المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
25 كانون الثاني/2010

انجيل متى 6/1-4 /الصدقة

إياكم أن تعملوا الخير أمام الناس ليشاهدوكم، وإلا فلا أجر لكم عند أبيكم الذي في السماوات. فإذا أحسنت إلى أحد، فلا تطبل ولا تزمر مثلما يعمل المراؤون في المجامع والشوارع حتى يمدحهم الناس. الحق أقول لكم: هؤلاء أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا أحسنت إلى أحد فلا تجعل شمالك تعرف ما تعمل يمينك، حتى يكون إحسانك في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.

محمد سلام يشهد للحقيقة وبسمي الأشياء بأسمائها
http://www.clhrf.com/audio09/salam%20mohd24.1.10.wma
بالصوت من تلفزيون المر مقابلة مع المحلل والكاتب السياسي محمد سلام/24 كانون الثاني/10/اضغط هنا
المنسقية/مقابلة من الضروري سماعها وأخذ العبر والمواقف منها، فهي تحاكي وجدان وأحاسيس وأوجاع وآمال كل لبناني شريف وسيادي يتظلل بالقانون والدولة ولا يرتضي دجل وإرهاب وكذب وغزوات مدعي المقاومة والتحرير والشعارات المفرغة من محتواها/
في مقابلة مع تلفزيون المر، جريئة وصريحة ومباشرة ودون لف ودوران وقفازات، ودون أقنعة وتقية وذمية ودجل، سمي المحلل والكاتب السياسي محمد سلام كل علل لبنان السرطانية الحالية وسرد أعراضها المدمرة وأكد أن سببها واحد أوحد هو حزب السلاح، أي حزب الله، ومشرعه الإيراني، وأشار إلى أن هدف هذا التنظيم غير الشرعي وغير الميثاقي بما يخص الحرب مع إسرائيل هو إما إبقاء الوضع الشاذ على حاله، أي إبقاء السلاح والدويلة والهيمنة وثقافة هز الأصابع والبلطجة، أو الحرب مع إسرائيل لتدمر كل لبنان على أن يرث هو ما يتبقى بعد الحرب ويحكم البلد. واعتبر أن توزيع سلاح حزب الله على كل المناطق اللبنانية يهدف إلى تدمير هذه المناطق بعد أن دمر سنة 2006 مناطق الشيعة التي يسيطر عليها. وقال إن كل طروحات بري وتهديدات قادة حزب الله ومن لف لفهم هو لتعطيل وتأجيل بحث السلاح على طاولة الحوار. وأوضح أن البيان الوزاري لم يقر بشرعية سلاح حزب الله بل قال إن هناك إشكال حول هذا السلاح وبحث أمره يتم على طاولة الحوار وحصرَّ أمر السلم والحرب بالدولة. سلام أكد على ضرورة الحفاظ على المناصفة المسيحية الإسلامية وأشار إلى الخلل الديموغرافي الحاصل وحذر من خطورة تخفيض سن الاقتراع قبل تأمين كل مستلزمات حق المغتربين في الانتخاب، كما انتقد كل الذين أوكلوا لأنفسهم حق نصح المسيحيين والوصايةً عليهم. وعن سماجة وسخافة وحقارة مسرحية أبو موسي الذي استحضر من نفتالين التاريخ رأى سلام أن سوريا بعد زيارة الحريري لها واتفاقها مع السعودية تخلت عنه وقالت له "احمي راسك" فاحتضنه حزب السلاح لتقطيع الوقت، وحيث سلام الدولة على التعامل مع هذا المارق ومع مسلحيه طبقاً للقوانين اللبنانية المرعية الشأن وإرجاعهم من حيث أتوا. وعن مشاركة جنبلاط في ذكرى 14 آذار قال إن شارك فهو لن يلقي كلمة وأكد أن 14 آذار منعت من خلال فوزها في الانتخابات حزب السلاح من استلام الحكم في لبنان وعن هجوم إيران وحزب الله على كوشنير، قال، عجبي فالرجل قدم ما يمكن تقديمه للمساعدة فهل نشتمه؟ وسأل هل حزب الله يريد أن تدمر إسرائيل البني التحية اللبنانية وهو انزعج من الضغط الفرنسي على إسرائيل بهذا الاتجاه!!

دعوات ملحة إلى الكويت والسعودية لتحصين أكبر للمنشآت النفطية والمطارات وتعزيز حماية المسؤولين 

قلق غربي من "موجة إرهاب نوعية" في بعض دول الخليج

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

أعرب ديبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة بنيويورك عن قلق ديبلوماسيين غربيين في المنظمة الدولية من "وقوع احداث خطيرة" في منطقة الخليج العربي على يد "تنظيم القاعدة - الجزيرة العربية" أو جماعات تابعة لايران تنسبها في ما بعد الى هذا التنظيم, كرد على احباط عملية تفجير الطائرة الاميركية التي كانت متوجهة يوم عيد الميلاد الماضي من امستردام الى ديترويت, ونتيجة لاجراءات حماية المطارات حول العالم الذي اصدره الرئيس الاميركي باراك اوباما وركز فيه على 14 دولة معظمها في الشرق الاوسط وبينها ايران و"كمحاولة تحويل للجهود المنصبة على منع البرنامج النووي الايراني من بلوغ اهدافه وارتفاع حدة الاحاديث عن اقتراب ضربة اميركية - اوروبية او اسرائيلية الى المنشآت النووية والصاروخية الايرانية في غضون الاشهر القليلة المقبلة".

ونقل الديبلوماسي ل¯ "السياسة" في لندن عن احد رؤساء البعثات الديبلوماسية الغربية في الامم المتحدة قوله "ان هناك معلومات مقلقة يجري التأكد منها عن استعداد تنظيم "القاعدة" او عملاء ايران المنتشرين في مئات الخلايا داخل دول مجلس التعاون الخليجي, للقيام بعمل ارهابي نوعي كمهاجمة احدى كبريات مصافي النفط في المملكة العربية السعودية او الكويت او احدى منشآته في دولة الامارات العربية, او الاعتداء على منشآت او مؤسسات حكومية سياسية كمباني الوزارات (كما يحدث في العراق) او امنية او عسكرية, او استهداف مسؤولين كبار في تلك الدول على غرار محاولة استهداف نجل وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية في اغسطس الماضي ما من شأنه احداث بلبلة واسعة في تلك المنطقة الاكثر حساسية للعالم".

وقال رئيس البعثة الغربية ان "المعلومات المجمعة من معتقلين ارهابيين في اليمن خلال الاسابيع القليلة الاخيرة, لم تستبعد اقدام هذه الاطراف الارهابية في الخليج خصوصا على اختطاف طائرات او تفجيرها او استهدافها بصواريخ أرض - جو محمولة على الاكتاف يمتلك تنظيم "القاعدة" العشرات منها من بينها نوع "ستنغر" الاميركي الذي نقله معه من افغانستان الى مواقعه على الحدود الباكستانية بعد اسقاط نظام "طالبان", وظهور اعداد منه مرة اخرى في كابول والصومال والذي تمكن النظام الايراني خلال السنوات التسع الماضية من جمع كميات منه يقال ان بعضها نقل الى "حزب الله" في لبنان والى حركة "حماس" أخيرا في "غزة".

وأكد الديبلوماسي الغربي ان لدى ايران انواعا مشابهة من صواريخ "ستنغر" بعضها كوري وروسي وصيني المصدر والبعض الاخر مصنع محليا, "تعتقد الاستخبارات الغربية والخليجية انها منتشرة على نطاق واسع داخل بعض دول مجلس التعاون, بعدما استخدمت ضد المقاتلات الجوية الحكومية في حرب اليمن المستمرة واسقطت عددا منها ومن المروحيات, كما اكتشفت اعداد اخرى خلال عمليات الدهم الامنية في بعض دول الخليج لاوكار "القاعدة" ومجموعات ارهابية سلفية اخرى خلال السنوات الثلاث الماضية".

ونقل الديبلوماسي الخليجي في نيويورك عن الديبلوماسيين الغربيين في المنظمة الدولية دعوتهم المملكة العربية السعودية والكويت بشكل خاص الى "مضاعفة حماياتهما الامنية للمنشآت النفطية وللناقلات والمرافئ المنتشرة على سواحلهما وتوسيع نطاق الاحزمة الامنية الدفاعية عنها الى مسافات ابعد مما هي عليه الان خشية استهداف بعضها بصواريخ ارض - ارض قصيرة ومتوسطة المدى تغص بها ترسانات "حزب الله" وحركة "حماس" والحوثيين اليمنيين وبعض فروع تنظيم "القاعدة" الكبيرة التي لها مواقع اقدام خطيرة وخلايا ارهابية شديدة التنظيم هناك".كذلك دعا هؤلاء الديبلوماسيون "الى تشديد الرقابات على المطارات الخليجية وعدم التهاون في تفتيش المسافرين او الشركات المسموح لها دخول حرماتها الامنية بسهولة, تجاوبا مع قرار اوباما الاخير الفاعل في الاتجاهين: حماية الامن القومي للشعب الاميركي وكذلك حماية رعايا الدول التي منها تنطلق الطائرات الى العالم".

وقال الديبلوماسي الخليجي في اتصال به من لندن ان "الايرانيين على ما يبدو يستعدون لشن حروب وقائية صغيرة في بعض دول الخليج الاكثر تحالفا مع الولايات المتحدة واوروبا, انتقاما من مواقف هذه الاخيرة المصممة على المضي قدما حتى النهاية في سياستها لتجريد النظام الايراني من انيابه النووية قبل بلوغها, ومن مواقف الدول الخليجية غير المضمرة حيال البرنامج الايراني المرعب بالنسبة لها في محاولة ايرانية لقلب الطاولة على الجميع قبل وصول النيران الى اطراف ثوبها في طهران". وأكد ان "تنظيم القاعدة" الذي أصيب بضربات قاسية خلال الاشهر القليلة الماضية طاولت رؤوسا كبيرة فيه في افغانستان واليمن ومناطق اخرى من العالم, يبدو انه يتحفز للرد على خسائره هذه في منطقة الخليج التي يعتبرها "لينة الخاصرة" لا يمكن الدفاع عن امنها بشكل مطلق وهو امر لا يصيبها وحدها بالاضرار المتوخاة وانما يصيب ايضا حلفاءها الغربيين في مقتلهم النفطي في حال فتح جبهة ارهابية ضد مرافق الطاقة هناك".

 

تعهد عدم التهاون مع من يحاول إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط  

مبارك يشدد على حق مصر في تأمين حدودها وينتقد "حماس" بشدة: لو شئنا لرددنا الصاع صاعين

 القاهرة - أ ش أ: أكد الرئيس المصري حسني مبارك, أمس, أن الإنشاءات التي تقوم بها مصر على حدودها مع قطاع غزة "من أعمال السيادة المصرية", ووجه انتقادات حادة إلى حركة "حماس" من دون أن يسميها, متهماً إياها بالمراوغة والمماطلة, كما تعهد عدم التهاون مع من يحاول النيل والمساس بوحدة الشعب المصري والوقيعة بين مسلميه وأقباطه.

وفي كلمة له خلال احتفال بمناسبة عيد الشرطة, قال مبارك ان "التحصينات على حدودنا الشرقية عمل من أعمال السيادة المصرية لا نقبل أن ندخل فيه في جدل مع أحد أياً كان أو ينازعنا فيه أحد كائناً من كان", مشدداً على أن ذلك من "حق مصر وواجبها ومسؤوليتها, وهو الحق المكفول لكل الدول في السيطرة على حدودها وتأمينها وممارسة حقوق سيادتها تجاه العدو والصديق والشقيق على حد سواء". وأضاف "يقولون إن ما حدث في العريش وفي رفح (مقتل الجندي المصري على الحدود) سحابة صيف, وأقول لهم: ما أكثر سحابات الصيف في تعاملكم معنا! وما أكثر ما نلاقيه منكم من مراوغة ومماطلات وأقوال لا تصدقها الأفعال وتصريحات ومواقف متضاربة ترفع شعارات المقاومة وتعارض السلام! فلا هم قاوموا ولا سلاماً صنعوا", في انتقاد واضح لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. وشدد مبارك على أن "مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز ولا تسمح بالفوضى على حدودها أو بالإرهاب والتخريب على أرضها", مضيفاً "لدينا من المعلومات الموثقة الكثير, والذين يقومون بهذه الحملات وينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم على مصر في دولة شقيقة بيوتهم من زجاج, ولو شئنا لرددنا لهم الصاع صاعين لكننا نترفع عن الصغائر", في ما يبدو رداً على رئيس المكتب السياسي ل¯"حماس" خالد مشعل الذي انتقد القاهرة خلال احتفال في دمشق الخميس الماضي.

وأشار إلى أنه رغم جهودها المتواصلة لإحياء عملية السلام ولتحقيق الوفاق الفلسطيني "تتعرض مصر لحملات مكشوفة من قوى عربية واقليمية لم تقدم يوماً ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها, وتكتفي بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين".

وفي الشأن الداخلي, أكد مبارك أنه لا يسمح بأي تهاون في ما يتعلق بأمن مصر القومي, قائلا "مخطئ من يتغاضى عن تصاعد النوازع الطائفية من حولنا في المنطقة العربية وافريقيا والعالم". وحذر "من مخاطر المساس بوحدة الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه", مؤكدا عدم تهاونه "مع من يحاول النيل منها أو الاساءة اليها", كما دعا إلى "ضرورة توجيه خطاب ديني مستنير من رجال الأزهر والكنيسة يدعمه نظام تعليمي والاعلام والكتاب والمثقفون ليؤكد قيم المواطنة وأن الدين لله والوطن للجميع".

وأكد أن التصدي للإرهاب والتطرف والتحريض الطائفي يمثل تحدياً رئيسياً لأمن مصر القومي, منبهاً إلى أن "أي احتكاكات عادية في التعاملات اليومية للمواطنين إذا ما أخذت بعداً طائفياً تصبح قنبلة موقوتة تشعل الفتنة وتطعن وحدة جناحي الأمة, وتسيء إلى صور مجتمعنا وتفتح الباب لمحاولات خارجية نرفضها تتدخل في شأن مصري خالص بين أبناء الأسرة الواحدة والمجتمع المصري الواحد". وأضاف "إنني أقول لأبناء الوطن من الجانبين, وبعبارات لا تحتمل اللبس أو التأويل, اننا سنواجه أية جرائم أو أفعال أو تصرفات تأخذ بعداً طائفياً, بقوة القانون وحسمه بعدالة سريعة ناجزة وأحكام صارمة توقع أقصى العقوبة على مرتكبيها والمحرضين عليها وتردع من يستخف بأمن الوطن ووحدة أبنائه".

 

اتهامات أميركية لمصر بـ "تمييع" مقتل الأقباط في نجع حمادي

القاهرة - يو بي آي: أكدت مصادر مصرية, أمس, أن وفد "الحريات الدينية" التابع للكونغرس الأميركي حمل الى القاهرة عبر "مجلس حقوق الانسان" انتقادات بشأن أوضاع المسيحيين وما يتعرضون له من تمييز. وذكرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة أن وفد لجنة "الحريات الدينية" الأميركي عرض على "المجلس القومي لحقوق الإنسان" شكاوى من قبل أقباط المهجر, تحمل اتهامات للدولة ب¯"تمييع" قضية أحداث نجع حمادي, التي أسفرت عن مقتل 6 مسيحيين وشرطي مسلم ليلة عيد الميلاد الماضي.

وأضافت أن الوفد أشار, خلال لقائه مع مسؤولي المجلس أول من أمس, الى أن الدولة تكتفي تجاه مثل هذه الحوادث ب¯"الصلح العرفي ولا تعترف بوجود مشكلة حقيقية ما يؤدي إلى تكرار تلك الأحداث". وتابعت أن اللقاء تناول وضع الأقباط في مصرعموما, لافتة الى أن الوفد ضم 8 شخصيات إضافة إلى مندوب من السفارة الأميركية في القاهرة.

وأوضحت أن الوفد يمثل لجنة الحريات الدينية حول العالم وهي لجنة مستقلة أنشأها الكونغرس الأميركي في العام 1994 بموجب قانون يهدف الى تقييم أوضاع الحريات الدينية خارج الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن رئيسة الوفد فليس غاير تغيبت عن الإجتماع, لعدم وصولها مصر حتى مساء أول من أمس, منوهة بأن رئيسة الوفد هي بالأساس عضو في اللجنة اليهودية - الأميركية, التي تمثل أبرز المنظمات المدافعة عن إسرائيل في الولايات المتحدة.

 

مبارك ينتقد الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة

نهارنت/ انتقد الرئيس المصري حسني مبارك الأحد "الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة" الذي عقد في بيروت منتصف الشهر الحالي، قائلا "اننا نتعرض لحملات مكشوفة من قوى عربية واقليمية لم تقدم يوما ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها، وتكتفي بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين". وأضاف مبارك: "ان مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز ولا تسمح بالفوضى على حدودها أو بالارهاب والتخريب على ارضها، لدينا من المعلومات الموثقة الكثير". وتابع: "الذين يقومون بهذه الحملات وينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم على مصر في دولة شقيقة بيوتهم من زجاج ولو شئنا لردينا لهم الصاع صاعين ولكننا نترفع عن الصغائر".

 

الأسد والقذافي بحثا التحضيرات للقمة العربية المقبلة

وطنية - دمشق - أعلن في دمشق اليوم، ان المحادثات التي أجراها الرئيس السوري بشار الاسد، في طرابلس الغرب، مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، تركزت حول تطورات الاوضاع العربية والتحضيرات الجارية لانعقاد القمة العربية المقبلة في العاصمة الليبية في آذار المقبل. وأكد الاسد والقذافي، خلال المحادثات، ان "التحديات التي تواجه الامة العربية وخاصة الحصار الجائر الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمعوقات التي تضعها اسرائيل في طريق تحقيق السلام في المنطقة، وتطورات الاحداث في الشرق الاوسط، تستوجب من الدول العربية كافة تجاوز الخلافات والتضامن والوقوف معا بما يعزز العمل العربي المشترك ويسهم فى خروج القمة العربية المقبلة بنتائج تخدم المصالح العربية وتلبي طموحات الشعب العربي". كما تناولت المحادثات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، والانقسام بين الفصائل الفلسطينية. وكان هناك "تطابق في وجهات النظر حول ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، بما يساعد في تقوية الموقف العربي لمواجهة الاجراءات والممارسات الاسرائيلية التعسفية ضد الشعب الفلسطيني".

واتفق الطرفان على تشكيل مجلس استراتيجي أعلى مشترك لاعطاء الدفع المرجو للعلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.

وكان الرئيس السوري قد وصل صباح اليوم إلى ليبيا في زيارة عمل قصيرة.

 

الشيخ قاسم: لسنا في حاجة إلى تطمينات من أحد نيابة عن إسرائيل

لن نقبل أن نناقش المقاومة على قاعدة أنها يجب أن توزع على الطوائف في لبنان

لنناقش قضايانا الداخلية بهدوء ونجد القواسم المشتركة بعيدا عن التوتر والسجال

وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال حفل تأبين والد الشيخ أنيس جابر في حسينية البرجاوي، انه "أمام تلك الاختلافات السياسية، وأمام تلك الدعايات التي يطلقها البعض في الداخل والخارج، لو لم تكن المقاومة الإسلامية موجودة في لبنان لوجب إيجادها، لأننا لا يمكن أن نواجه العدوان الإسرائيلي إلاَّ بالمقاومة، أما وقد وجدت فالمطلوب أن نحافظ عليها، ونقويها وندعمها شعبيا وماديا وبكل المقومات، لأن العدو لا زال موجودا يهدد ويرعد، ولا يمكن مواجهة تهديداته إلا بالاستعدادات الكافية التي تواجه غطرسته وتذله بشكل مباشر في ما لو فكر بالاعتداء علينا في لبنان.

أضاف:"أمَّا لماذا المقاومة؟ لأن دول المنطقة مكبلة بظروفها، لن نناقش إذا كان المطلوب من الدول العربية والإسلامية أن تقاتل إسرائيل أم لا، سنقدِّر بأن الظروف السياسية والموضوعية ربما تكون عائقا أمام هذه الأنظمة في أن تواجه إسرائيل لألف سبب وسبب من دون أن نبرر لها هذه الأسباب، إذا ماذا نفعل؟ هل نستسلم لإسرائيل؟ المطلوب أن نفكر بالطريقة العملية لمواجهتها، تبيَّن أن أسلوب المقاومة هو الذي يفتح آفاق الحل والنصر، وهو الذي يشق الطريق من أجل استقلالنا وعزتنا وكرامتنا، وهو الذي يعيد الأرض والكرامة، وهو الذي يمكننا من أن نكون أحرارا في بلداننا. والكل يعرف بأن المقاومة نشأت كردة فعل، وكحالة دفاعية، لو لم تكن إسرائيل الغاصبة المعتدية موجودة لما كان هناك حاجة للمقاومة، ولكن بما أنَّ العدوان مستمر منذ أكثر من 61 سنة فإن المقاومة حاجة كرد فعل وكعمل دفاعي في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي. لم تهدد المقاومة يوما بافتعال حرب، وإنما كانت دائما تتوعد بالرد على الحرب الإسرائيلية، وبمواجهة العدوان الإسرائيلي، لم تختر المقاومة يوما أن تبادر في إيجاد حالة توتر أو قلق في المنطقة، وإنما كانت دائما تعد لمواجهة القلق والتوترات التي تنشئها إسرائيل، لم تهدد المقاومة وإنما كان التهديد دائما من إسرائيل، إسرائيل هي التي تهدد بالحرب، تارة على الجبهة الشمالية يعني لبنان وسوريا، وأخرى في مواجهة إيران، وثالثة في مواجهة غزة، ورابعة في مواجهة الأربعة مجتمعين، تهديدات إسرائيل لم تتوقف بالحرب والعدوان والقتل ولا نسمع في كل العالم المستكبر أي ردة فعل على هذه التصريحات الإسرائيلية وكأنها أمور طبيعية".

واستغرب الشيخ قاسم من "أولئك الذين يعطون تطمينات للبنان وهم لا يملكون قدرة ضبط إسرائيل بل هم يتزلفون لإسرائيل حتى ترضى عنهم، لسنا بحاجة إلى تطمينات من أحد نيابة عن إسرائيل، الذي يطمئننا هو سلاحنا وجهوزيتنا واستعدادنا، وإذا كانت إسرائيل تريد أن تفعل شيئا فهي تعلم تماما مستوى الرد وهذا ما يطمئننا وغير ذلك لا يعنينا من قرب ولا من بعيد. لطالما أرسلت تطمينات إلى غزة قبل يومين من العدوان على غزة، ومن عدد من الدول العربية والإسلامية لأن إسرائيل طمأنتها، وإذ بهم يخوضون الحرب على غزة على حين غفلة من أجل أن يوقعوا عددا أكبر من الخسائر، ومن أجل أن يطوعوا المجاهدين هناك، لكن غزة صمدت وانتصرت. إذا كل هذه الإدعاءات بلا معنى، لسنا بحاجة لتطمينات، ثم من الذي يطمئننا؟ أولئك الذين يخوضون مع إسرائيل! وأولئك الذين يقدمون الدعم لإسرائيل ويبررون عدوانها! وإذا تحدثوا مع بعض المسؤولين عندنا نصحوهم بأن لا نوتر إسرائيل، وأن لا نزعج إسرائيل وأن نكون عند خاطرها، لأن إسرائيل تتأثر بأبسط الأمور حتى بالتصريحات، ولذا أطلبوا من جماعتكم أن لا يقلقوا إسرائيل حتى لا تتوتر وبالتالي تغضب عليكم وتخوض الحرب في كل مناطقكم، هذه إدعاءات ومطالب سخيفة ولا معنى لها، لن نتصرف إلا بما يطمئن الناس عندنا وهذا يعني أن نكون على جهوزية وعلى استعداد حقيقي. ولقد أثبتت التجارب أن إسرائيل لا يمكن أن تواجه بالاستجداء الدولي، إسرائيل لا تُواجه إلاَّ بالمقاومة، وإسرائيل لا يمكن أن تخضع إلاَّ بالمقاومة، أثبتت ذلك تجربة التحرير عام 2000 حيث خرجت إسرائيل ذليلة من لبنان بفضل ضربات المقاومة وليس بأي شيء آخر، بقي القرار 425 في الجوارير 22 سنة، وبقيت النصائح الأمريكية والأوروبية والعالمية لنا بأن نقبل ضربات إسرائيل وطائرات إسرائيل وقتل إسرائيل حتى لا تغضب إسرائيل أكثر من 22 سنة، في النهاية لولا هؤلاء المجاهدين الأبطال الشجعان الذين اقتحموا المواقع وقتلوا الجنود الإسرائيليين حتى أصبح هؤلاء يخافون من ذكر اسم حزب الله، لولا هذا لما انتصرنا ولما استطعنا أن نخرج إسرائيل من هذا البلد بتسديد وتوفيق الله تعالى".

أضاف:"تجربة عام 2006 ماثلة أمامنا، ثلاثة وثلاثون يوما من الحرب المدمرة على لبنان، ولولا صمود المقاومة وشعب المقاومة والجيش لما استطعنا أن نحقق هذا الانتصار العظيم بأن تخرج إسرائيل ذليلة من لبنان. يحدثوننا عن الخسائر التي وقعت في عدوان تموز، أحدثهم عن الخسائر التي يمكن أن تقع لو استسلمنا لإسرائيل، عندها لن يبقى لنا لا معنويات ولا سياسة ولا اقتصاد لأن إسرائيل ستتحكم بكل مقدراتنا، وستجعلنا خدما عندها، ولكن هيهات منا الذلة، لا يمكن أن نقبل ونحن حاضرون لأي ثمن من أجل العزة، فأي ثمنٍ ندفعه للعزة هو أقل بكثير من الأثمان الباهظة مع الذلةالتي تريدها إسرائيل في منطقتنا".

وتابع:"نحن لا نتعاطى مع المقاومة في لبنان على أنها مقاومة مذهب، ولا مقاومة طائفة، ولا مقاومة جماعة، هذه المقاومة لكل لبنان، وهذه المقاومة غير خاضعة للمحاصصة الطائفية، وهذه المقاومة ليست أقساما لتوزع على الطوائف والمذاهب، وبالتالي لن نقبل أن نناقش المقاومة على قاعدة أنها يجب أن توزع على الطوائف الموجودة في لبنان ، من أراد أن يقاوم يعرف الطريق تماما، وعليه أن يدفع الثمن، لسنا نحن الذين نمسك بالأيدي من أجل البذل والتضحية، فكما بحثنا وفتشنا ودفعنا الأثمان الباهظة حتى تعرفنا على الطريق، من أراد ذلك عليه أن يفعل كما فعلنا، وليس أن نأتي بالمقاومة حتى نناقش كيف تكون حصصا للطوائف، بمعنى آخر كيف ندخلها في المحاصصة التي تقتلها قبل أن تتحرك كما تقتل كل المشاريع تحت عنوان المحاصصة والتوازن الطائفي".

وسأل:"هل توجد قضية في لبنان صغيرة أو كبيرة تمر عبر مجلس الوزراء أو عبر المحاصصة الطائفية، إلا وتشوه وتحطم وتهشم حتى أننا في نهاية المطاف نيأس جميعا فنبقى على ما نحن عليه وتذهب الفكرة المشرقة الإيجابية الإصلاحية التي فيها خدمة للناس، كل شيء طائفي في هذا البلد، وعندما تخضع للنقاشات نصل إلى تعقيدات لها بداية وليس لها نهاية". الآن يناقش قانون الانتخاب البلدي، وتناقش التقسيمات الإدارية، لو كنا نريد أن نسير بشكل طبيعي في هذه الأمور كان الواضح أن كل طرف من الأطراف من حقه أن يبدي الاعتراض وأن يبيِّن المبرر، وأن يطرح البدائل أو أن يقبل، ويناقش أمام الناس وجهة نظره، ثم بعد ذلك نلجأ إلى الدستور والقوانين وتأخذ الأمور مجراها، اليوم أي نقاش حتى من ضمن الدستور يصبح ممنوعا، البعض يريد العودة إلى الدستور عندما يكون تفسيره ملائما لما يرضاه، ولكن لا يجوز العودة إلى الدستور عندما يكون التفسير غير ملائم أو أن النتيجة لا تصب في مصلحته. فلنناقش قضايانا الداخلية بهدوء ونجد القواسم المشتركة، لا حاجة إلى هذا التوتر وإلى هذا السجال الذي يربك الجميع".

أضاف:"أمَّا الرئيس الأمريكي "أوباما" الذي قرأ آيات من القرآن الكريم في مصر، على قاعدة أنه يريد أن يتودد للمسلمين والعرب، بأنه يعرف بعض آيات القرآن الكريم، وتحدث بمرونة ولباقة فهذا الرئيس اعترف أخيرا أنه فشل فشلا ذريعا في مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي، ولكنه لم يكن منصفا عندما حمَّل المسؤولية للطرفين بشكل متساوي، كل العالم يعرف أن العقدة هي إسرائيل، إسرائيل رفضت توقيف الاستيطان، وإسرائيل تهدم البيوت في منطقة القدس، إسرائيل تحفر من أجل أن تبني الأنفاق وتبحث عن الهيكل كما تقول، وتهدد بيت المقدس، إسرائيل تقوم باعتداءات على أهلنا في غزة وتقتل المجاهدين، إسرائيل تصرح أنها لا تريد تسوية، وفي أحسن الأحوال تريد تسوية تخنق الشعب الفلسطيني في سياجٍ إسرائيلي يطوق الفلسطينيين من كل جانب حتى من ناحية الحدود الأردنية،فإذا إسرائيل هي التي لا تريد الحل. على كل حال نحن لا نأمل من أمريكا شيئا، فمن البداية كنا نقول: أمريكا متواطئة مع إسرائيل ونحن نكرر ذلك، ونعتبر أن التسوية أصبحت في خبر كان، وعلى الأمة وعلى كل شعوب العرب والمسلمين أن يعلموا جيدا بأن فلسطين لا تعود إلاَّ بالمقاومة، وأن الأرض المحتلة لا تعود إلاَّ بالمقاومة، نحن على هذا المنهج متوكلين على الله تعالى وسنستمر إن شاء الله".

 

مسؤول عسكري اسرائيلي ينفي تصاعد التوتر على الحدود مع لبنان

نهارنت/ نفى قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت الأحد تصاعد التوتر على الحدود مع لبنان خلافا لتصريحات ادلى بها احد الوزراء مساء السبت.

ونقلت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية عن ايزنكوت قوله ان "الحديث عن ارتفاع في حدة التوتر على الحدود الشمالية ليس واقعيا". وأشار الى ان حزب الله "لم يشن أي هجوم على اسرائيل منذ حرب لبنان الثانية"، أي حرب تموز 2006. غير ان الجنرال غادي ايزنكوت حذر من ان حزب الله ضاعف ترسانته الصاروخية معربا عن اعتقاده في ان الحزب نجح في تخزين اسلحته في 160 موقعا جنوب لبنان. وقال اثناء مؤتمر في تل ابيب ان الرد الاسرائيلي سيكون "غير متوازن" في حال شن حزب الله هجوما على اسرائيل. واعتبر التصريحات التي تخرج من لبنان حول استعداد اسرائيل لتوجيه ضربة "مجرد شعارات يروج لها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله"، لافتاً الى أن "توجيه ضربات عسكرية ضد مدنيين في القرى اللبنانية هي مسألة شرعية في ظل سماح اللبنانيين لحزب الله بالتواجد بينهم".

وتأتي هذه التصريحات عقب تصريحات للوزير الاسرائيلي يوسي بيليد قال فيها "اننا نتجه نحو مواجهة جديدة في شمال اسرائيل، لكن لا يمكن لأحد التكهن بتوقيتها، مثلما كنا نجهل في أي وقت كانت حرب لبنان الثانية ستندلع". وتعقيبا على هذا التصريح، اصدر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بيانا "توضيحيا" اكد فيه ان "اسرائيل لا تسعى اطلاقا لمواجهة مع لبنان وتريد السلام مع هذا البلد كما مع جميع جيرانها". وكان رئيس الحكومة سعد الحريري أعرب في 20 كانون الثاني عن خشيته من "عملية اسرائيلية" تستهدف لبنان، مشيرا الى تكثيف الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية في الفترة الأخيرة. وفي 12 كانون الثاني، حذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لبنان وحزب الله من مغبة الاخلال ب"الهدوء" الذي يسود الجبهة بين لبنان واسرائيل.

