المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 08 حزيران/06/10

إنجيل القدّيس لوقا12/22-32

وَقَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لِهذَا أَقُولُ لَكُم: لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟ وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟ فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟

تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟ فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا، فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه.

بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم. لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.

 

مقابلة من جريدة السياسة مع النائب السابق مصباح الأحدب

*ما جرى في الانتخابات البلدية اللبنانية رسالة إلى "تيار المستقبل" عليه استيعابها 

*لن نسمح بتشريع سلاح "حزب الله" في طرابلس

* كيف تدعي إيران بأنها تدعم القضية الفلسطينية وتعمل  على خلق توترات في أكثر من دولة عربية?

*التقيت الحريري وطلب مني بعض الأسماء للبلدية لكني اعتذرت لأنه لا أحد يجبرني أن أكون تحت سلطة فيصل كرامي

*"تيار المستقبل" يتخلى عن مؤيديه وأحد أنصاره أوقف على الحدود ولم يفرج عنه إلا بواسطة من سليمان فرنجية

*الملتزم بـ"تيار المستقبل" لم يعد يعرف كيف يكون محمياً بهذه التركيبة المبنية على محاصصة طائفية

*الرأي العام الطرابلسي غير مؤيد لخطوات الحريري ويريد للمصالحة مع السوريين أن تكون شاملة

بيروت - صبحي الدبيسي/السياسة

أطلق النائب السابق مصباح الأحدب نداءً صادقاً إلى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري, دعاه فيه إلى قراءة واضحة لنتائج الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة في طرابلس شمال لبنان, لأنها حملت العديد من الإشارات التي ينبغي التوقف عندها ومراجعة مسبباتها وأسبابها, غامزاً من قناة التحالف الطرابلسي الذي جمع كل القوى السياسية الموالية والمعارضة كيف أمكن خرقه في مدينة الميناء.

الأحدب وفي حوار أجرته "السياسة" معه, كشف أن الرأي العام في مدينة طرابلس بدأ يتخلى عن "تيار المستقبل", لأنه لم يعد يؤمن له الحماية المطلوبة, ما جعل الساحة الطرابلسية مفتوحة أمام القوى والأحزاب الأخرى التي توزع المال والسلاح تحت عنوان مقاومة إسرائيل, مؤكداً ان لولا اللائحة التوافقية التي تشكلت من كل القوى السياسية, لكانت هزيمة "تيار المستقبل" فادحة. وقال إن هناك من يعمل للقضاء على مصباح الأحدب, لافتاً إلى أنه رفض أن يكون له ممثلون في البلدية, لأن لا أحد يجبره أن يكون تحت وصاية فيصل كرامي, متسائلاً: هل أصبح ابن طرابلس العروبة مصدر خطر على هذه العروبة? وفي ما يأتي نص الحديث:

 ما قراءتك للانتخابات البلدية التي جرت في شمال لبنان عموماً وفي طرابلس خصوصاً, لا سيما وأن كل فعاليات المدينة تمثلت في المجلس البلدي ما عدا مصباح الأحدب, فلماذا جرى استبعادك من هذا التحالف?

 التحالف الذي جرى في الشمال كان لافتاً, خصوصاً وأنه جمع الرئيس سعد الحريري إلى الرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي و"الجماعة الإسلامية" و"تنظيم الأحباش" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"حركة التوحيد الإسلامي". واعتذر إذا سقط مني أي اسم سهواً, لقد كان تحالفاً شاملاً وكبيراً. وهذا التحالف لم يستطع أن يقف أمام أهل طرابلس, إذ خُرق في الميناء من قبل رئيس البلدية هاشم علم الدين ولغاية اليوم لم تصدر الأرقام النهائية لنتائج الانتخابات. لقد أعلنوا أسماء الفائزين ولم يتحدثوا عن الأرقام التي حصلوا عليها, بينما الأرقام النهائية هي التالية:

آخر الناجحين حصل على 11200 صوت وأول الخاسرين وهو حالة منفردة حصل على 7500 صوت من دون اي إمكانات وبدون أية واسطة. أما بالنسبة لأرقام الناجحين على سبيل المثال, عربي عكاوي نال 20 ألف صوت متقدماً على رئيس البلدية ومرشحي "تيار المستقبل" بستة آلاف صوت.

  من هو عربي عكاوي?

 هو من كان اسمه غير موجود على اللائحة عند إعلانها, وتم إضافة اسمه إلى اللائحة عندما نزل مناصروه إلى الشارع في باب التبانة, وضغطوا على السياسيين وهذا الشاب يمثل رمزاً وطنياً أعني به والده "أبو عربي" الذي استشهد في باب التبانة في المواجهة مع السوريين, وعربي هنا يمثل شريحة كبيرة من أهالي طرابلس, بينما هناك قوى تريد إقفال هذا الملف.

  هل يعني أن هناك من يعترض على التقارب السوري - اللبناني?

 من قال إن الناس في طرابلس لا تريد المصالحة مع سورية? نعم الرأي العام لا يتبع الرئيس الحريري, هذا صحيح, إنه لا يتبع رئيس الحكومة بهذه الخطوات, ولكنه يريد المصالحة مع السوريين, أن تكون شاملة وليست فقط على مستوى القمة.

اليوم رأينا البعض تصالح مع سورية, نعم لقد طويت صفحة. وأنا هنا أتكلم عن الشمال, كل الشمال. لقد حصلت حادثة منذ أسبوع تمثلت بتوقيف أحد الأشخاص الذين ينتمون ل¯"تيار المستقبل" من قبل المخابرات السورية على الحدود وعندما طلب هذا الشخص المساعدة من "تيار المستقبل" جرى التخلي عنه طبعاً. وأقول طبعاً لأنهم يتخلون عن كل شخص كان مؤيداً لهم. عندها اتصل هذا الشخص بالنائب سليمان فرنجية الذي توسط له مع السوريين للإفراج عنه, وأنا شكرت النائب فرنجية على هذه المبادرة.

وعبر صحيفتكم أتوجه لدولة الرئيس سعد الحريري بكل صدق ومحبة لأقول له التالي: إذا تم توقيف شخص آخر من مناصريه, وليس على معرفة بالنائب فرنجية ماذا يفعل وبمن يتصل? هذه حادثة معبرة.

اليوم نستطيع القول: إن الناس عبرت بصناديق الاقتراع, أكان في طرابلس عبر الأرقام التي أشرت إليها, أو عبر الذي حصل في الميناء, باختصار, النتائج التي ظهرت في طرابلس وعكار والضنية كانت هزائم في المجالات كافة.

لقد سمعتهم يتكلمون عن انتصار في بلدة العيون, ففوجئت, لأنني أعرف ماذا جرى في العيون, فالمرشح الذي فاز في رئاسة البلدية هو موظف في مكتب المحامين التابع ل¯"تيار المستقبل", ودُفعت أموال طائلة لتأمين فوزه. وعندما تسمعهم يقولون, انتصرنا في العيون, اتساءل: على من انتصروا? وكيف جرى هذا الانتصار الذي يذكرني بما حصل في البقاع الغربي.

هذا يعني أن هناك إشكالاً كبيراً, والناس لم تخرج عن قناعاتها, لكنها لم تعد ممثلة ولم تعد مقتنعة, إذا لم تحصل إعادة نظر بهذه الطريقة التي اتبعت وهي غير مقبولة بالتأكيد.

اليوم تغير الوضع فالقاصي والداني أصبحا يعلمان حجم الضغوط التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية, فلماذا تتم معالجة هذا الأمر بالسياسة المستمرة بالتنازل والتراجع وغض النظر.. وهذه السياسة يدفع ثمنها من تعود على دفع الأثمان منذ فترة طويلة?

  لماذا خسر "تيار المستقبل" في بلدات سير الضنية وحلبا وغيرها من الأماكن? وهل هناك حالة اعتراضية على سلوك قيادة التيار ترجمت تراجعاً في الانتخابات?

 أنا لست ب¯"تيار المستقبل", ولكن عبرت سابقاً ومراراً بكل محبة عن ملاحظاتي, أكان على مستوى إنمائي, أو على مستوى سياسي. ما حصل في الانتخابات البلدية, كان رسالة واضحة وعلى "تيار المستقبل" أن يقرأها جيداً, وأفضل شاهد, هو عربي عكاوي. إنها رسالة واضحة, وعندما كنت أشير إلى ذلك, لم أكن أدافع عن تيارات متطرفة تريد التخريب, ولكن الملتزم ب¯"تيار المستقبل" لا يعلم كيف يكون محمياً بهذه التركيبة اللبنانية المبنية على محاصصة طائفية.

والجميع بدأ يشعر بأنه يتيم, أيضاً هناك رسائل إنمائية يجب أن تصل. بالأمس سمعنا أن هذا التحالف ضروري ليؤمن الإنماء, وفي المقابل لا نرى بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح..

مجلس الإنماء والإعمار اليوم لا يُنتقد ولا يُمس, والمشاريع لا تبت, مثلاً تم تدشين محطة لتكرير المياه المبتذلة منذ سنوات, لم يتم وصلها بشبكة الصرف الصحي لغاية اليوم. وعندما كنا ننتقد ونسأل, كانوا يقولون لنا: "طولوا بالكم".

لقد تخلوا عن الناس في طرابلس وتركوهم من دون معاشات, فأتى "حزب الله" وأخذ يوزع المال والسلاح.

  لو لم يتم هذا التوافق في طرابلس, ماذا كانت النتيجة?

 كان "تيار المستقبل" مُني بخسارة فادحة, كما خسر في عكار, في حلبا وعكار العتيقة وببنين وسير الضنية وبخعون.

هذا يعني أنه لابد من إعادة النظر إذا أرادوا, والقاء المسؤولية على انكفاء الدور السعودي لا تكفي ولا تقنع أحداً, أطلقها صرخة من باب المحبة, لأن الجميع يعلم الحلم الذي كان يمثله الشهيد رفيق الحريري وهذا لسان حال الكثير من أهالي الشمال.

  هل تخشى من هزيمة ل¯"تيار المستقبل" في الشمال في الانتخابات النيابية المقبلة?

 "تيار المستقبل" لديه ثلاثة أمور: السلطة والعطف والمال.

في السلطة لا أعرف كيف يتخذون مواقف انهزامية من دون أن تكون هناك دراسة للإنجازات. هذا من ناحية, من ناحية أخرى رأينا ماذا حصل في الانتخابات, كيف تم الضغط لانسحاب بعض المرشحين. رئيس بلدية طرابلس السابق أعلن في مؤتمر صحافي عن الضغوط التي تعرض لها وحالت دون تشكيله لائحة بمواجهة لائحة التحالف الطرابلسي.

  لماذا رفضت الدخول بهذا الائتلاف?

 هناك من كان يحاول القضاء على مصباح الأحدب ولكنني أملك خبرة 20 سنة في السياسة, تجعلني أتساءل: كيف يسلم اليوم عشرة مفاتيح بقفل واحد? ومن قال: هذا المجلس البلدي سيستمر? إن لائحة التضامن عقدت 20 اجتماعاً وأصدرت ثلاثة بيانات. هذا يعني عدم وجود اتفاق, فإذا نقلنا هذه الخلافات إلى المجلس البلدي, حتماً سوف يتعطل عمله, خصوصاً وأن الخلافات على المحاصصة بدأت تظهر بعد أن تحولت الكفاءات في مدينة طرابلس إلى حصص. وهذه الكفاءات مقيدة بقرارات سياسية ممن أتى بها إلى البلدية, وإلى تحالف لا يستطيع أحد مواجهته. فلو أردت الدخول في هذه التركيبة, فهذا يعني بأنني أدخل في تركيبة نبذتني في الانتخابات النيابية. وماذا سيكون حجم تمثيلي في المجلس البلدي? وأفضل أن يأتي من يكون لديه القدرة على تمثيل الشريحة التي تحدثت عنها لتعبر عن آرائها.

هناك من قال: "هذا التحالف سياسي", إذا كان سياسياً يجب أن نعرف السياسة التي اتفقوا عليها, ربما نستطيع أن نتفق معهم. اليوم نتكلم عن مناقشة الموازنة والجميع يعلم أن هناك مبالغ رصدت لبناء جسور في بيروت وجبل لبنان, من دون أن نلحظ أي جسر في طرابلس بحجة عدم وجود أموال, فإما أن تكون الأموال للجميع أو لا تكون. ما هي حصة طرابلس في وزارة المهجرين? من الواضح ان ليس هناك متابعة, لأن أهل طرابلس تحصيل حاصل, هذا أمر غير مقبول, أما إذا كان التحالف انتخابياً, فيجب أن نعلم كيف ستكون التحالفات في المستقبل.

  بعد أن التقيت رئيس الحكومة سعد الحريري, ماذا تبدل في العلاقة بينك وبينه?

قبل الانتخابات النيابية بأسبوع كان لدي خيار, إما الصراخ أو الصمت. فصمت لاعتقادي عندما تنتهي الانتخابات النيابية, سيتصلون بي لتوضيح الموقف, فلم يجر الاتصال. انتظرت تشكيل الحكومة, وبعدها بدأنا نتكلم بكل محبة, وبعيداً عن ردات الفعل. وبعد ثلاثة أشهر حصل التواصل مع الرئيس الحريري والتقيت به في دارته. وبعدها زارني في بيتي.

ولكن هذا لا يكفي إذا أردنا أن ندخل في لب الموضوع, وعندما ناقشنا موضوع البلدية قال لي بأنه جاهز للتعاون وطُلب مني تقديم بعض الأسماء فقلت لهم: مبروك. لماذا? لأنهم لم يقدموا لي التركيبة بعامة, بعد أن تبين بأنها محاولة لإعطاء الرئيس عمر كرامي دور فيها. وأنا قلت قبل ذلك, إن الرئيس كرامي رئيس حكومة سابق ولكنه ليس مدينة طرابلس, فإذا اعتبر الرئيس الحريري أن يجير حلفاءه لزعامة الرئيس كرامي فهو على خطأ, لان لا أحد يستطيع أن يجير مصباح الأحدب ليكون تحت سلطة فيصل كرامي مع كل محبتي وتقديري, فأنا أضع مداميك التعاطي مع آل الحريري. لذلك أعتبر الشيخ سعد صديقاً وليس حليفاً, ولن أكون من الأشخاص الذين يتخذون مواقف سيئة ضده, بل سأحافظ على صداقاتنا ولن نفرط بتضحيات شهدائنا.

  كيف تنظر إلى سياسة الرئيس الحريري على رأس حكومة الوفاق الوطني? وهل أنت مطمئن لحركته السياسية?

 لست مطمئناً لأنني لا أعلم ماذا يفعل, ولا أحد يعلم على ماذا يرتكز باتخاذ قراراته وعبرت مراراً عن استيائي من سياسة التراجع التي بدأنا نراها في "تيار المستقبل", وعلى سبيل المثال: لقد مارسوا ضغوطاً ضدي في الانتخابات النيابية لمصلحة الرئيس كرامي وقالوا: لا تنتخبوا جان عبيد لأنه سوري, في حين كلنا نعلم أن سورية بدأت تطبيع علاقاتها مع المملكة, ونحن أيضاً نريد تطبيع العلاقة مع سورية, لأننا ولا مرة كنا في موقع العداء لها وكنت أبدي ملاحظاتي بوجود الأخوة السوريين في لبنان.

  ذكرت أن الدور السعودي تراجع, على حساب من كان هذا التراجع?

 هناك من كان يتصرف وكأن دم الشهداء ذهب هدراً. ولكن هذا ما تبين في صناديق الاقتراع. نحن لدينا قضية ولن ننسى من ضحى, وهذه الشريحة ما دامت دعمت موقف الرئيس الحريري في ساحة الحرية طوال السنوات الخمس الماضية وهي لديها مصالح وبحاجة إلى حماية محددة, لأنها رهنت نفسها إلى هذه الزعامة التي عليها أن تتعامل معها بصدق.

  لماذا كانت هذه الشريحة متماسكة في بيروت وصيدا, ولم تكن كذلك في طرابلس والبقاع الغربي?

 في بيروت لم تكن متماسكة أبداً, وإن نسبة المشاركة السُنية في بيروت تتراوح بين 6 إلى 7 في المئة. كيف نستطيع بعد مرور سنة من الانتخابات النيابية أن نطل على مدينة طرابلس من دون مشاريع إنمائية محددة, ومشتركة بين أهالي باب التبانة وبعل محسن?

  هل تشعر بأن شيئاً ما قد يتغير في طرابلس والشمال?

 هناك تغيير فعلاً والأخطاء مستمرة منذ فترة طويلة.

  من يحمي الناس إذا انكفأ "تيار المستقبل" عن حمايتهم?

 هذا السؤال توجهت به إلى الرئيس الحريري وأتوجه به لكل الرؤساء العرب. أخذنا مواقف سابقة ضد الأخطار التي ارتكبها الإخوة السوريون والرئيس بشار الأسد اعترف بهذه الأخطاء. ولكن إذا حصل خلاف جديد بين السعودية وسورية, ماذا نفعل في طرابلس وفي عكار?

  ما المطلوب من الرئيس الحريري برأيك?

 الرئيس الحريري لا يستطيع أن يتصرف باستقلالية عن الواقع. وأنا أريده أن ينجح ولكن إذا استمر بهذه السياسة والتراجعات من دون تفسير, فأنا أخشى من الأسوأ. هناك رئيس وزراء للبنان وهناك شريحة تمثل من قبل هذا الرئيس, هذه الشريحة يجب أن تعتبر بأنها ممثلة فعلياً على كل المستويات. أما أن تشرع طرابلس ل¯"حزب الله" فهذا غير مقبول, لقد أصبح الأمر على كل شفة ولسان بأن هناك ضغوطات على طرابلس, بسبب الحوثيين فهذا الأمر ليس جائزاً لا بحق طرابلس ولا بحق المملكة العربية السعودية.

  شكوت في الماضي من توزيع السلاح في طرابلس, هل انتهت هذه الظاهرة الآن?

 لقد قلت في السابق بأنه جرى التسلط على طرابلس من مجموعات محمية من المخابرات, وكان هناك وجود سوري مباشر, وهذه من الأخطاء التي تحدث عنها الرئيس الأسد ونحن ننظر إلى المستقبل آملين أن نستطيع وضع أسس إيجابية للتعاطي, فإما أن يتم سحب السلاح من الجميع, وإما إذا أرادوا إبقاء السلاح لدي فريق محمي اليوم بما يسمى المقاومة, وكل سلاح يستعمل ضد إسرائيل لا يشكك به ولكن عندما يستعمل هذا السلاح في الداخل, لا نستطيع أن نقول بأنه مبرر. تزال هناك إشكالية. السلاح في الداخل ميليشيا, واستعماله لتغيير معادلات سياسية غير مقبول وهذا ما يحصل اليوم بضغط من حلفائنا السابقين, لأنهم يعتبرون التوصل إلى نتائج إقليمية لا يتم إلا بالضغط علينا. وهذا الضغط الداخلي سيفقدكم المفاوضة, لأن هذه الشريحة لم تعد تعتبر نفسها ممثلة.

  هل تخشى تجدد الحوادث الأمنية في الشمال?

 أخشى من تجددها في كل لبنان. الوضع اليوم ليس مريحاً, لأننا في منطقة حساسة صعبة وضاغطة والأمور التي اتفقنا عليها على طاولة الحوار بالإجماع, لم تنفذ, مثل مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. والفلسطينيون مستهدفون ويستعملون كملف أمني. كما يستعمل اللبنانيون كملف أمني. وهذا من سوء الإدارة السابقة.

  أين أصبح مشروع "حزب الله" برأيك, لا سيما وأن إقرار الستراتيجية الدفاعية يتطلب وقتاً?

 طالما أن الإخوة في "حزب الله" يعتبرون أنفسهم بأنهم يقررون عن كل الشرائح اللبنانية, ويقولون علناً بأن تكون قراراتهم متصلة بقضية الملف النووي الإيراني, فلن نوافقهم. ولا أفهم كيف يشككون ببعض الأطراف اللبنانية, فأنا من طرابلس العروبة, وهل أصبح ابن طرابلس العروبة مصدر خطر على العروبة? هم يريدون السيطرة مباشرة لتأمين مقاومة في حال دخلت إسرائيل, فلينظروا إلى تاريخنا, نحن نتمنى أن نكون حلفاء, ولكننا لا نستطيع ذلك وفق معادلة قوة السلاح في الداخل.

  ماذا بقي من "14 آذار"?

  بقي جمهور "14 آذار" من دون قياداته.

  في حسابات الربح والخسارة, من الرابح ومن الخاسر في الانتخابات البلدية?

  "14 آذار" المؤسسة خسرت في الانتخابات و"8 آذار" المؤسسة خسرت أيضاً. فالرئيس كرامي لم يعد في "8 آذار", والرئيس الحريري لم يعد في "14 آذار" فإذا توافقوا على وسطية الرئيس ميقاتي فهذا جيد, ولكن فليشرحوا لنا ما هي هذه الوسطية. والمنتصر الحقيقي كان الناخب في الشمال أن يخرق هذه التحالفات في الميناء, أن يهزمها في عكار والضنية. وأن يبعث برسائل واضحة, ولو كنت مكان أركان هذا التحالف, لأعدت النظر بهذه التحالفات, أو من يريد السيطرة يجب أن يسيطر بقواعد منطقية ومتوازنة.

  هل تؤيد الكلام الذي يقول: لقد تراجع العرب أمام التقدم التركي والإيراني في احتضان القضية الفلسطينية?

 التقدم التركي لن نراه ولكن لا نستطيع إلا أن نوجه التحية للشعب التركي وللحكومة التركية للجهود التي يبذلونها في سبيل القضية الفلسطينية.

لا أعتقد أن العرب يستطيعون أن يتراجعوا عن القضية الفلسطينية, لأنها قضية عضوية. وهي متصلة بكل مواطن عربي. التراجع قد يكون أمام الهجوم الإيراني, لأنني لا أعلم كيف يدعي أنه يدعم القضية الفلسطينية عبر خلق أجواء غير واضحة في البحرين, ويتدخل في اليمن ويتحرش بمصر والسعودية. إيران تمارس دوراً سلبياً بالفعل ولو أرادت فعلاً مناصرة القضية الفلسطينية, لكان باستطاعتها أن تكون إيجابية كما هو الدور التركي.

 

 

كلينتون: لدينا الأصوات الكافية لفرض العقوبات ونتوقع مراوغات جديدة من طهران

فيينا - واشنطن - ا ف ب - يو بي آي: توقعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أن تقوم ايران "بمناورة ما" خلال الايام المقبلة مع اقتراب إمكانية صدور قرار دولي يفرض عليها عقوبات جديدة بسبب برنامجها النووي موضع الجدل, فيما أعلن المدير العام ل¯"الوكالة الدولية للطاقة الذرية" يوكيا امانو, أمس, أن الوكالة لا تزال تنتظر ردا رسميا من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا حول اتفاق تبادل اليورانيوم المبرم بين ايران وتركيا والبرازيل. وقالت كلينتون ردا على أسئلة الصحافيين في واشنطن قبل ان تغادر في جولة على اميركا اللاتينية, عن توقعاتها قبل تصويت مجلس الامن الدولي على قرار جديد بحق إيران "اتوقع ان تقوم إيران بمناورة ما خلال اليومين المقبلين, أعتقد اننا سنرى ايران تقول: انتظروا قليلا, انظروا ما سنفعل, في محاولة لعرقلة العقوبات". وأضافت "لا اعتقد ان ايا كان سيفاجأ ان حاولوا مرة جديدة تحويل الانتباه في مواجهة الوحدة في صفوف مجلس الامن", كما ذكرت بأن ايران سبق ان قامت في الماضي بخطوات "لتجنب محاسبتها" على برنامجها النووي. وعما اذا كانت قلقة بشأن اصوات الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن وخصوصا البرازيل وتركيا, قالت كلينتون "لننتظر وسنرى ما يحصل, لكن اعتقد ان لدينا الاصوات الضرورية". من جهته, قال المدير العام ل¯"الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الياباني يوكيا امانو خلال جلسة افتتاح اجتماع يونيو لمجلس الحكام ال¯35 في الوكالة, إنه نقل لواشنطن وموسكو وباريس الاتفاق الإيراني التركي البرازيلي فور تلقيه في 24 مايو الماضي, مضيفاً "انتظر الآن ردهم وسأواصل مشاوراتي مع الأطراف المعنيين". وبحسب ديبلوماسيين قريبين من الوكالة, فإن البلدان الثلاثة الأعضاء في مجموعة فيينا أعدت ردا مشتركا سيسلم إلى امانو.

