المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 11 حزيران/06/10

إنجيل القدّيس يوحنّا .14-8:14

قالَ له فيلِبُّس: «يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا». قالَ له يسوع: «إِنِّي معَكم مُنذُ وَقتٍ طَويل، أَفلا تَعرِفُني، يا فيلِبُّس؟ مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟  أَلا تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟ إنَّ الكَلامَ الَّذي أَقولُه لكم لا أَقولُه مِن عِندي بلِ الآبُ المُقيمُ فِيَّ يَعمَلُ أَعمالَه. صَدِّقوني: إِنِّي في الآب وإِنَّ الآبَ فيَّ وإِذا كُنتُم لا تُصَدِّقوني فصَدِّقوا مِن أَجْلِ تِلكَ الأَعمال. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ بي يَعمَلُ هو أَيضاً الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها أَنا بل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنها لأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب فكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن. إِذا سَأَلتُموني شَيئاً بِاسمي، فإِنِّي أَعمَلُه.

 

أوساط بعلبكية: مسؤولو حزب الله في المنطقة يعمدون إلى عرقلة مسار العمل البلدي في القرى التي لا يرأس مجالسها أحد حزبييهم

محمد الضيقة، الخميس 10 حزيران 2010

لبنان الآن

أكدت أوساط مستقلة في بعلبك - الهرمل أن "عمليات إنتخاب الرئيس ونائبه في معظم البلدات التي فاز بها تحالف "أمل - حزب الله" تواجه أزمة بعد أن انفجرت الخلافات بين أعضاء اللوائح الفائزة"، موضحةً أن "الخلافات عصفت أيضًا في أكثر من مجلس بلدي على خلفية توزيع المهام على أعضاء المجالس، بعدما حاول الأشخاص المحسوبون على "حزب الله" الإستئثار بمعظم مهام هذه المجالس، الأمر الذي أدى إلى إستقالات من الأشخاص الممثلين للعائلات في المنطقة".  وإذ حذرت إلى أن "النهج البلدي الذي يتبعه ممثلو "حزب الله" في منطقة بعلبك – الهرمل سيؤدي إلى شلل العمل الإنمائي في معظم بلدات المنطقة"، لفتت الأوساط البعلبكية إلى أنّ "إمعان الحزب بالمضي قدمًا في هذا النهج سيفقده مصداقيته لدى شرائح واسعة في المنطقة"، مؤكدة أن "مسؤولين في حزب الله يقفون وراء عرقلة مسار العمل البلدي في البلدات التي لا يرأس مجالسها أحد حزبييهم". الأوساط البعلبكية التي تحدثت عن "فرض ثنائية "حزب الله – أمل" شخصيات حزبية على بلديات المنطقة بغض النظر عن رغبة أهاليها وحاجاتهم الإنمائية"، أكدت في هذا السياق أن "النهج الذي اتبعته هذه الثنائية في الإستحقاق البلدي ترك ندوبًا عميقة في علاقاتها مع العائلات من الصعب مداواتها سريعاً خصوصاً بعد الإمعان بتكريس هذا النهج، في ظل النتائج الإنمائية المخيبة للآمال في أكثر من منطقة، ناهيك عن الفضائح التي بدأ الناس يتحدثون عنها بعد عمليات التسلم والتسليم بين المجالس القديمة والجديدة حيث لا إنماء في البلدات ولا أموال في صناديق البلديات".

 

دمشق قاعدة متقدمة للمخابرات الإيرانية

 داود البصري/السياسة

  يبدو أن فتح الملفات الاستخبارية القذرة أصبح المحور الذي تلتف حوله عمليات تصفية الحسابات

 ليس من قبيل المبالغة أبدا التأكيد على حقيقة أن الاختراق الستراتيجي الخطير لصيغة الأمن القومي العربي يعتبر النظام السوري هو أحد أهم المتسببين به على مستوى الفعل الستراتيجي بسبب العلاقات الاستخبارية الخاصة جدا بينه وبين النظام الإيراني, وهي علاقات تخادمية طويلة جدا ودقيقة وحساسة في أدق مفاصلها تجاوزت كل معايير التفاهمات المشتركة بين الأنظمة السياسية , وتلك العلاقات التي نسجت خيوطها اعتبارا من أوائل ثمانينات القرن الماضي والتي شكلت عناوينها الفرعية وتفاصيلها السرية تحديا حقيقيا للأطروحة السياسية والفكرية التي يرفعها النظام السوري الحامل لشعارات حزب البعث القومية من الناحية النظرية رغم أن الممارسات الميدانية مختلفة بالمرة عن المنهاج النظري المعلن والذي هو في النهاية مجرد يافطة خارجية مرفوعة لنظام استخباري قمعي وراثي عائلي ليس لحزب البعث العربي الاشتراكي ولمبادئه القومية أو لمنطلقاته النظرية أدنى علاقة بمنهج وسياسة النظام السياسي القائم.

 لقد مات حزب البعث السوري منذ عقود طويلة وتحول للاستيداع في متحف التاريخ حتى قبل شقيقه اللدود البعث العراقي وبات ذلك الحزب اليوم مجرد نكتة وفاصلة في الحياة السياسية السورية بعد أن تحولت عاصمة الأمويين العريقة إلى قاعدة ميدانية متقدمة من قواعد استخبارات نظام الولي الإيراني الفقيه, وكمحطة من محطاته الاستخبارية وميدان من ميادين غسيل أمواله واستثماراته التجارية التي تتخفى تحتها مصالح سياسية واستخبارية تمتد ملفاتها لعمق الشرق الأوسط والخليج العربي .                         

تصفيات استخبارية غامضة ..!                     

قبل أيام أعلن خبر مقتضب في إحدى الصحف الكويتية عن مقتل إحدى قيادات الحرس الثوري الإيراني الاستخبارية في دمشق على يد مسلحين نفذا عملية الاغتيال بدراجة نارية ثم اختفيا في "عجقة" دمشق ولم تتمكن الأجهزة الأمنية السورية من اقتفاء آثارهما حتى الآن , وعملية الاغتيال التي حرص الإعلام السوري والإيراني على التعتيم عليها وكتمان تطوراتها تتعلق بمصرع الجنرال الحرسي "السردار خليل سلطاني" الذي هو واجهة استثمارية- استخبارية إيرانية في دمشق ويمتلك 30 في المئة من مصنع "سمند" للسيارات الإيرانية في الشام, وهو منذ أكثر من عشرة أعوام مقيم في دمشق ومرتبط بسفارة إيران هناك كما أنه يدير شبكة إستخبارية حرس ثورية إحدى مهماتها متابعة ومطاردة العناصر التحررية الأحوازية العربية التي كانت تتخذ من دمشق مقرا لتحركاتها قبل أن ينقلب نظام دمشق, على نظريته القومية ويضع نفسه وإمكاناته وقيادة بعثه القومية في خدمة المشروع الاستخباري والاستعماري الإيراني في المنطقة والخليج العربي, ويقوم أيضا بالتضييق على المقاومة الوطنية الأحوازية بل ويمارس جريمة تسليم عناصرها لمشانق نظام الولي الفقيه المتستر خلف قانون إرهابي اسمه "حرابة الله ورسوله"! كل هذه المهازل تحدث تحت يافظات النضال القومي والتحرري والوحدة والحرية والاشتراكية التي يرفعها نظام دمشق وهو يمارس عملية سلخ جلود أحرار العرب. لا شك أن عملية الاغتيال لذلك العنصر الحرسي وهي ليست الأولى قطعا, تخفي تحت ظلالها ملفات سرية خطيرة, خصوصا وأن عمليات الاختراق الأمني قد تكررت كثيرا في دمشق خلال السنوات الأخيرة وهي التي شملت اغتيال مسؤولين أمنيين سوريين والاغتيال الأشهر للقيادي في "حزب الله" اللبناني عماد مغنية على بوابة المخابرات السورية في أوائل عام 2008 وجميعها عمليات نسبت للمخابرات الإسرائيلية! رغم عدم وجود أي معلومات دقيقة ومفصلة للرأي العام بشأن ما حصل بالضبط أوما سيحصل من حروب خفية وسرية تحولت دمشق بفضل تورطها الستراتيجي مع طهران إلى ساحة نشيطة من ساحاتها , وهي قصة ليست جديدة بالمرة, ففي أوائل الثمانينات تمت في دمشق محاولة اغتيال السفير الإيراني السابق, وزير الداخلية فيما بعد وإحدى قيادات الإصلاحيين حاليا حجة الإسلام علي أكبر محتشمي, الذي قطعت أصابعه في تلك العملية التي كانت طردا بريديا مفخخا مرسلا إليه. الطبيعة الاستخبارية والأمنية للنظام السوري تجعل التعتيم على الأخبار والتطورات هي الصفة السائدة رغم أن ذلك التعتيم لم يمنع أبدا تسرب الأنباء, خصوصا وأن صراع أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية الكبرى اليوم يشهد أسخن مراحله ولاسيما في ظل التفتت الداخلي الذي تعيشه الأجهزة الأمنية والاستخبارية للنظام الإيراني في ظل انشقاق عناصرها وأحد أهم الذين انشقوا اخيرا وهربوا إلى خارج إيران هو القيادي الحرسي السابق وبطل الحرس الثوري في معارك الحرب العراقية - الإيرانية  سيد رضا بابا حسين الذي كان يرتبط بعلاقات وثيقة جدا مع المخابراتي القتيل الجنرال خليل سلطاني! إذ يبدو أن فتح الملفات الاستخبارية القذرة قد تحول اليوم ليكون هو الملف الذي تتمحور حوله عمليات تصفية الحساب , وكما هو معلوم ليس هناك أسهل من دمشق في تنفيذ عمليات الاختراق الأمني بعد أن سمح النظام السوري لنفسه بأن يكون مخلب قط استخباري إيراني متقدم في العمق العربي.

*كاتب عراقي

 

المحلل السياسي علي الأمين

: "1929" ورقة لوتو... سيبّتز بها "حزب الله" حكومة "الحريري" 

  "1929" لم يَحشر إيران في الزاوية... و"سليمان" أخذ موقف "الأقل كلفة"

١١ حزيران ٢٠١٠ / ناتالي اقليموس

إختبار جديد خاضته الحكومة اللبنانية "التوافقية" اثر تصويت مجلس الأمن على قرار فرض عقوبات على ايران. بيد ان هذه العملية كشفت "المستور"، وأظهرت حكومتنا على حقيقتها، منقسمة ما بين مؤيد مبدأ التصويت ضد القرار، ورافض إقحام لبنان في هذا "المغطس".

بموافقة 12 دولة، ومعارضة برازيلية وتركية، مع امتناع لبناني، نجح قرار "1929" الجديد في إجتذاب أنظار العالم إليه. إلا ان لبنان يبدو منهمكاً في مشهد الاصطفاف الوزاري الحاد الذي نتج عن هذا التصويت. من جهة وقف وزراء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى جانب فريق المعارضة في التصدي لهذا القرار، مقابل إنضمام رئيس الوزراء سعد الحريري ووزراء النائب وليد جنبلاط إلى جانب وزراء قوى 14 آذار في الإمتناع عن التصويت.

على وقع عودة الحماسة السياسية والكباش الداخلي، كان لموقع "14 آذار" الإلكتروني مقابلة خاصة مع المحلل السياسي علي الأمين الذي لم يجد "ان رزمة العقوبات هذه قد "تحشر" ايران في الزاوية أو قد تمنعها من مواصلة تطوير تسلحها النووي". كما لم يستغرب الأمين إنقسام الموقف اللبناني الحاد تجاه مشروع مكافحة الانتشار النووي الإيراني. "ما حدث متفق عليه بطريقة ضمنية، فالحكومة اللبنانية لم تكن لتبادر إلى أخذ هذا الموقف الممتنع وإعلانه في مجلس الأمن دون أي تنسيق داخلي. والبرهان اننا لمسنا توزيعاً فظيعاً للأدوار بين السياسيين بشكل يُحافظ فيه على التوازنات بصرف النظر عن الحسبات الخاصة بكل طرف".

وفي هذا السياق، حذّر الأمين من محاولة حزب الله تحقيق المزيد من المكاسب والمساومة في العديد من القضايا المطروحة، على ضوء موقفه الرافض لقرار العقوبات على ايران.

"1929" رقم القرار الجديد الذي أصدره مجلس الأمن بحق ايران، ما هي أبرز المتغيرات التي من المتوقع أن يحدثها؟

- بشكل عام نجد ان هذا القرار بمثابة مؤشرٍ لمسارٍ ستنتهجه الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أجل لجم مشروع إيران النووي، بما لا يتيح لها الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية. فالعقوباتِ الأخيرة جاءت ضمن سلسلة من عقوبات سابقة، وإذا نظرنا إليها بدقة، لا نجد انها قد تحدث تطوراً إستراتيجياً.

القرار "1929" ثمرة العقوبات الماضية، يتمثل بسلسلة إجراءات تزيد من التضيق على إيران دون أن يشكل عقبة كبرى أمام إستمرارها في مشروعها النووي. بعد تمعننا في العقوبات الصادرة، لم نلحظ في أي تحد كبير لإيران بحيث يضعها في موقع محرج جداً.

لذا نضع هذه العقوبات في سياق الضغط على ايران في موازات المفاوضات الجارية، وهي ضمن مسلسل يمكن أن يتطور إلى مشهد آخر مع صدور المزيد من العقوبات في مرحلة لاحقة. كما قد تذهب الامور إلى نوع من المفاوضات بشكل يتيح للدول الكبرى فرض شروطها على إيران. من هنا لا أرى هناك أي تطور أو حدث إستراتيجي مهم على هذا الصعيد.

كيف تصف حزمة العقوبات التي تضمنها هذا القرار؟

- إذا توقفنا عند النقاط التي وردت ضمن العقوبات على سبيل المثال: "في تفتيش السفن، يوسع القرار عمليات التفتيش في عرض البحر لتشمل الحمولات البحرية المشتبه بها والآتية أو المتوجهة إلى طهران"، و "ايران لا يمكنها ان تبني وحدات جديدة لتخصيب اليورانيوم ، كما يمنعها من الاستثمار في الخارج في نشاطات حساسة...". نجد ان هذه العقوبات لا تبلغ الحد الذي يمكن الإعتبار فيه ان ايران "محشورة" في الزاوية رغم البنود التي تضمنها القرار الجديد.

وهنا لا بد من الإشارة إلى ان هذا القرار صدر بعد مشاورات بين روسيا والصين والولايات المتحدة، أي جاء ضمن شكل تسوية. ولا شك ان الولايات المتحدة كانت تطمح لعقوبات أقوى في هذا الأمر، إلا ان صدور قرار توافق عليه دول دائمة العضوية في مجلس الأمن تطلب تنازلات متبادلة من كل الأطراف. ومن الواضح ان هذه التنازلات تستند إلى واقعة أساسية وهي ان كل هذه الدول تمانع تطوير ايران لسلاحها النووي.

كيف تفسّر الاصطفاف الحاد الذي عكسته مواقف الوزراء اللبنانيين؟

- ربما قد استغرب البعض الإنقسام الحاد الذي شهدناه، لكن بالمبدأ توقعنا نوعاً من إنقسام الآراء داخل مجلس الوزراء بين ممتنع عن التصويت وداعم لرفض قرار العقوبات على ايران. موقف الإنقسام الحاد يعكس الصورة السياسية اللبنانية الحالية، التي سبق أن قامت على أساس التوافق، وان جميع القوى المشاركة يهمها الحفاظ على وضعيتها وتوجهاتها السياسية. وهذا يبدو جلياً من خلال حالة الترقب التي تعيشها الحكومة اللبنانية، بانتظار ما يمكن أن يحصل على المستوى الإقليمي.

وإذا راقبنا مسار العمل السياسي، نلاحظ أنه يشوبه نوع من البطء والتعطيل على مستوى عمل الحكومة بشكل عام. فمجلس الوزراء يعجز عن إدارة البلد بشكل فعّال، وهو أسير الإنقسامات الداخلية التي بمكان ما تعكس الصراع القائم على المستوى الإقليمي.

كما ان معادلة 14- 14 تعكس حقيقة المشهد السياسي المحلي بأبعاده الإقليمية، وحرص كل الأطراف على تمسكها بموقفها، بدورها وبعلاقاتها الإقليمية. لكن بشكل العام المؤسف ان لبنان لا يزال يعيش منطق الساحة أكثر من منطق الوطن والدولة التي يمكن أن نجد فيها حكومة متماسكة لها رؤية واضحة وتنسجم مع تطلعات الوزراء تجاه العديد من القضايا.

هل كانت مصلحة لبنان تقتضي بالتصويت ضد العقوبات على ايران؟

- ربما لو وقف لبنان في وجه العقوبات على ايران لكانت الكلفة أقل، سيما وان موقفه لم يكن ليؤثّر على نتيجة التصويت. فمعاقبة إيران ستبدأ سواء صوّت لبنان أو امتنع، ليس بامكان وطننا تعطيل هذا القرار. إلا ان رفضه العقوبات كان ليساعده أكثر على تحصين ساحته الداخلية بين القوى السياسية. فالجهة الممتنعة عن التصويت كان بامكانها أن تسلّم بالموقف الآخر الرافض، لان العديد من القضايا الداخلية ستتأثر في ما بعد بالإنقسام والاصطفاف الحاد الذي رأيناه.

كما ان هذا الإنقسام سيكون من بين أحد الأسباب التي ستساهم في إستخدام البعض لهذا الموقف من أجل الحصول على مكاسب في أماكن اخرى. لا أستبعد أن يؤدي ذلك إلى إبتزاز متبادل، أو إلى المزيد من تعطيل علمل الحكومة، وذلك على مستويات متعددة، منها مسألة إقرار الموازنة، قضية التعيينات... .

كيف وجدت موقف رئيس الجمهورية الداعم للتصويت "ضد" العقوبات على ايران إلى جانب فريق المعارضة؟

- انطلاقاً مما ذكرته مصادر رئيس الجمهورية، موقف سليمان ينبع من محاولة تأكيده غياب أية غلبة لفريق على حساب آخر. سيما وان قضية التصويت هذه لها تداعيات إقليمية وليست مجرد قضية محلية.

لا شك ان المشهد الذي رأيناه في مجلس الوزراء ينضوي على الكثير من الصناعة، بمعنى انه مصطنع، ومدروس جيداً للخروج بهذا الشكل، وعلى هذا النحو. وما حدث لم يشكل مفاجأة بالنسبة إلى الوزراء، بل أن التصويت سبق ان اتفق عليه وكان سلفاً محسوباً. صحيح أن الرئيس سليمان جاء بشكل توافقي، إلا انه مطالب باتخاذ موقف محدد، وهذه المطالبة ستستند إلى شيء ما موضوعي وعميق، يعكس إرادة ذاتية أكثر مما يعكس تبعية. لذا المطلوب من فخامته أن يكون صاحب موقف متقدم في العديد من المناسبات. ولا ان يكون في موقع وكأنه تابع لهذا القرار دون سواه.

لذلك مسألة التوافق لا تفرض عليه بالضرورة ان يكون على مسافة واحدة من الفريقين. على سبيل المثال من يريد أن يختار بين الحق والباطل لا يقف على مسافة واحدة انما حكماً سيختار الحق في أي مسألة كانت. بالتالي فخامته في مكان ما هو مطالب أن يكون صاحب مبادرة والا ينتظر ما سيرسو عليه الموقف الأكبر، من ثمّ ليعود ويقرر موقفه وفق حسابات قد لا تكون دقيقة، وغالباً لا تحدث أثراً في المعادلة السياسية.

في هذا الاطار، لم اجد سليمان صاحب مبادرة بالقدر الذي يحاول فيه أن يأخذ الموقف الأقل كلفة بالنسبة إليه. فحتى الآن المواقف التي أخذها لا تعكس مساراً واضحاً لدى فخامته في التعامل مع العديد من القضايا سواء الداخلية أو على المستوى الإقليمي.

وهنا لا بد من توضيح ما يلي، مجرد وجود سليمان في هذا المنصب وفي موقع دستوري، يفرض عليه نوع من التميّز في أخذ الرأي والمبادرة لأخذ المواقف. فهو ليس مجرد شخص عادي، انما في موقع مهم يُطلب منه أخذ مواقف أساسية، مهمة، ولها تأثير إيجابي على مستوى البلد. حتى الآن فخامته لم يتمكن من إثبات هذه الحقيقية خلال مسار عمله على مستوى رئاسة الجمهورية.الا اننا في الوقت عينه، لا نسعى إلى التقليل من الإنجازات التي حققها، لكن لو نظرنا إلى المحصلة العامة نجدد خللاً ما في إدارته كموقع الحكم وكرئيس للجمهورية.

ماذا عن موقف الرئيس نبيه بري، هل كان منتظراً بالشكل الذي جاء فيه؟

- رغم إعلانه عن موقفه الرافض للتصويت ضد العقوبات من قصر بعبدا، وان لبنان لا يجوز أن يكون أقل من تركيا والبرازيل في هذا الأمر. الا ان موقف الرئيس بري جاء نتيجة مشاورات مع العديد من الأطراف. لأن موقفه هذا لو جاء بشكل متفرد كنا لمسنا إنزعاجاً لدى بعض السياسيين.

ما حدث متفق عليه بطريقة ضمنية، ليس تفاهماً كاملاً ولكن 70% مما حدث متفق عليه. فالحكومة اللبنانية لم تكن لتبادر إلى أخذ هذا الموقف الممتنع وإعلانه في مجلس الأمن دون أي تنسيق ضمني. ولا شك أن لكل طرف حساباته الخاصة، لذا سيحاول التعبير عنها ولو ان كان مساهماً بشكل أو بآخر في نتيجة إعلان الحكومة اللبنانية موقفها النهائي.

كيف تفسر مشاطرة النائب وليد جنبلاط موقف نواب 14 آذار الممانع للتصويت على العقوبات؟

- سبق أن عبّر جنبلاط عن موقفه في مقابلته الأخيرة عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال، فهو أكّد إمتناعه عن التصويت. موقفه هذا جاء بشكل مدروس، لا يعكس مسار سياسي جديد بقدر ما هو في خدمة المشهد الذي يدور، أي من أجل اضفاء نوع من التوازن. فلا شيء يمنع على جنبلاط أن يكون في الموقع الآخر والمطالب بالتصويت ضد العقوبات على ايران، لو كانت مبررات هذا الخيار واضحة. من هنا يبدو جلياً توزيع الأدوار بين السياسيين كافة ولعبة تثبيت التوازن داخل مجلس الوزراء.

هل وجدتم ان السفير نواف سلام مارس نوعاً من "الإحتيال الديبلوماسي" في نقل موقف لبنان إلى مجلس الأمن؟

- دعونا لا نحمّل السفير هذا القدر من المسؤولية في هذه القضية، ولا أعتقد انه يجرؤ أو حتى أنه في موقع يسمح لنفسه تجاوز التعليمات التي تبلغها. و لو افترضنا انه أخذ على عاتقه التعبير عن موقف الحكومة اللبنانية بالشكل الذي يريد، كمبادرة فردية، لكانت من الطبيعي ارتفعت الأصوات المطالبة في إقالته. لذا أجد الحلقة الأضعف في هذا المشهد هو السفير، بالتالي استسهل البعض التصويب على سلام. لكن لماذا لم يصوبوا على سبيل المثال على وزير الخارجية الذي بلّغ السفير أو على رئيس مجلس الوزراء؟ فلو كان هناك أي نوع من الخلل من قبل السفير، لكان من البديهي المطالبة في محاسبته لأنه خالف التعليمات. لكن يبدو ان الأمر بقي متروكاً لسلام بأن يتصرف، فهو اجتهد في تظهير موقف لبنان، وما على الحكومة اللبنانية الا أن تتبنى هذا الإجتهاد.

على أثر إصدار القرار إرتفعت البيانات اللبنانية المنددة به، أبرزها من حزب الله وحركة أمل.

- من الطبيعي أن يعتبر حزب الله قرار العقوبات بحق إيران "جائر"، وهذا أقل ما يمكن أن يعبّر عنه، فنحن نعلم جيداً موقع حزب الله وعلاقته العضوية بايران، الا ان موقفه لا يمكن أن يفرضه على الآخرين. في هذا الصدد، لا بد من الاشارة إلى ان هذه القضية قابلة للإستخدام والإبتزاز في محاولة لتسجيل نقاط على حساب قوى سياسية لبنانية اخرى.

هل قصدتم ان حزب الله من خلال موقفه الأخير يبحث عن مكاسب اضافية؟

- في السياسة قد يكون هذا الأمر مشروع وطبيعي ان لا يمرر حزب الله هذه المسألة دون الإستفادة وتوظيفها في خدمة مصالحه. بالتالي حزب الله قد يسعى إلى تحقيق المزيد من المكاسب الداخلية من خلال موقفه في العديد من القضايا المطروحة، وهذه إحدى الأوراق المستقبلية التي قد يستخدمها.

كيف سينعكس هذا الإنقسام الحاد على مسار الحكومة؟

- لا شك أن تداعيات هذا القرار والإنقسام الوزاري الذي رافق صدوره سينعكس سلباً على الداخل اللبناني. لكن ليس في الحد الذي يمكن أن نشهد فيه حالة استثائية، انما ظاهرة قد تولد نوع جديد من المساومة والإستخدام المتبادل للأوراق داخل السلطة اللبنانية وادارة الحكم. أرى ان الوضع سيبقى على ما هو عليه من ناحية "التمترس" الداخلي. الا ان بعض الأطراف ستحاول الإستفادة من هذه الوضعية والإشكال الذي حصل من أجل تحصيل مواقع إضافية لها داخل السلطة أو مساومتها في قضايا اخرى.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

العلاقات اللبنانية السورية  

١٠ حزيران ٢٠١٠

عبدالله قيصر الخوري

العلاقات اللبنانية السورية زاخرة بالمحطات التاريخية والمفارقات السياسية والعسكرية والاجتماعية، التي تراوحت بين باردةٍ وساخنة، مزدهرة وباهتة، معادية واخوية، توالت فصولها مع ولاية الشام إبان الامبراطورية العثمانية وصولاً ليومنا هذا.

لأن أوجه الشبه تتشابك في التاريخ وتتكرّر، ولأن النظرة السورية تجاه لبنان هي إياها ويصعب تبديلها، فهي تحجب عن لبنان مفهوم الارتقاء الى كينونة الدولة، وتبخسه حقه بالوجود الجغرافي والدستوري لأنه صنيعة سايكس بيكو مشوبٌ بالخطأ التاريخي كما كان يحلو لحكام سوريا التصريح به منذ استقلالها، الحاصل متأخراً ثلاث سنوات عن استقلال لبنان.

لذلك سوف نتطرّق الى الحقبة الممتدة من سنة 1943 حتى ولادة هذه السطور، والتي طبعتها بأثرٍ بالغ أحداث 1958 و1969 و1973 و 1975 ، فكانت باكورتها إبان عهد الرئيس بشارة الخوري مع الرئيس رياض الصلح رئيس الحكومة آنذاك والشريك الاساسي في ميثاق 1943 ، والذي اصبح بحسب " خالد العظم احد رؤساء الوزراء السوريين السابقين " زعيماً لإنفصال لبنان عن سوريا ذلك لعدم ذوبانه ضمن الوحدة السورية او العربية.هذا الذي وضّحه لاحقاً الرئيس تقي الدين الصلح دفاعاً عن الاخير، الرئيس رياض الصلح نفسه لم يستطع بعدها تنفيذ إلتزاماته ووعوده بالحصول من السوريين على دعمٍ كامل لاستقلال لبنان، كون أن تلك القيمة المعنوية للمفاهيم السيادية تجاه بلدٍ صغير مجاور لم يتضمّنها القاموس السوري يوماً ولم تستثغها ذهنية حكام دمشق.

لم تتصالح سوريا يوماً منذ استقلال لبنان عام 1943 مع مفهوم سيادة لبنان وقيامه كدولة برفضها أمداً طويلاً تبادل السفراء بين الدولتين وتغطية ذلك بمقولة " شعبٌ واحد في دولتين ".