 

الرئيس الجميل ترأس اجتماعا للمكتب السياسي الكتائبي المصغر:

نؤيد خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة ولكن هناك سلة كاملة يجب النظر فيها

وسنحضر غدا إلى مجلس النواب للتشاور مع كل الكتل لاتخاذ موقف وطني واحد

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي المصغر، اجتماعا استثنائيا في دارة رئيس الحزب الرئيس امين الجميل في بكفيا، للبحث في جدول أعمال الهيئة العامة لمجلس النواب التي ستعقد غدا.

وبعد الاجتماع أدلى ارئيس الجميل، بالتصريح التالي: "عقدنا مساء هذا اليوم اجتماعا استثنائيا للمكتب السياسي المصغر، لدرس جدول أعمال الهيئة العامة لمجلس النواب التي ستعقد غدا، لاسيما ما يتعلق بموضوع تعديل المادة 21 من الدستور اللبناني، وتداولنا بشتى الاحتمالات والآراء الواردة ومواقف الكتل والاحزاب السياسية، وتوقفنا اولا عند الإجماع الوطني لاسيما في الصف المسيحي، بكل تياراته واحزابه، بما يتعلق بمقاربة تعديل سن الأقتراع، وتمنينا ان يشمل هذا التوحيد النظرة الى كل القضايا الوطنية الكبرى".

أضاف: "ان حزب الكتائب يؤيد ويحبذ مشاركة الشباب في العمل الوطني، لاسيما العمل الانتخابي وهو بالتالي يؤيد اعتماد التعديل بحيث يصبح سن الاقتراع 18 سنة بدلا من 21، مشيرا الى ان هذا الأمر هو من صلب مشروع الكتائب الوطني الذي اعلناه في برنامجنا الانتخابي لعام 2009 وورد في الكتيب الذي اصدرناه ونعمل بكل طاقاتنا لتنفيذ بنوده، ونتمنى أن يشمل التفاهم كل اللبنانيين حول هذا الموضوع".

وتابع: "لكننا في المقابل نعرف ان هنالك مطالب اخرى للمحافظة على المشاركة الحقيقية والمساواة والعيش المشترك بين اللبنانيين لإشاعة الاطمئنان بين كل الطوائف والفئات اللبنانية، وخاصة ما يتعلق منها بتعزيز الديموقراطية الحقيقية التي لا يمكن ان تحصل الا من خلال التطرق الى موضوع الانتخابات بنظرة شاملة، ما يعني:

1- تحديد سن الاقتراع. 2- اعطاء الحق للمغتربين للمشاركة في الحياة السياسية اللبنانية من خلال وضع القانون الخاص بهم موضع التنفيذ، فبمقابل دعوتهم للاستثمار في لبنان علينا اعطاءهم كامل حقوق المواطنية ومن بينها حق الانتخاب في السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج. 3- اعطاء المتحدرين من اصل لبناني، الذين حرموا من استعادة جنسيتهم الحق في استعادة هذه الجنسية، وهذا الأمر يجب ان يتحقق ليكون التمثيل الانتخابي صحيحا وديموقراطيا ويشمل كل ابناء الوطن. 4- واخيرا علينا الا ننسى معالجة موضوع مرسوم التجنيس الذي اعطى الجنسية لمئات الآلاف من العائلات، الكثير منهم لا يستحقها، وقد أقر مجلس شورى الدولة وجود اخطاء واجحاف في هذا المرسوم ويقتضي تنقيته حتى لا يبقى لبنانيا من يستحق الجنسية عن جدارة".

وختم بالقول: "هناك سلة كاملة يجب النظر فيها، وعلى هذا الاساس سنحضر غدا الى مجلس النواب وسنتشاور مع كل الكتل لاتخاذ موقف وطني واحد، ونتمنى على الجميع ان يتفهموا الوضع اللبناني، ولدينا كل الثقة ان الرئيس نبيه بري سيتفهم كل الاعتبارات والاسباب التي دعتنا الى اتخاذ هذا الموقف خاصة ان موضوع تخفيض سن الاقتراع متعلق مباشرة بالوفاق الوطني".

 

الوزير متري في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب في القاهرة لرفض التضييق على الفضائيات وللتفريق بين الارهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال

قوانينا لا تسمح بالحض على العنف أو الكراهية ونحن نحرص على الحريات العامة والجنوح إلى فرض العقوبات لن يخدم قضية الحوار وتعزيز القيم بل يسيء إليها

وزراء الإعلام قرروا وضع سياسة إعلامية عربية لمواجهة المخططات الإسرائيلية: لتحرك عربي لإظهار سلبيات صدور قرار بفرض عقوبات على مشغلي القنوات الفضائية

لمواصلة الدول العربية جهودها لمكافحة التطرف والعنف والطائفية والإرهاب مع التمسك بحرية الإعلام والدفاع عنها ورفض كل محاولات التضييق عليها

وطنية- ترأس وزير الاعلام الدكتور طارق متري الوفد اللبناني الى الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد قبل ظهر اليوم، في مقر الجامعة العربية في القاهرة. وفي المناسبة، ألقى وزير متري كلمة قال فيها:"من نافل القول إنه يترتب علينا أن نرتقي بعلاقتنا في المجال الإعلامي إلى مستوى الروابط التاريخية والمصالح المشتركة، لاسيما فيما يتعلق منها بتعزيز الإعلام وحريته وصدقيته وقدرته على مخاطبة العالم. ولعل التطورات المتسارعة تجعل من المشكلات التي نواجهها متقاربة ، ولذلك فهي تستدعي معالجات متلاقية . غير أننا ندرك مقدار التنوع في أوضاع إعلامنا بين البلدان داخل كل بلد . فالقوانين التي ترعى الحريات الإعلامية أو تنظمها والخبرات التاريخية في المجالين السياسي والإعلامي ، تضفي على واقعنا الوطني أو القطري خصوصيات يعرفها الجميع . ففي لبنان، وعلى الرغم من أننا لا نتفرد بالحرص على الحريات الإعلامية ، تحتل هذه مكانة كبيرة في حياتنا الوطنية وعلى مختلف المستويات . فمنذ عقود طويلة نرى الحرية في قلب وعي اللبنانيين لذاتهم الوطنية ، وفي صورة أشقائهم عن لبنان . ويتصل اتساع الحريات الإعلامية بالتنوع اللبناني وبطبيعة نظام لبنان السياسي ودوره العربي ، فصارت محل إجماع وطني ، أيا كان من أمر الشكاوى هنا، وثمة من ابتعاد البعض أحياناً عن أخلاقيات المهنة الإعلامية . لذلك فإننا اليوم ، وعند كل مناسبة تثار فيها قضية الحريات الإعلامية ، نعلن تمسكنا بها ودفاعنا عنها ورفضنا التضييق عليها . وقد فعلنا ذلك منذ أقل من أسبوعين وبصوت مجلس الوزراء بعدما تعاقب المسؤولون الرسميون في التعبير عن وحدة الموقف اللبناني بلغة لا تحتمل اللبس وعن طريق المخاطبة المباشرة لعدد من المسؤولين في الولايات المتحدة أو من خلال القنوات الدبلوماسية . أبدينا قلقنا ، بل اعتراضاً ، على الإجراءات التي تقيد حريات الإعلام ، لاسيما تلك التي يسوغها أو يسمح بها القرار الصادر عن مجلس النواب الأمريكي والمتعلق بالحض على العنف ضد الأمريكيين والنظر باتخاذ تدابير عقابية بحق وسائل الإعلام المتهمة بممارسته وبحق مشغلي الأقمار الاصطناعية التي تبث فضائياً بواسطتها .

وبالإضافة إلى الاعتراض أكدنا أن القوانين اللبنانية لا تسمح بالحض على العنف ضد المدنيين وبالدعوة للإرهاب أو تبريره وبالتحريض على الكراهية ضد شعب أو جماعة أو فئة على أساس دينها أو انتمائها العرقي أو الثقافي . كما شددنا على حقنا وواجبنا الوطني في السهر على حسن تطبيق هذه القوانين ، ودعونا إلى التنسيق بين الدول العربية على الصعيد الدبلوماسي لشرح موقفنا للإدارة الأمريكية . ذلك أن الجنوح إلى فرض العقوبات لن يخدم قضية الحوار وتعزيز القيم المشتركة والاحترام المتبادل بين أهل الثقافات والأديان بل يسيء إليها ، ومن شأنه أن يسهم في تعميق الحذر وزيادة الكراهية بين الشعوب والميل إلى التطرف . وإن ما قامت به بعثة الجامعة العربية وما بذله من جهد منسق مجلس السفراء العرب يستحق متابعة جادة ولابد لنا من التشديد على أهميته وفاعليته . وغني عن القول إن رفضنا المشترك للتضييق على الحريات الإعلامية ، ليس في موقع تبرير الدعوة إلى الإرهاب ولا القبول بالتحريض على العنف ، غير إننا نقيم تمييزاً بين الحق المشروع في معارضة سياسات الحكومات وتأجيج مشاعر الحقد والكراهية ضد الشعوب والحض على العنف ضد المدنيين ، كما نشدد على التمييز بين الإرهاب وبين الحق المشروع في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي . أصحاب المعالي ، لا يختلف اثنان على أن المسؤوليات المشتركة كثيرة في المدى المباشر ، وعلى المدى الأطول ، مما يستدعي تطوير أدوات العمل العربي المشترك . فإذا قاربنا مسألة إنشاء مفوضية للإعلام العربي من هذه الزاوية وبروح واقعية استطعنا أن نتقدم خطوة على هذه الطريق وهي مرجوة . وهي خطوة لا علاقة لها بما جاء في الوثيقة المسماة مبادئ تنظيم البث الفضائي في العالم العربي .

وأحسب أن العمل المشترك في المجال الإعلامي بظل احترام الخصوصيات الوطنية والقوانين الوطنية ، يقتضي التشاور والتنسيق المستمرين لا بين الجهات الرسمية فحسب بل مع وسائل الإعلام الخاصة أيضاً . ولابد من جهودنا المشتركة وإلتزامنا المشترك بتوجهات عامة ومعايير سلوك مهني وأخلاقيات أن تكون تعبيراً عن اختيار طوعي فلا يأتي هذا الالتزام لا عن طريق الرقابة بكل أشكالها ولا بفرض سياسات أو الرضوخ للضغوط من أي جهة أتت ، مباشرة كان ذلك أو مداورة . إن نجاحها ، من وجهة نظرنا ، يقتضي تبديد الالتباسات والتطلع معاً إلى إعلام حر متنوع يتمتع بصدقية في بلادنا وفي العالم ، قادر على الإقناع والإسهام في تكوين رأي عام عربي واع من خلال تقديم المعرفة الجدية وممارسة التفكير النقدي بعيداً من السباب والتجريح والعنف والكراهية . وفي كل حال ، ليست حرية الإعلام تحت السؤال ولن تكون . تبقى كلمة أخيرة حول القدس التي لا تحتاج إلى بيان إضافي بل إلى عمل تراكمي في المجالات كافة ومنها المجال الإعلامي حيث لا تغنينا كثرة الكلام عن نوعيته والتي تستحق أن نفتح أمامها مسائل جديدة .

الوزير المغربي كان وزير الاتصال المغربي رئيس الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الاعلام العرب الدكتور خالد الناصري قال في كلمته:"ان الاعلام العربي يتناول القضايا الاعلامية ويعالجها من منطلق التشريعات العربية، مؤكدا "رفضه لجوء الفضائيات العربية للتحريض على العنف والارهاب". واضاف الناصري:"إننا نعول على جهود بعثة الجامعة العربية ومجلس السفراء العرب في واشنطن لاحتواء أي تصعيد مع التأكيد على ثوابت الموقف العربي. وعبر الناصري عن تقديره لجهود جامعة الدول العربية وأمينها العام لدراسة اقتراحه لانشاء مفوضية للاعلام العربي تقوم بمهامها لتنظيم الجهد الاعلامي العربي وتطوير مضمونه بعيدا عن السيطرة على الاعلام.

موسى بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته أن مشروع المفوضية يأتي في اطار تكليفه من قبل القمة العربية في عمان عام 2001 بتطوير هياكل العمل العربي ومنها قطاع الاعلام. ولفت موسى في كلمته التي ركزت على المفوضية العربية للاعلام الى موافقة القمة العربية على انشاء مفوض عام للاعلام عام 2002 موضحا أن مشكلة التمويل جمدت المشروع غير أنه ظهرت خلال السنوات الماضية الحاجة الملحة لتفعيل مشروع المفوضية لمواجهة التحديات العديدة التي تواجه القضايا العربية خاصة ما يتعلق بفلسطين وقضايا التنمية وتزايد الاتهامات ضد الثقافة والحضارة العربية. واوضح موسى أن مهام المفوضية تركز على تحديث منطلقات الخطاب الاعلامي العربي لكسب ثقة المواطن العربي وتحقيق مستو عال من التغطية الاعلامية للمشاريع الكبرى مثل الربط الكهربائي والسكك الحديدية والربط البري. وأضاف أن المفوضية تسلط الضوء على مقررات قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية والتنموية خاصة صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمبلغ ملياري دولار حيث وصل رصيد الصندوق الى ثلاثة أرباع المبلغ. وقال موسى:"إن مهام المفوضية الأخرى ايضا تعزيز احترام المبادىء المهنية الاعلامية حول حرية الرأي والتعبير والمصداقية والشفافية والاستقلالية ونقاء محتوى المادة الاعلامية من التحريض على العنف والارهاب أو التمييز على أسس دينية أو عرقية. ولفت الى وجود جو ملتبس حول مشروع المفوضية ينبع من الشك حول كل خطوة جديدة مؤكدا أن جامعة الدول العربية تعمل لخدمة المصالح العربية وليس لمصالح فردية وأن المفوض العام للاعلام لن يكون رقيبا على الاعلام. وأضاف موسى أن المفوض العام سيقود عملية التحديث والتطوير في الاعلام للدفاع عن المصالح العربية خاصة أن الأوضاع في المنطقة تمر بصعوبات ومنها عملية السلام التي قد تتعرض للفشل وهذا يعني وجود خطة اعلامية عربية للتعامل مع هذا الاحتمال. من جانبه أكد رئيس وفد سوريا معاون وزير الاعلام محمد رزوق أن مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب الامريكي والذي يصنف مشغلي الأقمار الصناعية كمنظمات ارهابية في حالة التعاقد مع قنوات ذات توجهات لا تتوافق مع سياسات امريكا واسرائيل مثل استباحة السيادة الوطنية للدول العربية وانتهاكا لحرية الاعلام والتعبير والحقوق المدنية. وقال ان هذا "المشروع الجائر" يمثل تراجعا لوعود الرئيس الامريكي باراك أوباما باصلاح نهج بلاده في مجال الحريات المدنية والسياسية ويكرر الأخطاء الجسيمة التي اعترفت بها الادارة الامريكية السابقة ويظهر الادارة الامريكية الحالية بأنها مستمرة فى ممارسة نهج الادارة السابقة المعادي للحريات. وأضاف أن المشروع يؤكد أن السياسية الأمريكية تكيل بمكيالين عندما تتعامل مع العرب والمسلمين وتعتبر ان المقاومة المشروعة للاحتلال تصبح ارهابا ودعمها جريمة تستوجب العقاب. ونبه رزوق الى خطورة هذا المشروع الامريكي الذي يهدف الى الوصاية على الاعلام العربي مطالبا الدول العربية باتخاذ موقف موحد لمواجهة هذا المشروع.

قرارات وفي ختام الاجتماع، قرر مجلس وزراء الإعلام العرب عقد دورة استثنائية للجنة الدائمة للاعلام بمشاركة خبراء قانونيين وإعلاميين من الدول العربية والمؤسسات والهيئات العربية الممارسة لمهام إعلامية لمناقشة الملاحظات الواردة من الدول العربية على مشروع قرار إنشاء مفوضية للاعلام العربى، على أن يعرض المشروع على الدورة العادية لمجلس وزراء الإعلام العرب فى حزيران المقبل تمهيدا لإقراره فى دورة استثنائية لمجلس وزراء الإعلام العرب خلال شهر تشرين الاول من عام 2010. وقرر وزراء الإعلام العرب وضع سياسة إعلامية عربية لمواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى . كما قرر الوزراء أن تتضمن الخطة حشد الرأي العام العالمى لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة ونوايا إسرائيل تجاه المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، والعمل على إبقاء القضية الفلسطينية عموما وقضية القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية حية في عقول وقلوب العرب والمسلمين من خلال التوعية الإعلامية وفق سياسة إعلامية عربية متواصلة. وأكدوا ضرورة إيصال رسالة للعالم مفادها أن الاعتداء على هذه المقدسات سوف تكون نتائجها وخيمة وسيدخل المنطقة فى نفق مظلم لا تعرف نهايته. كما أعرب المجلس في بيان خاص بالصومال عن حرصه على دعم الصومال إعلاميا ، داعيا في هذا السياق مؤسسات وأجهزة الإعلام العربية إلى التأكيد على ضرورة خلق الأجواء المناسبة لوقف دائرة العنف والاقتتال في الصومال ، واللجوء إل المصالحة الوطنية والحوار سبيلا إلى استعادة الاستقرار والحياة الطبيعية في ربوعه وإعادة بناء مؤسسات الدولة وذلك تعبيرا من الإعلام العربي عن التضامن. وطلب مجلس وزراء الإعلام العرب من وزراء الخارجية العرب القيام بتحرك عربي في الولايات المتحدة لإظهار الأثر السلبي الذى يمكن أن يحدث فى حال صدور قرار بفرض عقوبات على مشغلي القنوات الفضائية العربية، وذلك بالتنسيق مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات" والشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" وشركة نور سات . وأكد الاجتماع الاستثنائي للمجلس مواصلة الدول العربية لجهودها الإعلامية لمكافحة التطرف والعنف والطائفية والإرهاب والتحريض عليه مع التمسك بحرية الإعلام والدفاع عنها ورفض كل محاولات التضييق عليها مع ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعب العربي فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وشدد المجلس على احترام الدول مانحة تراخيص البث الفضائي والشركات المشغلة للأقمار الصناعية بالمعايير والضوابط الخاصة بالبث الفضائى . وكلف المجلس بعثة الجامعة العربية ومجلس السفراء العرب فى واشنطن وفى ضوء هذا القرار مواصلة الجهود فى الحوار مع الجانب الأمريكى وموافاة المجلس بالتطورات حول هذا الموضوع ، وقرر المجلس السعي لدى القنوات الفضائية الأجنبية بعدم بث برامج إعلامية تحريضية ضد العرب والمسلمين .

 

إحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الرائد عيد والمعاون مرعب في طرابلس وممثل رئيس الجمهورية سلم والد الرائد شهادة "الرجل العربي الأمني الأول 2009"

اللواء ريفي: بين المواجهة والتفرج اخترنا حماية وطننا من كل أنواع المخاطر ونعاهد الشهداء أن نتابع المسيرة وبعزيمة متجددة في مواجهة الارهاب ومكافحته

شقيق الشهيد عيد: اغتالوه لأنه كشف بمهارة خفاياهم الخطيرة وخبايا ملفاتهم وتاريخه يحفل بأمثولات في ابتكار المعادلات لكشف الحقيقة وكبح جماح الجريمة

وطنية - طرابلس - أحيت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، الذكرى السنوية الثانية لإستشهاد الرائد المهندس وسام عيد ورفيقه المعاون أسامة مرعب، في إحتفال أقيم في قاعة المؤتمرات بمعرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بوزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود.

حضر الحفل: النائب الدكتور قاسم عبد العزيز ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير محمد الصفدي ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ممثلون عن الرؤساء: أمين الجميل، عمر كرامي، نجيب ميقاتي، وعن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ونائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس، النواب أحمد فتفت، هادي حبيش، أنطوان زهرة، سامر سعادة، فريد حبيب ، خضر حبيب واسطفان الدويهي، وحشد من النواب السابقين.

كما حضر مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار ومفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي، المونسنيور بطرس جبور ممثلا أبرشية طرابلس المارونية، وعائلة الرائد الشهيد ووفد من عائلات بلدة دير عمار ووفود شعبية من مختلف المناطق.

وحضر أيضا حشد من قادة الأجهزة القيادات الأمنية، تقدمهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، العميد الركن عبد الحميد درويش ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العقيد طارق عويدات ممثلا المدير العام لأمن الدولة العميد الياس كعيكاتي، المقدم شربل أنطون ممثلا المدير العام للأمن العام العميد وفيق جزيني، وقائد درك طرابلس العقيد بسام الأيوبي.

شاركت في الإحتفال موسيقى قوى الأمن الداخلي التي عزفت النشيد الوطني إفتتاحا، ثم تلاوة مباركة لآي من الذكر الحكيم رتلها الشيخ خالد بركات وألقى العقيد الركن إلياس حبيب عريف الإحتفال كلمة ترحيبية، تلاها عرض فيلم وثائقي عن الرائد الشهيد وسام عيد.

كلمة العائلة وألقى كلمة عائلة الشهيد شقيقه محمد محمد عيد، وقال فيه: "نجتمع اليوم مع العائلة والأصدقاء وكل المحبين الذين عرفوك في حياتك أو تعرفوا عليك بعد الاستشهاد، لنؤكد أن وسام عيد رحل ولم يغب. قال كلمته ومضى في درب الشهادة لتخلد ذكراه في بيتنا الذي خلا من بعده إلا من الإيمان بالله وبالقضية، وليبقى اسمه محفورا في بيوت دير عمار، وفي كل بيت من بيوت لبنان يعمر بأساطير عشاق الحق والحقيقة".

أضاف: "أخي الحبيب، أنظر الآن من حولي، فألمحك في عين الوالد واقفا كعادتك يا وسام وقفة عز. ألمحك في الدمعة تخفيها الوالدة بالصلاة والأدعية. ها هو طيفك يا وسام يجول بين إخوتنا وأفراد العائلة يبتسم تلك الابتسامة الحلوة التي اشتقنا إليها كثيرا. إنني أشعر بحضورك يا أخي يملأ المكان. أراك تغمر الأصحاب والأحبة تشد أزرنا، وتهون علينا بعدك أيها الغالي. أخي وسام، تقلد اليوم وساما جديدا يضاف إلى عمر لم يكن طويلا ولكنه شهد على تاريخ يحفل بحكايات نجاح وأمثولات في ابتكار المعادلات لكشف الحقيقة وكبح جماح الجريمة. فحق يا أخي أن تصبح بامتياز وباعتراف الجميع الرجل الأمني العربي الأول، وأن تكرم، في ذكرى رحيلك الثانية، بدرع تقديري بعد أن قدمت نفسك درعا من لحم ودماء زكية رويت بها تراب لبنان الذي أحببته واحتضنته بأعمالك وأحلامك فاحتضنك بطلا شهيدا".

وتابع: "مر العام الثاني على استشهادك يا وسام، مر العام الثاني يا أخي ولكنه لم يمر بغمضة عين، فالعين لم تغمض منذ فراق الرائد المهندس المتواضع الذي تعقب الإرهاب بصمت، وغلبه في جولات كثيرة بصمت أيضا ومن دون تباه. لكن صمتك يا وسام انفجر صرخة عالية في وجه أصحاب المؤامرات تحاك في الغرف المظلمة. صمتك انفجر دويا أعلى من دوي الانفجار الآثم الذي كرسك وساما يعلق على جبين الأوطان وفي قلوبنا التي سكبت دماءك الطاهرة فيها يا أخي".

وقال: "معركة الرائد الشهيد مع الإرهاب المتربص بأمن لبنان بدأت منذ توليه مهام دقيقة وأساسية في جهاز المعلومات. وتبلورت في ابتكاره معادلة جديدة وغير مسبوقة لرصد الأعمال والخلايا الإرهابية، وكذلك في اعتماد تقنيات حديثة لتطوير عمل الجهاز الأمني وتسهيل تحقيقاته المتعلقة بالجرائم التي تفاقمت في لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. يوم استهدف وسام استغرب الكثيرون وتساءلوا لماذا يقتل ضابط في عمر الورد بتفجير هو الثاني من حيث كمية المتفجرات بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولما أتيح المجال لعرض بعض ما حققه الشهيد عرف الملأ أن الهدف لم يكن عرضيا ولا تخريبيا بل مقصودا ومدروسا جدا بأبعاده".

أضاف: "نعم يا أخي اغتالتك الأيادي الآثمة لأنك أرعبتها. خطفتك منا باكرا جدا لأنك كشفت بمهارة وإتقان خفاياها الخطيرة وخبايا ملفاتها. هي أياد سكنت الحصون والأقبية ورسمت حولها خطوطا حمرا فسهرت الليالي لتمحو خطوطها الواهنة ورسمت دمك خطا أحمر سيجت به حدود الوطن كل الوطن. لم يكن بمقدور الهندسة المعلوماتية في لبنان من قبل تعقب خيط من قضايا الإجرام الكبرى فاستطعت بعزمك وإصرارك أن تفك ألغازا كثيرة وتضيق الخناق على من يزرعون الظلمة لنحصدها نحن أبناء هذا الوطن الحبيب. وها هي اليوم شبكات التجسس والإرهاب التي عاثت خرابا في البلاد تنهار أمام إنجازاتك يا وسام وسعيك بلا هوادة إلى وضع أسس متينة لإحباط المحاولات الرامية إلى ضرب السلم الأهلي في لبنان وزرع الشقاق بين أبنائه".

وأردف بالقول: "ضيوفنا الأعزاء، كان لوسام مع الإرهاب ألف جولة وجولة، ولا يحسبن القتلة أن الجولة الأخيرة كانت لهم. فما زلت يا أخي تخوض بيد زملائك في القوى الأمنية معركتك الرابحة بإذن الله سبحانه وتعالى، وبالإرث الأمني الكبير الذي أودعته أمانة في أعناق مؤسستنا العسكرية".

وتابع: "أما معركتنا نحن يا أخي فهي معركة الحق والعدالة، معركة الدماء الغالية التي بذلتها وسائر الشهداء شهداء الحرية والحقيقة لأجل الوطن. هي معركة المحكمة الدولية أغنيت ملفاتها بثمرة إنجازاتك ولم تكن تدري يا وسام أن دماءك نفسها ستصبح خاتمة قضاياها. حللت قضايا الإرهاب والجريمة فغدوت أنت القضية أنت الشاهد والشهيد؛ شاهد على إدانة المجرمين وشهيد لخوفهم من ميزان العدالة أن يستقيم".

وختم بالقول: "رحلت يا وسام ومعك رفيقك أسامة مرعب. وعينك التي لم تغفل يوما ترتاح اليوم يا أخي كما عين أسامة الساهرة. لكنك يا وسام تركت وراءك عيونا لا تنام وحزنا لا يخبو وقلوبا تنفطر على ولد وأخ وبطل مقدام قضى لتولد أحلامه رسالة أمل وحياة وإرادة. رحم الله الرائد الشهيد وسام عيد والشهداء الأبرار وجعل مثواهم رحاب جنة الخلد بإذنه تعالى. عشتم وعاش لبنان حرا سيدا مستقلا أبيا".

كلمة اللواء ريفي وألقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي، كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم، في هذه المدينة الأبية، لنحيي وإياكم الذكرى السنوية الثانية لإستشهاد رائدنا البطل وسام عيد ورفيقه المعاون أسامة مرعب. لقد شكل يوم إستشهادهما، يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني من عام 2008 محطة مفصلية في تاريخ قوى الأمن الداخلي. منذ ذاك التاريخ ونحن نفتقدهما كما يفتقدهما الاهل والأقارب والأحبة. يومها عشنا الألم والحزن، ويومها تولدت لدينا نواة الانتفاضة على الخوف والتردد. يومها، خسرنا نخبة من رجالنا، إلا أننا اكتسبنا شحنة معنوية هائلة. يومها، فقدنا وسام وأسامة وأربعة شهداء مدنيين من أهلنا. يومها فجرت أرواح هولاء الشهداء فينا، إرادة الدفاع عن الوطن لحمايته من العابثين بأمنه واستقراره، وستبقى ذكراهم خالدة فينا ما حيينا. كيف لا؟ وقد برهن الشهيد وسام، خلال رحلته في قوى الأمن الداخلي، عن جدارة كبيرة وبسالة فائقة، لقد مازج هذا المارد بين إرادته وقدرته على التطوير، وبين إصراره على ملاحقة الإرهابيين ميدانيا. كيف لا؟ وقد برهن الشهيد أسامة مرعب، عن وفاء قل نظيره فأبى أن يفارق وسام ورافقه حتى في إستشهاده".

أضاف: "بالأمس القريب، كان الشهيد وسام بيننا، يرسم بهدوئه وابتسامته طريق الأمل والحياة، يرسم بعلمه وتفانيه طريق الأمن والإستقرار. لم يكن شهيدنا البطل أنانيا، ولا محبا لذاته، فهو لم يتردد في التضحية بحياته ليساهم في دعم مسيرة الأمن والاستقرار لهذا الوطن الحبيب الذي يستحق أن يعيش بأمان وطمأنينة. ليست من غابر الزمن، ولا من الماضي السحيق، تلك المرحلة التي عانينا فيها مع رائدنا الشهيد، من مسلسل إرهابي، استهدف نخبة من قادتنا. ليست من غابر الزمن، ولا من الماضي السحيق، المرحلة التي كنا فيها أمام خيارات أحلاها مر. يومها كان علينا أن نقرر، إما أن ندافع عن الوطن ونحصنه بقدر ما نستطيع، وإما أن نتفرج على المجرمين يعيثون فسادا في الأرض، وفي كلا الخيارين، كان علينا أن نتحمل مسؤولية القرار. أن نواجه، هي أن نقبل بإمكانية استشهاد البعض منا. أن نتفرج، هي أن نقبل العيش تحت رحمة الإرهابيين العابثين بأمننا واستقرارنا، هذا إذا لم نمت، وشتان ما بين الموت والإستشهاد".

وتابع: "إن كلامي لا يقتصر على قوى الأمن الداخلي فقط، فلا أمن أو إستقرار دون منظومتين متكاملتين، المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية. والكل يعلم أن المنظومة الدفاعية ملقاة على عاتق الجيش اللبناني، والمنظومة الأمنية يفترض أن تقوم بها الأجهزة الأمنية، وقوى الأمن الداخلي في مقدمتها ويؤازرها الجيش عند الضرورة. ومن هنا كان من الطبيعي أن نتخذ الخيار الأول، أي أن نعد العدة للمواجهة، من أجل المساهمة في حماية وطننا من كافة أنواع المخاطر. نعم لقد اتخذنا الخيار الأول أي خيار المواجهة مع علمنا أن الثمن قد يكون غاليا. لم يكن هذا الخيار، كما تراءى للبعض، طمعا بممارسة سلطة، بل كان أداء لواجب ووفاء لقسم".

وقال: "أيها الحضور الكريم، لم يكن شهيدنا البطل، بعيدا عن هذه القناعة وأنى له أن يكون وهو الذي قام بترجمة هذه الاستراتيجية باندفاع وحماسة، وأنى له أن يكون، وهو الذي فضل الشهادة على الموت. نعم لقد فضل رائدنا البطل الشهادة على الموت، وهذا أمر طبيعي لمن كان بمنزلته وعلمه وتدينه. صحيح أن رحلته في قوى الأمن الداخلي كانت قصيرة زمنيا إلا أنها كانت وافرة بالإنجازات. فالرائد الشهيد أسس فرعا خاصا في شعبة المعلومات التي تكاملت مع بقية قطعات قوى الأمن الداخلي وتمكنت من تسجيل إنجازات هامة فهي: 1- واكبت عمل لجنة التحقيق الدولية. 2- فككت عددا من الشبكات الإرهابية. 3- كشفت عددا من الجرائم الكبرى. 4- فككت عددا من شبكات العدو التجسسية. وبسبب هذه الإنجازات اختير شهيدنا الكبير ليكون "رجل الأمن العربي الأول" لعام 2009".

وأضاف: "وإن كنا نحيي اليوم ذكرى شهداء في قوى الأمن الداخلي إلا أن الأمانة تقتضي إستذكار شهداء الجيش اللبناني الذين افتدوا الوطن بأرواحهم، فتحية لهم ولأهلهم. أيها الشهيد البطل وسام، لقد قدم أبناء هذه المنطقة الأبية، الشهيد تلو الأخر حتى غدوا عنوانا للرجولة، وقد كان لتعاونهم مع القوى الأمنية الدور الهام في تحقيق الإنتصار المشهود على الإرهاب. نعاهدك أيها الشهيد، كما نعاهد كافة شهدائنا الأبطال من عسكريين ومدنيين، أن نبقى أوفياء لقسمنا وأن نتابع المسيرة مهما غلت التضحيات، فلا نرى خيارا للأحرار سوى المواجهة المشرفة. نعاهدكم أننا مستمرون وبعزيمة متجددة في مواجهة الإرهاب ومكافحته، وفي مواجهة كافة أنواع المخاطر التي يمكن أن تهدد هذا الوطن العزيز. نعاهدكم بعد أن أثبتنا قدرتنا على مواجهة الأرهاب، أن نركز جهودنا لمتابعة هموم الناس، سواء في مجال المرور أو في متابعة قضاياهم الأمنية اليومية، وقد حان الوقت لوضع مفاهيم "الشرطة المجتمعية" موضع التنفيذ ولنتقل من خلالها الى احترام أكبر لحقوق الأنسان وحرص أكثر على كرامته ولردم الهوة التي تفصلنا عن أهلنا".

