المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 04 حزيران/06/10

إنجيل القدّيس يوحنّا15/18-21

إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم. لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم. تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا. غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي

 

توقيف لبنانيان في أميركا لتقديمهما دعما لحزب الله

أ. ف. ب. الخميس 3 يونيو

اوقف زوجان اميركيان من اصل لبناني الخميس في اوهايو شمال الولايات المتحدة على ان يمثلا لاحقا خلال النهار امام قاض فدرالي بتهمة تقديم دعم مادي للارهاب لاتخاذهما ترتيبات لارسال اموال الى حزب الله. واشنطن: اعلنت وزارة العدل في بيان ان حور وعامرة عقل وكلاهما في السابعة والثلاثين من العمر، ملاحقان ايضا بتهمة تبييض اموال وهما يواجهان عقوبة بالسجن لاكثر من عشرين عاما. واوضحت الوزارة ان عميلا في الاف بي آي ادعى العمل لحساب مانح ثري لا يريد كشف هويته، اتصل بالزوجين في اب/اغسطس 2009 مشيرة الى انهما "بحثا وعرضا عليه ما لا يقل عن عشر طرق مختلفة لارسال المال لحزب الله". وتم الاتفاق اخيرا على ارسال مبلغ نقدي بقيمة 500 الف دولار يتم اخفاؤه في سيارة يشحنها الزوجان الى لبنان فيتسلمها العميل هناك ويستعيد الاموال ويقدمها باسم المانح الاميركي الثري. وبحسب الوزارة، قصد حور عقل لبنان في اذار/مارس للتحضير للعملية وعاد "مؤكدا انه التقى مسؤولين في حزب الله". واوضحت الوزارة ان الزوجين اعترفا خلال لقاءاتهما مع العميل المتخفي بارتكاب عدة جنح سابقا منها ارسال مبالغ مالية كبيرة سرا الى لبنان.

 

الوفد التقني إلى دمشق في 12 و13 الحالي.. والحريري أكد ضرورة إجراء التعيينات بأسرع وقت

الخميس 3 حزيران 2010

لبنان الآن/عقد مجلس الوزراء جلسةً عادية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي الحكومي في غياب الوزراء علي الشامي، عدنان القصار، طارق متري، وائل ابو فاعور، سليم الصايغ وريا الحسن، تلا بعدها وزير الإعلام بالوكالة وزير الدولة جان أوغاسبيان مقرّرات الجلسة، فأشار إلى أنّه "في مستهل الجلسة توجّه دولة الرئيس الحريري بالتهنئة إلى اللبنانيين عموماً والموقوفين الأربعة بعودتهم إلى لبنان بعد أن كانت احتجزتهم إسرائيل، ثم أعلم دولة الرئيس مجلس الوزراء بأن إجراءات تأليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي قد بدأت، وقد تمّ توجيه الدعوة لكافة الهيئات المعنيّة لاقتراح ممثليهم، كما أعلم الرئيس الحريري أيضاً مجلس الوزراء بأنّ الوفد التقني المؤلّف من المدراء العامين برئاسة الوزير جان أوغاسبيان، سيزور دمشق يومي 12 و13 حزيران الحالي للاجتماع بنظرائهم في سوريا لمتابعة المناقشات للوصول إلى الصيغ النهائية بشأن الاتفاقيات التي هي مجال بحث بين البلدين".

وفي موضوع التعيينات الإداريّة، أكد أوغاسبيان أنّ "دولة الرئيس الحريري طلب من كافة الوزراء استكمال وضع المواصفات الوظيفية لكل المراكز الشاغرة في الإدارات العامة، وأكد ضرورة إجراء التعيينات بأسرع وقت، مع الإفادة بأنّ أجهزة الرقابة أعدّت لوائح الموظفين من الفئة الثانية الذين يستوفون الشروط وسوف تؤلّف لجان خاصة في كل إدارة لاقتراح الموظّف الأفضل". وعلى صعيد آخر، أشار أوغاسبيان إلى أنّ "مجلس الوزراء سيبحث الأسبوع القادم مسألة أزمة السير في لبنان والتي بات هناك حاجة ماسة لإيجاد حلول شاملة في كل المناطق، وسوف يقدم وزير الداخلية خطة سير ليصار إلى مناقشتها واتخاذ القرارات المناسبة".

وأعلن أوغاسبيان أنّ "مجلس الوزراء ناقش بعدها جدول الأعمال وأقر غالبيّة البنود والواردة فيها ومنها:

ـ تعيين متعاقدين متفرّغين في ملاك الجامعة اللبنانيّة التعليمي.

ـ قبول استقالة 26 من أفراد الهيئة التعليميّة في ملاك وزارة التربية والتعليم العالي وتعيينهم في ملاك الجامعة اللبنانيّة التعليمي.

ـ الموافقة على تطويع خمس تلامذة ضباط وخمسمئة عنصر برتبة مأمور متمرّن لصالح المديريّة العامة لأمن الدولة.

ـ كما بحث مجلس الورزاء موضوع مطالب أساتذة المرحلة الثانوية وأساتذة التعليم المهني والتقني واستعرض مختلف الأفكار والاقتراحات المتعلّقة بهذه المسألة وسيصار إلى استكمال البحث به في اجتماعات لاحقة".

 

بيان صادر عن عضو الهيئة التاسيسية في التيار الوطني الحر والمسؤول الاعلامي السابق فيه المحامي لوسيان عون

 نبَه عضو الهيئة التأسيسية في التيار الوطني الحر والمسؤول الاعلامي السابق فيه المحامي لوسيان عون من أي خطوة قد تكون غير مدروسة قد يقدم عليها العماد عون  في خضم المحاولات الجارية لاعادة هيكلة التيار الوطني الحر والتي تتناقلها وسائل الاعلام ان لم تكن مسندة الى دراسات ومشاورات مع لجنة الحكماء في التيار وعدد من المفكرين واصحاب الاختصاصات المنتمين اليه

وقال عون : ان أدق مرحلة يمر بها الحزب هي انفراط عقده تمهيداً لاعادة تأسيسه على وقع نداءات العماد عون كافة مسؤولي التيار لتقديم استقالاتهم  في وقت كان لا بد من أن ينطلق الحزب في العام 2006 من رحم هيئة تاسيسية قوامها 132 مناضلاً من كوادره شكلوا نواة لنشوئه .

واضاف : يفترض  أن يأخذ العماد عون بعين الاعتبار عدة خصائص ومرتكزات لعملية اعادة تحديث الهيكلية  قوامها المحافظة على الهيئة التاسيسية التي تبقى النواة الاساس لاي تطوير في العمل الحزبي فضلاً عن مراعاة شرعة الحزب والشروط التي تضمنها العلم والخبر الذي أعطي لحزب التيار  من قبل وزارة الداخلية ، وان أي تخط لهذه المرتكزات سوف تعرَض التيار الوطني الحر لاهتزازات داخلية سوف تنسحب سلباً على مساره  السياسي ومصداقيته وصلابته الداخلية .

أما المحاسبة والمساءلة فلا بد عملية واجبة التطبيق قبل سواها بحق كل من أساء لمسيرة النضال سواء على المستوى المالي أم على مستوى الاداء أقله في خلال السنوات الخمس الاخيرة لكي لا يصاب التيار بما تعرضت له غالبية الاحزاب والتنظيمات خلال الحرب اللبنانية 

وفي الختام ، يعتبر عون أن سحب البطاقات الحزبية من سائر المحازبين واعادة تقديم طلبات جديدة ستؤدي الى بلبلة كبيرة فضلاً عن امتعاض لدى مؤسسي التيار والقدامى الذين ناضلوا منذ العام 1989الى جانب مسيرته لان كلاً من هؤلاء سيعتبر منتسباً ابتداءاً من تاريخ تسليمه بطاقته الجديدة خاصة بحال لن يكون هناك تمييز بين مؤسس للحزب ومنتسب جديد قد يكون من بينهم من اساء للتيار أو رغب  الانتساب اليه من أجل منافع ومكاسب خاصة 

 

مقتل رئيس مجلس الاساقفة الكاثوليك في تركيا والفاتيكان يعرب عن صدمته

وكالات/قتل المونسنيور لويجي بادوفيزي، ممثل الفاتيكان في الاناضول ورئيس مجلس الاساقفة الكاثوليك في تركيا، طعنا بسكين الخميس في هجوم استهدفه داخل منزله في الاسكندرون (جنوب تركيا)، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول. وقالت الوكالة ان بادوفيزي البالغ من العمر 63 عاما، هاجمه رجل بسكين في حديقة منزله الصيفي في منتجع كاراجاك في ضاحية الاسكندرون. وفارق المونسنيور بادوفيزي الحياة في المستشفى. وبحسب شبكة "ان تي في" التلفزيونية الاخبارية التركية، فان المونسنيور بادوفيزي طعنه سائقه بسكين وتوفي في المستشفى متأثرا بجروحه. وبثت الشبكة مشاهد لجثة مغطاة بمعطف وتنقل الى المستشفى على حمالة. وتعذر في الحال الاتصال بكل من مكتبه وبالسلطات الامنية الاقليمية للتحقق من صحة هذه المعلومات. وسبق لرجال دين مسيحيين ان تعرضوا لهجمات في تركيا، الدولة المسلمة ولكن العلمانية التي تطمح الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وفي الخامس من شباط 2006، قتل الكاهن الكاثوليكي اندريا سانتورو، وهو ايطالي ايضا ويبلغ من العمر 61 عاما، بالرصاص في مدينة ترابزون (شمال شرق، على البحر الاسود). ويمضي قاتله التركي الشاب عقوبة السجن 19 عاما. الى ذلك، اعرب الفاتيكان عن صدمته لمقتل المونسنيور بادوفيزي. وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايطالية انسا ان مقتل المونسنيور بادوفيزي عمل رهيب وغير معقول.

 

البطريرك صفير غادر الى قبرص للمشاركة في استقبال الحبر الاعظم:

لبنان لا يحتمل الانقسامات ولا يجوز ان يكون فيه الا الجيش النظامي المعروف

الحوار لا بد منه وتأجيله لا يعني الغاءه انما ليكون له حظ اكثر في النجاح

الاعتداء الاسرائيلي على "أسطول الحرية" جريمة كبرى في حق الابرياء

نريد ان يعود الشرق الى وضع طبيعي ويسوده السلام وتنتفي عنه الحرب

وطنية - 3/6/2010 غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والوفد المرافق الى قبرص في طائرة خاصة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط وضعتها في تصرفه مؤسسة الانتشار الماروني، للمشاركة في استقبال البابا بنيديكتوس السادس عشر لدى زيارته للجزيرة.

وكان في وداعه في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت وزير السياحة فادي عبود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه ورئيس مؤسسات البطريرك صفير الدكتور الياس صفير والمحامي فيليب طربيه وعدد كبير من الشخصيات.

ويرافق البطريرك صفير في زيارته لقبرص وفد من المطارنة الموارنة ملبين دعوة راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف، وهم: شكرالله حرب، مارون صادر، فرنسيس البيسري، بولس اميل سعادة، بولس منجد الهاشم، جورج بو جودة، غي بولس نجيم، انطوان نبيل العنداري، يوسف مسعود، شكرالله نبيل الحاج، يوسف أنيس ابي عاد، الياس نصار، سمير نصار، جورج ابي يونس، منصور حبيقة، ادغار ماضي وغريغوري منصور، القيم البطريركي العام الخوري جوزف بواري، وفد من الرابطة المارونية ضم: المحامي انطوان قليموس، طلال الدويهي، شوقي قازان وعليا برتي زين، وفد من المجلس العام الماروني برئاسة رئيسه الوزير السابق وديع الخازن وضم: نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف، امين المال انطوان رميا والامين العام ميشال قماطي، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده ابو كسم، وفد من "مؤسسة الانتشار الماروني" ضم: شارل حاج، جوزف فغالي، بيار مسعد، عيد الشدراوي، هيام بستاني، انطونيو عنداري، حسان العميل، وأمل ابو زيد، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، وفد اعلامي كبير

وقد وصل البطريرك صفير الى المطار برفقة ممثل رئيس الجمهورية الوزير عبود وقد ادت ثلة من قوى الامن الداخلي التحية لهما. دخل بعدها البطريرك صفير الى قاعة الشرف حيث ادلى بتصريح عن هذه الزيارة الى قبرص.

حوار

وفي المطار كان للبطريرك مع الصحافيين الحوار الآتي:

سئل: غبطة البطريرك تغادرون اليوم الى قبرص لموافاة قداسة الحبر الاعظم، الذي سيصل الى العاصمة القبرصية، ماذا تحملون معكم من قضايا تجاه لبنان في هذا اللقاء؟

اجاب: "نحن نذهب الى قبرص ليس من اجل القضية اللبنانية انما لأن قداسة البابا جاء الى قبرص ونحن نريد ان نستقبله مع لفيف المطارنة والكهنة الذين يرافقوننا، ولكن ليست القضية وطنية انما هي معروفة انها كنسية اكثر مما هي وطنية".

سئل: ولكن عودتنا دائما ان تثير قضايا لبنان في المحافل الدولية وهذا اللقاء مع قداسة الحبر الاعظم يبقى الاهم في هذا السياق؟

اجاب: "نعم، نعم، هذا صحيح ولكن لا ندري ما اذا كان هناك من مجال لاثارة القضية اللبنانية مع قداسة البابا".

سئل: الجريمة الكبرى جريمة اسرائيل ضد العزل والابرياء في سفينة الحرية، كيف تصف هذه الجريمة وما هي الرسالة التي توجهها الى العالم لمواجهة العدو الاسرائيلي تجاه ما ارتكب من فظائع في حق الانسانية؟

اجاب: "ليست هي الجريمة الاولى التي ترتكبها اسرائيل ولكن العالم شعر بأنها جريمة كبرى وهي اعتداء على الابرياء".

سئل: هل من نداء لفك الحصار عن غزة في ضوء هذه الجريمة النكراء؟

اجاب: "نحن نريد ان يعود الشرق بأكمله الى وضع طبيعي وان يسوده الامان والسلام وتنتفي عنه الحرب".

سئل: في ظل دعوة العالم الى حقوق الانسان وجدنا موقفا منحازا من الولايات المتحدة مع اسرائيل بالرغم من ارتكابها هذه الجريمة الارهابية كيف تعلق على هذا الموضوع؟

اجاب: "نعلق ان البلدان الكبيرة تسعى الى مصلحتها والى فائدتها هي اكثر مما تنظر الى مصلحة الدول الصغرى".

سئل: بعدما كشفت اسرائيل وجهها الحقيقي الاجرامي امام العالم، كيف يمكن المقاومة في لبنان ان تسلم سلاحها وان يبقى الشعب اللبناني من دون سلاح للدفاع عن نفسه تجاه هذا العدو الشرس؟

اجاب:" عليك ان توجه السؤال الى المعنيين".

سئل: ولكن رأي غبطتكم، فهل لا تزالون على موقفكم او انكم بعد هذه الجريمة قد غيرتم او بدلتم في الرأي؟

اجاب متسائلا: "وما هو موقفي؟".

قيل له: الجيش المقاومة الشعب، هذه المعادلة التي يرعاها فخامة الرئيس،

قال مقاطعا: "مع الجيش والمقاومة والشعب".

سئل: هل انتم مع هذه المعادلة التي يرعاها فخامة الرئيس؟

اجاب:" نحن نقول انه لا يجوز ان يكون في البلد الا الجيش النظامي المعروف".

سئل: ولكن الجيش لا يمكنه مواجهة اسرائيل في ظل الآلة العسكرية الكبيرة التي تملكها؟

اجاب: "هذا شأنه وشأن البلدان الكبرى التي في امكانها ان تكبح جماح اسرائيل".

سئل: هناك لجنة اسقفية كلفتها للقيام بوساطة بين النائب سليمان فرنجيه والدكتور سمير جعجع، وبالامس سمعنا كلاما تصعيديا من الدكتور جعجع عبر شاشة احدى المحطات التلفزيونية، فهل يعني هذا ان الوساطة فشلت او ان المسعى مستمر؟

اجاب:" عليك ان تتوجه الى الذين هم معنيون بهذا الامر".

سئل: ولكن اللجنة الاسقفية مكلفة من قبلكم غبطة البطريرك؟

اجاب: "نعم، نعم، ولكن هم المعنيون".

سئل: من هنا سيدنا ما هو تعليقكم على المصالحة المسيحية - المسيحية؟

أجاب: "نحن نود ان تتم المصالحة المسيحية - المسيحية وان تتم مصالحة جميع اللبنانيين بين بعضهم البعض فلبنان بلد صغير ولا يحتمل كل هذه الانقسامات التي تدور فيه".

سئل: هناك من يطالب بتأجيل انعقاد اجتماع هيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا والمقرر ان يعقد الشهر الحالي، فهل انت مع هذه الدعوة او أنك تؤيد عقد هيئة الحوار في موعدها المحدد سابقا؟

اجاب:" الحوار لا بد منه واذا أجل فليس معنى ذلك انه يلغى تماما وانما ليكون له حظ اكثر في النجاح".

 

رئيس الجمهورية عرض والرئيس السنيورة الاوضاع والملفات الداخلية

وطنية - 3/6/2010 إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا بعد ظهر اليوم الرئيس فؤاد السنيورة، وعرض معه التطورات الراهنة والملفات الداخلية المطروحة قيد الدرس.

  

جعجع: لماذا من يريد التصويب على رئيس الحكومة يصوب على الموازنة؟

نهارنت/أعرب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن أمله في أن تثمر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا بشكل ايجابي على لبنان، مؤكداً أنّ جهود الاخير ستعطي دفعا للبنان الى الامام. ولفت جعجع بعد لقائه ظهر الخميس الحريري في السراي الحكومي الى ان البحث تم بالملفات الداخلية ومنها ملف الموازنة، متأسفاً لادخال البعض السياسة في ملفات لها علاقة بحياة الناس اليومية. وسأل : "لماذا من يريد أن يتعاطى السياسة لا يتعاطاها مباشرة ؟ ولماذا من يريد التصويب على رئيس الحكومة يصوب على الموازنة؟.

وأشار جعجع إلى أنه تم خلال اللقاء إستعراض الملفات الداخلية المطروحة ومن الجملة ملف الموازنة، متأسفاً لادخال البعض السياسة في ملفات لها علاقة بحياة الناس اليومية.

وحيا ناشطي اسطول الحرية معزيا بالشهداء. واضاف: هكذا تكون مواجهة اسرائيل لا بالدبكة والعضلات.

