المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
18 كانون الثاني/2010

انجيل متى 5/13-20

أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فماذا يملحه؟ لا يصلح إلا لأن يرمى في الخارج فيدوسه الناس. أنتم نور العالم. لا تخفى مدينة على جبل، ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، ولكن على مكان مرتفـع حتى يضيء لجميع الذين هم في البيت. فليضىء نوركم هكذا قدام الناس ليشاهدوا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات. لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة وتعاليم الأنبياء: ما جئت لأبطل، بل لأكمل. الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الشريعة حتى يتم كل شيء. فمن خالف وصية من أصغر هذه الوصايا وعلم الناس أن يعملوا مثله، عد صغيرا في ملكوت السماوات. وأما من عمل بها وعلمها، فهو يعد عظيما في ملكوت السماوات. أقول لكم: إن كانت تقواكم لا تفوق تقوى معلمي الشريعة والفريسيين، لن تدخلوا ملكوت السماوات.

 

تسمح لحركة "حماس" بالتمدد في البقاع والتغلغل في مفاصل الدولة اللبنانية ولـ "حزب الله" باختراق المخيمات الفلسطينية 

نصر الله ومشعل ينشئان "قيادة عسكرية أمنية مشتركة" لتنفيذ الستراتيجية الإيرانية في لبنان والعالم العربي

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشف أحد نواب "كتلة التنمية والتحرير" النيابية التابعة لرئيس مجلس النواب اللبناني رئيس "حركة أمل" الشيعية نبيه بري, النقاب في لندن أمس عن ان "لقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية خالد مشعل في مقر الاول السري في الضاحية الجنوبية من بيروت أول من أمس, انهى مرحلة من المفاوضات الطويلة لانشاء قيادة عسكرية مشتركة لميليشياتهما في لبنان وفلسطين والعالم العربي واقامة ترابط وثيق بين اجهزتهما الامنية والاستخبارية في مكاتب موحدة يتمثل فيها الطرفان خصوصا في كل من مصر والمملكة العربية السعودية والاردن ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين", مؤكدا (النائب اللبناني) ان "زيارة مشعل الاخيرة الى طهران في مطلع الشهر الماضي دشنت انخراط حركة "حماس" كليا في مواقع الخلايا السرية لحزب الله و"الحرس الثوري" الايراني في تلك الدول, وفي العمليات المقبلة فيها وفي النواحي التجسسية عليها وتهريب الاسلحة والعناصر المتطرفة خصوصا الى مصر ودول الخليج, كجزء من الستراتيجية الايرانية التوسعية في العالم العربي التي ظهرت بصماتها واضحة في حرب اليمن الراهنة".

وقال النائب لـ "السياسة" في لندن ان "ما يعتقده نصر الله ومشعل من وجود تطورات دراماتيكية مقبلة على لبنان وفلسطين وسورية وايران, جعلت زعيم حركة "حماس" يرضخ اخيرا لهذا التحالف السياسي - العسكري - الأمني, رغم نفيه المستمر التدخل في دول عربية لصالح ايران وسورية اللتين تمثلان حسب وصفهما بـ "محور الممانعة والتصدي", وذلك بعدما وضع مشعل بطهران في اجواء هذه التطورات التي قيل له انها تجب مواجهتها في حرب استباقية بدأت بالفعل في اليمن حيث يشارك عشرات من عناصر "حماس" الى جانب عناصر "حزب الله" و"الحرس الثوري" في تدريب الجماعات اليمنية المتطرفة مثل الحوثيين و"الحراك الجنوبي" ومجموعات صومالية وسودانية وخليجية وعربية واجنبية من اصول عربية, على الاسلحة المهربة اليها من ايران وعلى عمليات التفجير والاغتيال وجمع المعلومات الاستخبارية".

وأكد النائب الشيعي ان "تشكيل قيادة موحدة على الساحة اللبنانية بين مجموعتين شيعية وفلسطينية منذ نهاية الحرب اللبنانية للمرة الاولى يعطي لا حركة "حماس" فحسب بل فصائل فلسطينية متطرفة اخرى, حرية التحرك الواسع في جنوب لبنان خصوصا, ويدنيها من الحدود مع اسرائيل, ويخترق قلب القوات الدولية (يونيفيل) كما يخترقه "حزب الله" بمئات العناصر ومخازن الاسلحة وعمليات التلغيم القائمة على قدم وساق في مناطق قريبة من الخط الازرق الفاصل, استعدادا لهذه التطورات التي تؤكد طهران ودمشق انها باتت واقعا لا مهرب منه خلال الاشهر القليلة المقبلة".

وقال النائب لـ "السياسة" انه بموجب تشكيل هذه القيادة المشتركة بين حسن نصر الله وخالد مشعل, "فإن حركة حماس ستتمدد الى كل مناطق البقاع اللبناني الذي يعتبره السوريون بوابة دمشق الخلفية الضعيفة او "خاصرتها الرخوة" في اي حرب اسرائيلية على لبنان قد تنتقل شرارتها الى سورية, كما بات على مشعل ان يضاعف وجوده ونفوذه داخل المخيمات الفلسطينية, وخصوصا تلك التي لا تسيطر منظمة "فتح" عليها بالكامل كمخيمات بيروت والشمال والبقاع, بل الاخطر من كل ذلك فإن هذه القيادة المشتركة ستسمح لحركة حماس وللمرة الاولى في تاريخ الوجود الفلسطيني في لبنان منذ 52 عاما باختراق الدولة اللبنانية نفسها واجهزتها العسكرية والامنية من بوابة "حزب الله" الذي تتربع المئات من عناصره داخل هيكلية هذه الدولة ومؤسساتها". وأكدت مصادر امنية لبنانية نقلت اليها "السياسة" امس في بيروت هذه المعلومات, "انه في حال قيام القيادة المشتركة هذه بالفعل, يكون "حزب الله" أكمل دائرة خططه لاقامة "الجبهة الموحدة" التي تضم اليه مختلف الفصائل الفلسطينية "الممانعة" بعدما كان منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان في ابريل من العام ,2005 اقام تنسيقا حميما مع فصيلي احمد جبريل (الجبهة الشعبية - القيادة العامة) وابوموسى (فتح الانتفاضة) ومع مجموعات فلسطينية اخرى تعود مرجعيتها كلها الى دمشق فيما تمويلها من ايران, بدليل انه رفض حتى الان تنفيذ بند طاولة الحوار قبل اكثر من عامين المتعلق بتجريد الفصائل الفلسطينية التابعة لسورية خارج المخيمات من اسلحتها رغم ان نصر الله نفسه وافق على عملية التجريد هذه على تلك الطاولة".

كذلك فإن "حركة حماس" تنسق كليا مع جبريل وابوموسى والفصائل المغمورة الاخرى المنارئة لمنظمة التحرير وتوجهها السلمي مع اسرائيل, منذ الوجود العسكري السوري في لبنان, ومازالت حتى الان تشارك هذه الفصائل بعض عمليات اطلاق صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان على الدولة العبرية كما تفعل من قطاع غزة باشراف ومباركة ودعم حزب الله".

وقالت المصادر الامنية اللبنانية "ان قيادتي حسن نصر الله و"الحرس الثوري" في لبنان اللتين فشلتا حتى الان في اختراق المخيمات الفلسطينية الجنوبية خصوصا الواقعة بكاملها تحت سيطرة حركة "فتح" و"منظمة التحرير" قد تكونان تمكنتا اخيرا عن طريق القيادة المشتركة الجديدة مع "حماس" ايجاد مواطئ اقدام مهمة داخل تلك المخيمات, ما يعني ان على اللبنانيين والفلسطينيين ان يتوقعوا من الان فصاعدا اضطرابات واسعة فيها على اساس رفض "حزب الله" و"حماس" من الحل السلمي مع اسرائيل و"اعتماد الحرب وسيلة وحيدة للتحرر" وهذا هو هدف منتدى اليونيسكو هذا الاسبوع - وتمسك حركة فتح والمنظمة (التحرير) باتفاقات اوسلو ومدريد وصولا الى قيام الدولتين بطرق سلمية". وأعربت المصادر عن اعتقادها ان "حزب الله" ومن خلفه ايران وسورية يحاول مرة اخرى توريط الفلسطينيين في حرب استنزاف جديدة مع الدولة والجيش اللبناني لشل ما تبقى لهما من قدرات على مقاومة مخططاته الهادفة الى السيطرة المباشرة على مقدرات لبنان, كما انه يحاول من جهة اخرى اضعاف الدولة والفلسطينيين معا لتخلو له وحده الساحة".

 

7 مايو لقننا درساً ولست نادماً على مواقفي السابقة ولانستطيع إملاء إرادتنا على حزب الله  

جنبلاط: قطعت ثلاثة أرباع الطريق إلى دمشق وماض في السباحة عكس التيار ... إنها السياسة

انقلابي الأخير لايلقى تأييداً شعبياً لكنني سأضحي بكل شيء حفاظاً على السلم الأهلي

نصر الله يتولى تعبيد طريق زيارتي إلى سورية وأشرع المقاومة وفق الخطة الدفاعية

المختارة (لبنان) - ا ف ب: أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط, أمس, أن العمل جار على تذليل العقبات الأخيرة امام زيارته الى سورية, بعد أربع سنوات من العداء المستحكم معها, مشدداً على "دفن الماضي" وتطبيع "العلاقات التاريخية" مع "الجار القوي". وقال جنبلاط في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" ان "ثلاثة أرباع الطريق باتت مفتوحة وطبيعية بيني وبين سورية, تبقى الخطوة النهائية وهي مرتبطة بالوقت المناسب", مضيفاً "يبقى خطاب شخصي ضد (الرئيس السوري بشار) الأسد ادليت به ولا بد من ايجاد صيغة لإيضاحه اذا ذهبت الى دمشق". واعتبر أن خطابه في 14 فبراير 2007 "كان عنيفاً جداً ضد شخص الأسد, كما أن هناك تصريحاً أدليت به الى صحيفة "واشنطن بوست" (في يناير 2006) اعتبره السوريون اهانة لنظامهم", مضيفاً أعتقد ان علي أن اوضح ذلك في الوقت المناسب, ليس الآن", في إشارة إلى وصفه الرئيس السوري ب¯"الكذاب" و"المجرم" و"السفاح" و"الطاغية", وتساؤله لم لا تساعد واشنطن المعارضة السورية كما ساعدت المعارضة العراقية, وتم تفسير هذا الكلام على انه دعوة لاجتياح اميركي لسورية.

وعما إذا كان سيذهب الى حد الاعتذار من سورية, قال جنبلاط "كل شيء في وقته", مؤكداً في الوقت عينه أنه "غير نادم" على مواقفه خلال السنوات الاربع الماضية.

وقال "قررنا دفن الخنادق القديمة, حان الوقت لنقول: حسنا, سنكتب بفخر تاريخ 14 مارس الذي قاد الى الاستقلال, إنما في الوقت نفسه لدينا جار قوي اسمه سورية علاقاتنا معه تاريخية, لا يمكننا تجاهله ويجب احترامه", مضيفاً "هذه هي السياسة, إنها عبارة عن مراحل ودورات, لقد أنجزنا الكثير ضمن قوى 14 آذار, انما لا يجب طلب المستحيل".

وكرر جنبلاط بإصرار انه "عضو سابق في قوى 14 آذار", واضعاً نفسه في "موقع وسطي", وقال "السوريون خرجوا من لبنان, اتفقنا مع رئيس الحكومة سعد الحريري أن مسألة الاغتيالات من صلاحية المحكمة الدولية, المشكلة الوحيدة تكمن في التفاوض مع سورية على ترسيم الحدود". وأشار إلى أن الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتولى "تعبيد الطريق أمام زيارته إلى العاصمة السورية", رافضاً "في الوقت الحاضر" القول ما إذا كان السوريون يرفضون استقباله وما إذا كانوا يضعون شروطاً محددة لذلك.

وأقر أن "الانقلاب" الأخير في مواقفه لا يلقى تأييداً لدى قاعدته الشعبية, لكنه ماض في "السباحة عكس التيار, حفاظاً على السلم الاهلي".

وقال جنبلاط "السابع من مايو (تاريخ اجتياح بيروت والجبل من قبل قوى "8 آذار" العام 2008) لقننا درساً, لقد شكل صدمة نفسية جعلتنا ندرك الحقد الطائفي الذي تركته مواقفنا على الارض", مضيفاً "الشعبوية أمر سهل, وسهل أيضا الإدلاء بخطابات تصعيدية نارية, هذا ما فعلته وفعله غيري, ما كاد يوصلنا الى حرب درزية شيعية تمكنا من تجنبها بأعجوبة, والى توتر شيعي سني رهيب, لذلك صارت اولويتي العمل لتجنب حرب مذهبية". وشدد على أنه "من أجل الحفاظ على السلم الأهلي سأضحي بكل شيء بغض النظر إذا كانت القرارات شعبية أم لا", معتبراً أن "على المرء أن يذهب أحياناً عكس السير أي أن يسبح عكس التيار". وبعد ان كان جنبلاط من اشد المتحمسين لنزع سلاح "حزب الله" الذي اجتاح في احداث مايو شوارع بيروت خلال ساعات, بات يعبر عن تفهمه لظروف الحزب في مواجهته مع اسرائيل. وقال رداً على سؤال "نعم, إنني أشرع المقاومة وفق مفهوم الخطة الدفاعية, لكن علينا ان ننتظر الظروف الملائمة السياسية والامنية والعسكرية لحزب الله, ولا نستطيع ان نملي عليه ارادتنا". قاعات الاستقبال في المختارة تعج بالزوار الذين يحملون الى الزعيم مشاكلهم ومطالبهم, ويقف إلى جانب وليد جنبلاط, ابنه تيمور (27 عاما) الذي يتدرب على تسلم الدفة بعد والده. وقال جنبلاط بشأن مسألة الوراثة السياسية "هذا هو لبنان, لا أعتقد أن لدى تيمور خيارا غير الاستمرار بتحمل المسؤولية".

أما المستقبل والمصير, فيركن جنبلاط الى "القدر", ولو أن لديه أحلاما في حال خروجه من العمل السياسي, وقال "قد أشتري منزلا صغيرا في النورماندي (فرنسا) أو النرويج وأعكف على كتابة مذكراتي". غير ان جنبلاط مسكون بهاجس التاريخ وهم الطائفة الدرزية التي تشكل نسبة 6 في المئة تقريبا من سكان لبنان الأربعة ملايين, فاستدرك قائلا "أود أن أرى ذلك يتحقق, لكنني أود أيضاً, إذا ما انتقلت يوما الى النورماندي, أن أرى المختارة (معقله في جبل لبنان) في أيد أمينة مع ابني".

