المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
27 كانون الثاني/2010

إنجيل القدّيس متّى 18/1-5/الأعظم في ملكوت السماوات

ودنا التلاميذ في ذلك الوقت إلى يسوع وسألوه: من هو الأعظم في ملكوت السماوات؟ فدعا يسوع طفلا وأقامه في وسطهم وقال: الحق أقول لكم: إن كنتم لا تتغيرون وتصيرون مثل الأطفال، فلن تدخلوا ملكوت السماواتمت من اتضع وصار مثل هذا الطفل، فهو الأعظم في ملكوت السماوات ومن قبل طفلا مثله باسمي يكون قبلني من أوقع أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بـي في الخطيئة، فخير له أن يعلق في عنقه حجر طحن كبـير? و.يرمى في أعماق البحر. الويل للعالم مما يوقـع الناس في الخطيئة! ولا بد أن يحدث ما يوقـع في الخطيئة، ولكن الويل لمن يسبب حدوثه!  فإذا أوقعتك يدك أو رجلك في الخطيئة، فاقطعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تدخل الحياة الأبدية ولك يد أو رجل واحدة، من أن يكون لك يدان ورجلان وتلقى في النار الأبدية. وإذا أوقعتك عينك في الخطيئة، فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تدخل الحياة الأبدية ولك عين واحدة، من أن يكون لك عينان وتلقى في نار جهنم.  إياكم أن تحتقروا أحدا من هؤلاء الصغار. أقول لكم: إن ملائكتهم في السماوات يشاهدون كل حين وجه أبـي الذي في السماوات.   فابن الإنسان جاء ليخـلص الهالكين

 

تصميم غربي على إزالة قوتيها النووية والصاروخية وسط تقارير عن امتلاكها السلاح الذري العام الحالي 

أوساط أوروبية: أي حرب على إيران تهدف إطاحة نظامها

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

خطت دول الاتحاد الاوروبي خطوات واسعة وسريعة خلال الساعات الثماني الأربعين الماضية باتجاه "موقف موحد وحازم" لفرض عقوبات على ايران وصفتها المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أول من أمس بأنها "ستشكل مأساة للشعب الايراني", بعدما اطلع وزراء الخارجية الاوروبيون خلال اجتماعهم في العاصمة البلجيكية بروكسل اول من امس على مضمون تقرير غربي نشرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية بعض مقاطعه التي تؤكد "امتلاك ايران سلاحها النووي خلال هذا العام".

وفيما بدت فرنسا الدولة الاكثر تشددا في الاتحاد حيال "فعل المستحيل لمنع النظام المتطرف في طهران من امتلاك اسلحة الدمار الشامل", وابلغ وزيرها للشؤون الاوروبية بيار لولوش زملاءه الاوروبيين ب¯ "وجوب الاستعداد لفرض عقوبات حازمة" على ايران, اتخذت ميركل خطا متشددا اخر الى جانب باريس في دعوتها حكومة محمود احمدي نجاد الى الرضوخ لقرارات المجتمع الدولي مؤكدة ان "الوقت بات ينفد أمام طهران لأن العقوبات المقبلة ستكون مأساوية على الايرانيين".

وقال الوزير الفرنسي في اجتماع بروكسل "ان المحادثات والمفاوضات مع ايران مستمرة منذ ست سنوات حتى الان, وقد رفضت خلالها كل العروض والمقترحات الغربية المقدمة اليها حفاظا على عدم الوصول الى المواجهة الخطيرة, لذلك نأمل اليوم أن تعمل أوروبا مجتمعة لفرض عقوبات نوعية عليها تعطي النتائج المرجوة منها".

وأكد تقرير "دير شبيغل" الذي تأكد الوزراء الاوروبيون من صحة معلوماته ان "ايران باتت قادرة على بناء قنبلة نووية اولية خلال العام ,2010 وانها انشأت فرعا سريا اخر للابحاث النووية وتطوير برنامجها النووي جرى وضعه تحت اشراف وزارة الدفاع مباشرة".

واضاف التقرير "ان الايرانيين يعملون حاليا على ضغط حجم سلاحهم النووي القادرين على انتاجه كي يتناسب واحجام الرؤوس الحربية في الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي ستحمله, فيما يعتقد الغرب واسرائيل ان التوصل الى وضع تلك الرؤوس موضع الخدمة قد يتطلب سنتين, حتى العام 2012".

وقالت أوساط اوروبية رافقت الاجتماع الوزاري الاوروبي في بروكسل ان "الاجماع الذي ظهر بين الوزراء على ضرورة فرض عقوبات مشددة وفاعلة على ايران يبرر لاسرائيل استعداداتها المنفردة لشن حرب على المنشآت النووية والصاروخية الايرانية ويعطيها غطاء هو بمثابة الضوء الاخضر لها للعمل تحته في وقت لا يتعدى يونيو المقبل".

وكشفت هذه الاوساط النقاب ل¯ "السياسة" في العاصمة البلجيكية اول من امس عن ان "الروس انفسهم الذين احدثوا تغييرات عميقة في سياسة دعمهم السابقة للبرنامج النووي الايراني باتوا يعتقدون ان طهران لم تعد بعيدة عن امتلاك السلاح النووي, لذلك انخرطوا منذ منتصف العام الفائت في الجهود الدولية - الى جانب اوروبا تحديدا - لمنع حدوث ذلك سواء عبر فرض عقوبات جديدة او حتى غض الطرف عن عمل عسكري دولي او اسرائيلي للقضاء على البرنامج النووي الايراني".

وأكد نائب بلجيكي يمثل حلف شمال الاطلسي في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ الفرنسية "ان الايرانيين - في اي حرب مقبلة بينهم وبين الغرب - لن يكتفوا بتوجيه صواريخهم بعيدة المدى وكثيفة العدد الى اسرائيل والقواعد العسكرية الاميركية في دول عربية اذ لا يستبعد خبراء في الحلف احتمال اطلاق الايرانيين صواريخهم هذه على بعض دول القارة الاوروبية".

وقال النائب في اتصال به في بروكسل امس انه "على الرغم من ان الصواريخ الايرانية التقليدية (من دون رؤوس نووية) مبالغ في قدرتها على احداث الاضرار التي يعتقدها البعض الا ان حلف شمال الاطلسي هو الاخر وضع خططه للتدخل العسكري الفوري ضد ايران في حال اطلقت صاروخا واحدا على أي دولة اوروبية, او في حال استدعت الحرب عليها دعما اكبر للقضاء المبرح على طموحاتها النووية, لان الاعتقاد السائد في اوروبا هو انه اذا خرجت ايران من الحرب غير مشلولة كليا, فإنها ستعلن الانتصار, تماما كما حدث في حربي لبنان وغزة حيث اعلن "حزب الله" و"حماس" "انتصارهما الالهي" لا لشيء الا لان الالة الحربية الاسرائيلية لم تقض عليهما بصورة مبرحة".

وذكر البرلمان الاوروبي ل¯ "السياسة" ان الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يعمل "لازالة القوة الايرانية النووية والتقليدية من الوجود حتى لا تقوم لها قائمة بعد الان وذلك بعدما احدثت دوله تغييرات جذرية في سيناريوهاتها السابقة وسياساتها المترددة باتخاذ القرار لاطاحة النظام في طهران في اي حرب مقبلة لانه اذا نجا من تلك الحرب, سيستعيد بقدراته المادية (النفط والموارد الطبيعية الاخرى), عافيته السابقة بعد خمس او عشر سنوات ليعود بعدها الى تهديد العالم الحر من جديد".

 

المنار": مستمرة على "نايل سات"  

النيابة المصرية تطلب الإعدام لـ "خلية حزب الله"

 القاهرة - رويترز, ا ف ب: طالبت نيابة محكمة أمن الدولة العليا - طوارئ, أمس, بفرض عقوبة الاعدام على 26 متهما يشملهم قرار الاتهام في القضية المعروفة باسم "خلية حزب الله". وقررت محكمة أمن الدولة العليا-طوارئ بعد الاستماع الى مرافعة النيابة مواصلة نظر القضية في 20 فبراير المقبل لبدء مرافعة الدافاع. ويحاكم 26 شخصا بينهم لبنانيان وخمسة فلسطنيين وسوداني, بتهمة التخطيط للقيام ب¯"أعمال إرهابية" ضد سفن في قناة السويس وسياح أجانب وبتهريب "أشخاص وبضائع الى قطاع غزة". وألقي القبض على معظم هؤلاء في نهاية 2008 ويناير الماضي. ويحاكم أربعة من المتهمين الفارين غيابياً ومن بينهم العقل المدبر للمجموعة اللبناني محمد قبلان. من جهة أخرى, رفضت محكمة مصرية, أمس, دعوى محام طلب منها الحكم بوقف بث قناة "المنار" الفضائية التابعة ل¯"حزب الله" اللبناني على القمر الصناعي "نايل سات", مشيرة إلى أن المحامي فشل في إثبات أن القناة تهدد استقرار مصر. وأقام الدعوى المحامي سمير صبري بعد إلقاء القبض على "خلية حزب الله" العام الماضي, وقال فيها ان القناة بثت أخباراً ملفقة عن مصر وعملت ضد مصالحها وحاولت زعزعة استقرارها. وعللت المحكمة رفضها الدعوى بأن "الدستور كفل حرية الرأي بمدلولها العام بكافة وسائل الاعلام ولا يجوز تقييد حرية التعبير بأي شكل", مضيفة ان "مقيم الدعوى لم يقدم الادلة الكافية على ما أورده بدعواه من قيام القناة ببث أخبار ملفقة ضد مصر والعمل ضد مصالحها ومصالح دول عربية أخرى". وجاء في الحكم "أخفق مقيم الدعوى قي اقامة الدليل القاطع على إخلال القناة بشروط الترخيص الصادر لها بالبث الفضائي ولم يقدم أي دليل على ارتكابها أفعالا من شأنها زعزعة استقرار الدولة وتهديد أمنها".

 

لا يبقى أمام تمزيقه "ورقة التفاهم" مع "حزب الله" سوى خطوات قليلة 

عون يعود فجأة إلى "مارونيته" على حصان نبيه بري الهائج

لندن - كتب حميد غريافي/السياسة

يبدو ان الاقتراح الذي طرحته "السياسة" على بارونات الطوائف المتصارعين في لبنان قبل شهرين باجراء "تبادل الودائع" بين قوى "14 آذار" و"8 آذار" بحيث تستعيد الأولى العماد ميشال عون الى صفوفها في "ثورة الارز" وتسترد الثانية وديعتها وليد جنبلاط الى الصفين السوري والايراني, يسير قدما نحو التطبيق الطبيعي من دون تدخل أحد من الفريقين, بعدما "ذهب سيد المختارة يسارا ولم يعد" الى احضان حسن نصر الله ونبيه بري ووئام وهاب ومنها الى "جيبي" بشار الاسد ومحمود احمدي نجاد, غير مأسوف على رحيله, وانقلاب عون المفاجئ على حلفائه "الممانعين" عبر تصديه المستمر لطروحات ومواقف رئيس مجلس النواب و"حركة أمل" نبيه بري بدءا من انتخابات منطقة جزين النيابية التي تناحر فيها الطرفان حتى العظم وصولا الى رفض جنرال الرابية" فكرة "استاذ عين التينة" (بري) تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية واخيرا "فكرته" الثانية الاصرار على تمرير مشروع خفض سن الاقتراع من 21 عاما الى 18 عاما في مجلس النواب بطريقة مسلوقة وملحة ما لم يعبر معه تمرير مشروع تمكين المغتربين من الاقتراع لفرض توازن طائفي مسلم ومسيحي بين الكثافة المسلمة للشباب في لبنان والاقلية المضنية المسيحية لهم اذ ان غالبية الهجرة المسيحية الجديدة الى الخارج هي من هؤلاء الشباب.

وهذه المحطات الخلافية الثلاث بين عون وبري (الطائفية السياسية وخفض سن الاقتراع وحق الانتخاب للمغتربين) قد تدفع تداعياتها الى فك ارتباط عون شيئا فشيئا ب¯ "جبهة الممانعة والمقاومة" برمتها في المحطتين الباقيتين الاكثر تعقيدا وخطورة اذا ما استمر رئيس مجلس النواب ووليد جنبلاط في هجمتهما ذات الابعاد الطائفية الكيدية, وهما "سلاح حزب الله" و"السلاح الفلسطيني خارج المخيمات", اذ يبدو ان زعيم "التيار الوطني الحر" الذي مازال متمسكا حتى اشعار اخر ب¯ "المقاومة وسلاحها "حفاظا على مكاسبه الايرانية والسورية, سيقفز مرة رابعة فوق المحطات الاولى الثلاث الى صفوف "14 اذار" في المطالبة الصارمة باقفال ملف "العصابات" الفلسطينية خارج المخيمات التابعة لفصيلي أحمد جبريل وابوموسى المدعومين من حليفه الجديد بشار الاسد والمغطيين من حليفه الاخر حسن نصر الله وبذلك تنتقل ثلاثة ارباع العونية الى الضفة الاخرى وبقاء رأسها المنازع فقط في الضاحية الجنوبية من بيروت.

ف¯ "المسيحيون الحقيقيون" الذين تظللهم البطريركية المارونية بوارف جناحيها والذين يمثلهم شارع سمير جعجع (القوات اللبنانية) وامين الجميل (الكتائب) ودوري شمعون (الاحرار) وكارلوس اده (الكتلة الوطنية) ومجموعات أكبر منهم من المستقلين الذين يكونون هذه الكتلة الهائلة من "ثورة الارز" رحبوا بعودة "الابن الشاطر" ميشال عون الى طروحاتهم الرافضة كل اقتراحات بري, حصان طروادة الاقليمي لسورية وايران في لبنان, ممهدين السبيل امامه لنزوح سلس ومريح الى صفوفهم عبر وقف الحملات الاعلامية عليه وعلى مواقفه النزقة المتقلبة مثل رقاص الساعة منذ نحو خمس سنوات, معربين عن اعتقادهم, بل آمالهم, ان من يحارب معهم على اربع جبهات و"يعتنق" عقيدتهم في التصدي لها, قد يسهل عليه قريبا خوض الجبهة الخاصة وهي نزع سلاح "حزب الله" الى جانبهم في حال استمرار حلفائه الراهنين امثال بري وجنبلاط وتوابعهما في غلوهم الطائفي لتقليم ما تبقى من اظافر مسيحية قادرة حتى الان على التمسك الجيد بالبقاء في محاولة حاسمة منهما لقلب الاوضاع رأسا على عقب لصالح الدويلة الشيعية.. المسخ التي يرأس سدتها العليا (رئاسة الجمهورية) نعيم قاسم او محمد رعد أو الشيخ نبيل قاووق او احد خريجي "جامعة" قم الايرانية, فيما رأسها الاخر الاقل "رجاحة" وسلطة (مجلس الشيوخ) تعقد ناصيته لوليد جنبلاط او احد اقاربه او قادة حزبه.

وميشال عون المنزلق بقوة من فوق سنمة جمل "حزب الله" الى صهوة جواد "14 اذار" المطواع سلس القيادة والاقناع, لا يأخذ في حسابات تحوله الجديد "ذكريات" فوزه في انتخابات جزين وبعبدا والمتن الشمالي وجبيل بالاصوات الشيعية, كما لم يأخذ في تحوله السابق نحو "الممانعة والتصدي للمشروع الاميركي - الصهيوني في لبنان". "ذكريات" رفع شعارات "ثورة الارز" و"حرب التحرير" و"طرد السوري من لبنان باذلال" واستعادة السيادة والقرار الحر", حين ونفض ذيله من كل هذه الشعارات الرنانة التي تبين انها من "عدة الشغل" للوصول الى هدف لم يتحقق, هو التربع على كرسي الرئاسة الاول غصبا عن مالكيه واصحابه في بكركي و"المربع" المسيحي الواسع, فقام الان بهذه الردة الى اصله وفصله "لعله يصل الى هذا الهدف المشابه لامل ابليس بدخول الجنة على صهوة ذلك الجواد الذي عنانه في يد البطريرك نصر الله صفير والعاملين تحت ثوبه وارشاداته.

ويعتقد زعماء الموارنة في لبنان وشارعهم المستقل في تفكيره ان استمرار بري في طروحاته شديدة التحدي والغرور للمسيحيين الذين يحاول عون ادعاء  تمثيل غالبيتهم بالقوة والتهديد والوعيد من جهة, واستمرار سعد الحريري في تقديم الاغراءات له وقادة "14 اذار" المسيحيين بالنفخ في "بطولاته وزعامته وتوجهاته الوطنية الصادقة" في المقابل قد يؤديان الى سحب شعرته الملطخة من عجين "حزب الله" ولو بعد حين اذا شبه له ان "مستقبله" سيكون مضمونا ومستقبل صهره جبران باسيل سيكون "لامعا ومصونا" بينما العامل الخارجي السعودي - الاميركي - الفرنسي يمكن ان يلعب دورا حاسما اذا عاد فامتص هذا العون واستوعبه ضاربا على وتره الحساس في سلخه كليا عن توأمه الهجين "حزب الله" حتى من دون اجراء عملية فصل مبضعية لان الالتحام تم اصلا بعملية اصطناعية ولم يكن التحاما لا بالولادة ولا بالوراثة.

.

اسرائيل تطلب من وليامس الاستفسار عن تدريب مقاتلين من حزب الله في سوريا وعن تزويده منظومات متقدمة من الصواريخ المضادة للطائرات      

النهار/يتعمد المسؤولون الاسرائيليون الذين يلتقيهم الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة لدى لبنان مايكل وليامس استعمال اللغة الخشبية معه في كل مرة يطلب موعدا وصيغة لانسحاب اسرائيل من شمال بلدة الغجر ووقف خرق القرار 1701 ولا سيما الانتهاكات الجوية اليومية للسيادة اللبنانية. وخلال لقائه نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون، كرر الاخير على مسامعه عددا من الشكاوى ضد سوريا لجهة سماحها بتهريب السلاح من اراضيها الى "حزب الله"، وهذا الاتهام جديد – قديم، اقتنع به مسؤولون ينتمون الى منظمة الامم المتحدة وأدرجه الامين العام بان كي – مون في اكثر من تقرير دوري اعده عن مدى تنفيذ القرار 1701. ورد على هذا الاتهام كبار المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدى زيارته الرسمية لواشنطن في 14 كانون الاول الماضي وفي باريس في الثاني من الشهر الجاري ومع المبعوث الاميركي الخاص الى المنطقة جورج ميتشل الاسبوع الماضي، واكدوا ان الجيش اللبناني المنتشر على الحدود اللبنانية – السورية لم يوقف اي شحنة اسلحة آتية من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية.

وينقل وليامس كل مرة الموقف اللبناني الرسمي الى اي مسؤول اسرائيلي يلتقيه، ومن بينهم ايالون، ويسارع هؤلاء الى التشكيك في صحته والمضي في طرحه مع المسؤول الاممي، ولا يقتنعون بما ينقله وليامس من نفي لبناني رسمي. ولا يثمر اي اجتماع بين الرجلين اي نتائج عملية يمكن ان تساعد على تنفيذ ما تبقى من القرار 1701. ويحذر المسؤول الاسرائيلي من استمرار تهريب الاسلحة للحزب "لانه يمثل ميلا نحو التصعيد وخطراً على الاستقرار في لبنان".