 

يديعوت: الإفراج عن المتضامنين الأتراك مقابل عقوبات على إيران

نضال وتد/الخميس 3 يونيو

يبدو أن صفقة تمت برعاية أميركية لإطلاق سراح المتضامنين الأتراك مقابل موافقة أنقرة على فرض عقوبات على إيران. قالت مصادر إسرائيلية إن تل أبيب وافقت على الإفراج عن المتضامنين الأتراك اللذين كانوا على متن "أسطول الحرية"، وعدم تقديم من "تثبت ضده دلائل على الاعتداء على الجنود الإسرائيليين" نزولا عند طلب أميركي رسمي رفيع المستوى وذلك مقابل موافقة تركيا على إقرار جملة جديدة من العقوبات على إيران، عند عرض المشروع خلال الأسابيع القادمة وقال المحلل العسكري ليديعوت أحرونوت ، رون بن يشاي، الذي رافق القوات الإسرائيلية خلال السيطرة على أسطول الحرية، نقلا عن مصدر سياسي "إن المجلس الوزاري المصغر للحكومة في أول نقاش له رفض المطالب التركية وإنذار أنقرة (بإعادة النظر في العلاقات بين البلدين إذا لم تفرج إسرائيل عن المتضامنين الأتراك)، ولكن توجها أميركيا للحكومة الإسرائيلية من قبل مسؤول رفيع المستوى في واشنطن أوجب عقد جلسة ثانية للمجلس الوزاري المصغر، وتقرر بناء على طلب من كل من رئيس الحكومة، ببنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود براك، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الإفراج عن جميع المشاركين في أسطول الحرية وترحيلهم إلى بدهم استجابة للطلب الأميركي.  وبحسب موقع يديعوت أحرونوت فإن الطلب الأميركي جاء من قبل أعلى مستوى في واشنطن، وذلك لرغبة واشنطن بطرح مشروع اقتراح قرار على مجلس الأمن بفرض مزيد من العقوبات على إيران. وترغب الولايات المتحدة بأن يتم اتخاذ بأغلبية كبيرة، وهي معنية بتصويت تركيا، العضو المؤقت في مجلس الأمن إلى جانب القرار، عملا بأن تركيا رفضت لغاية الآن ومعها ليبيا والبرازيل المصادقة على رزمة رابعة من العقوبات ضد إيران. وترغب الولايات المتحدة بتجنيد تركيا لصالح القرار حتى لا يتم اتخاذ القرار بأغلبية ضئيلة مما قد يمس بشرعيته وفاعليته.

وكشف بن يشاي أن هذا هو السبب الذي يقف وراء تغيب مندوبي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عن جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، والتي تمخضت عن قرار يدعو لتشكيل لجنة تحقيق في جرائم إسرائيل في إيقاف أسطول الحرية. وقد تغيبت الدول الغربية عن الجلسة حتى لا ينشأ وضع تبدو فيه الدول الغربية في موقف معارض للدول الإسلامية التي تتمتع بأغلبية في المجلس، مما كان يمكن له أن يفاقم من المواجهة بين هذه الدول وبين كل من تركيا والبرازيل وليبيا.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن موقع أميركي أن المحادثة الهاتفية التي جرت بين رئيس الحكومة التركية ، رجب الطيب أوردغان وبين الرئيس أوباما تمحورت حول أسطول الحرية لكنها تناولت أيضا جملة من المواضيع الأخرى. وبحسب موقع يديعوت أحرونوت فقد قرر نتنياهو ووزرائه الاستجابة للطلب الأميركي لأنهم فضلوا المصلحة الإستراتيجية المتمثلة بوقف مشروع الذرة الإيراني على المصالح القصيرة المدى من جهة ولوقف الانشغال في هذه القضية لوقت أطول، ولتفادي يام المشاركين في أسطول الحرية ومؤيديهم باستغلال الإجراءات القضائية الإسرائيلية ضدهم لمزيد من الدعاية المناهضة لإسرائيل.

 

برلين تمدد مشاركتها في «يونيفيل» البحرية «في انتظار تمكن لبنان من إنجاز المهمة»

الخميس, 03 يونيو 2010/برلين - «الحياة»

مدّدت الحكومة الألمانية في جلستها الأسبوعية أمس في برلين، مرة جديدة، ولمدة سنة إضافية، مشاركة قطع من البحرية الألمانية في مهمة القوات الدولية (يونيفيل) المكلفة مراقبة المياه الإقليمية والساحل اللبناني لمنع تهريب السلاح إلى لبنان كجزء من تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701 إثر حرب إسرائيل على لبنان عام 2006. واتخذ قرار التمديد بالإجماع بعدما وافق الحزب الليبرالي، الحليف الصغير في الحكومة الألمانية، على التمديد على رغم معارضته الأمر في السنوات السابقة عندما كان على مقاعد المعارضة.

وقررت الحكومة خفض عديد جنودها المخصص لهذه المهمة من 800 إلى 300 جندي مبررة ذلك بتدني الحاجة، مشيرة إلى أن 230 جندياً ألمانياً يتواجدون حالياً على القطع البحرية أمام الساحل اللبناني. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة كريستوف شتيغمانز إن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية تمنيتا على ألمانيا مواصلة مهمتها. وأضاف: «إلى أن تصبح البحرية اللبنانية قادرة على مراقبة الساحل اللبناني والمياه الإقليمية بقدرة ذاتية، أو لا تعود المساعدة الألمانية مطلوبة، يمكن عندها إنهاء مشاركتنا في يونيفيل».

 

الأنباء": الأسباب التي دفعت عون إلى الطلب من كوادر "التيار" الاستقالة 

٣ حزيران ٢٠١٠ /رأت "الأنباء" الكويتية أن القرار الذي اتخذه النائب ميشال عون بأن يقدم كل مسؤولي "التيار الوطني الحر" استقالاتهم ويضعوها في تصرفه أثار تساؤلات لجهة:‍ ان القرار يأتي مباشرة بعد انتهاء الانتخابات البلدية، وبالتالي يدخل في نطاق عملية مراجعة للأوضاع الداخلية وتحديد المسؤوليات واجراء تغييرات قيادية في ضوء الأداء الانتخابي وما أظهره من ثغرات في مناطق معينة. وان القرار متخذ كما يقول قريبون من عون منذ أكتوبر الماضي إلا أنه كان ينتظر التوقيت المناسب لإعلانه وتنفيذه، وجاء هذا الوقت بعد انتهاء الانتخابات البلدية رد فيها باسيل اعتباره. وعلمت "الأنباء" ان عون أبلغ الذين راجعوه في شأن اللواء عصام أبوجمرا انه لا مجال لوساطة ومصالحة بينهما بعدما ذهب أبوجمرا بعيدا في مواقفه، خصوصا في فترة الانتخابات البلدية. وان عون واجه في القليعة ما كان واجهه جنبلاط في عين عطا من رفض المسؤولين المحليين لحزبه توجهاته بتأييد اللائحة المدعومة من الحزب "القومي السوري"، وبادر عون الى فصل "الحزبيين المتمردين" في حين كان جنبلاط عمد الى حل فرع الحزب الاشتراكي. في السياق نفسه، قالت مصادر "التيار الوطني الحر" ان "التيار وفي ضوء التجارب التي واجهها منذ الانتخابات النيابية وحتى الانتخابات البلدية الأخيرة، مرورا بمخاض تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، سيشهد تغيرات دراماتيكية في بنيته القيادية بعدما وضعت بين يدي النائب ميشال عون كل المعطيات والبدائل التي تمهد لقرارات مفصلية تفيض الى مؤسسة التيار وابعاده كليا عن الاهواء والامزجة الشخصية". ولم تستبعد المصادر، وفي اطار اعادة الهيكلة، استحداث منصب رئيس التيار وكذلك منصب نائب الرئيس، لأن من شأن ذلك المساعدة على اطلاق ديناميكية للتيار على قاعدة المؤسسة لا الشخص.

 

زهرا: حرب تموز لم تُحرر شبر أرض واحد من لبنان بل حررت أسيرين ولبنان دفع 1200 قتيل  

كلّ الضجة التي افتعلها الوزير فرنجيه لم تكن في مكانها  موقع 14 آذار

٣ حزيران ٢٠١٠

موقع 14 آذار/أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، أن لا ذريعة لاسرائيل لمهاجمة "أسطول الحرية"، لأنهم ناشطين في المجتمع المدني وجمعيات إنسانية، ولأنه لم يكن هناك محاولة إعتداء او تهديد لأمن إسرائيل من هذه المجموعة .  زهرا لفت الى انّ مجلس الامن إستجاب للتنديدات العالمية عبر عقده جلسة طارئة وإصداره بيان رئاسي بهذا الشأن، مشيرا الى انه لم يستعمل سلاح ومقاومة بوجه إسرائيل في "اسطول الحرية"، موضحا أن الاعتداء الإسرائيلي لم يكسر بالسلاح بل بالمطالبة السلمية، مشددا على ان ما جعل إسرائيل تنكفئ لم يكن السلاح بل الاعمال السلمية، معتبراً أنه لو أطلقت رصاصة واحدة على القوات الإسرائيلية لاستعمل حق الفيتو.

واشار زهرا في حديث الى " تلفزيون لبنان"، الى ان حرب تموز لم تُحرر شبر أرض واحد من لبنان، بل حررت أسيرين ولبنان دفع 1200 قتيل، لافتا الى اننا ننادي بضرورة حصر السلاح بيد الدولة وليس بيد اقليمية لاعتبارنا أنها بالحد الادنى موجودة، مؤكداً أننا لم ولن نتكلم بإستفزاز عن نزع السلاح، مشددا على اننا نتكلم عن موارد الجيش، مطالبا بوضع هذا السلاح تحت أمرة الجيش اللبناني. زهرا تذكّر انّ البيان الوزراي يبدأ بالبندين 3 و 4 الذين يقدمان دور الدولة ومؤسساتها، ونحن إعترضنا وتحفظنا على البند 6 الذي يتضمّن حق الشعب والجيش والمقاومة في الدفاع عن لبنان . ورأى زهرا انه إذا اعتمد مبدأ الخروج من الحكومة لناحية التحفّظ على بند في البيان الوزاري فهناك الكثيرون الذين يجب ان لا يكونوا أصلاً في الحكومة ولا في المجلس النيابي . ورأى ان دورنا هو إقناع الآخرين بتعزيز دور الدولة اللبنانية وقيام مؤسساتها، وهذا البلد لا يدار إلاً بالكلّ ومن الكلّ .

وعن موعد طاولة الحوار شدد زهرا على ان الموعد كان في 3 حزيران ثمّ حكي عن إرتباطات للبعض في هذا الموعد الذي نقل الى 17 منه، فإعتذر د. جعجع لأن لديه إرتباطات في الموعد المذكور . وعن العلاقة مع الرئيس ميشال سليمان رأى زهرا انها ممتازة والثقة قائمة وكذلك الإحترام، وان فخامة الرئيس أعاد لهذا الموقع القه ودوره، واهمية موقع الرئاسة عادت مع هذا الرئيس بالذات . وردد زهرا ان د. جعجع قال : إذا لم يحترم فرنجيه نفسه فلن نحترمه، والقوّات اللبنانية لم ترتكب اي خطأ سياسي منذ العام 2005 .

ورأى زهرا انّ الصفحة الأليمة مع فرنجيه ليست مع القوّات التي تأسست العام 1981، ود. جعجع صار قائداً للقوّات في العام 1986 وهو ليس مسؤولاً عن كلّ ما سبق هذا التاريخ .

وشدد زهرا ان ادبيات الحرب وسلوكها شيء، وادبيات السلم وسلوكياته شيء آخر .

وتذكّر اننا ايّدنا الطائف ودفعنا ثمن عدم تغطيتنا التطبيق الأعرج له، ولسنا نادمين، وكلّ ما قبل الطائف يستدعي منا رداً واحداً : اما ان تفتح ملفات الجميع او ان المصالحة بينهم قد تمّت في الإتفاق المذكور . وأعاد زهرا سرد وقائع حادثة ضهر العين، وشدد ان كلّ الضجة التي افتعلها الوزير فرنجيه لم تكن في مكانها ولذلك لم نستطع ان نضعها الاّ في إطار الحملة التي تستهدف القوّات اللبنانية لمواقفها الوطنية . واكد زهرا ان القوات تنتظر ألا تلدع من نفس الجحر مرة ثانية عبر الوجود السوري، ونؤكد أن ما حققناه من علاقات ديبلوماسية لبنانية – سورية امر جيّد ونتطلّع الى إقفال ملفّ المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية . وسأل زهرا من ينطق بإسم سوريا؟ أفضل سماع وجهة نظر سوريا عبر إعلامها ورؤسائها. وعن الإنتخابات البلدية (في منطقة البترون) ردّ زهرا بأن نتائجها كانت جيّدة جداً وهي حملت غالبية ساحقة من قوى 14 آذار وأصدقائها .

وعن معركة شكا رأى زهرا بأننا لم نستطع ان نعكس الجوّ السياسي على المعركة البلدية ونعيد فرز نتائج الإنتخابات، وقوى 8 آذار لم تحقق الفوز سوى في 4 بلديات من أصل 24، ونحن نعترف بالنتائج ونبارك للفائزين .

 

منافسة تركية - إيرانية

الخميس, 03 يونيو 2010

الحياة/حسان حيدر

تتصرف تركيا، ومثلها إيران، على أساس أن الانسحاب الأميركي من العراق يعني نهاية دور الولايات المتحدة في المنطقة، وتعتبران أن الفرصة مناسبة لملء الفراغ وترتيب الوراثة، لكن العقبة الوحيدة الرئيسية أمامهما هي إسرائيل، إذا ما استثنينا بعض الممانعة العربية. ولهذا تحاول كل منهما «إخضاع» الدولة العبرية، لكن بأسلوب مختلف عن الأخرى.

وللحقيقة فإن «الهجوم» على الطريقة التركية يعطي حتى الآن نتائج أفضل، كونه يعتمد، على رغم الطابع الناري الذي يطغى على خطاب القادة الأتراك هذه الأيام، على الديبلوماسية والعلاقات الدولية والدور الاقتصادي والاعتدال السياسي والديني وضبط الانفعالات ودغدغة شعارات أوروبا عن حقوق الإنسان ومماشاة رغبة الأميركيين في أخذ «استراحة» عبر تهدئة في المنطقة، ولهذا فإن الأتراك يطبقون على إسرائيل من جهات مختلفة، ويحاصرونها سلماً، ويحرجونها دولياً، علها تقبل بالخضوع لـ «القيادة» التركية التي تقدم لها ضمانات بقبولها في المنطقة عبر وعود بتحويل الشرق الأوسط الى «جنة» تقوم على اعتراف متبادل ومبادلات اقتصادية واسعة، شرط أن تستجيب مطالبهم وتلتزم حدود الدور الذي يرسمونه لها، مع ما يعنيه ذلك من تقليص للمبدأ الأساس الذي قامت عليه، أي القوة العسكرية الناجزة.

أما الإيرانيون فيعتمدون مقاربة مختلفة تقوم على «الكي» التدريجي، عبر رعاية جبهات عنف تحيط بإسرائيل، في لبنان وفلسطين، وربما في أماكن أخرى مرشحة للحاق بها، تخوض بها مواجهات محدودة، لكنها تنقلها في كل مرة الى مرحلة أعلى من التسليح والتهديد، بهدف «إقناع» إسرائيل بخطورة مواصلة رفضها الدور القيادي الإيراني في المنطقة. وحتى الآن يناسب الأسلوب الإيراني عقلية الإسرائيليين وعقيدتهم، فيردون برفع مستوى العنف والتهديدات وتوسيع مداهما، ويستخدمونه ذريعة لكسب تأييد العالم الممتعض أصلا من التمرد الإيراني على معاييره. وتتنافس تركيا وإيران على النفوذ في الدول المحيطة بإسرائيل. وتنسج كلتاهما علاقات مميزة مع سورية. وفي لبنان تقدم الأولى رعاية سياسية للسنّة وتعتبر الثانية الشيعة فيه جزءاً من أمنها. وتحاولان التسلل الى النسيج الاجتماعي والسياسي في مصر، عبر المعارضة في شكل عام و «الإخوان» في شكل خاص، وتسعيان الى تثبيت تأثيرهما في العراق، ولو على تفاوت. أما ساحة المنافسة المحتدمة حالياً فهي غزة، حيث تؤمن طهران الصواريخ والتمويل والتدريب للحركات «الجهادية» وتحرض على استمرار المواجهات العسكرية على هزالها، فيما ترسل أنقرة المساعدات والدعم السياسي وتسعى لفك الحصار ونقل حركة «حماس» الى حيز السياسة.

وبين هذين الاندفاعين التركي والإيراني الى المنطقة، يبدو معظم العرب مغلوباً على أمره، يكتفي بدور المتفرج، فيما يتحمس البعض الآخر لهذا المعسكر أو ذاك من دون قدرة فعلية على التأثير. ولعل «المعركة» التي تخوضها طهران لتكريس اسم «الخليج الفارسي» وقول أردوغان في خطابه الأخير إن تركيا «ليست كدول المنطقة الأخرى، وليست دولة قبيلة» يلخصان رؤية البلدين الى العرب ودورهم. يبقى أن الولايات المتحدة، وعلى رغم أن استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي تدعو الى «صوغ نظام دولي جديد يعكس واقع القرن الحادي والعشرين» وعلى «فتح قنوات العمل والانخراط مع قوى جديدة وصاعدة»، والتي فهمت على أنها نكوص أميركي عن التدخلات الخارجية، لم تصل الى حد التخلي عن إسرائيل وتركها وحيدة في مواجهة طموحي أنقرة وطهران.

 

القاهرة تستهزئء بالموقف التركي:مثله مثل حلفائه في دمشق والدوحة وبيروت وغيرها لا يجيد سوى الكلام

 يقال نت/الخميس, 03 يونيو 2010

إستهزأت القاهرة،من خلال إفتتاحية نشرتها اليوم صحيفة "الجمهورية "المصرية من الموقف التركي،ووصفت رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بأنه "مثل حلفائه العرب في دمشق والدوحة وبيروت وغيرها لا يجيد سوى الكلام". وجاء في مقال "الجمهورية"الآتي: "لقد كان قرار الرئيس مبارك أمس الأول رداً عملياً علي الذين يتيهون فخراً بتركيا ودورها الرائد العظيم في الشرق الأوسط.. الأن ثبت انه.. لا غني عن مصر ودورها خصوصاً بالنسبة للقضية الفلسطينية.. كان رد الفعل التركي علي المجزرة الإسرائيلية بارداً جداً.. الأتراك استخدموا صيغ البلاغة العربية وكلماتنا الحماسية التي تستخدمها سوريا كثيراً في تهديد إسرائيل كلما انتهكت مجالها الجوي.. أنقرة وصفت إسرائيل بأنها لا تخجل وتنتهك القيم.. يافرحتي.. ليس هناك جديد في وصف إسرائيل.. ثبت للجميع أن تركيا التي أخذت أكبر قلم علي قفاها من إسرائيل لم تستطع أن تغضب.. لأن الغضب التركي لا يتم إلا طبقاً للبوصلة الأمريكية.. أنقرة خاضعة لقائدة حلف الأطلنطي والأخيرة بدورها خاضعة لإسرائيل. أردوغان البطل التركي الذي أشدنا به ثبت أنه مثل كثير من حلفائه العرب في دمشق والدوحة وبيروت وغيرها لا يجيد سوي الكلام.. لا يستطيع أن يفعل شيئاً غيره وإلا نال غضب أمريكا.. وبرهنت قضية "أسطول الحرية" أن الدور التركي ليس إلا أضغاث أحلام ولغو حديث.. أما الدور المصري فباقي وراسخ.. ربما تصلح تركيا لاستعراض سياسي كما حدث في منتدي دافوس بعد انسحاب أردوغان.. لكنها لا تصلح لمعاداة واشنطن.. بعكس القاهرة التي رفضت عشرات من القرارات والطلبات الأمريكية.. مصر لا تعرف الأحلاف فهي صاحبة قرار مستقل وسيادي وليست خانعة كالدولة التركية التي قال نائب رئيس وزرائها إنه لا يجب علي أحد أن يتوقع منا قطع العلاقات مع إسرائيل أو إعلان الحرب عليها. "

 

الوطن" السعودية: هل خسرت ايران روسيا؟ "الوطن الكويتية: هل خسرت اسرائيل تركيا؟

المركزية - اعتبرت صحيفة "الوطن" السعودية "ان أبرز مساوئ السياسات الأيديولوجية هو ما يمكن وصفه "بالعناد السياسي" موضحة ان "خطوة الرئيس الإيراني الأخيرة في انتقاد روسيا أبرز دليل على هذا العناد الذي يؤكد من جهة الموقف الأيديولوجي المتزمت للقيادة الإيرانية ويعكس من جهة أخرى ما قد يلحقه من ضرر على المصالح الوطنية في المقام الأول". ولاحظت ان في الوقت الذي تحتشد الجهود الدولية ضد إيران جاء انتقاد الرئيس نجاد لموقف روسيا في مسألة تأييد العقوبات عليها كخطوة تبعد عنها أقرب حلفائها والقوة العالمية الوحيدة التي تقف موقفاً خلق لإيران فرصة في المقام الأول للمضي قدماً في مشروعها النووي".