إن وضع اليد على لبنان كان ولا يزال بمقدمة الطموحات السورية والأكثر إلحاحاً لتطبيقه، كما ان مفهوم الحدود هو نتاج الاستعمار ومن مردّه عرقلة اكتمال سوريا الكبرى، مما حتّم على اللبنانيين وخاصةً منهم من ينتصر دوماً لمفاهيم الحرية والسيادة والاستقلال، النضال المستمر والمضني بأشكاله السياسية والدموية لعدم تمكين سوريا تنفيذ مآربها، حيث يحضرني قولٌ للسفير كسروان لبكي في كتابه : Des idées pour le Liban :

'La Syrie est le premier de nos partenaires arabes, le plus fraternel quand il est fraternel, le plus hostile quand il est hostile; le plus implacable quand il est implacable.”

حتى السادس والعشرين من نيسان 2005 تاريخ مغادرة جيش الاحتلال السوري الاراضي اللبنانية، كان لبنان لا يزال الدولة الرهينة " pays otage " الوحيدة في العالم، خاضع للنظام السوري وتابع يدور في فلكه " état satellite " بمفهوم الضعيف الرازح تحت القوي.

الخيار الذي فضّلته سوريا دائماً والوحيد الذي يبدو واقعياً في متناول قدرتها هو " ادارة الأزمة" اي بتعبير آخر العمل على استمرار الازمة، وفي الوقت عينه كما حصل لسنوات طويلة عرض الحلول المتتالية غير القابلة للتنفيذ بقدر ما هي غير منفّذة.

الرئيس حافظ الاسد تعاطى مع الموضوع اللبناني بفطنةٍ بالغة، فقد أطبق على القرارين الداخلي والخارجي للبنان دون القيام بتعليق استقلاله عبر الوسائل العلنية باتخاذ الإجراءات التي من مردّها تذويب الكيان اللبناني ودمجه بالكيان السوري، محافظاً بذلك على استقلالٍ صُوَريّ للبنان وعلى إمتلاكه فاعلية المبادرة والتقرير في المنتديات العالمية كالأمم المتحدة، بصوتين لدولتين مستقلتين، كما وانه من ناحية ثانية تجنّب المساس بالحدود اللبنانية الذي يُعتبر محظوراً بالمفهوم الدولي والذي قد يحتّم تبديلاً بالحدود السورية.

تكشّفت الفترة بين العامين 1975 و 1984 عن أجندات ملتهبة للسوريين مع كافة العائلات الروحية، ومعظم الشخصيات السياسية من رؤساء جمهورية وحكومة واحزاب، تدرّجت بين التصفيات الجسدية والضربات العسكرية المدمّرة، ناهيك عن التوقيفات الاعتباطية والقسرية في السجون السورية والتي عمّمت الظلم والقهر على شرائح الشعب اللبناني بكامله، وما زالت تُطرَح حتى يومنا بمثابة القضيّة الضميرية الاولى.

بعد اتفاق الطائف ربطت سوريا لبنان باتفاق الاخوّة والصداقة، والتعاون والدفاع المشترك الذي لم ينفذ الى التطبيق ولم تحرّك سوريا ساكناً رغم الذي حدث في العامين 1996 و 2006 ، كما ان البرلمان اللبناني لم يناقش شرعية الاتفاقيات او قابلية تنفيذها بين بلدين يتفاوت بينهما أكثر من مؤشر وتتباين المعايير الاجتماعية والاقتصادية على اكثر من صعيد.

تذرّعت سوريا على الدوام بأن لبنان يشكل خاصرتها الرخوة وهو بالتالي معبر طبيعي للمؤامرات التي تستهدف نظامها، ومطبخ ناشط للإيديولوجيات الهدّامة التي تترعرع على الارض اللبنانية وتتسلل لاحقاً الى جسمها، حججٌ واهية تؤشّر الى النَهم المتأجج في الذات السورية لضم لبنان " irredentisme absolu ".

إحتضنت سوريا في سهل البقاع خصوصاً وفي مناطق اخرى من لبنان عموماً ، كافة قوى الإرهاب العالمي مثل " ابو نضال" و " كارلوس " و " الجيش الأحمر الياباني" و " عصابة بادرماينهوف" و " الجيش الارمني السري لتحرير أرمينيا" و " جيش العمال الكردستاني" حيث عمدت في معظم الاحوال الى التملّص منهم تتميماً لصفقة، او خضوعاً لضغوطٍ لا طاقة للنظام السوري لتحمّلها كما حصل بشأن " عبدالله اوجلان" رئيس حزب العمال الكردستاني حين بادرت سوريا الى رفع الغطاء عنه.

ما لم تألفه دورة الحياة السياسية منذ عقود متعاقبة هو ان تطلق دمشق سراح الاعتراف بلبنان عبر الاعلان عن قيام علاقات دبلوماسية معه وانشاء سفارتين في كلي البلدين كما تقتضيه القوانين الدولية.

تجول في الذاكرة جمهرة من الاسئلة نطرحها بتوق المؤمن الى الايمان، وبخبرة المجرَّب الى التسليم الجدلي، اسئلة مستمدة من هول ما سبق من علاقات استبدادية وتأديب علقمي، استنسابي في ظل احتلال لامس الفتوحات الغابرة " conquêtes d'autrefois" كتدمير انسانية الانسان وإلغاء المبادرة لديه وصولاً الى احتوائه.

أولا: هل تتخلى سوريا عن التدخل في الشؤون الداخلية للبنان من خلال شبكاتها المخابراتية مع هذه المجموعة أو تلك.

ثانياُ: ما هو مصير المجلس الاعلى السوري اللبناني الذي فرضته معادلة القوي والضعيف، وحيث للسفارة الدور الأنجع والأشمل.

ثالثاً: هل من اعادة للنظر بماية وأربع وعشرون اتفاقية وُقِّعت بين البلدين بفعل الامر الواقع السوري.

رابعأ: هل تكفّ سوريا عن الضغط باتجاه عدم تحرر الحكومة اللبنانية بعلاقاتها الخارجية التي تعود بالخير الى لبنان، فالتاريخ يضُج بتصريحاتٍ لوزراء خارجية سوريا الذين تعاقبوا من جميل مردم بك في عهد الرئيس شكري القوتلي عام 1943 وصولاً الى وليد المعلم في عهد الرئيس بشار الاسد.

خامساً: هل تساهم سوريا في انجاز ترسيم الحدود ما يؤمّن بسط السيادة اللبنانية والكفّ عن تمرير السلاح والدعم للمجموعات الخارجة على سيادة الدولة والقانون، هذه الحدود السائبة في الماضي والتي ما تزال، أقفلتها سوريا من جانب واحد ثماني عشرة مرة منذ 2 شباط 1948 في عهد الرئيس شكري القوتلي وصولاً الى 8 أيار 1973 في عهد الرئيس حافظ الاسد.

سادساً: هل تبادر سوريا الى اطلاق سراح الموقوفين والمحتجزين اللبنانيين في سجونها كبادرة لوصل ما انقطع وترميم ما تهدّم من أملٍ لدى عائلات هؤلاء؟

سابعاً: هل تبادر سوريا باعتراف خطي الى الامم المتحدة يؤكد على لبنانية مزارع شبعا فيشكّل ذلك نزعاً لفتيل التفجير الذي يبقيه احتلالُها؟

ختاماً اننا نصبو الى علاقات تبلوِر الحقوق المتوازنة وتهذّب فوارق الاحجام وتلجمها، كما تحفّز الالتزام والواجب، وتصوّب المخاطبة، وتهدّف القصد، بعيداً عن الشعارات الفارغة المضمون والخارقة لابسط حقوق الانسان وتقرير مصيره. 

 

الكاتب أمين معلوف يفوز بجائزة امير استورياس الإسبانية

نهارنت/أعلنت لجنة تحكيم جائزة امير استورياس الإسبانية الشهيرة الأربعاء انها منحت الكاتب اللبناني الفرنسي امين معلوف (61 عاما) جائزة امير استورياس للاداب للعام 2010.

وقالت اللجنة في بيانها "ان نتاجه الذي ترجم الى أكثر من عشرين لغة يجعل من معلوف احد الكتاب المعاصرين الذين احتفلوا بأكبر قدر من العمق بالثقافة المتوسطية كمساحة رمزية للتعايش والتسامح". من جهته، قال معلوف حسب ما ورد في البيان الذي وزعه المكتب الصحافي لمؤسسة امير استورياس "ان الفوز بجائزة امير استورياس هو شرف كبير لي ومدعاة فرح". وتابع معلوف "لقد كانت اسبانيا دائما حاضرة في كتاباتي. ليس فقط لأنها وطن بطل اولى رواياتي ليون الافريقي، بل ايضا وخصوصا لأن هذه الارض كانت مكان التقاء له رمزيته طيلة قرون بين الديانات الكبيرة في المتوسط". وتمنح مؤسسة الامير استورياس سنويا ثمانية جوائز من بين الأهم في اسبانيا تتضمن مجالات الإتصالات والأبحاث العلمية والعلوم الإجتماعية والفنون والتعاون الدولي والاداب وغيرها. ويحصل الفائز على جائزة قيمتها 50 الف يورو على ان يتسلم الفائزون جوائزهم رسميا في تشرين الأول المقبل في اوفيدو في شمال اسبانيا.

 

العميد مجلي زار البطريرك صفير ممثلا عصام فارس: البابا منح فارس وساما بابويا رفيعا من رتبة كومندان

وطنية - 10/6/2010 - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، اليوم، مدير عام مؤسسة فارس العميد وليم مجلى، الذي اعلن بعد اللقاءانه "جرى اتصال هاتفي بين البطريرك صفير ونائب رئيس الحكومةالاسبق عصام فارس ابلغه فيه ان البابا بنديكتوس السادس عشر منحه وساما بابويا رفيعا من رتبة كومندان ذات النجمة للقديس غريغوريوس الاكبر،وذلك تقديرا لمساهماته البناءة في خدمة قضايا العدالة والسلام وحقوق الانسان وتعزيز حوار الحضارات وتشجيع روح المصالحة بين الافراد والمجموعات داخل لبنان وخارجه، كما جاء في البراءة البابوية وركزت البراءة الصادرة عن حاضرة الفاتيكان على المبادرات الانمائية الرائدة التي تضطلع بها مؤسسة فارس الهادفة الى ازالة معوقات النمو البشري من خلال تحسين فرص التطور والتقدم وتخفيف حدةالتوترات الاجتماعية وتنمية الطاقات العلمية والثقافية في اوساط الاجيال الناشئة". واضاف مجلي: "كلف البابا بنديكتوس البطريرك صفير تمثيله وتسليم الرئيس فارس براءة الوسام وتقليده اشاراته الرسمية، ويقام من اجل ذلك احتفال روحي رسمي خلال زيارة البطريرك صفير المقررة الى باريس في 14 حزيران الحالي، وفي برنامج الاحتفال تسليم فارس البراءة البابوية وتقليده اشارات الوسام الرسمية فكلمة له، وكلمة للبطريرك فالصورةالتذكارية".

 

نديم الجميّل يلتقي عدداً من أعضاء مجلس النواب والشيوخ ويكرمه السفير شديد بحضور رسمي أميركي

وكالات/تابع النائب نديم الجميّل جولته الاميركية في واشنطن، وعقد صباحاً سلسلة إجتماعات في مبنى الكونغرس مع عدد من اعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وهم الشيوخ غاري أكرمان و سو ميريك وشارلز بستاني و جو ليبرمان وستيفن لاتوريت وشرح لهم الوضع في لبنان والمخاطر التي تهدده. وظهراً أقام السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد مأدبة غداء على شرف الجميل في مبنى السفارة، حضرها القائم بالاعمال السيدة كارلا جزار والملحق العسكري العميد جوزف نجيم والقناصل اللبنانيين المعتمدين في واشنطن والسيد هغر حجار ممثل عن مجلس الامن القومي الاميركي في دائرة الشرق الاوسط والسيدة كريستين لاوسن والسفير نبيل خوري عن الخارجية الاميركية. بعد كلمة ترحيب من السفير شديد بضيفه ، شكر النائب الجميّل السفير شديد وأركان السفارة على الحفاوة البالغة التي لقيها منه ومن معاونيه و من الجالية اللبنانية خلال زيارته، مؤكداً أن شعب لبنان يحلم بالحرّية والسلام وسيعمل جاهداً للوصول الى أهدافه. ومساء التقى النائب الجميّل ناشطي احزاب 14 آذار في الولايات المتحدة ضم ممثلين عن الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية وتيار المستقبل والوطنيين الاحرار وبعض المستقلين وحّث الجميّل المجتمعين على توحيد الجهود التي يقومون بها من أجل تفعيل "اللوبي اللبناني" في اميركا الشمالية. كما اوضح خلال اللقاء أنه سيعمد فور عودته الى بيروت على العمل لتنشيط التواصل القائم بين الهيئات الاغترابية من قبل 14 آذار من اجل تحرّك أفعل مع الادارة الاميركية ودول الانتشار اللبناني. ومن المنتظر أن يلقي الجميّل مساء اليوم كلمة سياسية خلال العشاء الذي تقيمه منسقية الكتائب في أميركا الشمالية على شرفه في أحد فنادق واشنطن.

 

حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية البيان التالي: لم يكد لبنان يهنأ بعضويته في مجلس الأمن للمَرّة الأولى منذ نحو ٦٠ عاماً حتى تحوّلت النعمة إلى نقمة.

وبغض النظر عن صوابية موقفه في الإمتناع عن التصويت على القرار الدولي حول فرض عقوبات اضافية على إيران، أو عدم صوابيته، فقد عرّى هذا الموقف السلطة اللبنانية من آخر اوراقها، وكشف هشاشة هذا النظام الطائفي وخطورته على مستقبل لبنان، وهزال التسويات الداخلية المعرّضة للإنهيار عند أول اختبار جَدّي. فضلاً عن ان هذا الموقف، أو بالأحرى اللاموقف، فضح كذبة حكومة "الوحدة الوطنية"، وأكّد مرة جديدة على انها مجموعة تناقضات تلتقي على مصالح ذاتية ليس إلا.

ان استمرار الوضع على ما هو عليه لا يبشر بالخير، بل يُبقي لبنان ساحة لتصفية حسابات الآخرين على حساب أمنه واستقراره، ويُدخله في متاهة المحاور الإقليمية التي لم تجرّ عليه طوال تاريخه الحديث سوى المصائب والويلات، بعدما استرجعت تضحيات ابنائه الشرفاء استقلاله وسيادته وحريته من براثن المخطط الدولي ـ الإقليمي السيّء الذكر.

المطلوب إذاً ثورة بيضاء على هذه الأساليب البالية والترقيعية في مواجهة القضايا المصيرية، بدءاً باعادة النظر في وثيقة الطائف ووصولاً إلى إصلاح هذا النظام الطائفي إصلاحاً جذرياً تبعاً للأسس التي حدّدناها في عقيدتنا ورؤيتنا السياسية القائمة على علمنة الدولة في كافة الميادين دون الإكتفاء بإلغاء الطائفية السياسية كما يطالب البعض.

ولكي لا يبقى هذا الوطن الصغير سلعةً للمقايضة في محيطٍ طامع به، ولتحصين نفسه من الأخطار المحدقة به، عليه ان يعي حقيقته التاريخية، فيعود إلى الإضطلاع بدوره الطليعي القائم على الطموح والإقدام والمبادرات الجريئة، والكف عن سياسة اللاقرار واللاموقف المبنية على الخنوع والتبعية والإستجداء والتسكّع على أبواب العواصم القريبة والبعيدة.

شتان ما بين لبنان الأمس، لبنان شارل مالك رئيساً لمجلس الأمن قبل ٦٠ عاماً حين كانت كلمته مسموعة، وحضوره مؤثراً في القرار الدولي، ولبنان اليوم الحائر في قراره، المنقسم على ذاته والمفلس في نظامه وتركيبته السياسية الحاكمة!!!

فهل من يعتبر؟؟؟

 لبيك لبنان

أبو أرز

في ۱۱ حزيران ٢٠۱٠.

 

الرئيس سليمان استقبل وزير العدل وحاكم مصرف لبنان

وطنية - 10/6/2010 - عرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع وزير العدل ابراهيم نجار للأوضاع العامة ولشؤون تتناول عمل وزارة العدل في هذه المرحلة. وزراء سابقون وتناول الرئيس سليمان مع كل من الوزيرين السابقين فريد هيكل الخازن ويوسف سلامة للتطورات الراهنة على الساحة الداخلية. حاكم مصرف لبنان وكان رئيس الجمهورية استقبل صباحا حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الذي اطلعه على متانة الوضع النقدي وعلى توقعات النمو لهذه السنة والتي هي في حدود 8 % والسياسة التي يتبعها المصرف للحفاظ على الاستقرار المالي في البلاد.

 

ندوة لـ"حزب السلام" عن العلاقات اللبنانية – السورية اده: لبنان رهينة المقاومة وعلى دمشق تطوير نظامها شمعون: بعض المصفقين يريدون عـودة الوصايــة

المركزية - في إطار سلسلة اللقاءات والندوات التي ينظمها حزب السلام اللبناني تحت عنوان "السلام نضالنا" عقدت في مجمع "إده ساندز" السياحي ندوة عن العلاقات اللبنانية السورية شارك فيها ممثلون عن احزاب 14 و8 آذار. وألقى الامين العام للحزب المحامي رافايل صفير كلمة إعتبر فيها ان المرحلة التي نمرّ فيها مرحلة صعبة وخطيرة وتطرح تساؤلات عدة عن مصير الكيان نتيجة خيبات أمل المواطن اللبناني من آداء دولته"، مشيراً الى ان العلاقات بين لبنان وسوريا تمرّ بمراحل سلبيية وايجابية".

اده: ثم قدم رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه إدّه عرضاً مفصلا للعلاقات التاريخية بين لبنان وسوريا عبر التاريخ، لافتا الى أن "بعد مرور ما يقارب القرن على قيام لبنان الكبير نجده "شعوبا" على حد تعبير كبار المفكرين من الاعلاميين اللبنانيين واوطاناً على حدّ تعبير امير الدروز وليد بيك جنبلاط في حواره المتلفز الاسبوع الماضي"، وقال: لم يصبح اللبنانيون شعباً ولا وطناً واحداً ولا الدولة اللبنانية – دولة اللبنانيين الواحدة الحصرية السيادة والسلطة على الارض اللبنانية. حتى المقاومة الاسلامية التي كانت تتباهى بسرية عملها في بيئتها نراها تستعرض بالمظاهر الرسمية جيش دولتها في "مارون الراس" وترفع اعلام ايران والرايات الصفر بينما هي تثبت يوماً بعد يوم ان "الحوار" لا يعنيها حول سلاحها. دولتها لها الكلمة الاخيرة في اي شأن من شؤون الدولة اللبنانية. تفرض الخطاب السياسي والدولي على الاركان الصُوَريين في نظرها وذلك مباشرة وبدعم حلفائها في محور ايران – سوريا. تتصرف بالديموقراطية كما تشاء. تعطل المجلس النيابي حين تشاء. تفسّر الدستور كما تشاء. تقرّر القانون الانتخابي الذي تفضل وتتحدث عن "الاكثرية الشعبية" حين تعجز عن تحقيق الاكثرية النيابية مع حلفائها المدعومين من المحور بشتى الامكانات حتى اضحى لبنان رهينتها ورهينة خياراتها في شؤون السلم والحرب والمصير. مضيفا: يبقى سبب وجود لبنان ومصير مسيحيي الشرق وهم من عرب العاربة، لأن لبنان لن يبقى إن رحلوا ولا العروبة. الواقع ان لبنان وجد في الاصل ليكون دولة "وطنية" للمسيحيين العرب ومكاناً للجوئهم ان اضطرتهم للهجرة قوى التطرّف والتكفير. لذا يتعين ان يبقى في لبنان للمسيحيين العرب وطناً يطمئنون لوجودهم في ربوعه مهما تضاءل عددهم وتصاعدت بوجههم التحديات الوجودية من اي نوع كانت.

وشدد اده على أن "علاقات لبنان مع سوريا لن تسلم قبل ان تسلم سوريا بسلام يحرّر الجولان وقبل ان تطور نظامها لتطمئن اليه شعوبها. اما منحاها العربي فتحققه حين تساهم في تطوير الجامعة العربية على الطريقة الاوروبية في إتجاه تحقيق "الاتحاد العربي الواسع" المتصالح مع جيرانه من مسلمين غير عرب ومن اوروبا المتوسطية المنفتحة على شرق المتوسط والعالمَين العربي والاسلامي"، موضحا أن "الحروب الاهلية الدائمة، كما الحروب الاقليمية الدائمة خطر وجودي دائم على سوريا ولبنان وسائر دول وكيانات المنطقة العربية والاسلامية تهددها من الداخل الفتن مثلما تهدّدها من الخارج مشاريع التوسع والأمميات العقائدية البائدة والمبيدة".

شمعون: من جهته قال رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون "صحيح أن الموضوع هو العلاقة بين لبنان وسوريا ولكن الحقيقة هي "العلقة" بين لبنان وسوريا وكنا نتمنى ان تقبل سوريا بعلاقة محترمة مع لبنان وتحترمه كدولة قوية، ولكنها تريد ان يخترب لبنان وان يقاوم وحده فهي لم تطلق رصاصة دفاعاً عن الجولان. وتريد منا كلبنانيين ان نخرّب بلدنا وتعيش هي على حسابنا"، واصفا المسؤولين في سوريا، "بالديكتاتوريين العسكريين ولديهم احلام وطموحات ويظنون انه بوجود بعض اللبنانيين الذين يصفقون لهم يستطيعون السيطرة على لبنان في كل سهولة خصوصاً وان الدول الكبرى ومن اجل بعض الليترات من البترول أغمضت عينيها عن كل ما تفعله سوريا في لبنان، والبعض منهم كانوا الآداة الاساسية لدخول سوريا الى لبنان عسكرياً واحتلاله لعشرات السنين".

ولفت شمعون الى "أن بعض الاصوات في الداخل اللبناني لا تزال تتمنى عودة سوريا"، مؤكدا أن "هذا الشيء غير وارد والمجتمع الدولي بعد كل المتاجرة التي قام بها على حساب لبنان وكل تآمره علينا، فهم أن لبنان ليس سلعة او ملكاً لاحد لغير اللبنانيين"، وقال: لا أحد يرغب في أن تصبح طاولة الحوار مؤسسة رسمية او التحرّر من الدستور والقوانين اللبنانية فالحوار مزيّف ولم يعط اي نتائج وطنية، بل أصبح لدينا دولة داخل الدولة وجيش ضمن جيش، ولدينا جارة إسمها اسرائيل تهدّدنا يومياً وجارة أخرى إسمها سوريا تتدخل في الشؤون اللبنانية. مضيفا: لسنا ضد الشعب السوري، ولكنه مغلوب على أمره وحتى الذين يصفقون لسوريا من اللبنانيين غير مستعدين للعيش فيها في ظلّ النظام الديكتاتوري وغياب الحرية هناك، مشددا على "أننا أفضل العلاقات مع سوريا لكننا لسنا مستعدين للتضحية بتراثنا وتاريخنا وشبابنا بأي شكل من الاشكال".

قزي: وقدم السيد فايز قزي عرضا لقراءات متنوعة وممتدة في تاريخ العلاقة اللبنانية السورية عهوداً وسنوات، داعياً الى ضرورة إعادة النظر في كل الاتفاقيات التي عقدت منذ العام 1976 حتى 2004 من قبل مجلس الوزراء مجتمعاً والاستعانة بأهل الاختصاص وليس بالموظفين والمديرين العامين والوزراء فقط لقراءة العلاقات وتصحيح مفهوم تميزها ومراعاة حاجة لبنان لاستعادة سيادته الكاملة بحيث لا يبقى أمنه معرضاً للضغوط.

عيتاني: وتحدث فؤاد عيتاني عن العلاقات اللبنانية السورية في عهد الرئيس بشار الاسد مبدياً اسفه كيف ان عددا كبيرا من اللبنانيين لم يلاحظ التغيير الجذري للنظرة السورية في ظلّ قيادة الرئيس الاسد. ولفت الى الفرق الشاسع بين مفاهيم الرئيس الراحل حافظ الاسد إزاء لبنان ونظرة الرئيس بشار الاسد مذكراً بنظرة الأخير للعلاقات والتي إقترنت بإقامة العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود ومبدأ تعاطي الدولة مع الدولة".

آغا: وتحدّث السيد بسام خضر آغا عن علاقة العماد ميشال عون بسوريا لافتاً الى ان عون خدع الناس وصوّر لهم انه الفارس المنقذ للموارنة بعدما وافق على العرض السوري له للعودة الى لبنان ولكن بخطاب سياسي جديد قديم".

بولدقيان: بدوره اعتبر الدكتور مكرديش بولدقيان ان التكامل الاقتصادي والتنسيق والتعاون بين لبنان وسوريا لا يستدعي الخوف والقلق وفيه من الفائدة لكلا البلدين"، لافتا الى "إمكان الاتفاق بين لبنان وسوريا على أسس واضحة ترسم وترعى العلاقات الاقتصادية بينهما بعيداً من التشنّج والتوتر والضغط".

وفي الختام تحدث الدكتور روجيه عزّام عن علاقة سوريا بالحرب اللبنانية مقدماً عرضاً وشرحاً مفصلاً عن تاريخ الحرب اللبنانية ودور سوريا فيها.

 

"السياسة" الكويتية: اردوغان دعا نصرالله الى زيارة تركيا

المركزية - نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر وصفتها بالخاصة جدا أن "رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجه قبل ايام دعوة رسمية إلى الأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصر الله لزيارة لتركيا، ذلك بعد ضغط من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، شرط أن تسمح أنقرة لـ"قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، بتأمين الحماية لنصر الله خلال زيارته، خوفاً من اغتياله على يد اسرائيل".

وذكرت المصادر أنَّ مشعل "أقنع اردوغان بأن هذه الخطوة، "سترفع من الشعبية الهائلة التي يحظى بها رئيس الوزراء التركي في الشارعين العربي والاسلامي، ناهيك عن انها ستحرج تل أبيب وتبقي الحالة العربية والاسلامية ووسائل الاعلام في ذروة العداء الذي تولد مع السيطرة على "اسطول الحرية"، خصوصا ان وسائل الاعلام العربية والعالمية ستدخل حالا من السبات بدءاً من يوم السبت المقبل، مع افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا".

وأضافت المصادر أن "نصر الله تلقى بغبطة وسرور الدعوة التركية الفريدة من نوعها، وانه يدرس جدياً امكانية القيام بهذه الزيارة، على رغم خشيته من قيام اسرائيل باستغلالها لاغتياله"، مشيرة إلى ان التشاور تم مع قادة "الحرس الثوري" الايراني، في شأن كيفية تأمين حماية كافية له خلال رحلته في الذهاب والإياب، وضرورة تلقي ضمانات شخصية من اردوغان بأن اسرائيل لن تمسه خلال عودته من الزيارة التي ستكون على ما يبدو عن طريق البر الى سورية ومنها الى لبنان".

واشارت االمصادر إلى ان هناك توافقاً في الرأي بين الايرانيين و"حزب الله" على أن الزيارة لا يمكن ان تتم الا في حالة موافقة الاتراك على السماح لأفراد مسلحين من "قوة القدس" التابعة لـ "الحرس الثوري" بالعمل في شكل مستقل في تركيا لتأمين حماية نصر الله ومرافقيه"، لافتة إلى أن "رئيس المخابرات التركية الجديد حقان فيدان الذي تلقى الطلب الايراني، وعد بدراسته على رغم انه لم يخف خشيته من ان افتضاح الامر قد تكون له انعكاسات سلبية على الساحة الداخلية التركية".