 

امين سر حركة فتح- الانتفاضة مؤكدا ان السلاح الفلسطيني لن يخضع للدولة اللبنانية: نرفض الغاء وجود السلاح خارج المخيمات لأن له اهدافا اخرى      

بيروت اوبزارفر/رفض أمين سر "حركة فتح- الإنتفاضة" سعيد موسى "أبو موسى"، إلغاء وجود السلاح الفلسطيني بالمطلق خارج المخيمات الفلسطينية في لبنان، كما رفض القبول بإدخال هذا السلاح إلى داخل المخيمات، معتبرا "أن للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات أهداف ورؤية تختلف عن وجوده داخل المخيمات، وهو يتعلق بمواجهة العدو الصهيوني في حال كان هناك عدوان جديد على الجنوب اللبناني". وأكد "ابو موسى" "أن قرار السلاح الفلسطيني داخل لبنان هو قرار فلسطيني داخلي لا علاقة له بأي قوى، حتى وإن صح الحديث عن وجود إشارة سورية لرئيس الحكومة سعد الحريري لنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في لبنان". كلام موسى جاء في خلال زيارة له لرئيس بلدية صيدا.

  

البابا في كنيس روما يشدد على "التراث الروحي المشترك بين الديانتين" 

الاحد 17 كانون الثاني 2010

دافع البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته الى كنيس روما عن موقف الكنيسة الكاثوليكية من المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية، داعياً الى حوار بين المسيحية واليهودية ينطلق من "التراث الروحي المشترك" للديانتين. وأثارت هذه الزيارة، وهي الاولى منذ الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني عام 1986 الى هذا الكنيس، الجدل بين أبناء الطائفة اليهودية في ايطاليا بسبب القرار الأخير للبابا استئناف اجراءات تطويب البابا بيوس الثاني عشر. وقال البابا بعد ان اصبح داخل الكنيس "ونحن في هذا المكان كيف لا نتذكر يهود روما الذين اقتيدوا من منازلهم  وقتلوا في اوشفيتز؟ كيف يمكن ان ننسى وجوههم واسماءهم ودموعهم ويأس الرجال والنساء والاطفال؟".   وأضاف "للأسف كان الكثيرون غير مبالين لكن كان هناك ايضاً الكثيرون بمن فيهم الكاثوليك الايطاليون الذين تمتلىء قلوبهم بالايمان وبتعاليم المسيح الذين تحركوا بشجاعة وفتحوا اذرعهم لانقاذ اليهود المطاردين والهاربين معرضين بذلك حياتهم للخطر، انهم يستحقون اعترافاً ابدياً بالجميل" ما أثار تصفيق الحضور. وتابع البابا "حتى الكرسي الرسولي قام بأعمال انقاذ غالباً خلسة وفي الخفاء"، وأضاف ان "ذكرى هذه الاحداث يجب ان تدفعنا الى تعزيز الروابط التي توحدنا لزيادة التفاهم والاحترام والتلاقي".  من جهته طلب رئيس الطائفة اليهودية في روما ريكاردو باسيفيتشي في كلمته أمام البابا بفتح ارشيف الفاتيكان خلال فترة بابوية بيوس الثاني عشر، لتمكين المؤرخين من الاطلاع على ارشيف الفاتيكان، وقال إن "صمت بيوس الثاني عشر حيال المحرقة ما زال مؤلما" وتابع "ربما ما كان ليوقف قطارات الموت، بل توجيه اشارة، او كلمة تبعث على الراحة، وتنم عن تضامن بشري مع إخوتنا المنقولين الى أوشفيتز".  (أ.ف.ب.)

 

تظاهرة في باريس "لوقف اضطهاد" الأقباط في مصر 

الاحد 17 كانون الثاني 2010

تظاهر المئات في باريس مطالبين بـ"وقف الإضطهاد" الذي يتعرض له الأقباط في مصر بعد مقتل ستة منهم في مدينة نجع حمادي بالصعيد. وأفاد مراسل "فرانس برس" أن المتظاهرين الذين تجمعوا امام وزارة الخارجية، حملوا لافتات كتب عليها "الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الحقوق" و "العدالة لأقباط مصر الشهداء". واعرب منظم التظاهرة وجيه رياض نائب رئيس اتحاد الأقباط في أوروبا عن الأمل في "تعبئة أكبر" للديموقراطيات الغربية للدفاع عن مواطنيه الأقباط، واعتبر ان السلطات المصرية "لا تمنع اعمال العنف ضد الأقباط إرضاء للإسلاميين" وأبدى شكوكه في تحسن الوضع ما لم تمارس ضغوط دولية قوية. (أ.ف.ب.)

 

صنداي تايمز: قاتل العالم النووي الإيراني ينتمي الى "حزب الله"

نهارنت/نقلت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن جهات معارضة في إيران، أنّ قاتل العالم الإيراني مسعود علي محمدي، الذي لقي حتفه في انفجار دراجة بخارية جرى التحكم فيها عن بعد، هو "قاتل محترف عربي ينتمي ل"حزب الله". وأعلنت الصحيفة أنّ الجهات التي وصفتها بأنها جماعات معارضة، معنية بمراقبة تحركات "حزب الله" في طهران، التقطت صورًا لعنصر من الحركة، إسمه الحركي "أبو ناصر"، في حي قيطارية شمال طهران. وكانت الحكومة الإيرانية اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة باستخدام قتلة مأجورين، للقضاء على العالم المتخصص في الفيزياء النووية. وأضافت الصحيفة أنّ "جماعة معارضة مقرها ألمانيا، نشرت صورة لرجل شبيه بآخر، قالت إنه كان واحداً من المتظاهرين الذين اقتحموا مكتب المرشح الرئاسي الإيراني الخاسر مير حسين موسوي في طهران، عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في حزيران الماضي"، كما ذكرت الجماعة أنّ "الحرس الثوري الإيراني يستخدم نشطاء "حزب الله" لتنفيذ المهام "الوحشية"، لأنهم معروفون بقسوتهم، كما أنهم ليسوا من داخل البلاد". 

 

عوزي لانداو أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات العربية

لبنان الآن/الاحد 17 كانون الثاني 2010

أنهى وزير البنى التحتية عوزي لانداو، أول زيارة من نوعها قام بها وزير اسرائيلي لدولة الامارات العربية المتحدة حيث شارك في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. وألقى الوزير الاسرائيلي "المتطرف" كلمة أمام المشاركين في مؤتمر أبو ظبي، دعاهم فيها الى المشاركة في مؤتمر إيلات للطاقات المتجددة، الذي ستعقده اسرائيل في اواسط شهر شباط المقبل. كما اقترح لانداو على الدول المشاركة في المؤتمر التعاون فيما بينها من اجل معالجة مشاكل المياه في المنطقة، مشيراً الى ان دولة اسرائيل تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال.  وأفادت الإذاعة الإسرائيلية التي أرودت الخبر، ان الوزير لانداو أكد أن اسرائيل مستعدة ومعنية بالتعاون مع دول اخرى، من اجل تنفيذ مشاريع لتطوير الاساليب الخاصة باستخدام طاقة نظيفة.

 

ماروني: إلغاء الطائفية السياسية سيؤدي الى حكم الشيعة في البلد   

١٧ كانون الثاني ٢٠١٠

صحف لبنانية/أعرب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" عن أمنيته في أن "تلغى الطائفية في لبنان على المدى البعيد"، موضحا ان "اعتراضنا على طرح انشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية كان على التوقيت". ماروني وفي حديث الى قناة "الجديد" أشار الى اننا "اليوم نعيش في هواجس ومخاوف من نقاط عديدة عالقة بين اللبنانيين، وكما أوضح رئيس المجلس النيابي ان تشكيل الهيئة سيأتي على اساس طائفي ولن تأخذ قرارها قبل 40 سنة، تساءل "لماذا الأستعجال واضافة خلاف على الخلافات الأخرى؟". وأوضح أن "التوزيع الطائفي يشكل شبه ضمانة للمسيحيين ونحن نختلف على بند السلاح خارج اطار الدولة"، مشيرا الى ان "طرح بري قوبل برفض جماعي من الأفرقاء السياسيين فلماذا الإصرار؟". وعرض "الفدرالية" كطرح مكان الغاء الطائفية السياسية، معتبرا أن "إلغاء الطائفية السياسية سيؤدي الى حكم الشيعة في البلد"، موضحا ان "المسيحيين بحكم الهجرة والتهجير والسياسة المتبعة بحقهم، أصبحوا لا يشكلون 25 % من اللبنانيين فكيف سيكون الحكم ولمن بعد ذلك؟". 

 

القنصل وليد حيدر: طائرة لبنانية تقل 31 طنا من المعونات تتوجه الى هايتي الثلثاء

نهارنت/اعلن القنصل وليد حيدر مندوب وزارة الخارجية الى هايتي ، "ان طائرة لبنانية تقل31 طنا من المعونات ستتوجه الى هايتي فجر الثلثاء المقبل. وذكر حيدر الأحد، ان الوفد اللبناني يتألف من ستة عشر شخصا بينهم خمسة اطباء. ولفت الى ان المساعدات تضم ثلاثة اطنان من الادوية وثلاثة من الحليب و25 طنا من الخيم.

وقال بأنهم سينقلون معهم اللبنانيين المتوجهين الى تاهيتي الذين قضوا فرصة العيد في لبنان. وأشارت معلومات للـ"ام.تي.في"، الى ان "صاحب اضخم فندق في بورتو برنس هو لبناني وان اللبنانيين في هايتي يسيطرون على صناعة الأجبان".

 

علِّمنا ألّا نشتاق

الهام ناصر،الشرق/الاحد 17 كانون الثاني 2010

لسنا بحاجة لتذوّق الانتصار من جديد، فلا زالت طعمة "النصر الإلهي" تحت أضراسنا! لم ننسَ بعد "الرحلة المُمتعة" من مدرسة إلى مدرسة! ولم ننسَ "تسكّعنا" بمناطق الاصطياف الجميلة على وقعِ أصوات القنابل. أما عن أجمل إحساس عشناه فقد كان عند استلام "كراتين المساعدات".. شحاذة الله وكيلك. لم ننسَ جمع أكبر عدد من الأحلام والآمال والأمنيات ورميها في البحرِ في مقابل جمع ألقاب.. الثكالى والأرامل والأيتام والمشردين والنازحين والتائهين. شو بدي خبّرك لخبرك يا سيّد... كم سمعنا من كلمات التضامن والتأييد والتعاطف والمواساة مثل: استقبلناكم، آويناكم، أطعمناكم، وما كانت من باب "تحميل الجميلة" أبدًا معاذ الله، وإنما من باب الأخوة!! لم يبق جنس مخلوق إلاّ و"تمنّن علينا" من الجيران الأقرب إلى الإخوة الأبعد... ما بقي حدا إلا وإلو فضّل علينا! بعض الدول العربية دعمتنا بالكلام وكانت تعقد المفاوضات فيما نحن تحت الحديد والنار! وبعض الدول الإقليمية توعّد أن يمحو إسرائيل من الوجود بالممحاة.. ولكن للأسف، لم يكن من "ممحاة" سوانا. بعد كل ذلك... "مشتاقون للمواجهة"؟؟!!

 

إجتماع الدول الست الكبرى في نيويورك حول إيران ينتهي من دون قرار

السبت 16 كانون الثاني 2010/أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" أنّ ممثلي الدول الست الكبرى الذين يبحثون إمكان تشديد العقوبات بحق طهران أنهوا اجتماعهم في نيويورك من دون صدور أيّ قرار. وكان هذا الاجتماع الذي ضم ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا) إضافة إلى ألمانيا بدأ بعيد الساعة 12,00 (17,00 بتوقيت غرينتش) في مقر بعثة الاتحاد الاوروبي في نيويورك، واستمر ساعتين ونيّفاً. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحافيين أنهم لم يتخذوا قراراً في المسألة إنما تمّ عرض الملف فقط. وأضاف: "لقد بدأنا فصلاً جديداً في هذه المسألة"، مذكراً بأنّ "روسيا أيّدت دائماً (تبنّي) نهجين"، أي محاورة طهران وتهديدها بعقوبات". من جهته، اعتبر المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية وليم بيرنز أنّ المشاورات كانت "مفيدة". يُشار إلى أنّ ثمة توافق بين الاميركيين والاوروبيين على الدعوة إلى تبني عقوبات دوليّة جديدة بحق إيران بعد سلسلة قرارات دوليّة لحظت فرض عقوبات عليها، وذلك على خلفية اتهامها بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني. لكنّ الصين التي تربطها بإيران علاقات اقتصادية واسعة تدعو إلى مواصلة الحوار، الامر الذي تُجاريها فيه روسيا نسبياً. وقد أرسلت الصين إلى هذا الاجتماع دبلوماسياً من الصف الثاني.

(أ.ف.ب.)

 

تغيير وجه لبنان

بشارة شربل

السبت 16 كانون الثاني 2010

إعلان الأمين العام لـ"حزب الله" أنه سيغيِّر وجه المنطقة إذا حصلت مواجهة بين المقاومة وإسرائيل يفرض أن يتخيل المرء شكل هذا الوجه جمالاً أو قبحاً، وشكل وجه لبنان وجسده بالتحديد ما دام الساحة الوحيدة المفتوحة ومسرح المباضع والعمليات. طبعاً، لن يقول السيد نصرالله أقل من ذلك في مناسبة خطابية، وخصوصاً في مؤتمر هدفه دعم المقاومة ويحضره خالد مشعل وممثلون لقوى تشارك "حزب الله" نظرته الى الصراع المفتوح والى طبيعة الأنظمة السياسية وأسلوب الحياة في المجتمعات التي تسبح في بحرها "المقاومات"، لكن أبرز المفارقات أن ينعقد المهرجان في مبنى رسمي تابع لوزارة التربية ويحمل اسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (أونيسكو) ما يوحي وكأن كل اللبنانيين ودولتهم يرحبون باستضافة قوى هدفها الاستراتيجي والسياسي تجاوز الدول والحدود وهمُّها الايديولوجي مناقض لأسس الحياة الوطنية الجامعة في لبنان، ولا تحمل بالطبع هواجس يحملها اسم المبنى الذي ضم اللقاء.