ولفتت الى ان روسيا من جهتها لم تتوان في الرد على هذه الانتقادات حيث وصفها وزير الخارجية "بالانفعالية" ووصفها الكرملين "بالديماغوجية السياسية"، ولعل في هذا الموقف الروسي السريع والقوي إشارة لقدرة روسيا على تغيير استراتيجياتها في شكل معاكس، فالتصريحات الروسية أكدت أن خطوة التأييد الروسية جاءت بناء على المصالح الروسية وليس انصياعاً لقوة دون الأخرى.

وشددت "الوطن" على ضرورة ان تتنبه إيران إلى أنها ليست دولة ضمن معسكرات سياسية متحالفة بل مجرد لاعبة في عالم من السياسة الواقعية التي تحكمها المصالح في المقام الأول.

الى ذلك نقلت صحيفة "الوطن" الكويتية عن مصادر ديبلوماسية تأكيدها ان هجوم الكوماندوس الاسرائيلي لم يكن عفويا او قرارا متسرعا لوزير الدفاع ايهودا باراك، بل رسالة ميدانية من حكومة نتنياهو موجهة الى حكومة العدالة والتنمية كون تل ابيب لم تعد تتحمل استخدام تركيا "البوابة الفلسطينية" معبرا الى الشرق الاوسط واتخاذها ورقة لتعزيز دورها الذي تريده محوريا وفاعلا ومقررا في حل ملفاته المعقدة". وقالت: لقد ارادت اسرائيل من خلال هذه العملية ابلاغ انقرة أن الدخول الى الشرق الاوسط عبرفلسطين سيكون مكلفا للغاية، وان على تركيا ان تختار بين اسرائيل وفلسطين، متساءلة هل خسرت اسرائيل بذلك حليفها التركي الى الابد؟

 

"بوسطن غلوب": ضبط النفس يخدم العرب وليس العنف

المركزية_اعتبرت صحيفة "بوسطن غلوب" انه على الولايات المتحدة إدانة الغارة الإسرائيلية، والضغط من أجل إجراء محادثات فورية، مشيرة الى أن الغارة الإسرائيلية، التي أودت بما لا يقل عن 9 نشطاء كانوا يسعون لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، هي بمثابة نقطة تحول في منطقة الشرق الأوسط. ولفتت إلى أن تلك الغارة ستثير موجة جديدة مما اسمته "الإرهاب" والصراع. واضافت "أن رد الفعل الأقل احتمالاً - ولكنه الأكثر أهمية - قد يكون في صورة تجديد الالتزام بعملية السلام، فما من حدث يمكنه أن يظهر في شكل أكثر وضوحاً لجميع الأطراف المعنيين، أن الوضع الراهن في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يمكن احتماله، وأن اتفاق الدولتين هو أمر ضروري لكي يسود السلام العالم بأسره. واشارت إلى أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لدفع طرفي النزاع إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض، مشيرة إلى أن الحلفاء العرب في الشرق الأوسط يتوقون إلى أن تنضم الإدارة الأميركية إلى صفوف الإدانة الدولية لإسرائيل، وهناك ما يبرر ذلك". واوضحت "أن ذلك لم يكن رد فعل مناسبا من الإسرائيليين"، ومن هذا المنطلق ترى الصحيفة أن على الولايات المتحدة أن توضح أن أعداء إسرائيل يحصدون مزيدا من المكاسب عن طريق ضبط النفس، وليس من خلال إثارة العنف من جديد".

 

الانباء" الكويتية: عودة الحديث عن تعديل حكومي في لبنـان

المركزية_ نقلت صحيفة" الانباء" الكويتية عن مصادر مطلعة ان هناك توجها متجددا نحو اجراء تعديل في الطاقم الحكومي، ان لم يكن تبديلا، مشيرة الى ان بعض الجهات "اتخذت من حملة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على الرئيس ميشال سليمان سبيلا لتجديد فكرة طرح التعديل الحكومي والذي يمكن ان يشمل عشرة وزراء مرة واحدة". وفي معطيات المصادر ان ثمة ضغوطا تمارس من اجل ابعاد بعض وزراء 14 آذار عن الحكومة وفي الطليعة وزيرا القوات، علما ان قيادات 14 آذار استبعدت هذا الامر، انطلاقا من كون الحكومة الحاضرة وليدة توافق سعودي - سوري، يبدو مستمرا حتى اللحظة، لكن تصريحات للوزير السابق وئام وهاب بعد زيارة الرئيس السابق اميل لحود امس الاول اعادت الضوء الى هذا الموضوع، علما انه تحدث عن «تغيير في اداء الحكومة» وليس تغيير الحكومة او تعديلها.

 

حوري: ارقام بري ليست دقيقة وعون ليس خبيراً مالياً

المركزية - اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "قانون المحاسبة العمومية يبيح بشكل واضح الصرف من خارج الموازنة تحت سقف القوانين"، مؤكدا في حديث الى اذاعة "الشرق" ان "مضمون هذا الصرف موزع على ثلاثة عناوين اساسية: الاول، كهرباء لبنان والسلف التي كانت تتلقاها المؤسسة لمتابعة افضل الممكن في سياسة الكهرباء، والعنوان الثاني تعويضات حرب تموز والعنوان الثالث هو المفعول الرجعي لسلسلة الرتب والرواتب والتي صدرت بقانون في المجلس النيابي". وذكّر بأن "الحكومة ما قبل الماضية، في عهد الوزير جهاد ازعور قدمت ثلاث موازنات الى مجلس النواب، ورفضت رئاسة المجلس استلامها في ظرف الانقسام السياسي الذي كان موجوداً في ذلك الوقت"، لافتا الى ان "الحكومة السابقة ارسلت موازنة رابعة لم يتم اقرارها في المجلس النيابي". وتعليقا على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الموازنة قال حوري: "اعتقد ان هذا التصريح يفتقد الى الدقة والرئيس بري لا يقصد تماماً رقم 11 مليار دولار". من جهة اخرى، اشار حوري الى ان النائب ميشال عون "وجه تأنيباً علنياً واضحاً الى وزراء في الحكومة وبعد ساعات كان الوزراء اكثر من ايجابيين داخل مجلس الوزراء ولم يكترثوا لما قاله عون"، معتبراً ان "هذا الامر يدعو الى النقاش ويلفت النظر بعض الشيء".

وقال: "عون ليس خبيراً مالياً وقد يكون هناك من ينقل اليه اموراً مجتزأة وينتقي بعض الامور ذات الطابع المفيد اعلامياً، لكنه غير موفق بطريقة طرحها لأنها تفتقد الى الموضوعية ولغة الارقام". وأكد حوري في سياق آخر ان "هناك قراراً واضحاً بفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية ـ السورية ولا تراجع عنه"، لافتاً الى ان "رئيس الحكومة سعد الحريري نجح في اقناع الفريق الآخر سواء الفريق الاميركي او الفريق الدولي في مجلس الامن بوجهة نظره مما انعكس توتراً واضحاً في تصريح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي هدد فيه لبنان وشخص الرئيس الحريري". ورأى حوري ان "المجزرة الاسرائيلية أكدت ان اسرائيل لا تريد الا لغة الاجرام والعدوان"، معتبرا ان هذه "الجريمة الحقت هزيمة سياسية واضحة بالعدو الاسرائيلي واضراراً لا يستهان بها بسياسة اسرائيل في المنطقة سواء بطريقة العزل التي تتبعها او برفضها لعملية السلام".

الكتلة الوطنية تحمل على العنصرية الاسرائيلية وتدعو الى قانون انتخابي حديث

المركزية_ دعا حزب الكتلة الوطنية اللبنانية الى بدء دراسة قوانين جديدة وحديثة للإنتخابات النيابية، لافتا الى ان أعرق الدول اليموقراطية تطبق الدائرة الفردية وأضافت بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب في رئاسة العميد كارلوس إده وفي حضور الأمين العام جوزيف مرا:

"يبدو ان تطرف المجتمع الإسرائيلي والذي بدا واضحاً للعيان بعد الإنتخابات الاسرائيليّة الأخيرة، بدأت تظهر نتائجه على الأرض في كل عمليّة عسكريّة كانت أم أمنية من خلال تصرفات الجيش الإسرائيلي قادة وأفراد. فهؤلاء الافراد هم مرآة المجتمع وما إطلاقهم النار على أفراد عزّل في سفن مدنية كما استهدافهم المنهجي والمنظم للمدنيين والبنى التحتية في خلال حروب لبنان وغزة، إلا دليلاً على العنصرية التي بدأت تظهر جلياً من خلال عقيدتهم العسكرية الجديدة والتي تقضي بضرب المدنيين والتنكيل بهم، وكأنهم بذلك يريدون إبادة الشعوب التي تجاورهم كما حصل في مناطق مختلفة من العالم خلال التاريخ الحديث ولكن نسوا أنهم في عصر التواصل والأقمار الإصطناعيّة والنقل التلفزيوني المباشر والصحف".

ودعت في بيان لها "الى بدء دراسة قوانين جديدة وحديثة للإنتخابات النيابية، فقانون الدائرة الفردية على دورتين والذي طرحه الحزب تطبقه أغلب دول العالم المتقدم، هو الذي يعطي التمثيل الأصح ويجعل ممثلي الشعب عرضة للمساءلة والمحاسبة وفي الوقت نفسه احرار في خياراتهم ومواقفهم، فهم لا يدينون بالولاء إلا لوطنهم ولناخبيهم لا لرئيس حزب أو تيار صعدوا معه في قطار اللائحة، إن أعرق الدول الديموقراطيّة تطبق هذا القانون فلما لا لبنان؟ "

 

مجلس الأمن يتوقع التصويت قريبًا على عقوبات ضد طهران

إيران تحذر من "المواجهة" وتزيد مستوى تخصيب اليورانيوم

وكالات /2010 الخميس 3 يونيو

 إيران ستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم كخطة بديلة 

في وقت ترفض فيه إيران مزاعم غربية بأن برنامجها النووي يهدف إلى تصنيع اسلحة وترفض وقف تخصيب اليورانيوم، أعلنت الولايات المتحدة أنها تأمل في أن يصوت مجلس الأمن الدولي بحلول 21 حزيران/يونيو على مسودة قرار يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران. واشنطن، طهران: صرح فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين بأن الرئيس الاميركي باراك اوباما قال انه يود أن يصوّت مجلس الأمن الدولي على مسودة قرار لفرض عقوبات جديدة على إيران بنهاية الربيع في 21 حزيران/يونيو.

ويتابع مجلس الامن الدولي بحث ملاحق مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة بهدف معاقبة الانشطة النووية لإيران. وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان التصويت لن يحصل قبل الاسبوع المقبل. وقال سفير المكسيك لدى الامم المتحدة أمس الاربعاء انه من المتوقع ان يصوت مجلس الامن على مسودة قرار العقوبات قريبا وربما في غضون الايام العشرة القادمة. وقال كلود هيلر الذي يرأس المجلس هذا الشهر ان خبراء من 15 دولة الاعضاء في المجلس ناقشوا مسودة القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وأن الدول العشر غير دائمة العضوية تنتظر ملاحق بها أسماء أشخاص وشركات ستدرج على قائمة سوداء للامم المتحدة.

وابلغ الصحافيين قائلاً: "على حد علمي فإن مقدمي مشروع القرار يريدون تحركًا عاجلاً من مجلس الامن أن يكون هناك تصويت... في الايام العشرة القادمة... ليس لدينا موعد دقيق بعد." وسيفرض القرار حال اعتماده مجموعة رابعة من العقوبات الدولية على إيران. ووافقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا على مسودة القرار الشهر الماضي. وقال دبلوماسيون غربيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان الدول الست تأمل في تسليم الملاحق التي يتعين فحصها من جانب وزراء المالية ووكالات المخابرات الى الدول العشر غير دائمة العضوية بنهاية هذا الاسبوع. وتخضع إيران حاليًا لثلاث حزم من العقوبات الدولية لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم الذي يعتبر المرحلة الحاسمة في دورة انتاج الطاقة النووية، المدنية والعسكرية ايضًا.

وتحدد الملاحق قوائم الاشخاص والشركات والمصارف الذين ستشملهم العقوبات او سيتم تجميد اصولهم. وستشمل أفرادًا في الحرس الثوري وشركات يسيطر عليها وكيانات تابعة لخطوط الشحن الإيرانية واشخاص وشركات اخرى متصلة بالبرنامج النووي وبرامج الصواريخ الإيرانية ستجمد اصولهم وسيفرض عليهم حظرًا على السفر.

وافاد تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران انتجت ما لا يقل عن 5,7 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% حتى بداية نيسان/ابريل، وهي المادة التي تقول طهران انها مخصصة لمفاعل الابحاث الذي تملكه.

هذا وقال دبلوماسي إيراني بارز في فيينا ان بلاده ستواصل عملية تخصيب اليورانيوم الى مستويات أعلى حتى في حالة تنفيذ اتفاق متعدد الأطراف للقيام بهذه العملية في الخارج. وطبقًا لوكالة الأنباء الألمانية فقد قال مندوب ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي سلطانية للصحفيين "لدينا ثقة ضعيفة للغاية بشأن امدادات الوقود وبالتالي فان بلاده تحتاج الى بديل لضمان تشغيل مفاعل طهران".

وانتقد سلطانية التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن بلاده . وقال ان الوكالة الدولية زعمت أن بعض المعدات النووية لتصنيع معدن اليورانيوم قد تمت إزالتها ومن ثم لا يمكن فحصها. وكان سلطانية يتحدث بعد جلسة بشأن ايران عقدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشاركت فيها الدول الأعضاء.

وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد حذر الاربعاء في بروكسل من ان فرض عقوبات دولية جديدة على بلاده بسبب ملفها النووي، سيقود الى "المواجهة"، معربًا في الوقت عينه عن استعداد بلاده للحوار مع الدول الكبرى.

وقال متكي "هناك خياران" حاليا لحل المشكلة "الاول يتمثل في التعاون" استنادًا الى الاتفاق الذي اعلن في 17 ايار/مايو في طهران بين إيران والبرازيل وتركيا لتبادل الوقود النووي الإيراني و"الاخر يتمثل في المواجهة". واضاف امام مركز الابحاث الاوروبي "يوروبيان بوليسي سنتر" في بروكسل ان القرار المتعلق بفرض عقوبات جديدة على إيران والذي تجري حاليًّا مناقشته في مجلس الامن "يمهد الطريق للمواجهة".

وقال الوزير الإيراني "انه ليس خيارنا المفضل لكن باقي الاطراف هي التي عليها ان تقرر الطريق الذي ستتبعه". وقال ايضًا ان بلاده مستعدة للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون كوسيط للدول الخمس الكبرى المكلفة ملف إيران النووي (5+1) وان الكرة باتت في ملعبها.

وقال خلال مؤتمر صحافي منفصل "لقد اقترحنا موعدين رفضا، وبالتالي عليهم ان يقترحوا علينا موعدًا جديدًا. لم يقترحوا بعد اي موعد". وقد بدأ مجلس الامن في بحث مشروع جديد لتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي تدعمه الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس التي تملك حق الفيتو.

وتتضمن العقوبات الجديدة خصوصا حظر بيع انواع جديدة من الاسلحة الثقيلة لإيران مثل الدبابات والعربات العسكرية وبطاريات المدفعية الثقيلة العيار والطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية والسفن الحربية والصواريخ والانظمة الصاروخية.

وأكد متكي من جديد في بروكسل ان بلاده لا تنوي التخلي عن العمل على انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، معتبرًا ان ذلك من حقها وانه يعود اليها عندما يحين الوقت ان تقرر بحرية ما اذا كانت ستفعل ذلك "من خلال عملية تبادل او من خلال انتاجه" على اراضيها.

وتؤكد إيران ان هذا اليورانيوم المخصب بنسبة 20% مخصص لمفاعل طهران للابحاث الطبية. ولاحقا اعلن متكي ان بلاده تريد زيادة عدد منشآتها النووية المدنية. وقال "اننا بحاجة الى 10 او 15 مفاعلاً نوويًا اضافيًا لانتاج الكهرباء". واضاف "بفضل هذه المفاعلات يمكننا انتاج 20 الف ميغاواط".

وقال ايضًا "يمكن لفرنسا واليابان وروسيا او الولايات المتحدة ان تكون شركاء لنا لبناء هذه المفاعلات". لكن المانيا غير مرحب بها بسبب ما حصل مع مفاعل بوشهر.

ويتوقع ان تصبح اول محطة نووية في إيران التي يبنيها الروس في بوشهر (جنوب) عملانية مطلع اب/اغسطس المقبل. وكانت شركة سيمنز الالمانية بدأت المشروع قبل الثورة الاسلامية في 1979 ثم علقته بعد الحرب بين إيران والعراق في 1980. وتابعت روسيا المشروع في 1994.

وفي الوقت نفسه برر متكي ضرورة ان تكون بلاده مستعدة عسكريًا للدفاع عن نفسها. وقال ان "عقيدة بلدنا في الانتاج الحربي هي عقيدة دفاعية"، مضيفًا "تاريخيًا لم يكن هناك ابدًا عدوان من جانب إيران لكننا نحن الذين تعرضنا للهجوم" وخاصة من العراق في عهد صدام حسين.

واضاف متكي ان "الولايات المتحدة قالت اكثر من مرة وخاصة خلال العامين الاخيرين من ادارة جورج بوش ان خيار الضربة العسكرية مطروح". وتساءل وزير الخارجية الإيراني "ان مسؤولين وعسكريين اسرائيليين اعلنوا ايضًا اكثر من مرة ان إيران ستتعرض لضربات، فهل يجب علينا الا نكون على استعداد؟".

من جانبه حذر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الاربعاء من ان عقوبات دولية جديدة على إيران لن تساهم في وقف "الانشطة النووية السلمية" للجمهورية الاسلامية.

ونقل التلفزيون الإيراني عن لاريجاني قوله امام مجموعة من الزوار الاجانب "حتى وان تبنوا مئة قرار جديد لن نعلق انشطتنا النووية السلمية"، واضاف موجها حديثه الى الدول العظمى "اذا تبنيتم قرارًا ضدنا فإن موقفنا من الوكالة سيتغير. اذا حاولتم خداعنا فنحن في البرلمان سنغير شروط (الحوار) مع الوكالة" الدولية للطاقة الذرية.