ورأت المصادر ان الدعوة وضعت نصر الله في موقف "حرج"، إذ يرغب في تحقيق "نقاط لصالح حزبه، خصوصاً مع تحضيراته لانطلاق سفينة "ناجي العلي" من لبنان بتمويل ايراني، لكنه لا يرغب في خطف الاضواء من طهران التي باتت تشعر بأن أنقرة بدأت سحب البساط من تحت قدميها في المنطقة، اذ ان الزيارة ستضع تركيا في موقف من اصبح يملك جميع الاوراق في المنطقة بدءا من سوريا مروراً بـ"حماس" وانتهاء بـ"حزب الله"، لذلك فإن نصر الله يميل الى عدم الاستجابة للدعوة بطرق ديبلوماسية وبحجة ان الاجراءات الامنية التي فرضتها وحدة الحماية التابعة للحزب لا تتيح له القيام بذلك".

وفي المقابل، ذكرت الصحيفة ان نصرالله سيقوم بدعوة رئيس الوزراء التركي لزيارة لبنان والاجتماع به خلال الزيارة والقاء خطاب مشترك يظهر فيه نصر الله امام جمهور الحزب إلى جانب اردوغان، حيث سيكون الأخير ورقة حماية لأول من أي عملية اسرائيلية تستهدفه خلال ظهوره العلني.

 

مصادر 14 آذار: سوريا وايران استخدمتا مجلس

وزراء لبنان لبعث رسائل للشرعية الدولية

المصدر: الوكالة المركزية/اعلنت مصادر في قوى 14 آذار ان لبنان صوّت بالامتناع في مجلس الامن وهذا التصويت ليس نتيجة قرار لبناني صادر عن مجلس الوزراء بل جاء نتيجة عجز مجلس الوزراء اللبناني عن اتخاذ قرار، مشيرة الى ان الفرق بين الاثنين كبير جدا فالاول يقول ان هناك حكومة لبنانية في داخلها مجموعة وزراء مصالحهم مرتبطة بمصالح ايران والثاني يقول ان حكومة لبنان تتقاسم النفوذ على الاراضي اللبنانية بين ايران وسوريا الممثلتين بمجموعات وزارية داخل مجلس الوزراء. واضافت المصادر انه "لو كان التصويت نتيجة قرار لكنا قلنا ان البلد محكوم وفقا لاتفاق الطائف، ولكن التصويت جاء نتيجة عدم القرار لذا نقول ان حتى اتفاق الدوحة الذي كان اعطى هامشا لـرئيس الجمهورية تم الغاؤه الاربعاء". واذ اعتبرت المصادر ان ايران وسوريا استخدمتا مجلس وزراء لبنان صندوق بريد لبعث رسائل الى الشرعية الدولية سألت: هل سيكتفيان بتحديد مجلس الوزراء مكانا للمواجهة ام ان الاحداث المرتقبة ستنقل المواجهة من مجلس الوزراء الى امكنة اخرى؟ الى ذلك، رأت مصادر في الاكثرية لـ"المركزية" ان منطق التوافق لا يعني ان تفرض فئة او جهة مسلحة رأيها على فئة اخرى، فالتوافق له معنى واحد هو الاتفاق والتفاهم اي الحوار. وتساءلت عن معادلة "السين السين" التي لطالما نادى بها رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي قيل انها المعادلة التي نعزز الامن والاستقرار وتحصن لبنان وتبعده عن التجاذبات ، فهل لا تزال قائمة ام انها استبدلت بمعادلة اخرى؟ وسألت المصادر ايضا "لماذا لم تأخذ قوى المعارضة مصالح لبنان في الاعتبار متجاهلة دعم الدول الكبرى للبنان والمساعدات العسكرية التي قدمتها اليه متسائلة عن دور ايران في هذا المجال؟" وتوقفت المصادر عند غياب الصوت العربي الموحد ودعت البعض الى ان لا يكونوا ملكيين اكثر من الملك بدليل ان مندوب ايران في مجلس الامن شكر لمندوب لبنان موقف بلاده من العقوبات.

 

انقسام داخلي في المواقف الخارجية: سليمان يؤازر المعارضة وجنبلاط الاكثرية

نهارنت/لم يستغرق موضوع العقوبات وقتاً طويلاً من جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت مساء الاربعاء في قصر بعبدا، وانتهى الامر الى تصويت اسفر عن وقوف وزراء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع فريق المعارضة، في مقابل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزراء قوى 14 آذار ومعهم وزراء "اللقاء الديموقراطي"، فكانت النتيجة التعادل 14 – 14.وقد ايد فريق المعارضة مع وزراء رئيس الجمهورية تصويت لبنان ضد قرار العقوبات في مجلس الامن، بينما ايد الفريق الآخر الامتناع عن التصويت. ونتيجة لذلك كان القرار ابلاغ مندوب لبنان موقف "اللاقرار". وأفادت صحيفة "النهار" ان هذه النتيجة التي سعى الرئيس سليمان الى صياغتها هدفت الى "تجنيب الحكومة خضة كبيرة". لكن الرئيس الحريري عبّر عن "عدم رضاه" عنها قائلاً: "ان موقف لبنان لن يغيّر شيئاً ما دامت هناك 12 دولة مع العقوبات. ونحن بلد له مصالح مع المجتمع الدولي فأمامنا مسألة التجديد لليونيفيل في الصيف ولدينا دول صديقة تساعدنا وتدعم قضايانا في المحافل الدولية ونحن لا يمكننا اتخاذ موقف ضد توجه مجلس الامن لان في ذلك اضعافاً لموقفنا في الخارج".

وبعد التصويت في الجلسة خرج رئيس الحكومة ومعه وزير الخارجية علي الشامي والمدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي للاتصال بالسفير سلام وابلاغه موقف "اللاقرار" مع شرح الموقف قبل الامتناع عن التصويت. وفيما تحدثت مصادر المعارضة عن قرار خطي أبلغه الوزير الشامي اول من امس الى سلام بالتصويت ضد العقوبات، نقلت صحيفة "النهار" عن مصادر وزارية ان هذا القرار الخطي قد صدر فعلا، لكن الشامي عاد وأبلغ هاتفيا مندوب لبنان "اللاقرار" الحكومي. واوضحت اوساط متابعة لموقف الفريق الحكومي للرئيس سليمان ليلاً ان ما انتهى اليه الموقف من العقوبات "هو الافضل للبلد اذ جنبه الظهور مظهر غالب ومغلوب، مؤكدة لصحيفة "النهار" التواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة في متابعة هذه القضية. وفي كلمة السفير سلام امام مجلس الامن، أعلن انقسام الموقف في مجلس الوزراء قائلا: "قامت حكومة بلادي بدراسة موضوع التصويت المهم المعروض امامنا اليوم، ولما لم يتبلور موقف نهائي لديها في اللحظة التي نجتمع فيها، لذلك فان لبنان قد امتنع عن التصويت". ورأى ان معالجة ملف ايران النووي "يكون بالمزيد من الحوار وليس بسلوك نهج العقوبات". وأكد سلام لصحيفة "اللواء" أن امتناع لبنان عن التصويت جاء نتيجة التعليمات التي تلقاها من كل من الرئيس الحريري والوزير علي الشامي اللذين طلبا منه إبلاغ مجلس الأمن بعدم توصل الحكومة الى قرار بشأن التصويت، بسبب إنقسام مجلس الوزراء بين "مع" و"ضد"، وذلك في الوقت الذي كان فيه مجلس الأمن قد بدأ جلسته المقررة لمناقشة قرار العقوبات والتصويت عليه.

وأضاف سلام: وقد حرصت أن أتفادى التعبير عن الانقسام في بلداي، والاكتفاء بالقول إن حكومة بلدي لم يتبلور موقف نهائي لديها في اللحظة التي نجتمع بها، لذلك فإن لبنان قد امتنع عن التصويت، نافياً علمه بأسباب وخلفيات الضجة الإعلامية في بعض أوساط المعارضة حول هذا الموقف، الذي تبلّغه شخصياً من وزير الخارجية، في الوقت الذي كان فيه مجلس الوزراء مجتمعاً في بعبدا. وكان لافتا للانتباه ان المندوب الايراني في مجلس الامن بادر بعد انتهاء الجلسة الى مصافحة رئيس وأعضاء الوفد اللبناني، شاكرا إياهم على الموقف المتخذ، فيما أفادت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تحادث هاتفيا مع سلام وأبلغه أن تركيا تتفهم موقف لبنان.

 

أمل وحزب الله ينتقدان الموقف الحكومي: تصويت الوزراء الـ14 "مائع وغير واضح"

نهارنت/أصدر "حزب الله" ليل أمس بيانا وصف فيه قرار مجلس الامن فرض عقوبات جديدة على ايران بأنه "قرار جائر" وحيا "الموقف المنصف لتركيا والبرازيل" وأمل لو ان موقف "لبنان الممتنع عن التصويت" عكس "صورة أكثر بهاء وقوة وتعبيرا عن قدرة اللبنانيين على التوافق وخصوصا ازاء رفض التجني والظلم اللذين ذاق لبنان مرارتهما طويلا".

كما أصدر المكتب السياسي لـ"حركة أمل" بيانا مماثلا ندد فيه بقرار مجلس الامن واستغرب "اللاقرار الصادر عن الحكومة". هذا وشن اعلام "حزب الله" ومعه فريق المعارضة هجوماً عنيفاً على فريق الاكثرية والوزراء الذين صوتوا لمصلحة الامتناع عن التصويت، مراعاة لخاطر واشنطن، على حد تعبير قناة "المنار" التي نقلت من مصادر المعارضة وصفها تصويت الوزراء الـ14 "بالمائع" و"غير الواضح" وفيه "الكثير من الالتباسات والهروب من الحقائق".

 

جنبلاط: موقف السفير سلام هو الانسب ويجنبنا غمار لعبة الامم

نهارنت/أيّد وزراء "اللقاء الديمقراطي" الى جانب وزراء الأكثرية خلال جلسة مجلس الوزراء الأربعاء الامتناع عن تصويت لبنان على قرار العقوبات في مجلس الامن في وجه وزراء رئيس الجمهورية ميشال سليمان والمعارضة الذين أيدوا التصويت ضد قرار العقوبات. وتعليقاً قال رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لصحيفة "السفير" انه كان في الاساس مع الامتناع عن التصويت على العقوبات، "وقبل ذلك كنت من غير المتحمسين لوجود لبنان في عضوية مجلس الامن، أما وإن هناك أمرا واقعا قائما فإن الموقف الذي عبّر عنه السفير نواف سلام باسم لبنان هو الانسب، لاننا لسنا دولة كبرى مثل تركيا والبرازيل، وما فعلناه يجنبنا غمار لعبة الامم". وأضاف: الاساس هو المحافظة على معادلة الدولة والشعب والمقاومة، والقرار المتخذ لا يلغي هذه المعادلة ولكنه يوفر علينا في الوقت ذاته خسائر جانبية في العلاقات الدولية، وعلينا ان نستعد لمواجهات أخرى سياسية او غير سياسية، من خلال الحوار والوحدة الوطنية والالتزام بثوابت اتفاق الطائف.

 

حزب الله: فيلتمان يمثل دور المسؤول الإسرائيلي في أميركا

نهارنت/وصف "حزب الله" شهادة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان في إحدى لجان الكونغرس الأميركي عن "حزب الله"، بأنها تأكيد أنه يمثل دور المسؤول الإسرائيلي في أميركا. واعتبر الحزب في بيان له الاربعاء، "ان فيلتمان يعيش خيبة من الفشل الذريع الذي منيت به مخططاته التآمرية التي حاول امرارها في لبنان منذ وجوده على أرضه سفيرا للولايات المتحدة الأميركية، وحتى ما بعد توليه موقعه الجديد في وزارة الخارجية الأميركية، وما كلامه على "حزب الله" خلال شهادته أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأدنى التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إلا تعبير عن خيبة الأمل هذه".  وقال: "إن المواقف التي أدلى بها فيلتمان تؤكد أنه يستكمل ما قام به خلال وجوده في لبنان من ألاعيب وإثارة الفتن والتحريض على الانقسام والتشتت بين اللبنانيين". وأضاف البيان ان "حديثه يتزامن مع الاستعداد الأميركي لتلبية طلب العدو الصهيوني زيادة عدد القنابل الذكية التي يتزودها من ترسانة القتل الأميركية، وهذا ما يدل على حجم العدوانية الصهيونية ويؤكد الاستعداد الأميركي لتغطية هذه العدوانية ودعمها، رغم أن هذه القنابل تستخدم من أجل الاعتداء والاحتلال وتستهدف المدنيين والأطفال الأبرياء".

 

عمّار الموسوي: فيلتمان شخص "مشبوه" وهو حرّض اللبنانيين بعضهم ضد بعض

لبنان الآن/الخميس 10 حزيران 2010

علّق مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" النائب السابق عمار الموسوي على دعوة السفير الاميركي السابق في لبنان رايان كروكر الولايات المتحدة الى التحدّث مباشرة مع "حزب الله"، فقال الموسوي إن "المشكلة هي في الإدارة الأميركية، فالفريق داخل السلطة الأميركية يكون مضطراً دائماً الى مسايرة إسرائيل ومراعاة اتخاذ مواقف بناء على مصالحها، وليس للولايات المتحدة سياسة خاصة بها في الشرق الأوسط بل سياسة إسرائيلية، وموقفها العدائي لـ"حزب الله" أسبابه معروفة". وتابع الموسوي في حديث لـ"المركزية": "أمّا عندما يصبح بعض من في الإدارة خارج المسؤولية، فلربما يصبحون أكثر قدرة على التحرر من الضغوط والتعبير عن موقفهم في حرية أكثر". ورداً على تصريحات للسفير السابق جيفري فيلتمان وصف فيها "حزب الله" بأنه "منظمة ارهابية"، أجاب الموسوي: "ان فيلتمان هو شخص مشبوه وإقامته في لبنان حصلت في ظروف سيئة جداً مرت على البلد، وكان من أبرز من حرّض اللبنانيين بعضهم ضد بعض ولعب دوراً سلبياً". وعن قرار مجلس الأمن في حق إيران، أكد الموسوي أن موقف "حزب الله" هو "ضد هذه العقوبات الظالمة"، ورأى ان مجلس الأمن قد "تحوّل الى منتدى لإرساء السياسة الأميركية، لا يرى في الترسانة الإسرائيلية النووية خطراً لكنّه يرى في محاولات إيران تطوير قدرات سلمية خطراً هائلاً". وقال: "كنا نتمنى لو أن لبنان عبّر في هذه المناسبة عن موقف واحد ينسجم مع القناعات، ليس دفاعاً عن إيران وإنما دفاعاً عن المنطق والحق"، متسائلاً: "لماذا لا تقوم حملة دولية ضد الترسانة النووية الإسرائيلية ولماذا تتم حماية إسرائيل من المساءلة فيما توجه الضغوط في اتجاهات أخرى؟".

 

الموازنة إلى الإثنين المقبل بعد إنجاز 52 بنداً منها

نهارنت/بحث مجلس الوزراء في جلسته أمس الأربعاء مشروع موازنة العام 2010، فأنجز حتى الآن 52 بندا. وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "النهار" أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان دعا إلى الإسراع في مناقشة بقية البنود. وقرر المجلس استكمالها في جلسة تعقد عصر الاثنين المقبل في بعبدا. ولفت وزير الإعلام طارق متري بعد انتهاء الجلسة، إلى أن وزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي أطلع مجلس الوزراء على الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين شركة طيران الشرق الاوسط ونقابة الطيارين. وشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوزراء وخصوصاً وزير العمل بطرس حرب وجميع الذين بذلوا جهوداً للوصول الى هذا الحل الذي يحفظ مصالح شركة طيران الشرق الأوسط وحقوق الطيارين.

ولفت متري وعدد من الوزراء عما يسمى التسريب المؤدي الى نشر وبث معلومات عن وقائع جلسات مجلس الوزراء تعوزها الدقة وتكون في بعض الحالات عارية من الصحة، وضرورة وضع حد لذلك تطبيقاً للقانون واحتراماً لعمل المجلس. وأشار أيضاً إلى حديث وزير التربية حسن منيمنة عن اضراب المعلمين ومقاطعة الامتحانات، مذكراً بقرار مجلس الوزراء القائل برفض تلك المقاطعة، كما شدد الرئيس سليمان على أهمية دعم القوى السياسية موقف مجلس الوزراء في الدعوة الى المشاركة في تصحيح الامتحانات والعمل على الحؤول دون منعه. وتناول المجلس موضوع تعيين هيئة للاشراف على الانتخابات النيابية الفرعية في قضاء الضنية – المنية، واستعرض اولا النصوص المتعلقة بتعيين هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية ". وتحدث أيضاً عن موقف لبنان من مشروع القرار على فرض العقوبات ضد إيران في مجلس الأمن.

 

الحريري من اسطنبول: وظيفتنا اليوم حماية لبنان من الغطرسة الاسرائيلية

نهارنت/رأى رئيس الحكومة سعد الحريري أن "منطقتنا تمر اليوم بمرحلة حساسة على كافة الأصعدة والدليل التطورات الأليمة التي شهدناها الاسبوع الماضي فمنطقتنا عانت طويلا من الغطرسة الاسرائيلية".وقال الحريري في كلمة ألقاها أثناء مشاركته في الملتقى السياسي الاقتصادي في تركيا: "نحن في لبنان البلد الصغير بحجمه نعي اهمية التنسيق بين الأشقاء العرب وتركيا ونوظف دبلوماسيتنا لتدعيم الموقف العربي لاحقاق حق الفلسطينيين بدولة مستقلة عاصمتها القدس"، مشدداً على أنّ وظيفتنا اليوم على المستوى الوطني هي حماية لبنان من الغطرسة الاسرائيلية. كما أكد الحريري ان هدف الحكومة هو تحقيق النمو المتوازن واللامركزية في التنمية الإقتصادية ليرتفع مستوى معيشة الشريحة الأوسع من اللبنانيين وخصوصاً في الطبقات المتوسطة والفقيرة وخلق فرص عمل بما يساهم في الحد من الهجرة. اشار الى ان الحكومة اللبنانية حريصة على مشاركة القطاع الخاص اللبناني والأجنبي وبالأخص التركي في تنفيذ مشاريعها القطاعية والتنموية من خلال تطبيق مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص مما يخفف العبء على الموازنة العامة. وقال: "لبنان ينعم بالإستقرار في ظل حكومة الوحدة الوطنية ونحن نريدها حكومة إنجاز وعمل للنهوض باقتصاد البلد وقد تبنت الحكومة بياناً وزارياً طموحاً وجميعنا ملتزمون بمضمونه وبالإصلاحات التي تضمنها".

كما رأى الحريري ان التقوقع والإنغلاق من شأنه أن يفوت على لبنان العديد من فرص العمل لشبابه وشاباته ودعا الى تفعيل التعاون العربي – التركي وابدى ثقته أن الدول العربية وما تتمتع به من طاقات شابة ومبدعة بإمكانها أن تؤسس لشراكة حقيقية ولتكامل اقتصادي مع تركيا. وقال: " نحن نسعى الى تعزيز العلاقات اللبنانية – التركية نحو علاقة استراتيجية في مختلف الميادين وأشكر تركيا على دعمها المتواصل للبنان على الصعيدين السياسي والإقتصادي ومن خلال مشاركتها في اليونيفل". وكان الحريري قد استهل كلمته بتوجيه التعزية لعائلات الشهداء الأتراك الذي سقطوا وهم يقدمون المساعدات وانحنى اجلالا لتضحياتهم وتضحيات تركيا دفاعا عن القضية الفلسطينية.

 

أبو الغيط: لاستمرار العمل الدبلوماسي لحل الأزمة النووية الإيرانية

الخميس 10 حزيران 2010/(أ.ف.ب.)

أكّد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن "العقوبات لا يجب أن تكون الخيار الوحيد للتعامل مع الأزمة بين إيران والمجتمع الدولي" بشأن الملف النووي الإيراني. وأضاف أنّ "التجارب السابقة للعقوبات انتهت دائماً إلى تصعيد التوتّر والمواجهة، وهذا الوضع لا يخدم التوجّه لتسوية الأزمة بشكل سلمي". أبو الغيط، وفي تصريحات للصحافيين، شدّد على "أهمية استمرار العمل الدبلوماسي لإيجاد حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني بشكل يتيح للمجتمع الدولي التأكد بلا أي لبس من سلميّة نوايا إيران في هذا المجال، في الوقت الذي لا يُمس فيه بالحق الأصيل لأيّ دولة فى تطوير برامجها النوويّة السلميّة وفقاً لحقوقها المنصوص عليها فى المعاهدات الدوليّة المنضمّة إليها". وأشار أبو الغيط إلى "المبادرة المصريّة بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والقرار الصادر عن مؤتمر المراجعة الأخير لمعاهدة منع الانتشار النووي بعقد مؤتمر دولي في عام 2012 لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية". واعتبر أن "إنجاح هذا المؤتمر هو المدخل الرئيسي للحفاظ على الاستقرار الإقليمي والقضاء على شبح التهديد النووي من أي طرف إقليمي في الشرق الأوسط".

 

لماذا انفرط العقد التنظيمي لـ"التيار الوطني الحر"؟  

١٠ حزيران ٢٠١٠ / :سليم خوري

تواجه عملية اعادة ترتيب البيت الداخلي لـ"التيار الوطني الحر" مشاكل جوهرية، وحتى تحديات بنيوية كما تقول مصادر مواكبة للملف. فخلال العامين الماضيين ظهر واضحاً ان"التيار" لا يملك نسقاً تنظيمياً جامعاً، وانه تكتل جماعات تختلف في توجهاتها الفكرية وفي نظرتها إلى الامور السياسية والاجتماعية وبالاساس في نظرتها إلى لبنان ودوره وموقعه ومعنى وجود المسيحيين فيه. وكانت مناسبتا الانتخابات النيابية والبلدية الاخيرتان بمثابة المجهر الذي أظهر بوضوح حقيقة ان "التيار الوطني الحر" تجربة تنظيمية وسياسية غير قابلة للاستمرار. ويبدو ان العماد ميشال عون توصل الى هذا الاستنتاج ذاته بدليل انه قرر، بعد طول مكابرة، حل "التيار الوطني الحر" تنظيمياً والبحث في سبل اعادة التأسيس.

وبحسب المصادر عينها، فإن ابرز المشاكل التي واجهت التجربة التنظيمية والسياسية الداخلية داخل "التيار" والمسؤولة عن انفراط عقده، تتمثل بالآتي:

اولاً- على الرغم من محاولات عون اظهار ان التيار حسم خياراته ورؤيته إلى لبنان الكيان ودور المسيحيين فيه، الا ان الواقع يظهر ان النقاش داخل "التيار" في هذا الموضوع لا يزال قائماً على قدم وساق. وكان خطأ عون كبيراً عندما منع خروج هذا الحوار الى العلن، وقرر قمع هذا النوع من الحوار والنقاش، ما ادى الى خروجه من الاطر التنظيمية، وهذا ما شجع على الشللية داخل "التيار"، ومع الوقت اصبحت كل واحدة من هذه الشلل تعمل على تجميع اعضائها من خلال تقاطع مصلحي بينهم.

وقالت المصادرعينها انه كان على عون القبول بحرية الرأي داخل "التيار"، وبهذا كان في إمكانه احتواء هذا النوع من الاعتراض الذي له طبيعة رؤيوية. ولكن اسلوب القمع ادخل "التيار" في مناخ انه حزب احادي وشمولي وهو امر غريب على التفكير السياسي المسيحي في لبنان.

ثانياً: تضخمت خلال السنوات القليلة الماضية حال الاعتراض داخل "التيار" على ما يسمى "استغلال صهر الجنرال الوزير جبران باسيل لموقع عمه داخل التيار" ولم يعد خافياً ان كل هذه الانتقادات لصهره وانه شخص غير شعبي بين قواعد "التيار" وصلت الى مسامع عون. وتركز الاعتراض في هذه المرحلة على ان اعادة بناء "التيار" لا يمكن ان تنجح مع استمرار وجود باسيل وتمتعه بصلاحيات كبيرة داخله. وظاهرة باسيل كما تشرحها فاعليات في "التيار" مثلت نقضاً واضحاً لشعارات عون الاصلاحية.

والسؤال الذي أثارته سلوكيات باسيل الفوقية غير المنضبطة بلوائح قوانين العمل التنظيمي داخل "التيار" هو: اذا كان عون يسمح بحدوث تجاوزات في بيته الحزبي، فكيف يمكن تصديق انه يطمح إلى اصلاح على مستوى الوطن وضرب المحسوبيات؟!. كما شكلت ظاهرة باسيل المتضخمة داخل "التيار" مدخلاً لولادة نقد كبير لموقع العائلة في حركة عون السياسية، وبالتالي هل التيار ذاهب إلى عائلية سياسية تحت عباءة الحركة السياسية التي يمثلها عون، ام انه ذاهب فعلا ليكون تياراً تغييرياً يعبـّر عن مسيحية جديدة كما يقول الجنرال في مجالسه الخاصة. ثالثاً: خلال معالجته مشاكل "التيار" التنظيمية اظهر عون انه يتصرف بالمفهوم العسكري وليس الحزبي. فعلى سبيل المثال، اتسمت قرارات عون في التعينات داخل التيار قبل الانتخابات البلدية بأنها مناقلات عسكرية لمسؤولي "التيار" اكثر منها تعيينات حزبية. فقد عين عون كادراً من الشمال في الجنوب وآخر من الجنوب في الشمال وهكذا، ما اتاح الاستنتاج ان عون يقوم بمناقلات هدفها منع اي كادر من التفاعل داخل بيئته لمنعه من تكوين حيثية حيوية فيها. ولكن هذه النظرة للامور تصح في العسكر وليس في العمل الحزبي.

وهناك امور لا تقل عمقاً حدثت خلال السنوات الاخيرة داخل التيار بحسب مصادره، ادت الى فشل بنيوي لتجربته على المستوى التنظيمي.

وفي كل الاحوال فإن اعادة البناء التي يرفع عون شعارها اليوم من غير المضمون ان تقود الى تصحيح الوضع بقدرما هو متوقع ان تقود الى فرض مركزية داخل "التيار الوطني الحر" تقوم بعمليات تطهير واقصاء. وهنا سيدخل "التيار" مرحلة جديدة من دوامته.

 

صفعة دولية لنجاد 

الحياة /١٠ حزيران ٢٠١٠

حسان حيدر

قد لا يمضي وقت طويل قبل ان تتمكن ايران من الالتفاف، ولو جزئياً، على مفاعيل قرار العقوبات الدولية الجديد، واستيعاب بعض تبعاته الاقتصادية والمالية، سواء عبر الأساليب نفسها التي اتبعتها في التحايل على قرارات العقوبات السابقة، او في ابتكار أساليب جديدة لا تخلو منها جعبة مخططي السياسة الايرانية. لكن، وعلى رغم تأكيد واشنطن انه سيكون للرزمة الجديدة تأثير فعلي وعلى نطاق واسع على طهران وانها ستشدد الطوق على اقتصادها ومؤسساتها العسكرية، فإن قوة القرار الجديد تكمن أساساً في رمزية إجماع القوى الكبرى عليه، بعدما كان بعضها، وخصوصاً روسيا والصين، تلكأ في التأييد أو امتنع عن التصويت في المرات السابقة.

هي اذا صفعة دولية الى النظام الايراني، وخصوصاً الى الرئيس احمدي نجاد، الذي نجح، خلال سنة واحدة من قرار المرشد خامنئي «التمديد» له، في استعداء العالم كله تقريباً، بما في ذلك اطراف لا تتفق مع سياسات الولايات المتحدة، بل ترى فيها احياناً تهديداً ومخاطر وربما مشاريع مواجهات، مثلما هو الحال بالنسبة الى نشر أنظمة دفاع صاروخية أميركية في شرق أوروبا، او تسليح تايوان. سياسة التحدي التي واجه بها نجاد العالم وتصريحاته الصاخبة والمرتجلة التي لا تعكس التحفظ والدهاء المعتاديْن للمؤسسة الدينية الايرانية، ساهمت في نسج الإجماع على معاقبة بلاده. وباستثناء الدول الباحثة عن دور إقليمي على مثال تركيا، او الساعية الى «المشاغبة» على الأميركيين مثل البرازيل، او تلك المضطرة الى قول «لعم» كلبنان، فإن الدول الاعضاء الباقية في مجلس الأمن وما تمثله من مجموعات اقليمية، أيدت العقوبات.

