المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
17 كانون الأول/2009

انجيل متى 5/1-12/الموعظة على الجبل

فلما رأى يسوع الجموع صعد إلى الجبل وجلس. فدنا إليه تلاميذه، فأخذ يعلمهم قال: هنيئا للمساكين في الروح، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا للمحزونين، لأنهم يعزون. هنيئا للودعاء، لأنهم يرثون الأرض. هنيئا للجياع والعطاش إلى الحق، لأنهم يشبعون. هنيئا للرحماء، لأنهم يرحمون. هنيئا لأنقياء القلوب، لأنهم يشاهدون الله.  هنيئا لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون. هنيئا للمضطهدين من أجل الحق، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كذبا كل كلمة سوء من أجلي. إفرحوا وابتهجوا، لأن أجركم في السماوات عظيم. هكذا اضطهدوا الأنبياء قبلكم.

 

السفارة الأميركية: "النور" و"المنار" إرهابيتان

بيروت- "السياسة": تعقيباً على قرار حظر بعض الفضائيات اللبنانية والعربية في الولايات المتحدة الأميركية, أشار المسؤول الثقافي والإعلامي في السفارة الأميركية في بيروت إلى "أن الإدارة الأميركية ليس لها موقف محدد, بل إن القرار هو مشروع قانون أعده الكونغرس الأميركي". وجاء في بيان صادر عن السفارة, أن الحكومة الأميركية صنفت "حزب الله" ب¯"الإرهابي", و"أنه لم يتم تصنيف قناة "المنار و"إذاعة النور" بالإرهابيتين, لأنهما تعملان على تشويه صورة الاقتصاد الأميركي, بل لدعمهما المفرط لحزب الله".

 

حلف الشياطين الإرهابي من لبنان إلى اليمن وغزة.. 

أحمد الجارالله/السياسة الكويتية

نزع حلف الشياطين رباعي الاضلاع الممتد من ايران الى "حزب الله" في لبنان, وحركة"حماس" في غزة و الخارجين على القانون والدولة والدين في اليمن, دفعة واحدة, الأقنعة عن المخططات البشعة التي تحاك للمنطقة. والناظر الى ما ورد بين سطور الكلام الذي أطلقه من بيروت وغزة وصنعاء وطهران رموز هذا الحلف يعرف الى اي درجة بات من المستحيل القبول بأنصاف الحلول, او باتباع خطاب التهدئة مع مجموعة من الرؤوس الحامية التي لا ترى الا مصلحة الامبراطورية الفارسية الجديدة, ولا تستطيع ان تنظر أبعد من أنوفها, فحين يقول حسن نصرالله من بيروت ان حزبه سيغير وجه المنطقة في اي حرب مقبلة مع اسرائيل, ويتهم مصر بأنها "خرجت من الصف العربي", ينسى هذا الموهوم أنه مجرد اداة تدار عبر "ريموت كنترول" المصلحة الايرانية, وأنه لا يمكنه ان يتنفس الا بأمر الاستخبارات الايرانية, ولن يستطيع حتى ان يغير اي شيء في حزبه الغارق في الفساد الى أذنيه بعد ان فضح " المال النظيف" الاثرياء المؤمنين الجدد في لبنان الذي قامروا بدم الالاف من أبناء جلدتهم في سبيل كنز الاموال, وهو يطلق تهديداته الرعناء هذه فيما لا يستطيع ان يزور حتى بقالة في ضاحية بيروت الجنوبية ويواصل الاختباء في الدهاليز, فكيف لواحد على هذه الحال ان يغير وجه المنطقة؟ وهل يعتقد نصرالله ان مصر التي أيقنت منذ زمن ان الشعارات لن تحرر شبرا من الارض ستكون نفقا للمصالح الايرانية الخبيثة, وان تبقي على احتلال ارضها الى أبد الآبدين خدمة للشعارات الجوفاء فقط؟

لقد اختارت مصر المضي قدما في تحرير أرضها بما تراه مناسبا من دون ان تأخذها طبول العبث الى المراوحة مكانها, فهي اليوم أكثر قوة من ذي قبل, وهذا ما يريده الشعب المصري. في المقابل لننظر الى الذين ساروا في الدروب التي يريدها نصرالله مسارا للعرب ماذا حصدوا من المكابرة? فلا تزال مساحات شاسعة من الاراضي العربية تعاني الاحتلال, ولم تستطع مقاومة نصرالله ان تحسم حتى أمر لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا, واذا كان يعتقد ان الله قيض للعالم العربي ان يدخل الخميني ايران في الوقت الذي خرجت فيه مصر كما يزعم, فليُجب نصرالله عن السؤال اللغز عن دور الخميني في إخفاء وتصفية الامام موسى الصدر, أم ان ذلك من المحرمات التي يجب على الشعب اللبناني ان يبقى تحت سيف الاوهام التي تبتكرها الغرف السوداء من أجل اطالة أمد الارتهان الى ايران؟

واذا كان نصرالله قال ما طلب منه فان الطامة الاكبر جاءت من اليمن, و ممن يفترض بهم ان يكونوا عضد الدولة في السعي الى ترسيخ الاستقرار والأمن وليس إعلانهم الخروج على الدين والقانون عبر بيانات وفتاوى لا يقبلها عاقل, فعندما يقول 150 عالم دين, وعلى رأسهم أحد المتهمين بدعم الارهاب, أنهم سيعلنون الجهاد اذا ما طلبت الدولة مساعدة قوة من الخارج للقضاء على "القاعدة" الذي بدأ يضرب سرطانه في أنحاء البلاد, او للقضاء على التمرد الحوثي - علما ان الدولة لم تطلب ذلك وأعلنت سابقا رفضها اي مساعدة من هذا القبيل- فذلك لا تفسير له الا ان هؤلاء يعلنون صراحة الخروج على النظام العام والدفع باليمن ليكون دولة فاشلة أين منها جارتها الصومال? كما أنهم يخرجون على الاسس السليمة للاسلام التي لا تقر تمردا على ولي الامر, بل كان عليهم تحريم العنف والخروج على الدولة الذي تمارسه الجماعات المرتبطة بالدوائر الاقليمية المشبوهة.

عندما يقول المطلوب عبدالمجيد الزنداني ان فتوى هذه المجموعة من رجال الدين لا يمكن لاحد ان يلغيها فانه بذلك يدعو بكل صفاقة الى هدم أركان الدولة والتمرد عليها,و هؤلاء ينطبق عليهم قول الله عز وجل"قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ", فهم ليسوا أكثر من تجار دين لا تنفعهم تجارتهم يوم الحساب لانهم يتاجرون بدماء الابرياء في سبيل مصالح شخصية ضيقة, ولذلك نقول للزنداني وأمثاله ان حكم العزيز الحكيم ينطبق عليهم:"إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ".

وحفلة الجنون هذه اكتملت في دعوة اسماعيل هنية الى إقامة حلف خماسي قوامه مصر والسعودية وتركيا وسورية وايران, وبعيدا مما يهدف اليه من هذه الدعوة وتسويق ايران في اي حلف جديد, ليذهب هنية أولا الى القبول بالمصالحة الفلسطينية وترتيب البيت من الداخل, وتوفير الماء والغذاء والدواء لاهل غزة, فكيف لفاقد الشيء ان يعطيه؟

ان ما تشهده المنطقة العربية من محاولات ايرانية محمومة لابقاء الوضع متفجرا على هذا النحو البشع خدمة لمصالحها يوحي بأن الكي بات هو الدواء الوحيد, ولم يعد مقبولا ترك حفنة من مدعي الدفاع عن العروبة والاسلام باسم فلسطين تتحكم بمصائر الشعوب العربية. فهذه الابواق تعمل بمبدأ "ان لم تستح فافعل ما شئت" فها هي تعلن صراحة رفضها لثقافة الحياة وأنها لا تريد الخير لدولها وللمنطقة أجمع, و تعد الناس بالمزيد من الموت والدمار من دون ان تدرك ان العالم أجمع لم يعد يقبل بكل هذا العبث الدموي, و حتى طهران ذاتها التي تلعب على وتر الوقت للخروج من سلسلة أزماتها لم تستطع الخروج على قواعد اللعبة, بينما تستخدم هذه العرائس الشيطانية للابتزاز ليس أكثر.

قيل قديما لا تنصح أحمق لانه يتعبك, وهذه الحماقات التي نراها تستدعي من العالم أجمع ان يضع حدا نهائيا للامراض العضال التي تنشرها بؤرة التخريب الايرانية عبر دُماها هنا وهناك, او ان يذهب المهووسون الى هذا الحد بالدم والقتل والتخريب, الى الصومال اذا كانت هي حلمهم ويناضلوا فيها, ويكفوا عن تسويق نموذجها في العالم العربي. فليحزم حسن نصرالله وخالد مشعل واسماعيل هنية وعبد المجيد الزنداني وحارث الضاري, ومن لف لفهم, أمتعتهم, وليشدوا الرحال الى مقديشو ليمارسوا هواياتهم في القرصنة وقتل الابرياء, وليريحوا الشعوب العربية من حفلات الجنون التي يعقدونها بين الفينة والاخرى, فهناك لا يكون من الصعب معالجتهم من هوسهم, فيرتاح العالم من عبثهم الى الأبد.

 

في إجراء غير مسبوق إحالة "قتلة الأقباط" على محكمة أمن طوارئ

القاهرة - ا ف ب: أعلن النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود, أمس, إحالة المتهمين الثلاثة في هجوم نجع حمادي الذي أوقع ستة قتلى أقباط وشرطي مسلم أوائل يناير الجاري, على محكمة أمن طوارئ, وهي محكمة استثنائية منشأة بموجب قانون الطوارئ. وقال الأمين العام ل¯"المنظمة المصرية لحقوق الإنسان" حافظ أبو سعدة إنها "المرة الأولى على الاطلاق, التي يحال فيها متهمون في قضايا جنائية طائفية على محكمة أمن الدولة العليا طوارئ, ويطبق قانون الطوارئ في هذه القضايا", مضيفاً "إنها رسالة تطمين الأقباط لتأكيد الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذه القضية". ووجه النائب العام الى المتهمين الثلاثة محمد أحمد حسين وشهرته حمام الكموني وقرشي أبو الحجاج علي وهنداوي محمد السيد, وجميعهم موقوفون على ذمة التحقيق, إضافة الى اتهام القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد, تهمة "الإضرار العمدي بالمصلحة القومية والأمن العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه الى الخطر" حيث تصل عقوبة هذه الاتهامات إلى الإعدام. وأكد النائب العام في بيان أن المتهمين "استخدموا القوة والعنف والترويع بهدف الإضرار العمدي بالمصلحة القومية والأمن العام, وتعريض سلامة المجتمع وأمنه الى الخطر, وكان من شأن ذلك إيذاء الأشخاص وإلقاء الرعب بينهم بأن قتل عمداً مع سبق الإصرار والترصد سبعة أشخاص من المسلمين والأقباط كان من بينهم عريف بالشرطة". وأوضح أن النيابة "استمعت خلال التحقيقات الى أقوال 19 شاهد إثبات, من بينهم الأنبا كيرلس أسقف مطرانية نجع حمادي, الذي أكد أن المتهمين كانوا يستهدفون قتله".

 

نواب جمهوريون وديمقراطيون دعو إدارة أوباما إلى وقف دعمه عسكرياً واقتصادياً بشكل فوري 

الكونغرس الأميركي: لبنان يتحول إلى "عاصمة الإرهاب الدولي الأولى"

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

ينزلق لبنان بسرعة لأن يتحول الى "عاصمة الارهاب في الشرق الاوسط", بعدما تمكن "حزب الله", بدفع ملحاح من طهران ودمشق لجعله منذ اجتياحه بيروت والجبل بعناصر تخريبية قلبت الاوضاع رأسا على عقب, "مكب نفايات" الاحزاب والفصائل من الجماعات السلفية والمتطرفة في العالم العربي التي كشف قادتها عن وجوههم علنا للمرة الاولى بهذا الشكل الواسع والقبيح في قصر اليونسكو ببيروت اول من امس في ما اطلقت عليه هذه الطغمة الارهابية الدولية اسم "الملتقى الدولي - العربي لدعم المقاومة" واعلنت من خلاله على لسان امين عام الحزب الايراني حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الحرب على الولايات المتحدة ومشروعها في المنطقة, وعلى اسرائيل و"الوعد الالهي" ب¯"هزيمتها في اي مواجهة مقبلة وصنع النصر الكبير الذي سيغير وجه المنطقة".

وفيما وصلت مدافع تلك الحرب الدخانية والصوتية الى استهداف "بعض الانظمة العربية ومخابراتها والجدران الفولاذية (في اشارة الى مصر) وحملات الترهيب والتشويه والحصار ل¯"المقاومتين" الفلسطينية واللبنانية, حسب نصرالله, استهدفت عبارات الدلس والتقريظ والمداهنة "اهل المقاومة والممانعة والصمود" في سورية وايران وخصوصا على لسان شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية لحزب البعث السوري التي ألقت كلمة رئيسها بشار الاسد في هذا "المنتدى", حيث اعلنت ان "حربي يوليو 2006 الاسرائيلية على جنوب لبنان والحرب على قطاع غزة غيرتا خريطة المنطقة", وكأنهما اعادتا فلسطين والجولان ومزارع شبعا الى اصحابها ولم تدمرا لبنان وقطاع غزة فيسقط فيهما اربعة آلاف قتيل وسبعة آلاف جريح, ويفقد لبنان جنوبه الى احتلال دولي بقيادة "يونيفيل", وكأن نصرالله ومشعل خرجا من مخبأيهما ليقودا "جحافلهما" لتحرير القدس ورمي الاسرائيليين في البحر.

وما اسبغ ارهابية اكبر على هذا الملتقى الذي يعيد العالم العربي, وخصوصا لبنان, الى بدايات السبعينات الماضية, هو وجود نائب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد, محمد ميرتاج الدين موفدا من نظامه ليؤكد "استمرار دعم طهران للشعبين اللبناني والفلسطيني المظلومين حتى تحقيق النصر النهائي" متجنبا وصف نصرالله له ب¯"النصر الالهي".

وجاء رد الفعل السلبي الاسرع على هذا "التجمع الارهابي الاوسع منذ سقوط طالبان وفرار بن لادن واعدام صدام حسين", من التجمع الجمهوري - الديمقراطي في الكونغرس الاميركي الذي نقلت عنه اوساط اغترابية لبنانية في واشنطن "دهشته لسماح الحكم اللبناني القائم في بيروت الآن لهذه الطغمة الارهابية التي تمثل فيها اسامة بن لادن نفسه بوجوه ظهرت في الصور الملتقطة داخل باحة قصر اليونسكو في بيروت, لعقد مثل هذا المؤتمر العادي لعالم بأسره ليتحدى المجتمع الدولي وحربه على الارهاب", داعيا (التجمع النيابي الاميركي) ادارة الرئيس باراك اوباما الى "وقف مساعداته العسكرية والامنية والاقتصادية فورا الى لبنان لأن مثل هذه المساعدات ستذهب كلها لصالح "حزب الله" والفئات السورية والايرانية فيه, لا الى الجيش والشعب اللبنانيين الواقعين تحت هيمنة الارهاب في ظل حكم عاجز مساير امام تحول دولته تحت ناظريه الى بؤرة الارهاب الاولى في العالم.

ونقلت الاوساط الاغترابية اللبنانية عن التجمع النيابي في الكونغرس ايضا قوله ان "مثل هذه المؤتمرات المروجة للإرهاب ضد الدول العربية المعتدلة والمجتمع الدولي كان يمكن ان تكون طبيعية لو انعقدت في دمشق او طهران آويتي وداعمتي الارهابيين في العالم, اما وان تنعقد في لبنان الدولة الديمقراطية الضعيفة المسالمة, فهذا امر سيعرضه للدمار والخراب, لأن العالم الذي اتفق على تحطيم نظام "طالبان" - بن لادن في افغانستان ونظام صدام حسين في العراق بسبب ارهابيتهما, لن يتوانى عن نقل حربه ضد الارهاب الى لبنان وغير لبنان".

 

حراك لبلورة الوضع المسيحي وسعادة معتكف عن "العمل الكتائبي"

بيروت - "السياسة": توقعت مصادر سياسية مسيحية رفيعة أن تشهد الساحة المسيحية في لبنان حراكاً مكثفاً في المرحلة المقبلة, بهدف بلورة الوضع المسيحي الذي يعيش مخاضاً واضحاً, بعد شعور الفريق المسيحي في قوى " 14 آذار", أن مظلة التحالف لم تعد متماسكة وتستطيع تأمين الحماية والرعاية لها. وأشارت المصادر إلى أن البحث بلغ مرحلة متقدمة لإحياء عمل شبيه ب¯"لقاء قرنة شهوان", الذي شكل في المرحلة السابقة للعام 2005 إطاراً لهذه القوى المسيحية. كما أن باقي القوى المسيحية المختلفة باشرت سلسلة اتصالات لإعادة رسم الأدوار, وكان لافتاً حراك نائب رئيس الحكومة الوزير الياس المر في هذا الإطار الذي يبدو أنه بدأ يتحرك ميدانياً باتجاه العماد ميشال عون لترتيب العلاقة التي تعرضت لنكسة قبيل الانتخابات النيابية بين والده النائب ميشال المر وبين عون. وكشفت المصادر أن هذا الحراك جاء في توقيت مريح للوزير المر خصوصاً أن عون خسر شريكه الأرثوذكسي نائب رئيس الحكومة السابق عصام أبو جمرا, ما دفعه للبحث عن شريك أرثوذكسي أيضاً يسد الثغرة التي تركها اللواء أبو جمرا. من جهة أخرى, ذكرت مصادر مطلعة أن النائب "الكتائبي" عن مدينة طرابلس سامر سعادة قرر الاعتكاف عن العمل الحزبي وعدم المشاركة في الاجتماعات الحزبية أو الكتلة النيابية. وأوضحت أن ذلك يأتي على خلفية تمثيل الحزب في الحكومة بالوزير سليم الصايغ, فضلاً عن أن تمثيل منطقة البترون التي ينتمي إليها النائب سعادة في الحكومة, جاء بوزيرين هما بطرس حرب وجبران باسيل, في حين أن "حزب الكتائب" خرج من المعادلة في المنطقة وسلم أوراقه ل¯"القوات اللبنانية" والوزير حرب, ما أربك النائب سعادة الذي حصل نقاش ساخن بينه وبين النائب "الكتائبي" سامي الجميل, خصوصاً أن الحزب يعطي دوراً متقدماً لكل من النائبين نديم وسامي الجميل, فيما الآخرون لا دور لهم بحسب رأي سعادة الذي لم يكن أيضاً في صورة حركة سامي الجميل في اتجاه رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية, وهو ما اعتبره سعادة تجاوزاً له في منطقته.

 

الرئيس سليمان حضر قداس عيد مار انطونيوس الكبير في دير القديس انطونيوس- بعبدا وتقبل التهاني مع الكهنة

وطنية - حضر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ظهر اليوم، القداس الالهي لمناسبة عيد مار انطونيوس الكبير، في دير القديس انطونيوس في بعبدا، الى جانب رئيس الدير مدير المعهد الانطوني الاب بطرس عازار ورئيس الجامعة الانطونية الاب انطوان راجح ولفيف من الكهنة والرهبان. ترأس القداس الاباتي بولس تنوري الذي رحب بوجود الرئيس سليمان بين الكهنة في عيد أب الرهبان، وقال: "ذكرى القديس انطونيوس الكبير تجمعنا اليوم لنحتفل معا بالذبيحة الالهية ونجدد امام الله عهدنا الرهباني. منذ انطونيوس ابن القرن الثالث حتى ايامنا، القرن الحادي والعشرين، مرت الحياة الرهبانية بمراحل عديدة وعرفت الكثير من التنوع. نحن نحمل اسم هذا القديس العظيم مؤسس الحياة الرهبانية وندعى بحق ابناءه الروحيين، ولكننا ندرك بنفس الوقت ان حياتنا الرهبانية اليوم بمظاهرها المختلفة بعيدة كل البعد عن نمط عيشه وطريقة تنسكه. هو ترك العالم وابتعد الى قلب الصحراء لينقطع كليا الى عبادة ربه وتعليم تباعه طرق الزهد والتعبد بعيدا عن العالم وهمومه. اما نحن فمع اعتناقنا الحياة الرهبانية، نلتزم في قلب العالم بمؤسسات وخدمات عديدة. فماذا يتبقى لنا من تعليمه ومثال عيشه؟

الايمان المسيحي أثبت قدرته على التغلغل داخل جميع الحضارات والتأقلم معها ليحولها من الداخل الى حضارات منفتحة على الايمان بالله المتجسد، بالله الذي اصبح انسانا ليعطي للانسان قيمته الحقيقية كصورة عن الله وابن له. كذلك الحياة الرهبانية أثبتت بدورها عن قدرتها في مرافقة النمو والتطور والتنوع الاجتماعي؟ لذلك من البديهي ان لا نتوقف على المظاهر والتفاصيل الخارجية بل ان نفتش عن الاسس والمبادىء التي ارتكزت عليها حياة انطونيوس وتعاليمه والتي تبقى بالنسبة لنا ثوابت، لا يمكن تناسيها او التخلي عنها. من هذه الثوابت التي طبعت حياة انطونيوس والتي ينبغي ان تطبع حياتنا ايضا، أتوقف اليوم معكم على ثلاثة: الزهد والجهاد الروحي والسعي الى الملكوت.

1- الزهد: نعرف عن القديس انطونيوس، بحسب البطريرك القديس اثناسيوس الاسكندري، مدون مسيرة حياته، ان انطونيوس كان في ريعان الشباب عندما عزم على التنسك اثر سماعه الانجيل في الكنيسة، يدعو فيه الرب يسوع ذاك الشاب الغني لاتباعه "اذا أردت ان تكون كاملا فاذهب وبع اموالك واعطها للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال فاتبعني". ذاك الشاب "انصرف حزينا لانه كان ذا مال كثير". اما انطونيوس الذي اعتبر ان كلام الرب موجه له شخصيا لم يشأ ان ينصرف حزينا فذهب وباع ما ترك له أبواه من ثروة ووزعها على الفقراء والكنيسة وبدأ يبتعد شيئا فشيئا عن البيت الوالدي الذي تركه مفتوحا وعن مدينته متوغلا اكثر فاكثر في الصحراء. فهم انطونيوس ان التعلق بخيرات الارض يلهي الانسان عن ذاته وعن ربه، وبدل السعادة التي يحلم بان توفرها له هذه الخيرات، يلقى المتاعب والحزن.

نحن ايضا زهدنا بالعالم يوم تركنا البيت والاهل والارث مهما كان واعلنا نذورنا الرهبانية، تائقين على مثال انطونيوس ان نتبع المسيح ولا ندع بالتالي اي شيء من هذا العالم يستوقفنا او يحد من شوقنا لنقتدي بالرب ونسير على خطاه.

الرهبانية لديها الاديار والمؤسسات المهمة، قد تشكل عائقا احيانا لمسيرتنا الروحية. وهنا يكمن التحدي المفروض علينا ان لا ندع قلوبنا تتعلق بها ولا نعتبرها هدفا بحد ذاتها بل كواسطة للتعبير عن حبنا لاخوتنا البشر وعن حضورنا لنكون في خدمتهم لنقربهم الى الله.

ان نجاح مؤسساتنا يقوم حقا على موقفنا المتجرد داخليا والزاهد بكل شيء للتعبير عن حبنا للرب وسعينا لاتباعه في طريق الخدمة والبذل وعطاء الذات.

2- الجهاد الروحي: من يقرأ حياة انطونيوس يتخيل انه امام بطل مغوار أمضى القسم الاكبر من وقته في حالة صراع مع قوى معادية: تجارب داخلية وخارجية من وحي الشيطان الذي استنفر مستعملا كل حيله لينال من انطونيوس. خبرة انطونيوس في هذا المجال تبقى، بطريقة او اخرى، مثالا لكل انسان ولا سيما لكل طالب كمال او لكل راهب. لقد سعى انطونيوس من دون كلل ليوحد كيانه الانساني جسدا ونفسا وروحا ويحرره من أية سيطرة للاهواء والانحرافات ليصبح بكليته ذبيحة مرضية لله. وعى بان الجهاد ليس ضد اعداء خارجيين بل هو ضد مكامن الشر والضعف الموجودة في داخله وضد الشيطان الذي يعمل دائما بطرق ملتوية ومن خلال اقنعة كثيرة، لذا كان همه الاول ان يكشف هذه الاقنعة ويتبين الالتواء ويعمل على استئصال الضعف والشر من أفكاره، متكلا ليس فقط على قواه الذاتية بل ايضا واولا على المسيح الحاضر معه والناظر الى جهاده، كان يدرك بان الشيطان أقوى منه لذلك حاربه بقوة المسيح الذي انتصر عليه وقهره.

ونحن اليوم ندرك ايضا، وعلى ضوء ما تقدم لنا العلوم الحديثة، كم ان الانسان معرض للانقسامات الداخلية وكم هو فريسة رغبات متناقضة تتصارع في كيانه. فاذا استسلمنا لهذا الصراع تتحول حياتنا الى رتابة ويأس وحرب مع الذات وصراع ومنازعات مع الآخرين. اما اذا أردنا ان نتابع مسيرتنا نحو الكمال فلا بد لنا من العودة الى الجهاد الروحي المتواصل. فنسعى على مثال انطونيوس الى توحيد رغباتنا وتوجيهها باتجاه الرب ليتوحد كياننا الانساني ويصبح ذبيحة مرضية لله.

3- السعي الى الملكوت: تنقلات انطونيوس من البيت الوالدي الى خارج مدينته ومن ثم الى قلب الصحراء ليست الا دليلا حسيا على سعيه الروحي باتجاه الملكوت. اذ ليس لنا على هذه الارض مدينة ثابتة، وما يقوله لتلاميذه قبل موته يؤكد لنا ان انطونيوس كان واعيا بان مسيرته على الارض لا تنتهي هنا بل تقوده الى الملكوت: "ها أنذا ماض على طريق آبائي وأرى بان الرب يدعوني. اما انتم فلا تفتر عزيمتكم وتقشفكم بل ثابروا كأنكم تبدأون الآن..آمنوا بالمسيح وعيشوا كأنكم كل يوم ستموتون".

الحياة الرهبانية هي استباق للملكوت والرهبان يسعون دائما ليعيشوا حسب متطلبات الحالة الملكوتية "حيث لا يزوجون ولا يتزوجون" بل يكون الجميع بالنسبة لهم كأخوات واخوة في المسيح. ان نعيش على الارض ساعين الى الملكوت لا ينقص شيئا من اعتبارنا لاهمية الحياة هنا بل يعطيها حق قدرها. فبدل من ان تكون حياة فانية ومن دون معنى، تتحول الى خبرة انسانية رائعة، نعكس من خلالها نظرة الله المحبة على كل انسان نلتقي به، وعلى ضوء الملكوت تصبح حياة الناس مفتداة ومعدة للخلاص والحياة الابدية. هذا البعد الملكوتي لحياتنا يعطينا دفعا متواصلا ويمدنا بما نحن بحاجة اليه من نعم السماء لنتم رسالتنا هنا ونكون ليس فقط ابناء الارض بل ايضا ابناء السماء.

نسأل الله بشفاعة أبينا مار انطونيوس ان يمدنا بعونه ويمنحنا نعمته لنعيش حياتنا بقناعة القديسين وصبرهم وجهادهم فنستحق ان نؤهل لنسبح الله معهم في السماء، له المجد الى الابد".

بعد القداس، انتقل الرئيس سليمان مع الكهنة الى صالون الكنيسة لتقبل التهاني بالعيد.

 

الشيخ قاسم: نموذج شباب المقاومة من افضل النماذج في العالم التسوية سراب والمقاومة ستستمر ولن نناقش إذا كان لها جدوى أم لا

وطنية - اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في محاضرة في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، ان "نموذج شباب المقاومة في خياراتهم من أفضل النماذج على وجه الأرض، ليس في البلدان العربية أو الإسلامية بل في كل العالم، هذا النموذج هو الذي فتح الطريق الآن من أجل أن يشكل رصيدا تربويا مؤثرا في المنطقة وفي العالم، وكل الدارسين يبحثون عن طبيعة هذا النموذج وكيفية التأثير الذي أحدثه في شبابنا وشاباتنا وأطفالنا وشيوخنا حتى وصلوا إلى هذا المستوى الرفيع".

اضاف: "اليوم دراسة المقاومة عند الآخرين ليست دراسة عسكرية فقط، وإنما هي أيضا دراسة ثقافية وسياسية وتربوية وأخلاقية، لأنها قدمت نموذجا فريدا من نوعه، دلوني أين يوجد مثل هؤلاء الشباب الذين بكى بعضهم في سنة 2000 عندما حصل التحرير، وعندما سألناهم قالوا: أن فرص الشهادة قلَّت بسبب التحرير؟ دلوني على نموذج يشبه هؤلاء الذين قاتلوا في عدوان تموز سنة 2006، فكان الأب والابن من جيلين مختلفين في المعركة الواحدة، دلوني على نموذج يشبه صبر أخواتنا وأمهاتنا وشاباتنا، حيث جالت كل وسائل الإعلام لتبحث عن تصريح واحد منتقد للعمل المقاوم فلم تجد رغم التشريد والمعاناة والقهر التي عاشته النساء والأطفال خلال فترة التهجير وخلال فترة عدوان تموز، ونحن نعلم أن بعض وسائل الإعلام كانت تريد إيقاع بعض النساء ولو بكلمة واحدة منتقدة ومعترضة، هل صحيح أن الجميع في حالة لا اعتراض لهم، لا، ولكن الحقيقة أن معنوياتهم وتقديرهم لسلامة الموقف البطولي في هذه اللحظة جعلهم يعضون على الجراح ويقفون هذا الموقف أمام الإعلام ليشكلوا مساندة حقيقية للمقاومة في موقعها". وتابع: "المقاومة بالنسبة إلينا خيار، اخترناه بملء إرادتنا، وهذا الخيار نؤمن به ولو كان ممزوجا بأعلى مستويات من التضحيات، ولو كان النصر فيه مؤجلا مهما كان، لأننا لم نبحث عن المقاومة من أجل النصر وإنما بحثنا عن المقاومة من أجل استعادة إنسانيتنا وحقنا وكرامتنا، وبالتالي نحن نخوض هذه المعركة على قاعدة أننا نريد أن ننتصر بإرادتنا". وختم: "المقاومة خيار ندعو الجميع إليه، أما التسوية فهي سراب ولن تنتج شيئا، وبالتالي من يتابع في مسار التسوية سيضيع البقية الباقية من الأرض، لأن إسرائيل تحتاج إلى مسار التسوية لتهضم وتوسع الاحتلال والرد إنما يكون بالمقاومة، وليكن معلوما: المقاومة ليست لعبة سياسية محلية أو إقليمية أو دولية، وليست جزء من صفقات بين الدول، وليست سقفا للمفاوضة على المكاسب السياسية، لا في الداخل ولا في أي موقع آخر، المقاومة تعبير عن النبل والإنسانية والكرامة والعقل والمنفتح والضمير الحي والعمل من أجل الحق، هذه المقاومة ستستمر إن شاء الله تعالى، هذه المقاومة هي جزء من قوة لبنان، ولبنان يحتاج إلى هذه المقاومة، وبالتالي لن نناقش إذا كان لها جدوى أم لا، ولها ضرورة أم لا، كل الأدلة الواقعية تثبت حاجة لبنان إلى هذه المقاومة، ومن كان لديه خيار آخر يؤدي إلى طرد إسرائيل فليأتنا به لنناقشه وننسق معه حتى نطرد إسرائيل بغير طريقة المقاومة، ولكن لن نتخلى عن المقاومة كرمى لعيون أحد، لن نقبل أن يصبح لبنان ضعيفا لاعتبارات مصالح آنية محلية ضيقة، وإنما سنحرص دائما على أن نكون أحرارا في وطننا، وأن يكون وطننا حرا من الاحتلال الإسرائيلي".