ولاحظت مصادر ديبلوماسية ان الجديد في المطالب الاسرائيلية، الى الزعم باستمرار وقف تهريب السلاح، هو أن تفتح "اليونيفيل" تحقيقا في معلومات توافرت لدى الاستخبارات الاسرائيلية عن أن مقاتلين من الحزب يتدربون في سوريا ويتزودون منظومات متقدمة من الصواريخ المضادة للطائرات لنشرها في لبنان. كذلك يطلب من وليامس ايضا التحقيق في وسائل قتالية وضعها الحزب لمقاتليه. ولا يكتفي ايالون بان يستعمل القوة الدولية للتثبت من معطيات استخباراتية اسرائيلية، بل يطلب اي يضمن الامين العام للمنظمة الدولية ذلك في تقريره المقبل عن تطبيق القرار الدولي. واستغل نائب وزير الخارجية الاسرائيلي استقباله وليامس لتبليغه تحذيرات للحزب من ان الرد سيكون غير متوقع في حال اندلاع الحرب في احدى الحالات الثلاث: هجوم، وخطف من داخل الاراضي الاسرائيلية او من اي دولة في العالم، او اطلاق نار.

واشارت الى ان هذا السلوك الاسرائيلي مع الممثل الدائم لبان لا يشير الى ان الدولة العبرية عازمة على تنفيذ ما التزمته مما تبقى من القرار 1701، اي انها ماضية في خروقها على اختلافها، ومن بينها الجوية بشكل يومي، ومستمرة باحتلالها لشمال بلدة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا للتهرب من استعادة آلاف الفلسطينيين الذين استقبلهم لبنان منذ اواخر الاربعينات وما زال. واعربت عن قلقها من ان هذه الحالة قابلة للتفجير في اي وقت، وان عرض العضلات عن تدريبات واستعدادات عسكرية يبقي الوضع في لبنان "هشا وقابلا للاشتعال في اي وقت، ولدى حصول أي خرق من الحزب لأي من الحالات الثلاث وما قد تفتعله تل ابيب بواسطة عملاء لها لتبرير اي عدوان جديد واسع النطاق".

ورأت ان "مهمة وليامس في اسرائيل ليست سهلة ولكن لا بدّ منها، وهو تعوّد استشراف نتائجها السلبية قبل حصولها".  

 

نيابة أمن الدولة المصرية تطلب اليوم الإعدام لأعضاء "خلية حزب الله"  

٢٦ كانون الثاني ٢٠١٠

وسط بوادر خلافات تلوح في الأفق بين أفراد هيئة الدفاع عن 26 متهماً بـ "التخابر والإرهاب" في ما عُرف بقضية "خلية حزب الله" اللبناني، تستمع اليوم محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) في القاهرة إلى مرافعة نيابة أمن الدولة العليا. ومن المقرر أن تبدأ جلسة اليوم بمرافعة المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا المستشار عمرو فاروق بصفته ممثلاً عن النيابة، والذي من المنتظر أن يطالب في ختام مرافعته بأقصى العقوبات المقررة قانوناً بحق المتهمين وهي "الإعدام شنقاً".

وأوضحت مصادر قضائية لصحيفة "الحياة" أن مرافعة النيابة ستتضمن "سرداً لوقائع القضية وكيفية تخطيط المتهمين لجرائم التخابر وتنفيذ العمليات الإرهابية بحق الأجانب وناقلات النفط والمنشآت السياحية والسياح الأجانب بخاصة الإسرائيليين منهم، وحفر الأنفاق وغيرها من الاتهامات الموجهة إليهم"، مشيرة إلى أن من حق هيئة الدفاع التعقيب على مرافعة النيابة على أن ترد النيابة في المقابل على التعقيبات.

وعلمت "الحياة" أن هيئة الدفاع عن المتهمين وضعت يدها على ما تعتبره "ثغرات" عدة في الأقوال التي أدلى بها شهود الإثبات أمام النيابة سيستند إليها الدفاع في مرافعته، إضافة إلى "التناقض" في أقوال المتهمين وتغيير اعترافات بعضهم خلال التحقيقات التي أجريت بمعرفة النيابة كذلك عدم وجود أوامر ضبط للمتهمين.

إلى ذلك، تسبب تنازل هيئة الدفاع عن المتهمين عن الاستماع إلى شهادات الشهود في الجلسة التي عقدت السبت الماضي في وقوع خلافات بين أفراد فريق المحامين عن المتهمين. في الوقت الذي أكد فيه عضو هيئة الدفاع المحامي سعد حسب الله أن عملية التنازل عن سماع أقوال الشهود في الجلسة السابقة لم يتم الاتفاق عليه مسبقاً بين أطراف هيئة الدفاع، أكد منسق هيئة الدفاع عبدالمنعم عبدالمقصود لـ "الحياة" أن قرار التنازل عن الاستماع إلى الشهود تم اتخاذه بعد استطلاع رأي هيئة الدفاع كاملة والتي اجمعت على أنه لا جدوى من الاستماع إلى الشهود، إذ إن شهاداتهم مدونة في محاضر التحقيقات التي أجرتها معهم نيابة أمن الدولة.

غير أن المحامي سعد حسب الله أشار الى ان اتفاق التنازل عن سماع الشهود تم في "غيبة عدد من أعضاء هيئة الدفاع"، معتبراً أن خطوة التنازل والتي سبقتها تنازلات أخرى من الدفاع عن مشاهدة عدد من أشرطة الفيديو الخاصة بالمعاينات المصورة التي أجرتها النيابة لأماكن وجود المتهمين ومخابئ الأسلحة والمتفجرات وغيرها "ليست في مصلحة المتهمين". ولفت إلى أن "هناك عدداً من المتهمين لا يوجد ثمة دليل ضدهم سوى أقوال الشهود الذين تم الاستغناء عن سماع أقوالهم".

 

 إسرائيل تتوقع أن يضربها زلزال شبيه بزلزال هايتي

٢٦ كانون الثاني ٢٠١٠ /  موقع 14 آذار

قال رئيس اللجنة الوزارية الإسرائيلية لمواجهة الزلازل الدكتور افي شابيرا اليوم الثلاثاء إن بلاده ستتعرض بشكل مؤكد لهزة أرضية قوية، وأن مشاهد الدمار بعدها ستكون شبيهة بمشاهد الدمار في هايتي بعد تعرضها للهزة الارضية القوية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن شابيرا قوله خلال اجتماع خاص عقد في الكنيست حول استعداد إسرائيل لمواجهة هزة أرضية قوية "لقد عدت الآن من هايتي، وما حدث هنا سيحدث هنا. الشيء نفسه تماما". وأردف شابيرا أن "المستشفيات ليست جاهزة ومبانيها لن تهدم لكنها ليست جاهزة لتمارس دورها" كذلك قدرت أن كل المباني التي تم بناؤها قبل العام 1980 لن تبقى بعد الهزة. وتبين من معطيات تم استعراضها خلال الاجتماع في الكنيست أن 20% من المباني السكنية في إسرائيل تم بناؤها بشكل يتعارض مع المواصفات التي تمنع تضرر المباني في حال وقوع هزة أرضية. ويذكر أن إسرائيل معرضة لهزات أرضية وقد تعرضت في الماضي لهزات أرضية بالغة القوة وذلك بسبب موقعها المحاذي للشق السوري الأفريقي الذي يمتد لمسافة طوله نحو ألف كيلومتر من رأس محمد في سيناء وحتى جنوب تركيا. ووفقا للإحصائيات فإن هزة أرضية قوية في إسرائيل والضفة الغربية تحدث مرة كل 200 أو 250 عاما، وقد وقعت في العام 1995 هزة بقوة 6.2 على سلم ريختر وكان مركزها في البحر الأحمر وتحديدا مقابل منتجع نويبع في سيناء ولو أنها وقعت في منطقة مأهولة لأحداث اضرارا هائلة وتسببت بخسائر بشرية.  المصدر : يو.بي.اي

 

باراك يهدد لبنان اذا نشبت الحرب مع حزب الله قد ندمر الحكومة ونقاتل سوريا 

موقع المنار - صادق خنافر  

 26/01/2010 

ألقى وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك خطابا صباح اليوم الثلاثاء, في جامعة بارايلان, وقال "يوجد في لبنان كميات هائلة من الصواريخ وهذه ظاهرة غير طبيعية بحيث أن لبنان عضو في الأمم المتحدة". وزعم باراك "يوجد داخل لبنان مليشيات حزب الله التي لديها أعضاء في البرلمان اللبناني حيث يمكن لحزب الله استخدام حق النقض الفيتو على أي قرار يصدر من الحكومة اللبنانية". وأضاف وزير الحرب الصهيوني "على ضوء نجحنا الاستخباراتي في ضبط سفن الأسلحة والتي لا زالت تهرب أسلحة فنحن لا نريد ان يتدهور الوضع مع لبنان", مشيراً "انه اذا نشبت الحرب مع حزب الله فنحن نحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي مواجهة". وتابع "اذاً نشبت الحرب سنضطر لمقاتلة سوريا فنحن لن نخافها وسنهزمها".

وحسب أقواله فقرار مجلس الأمن 1701 الذي انهى حرب لبنان الثانية لم ينجح في "وضع حد لتهديدات حزب الله فلدى الحزب صواريخ تغطي كل نقطة في إسرائيل كما انه يوجد في قطاع غزة صواريخ يمكنها ضرب تل أبيب", زاعماً ان "حزب الله يحاول منع منظمات صغيرة إطلاق صواريخ نحو أصبع الجليل وكذلك حماس تحاول كبح جماح المتطرفين في قطاع غزة". وفي الشان الفلسطيني وحول عملية التسوية, قال باراك "لن يحل السلام بينا وبين جيراننا العرب حتى تدرك الدول العربية بأنه لا توجد طريق لجرنا لفخ العسل الدبلوماسي". ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عنه "لدينا مصلحة لرسم حدود دولة إسرائيل بأغلبية يهودية للأبد ولجانب دولة إسرائيل اليهودية دولة أخرى تعبر عن رغبة الفلسطينيين".

وشدد باراك على "ضرورة التطلع للمستقبل فبدون رسم حدود دولة إسرائيل بأغلبية يهودية داخل إسرائيل والفلسطينيين فقط يبقون خارج حدود إسرائيل اليهودية", مشيرا الي أن "فلسطيني الداخل هم أكبر تهديد على الصهيونية وعلى الشعب الاسرائيلي وخطرهم أكبر من الخطر الإيراني". وأضاف باراك "نحن أقوى دولة في المنطقة ولكن الوقت لا يلعب لصالحنا فعلينا أن نكون يقظين منتصبي القامة وإصبعنا طوال الوقت على الزناد وتبقى عيننا اليسرى تبحث عن السلام".

 

"حزب الله" يفتح عبّارة كفركلا

نهارنت/أقدم "حزب الله" أمس على فتح العبارة الحدودية في سهل مرجعيون عند الطرف الشمالي لمستوطنة المطلة، بعد أن أُقفلت قبل أيام بالأوساخ والأتربة، مما أدّى الى اغراق السهل بالمياه. واستقدم "حزب الله" آلية "بوكلين" ترفع علم الحزب وفتح العبارة على مرأى من الجنود الاسرائيليين الذين انتشروا بكثافة في الجانب الآخر من الحدود وراقبوا ما يجري مزوّدين بعددٍ من عربات الهامر. وفي الجانب اللبناني، انتشر عدد من جنود الجيش والكتيبة الاسبانية، قرب مكان العبارة، وعلى الطريق الحدودية. وبعد أقل من ساعة من العمل، فتحت العبارة وتدفقت المياه في اتجاه الأراضي المحتلة. وتجدر الإشارة الى أنّه شوهد عدد من المصورين الصحافيين الاسرائيليين يصورون الأشغال.

 

" المبادرة الوطنية" ترى في نص وثيقة "حزب الله" تكريس للتبعية

نهارنت/سأل"المركز المدني للمبادرة الوطنية"، وأبرز وجوهه الرئيس حسين الحسيني عن الذي يريده "حزب الله" من وثيقته السياسية، واصفاً إياها بـ"نوع من العهد". وأضاف المركز في بيان صدر عن الهيئة الإدارية "أنّ الوثيقة أشد حملا على التصديق من الميثاق ، من حيث توقع التزام الصدق والإخلاص فيها، إذ إنها بمبادرة من تلقاء طرف واحد، بلا إكراه أو تنازل على مضض، بينما يكون في الميثاق خلاصة إرادات أطراف عدة، واستدرك البيان قائلاً هذا لا يمنع من أن تكون الوثيقة خلاصة إرادات داخل طرف واحد، هو "حزب الله"، كأنها ميثاق داخلي. في مسألة السلاح الفئوي الحزبي يكرس نص الوثيقة هذه الفئوية وهذه الحزبية مستندا في الواقع الى مشكلة حقيقية هي مشكلة القدرة الدفاعية، بل مشكلة الاستهانة اللبنانية العامة بحماية لبنان واللبنانيين. ولكن، اذا كان الاكتفاء برفض سلاح "حزب الله" ليس حلا فان تكريس حزبية سلاح المقاومة وفئويته ليس حلا لمشكلة القدرة الدفاعية بل زيادة أكيدة في أضعاف هذه القدرة من حيث شرطها الداخلي. وفي مسألة الحكم يكرس نص الوثيقة إلغاء الحكم بما هو حكم وطني لبناني، ليس تجاه ممثلي الطوائف السياسييين والدينيين فحسب، بل أيضا تجاه الدول الأجنبية التي تمارس الوصاية على تلك الطوائف ويسأل البيان: "ما هي حقيقة هذه التوافقية؟ ورأى مركز المبادرة الوطنية أنّ نص الوثيقة يكرس في مسألة التبعية لدولة أجنبية عبر تصريح الأمين العام للحزب بولاية الفقيه وتعيين مكانتها الثابتة المتعالية أبدا، مشيراً الى أنّ القول بولاية الفقيه ليس سوى القول بالدولة الاسلامية الشيعية، في لبنان وفي العالم. وهذه الدولة قيد التحقيق، وفي أشكال دولة غير تقليدية. وختم المركز الوطني للمبادة الوطنية بتأكيده السعي الى قيام الدولة المدنية معتبراً إياها الدولة الوحيدة القابلة للحياة، لا الدول الدينية المزعومة ولا الدول الطائفية الممسوخة، فهذه وتلك تناقض في القول وتناقض في العمل. 

 

 صفير ابلغ المطران مسعود انه لن يشارك بقداس مار مارون في سوريا

الديار/ابلغ البطريرك الماروني نصرالله صفير، مطران اللاذقية وطرطوس للموارنة يوسف مسعود، انه لن يذهب الى سوريا للمشاركة في قداس عيد مار مارون عند قبره، لانه لم ير ان الظروف قد توفرت لزيارة سوريا.

 

لبنان المفجوع بكارثة الطائرة يلملم جراح ابنائه اجتماعات واتصالات لتنسيق المواقف بشأن مشروع خفض سن الاقتراع الوزراء المسيحيون يطرحون استرداده وتقديمه متلازما مع تصويت المغتربين

المركزية – انشغل لبنان في اليوم الثاني على كارثة سقوط الطائرة الاثيوبية بلملمة جراح ابنائه المفجوعين بفقدان ابن او اخ او اب او صديق شاء قدره ان يستقل طائرة "الموت" في رحلة اخيرة. وفيما تقدم حادث الطائرة على كل ما عداه من انشغالات داخلية وارجأ البحث في ملفات سياسية ساخنة كانت شكلت قبل "اللحظة المأساوية" نقاطا خلافية حادة على اكثر من جبهة سياسية وحول اكثر من موضوع في مقدمها مشروع خفض سن الاقتراع وانشاء هيئة الغاء الطائفية السياسية اللذان كادا يهددان الاستقرار السياسي في البلاد بفعل الخلاف المستفحل بين عدد من القيادات السياسية، انكب كبار المسؤولين في الدولة على متابعة تفاصيل الحادثة وعمليات البحث عن الركاب المفقودين وانبرى الوزراء المعنيون الى اعطاء التوجيهات اللازمة للمختصين والاشراف على عمل هيئات الاغاثة والقوى الدولية المشاركة في عمليات الانقاذ، في وقت لم يحرز اي تقدم يذكر على صعيد التحقيقات في اسباب الحادثة او العثور على الطائرة او على جثث ركاب اضافيين بحسب ما اكدت قيادة الجيش.

وحادث الطائرة المأساوي، تفاصيل وتداعيات سيحضر بقوة على طاولة مجلس الوزراء الذي ينعقد عصر اليوم في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان في جلسة مخصصة لمناقشة ودرس التعديلات على قانون الانتخابات البلدية التي قدمها وزير الداخلية المحامي زياد بارود في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء.

الخلافات الى الرف: في غضون ذلك، توقعت اوساط سياسية مطلعة لـ "المركزية" ان توضع كل الملفات الخلافية على الرف في المرحلة الراهنة بدءا بهيئة الغاء الطائفية السياسية مرورا بمشروع خفض سن الاقتراع والتعيينات الادارية والامنية، بعدما تبين ان النقاش حولها من شأنه احداث اهتزاز في الجسم الحكومي والمس بالاستقرار الامني والسياسي في البلاد وتعكير اجواء الهدنة القائمة. واشارت الى ان هذا التوجه يسود لدى مختلف القيادات العالمة بمفاعيل الخلافات المحتملة وآثارها السلبية على الوضع العام.

ارجاء الانتخابات: وقالت الاوساط ان هذا التوجه قد ينسحب على الانتخابات البلدية المتوقع تأجيلها مدة سنة افساحا في المجال امام وضع مشروع قانون خاص بها مع التعديلات اللازمة والمباشرة بتنفيذها كون هذا الامر يحتاج الى بعض الوقت.

التعيينات: اما بالنسبة الى ملف التعيينات فيبدو هو الآخر مرجحا للارجاء بفعل تعثره واستشراء الخلافات حول الآليات المفترحة ومن بينها الآلية التي طرحها الرئيس نبيه بري.

واشار احد المطلعين على هذا الامر الى ان التعيينات قد تتم بالتقسيط وعلى دفعات لملء الشواغر. واعتبر ان الآمال المعلقة على حركة اصلاحية في هذا المجال انخفضت حظوظها بعدما اخفقت الجهود في تأمين الاتفاق بين القوى السياسية لتضارب المواقف.