والاشتباك الأخير الذي «نجح» فيه الرئيس الايراني والذي ستكون له تبعات مؤذية بدأت تباشيرها، كان مع روسيا التي حذرها من التحول الى عدو لإيران، وردت عليه بدعوته الى وقف «الديماغوجية السياسية». وقد أُعلن ان نجاد لن يشارك في قمة «منظمة شنغهاي» للتعاون التي تضم الصين وروسيا وأربع دول من آسيا الوسطى، وتعقد في طشقند اليوم، على رغم ابداء ايران رغبتها في الانضمام الى هذا التجمع الاقليمي. ويرجح ان موسكو فضلت عدم وجوده. ولا بد ان اتفاقات معقودة بين البلدين ستكون الضحية التالية لهذا الاشتباك وللعقوبات معاً، سواء منها صفقة صواريخ «أس300» او تشغيل مفاعل بوشهر. صحيح ان محاصرة ايران عملية صعبة ومعقدة وتتطلب جهوداً منسقة وطويلة الأمد، بسبب قوتها وثرواتها وحدودها المفتوحة على ست دول وثلاثة بحور، وبسبب نفوذها في مناطق تبعد عنها جغرافيا مثل لبنان وغزة، لكن العزلة الدولية من حولها تزداد، وهي مرشحة لدخول مراحل أشد اذا واصل القادة الايرانيون الاعتقاد أن سياسة المواجهة في الملف النووي أربح لهم، وبأن التصلب في الداخل والخارج هو الوسيلة الوحيدة لحماية نظامهم من التغيير، خصوصاً انه تحل بعد غد السبت ذكرى سنة على الانتخابات الرئاسية، والاضطرابات التي تلتها وأدت الى حملة قمع دموية للمعارضة المحتجة على التزوير فيها لا تزال مستمرة حتى اليوم، وقد تستعر اذا ما قرر المعارضون النزول مجدداً الى الشارع. قرار العقوبات تذكير لطهران بأن عليها ان تتغير وتتخلى طوعاً عن استخدام العنف والمال والطموح النووي لفرض دورها الإقليمي، وإلا فإن هذه الوسائل في طريقها الى التآكل تدريجاً، وستجرف معها الدور المنشود.

 

تركيا سحبت من إيران ورقة غزة

هدى الحسيني/نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية

المفارقة المؤلمة أن الدول الثلاث التي تريد السيطرة وفرض نفوذها على الدول العربية، وتعطي دروسا في كيفية التحرير والدفاع، تحتل كلها أراضي دول أخرى. إسرائيل تحتل الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى لا نقول كل فلسطين، إيران تحتل جزر دولة الإمارات العربية المتحدة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وتركيا تحتل لواء الإسكندرون الذي اقتطعته من سورية وتحتل شمال جزيرة قبرص. كل هذا دون أن نتحدث عن معاملة هذه الدول الثلاث للأقليات لديها، خصوصا الأكراد في تركيا وإيران.

على كل، ليست العلاقات التركية - الإسرائيلية ضحية الغزو البحري السلمي، بل ضحيته المصالحة بين حماس وفتح، ذلك أن حماس ظنت أن الإدانة الدولية لإسرائيل، ترفع العزلة عنها، وتعطيها شرعية. قبل أشهر لمحت حماس إلى استعدادها للمصالحة مع فتح، وبعد حادثة «مرمرة» رفضت استقبال وفد من فتح. والذي يقرأ تحقيق صحيفة «الأوبزرفر» يوم الأحد الماضي حيث يقول الصحافي في نهايته: «إن حماس انتصرت على الحصار»، يشعر بأن «حماس» مهتمة بإنعاش السوق السوداء في غزة لما تدره الأنفاق عليها من أموال تفرضها كضرائب على أصحاب الأنفاق ووارداتهم، ولا يهمها مستقبل غزة أو الغزاويين كجزء من وطن أو كمواطنين يحق لهم العلم والتقدم والازدهار.

أيضا عادت القضية الفلسطينية وسيلة تنافس بين دول شرق أوسطية غير عربية، تريد السيطرة على المنطقة، وتريد أيضا تعزيز وضع أنظمتها داخليا. بقصة الأسطول البحري، خطفت تركيا الإعجاب بتصرفها الأخلاقي. داخليا هذا يساعد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي يريد إجراء استفتاء حول الإصلاح الدستوري في سبتمبر (أيلول) بحيث لا يحق للقضاء حظر أي حزب، وسيواجه انتخابات العام المقبل. لكن على الصعيد الدولي، فإن هذه الأخلاقية تحمِّل تركيا مسؤولية جديدة، ليس فقط بالتنديد بالقرصنة الإسرائيلية، بل بأن تتصرف بشكل بناء مع حماس والفلسطينيين.

قد تكون تركيا راغبة في دفع حماس وفتح إلى المصالحة، وبهذا تظهر أهميتها بنظر الولايات المتحدة، لكن من جهة أخرى فإن سورية وإيران ستظلان تشدان حماس بعيدا عن المصالحة.

وقد تكون إيران أكثر من سورية راغبة في استمرار الصراع بين حماس وفتح. لأن هذه وسيلة إيران لفرض وجودها في المنطقة، وهو الأمر الذي قد تستعمله بين أوراق المساومة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والدول العربية. حماس ضرورية لها، لأن سورية حسمت أن حزب الله بيدها، وقد طلبت من كل المسؤولين اللبنانيين بدءا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مرورا برئيس الوزراء سعد الحريري ووصولا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، دون أن تنسى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي العائد إليها وليد جنبلاط، بعدم مناقشة سلاح حزب الله على طاولة الحوار، لأنه ورقة تحتاجها في هذه المرحلة. وفيما ترى سورية وإيران موقف تركيا القوي تجاه إسرائيل أمرا إيجابيا، إلا أن أيا من الدولتين لا تريد زيادة النفوذ التركي على حماس، لذلك ستعملان بالإبقاء على الشرخ في العلاقات بين حماس وفتح.

إن حادثة «أسطول الحرية» نسفت سعي إيران الحثيث للادعاء بأنها المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، إذ إن التحدي جاءها من تركيا، القوة الإقليمية الأخرى البارزة في المنطقة. وبينما في حرب 2006 لم يوجه العالم إدانة إلى إسرائيل، رغم طول الحرب وتدميرها لبنان ودعم إيران لحزب الله بطل تلك الحرب، فإنه بعد حادثة «مرمرة»، لم تبق دولة لم تدن إسرائيل. وبهذا، ولفترة حملت تركيا عباءة المدافع الأول عن الفلسطينيين، بقصد أو غير قصد، إنما هذا أقلق إيران ودفع بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، إلى محاولة استعادة اللحظة، وإملائه ما يجب على العالم «المقاوم» مواصلة عمله، وكأنه يقول لتركيا، شكرا، دعي هذه المساحة لنا.

ورغم أن دور تركيا في الأسطول كان واضحا وخدمها، إلا أنه تبين أن ردة فعلها الغاضبة لاحقا، ليست بسبب استمرار الحصار، بل لأنه جرى نوع من الاتفاق بين إسرائيل وتركيا بأن يجري تفتيش السفن قبل توجهها إلى غزة، وقد أخلَّت إسرائيل بهذا الاتفاق وسقط تسعة قتلى أتراك.

يوم الأحد الماضي، دخلت إيران على الخط بقوة، خصوصا بعدما اقترب موعد اجتماع مجلس الأمن لإصدار قرار دولي بحصار يشمل الحرس الثوري الإيراني، وقال ممثل آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي شيرازي، إن الحرس الثوري على استعداد لمرافقة سفن المساعدات المتوجهة إلى غزة. إن وصول البحرية الإيرانية إلى المتوسط سيكون سابقة، وقد تواجهه بسهولة البحرية الإسرائيلية. وإن هذا الإعلان، رغم استبعاد حدوثه هو محاولة من إيران لاستعادة وضع يدها وحدها على القضية الفلسطينية.

من جهتها، يهم تركيا أن تبقى الأوضاع عند هذا المستوى، فهي كسبت أخلاقيا، وارتفعت مصداقيتها في العالم الإسلامي لوضعها مسافة بينها وبين حليفتها منذ عام 1979 إسرائيل. لكن إذا نفذت إيران تهديداتها، ونشرت أسطولها، وتدهور الوضع، أو إذا دفعت حماس وحزب الله إلى القيام بعمليات ما، فسيعود التركيز على الدور الإيراني، وهذا قد ينسف الموقف التركي.

إن هذه المنافسة حول غزة، تكشف أن الدولتين، تركيا وإيران، تستغلان الوضع من أجل أهدافهما الخاصة. تركيا تريد الاعتراف بأنها القوة المسيطرة في الشرق الأوسط، وإيران تعرف ذلك، وتعرف أن لتركيا امتيازات جيو - سياسية، لتكون اللاعب الأول. ولهذا قد تجد أنه لا بد من قلب الأمور على أعقابها كي لا تسمع تركيا تقول لها: كش ملك. وتجدر الملاحظة إلى أن كل ما قدمته تركيا للـ«أونروا» لمساعدة غزة العام الماضي بلغ 1.08 مليون دولار، وتعهدت هذه السنة بدفع 500 ألف دولار!

الثلاثاء قبل الماضي، قال أردوغان: «إن إسرائيل تخاطر بخسارة أقرب حلفائها في الشرق الأوسط إذا لم تغير من عقليتها». لم يصل إلى حد التهديد بقطع العلاقات معها كليا، هو يعرف أن إسرائيل دولة لا تتحمل العزلة، كانت تركيا وإسرائيل حليفتين طبيعيتين تواجهان عدوا واحدا هو الاتحاد السوفياتي، وكانت الولايات المتحدة الغِراء الذي يمسك هذا التحالف معا. حاليا لم تعد تركيا عرضة وبحاجة لمن يرد السوفيات عنها، ثم إنها تعيد اكتشاف جذورها العثمانية من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى، وتستعمل الإسلام لنشر النفوذ التركي في العالم الإسلامي. لكنها في الوقت نفسه تستمد قوة نفوذها؛ لأنها ترتبط بعلاقات مع إسرائيل والدول الإسلامية في آن واحد. لهذا من المستبعد أن تقطع علاقاتها مع إسرائيل.

من ناحيتها، فإن الولايات المتحدة تريد الاحتفاظ بموطئ قدم استراتيجي في البحر المتوسط. وتحاول جاهدة الانسحاب عسكريا من العراق، والتوصل إلى تفاهم مع إيران. ولأن تركيا لا يعيقها أو يحرجها التنافس العربي - الفارسي أو العربي - الإسرائيلي فإنها تستطيع أن تكون أكثر فائدة لأميركا في المنطقة من إسرائيل.

واشنطن ستحاول التوسط بهدوء بين أنقرة وتل أبيب، لكنها إذا اضطرت ستقف مع أنقرة، خصوصا أن بعض العداء مع إسرائيل قد يساعد واشنطن على استعادة بعض مصداقية لها في المنطقة. إسرائيل وتركيا ستحتفظان بعلاقاتهما، لكن إسرائيل لم تعد قادرة على الاعتماد على تركيا كحليف إقليمي، وهذا قد يضر سورية.

 

انتصار أم هزيمة لإيران؟

عبد الرحمن الراشد

*نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية

رغم كثرة التهديدات التي وجهت للنظام الإيراني على مدى سنوات الخلاف النووي السبع الماضية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تعاقب فيها رسميا، حيث أن العقوبات الماضية كانت من قبل الولايات المتحدة، التي لم يشاطرها إياها بقية دول العالم. اليوم هذا أول اختراق قانوني دولي ضد طهران.

لكن رغم الاحتفال الكبير في نيويورك أمس إلا أنني اعتقد أنها ليست فقط عقوبات محدودة التأثير، بل عقوبات مفيدة جدا للنظام الإيراني بخلاف ما يقال ويشاع. أما محدودية تأثيرها فإن إيران أكثر دول العالم مجربة للعقوبات الاقتصادية حيث أن كل شيء تصدره أو تستورده من الولايات المتحدة ممنوع عليها منذ قيام الثورة في عام 79، ورغم أن الحكومات الأميركية المتعاقبة مددت العقوبات وطورتها نوعيا إلا أن التقارير المختلفة تؤكد أن الإيرانيين كانوا يلتفون عليها ويحصلون على كثير من البضائع الممنوعة، فقط خلال العامين الماضيين صارت التطبيقات الأميركية أكثر صرامة ودقة.

من جانب أكثر أهمية فإن تبني مجلس الأمن مشروع العقوبات فعليا نقل قرار المواجهة إلى الأمم المتحدة بشكل أكيد ونهائي وهذا تطور في صالح إيران، فرغم أن القرار في مظهره لطمة أدبية وميدانية للحكومة الإيرانية التي هددت الدول المعنية بعدم الموافقة، والتي أيدته 12 منها تحدت إيران وصوتت معه.. رغم ذلك فإن القرار يمنح إيران شيئا من الراحة والسلام. الإيرانيون يستطيعون بعد البارحة أن يأووا إلى مخادعهم آمنين واثقين أن طائرات الستيلث وصواريخ توما هوك لن تشعل النار في طهران لأن قرار مجلس الأمن عمليا نقل قرار محاسبة إيران على مشروعها النووي إليه بعد أن كان في يد الولايات المتحدة التي كانت تقول صراحة إن الخيار العسكري لوقف المشروع النووي الإيراني على الطاولة. اليوم الحل العسكري ليس على الطاولة الأميركية بل صار من اختصاص مجلس الأمن، فطالما أن الولايات المتحدة لجأت إليه صار عليها أن تقبل بتأجيل أي حل آخر إلى فترة طويلة نسبيا.

قرار مجلس الأمن بتطبيق العقوبات الاقتصادية عمليا منح الإيرانيين هدنة وحماية من العقوبة العسكرية المحتملة من قبل الأميركيين أو حتى الإسرائيليين. ومن المؤكد أن القوات الإيرانية كانت خلال السنوات القليلة الماضية في حال استنفار دائمة خشية أن تتعرض إلى هجوم مباغت، حيث كان النزاع على مشروعها النووي محصورا بينها وبين الولايات المتحدة، وقد ارتفعت حالة الخوف عند الإيرانيين بعد التصريحات الأميركية المليئة بالتهديد والوعيد في العام الماضي، ومع أن الرئيس باراك اوباما خفف من لهجة الحكومة وابتعد شخصيا عن التهديد باستخدام القوة إلا أن كبار وزرائه قالوها مرات بأن الحل العسكري قد يكون ضروريا في لحظة حاسمة، وتطورت اللغة إلى درجة التلميح باستخدام أسلحة نوعية في استهداف المناطق النووية لم تستخدم من قبل. وبسبب ذلك لا اعتقد أن إيران مضطرة إلى الانحناء للمطلب الدولي بل على العكس من ذلك تشعر الآن أن القرار الدولي منحها المزيد من الوقت لاستكمال البناء النووي بحمايتها من العقوبة العسكرية المحتملة. ويضاف إلى ذلك أن العقوبات المعلنة على إيران ليست موجعة على المدى القصير خاصة أن أكثر المعلومات تتحدث عن فترة عامين فقط كافية لإيصال الإيرانيين إلى مرحلة الإنتاج النووي حيث لا عودة.

 

بهذا فقط يُصبح السينودس ذا فائدة !

طوني عيسى/الديار

تلقي الوثيقة التحضيرية للسينودوس من اجل مسيحيي الشرق الاوسط اعباء جسيمة على كل المعنيين بهذا الملف. فهي تخاطب المسلمين بدعوتهم الى تكريس خيار الاعتدال والانفتاح لا التطرف. فالتطرف هو مادة قاتلة ليس للمسيحيين وسائر الاقليات في الشرق الاوسط فحسب بل للمسلمين ايضا وقبل كل الاخرين.

ولا يمكن للإنزلاق بالإسلام نحو الراديكالية الا ان يؤدي الى بلوغ حالة من الانعزالية والعدائىة التي تدمّر الذات قبل ان تدمّر الاخرين. ومن هنا المسؤولية لتشجيع الخيارات الحوارية الانتفاحية والمعتدلة لدى المسلمين. وذلك عبر القضاء على النزعة الاستعلائىة والاستعمارية والظالمة التي تقودها قوى عظمى محسوبة عموما على التراث الغربي للمسيحية. ومن خلال دعم الحقوق المشروعة لأبناء هذه الارض المقدسة في مواجهة اغتصاب ارضهم والدعم المطلق الذي تقدمه هذه القوى لاسرائىل.

لكن الوثيقة ايضا وخصوصا تخاطب المسيحيين المشرقيين انفسهم. فهي تحمّلهم مسؤولية مباشرة ككنيسة وكعلمانيين في صيانة مستقبل المسيحيين في المنطقة. وابرز ما تورد في هذا المجال:

- دور الكنيسة اجتماعيا وانسانيا وروحيا في تدعيم الروابط من دون ان نقع في حالة الخندقة (الغيتو) وتشجيعها في الإطار الديموغرافي العائلات الكثيرة العدد.

- التذكير بواجب الشفافية في ادارة اموال الكنيسة بالاخص من جانب الكهنة و الاساقفة (...) والمحافظة على املاك الكنيسة التراثية لضمان حضور المسيحيين في الشرق الاوسط.

- يجب التحرك لمواجهة الهجرة والكنيسة مدعوة الى الدخول في هذا الملف بكل ما تملك من وسائل واشخاص من اجل فائدة الجميع. وعلى الكنائس المحلية في الغرب ان تحض حكوماتها على اتباع سياسات كفيلة بالمساهمة في تنمية الشرق الاوسط. وتاليا على المسيحيين ابتداء من الرعاة (الروحيين) ان يصبحوا اكثر وعيا بمعنى حضورهم وضرورة التزامهم بالحياة العامة.

- دعوة الكنائس والعلمانيين الى «الحياة التأملية» وعدم الانزلاق الى صراعات المجتمع ومزيد من التضامن والاحترام في العلاقات العائلية والعدالة في السياسة والاقتصاد او السعي الى المصالح الشخصية. والحياة التأملية هذه وجودها محدود حاليا في الكنائس الكاثوليكية الشرقية ذات الحكم الذاتي بينما لها وجود ملحوظ في بطريركية القدس اللاتينية.

- تتحدث الوثيقة عما يتعرض له مسيحيو العراق وفلسطين ولبنان ومصر وتركيا وايران وتؤشر الى ان المسيحيين في لبنان منقسمون على الصعيدين السياسي والطائفي ولا احد عنده مشروع مقبول من الجميع.

هذه الوقائع تسلّط الضوء على جانب اساسي من مشكلة المسيحيين في الشرق الاوسط، ويعطيها بعدا «داخليا» في درجة اولى.

وهي تذكر بالقاعدة المأثورة لكمال جنبلاط:

«الحياة هي انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء».

فالمسيحيون في الشرق يتحملون هم انفسهم مسؤولية كبيرة عما وصل اليه مصيرهم. وهذا ينطبق على رجال السياسة المسيحيين الذين لا يظهرون إجمالا جديرين بحمل العبء التاريخي وهم غالبا يتلهون بالصراعات والمصالح الخاصة والزعامة على حساب النظرة الستراتيجية الى وجود المسيحيين. كما انهم احيانا كثيرة ينخرطون في صراعات محورية اقليمية او دولية تقحم الحضور المسيحي وتجعله احيانا ضحية هذه الصراعات او وقودا لها.

وكذلك فإن طبقة اصحاب الاموال المسيحيين تبدو اجمالا غافلة عن الدور المطلوب منها وهي لا تجعل جزءا من المكاسب التي تحققها في خدمة مشروع استمرار المسيحيين في الشرق علما ان هذه الطبقة لها تأثير عظيم في بلدان الشرق الاوسط تتجاوز كثيرا الحجم الديموغرافي للمسيحيين.

يضاف الى ذلك وفي شكل خاص الشعور بتقصير الكنائس المحلية في مواكبة الأفكار التي يطلقها الكرسي الرسولي بالنسبة الى مسيحيي الشرق. فأركان هذه الكنائس لا يبدون بمعظمهم في الحجم التاريخي المطلوب في هذا الإطار. ولذلك لا تقاد الرعية في الإتجاه المناسب احيانا كثيرة عدا عن ان خيرات الكنيسة وهي هائلة لا تظهر في مجال الدفاع عن حضور المسيحيين ومساعدة الشباب والعائلات على السكن وايجاد ظروف العمل على رغم الممتلكات العقارية الكبيرة التي تتمتع بها الكنائس الشرقية.

من هنا فمسؤولية الدفاع عن حضور المسيحيين في الشرق لا تبدو هامشية وليس مسموحا القاؤها هنا او هناك تهربا، بل يجب على كل المعنيين التقاطها والتضحية بصغائر الامور من اجلها. واذا لم يكن الامر كذلك فالأحرى ان لا ينعقد سينودوس من اجل مسيحيي الشرق في الخريف المقبل لأن لا فائدة ترتجى منه عندئذ.

 

ماذا وراء زيارات الرئيس الحريري..!

بقلم: زينا الخوري/الديار

زيارات الرئيس سعد الحريري الرسمية الخارجية تأتي دائماً متعددة الأبعاد. فهو إذ يذهب الى واشنطن، يعرّج على دمشق، ويطل على الرياض، ويزور القاهرة، ويشرب فنجان قهوة في عمان.. وكأنه يتفقد المعابر الحدودية لتحركاته الخارجية. وعندما يذهب الرئيس الحريري الى تركيا يزور مصر اولاً. ويلتقي الرئيس حسني مبارك قبل لقاء الرئيس رجب طيب اردوغان الكثير الهموم في هذه المرحلة، بعد حادثة «ما في مرمرة» التي كسرت الجرة بين انقره وتل ابيب. والرئيس اردوغان الذي استقبل الرئيس بشار الاسد يوم الاثنين الماضي يتمسّك قبل تطبيع العلاقات مع اسرائيل، بفك الحصار عن غزة، وبمصالحة فتح وحماس التي تعتبرها تركيا اولوية. وقد قال رئيس الوزراء التركي بكل وضوح «إن مفتاح هذه المصالحة بيد مصر». والرئيس سعد الحريري حين يجتمع بالرئيس مبارك لا بد من أن يفهم حقيقة الموقف المصري، ومدى قدرة القاهرة ان تتجاوب مع المسعى التركي، لان لبنان في صلب الازمة. وقد يكون المتلقى الاول لنتائجها.. وهناك من يقول ان«عين العاصفة» سوف تنطلق من أرض لبنان. المنطقة تغلي. والسباق بين السلم والحرب يتسارع.. وتركيا اصبحت (بسحر ساحر) اللاعب الأول. وقبطان السفينة الذي يدير الدفة رجب طيب اردوغان، يدرس اتجاه الرياح.. ويعرف مسار السفينة أكثر من غيره.. من منطق معرفة حقيقة المسار والمصير، توازي زيارة الرئيس الحريري الى تركيا زيارته الى واشنطن.. لأن من حق لبنان ان يعلم ماذا يُطبخ في الكواليس الدولية.. ومن حقنا ان نعلم اذا كانت الطبخة التي تحضّر في العواصم القريبة سوف توضع على موقدة لبنانية.. عندها تشتعل النار على ارض لبنان.. والجمرة لا تحرق إلا في موضعها!

 

تدهور دراماتيكي في العلاقات التركية ــ الاسرائيلية

عودة تركيا لتعبئة الفراغ العربي

نزار عبد القادر /الديار

في تقويم أولي لنتائج الهجوم الاسرائىلي على «اسطول الحرية» الذي اعدته تركيا لفك الحصار عن قطاع غزة، يبدو بوضوح ان القرار الاسرائيلي باللجوء الى القوة ضد الناشطين الاتراك كان يفتقد الى الحكمة السياسية، والى الحسابات والتحليلات التي يجب أن تسبق اتخاذ الخطوة الاولى في اي عمل عسكري، حيث يفترض ان تدرس نتائج الخطوة الاخيرة بالدقة نفسها التي جرى فيها الاعداد لتنفيذ الخطوة الاولى.

في حساب النتائج يبدو ان ما سيلحق باسرائيل من اضرار سياسية وعسكرية يتعدى الى حد كبير تلك المكاسب التي تدّعي حكومة نتانياهو جنيها من الابقاء على قطاع غزة محاصرآً منذ اربع سنوات بحجة منع تهريب الاسلحة الى القطاع، وبالتالي حماية بعض المستعمرات القريبة.

كان من المفترض ان تدرك الحكومة الاسرائيلية بعد انتهاء حرب غزة عام 2009 بانه لا يمكن الاستمرار في سياسة التجويع التي تفرضها على اكثر من مليون فلسطيني من خلال الاستمرار في تدابير الحصار البري والبحري والجوي الى ما لا نهاية. يبدو ان سياسة التعنت التي اعتمدتها القيادات السياسية اليمينية، وسياسة الغطرسة الاسرائىلية التي درجت على اعتمادها القيادات العسكرية قد اقفلتا الباب امام اي اجتهاد للبحث عن مخارج مرنة تسمح بفك الحصار بصورة تدريجية من خلال فتح حوار مباشر مع حماس، ومن خلال العمل لاقامة نظام فاعل لادارة جميع المداخل الى قطاع غزة، بما فيها المرفأ، باشراف اوروبي او دولي. ان ارتكاب مثل هذه الاخطاء من قبل القيادات السياسية والعسكرية في اسرائيل ليس بالامر الجديد، حيث لا يمكن القفز فوق الاخطاء الاستراتيجية الكبيرة التي ارتكبتها تكراراً في لبنان سواء من خلال غزوها للبنان عام 1982 او من خلال احتلال الشريط الحدودي جنوبي نهر الليطاني لفترة تزيد على عقدين، او من خلال شنها حرب تموز 2006 على لبنان انطلاقاً من اعتقادها بامكانية تدمير حزب الله بواسطة سلاحها الجوي وفائض نيرانها البرية والبحرية.

من البديهي ان نخرج من هذا التقويم الاولي باستنتاج اساسي يقول ان اسرائيل قد فقدت من خلال قصر نظرها السياسي وغطرستها العسكرية ثاني أهم حليف لها في العالم، كما خسرت صديقاً عزيزاً لها في المنطقة. من المقدّر الا يكون باستطاعة اسرائىل تصحيح هذا الخطأ واعادة بناء علاقات طبيعية مع تركيا في المستقبل المنظور، فالعمل العسكري الذي نفذته اسرائيل ضد الناشطين الاتراك على ظهر اسطول الحرية والذي تسبب بمقتل تسعة منهم وجرح آخرين، ترك جرحاً عميقاً في كبرياء الشعب التركي وقياداته السياسية. لقد عبّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بصورة واضحة، عن هذا الموقف في معرض خطابه امام البرلمان التركي حيث وصف العمل الاسرائيلي «بارهاب الدولة» وبانه عمل يتعارض مع القانون الدولي، خصوصاً ان الهجوم قد جرى تنفيذه في المياه الدولية.

ادت هذه الغطرسة الاسرائىلية الى تخريب العلاقات الديبلوماسية التي بدأت منذ 28 آذار عام 1949 عندما قررت تركيا كأول بلد مسلم، انشاء علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل، حيث يمكن الاعلان عن نهاية هذا التاريخ الطويل من التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والاستراتيجي، بصورة فعلية في 31 ايار 2010.

في التحليل العام يمكن الاستنتاج بأن التدهور الحاصل في علاقات انقرة مع تل ابيب قد جاء كنتيجة حتمية لسوء القراءة الاسرائيلية للتطورات السياسية داخل تركيا، وخصوصاً لجهة تمكّن القيادة المدنية بعد تبوؤ رجب طيب اردوغان لمقاليد السلطة من السيطرة على القيادات العسكرية التي كانت ولعقود سابقة تقوم بدور الوصاية على الحكم، مع كل ما هو معروف عن علاقاتها الوثيقة مع دولة اسرائىل.