 

باريس تتخوف من انتكاسة امنية قد تجر لبنان الى حرب مع اسرائيل في إطار التحضيرات

الوكالة المركزية/الجارية لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى فرنسا بين 20 و22 الجاري أعلن مصدر في الخارجية الفرنسية أن المسؤولين الفرنسيين سيستمعون الى نظرة لحريري للاصلاحات وخطة الحكومة في هذا الإطار وسيؤكدون التزام فرنسا بباريس 3 وأنها لن تعتمد سياسة متشددة بالنسبة الى إعطاء الحكومة اللبنانية ما تبقى من مبالغ ضمن باريس 3 إذا لم تحقق الاصلاحات المطلوبة منها لكنها في المقابل لن تتساهل لدرجة كبيرة. من جهة اخرى قالت المصادر أن فرنسا لا تملك معلومات واضحة عن امكان شنّ عملية اسرائيلية ضد لبنان وحزب الله في الوقت الراهن كما تداولت بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة. ولفتت الى أن الوضع في الجنوب ورغم الهدوء السائد راهنا قد يتعرض الى انتكاسة ويجر لبنان الى عملية عسكرية في حال اكتشفت اسرائيل أن حزب الله يملك صواريخ تطال الطائرات الاسرائيلية. وفي موضوع المحكمة الدولية أوضح أن استقالات بعض المسؤولين فيها تتعلق بالمسيرة المهنية للقضاة ولا تباطؤ متعمدا بعمل المحكمة مجددا دعم فرنسا الدائم للمحكمة. وتوقفت الأوساط عند مدى الاهتمام الفرنسي بلبنان إذ سجلت 13 زيارة لوزير الخارجية برنار كوشنير اليه منذ بداية العام الماضي وثلاثة لقاءات بين رئيسي الجمهورية ولقاءان على مستوى رؤساء الحكومة وثلاثة لقاءات على مستوى الوزراء أي ما يقارب العشرين لقاء على المستوى الرسمي ما يوثق العلاقة اللبنانية - الفرنسية ويفتح صفحة جديدة بين البلدين بعد إنجاز عملية التطبيع في لبنان وانتهاء عملية إعادة وضع لبنان على السكة التي بدأت في مؤتمر الدوحة.

 

وفد سوري في لبنان الأسبوع المقبل

نهارنت/نقلت معلومات ديبلوماسية لـ "المركزية" السبت, توقعاتها بأن يزور لبنان نهاية الاسبوع المقبل وفد سوري رفيع المستوى. وجاء في التوقعات ان الزيارة ستتم بعد ان يعود رئيس الحكومة سعد الحريري من جولته الخارجية والتي سيبدأها الأحد من الامارات العربية المتحدة والتي ستقوده الى فرنسا ثم مصر. ومن ناحية اخرى، توقعت مصادر مطلعة ان تبدأ اللجنة المشتركة اللبنانية – السورية لترسيم الحدود اجتماعاتها في نهاية الشهر المقبل.

 

مشعل بعد لقائه نصرالله: لتعزيز صمود اللبنانيين والفلسطينيين في مواجهة التوطين

نهارنت/عرض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على رأس وفد من الحركة، أوضاع المنطقة عامة والأوضاع الفلسطينية واللبنانية خاصة. وتوقف المجتمعون أمام الحركة السياسية الجارية لاستئناف مفاوضات التسوية بالشروط الإسرائيلية، معتبرين ذلك مؤشراً إلى المستوى الذي وصل إليه التراجع والعجز في الموقف الرسمي العربي في مواجهة المخاطر الإسرائيلية والضغوط الأميركية. وتم التشديد على أهمية بناء العلاقات اللبنانية - الفلسطينية في المرحلة السياسية الجديدة التي يشهدها لبنان على قاعدة تعزيز صمود اللبنانيين والفلسطينيين في مواجهة مشاريع تصفية حق العودة وفرض التوطين، معتبرين أن الشرط الموضوعي والأساسي لذلك هو في إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية بما يحفظ هويتهم وقضيتهم. 

 

مصادر قيادية في "حزب الله": إسرائيل باتت شبه متأكدة أنّ الحزب قادر على شن حرب هجومية استباقية وليس فقط الدفاع عن نفسه

محمد شمس الدين/الجمعة 15 كانون الثاني 2010

لبنان الآن/السباق بين الحرب واللاحرب المخيم على الأجواء بفعل التهديدات الإسرائيلية المستمرة وما أُعلن عن مناورات جديدة ستنفذها إسرائيل في شهر شباط المقبل تصفها مصادر قيادية معنية في "حزب الله" بأنها تندرج في إطار "الحرب الباردة التي لم تتوقف منذ أن هدأت أصوات إنفجارات صواريخ العدو في إعتدائه على لبنان في العام 2006".

لكن "الحرب الباردة" تلك بحسب المصادر نفسها قد شهدت "فترات ساخنة وحرجة ترجمت من خلال الحرب الأمنية المستمرة كما المناورات، فمنذ ذلك التاريخ لا يكاد يمر شهر دون الإعلان الإسرائيلي عن استعدادات وتدريبات وتحصينات وتسلح و"قبب حديدية" وما شابه، في حين أن اللافت هو أن الاسرائيليين يعمدون عند كل خطوة يقومون بها، إما الى الإعلان بشكل واضح عما يفعلونه وإما الى اللجوء الى التسريب عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية تارة، والأجنبية طورا، في رسالة يفهمها حزب الله جيدا ومعناها التحذير المستمر الذي يعكس "خوفا" و"خشية" مستمرة من اندلاع حرب جديدة يقدر الحزب نفسه ووفقا للمعطيات المتوفرة لديه أن إسرائيل ليست جاهزة حتى الآن لخوضها لأنها ستشكل مغامرة بالنسبة إليها بعد فشلها في الحرب السابقة". 

وتقول المصادر القيادية المعنية في "حزب الله" إن إسرائيل تحاول خوض "حرب استباقية عبر الإعلام نتيجة لعدم جهوزيتها وخوفا من أن تتم مباغتتها، لأنها باتت شبه متأكدة من أن الحزب قد أصبح قادرا على شن حرب هجومية "استباقية" على الأراضي الفلسطينية المحتلة وليس فقط اللجوء الى الدفاع عن نفسه وعن لبنان وذلك من خلال التحليلات التي تنشر يمنة ويسرا حول ما بلغه من امكانيات على مستوى التسلح، وغياب المعلومات الدقيقية حول ذلك إضافة الى تقليص حجم المعلومات حول حركة حزب الله عموما بعد تهاوي شبكات التجسس الإسرائيلية في الاشهر الماضية ما أحدث إرباكا شديدا لدى أجهزة جمع المعلومات الإسرائيلية والتي تشكل قاعدة بيانات الجيش في اية عملية عسكرية قد يشنها ولذا لجأت الدولة العبرية الى الحرص الدائم على تكثيف مناوراتها في كل القطاعات متعمدة الاعلان عنها بهدف الإبقاء على أجواء الحرب قائمة من خلال التحذيرات التي تطلقها في موازاتها".

ورأت هذه المصادر أن إسرائيل قد دأبت منذ سنوات على توجيه رسائل في أوقات محددة "كالتي أرسلتها مؤخرا حول مناوراتها في شباط المقبل وهو الشهر الذي تصادف فيه ذكرى استشهاد الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب كما يصادف فيه ايضا هذه السنة الذكرى الثانية لاستشهاد القائد العسكري في المقاومة عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل في دمشق في 12 شباط 2008"،  مشيرة الى أن "إسرئيل التي اغتالتهم جميعا تعرف جيدا أهمية هذا الشهر بالنسبة للمقاومة وحزب الله وهي في كل عام تستحضر هذا التاريخ وتستنفر فيه كل أجهزتها وقواتها خشية أن يكون رد حزب الله على اغتيالاتها في هذه المناسبة، إلا أن ذلك لا يخرج عن دائرة الاحتمالات لأن اي رد فاعل يراعي المستوى المطلوب لن يقف عائقا أمامه لا الزمان ولا المكان".

وأضافت المصادر القيادية المعنية في "حزب الله" أن الإسرائيليين قد عمدوا منذ مدة الى استخدام أسلوب "الإستفزاز" من خلال تضخيم تحذيراتهم ومناوراتهم لدفع "حزب الله" الى الرد عليها ومجاراتها في حرب "عرض عضلات" لاستخلاص ما يمكن أن يكون عليه موضوع مراهنة الحزب "كالكشف عن صواريخ معينة أرض- أرض أو أرض - جو تسعى إسرائيل جاهدة لمعرفة ما إذا كانت المقاومة قد حصلت عليها، إلا أن ذلك لن ينجح فالخطط الموضوعة للمواجهة والأسلحة التي ستستخدم فيها ستتكلم عن نفسها في أرض المعركة، في حين أن حزب الله قد وضع "سيناريوهات" عديدة و"مرنة" للمواجهة، وجهز نفسه للحرب المقبلة إذا وقعت وفق تصورات تفوق ما تعلن عنه إسرائيل".

 

سلاح كارلوس

عمـاد مـوسـى

الجمعة 15 كانون الثاني 2010

ليس في سلوك "حزب الله" وممارساته وأدبياته، ماضياً وحاضراً، ما يؤشر إلى قبوله بقواعد اللعبة الديمقراطية. فهو حزب ديني توتاليتاري مسلح يتحرك وفق برنامج ورؤية إيديولوجية تتماهى كلياً مع إيران - خامنئي كمرجعية سياسية وفقهية ويدير صراعاً مع إسرائيل بكل مستلزماته العسكرية، بمعزل عن شركائه في الوطن.

وليس أدل على احتقار الحزب الخميني لأبسط مفاهيم الديمقراطية، سوى ما يرد على ألسنة نوابه ومسؤوليه من أوصاف تُطلق على منتقدي سلاح الحزب، من نواب ورؤساء أحزاب وقيادات، فتارة يجدون في الكلام النقدي المسؤول "أصوات نشاز" وطوراً يصفون المواقف المختلفة بـ"الظواهر الصوتية" أو "المفرقعات" أو يضعونها في خانة الإستعراضات، وهم يدرون في دواخلهم أن سلاح "حزب الله" شأن خلافي عميق وغير محتضن في الواقع سوى من أكثرية طائفية موصوفة وواضحة، ومن حلفاء "قومجيين" عروبيين جدد يتكلّمون لغة في السر وأخرى في العلن، ومن نخبة من الخائفين على مواقعهم الوسطية إلى مجموعة من "الواقعيين" البراغماتيين  رضخت للمعادلة التي كرستها بندقية المقاومة الإسلامية في دير قوبل والشويفات والباروك والطريق الجديدة وراس النبع.

ليس في سلوك "حزب الله" ما يشير إلى أنه سينخرط يوماً في الحياة السياسية والحزبية المتعارف عليها في معظم دول العالم. ولا يريد الحزب أن يعترف أن المقاومات المسلحة في كل الحقبات وفي كل الدول هي وسيلة وليست غاية. وهي حال موقتة وليست نهج حياة. بيد أن لنائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم رؤية مختلفة ومفاهيم متقدمة لوظيفة السلاح والمقاومة فقال ولم يقوّل "إن القول بأنه إذا حصلت حلول في المنطقة وانسحبت إسرائيل وانتهت المشكلة الصهيونية فهذا يعني أن المقاومة لا يعود لها وجود هو تفكير ساذج لأن هذه الجهة ليست موجودة بفعل الظرف إنما بفعل المبدأ والمبدأ لا يتوقف ولا ينتهي ولو تغيرت الظروف".

وهذا القول الصادر عن الرجل الثاني في الحزب الخميني لعمري مطمئن جداً. فبعد أن يغيّر "حزب الله" وجه المنطقة ويمحو الدولة  الصهيونية عن خارطة الدول سيكمل المقاومة جيلاً بعد جيل. لكن ضد من؟ قاسم ونصرالله والله وحدهم يعرفون. والمشكلة أن من هم في مثل مقامنا وسذاجتنا لا يمكنهم استيعاب فكر المقاومة الإسلامية أو  سؤال القادة الملهمين مجرد سوال: إلى أين؟ وفي الوقت الذي يصوغ الشيخ نعيم نظرية المقاومة المستدامة وتأبيد السلاح، يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، العلماني خطاً وممارسةً، حملته الديمقراطية لإنجاح تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي ردّ عليها عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده بدعوة صادقة لدعم إنشاء "الهيئة الوطنية العليا لنزع سلاح المليشيات" لأن كل حديث عن تطوير في ظل وجود هذا السلاح انما هو حديث عن تطويع. انها محاولة مموهة ومغلفة بأطر تنظيمية للسيطرة التامة على جميع مفاصل الدولة والتي بقيت في منأى عن سيطرة أحزاب فئوية مسلحة. فسلام على سياسي ديمقراطي يشهر سلاح الموقف تحت وطأة السلاح الثقيل ويملك وجهاً واحداً في كل الفصول.

 

بيروت تنتظر ميتشيل وسط عزم اميركي على طرح حل للمنطقة جونز كرر الموقف الاميركي من تهريب السلاح ولبنان يستعجل المساعدات السعودية تكثف اتصالاتها لتعزيز المصالحات في القمة العربية

المركزية – تترقب الساحة المحلية وصول المبعوث الاميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشيل الى بيروت بعد غد الاثنين في اطار جولة له في المنطقة يبدأها عبر البوابة اللبنانية، لبلورة اقتراح حل سيعرضه لاحقا بعد ان يكون ناقش افكاره مع المسؤولين في المنطقة.

واكدت معلومات ديبلوماسية لـ "المركزية" عزم الادارة الاميركية على طرح مشروع حل للمنطقة في اسرع وقت ممكن وهي تمارس في هذا الاطار ضغطا على اسرائيل من اجل وقف الاستيطان، افساحا في المجال لاستئناف المفاوضات بعدما اشترط الجانب الفلسطيني وقف الاستيطان كشرط اساسي لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت، كما اشترط الجانب السوري ان تستأنف المفاوضات من حيث بدأت رافضا تاليا الشروط الاسرائيلية.

الى ذلك، علمت "المركزية" ان المحادثات التي اجراها مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال جيمس جونز مع المسؤولين اللبنانيين امس ركزت على المساعدات الاميركية للبنان وكرر جونز الموقف الاميركي من مسألة تهريب السلاح الى لبنان. فأبلغه لبنان ان اسرائيل هي التي تخرق القرار 1701 وان المقاومة قد التزمت به. اما بشأن السلاح فقد بدأ لبنان اتصالات مع سوريا لإقفال المعابر غير الشرعية، لكن تفلت اسرائيل من الالتزام بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 هو الذي يوتر الاجواء اضافة الى استمرارها في احتلال اراض لبنانية ولا سيما في الغجر. ولفت لبنان الى ان تسريع وتيرة المساعدات للجيش والقوى الامنية يساعد في ضبط الحدود.

الدور السعودي والسوري: الى ذلك، لا تزال الدوائر المراقبة ترصد نتائج القمة السعودية – السورية التي انعقدت في الرياض اخيرا ودامت اعمالها لثلاثة ايام. واشارت المعلومات الديبلوماسية الى ان السعودية ستكثف اتصالاتها لتعزيز المصالحات العربية – العربية قبل انعقاد القمة العربية العادية في آذار المقبل في ليبيا.

اما على الخط السوري فتوقعت المعلومات ان يزور لبنان نهاية الاسبوع المقبل وفد سوري رفيع المستوى، وذلك بعد ان يعود رئيس الحكومة سعد الحريري من جولته الخارجية والتي سيبدأها غدا من الامارات العربية المتحدة والتي ستقوده الى فرنسا ثم مصر.

وبالتوازي، توقعت مصادر مطلعة ان تبدأ اللجنة المشتركة اللبنانية – السورية لترسيم الحدود اجتماعاتها في نهاية الشهر المقبل.

وعلى الخط الفلسطيني، توقفت الاوساط السياسية عند زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للبنان امس وهو حرص على شرح وجهة نظر "حماس" من المصالحات الفلسطينية – الفلسطينية والمتوقع ان تتم في القاهرة هذا الشهر، كما تطرق البحث الى موضوع السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات الفلسطينية وعدم تحويل المخيمات بؤرا امنية وملاذا للمطلوبين والمتطرفين.

آلية التعيينات: في سياق آخر، تنطلق مطلع الاسبوع المقبل البحث الى موضوع السلاح داخل وخارج المخيمات الفلسطينية وعم تحويل المخيمات الى بؤر امنية وملاذا للمطلوبين والمتطرفين.

في سياق آخر، تنطلق مطلع الاسبوع آلية التعيينات الادارية التي بحثها رئيس الحكومة سعد الحريري مع وزير التنمية الادارية محمد فنيش الذي اطلع اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على الآلية قبل عرضها على مجلس الوزراء الثلثاء المقبل. وذكرت مصادر وزارية ان الآلية تنطوي على اعتماد خطة للاستعانة بالكفاءات وبأشخاص نزيهين بعيدا عن المحاصصة ولكن مع احترام المناصفة.

معلومات اخرى ذكرت ان مجلس الوزراء الذي يعود اليه القرار بشأن المعايير التي سيعتمدها في ملف التعيينات في الفئة الاولى سيدرس في جلسة الثلثاء كل الطروحات المتداول بها ليختار بين طريقتين اما الطريقة المعروفة سابقا بطرح التعيينات ضمن سلة قائمة على المحاصصة والاستنساب والتوافق فيتم التصويت عليها في مجلس الوزراء واما وفق آلية بمعايير واضحة بعيدة عن المحاصصة والاستنساب فيختار مجلس الوزراء بين اسمين مقترحين بناء على تقييم معين.

ذكرى 14 شباط: في مجال آخر، ومع اقتراب الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، اكدت مصادر قوى 14 آذار لـ "المركزية" انه سيصار الى احياء هذه الذكرى هذا العام مشيرة الى ان البحث جار في تحديد مكان الاحتفال والخطباء، والعنوان الذي ستحيى تحته هذه المناسبة، وذلك بعد سلسلة التطورات والاحداث التي شهدها لبنان اخيرا، لافتة الى ان هذا الموضوع سيكون مدار بحث بين القيادات في الغالبية بمشاركة اللقاء الديموقراطي لتحديد الخطوة المناسبة.

 

ميشال اده: لتكريس الطائفية السياسية بشكل نهائي ومشاركة العائلات الروحية في السلطة اساس الكيان اللبناني

المركزية - اعتبر الوزير السابق ميشال اده ان طريقة طرح الغاء الطائفية السياسية بالشكل الراهن لا تخدم ابدا مشروع انشاء الهيئة، مشيرا الى ان اساس وجود لبنان وكيانه يكمن في التعددية ومشاركة العائلات الروحية في ممارسة السلطة. ولفت الى ان الظروف التي تحكم المنطقة راهنا في تصاعد وتيرة التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان الى التوتر السني – الشيعي في المنطقة والاعتداءات على المسيحيين في عدد من البلدان كالجزائر ومصر والعراق وماليزيا. وتساءل اده في حديث له عما اذا كانت الظروف اليوم اكثر ملاءمة لطرح الغاء الطائفية السياسية منها في التسعينات حيث اشار الرئيس نبيه بري في مؤتمره الصحافي الى ان الاوضاع لم تكن مناسبة آنذاك لطرح الفكرة؟ واوضح انه حتى في البلدان الغربية فإن مسألة التعايش مع الاسلام تطرح بحدة تماما كما تتعاطى البلدان الاسلامية مع امكان قبول الآخر. وشدد على الموقف الماروني الموحد المناهض لإلغاء الطائفية السياسية اكد انه لا يعارض فقط الطرح وانما هو ضده بالمطلق بحيث يؤيد تكريس الطائفية السياسية بشكل نهائي لضمان مشاركة كل الطوائف في السلطة. وذكر اده بمضمون الوصية السياسية لرئيس المجلس الشيعي الاعلى الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي اشار في آخر عمل دونه فيها الى ان الغاء الطائفية السياسية يشكل خطأ فادحا وتهديدا حقيقيا للاستقرار والتعايش الداخلي في البلاد، وقد دعا الامام شمس الدين الشيعة الى التخلي نهائيا عن مطلب الغاء الطائفية السياسية. واوضح ان النظام الطائفي ليس بالجديد في لبنان بل هو قائم منذ القدم مذكرا بأنه في العام 1860 ابان نظام المتصرفية كان المسيحيون يشكلون الاكثرية الساحقة من نسبة الشعب اللبناني ورغم ذلك فإنهم اصروا على تقاسم السلطة مع المسلمين. كما اشار الى انه في اثناء الخلافات على وضع الدستور اللبناني في العام 1926 كانت السلطات الفرنسية آنذاك ملحدة وكذلك المفوض السامي في لبنان فعارض وضع نظام طائفي غير ان المسيحيين عارضوا هذا الطرح. اضاف ان المفوض السامي هنري دو جوفنال الذي عين لاحقا، شكل هيئة من 180 عضوا يمثلون الطوائف كافة مهمتها بحث المسائل الجوهرية المتعلقة بالنظام السياسي ومستقبل البلاد، وقد عارض 121 من بين هؤلاء الغاء الطائفية السياسية آنذاك نسبة الى الظروف التي كانت قائمة مخافة ان يؤدي الالغاء الى حالة لا استقرار في البلاد.

 

ماذا يفعل جميع هؤلاء الأميركيين في لبنان؟

 يقال نت/السبت, 16 يناير 2010

لاحظت أوساط سياسية أن الإدارة الأميركية تُكثّف ،منذ مدة إيفاد مبعوثين إلى لبنان بالتعاون مع الكونغرس الأميركي. وتشير هذه الأوساط إلى أن الزيارات الأميركية التي  تكاد تغطي اليوميات اللبنانية تأتي بعد كلام لبناني وإقليمي عن انتهاء الإهتمام الأميركي بلبنان. وقال سياسي لبناني بارز إن هذه الزيارات تعكس قرارا أميركيا يهدف الى إقناع اللبنانيين ،بالممارسة وليس بالألفاظ،أن لا نية لعقد إدارة الرئيس باراك أوباما أي صفقة إقليمية على حساب لبنان. وتزعج هذه السلوكية الأميركية "حزب الله"الذي سبق له ورعى ،متسترا،حملة ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بسبب زيارته لواشنطن.

 

النائب سليمان فرنجية : نحن تحت رعاية الكنيسة المارونية ونطلب دعمها ليس من أجل مسيرتنا السياسية بل من أجل تغيير الوضع المسيحي نحو الأفضل لنعيد الى المسيحيين تفاؤلهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم

موقع الكتائب/اكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه، ان الكنيسة باقية ومستمرة وإن زغرتا ومنطقتها باقية في صلب هذه الكنيسة لأن هذا ايماننا ولن نغيره سواء اتفقنا بالسياسة ام اختلفنا وقال نحن تحت رعاية الكنيسة المارونية ونطلب دعمها ليس من أجل مسيرتنا السياسية بل من أجل تغيير الوضع المسيحي نحو الأفضل لنعيد الى المسيحيين تفاؤلهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم لأنه إذا عادت المعنويات الى المسيحيين يزول الشعور بالاضطهاد ويعود المهاجرون فلنعمل جميعاً لمصلحة النهضة في الشارع المسيحي والماروني بنوع خاص.

كلام رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية جاء خلال تقديمه التهاني إلى الرهبانية اللبنانية المارونية بعيد شفيعها القديس أنطونيوس الكبير. وذلك في معهد نورث ليبانون كوليدج الجديدة ـ زغرتا.

 

دوافع إغتيال الحريري تتجسد بمقالة لكاتب مقرب من حزب الله في صحيفة ...حزب الله

 يقال نت/السبت, 16 يناير 2010

يقول رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط إن القرار 1559 "قتل"الرئيس رفيق الحريري،وتؤكد التقارير الكثيرة الصادرة عن لجنة التحقيق الدولية بهيئاتها الثلاث أن القرار 1559 هو من الدوةفع الأساسية التي تقف وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وعلى مسافة أقل من شهر على حلول الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس الحريري،شنّت صحيفة "الأخبار"عبر أحد كتابها الذي يرعاه "حزب الله"والقوى الحليفة له ،هجوما لاذعا على الرئيس رفيق الحريري ،بسبب "دوره"في استيلاد القرار 1559. وجاء في مقالة موقعة باسم أسعد أبي خليل ،وهو الموكلة إليه مهمة في صحيفة "الأخبار (تقاسمها سابقا مع فيلكا إسرائيل وشام برس)شتم كل شخصية لبنانية وعربية يعاديها "حزب الله"،أن الرئيس رفيق الحريري لعب الدور الأبرز  في استيلاد القرار 1559 "لأن القرار كان يحتاج إلى تغطية من شريك لبناني يتمتّع بشرعيّة شعبيّة لم يتمتّع بها أمين الجميّل عام 1982، ممّا خذل راعيه الأميركي رغم حصوله على مباركة سعوديّة كما أن رفيق الحريري عمل للترويج لاتفاق 17 أيّار بين الزعماء المسلمين، وقد تعرّف إلى مهندسي 17 أيّار ومروّجيه في حكم الجميّل من طراز زاهي بستاني وداوود الصايغ."

وزعم الكاتب المحسوب سياسيا على الحزب السوري القومي الإجتماعي أن " رفيق الحريري لم يكن في وارد المجاهرة بدوره."وقال :" على العكس: لجأ إلى الخديعة عبر نفي دوره وإعلان معارضته لقرار شارك هو في طبخه من حيث نقش العبارات بطريقة تتوافق مع رؤيته للواقع اللبناني" وأضاف المقال الذي يتزامن مع حملة دبلوماسية قادتها دمشق ضد القرار الدولي وحملة ألفاظ "قاتلة "خاضها "حزب الله"سياسيا وإعلاميا من جهته ،أن "توقيت طبخ القرار تزامن ليس مع حرص طارئ من رفيق الحريري على سيادة لبنان، التي ساهم مع كل حلفائه الخارجيّين، وخصوصاً في النظام السوري، على خرقها وذلك بالتوافق مع مصالحه السياسيّة والاقتصاديّة، بل مع تفاقم الخلاف بين قوى متصارعة داخل النظام في دمشق. ويظن الزميل جاشوا لاندس(وهو ،وفق معلومات مؤكدة ل"يقال.نت"أحد المقربين جدا من السفير السوري في واشنطن ) أن رفيق الحريري كان يعمل مع حلفاء له داخل النظام ،مثل عبد الحليم خدّام وغازي كنعان وحكمت الشهابي)،من أجل تدبير انقلاب لإطاحة بشّار الأسد بالتوافق مع السعوديّة وأميركا، ولكن لا دليل على ذلك حتى اليوم. ومن المستبعد أن يكون الحريري البعيد عن المغامرة قد حضّر لانقلاب داخل سوريا. الأصح أن الحريري كان يعمد من خلال سلاحه القوي -الرشى على نطاق واسع، وخصوصاً مع رموز الفساد مثل خدّام الذي كان يقبل بـ«هدايا» من نوع صناديق خضر وفواكه ومعلّبات من سياسيّين لبنانيّين-إلى التأثير على النظام في سوريا عبر ترجيح كفّة الجناح الذي يأتمر بأمواله الوفيرة.

أضاف المقال الذي ينم عن كراهية "قاتلة ":الحريري عكس توافقاً فرنسيّاً ـــ أميركيّاً أراد أن يقطف ثماره. أراد اللعب على الحبليْن: قبل بأن يمدِّد للحّود  في العلن مقابل أن يعمل على إقصائه، أو إضعافه في السرّ. لكن أسلوب الحريري في الفصل بين السياسة العلنيّة والسياسة السريّة كان صنواً لدخوله معترك العمل السياسي. رفيق الحريري عمل بجهد ولشهور وعبر رحلات مكوكيّة للتوصّل إلى القرار 1559 ،وبهندسة من صديقه الصهيوني المتطرّف، تيري رود لارسن الذي لا يغمض جفناً في خدمة المصالح الإسرائيليّة في الأمم المتحدة، مع أنه قرّر أن يعلن معارضته له علناً، متمرّساً في النفاق السياسي، وخصوصاً في التعامل مع سوريا. " وزعم المقال المنشور في  16 كانون الثاني 2010 في صحيفة "الأخبار"المعروفة الإنتماء أن  " الحريري علم أن غاياته تتوافق مع المصالح الأميركيّة ـــــ الإسرائيليّة وأن شيراك كان مستعدّاً لدفع أي ثمن سياسي للتقرّب من بوش، ولخدمة صداقته مع الحريري، وهي صداقة منزّهة عن الغرض المالي طبعاً لأن بين شيراك والمال نفوراً منذ أيام عمدة باريس."

 

السفير السوري الصامت ونصري خوري ...الناطق

يقال نت/ السبت, 16 يناير 2010

في إطلالة تطرق فيها الى مواضيع من المفترض ان تكون من اختصاص السفير السوري في بيروت الغائب كليا عن المشهدين السياسي والإعلامي ،رأى الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري ان سوريا قد أثبتت في مراحل عديدة قدرة جيشها على مواجهة الجيش الإسرائيلي، وفي حرب 1973 حقق الجيش السوري انتصارات كبيرة على الجيش الإسرائيلي وهزّ أركان العقيدة الإسرائيلية التي كانت تقوم على حرب الجيوش، وكل الناس تعلم ان القيادة السورية تعنى عناية كبيرة بتقوية جيشها وقدراته القتالية وأكثر من ذلك فإن نتائج حرب 2006 أخذت في الاعتبار من قِبَل سوريا، وليس سراً ان التكتيكات التي جرت أثناء حرب 2006 تدرس اليوم في الكليات الحربية في سورية وبالتالي ان سوريا جاهزة عسكرياً وشعبياً لمواجهة الجيش الإسرائيلي في حال الاعتداء على سوريا وأكثر من ذلك أعلنت سوريا ان مواجهة إسرائيل عبر المقاومة هي أفضل السبل لمواجهة إسرائيل وسوريا تدعو إلى ترسيخ وتصميم عقيدة المقاومة، وعلى جميع الأفرقاء في لبنان أن يعتمدوا خط ونهج المقاومة لأنه يشكل درعاً مقاوماً لكل التحديات.