"الحرب أولها كلام"، لكن يبدو هذه المرة أن الكلام يأتي في ختام التحضير للعمل العسكري من الجانبين. فاسرائيل لم تنفك منذ حرب تموز 2006 عن استخلاص عِبر الفشل وإجراء المناورات، مثلما ان "حزب الله" يتهيأ منذ انتهاء مواجهة الايام الثلاثة والثلاثين بزيادة العدد والعتاد متوعدا تل أبيب بتحقيق نصر جديد. وإذ إن الدولة العبرية لا تعوزها نوايا الانتقام والعدوان المترافقة مع التهديدات، فإن الحزب يواجهها بالرد على "الحرب النفسية" لكن بلغة تعطي متطرفي الليكود الحاكمين الذرائع لشن عدوان.

يقول المنطق إن "حزب الله" لن يبادر هذه المرة الى أي خطوة عملانية تعطي المبرر بشن حرب عليه وعلى لبنان، خلافاً لما حصل قبل 12 تموز حين خطف الجنود الاسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى، بيد أن ذلك لا يعفيه من المسؤولية تجاه اللبنانيين في أي حال من الأحوال. فلا لبنان الرسمي الملتزم بالقرار 1701 قرر التنكر للقرار واسقاط النص المتعلق بـ "وقف الاعمال العدائية"، ولا البند السادس في البيان الوزاري يعطي شيكاً على بياض للمقاومة للتصرف بقرار الحرب والسلم، بغض النظر عن امكان السجال في كون ما نص عليه البيان "العبقري" من حصرية سلطة الدولة يلغي حق التفرد الذي يتمسك به "حزب الله".

بعيداً عن النصوص القابلة للاجتهاد لا يستطيع أحد انكار ان الانتخابات العامة التي انتصرت فيها "14 آذار" في 7 حزيران كانت استفتاء في المقام الاول حول موضوع السلاح، ولا يغير في جوهر القناعات الشعبية عجز الأكثرية عن ترجمة انتصارها في الحكومة وخضوع وليد جنبلاط لمنطق القوة والسلاح والتحاق بعض "الوسطيين" بركب "الجاهلية" مثلما التحقوا بثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال.

لا يملك "حزب الله" تفويضاً إلا من طائفته في اتخاذ ما يراه مناسبا للدفاع عن لبنان. فسائر مكونات المجتمع اللبناني، ولو بدرجات، ترى وجوب الدفاع تحت مظلة الدولة والشرعية وضمن "استراتيجية الدفاع" الموعودة على طاولة الحوار، ناهيك عن ان المنطق السليم يفرض الحؤول دون حرب عدوانية اسرائيلية تدمر بلداً يريد أبناؤه العيش بكرامة وسلام وليس هاجس كل أهله انتصار المقاومات في حروب دائمة منطلقة من عقائد مختلفة عن عقائدهم واجتهادات مختلفة عن اجتهادات شركاء في العقيدة الواحدة.

يريد السيد حسن نصرالله تغيير وجه المنطقة إذا حصل عدوان. دعونا نتصور ماذا سيحصل لو تمَّت المواجهة. فنظراً للتحضيرات الواسعة يمكن للمرء ان يتوقع تدميراً اسرائيلياً للمرافق اللبنانية وللجيش ولكل مقومات الحياة بما يعيد لبنان عشرات السنين الى وراء، في مقابل أن يتمكن الحزب من إحداث دمار شديد في كل مناطق اسرائيل وتكبيدها ضحايا مدنية يفوق عددهم اضعاف ما تكبدته في حرب تموز، وسينتصر الحزب مجدداً في افشال محاولة اسرائيل القضاء عليه. معنى ذلك ان اسرائيل لن تزول وإننا سنعود بعد وقف النار الى المربع الأول لكن على أكوام أكبر من الجثث والدمار وعلى وقع فصل جديد من الانقسام الوطني. لا أحد يتوقع دخول دمشق الحرب ولا مواجهة نووية بين تل أبيب وطهران تغير وجه المنطقة. فسوريا اليوم ليست في وارد القتال، وايران ترعى مصالحها كدولة اقليمية كبرى تملك اوراقاً وليست ورقة قابلة للاشتعال. لذا فإن الحصاد المر سيكون من نصيب لبنان الذي سيدفع الثمن ايضا هجرة جديدة لشبابه خصوصا المسيحيين مع ما يعنيه ذلك من انعكاس على الدور المسيحي في المعادلة الداخلية وإضافة خلل هائل الى الخلل الحالي لبنانياً ومشرقياً على السواء.

أما التصور الآخر فهو أن لا تحصل مواجهة بين اسرائيل و"حزب الله" وأن تبقى التهديدات في اطار "الحرب النفسية". وهذا الاحتمال لا يلغي ان الحزب يراكم السلاح فوق السلاح وان قوته تتحول أكثر فأكثر الى معطى خطير في التوازن الداخلي قابل للتهديد والاستعمال على غرار ما حصل في "7 ايار"، وفي ذلك استكمال لتغيير وجه لبنان.

 

بين «المقاومة» و«الممانعة»

عبدالله اسكندر

(الحياة)، الاحد 17 كانون الثاني 2010

جمعت بيروت في يوم واحد، أول من أمس، كل ما يعتمل في المنطقة من تعارضات وخلافات. وقد تكون الصدف شاءت ان تستضيف العاصمة اللبنانية معاً ممثل الادارة الاميركية مستشار الرئيس الجنرال جيمس جونز وقيادات الحركات المناهضة لسياسة الولايات المتحدة تحت مسمى «قوى المقاومة». لكن ليس صدفة ان تتحول الساحة اللبنانية الى مسرح الصراع بين الجانبين، اعلامياً وسياسياً حتى الآن على الاقل. في الوقت الذي يحاول مسؤولو الدولة اللبنانية ان يراعوا الجانبين ويسايروهما، من غير أي قدرة فعلية على الاختيار.

وهذا يؤشر على المستوى اللبناني الى ان تسوية الخلافات التي اندلعت في البلد منذ 2005 انتهت الى أرجحية على الارض، وإن كانت عناصرها ودوافعها ما زالت هي نفسها. هذه الارجحية هي التي تضع مسؤولي الدولة في مواقع رجراجة، بين هاجس تقوية الدولة والاستفادة من الدعم الدولي وبين خشية مفاعيل ميزان القوى على الارض. وهذا ما أدركته «المقاومة» وما تريد استثماره الى أبعد الحدود من خلال جعل سياستها وتوجهاتها سياسة وتوجهات رسمية. وهذا ما فرض نفسه جزئياً على الاقل على محادثات المسؤولين اللبنانيين مع جونز، ومع غيره من المسؤولين الدوليين قبله.

على المستوى العربي، يعبّر مهرجان «قوى المقاومة» العربية، بما يمثله امتداد كل من أطرافها الأساسية («حزب الله» وحركة «حماس» و»هيئة العلماء المسلمين» في العراق)، عن طبيعة الفرز الذي تريده في المنطقة العربية بين قوى أصولية ومتشددة تتصدر المعركة في مواجهة الخصم، وبين بلدان وقوى عربية أخرى، مدعوة الى الالتحاق بـ «المقاومة» أو متهمة بالتواطؤ مع الخصم ومدانة. يقوم هذا الفرز على قاعدة ان القوة والسلاح وحدهما السبيل الى التحرر من الهيمنة الاميركية، والاستمرار في إلحاق الهزائم بها وإفشال مخططاتها في لبنان وفلسطين والعراق. وهي مخططات تحمل شعارات تطبيق القرارات الدولية في لبنان والحل السياسي على المسار الفلسطيني وتعزيز العملية السياسة في العراق. أي كل ما اعتمده النظام العربي رسمياً في القمم، وما تعمل من أجله قواه الاساسية خصوصاً السعودية ومصر.

وبصرف النظر عن التعارضات في ما بين قوى «المقاومة»، خصوصاً «حزب الله» و»هيئة علماء المسلمين»، فإنها كلها ترتبط في ما كان يُطلق عليه اسم قوى «الممانعة» في مواجهة قوى «الاعتدال» التي استهدفها الخطباء في مهرجانهم في بيروت. لكن يبدو ان اجواء المصالحة العربية لم تعد تحتمل وجود «ممانعة» و»اعتدال» على مستوى الدول، فتحولت «الممانعة» الى «مقاومة» تجمع حركات واحزاباً غير محرجة في الاستمرار في استهداف «الاعتدال» العربي. واذا كانت مصر استقطبت حصة الأسد من الحملة و من «الشيطنة»، فلأن في ذلك احراجاً اقل، وايضاً لأن ثمة قوة اساسية مصرية حاضرة - غائبة مع «المقاومة» تمثلها جماعة «الاخوان المسلمين» التي يتوقع ان يزداد حضورها قوة في المشهد الداخلي مع مرشدها العام الجديد محمد بديع المعروف بتشدده.

 

قومي اكراماً للغابات!

علي الرز، لبنان الآن

 السبت 16 كانون الثاني 2010

تتجمع المشاهد شيئا فشيئا لاكمال صورة مختلفة لبيروت تعيدها الى العهد الذي يتغنى به كثيرون اليوم وبينهم من كان طليعيا في "ثورة الارز". عهد احتضان قضايا التحرر العربي والدولي والتضامن مع الممانعين للمشاريع الامبريالية والانخراط في لعبة الانظمة وتأمين ملاجىء للمضطهدين ومنابر تعبئة للمجاهدين وساحات للمقاومين.

شيئا فشيئا تستعيد بيروت صورتها التي احترقت... واحرقتها. ترسمها ريشة جديدة بالوان قديمة، فالعروبة هي المستهدفة اولا واخيرا ولا مجال في خضم هذه التحديات للحديث عن الحريات والديموقراطية وحقوق الانسان والمشاركة ونتائج الانتخابات. هي ترف يجب ان يشكر اللبنانيون الله لسماح قوى الامر الواقع بها كنوع من فولكلور يراعي ما امكن التنويعات السكانية. والوحدة هي المستهدفة ولا بد من حمايتها في اطار تفاهمات بين اطراف مسلحة واخرى "مشلحة"، والمقاومة مستهدفة ولا بد من انتقالها من مرحلة الدفاع الى الهجوم عبر استكمال بناء مشروعها وتحصينه ليكون البديل الوحيد للمشاريع التي ترسم للمنطقة.

تعبئة شبه يومية يكاد اللبناني يشعر معها بأنه يرتكب خيانة كبرى بتقاعسه عن الانخراط الفوري في مشروع الممانعة والتصدي. تعبئة تذكرنا بالتظاهرات التي اندلعت في ستينيات القرن الماضي لمناصرة تعريب المناهج وتوجيه كتب التاريخ ورفض اللغات الاجنبية في المدارس والجامعات، ثم توالت مستخدمة القضايا المطلبية في استقطاب الشارع وتهيئته لاهداف اخرى تجلت لاحقا، ودائما دائما كانت "القضية المركزية" مصدر شحن والهام الى جانب زيادة الاسعار كأن يصدح هتاف "عسكر على مين عالفلاحين" مصاحبا بـ"كيلو الرز بليرة ونص واربع بيضات بليرة" وينتهي بـ"سحقا سحقا بالصباط للي فكو الارتباط" و"فدائيي وحاملين سلاح نرمي سلاحنا مش معقول الحل السلمي مش مقبول"... و"يا عروبة مين حماكي غير البعث الاشتراكي".

وكم يشبه تفجير حارة حريك الذي استهدف "حماس" قبل ايام تفجيرات الفاكهاني والجامعة العربية ومخازن الفصائل المختلفة في المخيمات قبل عقود مع فارق المكان وهوية الطرف المسلح بين البيوت السكنية وهوية المحتضن. وكم تشبه الدعوة الى ندوة مناصرة الطاغية الديكتاتور صدام حسين في بيروت اليوم ندوات مناصرة رموز التخلف والقمع والاجرام برتب "قادة" و"مجاهدين" امس، وكم هي وضيعة وانتهازية تلك الاسس التي جعلت حرام سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حلالا في 2010.

اليوم هناك مشروعان لا ثالث لهما. هكذا قيل للبنانيين من دون اي خيار او تخيير: مشروع السيطرة الاميركية الاسرائيلية على المنطقة، ومشروع المقاومة الذي يجب ان يصبح مشروعا للمنطقة. تنعقد مؤتمرات. تهدر حناجر القادة والضيوف. ترتفع اصوات التحدي للقرارات الاميركية المنافية لمبدأ حرية الاعلام والمقيدة لحركة انتقال المواطنين. تتكاثر الدعوات للتنسيق مع الجارة الشقيقة التي شكلت الحاضن والمستودع ومع الجمهورية الاسلامية التي شكلت الدعم والامداد. تتراجع رويدا رويدا صلابة المواقف المتمسكة بثوابت الحرية والسيادة والاستقلال... وتعود بيروت شيئا فشيئا الى الصورة السابقة مع "ترشيد" اكبر للعمل الثوري كي يبقى متناغما مع المشروع الاقليمي الاكبر.

وغدا، قد يقتضي مشروع العودة ان تتسع قواعد "حماس" في المخيمات بعد معارك حاسمة مع السلطة الفلسطينية، وان يتمدد السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بعدما خفتت الاصوات المطالبة بحصره فيها، وان تنقل "المصالحات" المربعات الامنية الى مناطق جبلية محيطة بالعاصمة تستلهم من تاريخها الوطني شحنات ثورية جديدة، وان تعبر الظاهرة الاصولية منطق الفزاعة الى منطقة الافزاع على الارض، وان يخطف اجنبي في بيروت ويطلق من دمشق... وتلتف القوات الدولية باحزمة الاسترهان.

ان الثورة... ان الثورة... تولد من رحم الاحزان... يا بيروووت!

 

ريان كليها: "حزب الله" ارهابي واعلامه يشوه صورة الاقتصاد الاميركي

نهارنت/أكد المسؤول الثقافي والإعلامي في السفارة الأميركية في لبنان ريان كليها، أن "الحكومة الأميركية صنفت "حزب الله" بالإرهابي ولا تزال"، مؤكداً أن "موقفنا في الخارجية الأميركية من "حزب الله" لن يتغير". واضاف كليها، أن الإدارة الأميركية ليس لها موقف محدد في موضوع حظر الفضائيات، مشيرا إلى أن ما يتم الحديث عنه هو مشروع قانون.

