقر: "أي لقاء بين فريقين سياسيين يتم إما على خطوط سياسية واحدة أو لدرء الفتنة، وعندما تنتفي هذه الأسباب فلا داعي أن يتم اللقاء لشرب فنجان من القهوة".

وبشأن مصالحة الشويفات اليوم، لفت صقر إلى أنها "مصالحة مختلفة عن سياق زيارة جنبلاط لسوريا، فالسوري بارعٌ بأنّ يصور كل شيء أنه يتم بإدارة وتنسيق منه، وسوريا ما زالت تتبع هذه السياسة التي تقوم على المعنويات وعلى هيبة الدولة السورية، لكن اللقاء في الشويفات مقررٌ منذ أشهر، والأهم من مشهد المصالحات هو الاجراءات على الأرض لتثبيت المصالحة"، معتبرًا أنه "لن يكون هناك مصالحة حقيقية قبل نزع الأسلحة من كافة المراكز الحزبية التي شاركت في أحداث 7 أيار، والأجدى أن تبدأ الدولة بنزع سلاح المليشيات من المراكز بعيداً عن سلاح المقاومة، إذ أن البدء بجملة من هذه الخطوات هو المصالحة الأساسية".

وبشأن ما نقلته صحيفة "الحياة" من كلام للرئيس سعد الحريري حول العلاقة مع جنبلاط، أكد صقر أن "هناك علاقة تحالف استراتيجية بين الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط وهي علاقة أفضل من جيدة بل علاقة استراتيجية تمتد من الرئيس الحريري الأب إلى الرئيس سعد الحريري، ومبادئ 14 آذار لم يختلف معها جنبلاط إلا في بعض التفاصيل التي تستوجبها انعطافته، كما أن حماية الوحدة الوطنية ومنع الاقتتال وحماية الطائفة الدرزية هي سياسة الرئيس سعد الحريري وهي استراتيجية 14 آذار، خصوصًا وأن جنبلاط لم يخرج إلى 8 آذار، وكل ما يجري يصبّ في مصلحة مشروع الدولة، التي تسعى 14 آذار إلى بنائها".

إلى ذلك، أعلن صقر أن "هناك نيّة لتجريد المليشيات من الأسلحة في مراكزها، خصوصًا أن قائد الجيش قال إنه مستعد لذلك ولتأخذ الحكومة قرارًا في هذا الموضوع ، فالمجاملات تربّي الأحقاد ولا تخلق ارتياحًا عميقً وجذريًا، فـ"حزب الله" غير قادر على طمأنة كل الناس، وجنبلاط ليس لديه عصى سحرية، وأي مشلكة قد تحصل بين "المستقبل" و"حزب الله" أو غيرهم، فالحق سيكون فيها على "حزب الله" دائماً، لأن من يحمل السلاح هو من يتحمل المسؤولية"، داعيًا إلى "البدء بصفحة جديدة بعيداً عن سلاح المقاومة، وأقلّ ما يمكن فعله نزع سلاح الميلشيات من المراكز، و"حزب الله" لديه الامكانية بأن يريح البلد، وهو معني بأن يريح سلاحه وأن يشارك الجيش اللبناني في نزع السلاح من المراكز، وأن يساهم بإيجاد الحل المناسب لسلاحه في طاولة الحوار". وحول طاولة الحوار، لفت صقر إلى أنها "لإيجاد خطة لاستعياب سلاح المقاومة تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية، وهي طاولة تهيئ الأرض لتقبل أي تسوية دولية إقيليمة في موضوع السلاح، ولها أهمية كبيرة وعليها أن تركّز على نقطة واحدة هي الاستراتيجية الدفاعية وباقي النقاط تطرح على هامش طاولة الحوار".

وبشأن التعيينات، ردّ صقر بالقول: "لا أعرف من اين تأتي صحيفة الوطن السورية بمعلوماتها وهي صحيفة "التمني"، وأعتقد أن رئيس الحكومة لديه قرار استراتيجي بأن يعتمد الكفاءة من ضمن المحافظة على حصة كل طائفة، فقد آن الأوان لأن تبدأ آلية واضحة في التعيينات وأن تتم بشكل شفاف، وأدعو وزير العدل في أن يستمر في هذا النهج وأن لا يخضع لأي عملية ضغط".

 

LOL" ... بين الإباحية والذميَّة

بشارة شربل

لبنان الآن/الاحد 10 كانون الثاني 2010

لا أحد في عمقه يكره الضحك والتلميحات الجنسية والتلصص المثير، لكن جمعها دفعة واحدة في برنامج تلفزيوني يُعرض وقت الذروة وفي بلد ناطق بالضاد يدفع إلى بحث في الظاهرة أبعد مما تطلقه من أسئلة تقليدية تتعلق بحدود التعبير والحريات الإعلامية.

لولا قوة الجنرال عون وتياره في الشارع المسيحي لما تمكن برنامج يُعرض على الشاشة البرتقالية من الصمود في وجه استنكار رجال الدين "افساد الناشئة" وعدم احترام "قداسة" الجسد وسائر منظومة "الأخلاق الحميدة" ذات المنظور الديني، بيد أن قوة الجنرال في إثبات حق التميز داخل المجتمع المسيحي عبر برنامج "جريء" لا تعبر عن تطور تراكمي عام في النظرة إلى "الأخلاق" بقدر ما تعكس النهج الانقلابي الديماغوجي الذي يطيح بدربه بعض ثوابت العادات بالتوازي مع إطاحته "ثوابت" السياسة المسيحية في الإجمال.

وهكذا لا ينفصل التطاول العوني على بكركي والذهاب بعيداً في التحالف مع المحور السوري – الإيراني والدفاع المستميت عن سلاح "حزب الله" عن هذه النزعة إلى توكيد "خصوصية مسيحية" تتيحها الإنتهازية المتبادلة بين "التيار" وحلفائه ولا تعبِّر مطلقاً عن "أوْرَبَة" الأخلاق المسيحية أو اللبنانية عموماً ولا عن "هوية مميزة" للمجتمع المسيحي... إنها مجرد هامش يوهم بالقدرة على التميز والإستقلالية ضمن "التحالف الأقلوي" من غير أن يلغي "الذميَّة" الكامنة في عمق العقل العوني.

رب قائلٍ بوجوب عدم التوسع في تفسير مدلولات برنامج فكاهي همُّه جذب المشاهدين والمعلنين، لكن الإستعراضية العونية الفاضحة فيه توحي وكأن الاستباحة السياسية التي مارسها التيار العوني في تحالفاته وإزاء ثوابت المجتمع المسيحي ومفهوم الدولة تجد رديفها في إباحية إعلامية تنتهك القواعد المعمول بها، ليس في المجتمعات الشرقية المحافظة فحسب، بل في المجتمعات الأوروبية أيضاً التي تسمح بعرض هذا النوع من البرامج في القنوات المشفَّرة أو تفرض برمجتها في هزيع الليل الأخير.

برنامج من طراز "لول" يذكِّر بأفكار قديمة جديدة عن دور للمسيحيين يجعل مناطقهم "مونت كارلو" لبنان، فتنتعش فيها الكازينوهات والخدمات "السياحية" للراغبين وينصرف أهلها إلى التجارة وأعمال الوساطة فيما تخلى الساحة للطوائف الأخرى الكبرى لممارسة السياسة وتحديد الخيارات الوطنية في مقابل الأمن والأمان. وهو توزيع للاختصاصات يتناسب مع طروحات الإجتياح الديموغرافي المعبر عنها في إلغاء الطائفية السياسية، أو مع "المثالثة" المنفية بالثلاث، وخصوصاً مع الواقع "التوافقي" الحالي، ولا يعبر عن قيمة الحرية التي يعلي شأنها المجتمع المسيحي، وجوهرها الريادة في تحديد مصير الوطن أو المشاركة فيه على قدم المساواة مع الآخرين.

لا علاقة للبرنامج بحرية التعبير ولا بمفهوم المجتمعات المتمدنة للجنس وميلها إلى كسر التابوهات المحيطة به، فتلك رؤية تأتي ضمن سياق اجتماعي ثقافي مختلف تماماً عما نعيشه في لبنان والعالم العربي. وما يمارسه العونيون في برنامج "L.O.L" إن هو إلا هامش إباحي ونوع من "البورنو اللغوي" الذي يهبط بوظائف اللغة إلى درك من مستويات التعبير يفيض عن الحاجة الى الترفيه.

ربما كان L.O.L"" أفضل بكثير من تحقيقات سياسية "هادفة" تعرض على شاشة التلفزيون البرتقالي وشاشات أخرى تنبش الأحقاد وتحفر في جروح الإنقسام الوطني، لكن "جرأة" البرنامج هي أيضاً انعكاس لفجاجة تملأ بالضجيج الخواءَ العام الذي يعانيه خطاب طرف لا يدّعي النطق باسم مسيحيي لبنان فحسب، بل باسم المسيحيين المشرقيين، وهؤلاء مثل اخوانهم اللبنانيين مسيحيون في الديانة لكنهم عرب ومسلمون في الذاكرة والتراث الثقافي- الإجتماعي.

في برنامج ""L.O.L جزء من شخصية وغرائز كل واحد منا، لكنه الجزء الذي عملت البشرية على مر السنين على تشذيبه ووضعه في الحيّز الخاص والشخصي، ثم تعاطت المجتمعات معه وفقاً لتطورها وعقلها الجمعي وليس نكاية بالطهارة كما يفعل التلفزيون البرتقالي.

 

المشنوق: "حزب الله" لا يزال يستعمل اللغة الانتقامية مع اللبنانيين 

حضرت لقاء الجاهلية بصفة شخصية بحكم صداقة قديمة مع وهاب  

١٠ كانون الثاني ٢٠١٠/رأى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب نهاد المشنوق أن لقاء الغداء في دارة رئيس تيار "التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب قبل أسبوع "أعطي أكبر من حجمه"، معتبرًأ أن "هذا دليل فراغ سياسي واهتمام بالصورة أكثر من المضمون". وأشار إلى أن "حضوري اللقاء أتى بصفة شخصية بسبب صداقتي القديمة لوهاب وهو صاحب فضل لوقوفه إلى جانبي"، لكنه أكد "أنني لا اتفق مع وهاب على اسلوبه السياسي". المشنوق، وفي حديث للـ"LBC"، أكد انه ضمن التوجه العام مع تيار "المستقبل" انما هناك تباين في الاسلوب في التعبير عن بعض القضايا، نافيًا نقله اي رسالة من السوريين الى رئيس الحكومة سعد الحريري.  ورأى المشنوق ان سلاح "حزب الله" جزء من العلاقات اللبنانية اللبنانية وحجم الاشكال حوله اليوم محدود، مشيرا الى ان الاستراتيجية الدفاعية التي ستقر على طاولة الحوار هي التي تحسمه متوقعا سجالا سياسيا حوله مع انعقاد الطاولة.

ولاحظ المشنوق ان قيادة "حزب الله" لا تزال تستعمل لغة انتقامية في مخاطبتها للبنانيين وهي لغة مرفوضة وغير مفهومة وفيها افتراضات اكثر من وقائع وحدة اكثر من سعي الى التفاهم. 

 

زيارة الرئيس الحريري سوريا أسّست لمرحلة واعدة ستتكشف ايجابياتها تدريجيًا..وخلال أيام ننتهي من الصياغات الاولى ويبدأ الاعداد للاجتماعات"

خوري: التمثيل الديبلوماسي لا يُلغي "المجلس الاعلى".. والعلاقات اللبنانية-السورية تحكمها الإتفاقات الثنائية وليس القرارات الدولية 

غادة حلاوي

لبنان الآن/الاحد 10 كانون الثاني 2010

شدد الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري على أنه خلال زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق "تم التوافق على إجراء مراجعة شاملة لجميع الاتقاقيات بشكل يوصل الى صياغة رؤية متكاملة مستقبلية حول أفق تطوير العلاقات اللبنانية السورية بحيث تصبح هذه العلاقات اخوية ومميزة وذات بعد استراتيجي"، لافتًا في حديث لموقع “nowlebanon.com” أن "كلاًّ من الجانبين اللبناني والسوري بدأ بإعداد أوراق عمل تتعلق بهذه الرؤية انطلاقا من الملاحظات حول الاتفاقيات الموقعة وما تتضمنه من ثغرات، والبحث في الامور التي تتطلب تعديلا وكيف يمكن تعديلها".

خوري أوضح أنّ "ورشة العمل هذه يقوم بها كل فريق على حدا، وعندما تكتمل التصورات والملاحظات سواء حول الاتفاقيات او حول المعاهدة او حول آفاق العلاقات اللبنانية – السورية، سيصار الى وضع برنامج عمل لسلسلة من الاجتماعات بين مسؤولي البلدين، قد تكون على مستوى هيئة متابعة وتنسيق برئاسة رئيسَيْ مجلسَيْ الوزراء وعضوية جميع الوزراء المعنيين"، مشيرًا إلى أن "كل الملاحظات المطروحة ستناقش في خلال هذه الاجتماعات في سبيل وضع نوع من أجندة عمل للمرحلة المقبلة وفق تواريخ محددة".

وفي السياق نفسه لفت خوري إلى أنّ "هناك آراء تقول إنه من الافضل البدء باجتماعات على صعيد اللجان الوزارية المشتركة بحيث تجتمع الوزارت المعنية وتعد ملاحظاتها ومن ثم يصار الى ورقة عمل موحدة ترفع الى هيئة المتابعة والتنسيق لتقرها وترفعها الى المجلس الاعلى لاعتمادها واتخاذ القرار المناسب بشأنها"، وأضاف في هذا السياق: "نحن كأمانة عامة ننتظر الملاحظات ونقوم عند الضرورة بتوضيح بعض الامور عندما يطلب منا ذلك، إذ في بعض الاحيان نتلقى اتصالات من بعض المسؤولين في الوزارات حول نقاط معينة غير واضحة"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ معلوماته تفيد بأن "تصورات الجانب السوري موجودة والملاحظات معدّة منذ العام 2005".

وإذ أعرب عن اعتقاده أنه "في الايام القليلة المقبلة نكون قد انتهينا من الصياغات الاولى ويبدأ الاعداد لاجتماعات بهدف اتخاذ القرارات المناسبة"، أوضح خوري أنّ "الاتفاقيات سارية المفعول بين لبنان وسوريا هي 36 اتفاقية وعلى رأسها تأتي معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق التي هي ركيزة الاتفاقيات وهي مبرمة وموقعة من رئيسي الجمهوريتين، ولأنها معاهدة فلها قوة الدساتير"، مشيرًا إلى أنّه "انطلاقا من هذه المعاهدة وقعت مجموعة من الاتفاقيات أمنية، اقتصادية، قضائية، اجتماعية، تربوية وثقافية. كما نصت المعاهدة على انشاء المجلس الاعلى ومجموعة من الاجهزة تحت سقف هذا المجلس منها هيئة المتابعة والتنسيق برئاسة رئيسي مجلسي الوزراء ومنها اللجان الاقتصادية والاجتماعية الخارجية والامن ثم الامانة العامة المناط بها امر متابعة تنفيذ بنود المعاهدة والاتفاقيات".

وعما إذا كانت هناك رغبة بمراجعة معاهدة "الأخوة والتعاون والتنسيق"، أجاب خوري: "هذا سؤال يجب ان يطرح على الجانب اللبناني الذي تبلّغ رسميًا من الجانب السوري وخلال اكثر من لقاء ان سوريا تعتبر ان العلاقات المميزة التي نص عليها اتفاق الطائف والتي تضمنتها مقدمة المعاهدة، والتي تؤكد مبدأ الوفاق الوطني اللبناني والعلاقات الاخوية والمميزة، إنما تم التعبير عنها بهذه المعاهدة ومن خلال انشاء المجلس الاعلى والاجهزة التابعة له، وبالتالي فإذا كان هناك من صيغ عند الجانب اللبناني تعطي المضمون نفسه وتؤدي الغاية نقسها فليطرحها للنقاش، مع العلم أن سوريا ترى ان هذه هي الصيغة الافضل".