وقال: مَن يطالب اليوم بالتسوية أقول له لا فائدة من تسوية تطرح من دون قوة، ونحن لا نتعرض لعملية احتلال بل لمخطط اقتلاعي من الجذور لذلك المطلوب الحفاظ على هويتنا وجذورنا والتشبث بأرضنا وهذا ما يحصل في لبنان والعراق والشرق الأوسط والخيار الوحيد هو تعميم فكرة المقاومة والتمسك بهذا المنهج المقاوم.

وأعتقد ان تركيا أجرت مراجعة شاملة لسياستها ولموقعها ولدورها في المنطقة، واليوم تتخذ نهجاً واقعياً عملياً يأخذ في الاعتبار اهمها الجغرافيا السياسية والاقتصادية وبالتالي قررت أن تستفيد من هذه العوامل لتعزز هذا الموقع الاستراتيجي لها، وأول الانفتاح التركي كان باتجاه سوريا التي كانت بوابتها للمنطقة ومن ثم جاءت المواقف التركية المتضامنة مع القضية الفلسطينية، وما يحصل اليوم من قِبَل تركيا هو ليس فقط على الصعيد الرسمي بل الشعبي أيضاً وكلنا نذكر التظاهرات التركية أثناء عدوان 2006 على لبنان وأثناء الحرب على غزة.

وتابع: لا شك بأن خطوة الرئيس بشار الأسد باتجاه تركيا غيّرت كل خريطة المنطقة وهو لديه رؤية ثاقبة في هذا الأمر وهذا سيجعل المنطقة ترسم خريطتها بنفسها، وللمرة الاولى نشهد مسعىً جدياً في المنطقة للتخلص من مواجهة المشاريع الاخرى التي تحاول أن ترسم لنا استراتيجيات لا تتوافق مع تطلعات شعوبنا ولا مع مصالحنا في المنطقة.

كما أدت هذه الخطوة إلى كسر الحصار الذي كان يبنى حول سوريا وأهم عوامل كسر الحصار كان في صمود سوريا والثبات على المواقف الوطنية والقومية ومواجهة المقاومة لإسرائيل.

وأضاف: هناك أناس لا يريدون قراءة حقيقة المتغيرات التي تجري في المنطقة والتي لعبت سوريا دوراً ساسياً بها، وسنشهد في الأيام المقبلة المزيد من المتغيرات تصبّ في تدعيم هذه الرؤية والخيارات، ومنها تثبيت العلاقات التركية – السورية كما ان هناك علاقات تركية ايرانية جيدة جداً وممتازة ومَن لا يعلم طبيعة العلاقات التركية – الإيرانية وعمقها وخصوصاً التعاون الاقتصادي وعدا عن موضع التبادل هناك الغاز والنفط عبر الممرات الاستراتيجية.

وأعتقد بأنه سيكون هناك مسعىً جدياً كبيراً لتذليل الصعوبات بين إيران والسعودية وأعتقد ان هناك دوراً سورياً في هذا المجال.

وحول زيارة الرئيس السوري إلى السعودية:

اعتبر خوري ان هذه الزيارة ذات طابع خاص مميز وأعتقد ان هناك علاقة ممتازة تربط الرئيس بشار الأسد بالملك عبدالله وبالأمير عبدالعزيز وبالتالي هناك حوار كبير وعميق جرى في دمشق وتمت متابعته في السعودية وأعطت الزيارة طابعاً حميمياً وشخصياً وهذا يعبّر عن دفء العلاقات السورية – السعودية وان الامور أصبحت أعمق بكثير مما يعتقد البعض، وهنا أشير إلى ذلك البعض الذي لا يريد قراءة الواقع وأعتقد ان هذه القمة ستظهر نتائجها تدريجياً على أكثر من صعيد إن كان على الصعيد العربي أم الاقليمي.

وحول العلاقات اللبنانية – السورية:

رأى خوري ان هذه العلاقات بدأت تشهد نوعاً من التطورات الإيجابية منذ زيارة فخامة الرئيس ميشال سليمان إلى دمشق والقمة الثنائية التي عُقدت وما اسفر عنه البيان الختامي الذي حدد مجموعة نقاط تم التفاهم عليها، وآلية التنفيذ أخذت بعض الوقت نتيجة الظروف التي مر بها لبنان من انتخابات نيابية والساحة الداخلية وأيضاً زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق أخذت طابعاً حميمياً وشخصياً وتكريمياً ومميزاً، دون شك أدت إلى نقاش كل جوانب العلاقات اللبنانية – السورية، كما ساهمت هذه الزيارة في خلق مناخ إيجابي وهي أسست لمرحلة تتسم بالإيجابيات على صعيد العلاقة بين البلدين.

وقال: ما كان يحكى منذ زمن عبر الإعلام عن كل المواضيع العالقة من ترسيم حدود والمجلس السوري اللبناني الأعلى، كل هذه المواضيع تم تناولها، وكان هنالك توافق انه لا بد ان يصار إلى وضع رؤية متكاملة لهذه العلاقات خصوصاً من الجانب اللبناني كون السوري رؤيته واضحة ولديه ثوابت معينة لهذه العلاقات وهي العلاقات المتكاملة يعني لا يمكن أخذ جانب واهمال جانب آخر، وايضاً هناك ثوابت اتفق عليها ومطروحة على صعيد العلاقات يجب أن تتوضح الرؤية بالنسبة إليها ككل حتى يمكن وضع خطة عمل حول كل هذه الموضوعات وتسير دفعة واحدة.

واضاف: اليوم إذا عدنا للمعاهدة فهي تنص على التعاون في مجال السياسة الخارجية والتنسيق في هذا الموضوع والتنسيق والتعاون في المجال الدفاعي والأمني وهنالك المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية، إذاً هذه النقاط تشكل سلة متكاملة ويجب أن يكون لها رؤية شاملة حول كل هذه النقاط.

واليوم كلنا نعلم ان لبنان يقوم بمراجعة كل الاتفاقيات الموقعة بين لبنان وسوريا بهدف ان يقوم بصياغة رؤية متكاملة تتعلق بهذه الاتفاقيات من جهة التعديل أو التطوير وحتى الإلغاء، وكذلك سوريا أجرت مراجعة للاتفاقيات السابقة وهناك 36 اتفاقية تقريباً، والأساس هناك معاهدة الاخوّة والتفاهم وهذه المعاهدة جاءت تجسيداً لما نص عليه اتفاق الطائف الذي تناول بفقرتين أساسيتين العلاقة بين لبنان وسوريا، بدءاً من علاقات مميزة تنظمها اتفاقيات موقعة من الجانبين والثانية موضوع العلاقات الأمنية والترابط الأمني بحيث لا يكون أي بلد مصدر تهديد لا من الدولة الأخرى وبالتالي ترجمت المعاهدات الاخوية في معاهدة سميت معاهدة الاخوّة والتعاون والتنسيق، وحددت الأسس لناحية السياسة الخارجية والأمنية والتعاون الاقتصادي والاجتماعي وأنشأت مجموعة مؤسسات وهي المجلس الأعلى وما انبثق عنه برئاسة رئيسي الجمهوريتين ورؤساء الحكومات ومجلس النواب ونائبي رئيسي مجلسي الوزراء ثم مجموعة هيئات منها المتابعة والتنسيق يترأسها رئيسي الحكومتين وهيئة لجنة العلاقات الخارجية ولجنة العلاقات الدفاعية والأمنية ولجنة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والآن الأمانة العامة التي تقوم بمتابعة تنفيذ القرارات وتنسيق الاجتماعات وتوثيقها.

وأردف خوري قائلاً: لغاية الآن لم يطرح الجانب اللبناني أي شيء وكل ما طُرح هو انه هل من مانع بطرح صيغ أخرى بديلة، وجواب الجانب السوري كان هذا الموضوع قابل للدرس شرط أن تكون الصيغة المطروحة تحقق ذات الأهداف وتعبر تعبيراً صادقاً عن موضوع العلاقات المميزة لأن الجانب السوري لن يرى أن علاقات السفارة والعلاقات الديبلوماسية بأنها تعبّر عن العلاقات المميزة. لأن العلاقات الديبلوماسية تكون أحياناً بين دول عادية وعدوّة، ويجب الآن أن يكون هناك رؤية كاملة لكيفية فهم التعاون الأمني والتعاون الدفاعي بين لبنان وسوريا وكيف يفهم التنسيق في العلاقات الخارجية.

س: ما هي معالم الرؤية اللبنانية؟

خوري: حتى الآن لم نتبلغ أي شيء رسمياً من الجانب اللبناني وتصريحات الرئيس الحريري بعد زيارته لسوريا تؤكد على العلاقات الاخوية والمميزة بين لبنان وسوريا، وانطلاقاً من هذا الجو الإيجابي سنعالج الموضوعات، ولا أدري إن كان للجانب اللبناني أي اقتراحات أو تعديلات جديدة تتعلق بالمعاهدة، الأيام المقبلة ستثبت حقيقة موقفي وتعاطي مع كل هذه القضايا، لأن هناك البعض يعتبر انني متحيزاً للجهة السورية، ونحن قد جهزنا تقريراً شاملاً عن كل المواضيع التي نفذت والتي لم تنفذ ومن هو المسؤول عن عدم تنفيذها.

وأنا اؤكد ان معظم الاتفاقيات هي لمصلحة لبنان والدليل على ذلك عملية التبادل التجاري ونموها.

وأذكر انه في جديدة يابوس اتفق الطرفان اللبناني والسوري على إنشاء مبنى يستوعب الجمارك والأمن العام التابع للدولتين الجانب السوري أنهى الجانب المختص به وتم تدشينه منذ عام ومع الأسف وجهنا دعوات للجانب اللبناني ولم يشارك أحد وقد يكون البطء في إنجاز الاتفاقيات من الجانب اللبناني هو إما لأسباب سياسية أو لأسباب روتينية.

وحول زيارة رئيس الوزراء السوري إلى لبنان، قال خوري: حسب معلوماتي لا يوجد أي موعد محدد لهذه الزيارة، واليوم انتهت عملية المراجعة والرؤية اللبنانية أصبحت جاهزة لا بد عندها من تحضير جدول أعمال لهذه الزيارة لكي تكون ناجحة والمفروض تحديد نوع الاجتماع المطلوب، يعني هل المطلوب أن تبدأ الاجتماعات على صعيد الوزراء المتناظرين لمراجعة الملاحظات أو اجتماع برئاسة رئيس مجلس الوزراء، أعتقد ان زيارة الرئيس الأسد واردة إلى لبنان عندما تنضج الظروف وهناك مسار يمر بمحطات وعلى ضوئه كل الامور تصبح واردة.

ولفت خوري إلى أن السفارتين تقومان بما يجب القيام به وهما أنجزا خطوات مهمة مثل مباشرة الأعمال المطلوبة منهما والتعرف على الأجواء المحيطة بالعلاقات بين البلدين، ونحن كأمانة عامة نقوم بتنسيق هذه الأمور، واليوم هناك طروحات وأيضاً هناك بنية قائمة يوجد صلاحيات معطاة للأمانة العامة بموجب النظام الداخلي المقام من المجلس الأعلى والنافذ المفعول منذ 1993 وبهذه الصلاحيات للأمانة العامة تتولى متابعة تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدة وتحضير اجتماعات الهيئة المشتركة وتوثيق أعمالها، وبإمكان السفارتان المساعدة في هذه الإجراءات، وإذا كان هناك رأي يقول انه بإمكان السفارتان أن تقومان بهذا الدور فليطرح هذا الموضوع. ونحن لا نُعتبر كمجلس التعاون الخليجي فهم لديهم صلاحيات تتخطى صلاحياتنا، حتى بين الدول الأوروبية هناك أمانة عامة تتابع التنسيق السياسي بين فرنسا والمانيا ، ان العلاقات السورية مع الأفراد في لبنان.

هناك حقائق تاريخية وجغرافية لا تستطيع رفع الضوابط لها فسوريا تستقبل الأحزاب العراقية وغيرها وبهذا تكون وكأنك تسير بعكس هذا النهر من العلاقات، نعم هناك دولتان لكل واحدة منهما سيادتها وعلاقاتها لكن هناك تواصلاً اجتماعياً واقتصادياً من الصعب ضبطه.

وحول دعوة البطريرك صفير لسوريا:

رأى خوري: ليس لدي معلومات عن هذا الأمر، لكن بحسب القواعد المتبعة في سوريا هي انه إذا أراد رجل دين زيارة سوريا يجب أن تأتيه الدعوة من رجل دين آخر، والدولة لا تدعو رسمياً رجال الدين، وأعتقد انه إذا ما اتخذ البطريرك مثل هذه الخطوة فإنه يستقبل على كل المستويات التي تليق بمقام البطريركية.

وعن زيارة النائب وليد جنبلاط:

اعتبر خوري انه بحسب الأجواء فإنها إيجابية والنائب جنبلاط عبّر مؤخراً عن توجهات سياسية واضحة واتخذ خطوات عملية واضحة كلها تصبّ في اطار بعض الثوابت المتعارف والمتفق عليها، وإذا كان من هناك خطوات اجرائية فإنها تتابع ضمن قنوات خاصة وليس للأمانة العامة يد في هذا الموضوع.

أما من حيث موضوع ترسيم الحدود:

فقال خوري انه تم الاتفاق على إعادة إحياء اللجان أثناء القمة التي جمعت رئيسي الجمهورية السورية واللبنانية عام 2008 بالنسبة لتحديد وترسيم الحدود بين البلدين وقطعت أشواطاً كبيرة في عملية التحديد ولكن بقيت نقاط كثيرة عالقة تحتاج إلى عمل ومراجعة، والجانب اللبناني قام بتسمية ممثليه في اللجنة أما الجانب السوري فهو ينتظر انتهاء اللجنة السورية الاردنية التي تعمل على ترسيم حدود سوريا والاردن وتقريباً الأعضاء سيكونون هم ذاتهم من تلك اللجنة ونحن لدينا رؤية شاملة لمجمل العلاقات اللبنانية – السورية وكل النقاط تعالج انطلاقاً من هذه الرؤية الشاملة وفي اطارها ولا تعالج بطريقة متفرقة.

وأريد أن أشير إلى أن ما بين لبنان وسوريا هناك اتفاقيات ومعاهدة وهذه الاتفاقيات التي من مصلحة البلدين هي التي تحكم العلاقات اللبنانية – السورية وليس القرارات الاقليمية والدولية وجدول الأعمال يجب أن يكون متفق عليه بين الدولتين، وأيضاً يتعلق بموضوع السياسة الخارجية للبلدين، وسوريا تعتبر ان 1559 قد نفذ حتى انها ترفض تمديد مهمة لارسون والخطة التي ستضع لتفعيل هذه العلاقات بكل جوانبها لن تطول وقريباً كل هذه الامور ستوضع على نار حامية وأنا متفائل جداً.

وعن الاستنابات القضائية:

ختم خوري حديثه قائلاً: هناك اتفاق قضائي بين لبنان وسوريا وهو يحكم عملية التبليغات وهذه ليست استنابات بل هي تبليغات، هناك دعوة وردت فيها أسماء شخصيات لبنانية وتم ابلاغهم ان هناك دعوى مقامة وهذا الموضوع يعالج قضائياً في اطر واضحة عبر الاتفاقيات القضائية المتعلقة بين البلدين، وإغلاق هذا الملف يعود لصاحب العلاقة يعني المدّعي جميل السيد.

 

كنيسة لبنان تصلّي لمسيحيي الشرق وتطالب باحترامهم : الراعي: لا نرضى عن خلافات القادة المسيحيين ولا نجد مبرراً لها وانهاض لبنان كدولة ذات سيادة محصّنة يقتضي "

حصر السلاح بالقوى الشرعية اللبنانية

البلد/

الراعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي وجهة نظر ملفتة حول ما يجري في حقّ مسيحيي ماليزيا وباكستان والعراق ومصر وغيرها، فهو يوجّه اليهم دعوة بالتمثّل من نموذج لبنان في العيش المشترك، لما فيه من غنى حضاري. يتشعّب في شرح "شرعة العمل السياسي في ضوﺀ تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان"، ويحمّل القادة المسيحيين السياسيين المسؤولية التاريخية "عن تقهقر الدور المسيحي في المحافظة على لبنان" بسبب مماطلتهم في اجراﺀ المصالحات. الراعي الذي عُيّن عضوا في المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية في الفاتيكان لولاية من خمس سنوات، يبقى أمامه الكثير من التحديّات.

الملف الاعلامي والمصالحات المسيحية - المسيحية، وصرخة مسيحيي الـشـرق، كلّها مواضيع حضرت في الحوار مع المطران الراعي، بالاضافة الى دور المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية.

ماذا يعني منصب عضو في المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية؟ وما هي مـدة الولاية؟

المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية يُعنى براعوية وسائل الاعلام في انواعه الاربعة: المكتوب والمسموع والمرئي والالكتروني.

يعطي هذا المجلس التعليم والتوجيه والارشاد من ناحية المبادئ والتقنيات والبعد الاخلاقي. اسسه الكرسي الرسولي في اعقاب المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي اصدر اول وثيقة اعلامية سنة 1963 بعنوان "وسائل الاعلام الاجتماعي".

اصدر هذا المجلس ما بين سنة 1971 و2002 ثماني وثائق تختص بالاعلام والاعلان والانترنت. ومنذ سنة 1967 يقام احتفال سنوي عالمي بيوم الاعلام في الاحد الذي يسبق عيد العنصرة، ويوجّه البابوات رسالة اعلامية للمناسبة. وقد صدر الى الآن 42 رسالة. ان منصب عضو يعني المشاركة السنوية في الجمعيات العمومية التي يعقدها هذا المجلس البابوي في حاضرة الفاتيكان لدراسة الشؤون الاعلامية، وفقاً للموضوع الذي يحدد في حينه، واصدار بيان بالتوصيات، يُرفع الى قداسة البابا.

مدة الولاية خمس سنوات قابلة للتجديد. ان تعييني فيه اشـارة كريمة من قداسة البابا بندكتوس السادس عشر تجاه لبنان ورئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام، نظراً لاهمية دور وسائل الاعلام اللبنانية، الكبيرة التنوع، وذات التأثير الواسع على المستوى الاقليمي والعالمي.

ولقد سبقني في هذا المنصب سيادة المطران رولان ابو جوده، الذي انهى ولايته هذه السنة.

كيف ترى وثيقة "شرعة العمل الـسياسي في ضوﺀ تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان".

تطورها منذ اطلاقها، فعالية دورها؟

وُزّعت "شرعة العمل السياسي" على النواب والوزراﺀ والاحزاب ومختلف ا لشخصيا ت ا للبنا نية، وتر جمت الى الفرنسية والانكليزية، وتوزّعت على السفارات الاجنبية والعديد من الناطقين بهاتين اللغتين. كما شمل التوزيع الجامعات والمدارس والابرشيات والرهبانيات وسائر المؤسسات التربوية والثقافية.

هدفت "الشرعة" الى التثقيف والتوجيه، وكان لها تأثير وقبول واسعان. ونحن في اللجنة الاسقفية للاعلام ننظم كل ثلثاﺀ ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام حول المواضيع الوطنية والاجتماعية والكنسية والسياسية المطروحة في "الشرعة". يشارك فيها اشخاص كنسيون وسياسيون واجتماعيون، ولا سيما نواب ووزراﺀ من اجل الوصول الى التشريعات اللازمة على المستوى اللبناني. موضوع الندوة المقبلة الثلثاﺀ 19 كانون الثاني 2010 يدور حول "الطائفية السياسية" للاجابة على ثلاثة اسئلة: ماذا تعني الطائفية السياسية؟ ماذا نلغي؟ ما هو البديل؟ يشارك فيها ثلاثة نواب واستاذ جامعي.

وُزّعت "شرعة العمل السياسي" على النواب والوزراﺀ والاحزاب ومختلف ا لشخصيا ت ا للبنا نية، وتر جمت الى الفرنسية والانكليزية، وتوزّعت على السفارات الاجنبية والعديد من الناطقين بهاتين اللغتين. كما شمل التوزيع الجامعات والمدارس والابرشيات والرهبانيات وسائر المؤسسات التربوية والثقافية. هدفت "الشرعة" الى التثقيف والتوجيه، وكــان لها تأثير وقبول واسعان. ونحن في اللجنة الاسقفية للاعلام ننظم كل ثلثاﺀ ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام حول المواضيع الوطنية والاجتماعية والكنسية والسياسية المطروحة في "الشرعة". يشارك فيها اشخاص كنسيون وسياسيون واجتماعيون، ولا سيما نواب ووزراﺀ من اجل الوصول الى التشريعات اللازمة على المستوى اللبناني. موضوع الندوة المقبلة الثلثاﺀ 19 كانون الثاني 2010 يدور حول "الطائفية السياسية" للاجابة على ثلاثة اسئلة: ماذا تعني الطائفية السياسية؟ ماذا نلغي؟ ما هو البديل؟ يشارك فيها ثلاثة نواب واستاذ جامعي.

بناﺀ على الوثيقة، أين تجد الكنيسة المارونية موقع مسيحيي لبنان في التعايش بين الأفرقاﺀ اللبنانيين؟ واستطرادا المصالحات المسيحية - المسيحية؟

لمسيحيي لبنان موقع خاص في ضوﺀ "الشرعة" التي تخصص فصلاً حول مناقبية واخلاقية الرجل السياسي المسيحي. ولهم موقع مميّز بسبب الدور الذي لعبه المسيحيون فــي تكوين لبنان وسياسته منذ القرن السابع، وقد قادته البطريركية المارونية عبر العصور. فعليهم واجب المحافظة على قيمة لبنان الحضارية ونظامه السياسي القائم على الحريات العامة والديمقراطية التعددية، والانفتاح على الشرق والغرب، ومكان الحوار المنظّم دستورياً بين الثقافات والاديان. المصالحات المسيحية واجبة على القادة المسيحيين من اجل المحافظة على فاعلية دورهم السياسي. ان المماطلة في اجرائها يحمّلهم المسؤولية التاريخية عن تقهقر الدور المسيحي في المحافظة على لبنان ونظامه ورسالته. نحن لا نرضى عن خلافاتهم، ولا نجد مبرراً لها، بل هي مضرة بلبنان وبشعبه.

نرجو ان يتمتعوا بالتجرد والتواضع وروح المسؤولية عن الصالح العام لكي يسارعوا الى اجراﺀ المصالحات اللازمة.

لمسيحيي لبنان مـوقع خاص في ضـوﺀ "الشرعة" التي تخصص فصلاً حول مناقبية واخلاقية الرجل السياسي المسيحي. ولهم موقع مميّز بسبب الدور الذي لعبه المسيحيون فــي تكوين لبنان وسياسته منذ القرن السابع، وقد قادته البطريركية المارونية عبر العصور. فعليهم واجب المحافظة على قيمة لبنان الحضارية ونظامه السياسي القائم على الحريات العامة والديمقراطية التعددية، والانفتاح على الشرق والغرب، ومكان الحوار المنظّم دستورياً بين الثقافات والاديان. المصالحات المسيحية واجبة على القادة المسيحيين من اجل المحافظة على فاعلية دورهم السياسي. ان المماطلة في اجرائها يحمّلهم المسؤولية التاريخية عن تقهقر الدور المسيحي في المحافظة على لبنان ونظامه ورسالته. نحن لا نرضى عن خلافاتهم، ولا نجد مبرراً لها، بل هي مضرة بلبنان وبشعبه. نرجو ان يتمتعوا بالتجرد والتواضع وروح المسؤولية عن الصالح العام لكي يسارعوا الى اجراﺀ المصالحات اللازمة.

هل للكنيسة مآخذ على سلاح حزب الله؟ وما هي نظرتكم؟

عبّرت الكنيسة عن موقفها بشأن سلاح حزب الله واي سلاح آخر، في "شرعة العمل السياسي". ورأت ان انهاض لبنان كدولة ذات سيادة محصّنة يقتضي "حصر السلاح بالقوى الشرعية اللبنانية، واخضاع المهام الدفاعية والامنية لقرار السلطة السياسية دون سواها، وتعزيز الثقة بالقوى المسلحة وتوفير الدعم لها وتجهيزها، وتشجيع الشباب للانضواﺀ تحت لوائها" (صفحة) 3/37.

عبّرت الكنيسة عن موقفها بشأن سلاح حزب الله واي سلاح آخر، في "شرعة العمل السياسي". ورأت ان انهاض لبنان كدولة ذات سيادة محصّنة يقتضي "حصر السلاح بالقوى الشرعية اللبنانية، واخضاع المهام الدفاعية والامنية لقرار السلطة السياسية دون سواهــا، وتعزيز الثقة بالقوى المسلحة وتوفير الدعم لها وتجهيزها، وتشجيع الشباب للانضواﺀ تحت لوائها"

المسيحيون في الشرق يعانون، وفي ماليزيا ممنوعون من استعمال كلمة "الله"، وفي مصر يُهاجمون... كيف تستطيع كنيسة لبنان مساعدتهم؟

كنيسة لبنان تساعدهم بالصلاة والتضامن معهم روحياً واجتماعياً وانسانياً. وبوسائلها الاعلامية تدافع عنهم وعن حقوقهم وتطالب الدول المعنية باحترامهم وحمايتهم، لكونهم مواطنين اصليين في بلدانهم، ولهم فيها دور مميز على المستوى الاقتصادي والثقافي والانمائي والتجاري. كما ان نموذج العيش معاً بيـن المسيحيين والمسلمين في لبنان يشكلّ دعوة لهذه البلدان وللشرق وللغرب، من اجل تعزيز حوار الحياة بين ابناﺀ الديانات المختلفة على اساس من الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق والواجبات وعــدم التمييز الديني والعنصري.

السينودس من اجل مسيحيي الشرق الأوسط. أين سيُعقد، وما هي المواضيع؟

الـسيـنودس من اجل الـشرق الاوسط سيعقد في شهر تشرين الاول 2010 في الفاتيكان، حيث مركزه الطبيعي. موضوعه العام: "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط - الشركة والشهادة". ويتناول اربع نقاط اساسية: 1. وضع المسيحيين في الشرق الاوسط، والتحديات التي تواجههم واجوبتهم عليها في الحياة اليومية.

2. الشركة الكنسية في الداخل ومع الكنائس الاخرى.

3. الشهادة المسيحية بالتعليم والاعمال في الكنيسة الكاثوليكية ومع الكنائس الاخرى.

4. الحوار بين الاديــان: العلاقات مع المسلمين، ومع اليهود، ومساهمة المسيحيين في خدمة مجتمعاتهم.

وفي الخاتمة: اي مستقبل للمسيحيين في الشرق الاوسط؟

زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الى سورية، في السنة المخصصة لمار مارون؟

لا نعرف عنها اي شيﺀ حتى الآن.

 

بيروت لا تملك معلومات عن 8 آلاف لبناني

السياسة/أعلن سفير لبنان لدى فنزويلا شربل وهبي, أمس, أنه يقوم باتباع التعليمات من وزير الخارجية علي الشامي حول الأوضاع بعد الزلزال الذي وقع في جزيرة هاييتي, مؤكدًا أن حجم الدمار كبير والاتصالات الهاتفية مقطوعة كلياً, وكذلك الطيران ما عدا الطائرات ذات الاستعمال العسكري التي تعمد الى تقديم المساعدات التي تصل الى الجزيرة. وعن وضع الجالية اللبنانية في هاييتي والتي يقدر عددها ب¯8 آلاف شخص, قال وهبي في حديث إلى قناة "ام تي في" اللبنانية "ما زلنا في إطار جمع المعلومات حتى نصل لمعرفة أوضاع اللبنانيين, ولكن لغاية الآن لا يوجد أي معلومات عنهم", مجددًا التأكيد أنه في اتصال دائم مع وزارة الخارجية لمتابعة هذا الموضوع". وأضاف "أتمنى على كل من يملك معلومات عن أقاربه في هاييتي أو لديه أقارب هناك الاتصال بالسفارة اللبنانية أو الخارجية اللبنانية". إلى ذلك, قررت الحكومة اللبنانية إرسال مساعدات من أدوية ومعدات طبية وأطباء في الاسبوع المقبل الى هاييتي على أن تعمد الى نقل المصابين بحالة حرجة الى لبنان للمعالجة.

 

نبيل الشريف: احتمال تورّط "حزب الله" في تفجير موكب السفير الإسرائيلي وارد  

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠

أكد الناطق باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف أن "التحقيق في حادث تفجير موكب سيارات تابعة للسفارة الإسرائيلية في عمان ما زال مستمراً لكن لم يتمّ اعتقال أحد حتى الآن، وستُعلن نتائج التحقيق فور الانتهاء منه". وعمّا أُثير من اتهامات لـ"حزب الله" وحركة "حماس" وتنظيم "القاعدة"، قال الشريف في حديثٍ إلى صحيفة "الحياة": "كل الاحتمالات واردة، لكننا رسمياً لم نوجه الاتهام إلى أحد، وسيكون كل ما يُثار مجرد وجهات نظر"، مضيفاً: "لستُ مسؤولاً عمّا يُشاع ويُنشر، وأنا مسؤول عمّا يصدر من المصادر الرسمية المعلنة". وتابع: "نحن نتابع القضية بكل اهتمام وجدية، فنحن ننظر لمثل هذه الأحداث بجدية وباهتمام كبيرين لأننا نعتبرها موجهة ضد الأردن بالدرجة الأولى، ولا يستفيد منها أحد إلا أعداء الأردن".

 

مقتل ملازم اول في الجيش والتحقيق جار 

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠/ وُجد الملازم اول في الجيش هـ.أ. نصر قبل ظهر اليوم داخل سيارته عند مدخل كامد اللوز الشرقي في البقاع الغربي، مقتولا ومصابا بطلقتين ناريتين في صدره. وتم نقله الى مستشفى فرحات وفتح تحقيق جنائي لمعرفة الاسباب.

 

 القاء القبض على مشتبه به في انفجار عمان وحزب الله من بين أبرز المتهمين

أشارت تقارير اعلامية الجمعة انه تمّ إلقاء القبض ليل الخميس على مشتبه به في انفجار استهدف سيارتين للسفارة الإسرائيلية بعمان، وان حزب الله من المتهمين بتنفيذ العملية حتى صدور نتائج التحقيقات النهائية. وذكرت وكالة "عمون" الأردنية ان أجهزة الأمن الأردنية تمكنت من القاء القبض على مشتبه به بعد مطاردة تمت بعد الحادثة بين الأمن وسيارة يشتبه بضلوع صاحبها في التفجير. وأشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية ان "طريقة تنفيذ العملية تذكرنا بالطرق التي يستخدمها حزب الله في لبنان"، لافتة الى ان "الموكب كان تحت المراقبة منذ لحظة خروجه من السفارة الإسرائيلية في عمان وان التفجير قد تمّ عن بعد والهجوم في ذلك المكان قد تمّ اختياره بعناية في منطقة معزولة نسبيا".