سحب خفض سن الاقتراع: وفي هذا المجال، كشفت مصادر وزارية لـ "المركزية" ان وزراء الغالبية المسيحيين ووزراء التيار الوطني الحر سيطرحون في جلسة مجلس الوزراء اليوم سحب الحكومة مشروع خفض سن الاقتراع، على ان تقدمه بعد اربعة اشهر بالتلازم مع مشروع استرداد الجنسية والآلية التطبيقية لاقتراع المغتربين التي يفترض ان تكون قد انجزت بحسب ما التزمت الحكومة في بيانها الوزاري، بحيث يعاد طرح المشروعين رزمة واحدة في المجلس النيابي. وقالت المصادر ان الحل الوحيد لسحب فتيل الخلاف حول مشروع خفض سن الاقتراع يكمن في استرداد الحكومة المشروع كون موقف الرئيس نبيه بري سليم من الناحيتين العملية والدستورية، فعند طرح مشروع تعديل دستوري لا يحق للمجلس القيام بأي عمل آخر قبل انجازه، وانطلاقا من هنا فإنه لا يمكن لوم الرئيس بري على توقيت طرح المشروع، لأن الحكومة ارسلته في ايار وهذه الجلسة التشريعية الاولى بعد ارساله ودستوريا يتوجب عليه طرحه حتى قبل مشروع الموازنة. واضافت: اذا اقترح كل الوزراء المسيحيين هذا الطرح فالموضوع سيصبح عندها ميثاقيا وتاليا يتوجب على باقي الوزراء التجاوب والا فإن الامور تتخذ منحى طائفيا لا يريده احد. تنسيق المواقف: وفي سياق متصل، علم ان نائبي القوات اللبنانية انطوان زهرا وتكتل التغيير والاصلاح ابراهيم كنعان ينسقان في هذا الاطار ويجريان الاتصالات اللازمة لتوحيد المواقف ازاء هذا الطرح، كما علم ان وزراء من قوى 14 آذار عقدوا في الآونة الاخيرة اجتماعات تنسيقية لتحديد التوجهات. وتوقعت اوساط نيابية ان لا تعقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي هذا الاسبوع بعدما ارجئت جلسة الامس بفعل الكارثة الجوية مشيرة الى ان الرئيس بري قد يتصل بأعضاء هيئة مكتب المجلس لتحديد موعد لجلسة اخرى بعدما تم الاتفاق على جدول الاعمال سابقا. رسالة نصرالله: ومساء يوجه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله رسالة يضمنها مواقف تعزية لأهالي ركاب الطائرة خصوصا ان اكثر من نصف هؤلاء هم من قرى جنوبية، واشارت مصادر مواكبة الى ان الرسالة ستقتصر على التعزية من دون التطرق الى مواقف سياسية اخرى او تناول الاجراءات الميدانية المواكبة لعمليات الانقاذ والبحث عن الركاب. الحريري الى القاهرة: على صعيد آخر، وفي اطار جولاته الخارجية لتعزيز موقع لبنان في الخارج، يبدأ رئيس الحكومة سعد الحريري غدا زيارة رسمية الى مصر على رأس وفد وزاري ورسمي لإجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة احمد نظيف وعدد من المسؤولين للبحث في الاوضاع الاقليمية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية. 14 آذار: الى ذلك علمت "المركزية" ان الامانة العامة لقوى 14 آذار وجهت دعوات الى مكونات هذه القوى للمشاركة في اجتماعها العام في البريستول في 31 الجاري للبحث في احياء ذكرى 14 شباط. وسيشكل الاجتماع محطة لإعادة تجميع هذه القوى التي قامت على اسس الوحدة الاسلامية – المسيحية.

 

ابي نصر لـ"المركزية": لجنة الادارة وافقت على اقتراح استعادة الجنسية والجســـر عضو فيها ونعوّل عليه وعلى كتلته ليمر في الهيئة العامة

المركزية- استغرب عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نعمة الله ابي نصر موقف النائب سمير الجسر من قانون استعادة الجنسية، خصوصاً وان لجنة الادارة والعدل وافقت عليه بالإجماع بمن فيها النائب الجسر وعوّل عليه وعلى كتلته ليمر اقتراح القانون في الهيئة العامة. وقال أبي نصر رداً على سؤال لـ"المركزية": اعتقد ان معالي الوزير سمير الجسر يخلط بين اقتراح قانون وبين مشروع قانون. فاقتراح القانون يمكن ان يقدمه اي نائب الى مجلس النواب إلا اذا كان يهدف لتعديل الدستور فيتطلب توقيع عشرة نواب اما مشاريع القوانين التي ترد من الحكومة والتي تعلق لمواضيع مهمة كإعلان الحرب وحالة الطوارئ... والتي عدّدتها المادة 65 من الدستور وأشار اليها حضرة الزميل، فتتطلب ثلثي اعضاء الحكومة.

أضاف أبي نصر: استغرب موقف الزميل الجسر من قانون استعادة الجنسية خصوصاً وانه سيشارك مشاركة فعالة من خلال لجنة الادارة والعدل واشترك بكل النقاشات واللجان الفرعية التي شكلت لدراسة هذا الاقتراح علماً ان كلاً من وزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير العدل حضروا الاجتماعات التي عقدتها اللجنة وشاركوا في النقاش شخصياً.

لذلك استغرب موقف الزميل من هذا الاقتراح خصوصاً وان لجنة الادارة والعدل وافقت عليه بالإجماع بمن فيها حضرة الزميل الكريم. واننا نعوّل عليه وعلى كتلته ليمر اقتراح القانون المتعلق باستعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني في الهيئة العامة. وسأل ابي نصر: اين كانت الحكومة عندما صدر مرسوم التجنيس في حزيران 1994 هذا المرسوم الذي جنّس زهاء ربع مليون شخص من دون ان يعرض على مجلس الوزراء لإقراره بنسبة ثلثي أعضاء الحكومة ولا نسبة النصف زائداً واحداً هكذا جُنس زهاء ربع مليون شخص بمرسوم عادي خلافاً للمادة 65 من الدستور.

 

وفد أثيوبي في بيروت مساءً

المركزية- علمت "المركزية" ان وفداً أثيوبيا يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين سيصل مساء اليوم الى بيروت للمشاركة في التحقيقات والاطلاع على أعمال الانقاذ والبحث مع المسؤولين اللبنانيين في كارثة الطائرة الأثيوبية التي أصابت البلدين.

 

شطح: اللجنة اللبنانية للمفقودين تحضر وبتوجيه من الحريري ملفاً موثقاً لعرضه على الجانب السوري

المركزية – اعلن مستشار رئيس الحكومة للشؤون الخارجية الوزير السابق الدكتور محمد شطح ان اللجنة اللبنانية المتابعة لملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية وبطلب من رئيس الحكومة سعد الحريري هي "في صدد جمع المعطيات والمستندات والوقائع والافادات التي بحوزتها اضافة الى تبويب اسباب الاعتقال، تمهيدا لإعداد ملف متكامل يسبق لقاءها الجانب السوري"، مشيرا الى ان "من شأن هذا العمل ان يقدم منهجية كاملة ومعطيات دقيقة لإقفال الباب امام اي لغط او اي معلومات غير متكاملة عن مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية". واوضح شطح لـ "المركزية" "ان اللجنة اللبنانية تعمل بشكل جدي على الموضوع وذلك بالتنسيق مع وزير الدولة جان اوغاسابيان المكلف من قبل الرئيس الحريري، على ان يتم قريبا عرض ما انجزته هذه اللجنة على الجانب السوري تمهيدا لإنهاء الملف بمصداقية وبشكل كامل". ولفت شطح الى ان "الجانب اللبناني من اللجنة لديه اجوبة وردود من الجانب السوري انما هذه المستندات او القوائم او الافادات تحتاج لأن تكون مبرمجة بطريقة علمية وموثقة، فهناك بعض المفقودين لا نملك عنهم اي اشارة او اي توثيق او مستند يثبت انهم فقدوا في مكان معين، مؤكدا ان من شأن هذا الترتيب ان يوضح الصورة اكثر لأهالي المفقودين عن مصير ذويهم تمهيدا لإنهاء الملف بشكل قاطع.

 

تسلم الوثيقة السياسية للمجلس الاسلامي العربي والتقى وفـدا طالبيـا صفير: على القادة ان يتحلوا بالاخلاق ويختزنوا منزلة كبيرة في العلوم

المركزية - رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ان "على من يريدون ان يكونوا قادة لشعبهم ان يتحلوا بالاخلاق الرفيعة وان يختزنوا في نفوسهم منزلة كبيرة في العلوم التي يحصلونها". استقبل البطريرك صفير قبل ظهر اليوم في بكركي، وفدا من الهيئة الطالبية في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الاعمال في الجامعة اللبنانية - الفرع الثاني - الاشرفية المتمثلة "بالقوات اللبنانية" برئاسة شاهين ساسين الذي توجه الى البطريرك بالقول: "جئنا لمعايدة غبطتك ولو وكانت متأخرة ولنعزي صاحب الغبطة بالفاجعة التي ألمت بنا جميعا، ونعزي عبرك كل العائلات اللبنانية التي اصابتها الفاجعة، ومجددين دعمنا لمواقف غبطتك الروحية والسياسية والوطنية ولن نرضى بعد اليوم ان تتعرض بكركي وسيدها المتمثل بحضرتك لتصريحات السياسيين من الذين يحاولون نقل بكركي الى مكان آخر".

ورد البطريرك شاكرا للوفد زيارته ودعمه، ومبديا حزنه "للفاجعة التي أصابت لبنان بأسره"، وقال: "أنتم شباب الغد، عليكم ان تهيئوا نفوسكم لكي تحلوا محل الذين قطعوا شوطا كبيرا في حياتهم الوطنية". اضاف: "الناس يتعاقبون جيلا بعد جيل، والجيل الماضي هيأ لكم المستقبل، وانتم ستحلون يوما مكانهم، ونسأل الله ان يطيل أعمارهم، ولكن يجب ان تتهيأوا لهذا الموقع الذي يتخذه كل منكم بما تحصلون من علوم لا بد منها. ولذلك فإن على الذين يريدون ان يكونوا قادة لشعبهم ان يتحلوا بالاخلاق الرفيعة وان يختزنوا في نفوسهم ايضا منزلة كبيرة في العلوم التي يحصلونها". وشكر للطلاب "دعمهم وزيارتهم"، سائلا الله ان "يوفقهم وان يكونوا عجينة وخميرة طيبة في هذا البلد وان يكون لبنان مثلما كان سابقا بلد الحرية والسماح والمحبة". زوار: والتقى البطريرك صفير الملحق الصحافي ومدير المراسم في السفارة الفرنسية فرنسوا ابي صعب. وكان استقبل وفدا من "شورى القرار في المجلس الاسلامي العربي" برئاسة أمينه العام العلامة السيد محمد علي الحسيني الذي قدم اليه الوثيقة السياسية الثانية للمجلس، وتم البحث في الوضع اللبناني عموما. واكد الحسيني خلال اللقاء "أهمية الدور الذي يؤديه البطريرك صفير على رأس الكنيسة المارونية، اذ يجسد المبادئ الوطنية اللبنانية وجوهر العيش المشترك"، مشيرا الى "ان وثيقة المجلس تلتقي مع هذه المبادىء في نهائية الكيان اللبناني وسيادته واستقلاله داخل الاطار العربي الجامع". ولفت الى "ان الشيعة اللبنانيين مثلهم مثل نظرائهم في الدول العربية هم جزء من الشعب ومشروعهم هو مشروع الدولة في بلدهم ولا يجوز ان يرتبطوا بأي مشاريع خارجية". وجدد تعازيه لعوائل ضحايا الطائرة الاثيوبية، مؤكدا "ان الدم اللبناني واحد، والمصيبة كما الوطن يجب ان تكون جامعة". وابلغ الحسيني البطريرك الماروني "شجب المجلس واستنكاره لكل الاعتداءات التي تطاول المسيحيين في الدول العربية مثل مصر والعراق او غير العربية مثل نيجيريا"، معتبرا "ان هذه الاعمال لا تعبر عن روح الاسلام السمحاء"، مؤكدا "ان الوجود المسيحي في المنطقة العربية هو ثروة يجب الحفاظ عليها". والتقى البطريرك صفير المحامي انطوان سعد الذي بحث معه في الفاجعة الانسانية التي طاولت اللبنانيين وغير اللبنانيين في الطائرة المنكوبة.

 

سفير قبرص في معراب

المركزية – التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع سفير قبرص في لبنان كرياكوس كورس في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمه. وقال السفير كورس بعد اللقاء "بما انني اول سفير قبرصي مقيم في لبنان ازور جميع القيادات السياسية للنقاش في العلاقات الثنائية بين البلدين اذ ان هناك صداقات تقليدية وتعاون بين لبنان وقبرص وتبادل هذه الزيارات يهدف الى تبادل وجهات النظر في المخاوف والمصالح المشتركة". وأضاف "ان قبرص عضو في الاتحاد الاوروبي وفي ما يتعلق بشؤون المنطقة لدينا صوتنا في هذا الاتحاد ونريد أن نكون الصوت الذي يمثل لبنان داخل العائلة الاوروبية".

 

فضل الله: الطائرة المنكوبة اظهرت رقي اللبنانيين وتفاعلهـم وتعاطفهم

المركزية - رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ حادث الطّائرة المفجع يمثّل جزءاً من الآلام اللّبنانيّة العامّة، والتي شاركت اللّبنانيّين فيها عائلاتٌ مفجوعة من جنسيّات أخرى، مشيراً إلى أنّ اللّبنانيين قدّموا في خلال هذه المحنة نموذجاً راقياً في تماسكهم وتعاطفهم ووحدتهم وتفاعلهم كشعب حيّ يستحقّ الحياة، مؤكّداً أنّ ذلك يمثّل دعوةً للمسؤولين الى تحمّل مسؤوليّاتهم في العمل لقيام الدّولة القادرة العادلة التي يتساوى فيها الجميع تحت سقف القانون العادل، والتي تحمي الكفاءات وتعمل لاحتضانها بدلاً من أن تعيش التّهجير القسريّ الذي تدفع ثمنه غالياً، كما في هذه الكارثة الأخيرة. وكان فضل الله تابع مع زوّاره حادث الطّائرة الأثيوبيّة المنكوبة، وأوضاع العائلات المفجوعة، عارضاً للحادثة المفجعة وملفّها مع نائب الأمين العام لحزب الله، الشّيخ نعيم قاسم، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، وعرض معه عدداً من التطوّرات العامّة والتهديدات الأخيرة للعدوّ الصّهيوني، إضافةً إلى حادث الطّائرة المنكوبة وتداعياته. ورأى فضل الله أنّ حادث الطّائرة والآلام الكبرى التي تسبّب بها، يمثّل جزءاً من الآلام اللّبنانيّة العامّة، والتي شاركت اللّبنانيّين فيها عائلاتٌ مفجوعة من جنسيّات أخرى، لتستمرّ مآسي اللّبنانيّين، جنوبيّين وبقاعيّين وشماليّين ومن سائر المناطق، في سياق مسعاهم المجبول بعرق الكرامة للحصول على شيء من السّلام الاجتماعي والنفسي الذي من شأنه التّخفيف عن آلامهم ومشاكلهم المستمرّة بفعل الاهتزاز الاقتصادي وحال اللااستقرار السياسي التي تنعكس على مجمل أوضاعهم وحياتهم.

أضاف: لقد قدّم اللّبنانيون بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم في هذه المحنة نموذجاً حيّاً في تماسكهم وتعاطفهم ووحدتهم، وأكّدوا في هذا التّفاعل الحيّ الذي شاركت فيه العناصر الرّسميّة والشعبيّة وطواقم العمل المتعدّدة، أنهم شعب يستحقّ الحياة، وأنهم قادرون على تجاوز أزماتهم ومشاكلهم الصّعبة، لحساب توحّدهم وتعاطفهم أمام المحن والمآسي مهما كانت كارثيّةً وصعبةً... وهو ما يمثّل دعوةً للمسؤولين ولجميع الفاعليّات لتحمّل مسؤوليّاتهم في العمل لقيام الدّولة القادرة العادلة التي يتساوى فيها الجميع تحت سقف القانون العادل، والتي تحمي الكفاءات وتعمل على احتضانها، وتستفيد من طاقة أبنائها لاستثمارها في الدّاخل بدلاً من فرض محنة التهجير القسري عليها إلى الخارج، لتدفع ثمن اندفاعها نحو مشاريع الخير وسعيها للحصول على لقمة العيش الكريمة، وتأمين أفضل الأوضاع لأهلها وذويها، أثماناً باهظةً ومكلفةً، وعلى رأسها ثمن الحياة نفسها، ولتترك حسرات وآلاماً ومآسي على امتداد البلد الصّغير الذي اكتوى بنيران الاحتلال والعدوان الصّهيوني، وبالحروب والفواجع الداخليّة والاهتزازات السياسية والتعقيدات الميدانية، قبل أن يكتوي بنيران الكوارث الأخرى، ومنها هذه الكارثة التي أبكت الجميع وأحزنتهم. وتقدّم فضل الله بالتّعازي إلى ذوي الضّحايا اللّبنانيّين والأثيوبيّين، وسائر الجنسيّات، سائلاً المولى تعالى أن يتغمّد الضّحايا برحمته ويسكنهم الفسيح من جنّته ويلهم ذويهم الصّبر والسّلوان. وكان استقبل العميد مصطفى حمدان الذي زاره مطمئناً إلى صحّته، وعرض معه الأوضاع العامّة، وتلقّى اتّصالاً من الرئيس نبيه برّي ومن الرّئيس فؤاد السنيورة مطمئنّين إلى صحّته.

 

قبلان: كارثة الطائرة عكست اخوة اللبنانيين وتضامنهم في الافراح والاتراح

المركزية – لفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إن الشعب اللبناني وقياداته ومؤسسات الدولة وأركانها تعاطت مع كارثة سقوط الطائرة الأثيوبية بروح أخوية فوقف كل اللبنانيين وقفة رجل واحد متضامنين مع ذوي الضحايا وهذا ليس جديدا على اللبنانيين الذين كانوا يتضامنون مع إخوانهم على مدى التاريخ، فاللبنانيون إخوة بحق وصدق وهم يفرحون لفرح بعضهم البعض ويحزنون لمصاب وألم إخوانهم فيوم سقوط الطائرة كان يوما حزينا على جميع اللبنانيين الذين المتهم المصيبة وأصابتهم في الصميم اذ هرع الجميع إلى المطار والمستشفيات والشواطئ اللبنانية فكانوا كلهم معنيون ومتألمون لهذا المصاب الجلل. ودعا الشيخ قبلان اللبنانيين الى إن يظلوا متعاونين متضامنين ومتآخين عاملين لما فيه مصلحة وطنهم لأن تعاونهم في الأزمات وتضامنهم بوجه الأعاصير ينقذ لبنان من المطبات الخطرة ولا سيما إن أهلنا في لبنان كرام وأحبة فلا يوجد لبناني يكن السوء لأخيه، وكل اللبنانيين هم من ذوي وأهل أقارب ضحايا الطائرة الأثيوبية الذين نعزيهم ونشد على أيديهم ليتحملوا المصيبة بصبر وثبات وان يلوذوا بربهم. ووجه قبلان الشكر لكل الدول والجمعيات والمؤسسات التي تضامنت مع اللبنانيين في مصيبتهم ووقفت إلى جانب لبنان في الكارثة الكبرى التي أصابته ولم تتوان عن مد يد العون والمساعدة في البحث عن الطائرة المنكوبة، فنبتهل إلى الله تعالى إن يحفظ لبنان وشعبه من كل سوء وينجي لبنان وأشقائه وأحبته من كل كارثة وبلاء وسوء.