 

وئام وهاب في حفلة تهديدات وشتائم للمحكمة:من يقرب مني أقطش له رأسه ومن ينفذ استدعاءات المحكمة بتطلع براسو وصرماية أميل لحود أشرف من راسهم

 يقال نت/الأربعاء, 02 يونيو 2010 22:05

قال وئام وهاب،في مقابلة على التلفزيون العوني إن "المحكمة الدولية سخيفة وتافهة هي وكل قضاتها ومدعينها العامين والعاملين فيها،فهؤلاء مجموعة نصابين وسوف نواجههم."

أضاف:"(دانيال)بلمار نصّاب اكثر من (ديتليف)ميليس وهو يحضّر لنصبة جديدة مثل ميليس." وقال لهم :"يروحوا ينقبروا يعملوا محاكم لإسرائيل." وادعى أن أحد العاملين بالمحكمة،كما أخبروني،هديك ذهب الى أحد المطاعم،"فأتت فاتورتة بخمسة الاف دولار،لأنه طلب أفخم النبيذ،على حساب الشعب اللبناني." وأعرب عن اعتقاده بان "هذه المحكمة لا قيمة لها وتستعمل بالسياسة ،وليس لديها اي دليل على احد ،وهي تخترع الروايات ،وهذا بلمار واحد نصاب." وعن إمكان إستدعاء الرئيس السابق أمي لحود الى التحقيق كما كتب قال:"والله اذا بروح اميل لحود بدي، قوصوا بإجروا،فصرمايتو أشرف من راسهم." وقال إن "القوى الأمنية اللي بدها تشتغل مع المحكمة في استدعاء الناس، بدها تنفك رقبتها."

وعن محمد زهير الصديق قال :"كذاب متلهم ومتل محكمتهم ومتل مجلس امنهم .ومحمد زهير الصديق احسن منهم. فهو" قطشة" نصاب بدو وظيفة ووجد وظيفة ،وهم صدقوه لانهم نصابين مثله ،فان شاء الله مفكري بلمار وميليس، أفضل منه." وعن إمكان استدعائه الى التحقيق قال:"انا ما حدا فيه يستدعيني، وانا قلتُ لهم اذا بدهم يطلعوا لعندي ويسألوني شي سؤال ،يقدم الشباب على تفتيشهم  ويركبونهم على  حمار ،شي ساعة ونصف ،حتى يصلوا لعندي." واضاف:"انا، لمّن كانوا مقررين يطلعوا لعندي، كنت مقررا أن  اعمل لهم كمينا." وقال :"انا اللي بيطلع لعندي، بقصلوا راسو." وتابع :"انا كشاهد لا أقبل، واللي بيطلع لعندي بقص راسه." واشار الى أنه :"انا كرامتي أهم من ابتساماتهم الصفراء،ومن يعتدي على كرامتي بقصلو راسو." وواصل :"بلمار وميليس ،إثنان نصابين،ولازم يفوتوا على الحبس." وقال :"خلص،إنتهت الكذبة و يحلوا عنا وعن هالكذبة."

وصرخ قائلا:من أنت حتى تستدعيني،ولاه! واعتبر أنه ليس هناك شيء اسمه حق بالعالم بل هناك شيء اسمه قوة.فإذا كانوا مفتكرين واحد متل بلمار بهين الناس وتمر القصة،فهم مخطئون. الآن لن يستطيعوا خطف الناس، كما خطفوا الضباط الاربعة .هذه المرة سوف يتم اطلاق النار عليه." وعن دليله على انعدام الأدلة قال :تخايلي انت !هناك مائة الف اتصال بالمحيط.بينهم اتصالان بين اثنين من حزب الله.شو هالخبرية هذه.شو هالتفنيصة.

 

السفارة الاميركية تقدم تجهيزات بقيمة 427,410 دولار: ملتزمون مساعدة كل لبنان

نهارنت/شدد القائم بأعمال السفارة الأميركية توماس داوتون عن التزام الولايات المتحدة المستمر بمساعدة قوى الأمن الداخلي وغيرها من المؤسسات اللبنانية لانفاذ القانون لتحسين قدراتها من أجل حماية الشعب اللبناني: "إن تطوير مؤسسات إنفاذ القانون كأجهزة حيوية للدولة اللبنانية هي ضرورية لضمان سيادة لبنان وأمنه واستقلاله وازدهاره

وأضاف داوتون خلال تقديمه تجهيزات بقيمة 427,410 دولار للمؤسسات اللبنانية التي تعنى بإنفاذ القانون: إنّ "حكومة الولايات المتحدة مسرورة بالتعاون المستمر مع الحكومة اللبنانية فيما نعمل جميعا معا لمساعدة قوى الأمن الداخلي وغيرها من مؤسسات إنفاذ القانون على تحقيق رسالتها المهمة في لبنان وحماية المواطنين اللبنانيين الذين يخدمونهم".

وقال "نحن ملتزمون مساعدة ضباط إنفاذ القانون، كما نحن ملتزمون مساعدة كل لبنان بالتمتع بالسيادة والاستقرار والازدهار، من خلال مؤسسات دولة قوية وفعالة".

وأوضحت السفارة في بيان لها ان التجهيزات التي قدمت هي جزء من معدات بقيمة مليون دولار سوف تسلّم الى لبنان هذا العام من خلال برنامج المساعدات المذكور، مضيفةً ان "التجهيزات التي ُسلمت شملت البنادق القصيرة (M-4 ) ومسدسات 9 مليمتر، ودروع واقية، معدات لتقنيي القنابل وتجهيزات للتحقيق بعد الانفجار".

 

الأسد: تجربة اسطول الحرية نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي

نهارنت/أكد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس ان تجربة اسطول الحرية تمثل نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).

وأفادت الوكالة ان الأسد أكد خلال استقباله المتضامنين السوريين الذين شاركوا في اسطول الحرية وعادوا الى دمشق الأربعاء، ان "هذه التجربة تمثل نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي"، مشيرا الى ان "المتضامنين ساهموا في تشجيع كافة شعوب العالم للتحرك من اجل كسر الحصار اللاانساني الذي يفرضه الإحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة". وأكد الأسد ان "هذا الإعتداء الوحشي على اسطول الحرية يعبر عن حقيقة اسرائيل التي لم تتغير منذ ان زرعت في هذه المنطقة". وذكرت الوكالة ان الأسد استمع من المتضامنين الأربعة "لما تعرضوا له مع رفاقهم من اعتداءات اجرامية على يد جنود الإحتلال الاسرائيلي التي ادت الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى". والمتضامنون هم مطران القدس السابق للروم الكاثوليك هيلاريون كبوجي وشذا بركات وحسن الرفاعي ومحمد سطلة، وكانوا من ضمن نحو 700 ناشط مدني من اربعين جنسية على متن اسطول الحرية الذي تعرض لهجوم اسرائيلي فيما كان متوجها الى قطاع غزة.

 

لكي لا ينتقل الصراع بين مسيحيي الشمال الى الجيل القيادي الرابع

بقلم نوفل ضو /النهار/تشعبت، على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وتشابكت الخلافات بين القوى السياسية والأحزاب المسيحية صاحبة الحضور الفاعل على الأرض في الشمال. وتخطت هذه الخلافات وسائل التنافس السياسي الديموقراطي، لتفرز - متأثرة بأجواء الحرب التي كانت قائمة - صراعا اتخذ في كثير من الأحيان طابعا صداميا ودمويا وثأريا، زاد من تعقيدات الواقع المسيحي، وتخطت آثاره السلبية العلاقة الشخصية بين الزعماء والقادة وكبار المسؤولين الحزبيين، لتتخذ شكل صراعات بين المحازبين والأنصار شكلت القرى والبلدات والمدن الشمالية ساحة له وأرضا خصبة لتفاعلاته المؤسفة.   أما على الصعيد الوطني، فساهم الصراع بأشكاله السياسية وغير السياسية في إضعاف الحضور المسيحي في لبنان بشكل عام، وشكل سببا مهما من الأسباب التي أدت الى تراجع الدور المسيحي الفاعل، والى المساهمة في غياب الشراكة المسيحية – الإسلامية الحقيقية على مستوى مؤسسات الدولة اللبنانية التشريعية والتنفيذية والإدارية والأمنية والعسكرية وغيرها، بشكل خاص.

العناوين السياسية للخلاف

أما في المضمون، فإن للخلاف جذورا يمكن إدراجها تحت عنوانين أساسيين:

الأول: تناقض في الرؤى الوطنية والمشاريع السياسية بين أطراف الصراع حيال مفهوم السيادة الوطنية، وحرية قرار الدولة اللبنانية لا سيما في السياسة الخارجية، وطبيعة علاقاتها الإقليمية والدولية، خصوصا مع سوريا، وبالتالي موقع المسيحيين، من التحالفات والمحاور والصراعات المحيطة بلبنان.

الثاني: تنافس بين الأحزاب والقوى السياسية الشمالية المحلية على استقطاب الرأي العام، واستمالة المسيحيين، لكسب تأييدهم لكل من المشروعين السياسيين المختلفين. وقد بدأ هذا التنافس يتخذ أشكالا حادة، في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي خصوصا بين حزب "الكتائب اللبنانية" برئاسة الشيخ بيار الجميل باعتباره حركة سياسية وحزبية شعبية تسعى في عملها وانتشارها الى تخطي الزعامات المحلية والمناطقية التقليدية من جهة، والرئيس الراحل سليمان فرنجيه وما يمثله من موقع سياسي وزعامة شمالية من جهة مقابلة.

تطور الخلاف ومراحله

لقد تشعب هذا التنافس، متأثرا بالتطور الطبيعي للحياة السياسية والحزبية في لبنان على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية، ليأخذ طابع المواجهة المباشرة بين "القوات اللبنانية" كمؤسسة أطلقها الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل، (مع ما تخلل انطلاقتها من تداخل وتشابك بينها وبين حزب "الكتائب اللبنانية") من جهة، و"المردة" بقيادة النائب والوزير الراحل طوني فرنجيه من جهة مقابلة.

ولم يحل اتخاذ "القوات اللبنانية" شكلها التنظيمي الحالي كحزب سياسي، و"المردة" الشكل التنظيمي الحالي كتيار سياسي، دون انتقال الصراعات ب"الوراثة" الى الجيل الثالث في قيادة "المؤسستين" المتمثل بكل من النائب سليمان فرنجيه والدكتور سمير جعجع ومحازبيهما ومناصريهما على المستوى الشعبي. فبدل أن يشكل اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب في لبنان، مفصلا أساسيا من مفاصل انتقال العلاقة بينهما من إطار الصراع الحاد على الأرض، الى أطر التنافس السياسي والديموقراطي من ضمن المؤسسات الحزبية والدستورية، جاءت الخلافات والتباينات والانقسامات التي تميزت بها المرحلة الممتدة بين 1990 و2005، لتوسع من الشرخ السياسي في شأن الخيارات الوطنية الكبرى، ولترسخ حالة الانقسام الشعبي حيالها.

وهكذا، لم يترافق سقوط خطوط التماس التي كانت قائمة بين المناطق الشمالية نفسها، وبين الشمال وجبل لبنان، منذ العام 1978، مع سقوط خطوط التماس النفسية والسياسية والحزبية بعد انفتاح المناطق اللبنانية على بعضها إثر التوصل الى اتفاق الطائف. وعوض أن تشكل عودة الحزبيين الشماليين (القوات اللبنانية وحزب الكتائب) - الذين هجروا قسرا من بلداتهم وقراهم عام 1978- الى منازلهم وبيوتهم وأملاكهم، عنصر توازن يعيد الى المجتمع السياسي الشمالي دورة حياته الطبيعية في حمى الدولة والقانون اللذين يضمنان حرية المعتقد وحق العمل السياسي للجميع على قدم المساواة، تلاحقت الحوادث الدموية على أرض الواقع، خصوصا في السنوات الخمس الماضية التي أعقبت "ثورة الأرز" على نحو يعكس عدم الأخذ في الاعتبار المتغيرات السياسية التي شهدها لبنان، والتي كان يفترض أن تجعل من المساواة في الحقوق السياسية القاعدة الأساسية التي تنظم العلاقة في ظل القانون بين المحازبين والمناصرين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم.

موجبات المصالحة ومضمونها

وإزاء تكرار سقوط الضحايا على نحو هدد الاستقرار ويهدده، وينذر بتداعيات لا مصلحة للمسيحيين ولا للبنان فيها، تبرز الحاجة ملحة الى مصالحة تكرس حق الاختلاف السياسي، ويعترف بموجبها كل الفرقاء السياسيون والحزبيون، بالحقوق السياسية لبعضهم البعض، ويقرون بالقانون مرجعا وحيدا لحركتهم على الأرض، وينبذون أي شكل من أشكال الضغوط غير المشروعة على بعضهم البعض.

وعلى هذا الأساس، لا بد لأي مصالحة مسيحية – مسيحية في الشمال أن تقوم على الأسس الآتية:

أولا: تأكيد الإلتزام بطي صفحة الحرب في لبنان بكل ويلاتها ومآسيها وتجاوزاتها وارتكاباتها وأخطائها وخطاياها، وبكل تعبيراتها ووسائلها وأدواتها، وبكل مظاهرها وذيولها ونتائجها، والتشديد على أن لا مناطق مقفلة على أي فرد أو جماعة، ولا حواجز نفسية أو مادية بين الناس في المدن والبلدات والقرى الشمالية خصوصا، واللبنانية عموما، ولا ممنوعات يفرضونها على بعضهم البعض، إلا تلك التي تنص عليها القوانين.

ثانيا: اعتبار القيم المسيحية المرتكزة على التسامح، والمغفرة، والمحبة، والمصالحة مع الآخر والذات، سقفا للإداء السياسي، والإقرار بأن الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله، قيمة فكرية وثقافية بحد ذاته، يجب احترامها وتقديرها وحمايتها، وبأن التمايز والاختلاف، بين الناس والجماعات، هما صنيعة الله في خليقته مما يحتم على المسيحيين الملتزمين بمسيحيتهم رعاية هذين التمايز والاختلاف وحمايتهما، والتعاطي معهما على أنهما مصدر غنى، وحافز للاجتهاد، كل بحسب اقتناعاته، وقدراته، وامكاناته المشروعة، في مضاعفة "الوزنات" التي منحها الله للإنسان.

ثالثا: اعتبار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تبناه الدستور اللبناني، والذي يأخذه التشريع اللبناني مرتكزا أساسيا من مرتكزاته، لا سيما لناحية حرية القول والمعتقد والتعبير، وحرية الإقامة والتنقل، وحرية تأسيس الأحزاب والجمعيات، وغيرها من الحريات، من الثوابت التي يتعهد كل الفرقاء الموجودين على أرض الشمال باحترامها وباعتبارها مرجعية من المرجعيات التي تحكم العلاقة في ما بينهم.

رابعا: تعهد المعنيين بترجمة هذه المبادىء، ولا سيما حزب القوات اللبنانية وتيار المرده في المواقف والتصريحات الصادرة عنهما، وفي التوجيهات الى محازبيهما وأنصارهما، من خلال تحريم استخدام السلاح تحت أي ظرف من الظروف، ونبذ لغة العنف الكلامي والتعبيري، والتخوين، والتحريض، والإهانات الشخصية والجماعية، والاتهامات التي تنال من الرموز والكرامات وتمس بالمعتقدات.

خامسا: تأكيد المعنيين نهائية المصالحة في ما بينهم، وتعهدهم بنشر معانيها وترجماتها ورعايتها على المستويات الشعبية كافة، وتأكيدهم على أن الخلاف السياسي في شأن مقاربة المواضيع والملفات الخلافية السياسية المحلية أو المناطقية أو الوطنية لا يمكن أن يشكل، في أي حال من الأحوال، وتحت أي ظرف من الظروف، سببا للتخلي عما ورد أعلاه كليا أو جزئيا، أو للتملص من الالتزام بمضمونه، أو للتفلت من موجباته الأخلاقية والقانونية.

سادسا: الأخذ في الاعتبار أن المرحلة التاريخية الدقيقة التي يجتازها مسيحيو لبنان خصوصا، ومسيحيو الشرق عموما، تفرض على القيادات المسيحية اللبنانية احترام التنوع الفكري، والتعددية الحزبية، في ما بين المسيحيين أنفسهم، كنموذج صالح للتطبيق في العلاقة مع الآخرين من الشركاء في لبنان والمنطقة، في ظل مرجعية الدولة دون غيرها، وتحت سقف النظام السياسي للجمهورية اللبنانية المعبر عنه في الدستور اللبناني، وتحت سقف القانون الواحد على الجميع، بعيدا عن كل نماذج الفرض، والقهر، والأمر الواقع.

**عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار

 

 الوزير السابق شكر بعد زيارته العماد عون في الرابية: مقولة ان لبنان يعطي ذريعة لإسرائيل لكي تعتدي عليه ليست صحيحة

هناك مخطط يسعى لخلق توترات ومشاكل للاطاحة بمسائل وطنية كبيرة

وطنية - 3/6/2010 استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية الوزير السابق فايز شكر الذي اشار بعد اللقاء إلى أنه "عرض والعماد عون آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، وخصوصا الهجوم الإسرائيلي الذي تعرضت له قافلة الحرية التركية"، موجها "تحية كبيرة للدولة التركية، حكومة وشعبا، على موقفها الشجاع والذي تقدمت به على عدد من المعنيين بقضية فلسطين".

وأكد شكر أن لبنان "معني بهذا الهجوم أيضا لأنه في قلب الحدث نتيجة تعرضه المستمر للعمل الإجرامي الإسرائيلي عبر استباحة أجوائه ومياهه وبره"، وشدد على أنه "لا يمكن مواجهة هذا العدوان إلا بمقاومة حقيقية لأن التجارب أثبتت أن إسرائيل لا تفهم إلا بلغة النار كونها مجتمعا حربيا وعسكريا، والدليل على ذلك فوز المتطرفين في إنتخاباتها".

ودعا إلى "رفع الصوت عاليا، وإلى ضرورة توحد العرب"، مشددا على أن "تكون مصر هي الأساس في الوحدة، وألا تكتفي فقط بفتح معبر رفح من أجل أمور إنسانية، بل عليها أن تفتح كل معابرها مع غزة، كما عليها إزالة الجدار الفولاذي الذي يقام للتضييق على الشعب في غزة وغير غزة".

وإذ اعتبر أنه "بهذا الموقف العربي فقط نستطيع ان نخطو خطوات متقدمة لمواجهة العدو المتربص بنا"، شدد على "ألا يكون مجلس الأمن طرفا، وألا تخضع شرعة الأمم المتحدة للفيتو الأميركي إلى جانب إسرائيل على المصلحة العربية وفلسطين ولبنان".

وطالب شكر ب"لجنة تحقيق دولية تعاقب اسرائيل على قيامها بعدوان حرب واعتداء وقتل ناشطين، كون ما قامت به حربيا بامتياز ولا يجوز التعتيم عليه كما كان يحصل في السابق".

وعن الداخل اللبناني دعا شكر "جميع الأطراف السياسية لأخذ موقف موحد، من دون ان يغرد احد منها خارج السرب إذ يقدم بذلك ذريعة لإسرائيل المتربصة بلبنان".