ويتصدر الملف النووي الإيراني المثير للجدل جدول أعمال مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يستمر أسبوعا, فيما تسعى القوى الكبرى إلى فرض عقوبات جديدة على طهران في مجلس الأمن. في غضون ذلك, قال وزير الاقتصاد و المالية الإيراني شمس الدين حسيني, إن العقوبات التي تواجهها بلاده تدخل في إطار الحرب النفسية.

ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" الى حسيني قوله ان "الحرب الاقتصادية لا تظهر معالمها بوضوح كالحرب السياسية أو الثقافية, وأن العقوبات التي تواجهها إيران تدخل في إطار الحرب النفسية", مضيفاً "ان الأعداء يتخذون بين فينة و أخرى قرارات أو يبثون شائعة حول نيتهم في فرض عقوبات على إيران في خطوة لتشديد الحرب النفسية التي تواجهها الجمهورية الإسلامية منذ أمد طويل". وأوضح أنه "يتوجب على طهران إحباط محاولات العدو, من خلال تبني سياسة إعلامية ذكية و مدروسة توضح من خلالها الحقائق للشعب الإيراني".

 

الجالية المصرية في إسرائيل ستلجأ إلى مجلس الأمن لمواجهة إسقاط الجنسية

القاهرة - يو بي آي: هدد رئيس الجالية المصرية في إسرائيل شكري الشاذلي, أمس, باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي, إذا شرعت السلطات المصرية في إسقاط الجنسية عن المواطنين المتزوجين بإسرائيليات. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن الشاذلي قوله إن "المصريين في إسرائيل يمتلكون مستندات تتيح لهم رفع قضيتهم لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لكنهم يرفضون ذلك مؤقتاً, إيماناً بعدالة القانون المصري, بأنه لن يتم سحب جنسيتهم". وأعرب عن قناعته باستحالة سحب الجنسية المصرية منه, بعد قرار المحكمة الإدارية العليا تأييد حكم إسقاط الجنسية عن المصريين المتزوجين من إسرائيليات, قائلاً "لا يوجد أدنى شك لدى المصريين في إسرائيل بأنه سيتم سحب جنسيتهم المصرية, لأن ذلك سيخلق مشاكل سياسية واجتماعية دولياً, وليس فقط على صعيد العلاقات المصرية - الإسرائيلية". واستهجن المحاولات القضائية لإسقاط الجنسية عن المصريين في إسرائيل, متسائلاً: "هل مسموح للمصريين أصحاب المراكز العالية والحكام الإقامة في مصر والزواج من يهوديات, وممنوع على المواطن المصري العادي الزواج من فلسطينية تعيش في إسرائيل?". وأشار إلى أنه "في إسرائيل توجد سفارة مصرية وقنصلية مصرية, تستقبلان وفوداً مصرية تأتي إلى إسرائيل بشكل مستمر", معتبراً أن إثارة قضية المصريين المتزوجين من فلسطينيات قضائياً كان لها أثر إيجابي.

وأوضح ان هذا الأثر الايجابي "تمثل في أنه ولأول مرة يذكر قاض مصري ضرورة التفريق بين مصري متزوج من إسرائيلية يهودية, أو إسرائيلية فلسطينية, وهذا بحد ذاته إنجاز مهم, لرفع ستار الجهل عن أكثر من مليون فلسطيني يعيشون في إسرائيل".

 

الحرس الثوري الإيراني أمام امتحان غزة

 أحمد الجارالله/السياسة

قديما قيل: "عند الامتحان يكرم المرء او يهان", وها هي ما تسمي نفسها قوى الممانعة والمقاومة امام الامتحان التاريخي مرة اخرى بعد ان أهانت نفسها في الامتحانات الماضية, فبعد المجزرة الاسرائيلية في المياه الدولية ضد قافلة الحرية رأينا كيف ازدحمت شاشات التلفزة العربية والعالمية بتجار الشعارات الذين حولوا, كعادتهم, القضية الانسانية الى مزاد يعرضون فيه بضاعتهم الكاسدة, التي لم تعد تقنع حتى من يؤيدهم, وهؤلاء ممن جعلوا يوما للقدس, وهم منذ 30 عاما يتحفوننا بالمئات من الشعارات التي ما ان تشرق عليها شمس اليوم الثاني حتى تذهب أدراج النسيان, وفي المناسبة لسنا بعيدين عن احتفالهم بذلك اليوم, فهل سيحتفلون به هذه السنة في القدس?

ان ما انتهت اليه مسألة فك الحصار عن غزة يدعو الى السخرية من بعض العرب والمسلمين الذين لا يجيدون الا الكلام والمزايدات التي ما أنزل الله بها من سلطان حين يصل الامر الى مواجهة اسرائيل فعلا لا قولا, بينما هم يحيكون في ليل مدلهم كل أنواع المؤامرات ضد جيرانهم وأبناء جلدتهم, ولا يقيمون وزناً لا للدين ولا للقيم الانسانية في كل مؤامراتهم الدنيئة تلك.

لقد استيقظ أخيرا "الحرس الثوري" وخرج علينا ممثل المرشد الاعلى الايراني في ذلك الحرس علي شيرازي ليقول بأعلى الصوت:"اذا أمر المرشد الاعلى فان الحرس الثوري على استعداد لمرافقة السفن والاساطيل المحملة بالمساعدات الانسانية الى غزة". اذا كان فعلا الحرس الثوري يريد مساعدة الشعب الفلسطيني فما عليه الا ترجمة الشعارات التي رفعها النظام طوال العقود الثلاثة الماضية, ويستطيع, ايضا, ان يترجم مناوراته التي لا تنتهي في مياه الخليج الى فعل ضد اسرائيل, ليس فقط من خلال مرافقة بوارجه الحربية للسفن, بل انه يستطيع ان يرسل كل بحريته محملة بالمواد الانسانية وبكل الاسلحة الى غزة ويواجه اسرائيل وجها لوجه وليس مواجهة منبرية خطابية اصبحت ممجوجة من كثرة ترديدها من دون اي فعل, الى حد اصبحت فيه كحكايات شهرزاد في "الف ليلة وليلة" تخدر الشعوب لا اكثر ولا اقل.

وقبل شيرازي بأيام قليلة أعلن زعيم "حزب الله" في لبنان حسن نصرالله ان هناك أساطيل اخرى لدعم غزة ستنطلق من لبنان, وأعاد القول"نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون", في اشارة منه الى رد حزبه اذا اعتقلت اسرائيل المشاركين في اي قافلة جديدة. وبين كلام نصرالله وشيرازي ثمة الكثير من الاسئلة, وأولها: أين كانت ايران طوال العقود الثلاثة الماضية من القضية الفلسطينية, وأين هي طوال السنوات الثلاث الماضية من الحصار الاسرائيلي على غزة? وأين هي ايضا حين كانت آلة التدمير الاسرائيلية تدك القطاع كله وتقتل الابرياء فيه?

ألم تلتزم هي وحزبها في لبنان الصمت طوال تلك السنوات? ولماذا الان تذكرت غزة وباتت على استعداد لأن ترسل بحرية حرسها الثوري لمرافقة السفن اليها, هل لأن القضية أصبحت قضية عالمية يمكن من خلالها زيادة جرعة التخدير للشعوب العربية والاسلامية والتغطية على الازمات الداخلية والاستثمار السياسي فيها? وهل سيكرر حسن نصرالله حرب يوليو عام 2006 التي قتل فيها اكثر من 1500 مواطن لبناني ودمرت البنية التحتية وعشرات آلاف المنازل من اجل خطف جثتي جنديين اسرائيليين?

لقد تحول الاعتداء على سفن أسطول الحرية الى بازار يعرض كل تاجر دم بضاعته فيه, من دون ان يقدم اي مساعدة فعلية لا لفلسطين ولا لغزة, بل ان هؤلاء لم يقولوا كلمة حق حين دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى استكمال المصالحة فورا بعد المجزرة الاسرائيلية, ونفخوا في اذن قادة "حماس" فركبت هي ايضا موجة المزايدة على دماء وعذاب الشعب الفلسطيني, ولم تفتح معبر رفح حين بادر الرئيس المصري حسني مبارك الى ذلك, ولقد فضحت هذه المبادرة الذين يريدون استمرار إحكام الحصار على القطاع من اجل استمرار تجارة الانفاق التي اصبحت صناعة تحتكرها "حماس" وتمارس فيها كل أنواع الاستغلال للفقراء والمساكين في القطاع.

في هذا الامتحان الذي وضع تجار الدم والقضية أنفسهم فيه عليهم ان يكونوا بمستوى المسؤولية ويرسلوا فعلاً سفنهم وقواتهم المدججة بالصواريخ عابرة القارات لمرافقة السفن المبحرة الى غزة اذا كانوا حقاً يعنون ما يقولون, حتى يثبتوا مرة واحدة في تاريخهم أنهم يريدون خدمة القضية الفلسطينية, ولكن قبل ذلك عليهم ان يطلقوا سراح المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي هي الآن من أكثر الضرورات إلحاحاً.

أخيرا نقول لهؤلاء: دعونا مرة واحدة نصدق أنكم فعلا تريدون تحرير فلسطين وليس المتاجرة بشعبها وعذابه, فمن يريد ان يفعل لا يضع شروطا واهية, وخصوصا أداة الشرط تلك التي ربط بها شيرازي أمر استعداد الحرس الثوري لمرافقة السفن, فالمسألة تحتاج الى ترجمة فعلية للشعارات التي رفعت طوال العقود الماضية. لقد شبعنا تظاهرات وهتافات ومهرجانات, ونتمنى ألا تكون صواريخكم التي تستعرضونها يوميا كصواريخ عبدالناصر "الظافر" و "القاهر" التي جلبت للعرب هزيمة .1967

 

صفير رداً على دعوة نصر الله لإرسال المزيد من السفن الى غزة : لسنا رجال حرب

نهارنت/علّق الكاردينال الماروني نصرالله صفير على مدى مشاركته الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في دعوته لإرسال سفن جديدة إلى قطاع غزة لفك الحصار عنه، قائلاً: "نحن لسنا رجال حرب ولكن تعلمون أننا ندعو ونصلي لله كي يسود السلام في كل المنطقة والعالم".

وقال صفير، في خلال عودته إلى مطار بيروت الدولي أمس الأحد، آتياً من قبرص، بعد مشاركته في استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر، في زيارته التاريخية إلى قبرص ،عما إذا كانت بكركي ستواصل مساعيها لتوحيد الصف المسيحي، لاسيما بين رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، أجاب "نسعى إلى ذلك ما استطعنا". وكان صفير قد أشار في خلال تصريح لوكالة "فرانس برس" الى ان الوثيقة التي أطلقها البابا بنديكتوس السادس عشر من قبرص "موجهة الى المسيحيين وتدعوهم لرص الصفوف ليبقوا في اماكنهم". وأكد صفير أن النزاع العربي الإسرائيلي يؤثر سلبا على مسيحيي الشرق لأن "حالات النزاع وعدم الوفاق والخروج على القوانين" تدفع المسيحيين أكثر فأكثر الى الهجرة.

 

البطريرك صفير يدشن في 20 الحالي كاتدرائية مار مارون - زحلة

وطنية - 7/6/2010 - وزعت أبرشية زحلة المارونية برنامج زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى زحلة يوم الاحد في 20 الحالي لتدشين كاتدرائية مار مارون - كسارة في زحلة. وفي ما يأتي برنامج الزيارة: 9,00 - الوصول الى بلدة المريجات. 9,15 - إستقبال على مفترق زبدل - قب الياس. 9,30 - إستقبال في تعلبايا. 9,45 - إستقبال امام كنيسة مار شربل، ثم مرور في الكرك في إتجاه المعلقة. 10,00 - إستقبال على مفترق المعلقة - الامن العام. 10,15 - إستقبال رسمي في ساحة سراي زحلة وتسليم مفتاح المدينة. 10,30 - من السراي في إتجاه الوادي - حوش الامراء - كنيسة مار الياس. 11,00 - القداس في الكاتدرائية الجديدة في كسارة. 13,00 - غداء رسمي في المطرانية المارونية. 16,00 - زيارة سيدة زحلة والبقاع. 16,30 - مغادرة.

 

تأجيل قمة سليمان-الأسد للأسبوع المقبل بسبب ارتباطات الإثنين

نهارنت/نقلت صحيفة "الديار" عن مصادر مطلعة عن وجود ترتيبات لعقد مجلس أعلى لبناني - سوري في بيروت في وقت قريب، لافتة إلى أنها لا تملك جواباً حول إمكانية قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى لبنان، كما ذكر أمس الأحد، علماً أن ما تردد عن عقد قمة لبنانية - سورية في دمشق أو في بيروت، ممكن أن تتم في أي وقت، ولا توجد أية موانع لذلك، إلا أنه من غير المرجح أن تتم زيارة الرئيس ميشال سليمان للعاصمة السورية في الأيام القليلة المقبلة، نظراً لانشغالاته في موضوع الموازنة الأسبوع الطالع، ولا سيما اليوم وغداً، ويمكن أن تمتد جلسات مجلس الوزراء الى أبعد من ذلك بحسب مناقشات المجلس للموازنة. وفي هذا الإطار، أضافت صحيفة "السفير" أيضاً أن القمة اللبنانية - السورية التي كانت متوقعة هذا الأسبوع، ستؤجل الى الأسبوع المقبل، بسبب ارتباطات للرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد. 

  

الغارديان" البريطانية: حرس ثوري لمواكبة المبحرين الى غزة

المركزية - نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً عن العرض الإيراني "السخي" والقاضي بتأمين مرافقين من عناصر حرسها الثوري للقافلة التالية من سفن المساعدات التي تقول إيران إنها ستبحر إلى شواطئ غزة. ونقلت عن ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرس الثوري علي شيرازي، إن حكومة بلاده قد ترسل وحدات بحرية من الحرس لمرافقة قوافل المساعدات الإنسانية التي تسعى لكسر الحصار المفروض على غزة.

 

هآرتس: القطيعة مع تركيا مسألة وقت

المركزية - نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية ان حكومتهم لن تعتذر لتركيا عن مقتل تسعة ناشطين من رعاياها خلال الهجوم على سفينة ترفع العلم التركي ضمن "أسطول الحرية". ونقلت عن مسؤول بارز في الخارجية ان الاعتذار الرسمي الذي تطلبه انقره هو في المقام الأول حجة يريدها رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان لتبرير قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. واشار مسؤولو الخارجية الإسرائيلية الى إنهم فوجئوا بطلب الاعتذار الذي قدمه السفير التركي لدى واشنطن ناميك تان، نظرا الى أن الطلب لم ينقل عبر أي قنوات ديبلوماسية أخرى. وقال أحدهم "إذا كان "تان" تحدث في ذلك فإنه على الأرجح أمر رسمي تلقاه من مسؤولين كبار في الحكومة التركية مؤكداً أن تدهور الأمور مستمر وأن قطع العلاقات الدبلوماسية مسألة وقت فقط". وذكرت الصحيفة أن نائب رئيس الوزراء ووزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي دان ميريدور ألغى مشاركته في مؤتمر دولي يعقد هذا الأسبوع في اسطنبول، لاعتبارات أمنية نظرا الى تصاعد المشاعر المناهضة لإسرائيل في تركيا، وسيحل مكانه في المؤتمر مسؤولون من "القنصلية الإسرائيلية" في اسطنبول والمبعوث الإسرائيلي في أنقرة.

 

"الوطن" السعودية: تركيا تخطت الدور الايراني

المركزية - اعتبرت صحيفة "الوطن" السعودية ان تركيا نجحت في إثبات نفسها كقوة إقليمية وتخطت بموقفها الأخير الدور الإيراني الذي حاول الإمساك بالملف الفلسطيني في الآونة الأخيرة، مشيرة الى ان الامر يعود لأسباب عدة، يبدو في طليعتها الحالة التركية كعضو في الحلف الأطلسي، وارتباطها باتفاقات أمنية وعسكرية مع إسرائيل، وأملها الخائب بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي تبدو مجريات الأحداث والانهيارات الحاصلة في أوروبا أنه كان في مصلحة أنقرة وليس ضدها". ولاحظت الصحيفة ان تركيا "أقتربت أكثر فأكثر من العرب عبر تقربها من القضية المركزية، فيما كانت داعما إسلاميا لإسرائيل، والأمر هنا ليس موقفا شوفينيا كما يبدو من اللحظة الأولى، وأن سبب هذا التغيير هو رفضها أوروبيا، وإنما نتيجة مسار طويل منذ التحول الذي شهدته السلطة في تركيا وسيطرة حزب التنمية والعدالة بقيادة رجب طيب اردوغان على الحكم في شكل ديموقراطي وعودة الجيش إلى ثكناته، أو على الأقل التخلي عن دور حامي العلمانية منذ أنشأ مصطفى أتاتورك تركيا الحديثة. أحست الطبقة الحاكمة في تركيا أن دورها لا يمكن أن يبقى حارسا للمصالح الغربية في الشرق الأوسط وشرطيا أميركيا في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، من دون السماح لها دخول البوابة الأوروبية، إلا لكونها دولة يدين السواد الأعظم منها بالإسلام. ووجدت هذه الطبقة أنها أصبحت موضع شك من الغرب في صورة عامة والولايات المتحدة في صورة خاصة، وبات مواطنوها كما سائر المسلمين في العالم متهمون بالإرهاب حتى ولو ثبت العكس". وختمت: "كان حري بالأتراك أن يحسموا أمرهم. وها هي القضية الفلسطينية التي يجمع جميع المسلمين على دعمها كل من موقعه وقدرته، تتخطى الإقليم العربي إلى العالم الإسلامي، لا بل تحظى بدعم أحرار العالم في آسيا وأوروبا وصولا إلى أميركا اللاتينية. من هنا كانت بداية التحول التركي، والذي حتى اللحظة ليس في الأفق ما يشير إلى أنه سيتغير".

 

الدار" الكويتية: حزب الله يملك سلاحا متطورا لصيد البوارج الاسرائيلية

المركزية - كشفت شخصية مقرّبة جداً من قيادة المقاومة، أن المقاومة في لبنان باتت تملك أسلحة متطورة مخصصة لـ"صيد السفن والبوارج العسكرية للعدو"، رافضة تأكيد أونفي معلومات تفيد أن تلك الأسلحة البحرية "هي من نوع الغواصات الصغيرة الإيرانية الصنع القادرة على نقل جنود وإطلاق صواريخ وطوربيدات، والتي وضعتها طهران في الخدمة اخيرا"، لكنها كشفت في الوقت عينه، أن حزب الله يضع اللمسات الأخيرة ـ قبل إدخالها الخدمة الفعلية - على "فرقة بحرية" كاملة العتاد والعدد"، موضحةً أن "جهاز التدريب النفسي في المقاومة يعمل على إعداد ضباط قادرين على التعامل مع سلاح متطور جديد لم يُعلن عنه حتى اليوم ضمن سلة المفاجآت التي وعد بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العدو الإسرائيلي". وأوضحت تلك المصادر، أن "القيادة العليا للمقاومة، تحرص على تنفيذ المعادلة التي أعلن عنها نصرالله فعلاً، من خلال التدريبات والتجهيزات المستمرة لآلاف العناصر من حزب الله الذين باتوا على استعداد لصد أي عدوان إسرائيلي وتكبيده أفدح الخسائر". أما في موضوع "ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة"، وبينما رفضت قيادة المقاومة، القول هل ترتبط المعادلة البحريّة التي أطلقها نصرالله في ذكرى التحرير، بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، رأت مصادر مقرّبة من حزب الله أن المعادلة الجديدة التي أعلن عنها السيّد نصرالله، جاءت في إطار تعزيز تلك المعادلة وتقويتها في وجه التهديدات والمناورات الإسرائيلية المستمرة، مؤكدة أن إدخال مُعادلات جديدة، كمعادلة الجو مثلاً، واردة في أي لحظة، طالما أن الهدف هو تحصين قوة لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي".

 

ندوة للراعي عن المحبة في الحقيقة

المركزية – في اطار مناقشة الرسالة العامة لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر "المحبة في الحقيقة" يعقد رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بشارة الراعي ندوة صحفية بعنوان تنمية الحياة البشرية وحمايتها يشارك فيها الاب طوني خوري الذي يتناول موضوع "الحياة قيمتها وتنميتها والحفاظ عليها وحمايتها"، والدكتورة ريتا شباب التي تضيء على "اثار الاجهاض على المرأة وكيفية العلاج"، ذلك في المركز الكاثوليكي للاعلام – جل الديب ظهر الثلثاء المقبل.

 

قبلان: للحفاظ على المسيحيين في الشرق واتحاد اسلامي ينطلق من ايران وتركيــا

المركزية - طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في تصريح اليوم، بإنشاء اتحاد إسلامي "يبدأ العمل به انطلاقا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا لما تمثلان من قوة للاسلام، فاتفاقهما وتعاونهما يضع النقاط على الحروف، ويمنع التلاعب بمصير المسلمين ومصالحهم، لذلك علينا إن نعزز اتحاد الدول العربية والإسلامية لتكون هذه الاتحادات وسيلة حفظ للانسان والبلاد الإسلامية". ودعا الشيخ قبلان إيران وتركيا إلى "الاجتماع والتعاون ليكون تضامنهما مدماكا أساسيا لمحطة قادمة وناجحة من التعاون الإسلامي، لان إعلان الوحدة في المواقف بين الدولتين يشكل ضربة قاصمة للعدو الإسرائيلي الذي لا يرضخ للقوانين الدولية ولا يلتزم حقوق الإنسان والقيم الدينية والإنسانية، وعلى المسلمين إن يلموا شملهم فتكون بداية تضامنهم ووحدتهم من تركيا وإيران، فيتشاور قادة الدولتين لحفظ مصالح الأمة والانتصار لحقوقها فيدعمون حقوق الشعب الفلسطيني إلى أرضهم وقراهم، وعلى ايران وتركيا عقد لقاء إسلامي موسع يوجهان فيه الدعوة الى الدول العربية والإسلامية في طهران او اسطنبول فيكون العمل منصبا لدراسة أوضاع الأمة الإسلامية دون إن نعزل المسيحيين، فالمسيحيون أساس في المنطقة لن نتخلى عنهم مهما كانت الظروف".

وأكد "ان إسرائيل تتحدى العالم، وتحاصر الشعب الفلسطيني، وتمنع عنه الدواء والغذاء، وهي تعيش انعدام الذات وعدم احترام الآخرين وكأن القوة تجعلها في مأمن، فالعنف والظلم والقوة والشر تستحضر الهلاك لكل دولة وأمة وشعب يتحكم بمصير الآخرين".