 

جعجع عزّى بضحايــا الطائرة مؤكداً التعاطف مـع الأهالـي المفجوعيـن سفير قبرص: نريد ان نكون الصوت الذي يمثل لبنان داخل العائلة الأوروبية

المركزية- توجّه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بأحر التعازي الى ذوي الضحايا الذين سقطوا في حادثة الطائرة الاثيوبية المنكوبة، معرباً عن تعاطف كبير باسمه وباسم حزب القوات اللبنانية مع الأهالي المفجوعين. وقال "ان لبنان لم يشهد مثل هذه الكارثة في الطيران "سوى هذه المرة حين شاء القدر على ان تطاولنا هذه الاحداث"، آملاً في أن نتحمل هذه المصيبة بصبر وعزاء". ورفض الولوج في الأمور السياسية، مكتفياً بتقديم التعازي الى اسرة الـMTV وآل الخازن ومنطقة كسروان لمصابها الأليم بفقدانها الشيخ خليل الخازن "الذي لم يحصل لي شرف التعرف عليه شخصياً وانما سمعتُ الكثير عن اعماله وصفاته الحميدة". واذ حيّا كل المسؤولين في الدولة اللبنانية على جهودهم الجبارة التي قاموا بها لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه في ظل ظروف مناخية صعبة، شكر الدول الصديقة للبنان التي هبّت وقدمت المساعدات التي طلبتها منها الحكومة اللبنانية.

وكان جعجع استقبل الهيئة الناظمة للاتصالات برئاسة رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي د. كمال شحادة. عقب اللقاء، تحدثت عضو الهيئة محاسن عجم فوضعت الزيارة الى معراب في اطار الجولة التي تقوم بها على القيادات السياسية. واذ شرحت مهام الهيئة في "بناء المؤسسة ووضع الانظمة التي تسمح لها بادارة وتحرير القطاع بشكل مجدي"، اشارت الى "اننا وصلنا اليوم الى مرحلة تطبيق وتنفيذ الأنظمة ولاسيما القانون 431 ولو ان هناك بعض الصعوبات والتحديات التي تواجه اي مؤسسة حديثة العهد". أضافت "من هنا قرر مجلس ادارة الهيئة مجتمعاً زيارة كل الفاعليات السياسية لشرح المعطيات المتوافرة وما الذي قمنا به حتى الآن والذي يجب فعله لتطبيق هذا القانون".

ورداً على سؤال، أعلنت عجم ان قطاع الاتصالات يعاني خصوصاً من "غياب التنوع في الخدمات وعدم وجود الجودة الكافية وأسعار تنافسية سواء بالخليوي او بالحزمة العريضة لأسباب عديدة كعدم جهوزية الشبكات او غياب الاستثمارات اللازمة في القطاعين العام والخاص فضلاً عن غياب الأطر التنظيمية التي تشجع المستثمر للقيام بما يلزم للنهوض بهذا القطاع". وكشفت عجم ان "الهيئة أعدت حلولاً وخططاً وتصوراً شاملاً لكل قطاع الاتصالات وطرحتها على الوزير المعني"، لافتةً ان "على الحكومة اللبنانية كما جاء في بيانها الوزاري الاستمرار في تحرير القطاع والعمل على تطبيق القانون المذكور ودعم الهيئة لتطبيقه وتمكينها مالياً وادارياً عبر تأمين الموارد من القيام بمهامها المنصوص عنها في القانون".

سفير قبرص: وكان جعجع التقى سفير قبرص في لبنان كرياكوس كورس في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمه. وقال السفير كورس بعد اللقاء "بما انني اول سفير قبرصي مقيم في لبنان أزور جميع القيادات السياسية للنقاش في العلاقات الثنائية بين البلدين إذ ان هناك صداقات تقليدية وتعاون بين لبنان وقبرص وتبادل هذه الزيارات يهدف الى تبادل وجهات النظرفي المخاوف والمصالح المشتركة".

وأضاف: "ان قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي وفي ما يتعلق بشؤون المنطقة لدينا صوتنا في هذا الاتحاد ونريد ان نكون الصوت الذي يمثل لبنان داخل العائلة الأوروبية".

محفوض: والتقى جعجع رئيس حركة التغيير ايلي محفوض في حضور مستشار العلاقات الخارجية في الحزب ايلي خوري. اثر اللقاء، تحدث محفوض عن الوجه الحضاري لـ14 آذار بالرغم من كل الحملات الشعواء التي تُشن عليها، مشيراً الى ان "مؤسسة وجمهور 14 آذار سوف يعودان ليظهرا مجدداً في الاستحقاقات القادمة". وقال ان "قوى 14 آذار تؤمن بالدولة والمؤسسات وتسعى الى لبننة من ذهب وراء البحار وسوف نبقى حملّة الهوية اللبنانية".

واذ جدد محفوض عدم ثقته بالنظام السوري، انتقد هرولة البعض الى الشام باستثناء الزيارات الرسمية التي يقوم بها رئيسا الجمهورية والحكومة والوزراء. وقال "ان كل الوعود التي اطلقها النظام السوري لم تُنفذ بدءاً من ترسيم الحدود الى ملف المعتقلين والقواعد العسكرية". وتطرق الى الزيارة المفاجئة لابو موسى الى لبنان، متسائلاً "اين الدولة اللبنانية والاجهزة والقضاء وكل المعنيين وبالتالي من سمح لهذا المخرب الدخول الى لبنان؟ وهذا السؤال برسم الدولة اللبنانية". واشار الى التدريبات العسكرية التي تحصل في قوسايا والناعمة وحلوى الخ... واضعاً اياها برسم العلاقات اللبنانية –السورية. وتوقف عند "المكابرة المستمرة من قبل الرئيس نبيه بري حول الدعوة لانشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية"، مذكراً اياه بموقفه عند اعتكاف الوزراء الشيعة من الحكومة السابقة التي اعتبرها غير ميثاقية وغير دستورية وغير شرعية". اضاف، متوجهاً الى الرئيس بري، "واليوم أطلت بكركي وطلبت منك ايقاف أسطوانة الغاء الطائفية السياسية بالاضافة الى نواب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقلين المسيحيين الذين اجمعوا على رفض هذا الاقتراح وبالرغم من ذلك استمريت بالمكابرة والعناد ودعيت الى جلسة لتعديل الدستور على هذا المستوى ولكن شاءت الظروف ووقعت حادثة الطائرة، التي نأسف لها، لكننا لم نكن بحاجة لمثل هذه الكارثة لردعك". واوضح ان "اتحاد المسيحيين على موقف موّحد يُنقذ لبنان فيما تشرذمهم وانقسامهم على أنفسهم يؤدي الى ضعفه والى عجزهم عن ايصال رسالتهم"، متمنياً على كل النواب المسيحيين الالتقاء ليس كردة فعل على الطوائف الاخرى بل لمواجهة موقف محدد قد يؤذي الوجود المسيحي في لبنان".

وذّكر محفوض بملف المعتقلين في السجون السورية ، آملاً "من الدولة اللبنانية التي اجتمعت على كل المستويات بحادثة الامس ان تُنشئ خلية طوارئ للمعالجة النهائية لهذا الملف".

 

بارود: اوضاع اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين

المركزية – اكد وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود ان تعديل قانون الجنسية ودرس اوضاع اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين يتعدى الجانب المتعلق بالحقوق وهو في صلب السياسة وجزء من ملف شائك، داعيا الى الاعتراف بأننا لا نزال بعيدين جدا عن مجتمع المساواة. مواقف الوزير بارود جاءت خلال الحملة الاعلامية التي أطلقتها "اللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة" قبل ظهر اليوم، في فندق "فينيسيا"، من أجل "تعديل قانون الجنسية الحالي في لبنان ودرس أوضاع النساء اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين".

وحضر وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، والوزيرة منى عفيش وعدد من السفراء والنواب، والممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان مارتا رويدس، وحشد من رئيسات الجمعيات النسائية المعنية والاعضاء.

بداية النشيد الوطني، فكلمة تعريف من منى اليسير، ثم ألقت رئيسة "اللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة" الدكتورة أمان كبارة شعراني كلمة، فقالت "إن عدم قدرة المرأة اللبنانية على منح جنسيتها لزوجها وأولادها لا يحرمها حقوقها الاساسية كمواطنة فحسب، بل يسلب ابناءها حقوقهم الاساسية كبشر، وعليه فإنه في الكثير من الحالات التي تكون فيها المرأة ارملة او مطلقة او مهجورة، او اذا لم ينتم الزوج الى البلد الذي تقيم فيه، يحرم الاولاد حقوق المواطنية التي تشمل على سبيل الذكر لا الحصر حق التعليم والرعاية الصحية والزواج والسفر والعمل".

وذكرت بأن "اللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة منذ 1997 تطالب بحق المرأة اللبنانية في إعطاء جنسيتها لزوجها وأولادها، وقد قامت بحملات ولقاءات عديدة في كل المناطق اللبنانية ونادت ولا تزال تنادي بتشكيل قوة ضغط على البرلمانيين والبرلمانيات تؤدي الى تعديل قانون الجنسية نحو المساواة الكاملة بين الجنسين".

ووجهت تحية الى "بعض البلاد العربية التي رفعت التحفظات عن قانون الجنسية في الاتفاق وعدلت قوانينها، ومنها مصر وتونس وأخيرا عام 2008 المغرب والبحرين".

ولفتت الى "أن درس أوضاع النساء اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين في كل لبنان، مسجل في 31 مؤسسة كالمحاكم الشرعية الاسلامية والمحاكم الروحية ووزارة الداخلية والبلديات، كما قمنا بصياغة جديدة لتعديل القانون الحالي في اتجاه المساواة بين المرأة والرجل، وقدمناه الى وزارة الداخلية والبلديات في 12 أيار 2009، بالاضافة الى إعداد دليل تدريبي عن نشر الوعي تجاه القوانين التمييزية. وتم تنفيذ 11 دورة تدريبية حول موضوع الجنسية، استهدفت 270 متدربا من 129 جمعية اهلية وناشطا وناشطة بقضايا حقوق المراة الانسان في كل المناطق، من أجل أن يشكلوا ويشكلن مجموعات ضاغطة قادرة على ادارة المفاوضات السياسية اللبنانية التشريعية والتنفيذية في ما يتعلق بتعديل قانون الجنسية". وتمنت على "الحكومة واللجان النيابية تبني مشروعنا المقترح لتعديل قانون الجنسية ودعمه ليأخذ الطريق الصحيح للموافقة عليه".

وتوجهت بالشكر الى "برنامج الامم المتحدة الانمائي الداعم لهذا المشروع معنويا وماديا، وأخص بالذكر السيدة مارتا رويدس الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي ومن انتدبتهم للاشراف على المشروع، الدكتور حسن كريم والسيدة ميرنا صباغ". كذلك شكرت "المشرفة على المشروع الدكتورة فهمية شرف الدين ومنسقة المشروع نايلة ماضي المصري والمجلس التقريري للمشروع الذي يتألف من مؤسسات أهلية وحقوقية ومعاهد ودراسات والاعلامي جورج قرداحي وكل من ساهم في الدراسات والتدريبات لإنجاح هذا المشروع".

رويدس: وتلتها رويدس فقالت: "إن قانون الجنسية في لبنان لا يعطي المرأة حق منح جنسيتها لزوجها وأولادها بالمساواة مع الرجل، وهذا ينتهك حقا أساسيا من حقوق المراة، كما ينتهك مبدأ المساواة مع الرجل، مما يشكل تعديا على حقوقها كمواطنة"، مشيرة الى "ان برنامج الامم المتحدة الانمائي يعمل على دعم اللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة لتنفيذ أنشطة متعددة تهدف الى حشد التأييد المطلوب وإقامة حوار وطني واسع لتعديل قانون الجنسية من أجل منح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل". وقالت: "تم تكليف باحثين وباحثات للقيام بدراسة عن أوضاع النساء اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين"، تهدف الى تبيان عدد اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين وأولادهن وأماكن توزعهن من وجهة رقمية إحصائية. كما تبرز الدراسة أوضاع النساء الاجتماعية والاقتصادية وأزواجهن وجنسياتهن وأبرز المشكلات التي تعترض حياة أسرهن وخصوصا المشكلات التي تواجه أولادهن". وأعربت عن أملها في "أن تساهم هذه الدراسة التي نضعها في تصرف الجهات المعنية، في تأمين التحرك اللازم من أجل تعديل القانون والوصول الى المساواة في الحقوق بين المراة والرجل في لبنان".

بارود: بعد ذلك ألقى الوزير بارود كلمة قال فيها: "كلنا متضامنون مع ما جرى من مأساة يوم أمس، لكننا سنبقى نعمل من أجل تحسين حياة الناس، وما نقوم به اليوم ما هو إلا لتحسين حياة اللبنانيين". وأضاف: "الحملة بدأت، ومن خلال صورة لطفل منشورة في صحف اليوم، ويديه مكبلتين، يتبين أن هذا الطفل لا يتمتع بالحقوق نفسها التي للآخر، سواء كان صبيا أو بنتا. واذا كان هذا الطفل صبيا، فهو له الحق في منح الجنسية لأولاده، أما إذا كانت بنتا فإنها محرومة ذلك، أي أن عدم المساواة يبدأ من الصغر".

ورأى "أن هذا الموضوع يتعدى الجانب المتعلق بالحقوق وهو في صلب السياسة، ولكن لم يكن عندنا الجرأة الكافية لنقول إن السبب سياسي بامتياز لكي تكون الخيارات سياسية، وخصوصا السياسة التشريعية".

ولفت الى "ان التحفظ الذي حصل عن "اتفاق سيداو" كان في أساسه سياسيا وليس تقنيا"، مشيرا الى "ضرورة وجود جرأة لفتح كل الملفات المترابطة مع موضوع اليوم الذي نقاربه، مثل موضوع مرسوم التجنيس عام 1994، ومعاملات اختيار الجنسية عام 1967، أو موضوع استعادة الجنسية كما يحكي البعض. انه جزء من ملف شائك، وهو ملف سياسي بامتياز، ومقاربة هذا الموضوع يجب أن تكون في السياسة، والدراسات حوله باتت كاملة.

وهناك حملة واضحة منذ عام 2000، تتعلق بتحسين حياة اللبنانيين من خلال قوانين غير ظالمة. وتقول الدكتورة شعراني إن مشروع قانون تم تقديمه الى وزارة الداخلية في 12/5/2009، هو جزء من التشابك الذي نقوم به بين وزارة الداخلية والمجتمع المدني، ولكن احب ان اقول انه قبل هذا التاريخ، كانت وزارة الداخلية قد رفعت الى الامانة العامة لمجلس الوزراء مشروع قانون في الموضوع نفسه، لكنه لم يسلك طريقه الى جدول أعمال مجلس الوزراء".

وقال: سأتحدث بكل صراحة. هذا الموضوع لم يرد حتى في البيان الوزاري، رغم محاولات عديدة لذلك. إنه موضوع إشكالي بامتياز، والاخطر من ذلك أن بعض الاطراف السياسيين لهم موقف منه".

وأكد "أن حالا مطلبية مثل هذه يتابعها المجتمع المدني ويطالب بها كحق، لا يمكننا ان نغلق عليها، وربما علينا ايجاد ضوابط لها، ولكن لا يمكن إقفال موضوع النقاش. سقفنا هو الدستور، وهذا الدستور فيه أمور عدة تعنى بهذا الموضوع، ومنها بند المساواة، وبند منع التوطين، ولذلك علينا مناقشة الامر لأنه يخص كل اللبنانيين، وله تأثيرات على حياتهم السياسية والواقع الديموغرافي، وهو قابل للنقاش ليس فقط في وسائل الاعلام، بل في المؤسسات الدستورية. ولدي شعور ان هذا الباب مقفل على النقاش حتى إشعار آخر. وفي انتظار تعديل قانون منح الجنسية لاولاد اللبنانية، لم يكن عندي من خيار، سوى الطلب من الامن العام القيام بتدابير تسهيلية لمن يعيشون هذه الحالة".

أضاف: "نحن لا نتحدث عن زوج اللبنانية إذا كان أجنبيا، مع أن عددا من دول العالم يعتمد هذا النظام، ولكن أتكلم هنا على رابطة الدم بين الام وولدها، وهي بالمبدأ أقوى من رابطة الدم من ناحية الاب. أنا أقول إن لدينا القدرة على إيجاد ضوابط من الناحية الدستورية لهذا الامر، ولا احد يريد "زيجات بيضاء"، او ان نشجع التحايل على القانون او الدستور، ولكن بين المنع وضبط التحايل، هناك فرق كبير، ودور التشريعات منع التحايل على القانون، وأن نجد وسائل لإعطاء الناس حقوقهم". وأعرب عن اعتقاده "أن مساحة ذلك ليست صعبة شرط أن نناقشها". وأشار الى "ما كانت تعانيه بعض الدول في هذا الامر مثل مصر والمغرب، وكان لديها تحفظات وروابط سياسية مثلما هو حاصل بين مصر والسودان، من هنا كانت فكرة وضع ضوابط لاخراج هذا الموضوع من أزمته".

وكشف عما طلبه من الامن العام "لجهة اتخاذ تدابير تسهيلية لاولاد المرأة اللبنانية في انتظار التعديل، وهي إقامة مجاملة مجانية لمدة خمس سنوات، لانها تعمل على تسهيل امورهم بالحد الادنى، وهي خطوة انتقالية الى حين تعديل قانون الجنسية، وكذلك يكون لهم شباك خاص في دوائر الامن العام، ليس من باب التمييز".

وكرر أن "لا جرأة حتى الآن في مقاربة الموضوع، وما نبحث فيه هو تهميش فئات كبيرة واستمرار ظلم القانون، وما أصعب من ظلم القانون، لاننا قد نشتكي على ظلم الادارة، ولكن لا يمكن ان نشتكي على القانون". ولفت الى "أن هذا الموضوع مثله مثل موضوعات سن الـ 18 ودور المرأة في الحياة العامة، والكوتا النسائية في البلديات. لا نزال نقول إننا مجتمع مساواة، وعلينا التحلي بالجرأة لنعترف بأننا لا نزال بعيدين عن ذلك". وختم: "نحن ندعم هذه الحملة التي لا أعرف الى من هي موجهة، هل الى الرأي العام وهو الداعم لها بقسم كبير منه، أم الى مجلس النواب؟ إنه موجه الى السياسيين الذين عليهم اعطاء اجوبة جريئة وصريحة، وان يشاركوا في نقاش هذا الموضوع الوطني. اعود لاقول لا اعرف ما اذا كان الطفل في الصورة التي رأيتها هو المكبل ام نحن المقيدين والمكبلين بأفكار موروثة ورفض مناقشة حقوق الناس. يجب رفع الظلم من القانون". بعد ذلك، شرحت الدكتورة فهيمة شرف الدين دراسة "أوضاع النساء اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين" التي عملت على اعدادها، وهي دراسة ميدانية تحليلية.