ورأى كليها، أن قناة "المنار" وإذاعة "النور" تعملان على تشويه صورة الاقتصاد الأميركي، مؤكداً أنه "لم يتم تصنيف هاتين الوسيلتين ب "الإرهابية" لهذا الأمر بل لدعمها المفرط ل"حزب الله". واذ لفت إلى "محاولة تفجير الطائرة الأميركية في ديترويت".شددّ على انه "كان لا بد من إعادة النظر واتخاذ الحكومة خطوة عملية لذلك وهذه الإجراءات ضرورية لحماية سلم المسافرين، وعلينا أن نحمي كل المسافرين سواء كانوا من أميركا أم من خارجها لضمان أمنها واستقرارها". 

 

 مسؤول امني: مسؤول فتح الاسلام عوض ما زال في عين الحلوة

نهارنت/أكد مرجع أمني لصحيفة "الديار" أن "مسؤول تنظيم "فتح الإسلام" عبد الرحمن عوض الذي خلف شاكر العبسي ما زال موجودًا في مخيم عين الحلوة، ولكنه متوارٍ عن الأنظار".

وأوضح المرجع الأمني أن "الكلام عن فرار عوض إلى العراق هو غير صحيح"، مشدّداً على أن "القوى الأمنية ترصد حركته داخل المخيم من خلال بعض الأشخاص".

ولفت إلى أن "الوضع مضبوط في مخيم عين الحلوة"، مؤكدا ان "ما يتم تداوله في وسائل الإعلام وغيرها عن وجود عناصر لتنظيم "القاعدة" في لبنان هو أمر مبالغ فيه"،

 

"الراي" عن مسؤول أميركي: الحرب ستندلع إذا سلّمت سوريا صواريخ أس2 لـ"حزب الله".. وستقصف اسرائيل أهدافاً بدمشق 

الاحد 17 كانون الثاني 2010

لبنان الآن/شدد "مسؤول أميركي رفيع المستوى"، طلب عد كشف اسمه، لصحيفة "الراي" الكويتية، على انه "لن تندلع الحرب بين لبنان وإسرائيل في المستقبل المنظور، إلا اذا تجاوزت سورية الخطوط الحمر المتفق عليها"، وقال المسؤول الاميركي: "إن حرب تموز 2006 ساهمت في تحويل الوضع الأمني في الجنوب اللبناني إلى ما يشبه هضبة الجولان، والتي تتمتع بهدوء تام منذ توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار بين اسرائيل والرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في العام 1974". وأضاف: "منذ انتهاء الحرب، ترصد الاستخبارات الدولية كافة، إضافة الى مراقبي الامم المتحدة، تهريب للسلاح من سوريا الى حزب الله في لبنان، حتى ان سوريا لا تتنصل من هذه التقارير في معظم الاحيان،

الا أن تهريب السلاح، يبقى ضمن الخطوط الحمر المتفق عليها بين اسرائيل وسوريا".

وأوضح المسؤول عينه أن "الخطوط بين دمشق وتل ابيب لم تنقطع حتى في ذروة حرب 2006، حينما أرسل السوريون رسائل استعداد للسلام ورفض دخول الحرب الى جانب حزب الله، وهناك عدد من المسؤولين الاسرائيليين ممّن اعلنوا هذه الاتصالات على الملأ، وممكن التوجّه اليهم للمزيد من التأكيد"، وأردف: "في موضوع تسليح حزب الله، ما يهمّ اسرائيل هو عدم تسليم سوريل للمنظمة اللبنانية صواريخ اس ايه 2، وهي صواريخ ارض - جو موجّهة من مركز للقيادة. أما إذا ما سلّمت سوريا هذه الصواريخ، فإن حرباً ستندلع من دون شك، وستقصف اسرائيل اهدافاً في دمشق هذه المرة".

وردًا على سؤال، أجاب المسؤول الأميركي: "هذه صواريخ سام 2، ففي العام 1982، دمّرت اسرائيل 17 بطارية صاروخ سام 7 سوريّة، وعطّلت اثنتين. ان سلاح الجو الاسرائيلي قادر على تجاوز هذه الصواريخ المضادة للطائرات". وأضاف: "في صيف 2007، اجرى سلاح الجو الاسرائيلي جولات تجريبية في اليونان في مواجهة منظومة اس 300 الروسية، وهي توازي سام 20، على افتراض ان روسيا قد تزود ايران هذه الصواريخ، لكنها لم تفعل ذلك". لكنه لفت إلى أن "التقارير الاستخباراتية تشير الى ان السوريين سمحوا لعناصر من "حزب الله" بالقيام بدورات تدريبية في سوريا من اجل استخدام منظومة اس ـ2، إلا ان تل ابيب كررت تحذيرها لدمشق من مغبّة تزويدها الصواريخ لحزب الله". واستطرد يقول: "لا حرب بين اسرائيل وحزب الله من دون دخول هذه الصواريخ الى لبنان، او من دون اعتداء من قبل حزب الله على اسرائيل، عبر الحدود الدولية، كما في 2006".

وبشأن اعتقاده أن "حزب الله" لن يبادر الى عمل عسكري من نوع او من آخر ضد الاسرائيليين، ردّ المسؤول الأميركي نفسه: "هناك نوع من الحسرة لدى حزب الله اثر حرب 2006، حتى لو كان يعلن عكس ذلك، فحرب 2006 كشفت انه حتى مع اتخاذ مزارع شبعا كعذر لاستمرار العمل العسكري، الا ان هذا العذر لا يبرر امام اللبنانيين عموما ومؤيدي "حزب الله" خصوصا حربًا شاملة مع اسرائيل، بل عمليات محصورة النطاق في محيط المزارع تبرر احتفاظ حزب الله بسلاحه. اليوم ينصبّ اهتمام حزب الله على العودة الى الموقف الذي كان سائداً حتى 11 تموز 2006، أي حين كان يُعترف بعمل عسكري محدود للحزب في منطقة المزارع، وكان ذلك مبنيٌ على قرارات اممية غير 1701. إن التكتيك السياسي الحالي لحزب الله والسوريين، من خلال وزارتي الخارجية اللبنانية والسورية، هو العودة الى تفاهم نيسان، معطوفاً على قرار مجلس الامن الرقم 425، فهذان الاثنان، اعطيا الحزب حق العمل العسكري بشروط، اما اليوم، فلا شروط، وأي استفزاز يقوم به حزب الله سيقابله الاسرائيليون بحرب شاملة وموجعة، ومعظم اللبنانيين يرفضون هكذا حرب في غياب احتلال اسرائيلي فعلي لهم كما في 1996. إذًا فالمعادلة الحالية لا ترضي الحزب، لكنها لا تدفعه الى الحرب ولا تدفع اسرائيل الى الحرب كذلك".

وأشار المسؤول في هذا السياق إلى أن "وزير الخارجية اللبناني (علي الشامي) يصدر اوامر شفوية للديبلوماسيين اللبنانيين في العواصم الغربية بالتشديد على 425"، ولفت المسؤول إلى "عنصر ثالث، غير وضع «حزب الله» الحرج بين مطرقة سخط لبناني من حرب شاملة وسندان الغياب التام عن العمل العسكري"، وهو أن "اسرائيل ارتكبت خطأ في العام 2006 بابقائها سوريا خارج الحرب". وتابع: "إن سياسة الردع الاسرائيلية، التي استنبطها ارييل شارون حينما كان وزيرا للخارجية في حكومة (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو في التسعينات، مبنية على انزال عقوبة اكبر بكثير من الفعل نفسه، وهكذا، رأينا شارون يعطي الاوامر بهجوم على رادار سوري في لبنان، او بتحليق المقاتلات الاسرائيلية فوق القصر الرئاسي السوري. وأعتقد أن اسرائيل استعادت هذه السياسة اليوم، وفي حال أي تحرش من قبل حزب الله بها، فلن تبقى دمشق خارج ردة الفعل الاسرائيلية".

ويختم المسؤول: "لكل هذه الاسباب، وباستمرار هذه المعطيات والظروف، أعتقد ان لا حرب مقبلة بين لبنان وسورية واسرائيل، وهذا ما يدفع حزب الله الى الاكثار من حربه في الاعلام لتعذّرها في الواقع، وردة الفعل الاسرائيلية مشابهة لفعل حزب الله، وهي عبارة عن تصعيد اعلامي لا غير".

 

 مسؤول اميركي: اي تجاوز سوري للخطوط الحمر يولد حربا بين لبنان واسرائيل

نهارنت/رأى مسؤول اميركي رفيع المستوى ان "الحرب بين لبنان واسرائيل لن تندلع في المستقبل المنظور، الا اذا تجاوزت سورية الخطوط الحمر المتفق عليها". واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "ما يهم اسرائيل هو عدم تسليم سوريا ل "حزب الله" بصواريخ اس ايه 2، وهي صواريخ ارض - جو موجهة من مركز للقيادة". واعتبر انه "اذا ما سلمت سوريا هذه الصواريخ، فإن حربا ستندلع من دون شك، وستقصف اسرائيل اهدافا في دمشق هذه المرة". واشار الى ان "هذه الصواريخ بامكانها اسقاط عدد كبير من الطائرات الاسرائيلية غير المقاتلة مثل الطائرات من دون طيار". ولفت الى تقارير استخباراتية اشارت "الى ان السوريين سمحوا لعناصر من "حزب الله" بالقيام بدورات تدريبية في سوريا من اجل استخدام منظومة اس -2، الا ان تل ابيب كررت تحذيرها لدمشق من مغبة تزويدها الصواريخ ل"حزب الله".

واستخلص المسؤول الاميركي قائلا ان "لا حرب بين اسرائيل و"حزب الله" من دون دخول هذه الصواريخ الى لبنان، او من دون اعتداء من قبل "حزب الله" على اسرائيل، عبر الحدود الدولية، كما في 2006". ورأى ان "هناك نوعا من الحسرة لدى "حزب الله" اثر حرب 2006، حتى لو كان يعلن عكس ذلك، فحرب 2006 كشفت انه حتى مع اتخاذ مزارع شبعا كعذر لاستمرار العمل العسكري، الا ان هذا العذر لا يبرر امام اللبنانيين عموما ومؤيدي الحزب خصوصا حرب شاملة مع اسرائيل، بل عمليات محصورة النطاق في محيط المزارع تبرر احتفاظ حزب الله بسلاحه". واعرب عن اعتقاده ان اهتمام "حزب الله" ينصب على العودة الى الموقف الذي كان سائدا حتى 11 تموز2006، وهو كان يعترف بعمل عسكري محدود للحزب في منطقة المزارع، وكان مبني على قرارات اممية غير 1701". وأوضح "ان التكتيك السياسي الحالي للحزب والسوريين، من خلال وزارتي الخارجية اللبنانية والسورية، هو العودة الى تفاهم نيسان 2006، معطوفا على قرار مجلس الامن الرقم 425، فهذان الاثنان، اعطيا الحزب حق العمل العسكري بشروط، اما اليوم، فلا شروط، واي استفزاز يقوم به "حزب الله" سيقابله الاسرائيليون بحرب شاملة وموجعة، وعامة اللبنانيين يرفضون هكذا حرب في غياب احتلال اسرائيلي فعلي لهم كما في 1996. اذن فالمعادلة الحالية لا ترضي الحزب، لكنها لا تدفعه الى الحرب ولا تدفع اسرائيل الى الحرب كذلك".

 

تحركات اسرائيلية مكثفة على طول القطاع الشرقي

نهارنت/سجلت خلال الساعات ال24 الماضية تحركات مكثفة لجيش الإحتلال الإسرائيلي على طول خط التماس في القطاع الشرقي وعند مزارع شبعا المحتلة. وتمثلت التحركات بحسب الوكالة الوطنية، بدوريات راجلة واخرى مدرعة اضافة الى حشودات آلية على جبهة المزارع في ظل تحليق مكثف لطائرات الإستطلاع والمروحيات الإسرائيلية في اجواء المزارع والقرى المحررة المحاذية . وفي التفاصيل، اجتازت بعد ظهر الأحد، قوة مشاة اسرائيلية مدعمة بسيارتي جيب نوع هامر، الخط الأزرق الوهمي الذي يشطر بلدة الغجر المحتلة وتوغلت لمسافة حوالي 300 م داخل الجزء اللبناني المحتل بحيث عملت عناصر الدورية على مراقبة وإستطلاع نبع الوزاني ومحيطه على مدى حوالي ربع ساعة وتراجعت بعدها الدورية بإتجاه الموقع الإسرائيلي المحاذي عند المدخل الشرقي للبلدة. وفي الجانب اللبناني، كثفت اليونيفيل والجيش اللبناني من دورياتهما على طول الخط الأزرق في محور تلال العديسة - بوابة فاطمة - الحمامص والوزاني وكذلك في العرقوب انطلاقا من قطاع المجيدية وحتى بركة النقار جنوب شرق شبعا . 

 

مصادر اسلامية: رسائل استباقية من قوى "المقاومة والممانعة" للحؤول دون اندلاع حرب اميركية-ايرانية شاملة في المنطقة

قاسم قصير، السبت 16 كانون الثاني 2010/لبنان الآن

تتداول بعض الأوساط الاسلامية معلومات ومعطيات تقول بان "أي حرب مقبلة ستُشنّ على ايران سواء من قبل اسرائيل او اميركا لن تبقى محصورة في منطقة الخليج بل ستشمل كل المنطقة من افغانستان حتى البحر المتوسط".   وأوضحت المصادر الإسلامية أنّ "تدهور الاوضاع في افغانستان في الاسابيع الاخيرة كذلك الوضع في اليمن ونشر تقارير عن دور بعض المجموعات العراقية المقاومة والتي لهل صلة بالتيار الصدري والزيارة العلنية التي قام بها زعيم التيار مقتدى الصدر لقائد كتائب العشرين والتهديدات التي اطلقها السيد حسن نصر الله خلال "ملتقى المقاومة" والذي جمع قوى مقاومة وممانعة من سوريا والعراق وفلسطين والعراق ودول عربية واسلامية اخرى، كل ذلك يشكل رسائل استباقية ضد اميركا واسرائيل لعدم القيام باي تصعيد ميداني سواء في غزة او لبنان او ايران، على اعتبار أنّ توازن القوى في المنطقة بين ايران و"حزب الله" و"حماس" من جهة، وبين اسرائيل واميركا من جهة اخرى، قد يؤدي الى امتناع الجميع عن تفجير اية جبهة في الافق المنظور".