وقال اللواء ريفي: "أيها الحضور الكريم، في هذه المناسبة أنحني إجلالا أمام كل أم وأب قدما فلذة كبدهما فداء لهذا الوطن الحبيب. أنحني إجلالا أمام شهيدينا الكبيرين وسام وأسامة والشهداء الأربعة الذين سقطوا معهما. أنني أنحني إجلالا أمام شهداء قوى الأمن الداخلي وشهداء الجيش اللبناني وفي مقدمتهم اللواء، الركن الشهيد فرنسوا الحاج وكافة الشهداء الذين سقطوا فداء لهذا الوطن الحبيب".

وختم بتوجيه "كلمة شكر إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ممثلا بمعالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ زياد بارود على تشريفنا رعايته هذه الذكرى، وإلى دولة رئيس مجلس النواب ممثلا بسعادة النائب الدكتور قاسم عبد العزيز وإلى دولة رئيس مجلس الوزراء ممثلا بمعالي الوزير الأستاذ محمد الصفدي على مشاركتهم لنا بهذه الذكرى. كما أتوجه بالشكر إلى كل من ساهم معنا في إحياء هذه الذكرى".

ثم سلم الوزير بارود واللواء ريفي إلى والد الشهيد محمود عيد درع وشهادة تقدير من الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التي توجت الرائد الشهيد الرجل العربي الامني الاول لعام 2009. وكانت قد أقيمت عند العاشرة من صباح اليوم مراسم تكريم للشهداء العسكريين والمدنيين في موقع الانفجار ـ الشيفروليه، في حضور ذوي الشهداء، ووضع وفد من ضباط قوى الأمن ستة أكاليل من الزهر باسم المدير العام لقوى الامن الداخلي تحية الى أرواحهم.

 

الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى نُقلت إلى عمق الجنوب ... والغزو البري سيشمل كل البقاع  

إسرائيل: نهر الليطاني يشكل "الحدود الجديدة" في الحرب مع لبنان

مسؤول بريطاني: معظم دول الخليج في حال تأهب قصوى والقوات الأميركية محتشدة في مضيق هرمز

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

عندما سئل مسؤول في شعبة مكافحة الارهاب التابعة لوزارة الداخلية البريطانية في لندن امس عن "الجهات الارهابية" المنتشرة على الساحة البريطانية التي من اجلها اعلن وزير الداخلية ألن جونسون الجمعة الماضي رفع التأهب الامني في البلاد الى الضوء البرتقالي الذي يسبق الاستنفار الاقصى, رد بقوله: "تنظيما القاعدة وحزب الله".

وربط المسؤول اتخاذ هذا القرار الحكومي "المقلق للبريطانيين "بالتحركات الايرانية شديدة السلبية" في اليمن والعراق ولبنان وقطاع غزة, حيث تشير الاحداث والتطورات الجارية هناك الى "ان الايرانيين باشروا بالفعل حملة عسكرية - امنية ارهابية استباقية لمواجهة عقوبات قاسية للغاية من المتوقع ان تمضي فيها الولايات المتحدة واوروبا قدما ضد نظام محمود احمدي نجاد, وتكون محددة بمهلة زمنية لا تتعدى آخر يوليو المقبل لمعرفة ما اذا كانت هذه العقوبات ستفعل فعلها المتوخى منها في حمل طهران على مراجعة مواقفها, اما اذا لم تؤد تلك العقوبات الى ذلك, فإنني لا ارى اي بديل عن عمل عسكري دولي يضع حدا نهائيا لمخاوف العالم وخصوصا دول الشرق الاوسط وبينها اسرائيل ومصر والاردن والمنظومة الخليجية".

وقال ديبلوماسي بريطاني في لندن: ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "تحدث اول من امس لدى استقباله رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري بلسان الاتحاد الاوروبي بكامله حول هذا الموضوع عندما اعرب عن "قناعته بأن ايران تطور السلاح النووي وان اسرائيل لن تبقى مكتوفة الايدي امام ذلك", بل يمكننا الذهاب الى ابعد من ذلك بالتأكيد على ان دول اوروبا التي بات جزء كبير منها في مدى الصواريخ الايرانية البالستية بعيدة المدى التي تبلغ نحو ثلاثة آلاف كيلومتر, هي نفسها غير قادرة على الاستمرار اكثر في ضبط النفس وترك هذا النظام الاكثر تطرفا في العالم يمتلك اسلحة الدمار الشامل, بغض النظر عن امن الدولة العبرية او دول اخرى في العالم العربي".

وذكر المسؤول الامني البريطاني انه "لمجرد رفع مستوى الانذار العام في البلاد تتأكد معلومات رسمية بريطانية عن وجود تهديد جوي بوقوع عمليات ارهابية في البلاد, المشتبهان الرئيسيان فيها هما تنظيم "القاعدة" الذي يدير شبكة ارهابية سرية واسعة في بريطانيا واوروبا عامة ظهرت تحركاتها اخيرا في محاولة تفجير الطائرة الاميركية من امستردام الى ديترويت الاميركية يوم عيد الميلاد الماضي على يد النيجيري عبدالخالق, والثاني هو "حزب الله" اليد الطولى لإيران في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا والدانمارك حسب المعلومات الاستخبارية المتبادلة داخل الاتحاد الاوروبي, وقد يقوم بعمليات تفجير او تدمير واسعة متى طلبت منه طهران ذلك, خصوصا في المملكة المتحدة التي يشن عليها نظام خامنئي حملة اعلامية عنيفة منذ اندلاع ثورة الاصلاحيين في ايران, الا ان هذه التقديرات المدعومة بوقائع على الارض لا تعني ان يصاب الشعب البريطاني بالهلع والخوف, لأن الامور ممسوكة امنيا بقوة حتى الآن".

واكد الديبلوماسي البريطاني ل¯ "السياسة" في لندن امس وجود "رابط قوي بين الهجمة الايرانية لدعم الارهابيين في اليمن ولبنان وقطاع غزة والاجراءات البريطانية والاوروبية الطارئة لتحصين القارة من انتقال هذه الهجمة الى دولها في حالتين: اولاهما وقوع حرب اسرائيلية لبنانية ضد "حزب الله" وترسانة صواريخه المثيرة للجدل والمخاوف, والثانية تدهور سريع بين دول الغرب وايران لا تعود معه اي عقوبات تنفع بحيث تتوقف كل المحاولات السياسية والديبلوماسية بين الطرفين لتنتقل بسرعة الى مواجهة مسلحة".

واشار الديبلوماسي الى "خطورة الاوضاع على الحدود اللبنانية ¯ الاسرائيلية بشكل خاص, مؤكدا معلومات صحيفة "واشنطن تايمز" اول من امس عن ان "حزب الله نقل الى جنوب لبنان (شمال الليطاني) صواريخ بعيدة المدى كانت منصوبة ومخزنة حتى الان في عمق منطقة البقاع, ما يشير الى ان ايران فعلا قد تكون بصدد اصدار اوامرها الى قيادة حسن نصرالله بالقيام بضربة استباقية ضد اراضي الدولة العبرية تكون المنطلق الدراماتيكي لحرب طاحنة قد تغير وجه  لبنان الذي نعرفه وبعض الدول المحيطة به مثل سورية".

وفي هذه الحالة ¯ نقلا عن الديبلوماسي ¯ فإن ايران ستوسع نطاق حربها الارهابية لتبلغ الدول الاوروبية المؤيدة والداعمة لاسرائيل والدول العربية والخليجية الحليفة للغرب, لذلك فان الاجراءات الامنية الاوروبية ومن بينها البريطانية باتت امرا مطلوبا بالحاح, كما ان معظم دول الخليج العربي وضعت في حال تأهب قصوى, فيما القوات البحرية الاميركية في مياه الخليج باتت في وضع استنفار وحشدت عددا من قطعها في مضيق هرمز منعا لايران من السيطرة عليه ومنع تصدير النفط عبره الى العالم".

وقالت المحاضرة الجامعية في بيروت جوديث بالمر المتخصصة في شؤون حزب الله للصحيفة الاميركية: ان هذا الحزب "قام بتحصينات واسعة في عدد من المناطق التي لم تشملها حرب 2006 اعتقادا منه ان اسرائيل ستستتبع حربها الجوية التي تدشن بها الحرب بهجوم بري قد يكون اوسع من هجوم العام 1982 الذي وصل الى احتلال العاصمة اللبنانية, وبما ان القوات الدولية (يونيفيل) والجيش اللبناني المنتشرة جنوب نهر الليطاني تقف سدا منيعا في وجه انفلاش شامل لحزب الله في الجنوب, فإننا نتوقع ان تكون الحرب المقبلة اكثر شمولا للاراضي اللبنانية واشد تدميرا من اي حرب سابقة".

ونقلت الصحيفة عن جنرال الاحتياط الاسرائيلي اهارون زيفي فركش قوله ان حزب الله تعلم درسا قاسيا في حرب 2006 اذ سمحت المعلومات الاستخبارية الاسرائيلية للجيش بتدمير قواعد اطلاق الصواريخ ذات المديات البعيدة في الايام الاولى للحرب, لذلك يحاول الايرانيون الان تقريب هذه الانواع من الصواريخ الى ضفاف الليطاني التي ستشكل في الحرب المقبلة "الحدود الجديدة" بين البلدين مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذه الصواريخ بعيدة المدى ستنتشر ايضا ما بين شمال الليطاني وضاحية بيروت الجنوبية".

وكانت وسائل الاعلام العربية والغربية ذكرت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية ان حزب الله والقوات السورية داخل اراضيها وعلى الحدود مع لبنان وضعت في حالة استنفار قصوى وشاملة توقعا لهجوم اسرائيلي قريب, في الوقت الذي عززت فيه اسرائيل وجودها العسكري مرتين على الاقل على حدودها مع لبنان, واستقدمت قوات خاصة مثل فرقة غولاني وغيرها شديدة التدريب وعصب الجيش العبري, لتكون رأس حربة الهجوم الاول البري الذي قد يبدأ ضد شمال الليطاني من خلف قوات يونيفيل كي يجنبها الاضرار البالغة اذا لم تعمد الى الانسحاب من مواقعها الحالية, وان ألوية الاحتياط التي خاضت المعارك الاولى في حرب 2006 ستدخل المعركة في المرحلة التالية بعد تنظيف مواقع شمال الليطاني والسير شمالا لاحتلال البقاع بكامله.

 

صفير: ليس على كل طائفة أن تبني دولتها بل الجميع يؤلفون لبنان

 تمنى البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير أن "تبقى عائلات لبنان المسلمة والمسيحية على تآلفها ومحبتها لبعضها البعض"، مشيرا الى ان "هذا هو المطلوب".

وأضاف صفير خلال استقباله مشاركين في قداس الأحد، ان "في لبنان 18 طائفة وليست لكل طائفة ان تجعل لها دولة وحدها إنما الجميع اذا اجتمعوا يؤلفون لبنان، وعلى رغم اجتماعهم فان لبنان دولة صغيرة بين البلدان التي هو موجود فيها".

 

نواب اسرائيليون يزورون الغجر للتضامن مع سكانها

 قام 3 نواب من كتلتي "الليكود" و"الاتحاد الوطني" بزيارة الغجر للتعبير عن تضامنهم مع سكان القرية الذين يعارضون فكرة انسحاب اسرائيل من شطرها الشمالي على ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية. واعتبر عضو الكنيست أيوب قرا خلال الزيارة ان "تقسيم القرية قد يؤدي الى مأساة انسانية"، داعياً "اسرائيل الى عدم خذلان سكان الغجر".

ولفت النائبان يعقوب كاتس وميخائيل بن آري الى انهما "وصلا الى القرية للتأكد من ان هضبة الجولان وقرية الغجر ستبقيان تحت السيادة الاسرائيلية الى الأبد".

 

متري: إعلامنا لا يحرض على العنف والإرهاب

الاحد 24 كانون الثاني 2010

أكّد وزير الاعلام طارق متري أن "الجميع يُدرك مقدار التنوع في إعلامنا بين البلدان وداخل بلادنا، وأنه منذ عقود طويلة نرى الحرية الاعلامية في لبنان وهناك متسع من الحريات الاعلامية والتنوع، وأن طبيعة نظامنا السياسي كرس هذا التنوع في القانون". متري، وخلال اجتماع وزراء الاعلام العرب لمناقشة مشروع مفوضية الفضائيات العربية في القاهرة، قال: "إننا كما في كل مناسبة نعلن تمسكنا بالحريات الاعلامية ورفضنا التضييق عليها، وهذا ما اتفقنا عليه في مجلس الوزراء وقد أبدينا قلقنا واعتراضنا على الاجراءات التي تضيّق على هذه الحريات، ولا سيما القرار الصادر عن الكونغرس الذي يتعلق بالحريات بوقف القنوات الاعلامية التي تحرض على العنف والارهاب ضد الولايات المتحدة الأميركية". وتابع متري: "بالاضافة الى اعتراضنا على هذا القانون، فإن اعلامنا لا يحرض على العنف والارهاب، كما شددنا على حقنا الاعلامي بالسهر على حسن تطبيق القانون ودعينا الى توحيد المسعى العربي الديبلوماسي بوجه هذا القانون الأميركي".

 

الرئيس الحريري في السعودية

وطنية - وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء أمس السبت إلى الرياض في المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة.

 

جنبلاط غادر الى لندن

 التاريخ: ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٠/المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام 

 غادر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بيروت على متن طائرة خاصة، متوجها الى لندن في زيارة خاصة.

 

وضع اكليل من الزهر في مكان استشهاد الرائد عيد في الشفروليه

وطنية - اقيم صباح اليوم على طريق الشفروليه احتفال لمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الرائد المهندس وسام عيد، بحضور الرائد ربيع مجاعص ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي وعدد من الضباط واهالي الشهداء الذين سقطوا في الحادث. بدأ الاحتفال بوضع اكليل من الزهر على اللوحة التذكارية، تلته موسيقى الموت عزفتها فرقة قوى الامن الداخلي. ثم تقبل الاهالي التعازي.

 

بن لادن يتبنى محاولة الاعتداء على طائرة اميركية ويتوعد بهجمات جديدة

 تبنى زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في تسجيل صوتي بثته قناة الجزيرة الفضائية الاحد محاولة الاعتداء على طائرة اميركية يوم عيد الميلاد وتوعد الاميركيين بهجمات جديدة ما لم يوقفوا دعمهم لاسرائيل. وقال بن لادن ان "الرسالة التي حملناها عبر طائرة عمر الفاروق هي تأكيد على رسالة سابقة بلغها لكم ابطال 11 ايلول/سبتمبر وبلغت من قبل وهي لن تحلم اميركا بالامن حتى نعيشه واقعا في فلسطين". واكد بن لادن "لو ان رسائلنا تحملها كلمات لما حملناها بالطائرات"، متوعدا بهجمات جديدة ما لم توقف الولايات المتحدة دعمها لاسرائيل. وقال ان "غاراتنا عليكم ستتواصل ما دام دعمكم لاسرائيل مستمر".

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي في حضور شخصيات: اعمال المسيح هي التي شهدت له بانه ابن الله وقد اتى من العجائب والخوارق ما يجب ان يحمل على الايمان به

ليس لكل طائفة ان تبني دولتها ونسأل الله ان تبقى عائلات لبنان متآلفة

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران شكرالله حرب، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، المونسنيور فكتور كيروز وخدمته جوقة غدير، في حضور قنصل مولدوفيا ايلي نصار، على رأس وفد الصداقة المولدوفية - اللبنانية، رئيس مخابرات جبل لبنان العميد ريشار حلو، والعديد من الفاعليات السياسية، النقابية، الاجتماعية والدبلوماسية.

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة واصل فيها حديثه عن الامثلة والعجائب التي قام بها السيد المسيح في حياته على الارض، ليعلم البشر وينشر نور المعرفة الى الذين يصابون بالعمى. وهنا نص العظة:

"الأمثلة. لا شك في أن هذه التائبة انضمت الى مجموعة النساء اللواتي كن يساعدن يسوع بأموالهن، وكان من بينهن من كن من أصل يفوق أصل التلاميذ. (ويسمي لوقا حنة، امرأة كوزا، مدير أموال هيرودوس) وربما كانت هناك أيضا مريم المجدلية.

أن يسوع، وقد أحاطت به هذه النفوس التي خلصها، يعلن، من على شاطئ البحيرة، ملكوت الله وكان، على الجبل، قد هاجم الفريسيين مواجهة والآن يختبئ وراء الأمثال- مثل آشعيا الذي أمره الله الغاضب: "تكلم لكيلا تفهم، وانشر الكثير من النور بحيث يصابون بالعمى" وتوجه يسوع الى أولاد وروى لهم أخبارا ويجب الذهاب الى البعيد للبحث عن سبب هذه الأمثال: أله ينحني، ويجلس على الأرض، ويضع نفسه في مستوى الصغار الصغار، ويحدثهم عما يعرفون، عن الزرع، وعن الزؤان في حقل القمح، وعن الخميرة، ويلبس الحقيقة قصة بسيطة بحيث ان العلماء لا يفهمونها ويغطي ابن الانسان عقيدته، ويخبئها تحت رماد الصور، لأنه يجب ألا يستبق ساعته، ويجب ألا يلقى الموت بعد.

وبعد تجب مراعاة تلاميذه والأثني عشر معا وما من أمر يمكن أن يحرف هؤلاء اليهود المتصلبين عن ايمانهم بنصر لملكهم زمني، مع اعتقاد راسخ بحيث انه ليلة موته لا يزال ابنا زبدى يطالبان بعرش ويشبه يسوع أمامهم، بصبر جميل، ملكوت الله بحبة تتكاثر منها لنفسها، ولا تنضج الآ مع الزمن؛ وبأصغر البذور التي مع الوقت تصبح شجرة كبيرة ملأى بأعشاش العصافير وهو يعدهم خاصة للحقيقة المحزنة: هناك زارع آخر، هو الذي يزرع الرؤان في حقل الرب؛ ولايميز القمح من الشعير الا بعد نهاية الحصاد.اذذاك يحرق الزؤان. واني أفكر بهذه النيران التي يبقى دخانها جامدا فوق الريف في عشايا الصيف التي ليس فيها نسمة هواء والزؤان كان الزؤان قبل أن ينبت القمح. وقد أعطي الحب الى العدو لكي يزرعه العشب الرديء والقلوب السيئة.

ولكن ملكوت الله، هو أيضا قليل من الخمير اختلط بالعجين وكل العجينة البشرية سترفعها نعمة الله الخفية والقديرة والقلوب التي هي ظاهرا أبعد ما تكون عن المسيح هي الآن منشرحة ولا يهم الآن الظفر الكاسح يجب أن نكفن المحبة في العالم ولا يزال المسيح يتردد في أن يكشف لهم أنه هو أيضا سيكفن حتى نهاية العالم، وأن القربانة ستعيش في أضخم كتلة بشرية انها أمثلة عذبة معا ومخيفة بسبب هذه النخبة الظاهرة، وهذه الأرادة الهادفة الى انارة الصالحين واعماء الأردياء: "لقد أعطيتم أن تعرفوا سر ملكوت الله، فيما هو أعلن الى الآخرين بأمثال لكي فيما هم يرون لا يرون، وفيما هم يسمعون، لا يفهمون" وليقلب سواهم ويقلب هذا النص الذي هو في صفاء كامل ومخيف انها كلمة الله التي تختار، وتميز، وتفضل نفسا على نفس أخرى- لأنها هي المحبة.

العاصفة المهدأة ان أصدقاءه الذين لم يفهموا شيئا، فهموا مع ذلك أنه هو المحبة، وأنه يجب أن يكون الانسان مجنونا ليس من الخوف، بل من الثقة. وكانوا يتلازون حوله كأولاد وكنعاج، وفي أحد الأيام أراد أن يذهب الى الضفة المقابلة من البحيرة، فهبت عليهم عاصفة، وامتلأت السفينة ماء وكان يسوع نائما في مؤخر السفينة، على وسادة. فأيقظوه بصراخهم: "يا معلم، لقد هلكنا!". فنهض اذ ذاك وأمر البحر فساد هدوء عظيم. فالتفتوا الى هذا الرجل الواقف، وهم يرتجفون، وكان شعره يتلاعب به الريح. وقد تبدل موضوع خوفهم، لأنهم لم يكونوا يعرفونه. أين هو المعلم المألوف، الرقيق والعنيف؟ وفوق الدم واللحم، ظهر الأله المجهول وأخافهم وشفاء المرضى، وحتى اقامة الموتى، هذا يمكن اعطاؤه الى نبي كبير؛ أما هم فقد نجحوا في ذلك ولكن أن يأمر الهواء والبحر وأن يطيعاه فمن هو؟ تساءل هؤلاء المساكين. ومع ذلك فقد عرفوا الصوت المتحمس، والغاضب بعض الشيء: "أين ايمانكم"؟ وفي الحقيقة، ان المسيح لم يحنق على خلائقه لكونها ارتجفت أمام هذه البادرة المفاجئة على قوة مخيفة. وكان ذلك أكثر مما تطيق احتماله كائنات عابرة وهو كان يعرف أن ابن الانسان يقوم باعجوبة أكثر اثارة، عندما يهدي قلبا تفتحه الأهواء حتى في أعماقه: لأنه لا الهواء ولا البحر يقاومانه، بل القلوب التي مزقها الحب، ولكن اللحم الذي نفخت فيه الأهواء له قدرة على الرفض مذهلة واذذاك يصرخ الهواء: "لا" ويصفق وجه الله العاجز.

لدى الجرازيين ووصل يسوع الى بلاد الجرازيين، أو الغاداريين قبالة الجليل، بالقرب من القرية التي هي اليوم خربة وهي قرية كورسي وماذا ينفعه أنه اجتاز البحر؟ وعلى هذه الضفة كان يقوم العدو الأبدي الذي لم يعد يجربه، لأنه بات يعرفه وخرج ممسوس من المقابر الفارغة التي كانت هناك وقد أعطاه الشيطان القوة ليحطم السلاسل التي كانت تقيده، وركض نحو الرب وركع أمام رجليه: "ما بيني وبينك، يا يسوع، ابن الله العلي؟ رحماك، لا تعذبني! وادعى أنه يسمى "جوقة" وكان شيطانا لا يعد الذي بعد تحرير الانسان المسكون، حصل على نعمة الدخول في الخنازير؛ وتهافت القطيع كله الى قعر البحيرة وغرق. وخاف النواطير وطرحوا الصوت وتوسل كل الناس الى يسوع ليذهب عنهم ولكن ابن الانسان لم يلهم فقط المحبة أو البغضاء ، بل الخوف أيضا. هذا الأله الذي أخفى نفسه تحت رداء اللحم والذي لم يكن الفريسيون ليروه، خلق حول وجوده المخيف هيجانا كبيرا وماذا نعرف عن العالم الملائكي المظلم؟ ان أبناء كورسي خافوا من المسيح: والخوف هو نوع سافل من الايمان ولم يكن هؤلاء الفلاحون يبحثون ليعرفوا من هو؛ وكان رجلا أخاف خنازيرهم. اليوم، الخنازير وما سيكون في الغد، اذا تباطأ فيما بينهم؟ فلاحون: وكانوا يحافظون على ماشيتهم أكثر من محافظتهم على نفوسهم ولكن ابن الانسان لم يغضب لذلك، و"الرجل الذي خرج منه الشيطان" والذي ارتدى ثوبا، والذي قرفص الى جانب الرب، توسل اليه ليبقيه معه، وقبل الأمر بأن يبقى هناك حيث هو، وأن يخبر بنجاته، وأن يبشر بملكوت الله هذا الشعب المسكين وهكذا، ان هذا الرجل سبق بولس الطرسوسي: يجب أن نكرم في هذا الرجل المجهول أول رسول لغير اليهود.

هذا اليسوع الذي تعود العبادة أو البغضاء، كان عليه أن يتألم لكونه أخاف الجرازيين. وكانوا قد توسلوا اليه، ولكن موضوع توسلهم كان أن يبتعد عنهم وقد رزقوا نسلا أكثر مما يتصور: كل الذين تلقوا دعوة، الذين رأوا، الذين لمسوا، والذين يعرفون أخيرا أن الحقيقة هي حية، وأنها هي أحد الناس. ولكنهم أناس مساكين منهمكون بصنعتهم، وبشهواتهم: لهم عائلات عليهم أن يعولوها، وأهواء لا يستطيعون أن يخنقوها. وهم يخشون أكثر من النار هذا الحب الذي يحفر أخاديده في اللحم الحي ويشذب، ويقطع في ما هو حي فلنتركهم مع خنازيرهم! والصليب هو جهالة وليس شغلهم أن يقوموا بدور الملائكة وهم فوق ذلك عاقلون وملكوت الله هذا ينطوي على عالم حافل بالشياطين والشيطنات تنفرهم.

ابنة يائيروس وشرابة المعطف وصعد يسوع اذن حزينا الى القارب ليقفل راجعا، وعندما قارب أخيرا الطرف الآخر من البحيرة، رأى بفرح كبير يأتي اليه الجمهور المهووس والأليف! وهو لن يرفض لهم أي شيء مما يطلبون، وهم الذين لا يخيفهم، ويزحمونه على خلاف ذلك، ويمنعونه من التقدم! وهوذا أحد رؤساء المجمع، يائيروس يتراجع أمامه صغار القوم. فانطرح على قدمي يسوع، والتمس منه أن يأتي بسرعة لأن ابنته تحتضر. ولكن الجمع كان كثيفا بحيث ان يسوع لم يكن باستطاعته أن يتقدم.

وفجأة، في وسط هذا الحشد البشري، شعر في ذاته بأن ابن الله عمل عملا سيديا. "من لمسني؟" ونفى جميعهم واحتج بطرس ضاحكا: "أن الناس يزحمونك وتسأل من لمسني! لكن الرب كان يعلم أن قوة خرجت من جسده اذذاك سجدت أمامه امراة وهي ترتجف وهي مصابة منذ اثنتي عشرة بنزيف دموي، وقد نكبها الأطباء فلمست سرا طرف ثوب يسوع واذا بها تشفى للحال! والتفت اليها يسوع وقال: "ايمانك خلصك، اذهبي بسلام". في ذلك الحين، ركض اليه أحد اصدقاء يائيروس :عبثا تذهب أبعد من ذلك ان الابنة الصغيرة قد ماتت. وتلمس يسوع نظر يائيروس وهذا اليوم هو يوم رقة وعجائب وهو لم يحب أبدا هذا الشعب مثلما أحبه، وهو شعب لا يخشاه ويمنعه من التقدم ويلمس طرف ثوبه! لا تخف يا يائيروس آمن فقط. فليس الخوف بل الايمان الايمان بيسوع، هو في الوقت عينه نعمة النعم وفضيلة الفضائل. من آمن يخلص غير أن الايمان بالله هو نعمة من الله وهل هناك ما هو أرهب في العالم من هذه الفضيلة التي لا بد منها للخلاص، والتي هي أيضا نعمة مجانية؟ انهم سعداء أولئك الذين يعرفون أن يغمضوا أعينهم، والذين، بطمأنينة ولد، يشدون بالشرابة بكل قواهم. يائيروس وامرأته أدخلا يسوع الى بيتهما ولم يدخل أحد في أثرهم الا بطرس ويعقوب ويوحنا والذين كانوا حوله لم يقطعوا نواحهم الا ليهزأوا من هذا الطبيب الذي لا يصل الا بعد أن يكون قد انتهى كل شيء غيرأنه هو قال: "الصبية لم تمت، انها نائمة وناداها: "أيتها الابنة قومي". ونهضت الصغيرة وأمر يسوع بأن تعطى ما تأكل.

أيها الأخوة والأبناء الأعزاء، أن السيد المسيح قال يوما لمن حوله: "صدقوا هذه الأعمال التي أعملها، لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأني في الآب" ( يو10: 38) وأعمال المسيح هي التي شهدت له بأنه ابن الله، وقد أتى من العجائب والخوارق ما يجب أن يحمل على الايمان به ولنقل مع الرسل:" اللهم زدنا ايمانا".( لو 17: 5).

استقبالات بعد القداس استقبل البطريرك صفير المؤمنين المشاركين في القداس. فالتقى رئيس جمعية الصداقة اللبنانية - المولدوفية شربل نصار في حضور قنصل مولدوفيا ايلي نصار وأعضاء الجمعية. وابلغ رئيس الجمعية شربل نصار البطريرك ان "الجمعية التي أنشئت قبل سنة تهدف الى تعزيز العلاقات اللبنانية - المولدوفية على الاصعدة الثقافية والرياضية والاجتماعية كافة".

أضاف:" ان الجمعية لا تتوخى الربح وغالب نشاطها هو الاعمال الخيرية كما فعلنا هذه السنة من تقديمات مجانية لعدد كبير من الأديرة والمياتم والمراكز التي تعنى بمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد جئنا للاستماع الى آرائكم وتوجيهاتكم في هذا الشأن، لنكون دائما بتصرف ما نسمو اله من خدمة انسانية لمن هو محتاج كما تدعونا دائما".

ووضع نصار البطريرك صفير في صورة ما يجري في مولدوفيا عندما تختلف الشخصيات السياسية في مولدوفيا، حيث يجتمع السياسيون حول رئيس كنيستهم المتروبوليت فلاديمير يسألونه الرضى والنصح لمعالجة مشاكل وطنهم ومصلحة قضاياه، متمنيا ان يقتدي سياسيونا بهذا الامر ويعملون لمصلحة لبنان.

رد البطريرك ورد البطريرك صفير قائلا:" نحن نشكر لكم زيارتكم ونشكر ايضا من نطق باسمكم، ونريد ان نوثق عرى الصداقة بيننا وبين جميع البلدان وخاصة البلدان التي تشبهنا، ربما عدد سكان ومساحة وهي مولدوفيا ونعرف ان هناك بعض اللبنانيين الذين ذهبوا الى هذه البلاد ويعملون فيها، ومن بينهم من أنجزوا دراساتهم فيها، لذلك فان المصلحة تقضي بان نوثق عرى الصداقة بيننا وبينهم وبين جميع البلدان ، وان تكون هذه الصداقة موجودة وان تعود علينا بالخير. نكرر شكرنا لزيارتكم ونسأل الله ان يوجهنا جميعا الى ما فيه رضاه وخير وطننا".

رابطة بني ضو بعدها استقبل البطريرك وفد رابطة بني ضو برئاسة رئيس الرابطة الدكتور نبيل ضو الذي أشار الى "ان الموارنة منذ نشأتهم حتى اليوم سائرون على خطى مارون في هذا الزمن الرديء حيث المصير مهدد والمكائد عظام".

أضاف:" نحن بني ضو سائرون على خطاك التي تخطوها بثبات لإيصال لبنان الى بر الامان، فليت يدرك الجميع ما أدركته انت ويستطيعون رؤية ما تراه، قدرك ان تكون على رأس الكنيسة في هذه الاوقاف الصعبة والمصيرية لتنقذ لبنان، على الرغم ما تواجهه من هجمات من بعض الذين يعودون ليطلبوا السماح والغفران من رجل عرف عنه انه لم يحقد يوما- كما يدعي البعض - ولم يسع الى مصالح آنية في أي ظروف كانت. مؤكدا التزام بني ضو بمواقف البطريرك الوطنية الثابت".

رد البطريرك ورد البطريرك قائلا:" نسأل الله ان تبقى عائلات لبنان المسلمة والمسيحية على تآلفها ومحبتها لبعضها البعض، مشيرا الى ان هذا هو المطلوب".

أضاف:" ان في لبنان ثماني عشرة طائفة وليست لكل طائفة ان تجعل لها دولة وحدها إنما الجميع اذا اجتمعوا يؤلفون لبنان، وعلى رغم اجتماعهم فان لبنان دولة صغيرة بين البلدان التي هو موجود فيها. لذلك اننا نشكر آل ضو على محبتهم وعلى تآلفهم على رغم اختلاف طوائفهم في ما بينهم، ونسأل الله ان يكافئهم خيرا وان يجمع دائما صفوفهم على ما فيه خيرهم وخير الوطن".