 

عونيون يسألون عن المسؤول الاعلامي الجديد وسيم هنود ؟

الديار/ اللجان التنظيمية التي عينها رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون ورغم انطلاق عملها واجتماعاتها لا تزال في قلب «الحدث» العوني، ومدار تعليقات واحاديث الملتزمين في التيار ومن بقوا خارج التنظيم الجديد، بين من يرى ان الجنرال ضرب «ضربة معلم» اذ أسكت الأبواق المعترضة او «المنشذين» داخل التيار، مؤكدين ان التيار «بعيد عن المأسسة» بعد السماء عن الارض. المفارقة في التنظيم الجديد تعيين وسيم هنود مسؤولا في لجنة الاعلام، الاسم لا يعرفه غالبية المعنيين في التنظيم الجديد، ويتردد ان المجتمعين في الرابية الذين شملتهم «نعمة» دخول جنة التنظيم الاخير انشغلوا بالسؤال عن المسؤول الاعلامي الجديد، وقد تبين ان معظمهم لم يسمعوا باسمه في محيط الرابية سابقا، وهو بالاساس لا ينتمي الى التيار ولا يحمل بطاقة حزبية حتى. احد الظرفاء العونيين مازح زملاءه بالقول «يبدو ان الجنرال مغرم بالتجديد»، في اشارة الى التعيينات في الوزارة التي شملت غير حزبيين.

ويضيف هؤلاء حالة المسؤول الاعلامي ناصيف القزي ان الاخير كان «مصابا بحالة من الانزعاج والاختناق» طيلة المؤتمر. يُذكر ان وسيم هنود كما أفيد بعض الناشطين يملك خبرة اعلامية كبيرة وتقنية، وسبق له ان عمل في وكالة «رويترز».

 

الاتصالات الهاتفية بين الاسد والحريري متواصلة

رئيس الحكومة لم يترك حلفاء 14 آذار ولا سيما المسيحيون منهم

الاستعدادات لمهرجان 14 شباط على قدم وساق

وجدي العريضي/الديار

رئيس الحكومة سعد الحريري ليس رقماً في نادي رؤساء الحكومة بل وصل الى السراي الكبير من خلال زعامة كونه القطب والزعيم الابرز سنياً وايضاً على المستوى الوطني باعتباره زعيم الاكثرية النيابية التي تضم كل الطوائف والمذاهب. من هنا ذلك ما اكدته المراحل السابقة والآن ستؤكده ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط المقبل، ان لناحية رمزية المناسبة او الحشد الذي سيشارك. وهنا تقول اوساط سياسية متابعة صحيح ان الظروف والمعطيات والاحداث كلها باتت مغايرة عن السنوات الاربع الماضية لكن للرئيس سعد الحريري تياراً سياسياً منتشراً في كل لبنان وهو الابرز ولديه هيكلية منظمة كسائر الاحزاب التاريخية في لبنان.

لذا، تتابع لا يجوز اختصار دور الرئيس الحريري في السراي الكبير مع التقدير لهذا الموقع الذي لعب، ولم يزل، الدور الابرز في التأكيد على سيادة لبنان وانمائه والحفاظ على ثوابته الوطنية وتحديداً على الصيغة الفريدة في التعايش بين كل اطياف الشعب اللبناني.

لذا فان مهرجان الرابع عشر من شباط يعني الكثير للرئيس الحريري ويصرّ على اقامته على الرغم من انه كان رئيس للحكومة بحيث المناسبة تخصّ كل اللبنانيين وبالتالي، وهنا الاهم، تضيف الاوساط المذكورة ماذا تبدّل في خطاب وثوابت الرئيس سعد الحريري ان على مستوى استمرار تحالفه مع قيادات الرابع عشر من اذار، لا سيما المسيحيون منهم، الى تمسكه بالثوابت والشعارات التي قامت عليها قوى 14 اذار. فالرئىس الحريري ذهب الى سوريا مرفوع الرأس وقد تكون زيارته ابرز محطة في تاريخ تصويب مسار العلاقة بين البلدين والتي باتت على السكة الصحيحة، تاليا ان رئىس الحكومة كشف عن التواصل الهاتفي بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد والامور على احسن ما يرام، والرئيس الحريري اكد في اكثر من مناسبة بأنه رئىس حكومة كل لبنان وذلك يمارسه قولاً وفعلاً لكنه صلب وصادق في تحالفاته فلم يغيّر او يبدل تبديلاً.

وهنا يقول رئىس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ان سعد الحريري صادق وجامد ووفي.

لذا ومن هذه المنطلقات ثمة اجواء تشير الى بدء الاستعدادات اللوجستية من قبل تيار المستقبل وعلى مستوى كبير وبالتنسيق مع كل اطياف 14 اذار والامور بلغت مرحلة متقدمة من التحضيرات والشأن السياسي سيتابع خلال الاسبوع الجاري بين الرئىس الحريري وحلفائه، اذ ثمة معلومات عن لقاءات سيجريها الرئيس الحريري لهذا الغرض في الايام القليلة المقبلة ومن المرتقب ايضاً ان يزوره رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط واللقاء المذكور سيحسم آلية المشاركة الجنبلاطية بعد اعادة تموضع جنبلاط السياسي.

وبمعنى اوضح تخلص الاوساط بالإشارة الى أنه في الاسبوع الجاري او بعده على ابعد تقدير، سيتم وضع الآلية النهائىة للكلمات التي ستلقى في المهرجان الشعبي في سياق ايجاد الصيغة المناسبة والتي تتلاءم والمرحلة الراهنة، الامر الذي يشدد عليه رئيس الحكومة من اجل الحفاظ على مناخ الاستقرار في البلد والمراحل المتقدمة التي وصل اليها خلال الاشهر المنصرمة والتي تتنامى بشكل كبير وذلك ما كان يركز عليه ويريده الرئىس الشهيد رفيق الحريري.

  

تقرير هيومان راتيس ووتش لعام 2010: حالة حقوق الإنسان المتردية في سوريا شهدت مزيداً من التردي في العام المنصرم

 الاثنين, 25 يناير 2010 23:52

شهدت حالة حقوق الإنسان المتردية في سوريا مزيداً من التردي في العام 2009، حيث اعتقلت السلطات النشطاء السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، وفرضت رقابة على المواقع الإلكترونية، واعتقلت المدونين، وفرضت حظر السفر"، هذا ما أكده التقرير الجديد لمنظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان.

وجاء في التقرير: لا يوجد أي أحزاب سياسية مرخصة. لا يزال قانون الطوارئ، الذي تم فرضه في عام 1963 ساري المفعول، وتواصل أجهزة الأمن السورية المتعددة احتجاز الأشخاص دون أوامر اعتقال.  واستأنفت محكمة أمن الدولة العليا، وهي محكمة استثنائية لا يوجد فيها تقريباً أية ضمانات قضائية، محاكماتها في مارس/آذار 2009، بعد انقطاع لثمانية أشهر. واستمرت السياسيات القمعية التي تنتهجها الحكومة السورية اتجاه الأكراد. ومنعت أجهزة الأمن التجمعات السياسية والثقافية الكردية، وتقوم بانتظام بعمليات اعتقال ومحاكمة النشطاء الأكراد الذين يطالبون بمزيد من الحقوق السياسية والاعتراف بالحقوق الثقافية للأكراد.

اعتقال ومحاكمة النشطاء السياسيين

حكمت محكمة أمن الدولة العليا على أكثر من 45 شخصاً في العام 2009 لأسباب مختلفة، بما فيها الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، والأنشطة الكردية، والانتماء لجماعات سياسية غير مرخصة، وانتقاد المستقلين للحكومة. في 4 فبراير/شباط ألقى جهاز الأمن السياسي القبض على اثنين من أعضاء الحزب الشيوعي لقيامهما بجمع توقيعات ضد قرار الحكومة الذي يفرض قيوداً جديدة على المعاملات العقارية في المناطق الحدودية. بعد ثلاثة أشهر، ألقى الأمن السياسي القبض على خمسة من أعضاء حزب العمل الشيوعي في 21 مايو/أيار خلال عقدهم اجتماع في منزل أحد الأعضاء. جميعهم كانوا لا يزالون قيد الاعتقال حتى كتابة هذه السطور.

في 15 مارس/آذار حكمت محكمة الجنايات بدمشق على الكاتب والمحلل السياسي حبيب صالح بالسجن ثلاث سنوات بتهمة "نشر أنباء كاذبة" و"إضعاف الشعور القومي" بسبب كتابته مقالات تنتقد الحكومة وتدافع عن المعارض رياض الترك.

واصل اثنا عشر قيادياً من إعلان دمشق، وهو ائتلاف بارز لقوى المعارضة، واصلوا قضاء حكم بالسجن لثلاثين شهراً صدر بحقهم في أكتوبر/تشرين الأول 2008، بعد حضورهم اجتماعاً سياسياً. من بين هؤلاء المعتقلين رياض سيف، النائب السابق، 62 عاماً، وهو بحالة صحية حرجة. وحوكم وليد البني، وهو معتقل آخر من الاثني عشرة، أمام محكمة الجنايات بدمشق، لانتقاده الحكومة داخل السجن، لكن المحكمة برأته من التهمة الجديدة في 17 يونيو/حزيران.

في مارس/آذار 2009، اعتبر فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاعتقال التعسفي اعتقال كمال اللبواني تعسفياً، ويقضي اللبواني، وهو طبيب ومؤسس التجمع الليبرالي الديمقراطي، أحكاماً بالسجن لخمسة عشر عاماً بسبب دعوته السلمية إلى الإصلاح.

أفرجت السلطات عن الكاتب البارز ميشيل كيلو والناشط السياسي محمود عيسى في مايو/أيار ويونيو/حزيران على التوالي، بعد أن أتمّ الاثنان أحكاماً بالسجن لثلاث سنوات بسبب توقيعهما على عريضة تدعو إلى جعل العلاقات السورية- اللبنانية قائمة على الاحترام المتبادل.

الأنشطة المتعلقة بحرية التعبير والمجتمع المدني

لا توجد صحافة مستقلة في سوريا، وفرضت الحكومة على منافذ الإنترنت قيوداً كتلك التي تفرضها على غيرها من وسائل الإعلام. الرقابة على المواقع الإلكترونية السياسية واسعة الانتشار، وتمتد إلى مواقع شعبية مثل بلوغر (مدونات غوغل)، وفايس بوك، ويوتيوب.

في 13 سبتمبر/أيلول حكمت محكمة أمن الدولة العليا على المدون كريم عربجي بالسجن لثلاث سنوات بتهمة "نشر أنباء كاذبة من شأنها إضعاف الشعور القومي" بسبب إدارته لمنتدى أخوية الإلكتروني الشبابي الشهير akhawia.net   ، والذي يحمل انتقادات للحكومة.

وأيضاً، في 13 سبتمبر/أيلول، أغلقت قوات الأمن مكتب مازن درويش، رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، دون تقديم أي تفسير أو أمر قضائي.

في أبريل/نيسان وجه المدعي العام العسكري لمحامي حقوق الإنسان خليل معتوق تهماً بـ "تحقير رئيس الجمهورية والإدارات العامة" و"إثارة النعرات الطائفية" بعد أن دعى معتوق إلى محاكمة المسؤولين الأمنيين الذين يشتبه في ضلوعهم بقتل ابن اخيه في أكتوبر/تشرين الأول 2008، والذي حدث ضمن ملاحقة مهربين، وفقاً للتقارير. لا تزال محاكمة معتوق مستمرة حتى كتابة هذه السطور.

في 28 يوليو/تموز 2009، اعتقل جهاز مخابرات أمن الدولة المحامي مهند الحسني، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية)، وبعد يومين وجه له قاضي التحقيق تهم "إضعاف الشعور القومي" و "نشر أنباء كاذبة أو مبالغ فيها" فيما يتعلق برصده لعمل محكمة أمن الدولة العليا. لا تزال محاكمته جارية. في 10 نوفمبر/تشرين الثاني أصدرت نقابة المحامين قراراً نهائياً بفصله من عضوية النقابة.

في 14 أكتوبر/تشرين الأول، اعتقل جهاز مخابرات أمن الدولة هثيم المالح (78 عاماً) وهو محام بارز في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بعد ظهوره على محطة تلفزيونية معارضة انتقد فيها القمع المتواصل لحرية التعبير في سوريا. في 3 نوفمبر/تشرين الأول وجه له قاض عسكري تهمة "نشر أنباء كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها إضعاف الشعور القومي". لا تزال محاكمته قائمة.

وتستمر الحكومة بمنع النشطاء من السفر إلى الخارج، ومنع أسرهم في بعض الحالات. ومن نشطاء حقوق الإنسان الذين منعتهم أجهزة الأمن من السفر في العام 2009، المحامي موسى شناني، عبد الكريم الريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الرحيم غمازة، محام عضو في المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، نجيب ددم، عضو مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان في سوريا. أصدر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في فبراير/شباط قائمة بـ 417 ناشطاً سياسياً وحقوقياً ممنوعين من السفر.

جميع منظمات حقوق الإنسان في سوريا لا تزال غير مرخصة، حيث يرفض المسؤولون السوريون باستمرار طلبات التسجيل. طعنت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان أمام القضاء الإداري في قرار وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برفض طلبها بالتسجيل. وردت الوزارة بالدعوة إلى محاكمة أعضاء المنظمة.

الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب

تستمرأجهزة الأمن المتعددة في سوريا في اعتقال الأشخاص دون مذكرات توقيف، وكثيراً ما ترفض الكشف عن مكان وجودهم لمدة أسابيع وأحيانا لأشهر، مما يجعلهم مختفين قسرياً. لا يزال مصير عشرة مشتبهين إسلاميين اعتقلوا في أغسطس/آب 2008 في محافظة دير الزور مجهولاً. كما التزمت السلطات الصمت حيال مصير ثمانية أكراد على الأقل اعتقلوا منذ سبتمبر/أيلول 2008، للاشتباه بصلاتهم بالحركة الانفصالية الكردية.

وكما حدث في السنوات السابقة، لم تقر الحكومة بتورط قوات الأمن في "اختفاء" ما يقدر بـ 17000 شخص، معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الناشطين السوريين الذين احتجزتهم الحكومة في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، فضلاً عن المئات من اللبنانيين والفلسطينيين الذين اعتقلوا في سوريا أو اختُطفوا من لبنان. لا تزال الغالبية العظمى في عداد المفقودين، ويعتقد أن كثير منهم قد قتل.

أكثر من عام مضى بعد أن فتحت قوات الأمن النار على سجناء قاموا بأعمال شغب داخل سجن صيدنايا، مما أسفر عن مقتل تسعة سجناء على الأقل، ولم تكشف السلطات عن أية معلومات عن الإصابات. ولم تطلق السلطات سراح نزار رستناوي، وهو ناشط حقوقي بارز كان من المفترض أن ينهي حكماً بالسجن لأربع سنوات في 18 أبريل/نيسان 2009، ولا توجد أية معلومات حول وضعه ومكان وجوده.

وتلقت هيومن رايتس ووتش تقارير عديدة عن سوء المعاملة والتعذيب من قبل الأجهزة الأمنية. ففي 10 يناير/كانون الثاني 2009، سلمت السلطات جثة محمد أمين الشوا (43 عاماً) الذي كان قد اعتُقل في أغسطس/آب 2008، إلى عائلته. ووفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، فإنه قد توفي تحت التعذيب. أخبر عشرة نشطاء أكراد هيومن رايتس ووتش بأن عملاء من أجهزة الأمن قاموا بتعذيبهم عام 2009.

التمييز والقمع ضد الأكراد

لا يزال الأكراد، وهم أكبر أقلية عرقية غير عربية في سوريا، يخضعون لتمييز ممنهج، بما فيه الحرمان التعسفي من الجنسية لما يقدر بـ 300 ألف من الأكراد المولودين في سوريا. وتقمع السلطات التعبير عن الهوية الكردية، وتمنع تعليم اللغة الكردية في المدارس. وفي 28 فبراير/شباط 2009، استخدمت قوات الأمن العنف لتفريق تظاهرة للأكراد كانوا قد تجمعوا للاحتجاج على مرسوم يقيد المعاملات العقارية في المناطق الحدودية، واعتقلت بعد ذلك 21 متظاهراً. في مارس/آذار أوقفت الشرطة فعالية فنية نظمها حزب سياسي كردي في القامشلي، وفرقت قوات الأمن تجمعات للاحتفال برأس السنة الكردية في القامشلي والدرباسية.

اعتقلت أجهزة الأمن ما لا يقل عن تسعة من القيادات الكردية السياسية البارزة في العام 2009، بما في ذلك اعتقال مصطفى جمعة، القائم بأعمال الأمين العام لحزب آزادي في 10 يناير/كانون الثاني. وفي 14 أبريل/نيسان أصدرت محكمة عسكرية حكماً على اثنين من قياديي حزب يكيتي، فؤاد عليكو وحسن صالح بالحبس لـ 8 أشهر و13 شهراً على التوالي بتهمة الانتماء إلى منظمة سياسية غير مرخصة. وفي 11 مايو/أيار حكمت محكمة جنايات دمشق على مشعل التمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا، بالسجن ثلاث سنوات ونصف بتهمة "إضعاف الشعور القومي" و "نشر أنباء كاذبة". في 20 أكتوبر/تشرين الأول حكمت محكمة الجنايات على إبراهيم برو، القيادي في حزب يكيتي، بالحبس لثمانية أشهر بتهمة الانتماء إلى منظمة سياسية غير مرخصة.

حقوق النساء والفتيات

يضمن الدستور السوري المساواة بين الجنسين، والعديد من النساء ينشطن في الحياة العامة. ولكن قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات يتضمنان أحكاما تمييزية ضد النساء والفتيات. في 5 يونيو/حزيران كشفت وسائل الاعلام السورية عن أن وزارة العدل كانت قد قدمت مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي لا يزال يحتفظ ببعض الأحكام التمييزية ضد المرأة، كحرمان المرأة المتزوجة من زوج غير سوري من حقها في نقل جنسيتها إلى زوجها وأطفالها، ويفرض على المرأة الحصول على إذن من الرجل للسفر إلى الخارج وللعمل خارج المنزل. بعد احتجاجات عديدة من قبل جماعات حقوق المرأة في سوريا، ألغى الرئيس بشار الأسد مشروع القانون في يوليو/تموز.

وفي 1 يوليو/تموز أدخل الرئيس الأسد تعديلاً على قانون العقوبات ليفرض حداً أدنى بالسجن لسنتين كعقوبة على ما يُعرف بـ "جرائم الشرف". في حين أن عدد جرائم الشرف غير معروف، فإن مرصد نساء سوريا، وهي جماعة غير مرخصة، قام بتوثيق ما لا يقل عن 12 حالة في العام 2009، بما في ذلك قتل فتاة في 18 من عمرها في آب/أغسطس على يد والدها لأن أحد الجيران قد حاول اغتصابها.

وضع اللاجئين الفارين من العراق

تستضيف سوريا لاجئين عراقيين أكثر من أي بلد آخر. تجدد العنف في العراق تسبب باستمرار قدوم العراقيين إلى سوريا: خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2009، سجلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين 19 ألف لاجئ عراقي جديد، الأمر الذي رفع العدد الإجمالي للاجئين العراقيين المسجلين إلى 210 آلاف لاجئ. وهذا لا يمثل إلا جزءاً من اللاجئين العراقيين في سوريا، ويقدر العدد الفعلي بين مليون- ومليون ونصف لاجئ. تتيح سوريا للاجئين العراقيين، سواء أكانوا مسجلين كلاجئين أم لا، إتاحة خدمات المستشفيات العامة والمدارس، ولكنها تمنعهم من العمل. في حين أبقت سوريا بشكل عام الباب مفتوحاً لاستقبال اللاجئين العراقيين، إلا أنها فرضت منذ العام 2007 شروط دخول أكثر تقييداً. أعادت سوريا قسراً إلى العراق بعض اللاجئين العراقيين في سوريا الذين اتهموا بارتكاب أعمال إجرامية أو العمل بشكل غير قانوني.