واوضح "ان الإسلام نبذ العصبية والعنصرية والعشائرية والقبلية، فهو وحد الأمة تحت راية التوحيد، داعيا المسلمين إلى توحيد صفوفهم بعد إن انتشر الفساد وعم الشر والظلم والاستبداد في هذا العالم، فوحدة المسلمين مصدر قوتهم واتفاقهم حفظ للأمة وتقارب المسلمين محطة من محطات الخير وخاصة في هذه الظروف الحرجة".

ودعا الشيخ قبلان الى الحفاظ على المسيحيين في الشرق "لأنهم أهلنا، وهم صمام أمان للاستقرار والازدهار في بلادنا، فهم أخوة ومصيرهم هو مصيرنا، وهدفنا وهدفهم واحد، وعلينا إن نتآلف ونتآخى مع المسيحيين لنكون دائما في رحاب الحق فنجتمع تحت ظل الديانتين المسيحية والإسلامية، فالمسلم اخ للمسيحي، وعلينا إن نحافظ على هذا التراث فنتمسك بنهج الأنبياء ونلتزم بسلوكهم، إن المسيحيين متجذرون في أرضهم، وعلينا إن نعود إلى الإسلام والمسيحية ونتعاون في ما بيننا من خلال الديانتين ونبقى على وفاق وتواصل وتعاطي حسن في ما بيننا، وعلينا إن نشترك في العمل، فالإسلام عدل وإنصاف ومساواة وهو دين القيم كما المسيحية فننطلق من خلال الاسلام والمسيحية إلى مجتمع قائم على العدل والمساواة".

من جهة ثانية يستقبل الشيخ قبلان جعفر العلوي عند الساعة 11,00 من قبل ظهر يوم غد، ثم يستقبل رئيس نقابة تجار الذهب والمجوهرات في لبنان ورئيس لجنة سوق الصاغة في سوليدير نعيم رزق يرافقه رئيس اتحاد تجار جبل لبنان الشيخ نسيب الجميل ووفد تجار الصاغة والصناعيين عند الساعة 12 ظهرا، ويستقبل وفد من علماء الدين ورجال دين مسيحيين من البرازيل عند الساعة 12,30 في مقر المجلس.

 

نجاد: قوة اسرائيل امام ايران كبعوضة امام اسد

المركزية – اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان "الكيان الصهيوني لا يجرؤ على مجرد التفكير بمهاجمة ايران فقوة هذا الكيان امام ايران كقوة بعوضة امام اسد".

ورأى نجاد في حديث مع قناة تلفزيونية تركية: "نحن نواجه ارباب اسرائيل والا فإن الكيان الصهيوني بالنسبة لإيران كالبعوضة امام الاسد وان التهديدات الصهيونية اشبه بلعب الارنب مع الاسد".وحول العدوان الاسرائيلي على اسطول الحرية ندد نجاد بهذا الهجوم مشددا على ضرورة معاقبة الكيان الصهيوني وانهاء الحصار على غزة فورا.

 

نجار يرعى الذكرى 11 لاغتيال القضاة الاربعة

المركزية - يرعى وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار حفل احياء ذكرى اغتيال القضاة الاربعة الذين قتلوا في قصر العدل في صيدا في 8 حزيران 1999، وذلك في الاولى من بعد ظهر غد الثلثاء 8 الجاري في باحة قصر العدل في بيروت، حيث سيتم وضع اكاليل من الورود على النصب التذكاري للقضاة الشهداء في حضور مجلس القضاء الاعلى والمدير العام لوزارة العدل عمر الناطور وحشد من القضاة والقانونيين.

 

فينيقيون ام عرب: بين رواسب الماضي وعلم الوراثة

نهارنت/بعد عشرين عاما على انتهاء الحرب الاهلية وطي

صفحة السجال حول هوية لبنان العربية، لا يزال بعض اللبنانيين يجاهرون بانهم "فينيقيون" وليسوا عربا، في موقف ينطلق من قناعة سياسية اكثر منها علمية، وفي بلد يغلب فيه الانتماء الديني على الولاء للوطن. وتؤكد ريبيكا الطالبة الجامعية اللبنانية، انها "فينيقية". وتقول "بالتأكيد، انا من اصل فينيقي قبل كل شيء. لا اعتقد ان اللبنانيين هم عرب"، مضيفة "نحن موجودون هنا منذ الاف السنين". وتعتمد ماريان البالغة من العمر 22 عاما صديقة ريبيكا، لهجة اكثر دبلوماسية "لا يمكننا ان ننكر عروبتنا، لكننا لسنا عربا بالفعل، فنحن منفتحون اكثر من غيرنا". اما شحادة البالغ 50 عاما وهو موظف متقاعد، فيرى ان "اللبنانيين يتشابهون"، مؤكدا "نحن عرب، ولا مجال للجدال حول ذلك، فنحن نعيش في محيط عربي".

غير ان علماء الاجتماع والوراثة يعتبرون ان الاسس التي قام عليها هذا الجدل في الماضي ولا يزال البعض يستند اليها غير قائمة من المنظار العلمي والتاريخي.

ويقول عالم الاجتماع والمؤرخ بطرس لبكي لوكالة "فرانس برس" إن "هناك مفهوم في عقول بعض اللبنانيين هو نتيجة رواسب الماضي وتركيب هويات متناقضة خلال القرنين الاخيرين لدعم مطالب سياسية وطائفية". ويضيف "كل طائفة ارادت اضفاء الشرعية التاريخية على خياراتها السياسية وعلى نفوذها من خلال الهوية. وراء كل اعلان حول الهوية كان يوجد مشروع سياسي". ويشير لبكي الى جدل عقائدي بدأ مع القرن العشرين بين المسيحيين الموارنة والمسلمين بشكل عام. وتباهى اللبنانيون عبر تاريخهم الحديث بان استقلال بلدهم نتج عن تنازل المسلمين عن فكرة ضم لبنان الى دولة عربية اكبر، وتخلي المسيحيين عن الوصاية الغربية التي كانت متمثلة بالانتداب الفرنسي. غير ان ذلك لم يجعلهم يتفقون على هوية لبنان. وقد علق الصحافي جورج نقاش في تلك الفترة على هذا الموضوع بعبارة باتت شهيرة وفيها ان "سلبيتين لا تنشآن امة". ولعل هاتين السلبيتين هما اللتان انتجتا مادة في الدستور اللبناني تقول ان لبنان "ذو وجه عربي". والغى اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الاهلية هذه المادة ليصبح لبنان بموجب مقدمة الدستور "عربي الهوية والانتماء". وهدأ السجال حول الموضوع، لكنه لم ينته.

 

ضابط إسرائيلي كبير: اذا جاء أردوغان على متن بارجة تركية الى غزة يجب اعتبار ذلك إعلان حرب  

وكالات/٧ حزيران ٢٠١٠ /رأى نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق اللواء في الاحتياط عوزي ديان إنه في حال جاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب تركي على متن بارجة حربية تركية الى قطاع غزة، فإنه يجب التعامل مع ذلك على أنه إعلان حرب. وقال ديان لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين "إذا جاء مع بوارج حربية تركية فهذا إعلان حرب من دون أدنى شك وعلينا أن نضع خطا واضحا والقول مسبقا أن من يتجاوز (من البوارج) هذا الخط لن تتم السيطرة عليها عليه وإنما سيتم إغراقها". من جانبه حاول رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء في الاحتياط عاموس غلعاد تخفيف وقع أقوال ديان. وقال غلعاد إنه "في فترات الأزمات بالذات، نحن مطالبون بترجيح الرأي وعدم وصف رئيس حكومة منتخب بأنه إرهابي". ورفض غلعاد التطرق إلى تقرير نشرته صحيفة "صندي تايمز" البريطانية أمس حول تخوف إسرائيل من إغلاق محطة استخبارات إسرائيلية في الأراضي التركية لكنه شدد على أن "قدراتنا الاستخباراتية بكل ما يتعلق بما يحدث في الشرق لم تتضرر". وفي غضون ذلك ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مئات الإسرائيليين أبحروا اليوم في زوارق ويخوت مقابل شواطئ إسرائيل للتعبير عن التأييد للجيش الإسرائيلي والمطالبة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط. وقبل إبحارهم تحدثت معهم رئيس حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني قائلة إن "مقاتلي وحدة الكوماندو البحري (الذين هاجموا قافلة الحرية) أطلقوا النار عندما توجب عليهم ذلك وحسنا فعلوا ودافعوا عن حياتهم وعلينا الآن أن نعمل من أجل تعزيز صورة إسرائيل في العالم".

 

بايدن من مصر: لتحقيق تقدم يمكّن من الانتقال للمفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين

الاثنين 7 حزيران 2010/وكالات/أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بعد محادثاته في شرم الشيخ مع الرئيس المصري حسني مبارك أن "واشنطن تتشاور عن كثب مع مصر وشركائها الآخرين، حول وسائل جديدة للتعامل مع الوضع الانساني والاقتصادي والأمني والسياسي في غزة". وقال بايدن في بيان وزّع على الصحافيين بعد المحادثات إنه والرئيس المصري "أكدا مجدداً التزامها بالتوصل الى سلام شامل في المنطقة"، داعياً الى "انتقال الفلسطينيين والاسرائيليين الى مفاوضات مباشرة في اسرع وقت ممكن". واعتبر بايدن وفق البيان أن "الوضع القائم لا يمكن ان يستمر بالنسبة لكل الأطراف، ومن الحيوي تحقيق تقدم في محادثات التقارب بين الاسرائيليين والفلسطينيين لتمكين الطرفين من الانتقال الى مفاوضات مباشرة".(أ.ف.ب.)

 

داود أوغلو: لا تطبيع للعلاقات مع إسرائيل إذا رفضت التحقيق في الهجوم على أسطول الحرية 

الاثنين 7 حزيران 2010/أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أن لا تطبيع للعلاقات بين تركيا وإسرائيل إذا رفضت الأخيرة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من الامم المتحدة حول الهجوم الاسرائيلي الدامي على "أسطول الحرية". ودعا داود اوغلو إلى "إعطاء الضوء الاخضر لتشكيل لجنة ينص عليها القانون الدولي واقترحتها الامم المتحدة". وأوضح أنه إذا وافقت إسرائيل على تشكيل هذه اللجنة "فإن العلاقات (الثنائية) ستأخذ بالطبع منحى آخر". وأضاف "وإذا واصلوا مماطلتهم، فإن تطبيع العلاقات التركية ـ الإسرائيلية غير وارد".(أ.ف. ب.)

 

سعادة: على الفريق الآخر الانسحاب من الحوار إذا استمر في سياسة المماطلة

الاثنين 7 حزيران 2010

أشار عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعاده إلى أن "هناك ملفات عالقة مع سوريا، ومصلحة لبنان تكمن في الندية في العلاقات وليس عبر علاقات الهيمنة". وأضاف: "موقفنا من سلاح "حزب الله" لا يزال نفسه والحزب لم يقدّم أي تصوّر على طاولة الحوار للإستراتيجيّة". ولفت في هذا السياق إلى أن "الرئيس أمين الجميل سيُشارك مبدئياً في جلسة طاولة الحوار المقبلة".

سعاده، وفي حديث لـ"OTV"، قال: "عاتبون على عدم الوصول إلى أي نتيجة للحوار حتى الآن، ولا نتوقع الكثير منها كما لا نأمل بالوصول إلى نتائج من طاولة الحوار". ورأى ردًا على سؤال أنه "على الفريق الآخر الانسحاب من الحوار إذا استمر في سياسة المماطلة".

وعن مطالب الأساتذة، أشار سعادة إلى أنها "محقة، ولكن ما ذنب الطلاب، إذ من المعيب أن يدفع التلاميذ الثمن، وليتم تحييد الطلاب عن الخلافات بين الأساتذة ووزارة التربية".

 وحول مسألة الموازنة، قال: "ما يهمني تخفيف الضرائب عن المواطنين وعندما تصل الى مجلس النواب سنعطي رأينا ونرفض الدمج بين نظرتين اقتصاديتين في الموازنة". وعن كلام الرئيس نبيه بري عن الـ11 مليار دولار، أجاب: "لا يمكن التعليق على كلام الصحف لانه "تنقيف" سياسي، بل يمكن الكلام عندما تأتي الأرقام إلى مجلس النواب".

وعن الاتفاقية الامنية، قال: "هذه الاتفاقية نفذّت وانتهت فلماذا النقاش حولها، ونحن لا مشكلة لدينا في مناقشتها في مجلس الوزراء ولكن القضية باتت قميص عثمان".

وختم سعاده في موضوع نتائج نقابة الأطباء، بالقول: "النتائج في انتخاب النقيب أثبتت أنه كان هناك خلل معين ويمكن المحاسبة عليه داخلياً ضمن 14 آذار".

 

يحاربون طواحين الهواء 

الديار /٧ حزيران /٢٠١٠

فواد ابو زيد::

القلّة القليلة من اللبنانيين الذين صدّقوا يوما ان حكومة الوفاق الوطني اصبحت حقيقة قائمة، انتقلوا بعد اشهر معدودة على قيام هذه الحكومة الى خانة الاكثرية الساحقة التي اعتبرت منذ البداية، ان المعارضة على مختلف اطيافها، كان لها هدف واحد وحيد، هو الدخول الى الحكم لتفرض اهدافها المكشوفة والمستورة على الناس، واذا فشلت، فلتفجير الحكومة والحكم من الداخل، عن طريق سلاحين، الاول ثلثها الحكومي المفجر، لانه مربوط بصاعق التعطيل، والثاني سلاحها الذي تمتلكه، والشارع الذي تحركه في اي وقت، وكل ما يدور حاليا في داخل الحكومة وخارجها، من عرقلة لمشاريع الخصخصة العاقلة، وطرح لمشاريع بديلة تحمل، بدل المضمون المفيد، شعارات ليس الا، هدفها التعمية واستثارة غضب الشارع، ناهيك عن فتح ملفات سابقة، كمثل الموازنات العامة، والاتفاقات الخارجية والهبات المالية، لا يقصدون من اثارتها سوى ابتزاز رئيس الحكومة سعد الحريري اولا ودفعه الى الدخول في محاصصات على غرار ما كان يحدث سابقا، وثانيا تشويه سمعة الحكومات التي رئسها فؤاد السنيورة ووسمها بالفساد والمحسوبية وعدم الشرعية في محاولة لادانة خمس سنوات كاملة من عمر انتفاضة 14 اذار، وثالثا، وهو الاهم، الضغط على رئيس الحكومة، ليقترب اكثر من قوى 8 اذار، والمحور الايراني - السوري، مبتعدا عن حلفائه في 14 اذار وعن جمهوره العريض، وفي طليعة هؤلاء الدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الذي يتعرض منذ الانتخابات النيابية الاخيرة الى هجوم مركز يشارك فيه جميع من شاركوا في تظاهرة 8 اذار 2005، ومن انضموا اليهم لاحقا وتقدموا عليهم.

يمكن القول ان محاولات الفصل بين الحريري وحلفائه سقطت بكاملها، بمثل ما سقطت محاولات جر حزب القوات اللبنانية الى لعبة المواجهة بالسلاح والقتل، لتمتلك المعارضة التي غشت اللبنانيين بأنها لا تسعى الا الى الشراكة والتوافق وطي صفحة الماضي، العذر الذي قد يقبل به اللبنانيون بأن القوات لا تعيش الا على الصدام والعداء والمؤسف ان التيار الوطني الحر كان في طليعة من حاول مراراً وتكراراً وعلى لسان قياداته تسويق هذا المنطلق.

بعد فشل هذه المحاولات جميعها، وبعد تنامي حضور القواتيين على مساحة الوطن كله، وهذا واقع اشارت اليه تحليلات ومعلومات نشرت في صحف المعارضة، لم يعد امام قوى 8 اذار سوى الدفع باتجاه فرط هذه الحكومة او اسقاطها، عن طريق اتهامها بالعجز واهمال مطالب الناس، وزيادة الدين، وعدم الوضوح في المواقف، والرضوخ لارادة واشنطن والعواصم الاوروبية وعقد اتفاقات تمس السيادة وليست في مصلحة لبنان، بحيث يجد نفسه رئيس الحكومة سعد الحريري محاطاً بأوركسترا تعزف نشازا في الليل والنهار، فيسارع قرفاً الى الاستقالة، وبذلك يتم التخلص ليس من وزيري القوات وحسب، بل من وزراء اخرين غير مطواعين، وقد تكون فرصة سانحة للتخلص حتى من سعد الحريري اذا استطاعت قوى 8 اذار بمساعدة حلفائها الاقليميين من اقناع النائب وليد جنبلاط، بالتعاون مع سني آخر مقبول منه، يحل محل سعد الحريري، ليكتمل عندها الانقلاب على كل ما انجبته الفترة القليلة السابقة، ومحوها تماما وكأنها لم تكن وكأن الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الحرية والاستقلال والسيادة ماتوا ميتة طبيعية او بسبب حوادث عرضية او مرضية.

هذا الكلام ليس سيناريو، وليس حبكة روائية، انه كلام يقال علنا وبين الكواليس، واكثر من متطوع سياسي او اعلامي، يعلن على الهواء وصفحات الجرائد والمجلات، ان 14 اذار انتهت وان بقاياها في طريق التصفية الى درجة ان احد الاصوات دعا الذين يرفضون استمرار الامر الواقع على ما هو عليه الان، ليس الى الاستقالة من الحكومة وحسب، بل الى الاستقالة من مجلس النواب ومغادرة لبنان الى دولة اخرى، معتبراً بلسانه او بلسان من يحرّضه ان لبنان هو ملكه او ملك ابيه وجده. بكل تأكيد ان هؤلاء يحاربون طواحين الهواء، لان رئيس الحكومة سعد الحريري غير مسموح له ان يقرف وينسحب لانه قيادي اساسي، على رأس تجمع شعبي وسياسي يتجاوز حجمه نصف عدد الشعب اللبناني، ولان حلفاءه من المسيحيين شوكة يصعب ابتلاعها، ولان فوق هذا وذاك هناك رئيس للدولة ساهر بيقظة وحزم ومحبة على جميع ابناء هذا الوطن، ولن يسمح لاحد ان يمزق وحدة الوطن والشعب التي اقسم على حمايتها، وهذا الرئيس العماد ميشال سليمان الذي وصفه الدكتور سمير جعجع، على الرغم من كل ما قيل عن خلافهما، انه الانسان الاكثر شفافية وصدقاً واخلاصاً، سيبقى الحارس الامين على الدستور والقوانين وان خلاص لبنان سيكون على يديه وعلى المخلصين مثله، ممن يعملون على قيام الدولة وتعزيزها وحمايتها.

 

الحريري ينفي المعلومات الصحافية عن لقاءاته في واشنطن: كلام مختلق وعار من الصحة ولا اساس له

نهارنت/نفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ما نشرته صحيفة "السفير" في عددها الصادر الإثنين 7 حزيران 2010، في مقال لمراسلها في واشنطن جو معكرون عن زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى واشنطن، مشيراً إلى ان المقال "تضمن معلومات واستنتاجات سياسية بعضها صحيح وبعضها يفتقر إلى الدقة".

وتوقف المكتب في بيان عند نهاية المقال، بحيث ورد أن "رئيس الحكومة اللبنانية خلال اجتماعه مع وزير المواصلات من أصل لبناني راي لحود دعاه إلى الاستثمار في مشاريع بنى تحتية لبنانية محصورة بشركات تابعة لعائلته"، مؤكداً أن "هذا الكلام مختلق وعار من الصحة ولا أساس له، لا في الإجتماع المذكور ولا في غيره، لا في الزيارة إلى واشنطن ولا في أي من الزيارات الخارجية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء للدفاع حصرا عن مصلحة لبنان العليا ومصالح العرب وقضاياهم". زكانت صحيفة "السفير" قد أفادت ان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ابلغ الحريري خلال زيارة الأخير الى الولايات المتحدة، رسالة أولى مفادها ان اولوية ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما هي ايران، وكيفية تصويت لبنان في مجلس الامن ستؤثر على المساعدات العسكرية لبيروت، والرسالة الثانية كانت "لن نتسامح مع أي نقل لصواريخ سكود الى حزب الله"، ويؤكد مسؤول رفيع المستوى ان هذه الرسائل "نُقلت ووصلت". وأردفت الصحيفة انّه وفي لقاء البيت الابيض الموسع، سأل اوباما عن سلاح "حزب الله" وإدخال هذا السلاح وتأثيره على أمن اسرائيل، فكان جواب الحريري لدينا أرض محتلة والقرار 1701 ويجب إيقاف التهديدات الاسرائيلية داعياً الى عدم التأخر في عملية السلام. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي آخر رفيع المستوى، تأكيده ان رسالة الحريري في كل اجتماعاته المغلقة والموسعة كانت "ثابتة للغاية" ولا تختلف عما قاله علناً في تصريحاته، ويتابع المسؤول "الحريري كان دائماً صريحاً معنا ويحاول خفض سقف التوقعات الاميركية". وأشارت الى انه حين أصر المسؤولون على الحريري في قضية العقوبات، كان رده "أنا في موقف سياسي صعب" معتبراً التصويت مع العقوبات "انتحار سياسي سيؤثر على رئاستي لمجلس الوزراء". وعند الإصرار على معرفة ما سيكون فعلا الموقف الاميركي من التصويت، أكد المسؤول الاميركي لصحيفة "السفير" ان واشنطن ستطرح مسودة مشروع العقوبات على طاولة مجلس الامن في 11 حزيران الجاري، وتابع قائلا في هذا السياق "نحن اوصلنا الرسالة لكن الامتناع يكفي بالنسبة الينا، الامتناع جيد لكن ليس التصويت ضد ". وأشارت المعلومات الى أن الرهان حاليا بين من يعملون على الملف اللبناني في الإدارة الأميركية "هو ان وزارة الخارجية ستلح على "البنتاغون" عدم التراجع عن المساعدات العسكرية، لكن هذا لا يمنع استمرار الاتجاه المنتظم في انخفاض معدلات المساعدات العسكرية الى لبنان على المدى الطويل".

 

 انتفاضة في الوطني الحرّ... ضدّ "التخبيص

 كتب نادر فوز في "الأخبار": انتهت الانتخابات البلدية، وبات بإمكان بعض العونيين الإفصاح عما في داخلهم من انتقادات وهموم وقراءات سلبية لمسار تيّارهم ومصيره.

يعود اللواء عصام أبو جمرا إلى الساحة الإعلامية رويداً رويداً، للحديث عن المشكلات الداخلية في التيار وسوء الإدارة فيه. وإلى جانب نائب رئيس الحكومة السابق هذه المرة، مجموعة من الكوادر العونية، أرهقتها سنوات محاولات التغيير الداخلي، فقررت اليوم الخروج عن صمتها والبوح في العلن عن استياء من الحالة التنظيمية في التيار البرتقالي الحديث الولادة المترهل في آن.

منذ أكثر من خمسة أشهر، تم تأجيل النقاش في الوضع التنظيمي في التيار. ومنذ أكثر من ستة أشهر، انتهى التواصل بين العماد ميشال عون وأبو جمرا بعد زيارته الأخيرة غير المجدية للرابية في أواخر تشرين الثاني الماضي. ولم تسمح تلك الـ45 دقيقة التي جمعتهما في نفض الغبار عن العلاقة ولا عن الملاحظات والاختلاف في وجهات النظر.