خوري الذي أكد وجود "سلة متكاملة مترابطة مع بعضها البعض تبدأ من المعاهدة وتصل الى الاتفاقيات"، شدد على وجوب أن تكون هناك "رؤية متكاملة تتناول بنود هذه السلة ككل، والملاحظات يمكن طرحها من خلال اطلاق الورشة المشتركة"، وأضاف: "هنا لا بد من التأكيد ان هناك مبدأ اساسيًا يجب ان يُتفق عليه في العلاقات اللبنانية – السورية، وهو ان هذه العلاقات الاخوية تحكمها المصالح المشتركة للشعبين السوري واللبناني والاتفاقات الموقعة بين الجانبين أو ما قد يتفق عليه من اتفاقيات جديدة، ولا تحكمها أبدًا القرارات الدولية سواء تلك الصادرة عن مجلس الامن او عن أي هيئة دولية أخرى"، لافتًا الإنتباه إلى أنّ ذلك "يشكل المرجع الذي يجب ان يعتمد في بحث الرؤى المستقبلية، وهذه نقطة مهمة خصوصا وان هناك محاولة للنظر الى العلاقات السورية - اللبنانية إنطلاقا من خلفيات تُبنى على قرارات دولية أو إقليمية أو أي قرارات أخرى، في محاولة لا تخدم مصلحة البلدين ولا تؤدي الى تطوير العلاقات المشتركة بينهما".

إلى ذلك، أشاد خوري بزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سوريا، وأكد أن "هذه الزيارة أدت الى مراجعة شاملة لجميع الامور بروحية منفتحة، وقد بنت علاقات ثقة بين الجانبين وأسّست إلى مرحلة جديدة واعدة في العلاقات اللبنانية – السورية"، ولفت في المقابل أن "المرحلة السابقة كانت حافلة بالتشنجات قد لا تُنسى ولكن لا بد من الإفادة منها كي لا تتكرر الاخطاء ذاتها والمرحلة ذاتها" مشيرًا إلى أنه "يمكن القول اليوم إنّ المرحلة السابقة بكل غيومها السوداء قد مرت وبتنا أمام مرحلة جديدة تقوم على الثقة المتبادلة وضرورة ترسيخها على قواعد ثابتة وعلى منهج عمل ثابت، حيث الحاجة لإرساء العلاقات على ثقة متبادلة وعلى ثوابت معينة يتفق عليها الجانبان".

وفي هذا السياق أكد خوري اننا "أمام مرحلة جديدة واعدة ستتكشف ايجابياتها تدريجيا وستتبلور شيئا فشيئا نتائجها العملية على الارض، والكثير من الأوهام التي كانت سائدة سابقا بدأت تسقط وستسقط كليا".

خوري لفت إلى وجود "قرارات هامة اتخذت تصب في اطار التكامل الاستراتيجي لم تترجم عمليا، منها ما هو اداري ومنها سببه عدم توافر ارادة لدى بعض المسؤولين للسير قدما في التكامل الاستراتيجي بين البلدين"، مشيرًا إلى "الأمانة العامة للمجلس الأعلى أجرت مراجعة شاملة موضوعية للقرارات المتخذة، ما نفذ منها وما لم ينفذ وعقبات التنفيذ، وتبين ان هناك الكثير من القرارات حصل تأخير في تنفيذها وكانت لمصلحة لبنان ، كما كانت هناك مشاريع كان الجانب السوري سببا في تأخيرها"، وإذ شدد على أهمية "مراجعة الإتفاقات" رأى خوري أنّ "فكرة البدء من الصفر هي فكرة خاطئة لان هناك عملا منجزًا سابقا فيه اخطاء او ثغرات فليتم تصويبه والبحث في اللية التنفيذ"، مضيفًا: "اذا كنا فعلا نسير في اتجاه القناعة التي عبر عنها الرئيس الحريري فهناك مصلحة للبنان بان يخطو خطوات عملية في هذا الصدد خصوصا واننا نشهد في المنطقة مجموعة انفتاحات وتكتلات اقتصادية يمكن للبنان ان يستفيد منها وان يكون له دور اساس فيها".

وعن التحضيرات لعملية ترسيم الحدود بين البلدين، أكد خوري أنّ "موضوع الحدود وكل المواضيع الاخرى يمكن ان تبحث ضمن السلة المتكاملة، وستبرمج من ضمن الخطوات المطلوب تنفيذها في اطار هذه السلة".

وردًا على سؤال عن دور المجلس الأعلى في ظل التبادل الدبلوماسي بين البلدين، رد خوري قائلاً: "إذا كانت هنالك رؤية جديدة عند البعض حول المجلس الاعلى فعليه ان يطرحها للنقاش"، وأشار في المقابل إلى أنّ "المجلس الاعلى موجود ويقوم بمهامه وكذلك هيئات المتابعة واللجان المشتركة تقوم بمهامها وفق ما هو منصوص عليه في المعاهدة وفي النظام الداخلي للامانة العامة للمجلس"، معربًا عن اعتقاده بأنّ "هذه المهام لا تتناقض مع مهام السفارة وانما تتكامل معها ويمكن ان يكون هناك تنسيق وتعاون بين الاجهزة المشتركة"، أما عن دور السفارتين اللبنانية والسورية في ورشة إعادة النظر في الإتفاقات الموقعة بين البلدين، فيقول خوري إن لدى كل من السفارتين دوره في الورشة الحاصلة، ونحن في الأمانة العامة للمجلس الأعلى نقدم ما يطلب منا من مساعدات ومشورة، بالإضافة إلى المساعدة التي نقوم بها في مرحلة التحضير الراهنة كما أنّ السفارة تلعب دورها أيضًا في هذه الصدد".

وإذ جدد التشديد على أنّ "التمثيل الديبلوماسي لا يلغي المجلس الاعلى"، لفت خوري إلى أن "أي تعديلات وإتفاقات جديدة تستوجب اتخاذ إجراءات قانونية ولكن طالما الاتفاقيات الراهنة موجودة فلا بد من التعاطي معها كواقع".

وردًا على سؤال، أوضح خوري أنّ "اتفاقية الدفاع والأمن لم تتأثر بظروف العلاقات التي مرت على البلدين"، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ "التعاون العسكري بقي مستمرا بين لبنان وسوريا رغم كل الظروف التي شهدناها، بحيث يقوم مكتب التنسيق العسكري بكل الادوار المطلوبة منه، وهو يؤدي مهامه، في أصعب الظروف منذ العام 2005 وحتى اليوم، وفق ما نصت عليه المعاهدة بين البلدين". وعما إذا كان الرئيس السوري يعتزم زيارة لبنان في وقت قريب، أجاب خوري: "كل الأمور واردة"، مؤكدًا أنّ "الرئيس بشار الأسد راغب في زيارة لبنان عندما تنضج الظروف لهذه الزيارة".

 

عون يستقبل جنبلاط غداً

الديار/أعلن مكتب رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» ان رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون سيستقبل النائب وليد جنبلاط في الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين 11 الجاري على رأس وفد من قوى الحزب التقدمي الاشتراكي.

 

قتيلان وجريح «على هامش» مناورات الجيش و «يونيفيل»

الأحد, 10 يناير 2010/بيروت - «الحياة»واصلت قوات «يونيفيل» والجيش اللبناني مناوراتهما العسكرية المشتركة بالذخيرة الحية في جنوب لبنان لليوم الثاني على التوالي، الا ان حادثين وقعا وأديا الى مقتل شخصين احدهما من القوة البلجيكية وجرح آخر، وكاد احد الحادثين ان يتسبب بمواجهة بين الاهالي والقوة الفرنسية.

وذكر ان ناقلة تابعة للجيش اللبناني كانت تنقل مدفعاً للقوة الفرنسية على طريق دير قانون النهر، انزلق على حافلة صغيرة، ما ادى الى مقتل سائقها ويدعى حسن قصير (45 سنة)، وأدى الحادث الى بلبلة في البلدة وتجمع الناس وراحوا يرشقون القوة الفرنسية بالحجارة احتجاجاً، وتدخل والد الضحية وإمام البلدة لدى الاهالي مناشدينهم عدم التعرض لقوات «يونيفيل».

وعلى طريق وادي الحجير - القنطرة انقلبت آليتان تابعتان للكتيبة اللوجستية الدنماركية، وهما قاطرة ومقطورة وسقطتا في الوادي على عمق 40 متراً، ما ادى الى مقتل جندي وجرح آخر.

 

المفتي مكي رد على المطران الراعي: الجوار مقدس ولو كان لا ينتمي الى دينك ولا الى طائفتك 

١٠ كانون الثاني ٢٠١٠ /موقع 14 آذار

رد عضو المجلس الشيعي الأعلى المفتي علي مكي على المطران بشارة الراعي من دون ان يسميه، وذلك خلال لقاء تأبيني في حبوش، وقال: "الاديان جاءت لتكرم الجوار لاجل الجوار سواء كان الجوار في الدين او الطائفة او المذهب او كان الجوار بعيدا لا تجتمع معه لا في الدين ولا في الطائفة ولا في مذهب. هذا الجوار له قداسة وحرمة، وهو رحم لا يجوز ان تقفز او تحدد مسارك الى الجوار القريب لانه يجتمع في دين او طائفة او مذهب. الجوار حرمة خاصة لا ينبغي ان تتجاوزها، بل ان تبقى في حريمها".

اضاف: "التعاليم الدينية الانجيلية والقرآنية علمتنا ان الجوار مقدس ولو كان الجوار لا ينتمي الى دينك ولا الى طائفتك ولا الى مذهبك. نحن نؤسس جدارا فولاذيا للجوار لاننا نؤمن بالمثل والحرم والاخلاق.الاديان جاءت لتقول قدموا التضحية من اجل الاخرين والا ما معنى ان يقول السيد المسيح مرار "احسنوا الى من اساء اليكم" باركو لاعينكم "اضربوا الراعي تتبدد الخراف"، الجوار الوطني في لبنان هو الراعي، وحدتنا الوطنية هي الراعي والطوائف والمذهبية هي الخراف، فلا يجوز باسم الطائفية والمذهبية والدينية ان ننحر الخراف بنحر الراعي. الانبياء والاولياء يكمل بعضهم درب بعض، لو كان الحسين في اسبوع الآلام لفدى نفسه من اجل السيد المسيح، والانجيل ما كان الا بشارة من اجل العدل والخلاص، فلو كان المسيح على ارض كربلاء لوقف مع ثورة الحسين ضد الطغاة ولقدم نفسه من اجل دين محمد". 

 

هل تُكرّر اسرائيل سيناريو اجتياح 82 بآخر في ربيع أو صيف هذا العام

قادة العدو وضعوا بعض العواصم الأجنبية والعربية في خطر تنامي سلاح المقاومة

رئيس الجمهورية سمع في واشنطن وباريس إشارات عن القلق الصهيوني

كمال ذبيان/الديار

ترصد السفارات الاجنبية والعربية في لبنان، المعلومات التي تتسرب من اسرائيل عن احتمال شنها حرباً على لبنان، مطلع الربيع او الصيف المقبلين، مع تصاعد التهديدات الصهيونية ليس «لحزب الله» كمقاومة بل الى الحكومة اللبنانية بمؤسساتها العسكرية والمدنية ومرافئها ومرافقها الحيوية، وكان آخر التهديدات ما صدر عن وزير الدفاع ايهود باراك عندما اعلن ان قواته لن تستثني في عدوانها، «الاذرع التابعة للحكومة اللبنانية» وهو يقصد المؤسسات والمرافق.

وما اعلنه باراك، نقله رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى بعض العواصم في العالم، وتحدث في كل من واشنطن وباريس ولندن والقاهرة، وفي الامم المتحدة عن ان دولته لن تسكت عن تنامي قوة «حزب الله» الصاروخية، اذ بات يمتلك ترسانة كبيرة وقوية، تصل الى حدود 80 الف صاروخ، يصل مدى بعض الصواريخ الى مسافة ما بين 330 و360 كلم، ويهدد عمق بلاده، ويصل الى جنوبها في النقب وعسقلان، اي الى ما بعد تل ابيب، وهي تستهدف المنشآت الحيوية، كمحطات توليد الكهرباء، والنفط والمطارات، والمراكز البتروكيمائية، اضافة الى المستوطنات اليهودية في الشمال عند الحدود مع لبنان، وصولا الى الوسط والجنوب.

هذا القلق الاسرائيلي من قوة «حزب الله» الصاروخية، التي لها توأم ينمو ايضا في غزة، ترك اسرائيل ترفع من وتيرة تهديداتها بشن حرب جديدة على لبنان وغزة، ولا توفر ايران وسوريا، ويحاول المسؤولون الاسرائيليون، اقناع الادارة الاميركية بحتمية الهجوم الوقائي على ايران واذرعها في لبنان وفلسطين، قبل ان تمتلك «السلاح النووي»، واستعادة الدرس العراقي، عندما شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على مراكز لمفاعل نووي عراقي كانت تبنيه فرنسا في العام 1981، واستبقت ذلك باجتياح اسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982، وصلت بقواتها الى بيروت وجبل لبنان.

فسيناريو الثمانينات، تستعيده اسرائيل، يبدأ بضرب المراكز والمواقع النووية الايرانية، ويتبع ذلك اجتثاث المقاومة في لبنان وغزة، وتدمير قوتها العسكرية.

هذا السيناريو، نقلته القيادة الاسرائيلية الى البيت الابيض والاليزيه، وحذرت من انها لن تقف مكتوفة الايدي امام التهديد الذي يكبر امامها ويقوض وجود الدولة العبرية، وهذا ما اعلنه كل من الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله عن قرب نهاية اسرائيل واسطورتها، وكذلك الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي اعلن ان اسرائيل الى زوال، حيث يحمل المسؤولون الاسرائيليون كلام نجاد ونصرالله، ويدورون به في بعض عواصم العالم، ويشيرون الى ان وجود اسرائيل بخطر ولا بد من مواجهته قبل ان يستفحل.

تحت هذه العناوين تجري التحضيرات في اسرائيل لحرب في المنطقة، ويساعدها انسداد افق عملية السلام، التي تعزو هي تعثرها الى الدول والمنظمات الرافضة للسلام التي تدعو الى الحرب والمقاومة وان مثل هذا الخطاب السياسي يلقى رواجاً وتأييداً من بعض العواصم التي لا تخفي تشجيعها لاسرائيل القيام بعمل عسكري، لكنها تخشى ان يتطور الى حرب اقليمية، حيث ما زالت واشنطن تقف ضد الحرب على ايران، واللجوء الى الحوار معها وتهديدها بالعقوبات. فما يصدر من اسرائيل، يوحي ان حربا مقبلة على لبنان ستقع، ويتعاطى «حزب الله» معها، انها تأتي في سياق الحرب النفسية، وفي الوقت نفسه يستعد لها، كما ظهر في العدوان الاسرائيلي صيف 2006، اذ ان السيناريو الذي يتم الحديث عنه، ووصل الى قيادة القوات الدولية، يقوم على شن حرب برية واسعة، تتحدث المعلومات عن ان اسرائيل قد تحشد لها حوالى 150 الف جندي في الخدمة الفعلية والاحتياط، للقيام باجتياح بري يحتل كل مناطق البقاع، لتدمير مراكز الصواريخ ومنصاتها، والقضاء على المقاومة، على ان تصل القوات الاسرائيلية الى تخوم الضاحية الجنوبية وتحاصرها، كما حصل اثناء غزو لبنان عام 1982، عندما حوصرت بيروت وطلبت القيادة الاسرائيلية من الفلسطينيين تسليم سلاحهم، وقررت اعتقال القيادة الفلسطينية الا ان التدخل العربي والدولي انتهى الى قرار بانسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها من بيروت في سفن دولية، ويتوزعون في عدد من الدول العربية قررت استضافتهم. فهل يتكرر سيناريو اجتياح 82 تحت عنوان ابعاد خطر صواريخ «حزب الله»؟ ان المعلومات التي ابلغت الى مسؤولين لبنانيين تشير الى ان احتمال قيام اسرائيل بحرب على لبنان، ما يزال وارداً، وان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وضع في اثناء زيارتيه الى كل من واشنطن وباريس في هذه الاجواء، تحت عنوان تسلح «حزب الله».