المحامون المستقلون بعدها استقبل البطريرك صفير رئيس تكتل المحامين المستقلين في الشمال المحامي بدوي حنا والامين العام للتكتل المحامي نادر نادر.

واوضح حنا بعد اللقاء "انه عرض مع البطريرك صفير الاوضاع العامة السائدة في لبنان وموضوع إلغاء الطائفية السياسية التي تحتاج الى تهيئة وأجواء مؤاتية وقيام أحزاب علمانية مدنية ووطنية على مساحة الوطن".

اضاف:" كانت مناسبة قدمت فيها للبطريرك الجزء الرابع من المحاكمات المدنية".

وظهرااستقبل البطريرك صفير النائب جورج عدوان وعرض معه الاوضاع والمستجدات على الساحة الداخلية.

 

مذكرة توقيف غيابية سارية المفعول بحق جنبلاط في سورية وإسقاطها يكون باعتذار جنبلاط من الشعب السوري وقيادته

يُقال.نت /الجمعة, 22 يناير 2010

قال المحامي حسام الدين حبش الذي رفع دعوى تطالب بمحاكمة النائب جنبلاط العام 2006 إن «الدعوى لا تزال قائمة وهي لدى قاضي التحقيق»، وأن «مذكرة توقيف على الغياب صدرت بحق النائب جنبلاط ولا تزال سارية على الأراضي السورية»، كما أنه تم تبليغ الإنتربول الدولي عبر مكتبه في دمشق بهذه المذكرة.

وأضاف المحامي حبش الذي رفع الدعوى باسم الأمن القومي العربي وبمشاركة محامين عرب، ضمن لجنة الدفاع عن سورية المنبثقة عن مؤتمر المحامين العرب الذي عقد في دمشق عام 2006، أن «الدعوى رفعت على النائب وليد جنبلاط لقيامه بتحريض الولايات المتحدة الأميركية على احتلال سورية، وإساءته للشعب السوري ولرمز سيادته المتمثل بشخص رئيس الجمهورية وللعلم السوري، وهو ما يعتبر تهديدا للأمن القومي العربي».

وقال إن المحامين العرب في اللجنة اعتبروا أن «من يحرض على احتلال سورية قد يحرض على احتلال أي بلد عربي آخر».

 وتابع موضحا أن اللجنة ومنذ رفعت الدعوى «وضعت شرطا للتنازل عن حق الادعاء الشخصي وهو تقديم النائب وليد جنبلاط اعتذارا علنيا وصريحا للشعب السوري والقيادة السورية، وإذا تم ذلك تكون الدعوى قد حققت هدفها». وحول احتمال قيام جنبلاط بزيارة إلى دمشق دون تطبيق هذا الشرط فهل ستبقى الدعوى سارية، قال حبش: «هذا شأن سياسي ونحن كلجنة (الدفاع عن سورية) نقوم بعمل حقوقي بحت ولا ننسق مع الجهات السياسية. إلا أننا على استعداد للتنازل عن الدعوة في حال قام جنبلاط بالاعتذار علنا وصراحة للشعب وللقيادة في سورية، ويطوى هذا الملف». وعما إذا ما كان يمكن أن يعتبر القضاء تراجع جنبلاط عن مواقفه السابقة حيال سورية بمثابة اعتذار قال حبش، هذا «في عهدة القضاء، أما نحن كجهة ادعاء فما زلنا ندعو جنبلاط للاعتذار»، وطلب حبش توجيه نداء عبر جريدة «الشرق الأوسط» للنائب جنبلاط للاستجابة وقال إن «لديه الجرأة للقيام بذلك».

جدير ذكره أن مذكرات توقيف غيابية مماثلة صدرت في ملفين متلازمين الأول بحق الوزير السابق النائب مروان حماده والثانية بحق الصحافي الزميل فارس خشان.

ويجزم قانوني لبناني مخضرم بأن لا علاقة لما يقوله حبش بأي قانون ،لأنه لو كانت الدعوى المثارة ضد جنبلاط  قضائية فإن الحق العام لا يسقط عن قضايا مماثلة بعد تحريكه ،مهما كانت عليه مواقف الجهة المدعية ،في حال كانت تملك صلاحية أصلا ،لتقديم دعاوى مماثلة. ويقول القانوني اللبناني إن  حسام الدين حبش هو نسخة أصلية عن نسخة مزورة تدعى جميل السيد. في هذا الوقت ،قال جنبلاط ان الخطوات الاخيرة الفاصلة بين طريق المختارة ـ دمشق، سترمم بما يحفظ كرامة الشعبين السوري واللبناني، ولا سيما طائفة بني معروف، مثمناً الجهد الذي قام ويقوم به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بهذا الصدد. وفي مقابلة مع المنار،أعلن جنبلاط: "ليس بسر ان السيد حسن قام ويقوم بجهد، يبقى استكمال المسافة، هذا الامر يبقى ملقى على عاتقي، وسبق وذكرت أنه في  الوقت المناسب سأرى كيفية اخراج الصيغة الملائمة للشعب السوري ولي شخصياً، في ترميم او قطع هذه المسافة المتبقية". واضاف: "سأقوم بالمطلوب، طبعاً ما يسمى بالعربي الدارج "حفظ الكرامات"، اي حفظ كرامة الشعبين السوري واللبناني والطائفة المعروفية، وسنرى".

 

واشنطن بوست: إعادة تموضع صواريخ حزب الله

تهدد بتوسيع مجال النزاع مع إسرائيل

المستقبل - الاحد 24 كانون الثاني 2010 - قال محللون ان حزب الله لجأ إلى إعادة نشر صواريخه بعيدة المدى في شمال لبنان وسهل البقاع ،في خطوة قالوا انها تهدد بتوسيع مجال أي نزاع مستقبلي بين الحزب وإسرائيل ليصبح حرباً بين بلدين. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" امس السبت انه بالرغم من ان الأمم المتحدة، التي تنشر قواتها لمراقبة الحدود مع إسرائيل، واثقة ان قواتها تساعد في تخفيض خطر نشوب نزاع ،وتقلص من قدرة حزب الله على نقل أسلحته عبر جنوب لبنان، إلا ان محللين في لبنان وإسرائيل يقولون ان مهمة الأمم المتحدة بعيدة عن هذا الأمر. واعتبرت الصحيفة ان إعادة تسليح حزب الله ونشر صواريخه يؤشر إلى ان الاشتباك المقبل مع إسرائيل لن يتركز على الحدود وإنما سيمتد إلى داخل لبنان ويشكل تحدياً للجيش والحكومة اللبنانية. ورأت ان الوضع مهم بالنسبة إلى الجهود الأميركية في المنطقة، سواء كانت منصبة على كبح "أرباب" حزب الله في إيران أو على إقناع سوريا بجعل موقفها من إسرائيل وجيرانها أكثر اعتدالاً. ونقلت الصحيفة عن الباحثة في شؤون حزب الله جودي بالمر حريق من بيروت قولها ان حزب الله "يقوي نفسه في العديد من المناطق"، ومع وجود الأمم المتحدة والقوات اللبنانية "على طول الحدود نحن نتوقع معركة أكثر امتداداً في كل ما للكلمة من معنى". ولفتت إلى ان المحللين العسكريين يرون الآن ان حزب الله ليس مجرد مليشيا وإنما منظمة تنفذ "حرباً هجينة" ،تمزج بين التكتيكات الميليشياوية التقليدية وبين إستراتيجية وتجهيزات وقدرات جيش فعلي. وأكدت ان السياسيين والمحللين في بيروت يوافقون على ان حزب الله ازداد قوة منذ انتهاء حرب العام 2006 مع إسرائيل التي تراه جزءاً من معركة أوسع على النفوذ في المنطقة بين إيران والدول العربية المعتدلة الحليفة لأميركا. (يو بي أي)

 

لبنان على مشارف حرب جديدة وحزب الله يستعد للمواجهة

وكالات/ 2010 الأحد 24 يناير

خلال حرب تموز 2006

تسيطر تصريحات الوزير الإسرائيلي من دون حقيبة يوسي بيليد على الأجواء السياسية في لبنان، على الرغم من نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي عزم بلاده على شن هجوم على حزب الله. القدس، بيروت: بالتزامن مع اتهام حزب الله الوزير الفرنسي برنارد كوشنير بتشجيعه "إسرائيل على الامعان في اعتداءاتها على لبنان"، ومحاولته "تغطية انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية"، فضلاً عن إدانة الخارجية الإيرانية لمضمون هذا الموقف ووصفه بـ"المتواطئ"، برز موقف إسرائيلي لافت على لسان الوزير الإسرائيلي من دون حقيبة يوسي بيلد.

إذ رأى يوسي بيليد الوزير من دون حقيبة السبت ان حربًا جديدة تلوح في الافق بين الدولة العبرية وحزب الله بعد الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في صيف 2006 مستهدفة الحزب الشيعي اللبناني. وقال  "اننا نتجه نحو مواجهة جديدة في شمال (اسرائيل) لكن لا يمكن لاحد التكهن بتوقيتها، مثلما كنا نجهل في اي وقت كانت حرب لبنان الثانية ستندلع".

وتعقيبا على هذا التصريح اصدر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "توضيحًا" في بيان. واكد في بيانه ان "اسرائيل لا تسعى اطلاقا لمواجهة مع لبنان وتريد السلام مع هذا البلد كما مع جميع جيرانها". وقال بيليد القائد السابق لمنطقة شمال اسرائيل العسكرية في كلمة القاها في بئر السبع (جنوب) "مع ان حزب الله عضو في الحكومة اللبنانية، الا انه ليس لديها اي نفوذ عليه. وان ضرب العنف شمال (اسرائيل) فسوف نحمل سوريا ولبنان المسؤولية". وتابع "خلافا لكثيرين غيري (من المسؤولين السياسيين) اعتبر ان السلام ليس هدفا بحد ذاته بل مجرد وسيلة لضمان وجودنا".

من جهته، عزا مسؤول منطقة جنوب لبنان في حزب الله الشيخ نبيل قاووق السبت ازدياد التهديدات الاسرائيلية للبنان خلال الفترة الاخيرة الى خشية اسرائيل من اقتراب الذكرى الثانية لاغتيال القائد العسكري البارز للحزب عماد مغنية والذي هدد الحزب الشيعي بالانتقام له. وقال في احتفال محلي "ان العدو يعلم بان دماء الشهيد مغنية ستبقى تلاحقه حتى هزيمته الكبرى".

واغتيل مغنية في 12 شباط/فبراير 2008 في دمشق في تفجير سيارة مفخخة. واتهم حزب الله اسرائيل باغتياله. واكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لاحقا ان الحزب يحتفظ لنفسه بحق الرد على مقتل مغنية. وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اعرب في 20 كانون الثاني/يناير عن خشيته من "عملية اسرائيلية" تستهدف لبنان، مشيرا الى تكثف الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الاراضي اللبنانية في الفترة الاخيرة.

ونفى نتنياهو توقعات الوزير الليكودي في بيان جاء فيه: "أن إسرائيل لا تبحث عن أي نوع من المواجهة مع لبنان.. إسرائيل تسعى للسلام مع جميع جيرانها".

واعترف الوزير الإسرائيلي بفشل حرب لبنان الثانية قائلاً "حقًا حصل فشل"، إلا أنه لم يحمل مسؤولية هذا الإخفاق لشخص بعينه وأنه ناتج عن تراكمات سنوات طويلة سبقت الحرب منذ أن تقرر تقليص القوات البرية،  وسيادة الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق حسم عسكري في المعركة عن طريق الصواريخ وسلاح الجو.

وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية قد توقعت أن تتحول أي مواجهة  عسكرية مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب واسعة بين إسرائيل ولبنان،  قائلة إن قيام الحزب بنشر صواريخه الطويلة المدى على مساحة كبيرة في شمال لبنان ومنطقة البقاع سيؤدي حتمًا إلى اتساع رقعة القتال.

ونقلت الصحيفة أن حزب الله لم يعد عصابة بل أنه يمارس حربًا هجينة تشتمل في آن واحد على تكتيك العصابات من جهة وإستراتيجية الجيش النظامي ومبادئه اللوجيستية من جهة أخرى. وتتسق تصريحات بيليد مع أخرى أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الأسبوع الماضي تصريحات دعا فيها القوات الإسرائيلية إلى البقاء في جهوزية ويقظة كبيرتين على الرغم مما وصفه بحالة الهدوء السائدة على طرفي الحدود. وحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي تصعيد ونصح حزب الله بعدم محاولة خرق هذا الهدوء الذي قال إنه في مصلحة الطرفين. ويذكر أن باراك، قد توعد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستهداف لبنان، وليس حزب الله، رداً على أي هجمات قد تقوم بها الجماعة اللبنانية في تصعيد للتوتر على حدود إسرائيل الشمالية. وقال إنه يحمل لبنان مسؤولية أي صراع مع حزب الله، مضيفًا "حزب الله ليس هدفنا، في مثل هذه الحالة.. هدفنا سيكون دولة لبنان".

 

جنبلاط: نحن مع خفض سن الإقتراع ولن أفرض شيئاً على نواب اللقاء الديمقراطي

نهارنت/ذكّر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بأنّ الحزب التقدمي الاشتراكي تاريخياً مع خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً مشيراً الى أنّ هذا هو موقف النواب الملتزميين حزبياً. ولفت جنبلاط في حديثٍ لصحيفة "النهار" انّه لن يفرض على نواب "اللقاء الديمقراطي" شيء في هذا الإطار. وتعليقاً على ما أدلى به السبت رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع حول اقتراع المغتربين، قال جنبلاط: "أنا من جهتي لا أعارض إذا كان القصد اللبنانيين المغتربين الذين هاجروا في أواخر القرن التاسع عشر لاننا إذا أخذنا مثلاً صورة البرازيل حيث يتحدث البعض عن وجود خمسة ملايين من اصل لبناني فالسؤال الذي نطرحه هو: وفق اية معايير نسمح لهؤلاء بالاقتراع؟". وأسف جنبلاط ايضا للهجمة على الرئيس بري التي أتته من كل الجهات لمجرد طرحه فكرة الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، معتبراً أنّ "الهدف من هذه الهجمة هو منع إتاحة التوصل الى المشاركة في الحياة السياسية في صورة طبيعية وحضارية". وتجدر الإشارة الى أنّ النائب وليد جنبلاط غادر بيروت على متن طائرة خاصة, متوجها الى لندن في زيارة خاصة.

 

بري أبلغ «حزب الله» استياءه من موقف عون ... و«المستقبل» بين الالتزام المبدئي والانقسام الطائفي

الأحد, 24 يناير 2010/يروت - وليد شقيرi

أطلق السجال الذي نشأ فجأة ليل أول من أمس بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون حول وضع الأول مشروع قانون التعديل الدستوري الذي كانت الحكومة أحالته على البرلمان بخفض سن الاقتراع من 21 الى 18 سنة، على جدول أعمال الجلسة النيابية التي دعا إليها بري غداً الاثنين، تكهنات عدة حول مصير هذه الجلسة، إذا كان إقرار هذا المشروع تسبب بهذا القدر من الخلافات بين الحلفاء.

وإذا كان السجال حول مشروع القانون هذا أثار مثل هذه الضجة، بالتزامن مع السجال المتصاعد حول طرح بري تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية لتبدأ دراسة أفكار تساعد على خطة مرحلية لهذا الإلغاء، واختلاط الحابل بالنابل على هذا الصعيد، فإن أبرز نتائج السجالات هو خلط الأوراق الذي يجرى في المشهد السياسي اللبناني، حيث يتفرق العشاق حول أحد العناوين، لتعود المواقف فتتعرض لفرز جديد بين معارضة وموالاة في شأن موضوع آخر، وهذا ما حصل حتى الآن في شأن التعيينات وآلية اقتراح الأسماء لإتمامها، وفي ما يخص تشكيل هيئة إلغاء الطائفية، ثم التعديل الدستوري لخفض سن الاقتراع، وتمكين المغتربين من الاقتراع، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات... إلخ. إذ إن الفرز داخل كل فريق (المعارضة والموالاة) يختلف بين موضوع وآخر الى درجة أن الكثير من القادة السياسيين بات يتحدث عن «شوربة سياسية» وعن تعامل كل حزب أو طرف في فريق معيّن مع كل من العناوين والاستحقاقات المطروحة «على القطعة»، في شـكل يصـعّب حسم أي عنوان أو موضوع.

وفي هذا السياق تقول مصادر رافقت وقائع تصاعد السجال بين بري وعون، إن انتقاد الثاني وضع مشروع خفض سن الاقتراع على جدول أعمال جلسة الغد أثار حفيظة الثاني، «بعدما أمعن» عون في تكرار رفضه فكرة بري تشكيل هيئة إلغاء الطائفية. وذكرت مصادر نيابية أن بري اتصل ليل أول من أمس بحليفه وحليف عون، «حزب الله» مبدياً استياءه من «تغيير» زعيم «التيار الوطني» مواقفه، مذكراً بأنه في الجلسة النيابية لمناقشة الحكومة في بيانها الوزاري قال عون كلاماً إيجابياً حيال فكرة تشكيل هيئة إلغاء الطائفية بعدما أوضح بري أن تشكيلها لا يعني إلغاء الطائفية وأن أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان قال الكلام نفسه في مداخلته في البرلمان مبدياً الارتياح الى توضيحات بري. وتضيف المصادر النيابية أن بري تساءل ما الذي دفع عون الى الانقلاب على موقفه في تصريحات أدلى بها مطلع الأسبوع، ثم الى رفضه إقرار مشروع خفض سن الاقتراع. وأبلغ بري قيادة الحزب أنه لن يسكت على ذلك وسيرد على عون وأصدر بيانه الذي اتهمه فيه بأنه لا يريد الانتخابات البلدية وذكر في أحاديثه بأن عون ضد اتفاق الطائف.

وتوقفت المصادر النيابية أمام اتهام عون بأنه لا يريد الانتخابات البلدية، مشيرة الى معلومات الى أنه لمّح الى هذا في أحد اجتماعات قيادة المعارضة.

وتؤكد المصادر أن بري استاء من طريقة التخاطب العوني معه، بعد إشارات تلقاها، منها أنه كان هناك اجتماع مقرر بين النائب كنعان وبين معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، ألغي من دون سابق إنذار على رغم أنه كان يفترض أن يبحث كل هذه الأمور.

وفيما ربط عون بين إقرار خفض سن الاقتراع وبين قانون تمكين المغتربين من المشاركة في الاقتراع والذي عاد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فانضم إليه في اشتراط الربط بينهما، فإن المصادر النيابية تستغرب كيفية تراجع عون (ومن بعده «القوات») عن الموافقة على خفض سن الاقتراع حين صوت وزراؤهما على التعديل الدستوري في مجلس الوزراء، وقبله (العام الماضي) على قانون الانتخاب الذي تضمن السعي الى إقرار هذا الخفض، للانتخابات البلدية وللانتخابات النيابية في العام 2013.

وبدا واضحاً أن توافق عون و «القوات» مع ترجيح الرفض المسيحي لمشروع التعديل الدستوري، يحدث انقساماً مسيحياً - إسلامياً حول الخطوة لأن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط يؤيد خطوة بري، سواء بالنسبة الى هذا الموضوع أم بالنسبة الى تشكيل هيئة إلغاء الطائفية، فيما ينتظر الجميع موقف كتلة «المستقبل» النيابية برئاسة الحريري، والتي تقع بين سندان الالتزام بموافقتها على التعديل الدستوري في الحكومة والذي أحيل الى البرلمان بتوقيع من الحريري نفسه الى جانب توقيع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ومطرقة الانقسام الطائفي في البلاد حول هذا التعديل. وانتظر الجميع عودة الحريري من زيارته الى باريس لمعرفة موقفه من نصاب الجلسة النيابية.

وتشير المصادر النيابية في تعاطيها مع التفسيرات لوحدة الموقف المسيحي، الى أن بعض حجج عون يستند الى إحصائية تقول إن عدد المقترعين من سن 18 الى 21 سنة من المسيحيين حوالى 30 في المئة، ومن المسلمين أقل من 70 في المئة بقليل، ما يحدث خللاً انتخابياً. وإذ تشكك المصادر النيابية المؤيدة لإقرار تعديل سن الاقتراع بهذه الإحصائية، تعتبر أن ذا الأمر لن يؤثر في الانتخابات البلدية أسـاسـاً، وإذا كان الفارق سيؤثر في الانتخابات النيابية العام 2013، فإن تمكين المغتربين من الاقتراع فيها سيعيد التوازن لأن الأكثرية بين هؤلاء هي مسيحية. إلا أن المصادر نـفــسها تـعتبر أن تحفظ عون عن خفض سن الاقتراع يعود الى اقتناعه بأن الغلبة في من هم بين سن 18 و21 سنة ستكون لخصومه في «القوات اللبنانية» والكتائب، وهذا ما سـيؤثر فيه في الانتخابات البلدية، خلافاً للانتخابات النيابية التي عوّض فيها خلال السنة الماضية بتحالفه مع «حزب الله» في جزين وبعبدا والمتن الشمالي وجبيل حيث كانت الأصوات الشـيعية بيضة القبان التي رجحت كفة اللوائح المدعومة من الحزب.

وإذ تكاثرت الحجج والحجج المضادة حول الموقف من التصويت على خفض سن الاقتراع أو عدمه، فإن الاتصالات نشطت أمس بعيداً من الأضواء من أجل الحد من أضرار انفجار الخلاف وإيجاد مخرج لجلسة الغد النيابية التي يبدو النصاب فيها غير مؤمن.

 

حمادة: الإتجاه في جلسة الغد لإيجاد حل توافقي لا لتطيير النصاب

نهارنت/ذكّر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة بأننا "كلنا وقعنا على اقتراح تخفيض سن الاقتراع الى 18 عاما"،مشيراً أنه "إذا كان القانون سيسبب انقساما حادا في المشهد السياسي اللبناني فلننتظر ليمر بهدوء مع قوانين آخرى". وأكد حمادة في حديث لتلفزيون "أخبار المستقبل" أن التوجه غداً حتى عند كتلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو لإيجاد حل وفاقي، متوقعا أن تنعقد الجلسة ويتم الإتفاق على أن يتم تأجيل إقرار خفض سن الإقتراع عندما يأتي قانون الجنسية من اللجان. وجاءت تطمينات حمادة رداً عمّا قيل "أنّ التوجه العام لدى جميع الكتل، باستثناء كتلة بري، هو اعتماد التوجه الوفاقي لئلا يمضي البحث في أجواء انقسامية لا تتحملها البلاد"، بحسب صحيفة "النهار". كما رأى حمادة أنّ قانون الانتخابات البلدية بلا "اللامركزية الإدارية" لا طعم له، قائلاً "لا نريد فقط مجالس بلدية بل مجالس قضاء وهذا ما يسهل إلغاء الطائفية السياسية". وعن الخلاف بين الرئيس بري والعماد عون، رأى أن الأمور بين الرجلين ليست بالخطورة التي يتم تصويرها، وقال: "القلوب مليانة منذ ما قبل الانتخابات النيابية، وتستفحل الآن بسبب طروحات يظن عون أن بري يستعجل بها وهي تضره". وأكد حمادة مشاركة رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط في ذكرى 14 شباط مشيراً الى أن رئيسي الجمهوية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري قد يشاركان أيضاً. ومن جهةٍ أخرى رأى أنّ لبنان مهدد من قبل اسرائيل في كل لحظة ولكن المهم أن لا نضيف لها حجة إضافية تبرر فيها حربها، مشيرا الى أن فرنسا قريبة من اسرائيل بحكم صداقة بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ورأى أنه بالإمكان أن نستفيد من هذه الصداقة بنصيحة لنتانياهو أن لا يقدم على حرب قد تنقلب عليه. وعلّق حمادة على كلام مسؤول "فتح-الانتفاضة" أبو موسى، مبديا خشيته على طاولة الحوار وقراراتها السابقة واللاحقة. بدوره أكد عضو "اللقاء الديمقراطي" وزير المهجرين أكرم شهيب المشاركة في 14 شباط مشيراً الى أنّ القاء كلمة مرهون بشكل إحياء الذكرى.  وأكد شهيب في حديث الى القدس العربي على المطلب التاريخي للحزب التقدمي الإشتراكي بخفض سن الاقتراع الى 18. كما لفت الى أنّ النائب وليد جنبلاط سيقطع الربع الأخير من المسافة الى سوريا في الوقت الذي يكون مناسبا للنائب جنبلاط وللقيادة السورية". 

 

"التنمية" و"التغيير" يؤكدان لـ "المستقبل" تواصلهما لحلّ الخلاف وجعجع يرفض تعديل الدستور

مصير جلسة الغد رهن الاتصالات والمشاورات

المستقبل - الاحد 24 كانون الثاني 2010 - عشية الجلسة العامة للمجلس النيابي غداً الاثنين والمتعلقة بتعديل المادة 21 من الدستور من أجل خفض سن الاقتراع من 21 إلى 18 سنة، بدا أن هذه الجلسة محاطة بمجموعة من المعطيات. وكان أبرز هذه المعطيات الخلاف الذي انفجر بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، وهو الخلاف الذي تجري مساعٍ لرأبه قبل الجلسة. وفي المعطيات أيضاً، الربط من جانب مسيحيي 14 آذار لخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً بتصويت الاغتراب، وهذا ما أكده رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس بإعلانه "عدم السير في تعديل الدستور في موضوع سن الاقتراع قبل أن تكون وضعت المراسيم التطبيقية، أي الآلية التنفيذية الفعلية لاقتراع اللبنانيين غير المقيمين".

إذاً، وفيما يبدو مصير الجلسة النيابية في حد ذاتها غامضاً، وفي انتظار ما ستؤول إليه مساعي التقريب بين كتلتي "التنمية والتحرير" و"التغيير والإصلاح" التي يتولاها "حزب الله" الذي رفض عدد من مسؤوليه في اتصال مع "المستقبل" التحدث في الموضوع، انصب الاهتمام على العلاقة بين الكتلتين. في هذا الإطار قال مصدر في فريق 8 آذار في اتصال مع "المستقبل" إن "ما تسرّب عن استعداد الرئيس بري لتلبية مطلب عون لجهة طرح موضوع منح الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني هو صحيح".

وفي إشارة إلى نية التهدئة، أقلّه في ساعات يوم الأحد، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل لـ "المستقبل"، إن "القصة ليست قصة مصالحة، بل هناك وجهات نظر مختلفة وكل فريق عبّر عن رأيه عبر بيانه"، رافضاً التعليق على كل ما يتداول في هذا الموضوع، مؤكداً أن "اليوم ليس للكلام".

في السياق نفسه أكد عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان لـ "المستقبل" أن "هناك تواصلاً مستمراً" بينه وبين النائب علي حسن خليل، واعتبر أنه "لا جديد نقوله، والأحد قد نعلّق"، واعتبر أن "هناك أجواء تحاول تسميم العلاقة مع الرئيس بري، عبر إطلاق الشائعات، ولكن من المؤكد أن التواصل مستمر، وليس هناك خلاف كبير لنتكلم عن المصالحة، فهناك وجهات نظر تختلف قليلاً، والتواصل مستمر لبحث إمكانية الحل قبل جلسة المجلس النيابي يوم الاثنين".

جعجع

في غضون ذلك، ذكّر جعجع باتفاق آذار 2009 وقال "لقد أعطينا اللبنانيين غير المقيمين حق الاقتراع، وحتى الآن ماذا فعلنا لكي نترجم هذا الحق؟ لا شيء، والرئيس بري يستطيع أن يسأل وزارة الخارجية ماذا فعلت وما هي الخطوات التي اتخذتها لذلك؟"، وشدد على أنّ "كل ما تقوم به القوات اللبنانية هو التمسك بالاتفاق الذي حصل علناً بين كافة الكتل النيابية"، وأكد في الوقت نفسه أنه "مع أن يقترع الشباب في سن الـ18"، وأضاف "يعرف الجميع أنه إذا أردت أن أنظر إلى الأمر من الزاوية الحزبية الضيقة سنكون نحن أكثر المستفيدين، إلا أنه في الوقت نفسه يجب أن نأخذ في الاعتبار الحفاظ على حقوق اللبنانيين المقيمين خارج لبنان والتي يتم التلاعب بها، وعندما تصدر هذه المراسيم نوافق على تعديل الدستور في اليوم التالي كما تعهدنا"، متمنياً على بري أن "يعود إلى محاضر جلسات آذار الماضي والتصرف على هذا الأساس(..)".

سليمان

تزامناً مع كلام جعجع، رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "لبنان أمام استحقاقات ومحطات انتخابية وسياسية وإدارية وإصلاحية". وعدّد سليمان أمام زوّاره هذه المحطات "التي تبدأ بقانون الانتخاب مروراً بتخفيض سنّ الاقتراع إلى ثمانية عشر عاماً، وبحقّ المغتربين في الانتخاب، وصولاً إلى التعيينات الإدارية"، مشيرًا إلى أن "البلد لن يتقدّم إذا لم يحترم شباب لبنان المقيم والمغترب وكفاءاته وعطاءاته وحقه في ممارسة الديموقراطية". وإذ أكد سليمان "التزام ما تم إقراره لجهة إعطاء المغتربين الحق في الانتخاب في العام 2013"، فإنه دعا إلى "وجوب الإسراع في إقرار قانون استعادة الجنسية للمتحدرين للتمكن من اتخاذ الإجراءات التي تفتح الطريق أمام انضمامهم إلى المغتربين وممارسة حقهم في الاقتراع في العام 2013". وشدد سليمان على "وجوب ألا تُدخَل هذه البنود، مع أهمية كل منها، في التجاذبات السياسية، وإنما الإفادة من الوقت المتاح لإعطاء الشباب اللبناني حقوقه، وفي طليعتها حق التعبير عن الرأي"، لافتاً إلى انه "فور إتمام أي موضوع وإنجازه تقنياً وقانونياً يتم بدء العمل به(..)".