اليوم يشعر أبو جمرا والعديد من كوادر التيار بأنّ الوقت قد حان لإعادة فتح النقاش، وخصوصاً أنّ مرحلة الاستحقاق الانتخابي انقضت ليجد نفسه محاطاً بمجموعة لها ثقلها النضالي. ويحكى بين العونيين أنّ اللواء نديم لطيف والقاضي يوسف سعد الله الخوري والقاضي سليم العازار، باتوا إلى جانب أبو جمرا. إضافة إلى هذه الأسماء المتقدّمة في التنظيم البرتقالي، ثمة كوادر أساسيّون معترضون على الأداء التنظيمي و"التخبيص" الداخلي. وكانت آخر "خبصة"، بحسب أحد الكوادر، السير بخيارات تكتيكية خاطئة، منها دعوة منسقي الهيئات المناطقية إلى الاستقالة. خلال الحديث مع بعض هؤلاء الشبان العونيين، تتكرّر الإشارة إلى الحالة العاطفية التي يكنّونها للتيار ولرئيسه. فصور عون ومواقفه وخطاباته تجري في عروقهم، وعيونهم تتلوّن برتقالياً عند إشارتهم إلى الاستقالة أو الابتعاد عن أجواء الرابية. وتترافق هذه الحالة العاطفية لدى المعترضين، مع إقرارهم بأنّ التموضع السياسي لعون مصيب، وفي مكانه: من التفاهم مع "حزب الله" والعلاقة مع سوريا حتى المصارحة مع النائب وليد جنبلاط.

إلا أنّ هذين العاملين، العاطفي والسياسي، لم يعودا يجديان نفعاً، إذ يطغى في الفترة الأخيرة العنوان التنظيمي على علاقة هذه المجموعة بالقيادة بحسب أحد الكوادر المعترضين.

يطول حديث المعترضين عن "سوء الإدارة اليومية في التيار"، محيّدين عون تارة لأن فريقه المحيط يمعن في الأخطاء، ومحمّلينه تارة أخرى أعباء ما لم يكترث له من مشكلات يعلم تفاصيلها: "هناك من يتكلم باسمه من دون علمه"، وعبارة "الجنرال هيك بدّو" تتكرر في أكثر من محطة.

ويتساءلون عن التحالفات التي خاض على أساسها عون البلديات، ويتوقفون عند ملاحظتين: "أولاً، الهدف كان تسجيل النقاط بعيداً عن الثوابت. ثانياً، حيث خدعت الماكينات الانتخابية القيادة، خاضت الأخيرة المعارك بوجه التحالفات التي نسجتها في باقي المناطق". ويضاف إلى هاتين، أخرى تسأل عن مرونة "التيار" في تحالفه مع النائب ميشال المرّ و"الكتائب" و"القوات اللبنانيّة" في بعض المناطق، والعداء المطلق "للكتائب" و"القوات" في مناطق أخرى. وعدم المرونة في زحلة التي خاض التيار فيها "استفتاءً" بدلاً من الدخول بحصة "حرزانة" مع الحليف الطبيعي في السياسة والإنماء.

ففي نظرهم، العماد عون محاط بمجموعة تضلّله، فيضربون أمثلة عديدة على هذا الموضوع، أحدها: "إذا سوّقت اللجنة الانتخابية لمرشّح ما للبلديات، يتمتع بصفة غير حسنة، فإن الجنرال لن ينزل إلى الشارع ليسأل أهالي المنطقة عن هذا الاسم، وسيكتفي بالأخذ بما قدّمته له اللجنة التي تعاطى بعض أعضائها بكيدية في بعض الأماكن لتحقيق مآرب شخصية، وأدت ببعض الفئات العونية إلى دعم لوائح في وجه لوائح دعمتها لجنة البلديات المكلفة في الأقضية". أبرز ما دفع الحالة الاعتراضيّة في التيار إلى تفعيل دورها استقالات المنسّقين

يفتح هذا المثل ملفات الانتخابات البلدية، إذ يقول المعترضون إنّ تركيبة اللجنة الانتخابية في التيار كرّست "صراع الأجنحة"، فضمن هذه اللجنة تشكيلة من الفريقين المتنافسين، ما أعاق أو أخّر إدارة الانتخابات. يضيف المعترضون إنّ الكارثة الانتخابية التي حصلت في "الأحد الانتخابي الأول"، أي انتخابات جبل لبنان، دفعت اللجنة إلى تحسين عملها في الأطراف تجنباً للفضائح التنسيقية.

وأبرز ما دفع الحالة الاعتراضية في التيار إلى تفعيل دورها، كان قرار العماد عون دعوة المنسّقين في المناطق إلى تقديم استقالاتهم. يتسلّح المعترضون بالنظام الداخلي وبالشرعة التنظيمية اللذين يمنحان الهيئة التأسيسية الحق بالتصويت والمشاركة وإقرار القرارات المصيرية والمهمّة. فيجدون أنّ العماد عون تخطّى النظام الداخلي وتفرّد بالقرار من دون استشارة الهيئة التي من المفترض أن يكون عملها الأساسي المشاركة في مأسسة التيار.

بعد الانتخابات البلدية وخلالها، خفّ البريق البرتقالي في عيون هؤلاء الكوادر، رغم أنّ صورة ميشال عون بقبّعته العسكرية لا تزال مطبوعة في قلوبهم ورؤوسهم وأذهانهم. وباتوا اليوم ينتظرون موعد إطلاق النقاش العلني عن الحالة التنظيمية للتيار. فيما هم يؤكدون أنّ الهدف من تظهير الاعتراض لا يخفي انقلاباً ولا حركة إصلاحية، بل هو تصويب ما يجري في الداخل والعودة إلى النظام الداخلي للحزب. ربما فقط ليستمع الجنرال ويسجّل ملاحظاتهم ويدرسها ولو على حساب خروجهم من التيار. أي أن يكون أكثر هدوءاً في تعاطيه مع من يقول: "ربما معك حق جنرال، ولكن...". فهم يبحثون عن إمكانية أن يكملوا جملتهم بعد أن يلفظوا حرف "لكن".

 

القوات ترد على قاسم هاشم: من يريد تحويل لبنان وطن التبعية هو الذي يلهث لجعله مُلحقاً بسوريا وإيران

 الاثنين, 07 يونيو 2010 14:07

دأب النائب قاسم هاشم منذ مدّة على تناول مواقف "القوات اللبنانية" وقياداتها بالتهجّم والتجريح، مستحضراً بعض التعابير والإتهامات التي لا تنطبق إلاّ على النائب هاشم وامثاله، ومهللاً لغياب الدكتور سمير جعجع عن طاولة الحوار بحجةّ ان استراتيجيته الدفاعية تريد ان تجعل لبنان وطن التبعية والكانتونات والعصبيات، لا وطن السيادة والشموخ.

امام هذا التمادي يهّم الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" ان توضح ما يلي:

اولاً) إن تهليل النائب قاسم هاشم لغياب الدكتور سمير جعجع عن طاولة الحوار هو دعوة صريحة لتغليب منطق الآحادية والتفرّد باتخاذ القرارات المصيرية بالنيابة عن كل اللبنانيين، وهو ينسف مبدأ الحوار الذي قامت هذه الطاولة على اساسه، والذي استوجبه خلاف اللبنانيين الجذري والمستمر حول سلاح "حزب الله".

ثانياً) من البديهي ان يُهلل النائب قاسم هاشم وأمثاله لغياب الدكتور جعجع عن طاولة الحوار جرّاء موجات القلق والإرهاصات التي تنتابهم والتي تتسبب بها طروحات جعجع السيادية، وحلوله العملية الداعية الى حصر قرار السلم والحرب بيد السلطة الشرعية اللبنانية والى تسلم الجيش اللبناني دون سواه مهمة الدفاع عن لبنان.

ثالثاً) إن من يريد تحويل لبنان وطن التبعية، هو الذي يلهث لجعل لبنان مُلحقاً بسوريا وإيران دون إكتراثٍ لسيادةٍ وطنيةٍ من هنا او قرارٍ حرّ من هناك. وإن من يريد تحويل لبنان وطن الكانتونات هو من اقتطع لنفسه أجزاءً من لبنان انشأ فيها بناه التحتية وشبكة خطوطه الهاتفية ومعسكرات تدريبه، واستقدم اليها السلاح من دون اي علم للسلطة الشرعية في خرقٍ فاضح للسيادة اللبنانية وللقرارات الدولية على حدٍّ سواء. وإن من يريد تحويل لبنان وطن العصبيات هو من انتهك حرمة بيروت والجبل في 7 أيار وتسبب بمقتل عشرات المدنيين الأبرياء.

ربعاً) لقد اتحفنا النائب هاشم بالحديث عن السيادة والشموخ والكبرياء اللبناني فيما هو وامثاله يقوم كل يوم بكل ما من شأنه أن يُعيق قيام الدولة وينال من هيبة القوى الشرعية اللبنانية.  ولعلم النائب هاشم وامثاله أن لا سيادة ولا شموخ ولا كبرياء إلاّ بقيام الدولة اللبنانية دون سواها، بتسلّم مهماتها على كامل ترابها الوطنية.

 

وثيقة سينودس الشرق الأوسط: المسيحيون مهـدّدون بالاختـفاء

سلّم البابا بندكت السادس عشر، في ختام زيارته الى قبرص اليونانية أمس، بطاركة الشرق الكاثوليك وثيقة عمل «سينودس الشرق الأوسط»، المقرر عقده في الفاتيكان في الخريف المقبل، شدد فيها على التهديد الوجودي الذي يواجه المسيحيين في الشرق الأوسط، نتيجة الهجرة والنزاعات، وتطرق إلى «الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية»، منتقداً الجماعات الأصولية المسيحية التي تدعم «الظلم» الاسرائيلي، ووصف التطرف الاسلامي بانه تهديد للمسيحيين واليهود والمسلمين تنبغي مواجهته معا.

وفي اليوم الثالث والأخير من زيارته لقبرص، ترأس البابا قداساً في ملعب رياضي في نيقوسيا شارك فيه نحو عشرة آلاف شخص، وسلم في نهايته بطاركة الشرق الكاثوليك وثيقة عمل تتضمن نقاطاً اساسية حول وضع المسيحيين في الشرق الاوسط وعلاقتهم بمحيطهم.

وستناقش هذه الوثيقة التي تحمل اسم «آلية العمل» في كافة الأبرشيات المسيحية لتعرض على «المجمع من اجل الشرق الاوسط» الذي سيعقد في روما في تشرين الاول المقبل بحضور بطاركة الشرق، على ان يصدر في ختام اعماله «إرشاد رسولي» يتضمن النص النهائي.

وشدد البابا في كلمته، كما شددت الوثيقة، على تداعيات الاحتلال الاسرائيلي على وضع المسيحيين في الشرق الاوسط المهددين بـ«الاختفاء» بسبب نزف الهجرة المتواصلة. وقال البابا «اكرر دعوتي الشخصية للقيام بجهود دولية وعاجلة لحل التوترات الحالية في الشرق الاوسط وخصوصا في الارض المقدسة قبل ان تدفع هذه النزاعات نحو مآس اكبر».

وأدانت الوثيقة عدم احترام «القانون الدولي»، معتبرة «ان الصراعات السياسية القائمة في المنطقة تؤثر تأثيراً مباشراً على حياة المسيحيين بصفتهم مواطنين كما بصفتهم مسيحيين ما يجعل وضعهم بشكل خاص هشاً وغير مستقر». وتطرقت الى «الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية الذي يجعل الحياة اليومية صعبة» للفلسطينيين، وانتقدت «بعض الجماعات الاصولية المسيحية التي تبرر الظلم السياسي الواقع على الفلسطينيين استناداً الى الكتاب المقدس، ما يجعل وضع المسيحيين العرب اكثر حرجاً».

ولم تخف الوثيقة قلقها الشديد على مستقبل المسيحيين، فشددت على انهم «مواطنون اصليون ينتمون حقاً وقانوناً الى النسيج الاجتماعي والى الهوية ذاتها لبلادهم الخاصة». واعتبرت ان «اختفاءهم سيكون خسارة للتعددية التي ميزت بلاد الشرق الاوسط. وغياب الصوت المسيحي سيسبب إفقار المجتمعات الشرق اوسطية». وأضافت أن وضع المسيحيين في الشرق الأوسط زاد سوءا مع الوضع الاجتماعي الذي ينذر بالخطر في العراق «حيث أطلقت الحرب قوى الشر»، ومع انعدام الاستقرار السياسي في لبنان.

وتطرقت الوثيقة أيضاً الى العلاقة مع المسلمين الذين «تنظر اليهم الكنيسة بتقدير»، موضحة «نحن بصفتنا مواطنين لبلد واحد ووطن واحد، نتقاسم اللغة نفسها والثقافة عينها كما افراح بلداننا وآلامها». واعتبرت بالمقابل ان «التيارات المتطرفة (الإسلامية) تشكل تهديداً لجميع المسيحيين واليهود والمسلمين، وينبغي علينا ان نواجهها معاً».

من جهته، قال البطريرك الماروني نصر الله صفير، الذي كان في عداد بطاركة الشرق، عن هذه الوثيقة، «إنها موجهة الى المسيحيين وتدعوهم لرص الصفوف ليبقوا في اماكنهم». وأكد ان النزاع العربي الاسرائيلي يؤثر سلباً على مسيحيي الشرق لأن «حالات النزاع وعدم الوفاق والخروج على القوانين» تدفع المسيحيين اكثر فأكثر الى الهجرة.

من جهته اعتبر بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام «ان غياب السلام هو التهديد الأكبر للوجود المسيحي وليس الأصولية»، داعياً الى ان «يكون هذا العام الذي يشهد المجمع من اجل الشرق الأوسط عام السلام في هذه المنطقة».

وحول تطرق الوثيقة الى الأصولية المسيحية، قال لحام «إن ما يسمى بالأصولية المسيحية هو اصولية صهيونية تلبس ثياباً مسيحية وهي ليست موجودة في البلدان العربية بل في اسرائيل والولايات المتحدة عبر بعض المسيحيين البروتستانت الذين يتمسكون بتعبير حرفي للكتاب المقدس عن ارض الميعاد». وشدد على ان هذه «الاصولية دخيلة على المسيحية ومؤذية لأنها تضعنا في خانة الصهيونية». وأشار الى ان الهدف من المجمع الكنسي «هو تعميق شعور المسيحيين بأن لنا دوراً وحضوراً وشراكة في الدول العربية ذات الأغلبية المسلمة، ولإبراز أهمية السلام الذي يمنع عنا خطر الهجرة». وكان البابا قال قبل تسليم الوثيقة إنه يصلي لكي تساعد اعمال المجمع المقبل «في لفت انتباه المجتمع الدولي الى وضع المسيحيين في الشرق الاوسط الذين يعانون من اجل إيمانهم، لإيجاد حلول عادلة ودائمة للنزاعات التي تتسبب بهذا القدر من العذابات». واقتصرت المعارضة لزيارة البابا على نحو 20 شخصاً من «المتطرفين» الأرثوذكس تجمعوا خارج الملعب الذي اقيم فيه القداس، وحملوا لافتات كتب عليها «البابا هرطوقي» و«البابا غير مرغوب فيه على ارضنا الأرثوذكسية». وقبل مغادرته قبرص، زار البابا كاتدرائية الموارنة في نيقوسيا. وكان التقى، امس الاول، رئيس الجمهورية القبرصية ديمتري خريستوفياس ورئيس اساقفة قبرص الارثوذكس خريسوستوموس الثاني والزعيم الصوفي الشيخ ناظم حقاني. (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

   

حرب العصابات البحرية القادمة: ما هي قدرة حزب الله في البحر؟ 

٧ حزيران ٢٠١٠

طارق نجم

الأسبوع الماضي، وعلى وقع صفارات الإنذار المدوية في سماء إسرائيل، وخطابات التحرير المدوية في سماء لبنان، وبفارق 24 ساعة، كانت تجري مناورات الدفاع المدني الإسرائيلية يواكبها خطاب الأمين العام لحزب الله الذي أضاف جديداً على وعوده للإسرائيليين وهو التهديد بحصار شواطىء إسرائيل إن حاصرت الشواطىء اللبنانية. إنّ شروع حزب الله في مرحلة ما يمكن تسميته بـ"المقاومة البحرية" يؤكد بشكل جازم إمتلاكه للعتاد اللازم للقتال البحري والذي عادة ما يكون مرّ عليه فترة من الزمن ودرب عناصره على إستعماله قبل أن يكشف الحزب النقاب عنه. ولم يعدّ خفياً أن أغلب عناصر الحزب يتلقون التدريبات المكثفة في مخيمات مشهد، والأهواز، وطهران، وأصفهان كما يحصل الحزب على أفضل الأسلحة الإيرانية في نفس الوقت الذي يحصل عليها الحرس الثوري. وما هذا إلا تعبير عن عمق الشراكة مع إيران والتي لم يكن التعاون في السلاح البحري غائباً عنها.

حزب الله يبدو أنه يخطط لمثل هذه المواجهة المفتوحة منذ زمن خصوصاً أن شواطى فلسطين المحتلة تمتد من أقصى الشمال إلى حدود قطاع غزة، بطول 224 كلم في مواجهة البحر الابيض المتوسط. وعلى هذه المسافة يوجد ثلاثة موانئ إسرائيلية رئيسية تبدأ من ميناء حيفا ثم تل أبيب وبعد ذلك أشدود. وفي حال أضفنا الكيلومترات الستة التي تسيطر عليها إسرائيل على شاطىء البحر الأحمر، يمكن أن يضاف ميناء إيلات بإعتباره رابع أكبر مرافىء الدولة العبرية. هذه الموانىء ذات الطبيعة المدنية والنشاطات الإقتصادية المتنوعة، تملك جميعها طابعاً عسكرياً حيث يرسو فيها الأسطول الإسرائيلي بقطعه المختلفة، وحيث تتخذ الغواصات من حيفا مركزاً لها، والكوماندوس البحري يعسكر في قاعدة عتليت التي إنطلق الإسرائيليون لتنفيذ عمليتهم الأخيرة ضد أسطول الحرية. وبحسب الكثير من التحليلات العسكرية والأمنية، ستتنوع العمليات التي قد يلجأ إليها الحزب من إمكانية خطف رهائن، إلى تفجير السفن التجارية الإسرائيلية وغير الإسرائيلية المتوجهة للأراضي المحتلة، وكذلك العمليات الإنتحارية المتنوعة الأشكال، إلى زرع ألغام صغيرة، وأخيراً اللجوء إلى الهجمات بالزوارق الصغيرة والسريعة على غرار المناورات الإيرانية الأخيرة.

السلاح الأكثر فتكاً: الزوارق الصينية السريعة

تؤكد التقارير الواردة من الخليج العربي أنّ المناورات التي أجريت في الخليج ومضيق هرمز في الفترة الماضية، قد شهدت اختبار الحرس الثوري لصواريخ وزوارق سريعة جديدة قادرة على تدمير السفن وشاركت فيها فرق من الغواصين كما قامت فرق من القوات البرية بزرع الالغام وجمعها. وطوال أيام لمناورات، انتشرت المدمرات الصغيرة والبوارج الحربية المتوسطة الحجم في مواقع العمليات لمواجهة توغل وهمي لغواصات العدو في سواحل بحر عمان. وعادة ما يشارك مقاتلي حزب الله في مثل هذه المناورات الإيرانية.

وقد تساءل أوستن باي، الكاتب المتخصص في المسائل الدفاعية، بمقالة له نشرت في الهيوستن كرونيكل في كانون الأول عام 2008: هل يمكن للزوارق السريعة للحرس الثوري أن تغرق سفينة حربية أمريكية؟ ويجيب أن أي انتحاري يقود أحد هذه الزوارق المطاطية أو غير المعدنية بشكل متعرج، يمكن أن يجد طريقه بسهولة من خلال دفاعات الأمريكية وبعيداً عن رقابة الرادار، ويغدو هدفاً صعباً للدفاعات الأمريكية خصوصاً إذا تم تنسيق الجوم بطريقة الأسراب.

وتتزايد فعالية هذه الزوارق في حال كانت البوارج الحربية راسية في المرافىء مع إنخفاض درجة الـتأهب لديها . ونتذكر هنا ما حدث للبارجة الأميريكة كول في خليج عدن في تشرن أول عام 2000 حين تعرضت لهجوم إنتحاري من قبل تنظيم القاعدة نفذ بزورق ملغّم وأسفر عن مصرع عشرات الأمريكيين حيث نجت كول بأعجوبة من الغرق. منذ ذلك الحين عمدت البحرية الأمريكية لتجهيز سفنها برشاشات أتوماتيكية خفيفة من عيار 25 ملم بالإضافة إلى أن الطواقم تلقوا تدريبات على استعمال صواريخ ستينغر المضادة للطائرات في حالات الهجمات الجوية. وكل هذه الخبرات قد جيرت لصالح البحرية الإسرائيلية التي من المرجح أنها عممت الإجرءآت نفسها على بحريتها.

ومنذ العام 2006، وبحسب الإستخبارات البحرية الأمريكية في تقريرها الصادر في خريف 2009 عن البحرية الإيرانية، فإن الصين سلمت لإيران زوراق دورية سريعة ومتعددة الإستعمالات يبلغ طول بعضها 14 مترا ولكن مسلحة بصواريخ مضادة للسفن وطوربيدات. والمخيف منها هي الزوارق الأقل حجماً والسريعة والتي تفوق سرعتها 70 عقدة لأنها مسلحة تسليحاً متوسطاً بالراجمات وقادرة على الإنقضاض على أهدافها بأسراب مما يفقد السفن المستهدفة أي قدرة على الردّ.

صواريخ نور وكوثر ونصر...سلسلة لا تنتهي من التعاون الصيني الإيراني الذي يجرب على شواطىء لبنان

أوستن باي قدّم تحليلاً ممتازاً للوضع الأسبوع الماضي حين قال إنّ ما يعرف عن الصواريخ الموجودة لدى حزب الله هي صينية التصميم من طرارز c802، والتي تنتجها ايران منذ سنوات تحت اسم "نور"، وكوثر الذي يعتبر نسخة معدلة من الصاروخ الصيني C701. وهنا يبقى السؤال الوحيد هو ما إذا كان حزب الله قد تزود بصواريخ إيرانية جديدة مضادة للسفن.

فالصين وايران أطلقتا الإنتاج في آذار 2010 لمنشأة تصنع صاروخ نصر، وهو النسخة الإيرانية للC704 الصيني، وهو الأحدث من نوعه وقد اطلقته البحرية الايرانية خلال مناورات نيسان 2010، في خطوة مماثلة لإدخال صاروخ كوثر في الترسانة البحرية الكبرى في نيسان من عام 2006 والذي أستعمله حزب الله بعد ثلاثة أشهر من عام 2006. الأمر الذي يرجح أن حزب الله يمتلك "نصر" حالياً ضمن ترسانته كوثر قبالة ساحل لبنان.

لكن قدرات حزب الله الصاروخية لم تكن بالمستوى الذي تم تظهيره في الإعلام. فقد عمدت وسائل إعلام الحزب إلى الإستغلال الكثيف لضرب البارجة ساعر أو حانين قبالة بيروت لكن حقيقة ما حصل كانت مختلفة. الموقع الألكتروني التابع لحزب الله نشر في حينه صوراً لبارجة تنفجر معلناً أنها البارجة الإسرائيلية في حين أن الحقيقة تظهر أن الصورة تعود إلى السفينة الإسترالية تورنز التي تم إغراقها عمداً عام 1999 من خلال ضربها بالطوربيد، كما أشارت صحيفة الهيرالد صن. أما الأمر الآخر الذي تم كتمانه هو عدم تمتع صواريخ حزب الله بالدقة اللازمة لأن الصاروخ الأول أخطأ البارجة الإسرائيلية واصاب سفينة تجارية كمبودية كانت تسير على بعد 10 أميال وقتلت عمالاً مصريين على متنها. في حين أن الصاروخ الثاني لم يصب بدن البارجة، بل المروحية العسكرية التي على متنها. ويمكن للبوارج الحربية الإسرائيلية الدفاع عن نفسها ضد الصواريخ المضادة للسفن لأن ما قامت به حانيت هي تقصيرها بتشغيل أنظمتها الدفاعية.