لم تدرك اسرائيل مدى التحول الذي حصل في الرأي العام التركي بعد وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم عام 2002. ولم تلتقط تل ابيب كل المؤشرات الواضحة بأن العلاقات قد بدأت باتباع مسرى جديد سيؤدي في نهاية المطاف الى تدهور دراماتيكي في علاقاتها مع انقره، كان من الواضح بأن التوجهات السياسية والايديولوجية للقوى السياسية والشعبية التي اوصلت الثنائي غول - اردوغان الى الحكم تتعارض كليا مع سياسة القمع والاستعمار التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وكان من الواضح ايضا بأن القيادة التركية الجديدة ستبحث عن دور اقليمي جديد، وذلك انطلاقا من تقديرها بضرورة تعبئة الفراغ الحاصل على المستوى الجيو- ستراتيجي في العالم العربي من خلال الانقسام العربي وتراجع دور كل من مصر والسعودية، كان من المنتظر ايضا ان تنتهج تركيا سياسة اقليمية لمواجهة الجهود والسياسات الايرانية الهادفة الى الهيمنة على المنطقة العربية من الخليج الى الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط.

لقد فشلت القيادات الاسرائيلية في التقاط هذه المؤشرات والتي تفضي الى استنتاج واحد يركز حول حاجة تركيا لاستعمال ما يجري في فلسطين كوسيلة لممارسة الضغط على اسرائيل وذلك انسجاما مع مشاعر قواعدها الشعبية (ذات التوجه الاسلامي)، ومواجهة الهجمة الايرانية على المنطقة من خلال بوابة الصراع العربي - الاسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني.

وشكل التقارب التركي - السوري المتسارع افضل دليل على حاجة تركيا الى حليف قوي مثل سوريا من اجل خدمة مخططها للدخول كلاعب اساسي على المسرح الشرق اوسطي، والذي سيؤدي حتما الى تصادم مع كل من اسرائيل وايران.

اعطت اسرائيل من خلال لجوئها الى الاستعمال المفرط للقوة على ظهر السفينة «مافي - مرمرة» الفرصة لتركيا لاتخاذ دور الحامي للشعب الفلسطيني الاعزل في مواجهة سياسة الظلم الاسرائيلي.  تشهد العلاقات التركية - الاسرائيلية تداعيات دراماتيكية منذ الاهانة التي تعرض لها السفير التركي في وزارة الخارجية الاسرائيلية، ويمكن اعتبار الهجوم العسكري على اسطول الحرية في 31 ايار الماضي بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، والتي نتج عنها استدعاء السفير التركي لدى اسرائيل والى إلغاء مشاركة اسرائيل في ثلاثة تمارين عسكرية ستجري على الاراضي التركية. يبدو انه بات من الصعب جدا وقف التدهور الحاصل في العلاقات التركية - الاسرائيلية في الزمن المنظور. لم يبق بإمكان اسرائيل معالجة هذا الوضع المتدهور، سوى من خلال حصول تغيير في طبيعة الحكم في تركيا، وهو امر مستبعد حصوله في الوقت الراهن، او من خلال تغيير السياسة التي تنتهجها اسرائيل تجاه حماس وقطاع غزة مع طلب الوساطة التركية بعد كل المصاعب، لا بل الفشل الذي واجهته المحاولات المصرية. هذا هو المخرج الوحيد لرأب الصدع في العلاقات التركية - الاسرائيلية وهو سيعطي لتركيا دون ادنى شك الفرصة للدخول كلاعب اساسي في تقرير مستقبل منطقة الشرق الاوسط، واستعادة قدر كبير من نفوذها ودورها التاريخيين.

 

 بين امتناع وممانعة

محمد سلام

الخميس 10 حزيران 2010

هي الصدفة الرقمية، ولا شيء آخر معها، التي جمعت تاريخ مولد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1929 بفرض عقوبات على إيران بأكثرية 12 صوتا من أصل 15، ومعارضة تركيا والبرازيل، وامتناع العرب ممثلين بلبنان عن التصويت.  عرفات ولد في شهر آب العام 1929، وقرار العقوبات المتضمنة "تفتيش السفن الإيرانية في عرض البحر" حمل الرقم 1929 وحظي بتأييد جميع دول النقض (الفيتو) الخمس، ومن ضمنها روسيا والصين.

 خيار الامتناع عن التصويت، الذي مارسه لبنان في مجلس الأمن الدولي باسم العرب، يعكس حقيقة خلاصتها أن جميع العرب -سوريا وقطر ضمنا- ليسوا ضد العقوبات.

ولكن. هل يعني ذلك أن جميع العرب مع فرض عقوبات على إيران تحد كثيرا من استثماراتها الخارجية وتحظر بالمطلق بيعها صنوف أسلحة أساسية لبنيتها العسكرية، من دون إغفال القيود المفروضة على سفر شرائح محددة من مسؤوليها النوويين والعسكريين؟

الإجابة عن مضمون الموقف العربي غير معلنة رسميا. ولكن ذلك لا يعني أن الموقف الفعلي غير معروف. فاعتناق الكتلة العربية موقف اللارفض والاكتفاء بالامتناع تم اعتماده بعد الاطلاع على حجم التأييد الحقيقي للقرار 1929 الذي قارب الإجماع، بل بلغ هذا الإجماع بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ما يعني أن لا حاجة عملية إلى موقف عربي مؤيد للقرار كي يتم تبنيه، بل لا حاجة، عمليا، للحضور العربي في الجلسة من أساسه.

 لو كان القرار يحظى، مثلا، بتأييد ثماني دول من أصل 15، لوقع العرب في مأزق.

 ولكن، ومع ذلك، تميز العرب وحدهم عن باقي دول العالم بالامتناع. ليس هناك آخر في العالم يرتاح إلى أن لا يكون له موقف، أو رأي.

 ومع ذلك، بل على الرغم من كل ذلك، هناك من يعتبر الإمتناع العربي "إنجازا" على قاعدة أن اللاموقف هو موقف في قاموس الحقيقة السياسية، التي لم تكن يوما حقيقة بالمعنى العلمي لكلمة هي أساس فكر الكون.

 ربما، ربما فقط، قرر العرب اعتناق موقف الامتناع انسجاما مع شعار الممانعة إياه. فهل الإمتناع مرتبط بـ"الممانعة"، أم هي ضرورات المحافظة على الجو العام للثقافة الشعبية العربية التي تتأرجح بين موروثات أحلام لورنس البريطاني أوائل القرن العشرين وألوان أعلام "وريث عثمان" أردوغان في حقبة مهرجانات المرئي والمسموع في العقد الأول من القرن الحالي؟

أم ترى هو امتناع من يفتقر إلى المناعة؟ هنا بيت القصيد، امتناع من يفتقر إلى المناعة. والمناعة خصوصية ذاتية، والافتقار البيولوجي إليها يعرف طبيا في اللغة العربية بمرض "العوز المناعي" أو الإيدز-سيدا بالإنكليزية والفرنسية، تباعا. السؤال، استطرادا، هو: أين هي تلك "الممانعة" التي يضجون بأخبارها ويرغبون بتغيير وجه العالم بها، ويخوّنون من لا يعتنقها، بل يعتبرونه عميلا لكل قوى الشرور والشياطين في العالم؟

بل، واستطرادا كليا، أين هي تلك الدعوات الصاخبة التي صدرت في لبنان، مطالبة بممانعة قرار العقوبات على إيران؟ البوليوود اللبنانية، وهي النموذج المحلي من هوليوود الهندية، أخرجت الامتناع عبر نفق الحكومة "مناصفة"، ربما انسجاما مع الشعار الوطني، أي المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وباختصار، بعد ما سبق من سرد تساؤلي، يبدو أن الممانعة إياها كمحور سياسي، تواجه أحد احتمالين:

 -إما أنها ضاعت في حساب العالم، ممثلا بالمجتمع الدولي.

-أو أن من أطلقها أساسا، أو بعض من أطلقها، كان يقصد بها عدة معان مضمرة، تتجاوز المفهوم العام الذي ألصق بها، صوتا وصورة. 

أما أن يقال إن الممانعة إياها تحولت إلى وكالة حصرية لمنتجي السامبا البرازيلية، ومبتكري القهوة التركية فهو مجرد تسويق يصب مباشرة، ومن دون إدراك مروجيه السذج، في ... منظمة التجارة العالمية التي ستشرف على رفع الحصار عن "شعب" غزة، وإبقائه مفروضا على حركة حماس انسجاما مع إعلان جميع سفراء دول الفيتو في كلماتهم احتفالا بالقرار 1929 بأن العقوبات غير موجهة إلى "شعب" إيران. هذا الاستنتاج لا يعني إطلاقا بأن المتضررين الفعليين من العقوبات لن يسعوا جاهدين إلى ضرب العلاقات الاستراتيجية المتنامية مع دولتي السامبا والقهوة التركية باعتبارها تعكس تهديدا مباشرا لاستراتيجيا العوز المناعي الدائم.  صدفة التزامن الرقمي بين القرار 1929 وتاريخ ولادة عرفات ترمز، ربما، إلى بدء حقبة الخطر الحقيقي الذي قد تتعرض له المناعة العربية، أو ما تبقى منها، إذا لم تستطع أن ترتقي من قعر الامتناع، بما هو رد فعل، إلى سقف "المنع" بما هو فعل ... أقله للمحافظة على الوجود العربي. لو مانع عرفات، وسقط أسير اللاءات الشهيرة وجبهات الصمود والتصدي الكثيرة، لما عاد يوما إلى فلسطينه، أو إلى جزء منها،  ولما قضى وهو يفاوض لاسترجاع ما يمكن استرجاعه منها، أو الاحتفاظ، على الأقل، بما عاد إليه من فلسطين ... ونقل لواء القضية إلى جيل يتابع النضال السياسي من أرض فلسطين لا من شتات العرب المذل.  لكان فعل كما غيره، وأفنى كل شعب فلسطين، كي تبقى الثورة وتستمر. لكان قد فعل ما قاله عبد الحليم خدام في العام 1967 عندما احتلت إسرائيل الجولان: "ليس المهم أن تسقط الأرض، المهم ألا يسقط الحزب، لأن الحزب... يستطيع استرجاع الأرض"!!!

أين خدام... من ذلك الكلام؟؟؟

 

معتبراً اطلالة فرنجية من الرابية مشبعة بالحقد والكراهية... حبيب: لولا إيمان جعجع بالحوار لما تواضع ووافق على الجلوس معه ومع حلفائه حول طاولة واحدة

موقع القوات اللبنانية/علق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب على تصريحات رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الاخيرة من الرابية واصفاً اطلالته بالمشبعة بالحقد والكراهية ليهاجم وكعادته "القوات اللبنانية" ورئيس هيئتها التنفيذية الدكتور سمير جعجع، مكيلا له صفة "مجرم حرب" وغيرها من النعوت التي ما إعتاد فرنجية بناء على تربيته سوى التلفظ بها كدليل على ثقافته الإجرامية وعلى تاريخ طويل من الجرائم والمجازر التي نفذتها جماعته بحق المواطنين الأبرياء وبحق كل من خالف سياستها وتعالى على زعامتها المصطنعة بقوة البطش وسفك الدماء .

حبيب وفي بيان له جاء فيه: "إن النائب فرنجية ودون حياء وخجل أقلّه من نفسه إن لم يرد أن يخجل من نظرة المواطنين اليه، مصرّ على دسّ سمومه وأحقاده في الوسط المسيحي علّه من جهة يشفي غليل من يرتهن له مع حلفائه خارج الحدود اللبنانية تنفيذا لأمر اليوم، وعلّه من جهة ثانية يُقنع نفسه بأن ما يراه على أرض الواقع من تعاظم انتشار القوات اللبنانية في محيطه بأنه وهم ولا يريد تصديقه، وكأن بالقوات اللبنانية قد أصبحت لدى فرنجية اليائس من نفسه ومن جماعته، كابوسا يقضّ مضاجعهم وينغّص عليهم عيشهم المصبوغ بدماء الأبرياء من المواطنين والمخالفين لخطه ونهجه الإستسلامي والإستزلامي، والمناهضين لقراره المرتهن لمن ألبسه عباءة الحقد على الشرفاء من اللبنانيين الأحرار والسياديين . إن تعاظم انتشار القوات اللبنانية جعل من سليمان "الزغير" فاقدا لأدنى المقوّمات الأخلاقية ومُطلقا عياراته اللفظية السّامة والحاقدة والمغلّفة بالرعب من حقيقة حجمه وواقعه السياسي، غير آبه بما قد يترتب على كلامه من تشنّج وتوتر على المستوى المسيحي ـ الشعبي والى ما قد تؤول اليه تصرفاته التي أقل ما يقال فيها أنها تصرفات صبيانية غير مسؤولة" .

واضاف البيان: "بما أن النائب فرنجية أراد عن سابق تصور وتصميم إقحام الرجال الوطنيين والأحرار الشرفاء في دوائر الإجرام التي تمرّس بها ، وإزاء ما ساقته أحقاده وبصيرته العمياء ضد القوات اللبنانية وعلى رأسها الدكتور سمير جعجع، نقول له أن الإجرام لغة ما عرفت مناطق الشمال اليها دليلا سوى في صفحات تاريخ مجموعته، بدءا من العام 1957 عندما وقعت مجزرة بحق 26 مصل داخل كنيسة سيدة مزيارة والتي سقط بين ضحاياها والد النائب الحالي إسطفان الدويهي، وصولا الى العام 2008 حيث كانت آخر إبداعات فرنجية الإجرامية إغتيال الشهيد بيار إسحق في الكورة".

أما لجهة وصف النائب فرنجية طاولة الحوار بالأفضل في غياب الدكتور سمير جعجع عنها فاعتبر حبيب ذلك دليل قاطع على عدم قدرته على محاورة الآخرين من الرجال الأحرار غير الخاضعين أمثاله لوصاية الخارج على قراراتهم وتوجّهاتهم، ولفت نظر سليمان "الزغير" الى ما يعرفه ويرتعد منه وهو أن الدكتور جعجع لولا إيمانه الكبير بالحوار وبالتواصل مع الآخرين حرصا منه على هيبة الدولة ومفهومها الصحيح وعلى المسلمات الوطنية، لما كان تواضع ووافق على الجلوس معه ومع حلفائه حول طاولة واحدة كعملاق وطني بين صغار المستسلمين شاكلته المرتهنين للمشاريع الإقليمية المشبوهة، ولما كان إرتضى الإستماع الى تشدقاته وسمومه وصغائره، وإن كانت طاولة الحوار قد إحتسبته رجلا بين الرجال وفريقا سياسيا ولو بصورة مزيفة ومصطنعة .

واعتبر ارتياح فرنجية لغياب الدكتور جعجع عن طاولة الحوار إن دلّ على شيء فهو يدل جازما على مدى تشرّبه لعقيدة أسياده المتميزة بأحادية الرأي والفكر والشمولية في التوجه، وبناء عليه رأى حبيب ان فرنجية يريد لطاولة الحوار أن تكون خالية من الرأي الآخر حفاظا على مسعى قادة مسيرته المحليين في "حزب الله" الهادف الى شرعنة سلاحه وإبقاء لبنان دولة تابعة تتلقى من الخارج توجيهاتها وخريطة مسارها السياسي والعسكري، وأيضا لعدم قدرته مع أمثاله من العيار الإستسلامي نفسه على مجادلة الدكتور جعجع سواء بالحجة أم بالمنطق الوطني كونهم لا يعرفون اليهم سبيلا .

أما عن حادثة "ضهر العين" المؤسفة والمؤلمة، فلفت حبيب الى ان النائب فرنجية يصرّ على تلوينها بالمنحى السياسي بعيدا عن وقائعها الحقيقية وعن كل منطق سليم وذلك ليس فقط من باب ممارسته لعادة الكذب وزرعه الأحقاد في الوسط المسيحي إنما أيضا لاستنهاض من دبّ فيه الفتور في محيطه تجاه تيار "المردة" نتيجة تهكمه وسياسته الفارغة من كل منهجية وطنية. وأضاف: "لقد دأبت العادة لدى فرنجية على تكذيب الوقائع واختلاق أخرى مكانها حتى ولو كانت صادرة عن أصحاب العلاقة شخصيا، وذلك بهدف سوق الأمور الى حيث تقتضيه مصلحته السياسية والشعبية. إن مصلحته هنا وانطلاقا من تكذيبه لوالد وشقيق الضحيتين نايف وطوني صالح، تقضي بتسييس الحادثة وإيداعها ضمن خانة الحوادث الحزبية في محاولة بائسة يائسة منه لتثبيت صفة الإجرام على من يتهمهم بها، وما تهجّمه على الإعلامية هدى شديد سوى برهان على تلك المحاولة لرفض الواقع المخالف لرأيه حتى وإن كان مثبتا بأقوال شهود من أهل الضحيتين" .

وختم البيان: "نلفت نظر فرنجية الى أن القوات اللبنانية منذ نشوئها وحتى اليوم تتشرف وتتفاخر بتاريخها النضالي دفاعا عن لبنان لبقائه سيدا حرا مستقلا ولبقاء اللبنانيين أحرارا في ديارهم بعيدا عن عباءة التبعية التي ألبسه إياها النظام السوري وتفاخر بارتدائها، وما المسار اللبناني الجديد منذ العام 2005 سوى ترجمة واقعية ملموسة لنضال القوات في سبيل تحرير لبنان من العباءات المخابراتية الأقليمية . وعليه نتمنى على النائب فرنجية التعاطي السياسي مع الآخرين من باب الأخلاقيات العالية وإن كان غير متمرس بها، والا اضطررنا غير آسفين لسرد المزيد من الوقائع الإجرامية التي مورست من قبل مجموعته والتي يحاول سليمان "الزغير" حجبها والتعتيم عليها" .

 

زهرا: التعديل الحكومي جزء من محاولة عزل واقصاء القوات اللبنانية ونحن من اكثر المؤيدين لسليمان

موقع القوات اللبنانية/راى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا ان التعديل الحكومي جزء من محاولة عزل وإقصاء القوات اللبنانية. ولفت الى في حديث الى مجلتي "الاسبوع العربي" و"ماغازين" الى ضغوط تجري على رئيس الحكومة سعد الحريري لمحاولة الفصل بينه وبين القوات، ولكن واضح من مواقفه أن لا استجابة لهذه الضغوط.

ورأى زهرا أن التصويب على سياسات الرئيس فؤاد السنيورة سابقاً واستهداف الموازنة حالياً لا يمكن أن تكون خلفيته السياسية إلا استهدافاً لمواقف الرئيس الحريري في محاولة لفرض شروط اضافية عليه. وفيما أوضح أن القوات اللبنانية من أكثر المؤيدين لفخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومن أكثر الحريصين على موقع الرئاسة، عزا مسألة تودّد الدكتور سمير جعجع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري كون الاخير رغم كل ما يمكن أن يُسجّل عليه أو له يبقى على صعيد الطائفة الكريمة التي يمثّلها من اصحاب مشروع عدم الانقلاب على مشروع الدولة في لبنان.  واذ شكر المطارنة والرابطة الماروني على جهودهم، اعتبر زهرا ان القصة مع المردة تحتاج لاحترام الآخر.

 

الجوقة تتكامل في التهيئة للهجوم الكبير على المحكمة الخاصة بلبنان:ميشال سماحة وووئام وهاب وجميل السيد والاخبار

 بقال نت/الخميس, 10 يونيو 2010

بدا،أمس النائب السابق ميشال سماحة-معاون المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان-تلميذا نجيبا في مدرسة وئام وهاب،وبوقا ممتازا من أبواق اللواء المتقاعد جميل السيد،ورجع صدى لصوت "حزب الله". وعلى طريقة وهاب،أعلن سماحة أنه يرفض أن يستقبل أحدا من المحكمة الخاصة بلبنان أو أن يذهب الى أحد يستدعيه إليها.

عزا سماحة السبب،إلى حادثة حصلت معه في العام 2009 ،قبل الإنتخابات النيابية بأسبوع. وروى سماحة-لأول مرة !-على الرغم من أنه استضيف مرات ليهاجم المحكمة وصدقيتها،لا بل أنه كان المعلق على الإطلالة الشهيرة للأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله الخاصة بمسألة التعاون مع استدعاء كوادر في "حزب الله"الى التحقيق.

أما خبرية سماحة التي "جعلته"يتخذ قرارا مماثلا لقرار وهاب،فهي الآتية:

نهار الثلاثاء ما قبل 25 ايار 2009،كنت في مكتب أحد كبار المسؤولين اللبنانيين نناقش مواضيع عالمية ،ولما وصلنا لموضوع الإنتخابات النيابية في لبنان، قال لي :"الأحد المقبل سيحصل شيئ يفقد المعارضة مصداقيتها وشيئا من قدرتها ،وسيسبب شرخا طائفيا.هناك أمور ستحصل في خصوص المحكمة،وسيحُرج سعد الحريري ،ووليد جنبلاط."

وتابع سماحة خبريته:"وهنا ناقشته بالأمر حتى أفهم!"

وقال:"راحت القصة .السبت ب24 تصدر الترجمة الإنكليزية،على الموقع الإلكتروني الخاص ب" دير شبيغل"،وفيها هذا المقال. وهي صدرت السبت،حتى يستفاد منها  في منابر يوم الأحد،مع العلم أن موعد الطبعة الإنكليزية لم يكن قد حان بعد!

(معلوم أن الطبعة الإنكليزية الإلكترونية لدير شبيغل،هي طبعة تتجدد يوميا،ويمكن لمن يشاء الإشتراك بها فتصله يوميا على البريد الإلكتورني باللغة الإنكليزية، لا غير!)

وأضاف:كنت لما أزل في باريس-لا مش بباريس كنت ببروكسل-فيطلع وليد جنبلاط ويقول بوجوب رمي هذا المقال في الزبالة لأنه يحدث فتنة، وتمر الأيام وما حدا بيعمل تصاريح الإ المسؤولين الإسرائيليين."

وقال :"الثلاثاء،أعود لعند المسؤول نفسه،الذي كنت عنده،فقلت له:صدرت "دير شبيغل"، ولم يحصل شيئ،كما قلت لك."

وسألته :يا اخي، من أين أتيت بهذه المعلومة ؟فأجابني، بعد ترك مقعده وذهب الى الشباك وكان محتارا، أن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين، كان في مكتبه وقال له ذلك!

ومعروف ان سماحة ينقل رسائل من السلطات السورية الى مدير مكتب الرئيس الفرنسي كلود غيان،الذي تربطه به علاقة،مذ كان غيان في المخابرات الفرنسية وكان سماحة على اتصال وثيق بهذه المخابرات!

ويروي سماحة دائما روايات ويقدمها على اساس انها حقيقة ساطعة،ولعل أكثرها شهرة إعلانه من على شاشات التلفزية أن محمد زهير الصديق قد جرى اغتياله وتذويبه بالاسيد!

وقال سماحة في مقابلة تلفزيونية مع ماغي فرح على شاشة "او.تي.في"إن أحد كبار المسؤولين في المحكمة يزور أحد مقرات الرئاسات في اوروبا ويبلغهم بأن الإتهام يتجه ال حزب الله.

ومن ثم سلط سماحة الضوء على ما نشرته صحيفة "الاخبار"نقلا عن جميل السيد،فاعتبر أن كلام من كان دائما على تنسيق معه،قد "اضحكه كثيرا"،خصوصا لجهة أن العقيد وسام الحسن الذي "ينسق حاليا مع اللواء السوري رستم غزالي،لم يترك أحدا من معارف غزالي في السنوات السابقة إلا وضغط عليه من أجل توريط غزالي باغتيال الحريري.

وقال سماحة:"أنا أعتبر ان هذه المحكمة ليست محكمة بل هي أداة ضد حزب الله وسوريا.هذه ادوات لطرف خارجي يريد اسقاط الوضع اللبناني لابتزازه."

سماحة وجه كلامه الى الكاميرا وقال :حذار أن يستعملوا من جديد زهير الصديق لأنه ،حينها،سينفتح "باندورا بوكس" بوجه اللبنانيين الذين جندوا زهير الصديق وخاصة وسام الحسن.

اللافت في حديث سماحة،أنه بدا على معرفة تفصيلية بدانيال كوتييه،مدير مكتب المدعي العام "المستقيل".

هو عزا سبب استقالة هذا الأخير التي كُشف النقاب عنها،عبر الفريق الذي ينتمي إليه سماحه،إلى اعتراضه على تركيب الأفلام في المحكمة الخاصة بلبنان.

بعد ذلك راح يعدد أمورا خاصة بكوتييه لا يعرفها إلا من هو على صلة لصيقة به،ومن بين هذه الأمور التي ذكرها سماحه،قوله إن كوتييه كان رفيق عمر بلمار وهو أمضى معه سنوات طويلة مذ كانا يعملان معا في كندا!

جدير ذكره أن المحكمة الخاصة بلبنان سكتت عن ترك كوتييه لمنصبه، وتاليا لم يعرف إذا كان هذا المستشار القانوني قد استقال او أن عقده لم يجدد.

وسبق إطلالة سماحة التي تعقب إطلالة ممثالة لوئام وهاب،"فيلم"ركبه جميل السيد في صحيفة "الأخبار"،كما أبلغ مصدر أمني رفيع المستوى مندوب "يقال.نت".

"الفيلم"الذي اعتمد سيناريو بات تقليديا، يقوم على الآتي:

صحيفة "الأخبار"تنشر خبرا،فيسارع جميل السيد الى التعليق عليه،من باب "حق الرد"،ليمرر ما يشاء من اتهامات.

الخبر الذي هيئت فيه "الأخبار"لكلام السيد المسوّق من سماحة يتحدث عن الآتي:

"تردّدت معلومات عن أن الفريق الأمني للرئيس الحريري سلّم كلّ المعلومات المتعلّقة بالمحكمة الدوليّة إلى سوريا، وتحديداً كيف أُعدّ الشهود في المحكمة الدوليّة وتحوّلوا إلى شهود زور، ومن كان المسؤول عن ذلك. وقد كان لوسام الحسن الدور الأساسي في هذا الموضوع."

وبعد هذا النشر جاء دور جميل السيد الذي نشرت له "الأخبار"ما يمكن اعتباره "تحريضا سوريا على الحسن الذي تشكل إطلالاته على دمشق نكسة كبيرة لتهديدات جميل السيد من خلال توسل "القضاء"السوري!

نشرت كتب السيد الآتي:

"تعليقاً على المقال الذي نشرته صحيفتكم الكريمة أمس عن الدور الذي يقوم به العقيد وسام الحسن أخيراً في تسوية العلاقات مع سوريا، وما ورد فيه من أنه سلّم السلطات السورية كل المعطيات المتعلقة بشهود الزور في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، نورد الآتي:

أولاً: إن دور العقيد وسام الحسن في رعاية شهود الزور قد بدأ في عام 2005، منذ ما قبل تسلّمه لرئاسة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، حيث اصطحب حينذاك شاهد الزور محمد زهير الصديق إلى إسبانيا وصدّق على افتراءاته خطّياً لدى لجنة التحقيق الدولية، فيما لم تكن له حينذاك أية صفة قانونية سوى كونه مستشاراً لدى النائب سعد الحريري، حتى ولو ادّعى العقيد الحسن لاحقاً أنّ اللواء أشرف ريفي كلّفه بتلك المهمة لتغطية دوره المذكور أعلاه.

ثانياً: أيضاً، قبل أن يتولى وسام الحسن رئاسة فرع المعلومات، وحين تلقى اتصالاً من رئيس الفرع حينذاك المقدم سمير شحادة، بشأن اعتراف مجموعة الـ13 التابعة لتنظيم القاعدة باغتيال الحريري، عمد وسام الحسن حينذاك إلى الحضور شخصياً إلى مكتب المقدم سمير شحادة واختليا بالسعودي «فيصل أكبر» لمدة نهار كامل، ما أدى إلى تراجع هذا الأخير عن إفادته التي كان قد أدلى بها طوعاً ومن دون أي ضغط. وكل ذلك من أجل أن تبقى التهمة محصورة بسوريا.

ثالثاً: حين زار العقيد وسام الحسن اللواء جميل السيد في معتقل رومية، مباشرة بعد حرب تموز، كان محور حديث الحسن أن سبب اعتقال اللواء السيد يعود إلى أنه لا بد أن يكون قد علم من السوريين، بحكم موقعه، بأنهم كانوا يريدون اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري...