 

 استكمال مصالحة الشويفات بحضور أهالي شهداء 7 أيار العام 2008

كلمة الرئيس بري: تجسيد لايماننا بلبنان وأفضل رد على تهديدات العدو وتعبير عن أن لا خلاف داخلي لا يحل بالحوار الذي يجب أن يبقى خيارنا جميعا

كلمة السيد نصر الله: معا نسعى لقيام الدولة القوية العادلة للجميع الشراكة بيننا التزام دائم ومصلحة استراتيجية لنا وللبنان وللبنانيين

النائب جنبلاط: لا فائدة بالعودة الى ملابسات ما قبل 7 ايار إلا بإثارة الغرائز عند النفوس الضيقة أو المتآمرة من أفراد أو جهات يغلب عليها الانغلاق أو الحقد

النائب ارسلان: لنستأنف معا درب الوطنية لصد الحرب العنصرية التي تشنها اسرائيل السهام التي توجه من الداخل إلى المقاومة إنما توجه إلى صدر لبنان وقلبه

وطنية - شهدت قاعة مدينة الشويفات، بعد ظهر اليوم، لقاء مصالحة رباعي لانهاء ذيول أحداث 7 أيار 2008، شارك فيه ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، ممثل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله النائب محمد رعد، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، وإلى جانبهم: الوزير أكرم شهيب، والنواب: فادي الأعور، ناجي غاريوس، علاء الدين ترو، بلال فرحات، علي عمار، وعلي بزي، ممثل الحزب السوري القومي الإجتماعي الوزير الأسبق محمود عبد الخالق، تيمور وليد جنبلاط، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، رئيس الشرطة القضائية العميد أنور يحى، ومسؤولون في أحزاب: التقدمي الاشتراكي، الديموقراطي، حزب الله وحركة أمل، وفاعليات روحية وإجتماعية وحزبية واهالي الشهداء الذين سقطوا في تلك الأحداث، وحشد من الحضور.

النائب جنبلاط بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت على أرواح كل الشهداء، وكلمة تعريف لخالد صعب، ألقى النائب جنبلاط، كلمة قال فيها: "اختتمتم اليوم جرحا أليما كاد لو توسع أن يدمر التواصل التاريخي والنضالي والكفاحي والإنساني والسياسي بين الجبل والضاحية وبيروت، وأدخلت البلاد في دوامة من العنف لا مثيل لها، تقضي على مقومات العيش المشترك لجميع القوى السياسية دون استثناء، التي توافقت أثناء الحوار، الحوار الذي دعا إليه وأطلقه الرئيس نبيه بري عام 2006، بضرورة قيام دولة قوية قادرة وعادلة، بكل ما في للكلمة من معنى، ومعالجة المشاكل العالقة الداخلية بالحوار، والخارجية اي مع الشقيقة سوريا بالحوار البناء، الذي أنتج آنذاك نقاط إجماع وتوافق، واستكمل لاحقا بعد تسوية الدوحة بهيئة حوار وطني، واليوم بحكومة الوفاق الوطني".

أضاف: "وبالعودة الى الملابسات التي سبقت السابع من ايار، لا فائدة منها إلا في إثارة الغرائز عند بعض النفوس الضيقة أو الموتورة، أو المتآمرة من افراد أو جهات سياسية وغير سياسية، يغلب عليها الأفق الضيق أو الإنغلاق أو الحقد".

وتابع: "اسمحوا لي ان أثمن عاليا رغبة عائلات الشهداء، جميع الشهداء، من الخندق الكفاحي والنضالي الواحد في الجبل والضاحية وبيروت، في الترفع عن الألم والمصيبة، وفتح صفحة الوفاق والمصالحة، شاكرا لكل القوى السياسية والشعبية والدينية، احتضانهم هذه المصالحة، واسمحوا لي أن أنوه بالجهود الجبارة للقوى الأمنية، الدرك والجيش اللبناني بالتحديد، ومخابرات الجيش التي رافقت المحطات التفصيلية لتلك المصالحة وغيره من المحطات، بكل عناية ودقة واهتمام".

وختم بالقول: "قدرنا يا أهل الجبل والضاحية وبيروت، الكفاح المشترك والنضال المشترك، العيش المشترك والعمل المشترك، تقاسم الخبز والملح فوق كل اعتبار، ها هو ماضينا ها هو حاضرنا، وها هو مستقبلنا".

كلمة الرئيس بري ثم القى النائب خليل كلمة رئيس حركة "أمل" الرئيس بري، التي استهلها بالقول: "باسمه تعالى والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أنبياء الله أجمعين. معالي عطوفة المير طلال ارسلان، معالي وليد بك جنبلاط، سعادة الحاج محمد رعد، الأخوة والرفاق في الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني وحزب الله وحركة أمل، المشايخ الأجلاء، أيها الحفل الكريم: في صيف 1982 يوم كان العدو الإسرائيلي على أبواب بيروت العاصمة العربية الأبية يحاول كسر إرادتها وفرض الإستسلام، كان أبناء الشويفات وحي الكرامة يفتحون قلوبهم وبيوتهم لإعداد خطط الدفاع لمواجهة هذا العدو ويسطرون بدمهم تلاحم الجبل والضاحية مع بيروت ليكتبوا العصيان على الهزيمة، يومها كان مجاهدو حركة أمل في مدينة الزهراء في خلدة يفترشون عرين المير مجيد ارسلان في دارته، ويصوبون رصاصاتهم ليسقطوا نخبة الجيش الإسرائيلي، ليقولوا مع كل الشرفاء أن المعركة المصيرية، معركة بقاء لبنان ودوره، وموقعه في الصراع، لا يمكن أن تحدد بالإمكانيات المادية والعسكرية، وأن إرادة الصمود والمواجهة تبقى هي الأقوى".

وأردف بالقول: "يا أبناء الشويفات، المدينة التي تشاركنا معها الهم في الحرمان والنضال الاجتماعي، والتي حملت إرث الانتماء الوطني والعروبي مع أمير البيان شكيب ارسلان، يا أحفاد الأمير الذي حمل في حله وترحاله هموم الأمة محذرا من ضياع فلسطين يوم غفل الكثيرون، ويؤرخ "لغزوات العرب"، ويبقى هاجسه "عروة الاتحاد"، وباله مشغول "بحاضر ومستقبل العالم الاسلامي"، إليكم يا أحفاد داعية الوحدة والثقافة والوعي لماض لا ينقطع مع الإلتزام الذي حمله إمام الوحدة والوطن والمقاومة الإمام السيد موسى الصدر، الذي حمل نفس الهم باحثا دوما عما يجمع ليعزز قوة الوطن والأمة. يا حراس الزمن المر والمكان الأصعب في جبل الوطنية والعروبة، على إمتداد مدنه وقراه في الساحل والجبل، معكم نجتمع في بيتنا ودارنا، مع وليد بك جنبلاط والمير طلال ارسلان، لنستعيد في يوم وحدة الموقف الذي يأتي تتويجا لجهد كبير، نستعيد مسيرة مجيدة لتاريخ وثقه أدهم خنجر مع سلطان باشا الأطرش، ثورة على الاستعمار والتبعية، من جبل عامل إلى جبل العرب، يكسرون حدود المواجهة ولا يميزون في ساحتهم بين فلسطين وسوريا ولبنان، لتتحد في نفس معركة المصير، المزرعة والقرية والكفر مع قرى المواجهة في مارون الراس والخيام وكل قرى المقاومة".

تابع: "نستعيد مسيرة نضالنا وتاريخنا لنكتب حاضر الوطن ومستقبله على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية بين الجميع، والإلتزام بالمقاومة، والموقع الأساس إلى جانب سوريا العروبة والقضية الفلسطينية. إننا اليوم مع عطوفة المير طلال ارسلان وبدوره الاستثنائي الذي قام به في اللحظة الصعبة، يوم قبض على عصب الأزمة وفتح قنوات التواصل من أجل الحل، مع الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيمه الذي استقرأ مخاطر الانقسام وأعاد تصويب البوصلة، مع قيادة حزب الله وسماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله، وقيادة حركة أمل والرئيس نبيه بري، نعيد تركيز هذه الثوابت بالبناء على التاريخ المشترك الذي فيه كتب أكثر بكثير من صفحات الاختلاف المتناثرة، والتي بدت للحظة وكأنها تباعدنا، لكنها لم تعطل، ولن تعطل، المسار النضالي الذي خضناه معا دفاعا عن لبنان والإنسان فيه".

وقال: "يا أبناء الجبل الأشم، يا أصحاب التيجان البيض، معا أسقطنا اتفاق الذل اتفاق 17 أيار، ومشروع عزل الوطن عن امتداده العربي وعن سوريا، وربطه بمشروع السيطرة والهيمنة على المنطقة، كسرنا معا يا بني معروف ومعنا كل القوى والأحزاب الوطنية العصر الاسرائيلي وحولناه إلى عصر عربي في إنتفاضة 6 شباط، هذه المحطة التي للبعض عليها كلام، لكنها تبقى محطة إستثنائية في تاريخ لبنان، أعادت تصويب السياسة التي كانت تريد للوطن أن يسير على وقع نتائج الإجتياح، ومهدت لمجتمع المقاومة وإنتصارها للبنان، معكم كان طريق الجبل بوابتنا لإستعادة القوة وبنائها حتى التحرير. إننا بثقة نقول أن الصفحات المؤلمة القليلة، على مرارتها، قد طويت، بفضل الوعي والإلتزام لدى الجميع، من القيادات، إلى الأهالي، وبالدرجة الأولى عوائل الشهداء، لنجتمع مع بعضنا البعض في نفس الخندق، نوجه رسالة وحدة، واتفاق سيكون لها أثرها الإيجابي الكبير على هذه المنطقة، والجبل والضاحية وكل لبنان، وعلى علاقة مكوناته مع بعضهم البعض".

اضاف: "علينا أن نعي أهمية هذا المشهد، مشهد هذه القلوب التي تلتقي ومصافحة الأيادي والعمائم، لأنه أفضل رسالة ورد على تهديدات العدو الاسرائيلي التي تتصاعد، والتي تظهر الموقف الحقيقي للعدوانية الإسرائيلية المتربصة، والذي لا يمكن ان يردعه إلا مشروع المقاومة المحصن بالوحدة الوطنية، والذي عبر عنه سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر: بأن سلام لبنان والوحدة الوطنية، هما أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل. على وقع هذا المشهد الوحدوي نقول لإخواننا في لبنان: إن هذا اللقاء منطلق لتثبيت جهد كبير بذلته كل القوى لتصل إلى توافق ومصالحة حقيقية تشكل قوة ليس لأطرافها فقط، بل قوة للجميع، للمسلمين والمسيحيين، للمعارضين والموالين الذين اجتمعوا في حكومة الوحدة الوطنية، على اختلافهم ليستثمروا على نقاط التفاهم الأوسع بكثير من نقاط الإختلاف، وهو موقف يعبر عن قناعة أكيدة بأن لا خلاف داخلي في لبنان لا يحل بالحوار الذي يجب أن يبقى خيارنا جميعا في التعاطي مع مشكلاتنا الداخلية مهما كبرت، وأنه باستطاعتنا، إذا ما عدنا إلى أصالتنا ووعينا الوطني، أن نحفظ الجميع وأدوارهم وحضورهم الفاعل في صناعة مستقبل الوطن".

تابع: "إن هذا المشهد نفسه هو تجسيد لإيماننا المشترك بلبنان الأنموذج الخاص في عيش ابنائه، وعروبته، ومقاومته التي شكلت عنوان الفخر والعز والقوة والمناعة، والتي تشكل عنصرا أساسيا في مواجهة مشروع العدوانية الإسرائيلية، وهو تجسيد أيضا لإلتزامنا بالعلاقات المميزة مع سوريا، وتطوير هذه العلاقة بما يؤمن مصلحة البلدين، وإيمان بفلسطين، التي تبقى القضية المركزية لنا جميعا".

وقال: "إنني باسم دولة الرئيس نبيه بري الذي أكد دوما على خيار التفاهم والبناء على المشترك وآمن بعمق الروابط مع الجبل وقياداته، وبالقدرة على تجاوز المشكلات بالحوار، باسم إخواني في حركة أمل قيادة وقاعدة، باسم أبنائنا في برج البراجنة وحي الكرامة والعمروسية والصحراء، وكل مكان من هذا الوطن، أنقل لأهلنا في الشويفات، وفي هذا الجبل، في حاصبيا والجنوب والبقاع، لأهل وأنصار الزعيم وليد بك جنبلاط والمير طلال ارسلان، إلى عوائل الشهداء، تحية النضال والأخوة والحرص على ترسيخ علاقات متينة وقوية وثابتة، تتجاوز شكليات المصالحات وتؤكد على المصير الواحد، والموقف المشترك في عملية الدفاع عن وحدة الوطن وعروبته، عن دولته ومؤسساته، عن ميثاقه ودستوره، نلتزم اتفاق الطائف ونحصن الإستقرار الداخلي، ونقف في خندق المقاومة معا، المقاومة التي هي كانت وستبقى من أجل كل لبنان، مقاومة الدفاع عن حدود لبنان وسيادته وكرامته الوطنية".

واردف: "نحن نريد هذه العلاقات المشتركة ليس لمواجهة أحد، أو لنشكل اصطفافا في مقابل آخر، بل لتشكل ركيزة تكامل بين جميع القوى والمكونات في بيروت الضاحية والجبل ومع كل الشركاء في الوطن، طوائف وأحزاب ومواطنين، مع كل أبناء المناطق، لنعيد صورة الأنموذج اللبناني الفريد وبما يمتن الجبهة الداخلية ويسقط أهم أسلحة العدو الإسرائيلي غير المباشرة في تحديه للبنان. ولنفتح معا باب التطوير والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يخرجنا من العقد الطائفية والمذهبية، ويؤمن مصلحة المواطنين ومستقبلهم، كما ناضل دوما الشهيد كمال جنبلاط والإمام السيد موسى الصدر، ويحافظ في الوقت عينه على التوازن الضامن للجميع".

وختم بالقول: "مرة أخرى، التحية لعطوفة المير طلال وأخوتي في حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل ولوليد بك جنبلاط، والتحية الأكبر لكل الذين أثكلتهم المحطة المريرة التي نتجاوزها، جرحهم لا يدمله إلا هذا الإصرار على أن نكون معا من أجل لبنان وسنبقى".

النائب رعد بعد ذلك القى النائب رعد كلمة السيد نصرالله، وقال فيها: "على قدر اهل العزم تأتي العزائم/ وتأتي على قدر الكرام المكارم/ فتعظم في عين الصغير صغارها/ ويصغر في عين العظيم العظائم. اسمحوا لي بداية ان اوجه تحية لاصحاب الجهود الصادقة والمساعي المتضافرة الذين جهزوا لهذا اللقاء الاهلي والذي ينضج بالمسؤولية الوطنية والاخلاقية وبجو التسامح والانفتاح بين اهلنا الكرام في الشويفات والضاحية. واذ اتوجه بالشكر الى عطوفة الامير طلال ارسلان على حرصه الكبير ومواكبته الخيرة، احيي واكبر جرأة واقدام معالي الزعيم وليد بك جنبلاط الذي عبر وسعى بشجاعة لطي صفحة عابرة من صفحات تاريخ نضالنا المشترك. ولعل من نافل القول التأكيد على الحرص والتعاون الايجابي والمتابعة الحثيثة لسماحة الامين العام السيد حسن نصرالله ولدولة الرئيس الاستاذ نبيه بري. ومن الوفاء ان نشير الى حث الكثير من المخلصين وقوى اسلامية ووطنية من اجل الوصول الى هذه المحطة المتقدمة لمواصلة تعزيز سلمنا الاهلي ببلدنا العزيز لبنان".