الغواصة اللغز: ماذا فعلت في مرفأ بيروت؟ وماذا عن بقية الغواصات ؟

بالنسبة للغواصات، فإن العديد من المعلومات الإستخبارية تشير إلى إمتلاك حزب الله لغواصات صغيرة الحجم بعضها يتسع لشخص واحد وقادرة على إطلاق الطوربيدات. وتملك إيران ثلاثة طرازات من الغواصات هي كيلو ويوكو وناهانغ من دون أن يعرف العدد الدقيق لهذه الغواصات التي ركبت عليها طوربيدات ذات فعالية عالية للغاية. ويتخذ أسطول الغواصات الإيراني من ميناء بندر عباس مقراً له حيث تقوم وزارة الدفاع حالياً بتطوير وإنتاج نسخ محسنة عن تلك الغواصات بمعونة روسية سمحت بتركيب رادارات حديثة على متنها.

في التاسع والعشرين من تموز 2006، كشف الكاتب الإيراني علي نوري زاده النقاب عن وجود وحدات بحرية مدربة إيرانياً لدى الحزب اللبناني. وقد ذكر في مقالته التي نشرت في الشرق الأوسط أن مصدر معلوماته هو ضابط في الحرس الثوري الإيراني درب بنفسه هذه الوحدات البحرية والتي أطلقت إحداها صواريخ C802 التي أصابت المدمرة الإسرائيلية ساعر مقابل شاطىء بيروت. كما أضاف نفس المصدر إلى وجود وحدة غواصات لدى الحزب وزوارق سريعة صينية الصنع، قادرة على إستهداف البحرية الإسرائيلية.

وفي السادس من أيار من هذا العام، أفاد الجنرال الأمريكي المتقاعد بول فاليلي أن غواصة إيرانية، روسية الصنع معبأة بالمواد الخطرة قد وصلت إلى بيروت منذ حوالي اسبوعين. ففي تصريح لوكالة باجاماس الأخبارية Pajamas، أشار الجنرال فاليلي أن الغواصة الروسية كانت ترفع علم إيران حينما رست سراً في مرفأ بيروت.

وتشير التقديرات أن هذه الغواصة جاءت من مرفأ ما في بحر البلطيق من دون إضافة أي تفاصيل. وتابع الجنرال الأمريكي أن الغواصة أفرغت مواد شديدة الخطورة من المرجح أن تكون مواد كيماوية تستعمل في الصواريخ البالستية أو ما شابه. وبحسب التحليل الذي قدمته الشبكة الإخبارية، فإن اللجوء لإستعمال الغواصة في نقل هذه المواد كان لتفادي شحنها بالسفن وتعرضها لإحتمال التوقيف من قبل الأسطول السادس الأمريكي أو البحرية الإسرائيلية أو قوات اليونيفيل. وهذا الخبر يشير إلى أنّ الإيرانيين قد تعودوا اللجوء إلى الغواصات في تعاطيهم مع حزب الله.

الأجسام الطائرة والألغام ... القتل الصامت

في نيسان 2007، نشر مركز جورج مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية تقريراً عن البحرية الإيرانية وتكتيكاتها المحتملة في أي حرب قادمة. حيث أعتبر التقرير أن حزب الله سيكون جزءا من الخطة الإيرانية خصوصاً بعد تزويده بالزوارق الصينية الصنع والغواصات الصغيرة الحجم التي تتسع لعنصر واحد. كما أفاد التقرير أن الإيرانيين قاموا ببناء أرصفة تحت الماء مموهة بشكل جيّد. لكن التقرير نبه كذلك أن حزب الله قد يلجأ إلى وسائل غير تقليدية في ضربه للسفن الإسرائيلية وهي الأجسام الطائرة أو الطائرات الصغير المحلية الصنع والمزودة بمتفجرات ثقيلة كان الحزب قد حاول استخدامها بنجاح محدود خلال حرب تموز 2006 ضد الأهداف البرية الإسرائيلية. وقد تتحول هذه الأجسام الطائرة بالرغم من ضعف دقة الإصابة لديها، إلى قنابل فعالة، ضد الأجسام العائمة الكبيرة والمتوسطة الحجم. وقد رأى التقرير أن حزب الله قد يقوم بإستعمال السفن الكبيرة الحجم والمدنية الطابع كعبوات موقوتة عبر تفخيخها وإرسالها إلى الشواطىء والمرافىء الإسرائيلية.

أما بالنسبة لألغام التي يحتمل أن تستعمل كذلك، فقد افاد خبراء أميركيون أن إيران تملك حتى العام 2004 فقط ما يقارب الـ2000 لغم بحري أغلبها صينية الصنع حيث يمكن زرع بعضها من خلال سفينة خاصة والبعض الأخر، الأصغر حجما، يمكن إطلاقها عشوائياً. وتعدّ هذه الألغام البحرية تهديداً حقيقياً للسفن الكبيرة العاملة في المياه المفتوحة نظراً لقدرتها على تفجير وتدمير واغراق جميع أحجام السفن. ولكن تبقى الألغام سلاحاً صامتاً يصيب بطريقة عشوائية ولا يميز بين هدف معاد أو صديق أو محايد، كما لا يملك القدرة على إلحاق الإهانة التي قد يلحقها الزورق الصغير الذي يطلق النار على السفن المعادية أو الضجة الإعلامية المواكبة للعملية الإنتحارية.

جبهة البحر الأحمر من أرتريا حتى إيلات..والحرب على طريقة القراصنة

وبخصوص ما أشار إليه نصرالله في خطابه عن البحر الأحمر والذي قال فيه "اننا لم نتحدث عنه بعد"، فربما يذكر الإسرائيليين بعملية إغراق المدمرة إيلات التي قام بها المصريون عقب حرب 1967 أو بإحتمال إنطلاق هجمات من ناحية الأردن خصوصاً بالصواريخ أو من مصر. وفي هذا السياق لا يمكن إستبعاد الإنطلاق من السواحل الصومالية والأرترية حيث لإيران مصالح ومرافىء ووجود واضح لقوات الحرس الثوري الإيراني. ومن خلال قواعدهم الأرترية أو الصومالية، فإن حزب الله أو الإيرانيين يستطيعون أن يقفلوا ممر البحر الأحمر الجنوبي أي باب المندب وهي المنطقة التي تعاني أصلاً من تفلت أمني بسبب أعمال القراصنة. ويبدو أن أسلوب القراصنة الذي يعتمد على الكر والفر، والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وكذلك المراكب السريعة، هو الأجدى والأنجع بل يمكن أن يقال أنه المفضل لدى حزب الله في حرب عصاباته الجديدة البحرية على إسرائيل.

سيناريوهات الكوابيس والأساليب غير المسبوقة

في تقريره الصادر عن المؤسسة الدانمركية للدراسات الدولية في تشرين الثاني 2008، يعتبر د. بورن مولر أنّ أسوأ أنواع الهجمات التي قد يقوم بها حزب الله أو من يشبهه من الجماعات المسلحة هو سيناريو الكابوس. وبرأي بولر أنّ هذا الاسلوب قد يتضمن اللجوء الى خطف السفن العادية خصوصاً تلك التي تحمل مواد شديدة الإشتعال مثل النفط والغاز والمواد الكيماوية كنيترات الأمونيوم. ومن ثم يتم توجيهها مباشرة إلى وسط المرافىء وبين السفن الراسية حيث تنفجر محدثة دماراً هائلاً ومعطلة العمل في تلك الأماكن. ويذتذكر في هذا السياق حادثتين هما إنفجار السفينة مونبلان عام 1917 في مرفأ هاليفكس الكندي وسفينتين محملتيم بالذخائر في مرفأ مدينة تكساس عام 1947 مما أدى إلى وقوع آلاف الضحايا والأصابات والخسائر الفادحة. كذلك الأمر فإن السفينة الإيطالية آخيل لورو التي خطفت من قبل ناشطين فلسطينيين عام 1985، كانت الغاية من الخطف هي توجيه السفينة نحو ميناء أشدود الإسرائيلي لتنفيذ عملية معينة هناك من المرجح أن تكون إنتحارية من خلال إغراق السفينة. ولكن فشل العملية منع الخاطفين من تحقيق غاياتهم.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

قوى 14 آذار تحسم انتخابات نقابة الأطباء في بيروت وخلافاتها تضيّع مركز النقيب

 الأحد, 06 يونيو 2010

فازت اللائحة المدعومة من قوى الرابع عشر من آذار بستة أعضاء من أصل ثمانية في انتخابات نقابة الأطباء في بيروت،ولكن طموحات قواها السياسية كما المنتمين إليها جعلتها تنقسم على نفسها،لتخسر مركز النقيب!

ووفق عمليات الفرز فإن كلا من  الدكتورين شرف ابو شرف و ماهر محمد حمزة خرقا اللائحة.

أما الفائزو الستة فهم: نجيب جهشان، غسان السكاف، مريم رجب، رولاند رزق الله، جوزف حداد، وعلي منصور.

وخاض المعركة لمنصب نقيب كل من جهشان والسكاف وأبو شرف.

وجاءت النتائج كالآتي:

نجيب جهشان: 1432

غسان السكاف: 1407

مريم رجب: 1486

رولاند رزق الله: 1290

جوزف حداد: 1283

علي منصور: 1234

شرف ابو شرف: 1329

ماهر حمزة: 1230

والمرحلة الثانية جاءت معركة النقيب بامتياز: انسحاب الدكتور سمير ارناؤوط من انتخاب نقيب، والامر ذاته بالنسبة للدكتور برنار جرباقة كما رفض الدكتور نجيب جهشان الانسحاب لغسان سكاف كونه الاكثر صوتا فبقي الاثنين على ترشيحهما لمعركة نقيب من قبل 14 اذار لمنافسة الدكتور شرف ابو شرف المرشح لمنصب نقيب الاطباء.

وفاز أبو شرف!!!!

وهكذا،في اللحظة الحاسمة، رسب الـ«14 الآذاريون» في معركة «رص الصف» نحو رئاسة النقابة، انفرط التوافق بين أعضاء لائحة «وحدة النقابة»، المكونة والمدعومة من قوى الرابع عشر من آذار والحزب التقدمي الاشتراكي. خسروا «الوحدة» التي رافقتهم حتى صدور نتائج جولة انتخابات عضوية مجلس النقابة وصندوقي التقاعد والتأمين والإعانة. بعدها، لم يعد الوفاق مطلوباً. هكذا، أخذت منهم الفرحة بالفوز الجزئي ربع ساعةٍ فقط، انسحبوا بعدها إلى غرفةٍ مجاورة لانتقاء أحد المرشحين لمركز النقيب قبل فتح صناديق الانتخاب وعودة الهيئة الناخبة (الأطباء المسجّلون في النقابة) لممارسة حقهم مرّة ثانية. لكن، حصل ما لم يكن في الحسبان، فقد أودع الـ«14 الآذاريون» الوحدة في قاعة المشاورات وخرجوا، معلنين فك الارتباط، ومعركة بين أبناء «البيت الواحد».

من هنا، بدأت القصة. من إصرار مرشحَيْن في اللائحة على الترشح لرئاسة النقابة، وهما غسان السكاف (الجامعة الأميركية في بيروت والمدعوم من تيار المستقبل)، ونجيب جهشان (المستقل وقيل إنه مدعوم من القوات اللبنانية). قبل ليلة واحدة من الاستحقاق، اتفق المرشحان على أن ينسحب من يحصل على النسبة الأكبر من الأصوات للآخر. لكن، حصل ما لم يكن في الحسبان. لا جهشان انسحب ولا السكاف. أما الأسباب؟ فقد فرضتها نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات، إذ رغم إصرار جهشان على أنه هو من يحق له إكمال معركة رئاسة النقابة، لأنه فاز بفارق 25 صوتاً عن السكاف، إلا أن الأخير لم يرض بالانسحاب، لأن «ما حصل في الجولة الأولى كان عملية غير أخلاقية، أعطانا جهشان 120 صوتاً فقط، فيما أعطيته أنا 1270 صوتاً، يا عيب الشوم على التشطيب».

طلاق مرشحي لائحة الوحدة أراح لائحة «النقابة للجميع»، المؤلفة والمدعومة من قوى 8 آذار، إذ زاد من حظوظ الطبيب شرف أبو شرف (التيار الوطني الحر) بالنجاح، وخصوصاً بعدما أعلن حليفه ماهر حمزة (حزب الله) انسحابه لمصلحته.

وهكذا،فاز الدكتور شرف ابو شرف، بمركز نقيب الاطباء في لبنان، بعد نيله 1312 صوتا، مقابل 1110 صوتا للدكتور غسان سكاف، فيما نال المرشح الثالث الدكتور نجيب جهشان 319 صوتا.

 

التتريــــك" مجــــدداً

نايلة تويني/النهار     

سمعت كلاماً كثيراً في الأيام الماضية عن الضعف العربي والوهن العربي والتراجع العربي، وأنا أعلم بالتأكيد أن الناطقين به ليسوا من الأعاجم وإن كانوا يدينون لهم بالولاء، والانتماء.

في مقابل الكلام المسيء الى العالم العربي، يبرز المديح الاستثنائي للاتراك، وقد تحولوا الشعلة التي تضيء الدرب الى فلسطين والأسطول الذي يحرّر غزة. صاروا في الواجهة، وتقدموا على كل المساعي والتضحيات التي قدمتها دول وشعوب عربية، وكأن قضية فلسطين ظلت حيّة على مدى كل تلك السنين من دون توافر الدعم، ولو مادياً، لها.

هل التهجم على الحال العربية هو حركة بريئة من أناس فاض فيهم الغضب والحزن المتراكمان، أم هو خطّة مفتعلة منذ سنوات بهدف إضعاف الحالة العربية لمصلحة النظام الايراني ومحوره الذي اضاف اليه تركيا اليوم. تلك التركيا الطامحة الى لعب دور اقليمي، والتي تريد ردّ الصاع الى المجتمع الدولي وتحديداً الاوروبي الذي لم يفتح لها مصراعي الباب حتى ساعته. لا نريد خلق حال عداء ضد تركيا، اذ لا مصلحة لنا في ذلك، ولكن ليس من مصلحتنا أيضاً التحامل على كل الدول العربية لمصلحة ايران وتركيا.

رغم كل ما حصل، ورغم حملات التهليل والتعظيم، لم تلجأ تركيا الى قطع علاقتها باسرائيل، وهي لم تنتفض لو لم يسقط لها ضحايا، وقد شاهدت كل الحروب والجرائم بأم العين طوال الأعوام الماضية، والطويلة. تحاول تركيا ان تلعب دوراً فقدته مع انتهاء الحكم العثماني الذي طال أمده، ويحاول بعض الفلسطينيين ومعهم بعض العرب، او المسلمين، التمسك بخشبة خلاص، متناسين انهم يسقطون دورهم كعرب، ويساهمون في إلغاء هويتهم، ويجعلون مصائرهم في السلة التركية التي ستفيد من الوضع الراهن لتحسين شروط لعبتها والامساك بالمزيد من أوراق تلك اللعبة، للتقدم، علينا حتماً. فهل يحن بعض العرب الى زمن "التتريك"؟

 

هل يكون الدور التركي مكمّلاً  للدور الإيراني أم منافساً له؟

خلط أوراق وتغيير تحالفات في المنطقة

اميل خوري/ النهار

يعتقد البعض في قوى 14 آذار بان دخول تركيا على خط الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والعربي – الاسرائيلي بقوة، قد يخلط اوراق التحالفات في المنطقة وخصوصا في لبنان، ويقيم ربما ما يشبه صراع محاور جديدة تجعل اللبنانيين ينقسمون في ما بينهم، ليس بين سوريا وايران اذا ما افترقتا بل بين ايران وتركيا، ويصبح على سوريا نفسها ان تختار ايضا بينهما، وهذا من شأنه ان يجعل "حزب الله" في مكان والمتحالفين معه في مكان آخر.

والواقع، ان موقف تركيا الاخير من اسرائيل بلغ ليس حد المواجهة الكلامية كما مع ايران، بل حد المواجهة الدموية التي قد تتصاعد من اجل كسر الحصار على غزة، وان هذه المواجهة في حال حصولها قد تتطلب تدخل مجلس الامن والدول الكبرى ليصبح الحل المطروح تسوية سلمية شاملة لأزمة الشرق الاوسط تفرض على جميع الاطراف المعنيين تحت طائلة التهديد بفرض عقوبات على من يرفض هذه التسوية.

ولفت البعض في قوى 14 آذار قول النائب وليد جنبلاط في حديثه الى برنامج "كلام الناس"، انه "يتمنى على الخطاب الايراني ان يكون موازنا للخطاب التركي ازاء اسرائيل"، وهذا معناه ان الطريقة المجدية في مخاطبة اسرائيل هي تلك التي تعتمدها تركيا وليس ايران التي تهدد بازالة اسرائيل من الوجود في المنطقة وبالاصرار على الحصول على السلاح النووي اسوة بها، فيما اقتربت الدول الكبرى من الاتفاق على فرض عقوبات عليها.

وعندما يدعو النائب جنبلاط في حديثه التلفزيوني الى استيعاب سلاح المقاومة، في اطار استراتيجية دفاعية، فمعنى ذلك انه بات اقرب في تفكيره الى قوى 14 آذار منه الى بعض قوى 8 آذار وكأن شيئا ما قد يحدث في المنطقة بعد فرض عقوبات على ايران يجعلها معزولة عربيا ودوليا وتأخذ تركيا دور الانقاذ باعتماد خطوات عملية وليس بالخطب الرنانة.

وعندما تأخذ تركيا هذا الدور من ايران فإنها لا تجعل دول الجوار تشعر بالخوف والقلق كما شعرت بهما وهو مع ايران، بل على عكس ذلك، فانها تتعاون مع تركيا على انجاح مهمتها، ومنها على الاخص المملكة العربية السعودية ومصر وحتى سوريا المتحالفة مع ايران، لا تستطيع الا ان تكون متعاونة مع تركيا من دون ان تبتعد او تنفصل عن ايران.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تعود المنطقة وتنقسم بين محورين جديدين: المحور التركي ومن معه عربيا واقليميا ودوليا، والمحور الايراني ومن معه، ام ان ايران ومن معها تلتقي عندئذ وتركيا ومن معها، على بذل جهود مشتركة لانجاح تسوية سلمية شاملة لأزمة الشرق الاوسط ولا سيما للقضية الفلسطينية لب هذه الازمة فتنعم المنطقة عندئذ بالامن والسلام والاستقرار وينتهي الصراع المزمن مع اسرائيل.

ثمة من يقول ان ايران التي تكون واقعة تحت ثقل العقوبات والعزلة الدولية، قد لا تكون قادرة على ان تكون في موقع التصدي والمواجهة خصوصا عندما تكون تركيا هي التي تقوم بالدور المطلوب بمباركة عربية واقليمية ودولية، ولا يعود عندئذ في امكان اي طرف غير راغب في السلام وله مصلحة في استمرار وضع اللاحرب واللاسلم عرقلة هذا الدور او افشاله، بل ان تحقيق السلام هو الذي يوقف سباق التسلح ويجعل البحث في خلو المنطقة من السلاح النووي ممكنا.

وليس غريبا ان يكون للدور التركي نوع من الزخم العام في اتجاه السلام الشامل والعادل لانه سبق لتركيا ان كانت الوسيط النزيه في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل، وان هذه المفاوضات توصلت الى الكثير من نقاط الاتفاق ومن مقترحات ومشاريع الحلول، وكادت ان تنتقل الى مرحلة المفاوضات المباشرة لولا حرب اسرائيل على غزة، ونجحت تركيا اخيرا مع البرازيل في جعل ايران تقبل بنقل الاورانيوم المخفض التخصيب لديها الى تركيا، فبات الموضوع ان تركيا وليس اي دولة اخرى هي ملتقى المحورين القائمين في المنطقة، اي محور الاعتدال ومحور الممانعة او الرفض. وهي الدولة الاطلسية التي تربطها بالعديد من دول الغرب والشرق صداقات متينة حتى ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان زار اليونان في أوج ازمتها المالية والاقتصادية وان علاقة تركيا باسرائيل وان بلغت حد التوتر العالي والخطابات النارية المتبادلة، فان غالبية الاصوات لدى اللوبي الصهيوني، في دول العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة الاميركية تفضل ان تظل تركيا راعية لمفاوضات السلام وان يكون لها دور مؤثر في مسارها.

اما سوريا التي لم تظهر حتى الآن اي امكان لفكاك شراكتها مع ايران اقليميا، فانها لا تزال تحافظ على مظهر الميزان بين ما يربطها بايران وما يربطها بتركيا التي تبقى مع حكم حزب اسلامي فيها جزءا من الاطلسي والراغبة بشدة بان تنضم الى الاتحاد الاوروبي. ويمكن القول في ضوء هذا الواقع ان العلاقة السورية بتركيا والعلاقة السورية بايران هما الصيغة الاقليمية التي ترتاح اليها دمشق، لانها الصيغة التي توازن بين توتر ايران مع الغرب وتهدئة تركية، وان كان هذا الوجه المزدوج يجعل المنطقة تواجه الهدوء الحذر، كما ترى ان الدور التركي هو مكمل للدور الايراني في المنطقة.

وثمة من يرى خلاف ذلك ويعتقد بان الدول الكبرى التي لها مصالح حيوية في المنطقة، قد لا تقبل بان تعطي تركيا دورا اكبر منها بل يفوق دور هذه الدول، وانه اذا تم انزال عقوبات جديدة بايران فان الوضع قد يزداد تشنجا وتوترا في المنطقة، ويعيد خلط الاوراق وفرز التحالفات بين من هم مع تركيا ومن هم مع ايران، وعندها تصبح سوريا في وضع حرج وكذلك حلفاؤها في لبنان، وقد يكون التخوف من ذلك هو الذي جعل الرئيس الاسد يقول: اننا ننتظر تحركا جديدا للراعي الاميركي ومستعدون لحلول وسط باستثناء الارض".

ان الايام المقبلة قد تجيب عن اي من الرأيين هو الصواب.

 

هل يكون لبنان ساحة تصفية للعقوبات على إيران؟

استبعاد المواجهة مستمر ورد طهران في أمكنة أخرى

روزانا بومنصف/النهار     

اقترنت المخاوف الكبيرة التي ساقها كثرعلى الصعيدين السياسي والديبلوماسي على حد سواء حول الوضع في لبنان خلال الاشهر القليلة الماضية واحتمالات نشوب حرب اسرائيلية على لبنان او قيام "حزب الله" في المقابل باعتداء على اسرائيل يمكن ان يؤدي الى حرب على لبنان وربما اكثر امتدادا نحو سوريا وحتى ايران بعامل اساسي هو احتمال فرض المجتمع الدولي عقوبات على ايران بسبب ملفها النووي. ولا يزال مراقبون ديبلوماسيون يخشون من تداعيات موضوع الملف النووي الايراني نظراً الى الارتباط الوثيق لـ"حزب الله" بايران واعتبارهم ان تنفيس الوضع المحتقن على صعيد الملف النووي الايراني لن يحصل الا في لبنان او ان لبنان سيكون احد ابرز ساحاته شأنه في ذلك شأن تلقفه كل النزاعات في المنطقة وتفجيرها على ارضه. ومع ان هذا الاعتقاد لا يزال قويا بنسبة كبيرة ، فان واقع الامر ان موضوع التداعيات العسكرية او الحربية التي يمكن ان يعاني منها لبنان قد تراجعت الى حد لا بأس به خصوصا مع استعداد مجلس الامن للتصويت على فرض عقوبات جديدة على ايران هذا الاسبوع علما ان الملف الجديد الذي فتح مع اسرائيل من خلال اسطول الحرية الذي سلط الاضواء مجددا وبقوة على الحصار الذي تفرضه اسرائيل على غزة يخشى كثيرون ان يشكل الواجهة الجديدة لتفجر ما هو ابعد مما حصل حتى الان تزامنا مع التصويت على فرض عقوبات على ايران ولا يكون هذا التصويت او رد الفعل عليه هو المسبب الظاهري والموضوعي لاي حرب جديدة . وهذا الامر الذي في حال حصوله سينسف كل المعطيات لا بل المعلومات التي تحدثت عن استبعاد لحرب تنشب خلال هذا الصيف والتي حصل عليها متصلون بكل الاطراف المعنيين في اسرائيل وسوريا وليس اكيدا مع ايران او بالواسطة من خلال اطراف ثالثين.