وأضافت "يديعوت احرونوت" نقلا عن مصادر امنية اسرائيلية ان "الشكوك تدور حول منظمات جهادية مثل حزب الله وحماس والقاعدة". وكان انفجار وقع مساء الخميس على طريق ناعور - البحر الميت قرب سيارة تقل ديبلوماسيين اسرائيليين في الاردن. ولم يكن السفير الاسرائيلي لدى الاردن داني نيفو ضمن الموكب، كما افاد مصدر اردني مطلع قال ان السفير السابق يعقوب روزين كان في واحدة من السيارتين الدبلوماسيتين. واغلق الامن الاردني المنطقة التي وقع فيها الانفجار التي احدثت حفرة على حافة الطريق عمقها عشرة سنتمترات وعرضها 80 سنتمر وسط تواجد كثيف للأجهزة المعنية اعقب الانفجار التي بدأت التحقيق . 

 

قزي: نحن مع نصرالله لإزالة إسرائيل وليس لإزالة النظام اللبناني 

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠ /أوضح مستشار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الأستاذ سجعان القزي أنه "إذا أراد السيد حسن نصر الله من خلال كلامه أن يغير وجه المنطقة بإزالة إسرائيل فنحن إلى جانبه أما لتغيير النظام فهذا أمر نعارضه ونرفضه". القزي وفي حديث للـ""، اشار إلى أن "من يشن حرب نفسية على غيره يجب ان ينتظر من غيره الانتقادات والرد المناسب"، لافتا إلى أن "المخيمات الفلسطينية في لبنان تتحول الى معسكرات دون رقيب او اي حسيب". واعرب عن تخوفه من دخول الصواريخ الى الجنوب لأنها ستكون عاملاً مسرعاً للقرار الاسرائيلي بشن حرب شاملة على لبنان. وعن كلام خالد مشعل في الأمس، قال: "كلامه واضح ولا انتظر منه كلاماً مختلفاً علماً انه ملتزم بالمقاومة المفتوحة وبرفض التسويات السلمية ويعتبر ان السلاح اللبناني خارج وداخل المخيمات مرتبط بحركة المقاومة الفلسطينية في كل منطقة الشرق الاوسط". وأضاف: "خالد مشعل يؤمن ببقاء هذا السلاح مما يعني ربط لبنان في كل الصراع العربي الاسرائيلي". واوضح أن موقف "الكتائب واي فريق آخر يعارض وجود هذا السلاح لانه عانى من هذه الممارسات في الستينات والسبعينات ويعرف تأثيرها بعد فترة"، مشيرا إلى أن "الكتائب يرفع الصوت دائماً كي لا نصل الى حرب لبنانية-لبنانية او لبنانية - فلسطينية او لبنانية - اسرائيلية جديدة". وأضاف: "نحن ثابتون بمواقفنا ولن نحيد عنها وحزب الكتائب موجود في كل قرية ومدينة وحي وبالتالي لا يمكن عزله بل هو من يُعزل"، رافضا القبول بكل مندرجات التسوية اي التسوية السورية السعودية، لافتا إلى أن "الكتائب يتلاءم مع كل ما في المرحلة الحالية لخلق جو من المصالحات والتحالفات من اجل الخروج من الاصطفافات وكمحاولة بناء دولة ليكون لبنان حاضراً كدولة ومؤسسة في مرحلة دقيقة نعيشها اليوم".

  

سمير فرنجية: ما كان يجب على الجيش أن يسمح بما حصل في 7 أيار  

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠ /اعتبر النائب السابق سمير فرنجية أن "كلام "حزب الله" ينتمي إلى عالم قديم"، مشيراً إلى أن "مشروعية سلاح "حزب الله" مفقودة منذ عام 2000 حتى اليوم". وأكد أن "اللبنانيين متمسكون بالدفاع عن البلد لكن على أن يكونوا شركاء في الدفاع، لأن لا حزب ولا طائفة قادرة أن تقول للبنانيين: تعاطوا بالاقتصاد والزراعة ونحن ندافع عنكم"، مضيفاً: "ليقل لنا "حزب الله"، هل يريد تطبيق القرار 1701 أم لا؟ فالمطلوب منع إسرائيل من أن تقوم بحرب جديدة". فرنجية، وفي حديثٍ إلى "LBC"، قال: "ألم يكن الجيش قادراً على مواجهة أحداث 7 أيار؟ فهو واجه قبلها في نهر البارد"، مشيراً إلى أن "ما يهمّ الجيش هو منع نشوب أي حرب أهلية، ولكن ما كان يجب عليه أن يسمح بما حصل، فالجرح اليوم عميق". ورأى أن "التفسير الذي يعطيه "حزب الله" لأحداث 7 أيار لا يقنع (منع القرارين)"، مضيفاً: "هناك أخطاء ارتُكبت، وعلى "حزب الله" البحث بشكل جدي لطيّ هذه الصفحة".

وعن طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، لفت فرنجية إلى أن "الرئيس بري يبحث عن طريقة لتجاوز الوضع الذي نتواجد فيه ليصبح الكلام عن السلاح أسهل"، وقال: "إن أساس اتفاق الطائف هو ميثاق العيش المشترك، وعندما يريد أحد تخطي هذا الميثاق، عليه أن يخبرنا عن الميثاق البديل".

 

سليمان: العلاقات جيدة مع إيران ويجري التنسيق معها في مجلس الأمن

نهارنت/أكدّ رئيس الجمهورية ميشل سليمان على العلاقات الجيدة التي تجمع لبنان وإيران في مختلف الميادين، لافةً مشيراً الى التنسيق بينهما في مجلس الأمن. سليمان وبعد استقباله نائب الرئيس الايراني السيد محمد رضا تاج الديني حمّل ضيفه تحياته الى الرئيس محمود أحمدي نجاد، وتمنياته للشعب الإيراني بالازدهار والاستقرار. بدوره نقل السيد تاج الديني للرئيس سليمان رسالة شفوية من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد تتناول العلاقات الثنائية وتعزيزها في شتى المجالات. وشدد المسؤول الإيراني على دعم إيران الكامل لوحدة لبنان وسيادته واستقلال اراضيه، لافةً الى تقدير الرئيس نجاد والمسؤولين لمواقف الرئيس سليمان في تحصين الداخل اللبناني وترسيخ أجواء الوفاق فيه. وتناول اللقاء ايضاً الأوضاع الإقليمية ومخططات اسرائيل للتملص من السلام وعدم اعطاء الفلسطينيين حقوقهم. كماعرض سليمان مع وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش الأوضاع الراهنة وتفاصيل التصور الذي أعدّه للتعيينات الادارية وفق معايير الكفاءة والنزاهة والعطاء. وتناول رئيس الجمهورية مع كل من النائبين نبيل دو فريج وعاطف مجدلاني لآخر التطورات على الساحة الداخلية

.كما استقبل الرئيس وفد الجماعة الاسلامية و مدير عام جهاز امن الدولة العميد الياس كعيكاتي الذي اطلعه على عمل المديرية واحتياجاتها. 

 

النائب الجميل: الفدرالية ضمان للمسيحيين في حال الغاء الطائفية

نهارنت/ اعتبر النائب سامي الجميل الجمعة ان" الغاء الطائفية السياسية سيؤدي الى حكم الطائفة الأكبر عددا"، مطالبا ً في حال ألغيت الطائفية "بالإنتقال الى نظام الفدرالية كضمان للمسيحيين". وأضاف الجميل: "ان المطلوب اليوم لا هذه ولا تلك بل المطلوب تطوير النظام"، مشددا ً على ان "منطق التحدي الذي فرضه رئيس مجلس النواب نبيه بري لا نمشي معه".

وعن تماسك فريق 14 آذار، قال: "وليد جنبلاط خرج، ويمكن ان يخرج تيار المستقبل، لكننا باقون"، مؤكدا ً ان "الكتائب لن تستقيل من الحكومة بل ستعارض بنودا في البيان الوزاري من داخل الحكومة". واعتبر الجميل ان "وحدة المسيحيين واتفاقهم هو شرط اساسي لبقائهم، وان هذه الوحدة لا تتناقض مع الوحدة الوطنية ولا مع لبنان كوطن التعدد الذي تعيش فيه 18 طائفة"

 

بارود: خفض سن الإقتراع الى 18 عاماً يتم بتعديل المادة 21 من الدستور

نهارنت/أكّد وزير الداخلية زياد بارود انّ خفض سنّ الاقتراع, يتمّ بتعديل المادة 21 من الدستور, التي تأخذ في الاعتبار من بلغوا سن 21 عاما والوفيات, ومن صدرت في حقهم أحكام توجب عدم ادراج أسمائهم على القوائم الانتخابية, وذلك تمهيدا لنشرها. وشرح بارود لصحيفة "النهار"كيفية نشر هذه القوائم عبر ثلاث وسائل, وهي المخاتير ومأموري النفوس كي يتسنى لهم تنقيح اللوائح بالإضافة أقراص مدمجة وأيضاً الموقع الالكتروني الخاص الذي استحدث العام الماضي. وأضاف: "بين 10 شباط و10 آذار تقوم الوزارة بمواكبة حملة اعلامية بتلقي طلبات التصحيح واحالتها على لجان القيود القضائية التي تصدر قراراتها قبل 30 آذار وتحيلها على المديرية العامة للأحوال الشخصية كي تدرج التصحيح في صورة نهائية في 30 آذار". وعن إمكان منح من هم في سن ال18 حق الاقتراع، قال بارود: "حسب تقديرات وزارة الداخلية هناك 283 ألف شخص تراوح أعمارهم ما بين 18 و21 عاما. وإضافة أسمائهم الى اللوائح ممكنة قبل 10 شباط المقبل بأسبوعين، على أن يسبق ذلك صدور قانون بتعديل المادة 21 من الدستور. وختم قائلاً : "لقد سبق لمجلس النواب العام الماضي أن أقر في جلسة اشتراعية وبأكثرية تفوق الثلثين مبدأ خفض سن الاقتراع الى 18. وبادرت الحكومة بعد ذلك وضمن مهلة 4 أشهر الى اقرار مشروع التعديل. وما دام مجلس النواب والحكومة وافقا على هذه الخطوة، فان الخطوة التالية ستكون بصدور قانون تعديل لمادة 21 من الدستور قبل اسبوعين من 10 شباط المقبل. 

 

نصرالله: المقاومة تتعرض لحرب نفسية لكن سنهزم اسرائيل ونغير وجه المنطقة

نهارنت/ اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجمعة ان المقاومة تتعرض لحرب النفسية، مؤكدا ً ان هذه الحرب "لن تهزنا وسنواجهها بالصبر واليقين"، واعدا ً انه "في حال أي مواجهة مع اسرائيل سنفشل أهداف العدوان وسنهزم العدو ونغير وجه المنطقة". وقال نصر الله في كلمة في افتتاح الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة في الأونسكو، "هناك أخطار عديدة ما تزال تواجه المقاومة وأخطرها التشويه، من اتهامها بارتكابها الجرائم وترويج المخدرات واتهامها بالإرتهان لإيران وسوريا ووصمها بالإرهاب، الى جرها الى صراعات داخلية تأبى الدخول اليها". وأضاف نصر الله: "تجاوزنا أخطر المراحل في منطقتنا عندما كانت الولايات المتحدة تريد تحويل المنطقة الى شرق أوسط جديد، والمقاومة حققت انجازاتها في أسوء الظروف العربية ورغم الطعن بالظهر من البعض". ولفت الأمين العام لحزب الله الى ان "اسرائيل تستعين اليوم بمحاولات الترهيب والاستيطان وبمساعدة الانظمة الدولية وهي لأول مرة تخشى الخيار العسكري". وأضاف: "اسرائيل تعيش اليوم مأزقا حقيقيا هي تتحدث عنه،مأزق الزعامة والقيادة، مأزق الجيش الذي لا يقهر فهزم على يد المقاومين ومأزق الثقة بالمستقبل، وهي تحاول ترميم ذلك بالتهديدات اليومية التي لم تعد تخيف الا المهزومين والجبناء". وأكد نصر الله ان "خيار المقاومة خيار حقيقي وواقعي ومنطقي ومنتصر وله آفاق كبيرة وآمال عظيمة وهذه المقاومة بحاجة الى كل أشكال الإحتضان المادي والمعنوي". وشدد نصر الله على ان "لبنان تخلى عن أعجوبة قوة لبنان بضعفه الى حقيقة قوة لبنان في تضامن جيشه وشعبه ومقاومته". 

 

بري والمزايدة على "حزب الله"  

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠

نصير الأسعد

صحيح أن الرئيس نبيه بري، في طرحه تشكيل "الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية"، يحتمي بالمادة 95 من الدستور.

وصحيح ايضاً أنه يؤكد أن "تشكيل الهيئة" لا يعني إلغاء الطائفية السياسية نفسها، ويحاول أن "يطمئن" بالقول إن الإلغاء مسألة عقود طويلة، وإن لا داعي لـ"الخوف".

بيد أن الأصح من كل ذلك، هو أن بري ليس فقط يحاول فرض أولوية داهمة على جدول الأعمال، لكنه يظن انه إذا تم الأخذ بالأولوية التي يطرحها وتشكلت "الهيئة"، يمكنه أن يحوّلها من هيئة لبحث إلغاء الطائفية السياسية الى هيئة لبحث تعديل "الصيغة" الناظمة للعلاقة بين الطوائف في النظام اللبناني. أما إذا لم يتم الأخذ بتلك الأولوية، فسيتذرع للقول إن المعترضين يرفضون "إذاً" تطبيق الطائف والدستور، وإن الطائف لم يعد صالحاً للتطبيق. أي إن في طرح بري إستهدافاً لا يخفى لاتفاق الطائف. ذلك أن بري ليس من فئة السياسيين الذين إذا لم ينجح "إختبارٌ" يجرونه "يسلّمون" آلياً بالنتيجة. انه من الفئة التي تخطط و"تبيّت".

إن المطلوب إذاً، متابعة ما سيقدم عليه الرئيس بري بعد أن يتبيّن له أن اقتراحه لا يحظى بالموافقة اللازمة لمضيّه فيه.

وعلى أي حال، وردت في المؤتر الصحافي الأخير لبري إشارات معبّرة. فهو لم يُخف تهديداً بأن عدم تشكيل "الهيئة الوطنية" سيعني – بالنسبة إليه – تعطل تطبيق مواد دستورية أخرى "مرتبطة" بالمادة 95 كما قال. انه تهديدٌ إذاً بـ"ما يشبه" تعليق الدستور كحد أدنى.. وبفتح ملف تعديل اتفاق الطائف على مصراعيه كحد أعلى.

لماذا هذا التقدير السياسي؟

مما لا شك فيه أن جانباً من هذا التقدير يستندُ الى التجربة مع بري في السنوات بين 2005 و2008، عندما وضع نفسه وصياً على النظام السياسي، ووصياً على الدستور، متصرّفاً بهما على أساس "سياسي" أي على أساس حسابات سياسية معينة.

غير أن الجانب الأساسي من هذا التقدير ينطلقُ من إفتراض "تطوّر" منطقي معين لما سار بري فيه خلال السنوات الماضية.

بكلام آخر، إن التقدير هو أن بري يحاول تحقيق إنتقال من "الأمر الواقع" الذي جرى فرضُه في المرحلة السابقة الى "دسترة" هذا الأمر الواقع".

في المرحلة السابقة، جرى تعريف أمر واقع للوفاق الوطني. وجرى تعريف أمر واقع للديموقراطية اللبنانية. وجرى إلغاء أمر واقع للديموقراطية البرلمانية لمصلحة ما يُسمّى "الديموقراطية التوافقية". وحصل تحريف أمر واقع للميثاق والدستور بأن أصبح التوافق "فيتو" تمارسه فئة طائفية – سياسية بعينها. وصار "الثلث المعطّل" أمراً واقعاً. وبالأمر الواقع أيضاً، صار "اتفاق الدوحة" المرحلي الإستثنائي رديفاً لاتفاق الطائف في الحد الأدنى وبديلاً منه في الحد الأقصى. وهذا الأمر الواقع الدستوري – السياسي الذي فرض تغييراً في النظام السياسي وآلياته، كان هو نفسه نتيجةً للسلاح في أيدي "حزب الله"، أي نتيجة لعدم وجود سيادة حصرية للدولة على السلاح.

يعرفُ بري بالتأكيد أن هذا الأمر الواقع المفروض على لبنان إنما هو مرحلة إستثنائية ولو طال أمدُها. ويعرفُ أن إتفاق الطائف هو القاعدة ولو طال زمانُ عدم العمل بها. إذاً هو يحاول أن يستفيد من هذا الأمر الواقع المستمر ما استمر السلاح، أي ما استمر "توازن القوة"، من أجل تحويله الى وضع شرعي – دستوري. ويعتبر أن لا خسارة من هذه المحاولة بما أن الميثاق والدستور معلقّان فعلياً.. حتى إشعار آخر.

إن ما يريده بري ليس تشكيل "الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية"، وبالتأكيد لا يريد إلغاء الطائفية السياسية. إنه يتطلّع إلى صيغة أخرى ضمن الطائفية السياسية.

المثالثة بدلاً من المناصفة. المثالثة بالدستور بدلاً من المثالثة بالسلاح. أي أن بري يؤسس على ما فرضه "توازن القوة" من أمر واقع استثنائي وينطلق منه. فإما "هيئة" و"إلغاء للطائفية السياسية" وتغليب لـ"العددية" تالياً، وإما مثالثة "مدستَرة".

في النظر الى ما هو "مبيّت" من طرح ظاهره "ناعم"، لا يمكن إلا الظنّ باستهداف الطائف وصيغته.

المناصفة هي العنوان الرئيسي – بل شبه الوحيد – لميثاق العيش المشترك. و"ما بعد" المناصفة ليس "إلغاء" الطائفية السياسية بل "تجاوز" تلك الطائفية السياسية تدريجاً بأفق "الدولة المدنية". المناصفة هي آخر صيغة من ضمن الطائفية السياسية لكنها في الوقت نفسه أساس الإطمئنان الجماعي للسير بشكل "مشترك" نحو "الدولة المدنية".

الرئيس بري يؤسس على "إنجاز حزب الله".. ويزايد عليه. يحاول أن "يرث" بالسياسة ما فرضه "حزب الله" بالسلاح. وعل كل حال، يتيح تقدير ما "يبيّته" التعرّف على معادلة العلاقة داخل الثنائية الشيعية بين بري و"حزب الله".

تحالف ـ تنافس ـ مزايدة ـ خوف ـ كمون ـ إندفاعة ـ إنكفاء إلخ.. تلك هي حال بري حيال "حزب الله".

وفي "ما وراء" طرحه الأخير، يبدو بري معتبراً أنه به – بالطرح – يمسك بزمام المبادرة بإسم "الشيعية السياسية"، وأنه يعيد الاعتبار لكونه ممثل "الشيعية السياسية" في النظام.. معدّلاً وفي الدولة.

 

لأن سلاح "حزب الله" هو سلاح إقليمي كما كان الوجود العسكري السوري لا حل إلاّ بالتوافق أو بتغيّر الظروف والمعطيات  

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠

اميل خوري

بات واضحاً للجميع ومن تجارب الماضي أن ما من فئة لبنانية حزبية كانت أم مذهبية تستطيع ان تفرض آراءها ومواقفها على فئة أخرى خصوصاً في المواضيع الأساسية والمهمّة، وأنه لا بدّ من التوصّل إلى توافق في شأنها. فالاستقلال عام 1943 ما كان ليحصل لو لم يلتقِ على المطالبة به المسيحيون والمسلمون، وعندما انقسموا حول الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان كانت الحروب الداخلية والتدخلات الخارجية. وعندما انقسموا حول الوجود العسكري السوري في لبنان استمر هذا الوجود ثلاثين عاماً ولم يستطع لقاء "قرنة شهوان" رغم ما كان يضم من قيادات مسيحية بارزة تمثّل غالبيّة الرأي العام المسيحي تمثيلاً واسعاً، ورغم نداء مجلس المطارنة الموارنة الشهير الذي دعا إلى انسحاب القوات السورية من لبنان وكان أول نداء يؤسس لـ"ثورة الأرز" و"لانتفاضة الاستقلال"، فان هذا الانسحاب لم يتم لأن فئة لبنانية لم تشاركه في ذلك إما لأسباب سياسية ومصلحية وإما بدافع الخوف. ولم تنجح المساعي التي بذلت في حينه من أجل ضم شخصيات إسلامية إلى ذاك اللقاء، ومن وافق منها اشترط إخراج موضوع الوجود العسكري السوري من دائرة البحث والتداول. وقد نجحت سوريا آنذاك في إبقاء الصوت المسيحي وحده يرتفع مطالباً بانسحاب قواتها من لبنان وحالت دون انضمام الصوت المسلم اليه ليبقى هذا الصوت صرخة في بريّة، حتّى أن النائب وليد جنبلاط عندما تجرأ ودعا في مجلس النواب إلى إعادة تموضع القوات السورية تطبيقاً لاتفاق الطائف، تلقّى على الفور تهديداً من زميل له في الجلسة نفسها وهو من حلفاء سوريا، لأنه يمسّ بموقفه هذا ما لا يمسّ... وعندما انضم الصوت المسلم إلى الصوت المسيحي كانت "ثورة الأرز" و"انتفاضة الاستقلال" في 14 آذار" وكان انسحاب القوات السورية من كل لبنان.

وها أن الموقف من سلاح "حزب الله" يبدو شبيهاً بالموقف من السلاح الفلسطيني ومن الوجود العسكري السوري، ولا سبيل إلى إيجاد حلّ لهذا السلاح إلاّ بتوافق اللبنانيين أو غالبيتهم على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم، وليس في إمكان فئة واحدة سياسية كانت أم حزبية أم طائفية مواجهة وجود هذا السلاح الذي لم يعد في مواجهته العلنية سوى مسيحيي 14 آذار وقلّة من المسلمين في هذه القوى، لأن الشريك المسلم أي الرئيس سعد الحريري أصبح على رأس السلطة التنفيذية وعلى رأس حكومة وحدة وطنية مهمتها العمل على جمع اللبنانيين وتوحيدهم خصوصاً في مرحلة دقيقة وحسّاسة تمرّ في لبنان والمنطقة، ووسط تهديدات إسرائيلية، وليس على تفريقهم وتشتيتهم بإثارة مواضيع أساسية ومهمّة مثيرة للخلاف وتعرض السلم الأهلي للخطر.

لذلك ينبغي أن تقتصر المطالبة في الوقت الحاضر على تنفيذ اتفاق الطائف كاملاً وعلى تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته كي تقوم الدولة القويّة القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل الاراضي اللبنانية فلا تكون سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها ولا قانون غير قانونها. أما موضوع سلاح "حزب الله" وهو في الواقع سلاح إقليمي كما كان الوجود العسكري السوري وجوداً عربياً وإقليمياً ودولياً فتحتاج معالجته ليس إلى حوار داخلي فحسب بل إلى انتظار توافر المعطيات الخارجية التي تساعد على حلّ مشكلة هذا السلاح، خصوصاً انه ليس في إمكان فئة لبنانية أن تتوصل إلى هذا الحلّ، بل تحتاج المعالجة إلى غالبية الفئات فيه إن لم يكن جميعها. وإذا كانت الظروف الموضوعية أتاحت لفئة أن تفرض وجودها المسلّح على فئات أخرى، فان محاولة إزالة هذا الوجود بالقوّة تعني حروباً جديدة داخلية في لبنان كتلك التي حصلت في الماضي بسبب الوجود الفلسطيني المسلّح. وإذا كانت الفئة المسيحية التقت بغالبيتها الساحقة في قرنة شهوان لتطالب بانسحاب القوات السورية، فإن هذه الفئة منقسمة حالياً على نفسها حول سلاح "حزب الله" والفئة المسلمة في قوى 14 آذار مضطرة إلى مراعاة الوضع السياسي نظراً إلى وجودها في الحكومة وحرصاً منها على الوحدة الداخلية. وإذا كانت الشخصيات المسيحية التي جمعها لقاء "قرنة شهوان" لم تستطع وحدها من دون الطرف المسلم تحقيق انسحاب القوات السورية من لبنان، فكيف يستطيع مسيحيو 14 آذار من دون مسيحيي 8 آذار ومن دون المسلمين معالجة مشكلة هذا السلاح ولكل منهم رأي مختلف في الموضوع؟

الواقع أن سلاح "حزب الله" هو سلاح اقليمي لا يمكن التوصل الى حل له إلا بتوافق لبناني أو بتوافق إقليمي، وهو كالوجود العسكري السوري الذي كان في لبنان، فقد كان وجوداً إقليمياً ودولياً ولم يتم التوصل إلى حلّ له إلا بقرار دولي هو القرار 1559، وان استمرار الانقسام الداخلي حول الموضوع من شأنه ان يهدد السلم الأهلي ولا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً.

لقد أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في رسالة وجهها إلى فرنسا عام 2005 انه "منذ عام 2000 تاريخ تحرير القسم الأكبر من الاراضي اللبنانية، ولبنان يتعرض لانتهاكات جوية خطيرة يعجز موضوعياً عن ايقافها، وقد عبّرت الأمم المتحدة مراراً، عن قلقها منها، ويواصل العديد من المسؤولين الاسرائيليين اطلاق التهديدات المتتالية التي تطال أمن لبنان وملكيته الحيوية في مياهه وبناه التحتية التي أنفق ابناؤه الكثير في سبيل إعادة بنائها، فيما تلتزم المقاومة موقفاً دفاعيّاً بحتاً عبر الحدود الدوليّة، وتعمل ضمن استراتيجية الدولة اللبنانية وبالتنسيق مع الجيش اللبناني من أجل ردع أي عدوان اسرائيلي محتمل يلحق أفدح الأضرار ببلدنا وشعبنا ويفتح منطقة الشرق الأوسط برمتها على احتمالات خطيرة. وسلاح المقاومة يشكل قوة حماية استراتيجية للبنان ليس بإمكانه التخلي عنها تحت أي ضغط أو تهديد لأن ذلك يجعل لبنان واللبنانيين تحت رحمة النار الإسرائيلية التي أذاقتهم المرّ طوال عقود ويفقدهم أي معنى بالحرية والاستقلال وحق التصرف بمستقبل بلدهم وفرص تطوره. ولهذا تجوب الديبلوماسية الاسرائيلية العالم بحثاً عن سبيل لوضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب وضرب مشروعية المقاومة قانونياً، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية التي كانت أول المتجاوبين ومعها بعض أتباعها الاقربين وبدعم من اللوبي الصهيوني المنتشر في شتى دول العالم مستخدماً أدواته المعروفة لا سيما المالية والاعلامية".

هذا هو موقف "حزب الله" الواضح والصريح من سلاحه، سلاح المقاومة، وهو موقف ثابت حتى الآن ولا سبيل الى تغييره إلا إذا تغيّرت الظروف والمعطيات.

 المصدر : النهار

 

لماذا طرح الرئيس بري موضوع إلغاء الطائفية السياسية؟  

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠

سليم نصار

عُقدت منذ شهرين في إسطنبول ندوة موسعة شارك فيها عدد من السياسيين والأكاديميين والخبراء في شؤون الشرق الأوسط.

وفوجئ الحضور بإيحاءات الكلمة التي ألقاها القائم بالاعمال الاميركي السابق في العراق جيمس جيفري، لأنها كشفت عن موقف بالغ الأهمية بالنسبة الى علاقات بلاده مع تركيا والعراق ولبنان. قال إن إدارة أوباما قررت منح تركيا امتيازات استثنائية لأنها ملأت الفراغ الاستراتيجي الذي حدث عقب تغييب دور مصر والدول العربية السنّية، الأمر الذي يؤهلها للحصول على طائرات حربية متطورة لم تحصل عليها دول الحلف الأطلسي بعد.

وعن الانتخابات العراقية المقررة في آذار (مارس) المقبل، قال جيفري: إن واشنطن تدعم فكرة ترسيخ نظام فيديرالي مثلث الأضلاع ربما يكون نسخة أخرى عن النظام الطائفي المطبق في لبنان! ويُستدل من هذا الكلام أن صيغة تعايش الطوائف في لبنان أصبحت في نظر واشنطن، النموذج لحل مشاكل الدول التي تعاني من مخاطر التصدعات السياسية والاجتماعية والعرقية والمذهبية كالعراق مثلاً.

وهذا يعني في نظر المحللين، الاستسلام للأمر الواقع بدلاً من تطويره بحيث يصبح التضامن الجماعي هو المحور الأساسي لبناء نظام سياسي شرعي. كما يعني أن كل طائفة تأخذ من الوطن حجماً سياسياً ودوراً اجتماعياً إدارياً يعادل حجمها العددي. وهذا ما أخاف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ودفعه الى مقارنة مصير طائفته بمصير هنود أميركا الحمر الذين أُبيدوا أمام غزوات البيض. لهذا باشر في مصالحة منافسه التاريخي طلال أرسلان عقب أحداث 7 أيار (مايو) بهدف حماية أبناء طائفته الصغيرة من حصار الشيعة وزحفهم المبرمج عبر إقليم الخروب والبقاع الغربي. وربما كان هذا السبب الحقيقي وراء ترميم الكنائس المهدمة، واستعجال عودة المهجرين، وتقديم قطعة أرض في سوق الغرب لبناء فرع لجامعة البلمند.

ولكن الذعر الذي أصاب الدروز من جراء الزحف الشيعي باتجاه الشوف وعاليه لا يضاهيه في الانتشار سوى الذعر الذي أصاب الطوائف المسيحية، خصوصاً الطائفة المارونية بالذات. ذلك أنها تعتبر نفسها الأم الشرعية – كما في نصيحة سليمان الحكيم للوالدتين المختلفتين على أمومة طفل – باعتبارها ساهمت في تأسيس الجمهورية الأولى وتثبيت دعائم جمهورية الاستقلال سنة 1943. وبسبب هذه الخلفية التاريخية، توقع قادة الطائفة المارونية مزيداً من الإنصاف لأنهم أوجدوا بلداً متميزاً عن الدول العربية بحرية المعتقد وحقوق الطوائف. ولكنهم فجعوا بغلبتهم سنة 1989... وبانتقام سورية في اتفاق الطائف الذي جردهم من صلاحيات رئيس الجمهورية ومن أكثر المواقع المتقدمة في إدارات الحكم.

الطوائف الأخرى تتهم الموارنة بأنهم تجاوزوا الصلاحيات التي خصهم بها الانتداب الفرنسي، فكان أن أكلوا الكعكة واحتفظوا بها، كما يقول المثل الإنكليزي، أي انهم حصلوا على ضمانات الأقلية ونفوذ الأكثرية مدة تزيد على نصف قرن بدأت عقب إحصاء 1933 واستمرت حتى سنة 1989. وقد عبّرت الطوائف الأخرى عن اعتراضها على الإجحاف الذي لحق بها، الأمر الذي دفعها الى الانضمام الى ثورتي 1958 و1975. ولوحظ أثناء «انتفاضة المحرومين» التي قادها الإمام موسى الصدر، أنه كان يطالب دائماً بضرورة إنصاف الشيعة، ومنحهم حصصاً تعادل حجمهم الإنساني والعددي والمناطقي، أسوة بسائر الطوائف. وكثيراً ما كان يقارن بين تطور أوضاع طائفته وتطور أوضاع المهاجرين الإرلنديين الى الولايات المتحدة. فمن أقلية كاثوليكية مهمشة يعمل أفرادها الفقراء في المطاعم ودور توزيع الصحف، تحولوا الى قوة شعبية متنامية أوصلت جون كينيدي الى البيت الأبيض مطلع الستينات.