أضاف: "ما بين الشويفات والجبل وما بين الضاحية والجنوب والبقاع قدر محتوم من العيش الواحد والعلاقات التاريخية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهذا القدر عصي على التغيير او التبديل. الشراكة في ما بيننا اصل ثابت والتزام دائم ومصلحة استراتيجية لنا وللبنان وللبنانيين جميعا، وهذه الشراكة لا يعكر صفوها خطأ او التباس، فهي اعمق واوسع واصلب من ان يهزها اعصار او ان تصدعها ضغوط".

وقال: "يا اهل المكارم يدنا بيدكم، وسنبقى معا نواجه صنوف الزمان، نقوى معا ويقوى بنا الوطن ونحمي ارضه وشعبه ضد مشاريع العدو. بالامس كنا ولا نزال وسنبقى جبهة واحدة بمحاور متعددة، نرسم تاريخا مديدا من النضال المشترك ضد عدو وجودي عنصري صهيوني يستهدفنا جميعا، وضد تخلف داخلي على الصعيد السياسي والانمائي والاقتصادي يريد الضالعون فيه ابقاء لبنان رهن التبعية لقوى الاستكبار والهيمنة، ورغم الانقسام والتفتيت والنزاعات تصدينا معا لمشاريع، وبتضامننا دحرنا الاحتلال الاسرائيلي عن ارضنا وارسينا خيار المقاومة كخيار وطني اثبت جدواه في الدفاع عن الوطن وكل ابنائه".

تابع: "ونحن اليوم معا نسعى لقيام الدولة القوية القادرة والعادلة المطمئنة لكل اللبنانيين على اختلاف مناطقهم وطوائفهم واتجاهاتهم، وننتصر معا لضمان حق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه ودعم قضيته المركزية المشروعة، قضية فلسطين وانتزاع الحقوق المدنية والانسانية لابنائه اللاجئين في لبنان ويحرض معا على استئناف العلاقات المميزة مع سوريا لما في ذلك في خير ومصلحة لشعبينا وبلدينا".

وقال: "الشويفات وخلدة وطريق الكرامة في الجبل وما انجزته المقاومة من نصر وعز وفخار للبنان والعالم العربي والاسلامي شواهد على اهمية الروابط القائمة بيننا وعلى ثمارها، هذا اللقاء ليس مجرد طي صفحة لا نريد قراءتها بعد، بل هو لتأكيد عزمنا على المضي معا لنحفظ بعضنا وبلدنا وشركاءنا من اللبنانيين وحلفاءنا من المناضلين الفلسطينيين والعروبيين، رائدنا في ذلك كله قوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله مع المحسنين".

النائب ارسلان وفي الختام كانت كلمة للنائب أرسلان بدأها بالقول: "ليس من المستغرب ابدا أن نلتقي معا في رحاب الشويفات، القلعة الوطنية القومية الاصيلة، لنؤكد على ثوابتنا الواحدة الموحدة المعندة بألف ومئتين وثلاث عشرة سنة من عمر التاريخ اللبناني والتاريخ المشرقي بلاهوته القومي المسيحي الإسلامي. إن 1213 سنة من الجهاد والصمود في الخندق الواحد، لا يمكن أن تشوهها مشكلة مؤسفة مؤلمة لم تتجاوز مدتها ساعات ثلاث".

أضاف: "انتهت المشكلة، ولت ذيولها إلى غير رجعة هي وساعاتها الثلاث اللعينة وبقيت القلعة الصامدة الشويفات معتزة بحاضرها وماضيها، الشويفات المدافعة عن الثغور العصية على الإفرنج المقاومة للاستعمار والصهيونية، الحامية لاستقلال لبنان وعروبته، بقيت قلعة الشويفات الصامدة سندا لضاحية البطولة والجهاد، ضاحية التضحية والشهادة، وضاحية تموز المجيدة".

وتساءل: "هل ننسى أن من الضاحية والشويفات انطلقت درب الكرامة عبر جبلنا الشامخ لتأمين التواصل مع دمشق قلب العروبة وعرين الأسود في أحلك الظروف، واصعبها يوم كان مبضع الصهاينة الأشرار يعمل في الجسد اللبناني، يقطع الأوصال ويدمر العيش الوطني الواحد، ومدعوما من أساطيل الإستعمار لتحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية اسرائيلية- اميريكية- أوروبية".

وأردف: "أن كل نقطة دم زكية هدرت في تلك الساعات الثلاث مسؤولية تسكن عقولنا وقلوبنا ونهر صاخب هادر يعيد مسيرتنا الواحدة إلى جذورها الصحيحة"، مخاطبا الحاضرين: "لنستأنف معا درب الحياة الوطنية درب الصمود والمقاومة لصد الحرب العدوانية العنصرية المفتوحة التي تشنها علينا اسرائيل، ولنبن معا الوحدة الوطنية مدماكا تلو المدماك بتصميم وعزم واندفاع لا يعرف الكلل ولا الملل ولا التردد".

تابع: "إن الوحدة الوطنية هي قدس الأقداس والتفريط بها تفريط بالوطن، إن آثار الاستعمار لم تمح بعد من الحياة العامة وأول هذه الآثار هو التعصب المذهبي والطائفي الكريه الذي يمزق الوحدة الوطنية ويهدد لبنان بوجوده واستمراره. إن الأصوات التي تخرج عن منطق المصالحات هي من مخلفات الحقبة الاستعمارية وتشكل نقيضا للوحدة الوطنية وللسلم الأهلي ولمشروع بناء الدولة".

وأكمل: "فليعلم الجميع أن لا صوت يعلو فوق صوت المصالحة الوطنية، وان احتضان المقاومة والمحافظة عليها والتكامل الأمثل ما بين الجيش والمقاومة هو الضمانة الوحيدة لحماية لبنان ولمنع الاسرائيلي من أن يعيد الكرة فيجتاح لبنان ويرفع بيارقه في قلب العاصمة بيروت".

ولفت إلى أن "إن كل النصائح التي تأتي من الأجانب، ومن غير الأجانب أيضا، بوجوب التخلي عن المقاومة هي مشاريع هدفها إزالة لبنان عن الوجود، هذا ما أكدته التجارب ومن لا يتعلم من تجاربه إنما يشكو من الإعاقة الوطنية، إن السهام التي توجه من الداخل اللبناني إلى المقاومة إنها توجه إلى صدر لبنان وقلبه. نفهم أن تأتي السهام من الاسرائيليين ومن الأجانب، لكن لا نفهم إن يصدر هذا عن الداخل اللبناني".

وتابع النائب ارسلان محذرا: "إن العدو الإسرائيلي وأعوانه ينصبون الأفخاخ للبنان لإجهاض الإنجازان التي تحققت بفضل المقاومة تماما كما فعل العدو في إجهاض الإنجازات التي تحققت في حرب 1973".

أضاف: "فليفهم الجميع أن لبنان لن يركع لأن ركوعه انتحار محتم ولبنان لن ينتحر ابدا، لا بل العكس، أمامنا مستقبل زاهر ببناء وحدتنا الوطنية وبالتكامل الاقتصادي والاستراتيجي مع سوريا، إن لبنان مقبل لأن يتكامل مع هذا المدى الفسيح المتنوع العناصر الغني القدرات الذي عليه تعقد الآمال الكبار، ونعني به التكامل الاستراتيجي السوري- التركي- الإيراني".

ورأى أنه "إننا أمام مشهد مهيب لنهضة استراتيجية تعيد صياغة موازين القوى في المشرق كله فنكسب معركة الاستقرار والتنمية بعد أن نحصن وجودنا ونكسبه مناعة. إن النصر الإلهي الذي تحقق في ملحمة تموز 2006 اكتملت معه عناصر درع الفولاذ القومي الممتد من غزة المجاهدة الجريحة الصامدة المقاومة إلى دمشق الأسد قلب العروبة النابض".

وخاطب كل من "دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أهل الشويفات الأبطال وأهل الضاحية المجاهدين"، ب"ان تاريخنا الواحد الممتد من 1213 سنة من الجهاد والصمود والعمل والبناء والثقة والمحبة القائمة بيننا لن تنال منه حالة تخلي دامت لساعات ثلاث وانتهت، ونحن اليوم ننجز نهائيا إزالة آثارها بمعية الأخ والصديق والشريك الزعيم وليد بك جنبلاط. إن روحية الحادي عشر من أيار ستظل تشكل بوصلة للعمل الوطني لا بد من تعميمها على كافة المناطق اللبنانية لأنها روحية محبة وسلام ووطنية وصمود. إنها روحية عزم على الانتصار".

وختم مستذكرا قول لأمير البيان شكيب أرسلان عن الوحدة الاسلامية وموقع بني معروف في صلبها: "إن نادى المنادي في قرى الدروز يكون نداؤه هو هذا: يا سامعين الصوت صلوا على النبي، أولها محمد وثانيها علي".

 

الرئيس الحريري بدأ في أنقرة زيارة رسمية تستمر 3 أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين الأتراك ورجال أعمال من البلدين

الزيارة يتخللها توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بينها إلغاء التأشيرة

وطنية - وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند السادسة من مساء اليوم، الى العاصمة التركية انقرة، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام يقابل خلالها الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو وعدد من كبار المسؤولين الاتراك، ويجري معهم محادثات تتناول آخر المستجدات السياسية في المنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويتخلل الزيارة التوقيع على ثلاث اتفاقيات هي: 1- اتفاق الغاء موجب التاشيرة لمواطني الدولتين. 2- اتفاق في شأن التدريب والتعاون التقني والعلمي في المجال العسكري. 3- اتفاق حول التعاون في مجال الصحة.

كما سيتم التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم هي: 1- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الزراعة. 2- مذكرة تفاهم في شأن الاعتراف المتبادل بشهادات للملاحين والبحارة وفقا للاتفاقية الدولية المتعلقة بمعايير تدريب الملاحين. 3- مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال علم الاحراج.

ويوم الثلاثاء ينتقل الرئيس الحريري والوفد المرافق الى اسطنبول، حيث يلتقي رجال اعمال اتراك ولبنانيين، ويعرض معهم آفاق الاستثمار في كل من لبنان وتركيا.

ويرافق الرئيس الحريري في زيارته الى تركيا وفد وزاري ورسمي يضم وزير الخارجية علي الشامي، وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وزير الصحة محمد جواد خليفة، وزير الداخلية زياد بارود، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، وزير الزراعة حسين الحاج حسن، وزير الثقافة سليم وردة، وزير البيئة محمد رحال ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارون محمد شطح وهاني حمود ومازن حنا.

 

بعد اليمن لبنان في قلب العاصفة والمسؤولون اللبنانيون أقرّوا أخيراً بخطر الظاهرة الأصولية

مستشار ميركل الأمني حذّر من التنامي الأصولي ومسؤول أميركي الى بيروت لبحث هذا الخطر

سبعون باكستانياً من رموز القاعدة دخلوا لبنان ومصطافون يدخلون ولا يُغادرون

الديار/رضوان الذيب

بعد ان كاد معظم السياسيين اللبنانيين يرفضون مجرد الكلام همساً او علناً عن التواجد الاصولي في لبنان وتحديداً في المخيمات، ويعتبرون مجرد الاشارة في وسائل الاعلام الى الخطر الارهابي فيلما مركبا اخراجا وانتاجا في اروقة المخابرات او في ريف دمشق لابعاد الناس عن الخطر الحقيقي المتمثل بحزب الله وسلاحه والتدخل السوري وترسيم الحدود وما شابه.

والسؤال ماذا تغير خلال الاسبوعين الماضيين كي يتصدر الحديث عن التواجد الاصولي في لبنان وخطره الصالونات السياسية، وليعترف الجميع بخطورة هذه الظاهرة، وكان الاكثر جرأة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الذي لفت الى خطورة هذه الظاهرة المتنامية في لبنان على وجوده ومستقبله وتنوعه.

وما زاد في حدة القلق ان المستشار الامني الالماني للسيدة ميركل واثناء زيارته الاخيرة لبيروت وضع المسؤولين اللبنانيين بمعلومات بالغة الدقة عن النشاط الارهابي لرموز كبيرة في القاعدة في لبنان وبالاسماء وقد ذهل المسؤولون اللبنانيون من هذه الاخبار غير السارة عن بلدهم.

والى المستشار الامني الالماني من المتوقع ان يزور لبنان خلال الايام القادمة مسؤول في المخابرات المركزية الاميركية المولج مكافحة الارهاب للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في تنامي النشاط الاصولي في الفترة الاخيرة في لبنان.

وتقول المعلومات ان اكثر من 70 باكستانيا دخلوا لبنان خلال الشهرين الماضيين عبر مطار بيروت الدولي وبعضهم من الرموز في القاعدة وانتشروا في لبنان وتحديداً في صيدا، وتؤكد المعلومات «ان معظم هؤلاء دخلوا مخيم عين الحلوة بالاضافة الى بعض الاماكن المنتشرة على الطريق الدولية ما بين بيروت والجنوب.

كما ان المعلومات تؤكد دخول خليجيين الى لبنان تحت «ستار» الاصطياف ولم يغادروه وما زالوا يتنشقون الهواء اللبناني المميز.

علماً ان المعلومات تؤكد حصول انقسامات حادة داخل الحركة الاصولية في لبنان وتحديداً ما بين العرب والاجانب، فهناك قسم من الاصوليين يرغب بالجهاد ضد اسرائيل والقوات الدولية وقسم يريده ضد الشيعة وهؤلاء معظمهم في الشمال والبقاع.

وبالنسبة الى الفرع الجهادي للاصوليين ووجهته جنوب لبنان، فهؤلاء يركزون تواجدهم في مخيمات الجنوب لرصد المنطقة الحدودية بدقة لضرب قوات الطوارئ الدولية، التي تملك هذه المعلومات وقد اتخذت اجراءات استثنائية واعتمدت طرقاً جديدة للتمويل تستثني المرور عبر مخيم عين الحلوة ووادي الزينة والناعمة وهذا الفرع الجهادي هدفه ضرب الصواريخ على اسرائيل لكسب الجنة في قتال اليهود، خصوصا ان القاعدة تعتبر ان نقطة ضعفها عدم قتال الاسرائيليين، وبمجرد الوصول الى الجنوب سينعكس ذلك على الشارعين العربي والاسلامي تأييدا، وبالتالي فان هؤلاء يطمحون الى خلق خطوط تماس مع العدو وليس هناك افضل من الجنوب لتحقيق ذلك عبر مبدأ «اضرب واهرب» في بدء الامر واصطياد عصفورين بحجر واحد عبر اظهار تردد حزب الله وخلق جبهة للقاعدة لمواجهة اسرائيل. والملاحظ ان بعض اجهزة الاستخبارات العربية والدولية ابلغت السلطات اللبنانية وبعض السفارات الغربية في بيروت اسماء مطلقي الصواريخ من جنوب لبنان على فلسطين وهم مجموعة يتبعون الى الاصولي زكي نعيم الموجود في عين الحلوة الاصولي العقائدي في ساحات الجهاد بدءاً من اليمن الى افغانستان ولبنان. وتقول المعلومات «ان بعض سفارات الدول العربية والاجنبية في لبنان اتخذت احتياطات امنية في الفترة الاخيرة وتحديداً بعد تصاعد نمو القاعدة في اليمن، كون لبنان هو البلد الأسهل والمكشوف لتحرك عناصر القاعدة لالف سبب وسبب وبالتالي فان لبنان هو الملاذ الثالث

للاصوليين بعد اليمن والعراق حيث الاجتماعات والاتصالات والتخطيط والاهداف.