وهواجس حصول حرب على لبنان تكاد تتكرر مطلع كل صيف مع السيناريوات نفسها تقريبا ولأي سبب كان اكان ما يتعلق مثلا بالمحكمة الدولية او باي سبب اخر من دون الاخذ في الاعتبار ان لكل حرب معطياتها واسبابها فضلا عن حسابات الربح والخسارة ايضا لدى الافرقاء الذين يمكن ان يتورطوا فيها.

لكن هذا الاستبعاد للحرب راهنا لا يزال قائما من حيث المبدأ ولم تبدله حتى الان التطورات المأسوية التي حصلت الاسبوع الماضي وعلى رغم الاخذ في الاعتبار هذه العوامل الجديدة بالتوازي مع التطلع الى رد فعل طهران على القرار الجديد للعقوبات الذي يتوقع صدوره وفق التأكيدات التي لم تحملها واشنطن فحسب بل ايضا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الذي اعلن على اثر لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل قبل يومين ان "مظاهر انعدام المسؤولية من ايران لا يمكن ان تستمر. والوضع هو كالتالي : هناك اتفاق على العقوبات". واذ يغلب الاعتقاد او بالاحرى الاقتناع راهنا بان الحرب لن تكون مجدية فعلا لا في منع العقوبات ولا في تخفيفها، فان اي تدهور لن ينفع ايران في حال تفجر الوضع في لبنان وتورط "حزب الله" فيه لجهة تخفيف الوضع الضاغط على ايران وذلك في الوقت الذي يغلب فيه الاقتناع ان ايران لن تضحي بالسلاح الذي تقدمه للحزب ولا بالحزب لسبب من هذا النوع وهو اهم بكثير من العقوبات . ذلك ان اي حرب من حيث المبدأ تقوم لسبب ما والحرب في العام 2006 ساهمت او ادت الى تغيير قواعد اللعبة ولا يعتقد ان المسألة واردة راهنا او في المدى المنظور انطلاقاً من اعتبارات عدة من بينها: ان اسرائيل لا مصلحة لها في قيام حرب راهنا خصوصا انها ساهمت عبر اعتدائها على اسطول الحرية في حجب الانظار والاهتمام الدوليين عن العقوبات على ايران بحيث بدا موضوعا ثانويا ازاء الحصار المفروض على غزة ولم يعد موضوعا يحتل الواجهة عشية اقرار مجلس الامن العقوبات على ايران. ان هذه الاخيرة لن تكون في وارد التضحية بـ"حزب الله" الذي بغض النظر عن مدى الاذى الذي يمكن ان يلحقه باسرائيل كما في حرب 2006 فان اذى كبيرا سيلحق به ايضا يؤدي الى اضعافه في ظل سعي اسرائيل الاكيد لتدميره بغض النظر عن الاذى المدمر الذي سيلحق بلبنان . واضعاف الحزب ليس في مصلحة ايران ولا في استراتيجيتها . وسبق للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان نفى قبل ايام قليلة اي حرب اسرائيلية على لبنان وسوريا وايران مما يعني استكمالا استبعاد اي مبادرة معاكسة من جانب ايران تجنباً لتأليب المجتمع الدولي ضدها خصوصا مع دول مؤثرة مثل الصين مثلا التي ترددت في مسايرة الدول الاخرى في موضوع العقوبات في حال ابدت نيات مماثلة اي احتمال خوضها حربا مباشرة او بالواسطة عشية فرض مجلس الامن عقوبات عليها.

ما الذي يمكن ان يكون عليه رد فعل ايران على العقوبات في حال لم يكن لبنان احدى الساحات المرشحة لذلك في هذا السياق ؟

تملك ايران عددا من المواقع المؤثرة في المنطقة التي يمكنها ان تقيم ردا على الحماسة الاميركية وغير الاميركية في اتجاه فرض عقوبات عليها في موضوع ملفها النووي . وهذه المواقع تمتد من العراق حيث تلعب دورا مؤثرا وصولا الى افغانستان فاليمن وغير ذلك من المواقع التي يمكن ان تبدي رد فعل امنياً او سوى ذلك يمكن ان يندرج كرد على العقوبات ولمضايقة الاميركيين على رغم الاعتقاد ان ذلك لن يصل الى حدود اي حرب استنادا الى ذلك كما حصل في محطات اخرى عدة مع ايران كما مع دول اخرى. فهناك ابواب اخرى يمكن ان تلجأ اليها ايران من خلال اتفاقات سرية مع بعض الدول او دفع اموال كبيرة لشركات عالمية او ربما خوض مفاوضات جديدة مع الغرب على وقع المعطيات الجديدة . وهو ما تأمله المصادر المراقبة باعتبار ان نص قرار العقوبات لا يزال يعول على ترك الباب مفتوحا امام المفاوضات والديبلوماسية ايضا.

 

تعزيز حقوق المتهمين: مقاربة مقارنة بين المحكمة الخاصّة بلبنان

والمحكمتين الجنائيتين الدوليتين ليوغسلافيا ورواندا والقانون اللبناني

بقلم الأب فادي فاضل/النهار      

ينتظر المجتمع الدولي بدء المحاكمات القضائية في المحكمة الخاصة بلبنان بهدف اكتشاف الوجه الجديد للعدالة الدولية من حيث فصلها في جريمة ارهابية كجريمة منفصلة. بمَ ستتميز المحكمة الخاصة بلبنان في اجراء المحاكمات مقارنة بسائر المحاكم الجنائية الدولية المتخصصة. وما هي علامات التطور التي تتصف بها من حيث الآليات التي تضمن عملية منصفة بعيدة جداً عن التدخلات السياسية؟ وما الدروس التي تعلمتها من أوجه التقصير لدى المحاكم الأخرى؟ وما مساهمتها في التأكيد على مصداقية العدالة الجنائية الدولية؟ انها أسئلة كثيرة تطرح في شأنها، ولا تزال تنتظر الاجابة عنها تباعاً. وفي شكل خاص في ما يتعلق بتعزيز حقوق المتهمين، نذكر الملاحظات الآتية:

بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا تتألف المحكمتان المذكورتان من ثلاث هيئات هي: الغرف وقلم المحكمة والادعاء. يعتبر المدعي العام الذي يندرج في اطار المحكمة عضواً منفصلاً عنها ويعمل باستقلال تام. ولكن، حتى ولو كانت الأدوات القانونية لمحكمتي يوغوسلافيا ورواندا تنص على احكام متعلقة بحقوق الدفاع، إلا أننا نلاحظ أنه ما من هيكلية منفصلة ومستقلة تنص عليها هذه الأدوات لضمان تفعيل هذه الحقوق فعلاً من المحامين بكل حرية واستقلال. وبالتالي، ما من مكتب دفاع يساوي مكتب الادعاء الذي أنشأه النظام الأساسي، سواء بحكم الواقع أم بحكم القانون. ونتجت من هذا الواقع عواقب وخيمة أثّرت سلباً في اداء مكتب الدفاع الذي يخضع لسلطة قلم المحكمة المسؤول عن تنظيمه ومراقبته.

وفي حين أن المحامين يتحكمون الى حد ما باستراتيجية الدفاع، يُعنى قلم المحكمة، من جهته، بادارة الدفاع وتنظيمه. ففي قضية "باغيليشيما" (Bagilishema) مثلاً، رفض قلم المحكمة طلب السماح للمحامين باجراء المزيد من التحقيقات في رواندا بدافع انهم "ليسوا في حاجة الى اجراء هذه التحقيقات في ضوء صحيفة استئناف المدعي العام". ثمّ رضخ المحامون لهذا القرار.

ونشير الى ان سلطات رئيس قلم المحكمة لا تخضع للرقابة القضائية، في حالة محكمة رواندا، إلاّ إذا رفض سحب استشارة قانونية طلبها موكله أو هو نفسه. وهذا النوع من القيود لا يُفرض على المدّعي العام الذي لا تُرفض برامج عمله كما يحصل غالباً لبرامج الدفاع. ويساهم هذا الوضع في تقييد حرية الدفاع واستقلاله، علماً ان الدفاع يخضع أيضاً لظروف عمل قاسية.

وبإزاء خبرة سائر المحاكم الجنائية الدولية المتخصصة، تتألف المحكمة الخاصة بلبنان، من الغرف والادعاء وقلم المحكمة ومكتب الدفاع. وخلافاً لسائر المحاكم يتمتع رئيس مكتب الدفاع بالصلاحيات والحصانات نفسها كالقضاة والمدعي العام ورئيس قلم المحكمة. كما تمنح المادة 13 من الاتفاقية التأسيسية للمحكمة الخاصة بلبنان المستشارين القانونيين للدفاع جزءاً من الصلاحيات والحصانات. صحيح أن ضمان الحصانة هو أمر طبيعي، ولكن المحامين الذين كانوا يزورون موكليهم المحتجزين لتقديم الاستشارة القانونية لهم، في حالة محكمة رواندا، كانوا يخضعون طويلاً للتفتيش. ورغم ان الحقائب كانت تمر بالماسح الالكتروني للكشف عنها، كان عناصر مركز الاعتقال يعمدون الى فتحها وتصفّح الملفات، مما كان يلحق الضرر بالسرية المهنية للمحامي. وفي حالة المحكمة الخاصة بلبنان، اصبح مكتب الدفاع يحلّ محلّ قلم المحكمة في تنظيم شؤون الدفاع وادارته، ويتولى المكتب التعامل بشكل مباشر مع المستشارين القانونيين للدفاع ويعمل تحت الرقابة القضائية. ولا ينبغي ان ننسى كذلك أنه يتم توظيف محامين لبنانيين يتقنون القانون واللغة والثقافة الوطنية، الامر الذي كان اشبه بتحد بالغ يصعب تخطيه في محكمة رواندا.

وفي ضوء الاجتهاد القضائي للاتفاق الاوروبي لحقوق الانسان تشكل قرينة البراءة "عنصرا اساسيا من المحاكمة العادلة". وتنتفي هذه القرينة اذا كان القرار القضائي الصادر في حق شخص ملاحق قضائيا يعكس الشعور بانه مذنب، "في حين ان ذنبه لم يتم اثباته مسبقاً بحسب القانون". وفي لبنان، ينص الدستور على هذا المبدأ، غير "ان لبنان عضو مؤسس وعامل في منظمة الامم المتحدة وملتزم ومواثيقها والاعلان العالمي لحقوق الانسان. وتجسد  الدولة هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات بدون استثناء". وتوصلت محكمة التمييز اللبنانية الى النتيجة نفسها من خلال اعتماد آلية أخرى وهي الزامية تقديم الدفوع للاحكام القضائية. وفي القانون الجنائي، تشكل الدفوع القانونية حماية لقرينة البراءة (بحسب ماري دينيز معوشي). وتلتقي عناصر حق التمتع بقرينة البراءة، مع واجب حيادية القاضي، وذلك على صعيد أحد شروط هذا الحق وهو عدم وجود احكام مسبقة.

وفي حالة المحكمة الجنائية الدولية لرواندا ان قرينة الذنب قائمة منذ البداية. ونظرا الى القيمة القانونية للتمهيد، لا بد من التساؤل بجدية عن الهدف الحقيقي لواضعي هذا النظام، خصوصا ان قرينة الذنب واردة ايضا في المادة الاولى من النظام الاساسي. ولكن، حتى ولو تم الادعاء بأن الاشخاص المحالين على محكمة رواندا هم مسؤولون عن الجرائم الجماعية، لا بدً من التذكير بأن المشتبه بهم/ المتهمين يتمتعون بقرينة البراءة، مما يساهم في التخفيف من التأثيرات السلبية لهذه الصيغة الملتبسة لمحكمة رواندا.

وفي حالة محكمة يوغوسلافيا السابقة، وبحسب نظامها الاساسي، يجب ان يصدر في حق الشخص المتهم اتهام يثبته القاضي، وتحديدا قاضي الاجراءات التمهيدية. ولهذا الغرض، يستمع القاضي الى هيئة الملاحقة القضائية في جلسة سماع مغلقة في حضور الطرف المعني فقط. واذا تبيّن للقاضي، اثر هذه الجلسة، ان المدعي العام اثبت القرائن الاولية التي ينبغي استنتاجها من الملاحقات القضائية، يقوم باثبات الاتهام ويبقى قراره غير خاضع للاستئناف.

اما النظام الاساسي للمحكمة الخاصة بلبنان فلا يأتي على ذكر قرينة الذنب على الاطلاق. حتى على مستوى اختصاصات المحكمة. وتنص المادة الاولى من النظام "تختص المحكمة في الاشخاص المسؤولين عن اعتداء 14 شباط 2005" وليس المفترض انهم مسؤولون او مذنبون!. وفي المقابل، تؤكد المادة 16 من النظام الاساسي، الفقرة "ب" و"ج" بوضوح ان "كل متهم بريء حتى اثبات ذنبه، وفق احكام النظام الحالي. وبالتالي يعود الى المدعي ان يثبت ذنب المتهم، وليس على مستوى فعل الاتهام، بل خلال المحاكمة وامام المحاكم، لانه "لادانة متهم، يجب ان تكون المحكمة المعنية مقتنعة بذنبه بشكل لا يحمل الشك المعقول". فالحجز الموقت يندرج ضمن اطار دقيق جدا في قواعد الاجراءات والاثبات في المحكمة الخاصة بلبنان، خلافا لحال محكمة يوغوسلافيا السابقة حيث لا تحديد لمدة الحجز الموقت. مما دفع بوزير العدل البروفسور ابرهيم نجار الى تقديم مشروع قانون في 5 ايار 2009 لتعديل المادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية اللبناني بوضع سقف من 6 اشهر على مستوى الحجز الموقت، قابلة للتجديد مرة واحدة.

وينص الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على ان "حجز الاشخاص الذين هم بانتظار الانتقال الى الحكم يجب الا يكون القاعدة"1. بل ينظر الى الحجز على انه الملاذ الاخير ويجب الا يمنح سوى لاسباب معقولة ومحددة. غير ان مقاربة محكمة يوغوسلافيا السابقة مقيدة وتجعل من الحجز قاعدة الحق والحرية قاعدة الاستثناء 2. وفور نقل المتهم الى مقرها في لاهاي، يجوز للمتهم ان يطلب اخلاء سبيله مفترضا انه في حال العكس، سيبقى معتقلا.

كانت شروط الحصول على اخلاء سبيل موقت تفترض فحصا منفصلا. حتى نهاية عام 1999. كان اخلاء السبيل الموقت يحتاج الى دليل على ظروف استثنائية مع بعض الضمانات للهيئة القضائية مقابل المتهم (تأكيد على مثول المتهم؛ غياب الخطر عن الشهود؛ الضحايا او الاشخاص آخرين) والبلد المضيف الذي يجب الاستماع اليه. ونظرا الى ان هذه المعايير تشكل كلا متكاملا بحيث انها تراكمية ويقع على الدفاع عبء تقديم الدليل، بقي تفسير المحاكم لهذه الشروط صارما جداً وباستثناء بعض الحالات النادرة، رفضت كل الالتماسات التي قدمت لهذا الغرض. وفي تشرين الثاني 1999، ادخلت بعض التعديلات على قواعد الاجراءات والاثبات حيث لم يعد من المطلوب برهنة ظروف استثنائية للحصول على اخلاء سبيل مؤقت. يجب ان يرتكز قرار اخلاء السبيل على معيارين اثنين وهما: الدليل ان المتهم سيمثل امام المحكمة؛ واذا اطلق لن يعرض حياة الشهود او الضحايا أو اشخاص آخرين للخطر.

وفي حالة المحكمة الخاصة بلبنان، صيغت المادة 102 المكرسة لاخلاء السبيل الموقت بشكل مختلف تماما: "لا يجوز لقاضي الاجراءات التمهيدية او المحكمة رفض اخلاء السبيل الموقت، الا اذا كانا متأكدين من ان الحجز الموقت ضروري...". رغم ان القاضي منح هامشا تقديرياً فيما يتعلق بضرورة الحجز، يبقى ان المبدأ المكرس هو الحرية على حساب الحجز. فالصياغة مختلفة عن سابقاتها: "لا يجوز" رفض اخلاء السبيل.

كما ان هذا الاعتبار ملحوظ في الفقرة 22 من الامر الصادر عن القاضي دانيال فرنسين بتاريخ 29 نيسان 2009 في الدفوع، حيث نقرأ "اولا، ان الحجز الموقت هو تدبير ذو طابع استثنائي لا يمكن تبريره الا في حال كان ضروريا جدا3 وفي الشروط التي تنص عليها القواعد". اذا كان الحجز استثنائيا، فهذا يقود الى تكريس الحرية على انها القاعدة. مما يشكل بالنسبة الى المحاكم الجنائية الدولية المختصة ابتكاراً، وحتى عودة محمودة الى الاحترام وضمان الحقوق الاساسية.

وفي هذا السياق، لا بد من الاقرار بأهمية اشراك قاضي الاجراءات التمهيدية في مرحلة التحقيق بالنسبة الى الشهود والمتهمين، بموجب المادة 88 "ج" و"د" و"هـ" و"و". نظرا الى اننا لم نصل بعد الى مرحلة وجود رقابة قضائية على المحقق، من المناسب، في اطار تعزيز حقوق المتهمين، ان يتدخل القاضي في مرحلة التحقيق للاحاطة علما بممارسة صلاحية التحقيق من قبل المدعي العام. وفي المقابل، ما زلنا نأسف للغياب التام لحق نفاذ الدفاع الى الأدلة، في مرحلة التحقيق، ويزاد على ذلك ان آلية الرقابة المتعلقة بتوصيل المدعي العام لادلة التبرئة تعاني الدقة. ولا يمكن للدفاع تشكيل ملفه الا في مرحلة لاحقة، بعد تأكيد قرار الاتهام الرسمي.

غير ان كل شخص على علاقة بالمحكمة الخاصة بلبنان بصفة شاهد ومشتبه به ومتهم يجب ان يستفيد من الضمانات الاساسية.

وكما تشير لجنة القانون الدولي "قد تكون حماية حقوق المتهم خلال المحاكمة صعبة، وحتى مستحيلة، اذا لم تصغ هذه الحقوق، في المراحل السابقة للاجراءات القضائية". يجب ان يتمكن كل شخص على اتصال بالمحكمة الخاصة بلبنان من ان يتمتع بالحقوق التي تتسع، اولا اذا وجدت دفوع تدعو الى الظن انه ارتكب جرما يندرج ضمن اختصاصها او اذا كان مشتبها به. وثانيا اذا اتهم رسميا. وهذا ما لا تحدده البنود التأسيسية للمحكمة الخاصة بلبنان، اذ تشير فقط الى حماية حقوق المشتبه به والمتهم، كما المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا والمحكمة الخاصة بسييراليون.

اخيرا، يهمنا معرفة ما اذا كانت المحكمة الخاصة بلبنان ستعتبر الضغط النفسي وسيلة دفاع، على غرار الراي المخالف للقاضي انطونيو كاسيزي في قضية "ايرديموفيك، تنتظرنا العديد من الاعتبارات الشيقة والمثيرة للاهتمام عند بدء المحاكمات في المحكمة الخاصة بلبنان.

بقلم الأب فادي فاضل      

( استاذ في القانون الدولي)      

 

شيعية سياسية أم شيعية سياحية؟

بقلم ‏محمد علي مقلد

"مليتا"  بتسكين الميم، خلافا لقواعد اللغة العربية، هي إحدى قمم جبل الريحان، حوّلها "حزب الله" إلى معلماً سياحياً جهادياً. زرته مع من زاروه، مواطنين محبين للمقاومة، إعلاميين وفضوليين وسائحين، الخ. مشاعر شتى تغمر الزائر من لحظة دخوله تلك المنطقة التي كانت محظورة على غير المقاومين لثلاثة أعوام خلت، ومحظورة لأشهر قليلة خلت على غير المهندسين  والعمال والعمّارين والتقنيين وسواهم ممن بنوا على سطح ذاك الجبل، جبل مليتا، منشآت للسياحة الصعبة والمخيفة والممتعة في آن واحد.

مئات السيارات وآلاف من البشر قصدوا مليتا في اليوم الافتتاحي المجاني. بعده ستصير الزيارة مدفوعة: أربعة آلاف ليرة لبنانية للكبار ونصفها للصغار ومجانا للأطفال. لولا لباس الإسلاميات الأسود واللحى الخفيفة المرخية لخلت نفسك في أي مكان سياحي في العالم، الأقصر وأسوان مثلا أو كنيسة مون مارتر في باريس أو أي سرداب للمترو. أمواج من البشر ذهابا وإيابا في الممرات والدهاليز والقاعات والأنفاق أو على أسطح الباحات الفسيحة التي لا يعرف الزائر مآلها، هل تبقى باحات أم ستتحول منصات أم سيردمها قصف وحشي إسرائيلي. كيف ترتفع تلك المباني بأبهة النصر الإلهي، بينما يرتفع على الطرف الآخر من الوطن كلام عن عدوان وحروب وأزمات إقليمية ومفاعلات نووية؟

تنظر إلى إنجازات المهندسين وقبلها إلى بطولات المقاومين، ثم تتذكر أن خطابا سياسيا قد يطيح كل هذه الطمأنينة، إذن تسرع الخطى لتنهي جولتك السياحية قبل أن ترتفع نبرة طالعة من التحدي، التحدي الذي تسمعه في قاعة العرض البصري السمعي، وفيه كلام عن صواريخ جاهزة لتقصف أي ميناء أو مطار أو مصنع في إسرائيل أو أية سفينة في البحر الأبيض المتوسط. تنظر من سطح الجبل نحو المتوسط الممتد أمام ناظريك وتتخيل أنك ترى الأندلس الضائعة، ثم تشيح بنظرك نحو فلسطين السليبة. وتسأل، كيف يمكن أن يدير هذا المعلم السياحي  حزب يعيش قادته في المخابئ أو وراء الستار؟ وهل تصدق هؤلاء الشبان إن حدثوك عن السياحة، أم تظنهم يمارسون التقية معك، فيقولون لك شيئا ويضمرون شيئا؟ وتسأل هل سيسمح عدونا الصهيوني للحزب الذي حقق "نصراً إلهياً" عليه ولا يتوقف عن تهديده صباح مساء بالصواريخ العابرة للأوطان، هل سيسمح له بتنظيم نشاط سياحي في مليتا، وهل سيسمح له بأن يستكمل هذا المشروع الكبير الواعد: فندق على سطح الجبل  وتلفريك يصل تلتي جبل الريحان، مليتا وسجد؟ حين تسمع كلاما عن المشروع  الطموح تفرغ ما في قلبك من خوف وتتذكر كلاما عن أن حرب تموز هي آخر الحروب مع إسرائيل، ثم تستدرك أن هذا الكلام قيل في حرب تموز، صحيح، لكن الحرب تجددت بعده في غزة، انتهت الأولى بـ1701 وتمنت اسرائيل أن تنتهي الثانية بمثله. تسأل إذن: ولماذا الصواريخ والاستعدادات العسكرية ؟ فيمتلئ قلبك مجددا بالخوف؟

بين مليتا وسجد واد عميق يجري فيه نهر الزهراني الذي سمي على اسم مصبه لا على اسم منبعه، نبع الطاسة. فتأخذك الأفكار إلى صور مشوشة في رأسك عن الملكية والعدالة والدولة... ذلك النهر ومجراه كانا ملكا لنا نحن أهالي جرجوع، كان أهلنا يديرون عليه مطاحن مائية، وكنا نسبح في بركه الواسعة الباردة ونصطاد العصافير على ضفتيه، ثم أتى من يلغي الحياة من على جانبيه ويجر ماءه في أنابيب ضخمة تتجه نحو قرى النبطية وقضاء صيدا ولا تصل إلى بيوتها.