ونفى "أن تكون مقولة "لبنان يعطي ذريعة لإسرائيل لكي تضربه" صحيحة، لأن إسرائيل لا تحتاج لذرائع لتقوم بأي اعتداء، والدليل على ذلك ما تعرضت له قافلة الحرية، وما يتعرض له لبنان جوا وبرا وبحرا، لذلك اعتبر أن كل المبررات ساقطة"، مشددا على من يدعي ذلك أن يعود ويلتزم الصف الوطني، فلم تعد مبررة هذه المواقف لأنها تجر لبنان إلى الويلات".

وهنأ شكر العماد عون واللبنانيين على الانتخابات البلدية، مشيرا إلى ان "هناك مزاجا متغيرا في الشارع"، مستشهدا "بنتائج الانتخابات في البقاع والشمال". كما بارك "التوافق الذي حصل في مدينة طرابلس"، وبارك أيضا "الفوز الذي حققه التيار الوطني الحر"، مشددا على "أن للتيار، وبصرف النظر عن التقسيم الطائفي، امتدادا على كافة الأراضي اللبنانية".

وقال: "هناك مخطط كبير يسعى لخلق التوترات والمشاكل من اجل الإطاحة بمسائل وطنية كبيرة، فسمير جعجع يعيش اليوم حالة من الرعب، ولينتهي من هذه الحالة ومن مرضه أي مرض التهيؤات، يجب ان يغير كل مواقفه وينضوي تحت المصلحة الوطنية ويخرج نفسه من فلك من يعملون على حساب هذا الوطن".

ثم أجاب شكر على أسئلة الصحافيين: فسئل: هل توافق على ما يقوله سمير جعجع "أن لبنان في عين العاصفة"؟ اجاب: "لبنان بلد مقاوم أكثر من أي وقت مضى، هناك شرعية حقيقية لسلاح المقاومة ولا يمكن ان تواجه اسرائيل الا بالقوة. وهذه القوة مستمدة من الشعب والجيش والمقاومة".

سئل: ما يمنع ان يكون في لبنان، ونحن في بلد الحريات، رأي مخالف لرأيكم لا سيما وان هناك اشخاصا تتبع هذا الرأي؟ اجاب: "نحن مع الرأي والرأي الآخر. الحرية لها حدود. هذا الرأي الذي يسمى حر هو يأتي على حساب المصلحة الوطنية. هناك مصلحة الوطن، ولا يمكن ان يكون هناك رأي يخدم عدوا متربصا بك، ويريد ان ينهيك. يستطيع ان يعطي رأيه دون اعطاء مبرر للآخرين. الرأي له سقف وضوابط. تحت سقف الوطن والاستراتيجية الدفاعية هناك عماد الجيش والشعب والمقاومة. هم يعتبرون هذه جملا انشائية أما الحقيقة فهي جمل تأسيسية لاسقاط كل من يحاول التعدي على لبنان".

سئل: اسرائيل تتعدى بدون ذريعة، فهل يخاف لبنان اليوم من اعتداء اسرائيلي عليه؟ اجاب: "لم يعد يهتم اللبناني لإسرائيل ويخاف من اعتداءاتها. شنت عدوانا في العام 2006 وانهزمت اذا فكرت مرة ثانية، ما هو مصيرها؟ التجارب اثبتت انه لا يمكن مواجهة اسرائيل الا بقوة توازيها من اجل اسقاط مشروعها واحتلالها. واذا كان لدى السيد جعجع وحلفائه ومن يمشي معه ما يحمي هذا البلد، فليعطنا اياه. لم نسمع لغاية اليوم اي حل منه. اما الاستراتيجية فهي الدفاع عن هذا الوطن المحتل من قبل إسرائيل. وهناك مقاومة شرعية لاسترداد الارض بكل الوسائل.

 

 البطريرك لحام وجه نداء الى الملوك والرؤساء والقادة العرب:

لاتخاذ الخطوات اللازمة مع الدول الغربية وأميركا لإلزام اسرائيل السلام

وطنية - 3/6/2010 وجه بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، نداء الى الملوك والرؤساء والقادة العرب حول مجزرة "أسطول الحرية"، جاء فيه: "في هذه الاوقات العصيبة والظروف المأسوية التي لا تزال تحوق بعالمنا العربي، نتوجه اليكم بهذا النداء النابع من معاناة نعيشها جميعا، ألا وهي معاناة الشعب الفلسطيني. فالدم العربي والفلسطيني وصرخات أطفالنا وهجرة شبابنا ويأس شيوخنا تدعونا الى العمل بكل الوسائل لاعادة ترتيب البيت الفلسطيني - الفلسطيني للوصول الى الوحدة الفلسطينية، والبيت العربي-العربي كي تكون كلمة العرب واحدة موحدة وموحدة وفاعلة في المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الدامي الذي يدمر مجتمعاتنا، لأن كل بيت ينقسم على ذاته يخرب كما يقول السيد المسيح في الانجيل المقدس.

إن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك لطالما قدمت ولا تزال الشهادة تلو الشهادة لأجل القضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، بدءا من المثلث الرحمة المطران غريغوريوس حجار شهيد القضية الفلسطينية، الى سيادة أخينا المطران ايلاريون كبوجي الشاهد والمناضل والمدافع الدائم والصلب عن هذه القضية وعن كرامة الاراضي المقدسة.

إن وجود سيادته على متن أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة، هو رمز وتأكيد لحضور كنيستنا الثابت الى جانب الفلسطينيين والحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية، لا بل ان نضال سيادته هو الدليل على موقف الكنيسة الكاثوليكية والبابوات بالذات، هذا الموقف الواضح الثابت الصامد تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين والذي تعبر عنه بالدعم المقدم للاجئين الفلسطينيين من المؤسسات المسيحية والكاثوليكية في شرقنا وفي العالم أجمع.

كما أننا اعترافا بنضال أخينا المطران ايلاريون، فقد قررنا بسلطاننا البطريركي منذ سنوات أن لا يخضع اخونا المطران ايلاريون لواجب تقديم الاستقالة من منصبه الكنسي لداعي بلوغ السن القانونية، ولذا فإن سيادته لا يزال يحمل لقب النائب البطريركي العام في القدس الشريف، والمطران في المنفى الذي يمثل كنيسة القدس في كل مكان.

ونحن كرأس لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وكبطريرك على القدس الشريف، وباسم بطريركية القدس وباسم مجلس كنائس سوريا الكاثوليك، نرفع الصوت عاليا معكم الى جميع دول العالم لاجل إحلال السلام وحل القضية الفلسطينية، فمستقبل اجيالنا الطالعة في خطر، فالهجرة والتهجير والبؤس والتطرف والظلم هي منبع الحروب والصراعات الدموية التي إذا ما اندلعت ستطال العالم بأجمعه.

إن الاستنكارات لم تعد تنفع، فلقد سئمت شعوبنا الاستنكارات والعالم يسخر من هذه التكرارات الاسطوانية.

لذا ندعوكم جميعا الى اتخاذ الخطوات اللازمة مهما كان ثمنها، والى العمل الحثيث والمتواصل مع الدول الغربية واميركا لالزام اسرائيل السلام، الذي هو المستقبل المشرق لنا جميعا لشرقنا وللعالم أجمع. أخيرا، أرفع الصلاة الى الله عز وجل، كي يمنح السلام لارض السلام".

تحت عنـــــــوان: ماذا تريد سوريا من لبنان؟ بقرادوني: للوقوف مع دمشق في الصراعات الاقليمية سعيد: لفرصة اختبارية تصحح العلاقات المشتركـــة

المركزية - اعتبر منسِّق الأمانة العامة لحركة 14 آذارالنائب السابق الدكتور فارس سعيد أننا اليوم أمام فرصة إختبارية جديدة تشكّل مناسبةً إضافية لتصحيح العلاقات اللبنانية – السورية، ترتكز على مساعٍ داخلية وإقليمية ودولية، مشيرا الى أن سوريا لم تحسُم حتى الآن خياراتها وتوجهاتها الكبرى لأسباب تتعلّق بمواضيع عديدة ومعقّدة قد يكون منها موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

كلام سعيد جاء في ندوة عقدت تحت عنوان "ماذا تريد سوريا من لبنان – مقاربة لبنانية" ونظمها مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية، مع الوزير السابق كريم بقرادوني في حضور حشد من المهتمين.

حبيب: بداية تحدث مدير المركز السفير عبد الله بو حبيب قائلا "بات في الإمكان الشروع في معالجة هادئة ورصينة وهادفة لملف العلاقات بين لبنان وسوريا اثر عودة بعض الحرارة إلى العلاقات بعد اعوامٍ من التصادم".

بقرادوني: ثم تحدث الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني فأكد ان على لبنان أن يكون إلى جانب سوريا في أي صراع إقليمي وأن يقف معها في حال الصراع العربي - الإسرائيلي، ومعها في أي نزاع عربي – عربي لأن مصلحته تقتضي ذلك. ودعا إلى أن يبادر لبنان إلى بناء علاقات واضحة ومتينة مع سوريا مستندة إلى اتفاقات مكتوبة لأن مصلحة لبنان تقضي بأن تكون هناك أطر ثابتة وواضحة لهذه العلاقات، إذ أنَّ الغموض في العلاقة يكون لمصلحة الطرف الأقوى في المعادلة، أي سوريا، ذلك أن موازين القوى تفرض نفسها". وقال: على رغم أن سوريا هي أكبر وأقوى من لبنان فإنه يستطيع أنْ يلعب دوراً كبيراً ويؤثر من خلاله، ولا تستطيع أن تتقدم سوريا من دونه، مشيراً إلى أنَّ نهضة سوريا اليوم في المجالات الإقتصادية والمصرفية يشارك فيها لبنانيون، مشددا على أن لبنان يجب أن يقود المشروع العربي المستقبلي ومحاولة بناء علاقات مع سوريا وفي المشرق العربي تستوحي النموذج الأوروبي القائم على المصالح الإقتصادية المشتركة". وتوقع أن تذهب المنطقة في اتجاه إنشاء اتحادات إقليمية كبيرة تستند إلى احترام السيادة وايضاً إلى المصالح المشتركة. وأضاف ان على لبنان وسوريا أن يشكلا مثالاً للتعاون وليس التناق"ض.

ولفت بقرادوني إلى "أن المقاربة التاريخية للعلاقات اللبنانية ـ السورية تقود إلى جملة من الإستنتاجات. الأولى أن أي قطيعة بين لبنان وسوريا وأي تحالف بين لبنان والخارج ضد سوريا يُترجمان بنزاعات داخلية في لبنان وتؤدي إلى عدم الإستقرار فيه، وهذا ما حدث في محطاتٍ عدة كثورة العام 1958 وحرب العام 1975 والتوتر الذي حصل بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005". وأوضح "أن افضل سياسة خارجية للبنان هي التي لا تثير مشكلة داخلية وأسوأ سياسة خارجية هي التي تُقدم إلى الخارج وتؤدي إلى فتن في الداخل، مذكراً بأن عناوين الخلاف الأساسية بين اللبنانيين في فترات النزاع كانت خارجية".

وقال "إن الإستنتاج الثاني هو أن سوريا في مقاربتها التاريخية تخشى من أن يكون لبنان مقراً للإستعمار والنفوذ الاجنبي وممراً لاستهداف النظام السوري، مشيراً إلى أن الإجابة على هذا التخوف السوري تكون من خلال طمأنة لبنان لسوريا وبناء علاقات وثيقة معها، وعدم السماح بالتآمر على النظام السوري من لبنان".

أضاف: "أنَّ الإستنتاج الثالث هو وجوب عدم الموازنة بين إسرائيل وسوريا، لافتاً إلى أنَّ في مرحلةٍ ما اعتبرت فئات لبنانية أنَّ هناك توازناً اقليمياً بين تل ابيب ودمشق، وتستطيع مواجهة سوريا وتحظى بحماية إسرائيل". وأشار إلى أنَّ المثال الأبرز على سقوط هذه النظرية هو مصير اتفاق 17 آيار الذي انتهى الى الفشل، وفي حال الصراع العربي العربي، شدد بقرادوني على أن لبنان يجب ان يحاول ان يكون حيادياً في هذا الصراع لكن إذا اشتد لا بد له ان يقف إلى جانب سوريا.

وذكّر بأن في عهد الرئيس الراحل الياس سركيس حصل تجاذب بين مصر أنور السادات وسوريا حافظ الأسد وتبين عقم الإعتماد على مصر لمواجهة سوريا. وأكد في هذا المجال أن لبنان لا يستطيع أن يتبنى الخيار السويسري في الحياد.ولفت إلى أن اي سعي للخروج عن نظرية العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا يعني الخروج عن الطائف، وهذا الخروج يؤدي إما إلى فتنة داخلية أو المطالبة بطائف آخر وهذا ما يجعل المسيحيين يدفعون ثمناً أكبر من موقعهم في السلطة.

واستطرد بقرادوني إنَّ هناك سوء تفاهم وثقة مفقودة بين لبنان وسوريا منذ الإستقلال، وإنه منذ الإنتداب كان السوريون يتحدثون عن "سلخ" لبنان عن سوريا ويؤيدون ضمه، مضيفاً ان في المرحلة الناصرية بدأ السوريون يطرحون الوحدة مع لبنان، أما في عهد كل من الرئيس الراحل حافظ الأسد ونجله الرئيس بشار، بدأ الخطاب السوري يتحدث عن التلازم بين البلدين.

وأكد أن ليس من إمكان لعلاقات مستقرة إذا لم يتم الأخذ في الإعتبار المناخات السورية السابقة والتحولات التي حصلت على مر العهود التي تعاقبت على سوريا. واشار إلى ان المرحلة الأولى من التعبير عن هذا التلازم كانت في "الوثيقة الدستورية" التي تم التوصل إليها في العام 1976 بين الرئيسين سليمان فرنجية وحافظ الأسد في محاولة لإيقاف الحرب والتي تمت فيها الإشارة إلى "العلاقات الخاصة" بين لبنان وسوريا، وقد شهدت هذه المرحلة الدخول السوري إلى لبنان. ولفت إلى ان المرحلة الثانية من التلازم تمثلت في مرحلة الطائف الذي استند الى ركيزتين أساسيتين، العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا والإصلاحات الداخلية. واضاف ان المرحلة الثالثة من التلازم بدأت مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري ووصلت فيها العلاقات إلى القطيعة ولم يعد هناك من تأثير لنصوص الطائف في مقاربة العلاقات اللبنانية السورية. وأكد بقرادوني أنه لا يوجد سوريا "واحدة"، موضحاً أن هناك تحولات في السياسة السورية في لبنان، إذ لم تعد دمشق تريد ضم لبنان. واشار في هذا المجال إلى تفهمه اعتماد المسيحيين الخائفين من سعي سوريا إلى السيطرة على لبنان خيار المواجهة المسلحة ضدها في فترة الحرب. ولفت إلى أن التعامل مع سوريا صعب وإلى أنَّ النهج السوري كليّ في مقاربته للبنان.

سعيد: بدوره قال الدكتور سعيد أننا اليوم أمام فرصة إختبارية جديدة تشكّل مناسبةً إضافية لتصحيح العلاقات اللبنانية – السورية، ترتكز على مساعٍ داخلية وإقليمية ودولية. واكد ان العلاقات اللبنانية – السورية شهدت تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة وعاد المسؤولون اللبنانيون إلى التنسيق مع سوريا في أمور المنطقة كما دلّت زيارات رئيس الحكومة سعد الحريري قبل زيارة واشنطن وبعدها. أضاف: أنَّ هذا الأمر يشكِّل فرصةً لبناء علاقة من نوع جديد بين البلدين، خصوصا وإنّ المنطقة على أبواب تغيرات مهمة نتيجة العقوبات المرتقبة على إيران التي تبدو جدّية جدّاً من قبل المجتمع الدولي بعد انضمام روسيا والصين إلى منطق العقوبات، والمساعي الجارية لإيجاد حل عادل للصراع العربي – الإسرائيلي. ورأى أن من غير الطبيعي وغير المقبول أن تستخدم سوريا مجدداً لبنان ورقة تفاوض مع المجتمع الدولي أو الإسرائيلي نظراً للوضع اللبناني والإقليمي والدولي.

ولفت إلى أن هناك معطيات داخلية تتزامن تتمثل بإصرار الدولة اللبنانية على إقامة علاقات طبيعية مع سوريا وفقاً لإتفاق الطائف، مع معطيات إقليمية تمثّلت بالمصالحة العربية – السورية والتركية – السورية ودولية تتمثّل برغبة المجتمع الدولي في إنخراط سوريا في حل الأزمة العربية – الإسرائيلية. وفي مقابل هذه المعطيات ترى سوريا نفسها محجوزةً بين مشهدين، الأول مشهد دمشق الذي جمع الرئيس السوري بالرئيس أحمدي نجاد والسيد نصرالله، والثاني مشهد اسطنبول الذي جمع الرئيس السوري بأمير قطر ورئيس الحكومة التركية. ورأى أن المشهد الأول يضع على جدول أعماله إسقاط نظام الإستكبار العالمي وبناء شرق أوسط جديد بمعزل عن إسرائيل واستمرار سياسة الممانعة للسلام، في حين ان المشهد الثاني يسعى إلى حلٍ عادل ودائم لأزمات المنطقة تنخرط فيه سوريا. واعتبر أن سوريا لم تحسُم حتى الآن خياراتها وتوجهاتها الكبرى لأسباب تتعلّق بموضوعاتٍ عديدة ومعقّدة قد يكون منها موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وأشار سعيد الى إن العلاقة اللبنانية – السورية وخصوصا المسيحية – السورية محكومة بسوء تفاهم عميق تعود أسبابه إلى المرحلة الإستقلالية الأولى. وقال ان تيّار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي اعتبر أن إستقلال لبنان شكّل في العام 1943 إنتصاراً للخيار الوطني لأن البديل منه كان إستمرار الإنتداب الفرنسي، الأمر الذي كان يطالب به دعاة التيار الآخر عند المسيحيين في بحثهم عن ضمانة خارجية للوجود المسيحي في لبنان، في حين شكّل إستقلال لبنان صدمة لعددٍ من الأطراف الوطنية السورية التي نظرت إلى دولة الإستقلال على أنّها دولة مصطنعة أوجدها الإستعمار بعدما تمّ سلخ لبنان عن سوريا.

وقال ان لبنان الحديث وُلِدَ إستجابةً لفكرة الحرية التي تُحقّقُها طوائف متعدّدة تريد العيش معاً وتبني تجربة لا يهيمن عليها نموذج آحادي كاسح، أما في سوريا فقد احتلّت "القوة" منذ نشأتها الأولى موقعاً مركزياً في الأيديولوجيا الوطنية السورية. وهذا التقابل في لبنان وسوريا ولّد صورة مشوّهة لطبيعة المجتمع اللبناني في الجانب السوري فأصبح السوريون ينظرون إلى التنوّع الثقافي على أنه فقدان للهوية وإلى الديموقراطية على أنها مظهر من مظاهر الإنحطاط وإلى المبادرة الفردية على أنها رمز للإستغلال الإقتصادي، مستنتجاً ان هذه الصورة المشوّهة حالت دون إقامة علاقات طبيعية مع لبنان إذ لم يقبل السوريون بهذا التمايز اللبناني واعتبروه مصدر خلاف معهم.