 

اوساط مسيحية: حزب الله يريد الاستفادة من  السلاح لتحقيق مكاسب بالنظام اللبناني

نقلت صحيفة "صدى البلد" عن اوساط مسيحية عدم قلقها من امكان فرض تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية ولا سيما أن السنّة في لبنان وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري لن يمشوا بهذا الطرح ويربطونه بالاجماع الوطني ولكن الاوساط تساءلت عــن مغزى الاصـرار على هذا الطرح وأبعاده في ظل تنامي التطرف الديني والطائفي وفي ظل التوتر السني الشيعي، وتــساﺀلت عــن دور "حزب الله" في الوقوف وراﺀ هذا الموضوع ورغبته المبيّتة في الافادة من قوة السلاح لتحقيق مكاسب سياسية في النظام اللبناني أو لتكريس مفاعيل اتفاق الدوحة ومقولة الديمقراطية التوافقية وخلصت الاوساط الى تأكيد جملة نقاط أبرزها: عندما كانت تطرح مسألة إلغاﺀ الطائفية في لبنان كــان يقف وراﺀها يساريون وعلمانيون يرون أنها وسيلة للاصلاح وللنهوض بلبنان وتطوره من خــلال ترسيخ مفهوم الانسان بعيداً عـن المناورات قبل أن يلاحظوا صعوبة تطبيق مبادئهم العلمانية في الدول العربية حيث لا فصل بين الدين والدولة، أما ما يجري اليوم فهو محاولات غير بريئة من فئات غير علمانـية تحت عناوين فضفاضة ليس هدفها الاصلاح بــل تكريس امر واقع ونزعة للاستئثار بالسلطة انطلاقاً من موازين القوى المختل لمصلحة طائفة تحمل سلاحاً غير شرعي، فإلغاﺀ الطائفية تكون على أيدي لاطائفيين في بلد علماني وليس على أيدي طائفيين في بلد يضم 18 طائفة

 

مظاهرة في بيروت ضد مصر بسبب بناء الجدار الفولاذي

نهارنت/وصف متظاهرون لبنانيون الرئيس المصري حسني مبارك بالعميل الإسرائيلي، وذلك بسبب بناء مصر الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة، هذا الجدار الذي سيقطع الإمدادات التي تصل الى حركة حماس عبر الأنفاق، التي تعتبر شريان الحياة الوحيد للقطاع. وأحرق الجموع خلال تظاهرهم أمام السفارة المصرية في بيروت الأعلام الأميركية، والإسرائيلية التي يحمل بعضها صورة مبارك، كما حملوا لافتات تصوّره كعميل إسرائيلي وصورًا مع نجمة داوود على جبهته. 

 

ميرتاج الدين: بالتضامن الأيراني- السوري- اللبناني نزيل الشوائب الإسرائيلية

نهارنت/بحث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع نائب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون البرلمانية السيد محمد رضا تاج الديني والوفد المرافق له، آخر التطورات والمستجدات على مستوى لبنان والمنطقة. كما التقى ميرتاج الدين مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، في مكتبه في صور.

واشار ميرتاج الدين عقب اللقاء الاحد, ان "التهديدات الصهيونية ليست الا في اطار الحرب النفسية والمقاومة قادرة على صد اي عدوان"، مشددا على "ان الشباب في كل العالم الاسلامي بإمكانهم ان يقفوا امام المخططات الاستعمارية والاستكبارية العالمية ويصلوا الى اهدافهم". وقال: "نظرا للتضامن الموجود بين مختلف البلدان الاسلامية وخاصة ايران وسوريا ولبنان، فإننا نستطيع ان نزيل أية شوائب من قبيل التهديدات الصهيونية". وكان التفى ميرتاج الدين السبت, كلا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري. وأكدّ رئيس الجمهورية بعد استقباله, على العلاقات الجيدة التي تجمع لبنان وإيران في مختلف الميادين، لافةً مشيراً الى التنسيق بينهما في مجلس الأمن, محملا ضيفه تحياته الى الرئيس محمود أحمدي نجاد، وتمنياته للشعب الإيراني بالازدهار والاستقرار. بدوره نقل السيد تاج الديني للرئيس سليمان رسالة شفوية من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد تتناول العلاقات الثنائية وتعزيزها في شتى المجالات. وشدد المسؤول الإيراني على دعم إيران الكامل لوحدة لبنان وسيادته واستقلال اراضيه، لافةً الى تقدير الرئيس نجاد والمسؤولين لمواقف الرئيس سليمان في تحصين الداخل اللبناني وترسيخ أجواء الوفاق فيه. وتناول اللقاء ايضاً الأوضاع الإقليمية ومخططات اسرائيل للتملص من السلام وعدم اعطاء الفلسطينيين حقوقهم. وفي عين التينة استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب الرئيس الايراني للشؤون البرلمانية، وعرض معه للتطورات في المنطقة.

كما التقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر السبت في بيت الوسط السيد محمد رضا ميرتاج الدين والوفد المرافق وجرى خلال الاجتماع عرض لتطورات الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال ميرتاج الدين بعد لقائه الحريري: السياسة الايرانية ثابتة في دعم الاستقرار في المنطقة وشدد على تلاحم الشعب والحكومة والمقاومة الذي سيفتح صفحات مشرقة ومجيدة للبنان.

 

بيضون: لبنان يعيش تحت سقف الـ1701 وبري يبعد النقاش السياسي عن سلاح "حزب الله"

المستقبل - الاحد 17 كانون الثاني 2010 - أكد النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أن "لبنان يعيش تحت سقف القرار 1701"، لافتاً إلى أن "الهدف الأساسي أن يتم تنفيذ هذا القرار وننتهي من كل أنواع الخروق الإسرائيلية التي تحصل". وأشار في حديث إلى "أخبار المستقبل" أمس، إلى أن "لبنان بعد حرب تموز الـ2006 توصل إلى وقف الأعمال العسكرية ولم يتوصل إلى وقف إطلاق النار، ما يتيح لإسرائيل ممارسة كل أنواع التدخلات والخروق". ورأى أن "لا هجمة دولية على لبنان ولكن اللبنانيين لفترة طويلة تعودوا ألا يروا مسؤولين دوليين بهذه الكثرة، خصوصاً الأميركيين"، مؤكداً أن "لبنان تعافى من المرحلة السابقة وأصبح لديه الاستعداد ليحكم نفسه بنفسه". وأوضح أنه "ليس مع ثنائية الدولة ـ المقاومة التي هي بالنتيجة عمل شعبي يكمل عمل الدولة"، مشدداً على أن "الدولة ومؤسساتها والمؤسسات الدستورية أولاً، وعندما تحتاج الدولة للمقاومة تستدعيها". واعتبر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري "غير جدي في موضوع إلغاء الطائفية السياسية وهو يفتش على دور، وإن ذهبنا بالأمور إلى ابعد من ذلك فمن الممكن أنه يريد تركيز النقاش السياسي بمكان يبعد فيه عن الموضوع الأساسي وهو سلاح "حزب الله".

 

الحريري في الامارات ويزور فرنسا الاربعاء المقبل للتوقيع على 5 اتفاقيات

نهارنت/وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر الأحد الى الامارات العربية المتحدة، في زيارة تستمر يومين، يقابل خلالها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للبحث في المستجدات الاقليمية والدولية والعلاقات الثنائية. وكان في استقبال الحريري في المطار وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبد الرحمن محمد العويس وسفير الامارات في لبنان رحمة الزعابي والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في دولة الامارات بالوكالة فرح الخطيب الحريري. ويرافق رئيس مجلس الوزراء في زيارته الى الإمارات مدير مكتبه نادر الحريري والوزير السابق باسم السبع والمستشاران محمد شطح وهاني حمود. ويقوم الحريري بزيارة رسمية الى فرنسا الاربعاء المقبل في العشرين من الشهر الحالي تستمر ثلاثة ايام. وخلال زيارته الى فرنسا، سيلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فييون ووزير الخارجية بيرنار كوشنير ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيس مجلس النواب بيرنار اكوييه ووزيرة المالية كريستين لاغارد، للبحث في اخر مستجدات الاوضاع الاقليمية وفي سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويتخلل الزيارة التوقيع على خمس اتفاقيات بين الجانبين اللبناني والفرنسي وهي:

- اتفاقية تعاون بين المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان ومؤسسة البحوث من اجل التنمية الفرنسية.

- واتفاقية تعاون قضائية بين لبنان وفرنسا بشأن المسائل الجزائية.

- واتفاقية حول التعاون في مجالات الامن الداخلي والامن المدني والادارة.

- واتفاقية بين وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان ووزارة العمل والعلاقات الاجتماعية والعائلة والتضامن والمدينة في الجمهورية الفرنسية ترمي الى تعزيز الادارة اللبنانية للشؤون الاجتماعية.

- واخيرا اتفاقية بين وزارة المالية اللبنانية وتجمع المصلحة العامة الفرنسية.

وسيرافق الحريري في زيارته الى فرنسا وفد رسمي يضم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ووزير الخارجية علي الشامي ووزير الدولة عدنان القصار ووزير العدل ابراهيم نجار ووزير الداخلية زياد بارود ووزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ ووزيرة المال ريا الحسن ومدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره للشؤون الخارجية محمد شطح ومستشاره للشؤون الاوروبية المحامي بازيل يارد ومستشاره الاعلامي هاني حمود. 

 

زهرا يتمنّى على المطران الراعي عدم تعميم حديثه عن القيادات المسيحية

نهارنت/تمنّى عضو كتلة القوات النائب انطوان زهرا على المطران بشارة الراعي، عدم تعميم حديثه عن القيادات المسيحية التي لم تعمل من أجل إتمام المصالحات، مذكّرًا إياه بالقيادات التي تهجّمت على الكنيسة، ولم ينفع معها تواضع وتضحيات هذه الكنيسة، والتي انتهت بالمزيد من التهجّم على بكركي والبطريرك. ورأى زهرا في بيان أصدره، أنّ الكنيسة تعرف من الذي يمانع في إتمام المصالحات، وما هي أسبابه، مؤكّدًا انّ التاريخ سيحكم على هذه المرحلة وعلى مساعي المصالحات المسيحية التي تشهدها، وهو بالتأكيد لن يساوي بين الذين يلتزمون الثوابت التاريخية للكنيسة، والذين لا يتجاوبون إتمامها بذريعة أسباب واهية يكررونها للتعمية على الأسباب الحقيقية. 

 

عدوان يطالب بقانون انتخابات يعطي المسيحيين الحق في انتخاب نصف المسيحيين

نهارنت/اعرب نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان عن استغرابه موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأن إلغاء الطائفية لا يلغي المناصفة، وشدد على "تكريس الطائفية السياسية لا إلغاءها لنشجع المسيحيين ألا يهاجروا".وطالب بإيجاد قانون انتخابات يعطي المسيحيين الحق في انتخاب نصف المسيحيين أولاً قبل الحديث عن إلغاء الطائفية السياسية. ودعا عدوان في حديث اللى "ال بي سي"، رئيس الجمهورية الى وضع جهده لبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وتبيث النظام القائم. وفي موضوع التعيينات قال عدوان "لدينا تجربة مع موظفين ليسوا من الفئة الأولى وهناك نوع من الإقصاء للمسيحيين عن الوظائف الأساسية في البلد"، لافتاً الى أن الأكفأ من كل طائفة يجب أن يعين في وظائف الدرجة الأولى". 

 

النهار" عن أوساط سياسية: لو كان بري جادًا في إلغاء الطائفية السياسية لكان راعى التوقيت وتأمين التوافق

لبنان الآن/الاحد 17 كانون الثاني 2010

ذكرت أوساط سياسية لصحيفة "النهار" أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري يعرف تماماً أن الإقتراح لتشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية الذي يُشغل به الأوساط السياسية والإعلامية منذ بعض الوقت ليس قابلاً للتنفيذ، ولا يستطيع السير فيه حتى النهاية، في ظل تحفّظ البعض ورفض البعض الآخر وعدم وجود أي دعم لهذا الإقتراح حتى من أبرز الحلفاء بمن فيهم "حزب الله"، الذي عليه أن يُراعي أكثر مواقف حليفه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ربما أكثر من مراعاته للرئيس بري، خصوصاً أن عون سارع إلى إبداء رأي رافض، مستبقاً مواقف الزعماء المسيحيين، لمعرفته بعدم إمكان السير بالموضوع في الوقت الراهن وعدم رغبته في ترك الآخرين يربحون شعبية اضافية من كيسه الخاص".

وأشارت الأوساط إلى أن "الرئيس بري يدرك جيداً أن عليه أن يؤمن على الأقل أحد شرطين لنجاح إقتراحه، على رغم تمتعه بكامل الحق لطرح ما يريد. وهذه ليست نقطة خلاف من حيث المبدأ، بل إن رئيس مجلس النواب لم يضمن موافقة رئيس الجمهورية ميشال سليمان على نحو مسبق، كما لم يضمن موافقة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على الأقل من أجل تأمين الحد الأدنى الذي يدعم موقفه، وهو ليس ضامناً لثلثي مجلس النواب، علماً أن ثمة من يعتقد أن في قدرة الرئيس بري الذهاب بالمسألة إلى حد إيجاد إخراج لها بالنصف زائداً واحداً". ولفتت المصادر السياسية أن "الرئيس بري إستمر في إثارة الموضوع على الرغم من أن بالون الإختبار الذي رماه قبل مدة حول الموضوع أتاه بالجواب الشافي لجهة عدم قابلية إقتراحه للحياة، أقلّه في التوقيت الحالي والظروف السياسية الراهنة"، موضحةً أنه "لو كان جدياً في الطرح لكان راعى التوقيت أولاً ولكان راعى، من جهة اخرى تأمين توافق حول الموضوع عبر إتصالات ثنائية بعيدة من الأضواء، على أن تكون تحضيرية لإطلاق الموضوع في الوقت المناسب".

 

جنبلاط: ثلاثة ارباع الطريق باتت مفتوحة مع سوريا وموضعي وسطي بالسياسية

نهارنت/اكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان "ثلاثة ارباع الطريق باتت مفتوحة وطبيعية بينه وبين سوريا، وتبقى الخطوة النهائية وهي مرتبطة بالوقت المناسب".