ولا تزال سوريا ترفض دخول الفلسطينيين الفارين من العراق. وحتى كتابة هذه السطور، كان 2700 لاجئ فلسطيني على الأقل لا يزالون في مخيمات بدائية في المناطق العازلة بين نقاط التفتيش التابعة للحدود السورية العراقية. تشيلي والسويد وافقت على قبول توطين بعض من هؤلاء اللاجئين.

الأطراف الدولية الرئيسية

تعرضت العزلة الدبلوماسية لسوريا في العام 2009 لمزيد من التآكل، مع لا يقل عن تسعة من المسؤولين الكبار الأجانب زاروا دمشق، بمن فيهم وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتانماير ومبعوث الولايات المتحدة الخاص جورج ميتشل. تجدد العلاقات لم يكن لها أثر يذكر على سجل سوريا في مجال حقوق الإنسان. خلال العام 2009 أصدر البرلمان الأوربي بيانات علنية عبر فيها عن قلقه بشأن حالة حقوق الإنسان في سوريا، لكن هذه البيانات لا تعيق التقدم نحو توقيع اتفاقية الشراكة، وهي الإجراءات التي كانت قد جُمدت عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005.

 

فرنسا على بعد خطوات من حظر البرقع 

 المنار

26/01/2010 يعتزم البرلمان الفرنسي، اليوم الثلاثاء، اتخاذ قرار نهائي بشأن حظر ارتداء البرقع في البلاد. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد صرح في يونيو/حزيران الماضي أن "ارتداء البرقع غير مرحب به في فرنسا". وأكد ساركوزي حينها أن المشكلة تكمن في أن البرقع ليس رمزا دينيا، بل هو دلاله على فقدان المرأة لحريتها وكرامتها، وإذلالها للجنس الآخر.  وتدرس لجنة مكونة من 32 نائبا قرار حظر البرقع، وما إذا كان هذا الأمر سيؤثر على علمانية فرنسا أم لا. وبموجب هذا القرار، ستمنع النساء اللاتي يرتدين البرقع من الاستفادة من الخدمات العامة، مثل ركوب المواصلات، والخدمات الطبية، وغيرهما. ومن المتوقع أيضا أن يتم فرض غرامة قدرها ألف دولار على من تخالف هذا القانون الجديد.

وخلال أيام من إعلان ساركوزي، هدد تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا بالانتقام من فرنسا "بكل الطرق وفي أي مكان"، وفقا لبيان نشر على أحد المواقع الإلكترونية التابعة للتنظيم.

وقال أبو مصعب عبد الواحد، قائد تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا: "لن نحتمل مثل هذه الاستفزازات، وسننتقم من كل من يقدم عليها."

ووفق استطلاع للرأي أجرته مجلة Le Point الفرنسية، يؤيد أكثر من نصف الفرنسيين قرار حظر البرقع. فقد وجد الاستطلاع أن 57 في المائة من الفرنسيين يعتقدون أنه من غير القانوني ارتداء البرقع وتغطية الوجه في الأماكن العامة. ويرى معظم المؤيدين لهذا القرار أن النساء عادة ما يرتدين البرقع رغما عنهن، وبفرض من الأزواج، أو الآباء أو الأخوة، وهو الأمر الذي تعارضه بعض اللاتي يرتدين البرقع، إذ يؤكدن أن قرارهن جاء باختيار شخصي.  ونظرا لكون الجالية المغاربية هي الغالبة في فرنسا، نجد أن مبروكة بوجناح وصديقتها أم خير على سبيل المثال، يفضلن تغطية وجوههن لدوافع التقوى والإيمان. حتى أن أم خير، تؤكد أن بعضا من صديقاتها يرتدين البرقع رغما عن أزواجهن.  وكان البرلمان الفرنسي قد أصدر قرارا في 2004 يمنع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس العامة، كما منع جميع الرموز الدينية من الظهور في العلن، مثل عمامة السيخ، والصليب المسيحي، وقلنسوة اليهود.  يذكر أن عدد المسلمين في فرنسا يبلغ 3.5 مليون مسلم، ويمثلون ستة في المائة من السكان، وفقا لمنتدى "بيو" للحياة العامة والدينية.  باريس، فرنسا (CNN )

 

إنتشال 21 جثة بينها 15 في المستشفى الحكومي والأمل يتضاءل مع الوقت للعثور على ناجين

نهارنت/أعلن وزير الصحة محمد جواد خليفة عن وجود 15 جثة من ضحايا الطائرة في مستشفى بيروت الحكومي, من بينها حسن تاج الدين, و6 جثث لا تزال على سفن الإنقاذ. فيما استبعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يكون تحطّم الطائرة الأثيوبية ناجم عن عمل تخريبي، مؤكّدًا أنّ العمل جار على انتشال الجثث والحطام، كما محاولة العثور على ناجين كما وضع نفسه بتصرف القوى الأمنية التي تبحث عن المفقودين، في حال احتاجت الى أيّ دعم خارجي. من جهته، أكّد وزير الداخلية زياد بارود أنّ محاولات العثور على الصندوق الأسود مستمرة، مشدّدًا على أنّ التحقيق بدأ، لكنّه لن يسفر عن نتائج كثيرة قبل الإطّلاع على المعلومات الموجودة في الصندوق. وبحسب غرفة العمليات الخاصة في وزارة الدفاع، فإنّ ثلاث طائرات بريطانية واثنتان قبرصيتان، أقلعت من قبرص لمؤازرة السلطات اللبنانية واليونيفيل في عمليات البحث. وكانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الاثيوبية فوق البحر في المياه الاقليمية اللبنانية بعد اربع دقائق على اقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قبيل الثالثة فجرا. وتقل الطائرة وهي من نوع بوينغ 737 ، تسعين راكبا، بينهم 54 لبنانيا، 22 اثيوبيا، عراقي وسوري وكندي من اصل لبناني، وروسية من اصل لبناني، وفرنسية وبريطانيان من اصل لبناني، اضافة الى طاقم الطائرة المؤلف من سبعة اشخاص. واشارت مصادر ملاحية الى ان الطائرة تعرضت لصاعقة بعيد اقلاعها فوق السعديات- الدامور، وتحولت الى كرة نار سقطت في البحر، بعدما كانت قد اختفت عن شاشات الرادار في برج المراقبة في مطار بيروت بعد اربع دقائق على اقلاعها. وعلى الاثر اعلن استنفار وزاري وامني وطبي لتنظيم عملية البحث عن حطام الطائرة الاثيوبية، وحضر وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الى المطار، معلنا انه شكل لجنة تحقيق بمشاركة مكتب التحقيق الفرنسي المختص، في حين شكل وزير الدفاع الوطني الياس المر بدوره غرفة عمليات لمتابعة العمليات الجارية. وقد حضر الى مطار بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، لمتابعة مجريات العمليات.

وقد تم تحديد مكان سقوط الطائرة على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف الكيلومتر في البحر غرب بلدة الناعمة، وطلب لبنان مساعدة بحرية اليونيفيل ودول صديقة للمساعدة في اعمال البحث عن حطام الطائرة والإنقاذ. وانضمت قيادة الأسطول الأميركي السادس المرابطة في البحر الأبيض المتوسط الى عمليات الانقاذ بعدما وافقت وزارة الدفاع، وارسلت طائرة من طراز P3 مجهّزة برادارات حرارية تكشف الجثث وإمكانية وجود ناجين تحت الماء، على ان تصل إلى منطقة سقوط الطائرة في الساعات المقبلة. وتوجهت طائرة "أتلانتيك" الفرنسية حاملة 20 مروحية للمشاركة في عمليات الإنقاذ بالإضافة الى مروحية قبرصية ومروحيتين بريطانيتين. وعلم ان زوجة السفير الفرنسي في لبنان مارلا بيتون، من بين ركاب الطائرة المنكوبة, اضافة الى عضو مجلس ادارة تلفزيون "ام .تي.في" مدير البرامج السياسية الشيخ خليل الخازن. كما ترأس الحريري مساء الإثنين في السراي اجتماعا وزاريا أمنيا قضائيا بحضور الوزراء المر، خليفة، الشامي، العريضي، متري وبارود، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، قائد الجيش العماد جان قهوجي، أمين عام مجلس الوزراء سهيل بوجي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، خصص لعرض آخر المعلومات المتعلقة بالحادثة والجهود المبذولة في عمليات الإنقاذ والتنسيق بين مختلف الإدارات المعنية على هذا الصعيد.

وكان تم الاحد الغاء رحلة طائرة الخطوط الملكية المغربية التي كانت متوجهة الى كازابلانكا, كما أشار احد الركاب لموقع "نهارنت" انه تمت اعادة الطائرة التي كانت تستعد للاقلاع، بسبب عطل تقني.

 

في انتظار الصندوق الاسود: هل خالف قبطان الطائرة توجيهات برج المراقبة؟

نهارنت/تتواصل عمليات الانقاذ وانتشال ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة التي سقطت الاثنين في المياه الاقليمية اللبنانية بعد اقلاعها لدقائق من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في يومها الثاني، وسط تراجع احتمالات العثور على ناجين، في وقت بوشرت التحقيقات في اسباب سقوط الطائرة، التي لا تزال تدور في اطار الفرضيات غير المؤكدة في انتظار العثور على الصندوق الاسود للطائرة، مع الاشارة الى ان المسؤؤولين اللبنانيين حرصوا على استبعاد اي عمل تخريبي. وفي هذا السياق، لفت وزيرا الدفاع الياس المر والاشغال غازي العريضي الى أن التسجيلات في برج المراقبة تثبت ان قائد الطائرة الاثيوبية لم يلتزم بالتعليمات التي زوده بها برج المراقبة. واوضح المر ان برج المراقبة طلب من قائد الطائرة ان يقود طائرته في اتجاه معين تفادياً للعواصف الا انه سلك اتجاها معاكسا.

لكنه اكد ان اسباب عدم استجابة قائد طائرة "البوينغ 737" لم تعرف بعد وقد تكون خارجة عن ارادته، موضحاً أن قانون الطيران يجيز لقائد الطائرة اتخاذ قرار معاكس لما يطلبه منه برج المراقبة على ان يبلغ السلطات الملاحية قراره. أما العريضي، فلفت من جهته، الى ان قائد الطائرة اتبع المسار الذي نصحه به برج المراقبة ثم حاد عنه، مما دفع البرج الى تنبيهه مرة أخرى الى ضرورة العودة الى المسار المحدد، لكن الطيار استمر في مساره ثم قام بدورة غريبة "لم نجد لها أي تفسير قبل ان تختفي الطائرة عن رادار برج المراقبة.

وشدد على ان المسؤولين في برج المراقبة "قاموا بكل الواجب واذا ثبت من الصندوق الأسود ان ثمة اشياء أخرى فعندها لكل حادث حديث". واشارت مصادر ملاحية لصحيفة "السفير" الى أن الاتصال بالطائرة فُقد بعد أربع دقائق من إقلاعها، أي عند الثانية وواحدة وأربعين دقيقة. في حين اشارت صحيفة "الحياة" الى أن الطائرة كانت بلغت علو زهاء 7 آلاف قدم في سرعة بعد الإقلاع. وإذ رفضت المصادر الجزم في موضوع انفجار الطائرة واحتراقها، بحسب بيان قيادة الجيش، أو أن تكون عوامل الطقس هي سبب سقوطها، استبعدت أي عمل إرهابي أو تخريبي. واوضحت "أن مطار بيروت شهد قبل الحادثة وبعدها حركة طيران عادية، اقلاعا وهبوطا. لكن مصدرا ملاحيا مسؤولا ابلغ صحيفة "اللواء" ان "الإجراءات التي سبقت إقلاع الطائرة كانت عادية، بما في ذلك العلاقة مع برج المراقبة، مستبعداً أن يكون الطيار لم يلتزم بالتعليمات التي اعطيت له". وفي ظل الاسئلة المطروحة عن اسباب الحادث والتي لن تجد جوابا شافيا حتى العثور على الصندوق الاسود، تعددت السيناريوهات والفرضيات، التي راوحت بين تعرض الطائرة لصاعقة "جوية" او حصول حريق فيها أو حصول عطل طارئ.

ووضع احد طياري الجيش المتقاعدين، سمير يونس، في حديث الى صحيفة "النهار" سببا من اثنين لسقوط الطائرة: "اولهما انفجار احد محركات الطائرة لسبب ما ومن ثم اشتعال مخزون الفيول مما ادى الى انفجارها خلال لحظات قليلة. والآخر ان يكون ملاح الطائرة قد دخل بها الى غيمة "كيوميلنبوز" (Cimulonimbus) التي تختزن في داخلها صواعق ذات شحنات كهربائية عالية ويحرص الطيارون على تجنبها". وعن الصور التي التقطتها كاميرا احد المصانع والتي اظهرت حصول انفجارين خفيفين قبل الانفجار الكبير، رجح الطيار المتقاعد، في حال صحة المشاهد الملتقطة، ان يكون ناجماً عن انفجار المحركات واشتعال الفيول ومن ثم حدوث الانفجار الكبير. واشار الى ان الطيارين يعمدون عادة الى اطفاء المحرك الذي يتعطل ويعودون الى القاعدة الجوية، لكن يبدو ان انفجار المحرك ادى الى اشتعال مخزون المحروقات دفعة واحدة. واكد ان الاجزاء المعدنية من الطائرة لن تطفو على سطح المياه بل تلك التي تضم الخشب والاسفنج، موضحا ان ارتطام الطائرة بسطح المياه يحولها قطعا صغيرة متناثرة. اما بالنسبة لوجهة النظر الاثيوبية من الكارثة، فان فريقا من المحققين الاثيوبيين بدأؤا في بيروت اتصالاتهم مع قطاعات الطيران المدني لتحديد سبب سقوط الطائرة على الرحلة رقم 409. وشدد الناطق باسم الحكومة الأثيوبية في اديس أبابا شيميليس كمال على ان ما من دليل يشير الى فرضية حصول اعتداء ارهابي. ونفى تلقي "أي تهديد من أي مجموعة ارهابية". وأضاف ان "حريقاً شبّ على ما يبدو في الطائرة بعد خمس دقائق من اقلاعها".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية غيرما وايكي، في أديس أبابا، إن "حوادث الطيران التي تنجم عن أخطاء في قيادة الطائرة أو في الصيانة لا وجود لها في تاريخ الشركة". وبحسب وياكي فإن أي عطل ميكانيكي لم يتم التبليغ عنه خلال الكشف الروتيني في أديس أبابا، أو عند الإقلاع في بيروت، وقال إن الطائرة مصنوعة في العام 2002، وخضعت لآخر عملية صيانة في 25 كانون الأول الماضي، وقد نجحت في عملية الكشف التقني، علماً بأنها مستأجرة في أيلول الماضي من CIT Aerospace.

 

لبنان يعد لتشكيل غرفة طوارئ دائمة

نهارنت/طرح الاجتماع الوزاري الذي عقد برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري مساء الاثنين في السراي، على بساط البحث تشكيل غرفة طوارئ دائمة لمعالجة اي كارثة او طارئ يتعرض له لبنان. وجرى عرض لآخر المعلومات المتعلقة بالحادث والجهود المبذولة في عمليات الانقاذ والتنسيق بين مختلف الادارات المعنية. واعلن وزير الاعلام طارق متري بعد الاجتماع، انه تم تكليف لجنة التحقيق الفني في الحادث بمشاركة مكتب التنسيق الفرنسي الدولي BEA، للتحقيق في سقوط الطائرة الاثيوبية. واضاف ان الطائرة الاثيوبية كانت تنقل 83 راكباً الى طاقمها المؤلف من سبعة أشخاص، وفقد الاتصال بها بعد ثلاث دقائق من اقلاعها وغابت عن شاشات الرادار. وأوضح ان كلاً من قبرص والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية استجابت لطلب المؤازرة من لبنان. وأفاد ان سفناً من "اليونيفيل" المانية وتركية تعاونها سفينة من الولايات المتحدة تقوم بالتعاون مع الجيش "بعملية سبر شامل للمنطقة التي سقطت فيها الطائرة بحثاً عن مفقودين وعن حطام الطائرة وهذه العملية مستمرة". وأشار الى ان الأعراف الدولية في عمليات البحث والانقاذ تحدد مدتها ب 72 ساعة. 

 

الولايات المتحدة تعزي باضحايا وتساعد بالتحقيق

نهارنت/أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أنّ مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي سيرسل محقق طيران للمساعدة في التحقيق في حادث تحطم الطائرة الاثيوبية. وعينت رئيسة المجلس القومي لسلامة النقل الأميركي ديبورا هيرسمان كبار المحققين دنيس جونز كممثل للجنة بحسب ما أعلنت السفارة ، وسيضم فريقه مستشارين تقنيين من الإدارة الاتحادية للطيران وشركة بوينغ وكانت الرئاسة الأميركية قد قدمت تعازيها بالضحايا على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، مشيدةً برد الفعل الفوري للحكومة اللبنانية ومسعفي الأمم المتحدة. 

 

اسرائيل: الرد سيكون غير متوقع في حال الهجوم أو الخطف أو اطلاق النار

نهارنت/كرر نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون على مسامع الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة لدى لبنان مايكل وليامز، عدداً من الشكاوى ضد سوريا لجهة سماحها بتهريب السلاح من أراضيها الى "حزب الله". وقد أدرج أمين عام منظمة الأمم المتحدة بان كي – مون هذه الشكاوى في أكثر من تقرير دوري أعدّه عن مدى تنفيذ القرار 1701.

وفي المقلب الآخر فقد ردّ على هذا الإتهام كبار المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مؤكدين أنّ الجيش اللبناني المنتشر على الحدود اللبنانية – السورية لم يوقف اي شحنة أسلحة آتية من الأراضي السورية الى الأراضي اللبنانية. ويسارع المسؤولون الإسرائيليون الى التسكيك في صحة الموقف اللبناني ولا يقتنعون بما ينقله وليامز من نفي لبناني.

ولا يثمر أي اجتماع بين وليامز وأيالون أيَ نتائج عملية يمكن أن تساعد على تنفيذ ما تبقى من القرار 1701. ويحذر المسؤول الإسرائيلي من استمرار تهريب الأسلحة للحزب "لأنه يمثل ميلا نحو التصعيد وخطراً على الاستقرار في لبنان". ولاحظت مصادر ديبلوماسية بحسب ما ذكرت صحيفة "النهار" بأنّ الجانب الاسرائيلي يطالب بأن تفتح "اليونيفيل" تحقيقا في معلومات توافرت لدى الاستخبارات الإسرائيلية، عن أن مقاتلين من الحزب يتدربون في سوريا ويتزودون منظومات متقدمة من الصواريخ المضادة للطائرات لنشرها في لبنان. واستغل نائب وزير الخارجية الاسرائيلي استقباله وليامز لتبليغه تحذيرات للحزب من أنّ الرد سيكون غير متوقع في حال اندلاع الحرب في إحدى الحالات الثلاث: هجوم، وخطف من داخل الأراضي الاسرائيلية أو من أي دولة في العالم، او إطلاق نار. وأشارت المصادر الى أنّ هذا السلوك الاسرائيلي لا يشير الى أنّ الدولة العبرية عازمة على تنفيذ ما التزمته مما تبقى من القرار 1701، اي أنّها ماضية في خروقها، ومستمرة باحتلالها لشمال بلدة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. 