واضاف سعيد أن الدخول السوري عام 1976 إلى لبنان لم يساعد على حل هذا التقابل الحاد في نظرة المسيحيين والسوريين إلى بعضهم البعض، وأن الخلاف تفاقم بعد الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982 حتى إتفاق الطائف في العام 1989. ورأى ان سوريا فرّطت في بداية التسعينات بفرصة ذهبية لتسوية الأوضاع مع لبنان تمثّلت بدعم البطريرك الماروني لإتفاق الطائف.

ولفت سعيد إلى إنّ التقابل الحاد بين طبيعة البلدين يبرز بشكلٍ واضح من خلال اعتقاد السوريين بتشجيعٍ من بعض المسيحيين اللبنانيين الذين اعتادوا على تسويق فكرة تحالف الأقليات في المنطقة أن بإمكانهم إستيعاب المسيحيين على قاعدة خوفهم من المسلمين، فتناوبت شخصيات ورؤساء وقادة جيش وقادة رأي وصحافيون مسيحيون على إقناع الموارنة بدءاً من الكنيسة بأن ضمانة المسيحيين في لبنان ترتكز على المقايضة التالية: دعم سوريا للمسيحيين في مواجهة مسلمي لبنان المتهمين بالسعي لتحقيق مشروع غلبة في عملية بناء الدولة بعد الطائف، مقابل تخلّي المسيحيين عن مطالبتهم بخروج الجيش السوري من لبنان.

وأضاف: تندرج في هذه المحاولات المتكرّرة الزيارات التي قامت بها شخصياتٌ مسيحية للرئيس السوري بشّار الأسد بعد إطلاق نداء مجلس المطارنة في 20 أيلول 2000 وإصرار سوريا على إستقبال البطريرك الماروني خلال زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى دمشق والإغراءات المعنوية والمادية التي كان الجانب السوري يقدّمها باستمرار للمسيحيين تحت عنوان التوازن مع مسلمي لبنان.

ودعا إلى مشاركة سوريا ولبنان في بناء نموذج للعلاقات الثنائية من ضمن المشرق العربي، وقال إن المطلوب معادلة تحمي مصالح البلدين من خلال بناء مشرِق عربي حديث ومتطوّر يُعيد لهذه المنطقة دوراً فاعلاً في تطوير العالم العربي.

كذلك دعا إلى العودة إلى عظة الأب ميشال حايك في كنيسة مار جرجس في بيروت بعد حادثة 11 أيلول 2001 والتي جاء فيها: "كالمسيح الذي رهن للناس حياتَه كنا رهائن للأمم حتى الأقربين من الأمم، رهينة الفُرس والرومان، رهينة العجم والأتراك والإفرنج، ندفع جزية لهذا عن هذا كلما طالب التاريخ شعباً ما بضريبة ما عن خطأ ما إرتكبه غيره كلما برزت الحاجة إلى كبش محرقة، أشير إلينا وتطوعنا مكرهين على البطولة". مصيبتنا أننا نريد أن نفي بكل الأمانات لكثرة ما تعدّدت لدينا الإلتزامات والعروض والروابط، فكل يُريدُنا تغريباً وتشريقاً، هذا يغرّبُنا وذاك يُشرفنا، هذا يُعربنا وذاك يُجربنا، هذا يجُرنا إلى اليمين وذاك إلى اليسار بينما نحن طامعون دائماً بأن نكون نحن نحن".

 

الحزب نجح عبر الخدمات حيث فشلت الحكومات المتعاقبة في التغلغل بين الناس (1 من 2)  

هل تستطيع الولايات المتحدة حل مشكلة "حزب الله" اللبناني?

 غضت بريطانيا الطرف عن علاقة الـ"شين فين" بالجيش الجمهوري الايرلندي فاستطاعت نزع سلاحه

لبنانيون عديدون يتخوفون من الهدف النهائي لـ"حزب الله"

السياسة

 هل يمكن أن تنجح التجربة البريطانية في إخراج الجيش الجمهوري الايرلندي من دائرة استخدام العنف وتطويعه سياسياً مع »حزب الله« في لبنان?

هذا السؤال الذي بنى عليه ستيفن سيمون وجوناثان ستيفنسون دراستهما التي نشرت في العدد الأخير للمجلة الفصلية »ديمقراطي« بعنوان مشكلة »حزب الله«, وحاولا بعد عقد مقارنة بين الحزب اللبناني والجيش الجمهوري الإيرلندي الإجابة عن ذلك السؤال, مع الفارق بين وضعي الجماعتين الجيوبوليتيكي والارتباطات الإقليمية للحزب, بالإضافة إلى طبيعة الصراع في الشرق الأوسط المختلفة عما هو عليه في إيرلندا الشمالية.

ستيفن سيمون, زميل الدراسات الشرق أوسطية في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي بينما جوناثان ستيفنسون, أستاذ الدراسات الستراتيجية في الكلية الحربية البحرية الأميركية.

في هذ الفصل من الدراسة يعرض الكاتبان للظروف التاريخية للمجموعتين, والعلاقة بين الجناحين السياسي والعسكري للحزب والجيش الايرلندي, وفي ما يلي الفصل الأول من الدراسة:

 من أصعب الأسئلة المتعلقة بالسياسة الخارجية هذه الأيام ذلك السؤال الذي يتعلق بإيران. ويبدو ان الرأي الذي يجمع عليه الكثيرون هو أنه في مواجهة القيادة الإيرانية ذات السياسة الازدواجية العدائية التي ترفض التعامل بجدية مع الولايات المتحدة أي ان »الاحتواء« هو الخيار الذي يلقى أقل قدراً من الاعتراض. ويرى أصحاب نظرية الاحتواء (Containment) ومن أبرزهم جيمس ليندساي وراي ناكيه اللذان أعربا عن رأيهما في مجلة »الشؤون الخارجية« (Foreign Affairs) الأميركية - ان على واشنطن ان تتبع مجموعة من السياسات النشطة التي من شأنها إحباط نفوذ وطموحات إيران النووية. ولابد من الاهتمام الخاص بقوة الردع الأميركية التقليدية والنووية أيضاً, وتكييف هذه القوة الرادعة بما يتفق مع التهديدات الإيرانية, كما ينبغي بذل المزيد من الجهود التي تهدف إلى وقف انتشار الأسلحة المحظورة, وحل الصراعات التي تستغلها إيران, وتنشيط شبكة دولية لدعم فرض العقوبات الذكية.

ويتمثل الحل البديل في اتباع سياسة أكثر طموحاً تهدف إلى صد العدو, وفكرة »سياسة الصد« (Rollback Policy) هذه نشأت في ذلك الوقت الذي طالب فيه المتشددون في أميركا بضرورة غزو الاتحاد السوفياتي بين عامي 1946 - 1947, إلا أن الاتفاق تم على اتباع سياسة أكثر احتراماً في الثمانينات من القرن الماضي عندما تجددت المطالبات من جانب الصقور باتباع سياسة أكثر عدوانية لمواجهة التوسع السوفياتي. في ذلك الوقت, وفي ظل إدارة رونالد ريغان - رأى صناع السياسة الأميركيون ان من الأفضل تعديل السياسة التشددية واتباع سياسة الصد (التي تعني كبح جماح العدو ورده إلى الوراء) مع إبداء روح التحدي في التعامل معه, وتبين ان المكان الذي يمكن فيه بدء الحملة الخاصة بصد إيران هو لبنان لأنه هو أبرز الأماكن التي تظهر فيها إيران استفزازاتها وتبسط نفوذها وتثير فيها المتاعب (بعد العراق), إلا أن الدول الكبرى لا تستطيع ببساطة ان تتنقد إيران أو سورية باعتبارها شريكتها الستراتيجية أو توجه إليها اللوم أو الاحتجاج من آن لآخر كي تنسلخ عن لبنان. وبدلاً من ذلك يتضح ان أفضل الوسائل هي التركيز بشدة وإصرار على نزع سلاح أقوى طرف موال لإيران في المنطقة (وكأنه وكيل لها) - وهو »حزب الله« المسلم الشيعي. وهذا يعني ضرورة تكثيف الجهود الغربية التي تحض »حزب الله« على إعادة تقييم أولوياته والتخلي عن هدفه الخاص, بتدمير دولة إسرائيل والدخول - بدلاً من ذلك - في معترك الحياة السياسية في لبنان كي يؤدي دوراً أكثر تميزاً وأقرب للوصول إلى مراكز السلطة العليا هناك.

وكما لوحظ آنفاً في أوائل هذا العام عندما طرحنا هذه الفكرة للمرة الأولى على موقع صحيفة »الشؤون الخارجية« على شبكة الإنترنت: أخذت الحكومة البريطانية هذه الفكرة بعين الاعتبار, وراحت تتصرف - بصورة تجريبية - في هذا الاتجاه, وبذل المسؤولون البريطانيون جهوداً كبيرة من وراء الكواليس على مدى ستة أشهر لعقد اجتماع مع مسؤولين في الجناح السياسي لـ »حزب الله« وتوجت هذه الجهود بتحقيق اجتماع مباشر بين السفيرة البريطانية في بيروت »فرانسيس غاي« وعضو »حزب الله« محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني في يونيو الماضي وطالبت فرانسيس بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701, الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين إسرائيل و»حزب الله«, ودعت إلى نزع سلاح كل المجموعات المسلحة التي لا تنتمي للدولة.

وفي ديسمبر الماضي أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند عن رغبته في استمرار الحوار بين المملكة المتحدة و»حزب الله«, والمعروف - كما قال ماكس ويبر - إن للدولة العصرية وحدها الحق الحصري في استخدام القوة, لهذا أصبح من الضروري نزع سلاح »حزب الله« إن لم يكن تجريده الكامل من أي نوع من أنواع السلاح لأنه أصبح الميليشيا الوحيدة المسلحة التي ظلت موجودة بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان وأصبح »حزب الله« منظمة إرهابية ذات فعالية كبيرة. ونزع سلاح هذا الحزب أمر ضروري لتحويل لبنان من مجتمع مزقته الحروب إلى دولة مستقلة قادرة على البقاء بمقوماتها الذاتية كدولة عصرية في القرن الحادي والعشرين.

وكما يبدو حتى الآن لاتزال احتمالات نزع سلاح ميليشيات »حزب الله« ضعيفة, وفي التاسع من نوفمبر الماضي - بعد نحو خمسة أشهر من الانتخابات البرلمانية اللبنانية - تمكنت الكتلتان السياسيتان الرئيسيتان: »تحالف الرابع عشر من آذار« الذي يتزعمه سعد الحريري (رئيس الوزراء اللبناني), وكتلة المعارضة »الثامن من آذار« التي يقودها »حزب الله«, من تشكيل حكومة ائتلافية في النهاية, وحتى ذلك الوقت ظلت المفاوضات معلقة في ما يختص بقضايا كثيرة من بينها نزع سلاح »حزب الله« إلا ان بعد شهر من الاتفاق أصدرت الحكومة - تحت ضغوط وقيود معينة - قراره يسمح لـ »حزب الله« بالاحتفاظ بأسلحته, ومع تمتع »حزب الله« بقوته السياسة النسبية بالإضافة إلى احتفاظه بترسانة أسلحته القوية أصبح مستقبل لبنان السياسي محاطاً بالشكوك والمخاوف في ظل غياب الجهود الديبلوماسية الإيجابية التي يمكن أن تبذلها أطراف خارجية. وهذه القوة التي يتمتع بها »حزب الله« ستحول - في الغالب - دون نجاح مثل هذه الجهود الإيجابية. ومهما يكن من أمر فإن جميع اللبنانيين يريدون ان يعيشوا في بلدهم حياة طبيعية عادية كأي شعب آخر, ومن دون أن يشعروا بأن بلدهم أصبح دولة صنيعة أو عميلة - لدولة أو دول أخرى, ومن دون الشعور بأي تهديد من جانب ميليشيات خاصة. ونزع السلاح مسألة يمكن تحقيقها من الناحية العملية عبر الجهود الديبلوماسية إذا عرضت القوى الخارجية دعماً كافياً للوسطاء المحليين الذين يمكنهم بذل جهود إيجابية لتحقيق هذه الغاية.

أساس ستراتيجية »حزب الله«

تطور »حزب الله« كمنظة تدعمها الدولة لمقاومة الوجود الإسرائيلي في المنطقة, وكان في الأصل أداة عسكرية في يد سورية ثم أصبح ركيزة ستراتيجية لإيران, وعندما طرد الأردن منظمة التحرير الفلسطينية عام 1975 انتقلت المنظمة إلى لبنان, وساعد وجودها هناك على دعم الغالبية في تحديها للحكومة المسيحية المارونية. وأعقب ذلك نشوب الحرب الأهلية اللبنانية, واستغلت سورية حالة القلاقل والاضطرابات التي وقعت بعد ذلك كي تفرض سيطرتها العسكرية على لبنان (الذي تعتبره سورية جزءاً من أرضها) ورأت دمشق ان الوجود السوري في لبنان سيهدد إسرائيل عند حدودها الشمالية ويمكنها من استرداد مرتفعات الجولان, ورغبة منها في دعم الحكومة المسيحية تدخلت إسرائيل في لبنان عام 1976, وفي مارس 1978 غزت إسرائيل لبنان حتى تصبح عنصر ردع قوياً ضد سورية واحتلت جزءاً من لبنان ولم تكد تمر أربع سنوات على عمليات العنف التي وقعت بعد ذلك عبر الحدود حتى قامت إسرائيل بغزو لبنان مرة أخرى اعتماداً على جيش قوي قوامه ثمانون ألف جندي, واستطاعت إسرائيل بسرعة أن تكتسح منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السورية المنتشرة في أجزاء واسعة من البلاد, وحافظت إسرائيل على وجود قواتها في المنطقة لصد وردع الهجمات التي تشنها منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السورية. وفي عام 1982 استقل »حزب الله« بذاته كقوة شيعية منشقة عن مجموعة »أمل« ومعادية لإسرائيل, ولما كانت سورية غير قادرة على مواجهة إسرائيل عسكرياً فقد لجأت إلى دعم »حزب الله« الذي أصبح أكبر قوة مؤثرة عسكرياً في مواجهة إسرائيل في لبنان.

في الوقت ذاته زاد عدد السكان الشيعة في لبنان, وطبقاً للإحصائيات - التي تشكك الأطراف غير الشيعية في مصداقيتها - بلغت نسبة الشيعة في لبنان 40 في المئة من عدد السكان في أواخر التسعينات, وحصل »حزب الله« على دعم إيران المتزايد.. والمعروف ان إيران دولة حليفة لسورية, وهي تعتبر »حزب الله« الشيعي المتشدد أداتها في العالم العربي, واتضحت فعالية الحزب وتأثيره على المستوى العسكري في نزف الدم الإسرائيلي من آن لآخر بعد ان سيطر على الجنوب اللبناني, وعمل »حزب الله« على تحسين صورته بالامتناع عن الدخول في صراع بين الطوائف اللبنانية أثناء الحرب الأهلية, وعدم التورط في أي عمل من أعمال الفساد, وقيامه بأعمال الخير وخدمة المجتمع, وأصبح »حزب الله« نواة لجمهورية إسلامية بارزة في لبنان, ونتيجة لذلك وبرغم المعارضة المتزايدة في الداخل لوضعه كجيش مسلح إلا أن بعض أعضائه لايزالون يرون ان المقاومة المسلحة ضد العدو المشترك (إسرائيل) هي الركيزة الأساسية لتحقيق أمن لبنان, بل وضمان وجوده, ويرى »حزب الله« ان انسحاب إسرائيل الستراتيجي من جنوب لبنان عام 2000 يعتبر هزيمة لها تمت على أيدي رجاله, وقال نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم في كلمة له: »نحن لا نريد تطمينات من أحد بالنيابة عن إسرائيل, وما يطمننا هو سلاحنا واستعدادنا ويقظتنا, وإذا كانت إســــرائيل تخطط للقيام بأي عمل ضدنا فإنها تعرف مستوى الرد الذي ستــتلقاه منا, وهذا ما يطمئننا في الواقع... ولا شيء غير ذلك«.

إن جوهر »حزب الله« يتمثل في آلاف عدة من الناشطين, إلا ان الدعم الشعبي العريض له أهمية أكبر وأعرض وهو ما أثبته النجاح السياسي الذي حققه الحزب.

تتمثل قيادة »حزب الله« في »مجلس الشورى« الذي يضم 17 عضواً, ويسمى أيضاً »المجلس الاستشاري« الذي يترأسه الأمين العام حسن نصرالله منذ عام 1992 حتى الآن.

وكان حسن نصرالله قد دخل مجال المقاومة الثورية ضد إسرائيل بتقلده منصباً قيادياً في صفوف الفدائيين في الثمانينات, وساعده تعليمه الديني وما يتمتع به من شعبية وشخصية جماهيرية جذابة على الاحتفاظ بمركزه الثوري القيادي, كما ان نصر الله أيضاً رئيس »مجلس الجهاد« وهو جهاز صنع القرارات العسكرية التي يلتزم بها »حزب الله«, وهو أدنى - بدرجة واحدة - من »المجلس الاستشاري« في سلم المراتب القيادية للحزب. ويلاحظ ان الهيكل التنظيمي »لحزب الله« يبدأ - في التسلسل الوظيفي - من القمة إلى الأسفل وتتحد الأبعاد السياسية والعسكرية وتتجمع عند الزعيم حسن نصرالله ولهذا السبب لا يتعرض الحزب لانشقاقات عميقة في صفوفه على طول الخطوط الستراتيجية والتكتيكية خصوصاً, كما ان للمجلس الاستشاري روابط رسمية مع الزعيم الروحي الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي حالياً, وروابط غير رسمية مع النخبة من أفراد الحرس الثوري الإيراني.

ولا تعتمد شرعية الوجود السياسي المحلي لـ»حزب الله«  ليس فقط على صلاته بايران وسورية وقوته التي فرضت ذاتها على المنطقة وانما ايضا على وجوده المرتبط بالخير والنفع العام في لبنان, وفيما فشلت حكومات لبنانية فاسدة وغير فعالة في تحقيق الرعاية والرفاهية المطلوبتين للشعب اللبناني على مدى عقود عدة نجح »حزب الله« في تأثيث المدارس وتقديم المساومات الطبية والغذائية لعدد كبير من  افراد الشعب اللبناني وخصوصا الشيعة رغم ان عمليات »حزب الله« العسكرية تتلقى دعما ماليا اساسيا من ايران منذ البداية الا ان الحزب استطاع الاعتماد على قاعدة محلية قوية وثابتة منذ التسعينات الى الآن, كما نشر صناديق المعونات الخيرية وعليها علمه الذي يحمل صورة يد قابضة على بندقية في اماكن عامة مختلفة في جنوب لبنان, واذا ارادت الولايات المتحدة طرح مبادرة فعالة لنزع سلاح »حزب الله« فإن عليها اللجوء الى دائرته الانتخابية والتشريعية والى الاعضاء العميلين في قيادته, ورغم صعوبة تحقيق هذا الهدف حاليا الا ان هناك سابقة تبعث على الامل وهي الجيش الجمهوري المنحل في ايرلندا الشمالية.