رابعاً: نكتفي بهذه الوقائع الثلاث، للتأكيد أن العقيد وسام الحسن كان قبل تسلّمه لرئاسة فرع المعلومات وبعده، أحد كبار المسؤولين في لعبة شهود الزور، وفي توجيه الاتهام إلى الضباط الأربعة وسوريا، ولا سيما اللواء رستم غزالة، حيث لم يترك فرع المعلومات حينذاك صديقاً لغزالة إلا استدعاه لإقناعه بإلصاق التهمة بغزالة وسوريا.

خامساً: ...كيف يفسّر لنا العقيد وسام الحسن أن رواية «دير شبيغل» التي تتهم حزب الله باغتيال الحريري هي نسخة عن التحقيقات نفسها التي قام بها الحسن في عام 2006...؟

سادساً: إذا صحّ أن العقيد وسام الحسن قد تاب فعلاً وعاد إلى عادته القديمة في التردّد إلى الاستخبارات السورية، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو أن وسام الحسن وفريقه نجحوا في مؤامرة شهود الزور، وفي إلصاق التهمة بسوريا، وفي إسقاط نظامها كما كانوا يخططون، فهل كان وسام الحسن سيزور سوريا واستخباراتها اليوم...؟".

وفي وقت لاحق، صدر رد عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ،نفى فيه رواية "الأخبار"واستغرب "إصرار"جميل السيد على "تكرار رواياته التي تثبت مجريات الأحداث عدم صدقيتها".

وجاء في البيان :

ردّاً على البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للواء المتقاعد جميل السيّد يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن توضح ما يأتي:

أولاً، تنفي المديرية ما ورد في هذا البيان جملةً وتفصيلاً وتستغرب إصرار اللواء المتقاعد جميل السيّد على تكرار رواياته على الرغم من أن مجريات الأحداث أثبتت عدم صدقية ما يورده من اتهامات.

ثانياً، تؤكد المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن كل ما قام ويقوم به رئيس شعبة المعلومات يندرج في إطار التنسيق الأمني مع مختلف المراجع الأمنية العربية والدولية الصديقة، ويأتي في سياق تنفيذ أوامر الرؤساء وضمن الإطار الوظيفي الخالص.

أما بعد كل ذلك،فهل يعقل أن يكون في لبنان، من يتمتع بعقل،ويسأل عمن يفبرك فيه الأفلام والشائعات؟

 

عون لـ "ليبانون فايلز": سنشارك في استقبال البطريرك في زحلة.. واتصال الحريري بسكاف زاد من شكوكنا تجاه الأخير

زيارة عون الى زحلة تأخرت بسبب حساسيّة حليفنا

10 حزيران 2010 07:08

وصف القيادي في "التيار الوطني الحر" النائب السابق سليم عون علاقة "التيار" برئيس "الكتلة الشعبية" الوزير السابق الياس سكاف بـ"العادية كتلك التي تجمعنا بسائر الأفرقاء الموجودين على الساحة الزحلية"، نافيًا وجود مشاكل بين قواعد الفريقين من دون استبعاد بعض التباعد لديهما.

ودعا عون في حديث لموقع "ليبانون فايلز" إلى انتظار الآتي من الأيام لمعرفة المغزى من اتصال رئيس الحكومة سعد الحريري بسكاف قبل ايام، متحدثًا عن "شكوك تراودنا لا تزال في بداياتها قد تفسًر مواقف سكاف غير المبررة تجاهنا".

وأشار إلى ان زيارة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون المرتقبة إلى زحلة تنتظر تحديد البرنامج الذي قد يتم تعديله بحال طرأت أمور محددة، كاشفًا أنه "خلال هذا الأسبوع ستكون التحضيرات جاهزة أو أقله التواريخ حُددت والأمور ستعلن قريبًا".

وفي هذا السياق، رفض عون المقارنة بين زيارة العماد عون وتلك التي ينوي البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير القيام بها إلى زحلة، وقال "زيارة العماد عون ليست دينية أو رعوية، والبطريرك صفير حريص على الطابع الرعوي لزيارته لكن هناك أطراف سياسية غير محصورة بـ"الكتائب" و"القوات" تتلطى وراء زيارة البطريرك". وأضاف "زيارة عون مختلفة تمامًا وهي زيارة رجل سياسي وزعيم وطني إلى مدينة يحبها وتحبّه ولا رابط لها بزيارة البطريرك، وكان من المفترض أن تحصل قبل خمس سنوات إلا أنها لم تحصل بسبب ظروف يعرفها الجميع، وكنا نضطر إلى الكلام عن ظروف أمنية كعذر بينما السبب الحقيقي هو الحساسيّة لدى الحليف الذي كان يعتبر أن "التيار" يقوى عليه بينما نحن نحب أن يكون الحليف قويًا باعتبار أن قوته قوة لنا".

في ما يلي نص المقابلة التي أجراها موقع "ليبانون فايلز" مع النائب السابق سليم عون:

* كيف تصفون علاقتكم مع الوزير السابق الياس سكاف في المرحلة الراهنة؟

العلاقة بعد فك التحالف عادية كأفرقاء موجودين على الساحة الزحليّة كما باقي الأطراف.

* ما صحة ما يحكى عن مشاكل أو تباعد على الأرض بين جمهوري "التيار الوطني الحر" و"الكتلة الشعبية" في زحلة؟

ربما هناك بعض التباعد لكن لا جمهورنا ولا جمهور "الكتلة الشعبية" يحب المشاكل وحتى الآن أجزم أن أي مشكل لم يحصل بين القاعدتين.

* برأيكم ما المغزى السياسي لاتصال رئيس الحكومة سعد الحريري بالوزير سكاف؟

الجواب لدى الوزير سكاف لكن ربما يكون الأمر مؤشرًا لتصرف سكاف معنا في الفترة الأخيرة، بانتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة لنرى مبرر تصرف سكاف. لدينا شكوك بدأت تزيد بعد ما حصل لكن الأمور في بداياتها ولا نستطيع الجزم مئة في المئة. من المؤكد أن هناك بعض الأمور التي أدت إلى تصرف سكاف غير المبرر إطلاقاً معنا لذا قد تكون هناك أمور مخفية ستكشفها الأيام.

* هل تحدد موعد زيارة العماد ميشال عون المرتقبة إلى زحلة؟

الموضوع قيد البحث بانتظار تحديد البرنامج الذي قد يتم تعديله بحال طرأت أمور محددة. خلال هذا الأسبوع ستكون التحضيرات جاهزة أو أقله التواريخ حُددت والأمور ستعلن قريبًا.

* هل سيستثني العماد عون الوزير سكاف من برنامج زيارته الزحلية؟

لا رابط بين الموضوعين والزيارة ليست موجهة ضد سكاف لكن لا مانع من زيارته.

* ألا تخشون من تراجع شعبيتكم في زحلة بحال زارها العماد عون كما الحال مع بعض السياسيين المسيحيين الذين زاروا المدينة وخسروا شعبيًا بحسب بعض التحليلات؟

من يملك تاريخاً كتاريخ العماد عون ولديه تأييد كبير في زحلة لا تتأثر شعبيته إنما الآتي من الخارج حاملا أجندة خاصة لسلب قرار زحلة ستتأثر شعبيته. خيار العماد عون السياسي يصب في مصلحة زحلة وهو سلّف الكثير لزحلة ودورها إن في الـ2005 حين دعم نواب زحلة ورفض دخول الحكومة لأجل زحلة وأحضر زحلة إلى طاولة الحوار، حتى أخيرا في الإنتخابات البلدية لم تكن ردة فعله انفعالية وغير مدروسة بل حملنا الجرح ولم ندع مصير زحلة يتجه نحو المجهول. لا يتعارض توجه العماد عون مع تفكير أبناء زحلة خصوصًا ان نتائج الإنتخابات الأخيرة أكدت حضور التيار داخل المدينة بما لا يقبل الشك.

* كيف تردون على مقولة إن سكاف خسر الإنتخابات حين تحالف مع الأحزاب وفاز بها عندما فك هذا التحالف؟

لا أوافق بتاتا على هذه المقولة. لست في وضع مواجهة مع الكتلة الشعبية، فإذا قال سكاف هذا الكلام شخصيا لدي جواب عن الموضوع هو العكس تمامًا لهذه المقولة، لكن لن أعلنه إلا إذا كان الموقف صادرًا عن سكاف شخصيًا.

* هل سيشارك أنصار "التيار الوطني الحر" في استقبال البطريرك صفير في زحلة؟

أنا مدعو بصفتي الشخصية وسأشارك في استقبال البطريرك، كذلك الأمر بالنسبة لكل مناصري التيار خصوصا ابناء الطائفة المارونية الذين سيكونون في استقباله إذا بقيت الزيارة على طابعها الديني. هناك محاولة لتسييس الزيارة من البعض وهذا سيؤدي إلى عدم مشاركة التيار بكثافة أما إذا كانت الزيارة رعوية فسنشارك بكثافة.

* ما مدى دقة ما يُشاع عن توجه "التيار" لحشد أنصاره بكثافة لاستقبال العماد عون كرد على تحضير قوى 14 آذار لحشودها في استقبال البطريرك صفر في زحلة؟

هذا غير صحيح. زيارة العماد عون ليست دينية أو رعوية وهذا الأمر أنفيه جملة وتفصيلا. البطريرك صفير حريص على الطابع الرعوي لكن هناك أطراف سياسية غير محصورة بـ"الكتائب" و"القوات" إذ هناك أطراف أخرى تتلطى وراء زيارة البطريرك. الزيارة تبقى رعوية لكن هدفها يفقد معناه وعندها سيصبح الجمهور حكمًا غير متشجع للمشاركة. زيارة عون مختلفة تمامًا وهي زيارة رجل سياسي وزعيم وطني إلى مدينة يحبها وتحيه ولا رابط لها بزيارة البطريرك، وكان من المفترض أن تحصل قبل خمس سنوات إلا أنها لم تحصل بسبب ظروف يعرفها الجميع، وكنا نضطر إلى الكلام عن ظروف أمنية كعذر فيما السبب الحقيقي هي الحساسية لدى الحليف الذي كان يعتبر أن "التيار" يقوى عليه فيما نحن نحب أن يكون الحليف قويًا باعتبار أن قوته قوة لنا.

اليوم لدينا حركة مريحة أكثر وكوننا حزب سياسي منتشر على الأراضي اللبنانية كافة لا نستطيع عزل أنفسنا عن منطقة زحلة التي تشكل أهمية كبيرة لنا، وسنبني على زيارة العماد عون للمدينة لتقوية نشاطنا في المدينة والتعويض عن أمور كثيرة فقدناها في السنوات الخمس الماضية.

 

أبو زينب: الامتناع ليس معاديا لموقفنا

المركزية - أوضح عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب "أننا ضد العقوبات على إيران ومقتنعون بوجوب التصويت ضدها"، لافتا الى أن "الأمر ليس لمصلحة إيران إنما لمصلحة كل طرف يريد أن يعيش بكرامته، وهذا موقف مبدئي حيث إن لإيران الحق في امتلاك السلاح النووي، وما تقوم به أميركا عمل غير شرعي".

ورأى في حديث متلفز أن "الإيجابي في الموقف اللبناني أن جميع اللبنانيين ضد العقوبات، وهذا ما أكده مجلس الوزراء ولم نسمع نغمة تطالب بفرض العقوبات على إيران أو نغمة استخدام مصطلح الشرعية الدولية"، مشددا على "أننا لو اتخذنا موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري لكان هذا الأمر خدم مصلحة لبنان وأثبت صورته أكثر".

وأكد أبو زينب أن "موقف الرئيس بري ليس انتقاصا من الآخرين"، لافتا إلى أن "الموقف اللبناني يشكل أرضية مشتركة للفريقين، ومن أخذ موقف الإمتناع لم يكن على أرضية سيئة أو معادية لما طالبنا به في الموقف الواضح ضد العقوبات". واستبعد أي تأثير مباشر للقرار على الداخل اللبناني، مشيرا الى أن "من يقول إننا نعرقل الموازنة بسبب قرار الإمتناع عن التصويت يدل الى أن الآخر ضعيف".

 

أبو فاعور: التعادل أنقذ لبنان وتصويتنا لا يغير قناعاتنا

المركزية - رأى وزير الدولة وائل أبو فاعور أن "التعادل الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء بالأمس أنقذ البلد من مأزق كبير وليس الحكومة فقط"، موضحا في مداخلة متلفزة أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان طرح في الجلسة التصويت مع العقوبات أو ضدّها، وجاء صوت جميع الوزراء رافضا للعقوبات على ايران". ولفت الى أن "الإمتناع يوازي رفض العقوبات"، نافيا أن يكون "هذا الموقف مغايرا لمواقفنا من سوريا ومن الطائف، واعتبارات السلامة الداخلية هي التي دفعتنا إلى التصويت".

وأعرب عن اعتقاده أنه "في الإمكان إحتواء الأضرار التي حصلت وهي أقل ما يمكن أن يحصل"، مؤكدا أن وزراء "اللقاء الديموقراطي" لم يصوتوا بناء على أي اصطفاف، وهذا التصويت لا يغيّر شيئا من قناعاتنا الأساسية من العلاقة مع سوريا، ومن موقفنا من محاكمة إسرائيل أو الطائف".

 

السيد حسين: لا تداعيات للتصويت على الحكومة والامتنــاع يمنع الضغط الدولـي عـن لبنـان

المركزية - أكد وزير الدولة عدنان السيد حسين أن "لبنان يقدر علاقاته مع تركيا والدول العربية وخصوصا سوريا"، مشددا على التزام التنسيق مع الدول العربية التي يمثلها لبنان في مجلس الأمن". واعتبر أن من خلال الامتناع نمنع ضغظاً دولياً عن لبنان"، معربا عن اعتقاده أن لا تداعيات للتصويت في مجلس الوزراء على الحكومة، والدليل الى ذلك، استئناف مناقشة بعض الأمور بعد التصويت على موقف لبنان، ومنها الإنفاق من خارج الموازنة، إذ قطع مجلس الوزراء شوطا كبيرا في هذا الموضوع".

وأوضح السيد حسين أن "وزراة الخارجية ووزير الخارجية لديهما من الصلاحيات ما يمكنهما من متابعة مندوبنا وبعثتنا في مجلس الأمن، إلا أن الدستور اللبناني واضح لجهة أن مجلس الوزراء هو الذي يضع السياسة العامة التي تتضمن السياسة الخارجية"، مضيفاً: "لرئيس الجمهورية موقع مهم، وله دور أساسي في العلاقات الخارجية وتحديد سياسة الدولة في الخارج، إلا أن طريقته تكمن في اعتماد الديبلوماسية في السياسة الخارجية، واتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب".

وعن تحرك السفيرة الأميركية ميشيل سيسون لفت إلى أن "سيسون يهمها أن تخدم سياسية الولايات المتحدة، إلا أننا لم نخضع ولم نغلب أي سياسة خارجية على مصلحتنا الداخلية"، موضحا "أننا نمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن ولا نمثل مجموعات أخرى، ونتسمك تاليا بمواقفنا الوطنية ونصر على تحرير أرضنا من العدو الإسرائيلي".

 

فريد هيكل الخازن لـ "المركزية" كنا نتمنى دعم سليمان وما جرى اثبت استمرار الخلافات الاستراتيجيـــــة

المركزية- وصف الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن القرار الذي اتخذ في مجلس الوزراء أمس بالامتناع عن التصويت في مجلس الامن بأنه لم يكن في حجم المسؤولية الوطنية المطلوبة مقارنة مع الموقف التركي، مشددا على وجوب ان يكون موقف لبنان واضحا تجاه الدول الداعمة له في مواجهته اسرائيل.

وقال الخازن لـ"المركزية" بعد زيارته قصر بعبدا: "كنا نتمنى على جميع القوى السياسية اتخاذ موقف واضح داعم لموقف رئيس الجمهورية القاضي برفض العقوبات ضد ايران في مجلس الامن. إذ ان التجارب السابقة أثبتت في النهاية ان لبنان هو من يدفع ثمن مواقفه الملتبسة في أي مسألة تخدم في شكل او في آخر اسرائيل في المنطقة". واعتبر الخازن ان ما حصل في مجلس الوزراء امس اثبت بأن الخلاف على القضايا على الاستراتيجية لا يزال قائما وهذا أمر يجب الا يستمر"، معارضا "اللجوء الى التصويت الا في القضايا العادية، وليس في مسائل وطنية من المفترض ان يكون الموقف اللبناني فيها معروفا سلفا، كتلك المرتبطة بالصراع العربي – الاسرائيلي".

 

طعمة: المزايدات لا تحصن الوطن ولا يمكن ان نحيا في جزيرة

المركزية – اشار عضو اللقاء الديموقراطي النائب نعمة طعمة الى دقة المرحلة في لبنان والمنطقة مما يتطلب الترفع على الانانيات والمصالح الخاصة والشروع في تمتين وحدة الصف الداخلي في مواجهة التحديات والخطر الاسرائيلي الداهم، لافتا الى ان المزايدات حيال بعض القضايا الحساسة لا تساهم في تحصين البلد وبالتالي فإن ذلك يعتبر خروجا عن الائتلاف السياسي وتحديدا داخل حكومة الوفاق الوطني التي تضم جميع الاطياف والافرقاء السياسيين.

وقال طعمة: ان للبنان علاقات وصداقات تاريخية مع دول شقيقة وصديقة ولا يمكنه ان يعيش في جزيرة في منأى عن التواصل مع هذه الدول نافيا ان تكون المملكة العربية السعودية تملي قراراتها وتوجهاتها على هذا الزعيم وذاك او هذه الجهة السياسية وتلك، فما يهم المملكة هو الاستقرار في لبنان، وتوجهات القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز انما تصب في هذا السياق اي السلم الاهلي وازدهار لبنان ورخائه من خلال الدعم الذي تقدمه لكل اللبنانيين على حد سواء، لذا من الضرورة بمكان عدم زج اي دولة شقيقة وصديقة في امورنا الداخلية وتحديدا السعودية التي لم يسبق أن تدخلت في الشأن اللبناني الداخلي لا من قريب ولا من بعيد وهذا من صلب سياستها، معتبرا ان مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز تبقى الاطار الابرز لأي حل للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية المحقة اي المبادرة التي اطلقها في قمة بيروت العربية والمبنية على السلام الشامل والعادل واستعادة كل الاراضي العربية المحتلة. وختم: امام هذه المرحلة العصيبة وفي ظل التحولات الاقليمية والدولية لا شيء يحصن وحدتنا وامننا واقتصادنا الا التلاقي والتفاهم والحوار بعيدا عن كل الاساليب التي استعملت في مراحل سابقة ولم تفض الا الى الخلاف والتشرذم، من هذا المنطلق آن لنا أن نتّعظ من التجارب التي مررنا بها.

 

"الدموقراطي اللبناني" أسف لما آلت اليه الأوضاع الديبلوماسية: موقف لبنان تمرّد على إرادة الناس

المركزية- أسف الحزب "الديموقراطي اللبناني" لما آلت إليه أوضاع الديبلوماسية في لبنان" من تمرد على إرادة الناس الشعبية بالإشارة إلى الموقف الذي اتخذه سفير لبنان في الأمم المتحدة في موضوع العقوبات على إيران الذي لا يعبّر عن موقف اللبنانيين البديهي وإنما عن موقفٍ رسميٍ مخز"ٍ.

وأكد الحزب في بيان له اليوم:" أنه يعي تماماً أن هذا الموقف لم ينبع من السفير المكلف تمثيل لبنان لدى مجلس الأمن وإنما كان على هذا الأخير أن يضعه في إطارٍ يتلاءم مع موقف وزير خارجيته المخول بإعطاء التعليمات لسفراء لبنان في الخارج والذي كان واضحاً برفضه للعقوبات التي فرضها النظام العالمي المستعمر على إيران".

وإعتبر أن "مجلس الوزراء لم يتبين الفرق بين الخيط الأبيض والخيط الأسود في السياسة الدولية، ولم يتمكن بعض الوزراء من التفريق بين إسرائيل الدولة المغتصبة التي تساهم في دمار لبنان وبين الدول التي تدعمه وتساهم في إعماره وتعمل على مؤازرته في المحافل الدولية إلى درجة أنها حاضرة لتقديم شبابها في سبيل قضيته وفي سبيل القضية العربية وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نحفظ لها جميلاً إستثنائياً لمواقفها المشرفة المتقدمة على مواقف الكثير من الدول العربية. وقد كان أقل الإيمان أن يكون لنا موقفٌ متقدمٌ على هذا الصعيد يوازي بالحد الادنى الموقف التركي والموقف البرازيلي، أي أن نستذكر شهداء إسطول الحرية وأطفال غزة وشهداء المقاومة حتى نعي ما معنى أن نرفض العقوبات على دولة تحقق توازن الرعب مع إسرائيل، وكم نحن بحاجة إلى الحفاظ على هذا التوازن، وإنتصارات المقاومة خير برهانٍ على ذلك".

ودعا الحزب "كافة القوى اللبنانية الى أن لا يتأرجحوا في القضايا الكبرى وأن يوازنوا بالحق وأن لا يخجلوا من الإعتراف بدور إيران في إستقرار منطقتنا العربية وبالتالي في إستقرار لبنان. فإيران القوية المتمكنة الصامدة هي صمامُ أمانٍ لهذه المنطقة وقوةٌ رادعة في وجه المشاريع التي تطالنا قبل أن تطالها، لو أرادت المساومة على قضية فلسطين وقضية الأراضي العربية وقضية الأحادية التي يحاول الغرب فرضها علينا لزحف إليها الغرب على بطنه، ولكنها تعبر اليوم عن ثقافة التغيير بوجه التسلط".

وختم:" إن العقوبات على الشكل التي تطرح فيه هي مهزلة المهازل وإستهزاءٌ بعقول شعوب هذه المنطقة، تماماً كما كان الموقف الرسمي اللبناني إستهزاء بعقول اللبنانيين، الذين يعرفون تمام المعرفة حجم القدرة النووية لإسرائيل التي كان من الأجدر على مجلس الأمن أن يبدأ بإدانتها لإجرامها وإنتهاكها لحقوق الإنسان ودفعها لتنفيذ القرارات الدولية التي كان مصيرها سلة المهملات".

 

"الدار" الكويتية: مبارك أبلغ الى الحريري تجاوبه مع جهود المصالحة مع الاســد

المركزية_ ذكرت صحيفة "الدار" الكويتية ان الرئيس المصري حسني مبارك ابلغ الى رئيس الحكومة سعد الحريري تجاوب مصر مجددا مع مساع سعودية - لبنانية في خلال الأيام المقبلة، لمعالجة وإنهاء التوتر والجمود الذي ما لا يزال يحيط بالعلاقات المصرية - السورية، والإسراع في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وحمل مبارك الحريري رسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد تتعلق باستعداد القاهرة لتجاوز أي أزمات، والبدء بتحريك عدد من القضايا السياسية العالقة، عبر اتصالات وحوار مباشر بين الجانبين في الفترة المقبلة. وكانت مشكلة إجرائية في دعوة الرئيس الأسد لزيارة مصر وعيادة الرئيس مبارك بعد عودته من المانيا حيث خضع لعملية الجراحية أغضبت دمشق، وسبق ذلك مشاكل سياسية أخرى، على رغم أن بقية الملفات بين البلدين تسير في شكل يوصف بالممتاز خصوصا الملف الاقتصادي.

 

سليمان ساوى بين الفريقين فانقذ الاستقرار ثلاثة استحقاقات تحدد ارتدادات الامتناع القمة اللبنانية – السورية هيئة الحوار واضراب العمال

المركزية – اذا كان لبنان نجح عبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الحؤول دون صدام داخلي على خلفية الكباش الايراني – الدولي، فهل ينجح الامتناع عن التصويت في الحؤول دون ظهور ضغوط اميركية على الحكومة اللبنانية من جهة ودون ظهور عراقيل ايرانية – سورية في لبنان من جهة ثانية؟

تقول مصادر دبلوماسية لـ "المركزية" ان الجواب عن هذا التساؤل لن يأتي قبل الاسبوع المقبل وتحديدا قبل مرور ثلاثة استحقاقات متتالية، تبدأ في الخامس عشر من حزيران الجاري من خلال القمة اللبنانية – السورية المقررة في دمشق، وتنتهي في السابع عشر منه من خلال محطتين: انعقاد هيئة الحوار الوطني في جلستها الاولى بعد الانتخابات البلدية والاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام.

وتضيف المصادر ان الامر يتوقف على نتائج المحادثات التي سيجريها الرئيس ميشال سليمان مع الرئيس بشار الاسد، واجواء المؤتمرين في قصر بعبدا، انتهاء بمسار الاضراب العمالي الذي يتخوف البعض من ان ينتهي كما انتهى الاضراب الذي نفذه الاتحاد في السابع من ايار العام 2008.

لكن المصادر الدبلوماسية نفسها استبعدت لـ "المركزية" ان يتخذ الانقسام اللبناني منحىً عنيفاً، داعية الى انتظار عودة الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية علي الشامي من تركيا واستئناف جولات التواصل بين الاكثرية والاقلية.

في هذا الوقت لا تزال القراءات متواصلة في قرار مجلس الوزراء الذي وان شكّل مفاجأة للبعض لكنه جنّب لبنان خضة كان في غنى عنها وحمى السلم الاهلي والاستقرار اللذين لا ينفك اي مسؤول او طرف عن ترداد شعاراته كل يوم.

بين بري والحريري: وقالت اوساط نيابية اطلعت على اجواء لقاء الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في مجلس النواب امس ان رئيس الحكومة بادر رئيس المجلس بالسؤال عن رأيه في شأن التصويت على العقوبات فأكد وجوب ان يحذو لبنان حذو تركيا في موقفها، فقال الحريري انها قد تصوت ضد المشروع، وهنا نصحه بري بموقف مماثل لكن الحريري قال :ان ليس في مقدورنا تحمل تبعات قرار في هذا الحجم على المستوى الدولي لما سيترك من تداعيات سلبية على الوضع اللبناني. فسأله بري هل ان للبنان مصالح مع اميركا اكثر من تركيا؟

واشارت الاوساط الى ان بري فهم من الحريري الذي عاد للتو من زيارة عدد من العواصم العربية ان تركيا لم تكن ، حتى ساعات ما بعد ظهر امس، قد حسمت قرارها النهائي، ذلك ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان كان يؤيد رفض العقوبات والتصويت ضدها فيما خالفه الرأي رئيس الجمهورية عبدالله غول ووزير الخارجية محمد داوود اوغلو اللذان فضلا الامتناع .

جنوح المعارضة: الى ذلك استغرب مصدر في الغالبية موقف المعارضة الجانح نحو ايران اكثر منه في اتجاه مصالح لبنان الداخلية، معتبرا ان ما خرج به مجلس الوزراء امس هو افضل الممكن وقد ادى الغاية المرجوة على المستويين الدولي من خلال الامتناع عن التصويت والداخلي كون "اللاقرار" راعى المصلحة اللبنانية بصيانة السلم الاهلي وابعاد شبح الاهتزاز عنه وكذلك بعدم توتير علاقاته مع احد وفي الوقت نفسه راعى مصلحة المجموعة العربية التي يمثلها في مجلس الامن بعدم الانجرار الى صراع عربي اقليمي .

واكد المصدر ان اكثر ما يثير الاستغراب هو ان موقف المعارضة جاء بعدما وضع الرئيس الحريري الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في اجواء "الصوت الممتنع" وخلفيات اسبابه في لقائهما الليلي الاخير كما عرض وجهة نظره لبري وكان تفهم من قبلهما فلماذا اتجهت الامور فجأة نحو التصعيد، وهل انه مجرد سيناريو هدفه الوحيد الرأي العام ؟ واضافت: ان اكثر ما ينطبق على المعارضة هو مقولة "رضي القاتل ولم يرض القتيل" فطالما ان ايران المعنية المباشرة بالعقوبات شكرت للبنان علنا موقفه الممتنع فلماذا تصعيد المعارضة اللبنانية في الداخل؟

ورأى المصدر المشار اليه في المسألة مؤشرا قويا الى تراجع الدور السوري على الساحة الاقليمية والدولية تجلى في عدم قدرة الرئيس بشار الاسد على تغطية المعارضة او حتى تحديد موقف واضح من العقوبات علما ان الحريري كان في دمشق اخيرا واجتمع مع الاسد من دون التطرق الى الامر.