 

تصاعد القلق من عدوان على لبنان مصدره احتمال توجيه ضربة الى إيران

ثريا شاهين المصدر/المستقبل

عندما أعادت إسرائيل تهديداتها للبنان خلال الأيام الماضية، تأكد لديبلوماسيين بارزين، معادلة انه كلما حقق الوضع اللبناني نوعاً من الاستقرار السياسي والأمني، وسجل حداً مقبولاً من النمو الاقتصادي، تدخل إسرائيل على الخط بتجديد تهديداتها له، مع عدم استبعاد تنفيذها، في خطة مدروسة لإعادة وضعه إلى الوراء. وانه كلما سادت ظروف من الخلافات الداخلية اللبنانية، تتراجع في تهديداتها، وإذا ما هددت يكون الأمر للتهويل. والخوف المرتبط بتوجيه ضربة إسرائيلية ضد لبنان، مصدره تصاعد القلق من امكان توجيه إسرائيل ضربة إلى إيران، ما يعني وضع المنطقة أمام الهاوية، لأن أي ضربة لإيران ستشعل المنطقة بأسرها. وإذا ما حصلت، ثمة توقعٌ بأن توجه الدولة العبرية ضربة إلى "الذراع الإيرانية" في لبنان أي "حزب الله". ويعود سبب هذه التوقعات الديبلوماسية الخطرة، والتي لا تحمل حتى الساعة أي تأكيدات، إلى أمرين: الأول، إقفال آفاق العملية السلمية في المنطقة. والثاني، عدم حصول أي حلحلة على صعيد الملف النووي الإيراني بعد مهلة 3 أشهر مرّ على انقضائها نحو شهر، ما يضع المنطقة أمام حائد مسدود، تشكل الحرب في سياقه بديلاً..

ففي مجال السلام، لم تتمكن الإدارة الأميركية من إحراز اختراق لمعاودة التفاوض، وكل الوعود التي أطلقتها في بداية عهدها عادت لتتراجع عن العديد منها. فضلاً عن وجود حكومة إسرائيلية بالغة التطرف، هدفها تغيير الوقائع على الأرض، والمماطلة وتقطيع الوقت ليس إلا. لكن إذا ما تحرك السلام، تتراجع احتمالات العمل العسكري أو اللجوء إلى الحرب. لذلك دعت روسيا إلى اجتماع للرباعية الدولية على مستوى وزراء الخارجية للبحث في الأفق المسدود للسلام، وتأمل موسكو في استجابة الأطراف المعنية إلى دعوتها، خصوصاً ان الغرض من ذلك هو محاولة الخروج بنظرية جديدة لتوفير حلول خلاّقة لتحريك عملية السلام، ولم تتلق بعد أجوبة على الدعوة. وفي اعتقاد روسيا ان تحريك السلام يؤدي إلى استرخاء في وضع المنطقة، وان الأولوية لإحداث الاختراق المنشود.

أما في مجال الملف النووي الايراني، فإن روسيا تريد إعطاء مهلة إضافية لطهران، لأن البديل أي الحرب أو العقوبات ليست لعبة، وهي تحسبها جيداً. وفي اعتقاد روسيا ان جهود الحوار لم تستنفد، لأن إيران لا تزال تقترح حلولاً، وذلك عبر استمرار قبولها بالتخصيب في الخارج، لكنها لا تريد التسليم الكامل إلى الخارج في الوقت نفسه وتريد التسليم التدريجي وعلى أرضها. فضلاً عن ان موسكو لا تزال مقتنعة بأنه لا يوجد سلاح نووي لدى إيران، في حين ان دولاً أخرى مقتنعة بأن لدى إيران سلاحاً نووياً، وإن لم يكن بالكامل، فإنّه في غضون وقت قريب سيصبح لديها هذا السلاح. وتقول روسيا انه ما دامت إيران تقترح الحلول فلماذا الدخول في درجة الخطورة في الأزمة؟ ومن الأفضل التريث والانتظار قليلاً لمعرفة التطورات التالية. وانطلقت الخشية من الحرب اساسا، من انسداد أفق الحل مع إيران. وإذا ما ثبت للدول الست انه بات لديها برنامج عسكري نووي، فإنّ ذلك سيشجع إسرائيل على القيام بضربها، بغطاء أميركي وأوروبي، ويتم حالياً لعب سياسة حافة الهاوية معها. وفي مرحلة التصعيد الدولي والسير نحو بدائل الحوار، يبرز دور إسرائيل المعنية بإعادة معنويات جيشها، في وقت تقوم بتدريبات ضخمة، حتى وإن كان هناك أكثر من علامة استفهام حول انتصارها الحتمي في أي مواجهة.

لكن الديبلوماسيين البارزين يعتبرون انه إذا استطاعت إسرائيل أن تكسر الشوكة في لبنان، فإنّه يمكنها كسرها في إيران. وبالتالي أي ضربة للبنان تكون مقدمة لضرب إيران، وفي الوقت نفسه لأكثر من موقع وجبهة في المنطقة. وإذا باتت إيران في مرحلة القدرة على الرد، فإنّ ذلك يكون السيناريو الأسوأ أمام المنطقة.

ويقول الديبلوماسيون ان إسرائيل لن تقوم بخطوة عسكرية ضد إيران إلا بعد دراسة عوامل عدة، أهمها العامل الداخلي الإسرائيلي، والعوامل الاقليمية من مواقف الخليج، تركيا، سوريا، وإيران وأوضاعها الداخلية، لتقييم ما إذا كانت الضربة ستُضعف إيران فعلاً أم تقوّيها، فضلاً عن دراسة مواقف الدول التي تحيط بإيران لاسيما افغانستان وباكستان والعراق، وحيث تتواجد قوات أميركية وغربية، خصوصاً ان الضوء الأخضر الأميركي سيأخذ في الاعتبار الأوضاع الأميركية في كل هذه الدول، ثم هناك الاستنتاج المسبق لما يمكن أن تؤدي إليه الحرب، والعوامل الدولية التي تواكب اتخاذ مثل هذه الخطوة. وعندما تكون العوامل كلها مؤاتية، يتم خلق المبررات لشن الحرب، بحيث لن يكون هناك انتظار، ولا يقوم قرار الحرب على عامل واحد من دون العوامل الاخرى الشاملة. وأكثر الدول المتخوفة من حصول ضربة لإيران هي فرنسا، لأنها تعتقد ان إيران على وشك امتلاك السلاح النووي، وأنّ إسرائيل لن تقبل بهذا الواقع. انها مرحلة شدّ الحبال الدولية الاقليمية، وأكثر ما يفيد لبنان هو التماسك الداخلي ووحدة الموقف، وترسيخ التضامن.

 

"أبو موسى" 1983.. "أبو موسى" 2010

زياد ماجد/لبنان الآن

في العام 1983، وبعد عام على الاجتياح الاسرائيلي للبنان، اندلعت معارك ضارية في مخيمي البارد والبداوي في الشمال وفي بعض مناطق طرابلس بين الجيش السوري ومقاتلي حركة فتح. كان النظام السوري قد قرّر شن هجوم شامل على الوجود الفلسطيني الذي لم تنهه إسرائيل في اجتياحها بهدف القبض على الورقة الفلسطينية والقضاء على مفاعيل الشعار العرفاتي الشهير: القرار الوطني المستقل. وقد اتّخذ الهجوم السوري يومها اسماً حركياً هو "فتح الانتفاضة" بقيادة أبو موسى و"القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل.

وبعد ثلاثة أشهر من الكرّ والفرّ، وبعد خسائر بشرية مدنية فلسطينية ولبنانية وعسكرية سورية وفلسطينية فادحة، سقط مخيما الشمال بيد الجيش السوري، ودخل أركان "الانتفاضة والقيادة العامة" استعراضياً إليهما، قبل أن يعودوا الى دمشق، موقع الأمر والنهي بالنسبة إليهم. وفي العام 2007، دخلت "فتح الانتفاضة" مخيم البارد ثانية، متأسلمة هذه المرة، وبأمرة أحد ضبّاطها شاكر العبسي. ورغم مسرحية سجن الضابط أبو خالد العملة في دمشق لاتهامه بالانشقاق وبارتباط متأسلمي "الانتفاضة" به وتشكليهم "فتح الاسلام"، ورغم بعض الملابسات المحلية داخل المخيم وفي محيطه لجهة استقطاب سلفيين جهاديين والدخول في علاقات مع فلسطينيين ولبنانيين من جهات عدّة، بقيت الخيوط المخابراتية التي تُحرّك العبسي (ومن فرّ معه بعد خراب المخيم ومآسي أهله) هي نفسها التي حرّكت "الانتفاضة" قبل 24 عاماً. واليوم في العام 2010، يدخل أبو موسى المسرح الفلسطيني في لبنان من جديد. يظهر من منزل رئيس بلدية صيدا ليرفض البحث في سحب السلاح والمقاتلين التابعين "لانتفاضته" والمتواجدين خارج المخيمات. يظهر من عاصمة الجنوب ليربط سلاحه بالصراع العربي الاسرائيلي، المتخطّي لبنان واللبنانيين، والمتخطّي شؤون اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم. هكذا، يمرّر العقيد رسالة سورية تذكّر بتعدّد الأوراق الأمنية التي يملكها نظام دمشق وتؤكد أن موضوع السلاح "الانتفاضي" و"القيادي" ليس مسألة تقنية، ولا هو مسألة حوار وطني أو مصالحة لبنانية سورية. ذلك أن اللجوء الى مقولة الصراع العربي الاسرائيلي يشير الى أن الأمور أبعد من القضايا الوطنية – أو "القُطرية" بالعرف البعثي – وهي تستدعي مباحثات إقليمية وتفاوضاً مع "المجتمع الدولي" والولايات المتحدة وبحثاً في مآل قرارات الأمم المتحدة، من القرار 242 الى القرارين 1559 و1701، وهنا على الأرجح بيت القصيد...وهذا كله يعني استمراراً في سياسات استدراج العروض انطلاقاً من الساحة اللبنانية. وهو يستدعي وضوحاً رسمياً لبنانياً، لم يظهر حتى الآن، أو على الأقل، لم يجر التعبير عنه بالمستوى المطلوب.

 

في خفايا التعيينات 

فيوليت البلعة/ النهار

عشية استحقاق تعيينات لجنة الرقابة على المصارف المتوقعة هذا الاسبوع، ضاقت المساحة الزمنية المتبقية بأخبار تتناقلها الخفايا على خلفية تطورات ستحدد وجهة الاسماء التي سترسو عليها الخيارات في اللحظة الاخيرة. ورغم إقرار وزيرة المال ريا الحسن بأن ملامح اللائحة اكتملت على نحو شبه نهائي منذ الاسبوع الماضي وفق ما اسرّت به الى "النهار"، فان الطامحين الى منصب في اللجنة لم ييأسوا من التحرك والمتابعة على أمل...

وقد تعرضت بورصة الاسماء لتصنيفات جديدة رفعت بعضها الى مستوى الحسم، بينما اخرجت بعضها الآخر الى متاهة الحسم السالب. ومع تسمية جمعية المصارف مرشحها، دخلت التعيينات مرحلتها الاخيرة رغم "خلطة" جديدة في بعض المواقع افضت اليها مشاورات الاسبوع الماضي، واكدت الى حدّ الجزم بأن الخيار بات نحو اعتماد التغيير الشامل.

وبعيداً من الاسماء التي يمكن ان تتبدل حتى عشية انعقاد مجلس الوزراء المرجحة يوم الجمعة وصدور قرار التعيين بمرسوم بناء على اقتراح وزيرة المال، يمكن اجراء قراءة في توزع المناصب بدءا من منصب الرئيس المخصص للطائفة السنية، إذ تجزم مصادر متابعة باستقرار الخيار على المرشح الاخير رغم ما تردد عن استبعاده لمصلحة اسمين تمّ تداولهما سابقا بعذر انه طلب او "اشترط" معرفة اسماء بقية المرشحين وهو ما يتعذر تلبيته مسبقا.

وبعد حسم المنصب الشيعي لمصلحة احد المصرفيين العاملين في القطاع، مع كلام عن عودته ليتشارك الحظوظ مع رقابي - مصرفي آخر في قرار يُترك للرئيس نبيه بري كلمة الفصل فيه، باتت الحظوظ مارونياً اقرب من التغيير رغم تسمية جمعية المصارف، وهي تنحصر بين مرشحين صديقين في ظل تلميح خجول الى دخول اسم ثالث على الخط لمصرفي سابق مقرّب من مرجع نيابي. وفي الترشيح الارثوذكسي، ارتفعت اسهم مصرفي في الخارج مطروح اسمه رغم تداول اسم جديد لأحد رواد العمل المالي المنضم اخيرا الى القطاع، بينما يُرجح في المقعد الكاثوليكي ان يستوي القرار على رقابي من خارج القطاع ويحظى بتأييد مرجعية سياسية بارزة.

وفي معزل عن الاسماء، كان لافتا ان الحسن التي لم تنجز بعد لائحتها على نحو نهائي وهي تتوقع ذلك "بين يوم وآخر"، حرصت في مداولاتها على تفادي "تضارب المصالح" Conflit D’Interet في اختيار الاسماء، على خلفية الاعتقاد بان تسمية الاعضاء من المصرفيين قد يتيح لهم تأدية دور "محامي دفاع" عن القطاع، علما ان الهجمة غير المسبوقة على الترشيح قد تكون هي التي أحدثت "نقزة" في هذا السياق. لذا، اكدت الحسن مرارا اقتناعها بمسألة "تطعيم" اللجنة مستندة بذلك الى احكام المادة 8 من القانون 28/67 التي نصت على اختيار "اختصاصي في الشؤون المصرفية او المالية او استاذ جامعي متخصص في هذه الشؤون- رئيسا، وعضو تقترحه جمعية المصارف، وآخر تقترحه مؤسسة الضمان".

في خفايا المداولات اسماء جديدة، لكن الثابت ان وزيرة المال تصرّ على عدم تجاوز المهلة القانونية، "اذ سأطرح اللائحة هذا الاسبوع كي لا نصل الاثنين الى شواغر في اللجنة".

مَن سينجو من الغربلة النهائية؟، سؤال رهن عدد قليل من الايام.

 

"التيار الوطني الحر" والاشتراكي يطلقان خطة عمل مشتركة للعودة: إنشاء لجان وتنقية الوجدان وخطوط تنموية شاملة

الاعلان عن خطة العمل من أجل العودة في فندق البريستول أمس.

النهار 26/1/10

كتبت جنى نصرالله:

في 25 تشرين الثاني كان اللقاء بين "البيك" و"الجنرال" في القصر الجمهوري برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفي 25 كانون الثاني اعلنت خطة عمل مشتركة بين "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي لاستكمال مسيرة العودة الى الجبل على أمل ان تؤتى هذه الخطوة ثمارها وتؤدي الى طي ملف المهجرين الذي لا يزال يُذكر بأن ثمة حرباً مرّت من هنا. وبين هذين التاريخين كانت زيارة لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنلاط للرابية في الـ11 من الشهر الجاري، وسيقوم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في وقت قريب بـ"ردّ الزيارة" للمختارة. كلها مواعيد تندرج في خدمة مشروع واحد اساسي هو الوصول برحلة العودة  الى "برّ الجبل" حتى لا يطول  تاريخ التهجير اكثر من ذلك  بعدما تجاوز ربع قرن.

شهران كاملان، اذاً، عكف خلالهما الطرفان على اعداد هذه الخطة التي انتجت ورقة مؤلفة من مدخل واربع فقرات تحدد المسار التاريخي لقضية العودة وتسلط الضوء على واقع الحال في الجبل بعد 17 عاما على بداية العودة، كما تحدد خطة العمل وبرنامج التحرك اللذين يعتبران ضرورة لانجاح هذا المشروع.

وتحقيق العودة بشكل ناجز يقضي باستكمال المصالحات في  بريح وكفرسلوان ومنطقة الشحار وتحديدا كفرمتى التي يعتبر الدكتور ناصيف قزي مسؤول ملف العودة في التيار الوطني الحر في حديث الى "النهار"، ان المصالحة فيها لم تحصل بشكل كامل خلافا لرأي الحزب التقدمي الاشتراكي، علما ان هناك مشاكل عالقة في كل قرى الجبل حتى تلك التي سبق ان انجزت فيها المصالحات.

ويؤكد قزي الذي اعد خطة العمل بالتعاون مع الدكتور ناصر زيدان المسؤول عن الملف في الحزب التقدمي الاشتراكي، ان "هذه الورقة هي بمثابة نص تأسيسي، وليست وثيقة سياسية كما انها ليست مجرد اعلان عن خطة عمل، وهي تصلح لأن تبني علاقة بين اي من مكونات المجتمع اللبناني. لذا، فإن عرض المسار التاريخي في الورقة ضروري، اذ لا بد ان نعرف تاريخنا ونعترف بما حصل. جميعنا قصّر في هذا الموضوع. كيف لا يكون هناك تقصير حين نتحدث عن 34 عاما من التهجير؟".

اما زيدان، فأكد للـ"النهار" ان "هذه الخطة ليست موجهة ضد احد، بل ان كل الاطراف والقوى السياسية مدعوون الى التعاون في سبيل تحديد الاهداف المشتركة وتحقيقها بما يخدم مشروع العودة".

وقال: "نحن نعمل خلف وزارة المهجرين المطالبة بتأمين الاموال لاستكمال المصالحات وتفعيل العودة. الوزارة هي المسؤولة عن الملف بكل جوانبه التقنية والمالية والقانونية التي لن تتدخل فيها اللجنة المشتركة التي ستتشكل من اعضاء في التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي لتنفيذ خطة العمل".

برنامج التحرك

وينص برنامج التحرك الذي حددته الفقرة الرابعة على: "انشاء لجنة مشتركة تلتئم بصورة دورية في احد مقار الحزبين، والتحرك ميدانياً من خلال نشر رؤية ثقافية - اجتماعية ترمي الى تنقية الوجدان عبر لقاءات ونشاطات مشتركة تشمل كل المناطق، على ان يشترك في عملية التوعية فاعليات فكرية وسياسية ودينية بهدف تثبيت ركائر مجتمعنا بعد مراحل القطيعة والتعثر".

ويلحظ " ضرورة تأمين المقومات الاساسية لتثبيت ابناء الجبل في قراهم الى تعزيز القطاعات الانتاجية ولاسيما منها قطاعي السياحة والزراعة". وتطمح الخطة الى التوصل الى "اتفاق مبدئي على الثوابت الوطنية العامة ومشروع الدولة  المدنية  الى رؤية موحدة للقضية الاجتماعية فضلا عن التوافق على  عدد من القضايا المحورية وخصوصا موضوع المقاومة وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى أرضهم، والعلاقات الأخوية مع سوريا وسائر الأشقاء العرب".