حين عدنا، بعد الانسحاب الاسرائيلي، إلى مطحنة كان يديرها والدي، فاجأنا مجاهد لا نعرفه بالسؤال عن هويتنا. خرج من مطحنتنا ليسألنا من نحن، ومن اين أتينا ولماذا أتينا، واكتشفنا أنه من قرية بعيدة من البقاع وعذرناه لأنه لا يعرف هذه الأرض وأصحابها. فهل بدأت ملكية جديدة لهذه المطاحن ولتلك الجبال ؟ يروي لنا أهلنا كيف تنازع على ملكية الأرض في القرية أشخاص من قريتنا وإقطاعي من صيدا صار ابنه، أطال الله عمره، صديقا حميما. أما غابة السنديان الممتدة بين سطح الجبل وأول بيوت القرية فهي محمية محظورة على الفلاحين الذين كانوا يخرقون الحظر حين يقصدونها هربا من التجنيد الإجباري في جيش الانكشارية، أو بحثا عن غصن سنديان طري يضعه على مائدة المواشي أيام الشتاء الصعبة. بعد أكثر من قرن من الزمن تحصن "حزب الله" في قلب هذه الغابة هربا من القوى الحليفة لسوريا التي أجبرته على الاختباء عامين كاملين، بنى خلالهما جزءا من تلك الدهاليز، ثم راح يحولها، بعد عشرين عاما، إلى جزء من مشروعه السياحي. نسأل في سرنا، هل استملك الحزب المطاحن والغابات أم أنه صادرها باسم  المقاومة  والمجهود الحربي، ليقيم  عليها مشاريع استثمارية سياحية - سياسية؟

هل يعيد التاريخ نفسه؟ في ما مضى كانت الأرض تنتقل بوضع اليد أو بالحيازة ثم بالملكية بأمر من السلطان. من هو السلطان اليوم؟ صرنا في زمن الصكوك والسندات، ولا يمكن ان تنتقل الملكية إلا بعقود بيع. عرفنا من الأهالي أن "حزب الله" لا يريد أن تتكرر "فتح لاند" العرقوبية في اعالي جبل الريحان، ولذلك راح يشتري أراضي واسعة وبأسعار مغرية، لكن جزءا من الصرح السياحي مقام على الأملاك العامة، فضلا عن أن الأراضي المشتراة لا تكفي لقيام المخطط كله، لا سيما التلفريك الذي لا بد أنه سيحتل الهواء وسيحتاج إلى أعمدة تنصب في الأملاك العامة والأملاك الخاصة على حد سواء.

قبل أن تصل إلى موقف السيارات الشاسع المعد لاستقبال المئات منها، يستوقفك حاجز يتملى من الوجوه ثم يرحب بك ويومي إليك بالمرور، كأنه يكتفي بتنبيهك تنبيها مهذبا إلى أنك صرت في حرم "حزب الله": ابتسم أنت في المعلم السياحي في مليتا. تركن سيارتك وتنزل منها لتجد نفسك بين السماء والأرض، في أعلى الجبل، يمتد أمامك الأفق غربا بغير حدود، وتعترض ناظريك لجهة الشرق قمم أخرى من جبل الريحان. ثم تجد نفسك أمام سور وبوابة كبيرة. حراس مدنيون ملتحون يستقبلونك والممرات تدلك على خريطة الطريق : قاعة العرض البصري السمعي، تشاهد وتسمع فيها شريطا وثائقيا عن المقاومة وتاريخها،تستنتج منه أن ما أنت فيه هو مشروع سياسي بامتياز يخص "حزب الله" لا المقاومة. يمضي بك الظن في هذا الاتجاه لما تعرفه عن الفارق بين الحزب السياسي  والمقاومة. الحزب السياسي يسعى، ككل الأحزاب، وراء المصالح الآنية أو الاستراتيجية، ويبني تحالفاته وخصوماته وصداقاته على أساس تلك المصالح ومن أجلها.أما المقاومة فهي محاطة بهالة من القداسة بفضل الشجعان الذين لا ترى وجوههم بل ترى بطولاتهم وإنجازاتهم، والذين، ككل المقاومين والجنود المجهولين في العالم، يحرصون على إبقاء هوياتهم الشخصية في الظل ويختفون وراء قداسة القضية. تمضي في هذا الظن لأن ما تسمعه وتراه في الشريط الوثائقي خلو من أية إشارة الى مقاومات أخرى تنافست على البدايات، فأية عملية كانت الأسبق، عملية الويمبي أم عملية صيدلية بسترس؟ والثابت أن الأكثر شجاعة هو القرار الشيوعي ممهورا بتوقيع جورج حاوي ومحسن ابرهيم، ولا يهم من كان المنفذ الأول.

تخرج من قاعة العرض البصري السمعي إلى قاعة المتحف المجاورة التي جمعت فيها بقايا أعتدة وأجهزة عسكرية من جيش العدو، وعلى الجدران لوحات سجلت عليها كل المعلومات المتاحة عن تشكيلات الجيش الصهيوني وأماكن تجمعه وتجهيزاته وألويته وفرقه وثكناته ومدرعاته وطائراته، الخ. ولا  يخفى على مطلع أن تلك المعلومات متوافرة في مركز "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، وقد استفاد "حزب الله" منها ومما أضافه عليها من رصده واستطلاعاته وشبكة علاقاته، مع سوريا وإيران على نحو خاص. مع ذلك تدخل رهبة إلى قلب السائح، حين يرى هذه اللوحات: هذا الحزب الذي يعرف كل هذه الأسرار عن العدو، لا بد أنه قادر على أن يقرأ ما في رأسك من وساوس ومخاوف على مصير مليتا والوطن، إلا إذا كان ضجيج الحروب حولنا مفتعل تخويفا لمن هم خائفون أصلا أو لمن هم  مشككون بهذه الاستراتيجيات الدفاعية التي لا تصون وطنا ولا تحمي قضية.

تخرج إلى متحف في الهواء الطلق فيه بقايا آليات ومجنزرات ومدافع وأجهزة ضخمة مما لا يتسع له متحف القاعة المغلقة. متحف تدور حوله، لا تدخل إليه  ولا تخرج منه، وحين تنتهي الدورة في أروقته تجد نفسك أمام نفق يبلغ المسير فيه 650 مترا على ما تفيدك لوحة عند مدخله. في آخر رحلتك السياحية، تبقى في ذاكرتك صورة المجسم الرابض في المتحف، صورة رمزية تجسد مدفعا ربطت فوهته كعقدة الحبل، مدفعا معاديا مستسلما. أنت الآن على مدخل النفق، والنفق نفقان: واحد شق بين الأشجار، سقفه أغصان السنديان وشباك بلون الشجر للتمويه، يتدرج نزولا ليطل على قرى إقليم التفاح، وآخر محفور تحت الأرض وفيه ممرات وغرف ومصلى ومطبخ...هناك مقاومون أبطال فتتوا الصخر ولم تضعف عزائمهم، ولا هانوا أمام حصار فرضه عليهم،في عامي 88 و89، النظام السوري وأنصاره اللبنانيون، وعلى رأسهم  حليف البلديات اللدود حركة أمل وسائر المخلصين لوحدة المسار والمصير، لا سيما حزب المغفور له إيلي حبيقة الذي كتب مقاتلوه على جدران البيوت أسماءهم وتواريخ مشاركتهم في الحصار. حصار منعوا خلاله على مقاتلي "حزب الله" لقمة الخبز ونقطة الماء. مقاتلون أبطال ما هانوا أمام الحصار ولا هانوا أمام قصف إسرائيلي وعدوان متكرر، يومي أحيانا، وواسع النطاق أحيانا على غرار ماحصل عامي 93 و96. ربما لأنهم خرجوا من ظلمة الانفاق لم يميزوا جيدا بين من حاصرهم ومن ناصرهم!

تدخل إلى الحرم السياحي مع آلات التصوير! لا شك في أنها خطوة متقدمة. منذ أشهر قليلة منعني جندي مصري من أخذ صورة تذكارية على السد العالي...كان ينفذ تعليمات عمرها عشرات السنين، ولم ينتبه إلى أن التصوير صار ممكنا عبر الهاتف النقال وعبر آلات تصوير لا ترصدها أية رقابة... وقبله عبر الأقمار الاصطناعية التي تميز من أعالي السماء إبرة على الأرض في كومة قش... ومن سنوات اعتقل الجيش اللبناني في النبطية لبعض الوقت وفدا عربيا ودوليا كان يقوم بجولة في منطقة النبطية، حيث راح بعض أعضائه يلتقطون الصور على تلة نادي الشقيف المشرفة على المدينة. أن تدخل إلى حرم سياحي مقاوم مع آلات التصوير يعني أنك أمام إنجاز فكري هائل. يعني أن العقل العربي بدأ يدخل في رحاب العصر. يخطر في بالك للحظة ألا تصدق ذلك، لأن "حزب الله"، من ناحية أخرى، أقام الدنيا ولم يقعدها ضد الحكومة حين حاولت أن تنصب أجهزة كاميرات في العاصمة!!! ما هذه المفارقة؟ صور مباحة في حرم المقاومة، ومحظورة في العاصمة، إذن يترسخ الشك في استراتيجية دفاعية تقتصر على الجنوب وتبقي العاصمة مشرعة في مهب الرياح الأصولية والتدخلات الخارجية والأعمال التخريبية؟! إن بعض الظن إثم، أو إن بعض الظن من حسن الفطن، من يدري أي القولين هو الصحيح؟

آخر مرة وطئت قدماي فيها أرض مليتا كانت في أوائل السبعينات من القرن الماضي، قبل أن تنفجر الحرب الأهلية في لبنان. مليتا وسائر التلال الريحانية نعرفها شبرا شبرا. كنا صيادين اثنين الآخرصياد ماهر من قريتي إسمه رفعت، بيته على حدود الحمى (المحمية). في السادسة إلا ربعا، كنا، كل صباح من صباحات الخريف نقصد ذاك المكان، على طريق الإسفلت، نوقف سياراتنا على باب الغابة قرب البيوت، وكان يكفي رفعت أن يفتح باب منزله ليجد نفسه على "مربط" الصيد، خط مرور دجاج الأرض، الطائر الموسمي، من الأرض المفلوحة إلى الغابة. تنتهي رحلة الصيد في السادسة والربع. وفي بعض أيام الموسم كنا نتابع نهارنا، نبدأ مسير الصيد من هناك وكلابنا أمامنا تمهد الطريق عبر الجبال إلى مليتا و صافي ومزرعة الرهبان قبل جزين، ثم نعود على الأطراف الأخرى من التلال لنرتاح أمام تلك الصخرة العملاقة على سطح جبل مليتا، صخرة "شقيف بورصوص". في فيء تلك الصخرة أخذنا في تلك المرة قسطا من الراحة، الصخرة ذاتها التي شاهد جدي بالقرب منها ضبعا، وغير بعيد عنها سيبني "حزب الله" فندقا. أجيال وحضارات. "يدفن بعضنا بعضا وتمشي أواخرنا على هام الأوالي".

رفعت مات مهجرا، فهو غادر قريته قسرا ولم يعد إليها. ما زالت طلقات "جفته" (سلاح صيد) تتردد في سماء مليتا  ؟ فهو اقام فيها معازا وقصدها صيادا وصمد فيها عشرات السنين، فهل يمكن هذا المعلم السياحي أن يضم بين قاعاته متحفا لتاريخ هذه المنطقة، أم أننا " يدفن بعضنا بعضا" ويتقطع التاريخ وتُمحى ذكريات القرى؟ مليتا ليست فحسب انفاقا حفرها أبطال مقاومون في الصخر، إنها كذلك الحدود بين لبنان الصغير والولاية، فيها حكايات وحدة الأرض والشعب. كانت أول الولاية وآخر الوطن. ابطال آخرون قبل أبطال "حزب الله" ألغوا الحدود وجعلوا الولاية جزءا من لبنان الكبير، فصار جيلنا فخورا بانتمائه إلى لبنان الوطن، بينما راح جيل جديد يحفر في مليتا المعاصرة، مليتا السياحة، تاريخا جديدا محفوفا بمخاطر عودة الجنوب ولاية سورية أو فارسية من القرون الوسطى، أو يجعلها متحفا تُمحى منه ذاكرة العيش "المشترك" الإسلامي المسيحي، ذاكرة الوحدة الوطنية. إذ ليس من المصادفة أن يترافق افتتاح المعلم السياحي مع إقصاء مسيحيي جرجوع عن بلديتها، وهم اصل البلدة وسكانها الأوائل؟!

تمضي في النفق مندهشا مستغربا! نفق علني واسرار عسكرية يجتمعان أمامك.خطان متوازيان يلتقيان " بإذن الله". كيف يكون النفق علنيا والتحضيرات للحرب على قدم وساق. عند بداية الحفر، أي منذ عقدين من الزمن، جفف المجاهدون الخبز وخبأوه في براميل للأيام الصعبة، الأيام التي تسبق "ظهور الإمام المهدي" على ذمة من كانوا يطلبون من الأهالي أن يحذوا حذوهم في تجفيف الخبز. كان ظهور المهدي وشيكا، ولم يظهر في حينه، ثم صار وشيكا مرة أخرى بعد حرب تموز وما زالوا ينتظرون! حين قال الشيخ الشيعي، الدكتور غير المعمم، في محاضرته على طرف الحمى في جرجوع إن المهدي فكرة أكثر مما هو حقيقة، وإنه موجود في كل الديانات، بما في ذلك غير السموية، كما عند الهنود، كفّره بعض المعممين من الحضور. وبديلا من تبادل العادات والتقاليد والأعياد بين المسيحيين والمسلمين، ومن تجاور الكنيسة والمسجد في جرجوع، راح صبية الجهل والأصولية الإسلامية يعبّرون في الحي المسيحي عن فرحهم الفاجر باستبعاد المسيحيين عن بلدية القرية... تستغرب كيف يمكن أن تتعايش مثل هذه الأصولية المتعصبة مع حضارة السياحة والمتاحف والتلفريكات، وتشك شكا عميقا في أن يكون هؤلاء الصبية من أتباع الإمام موسى الصدر! وتسأل: أبهذا العقل سننتصر؟

نفق علني! نفتخر بالأنفاق، نفتخر كيف نختبئ، نمضي عميقا تحت الأرض ربما لأننا لا نستطيع أن نجاري سوانا فوقها ربما لأننا نخجل بما نحن عليه فوقها. نتقاتل، نكفر بعضنا بعضا، نحارب العلم بالاساطير، والعمل بالبطالة، نقفل باب النهضة، الباب الذي فتحه محمد علي باشا والشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني: المدرسة والعلم والمعرفة، وندخل في الأنفاق كالخلد، بينما هم يطورون سلاحهم الجوي وأدوات عدوانهم، ونكتفي نحن بالبهورات. هم في ناطحات السحاب والأبراج يمخرون عباب السماء بالصواريخ والأقمار والطائرات تدكنا دكا، ونحن نقاوم بالاختباء والتخفي. حضارة التخفي وحضارة القمر والمريخ. أين نحن وأين هم؟ هم أسياد الأرض والفضاء ونحن أسياد التقية والعمل السري والانقلابات... وأسياد الحياة الآخرة التي هي خير من الأولى.

مع ذلك، إنهم ابطال، أولئك الذي حفروا وهندسوا وبنوا وشيدوا. غير أن بطولاتهم لن تحفظها متاحف ولا أنفاق إذا ما استمر مشروع الشيعية السياسية مهيمنا على العقول والنفوس. الشيعية السياسية خطر على الشيعة والوطن وخطر على إنجازات المقاومين الأبطال. الحماية الوحيدة لتاريخنا وبطولاتنا هي دولة القانون، دولة الوحدة الوطنية. من دونها قد يتحول هذا الصرح السياحي في يوم من الأيام مقاماً كمقامات سجد وصافي وبوركاب وعلي الطاهر وعشرات المقامات المشيدة على تلال القرى.

(كاتب سياسي)      

 

عضو كتلة "المستقبل" أشاد بموقف الكويت من قضية أسطول الحرية 

عاطف مجدلاني لـ" السياسة

طاولة الحوار اللبناني لم تعط النتيجة المطلوبة وسلاح "حزب الله" سيبقى محل خلاف

 إسرائيل ستبقى تتحدى طالما ليس هناك موقف فلسطيني واحد

عندي كل الثقة بالمحكمة الدولية وأتمنى صدور القرار الظني في أقرب وقت

الحريري أعاد تثبيت لبنان على الخارطة العالمية كما فعل والده الرئيس الشهيد

أطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمعرفة ما حصل مع أسطول الحرية ومعاقبة إسرائيل

 فتح معبر رفح هو الأمر الإيجابي الذي سجّل في هذه الحادثة

ثورة الحجارة أفادت الشعب الفلسطيني أكثر من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة

بعض الدول العربية لها مكاتب وعلاقات اقتصادية مع إسرائيل وتدعي بأنها تدافع عن القضية الفلسطينية

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

 طالب عضو "كتلة المستقبل" النيابية اللبنانية النائب عاطف مجدلاني بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمعاقبة إسرائيل على وحشيتها, مثنياً على قرار الرئيس المصري حسني مبارك بفتح معبر رفح, ومتوقعاً المزيد من الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين, طالما ليس هناك موقف فلسطيني موحد. وشدد على أن ثورة الحجارة أفادت الشعب الفلسطيني, أكثر من الصواريخ التي أطلقت من غزة.

مجدلاني وفي حوار أجرته "السياسة" معه, أثنى على الموقف الكويتي المشرف, مشيراً إلى أن الكويت كانت دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضايا العربية العادلة, واصفاً زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية, بالناجحة, وتهدف لحماية لبنان, وإن نجاحها سبب انزعاجاً لإسرائيل التي لم تتردد بتهديده, خصوصاً وأنه أعاد لبنان إلى الساحة الدولية, كما في عهد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

مجدلاني اعتبر أن أهم ما في الاستحقاق الانتخابي, تثبيت النظام الديمقراطي وتداول السلطات, معتبراً أن من حق رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع أن يقول رأيه, طالما أن طاولة الحوار لم تتوصل إلى نتيجة بعد, متمنياً صدور القرار الظني في أقرب وقت. وهذا نص الحوار:

  ما تعليقك على ما جرى مع أسطول الحرية في المياه الإقليمية قبالة شواطئ غزة?

 أستنكر هذه العملية الوحشية ولكنني لا أستغرب ما جرى, لأنني أعرف همجية ووحشية إسرائيل, ولكن المؤسف موقف مجلس الأمن الدولي الذي لم يكن بالمستوى المطلوب لمعالجة نتائج هكذا عملية وحشية, أقل ما يُقال فيها إنها ضد الإنسانية.

من المفترض تشكيل لجنة تحقيق مستقلة, لمعرفة ما حصل ومعاقبة إسرائيل التي تتحمل مسؤولية أداء جيشها والضباط الذين صدرت منهم أوامر بقتل الأبرياء, وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تدفع ثمن ما اقترفته مع أسطول الحرية.

أما الخطوة الإيجابية التي سجلت في هذه الحادثة, فتمثلت بفتح معبر رفح بقرار من رئيس الجمهورية المصرية حسني مبارك. وأعتقد أنه بهذه الخطوة, يكون حصار غزة قد انتهى.

  بتقديرك إلى متى ستبقى إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي, لا سيما وأن قافلة الحرية تشكلت من نحو 30 دولة?

 إسرائيل ستبقى تتحدى, طالما ليس هناك موقف فلسطيني واحد وليس هناك وحدة فلسطينية, ولا وحدة قرار فلسطيني ولا وحدة موقف فلسطيني, ووحدة شعب فلسطيني. إسرائيل ستبقى تتحدى, طالما ليس هناك موقف عربي موحد تجاه اعتداءاتها وإرهابها ووحشيتها, عندما نجد بعض الدول العربية لها مكاتب وعلاقات اقتصادية مع إسرائيل, وفي الوقت نفسه تدعي هذه الدول بأنها تدافع عن القضية الفلسطينية, هذا الأمر يطرح علامات استفهام كثيرة ويجعلها تتشجع على الاستمرار باعتداءاتها, هذا من جهة, ومن جهة ثانية, نحن لا ننسى اللوبي الصهيوني وتأثيره على موقف دول المجتمع الغربي, هذا اللوبي الممسك بالاقتصاد الغربي, الممسك بالإعلام الغربي, لا شك يساعد إسرائيل على الاستمرار بعدوانها. كما أن بعض الأخطاء العربية, ساعدت على التمادي بهذا العدوان. وأنا بالمناسبة, أدعو الفلسطينيين الى العودة إلى ثورة الحجارة, لأن ثورة أطفال الحجارة, أفادت الشعب الفلسطيني, أكثر مما استفاد من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة.

  هل تعتبر أن الموقف العربي كان بمستوى ما حدث?

 كنت آمل أن يكون الموقف العربي أقوى ومن دون شك الموقف التركي غطى على الموقف العربي.

  ما رأيك بموقف دولة الكويت, عندما هددت بالانسحاب من المبادرة العربية?

 لم أستغرب هذا الموقف المشرف لدولة الكويت, فهي تقف دائماً إلى جانب القضية العربية العادلة وإلى جانب القضية الفلسطينية, وهي دائماً كانت إلى جانب المظلوم لنصرته ومساعدته والمطالبة بحقوقه, ونحن في لبنان اعتدنا على الموقف الكويتي تجاه لبنان, وهي لم تتأخر لحظة عن مساعدته, ولها على مدار السنوات الماضية مساعدات كبيرة قدمتها من دون أن تتدخل في سياسته الداخلية, ونحن لا ننسى مواقف الكويت تجاه لبنان وهي موجودة بضمائرنا.

  برأيك هل أعطت زيارة الرئيس الحريري إلى الولايات المتحدة نتائجها المطلوبة?

 ليست لدي معلومات عن النتائج العملية لهذه الزيارة, وما أستطيع قوله إن زيارة الشيخ سعد الحريري إلى واشنطن وانتقاله إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان في مجلس الأمن, كان لها وقعها الايجابي. وأعتقد ان بعد التهديدات الإسرائيلية الجدية في مواضيع صواريخ "سكود", فإن الرئيس الحريري جال على الدول العربية وعلى دول المنطقة والدول الأوروبية بهدف حماية لبنان, بعد شرح الموقف اللبناني وإطلاع المجتمع الأوروبي على العدوانية الإسرائيلية التي تحضرها ضد لبنان. وأعتقد أن الرئيس الحريري نجح في زيارته التي بلورت موقفاً لبنانياً واضحاً, كان لشرحه وصراحته وموقفه التأثير الكبير. ولذلك وجدنا الاستياء الإسرائيلي للزيارة التي عبرت عنها إسرائيل بشكل تهديدات شخصية ضد رئيس مجلس الوزراء. وهذا النجاح أزعج إسرائيل, حتى اتخذت هذا الموقف العدائي بتهديد دولته وخصوصاً بعد إلقائه كلمة لبنان في مجلس الأمن, وطرح موضوع صراع الثقافات والسلام, لان من دون السلام لا يمكن حل المشكلات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.