 

الاحدب: الاولوية لتحصين لبنان ضد اي عدوان اسرائيلي تصريحات ابو موسى تثير الشكوك حول سحب السلاح خارج المخيمات

لبنان وسوريا لا يمكن ان يكونا عدوين ولا للعودة الى الوصاية لسنا مع ملفات تطرح للسجالات وتنتهي بالجوارير عند التحالفات

وطنية -طرابلس- عقد النائب السابق مصباح الاحدب مؤتمرا صحفيا في منزله في طرابلس، تطرق فيه الى الانتخابات البلدية والتعيينات الادارية والغاء الطائفية. بداية، وجه الاحدب "تحية عز صادقة لعائلة الشهيد وسام عيد في الذكرى السنوية لاستشهاده" وقال: "سنبقى مؤتمنين على المسيرة والمبادىء التي استشهدت من اجلها، ولن ننساك يا وسام" . اضاف: "تنشغل الساحة السياسية مؤخرا بعناوين كبيرة، من الغاء الطائفية الى التعيينات الادارية، والانتخابات البلدية وتخفيض سن الاقتراع. وكل هذه الملفات التي تطرح تنتهي على زعل وتبقى الانقسامات التي تغذي مصالح الطبقة السياسية على حساب المواطن والوطن" . وتابع الاحدب: "شباب لبنان يعلم اليوم ان لديه حقوقا كثيرة سياسية واقتصادية، واذا كان التفكير جديا بمعالجة وضعه، فنسأل كل الاطراف الممثلة بالحكومة اليوم: هل من خطة لمحاربة هجرة الشباب؟ هل من رؤية لخلق فرص عمل للشباب؟ هل هناك من تصور لاشراك الشباب بالحياة السياسية العامة؟ هل من تصور لسحب هيمنة الاطراف السياسية المتقاسمة مقدرات البلد على وزارة التربية وغيرها" . اضاف: الشباب اللبناني ليس ورقة انتخابية، وهو يعلم ان من اخذه لحروب ومواجهات وتسبب له بالهجرة وبتراجع اوضاعه المعيشية وبقطيعة اجتماعية مع محيطه، يقدم له الوعود اليوم باشراكه بالانتخابات البلدية وهو يعلم ان نتائج الانتخابات لن تؤخذ في الاعتبار، وهو يعلم مسبقا ان تعديل سن الاقتراع الى 18 سنة لن يبت، فكم مرة عدلنا الدستور خلال الخمس عشرة سنة الماضية، ولماذا حتى الان لم يتم تعديل المادة 21 من الدستور، ونعلم مسبقا ما سيجري في الجلسة غدا وكيف ستؤجل" . وقال: "نحن مع السير بالتعيينات الادارية ومع اجراء الانتخابات البلدية في وقتها، ومع الكوتا النسائية. نحن مع تخفيض سن الاقتراع ومع الدولة المدنية ولكننا لسنا مع ملفات تطرح للسجالات والانقسامات وتنتهي بالجوارير عند الائتلافات والتحالفات وكل ذلك على حساب المواطن والوطن. الاولوية الكبرى في نظري اليوم هي تحصين بلدنا ضد امكان وقوع عدوان اسرائيلي جديد. نعم، هناك خطر جدي ان تشن اسرائيل علينا عدوانا كبيرا. يجب الاعتراف بهذه الامكانية وعدم دفن رؤوسنا في الرمال، وان نقنع انفسنا انها لن تجرؤ على ذلك لان المقاومة لقنتها درسا لن تنساه عام 2006. الكل يعلم ان هذا لا يكفي لمنعها من شن عدوان جديد. والكل يعلم ان الصراع الاقليمي الحاد خصوصا الصراع بين ايران والغرب، قد تستفيد منه اسرائيل لتوجيه ضربة ضد "حزب الله"، لا سمح الله. وان مثل هذه الضربة ستكون مؤذية جدا للبنان" . وسأل: "ماذا يمكن ان نفعل لتفادي وقوع مثل هذا السيناريو؟ طبعا الاتصالات الدولية التي يتولاها رئيسا الجمهورية والحكومة امر مهم جدا ومن الضروري متابعته بكل القنوات الممكنة ومع كل الدول المؤثرة، لكننا بحاجة ايضا الى توضيح الالتباس الذي نشأ مع البيان الوزاري للحكومة والتأكيد ان الدولة اللبنانية اي الحكومة اللبنانية هي مرجعية السلم والحرب في لبنان، وان الكل في لبنان يعمل تحت كنف الدولة" . وفي موضوع العلاقات اللبنانية السورية قال الاحدب: "الجميع يعلم اننا حافظنا على قواعد موضوعية خلال ايام الازمة حالت دون انزلاقنا لاي مواقف تضر بموجبات الاخوة اللبنانية السورية، واليوم لن نتنازل عن قواعد موضوعية تصون مستقبل العلاقات السليمة مع سورية وهذا موقف ثابت لن نحيد عنه. الهدف المنشود هو علاقات سليمة بين دولتين شقيقتين مستقلتين. وهذا الهدف يقع بين حدين لا يجب ان نتجاوز اي منهما: لا للعداء، لا للوصاية. لبنان وسوريا لا يمكن ان يكونا عدوين، كما لا يمكن العودة الى عهد الوصاية على لبنان. هذه هي المعادلة الصحيحة. وهذا ما تمسكنا به نحن خلال السنوات ال15 الماضية، مهما كان الثمن. في عز التأزم والمهاترات والمزايدات، كنا نقول نريد افضل العلاقات، وفي عز الوصاية كنا نقول يجب تصحيح هذه العلاقات. وسنستمر ان شاء الله في حماية هذه المعادلة التي فيها مصلحة للبنان ولسوريا وللوطن العربي" . وقال: "اهم تطور ايجابي هو زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق. صحيح ان هذه الزيارة ارتدت طابعا شخصيا وتطلبت شجاعة كبرى من قبل الشيخ سعد، لكنها تفتح صفحة جديدة في العلاقات يجب ان نشجعها جميعا كي تصل الى الهدف المنشود" . ورأى ان هناك تطورات سلبية تطرح علامات استفهام مثل تصريحات مسؤول فتح الانتفاضة ابو موسى والمناورات بالذخيرة الحية التي قامت بها الجبهة الشعبية القيادة العامة في منطقة قوسايا في البقاع، مما يثير الشكوك حول النوايا الحقيقية المتعلقة بسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات تطبيقا لقرارات طاولة الحوار. وقال: "ان هذه التطورات السلبية تتناقض مع ما كنا سمعناه عن وجود تفاهم بين الرئيس سعد الحريري والرئيس بشار الاسد خلال زيارة دمشق على البدء بحل هذا الموضوع. من هنا ضرورة توضيح هذه الصورة من قبل رئيس الحكومة لازالة البلبلة الاخيرة. وقد يتطلب الامر اتصالات على مستوى رفيع مع السلطات السورية. لماذا لا يتم هذا الاستيضاح عبر القنوات الديبلوماسية، اي مع السفير السوري في لبنان طالما اصبح هناك علاقات ديبلوماسية بين البلدين؟. وختم الاحدب: "ما سمعناه من "حزب الله" مؤخرا يتناقض مع قرارات طاولة الحوار، فهل الحكومة التى قررت بت امورها الشائكة على طاولة الحوار لا تملك امكان تنفيذ القرارات التى تم التوافق عليها بالاجماع، ان هذا التصرف اذا وضعناه مع تحركات الحاج ساجد او غيره في طرابلس التى سبق وحذرت منها ولن أكررها! نحن نتساءل هل هذه هي مستوجبات المصالحة، وهل بهكذا طريقة نتوصل الى حل؟ وأشك في ذلك واتمنى ان تؤخذ هذه النصائح على محمل الجدية من قبل الحكومة وان تكون هناك معالجة لهذه التساؤلات بغية التوصل الى ازالة الخوف الذي بدأ يسود في البلد" .

 

التحذيرات جدية فماذا يحمي لبنان؟

علي حماده/النهار

منتقدو تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بعد لقائه الرئيس سعد الحريري في باريس وتخوفه من افتعال ايران حرباً اقليمية لا سيما بواسطة "حزب الله" في لبنان للتهرب من استحقاقاتها على صعيد مواجهتها مع المجتمع الدولي في شأن برنامجها النووي، هم اكثر العارفين بخبايا حرب تموز 2006 التي شنها "حزب الله" نيابة عن ايران بعد اقل من يومين على انهيار مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، والغاء اجتماع باريس الذي كان يفترض ان يضم مندوبين ايرانيين الى ممثلي مجموعة دول 5+1. ومن لا يتذكر التحذيرات المعلنة وغير المعلنة التي ابلغت الى "حزب الله" وبالتحديد الى الامين العام السيد حسن نصرالله شخصيا والتي كانت تطلب اليه عدم التورط في اي عمل من شأنه ان يؤدي الى حرب فورية. وثمة أسرار من تلك المرحلة يعرفها كل من نصرالله والرئيس سعد الحريري تتعلق بالتحرك الديبلوماسي الدولي الذي سبق حرب تموز 2006، اي بين الفترة الممتدة من شهر ايار 2006 مع اخفاق عملية امنية لاختطاف جنود اسرائيليين قام بها الحزب عبر الخط الازرق مع اسرائيل وقتل فيها ثلاثة عناصر من الحزب، و12 تموز مع شن الحزب عملية عبر الخط نفسه نجحت في قتل ثمانية جنود واختطاف اثنين واشعلت الحرب التي خرج منها الحزب المذكور ليعلن انتصارا إلهياً عل  انقاض ثلاثين ألف منزل مدمر، و1500 قتيل، وبين 7 و10 مليارات دولار من الخسائر على مختلف الأصعدة العامة والخاصة.

اليوم يتكرر المشهد نفسه: اسرائيل متحفزة لاقتناص ذريعة لشن حرب تؤدي هذه المرة، بصرف النظر عمن يعلن الانتصار فيها، الى تدمير لبنان على رؤوس اللبنانيين، علما ان احدا في لبنان لم يفوض "حزب الله" استدراج اسرائيل الى حرب، او الانزلاق نحو حرب معها في مواجهتها بأي ذريعة ايا تكن الاعتبارات. وما يقلق اللبنانيين اليوم ان ايران في مواجهتها مع المجتمع الدولي حول الملف النووي، وأزمتها الداخلية المستفحلة، وبينما  تتبلور ملامح تحييد للعامل السوري في الاصطفاف الاقليمي، لا احد يمكنه الجزم انها لن تقدم على عمل ما لقلب المعطيات في المنطقة، وفي الداخل ايضا. والحال ان النظام الايراني المأزوم في الداخل ومع الخارج قد يكون صار في أمسّ الحاجة الى حرب مع الخارج لحماية النظام وتحشيد الشعب خلفه. اما الخوف في لبنان فمرده الى ان ايران تملك مفاتيح الماكينة الحربية لـ"حزب الله"، وبالتالي فإنها تمتلك مفاتيح الحرب والسلم في لبنان. كل اللبنانيين يتفقون في القول بأن اسرائيل في النهاية هي التي تقتل وتدمر. ولن يكون يوما خلاف بشأن معاداة اسرائيل، لكن الخلاف الاساس يبقى في مواصلة فئة لبنانية امتلاك سلاح من خارج اطر الدولة الجامعة، وفي كونها جزءا من أجندة خارجية مفروضة على البلاد تتهدد الوطن باستمرار بحروب بالواسطة لا يريدها اللبنانيون. ان التحذيرات تتزاحم، وهي جدية، من انقره الى باريس فواشنطن وغيرها من عواصم الدول المعنية. واللبنانيون ليسوا معنيين بما تقدم عليه اسرائيل بقدر ما يعنيهم الا يتورط طرف لبناني فيورط بلاده في مغامرة شبيهة بتموز 2006، لأن حماية لبنان تبقى في تطبيق حرفي للقرارات الدولية ذات الصلة والعودة الى اتفاق الهدنة وليست في بناء جيوش تضر اكثر مما تنفع.

 

إسرائيل تحمّل لبنان مسؤولية سلاح "حزب الله" وليس مرسليه

أي قيمة للقوة الدولية... وهل المقصود إسقاط الـ 1701 ؟

النهار/اميل خوري      

إلى متى يظل اللبنانيون يعيشون هاجس الخوف من حرب اسرائيلية على بلدهم أو من حرب اسرائيلية على ايران سيكون لبنان ساحتها أيضاً؟ والى متى يظلون يعيشون على المسكنات والمهدئات ولا صورة واضحة لمستقبلهم، أو يعيشون هدنات مفتوحة على المجهول؟

الرئيس الحريري أعرب في حديث الى صحيفة "الموند" الفرنسية عن خشيته من وقوع "عملية اسرائيلية في لبنان"، مشيراً الى الطلعات الجوية الاسرائيلية الكثيفة فوق الاراضي اللبنانية في الفترة الأخيرة. وقال إن "في إمكان اسرائيل أن تتحجج بأي أمر، لا بل هي لا تحتاج الى ذرائع ولا تفعل شيئاً من أجل عملية السلام"، متسائلاً: "هل تعتقد اسرائيل أنها عندما تضرب البلاد او الضاحية، لا تعتدي على لبنان بكامله؟"، وهي المرّة الأولى التي يعبّر فيها عن خشيته هذه.

وعندما زار الرئيس الحريري الولايات المتحدة الأميركية وتركيا بلغته معلومات تحذر من احتمال حصول عدوان اسرائيلي على لبنان.

والسؤال الذي يطرحه اللبنانيون باستغراب هو: لماذا لبنان دائماً هو هدف اسرائيل؟ هل لأنه الحلقة الأضعف فأصبح مكسر عصا، وأن ضربه لا يشعل حرباً في المنطقة، في حين أن ضرب سواه قد يشعلها؟ فعام 1982 اجتاحت اسرائيل جنوب لبنان وبلغت في اجتياحها العاصمة بيروت ظنا منها أنها تقضي على الآلة العسكرية الفلسطينية التي تتحرك من لبنان، فكانت النتيجة أنها دمرت لبنان ولم تستطع تدمير هذه الآلة التي ظلت تعمل بشتى الوسائل، وان بشكل محدود، ولا تزال حتى الآن. وفي 2006 تذرعت بخطف "حزب الله" جنديين اسرائيليين، فشنت حرباً على لبنان بدعوى أنها ستقضي على البنية العسكرية للحزب، فكانت النتيجة ان الحزب ضاعف تزوّده الأسلحة الثقيلة والمتطورة، بينما تحمّل لبنان خسائر بشرية ومادية جسيمة، ودُمّرت كل الجسور فيه وهو لا يزال حتى الآن يعيد اعمار ما دمّر، والنتيجة أن الحرب استهدفت كل لبنان أكثر مما استهدفت "حزب الله".

وها ان اسرائيل تتذرع لشن حرب جديدة على لبنان بحصول "حزب الله" على أسلحة متطورة من إيران عبر الأراضي السورية. وبدل ان تهدد مصادر السلاح فإنها تهدد لبنان الضعيف الذي لا علاقة له به، تماماً كما كانت تفعل في حرب تموز 2006، فالشاحنات التي كانت تنقل الاسلحة الى "حزب الله" لم تكن تقصفها اسرائيل وهي في الطريق الى لبنان، بل كانت تقصفها عندما تدخل الأراضي اللبنانية. فما معنى ذلك. أليس لأن "جحا غير قادر إلا على خالته" وان ما يهمها هو تدمير لبنان كلما عاد ووقف على قدميه وليس تدمير سواه، لأنه يشكل منافساً قوياً لها في مجالات عدّة؟

ولو أن تدمير لبنان كان يكفي لتحقيق سلام شامل في المنطقة، لقبل لبنان أن يفتدي ذاته لبلوغ ذلك، لكن كل حروب اسرائيل لم تنته الى تحقيق هذا السلام بل الى مزيد من الحقد والكراهية لها، لأنها ترفض أن تقوم بأي خطوة من أجل مسيرة السلام، وليست مهتمة بمفاوضات السلام بدليل أنها تصر على الاستمرار في بناء المستوطنات كي تحول دون معاودة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. بحيث لا تبقى أرض فلسطينية محتلة للتفاوض على الانسحاب منها، فتكون اسرائيل بذلك قد فرضت أمراً واقعاً على الأرض، ليس في الضفة الغربية فحسب، بل في القدس أيضاً، إذ تعمل بسرعة على تهويدها، ولا هي مهتمة بمفاوضات مع سوريا، لأنها ترفض التعهد بالانسحاب من هضبة الجولان، مع أنها تعدّ أحياناً بذلك ثم تتراجع عن وعدها. وعندما وصلت المفاوضات بوساطة تركية حدّ الاتفاق، افتعلت اسرائيل حرب غزة التي كانت سبباً لوقف المفاوضات غير المباشرة للانتقال الى مفاوضات مباشرة. كما انها ليست مهتمة بمفاوضات مع لبنان، وهي الاسهل، ولا حتى بالانسحاب من جزء من قرية الغجر، ولا العودة الى اتفاق الهدنة مع لبنان إذا انسحبت من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وكأنها تريد أن يبقى المسار اللبناني متلازماً مع المسار السوري لكي تكون التسوية واحدة وشاملة... واذا كانت اسرائيل تهدد لبنان بحرب جديدة بسبب سلاح "حزب الله" وقبل ذلك بسبب السلاح الفلسطيني ولا تهدد الدول التي ترسل اليه هذا السلاح بالحرب، فما هي الاهداف التي ستحققها اسرائيل من حرب قد لا تكون نتائجها أفضل من نتائج حرب تموز 2006، اي تدمير لبنان مرة اخرى من دون التمكن من القضاء على ترسانة "حزب الله"، وحتى في حال القضاء على جزء منها فإن "حزب الله" قادر على تعويض ما يخسره من أي دولة ولاسيما من إيران. فأي هدف تكون قد حققته اسرائيل بضرب لبنان كل مرّة تريد أن "تفش خلقها" سوى تدميره مرة اخرى وسلاح "حزب الله" الذي تشكو من وجوده بكثافة وتتخذ منه ذريعة لعمل عسكري، يبقى بقوته وجهوزيته؟ لقد لفت اللبنانيين كلام لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عاموس يدلين يذكّر فيه بأن "حزب الله" مواظب على التخطيط لعملية انتقامية من اغتيال عماد مغنيّة الذي تصادف ذكراه الثانية في 12 شباط المقبل، وتحدث سياسيون لبنانيون عن خوف اسرائيلي من عملية لـ"حزب الله" في ذكرى مغنية، وكأنه مطلوب اعطاء ذريعة لاسرائيل للاعتداء على لبنان المغلوب على أمره، لأن اسرائيل اذا كانت هي البادئة بالاعتداء من دون أي مبرر، فسيواجهها كل الشعب اللبناني وليس "حزب الله" وحده. أما إذا اعطى "حزب الله" ذريعة لاسرائيل لشن هذه الحرب، فإن اللبنانيين سينقسمون عندئذ حيالها وستحمّل فئة منهم مسؤولية الحرب للحزب.

لذلك، طلب مسؤولون عرب وأجانب من الحكومة اللبنانية ألا تعطي ذريعة لاسرائيل كي تعتدي على لبنان لأنه لا يعود في مقدورهم الضغط عليها لوقف الحرب، هذه الحرب التي تطرح سؤالاً مهماً هو: ما قيمة وجود القوة الدولية في الجنوب اذا كانت لا تستطيع منع الحرب ولا فرض السلام أو حتى حفظه والمحافظة عليه، وما قيمة القرار 1701 اذا لم ينفذ منه سوى وقف الاعمال العسكرية ولم يتم الانتقال بعد الى مرحلة وقف شامل لاطلاق النار؟ فهل تكون الحرب الجديدة في حال وقوعها اسقاطاً لهذا القرار والبحث عن قرار آخر، ام تكون حرباً لتنفيذه بكل مندرجاته؟ إن على الحكومة أن تهتم بكيفية مواجهة حرب محتملة او العمل على تجنيب لبنان اخطارها قبل ان تهتم بأي موضوع آخر، لأنه يبقى تافهاً أمام هذه الاخطار.

 

إحياء الذكرى لا تمييعها

بشارة شربل/ السبت 23 كانون الثاني 2010

ليس التحدي المطروح على "14 آذار"، أو ما تبقّى منها، هو هل تستطيع تأمين حشد شعبي للإحتفال بـ"14 شباط"، بل المحك الفعلي هو في نوعية المشاركين قيادات وجمهوراً ومضمون الكلام وفي القدرة على "إحياء" الذكرى وروح "انتفاضة الإستقلال" ومنع التطبيع مع مبدأ الإغتيال. كان يمكن للإختبار الحقيقي لجمهور "ثورة الأرز" أن يحصل يوم "14 آذار" الذي لم يعد بعيداً في أي حال، لكن بما أن القرار اتخذ بالدعوة إلى تجمع شعبي في ذكرى الإغتيال، فإن المسؤولية الوطنية تكمن في توحيد المناسبتين- كونهما أصلاً مترابطتين- وعدم السماح بإحداث فرز مصطنع بين "الجريمة النكراء" و"انتفاضة الإستقلال" يدخل عبره أصحاب الحسابات السياسية المستجدة لتمييع شعارات أطلقت قبل خمس سنوات ولا يزال جوهرها صالحاً حتى الآن. تحتاج "14 آذار" حتماً إلى مناسبة مهمة لإعادة الإعتبار إلى جمهور أحبطه نجاح الإنقلاب على نتائج الإنتخابات. صحيح أن هذا الجمهور رد العام الماضي في ساحة الشهداء على اجتياح بيروت والجبل في 7 أيار، وكرس ردَّه في صناديق الإقتراع في 7 حزيران، لكنه أصيب بنكسة الإذعان لمفاعيل "اتفاق الدوحة" والسلاح، ويرى أحلام قيام الدولة المستقلة والسيادة تتآكل على وقع التوافقات الإقليمية وسحب وليد جنبلاط طائفته من "14 آذار" وجنوح الرئيس سليمان ومستقلّيه نحو طروحات "8 آذار".

يعلم الرئيس سعد الحريري أن ذكرى والده ليست مناسبة عادية بالنسبة إلى تياره وطائفته ومعظم اللبنانيين. هي بالطبع جمرة تكوي أهل بيته قبل الجميع، لكنها شعلة تحولت مُلكاً لوطن وروحاً لشعب ودخلت في الضمير الجمعي باعتبارها المحرك على انتزاع "الإستقلال الثاني" وإنهاء عهد الوصاية وفتح أفق بناء الدولة التي تتسع للجميع. ومن أجل ذلك سيكون حذراً إزاء الإستدراج إلى فخ خلط الوقائع السياسية بمعاني الإستشهاد تحت يافطة التوافقات الحكومية والعربية، أو في ظل شعار "فتح صفحة جديدة" تستوجب خفض السقف وتعديل الخطاب ومراعاة الحساسيات وعدم العودة إلى وراء.

لا أحد يطلب كلاماً بحدة ما قيل في السنوات السابقة في ظل ظروف متوترة ومليئة بالأخطار والتهديدات. لكن الفرق شاسع بين استعادة الثوابت الوطنية المتضمنة الحق في السيادة الكاملة والعلاقات الندية مع دمشق وحق الدولة في تقرير مصير أبنائها واحتكار السلاح والحفاظ على النظام الديموقراطي البرلماني، وبين صياغات تسووية مليئة بالتباسات تبقي "مشروع الدولة" معلقاً وتستسلم لواقع الدويلات وتتنازل عملياً عن حقوق أصلية للبنانيين لا تسري عليها مقاييس التطرف والإعتدال.

سيكون الجميع في انتظار ما سيقوله في 14 شباط رئيس حكومة لبنان الذي أحيا الذكرى الأليمة في السنوات السابقة بوصفه نجل الشهيد وزعيم طائفة وتيار ومكوناً أساسياً من مكونات "انتفاضة الإستقلال". ولا شك بأن كلامه هذه المرة سيعبِّر عن روح تيار وطائفة اختارا أن يشكلا رافعة لمسيرة استعادة الإستقلال ولا يبدو أنهما مستعدان للتوقف في منتصف الطريق أو فك التحالف مع شركائهما المسيحيين على غرار ما فعله وليد جنبلاط. فلا الطائفة السنية أقلية لتشعر بما شعر به الزعيم الدرزي، ولا نظرية الوزير العريضي الداعية إلى "فصل معاني اغتيال رفيق الحريري عن سياق الحياة السياسية مثلما حصل بالنسبة إلى اغتيال كمال جنبلاط"، مقنعة بالنسبة إلى جمهور رفيق الحريري وكل الذين انتفضوا من أجل لبنان.

أسوأ ما يمكن أن يحصل في "14 شباط" هو أن تغرق المناسبة بعواطف أهل التوافق من المنقلبين على مبادئ "14 آذار" ومن خصومها في آن، فيتم تمييع الكلام وتخريب الأولويات وتضييع البوصلة وتبرير التراجعات والإعتذارات بحجة الواقعية والوئام، في وقت لا يزال لبنان يحتاج إلى إحياء الذكرى بتجديد الثوابت وتعزيز النضال وتوضيح البرنامج في معركة طويلة شرطها الثبات والوضوح والسلم الأهلي، لكن أهدافها لا تزال "حرية، سيادة، إستقلال".

 

التحذيرات جدية فماذا يحمي لبنان؟   

٢٤ كانون الثاني ٢٠١٠

علي حماده

منتقدو تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بعد لقائه الرئيس سعد الحريري في باريس وتخوفه من افتعال ايران حرباً اقليمية لا سيما بواسطة "حزب الله" في لبنان للتهرب من استحقاقاتها على صعيد مواجهتها مع المجتمع الدولي في شأن برنامجها النووي، هم اكثر العارفين بخبايا حرب تموز 2006 التي شنها "حزب الله" نيابة عن ايران بعد اقل من يومين على انهيار مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، والغاء اجتماع باريس الذي كان يفترض ان يضم مندوبين ايرانيين الى ممثلي مجموعة دول 5+1. ومن لا يتذكر التحذيرات المعلنة وغير المعلنة التي ابلغت الى "حزب الله" وبالتحديد الى الامين العام السيد حسن نصرالله شخصيا والتي كانت تطلب اليه عدم التورط في اي عمل من شأنه ان يؤدي الى حرب فورية. وثمة أسرار من تلك المرحلة يعرفها كل من نصرالله والرئيس سعد الحريري تتعلق بالتحرك الديبلوماسي الدولي الذي سبق حرب تموز 2006، اي بين الفترة الممتدة من شهر ايار 2006 مع اخفاق عملية امنية لاختطاف جنود اسرائيليين قام بها الحزب عبر الخط الازرق مع اسرائيل وقتل فيها ثلاثة عناصر من الحزب، و12 تموز مع شن الحزب عملية عبر الخط نفسه نجحت في قتل ثمانية جنود واختطاف اثنين واشعلت الحرب التي خرج منها الحزب المذكور ليعلن انتصارا إلهياً عل انقاض ثلاثين ألف منزل مدمر، و1500 قتيل، وبين 7 و10 مليارات دولار من الخسائر على مختلف الأصعدة العامة والخاصة.

اليوم يتكرر المشهد نفسه: اسرائيل متحفزة لاقتناص ذريعة لشن حرب تؤدي هذه المرة، بصرف النظر عمن يعلن الانتصار فيها، الى تدمير لبنان على رؤوس اللبنانيين، علما ان احدا في لبنان لم يفوض "حزب الله" استدراج اسرائيل الى حرب، او الانزلاق نحو حرب معها في مواجهتها بأي ذريعة ايا تكن الاعتبارات. وما يقلق اللبنانيين اليوم ان ايران في مواجهتها مع المجتمع الدولي حول الملف النووي، وأزمتها الداخلية المستفحلة، وبينما تتبلور ملامح تحييد للعامل السوري في الاصطفاف الاقليمي، لا احد يمكنه الجزم انها لن تقدم على عمل ما لقلب المعطيات في المنطقة، وفي الداخل ايضا. والحال ان النظام الايراني المأزوم في الداخل ومع الخارج قد يكون صار في أمسّ الحاجة الى حرب مع الخارج لحماية النظام وتحشيد الشعب خلفه. اما الخوف في لبنان فمرده الى ان ايران تملك مفاتيح الماكينة الحربية لـ"حزب الله"، وبالتالي فإنها تمتلك مفاتيح الحرب والسلم في لبنان.

كل اللبنانيين يتفقون في القول بأن اسرائيل في النهاية هي التي تقتل وتدمر. ولن يكون يوما خلاف بشأن معاداة اسرائيل، لكن الخلاف الاساس يبقى في مواصلة فئة لبنانية امتلاك سلاح من خارج اطر الدولة الجامعة، وفي كونها جزءا من أجندة خارجية مفروضة على البلاد تتهدد الوطن باستمرار بحروب بالواسطة لا يريدها اللبنانيون.

ان التحذيرات تتزاحم، وهي جدية، من انقره الى باريس فواشنطن وغيرها من عواصم الدول المعنية. واللبنانيون ليسوا معنيين بما تقدم عليه اسرائيل بقدر ما يعنيهم الا يتورط طرف لبناني فيورط بلاده في مغامرة شبيهة بتموز 2006، لأن حماية لبنان تبقى في تطبيق حرفي للقرارات الدولية ذات الصلة والعودة الى اتفاق الهدنة وليست في بناء جيوش تضر اكثر مما تنفع. المصدر : النهار

 

 أقباط مصر: بين الاحتقان الراهن والاضطهاد المتخيّل 

٢٤ كانون الثاني ٢٠١٠/حسن أبوطالب

«سرور للنائبة القبطية: هل اغتصاب مسيحي لمسلمة واعتداء مسلم على قبطي فتنة يا أستاذة القانون؟». هكذا كان أحد أبرز العناوين لصحيفة «روز اليوسف» في صدر صفحتها الأولى يوم 18 كانون الثاني (يناير) الجاري. التساؤل جاء في جلسة عاصفة لمجلس الشعب المصري ناقشت الاعتداء الإجرامي الأكثر جرأة وخسة ضد مسيحيين قام به أحد المسجلين كشخص خطر، والذي شهدته نجع حمادي ليلة عيد الميلاد يوم 7 كانون الثاني الجاري، وفقا للتوقيت القبطي المعمول به في مصر، والذي راح ضحيته عدد من الأقباط وجندي مسلم وأصيب آخرون.

النائبة هنا هي الدكتورة جورجيت قلليني، وقد عُينت من بين عشرة نواب يعينهم الرئيس وفقاً للدستور، ويتم اختيارهم بعناية شديدة لسد الفجوات التي تفرزها عملية الانتخابات، والتي غالباً، ولأسباب شتى، لا تأتي بنواب أقباط منتخبين إلا نادراً، فيكون قرار تعيين بعضهم لتعويض نقص التمثيل النيابي لفئات وتخصصات مختلفة من بينها الأقباط. وفي حوارها العاصف مع النواب في الجلسة المشار إليها، كان تركيز قلليني على أن ما جرى هو جريمة وفتنة طائفية بامتياز، وأن وراء المجرمين محرضين يجب أن يخضعوا للمحاكمة والعقاب. ولمح بعض التقارير الصحافية آنذاك إلى أن هذه الاتهامات تطاول أحد كبار النواب عن الصعيد، ولكن لم يثبت الأمر. في حين كانت الرؤية المقابلة أن ما جرى هو جريمة فردية تخضع للقانون الجنائي، ولا تمت الى الدين بصلة، فهل دفع الدين المسيحي، مثلاُ، ذلك القبطي الذي قام باغتصاب طفلة مسلمة في ليلة حالكة من ليالي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في إحدى قرى فرشوط في محافظة قنا إلى هذا الفعل البغيض؟ وهل دفع الإسلام أسرة شابة مسلمة قام شاب مسيحي بالتشهير بها والإساءة إليها مستخدماً رسائل المحمول، إلى الانتقام من والد الشاب وأخته بالقتل العمد في وضح النهار في إحدى قرى ديروط في محافظة أسيوط، كما حدث في تشرين الأول (أكتوبر) 2009، أو هل كان الإسلام عنصراً دافعا لقيام مجرد مسجل كشخص خطر بفعلته السوداء يوم ليلة عيد الميلاد؟ باختصار ما علاقة الدين بمثل هذه الجرائم الخسيسة؟ أعتقد أن لا علاقة البتة.

والواضح هنا أن القاسم المشترك بين هذه الجرائم وكثير غيرها هو ما يعرف بجرائم الشرف في ظل بيئة الصعيد الشديدة المحافظة قيمياً، والتي تعرف جرائم الثأر منذ مئات السنين، وتواجه تحديات تنموية واقتصادية بدرجة أشد مما تواجهه محافظات ومناطق شمال مصر.

والواضح أيضاً أن هذه الجرائم يتداخل فيها الاجتماعي والديني تداخلاً يصعب فصمه، بيد أن الديني هنا يستغل في غير موضعه، ويجد من يضعه في الواجهة غصباً وتعسفاً لحسابات أخرى غير حسابات الوطن ووحدته وتماسكه.

إن التساؤل الذي طرحه فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، ورجل القانون والتشريع المُحنك على النحو المُشار إليه يوضح أكثر من مدخل يتم به التعامل مع ما بات يعرف إعلامياً بأحداث الفتنة الطائفية، والتي فرضت نفسها على سطح الحياة المصرية وعمقها منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي، وما زالت تتفاعل وتتطور وتأخذ أشكالاً عدة من الأحداث والوقائع، ولكنها جميعاً تصب في مصب واحد وهو مزيد من التوتر والاحتقان بين عنصري الأمة المصرية. ولن نقول هنا انه الاضطهاد، كما يحلو لبعض المحللين من الأقباط غالباً، لا سيما من هم في الخارج والذين يصرون على تصوير الوضع القبطي في مصر تحت طائلة الاضطهاد المقنن حتى لو تعلق الأمر بمجرد واقعة غرامية تجمع بين شاب وفتاة مختلفي الديانة، ناهيك عن دعوتهم لتدخل دولي لحماية الأقباط في مواجهة المسلمين، ما أثار لدى قطاعات عريضة من المجتمع شكوكاً إزاء نظرائهم في الوطن، وتسبب الأمر بمزيد من الاحتقان حتى ولو كان مكتوماً. كما أن آخرين من محللين ومثقفين مصريين فضلوا استخدام مفهوم الاضطهاد في وصف أسباب ما يحدث كنوع من المبالغة في وصم النظام بالفشل والحكومة بالتردي والدولة بالانهيار، واعتبروه حقيقة واقعة تجب مناهضتها بكل الوسائل. واعتبروا أن ذلك أمر تحتمه المواجهة الشاملة للظاهرة، وهي المبالغات اللفظية التي أسهمت بدورها في زيادة درجة التوتر والاحتقان بدلاً من احتوائها وتهدئة عناصر الاحتقان فيها. وكما بالغ وزايد بعض أقباط المهجر، زايد أيضا وبالغ بعض من هم في الداخل. والوطن في النهاية هو من يدفع الثمن.