ويدعو الطرفان من خلال برنامج التحرك "كل القوى السياسية للتآلف معا بغية إنجاح مسيرة النهوض بالبلاد على مستوى مزاولة السلطة والتعاقد الإجتماعي البناء بين مكونات هذا الوطن الذي يغلب فيه ما يجمعهم على ما يفرقهم. فلعلنا بذلك نُخرج أجيالنا المقبلة من عبثية التعثر والضياع الى مرحلة نشرع فيها في بناء غد افضل آمن ومستقر". 

الاعلان الرسمي

امس كان الاعلان رسمياً عن الخطة بمثابة وضع الحجر الاساس لاطلاق رحلة العودة على متن تفاهم جمع "التيار" والاشتراكي للمرة الاولى في معالجة هذا الملف الشائك. وفي المناسبة التقى قياديون من الطرفين الساعة التاسعة صباحاً في فندق البريستول لهذه الغاية. وحضر عن "التيار الوطني الحر" النواب سليم سلهب وعباس هاشم وحكمت ديب ونبيل نقولا والان عون وسيمون ابي رميا والوزير السابق ماريو عون وعن الحزب التقدمي الاشتراكي وزير المهجرين اكرم شهيب والنائبين علاء الدين ترو وايلي عون وقياديون حزبيون.

وألقى شهيب كلمة قال: "نلتقي اليوم في اطار مهمة وطنية انسانية غايتها استكمال مسيرة العودة التي من دونها لن يترسخ بنياننا الوطني او وحدتنا المنشودة. هذا اللقاء ليس الاول ولن يكون الاخير، بل هو يرتكز اولا، على تصميم الرئيس ميشال سليمان الذي يدرك مغزى اكتمال العودة، ومن هنا كانت رعايته للمصالحة بين النائبين جنبلاط وعون والذي يشكل لقاء اليوم احد مظاهره.

ويشكل ثانيا، مدماكاً جديداً في صرح العودة التي رسخت اسسه الاولى في مؤتمر بيت الدين عام 1988 حين اعتبر النائب جنبلاط ان الحرب هي الاستثناء، اما العيش معا فهو القاعدة. ورغم اننا تلقينا رسالة دموية في استشهاد انور الفطايري، فان المسيرة لم تتوقف، بل عملنا النائب جنبلاط من خلال وزارة المهجرين على اجراء المصالحات. اما الخطوة السياسية الكبرى على هذا المستوى فتمثلت في زيارة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير للجبل.

ويتطلب ثالثاً التعاون مع الجميع لاتمام العودة ليس من خلال اعمار ما تهدم فحسب، بل من خلال اعمار حقيقي يشمل انشاء بنى تحتية كاملة ومستشفيات ومدارس ومطاعم ومتاجر ومصانع وكل ما يضمن العيش الكريم للمواطنين".

خطة العمل

ثم تلا الدكتور قزي ما تضمنته خطة العمل في الفقرات الاولى والثانية والثالثة، علما ان الفقرة الرابعة تلاها الدكتور زيدان وتتضمن الاقتراحات العملية وبرنامج التحرك المشار اليه آنفا.

وتحدثت الفقرة الاولى عن المسار التاريخي لقضية العودة التي تعكس عمليا وجهة نظر الطرفين ومما جاء فيها" لقد شكَّلت أحداث الجبل بين عامي 1983 و 1985، والتي انطلقت شرارتها الأولى أثناء وجود جيش الإحتلال الإسرائيلي في بيروت والجبل وبُعَيْدَ انسحابه منهما، منعطفاً تاريخياً خطيراً كاد أن يَسْقُط عنده لبنان المعنى والوطن والدولة ناهيك بما خلَّفَتْه الأحداث المؤسفة التي أعقبت اغتيال المغفور له الزعيم كمال جنبلاط عام 1977 من آلام بحيث اغتيل مرتين: مرة على يد قاتليه، ومرة أخرى على يد من ارتكبوا المجازر في حق الأبرياء في بعض قرى بلدات الجبل وما سبق ان خلَّفَتْهُ الأحداث الدامية التي عاشها الساحل الشوفي خلال "حرب السنتين" من آثار، من ضمن خطّة تهجيريّة منظَّمة رمت الى تقسيم البلاد آنذاك الى معسكرين متقابلين، لم تستقر يوماً أوضاعهما الداخليَّة لشدة الصراعات التي خلَّفتها سياسات تلك الأحداث ورهاناتها.

وإذا كنّا نستذكر تلك المرحلة، فليس لنكء الجروح، بل للتأمل والتفكير معاً، سعياً الى معرفة حقيقة ما جرى في تلك الحقبة السوداء من تاريخنا المعاصر، لعله بالمعرفة والإعتراف تستقيم الذاكرة فيستوي البنيان".

واعتبرت انه ومنذ العام 1993 ومسيرة العودة الى الجبل مستمرة، تنتعش تارة وتهمد تارة أخرى، وفقا لعملية تأمين الموازنة المطلوبة لدفع المستحقات لأصحابها. ناهيك بما انتاب تلك المسيرة، رغم كل الإيجابيّات التي حققتها وزارة شؤون المهجرين، بدفع التعويضات وإتمام بعض المصالحات، من خلل تسبَّب به سوء الأداء والمحاصصة". 

اما الفقرة  الثانية فتناولت واقع الحال في الجبل بعد 17 عاما على بداية العودة ومما جاء فيها:  "بالطبع لم يعد الى الجبل كلُّ أبنائه المهجَّرين. وما يفسر هذا الأمر، أي تدنّي نسبة العائدين من أبناء الجبل المسيحيّين، هو أن بعضهم تملَّك منزلاً في مكان تهجيره، وبعضهم هاجر الى بلاد الله الواسعة، والبعض الأخر عاد واستقر في بلدته. بالإضافة طبعاً الى تقصير الجهات الرسميّة وهيئات المجتمع المدني والأحزاب السياسية في توفير الظروف الموضوعيَّة الضروريَّة لترسيخ السلام في النفوس، من جهة، وعدم تأمين الشروط النفسية والإجتماعية والفكرية والتنموية لذلك، من جهة أخرى. كما أن مسيرة العودة تأثرت سلباً في السنوات الخمس الأخيرة بسبب تفاقم حدة الصراع السياسي وانكشاف الوضع الأمني في البلاد وتراجع أجواء التهدئة والإستقرار.

أما المقيمون في الجبل فليسوا أفضل حالا من العائدين. فالهجرة المزدوجة، الى الخارج والى الساحل، بسبب عدم توافر مقومات البقاء في الجبل، طاولتهم بلا استثناء. فالجبل كان ولا يزال يعاني، كما بقية المناطق اللبنانيَّة، نزفاً سكانياً وتراجعاً ديموغرافياً منذ أواخر القرن التاسع عشر(...)".  

وقسمت الفقرة الثالثة خطة العمل الى مسارين متلازمين متكاملين. وطالبت في المسار الأول "إيجاد آلية مشتركة لتوفير المال اللازم لإقفال ملف المهجّرين، بعد دفع الحقوق كاملة لأصحابها وفق جدول أولويات، بالأضافة الى ضرورة القيام بكل ما يلزم لإتمام المصالحات المتبقية، ولا سيما منها بلدات الشحار وبريح وكفرسلوان، واستكمالها في مناطق أخرى. وذلك يتطلَّب،  الى عملنا المشترك في هذا الإتجاه، تعاوناً وثيقا على المستوى الرسمي بين اللجنة النيابيَّة لشؤون المهجرين ووزارة شؤون المهجرين والصندوق".

ودعت في المسار الثاني، الى "إيجاد دينامية تواصل حقيقيَّة، تطاول، الى النواحي الثقافية والسياسية والإجتماعية، الناحية النفسية. وقد لا يتم ذلك إلا باشاعة المناخات المؤاتية عبر إشراك الكنيسة والفعاليات الروحية كلها وهيئات المجتمع المدني ومؤسساته.

كل ذلك لا يغني عن وجود الدولة بمؤسساتها كلها لمواكبة ذلك بحركة تنمويَّة شاملة، في إطار اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن، لا تقتصر على البنى التحتيَّة، بل تتعداها الى كل ما من شأنه أن يؤمِّن مقومات الحياة الكريمة للمواطنين جميعاً مقيمين وعائدين، من تنظيم الإدارات العامة الى تنشيط قطاعات التربية والتعليم والصحة والإستشفاء والبيئة والزراعة والسياحة وغيرها". 

 

زادوها ثلاث حبات على مصر العروبة رمز الوطنية والتضحية

اللواء/فؤاد مطر

هذا الذي سمعناه من الرئيس حسني مبارك في خطابه الذي ألقاه يوم الأحد الماضي (24/1/2010) خلال الاحتفال بعيد الشرطة ينطبق عليه التعبير الشائع <أحرجوه فأخرجوه> أو على الأقل أنه نصف إحراج تسبَّب في حمْل الرئيس المصري على أن يقول ما لا يريد أصلاً قوله·

دواعي كلام الرئيس مبارك هي مماطلات <حماس> من جهة والنفخ في نار الأزمة الفلسطينية تساعد الحكم الإيراني في ذلك أطياف عربية ورسمية وشعبية تبغي إما إيذاء الحكم المصري وإما إلقاء ظلال على وطنية وعروبة وفلسطينية هذا النظام، مع ان واقع الحال يشير الى ان الرئيس مبارك يسعى جاهداً من أجل استنباط علاج فاعل للأزمة الفلسطينية - الفلسطينية يشكِّل، أي العلاج، في مرحلة لاحقة الصيغة الموضوعية لتوحيد الصف· وبطبيعة الحال فإن توحيد الصف وانخراط <فتح> و<حماس> في موقف متجانس حتى اذا كانت هنالك نقاط اختلاف حول الاسلوب، كفيلان بتشكيل ضغط على اسرائيل وعلى مناصريها وغافري عربدة حكوماتها·

وبدل أن يحدث التجاوب مع الرؤية المصرية نجد الخطاب الفلسطيني حافلاً بكل التناقضات·

وفي كل مرة تلوح في الأفق امكانية اتفاق كفيل بطمأنة الرأي العام الفلسطيني نجد وفي اللحظة الاخيرة ما قبل التوجّه نحو التوقيع مَن يضغط على اطراف داخل <حماس> كي تتراجع· وبطبيعة الحال فإنه عندما يتكرر السعي وينتهي بالتراجع ان تنعكس النتائج على صاحب المسعى، اي على مصر، خصوصاً ان الإيعاز لبعض قياديين من <حماس>، كي يدلوا بتصريحات تنال من وطنية المسؤول المصري الذي يقوم بالمسعى، يضع مصر في موقع المتنازل عن الحق الفلسطيني· ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما يتم التنسيق مع اطياف مصرية معارضة للحكم ومع تنظيمات عربية غير رسمية لكي تحرِّك تظاهرات ضد سفارات مصرية وبالذات السفارة الرمز في بيروت يتم خلالها إطلاق هتافات غير كريمة· كما يصار الى تنظيم مؤتمرات شعبية لا يتحمّل تكاليف الإنفاق على مئات المدعوين للمشاركة فيها سوى نظام مقتدر مالياً لكي تنعقد وبالذات في بيروت من اجل التنديد بمصر، وتصوير نظامها بأنه يعمل لصالح الأجنبي وإسرائيل· وهذا امر يجافي الحقيقة ومن الظلم للتراث المصري القومي العربي التليد تصوير الامور على هذا النحو·

مَن هنا فإن الرئيس مبارك عندما يهاجم، وإن من دون تسمية، حركة <حماس>، وقوى عربية وإقليمية بأنها <تتاجر، بمعاناة الفلسطينيين وتنظِّم مهرجانات للخطابة ضد مصر>، ويحذِّر منتقدي الدور المصري من أن بيوتهم من زجاج ولو شئنا لردَدْنا لهم الصاع صاعيْن لكننا نترفّع عن الصغائر>، ويشدد على أن مصر <لا تقبل الضغوط أو الابتزاز ولا تسمح بالفوضى على حدودها أو بالارهاب والتخريب على ارضها ولدينا من المعلومات الموثَّقة الكثير>·· ان الرئيس مبارك عندما يقول ذلك وما هو أكثر فإنه أيضاً يحرص على أن يستدرك ويقول أيضاً: <لن نضيق ذِرْعاً بما تحمَّلنا ونتحمَّله من أجل القضية الفلسطينية وقضايا أمتنا لكنني أقول إن أولويتنا ستظل لمصر أولاً وقبل أي شيء وكل شيء آخر في حدودها وأرضها وسيادتها وأمنها ومصالح ومقدرات شعبها خلاصة القول: لقد زادوها حبتين·· بل ثلاث حبات على مصر غير المستكينة من أجل القضية· ومن هنا فإن الذي قاله الرئيس مبارك أقل من تحذير وأكثر من لفت انتباه وفضفضة··· وخصوصاً العبارة التي من نوع ما قل ودل وهي: <لا هم قاوموا ولا صنعوا سلاماً>، ونضيف من جانبنا القول: يا ليتهم يساهمون في صنْع السلام وفق المبادرة العربية· والله الموفّق·

 

قزي : ورقة العمل مع الاشتراكي نص تأسيسي

اعتبر مسؤول ملف العودة في التيار الوطني الحر الدكتور ناصيف قزي ان المصالحة في كفرمتى لم تحصل بشكل كامل خلافاً لرأي الحزب التقدمي الاشتراكي ، مشيراً إلى وجود مشاكل عالقة في كل قرى الجبل حتى تلك التي سبق ان أنجزت فيها المصالحات وأكد قزي في حديث إلى "النهار" ان ورقة العمل المشتركة التي وقعها الإثنين التيار الوطني مع الحزب التقدمي الإشتراكي هي بمثابة نص تأسيسي وليست وثيقة سياسية كما انها ليست مجرد اعلان عن خطة عمل ، وهي تصلح لأن تبني علاقة بين أي من مكونات المجتمع اللبناني , لافتاً إلى ان عرض المسار التاريخي في الورقة ضروري ، اذ لا بد من معرفة التاريخ والاعتراف بما حصل

 

خليل الخازن يقطع المسافة الكبرى

شارل أيوب/الديار

كيف للنار ان تتجرّأ على جسدك النديّ، وكيف لماء البحر ان يبتلعك في عبابه، يا عصفور الجنة، يا صديقي خليل؟! كأغنية رحبانية، كصوت فيروزي، ذاب صديقي في ذرّات الكون عند فجر لم يبزغ الضوء فيه، «لأن الاحبّة ع غفلة بيروحوا... وما بيعطوا خبر» هكذا روحه حلّت في الروح العظمى. استردّها الله تراباً نقياً لم يعتق في عتمة القبر ولم تستطع قوانين الإهتراء ان تنال منه. سنفتقدك يا صديقي. سنشتاق الى ضحكتك، الى حماسة نقاشاتك في السياسة والاعمال والفن والكأس وأبيض الحياة، واسودها، الى العينين اللتين لم تعرفا الا المحبة والصدق وخدمة الناس بلا مقابل. لن اصدّق انك لم تتصل بي اليوم، تقوّي عزيمتي، تفرح بمقالتي، تنتقدني عليها، تعمّر لـ«الديار» افكاراًَ جديدة. واردُّ لك بمثلها واكثر للـMTV، التي حملتها في عنقك، ودافعتَ عنها يوم تعرّضت للقهر والتنكيل والاقفال. وعندما عادت الـ MTV الى الحياة بكامل عنفوانها، انتصرتَ انت ورفاقك وبدأتم سلوك الطريق الى التألق... لكن القَدَر شاء ان تواكب المؤسسة التي احببت «من فوق»، من حيث لا تنطفئ الحياة في مطلع الاربعين، بل تدوم الى الابد. من بيروت الى اديس ابابا، الى عواصم العالم كلها، كان خليل الخازن يتنقل كعصفور في بستان. العالم كله مجاله الحيوي: هنا مشروع، وهناك زيارة لصديق، وهنالك رحلة استكشاف وفتح آفاق جديدة. المسافات لا قيمة لها عنده. ولم يكن يعلم انه يستعدُّ ليقطع المسافة الكبرى دفعة واحدة، وعلى حين غفلة. سأتذكرّ دوماً وفاءك لاصدقائك حتى العظم، وسأسكر دائماً باخلاقك ومشاعرك الرقيقة، كبُرعُم في الدوحة الخازنية الوارفة. في لحظات الوداع الكبير، تقع الكلمات عاجزة، لكن القلب يقول اشياءه بصمت. كبير هو الموت. لكن هناك من انتصر على الموت وقهره. ولا موت للمؤمن بفعل القيامة لأن «من آمن به وإن مات فسيحيا». طيّب الله ذكراك ايها الصديق الصدوق، وجعلك في فسيح جنانه انت وكل اهلنا الذين غابوا عنا في هذا اليوم الأليم.

 

الان عون لـ "المركزية" : لا أحد ضد حق الشباب في الاقتراع والاشكالية هي حول مشروع سن الـ18 وتوقيته أكثر من مضمونه

المركزية- أشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب آلان عون الى أن لا أحد في المطلق هو ضد حق الشباب في الاقتراع، ولفت الى ان الاشكالية الاساسية هي حول مشروع سن الـ 18 وتوقيت طرحه، أكثر مما هي قائمة في مضمونه وارتباطه بظروف معينة. وقال في حديث لـ" المركزية" ردّاً على سؤال عن مشروع خفض سن الاقتراع الى 18: للقوانين مسار دستوري معين داخل مجلس النواب، ولا بد لكل قانون أن يمر في مساره كما يجب، وهذا الموضوع يحتاج الى دراسة والى ظروف سياسية مؤاتية. وعما اذا كان تكتل "التغيير والاصلاح" سيصوّت ضد مشروع سن الـ 18 سنة قال:" الموضوع أكبر من التصويت مع أو ضد، وأعتقد أن طرح أفضل قانون في ظل ظروف سيئة سيخلق مشكلة، والعكس صحيح، لافتا الى أن المطلوب هو خلق الظروف الملائمة لطرح مواضيع بهذه الحساسية على المستوى الوطني، لأن هذا الموضوع معقد أكثرمن التصويت مع أو ضد، علما أن لا أحد في المطلق هو ضد حق الشباب في الاقتراع، ولكن هذه ليست المشكلة، اذ ليس هناك أي خلاف على المبدأ، فالتعقيد واضح. وأشارالى ان الاشكالية الاساسية هي حول المشروع بحد ذاته وتوقيت طرحه، أكثر مما هي قائمة في مضمونه وارتباطه بظروف معينة ومواضيع أخرى، ونحن في النهاية نعلم جيداً مدى خصوصية لبنان ومدى تأثير هذه الخصوصية على العديد من الأمور في الدولة، واليوم لا نستطيع الغاء هذه الخصوصية من أجل موضوع معين واعتبار هذا الامر مثابة اجراء طبيعي، وإلا يجب أن تنسحب طريقة التفكير هذه على كافة الأمور الأخرى في البلد.

وعن كيفية تعامل التكتل مع هذا الموضوع في حال تم تجاهل آرائه قال:" نحن في صدد التشاور في هذا الموضوع لايجاد الحلول، وقد تكون كارثة الطائرة أمس جنبت المجلس مواجهة هذا الموضوع بالشكل الذي كان مطروحاً فيه، واليوم جلسة مجلس الوزراء لديها امكان سحب هذا الموضوع من التداول واسترداد مشروعها ليتم تقديمه في الظروف الملائمة وتكون هذه احدى المخارج للوصول الى الحلول الملائمة.