وتضيف المعلومات «ان التحرك الاصولي يتركز في الشمال بالاضافة الى صيدا وطريق بيروت دمشق وتحديداً ما بين شتورا وقب الياس وطريق بيروت الجنوب وتحديداً في الناعمة وصيدا بينما يجزم البعض ان منطقة وادي الزينة تمثل الثقل الأصولي الاول في لبنان حالياً، وهذه المدافع تخضع لمراقبة اجهزة الأمن اللبنانية والعربية والدولية في ظل التعاون الامني العربي والدولي للقضاء على الظواهر الاصولية المنتشرة في لبنان. فالاوضاع في المنطقة تشهد مع الأيام القادمة ارتفاعاً في منسوب المواجهة مع الارهابيين والاصوليين بدءاً من اليمن وتحديداً بعد عملية التفجير الفاشلة ضد طائرة النقل الاميركية حيث التخطيط كان من ارض «اليمن السعيد» وصولاً الى السعودية ومصر والعراق ولبنان. ولا تستبعد المعلومات عملية حسم عسكرية في مخيمات لبنان وتحديداً في عين الحلوة ضد التنظيمات والعناصر الاصولية على أن تقوم بالعملة العناصر الفلسطينية بالتنسيق مع الاجهزة اللبنانية وستحظى هذه العملية بغطاء اقليمي ودولي، وهذا الخيار المح اليه بعض المسؤولين الفلسطينيين وهو يدرس بجدية وتحديداً مع المتغيرات الاقليمية، لأن اجتثاث هؤلاء من لبنان سيكون مقدمة لاضعافهم في اليمن والعراق، كون الاجتماعات والاتصالات بين قيادات اصولية تحدث في لبنان. أما الخطوة الثانية فتتمثل بالعمل وبذل الجهد لتسوية الصراع بين السلطات اليمنية والحوثيين سلمياً بموافقة من المملكة العربية السعودية، وتشجيعها للتفرغ الى الاصوليين. هذه الخطوات مطلوبة اميركياً من الدول العربية لاجتثاث الارهاب، والمهلة ليست طويلة، وفي حال الفشل فان البديل سيكون عبر التدخل الاميركي المباشر، والنزول في ارض اليمن. واذا تحولت اليمن الى افغانستان، فمن هي الدولة العربية التي ستمثل دور باكستان، واذا حصل التدخل الاميركي المباشر في الخليج فان الفوضى ستعم حتماً المنطقة العربية كلها ومن ضمنها لبنان. اذا كان البعض يرفض تصديق مثل هذه المعلومات ويضعها في خانة اللعبة السياسية الداخلية والاقليمية فعليه ان يلتفت جيداً الى ما سيحصل في اليمن ويراقب التطورات جيداً؟

  

النائب نديم الجميّل: تهديدات نصرالله المبطنة لا تخيف المسيحيين واللقاءات لا تزيل رواسب السابع من أيار لان الشعب اللبناني مولع من السلاح والجرح عميق

جدد عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب نديم الجميل التاكيد ان السابع من أيار ليس يوما مجيدا كما قال السيد حسن نصر الله انما هو يوم حزن معتبرا ان المجتمع اللبناني ليس جاهزا بعد لتخطي هذه المرحلة لاسيما ان الامر بحاجة لأكثر من لقاءات وشكليات . ولاحظ في حديث عبر MTV ضمن برنامج "قبل الاخبار" ان النائب وليد جنبلاط يقوم بخطوات عدة لإزالة رواسب 7 أيار إلا أن الجروح لم تتبلسم بعد مضيفا "ان اللقاءات لا تزيل 7 أيار لان الشعب اللبناني مولع من السلاح ولا يمكننا أن نأخذ قرارات سياسية الا تحت غطاء السلاح، والتعيينات تخضع للمنطق نفسه". واشار الى ان للسلاح تأثيرا على جميع المشاكل التي يمر بها البلد مؤكدا ان حل هذه المشكلة يمهد لحل باقي المسائل.

واذ أيّد الجميّل أية مصالحة تحصل على الصعيد اللبناني، تمنى أن تحصل على ثوابت محددة ووطنية الا انه لم يرَ أن ثمة ثوابت مشتركة بين النائبين وليد جنبلاط وميشال عون ملاحظا ان خطاب جنبلاط منفتح جدا إن كان على سوريا أو حزب الله على عون من ضمن هذا الفريق. وقال:" في ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله نرى أن ثوابت العماد عون القديمة ليست موجودة" معتبرا ان نتائج ورقة التفاهم التي ستحصل بين عون وجنبلاط هو ذهاب الاخير إلى دمشق. ورأى الجميّل انه لو كانت هناك نية لوليد جنبلاط لحل ملف المهجرين لما كان انتظر حتى العام 2010 أو أن يتحالف مع التيار الوطني الحر، واعتبر انه في حال غياب النية الحقيقة فلن يحل هذا الملف، مشددا على ان المشكلة يجب أن تطرح كمشكلة وطنية في المجلس النيابي. واشار الى ان القوى المسيحية والسنية في 14 أذار متحدة جدا والعلاقة ممتازة بينهما وقال:"ان هناك نية لعزل الكتائب والقوات وإستقطاب تيار المستقبل للفريق الآخر، ولكن أؤكد أن هذا الفريق مازال متحدا وفريق 14 أذار هو شعب 14 أذار الذي يؤمن بروح 14 أذار وثورتها".

واضاف الجميل:" كحزب كتائب نحن في 14 أذار وان كانت لدينا ملاحظات على الامانة العامة لهذه القوى ولكن هناك تواصل بين الأمانة العامة والكتائب اللبنانية ".

واكد ان ليس هناك من حاجة لتشكيل جبهة جديدة للمسيحيين ولاسيما اننا ناضلنا ثلاثين سنة لإيصال الفكر السني إلى الفكر اللبناني متمنيا ان تكون الورقة ،قيد التداول، لبنانية تضم المسيحي والمسلم ضمن فريق وإتجاه واحد. ورأى الجميل في كلام السيد حسن نصرالله الى المسيحيين تهديدا مبطنا وتوجه اليه مؤكدا له أن تهديداته لا تخيف المسيحيين.

وقال:"ان الحرب المسيحية المسيحية أدت إلى إضعاف الدور المسيحي في لبنان، والتصرف الكتائبي في 1943 هو الذي أدى إلى الإستقلال اللبناني من الفرنسيين وكذلك سنة 2005 من الجيش السوري". واشار الى انه لا يخاف على مستقبل المسيحيين ووصف دورهم بالمهم جدا مؤكدا ان لبنان لا يمكن أن يلعب دوره من دون المسيحيين .

وفي موضوع التعيينات، قال:" نحن نعيش اليوم في دولة مزرعة، وهذه التعيينات ستأخذ بعين الإعتبار المحاصصة والطائفية وهذا الشيء سيؤدي إلى خراب الوطن والدولة" مضيفا:" لا نجد أحدا اليوم في لبنان يضع نفسه في خدمة الوطن" متمنيا أن تكون عملية التعيينات قائمة على مبادئ الكفاءة والنزاهة وأن يكون الشخص قادرا على خدمة اللبنانيين.

وعن اقتراح الرئيس نبيه بري تشكيل هيئة قضائية تشرف على التعيينات، قال الجميّل:" أرفض هذا الإقتراح، لأن الدستور اعطى الدور لمجلس الوزراء لإختيار الموظفين، وهذا الإقتراح يلغي دور الدولة والحكومة." ورأى الجميّل ان هناك ثلاثة معايير أساسية لاصدار التعيينات هي لا للمحاصصة ومعيار الكفاءات والمعيار الدستوري الذي يفصل بين الوظائف المسيحية والإسلامية، مطالبا بالبدء بالغاء المحاصصة وبأن يكون ولاء الأشخاص للبنان وليس لأي شخص اخر.

واعتبر الجميل انّ الأمن العام أصبح بخدمة حزب الله والسلاح داعيا الى تغيير قيادتها وأن تعود هذه الوظيفة للمسيحيين لإعادة دورهم الفعلي.

وعن ترشيح الرئيس بري لقائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير لتولي منصب مدير الامن العام، قال:" ان أي شخص يسبب مشكلة في وجه الإصلاح في الأمن العام وفي أية مؤسسة أخرى لسنا بحاجة له اليوم، وإنتماء وفيق شقير الحزبي معروف." وعلى صعيد آخر سأل الجميّل:" لماذا يريدون إلغاء القرار 1559؟ وإذا نفذ هذا القرار كما يقولون فهذا الامر يجب ان يكون قد حصل سنة 2007 فلماذا لم يطالبوا بإلغائه حينها؟" مشيرا الى ان هذا القرار هو من أهم القرارات الدولية وإلغاءه يعني شطب كل القرارات التي اتت من بعده كالقرار 1680.

واعتبر انه طالما اسرائيل ما زالت في الأراضي اللبنانية فعلينا أن نبقى القرار 1559 لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي.

ورأى ان تصرف حزب الله يوم 7 أيار كان تصرفا ميليشاويا على الأراضي اللبنانية، معتبرا ان البيان الوزاري لم يشرع سلاح حزب الله و"حزب الكتائب كان له اعتراض كبير على هذا الموضوع، وكل الخبراء القانونيين يؤكّدون أن البيان الوزاري ليس قانونا". وفي هذا الاطار، اوضح الجميل أن في هذا الطعن شقين، الشق السياسي والشق القانوني مشيرا الى ان هذا الطعن لم يصل إلى المجلس الدستوري لأنه لم يحصل على الأصوات المطلوبة "ولكننا متفقون على أن سلاح حزب الله هو سلاح غير شرعي". وعن الغاء الطائفية السياسية، اكد الجميل انه لا يمكن الوصول الى هذا الأمر بوجود السلاح غير الشرعي بيد حزب الله "فالطائفة الوحيدة التي تملك السلاح هي الطائفة الشيعية" مشددا على ضرورة أن يسلم حزب الله سلاحه قبل البحث بإلغاء الطائفية. ولفت الى ان طاولة الحوار هي لتمريرالوقت وهي ليست طاولة رديفة للمجلس النيابي ولمجلس الوزارء معتبرا ان الاستراتيجية الدفاعية ترسم من قبل وزارة الدفاع والمؤسسات الرسمية والجيش اللبناني وليس حزب الله. واستغرب الجميل كيف ان الدولة اللبنانية لم تتمكن من دخول حارة حريك لتحقيق بالإنفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية سائلا" لماذا لم تتمكن القوى الأمنية من الكشف على موقع الحادث ومُنعت من الدخول؟". واعرب عن اعتقاده بان الحكومة حاكت تمثلية كبيرة بسبب عدم تمكنها من معرفة ما حصل في الضاحية الجنوبية مشيرا الى انه"عندما نفقد المصداقية نفقد كل شيء". واستغرب الجميّل انه كيف حتى الآن لا نعلم شيئا عن مصير المواطن جوزف صادر أو إنفجار خربة سلم في الجنوب مشيرا الى انه سيوجه اسئلة الى الحكومة في هذه الامور العالقة.   Kataeb.org Team

 

14 مليون لبناني مغترب منهم 1,4 مليون بين 20 و30 عاما

80% يرغبون في العودة اذا توافرت فرص العمل المناسبة 

2010-01-10 النهار

كتبت سلوى بعلبكي:

مع اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية وانهيار كبرى المؤسسات العالمية التي أدت الى خسارة الكثير من الشباب اللبناني المنتشر في الخارج لوظائفهم، برز سؤال عن كيفية جذب هؤلاء للعمل في الوطن العربي عموماً ولبنان خصوصاً، مع عودة التفاؤل والثقة في لبنان من ناحية الاستقرار الاقتصادي والسياسي بعد تأليف حكومة وحدة وطنية.

صحيح ان الصورة الاحصائية في لبنان مضطربة بعض الشيء ولا سيما في ما يتعلق بحجم الدياسبورا اللبنانية، الا ان دراسة شركة Heidrick & Struggles تقارب الواقع مع اشارتها الى وجود نحو 14 مليون لبناني مغترب (نحو 9 ملايين منهم في الاميركيتين)، بينهم 1,4 مليون تراوح اعمارهم ما بين 20 و30 عاما (خريجو ابرز المعاهد والجامعات العالمية واصحاب كفايات وخبرات تراوح ما بين 5 و7 سنوات)، مما يعني أن ثمة المخزون من الكفايات كبير ويمكن الافادة منه، سواء في المنطقة او في لبنان الذي يتوقع ان يحقق نموا بنحو 7 في المئة. علما ان البنك الدولي قدّر حاجة منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى اكثر من 4 ملايين فرصة عمل كل 5 سنوات لمواكبة نسب النمو المتوقعة لديها.

هل يمكن ان يجد اللبنانيون موقعا لهم ضمن تلك الفرص؟

يعتبر رئيس مجلس الادارة الرئيس الاقليمي لـHeidrick & Struggles أيمن حداد، ان معظم الشباب اللبناني يتوجهون تاريخيا نحو اختصاصات ومهن هي في طلب متزايد في العالم العربي ومنها الهندسة، والطب، والمعلوماتية، والمال والمصارف، والاتصالات والاعلام والمهن الحرفية "ولدى هؤلاء قدرة تنافسية عالية حيال التأقلم مع الثقافة العربية من جهة، ومهاراتهم اللغوية من جهة أخرى".

لكن، ما مدى جاذبية الوطن العربي ولبنان لهذه المهارات الشابة؟، وعلى أي أسس يمكن ان تكون العودة؟

للإجابة عن ذلك، أنجزت الشركة دراسة شملت عينة من 1400 من اللبنانيين المغتربين، تمّ استفتاؤهم في ستة عوامل تكوّن مجتمعة مؤشراً عاماً للمستوى رغبتهم في العودة الى المنطقة ولبنان. وتوزعت وفق تصنيفها ونتائجها كالآتي:

- "القيمة السوقية للخبرات المكتسبة": تقدمت الامارات على لبنان وحازت نسبة 80 في المئة من المستطلعين.

- "البيئة المهنية": تقدمت الامارات أيضا على لبنان، وتقاربت نتائجه مع قطر والبحرين.

- "القدرة على التوفير" اي كلفة المعيشة والتضخم والضرائب: احتلت السعودية المرتبة الأولى، تلتها الكويت ثم قطر. وحلّ لبنان خامسا، والامارات في أسفل الترتيب.

- "جودة التعليم": احتل لبنان المركز الأول وبفارق كبير عن المراكز الأخرى، تلته الامارات.

- "البيئة الاجتماعية": احتل لبنان المركز الأول من حيث جاذبية بيئته الاجتماعية مقارنةً بالبلدان الأخرى، وتراجعت السعودية في الترتيب العام.

- "توافر الأمن" (الشخصي والعائلي): لا تزال نظرة المغتربين الى لبنان سلبية. لذلك، أحتل المركز الأخير، بينما تقدمت دول الخليج بفارق كبير باستثناء السعودية.

ووفق المؤشر العام، احتلّ لبنان المرتبة الثانية بعد الامارات وقبل قطر. وعندما سئل المغتربون عن أي من البلدان يرغبون في العودة اليها اذا ما توافرت لهم فرصة عمل مناسبة، حصلت الامارات على النسبة الاكبر، تلاها لبنان بفارق صغير والبلدان الاخرى بفوارق أكبر.

استنتاجات

تبعا للنتائج، خلصت الدراسة الى ثلاثة أمور أساسية:

- نسبة عاليةٌ من المغتربين تفضّل العودة للعمل في لبنان بسبب جودة التعليم وبيئته الاجتماعية.

- نسبة كبيرة من المغتربين تعتبر دول الخليج أكثر جاذبية وخصوصا الامارات من الناحية المادية واكتساب الخبرة والأمن.