واوضح جنبلاط في مقابلة مع وكالة فرانس برس اليوم الاحد، ان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يعمل على تعبيد طريق الزيارة الى العاصمة السورية، رافضا القول ما اذا كانت دمشق تضع شروطا للزيارة او ترفض استقباله حتى الآن. وعما اذا كان سيذهب الى حد الاعتذار من سوريا في حال تقررت الزيارة، قال "كل شيء في وقته. سارد على هذا السؤال في الوقت المناسب". وذكر جنبلاط "بانه كان حليفا لسوريا بين 1977، تاريخ بدء عمله السياسي، و2004، مشيرا الى ان "اول توتر مع السوريين حصل في 2004 عندما اصرت دمشق على التمديد للرئيس السابق اميل لحود". واكد جنبلاط خروجه من قوى 14 آذار وتموضعه في "الوسط" في السياسة اللبنانية، مضيفا انه "عندما توافقنا على حكومة الوحدة الوطنية، بات علينا ان نخرج من الخنادق السابقة".واشار الى ان احداث السابع من ايار التي تسببت بسقوط اكثر من مئة قتيل نتيجة معارك في الشارع بين انصار قوى 14 آذار وقوى 8 آذار وابرز اركانها "حزب الله" شكلت "صدمة" و"درسا"، "وقد تجنبنا باعجوبة حربا طائفية". واقر بان التحول الاخير في مواقفه لا يلقى تاييدا شعبيا واسعا، مضيفا "من اجل الحفاظ على السلم الاهلي ساضحي بكل شيء بغض النظر اذا كانت القرارات شعبية ام لا". 

 

الآلية نضجت ومجلس الوزراء يختار الثلاثاء بين مبدأي السلة والمعايير

نهارنت/يبحث مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل في آلية إصدار التعيينات الإدارية التي يعد مشروعها وزير التنمية الإدارية محمد فنيش، ذكرت صحيفة "الحياة" ان بنودها نضجت من خلال المشاورات التي أجراها فنيش مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري في اليومين الاخيرين. واوضحت مصادر رسمية للصحيفة أنه اذا لقيت هذه الافكار قبولا في المجلس، يتم إعداد مشروع قانون في شأنها لإقراره في جلسة لاحقة وإحالته على المجلس النيابي. وأشارت مصادر معنية بإعداد الآلية الى أنها تنطلق من الحفاظ على المناصفة في التوزيع الطائفي، وتستهدف الاستعانة بالكفاءات وفق معايير محددة بحيث ترفع الى مجلس الوزراء اقتراحات لكل منصب باسمين أو ثلاثة يختار أحدهما أو من بينهم.

وكان فنيش أوضح "انه غير مكلّف من مجلس الوزراء بعد وضع آلية محددة للتعيينات، وانه في ضوء المناقشات في جلسة الثلثاء قد يكلّف وضع آلية، وسيعمل عندئذ على وضعها وفق المعايير التي يتم الاتفاق عليها في مجلس الوزراء، ليقدمها ضمن مهلة محددة". وأكد ان لا معايير ولا آلية وضعت حتى الآن، وان كل ما لديه هو تصوّر تقني مبني على الارقام الموجودة لدى وزارته. واشارت صحيفة "النهار" الى ان مجلس الوزراء سيختار بين طريقتين في اجراء التعيينات في الفئة الاولى. - الطريقة الاولى المعروفة سابقاً بطرح التعيينات ضمن سلة قائمة على المحاصصة والاستنساب والتوافق، فيتم التصويت عليها في مجلس الوزراء. - الطريقة الثانية وفق آلية بمعايير واضحة بعيداً من المحاصصة والاستنساب بحيث يختار مجلس الوزراء مثلا بين اسمين مقترحين بناء على تقويم معيّن. واشارت الصحيفة الى ان سليمان والحريري يريدان اعتماد آلية وفق معايير الكفاية والنزاهة والعطاء، على ان يبت مجلس الوزراء الأمر نتيجة المناقشات والتوجهات وفي ضوء القانون الذي يفرض ان يكون ثلثا التعيينات من داخل الملاك، من خلال ترفيع موظفي الفئة الثانية وبناء على سيرهم الذاتية وسجلهم المهني. وكرر سليمان السيت انه يفضل أن "تحصل التعيينات من داخل كل وزارة بحيث يرقى الموظف المستحق، وبذلك تنتفي المحاصصة ويصل الى المسؤولية اشخاص كفوئين بكل معنى الكلمة". 

 

جنبلاط ودمشق: كلامٌ كثير عن زيارة بعيدة

داني حداد/ ليبانون فايلز

 يفتح الكلام على وليد جنبلاط الشهيّة دوماً، فكيف بالأحرى في هذه الأيّام التي يجول فيها "البك" من مصالحةٍ الى أخرى، طاوياً صفحات وفاتحاً أخرى، "وفق مقتضيات المرحلة".

تكثر، عند الحديث عن جنبلاط اليوم، الإستفهامات من علاقته مع من تشارك معهم المشالح البيضاء والحمراء لسنوات، الى أسباب موقفه المستجدّ من سلاح المقاومة، وعلاقته، المستجدّة أيضاً، "بمنافسيه" الدرزيّين، وموقفه من مسيحيّي 14 آذار، وصولاً الى موعد زيارته الى دمشق التي طال انتظارها... ولعلّ طول الإنتظار هذا يفتح قوسين على كلامٍ كثير يدور داخل حلقة ضيّقة من السياسيّين القلّة الذين تربطهم علاقة بمسؤولين رفيعين في دمشق عن عدم صحة ما تخطّه أقلام كثيرة عن تجاوز جنبلاطي قريب لعتبة العاصمة السوريّة. "الزيارة ستتمّ ولكن ليس في القريب" يقول أحد السياسيّين الذي تفصله عن جنبلاط خصومة لم تعرف المصالحات المتنقّلة طريقاً إليها. ويضيف: "يعرف عن سوريا عدم الإستعجال، وهي تراقب بتمعّن الخطوات التي يقوم بها جنبلاط والتي أحدثت تحوّلاً في النظرة إليه، إلا أنّ دمشق، بشعبها وسياسيّيها، ليست حاضرة لاستقبال الرجل الذي طالب رئيسها بالثأر ظهر أحد أيّام الرابع عشر من شباط". وإذ يكشف السياسي عن "كلامٍ بعيد عن الواقع يتردّد عن هذه الزيارة"، يؤكّد "أنّنا لن نرى جنبلاط في دمشق في المدى المنظر" من دون أن يعني ذلك عدم رضى سوري عن المسلك الذي اختاره الزعيم الدرزي في الأشهر الأخيرة. إلا أنّ سوريا "التي لا تنسى الأصدقاء كما لا تنسى من تحامل عليها"، كما يقول السياسي نفسه، لن تحسم مسألة عدم استقبال جنبلاط كما لن تحدّد موعداً قريباً له، مشيراً الى أنّ التأخير لا يتعلّق بزيارات تتّخذ شكل أفعال توبة، بل ببعض المواقف و، خصوصاً، بعامل مرور الوقت، الكفيل الى حدٍّ بعيد بمحو بعض آثار الفترة الماضية وخطابات ساحة الشهداء.

ماذا يفعل جنبلاط إذاً متنقلاً بين الجاهليّة والشويفات والرابية؟ وهل سيبلغ حدّ اليأس من العودة الى الحضن الدمشقي نتيجة ارتفاع وتيرة الشروط التي ينقلها بعض زوّار سوريا، حقّاً أو باطلاً؟ يشعر المراقبون بانكفاء، ولو كان في بدايته، في موقف جنبلاط من زيارته الى سوريا. ملّ من الأسئلة عن هذا الموضوع، ومن التحاليل التي لم يخلُ بعضها من الإهانة، ومن لعب دور "السلاخين" عند وقوع الضحيّة... إلا أنّ جنبلاط يدرك جيّداً أنّ ثمّة "فاتورة"، ولو باهظة، يجدر تسديدها ووضعها في الحساب السوري، ولن تتمّ الزيارة إلا في موعد الإستحقاق.

وما يجدر عدم إغفاله هو مشهد "التسابق" الواضح على "رعاية" العودة السوريّة، خصوصاً داخل "البيت الدرزي"، والذي يتجاوز في قسمٍ كبيرٍ منه ما هو مطلوب سورياً. وما مشهد الأحدين الماضيين في الجاهليّة والشويفات سوى تعبير واضح عن هذا التسابق، ولو ارتدى زيّ المصالحة والمصارحة وطوي صفحة السابع من أيّار.

وإذا كان هناك من يسعى الى "قطف" الإنعطافة الجنبلاطيّة وتوظيفها لتعزيز حضورٍ أو موقع، فإنّ المكسب الأكبر، حتى الآن، في موقع وموقف جنبلاط المستجدّ هو تراجع حدّة الإحتقان السياسي وبروز حالة وسطيّة تساهم في تمرير الكثير من الإستحقاقات بهدوء لم نعهده في السنوات الأخيرة. أمّا إذا شئنا الإختصار المفيد، فعلينا العودة الى كلام السياسي اللبناني القريب من سوريا والذي يقول جازماً: "سيجتاز جنبلاط عتبة البوّابة الدمشقيّة هذا العام، ولكن التوجّه برّاً الى دمشق ليس سهلاً في فصل الشتاء".

 

أشرف الناس و...أسوأ الناس

 السبت, 16 يناير 2010

يقال نت/قطع الطرق في المنية بسبب قطع التيار الكهربائي قد يكون خطأ وطنيا في حال بدت الدوافع وراءه "إنتخابية "على تخوم الإنتخابات البلدية المقرر إجراؤها في أيار المقبل ،ولكن قطع الطرق  عادة اكتسبها بعض مواطني الشمال ،من "أشرف الناس". "حزب الله"الذي أدار ماكينة إعلامية ضد أبناء المنية لإقدامهم على الإحتجاج على قرارات وزير الطاقة جبران باسيل رفع وتيرة التقنين في التيار الكهربائي،هو من كان يدير الشارع ،على عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى إحتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي،على الرغم من أنه  كان وليد "أمور خارجة عن التحكم بها "،ولم يكن وليد قرار واع ،كالذي اتخذه الوزير جبرن باسيل. قطع الكهرباء ،كان يعكسه "حزب الله"إضظرابات يومية في شوارع العاصمة ،وينقله الى طريق المطار،قبل أن يستقر به الحال في مار مخايل حيث وقع الصدام مع الجيش اللبناني ،الذي حاول فتح الطرق المقفلة. ومنذ حصل حزب الله على الثلث المعطل،تغيّرت الحال .لم يعد "أشرف الناس"يشعرون بقطع الكهرباء وأصبح اعلام "حزب الله" حساسا لقطع الطرق شمالا احتجاجا على قطع الكهرباء.

 

ماذا وراء المطالبة الآن بالإلغاءين: القرار 1559 والطائفية السياسية؟!

المستقبل - الاحد 17 كانون الثاني 2010 - محمد مشموشي

أبرز ما طرح على اللبنانيين في الفترة الأخيرة، وهم على ما هم عليه من فرقة حول قضية يرون أنها تهدد عيشهم المشترك (قضية سلاح "حزب الله")، أمران يكاد يناقض أحدهما الآخر في ما لو نظر اليهما من زاوية العيش المشترك هذا. هذان الأمران، وليست صدفة أن يكون وراءهما "حزب الله" وحركة "أمل" ممثلة برئيسها، رئيس مجلس النواب في الوقت ذاته نبيه بري، هما المطالبة باعتبار قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 كأنه لم يكن (مات كما قال البعض) والدعوة لتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية. أما أن كليهما يناقض الآخر، فلأن المطالبة بإلغاء القرار الدولي لا تأخذ في الاعتبار موقف اللبنانيين الآخرين، بغض النظر عن قدرتهم على الإلغاء (فقط موقف المطالبين به!)، في الوقت الذي يعترف فيه الكل، بمن فيهم الرئيس بري شخصياً، بأن تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية لا يمكن أن يتم، وإن كان نصاً دستورياً ملزماً، إلا بإجماع اللبنانيين وقواهم التمثيلية عن آخرها على ذلك.

هل يستقيم الأمران، وقد خرجا الى العلن في وقت واحد، بينما لم يخرج اللبنانيون ولا قواهم الطائفية والمذهبية والسياسية والجهوية بعد مما اتفق على وصفه بأنه مشارف "حرب أهلية" تكاد تحرق الأخضر واليابس؟. بل، كيف يصح الكلام على إلغاء قرار دولي لا علاقة للبنان به، برغم اتهام بعض ساسته يومها بأنهم كانوا يقفون وراءه، والكلام في الوقت ذاته على إمكان الانتقال بهذه السرعة القياسية من دولة طائفية حتى العظم الى ما يفترضه تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية من "دولة مدنية" منشودة؟!.

غني عن القول إن الأمرين لا يمكن أن يستقيما معاً، خاصة في الفترة اللبنانية الحالية، تماماً كما لا يمكن أن يكون طرحهما من قبل جهة سياسية واحدة (وللأسف، جهة طائفية ومذهبية) بعيداً عن النقاشات الجارية للعديد من القضايا الأخرى، وكلها أكثر أهمية منهما، تحت سقف كل من حكومة الوحدة الوطنية وهيئة الحوار الوطني.

فما هي الغايات السياسية الكامنة وراء الأمرين هذين، ولماذا طرحهما معاً وبهذا الشكل، في هذه المرحلة؟!.

لا يخفى على أحد أن النجاح أخيراً، وبالرغم من كل شيء، بتشكيل "حكومة الوحدة الوطنية" برئاسة الرئيس سعد الحريري، سيطرح إن عاجلاً أو آجلاً عدداً من القضايا اللبنانية الداخلية واللبنانية السورية واللبنانية الفلسطينية التي لا بد من الوصول بها الى نهاياتها المنطقية والعملية. ولعل في مقدمة هذه القضايا ما يأتي:

أولا - قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. فمع أن هذه القضية قد حلت، أو يُفترض أن تكون قد حُلت، في الاجتماعات الأولى لهيئة الحوار الوطني ربيع العام 2006، فلا شك في أن المطالبة بإلغاء القرار 1559 تضع في اعتبارها قضية هذا السلاح (الى جانب سلاح "حزب الله" طبعاً) انطلاقاً من النص الوارد في القرار عن ضرورة نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. وعملياً، فلو أن "حزب الله" وحلفاءه نجحوا في استدراج اللبنانيين الى الموافقة على إلغاء القرار، أو حتى دعوة مجلس الأمن الى إلغائه، فسيكون أول كلام الحزب وحلفائه لدى استئناف عمل طاولة الحوار هو إعادة بحث مسألة هذا السلاح مجدداً... إن لم يكن تراجعاً من قبلهم عن قرارها السابق، اعتماداً على القبول اللبناني بإلغاء القرار 1559 المشار اليه.