الأسبوع الماضي حركت عملية التعيينات الإدارية مشاعر مكبوتة لدى المسيحيين اللبنانيين عبّر عنها البطريرك نصرالله صفير بالقول: إنها محكومة بالمحاصصة الطائفية لا بالكفاءة والمهنية العالية.

ودعا البطريرك في عظة يوم الأحد الى أهمية انخراط المسيحيين في صفوف الجيش والمشاركة في إدارة الشأن العام. وكان بهذا التوجيه يسعى الى إعادة التوازن داخل مؤسسات الدولة بعد التراجع الحاد الذي شهد مقاطعة العنصر المسيحي لكل المواقع الرسمية، خصوصاً في الجيش. والثابت أن القيادات المسيحية تدخلت بحزم لإقصاء الشبان عن صفوف الجيش الجديد لأنه في نظرها، كان ممهوراً بطابع سورية، وبعيداً كل البعد عن مواصفات جيش ما قبل 1975. وكثيراً ما اضطر الرئيس إلياس الهراوي الى الاتصال بأمين الجميل وسمير جعجع طالباً منهما تشجيع محازبيهما على الانخراط في صفوف الجيش الجديد. وهكذا تم تشكيل الفرق من غالبية مسلمة، وشيعية تحديداً. ومع تنامي قوة «حزب الله»، وحرص قيادته على إنشاء فرق احتياط ومساندة، انتقل عدد كبير من الجنود الشيعة الى صفوف الحزب، الأمر الذي رفع من نسبة أعداد السنّة في الجيش النظامي.

تشير الأرقام الى أن ستين في المئة تقريباً من مجموع شبان لبنان يعملون في المهاجر، وأن ما يطلبه البطريرك صفير ليس أكثر من تسجيل للفراغ البشري الذي خلفه المسيحيون في وطن كان يُعتبر محجة لمسيحيي المشرق. وعلى رغم اعتماد المعايير الطائفية في الوظائف الرسمية، فإن مؤتمر الطائف ألغى هذه القاعدة. واتفق النواب على النص الآتي: «يعتمد الاختصاص والكفاءة من دون تخصيص أي وظيفة لأي طائفة».

ولكن حروب التهجير في الشوف وعاليه والجنوب، إضافة الى وجود عون في المنفى وجعجع في السجن، وتهميش «الكتائب»... كل هذه الأمور خلقت فراغاً في مناصب المسيحيين. كما خلقت خللاً في ميزان المشاركة بسبب إقصاء معارضي الوجود السوري عن المراكز الرسمية. وكان من الطبيعي أن تهتز قاعدة العيش المشترك بسبب استفحال الشعور بالغبن وعدم الثقة في وطن ليس للمسيحيين فيه – ما عدا عون وفرنجية – أي دور مؤثر.

يوم الأربعاء الماضي، شرح رئيس مجلس النواب نبيه بري، تصوره لإلغاء الطائفية السياسية، تنفيذاً لاتفاق الطائف. ودعا الى تشكيل هيئة وطنية يتم اختيارها من اختصاصيين وخبراء في القوانين الدستورية والإدارية بحيث تضع رؤيتها لكيفية صوغ حل عملي يرضي مختلف الفئات. علماً بأن لبنان تعرض لاختبار سابق حول هذا الموضوع الحساس. وقد اضطرت دمشق الى تأجيل البحث الى وقت أكثر ملاءمة، خوفاً من تأجيج الخلاف، وقد تعرض الرئيس إلياس الهراوي لحملة قوية شنها رجال الدين – مسيحيين ومسلمين – بسبب طرحه قانون الزواج المدني.

الكل في لبنان يتساءل عن خلفية الأسباب التي دعت رئيس المجلس نبيه بري الى إثارة هذا الموضوع الحساس، علماً بأن هناك أكثر من عشرة بنود في وثيقة الوفاق الوطني لم تُنفذ منذ سنة 1992. واعتمد بعض النواب في انتقاده على التحقيقات التي أجرتها صحيفة «النهار» التي ذكرت أن منظمة «أمل» استغلت موقعها المتميز لدى سورية لتملأ وظائف الدولة والمؤسسات التابعة لرقابة الدولة مثل «كازينو لبنان»، بأكثر من سبعين في المئة من الموظفين. ومع أن البند المتعلق بإلغاء الطائفية السياسية يؤكد على ضرورة اعتماد المناصفة في وظائف الفئة الأولى، إلا أن «أمل» تخطت هذه القاعدة ووضعت عناصرها في أفضل مراكز الدولة وأكثرها تأثيراً. وقد صمت الشريك المسيحي على المطالبة بحقوقه وحصته من كعكة الحكم لأن انعدام المساواة في اتفاق الطائف أخذ من المغلوب ليعطي الغالب. وربما يفتح الموقف الذي أعلنه الرئيس ميشال سليمان، نافذة جديدة على حركة الإصلاح لا تكون قاعدتها المناصفة الطائفية، بل «الكفاءة والنزاهة والقدرة على العطاء».

نواب المعارضة ينتقدون توقيت طرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية لأنه يؤجج الخلاف الداخلي في وقت تسعى سورية والسعودية وتركيا ومصر الى تهدئة الشارع اللبناني. ويقول المطلعون على خفايا الأمور، إن الرئيس بري حرص على اختيار موضوع مثير للخلاف، لاعتقاده بأن دمشق ستتدخل مستقبلاً لتجميده مقابل تجميد الفريق المسيحي والسنّي موضوع المطالبة بإلغاء سلاح «حزب الله». والنتيجة المتوخاة تتلخص في سحب الموضوعين من التداول.

والذي يعزز هذه الفرضية ازدياد وتيرة التهديدات التي يطلقها نتانياهو، وتضخيم حجم المناورات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، كأن الحرب ستقع غداً. وقد حرصت الحكومة الإسرائيلية على نقل إنذاراتها بواسطة مستشار الأمن القومي جيمس جونز الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي لتعبيد الطريق أمام المبعوث جورج ميتشل. كما كررت هذه الإنذارات بواسطة مرشح الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري جون ماكين، الذي أيّد استقلال الدولة القوية في لبنان. ويبدو أن الغاية الأساسية من التهديدات والإنذارات هي الضغط على إدارة أوباما بحيث لا تحقق وعدها للرئيس ميشال سليمان بمنح لبنان أسلحة دفاعية بقيمة خمسمئة مليون دولار. وقد نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» خبراً ذكرت فيه أن وزير الدفاع إيهود باراك طلب من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والأسرة الدولية، الامتناع عن تزويد لبنان بأي سلاح لأنه في النهاية سيذهب الى ترسانة «حزب الله». ولكن مصادر قريبة من «حزب الله» اعترضت على هذا الدمج المريب، مؤكدة أنه لدى «حزب الله» ما يكفيه من الصواريخ لخوض غمار حرب طويلة. كما أكدت أن الحزب لا يعتمد في القتال على هذا النوع من السلاح التقليدي الذي يمكن الحصول عليه بسهولة. الاستنتاج المنطقي الذي يرافق الموقف الإسرائيلي يقود الى قناعة مفادها أن إسرائيل تمانع في تقوية جيش لبنان النظامي. والسبب أن استعادة قوة الجيش واستكمال تسلحه يفقدان إسرائيل حجتها بأنه ليس في لبنان قوة بديلة من قوة «حزب الله». وهذا بالطبع يسهل عليها استنفار قواتها منذ حرب 2005 واستغلال هذا البعبع لزيادة وابتزاز إدارة أوباما بحيث ترفع قيمة المساعدات من ثلاثة بلايين دولار الى أربعة بلايين.

 المصدر : الحياة

 

بالأسماء والصور من طهران: "حزب الله" يقمع المتظاهرين ويُتهم بإغتيال مسعودي من قبل الإصلاحيين  

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠

طارق نجم

حزب الله الذي يتحوّل إلى شبكة أمنية نشطة على مستوى الشرق الأوسط وفي العديد من دول العالم، أصبح يقدم خدماته إلى صاحب الفضل في قيامه ونشأته، أي النظام الإسلامي في إيران. وكان موقع "14 آذار" الإلكتروني قد اشار في تموز الماضي خلال مقابلة له مع الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور علي نوري زاده إلى أنّ عناصر من حزب الله تقوم بالمشاركة بقمع المحتجين الإيرانيين وتتواصل مع بعضها عبر أجهزة اللاسلكي باللغة العربية. وقد كشف الإنفجار الأخير الذي وقع في طهران إلى إحتمال تورط حزب الله فيه، عبر صور واسماء لعناصر الحزب بثتها المعارضة الإيرانية.

العالم النووي ضحية "الرجل المجنون"

يوم الثلاثاء الماضي، 12 كانون الثاني، وقع انفجار في منطقة الغيطرية في طهران أدى إلى مقتل دكتور مسعودي علي محمدي وجرح أربعة آخرين. دكتور محمدي، أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران والذي يبلغ الخمسين من عمره، وصفته وسائل الاعلام الرسمية بأنه ثوري ملتزم بالإضافة ونعاه تنظيم البازيج التابع للحرس الثوري الإيراني بإعتباره شهيداً. كما سارع مسؤولون ايرانيون الى القاء اللوم على جماعات معارضة في المنفى يقولون انها تقيم علاقات مع الولايات المتحدة واسرائيل. وأكدّ على ذلك، رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني ، حين كرر إتهام الولايات المتحدة بالضلوع بمقتل دكتور مسعودي.

وكانت مجموعة إيرانية غير معروفة، تطلق على نفسها اسم "جبهة تحرير إيران" قد تبنت على الفور، عملية اغتيال محمدي، حيث ذكرت في بيانها الذي أرسلته لـ"العربية.نت"، إن عناصرها قامت في الساعة السابعة والنصف صباحاً بتصفية محمدي، نائب رئيس جامعة طهران " الذي اتهمه البيان بتزويد السلطات الامنية الايرانية بقائمة تضم اسماء الاساتذة والطلبة الجامعيين الذي شاركوا في الاحتجاجات على الانتخابية الرئاسية.

ولكن للحقيقة وجهاً آخر. فاثنين من الرؤساء السابقين للايران، هما محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني، ادانا مقتل مسعودي، الذي يعتبر من داعمي المعارضة في البلاد. والمعروف عن دكتور مسعودي أنه من الذين وقعوا عريضة جامعية تدعم مير حسين موسوي خلال الإنتخابات في شهر حزيران المنصرم، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.

وكذلك أكد الباحث الإيراني "أوميد سورسرافيل" والذي يتخذ من استراليا مقراً له لموقع politico: بأن النظام الإيراني يعمد الآن الى اللجوء إلى "نظرية الرجل المجنون" وهي خطة نشر الفوضى على الطريقة اللبنانية-العراقية داخل إيران لتبرير القمع الذي يمارسه. لأنّ هذا الاغتيال هو بالتأكيد مصدره داخلي ويهدف الى اخافة المحاضرين الجامعيين الذين دعموا الثورة الطلابية في جميع أنحاء البلاد.

وهذه النظرية يدعمها الكلام الذي تسرب من أنّ الاستخبارات الإيرانية سحبت دعمها لمحمود احمدي نجاد حيث طلب قائدها السيد فاهداتمن نجاد أن يكون مستعدا لترك منصبه في اي لحظة، ولكن نجاد وأتباعه أكدوا له بأنهم لن يغادروا من دون قتال.

كذلك، نقلت صحيفة الواشنطن بوست خبراً مفاده أنّ مشروع البحث الإقليمي الذي شارك فيه محمدي، كان جنباّ إلى جنب مع علماء آخرين من ايران واسرائيل ومختلف دول الشرق الأوسط، ويسمى مؤتمر السنكروترون الضوء للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في منطقة الشرق الأوسط ، أو SESAME. ومقره في الأردن ، ويعمل تحت إشراف الأمم المتحدة. وكان الاجتماع الأخير انعقد في تشرين الثاني الماضي.

ماذا يفعل عناصر حزب الله في موقع الجريمة؟

بناء على كل ما تقدم، ترجح مصادر المعارضة أن يكون هذا الإنفجار هو لخدمة النظام، وتوفير ذريعة لمزيد من قمع المعارضة. وهذه استراتيجية كثر استخدامها في السنوات الأولى من الثورة للضرب بيد من حديد ضد من يجروء على رفض نظام الملالي، كما يروي الإيرانيون.

المعارضة الإيرانية ذكرت أن عناصر من حزب الله كانت متواجدة في مكان الجريمة، في تهمة غير مباشرة للحزب في ضلوعه بالتفجير خصوصاً أن هذه الأوساط ألمحت أن هذا الانفجار يشبه كثيراً تلك التي تم تنفيذها من قبل حزب الله في جنوب لبنان.

وقد نُشرت صوراً لأحد عناصر حزب الله ويدعى محمد ولقبه أبو ناصر فيما كان يقوم بإستطلاع الوضع بعد الإنفجار بدقائق حيث نجح أحد الناشطين المعارضين، محسن شمسائي، في تحديد وجه أبو ناصر. والشخص الذي يظهر بالصورة، أي ابو ناصر، عرفه المتظاهرون الإيرانيون عن كثب بإعتباره الساعد الأيمن لحسين أشمر. وبحسب مصادر المعارضة الإيرانية، والتي بثتها على مواقعها الألكترونية والمدونات المكتوبة باللغة الفارسية، فإن أبو ناصر ومنيف حسين أشمر هم من الأعضاء البارزين في "حزب الله" لبنان والمتواجدين منذ فترة في طهران.

وقد نشرت هذه المواقع صوراً لأشمر يظهر فيها في جنازة عماد مغنية قبل سنتين بالقرب من قادة الصف الأول في حزب الله. وفي الوقت عينه، ظهر أشمر مع عدد آخر من اللبنانيين الذي يتواجدون في مكتب حزب الله في طهران وهم: نواف نصار (المعروف بأبو محمد) وأبو ناصر وكريم فوغاني. كما ظهر الأربعة كذلك في عدة أماكن خلال تظاهرات المعارضة خصوصاً في ميدان القدس بالإضافة إلى مشاركتهم عملياً في قمع المتظاهرين وضربهم بالهراوات وفق صور التقطت للأربع في مواجهة نساء المعارضة.

وتمّ بث صور تبين كريم فوغاني يستعمل كاميرا هاتفه الجوال لتسجيل صور المحتجين ونقلها لاحقاً للحرس الثوري وفرق البازيج التابعة له.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مصدر أمني أوروبي لـ"السفير": الإسرائيليون تقدموا بطلبات رسمية لاستعادة تقنيات أُرسلَت إلى لبنان  

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠

نقلت صحيفة "السفير" "تسريبات إسرائيلية وأوروبية" في باريس حول "منح جهة أوروبية بارزة موافقة مبدئية لاستعادة أجهزة تنصت متطورة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بعد أن تمّ تزويده بها في العام 2005 في إطار مواكبة عمل أجهزة الاستخبارات اللبنانية في التحقيقات بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومكافحة الإرهاب". ونقلت "السفير" عن مصدر أمني أوروبي قوله إن "الإسرائيليين تقدموا بأكثر من طلب رسمي في الفترة الماضية لاستعادة تقنيات أُرسلت إلى لبنان".

وعزا المصدر الأوروبي الطلب الإسرائيلي إلى "غضب "الموساد" من انكشاف شبكاته في لبنان، ومن الدور الذي قد تكون لعبته في كشفها معدات متطورة كان الاعتقاد السائد أنها ستلعب دوراً في التنصت فقط على حلفاء سوريا وإيران في لبنان"، لافتاً إلى أن "الإسرائيليين يعتبرون أن بعض المساعدات الأمنية الأوروبية للبنان تخرق ميثاقاً غير مكتوب بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأوروبية، وأنها عمل غير ودّي بين أجهزة تعمل في النهاية من أجل هدف واحد هو مكافحة الإرهاب". وأشار المصدر الأوروبي إلى أن "الرائد وسام عيد كان أفضل من أدار البرنامج المعلوماتي في فرع المعلومات اللبناني لمصلحة المحكمة الدولية، ولعل استعادة المعدات ستؤدي إلى فقء عيون الأجهزة اللبنانية وإغلاق آذانها".

في المقابل، أكد "مصدر أمني لبناني واسع الاطلاع" لـ"السفير" "عدم صحة هذه التسريبات الإسرائيلية والغربية"، موضحاً أن "قوى الأمن الداخلي لم تطلب من أي جهاز أمني في العالم تزويدها بأي تقنية على صعيد الاتصالات، وبالتالي لم يجرِ لا الطلب ولا استرداد أي جهاز منّا". وشدد على أن "ما جرى على صعيد كشف 12 شبكة إسرائيلية من قبل قوى الأمن الداخلي هو صناعة أمنية لبنانية مئة بالمئة، على صعيد التكنولوجيا والمعلومات والخبرة، والفضل الأساسي يعود على هذا الصعيد للرائد الشهيد وسام عيد".

واعتبر المصدر الأمني اللبناني أن "كل ذلك الحديث الإسرائيلي مردّه الارتباك وصولاً إلى القول إن العرب غير قادرين بإمكاناتهم وخبراتهم على مجاراة ما يعتبرونه تفوقاً تكنولوجياً، وقدرة على استخدام التكنولوجيا، بينما أثبتت التجربة أن لبنان قادر بالتكنولوجيا والمعلومات على مجاراة الدول المتقدمة"، مضيفاً: "لا أحد يستطيع لا فقء عيون الأجهزة الأمنية ولا إغلاق آذانها، والدليل أن عملية رصد الشبكات الإسرائيلية لم ولن تتوقف، وقناعتنا أن الإسرائيلي سيحتاج إلى وقت معين من أجل إعادة تنظيم شبكاته بعد الضربة الأمنية الموجعة وغير المسبوقة التي تلقاها في لبنان وللمرة الأولى بهذا الشكل منذ نشوء الكيان الإسرائيلي حتى الآن".

 

 مع اتساع رقعة الاضطرابات الداخلية وتداعيات الجبهات الخارجية  

نواب إيرانيون وضباط استخبارات يفاوضون للجوء إلى الغرب بعد انهيار كبير في الجسم الديبلوماسي

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

بدت الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الاشهر السبعة الماضية وتحديدا منذ اندلاع ثورة الاصلاحيين في منتصف يونيو الماضي ردا على الانتخابات الرئاسية التي وصفوها "بالمزورة", في أسوأ حالاتها منذ قيام ثورة آية الله الخميني قبل ثلاثين سنة في العام ,1979 اذ توالت خسائرها على الجبهات الثلاث التي فتحتها وهي الجبهات النووية والشرق أوسطية والداخلية, مع وصول المجتمع الدولي في أواخر هذا الشهر الى نهاية المهلة التي حددها لها لوقف تخصيب اليورانيوم في أراضيها ونقل مخزونها من اليورانيوم الى روسيا وفرنسا والا فإنها ستواجه عقوبات غير مسبوقة هذه المرة اقلها وقف تصدير مادة البنزين اليها ومنع سفر قادة نظامها الى الخارج ووقف مدها من الشركات العالمية بمعدات متطورة ذات استخدام مزدوج, وشل اسطولها التجاري الجوي بمنع طائراتها من الهبوط في مطارات العالم, الى جانب عقوبات اخرى كتجميد ارصدة قادة نظامها في المصارف العالمية.

وكان تدخلها في شؤون البلدان العربية بواسطة أحصنة طرواداتها في العراق واليمن وفلسطين ولبنان انحسر بشكل واضح بعدما كان كتل ضدها العالم العربي بأسره, فتراجع زخمها في حرب غزة الاسرائيلية بانهاك حليفتها "حركة حماس" وتطويقها وعزلها, كما كان تراجعها في لبنان في حرب 2006 حيث خسرت مواطن اقدامها المتقدمة في جنوبه على الحدود العبرية.

وكانت خسارة النظام الايراني في اليمن بعد دخول المملكة العربية السعودية على خط القتال الحوثي... "القاعدي" الدائر فيه ضد صنعاء والاراضي السعودية, حيث فشلت أولى محاولات تدخله المباشر والخطير في قلب منطقة الخليج, وانحسار نفوذه منذ تدخله في العراق ومحاولته قلب المعادلة الداخلية باتجاه تقسيم البلاد الذي جرت مقاومته واحباطه دوليا وعربيا ومحليا بشكل حاسم - خسارة عنيفة جدا لم يكن يتوقعها بهذه السرعة وهذا الاذلال.

الا ان ما قصم ظهر النظام فعلا, هي ثورة الاصلاحيين الداخلية التي مازالت مستمرة بحيوية وتصميم منذ سبعة اشهر وحولت ايران الى بؤرة لصراع لا ينتهي, ما حمل بعض ساسة العالم على القول ان نظام نجاد - خامنئي "باتت ايامه معدودة" بعدما اعلنت الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ وصول باراك اوباما الى الحكم "انها وضعت خططا عسكرية بديلة عن خططها الديبلوماسية لحل المشكلة النووية الايرانية بينها ضرب المنشآت الذرية الايرانية "وبرنامجها الصاروخي الاكثر تقدما في الشرق الاوسط".

وتطورت تداعيات هذا الانهيار الايراني المتسارع ليشمل الجسم الديبلوماسي للنظام الذي بدأ يتفكك كما حدث للجسم الديبلوماسي العراقي في اواخر ايام صدام حسين, حيث اكدت انباء اعلامية هذا الاسبوع ان خمسة ديبلوماسيين ايرانيين لجأوا الى دول غربية بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدما كان 27 ديبلوماسيا اخر سبقوهم الى اللجوء خلال الاشهر الاخيرة احتجاجا كما قيل - على "قمع المعارضة الداخلية بهذا الشكل الدموي غير المبرر".

وكشفت اوساط المعارضة الايرانية في كل من فرنسا والولايات المتحدة النقاب عن "حدوث اضطرابات اخرى في ايران منها ما يدور منذ اشهر في منطقة اذربيجان الايرانية في اقصى الشمال وفي منطقة الاحواز العربية في الجنوب والغرب وكذلك على الحدود الايرانية - الافغانية والايرانية - الباكستانية, في محاولات على ما يبدو لتشتيت القوى العسكرية والامنية الايرانية في اوسع دائرة في البلاد لاضعاف النظام المركزي في طهران والمدن الرئيسية الاخرى", أمام استمرار الانتفاضة الاصلاحية الشارعية التي عجز محمود أحمدي نجاد وعلي خامنئي, رغم الرد المفرط في القساوة ضد المدنيين, من الحد من انتشارها واتساعها يوما بعد يوم.

وفي سياق اندلاع الاضطرابات الى مناطق اخرى خارجة عن مسارح عمليات الاصلاحيين, أكد بيان ل¯ "جمعية الصداقة الدنماركية الاحوازية" اول من أمس "وجدد حالة تأهب وانتشار واسع لقوات الجيش الايراني (اللواء 82 مدرعات وكتائب من الدفاعات الجوية) ما بين الاحواز العاصمة والحميدية, واحتلال الكثير من الاراضي الزراعية ما بين المدينتين, واستقرار العشرات من الآليات العسكرية الثقيلة من الدبابات والمدرعات وحتى منصات للصواريخ ومنصات الدفاع الجوي المضادة للطائرات".

وأماطت مصادر ديبلوماسية في العاصمة البلجيكية بروكسل اللثام ل¯ "السياسة" أمس عن أن "رؤوساء كبيرة في النظام وخصوصا في البرلمان الايراني تفاوض مسؤولين غربيين حول امكانية لجوئها اليها لأنها لا تشارك جماعات خامنئي في وسائلها القمعية المتبعة للقضاء على ثورة الاصلاحيين, وخصوصا على عمليات الاعدام والاغتيال التي تصاعدت قبل اسبوعين اثر التظاهرات الضخمة لمناسبة عاشوراء, والتي صدرت على اثرها اوامر باعدام "اعداء الثورة المتعاملين مع أميركا وبريطانيا واسرائيل لقلب الحكم في طهران".

وقالت المصادر في اتصال بها من لندن ان مسؤولين كبارا في جهاز الاستخبارات الايرانية كانوا فروا الى الغرب خلال السنوات الماضية "يفاوضون الان عن عدد من زملائهم في طهران من اجل الحصول على لجوء الى بعض الدول الاوروبية والى الولايات المتحدة وكندا وجل هؤلاء من المؤيدين للقيادات الاصلاحية في البلاد التي عجز النظام حتى الان عن المساس بها رغم التهديد والوعيد والاعتقالات والقمع".

وأكدت المصادر ان الحكومة التركية "رفضت في مطلع هذا الشهر استقبال اربعة ضباط من الاستخبارات الايرانية يعملون في المناطق الكردية العراقية طلبوا بواسطة احدى قيادات الاكراد التوسط لدى انقرة لعبورهم الى اراضيها ومنها الى اوروبا".

وقالت المصادر ان "الرفض التركي جاء على اساس التحسن الاخير في العلاقات مع طهران الذي لعب دوره النظام السوري, ولعدم تعكير هذه العلاقات او حدوث ازمة ديبلوماسية عنيفة بين البلدين", الا ان الضباط الاربعة تمكنوا الاسبوع الماضي من الفرار من شمال العراق وبلوغ ايطاليا قبل انتقالهم الى عاصمة اوروبية اخرى يعتقد انها لندن".

 

الحوثيون وعناصر من "حزب الله" ومقاتلون صوماليون يهددون بقتل عشرات المدنيين في صعدة القديمة  

مقتل القائد العسكري لـ "قاعدة جزيرة العرب" وخمسة قياديين بينهم الوائلي والشبراني والتيس في ضربة جوية شمال اليمن

تعثر عملية "ضربة الرأس" بسبب المخاوف على حياة المدنيين

أتباع الحوثي يسيطرون على الخط الدولي الذي يربط اليمن بالسعودية

1784 جريمة اختطاف خلال 16 عاماً بمعدل جريمة كل ست ساعات

صنعاء - يحيى السدمي والوكالات: السياسة

أكد مسؤول أمني يمني, أمس, أن القائد العسكري لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" قاسم الريني وخمسة آخرين من قادة التنظيم, قتلوا في غارة جوية في شمال اليمن, فيما كشفت مصادر قبلية, أن المتمردين الحوثيين في مدينة صعدة القديمة, إضافة إلى مقاتلين عرب يعتقد أنهم ينتمون الى "حزب الله" اللبناني وصوماليين, فخخوا عشرات المنازل التي يحتجزون داخلها رهائن من المدنيين, وهدووا السلطات المحلية بتفجيرها وقتل من فيها, إن حاولت القوات الحكومية اقتحامها.

واكد مصدر امني مقتل 6 من قيادات القاعدة بينهم القائد العسكري للشبكة قاسم الديمي, موضحا ان "عمار الوائلي وعايض الشبراني وصالح التيس قتلوا ايضا في الغارة التي شنت على منطقة صحراوية شرق محافظة صعدة, ولم يذكر شيء عن هويتي القتيلين الآخرين, موضحا ان الغارة استهدفت 8 من "القاعدة" نجح اثنان منهم في الفرار.

من جهة أخرى, أكدت مصادر قبلية ل¯"السياسة" أن تهديد العناصر الحوثية بشأن نسف المنازل, أدى الى تعثر عملية "ضربة الرأس" التي أعلنها مسؤول أمني قبل أيام, لتطهير المدينة من الحوثيين الذين زرعوا الألغام داخل تلك المنازل التي يحتجزون فيها عشرات المدنيين, بينهم 35 طفلا وامرأة, فيما ترددت أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية إلى أحياء في المدينة ومحاصرة المنازل التي يتحصن فيها أتباع الحوثي.

ولفتت إلى أن الحوثيين حفروا الخنادق والأنفاق في بعض أحياء المدينة, ووجهوا رسالة إلى الجيش, طالبوا فيها بانسحابه, إضافة إلى مطالب أخرى, وأنه في حال لم يستجب لمطالبهم, فإنهم سيقومون بتفجير الألغام ونسف المنازل التي يسيطرون عليها بمن فيها من السكان.

إلى ذلك, ذكرت مصادر متطابقة أن مسلحين من أتباع الحوثي سيطروا أول من أمس, على الخط الدولي الذي يربط اليمن بالسعودية من جهة محافظة حجة, بعد تسللهم إلى منطقة تتوسط المنفذ الحدودي في منطقتي الطوال وحرض الحدوديتين, ومهاجمة نقطة تفتيش تبعد عن المنطقة نحو 100 متر, حيث وقعت اشتباكات عنيفة بينهم وأفراد من الجيش, أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين الجانبين, وقام الحوثيون بإحراق طاقم عسكري تابع لقوات الأمن وسيارات مواطنين.

في سياق متصل, قال مصدر عسكري إن الجيش دمر مخزنا للأسلحة وسيارتين للحوثيين في قرية الخيام, واشتعلت فيها النيران وسمعت انفجارات كبيرة بداخله استمرت لساعات عدة.

وفي محور سفيان, دمر الجيش أوكارا للمتمردين قرب بيت الجثام, وألحق بهم خسائر في الأرواح والمعدات, كما دمر سيارة لهم على طريق الجوف كانت تحمل أسلحة وعناصر من المتمردين.

أما في محور الملاحيظ, فقد سيطر الجيش على التبة الرئيسة لجبل الدخان, وقام بتصفية الجيوب والأوكار الحوثية ملحقا بهم خسائر كبيرة, كما دمر أوكارا ومراكز لتجمعاتهم في الجرائب ودك تحصيناتهم ومتارسهم في التباب المحاذية لوادي الجرائب.

وفي محافظة الجوف, أعلن شيخ قبلي من قبلية الشولان الموالية للحكومة أن الحوثيين فجروا منزل أحد أفراد القبيلة ويدعى على بن سعده صقره (75 عاما), وهو المنزل الذي حاول مجموعة من عناصر التمرد الاستيلاء عليه الأربعاء الماضي, ما أدى إلى مصرع 10 منهم, حيث قاموا بسحب جثث قتلاهم فيما تواصلت الاشتباكات بينهم وبين الشولان بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في مديرية المطمة.

على صعيد آخر, كشفت وزارة الداخلية في تقرير لها وقوع 1784 جريمة اختطاف في اليمن خلال 16 عاماً, منذ العام 1993 الى ,2008 منها 1507 جرائم اختطاف يمنيين وأجانب, و 104 جرائم اختطاف أنثى و101 جريمة تقطع واختطاف, و 54 جريمة اختطاف أشخاص بالقوة أو الحيلة و 8 جرائم اختطاف مع الإيذاء والتعذيب, و 5 جرائم اختطاف واعتداء جنسي, و 5 جرائم اختطاف وقتل.