14آذار: مصادر في قوى 14 آذار قالت لـ "المركزية" ان لبنان صوّت بالامتناع في مجلس الامن وهذا التصويت ليس نتيجة قرار لبناني صادر عن مجلس الوزراء بل جاء نتيجة عجزمجلس الوزراء اللبناني عن اتخاذ قرار، مشيرة الى ان الفرق بين الاثنين كبير جدا فالاول يقول ان هناك حكومة لبنانية في داخلها مجموعة وزراء مصالحهم مرتبطة بمصالح ايران والثاني يقول ان حكومة لبنان تتقاسم النفوذ على الاراضي اللبنانية بين ايران وسوريا الممثلتين بمجموعات وزارية داخل مجلس الوزراء.

اضافت المصادر لو كان التصويت نتيجة قرار لكنا قلنا ان البلد محكوم وفقا لاتفاق الطائف، ولكن التصويت جاء نتيجة عدم القرار لذا نقول ان حتى اتفاق الدوحة الذي كان اعطى هامشا لـرئيس الجمهورية تم الغاؤه امس. واذ اعتبرت المصادر ان ايران وسوريا استخدمتا مجلس وزراء لبنان صندوق بريد لبعث رسائل الى الشرعية الدولية سألت: هل سيكتفيان بتحديد مجلس الوزراء مكانا للمواجهة ام ان الاحداث المرتقبة ستنقل المواجهة من مجلس الوزراء الى امكنة اخرى؟

مصادر الاكثرية: في المقابل، قالت مصادر في الاكثرية لـ"المركزية" ان منطق التوافق لا يعني ان تفرض فئة او جهة مسلحة رأيها على فئة اخرى، فالتوافق له معنى واحد هو الاتفاق والتفاهم اي الحوار. وتساءلت عن معادلة "السين السين" التي لطالما نادى بها رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي قيل انها المعادلة التي نعزز الامن والاستقرار وتحصن لبنان وتبعده عن التجاذبات ، فهل لا تزال قائمة ام انها استبدلت بمعادلة اخرى؟

وسألت المصادر ايضا: لماذا لم تأخذ قوى المعارضة مصالح لبنان في الاعتبار متجاهلة دعم الدول الكبرى للبنان والمساعدات العسكرية التي قدمتها اليه متسائلة عن دور ايران في هذا المجال؟ ةوتوقفت المصادر عند غياب الصوت العربي الموحد ودعت البعض الى ان لا يكونوا ملكيين اكثر من الملك بدليل ان مندوب ايران في مجلس الامن شكر لمندوب لبنان موقف بلاده من العقوبات.

 

قيادة جديدة لـ "الاتحاد السرياني"

المركزية - انتخب حزب الاتحاد السرياني قيادة جديدة بعد انتهاء الولاية القديمة، ففاز بموجب نتائج الانتخاب كل من: ابراهيم مراد رئيساً، فرنسوا اسكندر نائباً للرئيس، جوزف باسكال أسود اميناً عاماً، اميل بشخنجي اميناً للعلاقات العامة، منصور حداد اميناً للثقافة والاعلام، ليلى لطّي امينة للشؤون الداخلية، رمزي نجار اميناً للشؤون الاجتماعية، كميل ابراهيم اميناً للعلاقات الخارجية، نورا حنا جرجس امينة للسر، ربى سرياني ومايكل برصوم امانة الشؤون المالية. وعاهدت القيادة الجديدة المحازبين والمناصرين والحلفاء متابعة المسيرة النضالية ضمن صفوف ثورة الارز إستكمالاً لبناء الدولة السيدة الحرة المستقلة.

 

الاحدب بحث مع السفير الفرنسي في التعاون لانماء طرابلس: موقف لبنان بالامتناع عن التصويت في مجلس الامن غير معاد لايران

وطنية - 10/6/2010 - استقبل النائب السابق مصباح الاحدب، في منزله في طرابلس، سفير فرنسا في لبنان دوني بييتون في حضور النائب السابق احمد حبوس.

السفير الفرنسي

بعد اللقاء، قال السفير الفرنسي: "انها زيارتي الاولى الى طرابلس وهي اول زيارة رسمية، ويجب زيارة طرابلس لانها المدينة الثانية في لبنان، وهي حاضرة كبيرة ومهمة وتمثل قيمة للبنان وفرنسا ولها دور اقتصادي وسياسي كما ان للفرنكوفونية حضور فيها". اضاف: "ان الهدف من زيارتي للنائب الاحدب هو بالطبع للتباحث معه في الوضع والاستماع الى رأيه في الامور والاوضاع في طرابلس، وكيف يمكن لفرنسا ان تساهم في الانماء الاقتصادي والاجتماعي في هذه المدينة".

الاحدب

بدوره، رحب الاحدب بالسفير بييتون، وقال: "التواصل الفرنسي مع طرابلس لم ينقطع حتى في اصعب الظروف، وان قنصلية فرنسا في طرابلس هي أول قنصلية تأسست في الشرق عام 1535، وفرنسا دولة صديقة للبنان. وفي هذه الظروف نود الحديث الى اصدقائنا، هناك امور كثيرة يمكن ان تنجز في طرابلس، وانا اشكر سعادة السفير على زيارته".

وعن رأيه في ما جري امس في مجلس الوزراء وقرار الامتناع عن التصويت في مجلس الامن، قال الاحدب: "أعتقد أن الموقف التوافقي حكما يجب ان يكون بالامتناع عن التصويت، ولا اعتقد أن هذا الموقف هو موقف معاد لايران، فممثل ايران في مجلس الامن شكر ممثل لبنان بالامس على الموقف اللبناني. واتمنى ان لا يكون ما جرى في مجلس الوزراء امس من انقسام، حالة مستمرة يبني عليها البعض، لتصبح اشكالية في البلد". بعد اللقاء، استبقى الاحدب السفير الفرنسي الى مائدة الغداء.

 

الرئيس الحريري شارك في افتتاح الملتقى العربي التركي في اسطنبول: نسعى الى تعزيز علاقات لبنان بتركيا نحو شراكة استراتيجية في مختلف الميادين

هدفنا حماية لبنان من المغامرات الإسرائيلية وتدعيم الاستقرار الداخلي والحكومة حريصة على مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ مشاريعهاالتنموية

نتطلع الى زيارة الرئيس اردوغان الى لبنان في تموز المقبل لترجمة افكار التعاون ومشاريع الاتفاقيات إلى خطوات ملموسة

لبنان ينعم بالاستقرار في ظل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الأطراف ونريدها حكومة إنجاز وعمل للنهوض بالاقتصاد ولتعزيز مكانة لبنان

وطنية - 10/6/2010 شارك رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم في افتتاح اعمال الملتقى العربي التركي الخامس المنعقد في اسطنبول، والذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والاعمال برعاية وحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، كما حضر جلسة الافتتاح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو، ووزراء الخارجية العرب المشاركين في اعمال منتدى التعاون التركي العربي الثالث المنعقد في اسطنبول، ووزراء المال في كل من لبنان والاردن وقطر والعراق وسوريا وتركيا، وحشد من الفاعليات الاقتصادية والمستثمرين ورجال اعمال عرب واتراك.

والقى الرئيس الحريري كلمة في الجلسة الافتتاحية استهلها بالقول: " قبل أي شيء، اسمحوا لي أن أتوجه بالتعازي إلى دولة الرئيس الصديق رجب طيب أردوغان ومن خلاله، إلى جمهورية تركيا رئيسا وحكومة وشعبا، بأرواح الشهداء الأبرياء الذين سقطوا على يد الإجرام الإسرائيلي وهم يحاولون إغاثة سلمية مدنية مسالمة لإخواننا وإخوانهم في فلسطين، وفي غزة تحديدا.إنني أنحني احتراما وإجلالا لتضحياتهم وتضحيات تركيا دفاعا عن قضيتنا المركزية، فلسطين".

اضاف:إن مشاركة هذه النخبة المميزة ورفيعة المستوى من الجانبين العربي والتركي من القطاعين العام والخاص في هذا المنتدى الخامس تعكس الاهمية التي نعلقها جميعا على تطوير العلاقات بين العالم العربي وتركيا. وجميعكم يعلم أن منطقتنا تمر اليوم في مرحلة حساسة جدا، على كافة الأصعدة، والدليل على ذلك التطورات الأليمة التي شهدناها الأسبوع الماضي. فعلى الصعيد السياسي والأمني، عانت منطقتنا طويلا من الغطرسة والاجرام والهمجية الإسرائيلية، فيما تسعى الدول العربية والاسلامية إلى سلامٍ عادلٍ وشامل في المنطقة على أساس مرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة قمة بيروت العربية للسلام. ونحن في لبنان، هذا البلد الصغير بحجمه، نعي جيدا أهمية التنسيق والتفاهم بين الأشقاء العرب. وتركيا ونحن نوظف جميع إمكاناتنا السياسية والدبلوماسية لتدعيم الموقف العربي، ليكون قوة موحدة ومتماسكة من أجل إحقاق حق الفلسطينيين بالعودة إلى دولة مستقلة عاصمتها القدس. أما على المستوى الوطني، فإن هدفنا الأساسي اليوم هو حماية لبنان من المغامرات والغطرسة الإسرائيلية وتدعيم الاستقرار الداخلي".

واشار الى "ان الأزمة المالية العالمية أعادت إلى السطح في منطقتنا كما في مناطق أخرى من العالم آراء تدعو إلى الانغلاق الاقتصادي. لكنني أخالف الرأي جميع دعاة الانغلاق والتقوقع بحجة حماية الاقتصادات الوطنية، فالحماية تكون اولا واخيرا من خلال تبني التشريعات والسياسات ونظم الرقابة السليمة. إن التقوقع والانغلاق من شأنه أن يفوت علينا العديد من فرص العمل لشبابنا وشاباتنا. لذلك، فإنني أدعو من على هذا المنبر، إلى تفعيل التعاون العربي التركي".

وقال:" أنا على ثقة أن الدول العربية وما تتمتع به من طاقات بشرية شابة ومبدعة، وموارد طبيعية متنوعة بإمكانها أن تؤسس لشراكة حقيقية ولتكامل اقتصادي مع تركيا. العديد من الدول العربية قررت المضي قدما بهذا المسار. وهو مسار سيؤتي ثماره الاقتصادية على المدى المتوسط ويعزز مواقف العرب وتركيا في وجه التحديات التي تواجه المنطقة، كما من شأنه أن يعزز مكانة تركيا والعرب في المحافل الاقتصادية والسياسية الدولية. ونحن بدورنا في لبنان نسعى الى تعزيز العلاقات اللبنانية - التركية نحو شراكة استراتيجية في مختلف الميادين. وأود في هذه المناسبة تجديد شكرنا لتركيا لدعمها المتواصل للبنان على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ومن خلال مشاركتها في قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان". اضاف:" لقد قمت بزيارة ناجحة الى تركيا في كانون الثاني الماضي، حيث تمَّ التوقيع على اتفاقات ومذكرات تعاون في مجالات عدة. وكان من أبرزها اتفاق إلغاء التأشيرة لمواطني الدولتين. ونحن نرى اليوم الانعكاسات الايجابية لهذا الاتفاق، حيث ارتفع عدد الزوار الأتراك الى لبنان بحوالي أربعة أضعاف حتى شهر نيسان الماضي. كما نتطلَّع الى زيارة الرئيس أردوغان الى لبنان في شهر تموز المقبل، لترجمة أفكار التعاون في ما بيننا ومشاريع الاتفاقيات الجديدة إلى خطوات ملموسة جديدة. وأود التأكيد على الدور الريادي الذي يلعبه القطاع الخاص في بلدينا. إن تفعيل التبادل الاستثماري يشكل ركيزة أساسية لدفع العلاقة بين بلدينا قدما، ما يوجب علينا تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص اللبناني والتركي".

وتابع:" ينعم لبنان اليوم بالاستقرار، في ظل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الأطراف السياسية. ونحن نريدها حكومة إنجاز وعمل، للنهوض بالاقتصاد الوطني ولتعزيز مكانة لبنان في محيطه العربي والاقليمي. وقد تبنت هذه الحكومة بيانا وزاريا طموحا، وجميعنا ملتزمون بمضمونه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي، وبالاصلاحات التي تضمنها".

اضاف: "نحن نعمل على خطين متوازيين: الأول يهدف الى تطوير البنية التحتية للاقتصاد من خلال خطط وبرامج عمل قطاعية وبرامج تنفيذية لمعالجة المشاكل البنيوية في مجالات الطاقة والكهرباء والمياه والنقل والاتصالات والتربية والسياحة وغيرها، والثاني هو متابعة احتواء حجم الدين العام إلى الناتج المحلي. فهدف الحكومة هو تحقيق النمو المتوازن واللامركزية في التنمية الاقتصادية، بحيث يرتفع مستوى المعيشة لدى الشريحة الأوسع من اللبنانيين واللبنانيات، وخصوصا في الطبقتين المتوسطة والفقيرة، ويتمكَّن الاقتصاد من خلق فرص العمل للشباب والشابات بما يساهم في الحد من الهجرة. ومشروع الموازنة العامة لعام 2010 حريص على ان يعكس كل هذه الأولويات والمشاريع من خلال زيادة حجم الإنفاق الاستثماري، ولكن أيضا مع المحافظة على الاستقرار الماكرو - اقتصادي".

وتابع:" وفي هذا الإطار، أود أن أشير هنا الى أن الحكومة اللبنانية حريصة على مشاركة القطاع الخاص اللبناني والأجنبي، وبالأخص التركي، في تنفيذ مشاريعها القطاعية والتنموية من خلال تطبيق مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يخفف العبء على الموازنة العامة، ويفسح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار داخل لبنان وخلق فرص عمل جديدة وتوفير الخدمات للمجتمع بالكفاءة والجودة المطلوبة".

وختم:" أشكر دعوتكم مجددا وأتمنى للمنتدى الاقتصادي التركي - العربي النجاح في المساهمة في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي - التركي والازدهار لشعوب المنطقة".

 

الامتناع عن التصويت أو الحكمة التي يكسب منها الجميع

علي حماده /النهار

ليس في وسع لبنان ان يكون موقفه في مجلس الامن حيال مشروع العقوبات على ايران سوى الامتناع. لا نقول هذا الكلام بسبب قوة "حزب الله" المسلحة على الارض، وهو القلعة المتقدمة لطهران على شاطئ شرق المتوسط، بل لأن موقف تركيا العضو غير الدائم الآخر في مجلس الامن سيكون بالامتناع او التصويت ضد المشروع، باعتبار ان تركيا والبرازيل، العضو غير الدائم ايضا، وضعتا مكانتهما المعنوية والسياسية في الاتفاق الثلاثي لتبادل الوقود النووي مع ايران قبل اقل من شهر، وقد جبهتا من الخمسة الكبار في مجلس الامن بموقف حازم قضى على الاتفاق الثلاثي في المهد، فسارت العقوبات بسرعة اكبر من ذي قبل، وجرى الاتفاق بين الكبار لتذكير القوى الاقليمية كتركيا والبرازيل، بأن موضوع الحد من الانتشار النووي بالنسبة الى بلد مثل ايران يعالج على مستوى قادة العالم.

فبخلاف الهند التي انتهجت سياسة نووية مسؤولة، وباكستان التي وضعت سلاحها النووي تحت رقابة "البنتاغون" الاميركي مباشرة، تنتهج ايران سياسة خارجية صدامية مع محيطها العربي المباشر، ومع معظم القوى الغربية، وتهدد (كلاميا) بمحو اسرائيل من الوجود. وقد بلغ القلق من البرنامج النووي الايراني حدا دفع القوة العظمى المجاورة لها، اي روسيا، الى الانتقال من موقف اللاعب على التناقضات الى موقف حازم يرفض قيام دولة نووية اسلامية مجاورة وغير منضبطة.

وسيكون على ايران ان تدرك بعد اقرار العقوبات ان نظام العقوبات الدولية الذي يتشدد مرة بعد اخرى، ويكاد يلامس حدود الحصار البحري المقنع، هو نفق طويل وشاق وقد ينتهي بزعزعة النظام وسقوطه ما لم تعد الجمهورية الاسلامية الى رشدها، فتجري مراجعة جدية لسياستها الخارجية التي تزاوج بين التدخل المباشر في الجوار، ودعم قوى مسلحة ثورية في نواح عدة من العالم. فمشكلة ايران انها تدخل بعد اقرار العقوبات في مرحلة من العزلة قد تطول وتصبح اكثر ايلاما مع تفاقم مشاكلها الداخلية العميقة التي هزت النظام اثر الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي اجريت قبل نحو سنة.

وإذا كانت العقوبات مؤلمة، فإن صدورها متزامن مع الذكرى السنوية الاولى للانتخابات الرئاسية التي شهدت اول انتفاضة فعلية واسعة النطاق منذ انتصار الثورة عام 1979، يزيد من الصعوبات والتعقيدات، ويمنح المعارضة الداخلية المتنوعة مزيدا من القوة والعزم لمواجهة نظام يتجه، رغم قوة بأسه وحجم امكاناته، الى ان يحشر على هامش المجتمع الدولي.

ان اقرار العقوبات لا يعني انها ستكون فاعلة منذ الايام الاولى، غير انها ستفقد النظام الكثير من زخمه في الخارج والداخل في آن واحد. فلا استمرار الصدام مع المحيط والمجتمع الدولي سيبقى امرا سهلا، ولا مواصلة قمع الداخل المنتفض كما لم يحصل من قبل يخرج النظام من ازمته العميقة. ان كل خطوة متسرعة او صدامية ستعجل في الانحدار، وكل قطرة دم اضافية تراق في الداخل ستوسع الهوة بين الشعب والنظام. وفي كلا الحالين يذهب النظام الايراني بخطى ثابتة الى الهاوية.

ما يعنينا في لبنان هو الحياد في مسألة النزاع الايراني مع المجتمع الدولي، بمعنى ان نكون اقرب الى الموقف العربي الرسمي، مع مراعاة مشاعر شريحة لبنانية مؤيدة لـ"حزب الله" وإن يكن هذا الحزب في جانب اساسي منه جزءا من تركيبة النظام الايراني الخارجية. من هنا الحكمة في الامتناع عن التصويت.

ان ايران بعد العقوبات لن تكون كإيران قبلها، تماما كما صارت ايران بعد انتفاضة حزيران 2009 مختلفة. وبتحلي حلفاء ايران ومحورها في المشرق العربي بالحكمة، يكسب لبنان وجميع اللبنانيين، وفي مقدمهم الشريحة التي تود لو ان لبنان صوّت ضد العقوبات.

 

غياب السفير السوري عن واشنطن منذ بضعة أسابيع

لبنان بين مجموعة مسبّبات لتوتر على خطّ واشنطن - دمشق

روزانا بومنصف/النهار

تفيد معلومات ديبلوماسية غربية انه مضى على غياب السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بضعة اسابيع تلت عدم موافقة الكونغرس الاميركي على السفير الذي عيّنته ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في دمشق روبرت فورد، وهو ما اثار تساؤلات عن سحب سوريا سفيرها في هذا التوقيت. وقد فاتح مسؤولون اميركيون وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الأمر، خصوصا انه كان يتوقع ان تسحب سوريا سفيرها من واشنطن حين سحبت واشنطن  سفيرتها من دمشق مارغريت سكوبي على اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، فكان جوابه مازحا بأن ابقاء مصطفى في منصبه في واشنطن كان لاغاظة الاميركيين.

وموضوع غياب السفير السوري او سحبه من واشنطن، ولو من دون ضجة، يعكس استناداً الى معلومات ديبلوماسية، توتراً أو بالاحرى جفاء في العلاقات بين الجانبين الاميركي والسوري، لم يتطوّر اعلاميا او سياسيا حتى الآن، بل على العكس شهدت دمشق زيارات عدد من وفود الكونغرس الاميركي تؤكد المعلومات ان الاداراة لا تمانع في حصولها، بل انها تشجعها، باعتبار ان هذه الوفود يمكن ان تحمل الرسائل نفسها الى سوريا، بحيث لا يتوهّم المسؤولون السوريون ان ثمة مواقع سياسية مختلفة في الرأي في واشنطن كما كان يحصل في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وان في امكان سوريا ان تسمع كلاما مختلفا من المواقع السياسية المتعددة. ولا يستبعد اصحاب هذه المعلومات ان ترتبط عودة السفير السوري الى واشنطن بوصول السفير الاميركي الى دمشق الذي تنتظره بقوة، كخطوة اساسية على طريق عودة العلاقات الى طبيعتها بين الجانبين وتكريس الانفتاح الاميركي على سوريا مجددا.

اما الاسباب التي تكمن وراء هذا الجفاء الذي يترجم في عدم تطور العلاقات او الحوار الذي بدأ بين الطرفين، فمتعدّدة. وهناك طرفان على الاقل يعملان على خط ازالة عوامل التوتر، أحدهما المملكة العربية السعودية والآخر تركيا. من هذه الاسباب ما يتصل بالعراق لجهة عدم التزام سوريا، كما تفيد هذه المعلومات، الدفع في اتجاه تسهيل الامور بعد الانتخابات التي اسفرت عن فوز اياد علاوي، لكن من دون اللعب بقوة لمصلحة المساعدة على ان يؤلف علاوي الحكومة العراقية بل بالعكس اتاحة المجال امام ايران لتأخذ مداها في موضوع الانتخابات وعدم القبول بنتائجها. ومن هذه الاسباب ايضاً الاتهامات التي ترددت عن نقل سوريا صواريخ "سكود" الى "حزب الله".

واستناداً الى هذه الأجواء، فإن دمشق ابلغت بالمعلومات التي افادت عن وجود اثباتات تفيد بنقل هذه الصواريخ الى الحزب، ولو من دون الجزم بعبور هذه الصواريخ الحدود اللبنانية، لكن الادارة الاميركية امتنعت عن نشر الاثباتات التي طالب بها لبنان على لسان رئيس الحكومة سعد الحريري اكثر من مرة، لاقتناع المسؤولين الاميركيين بأن نشر الصور او الاثباتات قد يكون حافزا لاسرائيل على توجيه ضربة لهذه الصواريخ في مواقعها، إذا رأت ان في امكانها العمل بسياسة اضرب واهرب. وقد ابلغت سوريا ان سماحها بذلك إنما هو اساءة تقدير للوضع على حقيقته كما تسيء الحسابات في هذا الاطار (underestimating and miscalculating). والواقع ان دمشق تساهم عبر هذه الخطوة في تغيير موازين القوى في المنطقة، أي افساحها في المجال امام تنظيم او حزب لامتلاك صواريخ "سكود" التي يمكن ان تخضع متى كانت في حوزة دولة، لمعايير اكثر دقة في الحرب واهدافها، اكثر مما تخضع لهذه المعايير متى كانت الصواريخ في حوزة تنظيم او حزب يمكن ان يوجهها كيفما كان للأذية، وتحصل ردود فعل عشوائية عليها قد لا تصيبه ضرورة بل تصيب الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، علماً ان توازن الرعب القائم هو بين الدول وليس بين دول وتنظيمات او احزاب. ومن جهة اخرى، فان دمشق ابلغت ايضا ان اي تغيير في موازين القوى يمكن ان يؤدي الى حرب لا تريدها الولايات المتحدة راهناً، وهي تضغط بقوة على اسرائيل من اجل عدم القيام بها او الانجرار اليها لكن تغيير المعطيات ميدانياً قد يؤدي اليها اولاً، ثم ان أي حرب لن تقتصر في هذه الحال على مواقع الخطر كما في السابق بحيث تبقى سوريا في منأى عنها كما كانت سوريا تبلغ من اسرائيل عبر قنوات ثالثة، بل ستتعدى هذه الحرب لبنان الى سوريا والمنطقة. وتفيد المعلومات نفسها ان هذا الامر ابلغ ايضا الى ايران في حال كانت لديها النية لدفع "حزب الله" الى اي عمل عسكري يمكن ان يستدرج حربا من اجل تحسين اوراقها في المنطقة وأوراقها التفاوضية في موضوع الملف النووي الايراني، لأن أي حرب في الظروف الراهنة قد تخرج عن نطاقها ولا يمكن ضبطها، وليس اكيدا ان هناك مكاسب من افتعالها او التسبب بها. وجزء من الانزعاج من امداد "حزب الله" بالسلاح هو ما تعتبره واشنطن خرقا او انتهاكا سوريا للقرار 1701، تماماً مثلما هي الانتهاكات الاسرائيلية الجوية شبه اليومية لهذا القرار، وهو ما ينسحب على موقف سياسي سوري يستمرّ داعماً للتنظيمات الفلسطينية خارج المخيمات في لبنان على نحو يندرج في اطار عدم احترام هذا القرار ايضاً، فيما تصرّ الولايات المتحدة كما المجتمع الدولي عليه في موازاة غض النظر مبدئيا عن تطبيق القرار 1559.

والى هذين الموضوعين الرئيسيين، ثمة معلومات تتحدث عن انزعاج اميركي من استمرار سوريا في اعطاء دفع لـ"حماس" وللحركات الفلسطينية المناوئة للسلطة الفلسطينية، وعدم تقديمها أي مساعدة في مجال تخفيف ذلك، فيما تسعى الولايات المتحدة الى الضغط على اسرائيل من أجل وقف الاستيطان والتوصل الى توافق معقول بين اسرائيل والفلسطينيين الذين يمثلهم محمود عباس في هذه المفاوضات لكن ثمة رغبة في ان تكون "حماس" من ضمن القرار المساعد على ذلك وليس العكس.

 

 ظل لبنان يعيش في ظل وضع شاذ إلى أجل غير معروف

لا قيام لدولة ولا وجود لمؤسسات ولا حتى وطن

اميل خوري/النهار     

يرى مرجع ديني أنه ما دامت أشياء كثيرة في لبنان "تسير بالمقلوب" فلا يمكن أن تقوم دولة، وإذا قامت فلن تكون لها سلطة فاعلة، وعندها يصير البحث عن وطن، لأن لا وطن بلا دولة ولا سلطة... ويضيف أن لبنان الوطن السيد الحر المستقل يتطلب أن تكون فيه دولة مؤسسات وقانون، وسلطة لا سلطة سواها ولا سلاح غير سلاحها، وعندما يفقد الوطن هذه المقومات فإنه يظل مشروع وطن والدولة فيه مشروع دولة أو دولة قيد الدرس.

والطريق الى الدولة هي الطريق الى وطن سيد حرّ مستقل له نظامه الذي يؤمن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. ففي الماضي اختار لبنان النظام الديموقراطي الذي تحكم بموجبه الأكثرية والأقلية تعارض، فيما سواه اختار النظام الشمولي العسكري أو الحزبي أو الديني، واختار لبنان الاقتصاد الحرّ فازدهر، واختار سواه الاقتصاد الموجّه فتراجع، واختار الحرية سبيلاً الى التعبير عن آرائه السياسية والحزبية وعن معتقداته الدينية، فأصبح منارة لها، فيما سواه اختار سياسة القمع والظلم والاستبداد وانتهاك حقوق الانسان فظل دولة متخلّفة.