يتساوق مع ذلك بشكل مباشر، حديث أحد قادة "الجبهة الشعبية القيادة العامة" في لبنان، وفي وقت واحد مع طرح "حزب الله"، عن الحاجة لتشكيل طاولة حوار لبنانية فلسطينية، على غرار طاولة الحوار الوطني اللبنانية، للبحث في مصير السلاح الفلسطيني سواء منه ما هو في المخيمات أو خارجها.

كما يتساوق معه كذلك، حديث أحد حلفاء الحزب الوزير السابق وئام وهاب عن الحاجة الى انتظار إنجاز أعمال لجنة ترسيم الحدود اللبنانية السورية لمعرفة ما اذا كانت منطقتا قوسايا وحلوة (لم يأتِ على ذكر الناعمة هنا) تقعان داخل الأراضي اللبنانية أو داخل الأراضي السورية.

ثانيا - عضوية لبنان في مجلس الأمن الدولي. فلم تكن مطالبة الحزب وحلفائه بإلغاء القرار 1559، عشية تسلم لبنان مقعده في المجلس، بعيدة لا في توقيتها ولا في هدفها عن إثارة ما يكفي من علامات الاستفهام حول الموقف الذي قد يتخذه لبنان فيه تجاه قضايا مثل العقوبات المحتملة على إيران على خلفية ملفها النووي، أو تجديد عقود الموظفين والقضاة والمحققين في المحكمة الدولية الخاصة للبنان، أو عملية التسوية بين العرب وإسرائيل، أو غيرها من القضايا... فضلاً عما يمكن أن يشكله ذلك في المحصلة من مشكلات للبنان إن مع المجتمع الدولي عامة أو مع المجموعة العربية التي يُفترض أن يمثلها في المجلس.

أكثر من ذلك، فعندما يكون لبنان، أو أي من القوى السياسية الممثلة في مجلسه النيابي وفي حكومته، في موقع من يتنصل ولو لفظياً من قرار تبناه المجلس تحت عنوان الدفاع عن سيادته وحريته واستقلاله، فلن تكون لدولته في مجلس الأمن هذا، وفي المجتمع الدولي كله، غير صورة "الدولة المارقة" أو أقله "الدولة الفاشلة".

ثالثا - مرحلة التهدئة العربية ومستقبل سلاح "حزب الله". فلا شك في أن ما شهدته المنطقة العربية على مستوى التهدئة، بدءاً من مبادرة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز في قمة الكويت ثم زيارة الرئيس سعد الحريري لدمشق وما تلى ذلك من اتصالات بشأن المصالحة بين الفلسطينيين، لن تلبث أن تطرح السؤال (ليس لبنانياً فحسب، بل عربياً كذلك هذه المرة) حول إعادة إحياء الدولة في لبنان وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وتالياً مستقبل سلاح "حزب الله" ودوره في المستقبل المتوسط والبعيد... إن لم يكن القريب جداً.

وغالب الظن، أقله كما هو في أذهان أصحاب الطرحين المتعلقين بإلغاء القرار الرقم 1559 وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، أن من شأن التباين بين القوى السياسية في لبنان حول الطرحين - وقد بدا تبايناً حاداً في ردود الفعل عليهما أن يجعل مهمة أطراف التهدئة العربية لجهة المساعدة على إعادة إحياء الدولة اللبنانية وحل مشكلة سلاح "حزب الله" أكثر صعوبة، بل وربما أكثر استحالة في الظرف الراهن، مما تظن هذه الأطراف.

ما يبقى، بعد ذلك، أن الضجة التي رافقت الدعوة لإلغاء القرار 1559 قد انتهت أخيراً (هل هي نهاية موقتة؟!)، وقد لا يمر وقت طويل حتى تنتهي الضجة الأخرى حول تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية. أو أقله هذا ما يتمناه، برغم كل شيء، اللبنانيون الذين يريدون أن يستفيدوا من المناخات اللبنانية والعربية الجديدة، وأن يحيوا بالتالي حياتهم العادية والطبيعية.

 

المحكمة الدولية ومحاولات يائسة متكرّرة

ميرفت سيوفي/الشرق

تقفز إلى الضوء محاولات بائسة خصوصاً إذا ما قدّم أحد العاملين في إطار المحكمة استقالته انتقالاً لموقع جديد، وهذه ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، فثمّة من يتمنّى أن ينام ويستيقظ ليكتشف أن المحكمة الدوليّة كانت مجرّد كابوس رآه لا أكثر، والحقيقة عكس ذلك تماماً، إلا أنّها لحظة تصيّد لتوحي للبنانيين بأنّ المرحلة "ركنت على رفّ" تسويات قد تحدث في المنطقة، والواقع أن "التسويات" هي المركونة حتى الساعة على  رفّ المنطقة..

ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة، إلا أنّ "المضحك" في هذه المحاولات اليائسة أنّها تتجاهل بل تقفز فوق حقائق أساسية ليس بالإمكان تجاوزها، فمنذ أسابيع قليلة وقعت المحكمة "ومرتين" عقوداً مع الأنتربول الدولي تحصيناً لاحتمالات توقيفات قد تناط بالأنتربول عملية تنفيذها..

ومنذ أسابيع ليست بكثيرة زار دانيال بلمار لبنان، بعدما أَنْهَك كثيرون لبنان بالحديث عن "مرضه" إلى حدّ جعل أحدهم يقول:"بلمار عم بيموت"، وانتهى المشهد السخيف بجولة لبلمار امتدّت أكثر من أسبوع ذيّلها بتفاؤله الذي رفض الكشف عن أسبابه..

أيضاً التأكيد الذي سمعناه عن التحفّظ الشديد عن سير التحقيق وتقدّمه حرصاً على عدم استشفاف المجرمين الذين ارتكبوا سلسلة اغتيالات مروّعة بحق رجالات لبنان، ومع هذا مازال هناك مَن يحاول أن يرمي سهم "يأس" من المحكمة وسير عملها في قلوب اللبنانيين...

 آخر هذه المحاولات اليائسة جاءت مع استقالة ديفيد تولبرت رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان استعداداً لتوليه منصب رئيس في المركز الدولي للعدالة الانتقالية الذي يُعنى بحقوق الإنسان ومقرّه نيويورك، ومع أن تولبرت أكد أن استقالته لن تضرّ بعمل المحكمة، شارحاً أنه حصل على فرصة مهنيّة كبيرة لترؤس المركز الدولي للعدالة الانتقالية، وهي منظمة رائدة في القضاء الدولي والعدالة الانتقالية حيث سيتحمّل مسؤولية مكافحة الإفلات من القضاء، واعتبر تولبرت أنّه يغادر المحكمة من أجل فرصة نادرة أتيحت له، ولم ينسَ التأكيد أنه يغادر في وقت بلغت فيه المحكمة الخاصة حول لبنان أوج نشاطها".

و"المضحك" الثاني في محاولات بثّ الذّعر حول عمل المحكمة ومستقبلها، أن يظنّ البعض أن المحكمة الخاصة بلبنان وبما هي مؤسسة قائمة بحدّ ذاتها، محاولة البعض تصوير مغادرة أحد موظفيها وكأنّه "انتهاء" عمل المحكمة أو محاولة "طيّ لصفحتها"، وهذه أمانيّ البعض وأوهام تعتريهم علّ وعسى، وللتذكير ليس أكثر، ثمة محاولات كثيرة حاولت بث سموم اليأس في نفوس اللبنانيين حول المحكمة وعملها، منذ المحقق الدولي الأول ديتليف ميليس مروراً بسيرج براميرتز المحقق الثاني، انتهاء بدانيال بلمار الذي أصبح مدّعي عام المحكمة، والذي يتصرّف بحرص شديد على ما توصّل إليه من حقائق، ويصرّ من حين لآخر على التأكيد للبنانيين عموماً ولذوي الشهداء وعائلاتهم أنه شديد التفاؤل..

ليست محاولة "التثبيط" الأولى، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، والمضحك الثالث وسط همروجة الضرب على وتر المحكمة لهزّ ثقة اللبنانيين بمسارها، وبصرف النظر عن كل الضبابيّة التي تلفّ لبنان والمنطقة، قد يكون "الاستثناء" الوحيد من الحالة الضبابية هذه، هو المحكمة الدوليّة ومسار عملها ومصير تحقيقاتها، فأصحاب أضغاث الأحلام يفكّرون بعقليّة سطحيّة فارغة، بل بعقليّة نعامة "تدفن رأسها في الرّمال" علّها تطمئنّ إلى أنّ ما تخشاه لن يقع... ولكن هذا التمنّي ليس أكثر من "عشم إبليس في دخول الجنّة"!!

 

اجتهادات متواصلة حيال موقف بري تواكب تمسكه به وردوده على منتقديه

هل تطوى هيئة إلغاء الطائفية السياسية مقابل تأجيل الانتخابات البلدية؟  

روزانا بومنصف/النهار     

ماذا يريد رئيس مجلس النواب نبيه بري من اقتراحه انشاء الهيئة الوطنية  لإلغاء الطائفية السياسية؟ والأهم، ماذا يريد مقابل طي هذه الدعوة ووضعها في الادراج حتى إشعار آخر؟

السؤال يطرح على هذا النحو  لدى أوساط سياسية متعددة تقول أنها تثق بأن رئيس مجلس النواب يعرف تماماً ان الاقتراح الذي يشغل به الأوساط السياسية والاعلامية منذ بعض الوقت ليس قابلاً للتنفيذ، ولا يستطيع  السير فيه الى الآخر في ظل تحفظ البعض ورفض البعض الآخر وعدم وجود أي دعم لهذا الاقتراح  حتى من أبرز الحلفاء بمن فيهم "حزب الله" الذي عليه أن يراعي أكثر مواقف حليفه العماد ميشال عون ربما أكثر من مراعاته للرئيس بري، فيما عون سارع الى ابداء رأي رافض مستبقا مواقف الزعماء المسيحيين لمعرفته بعدم امكان السير بالموضوع في الوقت الراهن وعدم رغبته في ترك الآخرين يربحون شعبية اضافية من كيسه الخاص. فالرئيس بري يدرك جيداً أن عليه أن يؤمن على الاقل أحد شرطين لنجاح اقتراحه على رغم تمتعه بكامل الحق لطرح ما يريد. وهذه ليست نقطة خلاف من حيث المبدأ، بل ان رئيس مجلس النواب لم يضمن موافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على نحو مسبق ضمن موافقة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على الاقل من أجل تأمين الحد الادنى الذي يدعم موقفه، كما انه ليس ضامناً لثلثي مجلس النواب علماً ان ثمة من يعتقد ان في قدرة الرئيس بري  الذهاب بالمسألة الى حد ايجاد اخراج لها بالنصف زائداً واحداً.

بهذه الطريقة تختصر مصادر سياسية متعددة من مختلف الاوساط مبادرة الرئيس بري الى إعلان اقتراحه لانشاء هيئة لالغاء الطائفية السياسية في مؤتمر صحافي، في حين أن بالون الاختبار الذي رماه قبل مدة حول الموضوع اتاه بالجواب الشافي لجهة عدم قابلية اقتراحه للحياة، أقله في التوقيت الحالي والظروف السياسية الراهنة، لكنه استمر في اثارته في وقت يعتقد هؤلاء ان الطرح لو كان جديا لكان راعى التوقيت اولا ولكان راعى، من جهة اخرى تأمين توافق حول الموضوع عبر اتصالات ثنائية بعيدة من الاضواء، على ان تكون تحضيرية لإطلاق الموضوع في الوقت المناسب. وهو الامر الذي لم يحصل، بل انه بادر الى شرح الموضوع في مؤتمر صحافي استدرج اليه ردودا اضافية علنية من مختلف الطوائف ولا سيما من جانب رئيس الحكومة وزعماء الطائفة السنية، في حين أن العلنية في هذا الاطار كانت تقتصر تقريباً على المسؤولين من الطوائف المسيحية.

وبين اطلاقه الدعوة الى انشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية كبالون اختبار قبل مدة والمؤتمر الصحافي الذي عقده لهذه الغاية، لم يترك رئيس مجلس النواب أياً من العناصر التي أبديت في ردود الفعل عبر الاعلام من دون ان يأخذها في الاعتبار ويحضر أجوبة عنها لكي يأتي عرضه متكاملاً ودقيقاً لاظهار جدية كافية في الرد على كل المخاوف والتساؤلات. ويبدو أنه وفق مصادر قريبة كان حريصاً على الا يترك اي شاردة او واردة تفوته في هذا الموضوع. لكنه في واقع الامر أبقى علامات الاستفهام قائمة، ولم يكن مقنعاً، خصوصا في التوقيت وفي ظروف الطرح الذي ايقظ المزيد من الحساسيات والمخاوف في مرحلة هدوء ووفاق يقول رئيس مجلس النواب انه ينوي الاستفادة منها فاذا به يساهم في تسعيرالمواقف الطائفية بدلا من تعزيز التهدئة.

فما هو السبب، وما هو الثمن؟

البعض ربط الاثنين بالرغبة في اقفال الباب على بحث موضوع سلاح "حزب الله" على طاولة الحوار، وتاليا منع أي جدال في الاعلام والسياسة في شأنه، لكن بعضا آخر يعتقد أن هذا الامرغير واقعي لأن لا قدرة لدى لبنان على تمييع البحث في موضوع السلاح المطروح تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية، باعتبار ان ذلك قد يعرّض لبنان لضغوط جديدة لا يزال في منأى عنها نتيجة الاستعدادات التي يبديها لبحث موضوع سلاح الحزب على طاولة الحوار، أياً تكن المدة التي سيأخذها هذا الموضوع، أكانت سنة أم سنتين أم اكثر. وما الاصرار الخارجي على تنفيذ القرار 1701 الا جزء لا يتجزأ من الرسالة الدولية التي يوجهها المجتمع الدولي للبنان، وهو يظهر تفهما على اساس امهاله  بعد الصعوبات التي عاشها في الاعوام الاخيرة لكي يجد الوقت الكافي للبحث في موضوع  سلاح الحزب المتشابك والمعقد  اقليمياً ومحلياً على حد سواء.