وأوضح التقرير أن أمانة العاصمة شهدت لوحدها خلال ال¯ 16 عاما, 664 جريمة اختطاف مختلفة, تلتها محافظة صنعاء, بواقع 131 جريمة, فيما احتلت محافظة ذمار المرتبة الثالثة بواقع 114جريمة , وجاءت سيئون في نهاية قائمة المحافظات حيث لم يسجل فيها خلال الفترة نفسها سوى جريمتي اختطاف.

ولفت التقرير إلى أن المتوسط السنوي لجريمة الاختطاف خلال تلك الفترة, بلغ 112 جريمة, فيما بلغ المتوسط الشهري للجريمة 9 جرائم اختطاف, و جريمة اختطاف واحدة كل 3 أيام و6 ساعات. ووفقا للتقرير, فإن العامين 2001 و,2008 سجل فيهما أعلى عدد من جرائم الاختطاف, بواقع 174 جريمة, وهو ما يزيد عن المتوسط السنوي لجرائم الاختطاف ب¯ 62 جريمة, فيما سجل أقل عدد من جرائم الاختطاف في العام ,1994 والتي لم يزد عددها فيه عن 49 جريمة اختطاف يليه العام 1993 بعدد 70 جريمة فقط

 

حالة الإعتراض في "التيار الوطني الحر" تتفاعل بقيادة "ابو جمرا" وسط محاولات استيعابية لـ "عون وباسيل"    

١٦ كانون الثاني ٢٠١٠

  تؤكد أوساط متابعة لحال "التيار الوطني الحر" ان القيادة التاريخية للعماد ميشال عون هي التي سمحت له بالتفرد والاستئثار في اتخاذ القرارات ورسم السياسات والاستراتيجيات وعقد التحالفات. وتشير هذه الأوساط لموقع "14 آذار" الإلكتروني، الى ان العماد عون قائد تاريخي بالنسبة الى قسم كبير من مناصريه وهم يؤيدونه لا بل يطيعونه طاعة تامة لدرجة انهم مستعدون لتبرير كل ما يقدم عليه او يتخذه من مواقف في كل مكان وزمان وللتصدي لكل من يعارض الجنرال باي شكل من الاشكال.

ويعرب مراقبون قريبون من "التيار" عن اسفهم للواقع الذي وصل اليه التيار في السنوات الاخيرة بعد مرحلة مشرقة من النضال فهذا الحزب هو الوحيد في العالم الذي يفتقد الى قيادة وتنظيم حزبي واداري مما يحرم الكوادر والمناصرين من المشاركة في القرار والتخطيط فهناك قيادة مطلقة ومتفردة للجنرال ونقطة على السطر.

ومن الامثلة الصارخة التي تعكس هذا الواقع غير المقبول على الاطلاق ان هناك قلة قليلة مما يمكن ان يسمى لجاناً وهي في حقيقة الامر اشبه بروابط صغيرة العدد تضم من هم مستعدون لتنفيذ كل ما يطلبه الوزير جبران باسيل او ما يرسمه ويقرره فالاهم عندهم ان يبقى معاليه راضياً عليهم سياسياً وتنظيمياً ومعنوياً ومادياً اذا جاز التعبير.

وتتوقف الأوساط ايضاً عند سر مبهم يفرضه الواقع المالي للتيار اذ يمنع منعاً باتاً ان يستفسر احد عن مصادر التمويل او سبل الانفاق او اولوياته او اي شيء آخر يتعلق به وهو ما لا يقنع اي مراقب وما لا يحصل في اي حزب له تاريخ نضالي عريق.

ويرى المراقبون ان العماد عون يعيش هاجساً واحداً الا وهو توريث الوزير باسيل قيادة التيار وهو يضع بكل ثقله وبكامل رصيده لتحقيق ذلك الا ان الرياح قد لا تجري بما تشتهي السفن فالقواعد والكوادر في التيار ترفض هذا الامر وهي لا تقبل بالاستئثار الذي تشاهد تجلياته اضافة الى ان اداء باسيل سياسياً لا يجلب لهم الا الانتقادات من هذا الطرف وذاك حتى من اهل البيت. وكانت حالة الاعتراض قد اتسعت قبل الانتخابات النيابية وتشبّه "الأوساط" هذا الواقع بالمعادلة داخل النظام الايراني الذي ينقسم بين المحافظين والاصلاحيين.

وكان الاصلاحيون في التيار يعززون صفوفهم حتى اتى الاستحقاق النيابي فتمسك كل بتطلعاته التي تراوحت بين رفض الواقع والعمل على اصلاح التيار من داخله وبين من بذل الجهود ليحجز لنفسه مكاناً في المعادلة السلطوية او السياسية الجديدة. وقد التقط العماد عون دائماً الاشارات من داخل فريق الاصلاحيين فاغرى البعض منهم وحجز لهم مقاعد نيابية.

ومن ناحية ثانية شكل الوزير باسيل بعد الانتخابات لجنة يقول المقربون من العماد عون انها مكلفة بوضع تصورات اصلاحية وبدفع الامور في التيار ناحية المأسسة في اشارة الى الاستجابة لكل مطالب الاصلاحيين الذين يصرون على اصلاح الاوضاع في التيار.

واللافت ان هذه اللجنة التي يرأسها باسيل معه بيار رفول تضم بعض الاسماء التي لا تمت الى التيار بصلة اضافة الى بعض المعترضين الاصلاحيين على رأسهم ناجي حايك الذي يتمسك بافكاره ومقترحاته وزياد عبس ونعيم عون. وبحسب "الأوساط" ان هذه اللجنة لن تتمكن من القيام باي شيء فهي لم تتشكل لتضع اي انجاز ويمكن القول ان الجنرال والوزير باسيل قد تمكنا من استيعاب عدد من القياديين اللذين قد يراهنون على قدرتهم زرع المقربين منهم هنا وهناك داخل التيار، انما في مواقع على مستوى القاعدة وهي لا تؤثر باي شكل من الاشكال في عملية اتخاذ القرارات والقيادة والعمل على توريث باسيل.

في المحصلة فان "هؤلاء القياديين" من حلقة المعترضين الاصلاحيين الذين يتمسكون بالاصلاح الحقيقي الى نهاية المطاف وهم قد عقدوا العزم على اتمام خطواتهم مهما استغرق من وقت وتطلب من تضحيات وجهود. ويشير المراقبون الى ان هذه اللجنة ستقتصر مهامها على تشكيل لجنتين الاولى ستشارك في الاستحقاق البلدي والاختياري والثانية في تعيين بعض المسؤولين الحزبيين على مستوى المناطق والقطاعات من دون ان يكون لكل ذلك اي تاثير في مجرى الاحداث الا غاية وحيدة الا وهي استيعاب المزيد من المعترضين وحشد المزيد من المناصرين الى جانب العمل على توريث باسيل.

وبحسب "الأوساط المتابعة"، فان الكثيرين من المسؤولين في التيار يعربون عن امتعاضهم مما يحصل غير ان عون وباسيل اغريا قسماً كبيراً منهم بالمناصب الادارية والامنية مما افضى الى فرملة الاندفاعة المعترضة حتى يتضح في نهاية المطاف من سيستفيد منهم ومن سيخسر الرهان وهو عنصر سيزيد من وطأة الاستياء والتمرد ربما.

وتقتصر حالة الاعتراض الفعلية والمعلنة على اللواء عصام ابو جمرا الذي يحاربه المقربون من الوزير باسيل بالاشاعات التي تؤكد انه لو استمر ابو جمرا في منصبه الوزاري لما انتقل الى صفوف المعترضين حتى انه بات مقصدهم العملي نظراً لرمزيته التاريخية في التيار والنضال الوطني من داخل الوطن وخارجه وكونه يعتبر الرقم 2 في قيادة التيار منذ اكثر من 20 عاماً على التوالي.

وتلفت "الأوساط" الى ان الاشاعات ضد ابو جمرا والاصلاحيين لم تفلح وهي لم تقنع المتابعين بان حركة الاعتراض قد انتهت وبان عون وباسيل قد استوعبا كل ما يقوم به هؤلاء وما سيقدمون عليه اذ يبدو انهم عقدوا العزم على تنظيم صفوفهم وتعزيز تواصلهم مع القواعد والكوادر وتصعيد تحركاتهم تحت عنوان واحد الا وهو الدفع بالامور ناحية الاصلاح داخل التيار انما على مستوى القيادة وآليات اتخاذ القرار والضغط لاقران الاقوال بالافعال مما يدل على ان كرة الثلج ستنمو وتكبر خصوصاً وان المؤشرات ترجح الا يستجيب عون وباسيل للمطالب المرفوعة او التي سترفع في هذا الاطار.

ويتحلق حول ابو جمرا عدد كبير من المؤسسين الذين يعرفون بالحرس القديم اللذين يعربون عن امتعاضهم مما يجري ويؤيدون ابو جمرا من دون ان يطلوا علناً.

ومن الناحية العملية تتشكل حلقة معلنة من الكوادر الشابة والمخضرمة وهي تلتقي عند ابو جمرا وتعبر بوضوح تام عن امتعاض الكوادر ولا سيما القريبين من دوائر القرار في التيار وهم من سيشكلون بيضة القبان عاجلاً او آجلاً في عملية كسب المعركة بفرض الاصلاح اوبفشلها وسيطرة باسيل بعد ان يكون عون قد اورثه البقية الباقية التي ستبقى داخل التيار.

ويشير المراقبون الى انه بقدر ما يعبر هؤلاء عن الامتعاض بقدر ما ينسحب هذا الواقع على المناصرين والمسؤولين في المناطق الذين لا يقبلون بما يحصل الا انهم يمتنعون عن البوح بما في قلوبهم وينتظرون التطورات لعلها تأتي بالفرج او بالاصلاح المنشود. وتؤكد "الأوساط" ان الحقائق ستظهر وان الامور ستعلن حيث سيتجرأ الجميع على قول ما يريدونه ما ان تتمكن الحلقة الاصلاحية التي تتكوكب حول ابو جمرا من اثبات حضورها وفعاليتها حيث ستكر السبحة وتتعاظم كرة الثلج من داخل التيار.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

نشرتها "أف بي آي" مع أخرى لـ 42 متهماً

القائمة تضم 6 من "حزب الله" ورمضان شلح وسيف العدل

واشنطن- يو بي اي: نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "اف بي اي", أمس, صوراً افتراضية لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن و17 من كبار قيادات التنظيم, بأشكالهم الحالية اليوم, إضافة إلى صور 25 آخرين متهمين بالإرهاب مع الجوائز المالية المخصصة لمَنْ يساعد في الوصول إليهم.

وأوضح المكتب, الذي نشر الصور على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية والموقع المخصص للمطلوبين أمنياً, أنه استخدم التقنية الرقمية المتطورة لتعديل صورة بن لادن بحيث بدا أكبر سناً في محاولة لتوقع الهيئة التي يبدو عليها في الوقت الحالي, كما نفذ المكتب الأمر نفسه في صور 17 مطلوباً بتهم الإرهاب.

وتظهر إحدى النسخ من بن لادن, زعيم "القاعدة" من دون أي شيء يغطي رأسه ويبدو شعره كثيفاً رمادياً وأسود متموجاً ولحيته قصيرة مرتبة, علماً أنه لا يوجد صورة حالية لبن لادن من دون غطاء على رأسه, فيما يظهر في الصورة الثانية بعمامته التقليدية على رأسه ولحية طويلة غير مرتبة يغزوها الشيب أكثر من السابق.

وذكرت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني جوائز مالية لمَن يساعد في الوصول إلى 42 شخصاً متهماً بالإرهاب, وخصصت خمسة ملايين دولار أميركي ثمناً للوصول لمخططي الاعتداء على المدمرة البحرية "كول" في اليمن, وعشرة ملايين لمعلومات تقود إلى زعيم حركة "طالبان" الأفغانية الملا عمر, وخمسة وعشرين مليون دولار للوصول إلى بن لادن أو الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري.

وأفاد موقع "العربية.نت" أن القائمة تضم 6 عناصر من "حزب الله", من بينهم علي عطوي وأحمد ابراهيم المغاسل وعلي سعد بن علي الحوري وعبد الكريم حسين محمد الناصر, وجميعهم متهمون بالضلوع بتفجير الخبر في السعودية العام 1996 والذي راح ضحيته 19 جندياً أميركياً, وبخطف طائرة "تي.دبليو.أي" في .1985

وتتضمن القائمة أيضاً أسماء من تنظيمات أخرى, مثل سيف العدل وهو من تنظيم "الجهاد الإسلامي" في مصر وعلى علاقة ب¯"القاعدة", والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية رمضان عبدالله شلح الذي تضع الخارجية والاستخبارات مبلغ خمسة ملايين دولار لقاء الوصول اليه.

ويستند برنامج الجوائز المالية, الذي أطلق العام ,1984 الى فكرة منح مبالغ مالية ضخمة لقاء معلومات توصل إلى الأشخاص الأكثر طلباً على اللائحة, حيث تم دفع 80 مليون دولار لأكثر من 50 شخصا أعطوا معلومات أوصلت الى "قبض ومقاضاة وقتل إرهابيين" أو أدت إلى تفادي اعتداءات.

 

لجوء العشرات من الديبلوماسيين ورجال الاستخبارات إلى الخارج..

تداعي الجبهات الإيرانية الثلاث النووية والعربية والداخلية

الانهيار يصيب البرلمان والجسمين الديبلوماسي والاستخباري

 لندن - بروكسل - »المحرر العربي«:

بَدَت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأشهر السبعة الماضية، وتحديداً منذ اندلاع ثورة الإصلاحيين في منتصف حزيران/ يونيو الماضي رداً على الانتخابات الرئاسية التي وصفوها »بالمزورة«، في أسوأ حالاتها منذ قيام ثورة آية الله خميني قبل ثلاثين سنة في العام 1979، إذ توالت خسائرها على الجبهات الثلاث التي فتحتها وهي الجبهات النووية والشرق أوسطية والداخلية، مع وصول المجتمع الدولي في أواخر هذا الشهر إلى نهاية المهلة التي حدّدها لها لوقف تخصيب اليورانيوم في أراضيها ونقل عملياتها إلى روسيا وفرنسا وإلاّ فإنها ستواجه عقوبات غير مسبوقة هذه المرة أقلّها وقف تصدير مادة البنزين إليها ومنع سفر قادة نظامها إلى الخارج ووقف مدّها من الشركات العالمية بمعدات متطورة ذات استخدام مزدوج، وشلّ أسطولها التجاري الجوي بمنع طائراتها من الهبوط في مطارات العالم، إلى جانب عقوبات أخرى كتجميد أرصدة قادة نظامها في المصارف العالمية«.

وكان تدخّلها في شؤون البلدان العربية بواسطة أحصنة »طروادة« في العراق واليمن وفلسطين ولبنان انحسر بشكل واضح بعدما كان كتّل ضدها العالم العربي بأسره، فتراجع زخمها في حرب غزة الإسرائيلية بإنهاك حليفتها »حركة حماس« وتطويقها وعزلها، كما كان تراجع في لبنان في حرب 2006 حيث خسرت مواطئ أقدامها المتقدمة في جنوبه على الحدود العبرية بعدما كبّدتها تلك الحرب مليارات الدولارات هي أثمان عشرات آلاف الصواريخ التي دُمّرت لـ»حزب الله« وآلاف الصواريخ التي جرى التعويض بها عن تلك الخسارة المريرة، وحملة الإعمار المكلفة التي أعقبت الدمار والخراب اللذين لحقا بدويلتها في لبنان على كل الصعد العسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

اليمن وثورة الإصلاحيين!

وكانت خسارة النظام الإيراني في اليمن بعد دخول المملكة العربية السعودية على خط القتال الحوثي - القاعدي الدائر فيه ضد الرئيس علي عبدالله صالح والأراضي السعودية، حيث فشلت أولى محاولات تدخله المباشر والخطير في قلب منطقة الخليج، وانحسار نفوذه، بعد تدخله في العراق ومحاولته قلب المعادلة الداخلية باتجاه تقسيم البلاد الذي جرت مقاومته وإحباطه دولياً وعربياً ومحلياً بشكل حاسم، لم يكن أحد يتوقعه بهذه السرعة.

إلاّ أن ما قصم ظهر النظام فعلاً، هي ثورة الإصلاحيين الداخلية التي ما زالت مستمرة بحيوية وتصميم منذ سبعة أشهر، وحوّلت إيران إلى بؤرة لصراع لا ينتهي، ما حمل بعض ساسة العالم على القول إن نظام نجاد - خامنئي »باتت أيامه معدودة« بعدما أعلنت الولايات المتحدة لأول مرة منذ وصول باراك أوباما إلى الحكم »أنها وضعت خططاً عسكرية بديلة عن خططها الديبلوماسية لحل المشكلة النووية الإيرانية بينها ضرب المنشآت الذرية الإيرانية« وبرنامجها الصاروخي الأكثر تقدّماً في الشرق الأوسط.

فرار الديبلوماسيين

وتطورت تداعيات هذا الانهيار الإيراني المتسارع ليشمل الجسم الديبلوماسي للنظام الذي بدأ يتفكك كما حدث للجسم الديبلوماسي العراقي في أواخر أيام صدام حسين، حيث أكدت أنباء إعلامية الاثنين الماضي أن خمسة ديبلوماسيين إيرانيين لجأوا إلى دول غربية بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدما كان 27 ديبلوماسياً آخر سبقهم إلى اللجوء خلال الأشهر الأخيرة احتجاجاً كما قيل - على »قمع المعارضة الداخلية بهذا الشكل الدموي غير المبرّر«.

اتساع الاضطرابات!

وكشفت أوساط المعارضة الإيرانية في كل من فرنسا والولايات المتحدة النقاب عن »حدوث اضطرابات أخرى في إيران منها ما يدور منذ أشهر في منطقة آذربيجان الإيرانية في أقصى الشمال وفي منطقة الأحواز العربية المحتلة في الجنوب والغرب وكذلك على الحدود الإيرانية - الأفغانية والإيرانية - الباكستانية، في محاولات على ما يبدو لتشتيت القوى العسكرية والأمنية الإيرانية في أوسع دائرة في البلاد لإضعاف النظام المركزي في طهران والمدن الرئيسية الأخرى«، أمام استمرار الانتفاضة الإصلاحية الشارعية التي عجز محمود أحمدي نجاد وعلي خامنئي، على الرغم من الرد المفرط في القساوة ضد المدنيين، من الحدّ من انتشارها واتساعها يوماً بعد يوم (طالع على الصفحتين 24 و25 من هذا العدد: إيران من جمهورية الآيات إلى جمهورية الخوذات).

وفي سياق اندلاع الاضطرابات إلى مناطق أخرى خارجة عن مسارح عمليات الإصلاحيين، أكد بيان »لجمعية الصداقة الدانماركية الأحوازية« أول من أمس »وجود حالة تأهب وانتشار واسع لقوات الجيش الإيراني (اللواء 92 مدرعات وكتائب من الدفاعات الجوية) ما بين الأحواز العاصمة والحميدية، واحتلال الكثير من الأراضي الزراعية ما بين المدينتين واستقرار العشرات من الآليات العسكرية الثقيلة من الدبابات والمدرعات وحتى منصات للصواريخ ومنصات الدفاع الجوي المضادة للطائرات«.

وأكد البيان أيضاً انتشار جدران وسواتر للجيش في المنطقة ما بين الأحواز العاصمة ومقبرة »سيد هادي« تحديداً. كما أكدت المصادر حصول صدامات ومقاومة من قبل أصحاب الأراضي الزراعية المغتصبة أدت إلى تدخل القائد الأعلى للجيش اللواء فيروز أبادي لسحب القليل من قواته من بعض المناطق من دون أن يسمح لأي أحد بالاستفادة من مياه الأنهر لسقي الأراضي المنسحب منها..«.

طلبات لجوء سياسية واستخبارية

وأماطت مصادر ديبلوماسية في العاصمة البلجيكية، بروكسل، اللثام لـ »المحرر العربي« أمس عن أن »رؤوساً كبيرة في النظام وخصوصاً في البرلمان الإيراني، تفاوض مسؤولين غربيين حول إمكانية لجوئها إليها لأنها لا تشارك جماعات خامنئي في وسائلها القمعية المتبعة للقضاء على ثورة الإصلاحيين، وخصوصاً على عمليات الإعدام والاغتيال التي تصاعدت قبل أسبوعين إثر التظاهرات الضخمة لمناسبة عاشوراء، والتي صدرت على أثرها أوامر بإعدام »أعداء الثورة المتعاملين مع أميركا وبريطانيا وإسرائيل لقلب الحكم في طهران«.

وقالت المصادر في اتصال بها من لندن إن مسؤولين كباراً في جهاز الاستخبارات الإيرانية كانوا فرّوا إلى الغرب خلال السنوات الماضية »يفاوضون الآن عن عدد من زملائهم في طهران من أجل الحصول على لجوء إلى بعض الدول الأوروبية وإلى الولايات المتحدة وكندا، وجلّ هؤلاء من المؤيدين للقيادات الإصلاحية في البلاد التي عجز النظام حتى الآن عن المساس بها على الرغم من التهديد والوعيد والاعتقالات والقمع«.

وأكدت المصادر أن الحكومة التركية »رفضت في مطلع هذا الشهر استقبال أربعة ضباط من الاستخبارات الإيرانية يعملون في المناطق الكردية العراقية طلبوا بواسطة إحدى قيادات الأكراد التوسط لدى أنقرة لعبورهم إلى أراضيها ومنها إلى أوروبا«. وقالت المصادر إن »الرفض التركي جاء على أساس التحسن الأخير في العلاقات مع طهران، ولعدم تعكير هذه العلاقات أو حدوث أزمة ديبلوماسية عنيفة بين البلدين، »إلا أن الضباط الأربعة تمكنوا الأسبوع الماضي من الفرار من شمال العراق وبلوغ إيطاليا قبل انتقالهم إلى عاصمة أوروبية أخرى يُعتَقَد أنها لندن«.

 

رئيس المحكمة الخاصة بلبنان يصدر 3 توجيهات لتنظيم عملها 

المستقبل/وقّع رئيس المحكمة الخاصة بلبنان بحسب بيان صادر عن المحكمة أمس، على ثلاثة توجيهات عملية تنظّم مختلف الجوانب الإجرائية لعمل المحكمة والإجراءات القضائية المُقامة فيها. يحدّد التوجيه الخاص بإيداع المستندات أمام المحكمة الخاصة بلبنان شروط إيداع المستندات في أثناء الإجراءات في المحكمة. أما التوجيه العملي الخاص بإجراءات ضبط الإفادات بموجب المادتين 123 و157 من القواعد وضبط إفادات الشهود لغرض قبولها في المحاكمة بموجب المادة 155 من القواعد، فيحدّد شروط ضبط الإفادات وجمع إفادات الشهود. ويوفّر الملحق لهذا التوجيه العملي نموذجًا لإفادة الشاهد يساعد محققي الفرقاء كافة على جمع الإفادات. أخيرًا، يقدّم التوجيه العملي الخاص بالتواصل عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، عدّة ترتيبات عملية للاستماع إلى الإفادات أو لتلقي الشهادة بواسطة نظام المؤتمرات المتلفزة بموجب المادتين 123، الفقرة (دال) و124، ولتمكين المتهم من المشاركة في الإجراءات كما تنص عليه المادة 105 من القواعد. وصدرت هذه التوجيهات العملية بموجب المادة 32، الفقرة (هاء) من قواعد الإجراءات والإثبات التي تخوّل رئيس المحكمة إصدار توجيهات عملية تتطرّق إلى جوانب معيّنة من قواعد الإجراءات والإثبات وتفصّلها، وذلك بعد التشاور مع رئيس قلم المحكمة، ورئيس مكتب الدفاع، والمدعي العام.

  

 جونز فشل في إقناع عباس ونتنياهو ومطالب لبنان غير قابلة للتنفيذ 

خليل فليحان/النهار

تكوّن لدى المسؤولين إنطباع بان مستشار الامن القومي الاميركي جيمس جونز فشل في المهمة التي كلف القيام بها بشكل رئيسي وهي إقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القبول بمعاودة المفاوضات مع الاسرائيليين، وبقي على شرطه وهو ضرورة تطبيق اسرائيل التزاماتها الواردة في خريطة الطريق في اسرع وقت، ومطالبته على الاخص بان تعلن اولا وقف الاستيطان في جميع اشكاله في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 بما فيها القدس. وهو لا يمانع في توقفه لفترة زمنية محدودة. ولم يؤيد العرض الاميركي الذي قدمه جونز ويلخص بالقبول بالمفاوضات مع الاسرائيليين لان ذلك "يمكّن الادارة الاميركية من مساعدة الجانب الفلسطيني" وفقا لما نقله كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. ولوحظ ان المقربين من عباس روجوا ان المسؤول الاميركي الرفيع لم يطلب من عرفات دخول المفاوضات من دون وقف الاستيطان.

كذلك فشل جونز في إقناع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بالتجاوب مع عباس حتى من دون ان يعلن ذلك.

ولاحظت مصادر وزارية مطلعة ان عباس ونتنياهو لم يأخذا بما نقله كبير موظفي البيت الابيض من "تصميم" الرئيس الاميركي باراك أوباما على "الوصول الى السلام الشامل في منطقة الشرق الاوسط ايا تكن الصعوبات، وان مفتاح السلام في المنطقة حل القضية الفلسطينية" وتصميمه على "اقامة دولة فلسطينية مستقلة".

ولفتت الى تسريبات عاجلة تفيد ان مهمة جونز ترمي الى بحث العلاقات الامنية الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب، واضيفت رام الله الى الجولة واضطر الى زيارتها لمنع اي تأثير سلبي على مهمة المبعوث الاميركي الخاص جورج ميتشل الذي سيزور بيروت الاثنين المقبل ضمن الجولة التي كان قد بدأها بفرنسا ثم انتقل الى بروكسل، ولن يزور دمشق بل رام الله والقدس.

وذكرت ان جونز لم يحمل اي جديد الى المسؤولين الذين التقاهم، وقد نقل اليهم حماسة اوباما لاعادة اطلاق السلام ولملف العلاقات اللبنانية - الاميركية لا سيما بالنسبة الى امتعاض اللبنانيين من الإجراءات التي فرضت على المسافر اللبناني في المطارات الاميركية، وكذلك الامر في ما يتعلق بقرار مجلس الممثلين في الكونغرس ذي الصلة بمعاقبة محطات الاقمار الاصطناعية التي تبث لقناة لبنانية أو اكثر.

وافادت أن كبير موظفي البيت الابيض مرتاح الى الاستقرار السياسي والامني في لبنان واستفسر عن سير العلاقات اللبنانية - السورية بعد انشاء العلاقات الديبلوماسية مع دمشق وما اذا كان هناك من تدخل اميركي في شؤون سياسية محلية. ونقل عنه ان المساعدات الاميركية للبنان لن تقتصر على العسكرية منها بل ستقدم مساعدات تنموية - اجتماعية وستكثف السفارة في عوكر مع من يعنيهم الامر لترجمة ذلك عمليا.

وتداركت لتقول ان هذا لا يعني ان زيارة جونز لبيروت غير مهمة بل على العكس من ذلك،  فهي دليل على أن لبنان في اولويات أوباما وفي جدول اعماله عندما تدعو الحاجة.

ووصفت ما طلبه بعض المسؤولين من جونز بأنه غير قابل للتنفيذ العملي مثل الضغط على اسرائيل لتسهيل احياء عملية المفاوضات ولا سيما على المسار الفلسطيني – الاسرائيلي، او التقيد بالقرار 1701 وتطبيق البنود المتعلقة

لان الجميع يعرف ان تل ابيب هي التي تضغط على الكونغرس اذا شاءت حول اي قضية شائكة. واكدت ان جونز لم يبلّغ بنتيجة المساعي التي قامت به واشنطن لوقف التهديدات الاسرائيلية الشديدة اللهجة للبنان، والتحقق ما اذا كانت تخطط لذلك.

 

 حسن الرفاعي: لا لوضع العربة قبل الحصان والمطلوب خطة تسبق هيئة إلغاء الطائفية 

 طرح بري بين كلام السياسة ومنطق الدستور

النهار/ريتا صفير:

تتفاعل الردود السياسية على موضوع تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية الذي اثاره رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددا في مؤتمره الصحافي الاخير، منتقدة توقيت الطرح وظروفه تزامنا مع ملاحظات قانونية ودستورية يسوقها تباعاً نواب وخبراء في الدستور على الطرح. واذا كان توفير "الاجماع" على الموضوع محور تعليقات السياسيين وآخرها "تذكير" رئيس الوزراء سعد الحريري "بأننا في حكومة وحدة وطنية، واذا برزت مواقف لا تحبذ الموضوع، فهذا يعني ان لا اجماع عليه"، فان العنوان نفسه، اي التوافق، لا يغيب عن لغة القانونيين وخبراء الدستور، بل يبدو اساس مطالعاتهم في هذا الشأن، ولعل ابرزها ما يقدمه عبر "النهار" الدكتور حسن الرفاعي.

وإذ أظهر التدقيق في تصريحات الرؤساء الثلاثة ان ثمة تباينا في ما بينهم حيال الطرح، يثير الرفاعي ضرورة توافق النواب على الاقتراح واجراءاته، مسلطا الضوء على "الخطة المرحلية" التي ينص عليها الدستور والتي قد تخلق، في حد ذاتها جدلا. وغني عن التذكير ان الجدل هذا قد يبدأ على سبيل المثال لا الحصر، باقتراح البعض المباشرة بالغاء المحاكم الشرعية، تقابله طروحات داعية الى الشروع باحكام الزواج المدني اولا. ولا يفوت الخبير الدستوري التذكير بأن وكالة النائب لا تقيَّد بشرط، منتقدا ما يسميه مبدأ "وضع العربة قبل الحصان"، ويجسده، على قوله، طرح تشكيل الهيئة قبل اعداد الخطة، مما تسبب بجدل وضجة. باختصار، وصراحة، يخلص الى ان "الضجة المثارة لا لزوم لها، وتطبيق النص من شأنه توفير عناء الجدل على جميع فئات الشعب". ويرى الرفاعي انه لا يحق لرئيس مجلس النواب ان يقرر، بصفة شخصية، تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. "فالنص واضح في هذا المجال ويقضي بأن يدعو رئيس مجلس النواب اولا المجلس الى الانعقاد والذي تقع على عاتقه مسؤولية اتخاذ الاجراءات الملائمة لتحقيق الغاء الطائفية السياسية".

ينطلق الرفاعي من هذه "الثابتة" الدستورية – القانونية ليطرح سلسلة تساؤلات يمكن ان تتمخض عن مبادرة كهذه. بتجاهل العارف، يعلق: "هل يضمن الرئيس بري اتفاق النواب على هذه الاجراءات؟ واذا سلمنا جدلا بأن المجلس اتفق على مبدأ الغاء الطائفية السياسية، وعلى الشروع في الاجراءات المذكورة، فيفترض وضع خطة مرحلية لذلك. والسؤال، هل يمكن الزام النائب الاتفاق على خطة مرحلية خلافا لرأي الناخبين؟".