المملكة المتحدة شأنها شأن الولايات المتحدة, لها مصلحة في استقرار الشرق الاوسط, وقد حققت المملكة المتحدة بعض النجاح في التعامل بشكل منفتح سياسيا مع ممثلي اخطر الجماعات الارهابية وكان التعامل فعالاً, فلقد اختارت اجراء مباحثات تمهيدية مع »الشين فين« الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي, وادى ذلك في نهاية المطاف الى تخلي الجيش الجمهوري الايرلندي عن اسلحته وانهاء الصراع المسلح ضد السيادة البريطانية على ايرلندا الشمالية.

صحيح ان الظروف الستراتيجية لـ»حزب الله« بعيدة كل البعد واكثر تعقيدا من ظروف الجيش الجمهوري الايرلندي, حيث يتبادل »حزب الله« مع ايران وسورية المواد الحيوية وسواها, وكذلك الدعم السياسي, كما يعمل الحزب كوكيل جيوبوليتيكي »الجغرافيا السياسية« في مواجهة اسرائيل, لكن الجيش الجمهوري الايرلندي, وعلى النقيض لم يستجب مباشرة لأي هيمنة خارجية تسانده, رغم ان معظم مكونات ترسانته الحربية جاءت من ليبيا.

علاوة على ذلك فإن الحجة الملموسة للجيش الجمهوري الايرلندي بأنه بحاجة الى الاسلحة للدفاع عن الكاثوليكية الايرلندية الشمالية من الوحدويين البروتستنت, والاعتداءات البريطانية وقد استتب الامر عام 1997 بينما التهديد الاسرائيلي لمعاقل »حزب الله« في لبنان اصبح هائل الحجم الآن, في ظل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بل وأسوأ مما كان من قبل, ولكن دراسة شاملة مثل دراسة Rand التي نشرت هذا العام ولاحظت ان وراء مصالح »حزب الله« في الحصول على قدر من الاستقلالية عن ايران, ومفهوم الاستقلال المهم في الصراع الداخلي من اجل الشرعية, هل يمكن في اطار هذه الاعتبارات ان يلعب »حزب الله« تقليديا بالورقة الرابحة في المواجهة المسلحة بينه وبين اسرائيل?

ان التشابه بين »حزب الله« والجيش الجمهوري الايرلندي ليس مسألة تافهة او عرضية, فـ »حزب الله« مثله مثل الجيش الجمهوري الايرلندي الذي اكتسب الشعبية كأقلية عرقية مظلومة يعتمد البسالة والمقاومة العنيفة والاستشهاد, ولها طموحاتها السياسية التي يفلح معها العنف والتكيف فكلاهما مفيد, ولها علاقات مضنية مع قوة اجنبية - في حالة الجيش الجمهوري الايرلندي »المملكة المتحدة« والتي دافعت عن مصالح مجتمعها في ايرلندا الشمالية بقمع ذلك الجيش بثمن باهظ, كما يشابه »حزب الله« في ان الجيش الجمهوري الايرلندي لديه بشكل ظاهري جناحين: سياسي وعسكري مع انهما في الحقيقة مرتبطان ارتباطا وثيقا, لقد اصر زعماء »الشين فين« عموما على القول بأنهم لا يسيطرون على الجيش الجمهوري الايرلندي, وكانت الحكومة البريطانية غالبا ما لا تعترض على تمثيلية الانفصال, حتى تشجع اهتمام ذلك الجيش بسياسات عدم العنف, وسمحت لقادة »الشين فين« بالتباهي بهذا الخداع الذي راق لمؤيديهم, وكان هؤلاء القادة ايضا رجال الجيش الجمهوري الايرلندي, والذين تبوأوا مناصب في مجلس ذلك الجيش تماما مثل عضوية المجلس الاستشاري لـ»حزب الله« ومجلس الجهاد وتداخلهما الكبير.

داخل الجيش الجمهوري الايرلندي ايضا افراد لهم وجهات نظر متباينة تتراوح بين المتشددين عسكريا وبين وجهات النظر التصالحية بحذر, اوقف الجيش الجمهوري الايرلندي اطلاق النار من جانب واحد في شهر اغسطس عام ,1994 ثم ارتد ثانية الى العنف في فبراير 1996 عندما تم قصف »كناري وارف« في لندن, ويتغير التأثير النسبي للفصائل المسلحة اكثر مقابل الفصائل السياسية بتغير الظروف السياسية, وخلافا للمفهوم العام فإن الشين فين ذاتها تأمل في تحقيق هذا التغير, عندئذ لن يكون سورا عازلاً كسور الصين العظيم بين الجناحين السياسي والعسكري لهذه الحركة الجمهورية الايرلندية, بل وبدلا من ذلك هناك طيف من الاراء حول ماهية الدور الذي يمكن ان يؤديه »الشين فين« في حكم ايرلندا الشمالية? مع وجود بعض اعضاء في الحركة على استعداد مبدئيا للنظر في امكانية المشاركة في برنامج لنزع السلاح, اذا كان يحسن من حظوظ »الشين فين« السياسية.. هؤلاء الذين اختلفوا جذريا مع انتقال الحركة كليا باتجاه السياسة, تركوا الميدان لينضموا الى جماعات رافضة منشقة اندمجت وظلت مهمشة.

وقف الصراع في ايرلندا الشمالية في نهاية المطاف, بسبب رغبة كبيرة جزئيا من لندن لاغتنام الفرصة التي قدمها الجيش الجمهوري الايرلندي لوقف اطلاق النار عام ,1994 والتي اعطت في النهاية لأعضاء ذلك الجيش الذين دعموا الانتقال الستراتيجي نحو سياسات عدم العنف, الغطاء الكافي والتشجيع لكسب حاسم داخل الحركة الجمهورية الايرلندية, ومع ان تنفيذ بنود نزع السلاح في اتفاقية »الجمعة العظيمة« التاريخية لعام 1998 كان محفوفا بالألم, فان المملكة المتحدة تقدمت في نهاية المطاف نحو حل الجيش الجمهوري الايرلندي من خلال مزيج دقيق من المفاوضات الحثيثة والاغراءات التي تذكر الجيش بأن مكاسبه السياسية قد تتعرض للضياع, وكذلك من خلال اسلوب براغماتي دقيق, وبحلول عام 2006 اصبح »الشين فين« ثاني اقوى حزب في ايرلندا الشمالية, واقتنع الجيش الجمهوري الايرلندي بأن ستراتيجية صناديق الاقتراع تتفوق على حيازة السلاح.

وفعلا توجهت الجماعة للتخلص من اسلحتها وتحول مارتن ماكغينيس القائد السابق للجيش الجمهوري الايرلندي الى نائب اول وزير في الحكومة الانتقالية.

  البحث عن الحقيقة 

  هل يمكن لـ»حزب الله« ان ينزع سلاحه?

  استقبل بعض خصوم »حزب الله« من اللبنانيين اي اقتراح للمقارنة بين الجيش الجمهوري الايرلندي و»حزب الله« بشكوك تميل الى السخرية, ويشير هؤلاء بشكل صحيح الى ان الجيش الجمهوري الايرلندي لم يكن يحظى بأي دعم مباشر ومركز من الدولة للعمليات الارهابية, وكانت المملكة المتحدة ستراتيجيا ليس لديها اي مخاوف من جانب جمهورية ايرلندا, لكن »حزب الله« هو مجرد العدو القريب بينما ايران هي العدو البعيد من لبنان, وهم يعتبرون انه ما لم تضعف »الشجرة الايرانية« فإن فرع »حزب الله« سيظل سليما الى حد كبير علاوة على ذلك فإنهم يعتبرون رغم المظاهر السطحية الظاهرة ان »حزب الله« لا تتم لبننته, بل ان العكس هو الصحيح فهذا الحزب سياسيا وعسكريا شارك في اختيار الدولة اللبنانية حتى يمكن ان تفيد كمنصة لتدمير اسرائيل, وهو الهدف الاقصى لـ»حزب الله« وهناك مخاوف لبعض اللبنانيين من ان »حزب الله« في الواقع سعيد تماما بالتضحية بلبنان على مذبح هاجس »حزب الله« بشأن اسرائيل.

(يتبع)

 

 

 

 

جنبلاط: العقوبات آتية على إيران ولا يمكننا تحمل رفضها.. وإيانا إعطاء ذريعة لإسرائيل

الخميس 3 حزيران 2010

إعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أنَّ "لبنان لا زال في مرحلة البداوة، إذ لم يصل إلى مرحلة الدولة بعد"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنَّ "الديمقراطية التوافقية ليست سلبية إلى هذه الدرجة، وأن لا مهرب منها في المجتمع التعددي حتى الوصول الى المواطنة، خصوصاً اننا زلنا في لبنان دولة مؤلفة من عدة طوائف ومذاهب ودول".

 

جنبلاط، وفي حديث إلى قناة "LBC"، اعتبر أنَّ "لبنان يبقى مكشوفاً أمنياً، ولكن بعض المواكب الأمنية الكبيرة "بلا طعمة"، فليقم الشخص بالحد الأدنى من الأمن ثم نتكل على القدر والقدرية"، وقال: "لم نفكر في بيتنا بسن الستين فقط، فكرنا بأنه عندما يأتي يومك يكون هذا قدرك".

 

 وعلى صعيد آخر، لفت جنبلاط إلى أنه "عندما أتى الإسرائيلي إلى لبنان جاء معه بخليط من الدروز الذين منهم من أتى لزيارة أقاربه، والبعض كان مرسلاً من الموساد، وهؤلاء تركوا أثراً، واليوم الهاتف يسهل الكثير من الأمور"، مبدياً خوفه "من استخدام الدروز، لأن إسرائيل تعيش على استخدام الأقليات، وقد يستخدمون قسمًا من الدروز في مشروع انتحاري، في حين أنه لا حياة لنا الا في الافق العريض الواسع"، وتابع: "عندما ذهبت الى سوريا قيل لي إن بعض الناس طلبوا مواعيد من السوريين، لكن سوريا "كاشفتهم"، كما أنّ البعض طلب مواعيد من السفارة الإيرانية، فعندما تقوقع الدروز انتحروا وماتو. وبالنسبة لي فإنَّ أهم شيء هو المسألة الدرزية، وعودة التراث والحاضن الوطني للمسألة الدرزية".

 

 جنبلاط أشار إلى أنَّ "السوري خرج من البلد ولم يعد أحد يستطيع أن يقول إنَّ هناك نظام وصاية، ولكن علينا أنَّ نحترم المصالح السورية الأساسية وخصوصاً المصالح الأمنية".

 

ورداً على سؤال، أجاب جنبلاط: "بدأنا ورشة تنظيمية في الحزب، لإعادة احياء الفكر الحزبي اليساري التقدمي أي الفكر الإشتراكي، ولكننا نتكلم في شيء من المستحيلات، لأن جو اليسار العالمي يعيش مرحلة إحباط، بعد ان انتهى الحاضن الاساسي اي الاتحاد السوفياتي"، موضحاً: "العنوان الوحيد للحزب هو الفكرة الجامعة أي فلسطين التي تعطي الشرعية للكل، أعطت الشرعية لتركيا واعطتها لإيران، ومصر عندما فتحت معبر رفح اخذت هذه الشرعية.  فلنعط مصر دعماً والاردن كذلك وسوريا، وبهذه الطريقة المال العربي نوظفه في جبهة الممانعة".

 

ولفت جنبلاط إلى أنَّ "الأميركي دائماً بحاجة إلى عدو، وبعد الاتحاد السوفياتي جاء دور الإسلام، وهو الآن يفتت الشيعة والسنة والأكراد كما حصل في العراق، وهكذا يستمر"، مشيراً إلى أنَّ "الموقف العربي بشأن غزة يكون كافياً في حال اتبع بخطوات اضافية"، وقال: "ستعود مصر والأردن، وسوريا باقية وسندعمها. وأنا مع تعليق المبادرة العربية، فهي انتهت".

 

 وفي شأن سلاح "حزب الله"، اعتبر جنبلاط أنه "ممتاز للدفاع عن لبنان إلا أنَّه غير كاف"، قائلاً: "إيانا أن نعطي ذريعة لإسرائيل، فلتكن اعصابنا هادئة جداً في كيفية استقدام السلاح، ويجب ان يكون السلاح في حالة الدفاع".

 

 وإذ رأى أنَّ "كلام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بأنَّ سلاحه سيقضي على إسرائيل،لا جدوى منه"، لفت جنبلاط إلى أنَّ "خطاباً كالذي القاه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان افضل بكثير"، معتبراً أنَّ "الطرف التركي أقوى في السياسة، لأن هناك دوراً في الحلف الأطلسي والإقتصاد في أوروبا، وأعاد لتركيا عروبتها واسلامها"، متمنياً على التصريحات الايرانية أن "توازي التصريحات التركية".

 

وحول العقوبات على ايران، قال جنبلاط: "إنَّ هذه العقوبات اتية، وقد سمعها الرئيس الحريري ونحن نسمعها انه بالنسبة لاوباما العقوبات أولوية، وعلينا ان نمتنع عن التصويت لأنه لا يمكننا تحمل رفض العقوبات، فنحن لسنا لا تركيا ولا ايران، فالامتناع كافي".

 

هذا، وأضاف جنبلاط أنه "إذا لم نعط الأمل لمصر، فهي مهددة اليوم، ومعطيات موضوعية وغير موضوعية تهدد السياسة المصرية في افريقيا. فقد فقدنا اليوم أوراق هامة مثل الدور المصري في افريقيا ودور الجزائر ايضاً".

 

واعلن جنبلاط أن وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد "ارسل له رسالة سأله فيها ما اذا كان سيغير موقفه"، لافتاً إلى أن الاجابة ستكون: "غيرت موقفي وأني لم أعد معادياً لسوريا، وسيرى ذلك قريباً"، كما اعلن انه تحدث الى مستشار وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الاسبوع الماضي وانه قال له: "يبدو أنَّ امين عام "حزب الله" السيد نصرالله يستوحي منكم"، فأجاب بأنَّ "هذا مضحك". وقال: "وجهت لكلينتون رسالة وهنأتها فيها على خطابها أمام "الأيبك".

 

 وتابع: "اليوم سوريا لديها أفق عربي واسع ولبنان مرتاح نسبياً وفي العراق هناك تعاون سعودي ـ سوري فيما يتعلق بالإنتخابات لتثبيت وحدة وعروبة العراق، وذلك عبر المكونات العربية السنة والشيعة وعلينا أن نحترم العامل الكردي، ولكن علينا ان نحافظ على وحدة العراق. يجب علينا ألا ندفع السنة لأنَّ يكونوا "طالبانيين" واحتضان سوريا للسنة ممتاز. نحترم المصالح السورية الأساسية في لبنان، ولكن في الوقت نفسه لدينا استقلالنا وسيادتنا، وعلى العراقيين أن يقوموا بالشيء ذاته في العلاقة مع سوريا".

 

ورأى أن "العراق المقسم ليس لصالحكم"، مضيفاً: "تقسيم العراق يطال كل دول المنطقة وخطر على إيران وسوريا ولبنان وتركيا، وبالتالي يصبح لعنة مزدوجة، ومن مصلحة تركيا وإيران أن يكون هناك طائف عراقي. والسؤال : هل يريد الأميركي هذا الأمر؟ وهل يترك الأميركي العراق الذي يوجد في أرضه إحتياط عشر ملايين برميل نفط في اليوم، إلا إذا أردنا العودة إلى نظرية المؤامرة التي فكرنا فيها في مرحلة ما".

 

واشار الى ان "الإسرائيليين يعيشون على عقيدة الحرب. فقد اكتشفت مؤخراً مركزاً إسمه "رأس زيتونة"، وبالتطور الحالي لتنامي السكان في العام 2009 كان اليهود 6,2 مليوناً والعرب بالحجم نفسه في الضفة والقطاع، بينما 2020 يزيد العرب عن اليهود 4% وعندها ماذا سيفعل اليهود؟ هم الآن يذهبون الى باكستان وأثيوبيا ليخترعوا أعراقاً يهودية ولكن اليهود الأصليين الذين بنوا عقيدة الحرب أين هم؟".

 

 واعتبر جنبلاط ان "الحرب على لبنان ربما ابتعدت اليوم بسبب العقوبات على ايران"، مشددا على "وجوب عدم خلق اليوم ذرائع"، وقال: "لنراقب التطورات في مرحلة ما بعد العقوبات"، متمنياً أن "يردوا عليها بعقلانية، أنا أتمنى ذلك ولكن على ما يبدو لا أحد يريد الحوار"، موضحاً ان "هناك نظريتين، عرقلة إيران ومنعها من الوصول الى السلاح النووي، ولكن العقوبات عقيمة وهي مستمرة مثلاً على كوبا منذ اكثر من اربعين عاماً ولم تؤد إلى شيء. فكيف بدولة لها موارد ولديها نفط. ففي كوريا الشمالية مثلاً هناك عقوبات وقد يتوصل النظام في هذا البلد الى قنبلة نووية ويشن حرباً لأنَّ رئيسها مجنون. والنظرية الثانية أن تكون إيران رادعاً للأصولية السنية".

 

 جنبلاط سأل: "ما القصد بالعلاقات الندية مع سوريا، لنقل إننا نريد علاقات طبيعية، وبحث السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ولنناقش هذا الأمر بهدوء مع القيادة السورية. هل يمكن ان يزال السلاح بطريقة معينة؟ وهل نربط هذا السلاح بالحقوق المدنية أم لا؟"، وقال: "هناك جو لربط هذا الأمر بالحقوق المدنية. في اول لقاء مع الاسد لم اتطرق الى موضوع السلاح خارج المخيمات وأتركه للحكومة اللبنانية، الم نطالب بعلاقات دولة بدولة. هناك ترسيم حدود: ملف ارض محتلة اسرائيلية، والمجتمع الدولي لن يعطينا إياها. فكيف بشبعا وتلال كفرشوبا وهي منطقة عسكرية واقتصادية ومائية ويقول السوري عن حق انها تحت الإحتلال ولم يرسم الحدود وبالتالي لنبدأ الترسيم من الشمال وهذا امر ليس صعباً. وهذا ليس عملي بل عمل الحكومة، واستطيع ان اساعد في هذا الموضوع، ولاحقاً سأتكلم فيه".

 

 جنبلاط الذي اشار الى انه "في أوج الوجود السوري والوصاية، لم يتم القيام بأي مشروع اقتصادي مثل سد العاصي الذي لم يبن"، لفت إلى ان "ما كان يقوله الرئيس الشهيد رفيق الحريري إنَّ الاتفاقيات بغالبها وبشقها الاقتصادي لصالحنا، وعلينا ان نبني عليها تبادل ومصالح تجارية، مثل خط السكة الى كركوك والموصل وعلينا ان نقو م بمصافي مشتركة مثل مصفاة طرابلس".

 

وعن العلاقة بين الحريري وسوريا، راى جنبلاط أن "زيارة الحريري الى الشام الثانية والثالثة، فتحت العلاقة. وهناك زيارات تنسيق في اوج التوتر بين سوريا واميركا، وعلينا تفادي بعض الشكليات، ولا مشكلة لدينا أن يلعب الحريري دور وزير خارجية سوريا مع واشنطن اذا كان هذا الامر يؤمن الاستقرار للبنان"، مشيرا الى انه "حتى الآن لم يعد السفير إلى سوريا فاللوبي الجمهوري والصهيوني لا يريد ذلك".