إلا أن بعضا آخر يعتقد أن هناك ثلاثة مواضيع مطروحة على بساط البحث في هذه المرحلة أحدها التعيينات والآخر الغاء الطائفية السياسية والثالث الانتخابات البلدية. وتاليا فإن هؤلاء يعتقدون أن البليارد الذي يلعبه الرئيس بري قد يهدف الى تحسين موقعه في بعض التعيينات التي ينافسه عليها "حزب الله"، لكن ثمة ترجيحا اكبر لربط ذلك بموضوع الانتخابات البلدية. فالكرة التي رماها رئيس مجلس النواب عبر اقتراحه تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية قد لا يكون تلقفها سوى النائب وليد جنبلاط  بمعنى الحفاظ على الحليف بري وأهمية بقاء تعددية معينة، اذا صح التعبير انها كذلك، من ضمن الطائفة الشيعية، خصوصا أن تجربة الانتخابات البلدية عام 1998 كانت محبطة جداً لرئيس مجلس النواب وحركة "امل" وسعي "حزب الله" الى الاستيلاء على كل البلديات في مناطق نفوذ الحزب التي تعود الى الطائفة الشيعية. وبحسب هذه المصادر فإن السياسة التي يعتمدها بعض الكبار المسؤولين قبل 2004 كانت الحفاظ على هذه التعددية الشيعية ولو ان  كلفة الحفاظ على ذلك كبيرة على مستوى الادارة والمحاصصة وكل ما يتصل بهما. وتاليا فإن الثمن الذي من المحتمل ان يكون يسعى اليه بري، على ذمة هؤلاء، ربما يكون تأجيل الانتخابات البلدية سنة او اثنتين لعدم رغبة رئيس المجلس  في حصولها في موعدها في الربيع المقبل. فهل هذا هو واقع الامور؟ وهل يمكن أن يتلقف المسؤولون المعنيون الكرة ام ان ذلك سيكون بكلفة عالية نتيجة الاصرار على موضوع انشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية وارتفاع الضجيج حولها بما يمكن ان يعكر بقوة صفو التوافق الحاصل راهنا؟ 

 

في أصول الوحدة الوطنية لمسلمي وأقباط مصر‏(1)‏ 

١٧ كانون الثاني ٢٠١٠

طه عبد العليم::

ليس الانتقال من الحديث عن نيل مصر إلي الحديث عن وحدة المصريين إعادة نظر في أولوية ما أتناوله‏;‏ ببساطة لأن القضيتين تمثلان أهم قضايا أمن مصر القومي‏,‏ ويدفع الاستغراق بعيدا عن أي منهما إلي تهديد مصير الوطن ومستقبل الأمة‏.

ومن هذه الزاوية أزعم أن جريمة نجع حمادي وتداعياتها تفرض ليس مجرد الاعتذار الواجب من جانب المسلمين عما قام به سفهاء منهم‏,‏ أو الاعتذار الواجب من جانب الأقباط عن رد فعل جهلاء منهم‏,‏ سواء في الأحداث الأخيرة أو ما سبقها من أحداث منذ السبعينيات‏.‏ فالأهم من وجهة نظري أن ينهض أصحاب الفكر من مسلمي وأقباط مصر بواجبهم في إعادة الوعي بأصول الوحدة الوطنية للمصريين‏.‏

والواقع أن إعادة قراءة تاريخنا الحديث منذ الحملة الفرنسية تكشف تواصل المخططات الخارجية التي استهدفت تفكيك وحدة نسيج الأمة‏,‏ والتي تصدي الوعي الوطني الشعبي والسياسي لإفشالها بفضل المواقف المسئولة والبناءة لمسلمي وأقباط مصر‏.‏ وأبدأ بصاحب شخصية مصر‏,‏ جمال حمدان‏,‏ الذي يخلص إلي أن الوحدة الطبيعية إن تكن أخص خصائص الوطن السياسي المصري كقطعة من الأرض‏,‏ فإن الوحدة الوطنية هي بلا ريب أبرز ملامح المجتمع السياسي الذي احتواه ذلك الوطن عبر العصور كقطعة من الإنسانية‏.‏ ومن جماع الوحدة الطبيعية والوطنية بالدقة والضبط‏,‏ جاءت وحدة مصر السياسية‏,‏ بلا زيادة ولا نقصان‏!‏ ومن وحدة الأصل العرقي‏,‏ إلي وحدة اللغة‏,‏ إلي الوحدة السيكولوجية‏,‏ جاء تطور الوحدة الوطنية‏.‏ فبغير وحدة اللغة لا وحدة لشعب‏..‏ لأنها وحدة الفكر‏,‏ وبغير ما يراه حمدان الوحدة الدينية وأراه التسامح الديني‏..‏ تتأثر سلبا وحدة الشعب‏,‏ وتؤلف وحدة اللغة مع التسامح الديني ركيزة الوحدة الثقافية‏,‏ التي هي تراث الوطن وطابع الأمة‏.‏ ويصنع كل ما سبق الوحدة السيكولوجية‏,‏ أي وحدة المزاج والطبع والنفسية والعقلية والسلوك والعادات وطريقة الحياة‏..‏ الخ‏.‏

 

وقد تسبب الفروق الحادة في الأصل العرقي داخل الدولة مشكلات سياسية أكثر حدة‏,‏ لكن مصر تملك من هذه الوحدة أقصي درجة يمكن أن تحوزها دولة في مثل مساحتها وعددها‏,‏ رغم أنها كانت دائما مجتمعا مفتوحا متفتحا‏;‏ لم يعرف كراهية الأجانب‏,‏ ولا عرف التعصب العرقي أو الحاجز اللوني‏,‏ كما يسجل صاحب شخصية مصر‏.‏ ولعل مصر من البلاد المعدودة التي تمثل خير تمثيل مقولة أن المواطنين في التحليل الأخير هم كل أولئك الذين يظلهم الوطن واندمجوا فيه وأقاموا به بصفة دائمة‏.‏ ووحدة الأصل بين المسلمين والأقباط ليست علميا إلا تحصيل حاصل ومجرد بديهية‏,‏ ببساطة لأن تكوين مصر العرقي سابق علي تكوينها الديني‏,‏ حيث الأساس القاعدي لسكان مصر أسبق من المسيحية بأكثر من‏3200‏ سنة‏,‏ ومن الإسلام بأكثر من‏4000‏ سنة‏,‏ علي أقل تقدير‏!‏

وكما يعلن سليمان حزين‏,‏ مؤلف حضارة مصر‏,‏ فإن‏'‏ الطابع الجنسي العام للمصريين قد وجد واتخذ صورته المميزة قبل أن يكون هناك أقباط ومسلمون‏'!‏ وأن المسلمين ليسوا‏'‏ دخلاء‏'‏ علي مصر في أي معني ولا هم أقل‏'‏ مصرية‏'‏ في الأصل عن الأقباط‏,‏ ولا يقل المسلمون قربا من المصريين القدماء عن الأقباط‏,‏ وإذا كان بعض المسلمين قد داخلتهم دماء عربية أو غير عربية‏,‏ فإن الأقباط قد داخلهم بعض مؤثرات خارجية من خلال الزواج المختلط مع بعض العناصر والجاليات المسيحية الشامية والأوروبية‏.‏ وليس جديدا أن أقول إن معظم المسلمين المصريين إنما هم معظم القبط المصريين الذين أسلموا بالأمس‏,‏ وأن أقباط اليوم هم بقية قبط الأمس الذين استمروا علي عقيدتهم السابقة‏.‏ ومن هنا نستطيع أن نتفهم‏,‏ قول البعض إن المصريين إما‏'‏ قبط مسلمون‏'‏ وإما‏'‏ قبط مسيحيون‏',‏ حيث كلمة قبط مرادف لكلمة‏'‏ إيجيبت‏'‏ أي مصر‏.‏ وعوضا عن أخوة الدين والعقيدة‏,‏ هناك أخوة الوطن والعرق‏,‏ فالكل مصريون قبل الأديان وبعدها‏..‏ وحتي اللورد كرومر حاكم مصر الفعلي في أعقاب الاحتلال البريطاني قد اعترف بهذا‏,‏ فكتب في مؤلفه‏'‏ مصر الحديثة‏','‏ القبطي من قمة رأسه إلي أخمص قدمه‏,‏ في السلوك واللغة والروح‏,‏ مسلم‏!‏ وإن لم يدر كيف؟‏'.‏

ولم تعرف مصر الحديثة التعصب الديني أو التفرقة الطائفية‏.‏ والثابت المسجل أنه لم تقع أية صدامات أثناء الحملة الفرنسية‏,‏ ولا أثناء الثورة العرابية بشهادة عبد النديم‏,‏ دعك من ثورة‏1919,‏ التي جسدت الوحدة الوطنية‏.‏ ويمكن لأي عابر سبيل في مصر أن ينظر الي اللاندسكيب المدني‏,‏ حيث تبرز أبراج الكنائس العديدة بكثافة أعلي بكثير من كثافة الأقباط‏.‏ ورغم كل محاولات أعداء مصر لخلق مشكلة الطائفية أو مشكلة الأقليات لضرب الوحدة الوطنية‏,‏ فإنه من الثابت المحقق‏,‏ بل‏-‏ وفشلت الإستراتيجية التقليدية‏'‏ فرق تسد‏;‏ بتأليب الأقباط بالمسلمين ضد بعضهما البعض‏,‏ وإيهام كليهما بأخطار ومخططات وهمية‏.‏

وكان موقف الأقباط في وجه الإستراتيجية الاستعمارية بناء للغاية‏,‏ فقد رفضوا كل مناورات وإغراءات ودسائس الاحتلال البريطاني لاحتضانهم وفرض حمايته المزعومة عليهم‏.‏ وإذا كان بعض المسلمين قد والي الأتراك في تلك اللعبة‏,‏ وكان بعض الأقباط قد والي الإنجليز‏,‏ فلم يكن ذلك عن خيانة بل عن جهالة‏,‏ ولا عن نقص في الوطنية ولكن عن نقص في التفكير‏,'‏ وما منع الإسلام تركيا‏,‏ ولا المسيحية إنجلترا‏,‏ أن تظلم مصر كلها باستعمارها‏,‏ ثم باستغلالها‏,‏ وتعويقها‏,‏ وقهرها‏',‏ كما كتبت نعمات فؤاد في‏'‏ أعيدوا كتابة التاريخ‏'.‏ وقد انعكس رد مصر علي اللعبة السياسية الاستعمارية المزدوجة بصورة رائعة في ثورة‏1919‏ وفيما بعد في الفترة الأخيرة ساهموا مساهمة مرفة في حروب التحرير وفي صنع أكتوبر‏.‏

وإذا كان قد وقع خلال تلك المراحل النضالية كلها بعض‏'‏ أحداث مؤسفة‏',‏ فهي حالات فردية بحتة وثانوية للغاية لا تنفي القاعدة العامة بقدر ما تؤكدها‏,‏ كما أن أغلبها ينبع لا من سوء النية ولكن من سوء المعرفة‏,‏ إن لم يكن الجهل المخجل حقا‏.‏ من ذلك مثلا صيحة البعض العصبية المفلوتة بعد هزيمة يونيو‏'‏ فليعودوا إلي صحراء العرب التي أتوا منها‏!'-‏ يقصدون المسلمين‏,‏ كما ذكر جمال حمدان‏,‏ وأضيف إدعاء البعض الجاهل الغشيم من دعاة الدولة الدينية بأن‏'‏ أقباط مصر مجرد أهل ذمة في يافة المسلمين لا مواطنين لهم كل حقوق المواطنة‏'!.‏

ولم تنقسم مصر داخليا قط ولا عرفت التقسيم ولا هي قابلة للقسمة تحت أية ظروف أو ضغوط‏,‏ مهما انفلتت الانفعالات واختلطت الأمور وتاهت الحقائق في ظل احتقان طائفي عابر‏.‏ وحتي مثل هذا الاحتقان علي علاته له بعض الفضل في نزح وتصريف المستنقعات الفكرية الضحلة الآسنة والمفاهيم الخاطئة المنحرفة‏,‏ الموروثة أو المكتسبة‏,‏ التي عششت بعض الوقت في عقول البعض من الجانبيين‏.‏ ولكن أجيال المسلمين والأقباط التي كافحت معا من أجل حرية الوطن ومساواة المواطنين بروح من الاحترام المتبادل‏,‏ وحققت تفاهما عميقا وراسخا‏,‏ كما سجل شارل عيسوي‏,‏ حلت محلها أجيال نشأت تحت حراب التعصب والتطرف الديني وفتور الولاء والانتماء وأحداث الفتنة الطائفية ونزعات الاستقواء بالخارج والانتساب إلي غير الوطنية المصرية‏..‏إلخ‏.‏ ومن ثم صار أمرا جد عظيم أن يسهم الفكر في إعادة الوعي بالوطنية المصرية‏.‏

ولنتذكر أنه إذا كانت الأزمات الوطنية‏'‏ اختبارا‏'‏ قاسيا للوحدة الوطنية‏,‏ فقد أثبت الأقباط فيها أنهم إذا كانوا لا يزيدون عن معظم المسلمين‏'‏ مصرية‏'‏ بالأصل العرقي‏,‏ فإنهم لا يقلون عنهم‏'‏ مصرية‏'‏ بالحس الوطني‏.‏

ومصر كما يلخص جمال حمدان‏-‏ ليست بها مشكلة طائفية ولا عانت مشكلة أقليات‏,‏ إلا أن تكون من صنع أو وهم المتآمرين من الخارج أو من إفرازات الانحطاط الثقافي في الداخل‏.‏ وتظل مصر رمزا للوحدة الدينية مثلما تخرج علما علي الوحدة الوطنية‏.‏ وبالأصل الإثنولوجي‏,‏ كما بالوضع الاجتماعي‏,‏ كما بالتوزيع السكني‏,‏ يعد الأقباط من صميم الكيان الوطني المصري‏,‏ وكتلة رصينة رصيفة من جسم الأمة المصرية شديدة التماسك فيه والالتحام به‏.‏ وللحديث بقية‏.‏ 

المصدر : الأهرام