يقوده ذلك الى التشديد على أن المبدأ العام الجازم والملزم يفيد بأن الناخبين لا يقيدون بشرط وكالة النائب. نقطة اخرى يسهب في شرحها، ومفادها ان تشكيل الهيئة لا يتم الا بعد اتخاذ المجلس الاجراءات الملائمة ووضع خطة لذلك، باعتبار ان المادة 95 من الدستور تنص صراحة على ان من مهمات الهيئة متابعة تنفيذ الخطة المرحلية. وعليه، ينتج من هذا القول، كما يؤكد، "جزم" بأن الخطة والاجراءات يجب ان يسبقا تشكيل الهيئة. ويطرح مجموعة اشكاليات، فيسأل "هل بادر رئيس مجلس النواب، الذي يقول بأنه ملزم تطبيق الدستور، الى تحقيق ذلك وولوج الموضوع من هذا الباب؟ وألا يرى ان البدء بتعيين الهيئة يعني كمن يضع العربة قبل الحصان؟".

ضجة وجدل

هذه الملاحظات وغيرها تدفع بالخبير الدستوري الى التأكيد ان لا لزوم للضجة المثارة، وتطبيق النص من شأنه توفير عناء الجدل على جميع فئات الشعب. وبصراحة مطلقة يعتبر أن "المادة بذاتها تفرض تطبيقها، مما يؤول حتما الى عدم الوصول الى مرحلة تشكيل الهيئة". وفي مقاربة اكثر شمولية، يقول ان النص بمجمله تعوزه الدقة ويتضمن مخالفات لقيم اساسية ترتكز عليها الانظمة الجمهورية الديموقراطية... "والبحث في ذلك يطول".

وعن اعتبار البعض ان دعوة بري الى تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، تحمل في طياتها تطبيقا انتقائيا لاتفاق الطائف، يجدد الرفاعي دعوته الاختصاصيين في مادتي القانون الاداري والدستوري الى تفسير الدستور تفسيرا صحيحا قبل تطبيقه. "وعندها فقط، يمكن الحديث عن انتقائية واستنسابية

او عدمه". " انا علماني"، يكررها مرارا، "ولكنني متزمت في تفسير الدستور وتطبيقه والتزام أحكامه".

 

مقارنة بين نزع سلاح الجيش الجمهوري الإيرلندي ومشروع نزع سلاح "حزب الله" 

ستيفن سايمون وجوناثان ستيفنسون 

المصدر: النهار  

في التاسع من تشرين الثاني الماضي، بعد انقضاء نحو خمسة أشهر على الانتخابات النيابية في لبنان، شكّلت الكتلتان السياسيتان الأساسيتان في البلاد وأخيراً حكومة. قبل ذلك، كانت المفاوضات بين الطرفَين – ائتلاف رئيس الوزراء سعد الحريري المدعوم من الغرب والمعارضة النافذة بقيادة "حزب الله" – متعثّرة حول مسائل عدّة، بما في ذلك نزع سلاح "حزب الله". بعد شهر من التوصّل إلى الاتفاق، تبنّت الحكومة بياناً وزارياً يسمح لـ"حزب الله" بالاحتفاظ بسلاحه. تملك كتلة "حزب الله" 10 من أصل 30 مقعداً وزارياً في الحكومة الجديدة، مما يعني أن كثراً متشائمون بشأن آفاق لبنان المستقبلية.

"حزب الله" هو من التنظيمات القتالية الأفضل تجهيزاً والأكثر قدرة في العالم. لقد أفاد جيداً من مقاومته لإسرائيل المستمرّة منذ عقود، إذ أكسبته حظوة لدى المسلمين الشيعة في لبنان الذين يشكّلون نحو 40 في المئة من السكان. على الرغم من أن إسرائيل انسحبت من جنوب لبنان عام 2000، وتحوّل "حزب الله" جزئياً حزباً سياسياً، لا يزال قادة الحزب مناهضين لإسرائيل بشدّة لأسباب تتعلّق بالمبادئ والبراغماتية. في هذه الأثناء، عزّزت برامجه الخيرية وانخراطه في المجتمع صدقيته الداخلية أكثر فأكثر.

ليس هذا الوضع مستقراً. فعام 2006 مثلاً، وعلى الرغم من أن الحكومة اللبنانية لم تعلن قط الحرب، استعمل "حزب الله" مخزونه الكبير من السلاح لمحاربة إسرائيل طوال شهر. وفي أيار 2008، عندما تحرّك رئيس الوزراء آنذاك فؤاد السنيورة لإقفال شبكة الاتصالات التابعة لـ"حزب الله"، ردّ التنظيم بالاستيلاء على الجزء الأكبر من بيروت، مما أثار مخاوف من تجدّد الحرب الأهلية. من أجل وضع حد للمواجهة، مُنِح الحزب سلطة فرض فيتو داخل الحكومة اللبنانية. لا شك في أن قادة "حزب الله" فهموا الأمر بأنه تأكيد لحقهم في الاحتفاظ بسلاحهم. وتعزّزت هذه النظرة بسبب عدم إجراء نقاشات عن نزع السلاح داخل الحكومة. لكن ما دام "حزب الله" مدجّجاً بالسلاح، فهو لا يشكّل تهديداً لإسرائيل وحسب إنما أيضاً للبنان.

على الرغم من أن النواب اللبنانيين لم يتمكّنوا من، أو لم يبدوا استعداداً حتى الآن لإرغام "حزب الله" على التخلي عن ترسانته، تحاول أطراف أخرى القيام بذلك. في حزيران الماضي، تُوِّجت ستة أشهر من النقاشات خلف الكواليس حول نزع السلاح باجتماع بين فرانسيس غاي، سفيرة المملكة المتحدة في لبنان، ومحمد رعد، رئيس كتلة نواب "حزب الله". لم يسفر الاجتماع، وهو الأول منذ قطع العلاقات عام 2005، عن أي نتائج فورية. غير أن تبادل الحديث بين الجانبَين هو خطوة تمهيدية أساسية للوصول إلى محادثات حول نزع السلاح.

يملك البريطانيون من جهتهم تجربة فريدة في استمالة المجموعات الإرهابية: فاستعدادهم للتفاعل مع "شين فاين"، الجناح السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي الموقت، دفع بالجيش الجمهوري الإيرلندي في نهاية المطاف إلى الموافقة على تسليم أسلحته كجزء من اتفاق يوم الجمعة العظيمة عام 1998. في الواقع، تحرّكت عملية نزع السلاح ببطء حتى عام 2006، فبحلول ذلك التاريخ، كان "شين فاين" قد أصبح ثاني أقوى حزب سياسي في إيرلندا الشمالية. وقد اقتنع الجيش الجمهوري الإيرلندي عندئذٍ بأن صناديق الاقتراع أمضى من السلاح، وتخلّى جدياً عن سلاحه.

لا شك في أن الظروف الاستراتيجية للجيش الجمهوري الإيرلندي في التسعينات كانت مختلفة جداً عن ظروف "حزب الله" في الوقت الراهن. لم يكن الجيش الجمهوري الإيرلندي مديناً بالفضل لأي دعم خارجي، وكان تبريره للقتال – أنه بحاجة إلى السلاح للدفاع عن الكاثوليك في إيرلندا الشمالية الذين كانوا يؤيّدون توحيد إيرلندا ضد الأقلية البروتستانتية الاتحادية التي كانت تريد أن تبقى إيرلندا الشمالية جزءاً من الممكلة المتحدة – قد تبخّر إلى حد كبير بحلول عام 1997. أما "حزب الله" فيعتمد على الدعم من إيران وسوريا، ويعمل بمثابة وكيل لهما ضد إسرائيل منذ عقود. كما أن الحزب يرى أن التهديد الذي تشكّله إسرائيل بات أكبر منه في السنوات الماضية بسبب سمعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يُعرَف بتشدّده.

غير أن نقاط التشابه بين الحالتَين ليست أقل لفتاً للأنظار من نقاط الاختلاف. فعلى غرار "حزب الله"، كان الجيش الجمهوري الإيرلندي يزعم أنه يتحدث باسم أقلية مظلومة وكان له جناح عسكري وآخر سياسي. لقد مجّد المقاومة المسلحة وكانت له طموحات سياسية غالباً ما تبيّن أن مزيج العنف والسياسة غير العنيفة يساهم في تحقيقها.

النقطة الأهم هي أن "حزب الله" قد يكون مستعداً، على غرار الجيش الجمهوري الإيرلندي، للتحوّل بصورة أكثر حسماً نحو الميدان السياسي: لقد خلصت دراسة أجرتها مؤسسة راند عام 2009 إلى أن "حزب الله" يبتعد عن الرعاية الإيرانية بهدف تعزيز شرعيته الداخلية وسط أطراف يعتبرونه تابعاً متزلّفاً لإيران. وصحيح أن كتلة الحزب احتفظت بدعم قوي في الانتخابات في حزيران، حيث حصدت 57 مقعداً نيابياً من أصل 128، لكنها خسرت أمام الائتلاف الموالي للغرب بزعامة الحريري. قد يرى بعض قادة "حزب الله" في التحرّك نحو التجرّد من الطابع العسكري سبيلاً جديداً لزيادة جاذبية التنظيم وتعزيز صدقيته كحزب. يجب أن يستغل الاتصال مع "حزب الله" هذه الاندفاعة ليعود بالفائدة.

تجريد "حزب الله" من الطابع العسكري هو اقتراح مثبط للهمة، لكنه يستحق العناء. غير أن البريطانيين لا يمارسون في الشرق الأوسط التأثير نفسه الذي مارسوه في إيرلندا، مما يعني أن جهود نزع السلاح لن تنجح من دون مزيد من التدخل الخارجي. يتعين على إدارة أوباما أن تعيد النظر في تردّدها في الانضمام إلى الجهود البريطانية وتعلّق حظرها للاتصال مع "حزب الله".

لا شك في أنه لدى واشنطن أسباب كثيرة كي لا تنخرط مع "حزب الله". فالرئيس باراك أوباما يواجه انتقادات في الداخل بسبب استعداده للتفاوض مع إيران وسوريا، وتشدده بشأن سياسة الاستيطان الإسرائيلية. من شأن أي استعداد من جانبه للسماح باتصال رسمي مع "حزب الله" – وكيل إيران وسوريا ضد إسرائيل – أن يثير شبهات كثيرة لدى معارضيه السياسيين في الداخل.

لكن السعي الناشط إلى تجريد "حزب الله" من الطابع العسكري من دون إكراهٍ له إيجابياته. فإلى جانب نشر الاستقرار في لبنان، من شأن تنظيم آلية لنزع السلاح أن يساعد على كبح التأثير الإيراني في البلاد الذي يبدو أنه يتراجع أصلاً نظراً إلى الخلاف الداخلي في إيران والمخاوف المتزايدة التي تساور "حزب الله" في موضوع علاقته مع طهران. كما أن سوريا أصبحت أضعف استراتيجياً عقب انسحابها من لبنان عام 2005. يشير استعداد دمشق للمشاركة في مفاوضات السلام مع إسرائيل بوساطة تركية إلى أنها قد تكون جاهزة للعمل مع واشنطن. فضلاً عن ذلك، تتعرّض إدارة أوباما لضغوط قوية من أجل ضخ الزخم من جديد في عملية السلام العربية-الإسرائيلية. قد يسمح وضع إطار عمل ذي صدقية لتجريد "حزب الله" من الطابع العسكري بالحد من شعور إسرائيل بالتهديد من الحزب – واستطراداً من إيران وسوريا – وبتحسين آفاق السلام القاتمة حالياً.

علاوةً على ذلك، ربط بعض المراقبين النجاح النسبي الذي حقّقه ائتلاف الحريري المدعوم من الغرب ضد "حزب الله" في الانتخابات الأخيرة، بالنيات الدولية الجيدة حيال أوباما. من شأن مشاركة واشنطن في جهود نزع السلاح أن تجعل هذه الجهود أكثر استقطاباً، وأن تشجّع أفرقاء معنيين آخرين، على غرار الاتحاد الأوروبي وتركيا، وربما قطر، على الانضمام إليها. عندئذٍ، سوف تتمكّن الولايات المتحدة من القيام بما عجز عنه اللاعبون الآخرون، مثل السعودية (التي رعت اتفاق 1989 الذي وضع حداً للحرب الأهلية في لبنان، ووضع إطاراً للانسحاب السوري من لبنان، ودعا إلى نزع سلاح كل الميليشيات)، والأمم المتحدة (التي تبنّت قراراً عام 2006 لإنهاء الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" ونزع سلاح "حزب الله")، ألا وهو تعبئة دعم مستدام وواسع النطاق لتجريد "حزب الله" من الطابع العسكري. قد يقنع هذا الجهد الشامل "حزب الله" أيضاً بأن آفاقه المستقبلية تتوقّف على الحاكمية الفاعلة وإعادة بناء الاقتصاد اللبناني الرازح تحت وطأة الديون، وليس على ترسانته العسكرية.

لأسباب سياسية داخلية وفي إطار استراتيجيا مقايضة سليمة، من الواضح أنه سيكون على واشنطن التعامل بحذر مع "حزب الله". يمكن أن يقول المشكِّكون بشكل صائب إنه نظراً إلى عداوة "حزب الله" التاريخية حيال الولايات المتحدة وكونه ليس بحاجة إلى دعم مباشر منها، يجب ألا تفكّر واشنطن أبداً في مقاربة الحزب. غير أن هذا الكلام يستدعي مزيداً من التمعّن. فما عدا الاشتباه في دعم "حزب الله" اللوجستي لتفجير أبراج الخبر عام 2006 والمزاعم عن تدريبه لجيش المهدي في العراق قبل سنوات عدة، لم يستهدف الحزب الولايات المتحدة منذ جيل كامل. فضلاً عن ذلك، لا شك في أن قادة "حزب الله" يخشون من أن إسرائيل قد تشن حرباً أخرى أفضل اعدادا، وربما يعتبرون أنه من شأن الانضمام إلى برنامج لنزع السلاح أن يوفّر للحزب بعض الحصانة الموقّتة على الأقل. لكن لا شك في أن الاتصالات على مستوى رفيع ليست مطروحة على الطاولة – ولا يجب أن تكون كذلك.

في هذا الصدد، يمكن استخلاص عِبَر من الهفوات التي ارتكبتها الولايات المتحدة في إيرلندا الشمالية. فقد أرسلت إدارة كلينتون مبعوثاً خاصاً رفيع المستوى إلى هناك هو جورج ميتشل، لتولّي زمام الأمور في وضع إطار عملية السلام. حتى إن الرئيس بيل كلينتون منح دعماً شخصياً للمجهود عندما زار بلفاست في تشرين الثاني 1995. وهكذا عندما انتهك الجيش الجمهوري الإيرلندي وقف النار عبر تفجير محطة مترو الأنفاق، كاناري وارف، في لندن بعد أقل من ثلاثة أشهر، شعرت واشنطن بغضب عارم.

بدلاً من ذلك، يجب أن يقتصر المجهود في لبنان على القنوات الخلفية، وأن يتولاّه مسؤولون أميركيون متوسّطو المستوى إلى أن يتأكّد استعداد "حزب الله" للتعاون. يجب التنسيق بين واشنطن ولندن في نشاطاتهما، ويجب أن تبقى إسرائيل على اطلاع على المستجدّات طوال الوقت. في الواقع، من أجل أن نعزّز إلى أقصى حد الحوافز الممنوحة لـ"حزب الله" في سبيل إحراز تقدم، من المنطقي استكشاف ما إذا كانت إسرائيل توافق مبدئياً على الانسحاب من مزارع شبعا والامتناع عن مهاجمة لبنان إذا قبِل "حزب الله" بنزع سلاحه. ومن شأن ممثّلي الولايات المتحدة أن يشيروا أيضاً إلى أن نوعية المساعدات الأميركية للجيش اللبناني وكميتها سوف تزيدان كثيراً إذا وافق "حزب الله" على نزع طابعه العسكري. وبعد إرساء نواة العمل، يمكن أن ترسل وزارة الخارجية بتكتّم مسؤولين أعلى مستوى لدعم المبادرة من خلال توفير المساعدة التقنية على طريقة اللجنة المستقلة لنزع السلاح في إيرلندا الشمالية برئاسة الجنرال الكندي المتقاعد جون دو شاستولان والرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري.

تملك هذه المقاربة المضبوطة والمتكتّمة الفرصة الفضلى لتكون مستساغة من "حزب الله"؛ فمن شأن التنظيم أن يبدي استعداداً للتعاون مع آلية لنزع الطابع العسكري تقوم على نزع هادئ ومتفاوَض عليه للسلاح أكثر منه مع آلية تحفّزها المساعي الكبرى للقوى الخارجية. ومن شأن مقاربة هادئة أن تتيح أيضاً التغلّب على المخاوف الداخلية الأميركية بشأن البرنامج، كما أنها سوف تكون متروّية بما يكفي لتحصين الإدارة الأميركية في حال لم تسفر العملية عن أي نتيجة. من شأن اختبار حذر لموقف "حزب الله" من نزع السلاح، باعتباره عنصراً من عناصر تفكير أكثر توسعاً وابتكاراً عن عملية السلام في الشرق الأوسط في شكل عام، أن يساعد على تنشيط الجهود الأميركية في منطقة حسّاسة.

"فورين أفيرز"

ترجمة نسرين ناضر

 (ستيفن سايمون زميل معاون في مجلس العلاقات الخارجية وجوناثان ستيفنسون أستاذ الدراسات الاستراتيجية في كلية الحرب البحرية الأميركية.)  

 

  

 النائب فرنجية هنأ الرهبانية المارونية بعيد القديس انطونيوس وغداء تكريمي على شرفه في معهد "نورث ليبانون" في الجديدة ـ زغرتا

الكنيسة باقية ومستمرة وزغرتا ومنطقتها باقية في صلب هذه الكنيسة

قد نتفق بالسياسة أو نختلف لكن الإيمان بالكنيسة والعلاقة بها لم ولن يتغيرا

الموارنة والمسيحيون عموما إزدادوا قوة لأنهم كانوا يؤمنون بالإنفتاح وليس علينا الاستسلام لأي منطق يقول بأنه لم يعد لنا خبز في هذا البلد

الاب طنوس: رهبانيتنا على علاقة وطيدة مع أركان المارونية بهذه المنطقة

المدبر هاشم: الثبات والنجاح استراتيجية جسدها الوزير فرنجيه بمواقفه وحكمته

وطنية - قدم رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية التهاني إلى الرهبانية اللبنانية المارونية بعيد شفيعها القديس أنطونيوس الكبير، وذلك في معهد "نورث ليبانون كوليدج" في الجديدة ـ زغرتا، في حضور الوزير يوسف سعادة، النائب إسطفان الدويهي، المونسنيور بطرس جبور ممثلا رئيس أساقفة طرابلس المطران جورج أبو جودة، المدبر العام نعمة الله هاشم ممثلا الأباتي الياس خليفة، الأباتي أثناسيوس الجلخ، نائب رئيس جامعة الكسليك الأب يوسف طنوس، رئيس جامعة سيدة اللويزة في برسا ـ الكورة الأب سمير غصوب والمدبرين العامين في الرهبانية ورؤساء الأديار في المناطق. كما حضر خادم رعية زغرتا ـ إهدن الخوري إسطفان فرنجية وجمهور من الرهبان في أديار الرهبنة اللبنانية المارونية في الشمال، رئيس إتحاد بلديات قضاء زغرتا ـ الزاوية العميد جوزيف المعراوي، رئيس وأعضاء لجنة الأهل في معهد نورث ليبانون كولدج ومدعوون.

الاب طنوس وبالمناسبة أقيم في المعهد غداء تكريمي على شرف النائب فرنجيه، وقد القى رئيس المعهد الاب باخوس طنوس كلمة رحب فيها بالنائب فرنجيه والحضور وقال: "بمناسبة عيد مار انطونيوس الكبير قدمتم أهلا ووطئتم سهلا في ديركم ومدرستكم نورث ليبنانون كولدج، ومنذ زمن ورهبانيتنا كانت دوما على علاقة وطيدة مع أركان المارونية بهذه المنطقة من عهد فخامة الرئيس سليمان فرنجيه صاحب الشعار الخالد "وطني دائما على حق"، ومن الجد الى الحفيد تبقى العلاقة كما هي والنورث ليبنانون كولدج مدرستكم اذا ما كبرت ونمت لكم وللمنطقة، واذا ما هبطت مفاعليها عليكم والمنطقة.

وعسى دعمكم دائما لهذه المؤسسة الفريدة بلغتها ونوعيتها في المنطقة لكي تبقى مربية الاجيال على حب الوطن، والحرية، والإخلاص بالصداقة، والحق، والكرامة، كرامة الطائفة المارونية، والاستقلال الدائم للبنان الحر الموحد، كمدرستكم العنيدة، الصادقة كالأرز، والتي تركز بلادي ابعد من مسرح الشمس وعلى حدود السماء.

عسى القديس انطونيوس بنعمه يحميكم ويقدم لكم الصحة والامل، امل المستقبل كما ينبغي، ويبقيكم سندا لزغرتا ـ الزاوية، وصديقا للرهبانية المارونية ولبنان. وأخيرا نعايد كل من يحمل اسم القديس انطونيوس، ويسلم لك صاحب العيد يا معالي الوزير، عشتم عاشت النورث ليبنانون كولدج وعاش لبنان".

المدبر هاشم كما القى كلمة الأباتي خليفة ممثله المدبر هاشم وجاء فيها: "فرحتنا كبيرة بأن يشاركنا معاليه فرحة عيد القديس انطونيوس ونحن الرهبان عندما نأتي الى الشمال نأتي للحج وبمحبة قوية لنأخذ من مصادر الثبات حيث عاش الأجداد في الشمال وفي اديرة الشمال خلال عهود الاضطهاد وأعطى نتائجه للكنيسة ولوجودنا الماروني وقد عاشوا بالزهد والتقشف وبالتنسيق مع فعاليات المنطقة ومع أبناء هذه المنطقة، اعطوا لنا الثبات والنجاح واعطونا فرصة لنتعلم منهم انها استراتيجية جسدها معالي الوزير فرنجيه بمواقفه السياسية وحكمته ونأمل رغم الصعاب ان يكون الهدف المشترك الذي نعمل لأجله ليبقى اسم المسيح في لبنان والمنطقة ونعيش بحرية، ونتمنى الاستمرار بمواقفكم الحكيمة وبتعاون الجميع معكم لنبقى يدا واحدة نسير نحو الامام دوما وكل عيد وانتم بخير".

النائب فرنجية والكلمة الأخيرة كانت للنائب فرنجية، واستهلها متوجها إلى الحضور: "نجدد التهاني لكم بعيد شفيعكم القديس انطونيوس، ونشكركم على الحفاوة والترحيب، ونؤكد لكم أن هذه المنطقة كانت وستبقى في صلب المسيحية والموارنة، وعلاقاتها بالكنيسة المؤسسة كانت وستستمر ولن تتغير أو تتزعزع. نحن نأتي ونذهب وغيرنا أيضا يأتي ويذهب ولكن الكنيسة باقية ومستمرة ومنطقة زغرتا وقضاء زغرتا باقيان في صلب الكنيسة وهذا إيماننا ولن نغيره. قد نتفق بالسياسة أو قد نختلف لكن الإيمان بالكنيسة والعلاقة بها لم ولن يتغيرا أبدا. أقول هذا الكلام وهناك من يحاول أن يلعب على الخلاف بين الرعية في زغرتا - الزاوية والنواب والكنيسة. ليعلموا: ليس هناك أي خلاف لا مع الكنيسة ولا مع الرهبانية المارونية ولا مع أحد أيا كان المنصب الذي نحن فيه. نبقى تحت رعاية الكنيسة المارونية ومظلتها، ونحن نطلب دعمكم ليس لنواصل مسيرتنا السياسية بل أن تدعموا الحق وتساعدوا على تغيير الوضع المسيحي نحو الأفضل، ونطلب دعمكم في كل مشروع محق ولا نريد دعما ضد أحد أو مع أحد. نريدكم أن تكونوا المرجعية الصالحة لكل الرعايا المسيحية وكل المسيحيين. لذلك نحن سنبقى ندعم الكنيسة وسنظل تحت رعايتها وفي كنفها وقريبا سيحل عيد مار مارون وهنا نريد أن نؤكد أن الموارنة إزدادوا قوة وكذلك المسيحيين لا سيما زمن الإضطهاد، لأنهم كانوا يؤمنون بالإنفتاح وأن هذا البلد لهم وهذه المنطقة لهم أكثر من جميع الناس، لم يعترنا الضعف إلا عندما خف عندنا الإيمان وعندما بدأنا نقتنع أن هذا البلد ليس لنا وكذلك المنطقة ليست لنا، وعندها بدأنا نقتنع أنه لا خبز لنا في هذا البلد".

أضاف: "أهم شي عند المسيحيين، ولاسيما عند المؤسسات المسيحية الكنسية، أن نعيد التأكيد للمسيحيين أن هذا البلد هو بلدنا ونحن أصحاب الحق والفضل فيه، وعندما نعود ونواجه هذه القناعة في العقل الباطني المسيحي، فإني أتصور أن المسيحي لا يعود يشعر بأي خطر ويؤمن بأن له مستقبلا في هذا البلد، ولهذا علينا كلنا تحمل المسؤولية، كنيسة ومدنيين ورهبنات، وليس علينا الاستسلام لأي منطق يقول بأنه لم يعد لنا خبز في هذا البلد، لذلك أتمنى أن نحظى بدعمكم في هذا التوجه وان نعيد التفاؤل الى المسيحيين ونعيد اليهم المعنويات، وعندها يزول الشعور بالاضطهاد والمهاجرون يعودون ونحن لا نريد تحويلا ولا مؤسسات تساعد بل نريد معنويات عالية".

وختم بالقول: "واني أشكركم على هذا اللقاء وعلى هذه الحفاوة، وقد جئتكم في عيد شفيعكم، لأقول أن هناك من يسعى لإبعادنا عنكم وعن الكنيسة، ولكن اقولها بالصوت العالي نحن تحت كنفكم، كنف الرهبانيات والكنيسة وتحت رعاية هذه الكنيسة ونتشاور في السياسة، قد يكون معنا حق وقد لا يكون معنا حق، ولكننا نتمنى دوما سماع رأيكم وأن تسمعوا رأينا ونعمل كلنا لمصلحة النهضة في الشارع المسيحي والماروني بنوع خاص".

بعد ذلك كانت هدايا تذكارية بالمناسبة، حيث قدم المدبر هاشم للنائب فرنجية صورة تمثل شفيع الرهبانة القديس انطونيوس الكبير يبارك النائب فرنجية، كما قدمت اسطوانات مدمجة تضم أغاني وتراتيل جوقة قاديشا الى كل من النائب الدويهي والوزير سعادة.

 

النائب الموسوي: "حزب الله" يؤيد طرح الرئيس بري الغاء الطائفية وبالنسبة الينا الديموقراطية التوافقية هي الصيغة الأفضل للنظام اللبناني

وطنية - أعلن النائب نواف الموسوي "أن "حزب الله" يؤيد طرح الرئيس نبيه بري تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية انطلاقا من أنه مادة دستورية"، مستغربا الحملة الموجهة ضد هذا الطرح.

وطالب في حديث إلى برنامج "مدى الصوت" من "صوت المدى"، "كل من لديه أي رأي كمن يقول إنه يجب إلغاء الطائفية السياسية من النفوس قبل النصوص أو حتى من يعتقد أن إلغاء الطائفية السياسية لا يصب في مصلحة لبنان أن يقول ذلك في الهيئة الوطنية لأنها هي الطرح اليوم وليس إلغاء الطائفية، ويمكن مناقشة كل الأفكار فيها وبالتالي لا داعي لقلق طوائف معينة. ويضيف أن القلق يطاول كل الطوائف من أمور أخرى كالخطر الإسرائيلي وتمدد التيارات التكفيرية في المنطقة وإثارة الفتن المذهبية والطائفية، وبالتالي كل الطوائف في لبنان تشترك في القلق وهذا ينفي الادعاءات التي تقول إن الطائفة الشيعية غير قلقة".

وعن إمكان قبول الشيعة بزواج مدني اختياري، أشار النائب الموسوي إلى "أن المسلمين يقبلون بسهولة أكبر من المسيحيين الزواج المدني لأن الزواج لدى المسلمين هو عقد وليس سرا مقدسا، ورأى النائب الموسوي انه بالنسبة الى "حزب الله" الصيغة الأفضل للنظام اللبناني في الديمقراطية التوافقية".

وعن التعيينات الإدارية، اشار إلى "أن الوزير محمد فنيش أنجز آلية للتعيينات على أن يجرى امتحان للمرشحين يحدد كفايتهم وأهليتهم مع مراعاة الأعراف في التوزيع"، ولفت إلى "أن الجزء الأكبر من التعيينات هو ترفيع من الفئة الثانية إلى الفئة الأولى من داخل الإدارة، فيما عدد قليل لا يتجاوز السبعة أشخاص سيؤتى بهم من خارج الإدارة إلى الفئة الأولى"، لكنه اعتبر "أن من المبكر الحديث عن أسماء في مسألة التعيينات". وردا على الناطق الرسمي باسم السفارة الأميركية ريان غليها الذي أشار عبر برنامج "مدى الصوت" من "صوت المدى" أيضا أن "حزب الله" و"إذاعة النور" و"قناة المنار" مؤسسات إرهابية، وصف النائب الموسوي غليها ب"الموظف الصغير"، سائلا: "هل من يعطي إسرائيل الآلاف من القنابل العنقودية والأسلحة لقتل المدنيين والأطفال ليس إرهابيا؟ وعن مشروع القانون الذي قدمته الولايات المتحدة لحظر بث الفضائيات المناهضة للسياسة الأميركية، علق النائب الموسوي ب "أن منع الكلمة لأنها تنتمي إلى جهة سياسية معينة أمر خطير جدا. فهل الحرية الإعلامية هي في مدح السياسة الأميركية؟ وختم: "الولايات المتحدة التي تدعي الحريات هي العدو الأول لحرية التعبير".

 

النائب هاشم: الهجمة على مبادرة الرئيس بري تأتي في سياق اصرار بعض القيادات على ابقاء الوضع الطائفي على حاله

وطنية - اعتبر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب قاسم هاشم في جولة له في منطقة العرقوب، ان "الرئيس بري قام بما يمليه عليه الواجب الوطني والدستوري بجرأة رجل الدولة حيث وضع الاصبع على الجرح، ونبه الى الخطر الذي يهدد مستقبل لبنان اذا ما استمر الواقع الطائفي على حاله بعد تجربة السنوات الاربع الاخيرة، وما حملته من مآسي وويلات على اللبنانيين نتيجة ارتفاع الخطاب الطائفي والمذهبي المتشنج والذي كاد يهدد اسس بنيان الوطن".