  الرئيس الحريري زار العاصمة السورية ثلاث مرات والتقى الرئيس بشار الأسد قبل وبعد سفره إلى الولايات المتحدة, ما دلالات هذه الزيارات وهل ضرورات المرحلة تفرض تكثيف اللقاءات مع الرئيس الأسد?

 لبنان كعضو في مجلس الأمن يمثل مجموعة الدول العربية وأي موقف لبناني مفترض به أن يعكس موقف المجموعة العربية في مجلس الأمن, انطلاقاً من ذلك قام بجولة عربية قبل زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية شملت دول عربية عدة وبعد الزيارة سيقوم بالجولة نفسها لإطلاع المسؤولين العرب على نتائج زيارته مع المسؤولين الغربيين الذين التقاهم. لذلك كانت زيارته الأخيرة إلى سورية على أن يستكمل جولة على باقي الدول العربية لإطلاع هذه الدول على لقاءاته وتقييم هذه الزيارة.

  في الوقت الذي كان فيه الرئيس الحريري يؤكد أمام أعلى مرجعية دولية في مجلس الأمن عدم وجود صواريخ "سكود" في لبنان, كان "حزب الله" يثني على موقف الرئيس سليمان في "عيد التحرير" وخصوصاً عندما تحدث عن تحرير الجنوب بفضل وحدة المقاومة والجيش والشعب من دون الإشارة إلى ما يفعله الرئيس الحريري. فما تعليقك على هذا الموضوع?

 لا أريد الحديث عن الأمور التي تساعد على التباعد بين اللبنانيين, ويجب التركيز على الأمور التي تساعد على جمع الكلمة وعدم التفرقة. وكل الأمور الخلافية التي تباعد بيننا, يجب أن تذهب إلى طاولة الحوار.

لذلك أريد التأكيد, على أن دولة الرئيس الحريري أعاد لبنان إلى الساحة العالمية. وهذا برأيي انتصار كبير للبنان, لأن هكذا تحرك يساعد كثيراً لبنان بإعادة تأكيد حضوره أمام المجتمع الدولي, وليس من أجل التقاط الصور, كما صرح بذلك بعض الموتورين للأسف. واليوم نستطيع القول إن الرئيس الحريري أعاد لبنان إلى دوره الريادي بالتأثير في دول القرار, كما كان لبنان أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد عملية عناقيد الغضب والجولات التي قام بها على دول العالم, وكيف استطاع أن يغير مواقفهم, وكان له التأثير الكبير في إقرار تفاهم ابريل, وشرعنة المقاومة اللبنانية في ذلك الحين. واليوم الرئيس سعد الحريري أعاد هذا الدور الكبير للبنان على الساحة العالمية.

  ما قراءتك لنتائج الانتخابات البلدية والاختيارية على مساحة لبنان? وما تأثيرها في فريقي 14 و"8 آذار" في حسابات الربح والخسارة?

 الأمر الأساسي أن هذا الاستحقاق ثبت النظام الديمقراطي في لبنان. وأن تداول السلطة هو أمر طبيعي في بلد ديمقراطي. أما في حسابات الربح والخسارة فيمكننا الحديث كثيراً, لكننا لا نستطيع أن نضع هذه الاستحقاقات في حسابات الربح والخسارة بين 14 و"8 آذار". في عدة بلدات وقرى كانت هناك تحالفات عائلية قروية بعيداً عن التنافس السياسي بين 8 و"14 آذار", فأحياناً كنا نشاهد لائحة مؤلفة من الفريقين وخصوصاً في الأمكنة التي حصلت فيها معارك سياسية في المدن الكبرى, مثل: بيروت, صيدا, طرابلس, جبيل, جونيه, زحلة وعلى القوى السياسية المختلفة مراجعة حساباتها بالنسبة للربح والخسارة.

  هناك كثير من المدن التي فزتم فيها في الانتخابات النيابية وخسرتم فيها في الانتخابات البلدية مثل: زحلة والضنية وحلبا والبترون, فإلى ماذا تعزو السبب?

 أترك الجواب عن هذا السؤال للفريق السياسي الموجود في هذه المناطق, وعليهم تشريح النتيجة لإظهار مكامن الخسارة. وكيفية تفادي هذه الخسارة في الاستحقاق المقبل وهو الاستحقاق النيابي.

  كلام رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع وانتقاده رئيس الجمهورية بشأن سلاح "حزب الله", عرضه لجملة مواقف وردود فعل كثيرة, كيف تنظر إلى هذا الموقف برأيك?

 ما زلنا نؤكد بأن الاستحقاق البلدي ثبت النظام الديمقراطي, ما يعني السماح بحرية الرأي, والدكتور جعجع قال رأيه في موقف رئيس الجمهورية, وهذا من حقه - بغض النظر عن رأيه - إذا كان على حق أم لا. وأعتقد أن طاولة الحوار لم تعط بعد النتيجة المطلوبة منها, خصوصاً وأن قراراتها هي بالإجماع وليست بالتصويت. ونحن ما زلنا نذكر طاولة الحوار التي انعقدت في عام 2006 التي دعا إليها الرئيس نبيه بري, واتخذت قرارات عدة بإجماع كل أعضائها وخصوصاً في موضوع المحكمة الدولية ومعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وترسيم الحدود وإقامة علاقات ديبلوماسية مع سورية. وإن مهمة طاولة الحوار أن توصل اللبنانيين إلى إجماع على موقف موحد تجاه سلاح "حزب الله" والطريقة الأنسب التي يجب على لبنان أن يدافع عن نفسه من خلالها. وطالما لم يتفق اللبنانيون على هذه الخطة بعد, فمن حق أي فريق كان أن يتخذ الموقف الذي يراه مناسباً.

  ما توقعاتك بالنسبة الى المحكمة الدولية وهل سيصدر القرار الظني في الخريف المقبل كما يقال?

 في موضوع المحكمة الدولية, ليس لدي أي معلومات وكل ما أستطيع التأكيد عليه ثقتي الكبيرة في القضاء الدولي, وآمل أن يصدر القرار الظني في أسرع وقت ممكن, لأنه لا يمكن أن تستمر الجرائم التي حصلت من دون الوصول إلى الحقيقة, خصوصاً وأن الشعب اللبناني ضحى بالعديد من خيرة شبابه وقياداته, كي يثبت نظامه, والحمد لله استطاع هذا النظام أن يفرض محكمة دولية لمعرفة من خطط ونفذ ومن ارتكب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وأتمنى صدور القرار الاتهامي بأسرع وقت ممكن.

  هل أنت خائف من عدوان إسرائيلي على لبنان?

 إسرائيل عودتنا على العدوانية تجاه لبنان, لذلك لست خائفاً, ولكنني حذر تجاه هذا الموضوع, شرط ألا نقدم لها أي ذريعة تكون سبباً لعدوانها علينا, كما حصل في عدوان يوليو 2006.

  هل ما زال خطر إقرار الموازنة موجوداً?

 لا.. باعتبار مجلس الوزراء بدأ بإقرار بنود موازنة عدد من الوزارات على أمل الانتهاء من بقية البنود في وقت قريب, وإحالتها إلى المجلس النيابي للتصديق عليها.

 

الجهاديون.. خطر متعاظم يهدد حكم حماس في غزة

الجماعات المتشددة تفرض أحكامها على الحياة العامة في القطاع المحاصر متهمة حماس بالتخاذل في تطبيق الشريعة.

غزة - يقول جمال البيوك، قائد إحدى الفرق الـموسيقية إنه وأعضاء فرقته لن يجازفوا بالعزف في قطاع غزة بعد الآن؛ بعد أن هدّد متشددون إسلاميون بقتلهم خلال حفل زفاف.

وكانوا قد انتهوا لتوهم من إحياء حفل، شرق خان يونس، عندما اقتحمه متشددون مسلحون وأضرموا النيران في آلات موسيقية تقدر قيمتها بنحو 40 ألف دولار وأطلقوا الرصاص بين أرجل أعضاء الفرقة.

وقال البيوك، "قال مسلح لزميله... لا تطلق النار بين الأرجل، أطلق عليها".

وأضاف البيوك (49عاماً) في متجر بغزة، حيث يصلح الآلات الـموسيقية ويستأجر أنظمة صوت "قال لي مسلح آخر، استعد للـموت أيها الكافر الفاسق".

وتابع إن عدة مغنين وأعضاء فرق آخرين ضربوا على أيدي جهاديين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة يحرمون موسيقاهم، وتوقع أن تحدث هجمات أخرى مع بدء فصل الصيف، حيث يعقد السكان حفلات الزفاف وغيرها من الحفلات.

وتابع "أشعر بالخوف وغير متفائل، لكنني سأواصل؛ لأن هناك 20 أسرة تعيش من عملي".

ويأتي التهديد من الجهاديين السلفيين الذين تختلف أجندتهم بالجهاد العالـمي ضد الغرب مع الأهداف القومية لحركة حماس التي تدير قطاع غزة والتي تنفي سعيها إلى إقامة سلطة دينية في القطاع.

وبينما تعتبر إسرائيل حماس قوة عدائية أصولية خطيرة، فإنها لا تعتبر إسلامية بما يكفي في نظر جماعات متشددة صعّدت هجماتها في قطاع غزة خلال الشهور الـماضية مستهدفة قوات الأمن التابعة لحماس ومكاتبها.

وتتهم حماس هؤلاء بمهاجمة حفلات الزفاف والـمواقع الـمسيحية ومقاهي الإنترنت ومحلات تصفيف الشعر النسائية. وتنفي الجماعات هذه الاتهامات.

والأحد الـماضي، هاجم مسلحون ملثمون معسكراً صيفياً للأطفال تديره الأمم الـمتحدة؛ بعد أن اتهم متشددون إسلاميون الـمنظمة الدولية بإشاعة الفسق بين الشباب الـمسلـم في غزة.

وقال إيهاب الغصين، الـمتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس الـمقالة إن أجهزة الأمن انتهت من وضع خطة لتوفير الحماية الأمنية للأماكن العامة التي يتوجه إليها السكان للاستمتاع بالعطلات الصيفية ومن بينها الـمطاعم والشواطئ.

وأضاف "إن عدداً من الـمشتبه بهم احتجز بسبب الهجوم على معسكر الأمم الـمتحدة، لكنه لـم يقدم تفاصيل عن الجماعات التي ينتمون إليها."

وعزا الغصين تراجع عدد الهجمات بقنابل في الـمنطقة، لحملة أمنية لإلقاء القبض على أشخاص متورطين في أحداث فوضى، ولخطة تعليمية لإعادة التأهيل.

ويخضع القطاع لحصار تقوده إسرائيل. وينأى الغرب بنفسه عن حماس بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام الفلسطينية الإسرائيلية الـمؤقتة.

ويقول محللون ومسؤولون مناوئون "إن الجماعات التي تستلهم نهج القاعدة تمثل تحدياً صريحاً لحكم حماس في غزة".

ويقولون "إن حماس تحصد ما زرعته يداها؛ إذ إن الكثيرين من الأعضاء الحاليين في الفصائل السلفية الجهادية كانوا يوماً ما نشطاء مدربين في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس".

ويقدر الـمحللون عدد الـمؤمنين بأفكار القاعدة بالـمئات أو الآلاف. لكن الغصين يؤكد أنهم لا يتعدون بضع عشرات.

ويرى الـمحلل السياسي طلال عوكل أن العدد آخذ في الزيادة نتيجة البيئة الإسلامية التي تشجعها حماس.

وأضاف "قد يكون لتنامي أعداد هذه الجماعات الـمتطرفة تأثير سلبي على حماس".

وينتقد السلفيون حماس لتوليها الحكم في الـمقام الأول. ويتهمون الحركة بالتخاذل في تطبيق الشريعة الإسلامية لصالح إقامة علاقات مع دول غربية يتهمونها بأنها "صليبية وكافرة".

وقال أحمد عساف، الـمتحدث باسم حركة فتح "إن من الواضح أن محاولة حماس تصوير نفسها بأنها الحركة الإسلامية الحقيقية الوحيدة قد أتى بنتائج عكسية".وأضاف "إن حماس نشأت أعضاءها على الاعتقاد بأن (فتح) والحركات الأخرى غير حماس علـمانيون وكفرة، والآن تدفع حماس ثمن تحريضها".

وأردف "إن حماس تجد نفسها الآن في الـموقف نفسه، تحكم بقانون علـماني، وتمنع الـمقاومة ضد إسرائيل انطلاقاً من غزة، وإن هذا دفع الكثير من أعضاء كتائب عز الدين القسام إلى ترك الحركة والانضمام إلى خلايا إسلامية أكثر تطرفا".

وقال الخبير الإسرائيلي في مكافحة الإرهاب بوعاز جانور "إنه كلـما زادت قوة هذه الجماعات؛ زاد تهديدها لحكم حماس. وإنه كلـما زادت رغبة حماس في الحصول على الشرعية الدولية؛ زادت انتقادات هذه الجماعات".

وأضاف عبر الهاتف من إسرائيل "أن يكون هناك عنصر لا يلتزم بتوجيهات حماس وسياستها... عنصر يؤيد الجهاد العالـمي أمر يقوض مفاتحات حماس للـمجتمع الدولي".

وقال عوكل "إن حماس لن تسمح لهذه الجماعات بأن تتجاوز الخطوط الحمراء".

وأضاف "رأينا جميعاً كيف تدخلت حماس عسكرياً وبقوة عندما تحدتها إحدى الجماعات وحاولت إعلان إمارة لها في غزة، مشيراً إلى معركة قتل فيها 28 شخصاً إلى جانب ستة من شرطة حماس". وقال جانور "إذا ما اعتبر أن حماس تصرف النظر عن هذه العناصر أو تتعاون معها سيلحق هذا بها خسائر فادحة".

ميدل است اونلاين 28 ايار 2010

 

وفد اسلامي مسيحي من كندا زار البابا بنديكتوس والأسقف مومبارتي ورئيس مجمع الكنائس الشرقية ومتحف الفاتيكان والمدرسة المارونية اللبنانية

أعضاء الوفد: الزيارة كانت فرصة لإرساء حوار وجودي تعايشي وتفاعلي ينطلق من إدراك متقدم للمعوقات والعراقيل العقائدية والمؤسساتية

وطنية - 7/6/2010 قام راعي الأبرشية المارونية في كندا المطران يوسف خوري بمبادرة إلى تشكيل وفد للحوار الإسلامي المسيحي، على ضوء التجربة الكندية اللبنانية لزيارة حاضرة الفاتيكان، حيث أجرى عدة لقاءات مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر وعدد من المسؤولين في دولة الفاتيكان من 24 إلى 29 أيارالماضي. وضم الوفد ممثل دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ سعيد يوسف فواز، وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في كنداالسيد نبيل عباس، وممثل مشيخة عقل الطائفة الدرزية في كندا الشيخ حسن عز الدين، وشارك في الوفد السيد جورج كرم، الدكتور سامي عون، الدكتور أسامة الحسيني، الدكتور محمد صوان، نادر أبو شقرا،أنور أبي المنى، الإعلامي أحمد بلال الشامي ويوسف سعيد فواز.

وتوجه الوفد إلى ساحة الفاتيكان لحضور اللقاء الأسبوعي لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر مع الوفود والزوار الوافدين من شتى بقاع الأرض. وجلس الوفد في المقاعد الأمامية المواجهة لمنصة الحبر الأعظم، وبعد الاستماع لعظة البابا التي تضمنت ترحيبا خاصا بالوفد وانتهاء المراسيم تقدم الوفد لمصافحة البابا حيث استقبلهم بحفاوة وتبادل معهم الكلمات الودية مؤكدا على احترامه الكبير للمسلمين، شاكرا لهم حضورهم ومشاركتهم.

بعد ذلك التقى الوفد وزير الخارجية ومساعد أمين سر دولة الفاتيكان الأسقف دومينيك مومبارتي واستمع إلى كلمة السيد نبيل عباس باللغة الفرنسية عبر فيها عن شكره لهذه الدعوة، وأكّد على" أهمية التعايش والاحترام المتبادل بين الأديان وعلى ضرورة الحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحيين". وقد تم التطرق إلى القضية الفلسطينية ومسألة القدس والتجاوزات الإسرائيلية الحاصلة.

من جهته شكر المونسنيور مومبارتي الوفد على زيارته وأكد على "انفتاح الكنيسة على الحوار وتعزيز الاحترام والاعتراف بجميع الديانات مما يضمن كرامة الإنسان والسلام العالمي".

المدرسة الماورنية بعدها توجه الوفد إلى المدرسة المارونية اللبنانية في روما حيث كان في استقبالهم رئيس المدرسة المونسنيور حنا علوان، وسفير لبنان في روما ملحم مستو وعقيلته، وسفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري وعقيلته، وممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفيرالأب طوني جبران، وعدد من رؤساء الرهبانيات اللبنانية. وللمناسبة أقامت المدرسة المارونية مأدبة غذاء على شرف الوفد تحدث فيها المطران جوزيف خوري معتبرا "أن هذا اللقاء هو نواة تأسيس لحوار إسلامي مسيحي في المجتمع الكندي"، مشدّدا على" أهمية التواصل والتعاون بين رؤساء الطوائف لنشر التوعية ونبذ أسباب الفرقة والخلاف والحث على الاحترام المتبادل بين المؤمنين".

ثم ألقى الشيخ سعيد يوسف فواز والسيد نبيل عباس والشيخ حسن عز الدين كلمات في الباب عينه فشكروا المطران خوري على تواضعه واهتمامه البالغ وعمله على تأمين كافة أسباب الراحة من إقامة وتنقلات وتحضير للزيارات والترتيبات الأخرى طيلة فترة الإقامة".

وفي اليوم الرابع من الزيارة إستقبل رئيس مجمع الكنائس الشرقيةالكاردينال ليوناردو ساندري الوفد واستعرض نشاط المجمع والخدمات التي يقدمها لمسيحيي الشرق والتعاون والتواصل الحاصل مع المرجعيات الإسلامية.

والتقى الوفد المسؤول المعني بشؤون العلاقات مع الأديان الأخرى بالفاتيكان الكاردينال جان لوي توران، جرى خلاله حوار ودي، ثم ألقى الشيخ سعيد فواز كلمة باللغة الفرنسية عبر فيها عن سرور الوفد بزيارة الفاتيكان وتقديرهم على كل ما لاقوه من اهتمام وترحيب، كذلك شرح فضيلته عن أحوال الجالية اللبنانية المغتربة في كندا وعن مدى تعايشها وتعاونها فيما بينها، وأكد على " دوام العمل من أجل ترسيخ روابط المحبة والتآخي بين الجميع".

وحذر الشيخ حسن عز الدين في كلمة من الوقوع في دائرة صراع الحضارات والأديان داعيا إلى " شد أواصر التعاون بين كافة الأديان التوحيدية".وجرى تبادل للآراء وكان للسيد نبيل عباس مداخلة لدفع الحوار إلى مرحلة أكثر عمقا ومكاشفة.

متحف الفاتيكان وزار الوفد متحف الفاتيكان الذي يعد من أكبر المتاحف في العالم ويحتوي على الآلاف من المخطوطات والمنحوتات والنقوش القديمة". وتابع الوفد جولته إلى داخل كنيسة القديس بطرس، وداخل المبنى الحكومي للفاتيكان، ثم إلى القسم الخارجي من ساحة الفاتيكان التي "تعج بالسياح والزائرين والحجيج".

وكان لأعضاء الوفد إطلالات إعلامية في إذاعة راديو الفاتيكان (القسم العربي)، وقامت جرائد إيطالية محلية والجريدة الرسمية الصادرة عن الفاتيكان بنشر تقرير عن زيارة الوفد.

وقام الوفد بزيارة لمسجد روما الكبير الذي يعد من أكبر المساجد في أوروبا حيث تزيد مساحته عن 30000 متر مربع ويستوعب الآلاف من المصلين. ولبى الوفد دعوة خاصة على مأدبة الغذاء في منزل المطران جوزيف خوري وجرى تقييم عام للرحلة خلص إلى الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة وتحضير خطة عمل مستقبلية لتفعيل وتوسيع عدد المشاركين في هذا الحوار لكي يستمر بشكل إيجابي وبناء داخل الثقافة الاغترابية في كندا.

بيان وقد صدر عن الوفد الكندي للحوار الإسلامي المسيحي في مونتريال البيان التالي:

أولا: تشكل الوفد من المرجعيات المسيحية والإسلامية والأعضاء الذين لبوا دعوة سيادة المطران يوسف خوري إلى زيارة حاضرة الفاتيكان.

ثانيا: تم التوافق بين المشاركين في هذه النواة الأولى على العمل حثيثا لتوسيع العضوية ووضع جدول زمني للعمل في مونتريال وبقية المدن الكندية من أجل إرساء الحوار واستمراريته.

ثالثا: قام أعضاء الوفد بالتأكيد أمام كبار المسؤولين في الفاتيكان على خصوصية تجربة التعايش اللبنانية ومراجعة حصيلتها والتأكيد على إيجابياتها وتجاوز سلبياتها. كما أكد أعضاء الوفد على أهمية إعطاء الحوار الإسلامي المسيحي داخل التجربة الديمقراطية المدنية الكندية والكيبيكية زخما جديدا.

رابعا: تم تناول قضية القدس (ملتقى القيم التوحيدية) وما يجري فيها من تجاوزات على حقوق المسلمين والمسيحيين وتمت الدعوة إلى توفير ضمانات للمؤمنين من الأديان التوحيدية في الأراضي المقدسة للتعبير عن إيمانهم.

خامسا: تم التداول في سبل تعزيز التجربة اللبنانية لما تعنيه من تفاعل بين المسيحيين والمسلمين ضمن إطار تعزيز الولاء للدولة المدنية التي تكون ضامنة لحقوق كل مواطن، وأيضا التشبث بتعزيز النموذج الكندي والكيبيكي تحديدا القائم على مبدأ المساواة في المواطنية والحريات الفردية والجماعية وحرية الضمير والحق في الاختلاف.

ختاما، يدعو الوفد إلى تطوير سبل التعارف بين المؤمنين والانفتاح على قيم الحداثة واعتماد ثقافة النقد الذاتي وتجاوز الطروحات المنغلقة دينيا ومذهبيا وتحري أصول الإيمان الحق ومقاصد الدين السامية. ويرى أعضاء الوفد أن زيارة حاضرة الفاتيكان كانت فرصة لإرساء حوار وجودي تعايشي وتفاعلي ينطلق من إدراك متقدم للمعوقات والعراقيل العقائدية والمؤسساتية.

اضاف:" إلا أن العبرة تبقى في الإبقاء على التفاؤل في قلوب أهل الإيمان وأن يكونوا على وعي أن المنازعة والتنافر والتحاقد هي آفات تحمل أكبر الضرر على القيم الروحانية وعليهم بدلا من التشبث بالمكاشفة التلاقي والتفاعل في إطار الدولة المدنية القائمة في كندا وكيبيك القائمة على مبدأ الحريات والعدالة. وبهذا يتم قطع دابر التوظيف السياسي الرخيص للدين، ويحول دون الاستغلال الايديولوجي الانتهازي لتعاليمه وذلك بغرض بث الفرقة الطائفية والمذهبية، وبفعل كل ذلك يتم تجاوز مبدأ حسن الجوار على أهميته إلى مستوى شد أواصر المواطنية فيما بين أهل الإيمان التوحيدي".