- أكثر من 80 في المئة يرغبون في العودة الى لبنان اذا ما توفرت لهم فرص عمل مناسبة.

لكن ما هي الافكار والحلول لتوفير بيئة مؤاتية وفرص حقيقية للشباب ولا سيما ان 5 في المئة منهم أبدوا رغبة صريحة في عدم العودة؟

يقترح حداد وضع استراتيجيا وطنية شاملة تحدد آليات التواصل مع الشباب المغترب وتبرز المهارات المتوافرة وتحفزهم للعودة، وإدراج موضوع عودة الشباب من ضمن أولويات الحكومة الجديدة، وإنشاء صندوق إستثماري Fund خاص بالشباب المغترب الراغب في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة أو توسيع نطاق عمل بعض المؤسسات المهتمة مثل "بادر" و"كفالات" و"إيدال"، وإقتراح قوانين تحفيزية للشباب المغترب لجهة الحصول على الجنسية والتسهيلات الضريبية، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي عبر تحديث آليات الضمان الصحي وضمان الشيخوخة، وإنشاء مؤسسة غير حكومية يشارك فيها القطاعان الخاص والعام "تكون شبيهة بمرصد وطني للمهارات الشابة، تتابع باستمرار تطوّر هذه المهارات وتأخذ على عاتقها تنفيذ الاستراتيجيا الوطنية".

البعض يعتبر ان قطاع الاتصالات هو ثروة لبنان، والبعض الآخر يؤكد ان المياه هي ثروته. وثمة مَن يرى ان التنوع والإرث الثقافي هما الثروة الحقيقية للبنان. لكن في رأي حداد ان "مهارات شباب لبنان المقيم والمغترب هي "نفط لبنان وثروته التي يمكن ان يعتمد عليها لوضع لبنان في مصاف الدول المتقدمة والمنتجة".

 

 إخبار عن برنامج LOL أمام القضاء 

2010-01-10 النهار

لا تزال حلقة برنامج LOL التي بثتها محطة "أو تي في" تثير ردود فعل وانتقادات.

وأمس قدم السيد فادي الشاماتي، من البترون والمقيم في جبيل اخباراً الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان عن البرنامج ككل، مما فيه:

"تعرض محطة OTV برنامجاً تلفزيونياً باسم LOL، يستضيف اسبوعياً مجموعة من الضيوف الذين يسردون النكات بصورة مباشرة على الشاشة التلفزيونية.

وفي ليل 31/12/2009 ليلة رأس السنة الميلادية، قامت المحطة المذكورة اعلاه، في البرنامج السابق ذكره، باحياء سهرة مباشرة استضافت فيها عدداً من الضيوف سردوا النكات تضمنت خروجاً غير مألوف عن الآداب والاخلاق وشكلت كلاماً مخلاً بالحشمة ومنافياً للحياء.

ان هذا البرنامج يشكل تعرضاً سافراً للاخلاق والآداب العامة ويضرب في الصميم القيم الاخلاقية التي تربى عليها اولادنا ويهدد مباشرة التضامن الاسري لعائلاتنا ويحرض اولادنا في صورة غير مباشرة على الانحراف والانحلال الاخلاقي. بناء عليه، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية والاجتماعية والاخلاقية، وحماية للأسرة اللبنانية وصونا للقيم والفضائل والمبادئ الادبية التي تحلى بها مجتمعنا وتميزت بها عائلاتنا. لذلك، اتقدم من جانبكم بالاخبار الحاضر، مرفقاً به شريط فيديو( DVD) للحلقة المبينة اوصافها اعلاه، ملتمساً من جانبكم التفضل بأخذ العلم والاطلاع واجراء المقتضى القانوني، مع احتفاظي بحقوقي من اي نوع".

 

الديموقراطية التوافقية في غياب ضوابطها... هي فَدْرلة مقنّعة

 "حزب الله" بين الرسالة المفتوحة والوثيقة السياسية 

2010-01-10

وجيه قانصو / النهار  

لا تعني وثيقة "حزب الله" السياسية التي أطلقها اخيراً قطيعته الكاملة مع الرسالة المفتوحة التي أعلنت انطلاقته في العام 1985، ولا تعني أيضاً أنه ظل ملتزماً ببرنامج تلك الرسالة السياسي المتمحور حول إقامة دولة ولاية الفقيه الإسلامية في لبنان. فالفارق الزمني بين الوثيقتين، والذي يزيد على عقدين، هو الفارق بين لحظة التأسيس من جهة، التي تُبنى عادة برؤى طامحة وتبحث لنفسها عن واقع يحتضنها، وفترة النضج في التجربة من جهة أخرى، والتي أثمرت تحولات وإنجازات (وإخفاقات)، استدعت خطاباً جديداً ولغة استقطاب مختلفة ومنطقاً مغايراً في إدارة النشاط السياسي والنضالي (أو الجهادي). من دون أن يعني ذلك تغايراً بين ثوابت كلتا الوثيقتين أو تغيراً في بنية "حزب الله" العقائدية أو تعديلاً في مرجعياته الإيديولوجية في فهم الواقع وتحديد الموقف منه، أو حتى انزياحاً في علاقته العضوية بنظام ولاية الفقيه في إيران، التي قد تتغير في الشكل وآليات الأداء وطرق توزيع المهمات وتحديد الصلاحيات، لكنها تبقى ثابتة من حيث الطبيعة والبنية.

ويمكن القول إن الوثيقة الحالية لا يمكن أن تُفهَم أو تُفسَّر إلاّ بإحالتها إلى الرسالة المفتوحة الأولى، بحكم أن راهن "حزب الله" لا يمكنه الإنفصال عن ذاكرته وماضيه اللذين يصبحان جزءاً من تكوينه النفسي، وتبقى مفاعيلهما حاضرة ومؤثرة، بوعي وبغير وعي وبإرادة ولا إرادة من أفراده وقياداته، في مجرى تفاعل "حزب الله" مع الحدث وعملية اتخاذه للقرار. هذا بالإضافة إلى اشتراك الرسالة الأولى والوثيقة الحالية في بناء مشهد تحولات "حزب الله" وتصوير سياقه التاريخي، فلا يعرف التحول الراهن إلا بقياسه إلى اللحظات التي سبقته، وخاصة لحظة التأسيس التي تحمل بداخلها المنطلقات النظرية والإيديولوجية التي تسوغ وجود التنظيم نفسه. بل يمكن القول إن الوثيقة الجديدة لم تكن نتاج مراجعة جذرية للرسالة المفتوحة، بقدر ما هي إعادة بناء للأولويات، وبلورة استراتيجية أداء جديدة، وتحديد مهمات مختلفة، وطرح ترتيبات سياسية تُثَمِّر المنجزات القائمة وتؤطر واقع "حزب الله" ومستقبله.

ما نشهده هو محطة جديدة لـ"حزب الله" في سياق تواصلي بين النشأة الأولى والراهن، استدعت لملمة التحولات والمتغيرات الحاصلة ضمن إطار رؤيوي يُسهِّل التكيف معها والتحكم بمسارها، وليس قفزة نوعية في مرتكزاته الفكرية وإلتزاماته الإيديولوجية وأهدافه العامة وبنيته التنظيمية الصارمة ووظيفته المحورية كـ"حركة جهادية إسلامية" ذات دور مركزي داخل "أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران" ضد "الإستكبار العالمي" بحسب ما جاء في الرسالة المفتوحة الأولى، وداخل "جبهة مواجهة عالمية"، بحسب ما جاء في الوثيقة الجديدة، لا تزال "إيران الإسلام" قطب رحاه ضد الولايات المتحدة التي تم وصفها بوصفين يساريين: "رأسمالية متوحشة" و "عولمة عسكرية".

انطلقت الرسالة المفتوحة الأولى بمطلقات عقدية تمحو الفواصل بين الديني والسياسي، وجاءت في سياق الاستجابة لزخم الثورة الإسلامية في إيران التي شَرَعَت في تأسيس "أُمَّة حزب الله" المتقومة بمركز ولايتي في إيران (تماثل مركزية الخلافة)، وأطراف عضوية خارج إيران تدور في فلكه وتسعى إلى إقامة نظام سياسي يحاكي نظام المركز في البنية والمرجعية الإيديولوجية. كانت الرسالة المفتوحة عقيدة سياسية مشحونة بوجدانيات حسينية وحرارة ثورية، تسعى إلى خلق ترتيب سياسي يستند إلى مقولة ولاية الفقيه، إلا أنها لم تجد لنفسها مجالاً رحباً في الحياة السياسية أو الثقافية أو حتى الإجتماعية في لبنان، أو في أي مكان آخر، ووجدت في ظرف الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان (ذي العمق الشيعي) الفرصة التاريخية في صرف مخزونها العقائدي واستعمال طاقة الاندفاع الثوري لإيجاد حيز ارتكاز فعَّال، أخذ يتنامى مع الزمن ويثبت جدواه، ليس في تحرير الأرض فحسب، بل وبحكم الحساسية الجيوسياسية لدائرة نشاط "حزب الله"، فقد تم تثمير هذا النشاط في مجال الصراع العربي (السوري) -الاسرائيلي، ومجال الحرب الأميركية - الإيرانية الباردة التي بدأت تتشكل مع ظهور الملف النووي الإيراني واتضحت ملامحها بعد سقوط بغداد.

تبين أن مقولة ولاية الفقيه، التي أثمرت نظاماً سياسياً في إيران يكون فيه الفقيه محور السلطات وقطب رحى المشروعية، لم تجد حظوظها في باقي العالم، وأن النضال لأجل محاكاة النظام القائم في إيران مصيره الفشل ويتسبب بصدامات عبثية. ما يعني أن مشروع "أمة حزب الله"، لم يعد واقعيا أو معقولاً خارج إيران، بحكم أن الظروف الإجتماعية والتاريخية والسياسية التي أَمَّنَت نجاح تجربة ولاية الفقيه في إيران، لن تتكرر في مكان آخر. فكان لا بد من إعادة ترتيب أولويات القوى المنخرطة في مشروع "أمة حزب الله" خارج إيران، وتعديل مهماتها، من أفق إقامة نظام سياسي يحاكي ويماثل النظام السياسي المركز في إيران، إلى قوى جهادية تدعم هذا النظام وتُؤمِّن له عناصر القوة اللازمة لنموه وتأمين مصالحه، وتوفر له حالة الإنتشار الجيو سياسي المؤثر والفاعل في معركة صراعه المركزية ضد "الشيطان الأكبر"، التي اتخذت شكل المواجهة غير المباشرة بينهما عبر الوسائط الحليفة للطرفين. وهي وظيفة جاءت الوثيقة السياسية لتعبر عنها من جديد، لكن هذه المرة بتأطير سياسي لا عقدي أو أيديولوجي خاص.

لعل هذه هي أولى تحولات "حزب الله”. التي استدعت منه في بداية التسعينات إعادة ترتيب الأولويات، وفرضت عليه البحث عن المسوغات الفقهية المؤيدة لخطوته الجديدة، خاصة مع بروز استحقاق الاعتراف بالنظام السياسي اللبناني بعد اتفاق الطائف والدخول في مجلسه النيابي، بعدما كان هذا النظام، بحسب الرسالة المفتوحة الأولى، "صنيعة الإستكبار العالمي" ولا بد من تغيير "تركيبته الظالمة من جذورها". وهو ما ألزم "حزب الله" بالإنتقال من حالة "الثورة الإسلامية في لبنان" الساعية إلى تغيير النظام فيه لغرض بناء الدولة الإسلامية، إلى حالة "المقاومة الإسلامية" التي تُرَحِّل فكرة النظام السياسي وهويته وتكوينه من ثقافتها وخطابها السياسي وبرنامجها الجهادي، وتسوغ لـ"حزب الله" إيجاد حيز نشاط حر خارج الإلتزام الرسمي والتقيد المؤسسي بالدولة. وهي خطوة استدعت منه البقاء على هامشها، لا بمعنى الخروج عليها واستعصاء الإعتراف بها كما هي حال الحركات الأصولية، بل ببناء جسور معها والدخول في مؤسساتها الدستورية من دون الإلتزام بالمقتضيات الموضوعية والسياسية والثقافية لمرجعية الدولة في كل ما يتعلق بالشأن العام. لذلك نجد أن "حزب الله" تفرّد من بين جميع الحركات الإسلامية، بغياب أدبيات النضال السياسي لديه، سواء لجهة إشكالية النظام السياسي القائم واستراتيجيات تغييره وآليات استلام السلطة لغرض تأسيس الحكم الإسلامي، كما هي حال أدبيات حركة الإخوان المسلمين وحزب الدعوة وحزب التحرير، بل نجده يقرن، داخل مجاله الثقافي الخاص، إقامة النظام الإسلامي الشامل بعقيدة انتظار "صاحب الزمان" الذي "سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً"، وهي إحالة توفر لعناصر "حزب الله" راحة ضمير ديني من عدم التصدي لمهمة مستحيلة كهذه.

خصوصية الوضع اللبناني، بتكوينه الطائفي وضعف الدولة فيه وغيابها شبه المزمن عن جنوب لبنان والترتيب السياسي الخاص الذي كانت تديره سوريا، وفَّر لـ"حزب الله" الشروط الموضوعية في إيجاد حيزه - الهامش بطريقة تنسجم مع تحوله الجديد، الذي لا يصطدم مع الداخل اللبناني ويطلق يده في نشاطه الجهادي العابر للحدود، والذي أخذ (الحيز - الهامش) يتنامى بفعل العناية الإيرانية الفائقة بتجهيزه وتمويله، وتوفير الغطاء السياسي له من قبل سوريا، وبفعل النجاحات اللافتة التي أحرزها بعملياته النوعية. نجاح هذا الهامش والرغبة في بقائه، فرضا على "حزب الله" إقامة معادلة، تُشبه المقايضة بين أمرين، تتمثل بالخروج من لعبة التجاذبات والإصطفافات السياسية الداخلية والإنسحاب شبه الكامل من قضايا الشأن العام أو التصدي بفاعلية للشؤون المطلبية في لبنان، مقابل بقاء هذا الحيز واستمراريته وسكوت الآخرين عنه. وهي مقايضة لم تزعج الداخل اللبناني كثيراً، بل كانت بمثابة رسالة تطمين للاعبي السياسة في الداخل بحكم غياب منافس قوي لهم عن ميدان السلطة والنفوذ والمال، ولم تغير شيئا من سيادة الدولة اللبنانية التي تحوّل غيابها الفعلي عن جنوب لبنان عرفاً وعادة، ولم تكن معالجة الإحتلال الإسرائيلي حينها مندرجة، قصوراً وتقصيراً، ضمن أولوياتها. هذا بالإضافة إلى وجود راعٍ سوري يضبط إيقاع الهامش والداخل ويتدخل في اللحظات الحرجة لفك التداخل وإعادة التوازن بينهما إلى نصابه.

هذا يعني أن الحيز-الهامش لـ"حزب الله" المستقل عن الدولة، لم يكن بلا حدود أو قيود، بل كان محكوماً للتوازن مع حساسيات الداخل اللبناني الهش، ومُلزماً بضبط إيقاعه مع المسار السوري في إلتزاماته الدولية، وهو وضع ساعدت مراعاتُهُ "حزبَ الله" على مراكمة خبرة سياسية في الجمع بين المتعارضات والتوفيق بين النقائض، وعلى بلورة خطاب سياسي ونضالي ذي مدى استقطابي أوسع من دائرة نشأته الشيعية وعابرة لحدود لبنان، والأهم من ذلك أنه خطاب متجاوز لخطاب الحركات الإسلامية وثقافتها التي ظلت محكومة لعقدة "إقامة حكم الله في الأرض"، الأمر الذي خلق مساحات التقاء واسعة بين "حزب الله" والتيارات اليسارية والنضالية في العالم العربي، التي وجدت في خطاب "حزب الله" تناولاً غير مؤدلج للعناوين السياسية الكبرى، التي كانت وما زالت: قضية فلسطين والهيمنة الأميركية، أي خطاباً خالياً من الإحالات العقائدية والمرجعيات الفكرية الخاصة، ومن أي برنامج سياسي لاستلام السلطة، ويطرح رؤاه بلغة تعبوية شاملة. وهو ما مَكَّن "حزب الله" من اختراق الحاجز النفسي والتاريخي بين السنة والشيعة، ليصبح في نظر الكثيرين أداة عربية وإسلامية فاعلة في دائرة الصراع العربي الإسرائيلي وفي مجال الدفاع عن المصالح القومية.