اضاف: "ان الهجمة التي تواجهها مبادرة الرئيس بري لتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية تأتي في سياق سياسة اصرار بعض القيادات الطائفية على ابقاء الوضع الطائفي على حاله، بل السعي لرفع منسوب الخطاب الطائفي للاستثمار والاستغلال السياسي وليتسنى لهذا البعض الاستمرار في الامساك اكثر فأكثر برقاب البلاد والعباد بما يتوافق مع المصالح الضيقة لان البعض لا يستطيع ان يعيش او يجد مكانا لسياسته خارج الاطار المذهبي والطائفي لا الوطني".

وتابع: "ان ما يوازي خطر العدو الصهيوني وأطماعه الدائمة لوطننا وصيغتنا الوطنية هو الخطر المتمثل في الطائفية وسلبياتها والمتناقضة مع جوهر وقيمة التنوع الطائفي الذي يميز لبنان، وللحفاظ عليه يجب الاسراع والولوج لتنفيذ المادة الدستورية المتعلقة بهذه المسألة، ولا يجوز الاستنسابية والمزاجية بما يتوافق مع المصالح والمكاسب السياسية لدى البعض، بل الواجب الوطني يتطلب التعاطي مع المواد الدستورية كما هي والعمل على ترجمة ذلك، ولا نرى ان هنالك من أولوية لمصلحة الوطن ورسم المستقبل الواعد للاجيال اكثر من المادة 95 من الدستور، ومن يرفض عليه ان يجاهر بذلك وعبر الاصول الدستورية والقانونية، وان يطلب تعديل المواد الدستورية لا ان يرفض لمجرد الرفض ولرفع الصوت وإثارة الغرائز والكسب عليها جماهيريا، وعندها فليتحمل كل من موقعه مسؤوليته الوطنية".

 

النائب ميشال عون التقى وزير خارجية فلسطين ووفدا بحرينيا

الوزير القدومي: تحرير فلسطين لا يمكن ان يأتي الا بالمقاومة الشيخ سلمان: ترك الامور الى ايثارات اعلامية مغرضة يوقعنا في مطبات سياسية

وطنية - التقى النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية وزير خارجية دولة فلسطين فاروق القدومي الذي قال: "سعدنا هذا الصباح بلقاء العماد عون، صاحب الفكر الواضح والمقاوم الذي كانت له اليد الطولى في هذا الاستتباب للامن والسلام في لبنان وفي حياكة الوحدة الوطنية. هذه الصفة تميز بها وكنا نراقب ذلك من بعيد ولكن قبل هذا كنا على معرفة بهذه الصفات من الشهيد ابو عمار الذي كان صديقا له. عدنا الى ذكريات اللقاءات مع الشهيد ابو عمار وكيف كانت اللقاءات والفكر الواضح من اجل تفاهم واستراتيجية واحدة، من اجل الامن والسلام في لبنان والمنطقة. نحن سعداء بهذا اللقاء ونبارك السياسة التي يتبعها من اجل لبنان والقضايا العربية".

سئل: هل تعتبر ان الحالة ستسود في فلسطين؟ أجاب: "لا اعتقد ان الحالة التي وصلت اليها القضية الفلسطينية من السوء سوف تسوء أكثر وخصوصا ان هناك رؤية خاطئة لمن يتناول المفاوضات في القضية الفلسطينية، ان مواقف الكثير من الدول العربية ما زالت بعيدة عن الجدية في التعامل مع القضية الفلسطينية وبذلك نقول ان المقاومة كادت تختفي من الساحة الفلسطينية. ان تحرير فلسطين بعد ان جربنا كل الجيوش العربية لا يمكن ان يأتي الا من خلال المقاومة ومع الاسف بعد وفاة الشهيد ابو عمار انقلبت الآية الى صمت وسكوت، لذلك ملئت الضفة الغربية بالمستوطنات وكادت القدس تهود. وكنا نقول سنة 1965، وانطلقت الرصاصة الاولى التي أطلقها ابو عمار، ان المقاومة هي الطريق الى الثورة. هذا معناه إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وبناء الدولة الفلسطينية على أساس التقسيم على الاقل او هناك دولة فلسطينية ديموقراطية يعيش فيها الفلسطينيون على الاقل، ولكن نعرف ان اسرائيل دولة عنصرية. ان كل من ينسى البندقية هو غير جاد في ان يتوصل الى حل عادل ودائم، ولو اطلعنا على المشاريع التي قدمتها الولايات المتحدة، وهي سبب نكستنا هي وبريطانيا، لوجدنا انهم يماطلون المشروع من ريغان الى نتنياهو".

سئل: الدولة اليهودية تهدد لبنان ولكن يبدو ان ليس بمقدورها ان تقوم بحرب فهل ستنقلب على الداخل الفلسطيني؟ أجاب: "عام 2006 المقاومة اللبنانية هزمت إسرائيل وعام 2008 المقاومة الفلسطينية في غزة هزمتها. الولايات المتحدة هي التي دفعت إسرائيل للعدوان على لبنان، والآن لا يجرؤوا على ان يدخلوا لبنان، فلبنان في أمان وهذا انتصار للمقاومة العربية".

وفد بحريني ثم، التقى النائب عون الشيخ علي سلمان رئيس كتلة الوفاق مع وفد نيابي بحريني الذي صرح قائلا: "هذا اللقاء الاول مع دولة الرئيس هو لقاء تعارفي، لقد مر بسرعة لا سيما اننا بحثنا الامور على الساحة اللبنانية والتطورات السياسية في لبنان بعد تشكيل الحكومة وقدرة لبنان على الخروج من الازمة السابقة التي أطلت في يوم من الايام في بعد امني مخيف، اليوم الوصول الى توافق سياسي هو مكان تطلع وترقب من كل الدول لاسيما دول منطقة الخليج. عندما يقدم بلد من البلدان قدرة على التعايش المشترك يعطي املا لمنطقتنا اننا نستطيع ايضا ان نحقق هذا التعايش المشترك، لنبني وطننا مهما اختلفنا دينيا او سياسيا او مناطقيا، ونؤسس لحوار دائم ما بين الاطراف المختلفة في السلطة ان كانت في المعارضة او في الحكم، وهذا جانب ايجابي جدا".

وقال: "وجدت عند دولة الرئيس ميشال عون نوعا من الطمأنينة الى مستقبل لبنان، وهذا ما يسرني اكثر، ليس الواقع فقط افضل من الماضي بل هو يبشر بان المستقبل سيكون افضل من الواقع اليوم. وهذا ما نأمل ان نراه في المستقبل القريب بالنسبة الى لبنان، ونأمل في ان تكون التطورات الايجابية ليست حصرا على لبنان بل في المنطقة التي نعيش فيها".

سئل: هل سيكون هناك لقاءات اخرى؟ أجاب: نأمل في ان يكون اللقاء متواصلا. وجود الجنرال في لبنان ينعكس على المنطقة كلها، كون لبنان مهم في المنطقة، فالجنرال يمثل لونا اساسيا في المنطقة العربية والشرق الاوسط والدور الايجابي والعقلانية والروحانية تخرج واقعا ايجابا، نأمل في ان تكون عملية التواصل بين المكونات السياسية والدينية في عالمنا لقاءات منفتحة وتواصل دائم لانه قادر على خلق المشتركات. فترك الامور الى ايثارات اعلامية او سياسية مغرضة يمكن ان يوقعنا في مطبات سياسية نحن في غنى عنها. لو بادرنا الى التواصل والحوار الدائم في ما بين مكونات المجتمع الذي نعيش فيه، من الممكن ان يكون الغرب قد اكتشف قبلنا قدرة العيش المشترك وانجز فيه الكثير، ولكن ما انجزتموه في لبنان كان دور كبير ورائد لدولة الرئيس العماد ميشال عون فيه، اعتقد انه بالامكان ان يترسخ في لبنان ويتعمم في المنطقة".

وتابع: "الاطلالات الاعلامية من بعيد لا تكفي للدخول في التفاصيل واللقاء العابر لا يكفي، ونأمل في ان تتكثف اللقاءات. كانت لدولة الرئيس لقاءات كثيرة في المنطقة، ويجب ان يقوم التواصل عن طريق قدوم القوى الى لبنان، وهذا يتم بمزيج من التمازج الذي يفضي الى قدرة طبيعية لحياة مشتركة".

سئل: هل دعوتم العماد عون لزيارتكم؟ أجاب: هذا تقصير من عندنا لم ندعه، ونأمل في ان نجد ميشال عون في البحرين وفي دول المنطقة، كمكون اساسي في المنطقة العربية والاسلامية ولمشتركاته الكثيرة التي نجدها في مساره السياسي، بالتالي هو عنصر طبيعي في المنطقة، ونأمل في ان نكون في القريب شعبيا ورسميا قادرين على استقبال هذا الوجود الايجابي".

 

عضو المكتب السياسي لـ"حزب الكتائب" نديم الجميل اعتبر المصالحات اللبنانية هشة لأنها غير نابعة من ثوابت وطنية  

النائب نديم الجميل ل"السياسة": سلاح "حزب الله" غير شرعي وسيؤدي إلى خراب لبنان

 سورية عودتنا على الكثير من الأمور البشعة وهي دائماً تقول كلاماً وتفعل عكسه

لا أرى سبباً لبقاء المجلس الأعلى اللبناني-السوري

أستغرب مطالبة البعض إلغاء القرار 1559 في وقت ما زال سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني عالقيْن دون حل

أستبعد توصل طاولة الحوار إلى نتيجة ومجلس الوزراء أو مجلس النواب هما الجهة الصالحة لحل المشكلات

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

  رأى عضو المكتب السياسي في "حزب الكتائب" النائب نديم الجميل, أن تصحيح العلاقة بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والرئيس السوري بشار الأسد, يمكن أن يؤدي إلى تصحيح العلاقة بين لبنان وسورية, لتصبح ندية ومحكومة بالتبادل الديبلوماسي الذي تم أخيراً, مسجلاً من ناحية الشكل ملاحظات عدة على الطريقة التي تمت فيها زيارة الحريري إلى سورية, لجهة الدعوة والوفد المرافق والجو العام الذي واكبها, ومبدياً عدم تفاؤله بتغير أسلوب التعاطي السوري مع لبنان "لأن سورية عودتنا على الكثير من الأمور البشعة, وهي دائماً تقول كلاماً وتفعل عكسه, لأنها تطمح الى وضع اليد على لبنان ومصادرة قراره السياسي".

الجميل وفي حوار أجرته "السياسة" معه, لم يرَ سبباً لبقاء المجلس الأعلى اللبناني-السوري, "وخصوصاً أنه يذكرنا بحقبة الاحتلال, وكيف كان السوريون يتفردون به لتمرير ما كانوا يريدونه, بما يبين حجم النوايا العاطلة تجاه لبنان", مستغرباً مطالبة البعض بإلغاء القرار 1559 بعد أن جرى تطبيق القسم الأكبر منه, في وقت ما زالت مسألة سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات, من دون حل وقد يؤدي إلى إشعال الحرب ضد لبنان من جديد, مستبعداً أن تتوصل طاولة الحوار إلى أي نتيجة, لأن وجودها هو لتمرير الوقت فقط, معتبراً أن مجلس الوزراء ومجلس النواب هما الجهتان اللتان تملكان الصلاحية الكاملة لبحث مشكلات الوطن, لأن سلاح "حزب الله" غير شرعي وفي النهاية سيؤدي إلى خراب البلد.

الجميل لم يرَ ضرورة لإقامة تكتل مسيحي جديد وطالما أن المسيحيين متفقون مع بعضهم, فلماذا السعي لتأسيس جبهة مسيحية منفصلة?, منتقداً أسلوب المصالحات الهش الذي لا ينبع من ثوابت أساسية ومبادئ وطنية, وواصفاً سلاح "حزب الله" ب»الخطير الذي لا يمكن الإبقاء عليه بحالته الحاضرة, وما جرى في السابع من مايو ,2008 كان تصرفاً ميليشياوياً«.

وهذا نص الحوار:

ما قراءتك لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سورية, وهل تجد فيها خطوة جيدة لتصحيح العلاقة بين الدولتين? وماذا سيكون مصير النقاط الخلافية العالقة مثل: ترسيم الحدود وعودة المفقودين وتأكيد لبنانية مزارع شبعا وعدم تهريب السلاح?

  أولاً, زيارة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري إلى سورية كانت واضحة, وسبقتها زيارات عدة لرؤساء حكومات سابقين من فريقنا, فريق الرابع عشر من آذار إلى سورية, ومن بينهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. اليوم زيارة رئيس حكومة من فريق "14 آذار" إلى سورية ليس بالأمر الغريب, لكن ما يجب التوقف عنده, هو العلاقة الشخصية بين الرئيس بشار الأسد والرئيس سعد الحريري, لأنها تأخذ بعداً آخر بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

هذه الزيارة من الناحية السياسية, كانت متوقعة, ومن ناحية الشكل لا بد من تسجيل ملاحظات, منها الطريقة التي تمت فيها الزيارة وطريقة الدعوة, والوفد المرافق والجو العام الذي واكب الزيارة.

برأيك لماذا لم يصطحب الرئيس الحريري معه فريقاً من الوزراء على الأقل المعنيين بالخلافات اللبنانية-السورية?

  أعتقد أن أهمية الزيارة كانت لشخص سعد رفيق الحريري إلى بشار الأسد, وهناك مواضيع كانت عالقة بينهما قبل المواضيع التي تهم البلدين. وعندما تصحح العلاقة بين الرجلين, يمكن أن تؤدي مباشرة إلى تصحيح العلاقة بين الدولتين, لتصبح ندية ومحكومة بالتبادل الديبلوماسي الذي تم أخيراً.

وفي ما يتعلق بنتائج هذه الزيارة, حتى الساعة لم يتبين شيء, كل ما ظهر أن الاستقبال كان جيداً, وكانت له "طنة ورنة", ونحن اعتدنا في المرحلة السابقة على هذا النوع من الاستقبالات, وكيف أن السوريين يستقبلون الزعماء اللبنانيين بالطبل والزمر, ولكن النتائج تكون عكس ذلك على قاعدة "نقرأ نفرح, وطبِّق تحزن", وما علينا إلا انتظار تبلور هذه العلاقات. ورغم الطابع الفردي لهذه الزيارة, فإن نتائجها ستكون مهمة للبنان.

  هل تتوقع تبدلاً في السلوك السوري تجاه لبنان?

  لست متفائلاً بتغيير أسلوب التعاطي السوري بالنسبة للبنان, لأن سورية عودتنا على الكثير من الأمور البشعة, وهي دائماً تقول كلاماً جيداً وتفعل عكسه, وطالما أنها لم تتمكن من وضع اليد على لبنان, فلن تتصرف معه بطريقة إيجابية, لأن النوايا السورية تجاه لبنان لم تتبدل.

  بعد عملية التبادل الديبلوماسي وفتح السفارات بين لبنان وسورية, هل تجد ضرورة بالإبقاء على المجلس الأعلى اللبناني-السوري?

  أنا أرى تضارباً بين المؤسستين أي التبادل الديبلوماسي والابقاء على المجلس الأعلى ولا يوجد سبب لبقائه بوجود العلاقات الديبلوماسية وتبادل السفراء, وخصوصاً أن هذا المجلس يذكرنا بحقبة الاحتلال, وكيف كان يتفرد السوريون بهذا المجلس لتمرير ما كانوا يريدونه. وبرأيي فإن تصحيح العلاقة اللبنانية-السورية يكون ضمن إلغاء هذا المجلس, وتشكيل لجان تنسيقية اقتصادية واجتماعية, قد تصل إلى إلغاء التأشيرات بين البلدين كما تم الاتفاق عليه بين لبنان وتركيا.

  هل تجد أن سورية جادة في عملية ترسيم الحدود مع لبنان?

  لا أعرف مدى جدية سورية في هذا الموضوع, فلو كانت كذلك, لكانت منذ فترة طويلة لجأت إلى تسهيل الأمور في موضوع ترسيم الحدود, وتزويد لبنان بالإثباتات الكافية التي تؤكد لبنانية مزارع شبعا.

  هل يمثل الاستقبال السوري للرئيس الحريري بهذه الحفاوة اعترافاً سورياً بقوة "14 آذار", أم لشخص الرئيس الحريري وحده?

  نحن لم نطلب منها الاعتراف ب"14 آذار" التي تمثل جميع اللبنانيين. وفي الأصل, سورية لا تعترف باستقلال لبنان وتعتبره كانتوناً تابعاً لها, أو محافظة سورية, وقبل أن تعترف بنا كفريق "14 آذار", عليها الاعتراف بسيادة واستقلال لبنان. ونحن نعتبر زيارة سعد الحريري إلى سورية بمثابة زيارة مؤسسة مجلس الوزراء إلى مؤسسة رئاسة الجمهورية في سورية.

  تطرح اليوم اقتراحات لإلغاء القرار الدولي ,1559 ما رأيك بتوقيت هذا الطرح, ولاسيما أن هناك فرقاء لبنانيين كانوا يتمسكون به?

  أستغرب مطالبة البعض بإلغاء هذا القرار بعد خمس سنوات على إقراره في مجلس الأمن, بعد أن جرى تطبيق القسم الأكبر منه, كانتخاب رئيس الجمهورية في العام 2008 وانسحاب سورية من لبنان في العام ,2005 ولا يعترفون بوجود قوات مسلحة غير شرعية في لبنان. وبالنسبة لهم طبق هذا القرار, وكان عليهم المطالبة بإلغائه بعد انتخاب رئيس الجمهورية في العام .2008 ولو عدنا للأسباب التي أدت إلى صدور هذا القرار, فهي ما زالت موجودة مثل انتهاك سيادة لبنان والوجود الميليشياوي على الأراضي اللبنانية واحتلال إسرائيل لمزارع شبعا. وطالما أن سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني ما زالا موجودين, فكيف يمكن إلغاء هذا القرار, بل إننا نصر على تطبيقه بأكمل وجه. وفي النهاية شئنا أم أبينا, القرار 1559 هو من ضمن الشرعية الدولية, ونحن لا نستطيع أن نقرر ما إذا كنا قادرين على إلغائه أم لا.

  بعد انفجار حارة حريك في مقر قيادة "حماس", طالب "حزب الكتائب" إيران بإعطاء توضيح عن دعمها ل"حزب الله" وحركة "حماس", هل تتوقعون أعمالاً مماثلة لما جرى في الضاحية?

  لست متأكداً ما إذا كان "حزب الكتائب" طالب بهذا الشيء, ولكن ما أعرفه أن "حزب الله" هو ذراع إيران في لبنان, ويقوم بتنفيذ الأوامر الإيرانية. واليوم أي مشكلة قد تحصل بين إسرائيل وإيران, أو بين أميركا وإيران, سيكون "حزب الله" الذريعة المباشرة لتحويلها إلى مشكلة بين لبنان وإسرائيل. فالسلاح غير الشرعي الموجود في لبنان, قد يؤدي إلى إشعال الحرب ضد لبنان من جديد. وأفضل دليل على ذلك, حرب يوليو عام 2006 التي نعرف كيف بدأت وكيف انتهت. هل كانت بأوامر إيرانية, أم بأوامر قوى أخرى إقليمية مؤثرة في "حزب الله"? كل ما نعرفه أن هذه الحرب اندلعت في 12 يوليو وانتهت في 14 اغسطس بعد صدور القرار .1701 وأنا أعتبر سلاح "حزب الله" مشكلة أساسية في الداخل اللبناني, وهو أداة لتغطية التصرف الإيراني في المنطقة.

  برأيك هل ستتوصل طاولة الحوار إلى إقرار ستراتيجية دفاعية? وماذا سيكون مصير سلاح "حزب الله"?

  لا أرى أن طاولة الحوار ستؤدي إلى نتيجة. فهذه الطاولة موجودة لتمرير الوقت.

  إذا كان الهدف من طاولة الحوار إضاعة الوقت كما أشرت, فمن هي الجهة القادرة على معالجة سلاح "حزب الله"?

 أتصور أن مجلس الوزراء ومجلس النواب هما الجهة التي تملك الصلاحيات الكاملة لبحث كل مشكلات الوطن, من سلاح "حزب الله" إلى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها, إلى العلاقات بين لبنان وسورية وكل المشكلات المطروحة. كلها يجب أن تُحل في مجلس الوزراء. لماذا تم ايجاد مؤسسات رديفة غير شرعية, ولا تملك القوة التي توصلنا إلى نتيجة? سلاح "حزب الله" يبقى مشكلة أساسية, وتفرض علينا على طاولة الحوار, وقد يقولون لنا: هكذا يجب أن تكون الستراتيجية الدفاعية, وسلاح "حزب الله" غير قابل للتخلي عنه, وتصرفوا كما تشاؤون!

  برأيك هل أن مجلس الوزراء يجب أن يكون بديلاً عن طاولة الحوار?

  إذا لم يكن مجلس الوزراء, هناك مجلس النواب الذي له دور كبير باعتباره مجلس الأمة. الشعب اللبناني انتخب نوابه, وعلى النواب البحث بكل هذه الأمور, فعندما اقترع الشعب اللبناني لمصلحة "14 آذار" في الانتخابات, كان يقول لا لسلاح "حزب الله". أما في موضوع الضغط على "حزب الله", فلا يوجد قوة في لبنان تستطيع الضغط على هذا الحزب بسبب امتلاكه للسلاح, الجيش اللبناني وحده يملك السلاح, لكننا نعتبر أن "حزب الله" اليوم يهيمن على بعض الأجهزة الأمنية الموجودة في البلد, ما يسبب إرباكاً وخوفاً لدى المواطنين. وكلما أطلق "حزب الله" نصيحة معينة أو تهديداً معيناً, يؤدي هذا الأمر إلى إرباك. اليوم فريق "14 آذار" يؤلف أكثرية نيابية ضد سلاح "حزب الله", وعليه عدم الوقوع في الخطأ, ونحن منذ العام 1990 نعتبر الوجود السوري غير شرعي في لبنان, بل احتلالاً للبنان وعندما وصلنا للعام 2005 استقطبنا فريقاً كبيراً إلى جانبنا ضد الاحتلال السوري وبقائه في لبنان.

اليوم المطلوب الإبقاء على موقفنا الصلب, لأن "حزب الله" غير شرعي وفي النهاية سيؤدي إلى خراب البلد. منذ فترة, أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل, بأن سلاح "حزب الله" غير شرعي. ولو أن الدول اعتمدت هذا الموقف, لكان هناك نوع من الاتفاق الدولي ضد "حزب الله".

  يُحكى عن قيام تكتل مسيحي جديد على غرار "قرنة شهوان", ما هو مبرر وجود هذا التكتل? وهل الأمانة العامة ل"14 آذار" أصبحت لا تفي بالغرض?

  صراحة لا أرى ضرورة لقيام هكذا تكتل وبرأيي لو حصل نقص معين بأداء "14 آذار", فلا لزوم أن نوجد شيئاً مشابهاً, لقد مضى أكثر من 15 سنة ونحن نناضل من أجل الوحدة المسيحية اللبنانية وتقارب اللبنانيين فيما بينهم. اليوم 14 آذار موجودة على الساحة بقوة, ربما يوجد خلل في التنسيق, ولكن كلنا متفقون على المبادئ وعلى الثوابت, وطالما أن المسيحيين والمسلمين متفقون مع بعضهم, فلماذا السعي الى تأسيس جبهة مسيحية منفصلة?

  ما رأيك بالمصالحات التي شهدناها أخيراً بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله" وزيارة "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الرابية لتكريس المصالحة مع العماد عون? وإلى ماذا يؤدي هذا التحرك?

  المصالحات التي نشهدها تتم بين النائب وليد جنبلاط شخصياً مع بقية مكونات "8 آذار", ولم تتم بين جمهور "14 آذار" وجمهور "8 آذار". وليس بين قاعدة وليد جنبلاط والفريق الآخر. ولا نعرف إلى أي مدى قاعدة وليد جنبلاط قابلة للتواصل مع الفريق الآخر. في رأيي هناك تململ لدى القاعدة الاشتراكية.

وليد جنبلاط يعتبر ما يفعله ضرورياً, وأنا أؤيد أي مصالحة تحصل, من دون أن تكون على حساب الثوابت وإيماننا بالقضية التي ناضلنا من أجلها وبثوابت "14 آذار" السيادة والحرية والاستقلال... يجب أن تتم بالتواصل الحقيقي وبلبنان أولاً... ربما وليد جنبلاط يريد فتح صفحة جديدة وهذا شيء جيد بالنسبة له, شرط ألا تكون على حساب القاعدة.

  الحديث عن المصالحات يقود إلى السؤال عن المصالحة المسيحية-المسيحية, فلماذا هذه المصالحة ما زالت متعثرة حتى اليوم, وتحديداً بين رئيس اللجنة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية?

  كما ذكرت في موضوع وليد جنبلاط, فإن الموضوع ينطبق على المصالحة المسيحية-المسيحية, وإذا كانت هذه المصالحة شكلية, وتقارباً فكرياً بين سمير جعجع وسليمان فرنجية, فإنها لن تؤدي إلى شيء, وستستمر المشكلات على الأرض. وهذه ليست مصالحة, لأنها يجب أن تكون على ثوابت أساسية ومبادئ وطنية.

  ما رأيك بالموقف الأخير للبطريرك نصرالله صفير الذي رفض فيه وجود جيشين وسلاحين في الدولة الواحدة, خصوصاً وأن هذا الموقف أتى بعد اللقاء الذي جمع العماد عون إلى مجلس المطارنة الموارنة?

  هذا أمر واضح, وهو الشيء الذي نطالب به, لأننا لا نقبل بسلاح غير سلاح الجيش اللبناني. لقد رأينا أن سلاح "حزب الله" يستخدم في الداخل. ولا أعتقد أن العماد عون يستطيع إقناع البطريرك صفير والمطارنة الموارنة بشيء خطأ وغير صحيح وغير شرعي.

أنا أعتبر سلاح "حزب الله" خطيراً جداً. ولا يمكن الإبقاء عليه بحالته الحالية. وحيث يكون هذا السلاح, لا وجود للدولة اللبنانية. وأفضل مثال على ذلك انفجار حارة حريك, كيف أن الدولة اللبنانية بكامل أجهزتها لم تستطع الكشف على مكان الانفجار والتحقيق بالأمر, إلا بعد قيام أجهزة "حزب الله" الأمنية بترتيب الأمور, كذلك الأمر, كل ما حصل في الجنوب من طيرفلسيه إلى خربة سلم إلى كفرفيلا من انفجارات, كان هناك تأخير واضح للدولة قبل وصولها إلى أمكنة هذه الانفجارات.

هذا الأمر يبرهن بأن السلاح يمنع بسط سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية. وأنه أصبح أداة ضغط وتهديد لأي مواطن عادي أو سياسي موجود على الأراضي اللبنانية. حوادث 7 مايو عام 2008 أثبتت إمكانية استخدام هذا السلاح في الداخل. ولم يعد سلاحاً موجهاً فقط ضد إسرائيل بعد أن أسقطت عنه صفة المقاومة. وما جرى في السابع من مايو, كان تصرفاً ميليشياوياً وخطيراً جداً, يجب إلغاؤه كلياً من الذهنية اللبنانية.

  لماذا توجه المعارضة ل"حزب الكتائب" و"القوات اللبنانية" اتهامات بعرقلة الوفاق الداخلي وتصويرهما رأس حربة في عدم وحدة اللبنانيين?

 لأن "القوات" و"الكتائب" لا يعرقلان مصير الدولة ومصير بناء دولة قوية ومؤسسات قوية, إنهما يقفان بوجه مخطط "حزب الله" ومخطط فريق "8 آذار", وهذا الفريق هو من يعرقل قيام الدولة. العماد ميشال عون وتحت غطاء مسيحي يتهم الفريق الآخر بالتعطيل, وهذا شيء غير صحيح... ميشال عون وتحت هذا الغطاء, يقوم بتوظيف بعض المسيحيين التابعين ل"حزب الله" ليضعهم في الوظائف العامة.

وهنا أريد أن أسأل العماد عون: هل يوجد وزير واحد غير الوزير جبران باسيل تابع لميشال عون وغير تابع ل"حزب الله"? كل الوزراء المسيحيين المحسوبين على العماد عون, يتبعون مباشرة فريق "8 آذار".

  تتمسكون ب»اتفاق الطائف« وتطالبون بتطبيقه وفي الوقت عينه ترفضون إلغاء الطائفية السياسية, فكيف ذلك?

  نحن نشدد على تطبيق كل »اتفاق الطائف« بحذافيره ولكن اليوم هناك أمور يجب أن تتم قبل غيرها:

أولاً: لا نستطيع المطالبة بإلغاء الطائفية السياسية بوجود سلاح غير شرعي على الأراضي اللبنانية.

ثانياً: إذا كنا نريد تطبيق »الطائف«, فيجب أن نطبقه بالمنطق الطبيعي الذي يقوم على إلغاء السلاح, وانتشار الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في كل الأراضي اللبنانية.

ثالثاً: البدء في ورشة الإصلاحات الدستورية من مجلس الشيوخ إلى اللامركزية الإدارية, وصولاً إلى إلغاء الطائفية. أما أن نضع العربة قبل الحصان, فهذا أمر غير منطقي وغير معقول.

أهم شيء أن يطبق »الطائف« بالشق الأساسي المتعلق بإلغاء السلاح الموجود خارج سلطة الدولة وبعد ذلك يجري تأهيل الأمور المنوي تطبيقها. اليوم لا نستطيع أن نوافق على إلغاء الطائفية وفي الوقت عينه, نختلف على تسمية الرئيس المقترح لرئاسة اللجنة المقترحة لإلغاء الطائفية, ومن هم الأعضاء الذين ستضمهم هذه اللجنة وما هي طائفتهم? في النهاية يجب ألا نسقط دور السلاح وتأثيره في الأمور المصيرية, لأن "حزب الله" قد يقول, إما أن تفعلوا ما أريد أو أستخدم السلاح!

  ما كلمتك للبنانيين في نهاية هذا اللقاء?

  قبل أن أوجه كلامي للبنانيين, أريد أن أتوجه لكل حلفاء لبنان في العالم, وخصوصاً الأشقاء العرب لأقول لهم, بأننا ما زلنا بحاجة لدعمهم ووقوفهم إلى جانب لبنان لحماية ثوابت ومعايير الدولة المستقلة, والمحافظة عليه من الاحتكار السوري, ودعم الشرعية اللبنانية كي نستطيع من جانبنا تأمين استقرار هذه الدول في هذا المحيط. وللبنانيين أقول, بأن أملنا كبير بلبنان ولو أردنا أن نفقد الأمل, لكنا فقدناه منذ زمن, ولا سيما وأننا مررنا بمراحل أصعب بكثير, واليوم بحكم موقفنا الموحد كمسيحيين ومسلمين في لبنان, يوجد لنا أملاً في المستقبل. وفي كل حياتنا لم نستسلم ولم نفقد الأمل اليوم أكثر من أي وقت مضى, مقاومتنا سياسية وسلاحنا الموقف والنضال, وهذا الأمر مستمر, وكما كنا في الماضي ثابتين اليوم وغداً, سنبقى كذلك.