 

 وأضاف: "نتيجة التركيبة الطائفية لبلدنا، الحريري هو الممثل الأوحد للطائفة السنية، ولكن سليمان لا يمثل كل المسيحيين لأنهم تخلوا عنه. وبالأمس هناك أصوات تقول إنَّ رأي سليمان فيما يتعلق بالجيش والشعب والمقاومة ليس رأينا، ولكن فلنتضامن معه وليكن النقاش في الداخل وليس من الخارج. يجب ان يتم تحصين موقع رئيس الجمهورية لحمايته.  ويجب اعادة النظر في صلاحيات رئيس الجمهورية . دوره ممتاز في التهدئة والحوار".

 

وحول العلاقة مع الرئيس السابق اميل لحود، اوضح جنبلاط: "تصادمنا مع لحود من اجل التمديد ولكن هذه الصفحة طويت الآن قد ادعوه الى غداء او عشاء لا مشكلة لدي. حتى الآن لم اتعاط او التقي بأحد الضباط الاربعة، ما عدا جميل السيد الذي التقيت به في مناسبة اجتماعية، لكن غيره لا. وحتى الآن لم يتبين اي شيء في المحكمة عليهم. لا استطيع القول إنهم ظلموا، لأن تصريحات المحكمة والتقارير التي تصدر تدخلنا في دهاليز. وعن زهير الصديق يبدو أنه يخرج للاعلام غب الطلب وهذا أمر مزعج جدا، يجب ان يستدعى رسمياً وان نخلص من هذا الموضوع" .

 

 ورداً على سؤال، اجاب: "لم أتعاط مع المحكمة الدولية إلا مرة واحدة رسمياً عندما أتى ميليس الى المختارة واخذ شهادتي رسميا. عندما اعود واقرأ شهادتي فالحمدالله وضعت جملة هي "انشاءالله الا تكون هذه الجريمة ضمن لعبة الأمم". هذه الجملة استشهد فيها ولن اقول اكثر من ذلك عن باقي شهادتي"، مشددا على  "تحقيق العدالة المقرونة بالاستقرار"، قائلاً: "لا نريد المحكمة ان تكون جزءًا من العقوبات على سوريا وايران بل نريد العدالة. القرار الظني يعود لأصحاب الشأن".

 

 ولفت إلى أنه "حتى الآن لم تدن سوريا، إنما نحن أدناها في السياسة سابقًا، ولكنها لم تدن حتى الآن في المحكمة، وهل هناك أمر مخفي؟ لا اتصور هذا. العدالة يجب ألا تعكر صفو الإستقرار. كيف ذلك؟ الأمر يعود إلى اصحاب العلاقة"، مؤكداً ان "الحريري حريص على وحدة البلد ووحدة الحالة الإسلامية في البلد، وهو أحرص مني في هذا الموضوع، وأتكلم هنا عن وحدة السنة والشيعة والدروز".

 

وبشأن علاقته مع الرئيس الحريري، اكد النائب جنبلاط أن "اللقاءات مع الحريري جداً ودية وقد نلتقي على طريق الوسط في مطعم "أوساكا" وقد دعوته إلى هناك. وقد ينضم الى اللقاءات غازي (العريضي) او أكرم شهيب"، مشيرا من جهة ثانية ان "الوزير  وائل ابو فاعور لم يتسلم الملف الفلسطيني في الحكومة، بسبب بعض شخصيات السرايا مثل السنيورة، إذ اعتبروا ان الشأن الفلسطيني شأن سني ولكنه شأن سياسي. ونحن تعاطينا مع الأمر سياسياً، والمسألة ليست خاصة بالدروز".

 

وتابع: " المؤسسات في الدولة مقسمة قطاعات، لا يمكننا التكلم عن بعض الوزارات أو المؤسسات أو الإدارات لانها تخص مذاهب كبرى، فمثلاً يقال إذا تحدثت عن الضمان الإجتماعي، يقال إنَّه موضوع شيعي، فهو ليس كذلك، ولكنه موضوع لكل الناس. وزارة المال لها لون معين لذلك تصطدم بالحواجز وكذلك بالنسبة الى مجلس الانماء والاعمار. وزارة الخارجية لا اعرف. إن مجرد التفكير بالاصلاح مستحيل".

 

وعن التعيينات الادارية، قال جنبلاط: "خرّبوا آلية التعيينات وعينوا أشخاصاً في أمن الدولة وغيرها من دون اتباع الآلية، ولا اعرف لمن ذهبت الحصص فيها. بالاساس فرغت الآلية من مضمونها، واتمنى ان نستند الى الحد الادنى على تقارير مجلس الخدمة المدنية، ولكن أنا متشائم. فلنعط نحن أمراء الطوائف بأحجامنا المتنوعة لنعط الإدارة افضل ما لدينا في هذه الطوائف".

 

وعلى صعيد ىخر، اعلن جنبلاط انه "تم الاتفاق في أول اجتماع مع الرئيس السوري بشار الاسد ان يكون صلة الوصل محمد ناصيف وهو صديق قديم منذ الأسد الاب وتربطني فيه علاقة صداقة ومودة، وقد حدد بشار الاسد ناصيف وهذا افضل. حكمت الشهابي لعب دوراً مهماً وهو صديق قديم ولكنه الآن خارج الخدمة. لم التق خلال زيارتي الى دمشق رستم غزالي".

 

وتعليقاً على بعض الاراء حول طاولة الحوار، قال جنبلاط: "لا أرى أنَّ هيئة الحوار رتيبة. هناك نبرة عند البعض كسمير (جعجع) وغير سمير، وإذا أصرينا كل يوم حول موضوع السلاح وقلنا إنه في مكان ما انه غير شرعي، ماذا نستفيد من هذا الكلام؟ نخلق توتراً داخلياً ولا يوصلنا إلى أي مكان، إذ إننا اتفقنا في الظرف الملائم الإقليمي واللبناني أن هذا السلاح سيندرج تحت إمرة الجيش اللبناني. متى؟ عندما يأتي الظرف الملائم. لست أدري. لنأخذ مثالا على ذلك مهمة جورج ميتشل في ايرلندا حيث استمرت عشر سنوات الى ان وصل الى حل معين مقبول، الى وضع السلاح في امرة السلطة، وليس مع الميليشيات فكيف في لبنان".

 

 هذا، وشدد جنبلاط على ضرورة أن "تظل هيئة الحوار قائمة حتى يظهر شيء على الساحة الإقليمية. هناك الآن أمور أهم من السلاح مثل الوضع الإقتصادي والكسارات والبيئة. ولكن السلاح موجود الآن ولا يوجد بلد في العالم لا يمكن فيه تهريب السلاح"، وأضاف: "ليسمح لي الرئيس باراك أوباما بغض النظر عن الصور التي التقطت، هناك نظرية جديدة أنَّ صواريخ "حزب الله" هي الآن في دمشق وهذه مزحة فسوريا دولة ولن تسمح أن يدخل سلاح بأمرة "حزب الله" الى قلب دمشق".

 

 وتابع: "أنا لن اذهب الى النورماندي للتقاعد قد اذهب في نزهة ولكنني سابقى في المختارة"، موضحا في سياق رده على سؤال انه  في السابع من ايار في العام 2008 نصب لنفسه فخاً ووقعت فيه وتمكن بـ"اعجوبة" ان يخرج منه، وقال: "في جبل الباروك نصبوا لي فخاً وهناك من الدروز من يحاول أن يزايد درزياً علي. هناك من يروج انه يمكن ان يكون الدروز حيثية معينة بعيداً عن سوريا وفلسطين، وهذا يقودهم الى الانتحار. لانه في يوم ما عرب الداخل، والدروز جزء منهم، سيحاسبون الدروز الذين تعاملوا وسيكافئوا الدروز الذين لم يتعاملوا".

 

 وفي سياق مختلف، تابع جنبلاط: "ما يقلقني ويزعجني هو الغياب والتراجع التدريجي للوجود المسيحي في الجبل والجنوب، وكانت أحد أفكار ميشال سليمان أن يستقطب الرساميل الخارجية المسيحية وهذه مزحة ثقيلة فقد رأينا كارلوس غصن صاحب الخمسين مليار دولار عندما جاء الى لبنان ولم تؤد زيارته الى اي شيء، ولم يدفع شيئاً بل دفعوا الفاتورة عنه في الفندق الذي نزل فيه. يجب منع بيع الأراضي واستثمار أملاك الكنيسة التي لديها خمسة وعشرون بالمئة من الأراضي في لبنان وليتم استثمار 20 % منها. هذا أمر غير عاطل". وقال: "طرحت على الرئيس الحريري استيراد البحص من سوريا، ولكن لم يتم الأخذ بها".

 

واكد جنبلاط أنَّ "هناك رشاوى لموظفي الدولة ولبعض الضباط المسؤولين عن الأمن من قوى أمن داخلي وغير أمن داخلي لتسهيل أمر الكسارات، وزياد بارود ليس قادراً على عمل شيء وأتمنى أن يقتص بارود إقتصاصاً فعلياً من ضباطه، ولكن قد تكون اقصى عقوبة ان يطلب من الضابط احتجاز نفسه في بيته. فهناك قصة فساد كبرى في الوزارات".

 

 واعلن جنبلاط انه "مع توحيد الإستخبارات وأن تكون الاستخبات العسكرية والمدنية ضمن جهاز واحد، ولكن التقسيم سيد الموقف وهذا امر خطأ، فحتى في اميركا بعد 11 ايلول تم توحيد الإستخبارات".

 

وراى ان "عملية هدم البيوت التراثية لا تتعلق فقط في بيروت بل في المناطق الأخرى، ولكنها مستفحلة اكثر في بيروت، لأن الاراضي فيها اغلى. المطلوب هو اخلاء بيروت من سكانها القديمين الأصليين ليذهبوا الى الضواحي. السؤال هل ان الدولة تحترم الذاكرة ام لا؟ ونحن ندمر النسيج الاجتماعي او ما تبقى منه"، معتبراً أن "بلدية بيروت ومحافظ بيروت، شريكان في مؤامرة اعطاء التراخيص لهدم البيوت التراثية". وقال: "ونحن ننتظر رئيس البلدية الجديد بلال حمد، وما اذا كان لديه خطة بهذا الشأن".

 

وأضاف: "أنا مع أن يناقَش عاصم سلام وجورج قرم وشربل نحاس اقتصادياً، ولتتم مناقشتهم اقتصادياً ولنأت بأحد الموالين كمروان اسكندر. لنعد الى الاساس. الأساس هو تحول لبنان إلى مركز: مصارف، خدمات وسياحة، وتحت هذا الشعار هناك "رشة" زراعة، ولكن لا توجد صناعة ولا وظيفة إلا العمران العشوائي والسياحة العشوائية وتدمير الذاكرة".

 

وفيما يتعلق بموضوع المهجرين، اوضح جنبلاط انه "لا يزال هناك ثلاث قرى وهي عبيه وبريح وكفرمتى تحتاج إلى أموال لإتمام المصالحات فيها، أمَّا إذا دخلنا في الإخلاءات وغيرها، فلن تقفل هذه المسألة على الإطلاق، وبعدها يجب أن تلغى الوزارة ويذهب الموظفون الى بيوتهم لانه لا جدوى منهم، بعضهم جيد والبعض الاخر متعب، وكذلك في صندوق المهجرين حيث لا يوجد محاسبة من قبل الدولة"، مشيراً إلى أنه "مبدئياً في الموازنة الجديدة لا بد ان يكون هناك مال لهذه القرى الثلاث وبعدها سنقفل هذا الموضوع".

 

زفي شان اخر، قال جنبلاط: "هناك جو من الراحة العامة وخصوصاً في الوسط الدرزي، عندما فتحنا عللاقة مع طلال أرسلان وئام وهاب والحزب السوري القومي الاجتماعي في الانتخابات البلدية، ففي بعض المناطق عنّد الحزب الإشتراكي خلافا للتعليمات مثل عين عطا وقد قمنا بحل الحزب هناك وسنعمل على معالجة الامر".

 

ورداً على سؤال حول ما قاله النائب دوري شمعون، اجاب: " لم افقد اعصابي ابدا في الفترة السابقة انا هادئ الأعصاب، ومسكين دوري ليس الوحيد الذي تكلم عني بهذه اللهجة. كلما قل عدد النواب معي كلما كان الامر مريح اكثر".

 

وتابع: "طالما بقينا في الحلقة الانتخابية المغلقة لن يكون للشباب أمل، بل سيبقى القرار للاقطاع السياسي والمالي. في التقسيمات الانتخابية لا زلنا مصرين على تقسيمات عام 1860، فهل هناك مجال لاعادة تقسيم الدوائر؟ لا اعرف، أو هل هناك فرصة لاقامة الدائرة الفردية؟ كذلك لا اعرف".

 

وشدد على أن النائب مروان حماده صديقه منذ اربعين عاما وسيبقى، قائلاً: "مقال بالناقص او الزائد لن يمس علاقتي مع مروان. للذين ينسوا او يتناسوا فمروان ورفيق الحريري ونبيه بري ورشيد كرامي اسقطنا 17 ايار. وهنا اوجه تحية لعمر كرامي في يوم رشيد كرامي".

 

 ولفت الى ان قوى 14 آذار قاطعووه لا يتكلمون معه، مشيرا الى لقاء حصل بينه وبين النائب السابق سمير فرنجية، "فهناك صداقة قديمة ونقيم علاقة مع مثل هؤلاء الناس "المرتبين". ولكن الباقي لا يتكلمون معي. لا اقرأ بياناتهم او تصريحاتهم فما الجدوى من تضييع الوقت؟. اي امر يشنج الاوضاع لا حاجة له، ولا بد ان يتم بحث الامور في طاولة الحوار".

 

واذ اعلن انه سيوجه دعوة الى النائب سليمان بك فرنجية في الصيف الى المختارة، اكد جنبلاط ان "اللقاء في خلدة كان لقاء اجتماعياً ذو طابع سياسي ولا مانع من ذلك"، ناصحاً النائب ميشال عون وجعجع "بدل ان يتكلموا في الاسترايجيات الكبيرة ان يبحثوا في كيفية تحصين عودة المسيحيين الى الجبل، واستثمار رأس المال المسيحي في الجبل بدلاً من بحث السلاح، فليفعلوا شيئاً مفيداً"، وقال: "اخالف سمير جعجع في وجهة نظر معينة متعلقة بالسلاح، وخالفناه في هيئة الحوار ولكن في النهاية سيتم بحثها. يجب تقوية الجيش ويجب الطلب من الدول الداعمة ان تسلح لبنان . كان هناك صفحة "ليوبارد" من بلجيكا عطلت، من عطلها؟ لا أعرف" .

 

واضاف: "الملك عبدالله بن عبد العزيز منزعج من التدخل الايراني في اليمن على الحدود مع المملكة وهو على حق، واذا لم يوافق الملك على زيارتي الى ايران فلن اذهب"ن مشيرا من جهة ثانية الى انه "في آخر زيارة الى واشنطن، قال ستيفن هادلي اذا وافق البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير على انتخاب رئيس جمهورية بالنصف زائدا واحدا نمشي نحن"، قال: "لكن اشكر الله ان صفير من الاساس لم يوافق".

 

ولدى سؤاله حول ما قاله كمال جنبلاط لوليد جنبلاط لحظة توجهه الى سوريا، اجاب: "كمال جنبالاط مرتاح رحمة الله عليه، واعتقد ان المصلحة حيث كان يريد ان يكون لبنان، اي بمنأى عن المؤامرات على الامن اللبناني ـ السوري، وان يكون لبنان عربي، فهذا ما كان يريده كمال جنبلاط"، وقال: "لتنطبع ذاكرة تيمور فهو يرافقني، فلم يكن له تجربة، ولتنطبع ذاكرته بالطريق الذي عليه أن يسير فيه، وهو سوريا وفلسطين، لأنَّ اسرائيل ستبقى العدو، من ينادي بنظرية الحياد مجنون، فكل العالم منحاز لقضية فلسطين ما عدا اميركا واسرائيل"، معلنا تسليمه بعض المهام الحزبية "خصوصاً ملف الشؤون الإجتماعية مع عائلات الشهداء الذين قضوا في الحرب، لاى جانب خالد المهتار، ومع امين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض من خلال مؤسسة المنح الدراسية لأن المستقبل للعلم".

 

وفي سياق الحديث عن الموازنة، اشار جنبلاط الى ان "الوزير شربل نحاس هو أحد المفكرين في الاقتصاد والاجتماع ومن مدرسة التي تفكر في اعادة النظر في الفلسفة الاقتصادية وفي كل الاقتصاد اللبناني،  ولكن هل لشربل نحاس وجورج قرم، وهو شخص مكروه، أمل في لبنان؟ كلا لا يوجد امل. فالنظام السياسي لدينا مقفل ومسيطر عليه من رأس المال. وبالتالي لا يهتم باي شيء آخر. هذا النظام السياسي لم يعطِ اي فرصة لخلق تنوع سياسي". واضاف: "وسط بيروت اصبح بعضه بنايات من عهد الانتداب الفرنسي وبعضه الآخر دبي. وحتى ساحة الحرية على وشك ان تختفي بدورها. ومن شعار تلك الساحة فقط الحرية لا تزال موجودة. والوزارة خليط عجيب الموالاة والمعارضة معا يصوتون. كما انه في الخصخصة اذا لم يكن هناك قطاع عام يراقب القطاع الخاص لا جدوى منها. قطاع المياه هو القطاع الاساس الذي يمكن ان يخفف عجز الموازنة".

 

وسأل جنبلاط: "لماذا التعديل الحكومي؟ الحكومة "تقلّع" بالممكن وببطء وهي تتحسن بالسياسة الخارجية إذا صح التعبير ويبقى الا نختلف على الفتات مثل في المحاصصات والتعيينات".

 

وتابع: "لا أعتقد ان السوري سيعود كما فهمت من الاسد وحسنا فعل . قال لي انه تعلم كثيرا من لبنان فقط كانوا يتدخلون في كل شاردة وواردة وهم يضيعونا ونحن نضيعهم. ليس علينا إلا المحافظة على الثوابت التي وافقنا عليها. امن سوريا من امن لبنان والا نقوم باي شيء يضر بالأمن السوري".

 

وقال: "كانت هناك مرحلة معينة ادخلتنا في 14 آذار. لم يكن هناك خيار خين دخلت إلى السياسة حكم الظرف حينها ولكن ظروف تيمور الآن أريح نسبيا لان ما يسمى بالحرب الاهلية الداخلية انتهت وانتهت اسبابها. بقيت القضية الفلسطينية وهذا احسن ليتٌأقلم ويتأصل في السياسة"، مشددا على انه "وجوب ان تبنى علاقات ثقة امنية سياسية مع السوريين على أن لا ندخل في نظريات التحييد فاضمن لنا ان نذهب الى السلم مع لبنان وسوريا" .

 

واكد ان "العلاقة ممتازة مع نصرالله ولكن نتمنى على معاونيه ان يحكموا عبر المعايير السياسية وليس المعايير الأمنية، ففي بلدة الوردانية مثلا دعموا شخصا اسمه حسين بيرم وفاز في الإنتخابات البلدية لاعتبارات امنية. وهذا أمر خطأ فأحيانا النظرة السياسية أهم واحترام التنوع افضل لهم".

 

وختم بالقول: "لن يتغير شيء طالما نقفل على الشباب اللبناني فرص التغيير، واذا فتحنا لهم باب الفرص ربما يكون في لبنان فرص التغيير لمستقبل وغد افضل".