بيد أن الرحابة والإتساع في مدى خطاب "حزب الله" السياسي، لم يواكبهما اتساع ورحابة في بنيته الداخلية وتكوينه الثقافي والإيديولوجي الخاصين، ولم يواكبهما أيضاً بناء ذاتية، لا تقطع مع دولة المركز في إيران بل تستقل عنها، لتتناسب مع المقتضيات المنطقية لخطابه الجديد وشروط فاعليته داخل المجال العربي. ولعل سبب عدم المواكبة يرجع إلى أن الاستناد إلى الإرث الشيعي، بوجدانياته الإحتجاجية وسماته الزهدية ومُحفِّزَاتِه الجهادية، وفَّر له جاذبية استقطاب شيعية وتماسكاً داخلياً وطاقة اندفاع عالية، ما كان بإمكان "حزب الله" حيازتها جميعاً بطريق آخر. كما أمَّن له مبدأ ولاية الفقيه، حالة انضباط هرمي، بحكم أنه يقرن الطاعة السياسية والتنظيمية بطاعة الله، فالرادّ على الولي الفقيه أو من يمثله، أي الرافض للإئتمار بأوامره أو الرجوع إليه في أمور حياته العملية، هو بحسب هذا المبدأ رادّ على الأئمة "المعصومين"، والرادّ عليهم "رادّ على الله". وهو مبدأ ما كان بإمكان "حزب الله" مساءلته أو إعادة النظر فيه، ويُؤثِر دائما إزاحته من مجال التداول العام، السياسي والفكري معاً، وإبقاءه خصوصية تنظيمية داخلية، لأنه يمثل جوهر العلاقة مع الدولة المركز في إيران، التي جعلت من ولاية الفقيه محور ارتكازها وأساس وجودها. بل يكون دخول (أو رضى) "حزب الله" في نقاش هذا المبدأ أو تفحص صلاحيته الفقهية ومؤدياته السياسية خارج إيران، علامة منه على رسم المسافة الفاصلة عن إيران. وهو أمر لا يريده "حزب الله" مطلقاً، ولا يتحمل أن يُقدِمَ عليه بحكم العناية المادية والرعاية السياسية اللتين توليهما الدولة الإيرانية له. ولعل هذا يفسر إصرار السيد حسن نصر الله في أكثر من مناسبة على وصف ولاية الفقيه بأنها من أمور العقيدة، في مسعى منه لسحبها من النقاش وعدم إلزام المجتمع اللبناني بمستلزماتها السياسية. هذا مع العلم أن ولاية الفقيه قضية إجتهادية تقبل القبول والردّ بين الفقهاء ولم يَتَقرَّر أنها من ضرورات المذهب الشيعي الإمامي أو ثوابته.

المفارقة بين خطاب سياسي ونضالي مفتوح ومتحرر من مرجعيات إيديولوجية أو فكرية خاصة، وتكوين تنظيمي مُغلق يتقوم بخصوصية مذهبية وأطر ثقافية لا تقبل التعميم خارج الإطار الشيعي المؤدلج، بالإضافة إلى توازنات إقليمية وحساسيات داخلية كان "حزب الله" مُلزماً بمراعاتها، أدت إلى الحد من فاعلية "حزب الله" خارج جغرافيا نشاطه المقاوم، وقلصت من قدرته على الإنتشار في محيطه اللبناني والعربي خارج مجاله المذهبي، وآثر للتعويض عن ذلك بإقامة تحالفات آنية هشة مع قوى محلية وإقليمية، يسارية وإسلامية، يتقاطع مع بعضها في المصالح، ويشترك مع بعضها الآخر في التطلعات النضالية.

ولعل مفارقة الخطاب الشامل لـ"حزب الله" مع واقعه الفعلي، هي من أبرز ثغرات مشروع المقاومة، الذي تصدر "حزب الله" الترويج له وعمل على التنظير له في وثيقته الأخيرة، نتيجة افتقاد مشروع كهذا للإطار التنظيمي المُدعَّم ببنية ثقافية وعقيدة سياسية، تؤهلانه لاشراك جميع شرائح المجتمع اللبناني والعربي، بمختلف تلويناته الايديولوجية والدينية والمذهبية. بين إيديولوجية ذات خصوصية مذهبية مُركَّزة من جهة، لا يملك "حزب الله" (ولا يرغب بذلك أصلاً) تجاوزها أو تعديلها، وطموح نضالي لديه ذي بعد كوني يتجاوز جغرافية مكانه من جهة أخرى، تتساكن داخل خطاب "حزب الله": رؤى ورغبات وادعاءات فاقدة لشروطها الموضوعية ومقوماتها المادية وأطرها الثقافية وبنيتها التنظيمية، وواقعه الضيِّق بجغرافيته ومجال انتشاره البشري، يُعوِّضُ ضيقه صدى التحرير ومواجهاته الموسمية مع إسرائيل واستثماراته الإعلامية المُرَكَّزَة لهما.

نجحت مقاومة "حزب الله" في حشر الإحتلال الإسرئيلي في الزاوية الخانقة، الأمر الذي ألزمها باتخاذ القرار بالانسحاب. إلا أن هذا الانسحاب لم يكن بمثابة المعطى المفصلي لتغيير معادلة الحيز-الهامش الذي أشرنا إليه، بحكم بقاء قواعد اللعبة السياسية وتوزيع الأدوار فيها بيد سوريا الراغبة بإبقاء هذا الترتيب على حاله. بل خلق الإنسحاب الإسرائيلي فرصة انتشار جغرافي واسع لـ"حزب الله" في لبنان، ساعده على إعادة هيكلة بنيته العسكرية، من فِرق مقاومة محدودة تقوم بعمليات نوعية في أمكنة ضيقة وبأوقات متقطعة، إلى تكوين عسكري مُنظَّم وقادر على خوض معارك مع العدو لفترة طويلة وعلى امتداد رقعة جغرافية واسعة. أي إن الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ساهم بشكل كبير في ترسيخ معادلة "المزاوجة" بين المقاومة والجيش (أي الدولة)، رغم تعالي الأصوات بانتهاء مسوغات بقاء المقاومة في وضعيتها القائمة.

كان الإنسحاب السوري من لبنان، هو المحطة المِفصل التي استدعت من "حزب الله" الإستنفار الكامل لمواجهة استحققاتها المحلية والدولية، حيث جاء الإنسحاب مقروناً بالقرار 1559 الدولي، الذي يعني عملياً إنهاء وجود "حزب الله" المسلح بالكامل. وهو قرار يمثل تنفيذه نهاية لـ"حزب الله" نفسه، الذي يقوم عصب تضامنه وهيكليته الداخلية على عقيدة الجهاد التي تستتبع النشاط السياسي لها وتجعله في خدمتها. وقد زاد من حدة المشهد، إندفاع قوى 14 آذار عموماً إلى طرح مشروع الدولة بخطاب يتسم بلغة خطابية وشعبوية، والتسرع في وضع قواعد سياسية جديدة لاغية للهوامش والجيوب المستقلة عن الدولة، والمبالغة في معاداة النظام السوري، بوعود وتحفيز أميركيين، والدعوة إلى معاقبته أو حتى إسقاطه. من دون التيقظ إلى أن الإنسحاب السوري أحدث ارتجاجاً وخلخلة في الواقع السياسي والإجتماعي الهش الذي كان تديره سوريا بحنكة لأكثر من ثلاثين عاماً، مع قطع النظر هنا عن صحة أو هذه الإدارة او خطئها. ما يعني أن تلك المحطة الفاصلة (الإنسحاب السوري) لم تكن مناسبة لاستعادة سيادة الدولة على أراضيها، بل هي مناسبة لتمتين العقد الإجتماعي وإعادة بناء قواعد جديدة للعيش المشترك وصوغ وثيقة سياسية تمهد تدريجاً لعودة الدولة بصفتها كائناً معنوياً تناط به حصراً إدارة الشأن العام بما فيه الشأن الدفاعي والأمني.

بين الدعوة إلى مشروع الدولة، الذي لم تُحسِن قوى 14 آذار صوغ خطابه بدقة وتأسيس قاعدته المجتمعية وابتكار آليات عمله وبلورة استراتيجيات تحققه، و"حزب الله" الذي وجد أن المتغيرات الجديدة أخذت تحاصره وتُضيِّقُ الخِنَاقَ عليه، مع توَلُّدِ شعورٍ شيعيٍ عام (واقعي أو موهوم) بأن نزع سلاح "حزب الله" هو سلب للطائفة الشيعية من أهم ركائز قوتها وبداية لإقصائها أو تهميشها. بين تلك المفارقتين، تحوَّل مشروع الدولة طرفاً سياسياً تتمثله قوى سياسية خاصة في لبنان مدعومة بمحور دولي خاص، وتحولت المقاومة عصبية شيعية، مدعومة بمحور دولي خاص أيضاً، أخذت تقاوم نظام المصالح الجديد الذي بدأ يتشكل بحسب اقتناع قاعدتها على حسابها.

شكلت حرب تموز في العام 2006، والدخول المسلح إلى بيروت، حسماً مادياً وسياسياً لمصلحة "حزب الله"، أثمر إتفاق الدوحة، الذي شكل مرجعية سياسية جديدة في إدارة اللعبة السياسية في لبنان، تمثلت بترسيخ الديموقراطية التوافقية القائمة على الثلث المعطل، وتُرجِمَت عملياً بترسيخ قوى الأمر الواقع مرجعيات للحكم بديلاً من المؤسسات الدستورية، وتمثلت أيضاً بتعزيز واقع المزاوجة بين الجيش والمقاومة، أي المزاوجة بين الدولة والحيز-الهامش، بعد تجنب اتفاق الدوحة التعرض لموضوع سلاح "حزب الله" بعبارات حاسمة وواضحة. وقد كان تشكيل الحكومة الاخير، بمثابة الإختبار الثاني بعد اختبار تشكيل حكومة السنيورة الإنتقالية، الذي (الاختبار) برهن نجاحه على أن اتفاق الدوحة ليس إجراء استثنائياً أو موقتاً، بل يشكل سابقة مرجعية في فهم اتفاق الطائف وتفسير الدستور، وإطاراً ناظماً لمنطق توزيع السلطة وممارستها في لبنان حاضراً ومستقبلاً.

بعد كل هذه التحولات، جاءت وثيقة "حزب الله" السياسية، التي تلتقي في موضوعاتها وغاياتها مع كل المعنيين بواقع لبناني أو عربي أفضل، سواء أكان على مستوى نظام مصالحه وقضاياه الدولية العادلة، أم على مستوى الحياة السياسية والإجتماعية والإنمائية فيه، التي تشير الدراسات الدولية والمحلية إلى تراجع نوعيتها. لكنها (أي الوثيقة) لم تلبّ إنتظارات الكثيرين أو تشبع توقعاتهم في طرح كيفية وآليات الخروج من المأزق والضيق الذي يعاني منه واقعنا العربي واللبناني، ولا تجيب عن تساؤلات جوهرية في صميم مهمة المقاومة وتموضعاتها المحلية والتزاماتها الإقليمية. بل تثير حفيظتهم في بعض ثوابتها واستخلاصاتها المتخمة بثقة بالنفس، وفي التوظيف المُفرِط للإنجازات والنمذجة المبالغ بها للمقاومة التي لا يمكن الإستفادة من تجربتها إلا بنقدها لا بنقضها أو بتبجيلها. بل لعل نمذجتها بهذه الطريقة المتعالية يمنع من الاستفادة منها بحكم العجز عن محاكاتها. فادعاء الكمال هو أحد وجوه الهرب من تلبية الاستحقاقات الملحة وتقديم المعالجات العملية والواقعية.

رغم تثميننا للكثير من الآمال والطموحات الوطنية والقومية المدرجة في الوثيقة، إلا أن قارئ الوثيقة، وبعد تحييد النيات والمواقف والاقتناعات المعلنة فيها، والنظر في مقترحاتها المتعلقة بالترتيبات والآليات وأطر العلاقات التي تموضع "حزب الله" داخل الواقع المحلي والإقليمي والدولي، فإن القارئ ينتهي بنتيجة عامة مفادها، أن الوثيقة تُطوِّع المعطيات وتسُوق التحليل بطريقة إنتقائية لإيجاد تأطير نظري وسياسي لوضعية "حزب الله" الراهنة في ترتيباته المحلية والتزاماته الإقليمية، يقوم على بناء مواجهة كونية بين طرفين، تكون معياراً في تفسير الأحداث والوقائع المحلية والدولية، وفرز القوى المحلية والإقليمية وتصنيفها. إنه صدام بين "جبهة مواجهة عالمية" من جهة، جاء تصميمها في الوثيقة، بحسب لغتها ومفرداتها وسرد الوقائع فيها، على قياس محور إقليمي مَرْكَزُهُ دولة إيران "الإسلام"، وأميركا من جهة أخرى، التي ينهض "إرهابها" بحسب الوثيقة "على اعتبارات إيديولوجية ومشاريع فكرية"، ما يجعل خطرها "ليس مختصاً بمنطقة دون أخرى"، الأمر الذي يتطلب لمواجهتها جبهة "عالمية"، تكون مقاومة "حزب الله" ضرورة ثابتة فيها، ليس في دائرة تحرير الأرض والدفاع عنها فحسب، بل في مدى الصراع الإقليمي والدولي.

كذلك فقد جاءت الوثيقة، على مستوى لبنان، لتعكس جملة تحولات عاشها "حزب الله" وخاض غمارها منذ صدور الرسالة المفتوحة الأولى إلى زماننا الراهن، وتُعدِّد إنجازاته التي عمل على تثميرها في الوثيقة إلى حدودها القصوى، من خلال ترسيخ واقع "المزاوجة" بينه وبين الدولة، الذي سيبقى المانع الأبرز من قيامها (الدولة) بالمواصفات التي أفاضت الوثيقة نفسها في تعدادها، وأهملت التعرض لسبل تحقيقها، واكتفت بعَرْضِها كنيات تُرك أمرُ تنفيذها للقَدَرْ.

 ورغم إدانة الوثيقة للطائفية والفَدْرلة التي تجنبت طرح آليات للخروج منهما، فإن تأكيدها على الديموقراطية التوافقية مع غياب تحديدٍ ضابطٍ لقواعدها، هو تحويل للطوائف كيانات مغلقة تعاني من تضخم في خصوصياتها، وبقاء إدارة الحكم بيد ممثلي الطوائف. ما يجعل الديموقراطية التوافقية شكلاً من أشكال الفَدْرلة المُقنَّعَة، ومانعاً من تشكل الفضاء الديموقراطي الذي تُحرِّكُه تضامنات وطنية عابرة للطوائف ولاغية للولاءات المتعددة والرديفة. استفاد "حزب الله" من واقع النظام الطائفي لتمرير الديموقراطية التوافقية التي تدعم فكرة المزاوجة بين سلاح "حزب الله" والدولة، بحكم تحول هذا السلاح خصوصية شيعية، من دون أن يُوَضَّح طبيعة هذه المزاوجة وضوابطها، بل ترك فكرتها مفتوحة في المعنى والتفسير، لتعكس واقعها الفعلي الذي يبدو أن "حزب الله"، وحتى إشعار آخر ينوي الإحتفاظ به، مع قطع النظر عن عمق الحساسية الإجتماعية والإثنية وحتى الثقافية التي تخلقها هذه المزاوجة في الداخل اللبناني.