هذه المبالغات غير الحصيفة يكشفها الفارق بين التوتر والاحتقان وبين الاضطهاد من حيث الدلالة القانونية والسياسية ومن حيث المظاهر العملية والذي هو فارق شاسع. فالاحتقان هنا يتعلق بحالة شعورية تميل إلى الغضب والعصبية والانفعال الزائد تدعمها بعض الوقائع الجارية والحقائق المتناثرة، وتلعب على أوتارها جهات يهمها ضرب الداخل في العمق. أما الاضطهاد فهو سياسة متكاملة تقر بالفوارق وتعمل على التفرقة بين المواطنين لاعتبارات الدين أو اللغة أو العرق أو المنطقة والجهة، ويتم تقنينها في صورة قوانين وإجراءات تعمل بها الدوائر الرسمية وتضفي بظلالها على العلاقات الانسانية والاجتماعية. وبالقطع واليقين ليس هناك في مصر مثل هذا الاضطهاد المقنن الذي يتخيله البعض في داخل البلاد وخارجها، ويصر على وجوده من دون قرينة أو دليل. وليس هناك في مصر من يجرؤ على المطالبة بالتفرقة القانونية بين أقباطها ومسلميها. ربما يجرؤ البعض من الطرفين، وهذا يحدث كثيراً من لدن المتعصبين من الجانبين، على الإساءة إلى الآخر أو تصويره كشيطان أو كغاصب أو كمعتدٍ وغازٍ أو حتى ككافر، ولكن الأمر لا يصل إلى المطالبة بتقنين ذلك. واستطراداً فإن الفارق بين الاحتقان والتوتر من جهة والاضطهاد من جهة أخرى هو نفسه الفارق بين حالة المجتمع وحالة المؤسسات التي تتعامل مع هذا المجتمع. وليس هناك شك في أن مصر تشهد نوعاً من الفجوة بين الشعبي والرسمي، وهي فجوة متعددة المستويات والمظاهر، منها الفجوة بين ما تقوله الحكومة مثلاً حول تحقيق نمو اقتصادي وبين مشاعر الناس من طبقات عدة تشكّك في هذا النمو وترفض حدوثه، وحتى إن اعترف البعض بحدوثه، فيشير في التو واللحظة إلى أن عوائد هذا النمو يشوبها الظلم، إذ يخطفها الأغنياء وحدهم ويدفع عبئها الفقراء وحدهم.

هذه الفجوة بين الرسمي والشعبي تطاول الحالة بين المسلمين والأقباط، وهي هنا تتعلق بمدى صدقية المؤسسات الدينية الرسمية وتأثيرها على كلا جانبي النهر كالأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية على الناس أنفسهم. الفجوة المعنية هنا تتعلق أساساً بالبون الشاسع بين الخطاب المعلن لكل من الأزهر والكنيسة وقوامه أن الاسلام يحض على التسامح مع الآخر المختلف دينياً ويؤمن بأن المسيحيين هم أهل كتاب يجب احترامهم واحترام عقيدتهم التي هي جزء من الإيمان لدى المسلمين. أما الكنيسة وخطابها الرسمي المعلن فيصب في أن العلاقة بين عنصري الأمة المصرية تقوم على الاحترام المتبادل والعيش في وطن واحد. وامتداداً لهذا الخطاب الرسمي تأتي نقطة الاتفاق الكبرى في أن مفهوم المواطنة يجب أن يسود وأن يحدد العلاقة بين المصري وبلده أياً كان دينه وعقيدته.

غير أن الجميع يعترف بشجاعة وحسم بأن هذا الخطاب الديني الرسمي ليس له التأثير ولا الوزن المطلوب لدى قطاعات عريضة في المجتمع، والذي صار واقعاً تحت مؤثرات إعلامية ودينية وفكرية تطرح بدورها سياقات عقيدية ومذهبية وسلوكية تختلف بقوة عن أسس الخطاب الديني الرسمي. وفي كثير من التحليلات التي تقال عادة لتفسير حالة الاحتقان الديني في مصر نجد تركيزاً على غياب دور المؤسسات الدينية أو قلة حيلتها قياساً بالمؤثرات الجديدة، لا سيما الفضائيات الدينية التي تمولها جهات غير معلومة غالباً، والتي تقدم الدين في سياق عاطفي غرائزي انفعالي يدعو إلى كراهية الآخر والى الفصل بين مكونات الوطن، ويغرس قيم الاستعلاء الديني، ويركز على التكفير، ويصوغ نموذجاً سلوكياً يعتمد على المظاهر والشكليات وليس على المقاصد الكبرى للشرع. وهو ما دفع وزير الأوقاف المصري قبل أيام قليلة إلى وصف هذه الفضائيات الدينية بأنها «بلوة العصر». واعتبر أنها أحد أهم الأسباب وراء التوتر والاحتقان القبطي الاسلامي الحادث في مصر.

ولا يقتصر الأمر على الفضائيات الدينية، فهناك ايضاً الفضائيات العامة، والتي تتحمس برامج «التوك شو» فيها لكل ما هو أزمة ليس من أجل احتوائها، بل من أجل النفخ فيها وزيادة عنصر الاثارة ودفع المشاهدين إلى حالة من الغضب المكثف على كل شيء في الوطن.

وما ينطبق على الفجوة بين المؤسسات الدينية وخطابها العقلاني، وبين القيم التي باتت سائدة لدى غالبية المصريين، ينطبق أيضا على الفجوة الحاصلة بين الكثير من المثقفين الذين ينطبق عليهم وصف التنويريين أو الحداثيين أو حتى دعاة العولمة وبين قطاعات عريضة من الشعب المصري الذي بات يشعر بنوع من الغربة عن مثل هذه الخطابات الفكرية. وهي فجوة تعكس فشل هذه النوعية من المثقفين في التأثير على التوجهات الغالبة في المجتمع، وتفسر في ظني ذلك الهجوم المكثف الذي يبرع فيه بعض هؤلاء على كل ما هو ديني وإسلامي ويعتبره أساس البلاء الذي يعيشه الوطن. ولا تسلم من هجومهم وقسوتهم لا مؤسسة رسمية ولا دعاة جدد ولا فضائيات ولا صحف أو مجلات تختلف معهم أو كاتب يجتهد بطرح مختلف ولو نسبياً. وكثير مما يقوله هؤلاء الحداثيون صحيح نظرياً، بيد أن السؤال يظل: لماذا فقد هؤلاء تأثيرهم على المجتمع؟ هل لعدم ملاءمة ما يقولون، أم لعدم قدرتهم على التواصل مع المجتمع في ظل تطوراته الجديدة، أم نتيجة استعلائهم على الناس ومعتقداتهم، أم لأنهم يعيشون في برج عاجي؟ أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح في هذا السياق، وبدورها تعكس الفجوة بين هؤلاء الحداثيين وبين الناس، تماماً مثل الفجوة الموجودة بين المؤسسات الرسمية الدينية وبين غالبية الناس.

ولا شك عندي في أن قسوة الهجوم الذي يشنه بعض الحداثيين على المؤسسات الدينية أسهمت في تشويه دور هذه المؤسسات وأظهرتها كمؤسسات عقيمة الدور ومطلوب إعلان وفاتها فوراً من دون إبطاء، ولذا حين تتم مطالبة هذه المؤسسات بالقيام بدورها الصحيح في تصحيح سلوك الناس وتطبيعه مع أسس الدين القويم، سواء الإسلامي أو المسيحي، تصبح هذه المطالبات بلا معنى ولا تأثير. المصدر : الحياة

 

الحريري لـ"الفيغارو": لبنان يؤيد مؤتمراً للسلام في باريس

المستقبل - الاحد 24 كانون الثاني 2010 - نقلت صحيفة "الفيغارو" الفرنسية عن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، انه "شجّع" الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى استقباله له أول من أمس في الاليزيه على تنظيم مؤتمر سلام حول الشرق الأوسط في باريس لإخراج عملية السلام من الطريق المسدود. وقالت "الفيغارو" ان الرئيس الحريري قال في حوار أجرته معه في باريس عقب غداء عمل له مع الرئيس الفرنسي "ان الرئيس ساركوزي مصمّم على العمل لدفع عملية السلام قُدماً، انه يولي عناية شخصية بهذه المسألة، وسيتخذ قرارات ستمثل فارقاً كما آمل". وقال الحريري "ان الإسرائيليين لا يريدون ان يتحركوا، وعلى الرغم من ذلك كل العالم يعرف ان عليهم أن يفعلوا"، معرباً عن أمله ان مؤتمر السلام الذي اقترحه في تشرين الثاني (نوفمبر) نيكولا ساركوزي خلال زيارة إلى باريس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سيسمح بفتح بعض النوافذ". واعتبر الحريري الذي التقى في بيروت قبل سفره إلى باريس المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، ان الولايات المتحدة أمضت وقتاً كافياً "للاستماع إلى كل الأطراف"، واضاف "لقد خسرنا سنة كاملة، وهذا يُضاف إلى 8 سنوات خسرتها الإدارة السابقة، هذا لا يؤدي إلا إلى تشجيع المتطرفين، يجب القيام بعمل ما، وتشديد الضغط على إسرائيل".

 

جنبلاط: نحن مع خفض سن الإقتراع ولن أفرض شيئاً على نواب اللقاء الديمقراطي

نهارنت/ذكّر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بأنّ الحزب التقدمي الاشتراكي تاريخياً مع خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً مشيراً الى أنّ هذا هو موقف النواب الملتزميين حزبياً. ولفت جنبلاط في حديثٍ لصحيفة "النهار" انّه لن يفرض على نواب "اللقاء الديمقراطي" شيء في هذا الإطار. وتعليقاً على ما أدلى به السبت رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع حول اقتراع المغتربين، قال جنبلاط: "أنا من جهتي لا أعارض إذا كان القصد اللبنانيين المغتربين الذين هاجروا في أواخر القرن التاسع عشر لاننا إذا أخذنا مثلاً صورة البرازيل حيث يتحدث البعض عن وجود خمسة ملايين من اصل لبناني فالسؤال الذي نطرحه هو: وفق اية معايير نسمح لهؤلاء بالاقتراع؟". وأسف جنبلاط ايضا للهجمة على الرئيس بري التي أتته من كل الجهات لمجرد طرحه فكرة الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، معتبراً أنّ "الهدف من هذه الهجمة هو منع إتاحة التوصل الى المشاركة في الحياة السياسية في صورة طبيعية وحضارية". وتجدر الإشارة الى أنّ النائب وليد جنبلاط غادر بيروت على متن طائرة خاصة, متوجها الى لندن في زيارة خاصة.

 

عون وأبو موسى

يُقال.نت /الثلاثاء, 19 يناير 2010

ما من سياسي لبناني يسهب في الكلام كالعماد ميشال عون .ويقال في عون المتكلم الكثير ،كالإشارة مثلا إلى انه  يعرف متى يبدأ ،لكنه لا يعرف أين ينتهي. ولكن عون "كذّب"هذه المقوله ،فهو قدّم الدليل ،في مؤتمره الصحافي الأخير الذي عقده بعد اجتماع تكتله النيابي ،أنه ،حين يكون صاحب مصلحة ،يستطيع أن يُنهي كلامه بمجرد أن يبدأه. هذه كانت حال عون ،حين سئل عن مواقف "أبو موسى "الرافضة لتسليم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات،إذ إنه ،خلافا لعادته في الإسهاب بتقديم الأجوبة ،إكتفى بعبارة واحدة :" قالوا لي إنه تراجع عن آرائه وبما أنه تراجع فلا مشكلة." من قال لعون إن "أبو موسى "-الأب الحقيقي لتنظيم "فتح الإسلام"-قد تراجع عن كلامه ؟ألم يسمعه يردده ويكرره ويدعمه ،من على ضريح عماد مغنية ؟ ومتى كان عون يكتفي بما يقولونه له ،في حال كان القائل يطرح ما يعترض عليه ؟ألم نره ،مرات ومرات ،يعقد مؤتمرات صحافية لمهاجمة شخصية سياسية، بناء على ما نسب إليها من أقوال ،على الرغم من التأكيد له أن هذه الأقوال مجرد شائعات مفبركة ؟ألم نره،مرات ومرات ،يغرق في تحليل معلومة ،على الرغم من قولهم له ،أن صاحبها قد نفاها نفيا قاطعا؟ بلى ،يعرف عون أن ما قاله أبو موسى يعبر عن حقيقة "أسياد"أبو موسى الذين أيقظوه من سبات 28 سنة وألبسوه وسفّروه إلى لبنان ،ليقول ما قاله . ولأن عون أدرى بأهداف "أسياد"أبو موسى فضّل أن يصدق أنه تراجع عن أقواله . ولأن عون هو جزء من لعبة "أسياد "أبو موسى اختار الجهل على المعرفة ،عندما طالب ،على الرغم من حسم طاولة الحوار لهذا الملف منذ سنوات ،بأن يدرج ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها على طاولة الحوار الوطني ،لأن البحث في ملف سلاح حزب الله لن ينتج شيئا .

 

 مرصد ليبانون فايلز/إتجاه الى عزل وكالة ماروني 

علم موقعنا أنّ ورثة الشهيد سليم عاصي يتّجهون الى عزل الوكالة التي منحوها الى النائب المحامي ايلي ماروني نتيجة الخلاف القائم بين ماروني وعائلة عاصي التي يؤكّد أفرادها أنّهم تعرّضوا لإهاناتٍ كثيرة على لسان ماروني، على الرغم من أنّ شقيقه نصري وسليم عاصي قضيا معاً.

 

مرصد ليبانون فايلز/إنحسار المعارضة الشيعيّة 

لوحظ تراجع كبير في الحضور السياسي للقوى الشيعيّة المعارضة لحزب الله منذ الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، الأمر الذي اعتبره البعض ترجمةً لتوقّف الجهات الداعمة لهذه القوى عن تمويلها بعد انتهاء الإنتخابات وبروز مناخ التهدئة الداخليّة.

 

مرصد ليبانون فايلز/مهنتان في آن 

صدر مرسوم يحمل الرقم 2975 يقضي باحتفاظ وزير التربية حسن منيمنة بوظيفته كأستاذ مساعد في الملاك التعليمي في الجامعة اللبنانيّة – كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة طيلة مدة تعيينه وزيراً. كما صدر مرسوم يحمل الرقم 2976 ويقضي باحتفاظ الوزير عدنان السيد حسين بوظيفته كأستاذ مساعد في الملاك التعليمي في الجامعة اللبنانية – كلية الحقوق والعلوم الإقتصاديّة والسياسيّة والإداريّة طيلة مدة تعيينه وزيراً.

 

مرصد ليبانون فايلز/نفور حاد بين جعجع وعدوان ؟

ذكرت صحيفة الديار أن النفور وسوء التفاهم بين رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ونائبه جورج عدوان يزداد خصوصاً ان الاخير يطالب بصلاحيات واضحة في نيابة قائد القوات. والبعض يشبه حالة عدوان باوضاع اللواء عصام ابوجمرا في التيار "الوطني الحر"، خصوصا ان عدوان وابو جمرا يعتبران ان افضالهما في الامكنة التي انضووا فيها كبيرة جدا وان تضحياتهم لا تقل عن تضحيات رؤسائهم.

 

خلاف برّي- عون يتراكم والكواليس السياسية تؤكد دخول نصرالله على خط التهدئة

موقع الكتائب/لم يكن "حليف الحليف" على خط سياسي توافقي في اي حالة او قضية حاول الحلفاء تسويتها من خلالهما ، بل ظهرت ملامح التشنّج منذ ان اعلن المقربون من الرجلين انهما في خندق واحد على الرغم من ان احداً لم يشعر ان التوافق قائم بينهما ، فالخلاف بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ليس جديداً في كثير من العناوين خصوصاً في مسألة التمّسك باتفاق الطائف مروراً بالانتخابات النيابية العام الماضي على خلفية طلب عون من بري التخلي عن المقاعد المسيحية في الجنوب والبقاع لصالحه، وحينها رأى برّي أن على الجنرال ألا يتدخل في أسماء المرشحين في مناطق نفوذه الشيعي.

واليوم يبرز الخلاف بعد ان طرح برّي إلغاء الطائفية السياسية معتبراً ان دعوته هذه من اجل الوحدة ولكن طرحه لم يحظ الا بموافقة فريقه النيابي وحليفه حزب الله في حين رأى عون أن الطائفية السياسية هي تتويج لتغيير النظام وهناك تدابير يجب مراعاتها قبل الوصول إلى إلغاء الطائفية، إذ لا يمكن أن نلغي المسار الخاطئ بسرعة خصوصاً أننا ما زلنا غير متّفقين على المواضيع العادية ، من دون ان ينسى عون ملف التعيينات الادارية والامنية التي نالت حصتها في الخلافات مع رئيس المجلس لانه كان قد ُاعطي صك التفاوض من حزب الله في ما مضى لاختيار المرشحين الشيعة لمراكز الفئة الاولى اما اليوم فقد تغيرت اجواء التحالفات وسيختار حزب الله مرشحيه وفق آلية توافقه.

وكان برّي كان أول من روّج للآلية التي تتوافق مع مرشحيه ليتبين أن عون ومعه حليفه رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أول الرافضين لها بسبب عدم وجودهما في مواقع الإدارة.

ثم تبعه خلاف آخر ُاضيف الى سلسلة الخلافات المتراكمة بعد ان ُادرج مشروع قانون خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً ما أوصل الأمور إلى درجة من التوتر لم يسبق أن وصلت إليها العلاقات بينهما ، وتشير الكواليس السياسية الى الاسباب والعوامل التي ادت الى ظهورالتباينات في صفوف الحليفين "اللدودين" على الرغم من محاولة إبراز تجاوز الخلافات على خط الرابية – عين التينة، فيما تشير الردود والردود المضادة الى توسّع الهوة بعد ان حكمت محطات ظرفية وجود تقارب ولو صوري نظرا لتباعد الرؤى بينهما في العديد من القضايا .

وتلفت الكواليس السياسية الى دخول الامين العام لحزب الله حسن نصرالله على خط التهدئة بسبب حرصه على إرضاء الحليف المسيحي ولوعلى حساب "حليف الطائفة" لذا يسعى نصرالله الى عدم تكبير الهوة بين الرجلين وتحويلها الى أروقة الداخل في محاولة متكررة منه الى تقريب وجهات النظر بين الطرفين على عدد من المواضيع العالقة خصوصاً قبل طاولة الحوار المرتقبة الشهر المقبل .

اما الانظارالسياسية الحالية فتتجه نحو ساحة النجمة يوم الاثنين حيث وضع بري مشروع تعديل المادة 21 من الدستور والمتعلق بتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة في اول بند على جدول اعمال الجلسة ، وسط اجواء نيابية بدأت توحي بجلسة ضبابية بعد ان ظهرت الهواجس المسيحية من هذا المشروع في حال لم يقترن باعطاء حق الاقتراع الى المغتربين، ومن المتوقع ان يتم تطيير النصاب او إرجاء البت في المشروع وبالتالي اجراء الانتخابات البلدية وفق القانون الحالي.

صونيا رزق  - Kataeb.org Team

 

ملاك عقيل: لقاءات سامي الجميل وتيمور جنبلاط بعيداً عن الأضواء

السفير/خلف «أسوار» المصالحات الجنبلاطية العلنية، تنسج جسور تلاق بين كليمنصو وبكفيا بعدما اقتلعت «عاصفة المختارة» جزءاً من أساساتها التي ثبّتتها ضرورات «ثورة الأرز». الأرجح ان «الشيخ» و«البيك» التقيا على قواسم مشتركة مستجدة قد تأخذ طريقها الى ما يمكن أن يترجم بصيغة «تحالف ما»، سيكون معبره الإلزامي عبر تيمور وليد جنبلاط وسامي أمين الجميل. بداية العلاقة بين «الجيل الثاني» لدى العائلتين تشي بانطلاقة مختلفة تماماً عن تلك التي جمعت الجدين ثم الوالدين قبل خمسين عاماً، والكتائب تبدو «منسجمة مع نفسها» عندما يتحدث بعض قيادييها عن تحسّن ملموس في العلاقة بين المختارة والصيفي في الآونة الأخيرة رغم ابتعاد وليد جنبلاط وقطعه «حبل السرة» مع الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار و«مشروعها» السياسي.

عودة الحرارة الى العلاقة الثنائية بين الزعامتين التي شهدت مداً وجزراً في الحقبة الماضية وجولات من «الجفاء الفطري»، من أيام اللقاء بين بشير الجميل ووليد جنبلاط في إطار اجتماع يتيم لهيئة «الإنقاذ الوطني» أواخر عهد الرئيس الياس سركيس، وصولاً الى انضمام «الوليد» الى حكومة الوفاق الوطني في عهد الرئيس امين الجميل بعد إلغاء اتفاق 17 أيار، لها مبرراتها أقله من الجانب الكتائبي، إذ ان الجميل وبعد عودته من منفاه الباريسي وانخراطه في اللعبة السياسية، لاحظ اتجاهاً لدى وليد جنبلاط للانفتاح على «الكتائب» من دون «هواجس مسبقة»، على قاعدة ان التعاطي مع حزب «الله والوطن والعائلة» أقل إحراجاً من التفاهم مع سمير جعجع.

لم يؤد وجود الجميل في المنفى الى أي تقارب بينه وبين وليد جنبلاط، لكن اتصالات خجولة كانت تتمّ بين الجميل ومروان حمادة وشقيقه علي. عودة «أبو بيار» الى لبنان عام 2000 مهّدت للقاء جمع «فخامة الرئيس» مع «البيك» حيث تمّ التوقيع على وثيقة وضعت الخطوط العريضة لعودة المهجرين الى الجبل والمصالحة الدرزية المسيحية، التي رأى فيها البعض أساس المصالحة في الجبل عام 2001 برعاية البطريرك نصر الله صفير. لم يعقب هذه الوثيقة اجتماعات منتظمة وبقيت العلاقة فاترة بعيدة عن «الدفء» السياسي، واقتصر التواصل على المسؤولين الحزبيين من الجانبين في الشوف وعاليه وبعبدا.

الاجتماعات الحاشدة واللقاءات الثنائية والثلاثية والرباعية... بين أقطاب قوى الرابع عشر من آذار بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عزّزت جانب العلاقة الشخصية بين الزعيم الجنبلاطي ورئيس الجمهورية السابق. لكن ذلك لم يأت أبداً على حساب إرث التاريخ الثقيل بينهما. «تحلحلت» الكيمياء من دون أن تفعل فعلها «السحري» في رفع رصيد الثقة المفقودة لدى رجلين يجمعهما فقط «الخوف على الوجود». هكذا انطلقت مرحلة «الخبز والملح» على طاولات الغداء والعشاء.

خارج محور 14 آذار «الشامل» كان هناك صعوبة واضحة في ترجمة التقارب بين «الكتائب» و«الاشتراكيين» الى علاقة ثنائية مبنية على أسس صلبة. الجميل رأى في جنبلاط شخصية «تعيش في عالم خاص يصعب خرقه وجدانياً»، لا بل لاحظ في فترة ما ميلاً جنبلاطياً نحو «تقنين العلاقات». زعيم المختارة من جانبه لا يرتاح تقليدياً الى العقيدة «الجميلية» في النظرة الى الكيان اللبناني من عهد بيار الجد الى «عهد سامي»، وإذا كانت بكفيا «تعايره» بالانقلابات الموسمية، فجنبلاط صاحب مقولة «... الجميل أيضاً خبير في كيفية حفظ الرؤوس عند تغيّر العهود والمناخات»... وإن كان قد فشل في حفظ رأسه بعد نهاية عهده.

في فترة «الانقضاض» الجنبلاطي على رموز «الانعزال والتقوقع» نأى الجميل بنفسه عن اعتماد سياسة «الردود الانفعالية» كما فعل العديد من المسؤولين الحزبيين الكتائبيين وفي طليعتهم نجله سامي ومستشاره السياسي سجعان قزي، حافظاً خط الرجعة بناءً على حسابات تتخطى زواريب الداخل وشعاراتها «الطنانة»، متسلحاً بقراءة واقعية للزئبقية الجنبلاطية مفادها ان الزعيم الدرزي يسعى الى حماية ظهر الدروز في الجبل، وترتيب علاقة مع السوريين في ظل هاجس الاغتيال الذي ساوره دائماً، إضافة الى تأمين انتقال سلمي «للسلطة» الجنبلاطية الى نجله تيمور. في بكفيا ثمة من لم يهضم بعد «الإهانات» الجنبلاطية والمقاربة «العدائية» العلنية لحلفائه المسيحيين في 14 آذار، في وقت تسجّل فيه «الكتائب» على جنبلاط وقوعه في فخ تجاهل «ميول» قاعدته الشعبية، وعدم الأخذ بالتأثيرات الناتجة عن انعطافته الأخيرة على التلاقي بين المسيحيين والدروز في الجبل، وإن كان قد تنبّه مؤخراً لهذه «الزلّة» بعدما أدرك أنه في السنوات الماضية قد حصد تعلّقاً مسيحياً بشخصه يوازي تعلّق المسيحيين بقياداتهم.

بعد الثاني من آب، يوم إتمام جنبلاط آخر مهامه على كرسي الاعتراف بالخطيئة الآذارية، لم يجد الجميل حرجاً في قبول دعوة جنبلاط الى عشاء عائلي في كليمنصو بحضور زوجتي «الشيخ» و«البيك» إضافة الى تيمور جنبلاط وسامي الجميل، أعقبه لاحقاً انتقال جنبلاط وتيمور الى بكفيا أيضاً الى مائدة عشاء. ظهر حرص من الجانبين على إبقاء المناسبتين «العائليتين» بمنأى عن الاعلام، وفي الخلفية النية في مدّ جسور تواصل منذ الآن بين تيمور ممثلاً الـ«نيو جنبلاطية» وسامي ممثلاً الـ«نيو جميلية». في المرحلة الماضية تجمّعت لدى بكفيا «داتا» كافية عن تيمور لتجعل من إمكانية التلاقي السياسي مشروعاً وارداً بقوة. فتيمور خريج معهد العلوم السياسية في «سان غيوم» بباريس، يتمتع، كما تؤكد مصادر كتائبية نقلاً عن سامي الجميل، بنضوج سياسي واضح المعالم وإطلاع على خريطة الأحداث الداخلية والخارجية. هو متمسك كوالده بجملة ثوابت أهمها وحدة الجبل القائمة على الحياة المشتركة الحقيقية بين المسيحيين والدروز. واقعي وصريح، يتمتع بروح عصرية وحديثة. أكثر من ذلك، فهو يتفهم أهمية ودقة دوره في المرحلة المقبلة. يقارب «تكويعات» والده المتكرّرة بنظرة ايجابية داعياً الى «تفهّم وضعه» واستيعاب قراءته السياسية القائمة على الخوف من الأخطار المحدقة بالأقلية الدرزية التي لا يتجاوز عددها الـ150 الفاً على تخوم أكثرية شيعية، إضافة الى المخاطر الأمنية المتأتية بشكل أساسي من التوسّع الشيعي والفلسطيني، والأهم أن جنبلاط الذي بقي لفترة طويلة يعتبر «فيروس» الهجرة الى الخارج لن يضرب الطائفة الدرزية، لمس أخيراً ان عدواه طالت بكثافة طائفة الموحّدين.

وتتكئ بكفيا، في المقابل، على معلومات مفادها ان مراجع دولية كبرى نصحت جنبلاط بضرورة الحد من الارتماء في حضن «حزب الله» وسوريا، «وخلال زيارة جون ماكين سمع جنبلاط كلاماً صريحاُ بهذا المعنى، أعقب ذلك تعديل في «لهجة البيك». وخلافاً لرأي السفارة الأميركية وأخذاً بنصيحة أصدقاء مشتركين مع الادارة الاميركية اقتصرت زيارات ماكين خارج الإطار الرسمي على جنبلاط فقط حيث نصحه بالتخفيف من الاندفاعة على دمشق و«حزب الله». لكن المعلومات المطمئنة أكثر التي وصلت الى بكفيا، نقلاً عن أجواء جنبلاطية «دقيقة»، هي ان زيارة زعيم المختارة الى ميشال عون في الرابية هي «شكلية ومطلوب ان تتم بالإطار الذي تمّت فيه»، فيما «التيار الوطني الحر» يحاول توظيف الزيارة في غير محلها، عبر الإيحاء باستعادة زمام المباردة في ما يخص ورقة المهجرين.

الرد الجنبلاطي، وفق الأوساط الكتائبية، جاء لاحقاً عبر استقبال الوزير أكرم شهيب، بعد نحو أسبوع من لقاء عون وجنبلاط، وفداً كتائبياً برئاسة سامي الجميل حيث جرى التأكيد على استمرار عمل اللجان المشتركة بين الجانبين، وعلم ان الوزير شهيب لا يمانع بالمقابل بانضمام مسؤول عوني الى اللجنة!. تضيف الأوساط «سبق الاجتماع زيارة قام بها وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة المقدم شريف فياض ومسؤول الإعلام رامي الريّس الى بكفيا لتسليم دعوة للمشاركة في مؤتمر الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين، فحضرت «الكتائب» المؤتمر وتقدمت فيه بورقة عمل».

لوحة التقارب الجنبلاطي الكتائبي توّجت بموقفين خلال الأسبوعين الماضيين للنائب سامي الجميل وعضو المكتب السياسي في «حزب الكتائب» سجعان القزي يشيدان من خلالهما «بالمناقبية السياسية والشخصية لتيمور وليد جنبلاط». الصيفي تبدو «مرتاحة» للتقارب المنظّم بين النائب الجميل وتيمور والذي جاء نتيجة اللقاءات الأخيرة بين الشابين، ويكبر الرهان في الصالونات الكتائبية على «دور» تيمور الايجابي في المرحلة المقبلة، أما بالنسبة لجنبلاط الأب ففترة «غض الطرف» الكتائبية ما تزال مستمرة ريثما ينتهي من إعادة ترميم علاقاته وتركيز تموضعه السياسي...

كل ذلك لا يسقط سعي جنبلاط الى تعريف تيمور الى حلفائه السياسيين «السابقين» وخياراتهم السياسية المحلية الإقليمية في وقت يجاهر فيه «البيك» برغبته في التنحي ذاتياً عن العمل السياسي اليومي، والانتقال الى «النورماندي أو النروج لكتابة مذكراته»... وحتى ذلك الحين، يحرص الزعيم الدرزي على وضع تيمور «وديعة» بيد السيد حسن نصر الله، شريك الضرورة الذي لا بد منه لضمان بقاء بيت الزعامة الجنبلاطية مفتوحاً أقله طالما سوريا لا تزال «الجار الأقوى»...   

 

إحياء ذكرى استشهاد ايلي حبيقة وشارع باسمه في الحازمية قداس وجناز للمطران مطر بعد الظهر بمشاركة ممثلين للرؤساء ورسميين

جو حبيقة: شرعت أبواب السلام وطرقاته لأنك تدرك سلبيات التقوقع والانغلاق عاتبون على بعض أضأت لأجلهم أصابعك وارتضيت الشهادة لتبعد عنهم الخطر

وطنية - افتتحت بلدية الحازمية قبل ظهر اليوم، في إطار إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد مؤسس الحزب الوطني العلماني الديمقراطي "وعد" الوزير السابق ايلي حبيقة ورفاقه فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين، شارعا في البلدة يحمل اسمه يمتد من مستديرة المجلس الاسلامي الأعلى صعودا باتجاه مار تقلا، وقد ازدانت شوارع الحازمية بالأعلام اللبنانية وبصور الشهيد حبيقة. وللمناسبة، أقيم لقاء حاشد حضره النائب فادي الأعور ومدير الدفاع المدني درويش حبيقة والأب بشارة أبو ملهب وممثلون ل "التيار الوطني الحر" و"جبهة الحرية" و"الاتحاد لأجل لبنان" ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير بلدات بعبدا وحشد من أبناء الحازمية وسكانها ومحازبون من "وعد" وأصدقاء.

بداية ألقى رئيس المجلس البلدي جان أسمر كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم بعد ثماني سنوات على انضمام الوزير ايلي حبيقة ورفاقه الى قافلة الشهداء على أرض لبنان الحبيب. نجتمع لنؤكد أن الحازمية بلدة وبلدية وفية لمن أحبها، ولمن قدم لها الكثير، ووفاء له نرفع اسمه اليوم على الشارع الذي لطالما أحب، وكم كنا نتمنى أن يكون بيننا بحكمته وذكائه لنكرم عطاءاته لا ذكراه". أضاف: "ما زلنا حتى اليوم نشعر بالأسى والصدمة على هذا الحادث المروع الذي هز الحازمية ولبنان، وفي هذه المناسبة نأمل أن تكون سنوات الحقد الأسود قد انطوت الى غير رجعة، وأن يحل الحوار البناء مكان آلة الدمار والانتقام. آملين أن يبادر القضاء الى كشف الحقيقة للاقتصاص من الجناة. كفى تأجيلا وتعتيما على الحقيقة".