بل نجد الوثيقة تسوغ "المزاوجة" بما يتجاوز الواقع اللبناني، عبر وضعها في سياق "مسار المقاومة والممانعة" التي أحرزت "انتصارات عسكرية ونجاحات سياسية" أدت بحسب الوثيقة إلى "ترسُّخ أنموذج المقاومة" بوضعيتها الحالية، وإلى "إمالة موازين القوى في المعادلة الإقليمية لصالحها". مطلقة بذلك تأطيراً نظرياً لوضع سلاح "حزب الله" الميداني يتكامل مع "جبهة المواجهة العالمية" العابرة لحدود لبنان والمُربكة لخصوصيته الدقيقة والحساسة على الصعيدين المحلي والدولي، وراسمةً (الوثيقة) المبادئ العملية، في الحاضر والمستقبل، لمسار النظام السياسي في لبنان، والتي يبدو أن فائض القوة عند حزب الله قادر على تعطيل أي مسعى لتعديل قواعدها أو خرق ترتيباتها.

بين النشأة والراهن، تتبدى سيرورة "حزب الله" التاريخية، الواقعة بين مرحلتين من مراحل وجوده، تجسدهما وثيقتان تاريخيتان: رسالة مفتوحة أولى مُحمَّلة بطموحات إيديولوجية ذات طابع نبوئي لتغيير الواقع، ووثيقة سياسية راهنة تعمل على تثبيت مستقرات الواقع. رسالة أولى تضع مرجعية فكرية وأخلاقية للواقع القائم، ووثيقة تجعل من إنجازات الواقع دليلاً ومرجعاً ومعياراً في بناء أي تصور نظري أو عقيدة سياسية أو مبدأ أخلاقي.

 

 

النكات إلاباحية في برنامج "lol" إخترقت كل الحواجز فوصلت الى حدّ الوقاحة والانحطاط

مطالبة كهنوتية خلال عظات قداديس الاحد بوقف هذه المهزلة التلفزيونية:

"أين مراقبة وسائل البث الاعلامي المرئي المشوّه لصورة لبنان الخارجية "؟

عبد الهادي محفوظ ل kataeb.org : " تلقينا شكاوى عديدة تستنكر ما يعرضه البرنامج من إساءة للاداب العامة وأهمها من مراجع دينية كالمجلس الكاثوليكي للاعلام والاب عبدو ابو كسم وسنوجّه تنبيهاً الى المحطة ثم توصية الى مجلس الوزراء لحل هذه المسألة وأقوالي يجب ان ُتُعتبر بمثابة إخبار

لا شيء يبرّر دخول ضيف مسائي الى بيوتنا مساء كل أحد ليعرض علينا الابتذال على الشاشة، فكرة برنامج "lol" من على شاشة "otv" قائمة على إطلاق النكات في مكان يملأه حشد من المراهقين يتنافس معّداه على إطلاق النكات وسط ضيوف من الفنانين واحياناً من السياسيين فتختلط النكتة الخفيفة احياناً باخرى وقحة من العيار الثقيل والثقيل الظل فعلياً ، فتنال عندها الإباحية التشجيع والتصفيق من دون ان ننسى الصوت العالي النبرات والقهقهات والنوبات الهستيرية التي تزيد عن حدهّا مرات عدة فيغرق الاستوديو بعيّد إطلاق كل نكتة بوابل من الصراخ الضاحك ، لكن حدّة النكات الاباحية انفجرت عن حدّها وعلى مستوى"راق جداً " في حلقة رأس السنة التي لقيت إستنكاراً واسعاً من شريحة كبرى من اللبنانيين خصوصاً خلال تقديم احدى الممثلات وصفة إعداد لطبخة معينة شرحتها بطريقة تخطت حدود المعقول من ناحية الاباحية في التشبيه ، من دون ان ننسى قلة الاحترام التي تتعرض لها المرأة مساء كل أحد خلال هذا البرنامج وسط ملايين من المشاهدين لان الحلقة تُبّث فضائياً من دون مراعاة مشاعر اللبنانيين التي شُوهت سمعتهم الاخلاقية خاصة في الدول العربية من خلال قلة من المغنيات والشاشات التي بدل ان تنقل الصورة الايجابية عن لبنان نراها تنقل ما يشير الى العكس، فيما نرى دولاً مجاورة تتغنى بقيم بلدها وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية.

هذا البرنامج ادى الى تحّول سلبي في خارطة البرامج اللبنانية، اذ ان العديد من اللبنانيين المحافظين على قيمهم الأخلاقية صُدموا بما يعرضه هذا البرنامج في توقيت غير مقبول، واللافت ان عدداً من الكهنة طالب خلال عظات قداديس الاحد الفائت في مختلف المناطق اللبنانية بوقف هذا البرنامج بسبب الشكاوى التي يتلقونها من الاهالي منذ مدة .

لسنا ضد البسمة والضحك لكننا نرفض الابتذال وإستقطاب أكبر عدد من الجمهور من خلال هذه الطريقة ، ألا يكون الضحك إلا باللعب على وتر المفردات المخلة بالاداب ؟، ونسأل كما تسأل شريحة كبرى من العائلات التي تحافظ على ادبيات مجتمعها " أليس من رقيب لهذا البرنامج الذي يسير على خطى " خالف تُعرف"؟، وهل السقف المسموح به ليس له اي حدود؟، واللافت ان المخرج يبث نادراً شارة صوتية على الكلمة الممنوعة فنسمع "زموراً" لعدم خدش حيائنا ؟؟؟، اليس من الانسب ان يترافق هذا "الزمور" طوال فترة بث البرنامج كي تتقبله جميع الفئات ، لان فحوى بعض النكات تترافق احياناً وحسب درجة راويها في " التنكيت الثقيل" بحركات جسدية نافرة تؤدي الى الاشمئزاز .

ولكن أليس هنالك من طرق لاضحاكنا بطريقة راقية ؟ ، ألا توجد سوى النكات السمجة والرخيصة ادبياً لكي يضحك المشاهد ؟ أليس هنالك من جهة مراقبة لكل ما يحدث؟ اين دور المجلس الوطني للإعلام ؟ ، اين دور مديرية الامن العام ؟ ، فبعد عرض هذا الكم من الحلقات الا يستأهل هذا الموضوع المعالجة الفورية ؟ فالامر تجاوز كل الحدود...

دور المجلس الوطني للاعلام إستشاري فقط !!!

كل هذه الاسئلة نقلها موقعنا الى رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ الذي أشار الى وجود عدد من البرامج التلفزيونية المخّلة بالاداب العامة خصوصاً الفكاهية منها والتي تًطلق النكات بقصد إستقطاب العدد الاكبر من الجمهور والتي تخطت المعقول لانها اصبحت مؤذية خصوصاً امام الاطفال، كما ان توقيتها غير مناسب ، وقال " لقد تلقينا عدداً كبيراً من الشكاوى التي تستنكر ما يعرضه هذا البرنامج وخصوصاً الحلقة الي بُتّث ليلة رأس السنة والتي شاهدها جمهور واسع ثم اعيد بثها بعد ايام ، لافتاً الى ان هذه الشكاوى جاءت من مراجع دينية كالمجلس الكاثوليكي للاعلام والاب عبدو ابو كسم ، إضافة الى جمعية الممثلين التي رفضت تشويه صورة المرأة من خلال الطريقة التي يعرضها البرنامج المذكور، وتابع " للاسف هناك انحطاط فالكل يريد ان يمارس الفن بطريقة مبتذلة فيقوم بتشويهه فقط "

وعن دور المجلس الوطني للاعلام في مراقبة هذه البرامج قال محفوظ " عندما كان البلد منقسماً بين فريقين موالاة ومعارضة كانت المؤسسات الاعلامية خصوصاً المرئية منها تعمل تحت غطاء القوى السياسية المالكة لها ، اما اليوم ومع تغيّر الظروف السياسية وولادة حكومة الوحدة الوطنية وبروز قرار سياسي واحد في السلطة التنفيذية وغياب الخطاب السياسي الطائفي ، فيُفترض الان على الاقل في المسألة الاخلاقية والاداب العامة ان يكون هناك اجماع حكومي لحل هذه المسألة وهذا يتيح للمجلس الوطني للاعلام ان يقوم بدوره الاستشاري لان دوره التقريري غير مسموح به ، كاشفاً ان المجلس الوطني للاعلام بصدد توجيه تنبيه ورسائل الى البرنامج المذكور، كما سيقوم برفع توصيات الى الحكومة في هذا الاطار مع عقد لقاء مع الرؤساء الثلاثة في حضور ممثلين عن المؤسسات المرئية ، وأضاف " اليوم باستطاعة الحكومة ان تصدر قراراً موّحداً من هذه المسألة ونحن من دعاة التنوع في البرامج لكن ضمن الحدود الاخلاقية لان جميع الفرقاء السياسيين يتوحدون امام مسألة الذوق العام والاداب ، لان لهذه المؤسسات دفتر شروط عليها الالتزام به اذ لا يجوز لها إساءة الدور التثقيفي والتربوي المفترض ان تقوم به ".

وقال محفوظ " شخصياً اعتبر انه لا بدّ من مراقبة ذاتية للمؤسسات الاعلامية خصوصاً المرئية منها لانها تدخل الى كل بيت وعليها ان تحسن القيام بدورها الاعلامي ، مشيراً الى ان النائب ميشال عون لا يرضى ان يُعرض ما يخّل بالاداب على شاشة تابعة له ، متوجهاً برسالة الى السلطتين القضائية والتنفيذية لتطبيق القانون ، واعتبر ان على المؤسسات الاعلامية المرئية ان لا تتحول الى حالة انحطاط عام خصوصاً وان صورة المرأة اللبنانية اصبحت مشوهة كثيراً عند الخليجيين بسبب ما تقدمه بعض البرامج من صورة خاطئة عنها ، وقال " اعتبر اقوالي هذه بمثابة إخبار عام واتمنى وقف كل برنامج يسيء الى الاخلاق العامة في مجتمعنا ، املاً ان لا يكون دور المجلس الوطني للاعلام واعظاً فقط .

واعلن محفوظ رهانه على نجاح الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري ، املاً منها الخير للبلد وتوحيد آراء جميع الافرقاء السياسيين في جميع القضايا التي تهم البلد .

وعن البيان الذي اصدرته عضو المجلس الوطني للاعلام ريتا شرارة ، قال محفوظ "يمكن لاي عضو ان يعطي رأيه والمهم ان يكون تصريحه من منطلق شخصي يخدم القضية ، لكن البيان الرسمي يجب ان يصدر عن رئيس المجلس الوطني للاعلام ". ولفت على خط آخر الى وجود عدد كبير من المشاكل الاعلامية المتراكمة خصوصاً في قطاعي المرئي والمسموع والعاملين فيه ، مشدداً على ضرورة مراجعة واقع هذين القطاعين والعمل من اجل ان يقوما بدورهما التثقيفي الفعلي .

دور مديرية الامن العام في المراقبة الإعلامية

لمديرية الامن العام اللبناني الدور التالي في ما يخص الوسائل الاعلامية :

- مراقبة وسائل البث المرئي والمسموع وأشرطة التسجيل السينمائية.

- إعداد الدراسات حول تنظيم أعمال مراقبة المطبوعات والتسجيلات وتنظيم أعمال

الرقابة الصحفية والرقابة على الوسائل الاعلامية .

- السهر على حسن تطبيق أحكام القوانين والأنظمة المتعلقة بشؤون الرقابة والإعلام.

الأساس القانوني للرقابة في لبنان على نوعين: رقابة لاحقة ورقابة مسبقة

أولا: الرقابة اللاحقة :

- الأفلام التي تخضع للرقابة اللاحقة:

يمكن ان تجرى الرقابة اللاحقة على أي نوع من انواع الأفلام، أن في السينما او في التلفزيون او في مكان عام، وذلك كون الفيلم يعتبر وسيلة من وسائل النشر.

- الجهة الصالحة لإجراء الرقابة:

تجري هذه الرقابة اللاحقة المحاكم المدنية اذا حصلت أي مخالفة لحقوق شخصية (مثلا: الحق بالصورة والحقوق الأدبية والفنية) أو المحاكم الجزائية، اذا شكّل الفيلم جرماً جزائياً ، ويتولي قسم المباحث الجنائية العامة صلاحية مراقبة افلام الفيديو والسينما ووسائل الإعلام المرئية والسمعية، ويتولى هذه المهمة بصفته ضابطة عدلية ، وليس على أساس الرقابة المسبقة.

كما تضطلع بمهام الرقابة اللاحقة الهيئة الوطنية للإعلام المرئي والمسموع، حين يحصل بث الفيلم المعني عبر احدى محطات البث التلفزيوني.

- اساس الرقابة:

أما الإطار القانوني للرقابة في هذه الحالة، فهي أي حالة من حالات "المحظورات" المنصوص عنها في قانون البث التلفزيوني واستطراداً قانون الإعلام.

ويشير " دفتر الشروط " الى ان الاهداف تستوجب تحقيق ما يلي :

-اعتماد برمجة مدروسة مرنة متحركة بالنسبة لساعات العرض تتوافق وأعمار المشاهدين حفاظاً على الاخلاق العامة والرباط العائلي، إضافة الى فرض تصنيف للبرامج والافلام السينمائية والمسلسلات .

- أداء المؤسسات الاعلامية رسالتها كأدوات فعالة في بناء الانسان وتطوير الذوق العام ورقع مستوى الجمالية والرفاهة .

ثانيا : الرقابة المسبقة

- الأفلام التي يمكن ان تخضع للرقابة المسبقة:

يكتنف القانون في هذا الموضوع الغموض والإرتباك، الذي لا يترجم في الممارسة الإدارية، اذ ان المديرية العامة للأمن العام تحفظ لنفسها صلاحية مراقبة عروض جميع انواع الأفلام السينمائية والتلفزيونية، فضلا عن أشرطة الفيديو والأقراص المدمجة.

والقانون يمنح الأمن العام حقّ الرقابة على الأفلام والمسارح والمسرحيات والكتب وأقراص الفيديو المُدمجة وغيرها من الأمور، وبذلك لدى الأمن العام السلطة لفرض الرقابة والحظر أو رفعه .

دراسة اميركية حول تأثير وسائل الاعلام المرئية على الاطفال دون سن العاشرة

الى ذلك ،أظهرت دراسة اميركية حديثة ان البرامج التلفزيونية تؤثر سلبا على سلوكيات الاطفال ، وربطت الدراسة التي نشرت في أرشيف "طب الأطفال والمراهقين" بين مشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون وبين تزايد السلوك العدواني بين الأطفال الصغار، مبينة أن مشاهدة التلفزيون لمدة ساعة واحدة فقط تؤثر بشكل لافت على السلوكيات.

وأوضحت الدراسة التي اُعدّت في جامعة نيويورك أن الباحثين وبعد النظر في مختلف العوامل وجدوا أن التلفزيون واحداً من اكثر المصادر خطورة على تربية الطفل وصقل اتجاهات شخصيته.

مثال على الرقابة في لبنان :

حذف مشاهد من فيديو كليب لنجوى كرم عن هجرة الشباب!!!

في العام 2004 تمّ حذف عدد من اللقطات تضمنها "فيديو كليب" اغنية للفنانة نجوى كرم تشير الى هجرة الشباب، وقد آخّر ذلك صدور الفيلم المعني لاسابيع عدة،أما المشاهد المشكو منها بحسب ما نقلته الصحف حينها فهي لقطات لبيروت خالية من سكانها في العام 2010 ولقطات أخرى لمشادات حصلت خلال تظاهرة في منطقة المتحف .

فأين هو اليوم دور الرقابة على روايات ونكات اقل ما يقال فيها انها تنقل صورة بشعة عن لبنان ...؟؟؟

تحقيق : صونيا رزق - نديم بو يزبك