وتوجه الى حبيقة بالقول: "أنت غائب عنا في الجسد ولكنك حاضر أبدا معنا برؤيتك، بمواقفك وجرأة قراراتك وبحكمتك. خلف استشهادك فراغا يعجز الكثيرون عن سداده، ولكن يبقى لنا الأمل بالعزيز جو ورفاقك السابقين الذين لا يزالون يتابعون مسيرتك معه من أجل مستقبل مشرق".

جو حبيقة ثم ألقى نجل الشهيد جو ايلي حبيقة كلمة قال فيها: "ما يجري اليوم هو جزء من الوفاء الذي يعزينا والدي الحبيب، لكن لا أخفيك عتبا على البعض ممن أضأت لأجلهم أصابعك العشرة، ولمن ارتضيت أن تلقى الشهادة منذ البداية لتبعد عنهم الخطر، يوم انخرطت في طليعة المدافعين عن الوطن وعن المواقع التي ينعم بها هذا البعض اليوم. اليوم تبادلك الحازمية التي اخترتها لتسكن وتغفو في أحضانها، ممثلة بمجلسها البلدي رئيسا وأعضاء بعض الوفاء. وقد أرادوا أن يجسدوا الوفاء بشارع يخلد اسمك، لأنك أنت من شرعت طرقات لبنان واسعة أمام تلاقي شعبه التي أقامت المؤامرة بوجهه السواتر والسدود".

أضاف: "أنت الذي شرعت أبواب وطرقات السلام بصدق، لأنك تدرك سلبيات التقوقع والانغلاق، التي لا تعزز إلا التزمت، ولا تعمم إلا ثقافة الجهل، ولا تزرع الا الأحقاد. ونحن الذين تربينا معك ووثقنا بك، أخترنا السير على الطريق الوطني والسياسي والتنموي الذي دشنته، ومن آمن بطريقك، لا يجد فرقا بين طريق وطريق في الوطن.. لا فرق بين طريق في الجنوب وآخر في أقاصي الشمال، لا فرق بين طريق في بيروت وآخر في البقاع. لا فرق بين غربية أو شرقية، لأن طريق مصيرنا وطريق خلاصنا كشعب واحد هو واحد في كل الظروف والأزمان". وختم حبيقة: "باسمي، وباسم عائلتي الصغيرة، وباسم الحزب الذي أمثل، وباسم كل من أحب ايلي حبيقة، أوجه الشكر الى رئيس بلدية الحازمية الصديق جان أسمر والى أعضاء المجلس البلدي فردا فردا، والى جميع عائلات الحازمية وسكانها على هذه البادرة، وأتمنى لكم جميعا كل الخير".

بعد ذلك انتقل الجميع الى الشارع حيث ركزت اللوحة التي تحمل اسم الشهيد حبيقة وازيحت عنها الستارة. صلاة في مكان الانفجار وكان استهل يوم إحياء الذكرى في التاسعة والدقيقة الأربعين، التوقيت الذي وقع فيه الانفجار، بصلاة أمام مزار السيدة العذراء الذي أقيم في المكان رفعها الأب بشارة أبو ملهب تحيط به السيدة جينا ايلي حبيقة ونجلها جو ووالدة الشهيد حبيقة وعائلات رفاقه الشهداء ومحازبون وأصدقاء، حيث وضعت أكاليل وباقات الورد وأضيئت الشموع. ثم انتقلت السيدة حبيقة والمشاركون الى مدافن الشهداء في بعبدا وفي مار متر في الأشرفية حيث تكرر المشهد نفسه. وفي الثالثة والنصف من بعد الظهر يترأس راعي أبرشية بيروت للموارنة بولس مطر قداسا وجنازا عن راحة أنفس الشهداء يحضره ممثلون لرئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة ورسميون وفاعليات, وسيلقي المطران مطر عظة من وحي الذكرى، ويلقي رئيس حزب "وعد" جو حبيقة كلمة الحزب.

 

الوزير شهيب: خفض سن الاقتراع الى 18 عاما مطلب تاريخي

جنبلاط سيقطع الربع الاخير من المسافة الى سوريا في الوقت المناسب المشاركة في 14 شباط قائمة وإلقاء كلمة مرهون بشكل إحياء الذكرى

وطنية - أكد عضو "اللقاء الديموقراطي" وزير المهجرين أكرم شهيب أن "الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط سيقطع الربع الأخير من المسافة الى سوريا في الوقت الذي يكون مناسبا للنائب جنبلاط وللقيادة السورية", وأوضح أن "ليس هناك موانع أبدا من رد العماد ميشال عون الزيارة للنائب جنبلاط في المختارة, وأعتقد أنها ستتم في وقت قريب".

وقال في حديث الى "القدس العربي": "ليس بإمكان أي فريق سياسي في لبنان أن يقول لا لمشروع خفض سن الاقتراع الى 18 عاما, ولكنه قد يقر في الدورة المقبلة كما جرى بالنسبة الى الانتخابات النيابية وخصوصا أن مشروع قانون البلديات لم يقر بعد في مجلس الوزراء, وهناك جلسة لمجلس الوزراء الثلثاء لاستكمال درس الاقتراحات التي قدمها وزير الداخلية والبلديات". أضاف: "نحن ضد تأجيل الانتخابات البلدية, واذا تمكنا من تعديل القانون من اجل إدخال تحسينات كان خيرا, وإذا لم نستطع فهناك أهمية كبيرة لتجديد الدم في البلديات وخصوصا أن هناك عددا كبيرا من البلديات المنحلة وتدار من القائمقامين وهذا غير صحي وغير ديموقراطي وغير إنمائي. الانتخابات البلدية تختلف كثيرا عن الانتخابات النيابية وتلعب فيها العائلية دورا اساسيا, ولا أستبعد أن تكون مرحلة التوافق بعد الدوحة ومرحلة الانفتاح عاملا مسهلا لتوافقات سياسية من هنا أو هناك".

وعن التعيينات الادارية قال: "ليست لدينا مطالب محددة إنما لدينا مطالب يتكلم الجميع فيها, وهي أملنا في أن تقرن الاقوال بالافعال التي هي اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب". وبالنسبة إلى المشاركة في ذكرى 14 شباط في ساحة الشهداء قال: "إن موضوع الرئيس الشهيد رفيق الحريري له بعد وطني وانساني وسياسي كبير لدى كل اللبنانيين, وأعتقد أن فئات كبيرة من المجتمع اللبناني تلتقي على هذه الذكرى الوطنية والحزينة بشكل اساسي. هناك حاليا أكثر من رأي في هذا الموضوع وطبعا الرئيس الحريري هو صاحب الرأي النهائي مع عائلة الشهيد, إنما لا شك في أن المشاركة والتعبير بكل الوسائل هي واجب على كل لبناني لما لهذا الرجل من أفضال على اللبنانيين وعلى الوطن".

وعن إلقاء النائب جنبلاط كلمة في الذكرى قال: "المشاركة قائمة, أما موضوع الكلمة فتترك الى حينه، وهذا مرهون بما سيقرره الشيخ سعد في موضوع الكلمات لكون الترتيبات النهائية لم نعلم بها حتى الساعة". ودعا الوزير شهيب الى "معالجة موضوع تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية بهدوء, ولا يمكن الوصول الى مجلس شيوخ أو الى اللامركزية إلا اذا بدأت بخطوات أخرى في تطبيق اتفاق الطائف ومنها تشكيل الهيئة الوطنية". وردا على سؤال عن تنافس أو تجاذب درزي أرثوذكسي على رئاسة مجلس الشيوخ بعد تصريح نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري قال: "هلق بيمون الرئيس مكاري إنما مش لهالدرجة ".

ورأى وزير المهجرين أن "الهدف السياسي الذي أنشئت وزارة المهجرين من اجله انتفى والعلاقات الاجتماعية ممتازة وكذلك الاجواء السياسية والامنية جيدة وحرية الرأي مصانة, وبعد الزيارة التاريخية لغبطة البطريرك الى الجبل اصبح الجو السياسي أكثر من مريح ومساعد في الجبل, وحينما يتوافر المال اللازم لاتمام المصالحات الثلاث الباقية ونتوءات المصالحات التي سبقتها نكون قد أقفلنا هذا الملف". ووصف الوزير شهيب تقارب عون - جنبلاط بأنه "قيمة مضافة للمصالحات التي حدثت".

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 24 كانون الثاني 2010

النهار اسرار الآلهة اكد مسؤول كبير في دولة اقليمية لرجل دين ان لا حرب مقبلة على لبنان لأن التوافق الذي يحكمه يريح معظم الاطراف الاقليميين وان المنطقة لا تحتمل مزيداً من الجبهات. من المسوؤل علم ان حواجز ترابية اقيمت على طريق عين دارة لمنع وزير البيئة وصحبه من الوصول قبل اسبوعين.

لماذا تعرض احد القضاة البارزين للمساءلة اثر إلقائه كلمة "وجدانية" في احدى المناسبات الخاصة بمؤسسات حقوق الانسان. علما ان موظفين في القطاع العام دأبوا على اطلاق مواقف حزبية وسياسية ونشر مقالات وتصريحات. ****

المستقبل

يقال يزور المدير العام للمنظمات الدولية في الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف بيروت هذا الأسبوع في إطار المشاورات التي تتم بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

تبين من تقارير ديبلوماسية أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد زار أخيراً كلاً من مصر والأردن بعيداً عن الأضواء.

نقل عن ديبلوماسيين قولهم إن تعثر الحل المطروح للجزء الشمالي من قرية الغجر يعود الى كثرة "الضمانات" التي تطلبها اسرائيل للحفاظ على أمنها. *** البلد ابدى مصدر مطلع تخوفه من امكانية انعكاس التهديدات الاسرائيلية الى حرب في الجنوب

تشير بعض المعلومات الى ان المعدات العسكرية الموعودة للجيش ستبقى في العنابر حتى تحقيق تقدم على المسار السياسي

لفتت معلومات خاصة الى ان سفير دولة اقليمية سيحضر ذكرى سنوية اذا اقيمت في قاعة مركزية

 

بوابة المعارك السياسية في الجنوب فُتحت على مصراعيها بين بري والحريري

ابو مصطفى يتوغل في صيدا بالتحالف مع سعد...ليستعيد ما باعه في الماضي للتوافق الصيداوي المفقود

محمود زيات/الديار

على بعد امتار معدودة من «الحدود» التي تفصل بلدة حارة صيدا عن صيدا المدينة، اعلن الرئيس نبيه بري ان قانون الانتخابات الذي فصل مدينة صيدا عن الجنوب في الانتخابات النيابية ، لن يتكرر ، وهو موقف جاء ترجمة لموقف بري الداعي الى مراعاة خصوصية صيدا السياسية ، بحيث يتمثل رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد والنائبة بهية الحريري، لكن حسابات «تيار المستقبل» التي كانت مخالفة ، اطاحت بتمثيل تيار معروف سعد .

ويومها صور الخبثاء ، وفي حملة مذهبية ، الدكتور اسامة سعد ، على انه يسعى الى اخذ قرار صيدا الى خارج حدود المدينة ، وبالتالي فان اسامة سعد لم يكن بنظرهم صيداويا او حتى سنيا، وانه يعمل على الحاق قرار صيدا بحلفائه الممثلين بـ «حزب الله» وحركة «أمل».

وتؤكد مصادر سياسية متابعة ان الرئيس بري حسم امره ، وقرر تصحيح التمثيل في مواقع وهيئات له فيها نفوذ مؤثر، فكيف اذا كانت هذه المواقع ذات طابع جنوبي ، وان كانت ضمن صيدا العقارية، وعلى الرغم من العرف المتبع منذ سنوات ، لاستعادة ما كان باعه منذ سنوات للتوافق الصيداوي الداخلي ، وهو توافق مفقود بين تياري المدينة الاساسيين ، التيار الذي يمثله حليف الامس واليوم التنظيم الشعبي الناصري بقيادة الدكتور اسامة سعد ، والتيار الذي يمثله حليف الامس تيار المستقبل بقيادة النائبة بهية الحريري .

وترى المصادر ، ان «الحكم الذاتي» الذي «تنعم» به صيدا منذ العودة الى قانون الاقضية ، جنى خلاله تيار المستقبل ثماره في الانتخابات النيابية الاخيرة ، بايصال الحريري والسنيورة الى المجلس النيابي واخراج سعد منه ، هذا «الحكم الذاتي» جاء بعد اربع دورات انتخابية ، كانت بهية الحريري التي ارتبط ترشيحها بتزكية من بري ومن الناخب الشيعي المنضوي الى حركة «امل» ، وهي ترشحت في كل هذه الدورات على لائحة الرئيس بري وكانت في عداد لائحة التنمية والتحرير، ويومها لم يواجه النائب الراحل مصطفى سعد الامر ، وكأنه الحاق لقرار صيدا السياسي بالتحالف الشيعي القائم بين «امل» ـ حزب الله»، على عكس ما يحصل اليوم ، حيث ان الوزن الشعبي لتحالف امل ـ حزب الله في مؤسسة كغرفة التجارة هو وزن يعطي للرئيس بري امكانية التحكم بمعركتها، وعلى الرغم من ذلك فان الرئيس بري حرص على تمثيل تيار المستقبل، من دون ان يمنحه هامش المناورة في تسمية الرئيس او رسم هوية المجلس الاداري للغرفة.

وتشير المصادر الى ان ملائكة التحريض المذهبي في صيدا تستحضر مع كل استحقاق انتخابي ، اكان صيداويا ام صيداويا ـ جنوبيا ، وان الحملة المذهبية التي واجهت النائب السابق اسامة سعد خلال الانتخابات النيابية ، عادت لتطل برأسها في انتخابات غرفة التجارة في صيدا التي انتهت بالتزكية ، فبعد ان واجه سعد اتهامات تيار المستقبل الذي صور سعد على انه مرشح الطائفة الشيعية في صيدا ، عاد الحديث في بعض الصالونات الصيداوية المقربة من تيار المستقبل ليًتهم سعد بانه اعطى غرفة التجارة في صيدا والجنوب للشيعة من خلال تبني ترشيح رجل الاعمال الصيداوي محمد حسن صالح الذي ينتمي الى المذهب الشيعي، علما ان نفوذ الرئيس بري وحزب الله فيها يفوق الـ 70 بالمئة، يضاف اليهم نفوذ التنظيم الشعبي الناصري، وهو وضع لا تسمح لتيار المستقبل في ان يفاوض ويناور لايصال مرشحه الى رئاسة الغرفة او بحصة تفوق حصة تحالف بري ـ سعد ـ حزب الله، مع الاشارة الى ان تيار المستقبل رفض اعطاءه حصة تساوي حصة سعد ، بحيث يتقاسم الطرفان المقاعد السنية الثمانية .

وتضيف ان الجدية التي اظهرها الرئيس بري في خوض فريقه الممثل بحركة امل التي تشكل مع «حزب الله» الناخب الاساسي في هذه الانتخابات وبالتحالف مع الثنائي الصيداوي الحليف ، اسامة سعد وعبد الرحمن البزري، جعلت تيار المستقبل يتريث .. والتفكير في الانسحاب منها والتسليم بالواقع الانتخابي.. ، في ظل موازين قوى ناخبة غير متكافئة، هذه الجدية، اعادت القوى السياسية الى ااقيام بمراجعة تدرس حسابات الربح والخسارة ... في المعارك المقبلة، وبالتالي فان تيار المستقبل خسر موقعا هاما ومؤثرا في اللوحة السياسية الخاصة بعاصمة الجنوب، في وقت يتهيأ فيه التيار لاستعادة موقع بلدية صيدا ، في الانتخابات المرتقبة . وتخلص المصادر الى ان بوابة المعارك السياسية المشروعة لكل الاطراف فُتحت على مصراعيها .. ولن تكون الانتخابات البلدية التي بدأ تيار المستقبل يعد العدة لها ، لاستعادة موقع شكلت خسارته انعطافة سياسية في حياة المدينة.

 

تسوية بين الحلفاء : العاصمة موحّدة مقابل رفض الغاء الطائفية

مسيحيو «14 آذار» يؤيدون عدم تقسيم بيروت الى دوائر مقابل تسمية مرشحيهم والابقاء على المناصفة في المجلس البلدي

الديار/إيلين عيسى

استعداداً للجلسة النيابية غداً، يعمل «حزب الله» وحلفاء مشتركون اخرون في الساعات الاربع والعشرين المقبلة لتهدئة التشنج الذي بلغ اوجه بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون.

وفي ضوء هذه المساعي يمكن الحديث عن مصير الجلسة. لكن المواقف من التعديلات في قانون الانتخاب تبقى متباعدة فالقوى المسيحية تحاول تدارك استحقاق الوصول الى اعتماد سن الـ18 الذي يزيد في الهامش بين الناخبين المسيحيين والمسلمين في لبنان، نظراً الى ان الفئة العمرية عند عتبة الـ18 تضم غالبية مسلمة، وثمة اتجاه لدى القوى المسيحية مدعومة من بكركي الى ربط ملف اعتماد سن الـ18 بمطالب مسيحية اخرى، ابرزها اعطاء الحق للمغتربين في ممارسة الاقتراع.

كما حرّك النائب نعمة الله ابي نصر ملف استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني ممّن كانت تنام ملفاتهم في ادراج وزارة الداخلية منذ خمسينات القرن الماضي، والتي وعد الوزير زياد بارود باستئناف البحث فيها، وكلّف الدوائر المختصة بمتابعتها للوصول الى نتيجة. الا ان هناك اشكالية اخرى تحمل طابعاً طائفياً ايضاً، هي تلك المتعلقة بتقسيم العاصمة والمدن الكبرى في الانتخابات البلدية المقبلة. فقد ارتفعت اصوات مسيحية عدة تطالب بذلك، وهي تنتمي الى محوري «14 آذار» و«8 آذار» استنادا الى تجربة الانتخابات النيابية الاخيرة التي اعتمدت قانون 1960. ويلقى هذا المطلب دعماً من جانب النائب وليد جنبلاط الذي يقول ان موقفه يأتي في اطار المنطق الذي تعتمده معظم دول العالم التي تقسّم المدن الكبرى فيها الى دوائر في الانتخابات المحلية. ومن المنطقي ان يكون ملف الانتخابات البلدية مرتبطاً بملف اللامركزية الادارية الذي نصّ عليه الطائف، لكنه ما زال طيّ الاهمال.

هذا الاتجاه العام للتوافق المسيحي في ملف الانتخابات البلدية يمكن ان يخرقه تباين في النقطة المتعلقة بتقسيم المدن.

فالرئيس ميشال سليمان اعلن بوضوح منتصف هذا الاسبوع ان تقسيم بيروت غير مطروح، فيما تشير معلومات الى ان مسيحيي «14 آذار» في صدد الاتجاه الى الموافقة على تسوية في هذا المجال. فحليفهم السنّي الاساسي، اي «تيار المستقبل» هو المعني بالملف، وهو يقف الى جانبهم في العديد من القضايا، ابرزها اخيراً رفضه لالغاء الطائفية السياسية، كما انه يعبّر عن الالتزام الذي اطلقه الرئيس رفيق الحريري بابقاء المجلس البلدي في بيروت قائماً على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ولو كان هناك ارجحية عددية للناخبين المسلمين في العاصمة.

وهذا ما يعتبره اطراف «14 آذار» علامة ايجابية في توجه «تيار المستقبل» يجدر الوقوف عندها. والاتجاه الذي تنحو اليه الامور يقول بابقاء بيروت دائرة واحدة، على ان يبقى مجلسها البلدي قائماً على المناصفة الطائفية ويكون للقوى المسيحية الاساسية جميعاً دور في تسمية الممثلين في هذا المجلس. وهذه التسوية يقبل بها مسيحييو «14 آذار»، لانها تعطي المسيحيين في العاصمة حقوقهم في التمثيل المناسب، من دون ان توقع اشكالاً بين الحلفاء في «14 اذار» في اللحظة غير المناسبة، كما تضمن وقوف الطرف الاساسي في الطائفة السنية الى جانب المطالب المسيحية عامة.

 

دعوة السيد نصرالله الى هدنة لمدة سنة اثبتت اهميتها بعد خطر الخلافات الاخيرة

مشهد سياسي كارثي بين بري وعون ــ والحريري وجنبلاط و «كلّو فايت ببعضو»

وهج مشروع الدولة بدأ يخفت وصورة لبنان في الخارج تتراجع عربيّاً ودوليّاً

رضوان الذيب/الديار

في خطابه الاخير دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جميع الاطراف السياسية الداخلية في البلاد الى «هدنة سياسية واعلامية» لمدة سنة فقط، كي ترتاح الناس من غبار التجاذبات السياسية التي ارهقتها طوال السنوات الاربع الماضية، وقال سماحة السيد «الناس تعبت ومن حقها ان ترتاح» داعيا الى «الهدوء والراحة وعدم القلق».

كما دعا القوى السياسية الى تجنب اثارة الغبار الداخلي لان لكل ملف «اشتباك كبير».

ولا يجوز ارهاق الناس بالتوترات الدائمة... على ان تكون هذه الهدنة بمثابة «عيدية للحكومة» الجديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري للاقلاع بعملهاومقاربة ملفات واوجاع الناس واصلاح الكهرباء والطرقات والتمهيد لقيامة الدولة. وهذه الهدنة، يعتقد السيد حسن نصرالله بانها ستخفف التشنجات الطائفية والمذهبية وتؤسس لمرحلة جديدة من الهدوء تسمح بعدها بفتح مثل هذه الملفات الحساسة من الغاء الطائفية السياسية الى البلديات الى قانون الانتخاب والتعيينات.

وللاسف وحسب مصادر سياسية متابعة فان كلام الامين العام لحزب الله فسّره كل فريق حسب مصالحه واهوائه، وادخله بعض «الجهابذة» من السياسيين من باب المناورة السياسية لغض النظرعن سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، حتى ان فريق رئيس الحكومة سعد الحريري انتقد مبادرة السيد نصرالله ووضعها في خانة معينة.

وجاءت الوقائع على الارض لتؤكد كلام السيد الذي يقرأ المتسجدات «بميزان الالماس» بينما البعض الاخر بميزان مختلف وبحسابات ضيقة، حيث تبدو اللوحة السياسية مأساوية والناس تعيش حالة من «القرف» و«اليأس» الان بعد ان استردت انفاسها لفترة، حتى ان وهج ولادة الحكومة بدأ يخفت بعدما وضعت في وجهها كمية من الملفات الحساسة بالاضافة الى حرب داحس والغبراء بين الرئيس بري وميشال عون والقطيعة الصامتة التي ستنفجر في اي لحظة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووليد جنبلاط واستمرار التوتر بين عون وفرنجية وجعجع، والغبار في العلاقة بين فرنجية وارسلان من جهة ورئيس التيار الوطني من جهة اخرى، بالاضافة الى تباين الحريري وميشال عون حول بلدية بيروت والقصف المتبادل بين بري وجعجع والازمة بين الرؤساء سليمان وبري والحريري حول التعينيات الامنية والتجاذب بين بري والحريري، فلا احد يعرف «ايد مين بجيبة مين» و«كلو فايت ببعضو» وفي هذه الحالة كيف يمكن قيام البلد. وتقول مصادر سياسية «وحدهم المسؤولون السوريون الذين عملوا في لبنان باستطاعتهم القول للاوروبيين وللاميركيين وللعرب الآن هذا هو لبنان الذي طالبتم به... وباننا لسنا مسؤولين عن ازماته ومشاكله وفساده».

فالسوريون غادروا البلاد منذ 4 سنوات وماذا تبدل؟ علماً ان الوجود السوري في لبنان حافظ على التوازن الطائفي ووقف ضد غلبة طائفة على اخرى، وحاذر فتح الملفات الحساسة، علماً ان الكثير من الاصوات الاسلامية التي طالبت بالاخذ بالمتغيرات السكانية، ووصل بها الامر الى حد المطالبة برئاسة الجمهورية، اسكتها السوريون لاعتبارات لبنانية حتى ان الرئيس الراحل حافظ الاسد هو من طالب واصر على احترام مواقع الرؤساء الثلاثة و«عدم الدق» بطائفة الرؤساء، ويبدو ان المسيحيين هم اول من سيدفع ثمن الخروج السوري من لبنان، وهذه المسألة فهمها العماد ميشال عون جيدا وتموضعه السياسي ربما حمى هذه المواقع المسيحية لاجل طويل.

وتضيف المصادر حتى ان صورة لبنان بدأت تهتز في الخارج ولدى الدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة الاميركية وهذه الدول صاحبة القرار لان المشهد السياسي اللبناني الداخلي كارثي، والعالم الحر حسب 14 آذار قدم للبنان كل المساعدات وساهم باخراج القوات السورية واضعف المعارضة اللبنانية، ورغم ذلك فصورة البلاد غير جيدة والمسؤولون اللبنانيون بمختلف اتجاهاتهم غير قادرين على انتاج تسوية مشرفة للجميع، وهذه الصورة ربما جعلت المجتمع الدولي ينفض يديه من هذا البلد، ولا يعيره اي اهتمام في ظل الصورة الاخيرة. ولذلك تدعو المصادر الى العودة لكلام السيد حسن نصرالله والتوافق على «هدنة زمنية» تريح البلاد والعباد حتى تسنح الظروف لفتح هكذا ملفات الا اذا اصر البعض على تجييش الشارع من خلالها.

 

فتفت: هناك استحالة لتأمين أكثريّة ٨٦ صوتًا في جلسة الغد إلا إذا حصلت تسوية شاملة

بيروت اوبزارفر

رأى عضو تكتل "لبنان أوّلاً" النائب أحمد فتفت أنّ "هناك استحالة لتأمين أكثريّة موصوفة من 86 صوتا في جلسة المجلس النيابي غداً لاسيما أن عدداً كبيراً من القوى غير موافقة على تخفيص سن الاقتراع إلا إذا حصلت تسوية شاملة لأنّ الامور متداخلة ببعضها"، لافتا إلى أنّه "عندما يكون هناك قرار سياسي يمكن تعديل الدستور بسرعة"، وأنّ "لا شيء يمنع الربط بين تخفيض سن الاقتراع واقتراع المغتربين، ولكن يجب تأجيل هذا الامر حتى لا يحصل أي خرق لوجوب ورود هذا المشروع عبر مجلس الوزراء بأكثريّة موصوفة".

وأشار فتفت، في حديث ل أل بي سي، إلى أنّ "اقتراع المغتربين موجود حالياً كون المغترب هو من يحمل "باسبور" لبناني ويستطيع أن ينتخب ساعة يشاء، أما الموضوع المطروح فهو بشأن استعادة الجنسيّة للمغتربين وهو سيحصل لمن يستطيع أن يثبت بأنّه من أصل لبناني ومن هو مهتم أصلاً". وشدّد على أنّ "قانون الجنسية يحتاج إلى ثلثي مجلس الوزراء ويشابه التعديل الدستوري ومن الافضل أن يصل إلى المجلس وفق مشروع قانون من مجلس الوزراء وليس اقتراح قانون من مجلس النواب". وأضاف: "قانون الجنسيّة بحاجة لثلثي مجلس الوزراء وعليه يتوقّف استعادة المغتربين الذين "جد جدّهم" من أصل لبناني". وقال ردًا على سؤال: "لا أعلم إذا كان للتيّار الوطني الحر مصلحة أو لا في إجراء الانتخابات البلديّة ولكن الرئيس نبيه بري يقول إنّ ليس له مصلحة". وأضاف: "الخلاف قديم بين عون وبري، ففي الانتخابات النيابيّة حصلت معركة جزين حيث تلقى بري صفعة، كما عند انتخاب الرئيس بري رئيساً للمجلس النيابي طُرح موضوع ثلاث ورقات بيضاء قد تكون عائدة لنواب من التيّار، وربما هناك تراكمات قديمة في هذا الشأن".

وعن موضوع إلغاء الطائفيّة السياسيّة، أشار فتفت إلى أنّ "الطائفة السنيّة في جزء منها مؤيّد لإلغاء الطائفيّة السياسيّة وأنا أقول لنتروى قليلاً ونرى ما إذا كان هناك مصلحة في إلغاء الطائفيّة السياسيّة اليوم، فهناك خلل والنفوس غير مطمئنة ونحن ما زلنا بعيدين عن الوصول إلى هذا الامر". وأردف: "هذا الموضوع ميثاقي ومن حق بري طرحه، ولكن لنتناقش إذا ما كان لنا مصلحة في إلغائها، ولكن إذا لم "يمشي" مجلس النواب مع بري فلا يستطيع فعل أيّ شيء". واعتبر أنّ "مرحلة الهدوء بحاجة إلى ملفات هادئة وليس تلك التي تطرح إشكاليّات". وأضاف: نحن في "تيّار المستقبل" لا نرى أنّ هناك أي نظام غير المناصفة يستطيع أن يؤمن الحكم في لبنان ومن هنا دعوتنا لتأجيل طرح إلغاء الطائفيّة السياسيّة".

وبشأن الانتخابات البلديّة، قال فتفت "مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري دخل إلى المجلس البلدي لمدينة بيروت أشخاصا معارضين له، وبالتالي التجارب السياسيّة الناجحة لا يمكن أن نضحي بها ونتخلى عنها أمام نظريات سياسيّة غير واضحة". ورأى أنّ "تقسيم العاصمة هو رسالة سيّئة لكل لبنان". وشدّد على وجوب "إجراء الانتخابات"، ومضيفاً: "أنا متحمّس لمواضيع عدة طرحها وزير الداخليّة زياد بارود كالرقابة على الانتخابات وحتى مناقشة وجوب أن يحوز رئيس البلديّة شهادة، فهناك حد أدنى من المستوى العلمي الذي يجب أن يتوفّر". وأردف: "المرأة اللبنانيّة متقدمة جداً وأثبتت نجاحها في كل مكان ولكن مع الاسف لم ينجح معها إلا تطبيق الـ"كوتا" حتى في أكثر الدول تقدماً".

ونفى فتفت أن يكون "هناك قطيعة مع النائب وليد جنبلاط الذي أعلن أكثر من مرّة أنّه لم يخرج من الاكثريّة وأنّه حليف الرئيس الحريري".

 

"حزب الله" يجهد مجددًا لإخماد "جبهة" بري-عون.. سليمان حثّ على إقرار استعادة الجنسية والإلتزام بحق المغتربين .. وجعجع تمنى على رئيس الجمهورية أن "يأخذ مجدداً موقعه التوافقي"/نتنياهو يستدرك تأكيد أحد وزرائه حتمية الحرب "مع حزب الله".. نافيًا سعيه لمواجهة "مع لبنان"

الاحد 24 كانون الثاني 2010

لبنان الآن

 لبنان المتأهّب والمتحسّب لحرب بين إسرائيل و"حزب الله" سيكون "من الصعب منع وقوعها" كما توعّد أمس وزير إسرائيلي.. لم يبدّد هواجسَه بيانٌ صادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن فيه أنّ "إسرائيل لا تسعى إطلاقاً لمواجهة مع لبنان وتريد السلام مع هذا البلد كما مع جميع جيرانها".

نتنياهو أصدر هذا البيان تقويمًا لتصريح أحد أعضاء حكومته يوسي بيلد الذي جزم بحتمية اندلاع هذه الحرب "لكن لا يمكن معرفة توقيتها"، وأوضح بيلد خلال ندوة في مدينة "بئر السبع" أنّ "السياسة التي تنتهجها إسرائيل وكذلك "حزب الله" تمهد الطريق لنشوب حرب"، مشيرًا إلى أنّ "الدولة الوحيدة في العالم التي لديها تنظيم عسكري مستقل (حزب الله) وأصبح سياسياً هي لبنان، وهذا التنظيم هو جزء من الحكم ومدعوم من سوريا وإيران، ولا يخضع للسلطة القانونية المنتخبة في الآونة الأخيرة لكنه جزء من الحكومة هناك، وبدعم إيراني حولوا لبنان إلى دولة شبيهة بطبيعتها للنظام الموجود اليوم في إيران".

وإذ إتهم المجتمع الدولي "بالمساهمة في تعزيز القدرات العسكرية لحزب الله"، لفت بيلد إلى أنَّ "العالم بأسره فشل تجاه "حزب الله" حيث لم يتخذ إجراءات حاسمة لمنعه من ذلك، ما جعله اليوم أقوى أضعاف ما كان عليه بعد حرب لبنان الثانية"، محملاً في الوقت عينه رئيس الأركان السابق دان حالوتس "مسؤولية عن فشل إسرائيل في حرب لبنان الثانية، حيث أهمل سلاح البرية واعتمد على سلاح الجو لحسم المعركة".

"اليونيفيل" تستبعد حرباً إسرائيلية على لبنان

أما قائد القطاع الغربي في قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" وقائد القوات الإيطالية الجنرال لويجي فرانكا فيلا، فقد استبعد بدوره "قيام إسرائيل بحرب على لبنان في المستقبل القريب"، مؤكداً "عدم وجود مشاكل في منطقة عمل القوات الدولية المعززة في الجنوب".

فرانكا فيلا قلّل في تصريح "من شأن المناورات الإسرائيلية التي أجراها الجيش الإسرائيلي أخيراً"، مشيراً إلى أنَّ "القوات الدولية والجيش اللبناني أجريا تدريبات ومناورات إيضاً، والكل يجري مناوراته وتمارينه".

هذا ونوّه فرنكا فيلا "بالتعاون السائد بين "اليونيفيل" والقوات المسلحة اللبنانية وأهالي الجنوب"، وأضاف: إن هذا التعاون بنّاء، ونشعر بأننا جزء من منطقة الجنوب وننظر إلى الجيش اللبناني على أنهم أصدقاء وشركاء في إنجاز المهمة الموكلة إلينا من قبل الأمم المتحدة".

حصيلة زلزال هايتي تتجاوز 111 ألف قتيل.. والحكومة تنهي عمليات البحث عن ناجين  

على صعيد آخر، أُعلن في هاييتي أمس عن وقف عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي دكّ العاصمة "بور أو برنس" في 12 كانون الثاني، في حين ارتفعت حصيلة القتلى جراء الزلزال إلى 111 ألفا و499 قتيلاً.

كما أعلنت هيئة تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة في بيان أنه تم انتشال 132 شخصاً أحياء من تحت الأنقاض منذ وقوع زلزال "بور أو برنس"، كان آخرهم سيدة في الـ84 من العمر وشاب عمره 22 عاماً جرى إنقاذهما بعدما بقيا عشرة ايام تحت الأنقاض منذ وقوع الزلزال.

وليل أمس أفاد شهود عيان ان أفراد الانقاذ الدوليين أخرجوا رجلاً في الـ24 عاماً من عمره، على قيد الحياة، من تحت أنقاض فندق نابولي في وسط مدينة "بورت أو برنس"، بعد 11 يوماً على الزلزال الذي ضرب المدينة، وقال المسعفون: "إنه بدا في حالة جيدة لكنه يعاني من العطش".

سليمان يدعو للإسراع في إقرار قانون استعادة الجنسية وللإلتزام بإعطاء المغتربين الحق في الانتخاب     

في المواقف السياسية الداخلية، شددّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "لبنان أمام استحقاقات ومحطات انتخابية وسياسية وإدارية واصلاحية، وإصلاح القوانين وتطبيقها يحلّ الكثير من الإشكالات القائمة ومسبباتها"، لافتاً إلى أن "التوجهّات الإصلاحية توافق عليها اللبنانيون وأُشير اليها في خطاب القسم".

سليمان عدد أمام زوّاره هذه المحطات "التي تبدأ بقانون الانتخاب مروراً بتخفيض سنّ الاقتراع إلى ثمانية عشر عاماً، وبحقّ المغتربين في الانتخاب، وصولاً الى التعيينات الإدارية"، مشيرًا إلى أن "البلد لن يتقدّم إذا لم يحترم شباب لبنان المقيم والمغترب وكفاءاته وعطاءاته وحقه في ممارسة الديمقراطية".

وإذ اكد "التزام ما تم اقراره لجهة اعطاء المغتربين الحق في الانتخاب في العام 2013"، دعا سليمان الى "وجوب الاسراع في اقرار قانون استعادة الجنسية للتمكن من اتخاذ الاجراءات التي تفتح الطريق امام انضمامهم الى المغتربين وممارسة حقهم في الاقتراع في العام 2013"، مشددًا على "وجوب ألا تُدخَل هذه البنود، مع اهمية كل منها، في التجاذبات السياسية، وإنما الإفادة من الوقت المتاح لإعطاء الشباب اللبناني حقوقه، وفي طليعتها حق التعبيرعن الرأي"، ولفت في هذا السياق الى انه "فور اتمام اي موضوع وإنجازه تقنياً وقانونياً يتم بدء العمل به".

إلى ذلك أوضح سليمان أن "أهمّ بند من بنود إلغاء الطائفية السياسية هو عدم حصول التعيينات على أساس الانتماء السياسي لهذه المرجعية او تلك، وإنّما على أساس المعيار الذي يفترض أن تحدده الآلية من دون أن يُستَبعَد أي شخص تبعاً لرأيه السياسي"، معرباً عن اعتقاده أنّه من "المعيب تحويل الخيارات السياسية إلى وسيلة لتحقيق المصلحة الشخصية والاستحصال على الوظيفة، لأن في ذلك ضرراً على الوظيفة نفسها وعلى الخيار السياسي الحر كذلك"، وأضاف: "إن هذا الطريق ليس سهل السلوك، وهو تالياً يستوجب توافقاً وعملاً دؤوباً وهادئاً".

الحريري: "التواصل المباشر" مع الأسد "مستمر".. ولا يجب إعطاء إسرائيل أي ذريعة لمهاجمة لبنان

في غضون ذلك، إختتم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارة رسمية دامت ثلاثة أيام إلى فرنسا وتوجه إلى الرياض في زيارة خاصة.

الرئيس الحريري كان قد كشف في خلال لقاءٍ مع الصحافيين في باريس أن "التواصل المباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد مستمر عبر الهاتف، وهناك جدّية في التعاطي، وملفات يتم العمل على إنجازها بهدوء، بعيداً عن الإعلام"، مضيفاً: "إذا ما ركزنا على الجوانب الخلافية فلن نعمل لمصلحة لبنان، ولا بد من المرور عبر مراحل نحن قادرون على المرور بها".

كما لفت الحريري إلى أنه حسم خلال لقائه ساركوزي مسألة تجهيز مروحيات "الغازيل" بالصواريخ وتعزيز قدرات الجيش الدفاعية، بحيث أكد للرئيس الفرنسي أنّ "لبنان مستعد لشرائها، ولديه ميزانية دفاعية"، موضحًا أن "تسليح الجيش اللبناني سيعزز قدرته على تنفيذ القرار 1701، فردّ ساركوزي بأن فرنسا مستعدة لتزويد لبنان بما يحتاجه من أسلحة ثقيلة أو خفيفة، للدفاع عن سيادتكم".

وأضاف الحريري خلال اللقاء: "نحن نشجع الدعوة الفرنسية إلى عقد مؤتمر للسلام في باريس، لكن دعونا نرى ما هو ذلك المؤتمر، فلا نعرف ما هو شكله، ومن سيُدعى إليه، وأعتقد أنه جدّي، ما نريد هو السلام في النهاية، لكن اهتمامنا الأول هو الشأن الفلسطيني في لبنان الذي يتصاعد يومياً، وموقفنا هو جزء من المبادرة العربية"، مؤكدًا أن لبنان "آخر من يوقع مع إسرائيل، ونريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار معها، فهناك آليات لا بد من اعتمادها لإنهاء الحرب".

وإذ لفت إلى أن "أموراً حساسة سوف تُطرح على مجلس الأمن"، شدد الحريري على "الحاجة إلى علاقات مميزة مع فرنسا، وهو ملف مرشح لاحتلال حيز متزايد في العلاقات بين باريس وبيروت عندما تبدأ المشاورات حول الملف الإيراني بالوصول إلى مجلس الأمن لإقرار العقوبات، التي تنوي مجموعة الدول الست فرضها على طهران بشروط إجماع قد تشكل اختباراً محرجاً لعلاقات لبنان مع فرنسا وإيران".

الحريري الذي رفض القول ما إذا كان يوافق على الاحتمال الذي أوحى به وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير عن امكانية لجوء طهران إلى تصدير أزمتها الداخلية عبر الإيعاز إلى "حزب الله" بإشعال الجبهة اللبنانية مع إسرائيل، اعتبر أن "إيران تواجه صعوبات في التعامل مع الأسرة الدولية، لكن لا يجب إعطاء إسرائيل أي ذريعة لمهاجمة لبنان".

جعجع: لن نسير بخفض سن الإقتراع في جلسة الإثنين.. وأتمنى على سليمان أن يأخذ مجدداً موقعه التوافقي

على صعيد آخر، أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع "عدم السير في تعديل الدستور في الجلسة النيابية المقبلة الإثنين، والمخصصة لتخفيض سن الإقتراع"، مؤكداً أنَّ "هذا الموقف ليس موجهاً ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري على الإطلاق".

جعجع وفي حديث إلى "وكالة الأنباء المركزية" ذكّر بأن "مجلس النواب أقرَّ في الجلسة التي انعقدت في آذار الماضي مبدأ إقتراع سن الـ 18"، مشيراً إلى أنه "في خلال هذه الجلسة بالذات تم الإتفاق علناً بين جميع الكتل على أنَّ الدستور لن يُعدّل لتخفيض سن الإقتراع قبل أن تكون وضعت المراسيم التطبيقية، أي الآلية التنفيذية الفعلية، لإقتراع اللبنانيين غير المقيمين"، وقال: "لا نزال نحن على هذا الموقف لكن من غيّر هو الرئيس بري".

وأضاف جعجع: "لقد أعطينا اللبنانيين غير المقيمين حق الإقتراع، وحتى الآن ماذا فعلنا لكي نترجم هذا الحق؟ لا شيء، والرئيس بري يستطيع أن يسأل وزارة الخارجية ماذا فعلت وما هي الخطوات التي اتخذتها لذلك؟"، مشدداً على أنًّ "كل ما تقوم به "القوات اللبنانية" هو التمسك بالإتفاق الذي حصل علناً بين كافة الكتل النيابية"، وأكد في الوقت نفسه أنه "مع أن يقترع الشباب في سن الـ18"، وقال: "يعرف الجميع أنه إذا أردت أن أنظر إلى الأمر من الزاوية الحزبية الضيقة سنكون نحن أكثر المستفيدين، إلا أنه في الوقت نفسه يجب أن نأخذ في الإعتبار الحفاظ على حقوق اللبنانيين المقيمين خارج لبنان والتي يتم التلاعب بها، وعندما تصدر هذه المراسيم نوافق على تعديل الدستور كما تعهدنا في اليوم التالي"، متمنياً على الرئيس بري أن "يعود إلى محاضر جلسات آذار الماضي والتصرف على هذا الأساس".

ولفت جعجع إلى أنَّ "هناك نقاط تلاق مع تكتل "التغيير والإصلاح" في مواضيع عدة كهيئة إلغاء الطائفية السياسية وإدراج مشروع قانون استعادة الجنسية اللبنانية على جدول الأعمال، لكن في المواضيع الكبرى كسلاح "حزب الله" مثلاً، فالإختلاف لا يزال قائماً"، كاشفاً عن "لقاءات تنسيقية بين الطرفين تحصل بين وقت وآخر"، مذّكراً في هذا السياق "بالإتصال الذي حصل في المجلس النيابي بين النائبين أنطوان زهرا وإبراهيم كنعان، كما أن النائب جورج عدوان لديه أكثر من إتصال مع أكثر من شخص في التكتل للتداول في كافة الشؤون".

وعن العلاقات اللبنانية ـ السورية، أكد جعجع أنَّ "القوات اللبنانية" لم تدعُ يوماً إلى بناء جدارعازل مع سوريا أو إلى قطع العلاقات معها"، مطالباً بأن "تتعاطى سوريا مع لبنان كدولة وكشعب مستقل وأن لا تتدخل في شؤونه الداخلية"، لافتاً إلى أنَّه "في خلال الأسبوعين الماضيين سُجلت خطوات إلى الوراء سواء من خلال استحضار "أبو موسى" إلى الساحة اللبنانية بعد غياب دام نحو 25 سنة، أو ما ورد عن مناورات بالذخيرة الحية التي تحصل في قوسايا".

وبشأن الحملات التي تطاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اعرب جعجع عن اعتقاده بأنَّ "فخامة الرئيس هو من يُعرّض نفسه لهذه الحملات، بمعنى أنه كلما وضعوا أمامه عرقلة ما أو شنوا هجوماً عليه، يحاول لإيقاف هذه الحملات، إرضاءهم"، موضحاً: "عندما وجدوا ذلك مناسباً لهم أكملوا على هذا المنوال، "لقيوها تجارة ربّيحة"، إذ عندما يريدون شيئاً منه يشنون حملة عليه"، وأضاف: "من جهة أخرى هذا المسار في رأيي جعل رئيس الجمهورية يحيد عن موقعه التوافقي الذي كان فيه خلال الأشهر الأولى من عهده، فإذا تابعنا مواقفه في كل المحافل العربية أو الدولية أو حتى في لبنان فهي أقرب إلى الفريق الآخر، لقد أتى رئيس الجمهورية على أساس أنَّه توافقي، وذلك يعني أن مواقفه يجب أن تكون الحد الأدنى المتوافق عليه بين جميع اللبنانيين"، وإذ آسف جعجع لذلك، تمنى أن "يأخذ الرئيس سليمان مجدداً موقعه التوافقي بغض النظر عن الهجومات التي يتعرض لها من الفريق الآخر، لأنه إذا أراد إعطاءهم تحت ضغط الهجوم عليه سيهاجمونه باستمرار".

وحول التحضيرات لذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، أكد جعجع أنَّ "الخطوط العريضة باتت واضحة لدينا، لكن تفاصيل المهرجان والخطباء لا تزال قيد الدرس عند قيادات 14 آذار"، موجهاً النداء إلى جميع اللبنانيين على مختلف إنتماءاتهم مسيحيين ومسلمين، "للنزول إلى ساحة الشهداء هذه المرة أكثر من أي مرة مضت، وذلك لتكريم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ولتكريم الذين استشهدوا خلال مسيرة السيادة والإستقلال".

وختم جعجع مشدداً على أنَّ "الإحتفال في 14 شباط هذا العام سيكون له رونقه الخاص بعدما دأب الفريق الآخر منذ سنة وثمانية شهور على التشييع أن 14 آذار انتهت ولم يبق هناك ثورة أرز ولا أرز"، وقال: "لذلك سيرون في 14 شباط المقبل أن الأرز لا يزال قائماً وثورة الأرز مستمرة و14 آذار باقية في أبهى حللها".

الأمانة العامة لمجلس النواب: اقتراح قانون استعادة الجنسية لم ينجز من لجنة الدفاع

وفي إطار السجال على خط عين التيمة – الرابية، أفادت الأمانة العامة لمجلس النواب، توضيحًا لما أدلى به عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نعمة الله ابي نصر، حول اقتراح قانون شروط استعادة الجنسية اللبنانية لمن هم من أصل لبناني، أن "هذا الاقتراح أُحيل في حينه إلى لجنتي الادارة والعدل والدفاع الوطني والداخلية والبلديات، وقد أنجز من لجنة الادارة والعدل ولم ينجز من لجنة الدفاع الوطني والبلديات وهي الأصل. لذلك لم يوضع على جدول أعمال الجلسة المقررة يوم الاثنين في 25/1/2010".

الجسر ينفي تسلم لجنة الدفاع والداخلية اقتراح قانون استعادة الجنسية

ولاحقاً، نفى رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب سمير الجسر أن "تكون اللجنة تسلمت إقتراح قانون شروط استعادة الجنسية اللبنانية"، موضحاً أن "طريقة عرض اقتراح القانون كانت خاطئة من الأساس".

الجسر وفي بيان ذكر بأنَّ "الفقرة الأخيرة من المادة 65 من الدستور تنص على أن يجتمع مجلس الوزراء دورياً في مقر خاص ويرأس رئيس الجمهورية جلساته عندما يحضر، ويكون النصاب القانوني لانعقاده أكثرية ثلثي أعضائه، ويتخذ قراراته توافقياً"، وأضاف: "إذا تعذر ذلك، فبالتصويت ويتخذ قراراته بأكثرية الحضور، أمّا المواضيع الأساسية فإنها تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها".

وأشار الجسر إلى أنَّه "إنطلاقاً من الدستور فإن القرارات الأساسية تحتاج الى تصويت ثلثي أعضاء مجلس الوزراء وتقدم على أساس مشروع قانون يأتي من الحكومة أو وزير الداخلية أو وزير العدل"، لافتاً إلى أنَّ "المسيحيين هم من شدد على هذا البند في الطائف"، معرباً عن أسفه "لإقرار اقتراح قانون استعادة الجنسية بهذه الطريقة لأنه سيفتح باباً للإلتفاف على الطائف والدستور عبر تقديم اقتراحات قوانين يلزمها أن تمر بأكثرية الثلثين في مجلس الوزراء، كما سيفتح في المجال أمام حالات مماثلة والدليل إلى ذلك أنه وبعد أسبوعين على إقراره جرى عرض إتفاقية بموجب اقتراح قانون، علماً أنه يجب أن يصدر عن رئيس الجمهورية بالإتفاق مع رئيس الحكومة مروراً بمجلس الوزراء قبل وصوله إلى مجلس النواب".

وأوضح الجسر أن "القانون الذي قدّم ليس استعادة الجنسية، لأن ذلك يكون لمن فقدها، فإلى جانب استعادة الجنسية هناك إعطاء الجنسية لمن لم يأخذها من الذين وجدوا على أراضي لبنان أيام السلطة العثمانية وقبل إنشاء دولة لبنان الكبير".

"المنار": إجتماع تنسيقي بين "التيار الحر" و"حركة أمل" عشية جلسة الإثنين

وعلى خط معالجة الإشتباك الحاصل بين الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون، فقد أوردت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" أنَّ "أكثر من فاعل خير دخل على خط الوساطة بين بري وعون"، مشيرةً إلى أنّ "النائبين إبراهيم كنعان وعلي حسن خليل أجريا أكثر من إتصال بينهما خلال النهار". ونقلت "المنار" عن مصادر الطرفين تأكديها أنَّ "إجتماعاً تنسيقياً سيجمع ممثلين عن الطرفين عشية جلسة مجلس النواب الإثنين المقبل"، مؤكدة أنَّ "ما يجمع بري وعون تحت سقف المعارضة أكبر بكثير مما يفرق حول تفاصيل تقنية بشأن الوقت المناسب لطرح هذه القضية أو تلك".

حرب: أشكر بري الذي خصّني بلفتته.. ويبدو أنه أساء فهم موقفي

بدوره، ردّ وزير العمل بطرس حرب في تصريح على ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام نقابة المحررين عن مواقفه من موضوع إلغاء الطائفية السياسية، فقال حرب: "أولاً أريد توجيه الشكر الى الرئيس بري الذي خصّني بلفتة، ولو كانت تدل على عدم اتفاق على موقف، إنّما هذا لا يفسد على الإطلاق علاقتي معه. وسبق ان قلت ان من حق الرئيس بري أن يطرح هذا الأمر، وأن من حق القوى السياسية أن تناقش هذا الطرح".

وتابع حرب: "في إحدى جلسات مجلس الوزراء، عند تحوّل الطرح الذي تقدم به الرئيس بري الى مادة نقاش إعلامية وسياسية خلقت جوًا من التباعد والفتور في العلاقات، طرحت آنذاك على كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء أن يصار الى فتح هذا الملف مع الرئيس بري لطرح آلية عن سبل مقاربته بشكل لا تثير حساسيات ولا تعرض وحدة البلاد ومشروع الوحدة الوطنية للخطر، لكن يبدو انه أسيء فهم هذا الموقف. وأريد التذكير بما يلي: أنا كنت ولا زلت وسأبقى على موقفي بأن هذه الدولة القائمة على الطائفية والمذهبية لا تستقر، بل يجب العمل بصورة جدية للخروج من العملية الطائفية، إلا ان ما قلته وسأعيد قوله انه في هذه الأجواء التي هي أكثر تشنجا وانقساما على الصعيد المذهبي والطائفي قد يكون من المفيد أن يصار الى التروي في سبل مقاربة هذا المشروع لكي لا يخلق شرخا وطنيا نحن بغنى عنه".

وبشأن قانون الإنتخابات البلدية وخفض سن الإقتراع الى 18 سنة، قال حرب: "هناك اتفاق عام وشبه إجماع على إشراك الشباب في الحياة العامة، وبتصوّري هذا الموضوع يفرض على القوى السياسية أن يكون لها مقاربة وطنية له، فليست كارثة إذا أجرينا الإنتخابات وأشركنا فيها ابناء الـ18 سنة وليست كارثة إذا تأجلت الإنتخابات سنة، فهناك عمليتان تتكاملان مع بعضهما البعض، عملية خفض سن الاقتراع وعملية وضع الآلية العملية لتمكين اللبنانيين المنتشرين في العالم من المشاركة في الإنتخابات، من هذه الزاوية ندخل الإطمئنان الى نفوس كل الناس".

سلام: إعتماد النسبية في الإنتخابات البلدية غير ذي جدوى.. ويجب ألا نتأخر عن إقرار خفض سن الإقتراع 

من جهة أخرى، أكد عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب تمام سلام، انَّ "إعتماد النسبية في الإنتخابات البلدية غير ذي جدوى، لأنهَّ إذا لم يكن هناك مجلس بلدي متضامن منسجم فلن تُجنى الفائدة"، داعياً إلى أن "تكون هناك لوائح مقفلة للمجالس البلدية ولتتنافس تلك اللوائح، والمجلس البلدي الذي سينجح بإدارة شؤون المدينة يكون هو القادر على حل الأمور كفريق عمل وليس كفرق من هنا وهناك". 

وشدد سلام بعد لقائه مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني على أنَّ "بيروت هي مرآة لبنان وهي التي يجب أن تُمثل النموذج لكل لبنان في نجاح عملها كمدينة متضامنة وموحدة يعيش فيها كل أبنائها بانسجام ووحدة حال"، معتبراً أنَّ "الحالة الشاذة القائمة في بيروت والتي يتم بموجبها تقاسم إدارة شأن المدينة بين مجلس بلدي عنده سلطة تقريرية وبين محافظ تعينه الدولة، واقع غير صحي وغير مجد وغير نافع لبيروت"، وطالب "بإعطاء المجلس البلدي السلطة التنفيذية إلى جانب السلطة التقريرية لتأتي الأعمال وتأتي المحاسبة على قدر هذه المسؤولية".

وعن خفض سن إلى الإقتراع إلى الـ 18 أكد سلام أن "اعتماد هذا السن أصبح في كل العالم، ولا يجب أن نكون نحن متأخرين عن ذلك"، مشيراً إلى أنَّ "الإنعكاسات الطائفية لهذا الأمر كما لأمور أخرى مع الأسف تأخذ مدى في غير محله"، وأضاف: "يجب الإعتناء بالتوازنات الطائفية أيضاً، لأن لبنان مؤلف من مجموعة من الطوائف والتوازن بين تلك المجموعات هو أمر حتمي ومطلوب، ولكن ليس على حساب نمو البلد وتطوره وتقدمه".

العريضي مستذكراً عام 1982: علينا أن نستعد لأسوأ الاحتمالات

في سياق منفصل، رأى وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أن "الكلام بأن فرنسا تلتزم بالضغط لعدم تدمير إسرائيل البنى التحتية اللبنانية فقط، فهو يوحي بأن فرنسا تُبيح بذلك تدمير كل لبنان إلا بناه التحتية".

العريضي، وفي حديثٍ إلى "أخبار المستقبل"، قال: "آمل أن أكون مخطئاً، ولكن بداية هذا الشهر تذكّرني ببدايته عام 1982، لذا علينا أن نستعد لأسوأ الاحتمالات، وعلينا أن نحصّن أنفسنا، وعسى ألا يحصل شيء، فإسرائيل تريد تدمير لبنان، وهي تهدده وتعتدي عليه حتى من دون الملف الإيراني ومن دون أي مبررات".

إلى ذلك، رأى العريضي أن "ما يحصل بين الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون هو أمر طبيعي، لأن التحالفات في لبنان تقوم على مواقف وفترات محدودة، وهذا ما يجعل منها خطيرة، في حين أن التحالفات يجب أن تكون على القضايا الأساسية، لأنه إذا لم تُبنى العلاقات على أسس صحيحة لا تستمر".

وعن العلاقة مع دمشق، قال العريضي: "لم أذهب إلى دمشق، وكانت الفكرة مطروحة لكن رفضتُ أن أذهب سرّاً"، مشيراً إلى أن "النائب وليد جنبلاط يقول إنه سوف يذهب إلى سوريا في الوقت المناسب له وللقيادة السورية ونقطة على السطر، والموعد لم يحدد بعد"، لافتًا إلى أن "الأمير طلال إرسلان لعب دورًا إيجابيًا ونقل رسائل سوريا إلى جنبلاط وهو مشكور".

تدريبات لـ"لقيادة العامة" في قوسايا بالأسلحة المتوسطة والصاروخية  

وسط هذه الأجواء، علم موقع "nowlebanon.com" أن عناصر الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أجروا نهار أمس مناورات وتدريبات عسكرية في جرود بلدة قوسايا وعلى إمتداد مساحة الموقع التابع لهم، وفي المنطقة المحاذية الممتدة على طول السلسلة الشرقية لجبال لبنان.

وأوضح مندوب "nowlebanon.com" في البقاع أن عناصر "الجبهة الشعبية" يستعملون الأسلحة المتوسطة وقاذفات "أر بي جي" والصواريخ والمضادات المحمولة، حيث تتوالى أصوات القذائف وطلقات المضادات فوق سماء المنطقة، في حين اتخذت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة تدابير عسكرية في مواقعها المنتشرة في قوسايا، كفرزبد ودير الغزال.

مصطفى: لا مناورات عسكرية للقيادة العامة في قوسايا     إلا أنّ المسؤول في "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" رامز مصطفى قال إنّه "تم التدقيق الميداني في مواقع "الجبهة" في البقاع والتأكد من أنّه لا يوجد أية مناورات عسكرية في هذه المواقع"، مشيراً إلى أن "الأصوات التي زعمت بعض وسائل الإعلام أنّها سُمعت من قبل بعض الاهالي ليست من مواقع "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة"، وليست هناك أي تدريبات أو مناورات في كل البقاع وليس في قوسايا فحسب".

وعن تصريحات أمين سر حركة "فتح الإنتفاضة" أبو موسى الأخيرة، اعتبر مصطفى في حديث إلى قناة "الجديد" أن "أبو موسى لم يتعمّد الإساءة إلى سيادة لبنان وهو أكدَّ على الحوار، والكلام حول تصريحاته يأتي في إطار التوظيفات السياسية في لبنان".

تزكية لائحة 8 آذار لغرفة صيدا والجنوب بعد انسحاب "المستقبل" و"الجماعة"

من جهة ثانية، أعلن رئيس لائحة "الإنماء الإقتصادي" لصيدا والجنوب، في إنتخابات الهيئة الإدارية الجديدة لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، فوز لائحته بالتزكية، بعد انسحاب مرشحي تيار "المستقبل" و"الجماعة الإسلامية".

صالح وفي مؤتمر صحافي حضره ممثلون عن حركة "أمل" و "حزب الله" و"التنظيم الشعبي الناصري" دعا التجار والإقتصاديين والمزارعين إلى "مزاولة أعمالهم يوم غد الأحد بشكل اعتيادي"، موجهًا الشكر للقوى التي دعمت اللائحة، "لا سيما حركة "أمل" وبشكل خاص رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أراد أن تكون غرفة التجارة والصناعة ممثلة للجميع وبشكل توافقي، بالإضافة إلى "التنظيم الشعبي الناصري" و"حزب الله" ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، وكافة القوى الوطنية والإسلامية".

النائب الحريري: قرار الإنسحاب من إنتخابات غرفة تجارة صيدا لمنع الإنشقاق

في المقابل، لفتت النائب بهية الحريري إلى أنَّ "قرار الإنسحاب من استحقاق الإنتخابات في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا، كان الأسلم لمصلحة عدم الدخول في عناوين تؤدي إلى إنشقاق في المدينة أو في العلاقة مع الجنوب بالأساس"، وأضافت بعد لقائها مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان انَّ "ما يهمنا هو مصالح الناس".

ميتشل تناول مع باراك سبل تحريك عملية السلام 

إقليميًا، إلتقى المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك في تل أبيب، في إطار جولته الجديدة في الشرق الاوسط، على ما اعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية التي أوضحت في بيان أن "المحادثات تناولت سبل تحريك عملية السلام".

السعودية تؤكد إنسحاب الحوثيين من أراضيها .. وتتهم أطرافاً خارجية بتسليحهم

عربيًا، كشف مساعد وزير الدفاع والطيران في السعودية الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز أنَّ "هناك تعاوناً قائماً بين المتمردين الشيعة الزيديين في اليمن وتنظيم "القاعدة".

كلام الأمير خالد جاء خلال لقاء صحافي في قرية "المعرسة" الواقعة على الحدود مع اليمن، إذ أكد "إنسحاب كل المتسللين من المتمردين اليمنيين من الأراضي السعودية"، وأضاف أنَّ "هذه المنطقة التي كانت تشهد في بداية الأحداث كثافة من المتسللين باتت مطهرة تماماً ونحن بتنا نشرف على كل قطاعاتها".

وإذ إتهم "أطرافاً خارجية بتدريب وتسليح المتمردين الحوثيين"، لفت الأمير خالد إلى أنَّ "التخزين الذي لديهم ودمّرناه، يدل على أن أهدافهم وضعت منذ سنوات طويلة"، وتابع: "التدريب ليس تدريبهم فأنا أعرف عنه في منطقة أخرى لا أريد تسميتها".

إلى ذلك أعلن الأمير خالد أنَّ "الجيش السعودي تمكن من استعادة 20 جثة من أصل 26 جندياً كانوا يعتبرون حتى الآن في عداد المفقودين منذ اشتعال المعارك في تشرين الثاني الماضي".

ابو الغيط يسلم صالح رسالة من مبارك

تزامنًا، أجرى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط محادثات مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، سلمه خلالها رسالة من نظيره حسني مبارك، أكدت دعم صنعاء في المؤتمر الدولي الذي سيعقد الاربعاء المقبل في لندن حول اليمن.

وقد التقى صالح ابو الغيط ورئيس المخابرات العامة المصرية عمر سليمان وتسلم منهما رسالة من مبارك "تتعلق بالعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين اليمن ومصر بالاضافة الى التحضيرات الخاصة باجتماع لندن" حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية التي أزضحت أن الرسالة أكدت مجدداً "وقوف مصر الى جانب اليمن وامنه واستقراره ووحدته، وحرصها على مساندته خلال اجتماع لندن، بمشاركة مصر وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، وبما يكفل الخروج من الاجتماع بنتائج تخدم مصلحة اليمن وتعزز من قدراته على مجابهة التحديات". 

بايدن يطالب بانتخابات عراقية "نزيهة" يقبلها العراقيون والعالم

في الملف العراقي، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لوكالة "فرانس برس" أن نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن طالب المسؤولين العراقيين بـ"إجراء انتخابات نزيهة تتمتع بمصداقية ويقبلها العالم". وأضاف زيباري: "بايدن أوضح مقصده بأن الاميركيين يريدون انتخابات تتمتع بمصداقية بالنسبة للعراقيين، أما كيف سنفعل ذلك فقد أكد بايدن أن ذلك يبقى شأناً خاصاً بنا".

وتابع زيباري: "الأميركيون موجودون إذا كنّا بحاجة الى مساعدتهم. والكلّ مدرك بأن الوقت يضيق وهذه أمور يجب تسويتها عبر وسائل قانونية. كما يحقّ للمبعدين عن الانتخابات استئناف القرار، ويجب أيضًا أن يكون قرارات وأحكام القضاء مقبولة مهما كانت".

بايدن الذي التقى رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اياد السامرائي وممثل الامم المتحدة آد ميلكرت ونواب من لجنة المساءلة والعدالة النيابية، نقل المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عنه قوله خلال لقائه المالكي: "إن الانتخابات مسألة عراقية وهو غير مستعد للتدخل في هذه القضية القانونية والدستورية".

الدباغ وفي اتصال هاتفي مع "فرانس برس" أوضح أنّ نائب الرئيس الاميركي قال للمالكي: "نحن ندعمكم لتطبيق المادة السابعة من الدستور، كما اننا نعارض دخول حزب البعث العملية ونحن نؤيد اصلاح حزب البعث"، وأضاف الدباغ: "نحن العراقيون لا نريد اي دور للغير في هذه المسالة كما اننا لا نرحب به".

باكستان تعلن إنها تتواصل مع حركة "طالبان" الأفغانية 

أما في باكستان، فقد أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبد الباسط أن إسلام اباد تتواصل مع حركة "طالبان" الأفغانية "على جميع مستوياتها، في محاولة لتشجيع المصالحة في أفغانستان، معرباً عن الامل في أن تسفر الجهود عن بعض النتائج.