لقد بات على اللبنانيين أن يتفقوا على أي لبنان يريدون، وأي نظام، وأي دولة، لأن استمرار خلافهم لن يقيم دولة ولن يبني وطناً. هل يريدون لبنان وطناً سيّداً حرّاً مستقلاً لا وصاية لأحد عليه، أم يريدونه وطناً يخضع لوصاية هذا أو ذاك؟ هل يريدونه وطناً يحمي نفسه من الصراعات والنزاعات البعيدة والقريبة ويحيّد نفسه عنها ليضمن العيش الهادئ والكريم لجميع أبنائه، أم يريدونه ساحة مفتوحة لهذه الصراعات وملعباً للمتقاتلين ولعبة يتحمل عنهم الخسائر البشريّة والماديّة؟ هل يريدونه دولة لا دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها، أم يريدونه دولة ضمن دويلات ولكل دولة سلاحها وسلطتها وقوانينها؟ هل يريدون له نظاماً ديموقراطياً تحكم الأكثرية بموجبه والأقلية تعارض وتحاسب، وقد نجح تطبيق هذا النظام في لبنان مدى سنوات، أم يريدون له نظاماً هجيناً لا أكثرية تحكم بموجبه ولا أقلية تعارض وتحاسب بل حكومة تحاسب نفسها بجمع ممثلي الأكثرية والأقلية فيها، ومجلس النواب - وهو المؤسسة التي تمثّل إرادة الشعب - تبقى شبه معطّلة، وبتعطيلها يصبح الشارع هو مكان المواجهة ووسائل الاعلام هي المنابر التي يتبادل من فوقها الوزراء والنواب والسياسيون الاتهامات، وحتى الشتائم؟

يوم كان لبنان يطبّق النظام الديموقراطي تطبيقاً صحيحاً، كانت الأكثرية النيابية تؤلف الحكومة والاقلية تعارض، وكانت الحكومة تتحمل أمام مجلس النواب مسؤولية سياستها الاقتصادية والمالية والانمائية، وتحيل الموازنة على مجلس النواب لمناقشتها وتضطر أحياناً إلى طرح الثقة بنفسها دفاعاً عن أرقامها، ولم تكن الموازنة كما اليوم تناقش في الأندية السياسية أو في الشارع أو على صفحات الجرائد، بل في مجلس النواب، ووسائل الاعلام تنقل الوقائع، وكان الكلام على الفساد والرشوة وإهدار المال العام لا يتحول سوق عكاظ أو فريق زجل يجعل الشعب وهو يسمع الاتهامات المتبادلة يضيع عن الحقيقة ولا يعرف مَن كلامه صح ومَن كلامه خطأ. الواقع، إن مجلس النواب كان المكان الطبيعي والصالح للمناقشة وتفنيد كل تهمة والرد على كل سؤال او استجواب، بل كان النائب لا يلجأ الى وسائل الاعلام لإطلاق الكلام على عواهنه وتوجيه الاتهامات جزافاً، بل كان يعدّ ملفاً موثقاً يثبت فيه بالأدلة والبراهين صحة اتهاماته، فإما يستطيع من تستهدفه هذه الاتهامات نقضها أو لا يستطيع ذلك. فتكون الكلمة الفصل للأكثرية النيابية ثم للشعب يوم الحساب في الانتخابات. وكان النائب يوجه سؤالاً إلى الحكومة في الموضوع الذي يثير الشكوك، فإذا جاءه الجواب مقنعاً كان به، وإلا حوّله استجواباً وطلب طرح الثقة بالوزير أو بالحكومة كلاً .

وتساءل المرجع نفسه أين نحن اليوم من الأمس، فلا أسئلة يوجهها النواب ولا أجوبة من الحكومة إلاّ نادراً، ولا استجوابات تنتهي بطرح الثقة، حتى ولا جلسات مناقشة عامة نصّ عليها النظام الداخلي، وكأن البلاد سائرة شيئاً فشيئاً نحو تعطيل المؤسسات لتبرير إداراتها من الخارج، فلا رئيس جمهورية يُنتخب إلاّ بعد المرور بأزمة مفتوحة على مجهول، لا لشيء سوى أن الأقلية تقاطع جلسات انتخابه لتحول دون اكتمال النصاب المطلوب للانتخاب، وهو ما ينبغي معالجته دستورياً، فلا يبقى انتخاب الرئيس عرضة لشتى التفسيرات والاجتهادات.

وأيضاً لا حكومة يمكن تشكيلها من دون المرور بأزمات، لأنه مطلوب جمع الأكثرية والأقلية فيها، ليس تمثيلاً للاتجاهات السياسية بل تمثيلاً لكل المذاهب وكما يريد كل مذهب، فتصبح الحكومة صورة مصغرة عن مجلس النواب وتنتقل المعارضة من داخل المجلس الى داخل الحكومة فيتعطل عندئذ اتخاذ القرارات إذا ظل التوافق عليها متعذراً، ومجلس النواب لا يجتمع لأن من يحاسب الحكومة هي الحكومة نفسها التي تجمع الأكثرية والأقلية، وهذه المحاسبة تكون إما بالتوصل إلى تسوية للخلاف الحاصل، وإما بتهديد من يتعرض للمحاسبة بالانسحاب من الحكومة لتواجه خطر السقوط ووضع البلاد أمام أزمة وزارية قد تتحول أزمة حكم... ولا أسئلة أو استجوابات توجّه الى الحكومة لأنها توجّه إما من الأقلية النيابية الممثّلة في الحكومة، وإما من الأكثرية الممثّلة فيها، وهذا غير منطقيّ وغير طبيعي.

لذلك ينبغي إخراج لبنان من الوضع الشاذ الذي يعيش فيه، فيختار الزعماء، وبدون تلكؤ اي نظام يريدون، وأي دستور، وأي دولة، وأي وطن، لأنه إذا ظل يعيش في ظل هذا الوضع فلن تكون دولة ولا مؤسّسات، حتى ولا وطن سيّد حرّ مستقل.

 

دور العرب المسيحيين المشارقة فــي تحديث العالم العربي

جريدة الأخبار

بقلم بطرس لبكي

أن نتكلم عن دور رائد للعرب المسيحيين في تحديث العالم العربي المعاصر يمكن أن يبدو مليئاً بالتبجح، حتى لا نقول إنه في غير محله بالنظر إلى الظروف الحالية. وبالواقع، لدينا انطباع أننا في حقبة تشهد انحساراً في حضور العرب المسيحيين وفاعليتهم في بلادهم الأصلية الرئيسية: مصر، السودان، فلسطين، سوريا، الأردن، لبنان والعراق. نحن نشهد انحساراً ديموغرافياً بفعل الهجرة ونسبة التوالد الطبيعي الأقل عموماً من المعدل الوطني، ولكن أيضاً انحساراً سياسياً

بطرس لبكي *

1ـــ ملاحظات تمهيدية

1ـــ1 هناك إحساس بانحسار سياسي للعرب المسيحيين في بلدان عدة بفعل تفتت التحالفات المتعددة الطوائف للوجهاء التي حكمت حتى منتصف القرن العشرين (الوفد في مصر، الكتلة الوطنية وحزب الشعب في سوريا، أحزاب الوجهاء في العراق)، تحت ضربات الحركات الانقلابية العسكرية وغياب العرب المسيحيين عن النخب العسكرية التي أمسكت بزمام الأمور في هذه البلاد. إن الحروب من أجل الآخرين في لبنان وما تبعها كانت كبيرة الأثر ابتداءً من 1975، وخاصة بعد 1990، في إضعاف اللبنانيين المسيحيين سياسياً.

وكان لصعود الأصولية التدريجي بعد هزيمة 1967 أثر غير مؤات لمشاركة المسيحيين في السياسة في أكثر من بلد: مصر (بعد 1970 خاصة)، فلسطين (بعد 1987) والعراق (بعد 2003).

كذلك ثمّة انحسار اقتصادي للعرب المسيحيين حصل في المؤسسات الاقتصادية التي خضعت للتأميم في الخمسينيات والستينيات (مصر وسوريا والعراق) في كثير من الأحيان. وقد تكبدت النخب الاقتصادية المسيحية ارتدادات ذلك (في مصر أولاً). يشذ عن هذه الظاهرة بعض الشيء العرب المسيحيون في الأردن وفلسطين.

من جهة ثانية، يجب القول إن هناك عملية عودة، ولو جزئية، إلى اقتصاد السوق في بعض البلدان (مصر وسوريا خاصة). ويساهم ذلك في بروز بعض رجال الأعمال المسيحيين الجدد الذين ينشطون في قطاعات اقتصادية عدة.

1ـــ2بعد هذه الملاحظات، يبدو لي أنه من الضروري تحديد هذين العرض والتحليل جغرافياً وثقافياً. في البعد الجغرافي، سأبحث، ضمن حدود معرفتي للعرب المسيحيين في مصر والسودان وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق. كما سأغطّي ضمن الممكن دور العرب المسيحيّين في هذه البلاد، الذين اغتربوا إلى بلدان النفط العربية.

على الصعيد الاجتماعي، يعني التحديث الوصول إلى التعليم والصحة والسكن والمداخيل المقبولة بالنسبة لجميع البشر

في البعد الزمني، سأهتم بالتطورات الجارية منذ خمسينيات القرن الماضي.

أما في البعد الثقافي، فسأتكلم عن العرب المسيحيين، بالإضافة إلى مسيحيي الطوائف الأرمنية والسريانية والأشورية ــــ الكلدانية من أهالي الدول العربية السبع المذكورة أعلاه. كما سأسعى إلى التطرق لمسيحيي السودان.

1ـــ3 لا أدعي تغطية الوضع كلّياً. لكني أسعى إلى أن ألفت النظر فقط إلى ما أعتبره الخطوط والاتجاهات الكبرى.

1ــــ4 أريد أيضاً أن أذكر باختصار ماذا يعني بالنسبة لي «التحديث» في العالم العربي، حتى ولو سبب لي ذلك انتقاداً من بعض زملائي المختصين في العلوم الاجتماعية.

على الصعيد السياسي، أفهم «التحديث» في مجتمع ما، كانتماء إلى قيم حقوق الإنسان، بما فيها الحق في الاختلاف، وكانتماء يجب أن يترجم بنشر الديموقراطية انطلاقاً من هذه القيم. على الصعيد الاجتماعي، يعني التحديث الوصول إلى التعليم والصحة والسكن والمداخيل المقبولة بالنسبة لجميع البشر.

على الصعيد الثقافي، إن «تحديث» مجتمع ما في اعتقادي يعني التواصل والتفاعل من جهة مع الثقافة العالمية ومع مختلف الثقافات الوطنية في العالم من جهة ثانية. ويتم هذا التحديث بإنماء إنتاج ثقافي يعبر عن الوضع الحالي في مختلف البلاد العربية وفي العالم العربي عموماً.

على الصعيد الاقتصادي، يعني «تحديث» مجتمع ما، الوصول إلى تقنيات الإنتاج العصرية المستعملة في بلدان الشمال وبإنتاج وتجديد محليين لهذه التقنيات. والشيء ذاته يقال عن البنى الاقتصادية ومستويات الإنتاجية. ويتضمن التحديث الاقتصادي خاصة الوصول إلى القطاعات المحرّكة للاقتصاد المعاصر (معلوماتية ــــ تكنولوجيا حيوية ــــ واقتصاد معرفة عموماً) واكتساب الكفاءات والتجديد في هذه القطاعات.

1ــــ5 تذكير تاريخي مختصر: يبدو لي من المهم التذكير بأن دور العرب المسيحيين في الحقبة المعاصرة ينبثق من تقليد تاريخي. فعلى المستوى السياسي، ومنذ بدايات القرن العشرين، نشط العرب المسيحيون في المقاطعات العربية في الإمبراطورية العثمانية ليتحرروا من وضعهم «كأهل ذمة»، وذلك بالعمل على خلق دول قومية عبر حركات أيديولوجية وسياسية مساواتية (قومية ــــ ليبرالية ــــ اشتراكية). هكذا عملت نخب العرب المسيحيين في سوريا ولبنان وفلسطين ومصر. كما نشطت في البحث عن تعايش في ظل التنوع يساوي بين مختلف المجموعات ويتوازن فيه ميزان القوى (لبنان). كان العرب المسيحيون أيضاً في طليعة أول الثورات الفلاحية الديموقراطية (في جبل لبنان ما بين 1780 و1857). وكذلك في جبل حوران في سوريا.

نما هذا الوضع ما بين الحربين العالميتين وحتى آخر الأربعينيات في القرن العشرين.

وترافق دور العرب المسيحيين السياسي هذا مع دور لهم على المستوى الثقافي (النهضة). وهنا يبرز دور الإرساليات الغربية والمؤسسات الإكليريكية المحلية في المجال التربوي حاسماً.

على المستوى الاجتماعي، كان هناك عرب مسيحيون فاعلون رئيسيون في تشجيع طبقة الفلاحين في لبنان (وقد سبق ذكر ذلك في القرن التاسع عشر)، وفي مصر (جمعية الصعيد المسيحية: ACHE). كما كانوا في أصل الحركات النقابية والعمالية في مصر وفلسطين ولبنان. وعملوا لأجل الحقوق الاجتماعية للعمال. أما في ما يتعلق بموضوع السكن الاجتماعي وانتشار الطب الحديث، فإننا نجد أيضاً دوراً رائداً للمسيحيين: الأرمن في لبنان والمبادرات المسيحية أينما كان (في سوريا، لبنان، مصر وفلسطين).

على المستوى الاقتصادي، كان دور المسيحيين أساسياً في توسع وتطوير قطاعات الاقتصاد الحديثة في مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان. هذا عدا بقية القطاعات مثل الزراعة والبناء والأشغال العامة، والمصارف وشركات التأمين والتجارة الداخلية والخارجية، والسياحة وغيرها من الخدمات ابتداءً من القرن التاسع عشر.

ومع انتهاء هذا التذكير، يمكننا أن ندخل في لب الموضوع: دور العرب المسيحيين المشارقة في تحديث العالم العربي المعاصر (نصف القرن الأخير) الذي نقاربه من نواح عدة.

2ـــ التحديث السياسي في العالم العربي

رغم انحساره، فإن دور المسيحيين السياسي في العالم العربي لا يزال ذات أهمية:

2ــــ1 في مصر مثلاً يمكن الإشارة إلى هذا الدور من جوانب ثلاثة:

أ ــــ العمل الذي تقوده الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خاصة بقيادة البطريرك شنوده ليؤمن لمسيحيي مصر الوصول الفعلي إلى المواطنية وإلى حرية العبادة وبناء الكنائس.

ب ـــ النضال الذي قاده مثقفون من أصول مسيحية في إطار اليسار المصري مثل ميلاد حنا وميشال كامل وغيرهما، لأجل العدالة الاجتماعية والمساواة في كل المجتمع.

ج ــــ وأخيراً مساهمة مثقفين ورجال سياسة ليبراليين في تحديث الفكر السياسي المصري، مثل لويس عوض وبطرس بطرس غالي، مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية في صحيفة الأهرام والوزير والمؤثر الأساسي في اتفاقات كامب ديفيد والأمين العام لهيئة الأمم المتحدة وللفرنكوفونية في ما بعد.

2ــــ2 في فلسطين لا نستطيع إلا أن نذكّر بالدور الرائد لقيادات مسيحية مثل جورج حبش ونايف حواتمة وكمال ناصر وناجي علوش ومنير شفيق عسل وأوجين مخلوف وبشارة خضر وغيرهم في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. أما بالنسبة للفلسطينيين الذين لم يغادروا الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948، فلا نستطيع إلا أن نعيد إلى الأذهان الدور القيادي لإميل حبيبي وتوفيق طوبيا وعزمي بشارة وغيرهم. نذكر أيضاً دور بطريرك اللاتين ميشال الصبّاح في الدفاع عن وجود الفلسطينيين المسيحيين ودورهم في الأراضي المحتلة. ويجب أيضاً التأكيد على دور بعض القادة المسيحيين في الضفة الغربية والأردن، مثل حنا ناصر وأنطون عطا الله والياس فريج وبرنار سابيلا.

2ــــ3 في العراق، لعب المسيحيون دوراً هاماً في الحزب الشيوعي العراقي وفي حزب البعث (طارق عزيز)، وكان الحزبان عصريين ويعملان على التحديث، والشيء ذاته يقال عن الأحزاب الأشورية التي لعبت وتلعب دوراً لا يستهان به للدفاع عن الحقوق الديموقراطية للأشوريين والكلدان.

2ــــ4 في الأردن أيضاً، لعب المسيحيّون دوراً هاماً في تحديث السلطة الأردنية (الوزراء د. كمال أبو جابر ومروان المعشر وغيرهما). كما لعبوا أيضاً دوراً لا يستهان به في الأحزاب اليسارية والقومية (د. كمال الشاعر في حزب البعث ونايف حواتمة الذي سبق ذكره والسلفيتي في الحزب الشيوعي).

2ــــ5 في السودان، لعب ويلعب المسيحيون دوراً متقدماً في كفاح جنوب السودان لأجل المساواة والتنمية (جون غارانغ وغيره).

2ــــ6 أما في لبنان، فلا بد من ذكر الدور القيادي للمسيحيين في الأحزاب الحديثة (الشيوعيون، القوميون الاجتماعيون، الكتائب والحزب الديموقراطي، الوطنيون الأحرار والكتلة الوطنية). لكن الدور الأهم في العشرين سنة الماضية، كان ما قامت به الكنيسة المارونية منذ 1990 بقيادة البطريرك صفير لتحرير لبنان من الوصاية السورية واحترام حقوق الإنسان والكفاح ضد تهميش المسيحيين، والدفاع عن حقوق الفقراء والمضطهدين من كل الطوائف في لبنان...

ومن الواجب الإشارة هنا إلى نضال الزعماء السياسيين المسيحيين، كالعماد ميشال عون وتياره خاصة وغيره من القوى السياسية، ضد الوصاية السورية والاعتداء على حقوق الإنسان، وذلك في سبيل استقلال لبنان السياسي وضد الأزمات الاقتصادية المفتعلة، وخاصة في سبيل العيش المشترك لمختلف الطوائف اللبنانية من مسيحية وإسلامية. وقد لعبت القوات اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار والكتائب دوراً مشابهاً، ولو على نطاق أصغر.

وتحرك البطريرك صفير والعماد عون وغيرهما من القوى السياسية المسيحية كان في أساس خروج القوات السورية من لبنان سنة 2005، بالإضافة إلى العوامل الدولية الأخرى المعروفة.

ونتساءل هنا: لماذا كان لبنان البلد العربي الوحيد حيث استطاعت قوى مسلحة (غير قوى الدولة) تحرير أرض عربية من الاحتلال الإسرائيلي. برأيي، ومهما بدا ذلك مفارقاً (paradoxal)، في أساس ذلك دور مسيحيي لبناني. وبالواقع، فإن أول حركات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي سنة 1982، كانت كناية عن مبادرات للحزب القومي الاجتماعي وللحزب الشيوعي، وهما حزبان علمانيان ظلت قيادتهما طويلاً في أيد مسيحية. ونجد أعضاء مسيحيين من هذين الحزبين ضمن أولى العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي (سهى بشاره، بيار أبو جوده، الخ...). كما أن الوجود المسيحي الوازن في لبنان جعل من هذا البلد الديموقراطية الأولى في العالم العربي رغم كل شيء. وهذا الجو الديموقراطي نسبياً، بالإضافة إلى عوامل أخرى، هو الذي سمح لحركات مقاومة الاحتلال والوصاية بالنمو والتوسع في لبنان، خلافاً للبلدان العربية الأخرى، مهما قيل.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن نشر الديموقراطية حالياً حسب المفهوم الأميركي في أنظمة قمعية (العراق ــــ مصر ــــ الأردن ــــ فلسطين) يترجم بصعود أصولية عدائية وتسارع تهميش المسيحيين في هذه البلاد.

3ـــ التحديث في المجتمع العربي

هنا أيضاً أسهم عرب مسيحيون مشارقة في تحديث المجتمع بأساليب متعددة.

3ــــ1 بالنسبة لمصر، أعيد التذكير بـ«جمعية الصعيد المسيحية» التي تأسست منذ ما يقرب من القرن بواسطة الكاهن اليسوعي الأب عيروت بهدف نشر التعليم الأساسي في صعيد مصر. وتبقى هذه الجمعية رائدة في هذا المجال. كذلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس الإنجيلية تدير شبكة كبيرة من الخدمات الاجتماعية والعلاجية الحديثة.

3ــــ2 في لبنان: يبقى المطران غريغوار حداد الوجه الطليعي في هذا المجال، وهو مؤسس «الحركة الاجتماعية» ولولبها منذ خمسين عاماً تقريباً. كان ملهمه بالأساس الكاهن الفرنسي المعروف بـ«الأب بيار» «رسول الفقراء». وقد أسس المطران حداد و«حركته الاجتماعية» شبكة من المراكز الصحية ــــ الاجتماعية في كل لبنان وعدد كبير من النشاطات الأخرى في شتى المجالات. إن هذه الحركة الاجتماعية ومؤسسها كانا من ملهمي الحسّ بالمسؤولية الاجتماعية العابرة للطوائف في لبنان.

يجب أيضاً الإشارة إلى دور سينودس الكنيسة الكاثوليكية من أجل لبنان في النصف الأول من التسعينيات والسينودس الماروني في مطلع الألفين في وعي المسيحيين اللبنانيين لمسؤولياتهم وفي إنشاء مؤسسات للتضامن الاجتماعي في كنائس لبنان الكاثوليكية منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين (تعاونيات، ضمان مشترك، تنمية شبكة مؤسسة كاريتاس لبنان والمساكن الشعبية). ولا بدّ من أن نشير إلى حركة مثل الشبيبة العاملة المسيحية وإلى دور النقابيين المسيحيين في تأسيس العمل النقابي في لبنان وقيادته.

وأخيراً فإن جمعية كهنة «البرادو» "Le Prado" المؤلفة من كهنة يعملون في الأوساط الفقيرة و/أو الإسلامية تقوم منذ أكثر من أربعين عاماً بدور فعال وبعيد عن الأنظار في عمل الكنيسة لخدمة الفقراء.

والشبيبة العاملة المسيحية وكاريتاس و«البرادو» وغيرهم يعملون أيضاً بنشاط في مصر والأردن وفلسطين.

4ــــ تحديث الثقافة العربية

وهنا أيضاً، سأعطي أمثلة مأخوذة من قطاعات مختلفة.

في حقل الطباعة والنشر، يبقى لبنان ناشر ومطبعة العالم العربي الأول. ويلعب المسيحيون في هذين القطاعين دوراً طليعياً (دار النهار ــــ دار رياض ــــ نجيب الريس، دار الساقي، دار المشرق، على سبيل المثال لا الحصر). لا أعرف الوضع جيداً في باقي البلاد العربية، باستثناء دور دار الهلال ودار الأهرام في مصر وقد أسسها على التوالي جرجي زيدان وآل تقلا وهم لبنانيون مسيحيون هاجروا إلى مصر وقد تم تأميمهما في الستينيات.

نجد في الصحافة دوراً رائداً لمسيحيي لبنان كصحافيين وأصحاب مؤسسات صحافية. والصحافيون المسيحيون اللبنانيون يشاركون في نشاط قسم كبير من الصحافة العربية في لندن وباريس والخليج. ومعرفتي بباقي البلدان العربية على هذا الصعيد ضئيلة. ومن المؤكد أن انتشار الرساميل العربية النفطية في هذا القطاع وتأسيس صحف تمولها وتديرها هذه الرساميل قد أضعفا هذا الدور بعض الشيء.

بالنسبة إلى الوسائل السمعية ــــ البصرية، فقد أنشأ مسيحيون لبنانيون أولى إذاعات ومحطات تلفزة خاصة في العالم العربي: إذاعة صوت لبنان والمؤسسة اللبنانية للإرسال LBC، في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. تبعهم في ذلك عراقيون، كما أشاد وأدار لبنانيون مسيحيون محطات تلفزة في أكثر من بلد عربي (العراق: بولس تابت، في ليبيا والعراق: بيار الضاهر). كذلك الأمر بالنسبة لتلفزيونات السعودية وغيرها في الخليج.)لا بد من أن نذكر أيضاً دور المدارس والجامعات المسيحية (جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في لبنان، الحكمة في بغداد حتى عام 1967 والجامعة الأميركية والجامعة الأميركية اللبنانية في بيروت أيضاً) في مسيرة المسيحيين الثقافية. هذه المؤسسات كانت ولا تزال حجر أساس لهذا الدور الرائد.

بالنسبة للفنون الغنائية، أذكر دور المطربين اللبنانيين المسيحيين في كل العالم العربي (صباح ــــ فيروز ــــ ماجدة الرومي ــــ جوليا بطرس ــــ نانسي عجرم ــــ وديع الصافي ــــ فيلمون وهبه ــــ زكي ناصيف ــــ جورج وسوف وغيرهم). والشيء ذاته إنما على نطاق أوسع يقال عن الموسيقى والمسرح الغنائيين مع العائلة الرحبانية وتوفيق سكر وغيرهم. كذلك لا بد من الإشارة إلى الدور الاستثنائي الذي لعبه منير بشير وابنه عمر العراقيان اللذان جددا استعمال آلة العود في العالم العربي واستعادا تقاليد العصور العربية الأولى، كحالة ينبغي التوقف عندها.

المطران غريغوار حداد (أرشيف)وفي مجال المسرح، نذكر دور المخرجين اللبنانيين المسيحيين: منير أبو دبس، أنطوان ملتقى وزوجته لطيفة، شكيب خوري، ريمون جباره، جلال خوري، روجيه عساف، رئيف كرم وغيرهم. لقد أعادوا بعث المسرح العربي الحديث منذ منتصف الخمسينيات وما زالوا يقومون بذلك.

بالنسبة للفن السابع، لا يمكن إلا أن نذكر دور المخرج المصري (من أصل لبناني مسيحي) يوسف شاهين والممثل عمر الشريف (ميشال شلهوب) ومجموعة من المخرجين اللبنانيين الشباب (مارون بغدادي، فيليب عرقتنجي، نادين لبكي) والفلسطيني (إيلي خليفة) وغيرهم.

لعب مسيحيون لبنانيون دوراً رئيسياً في التعريف بالرسم والنحت في المشرق العربي (الحويك، غصوب، غيراغوسيان، داود قرم، قيصر الجميل وغيرهم) وما زال حضورهم أساسياً وخلاقاً حتى الآن.

أما في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفة، فلا بد من الإشارة إلى دور المثقفين المسيحيين المصريين (لويس عوض، أنور عبد الملك، سمير أمين) والسوريين (الياس مرقص، ميشال كيلو وأنطوان مقدسي وغيرهم) واللبنانيين (كمال صليبي وناصيف نصار وغيرهما).

ولا تزال هناك أمور كثيرة جديرة بأن تذكر في هذا المجال عن الدور الثقافي الرائد للعرب المسيحيين، وخاصة الدور المحرك للمؤسسات الثقافية المنبثقة عن الكنائس المسيحية (مدارس، جامعات، مطابع، منشورات، مسارح وغيرها...)

5ـــ تحديث الاقتصادات العربية

وفي هذا المجال، بعدما عرف دور المسيحيين انحساراً بعد تأميمات 1956 و1960 (في مصر وسوريا) عاد وانطلق من جديد في هذين البلدين. ويعود السبب إلى اعتماد تدريجي لاقتصاد السوق. وهذا الانتقال سهّل نشاط رجال الأعمال العرب المسيحيين المشارقة (لبنانيون ومصريون خاصة) في سوريا ومصر والجزائر والسودان الذين ينتقلون هم أيضاً تدريجياً إلى اقتصاد السوق.

كذلك، فإنّ ارتفاع أسعار النفط المتكرر في السنوات 1973، 1974، 1978 و1979 ومنذ سنة 2000 أسهم في نشاط المسيحيين المشارقة الاقتصادي وفي البلدان العربية النفطية.

هنا يمكننا استعراض الوضع في أهم القطاعات الاقتصادية: في الصناعة كان دور المسيحيين واضحاً جداً، إذ إنّ أهم مجموعتين صناعيّتين في لبنان وهما مجموعة ضومط ومجموعة انديفكو (افرام) هي مجموعات مسيحية، إضافة إلى مجموعات أخرى رائدة نشطة.

إن سيرورة تحوّل الاقتصاد في سوريا ومصر إلى اقتصاد السوق سمح ببروز صناعيين مسيحيين مجدداً.

في مجال البناء والأشغال العامة، يجب الإشارة خاصة إلى شركة CCC (سعيد خوري وحسيب الصباغ) وهي مجموعة رجال أعمال فلسطينيين وإلى مجموعة «الكات» و«المباني» اللبنانيتين. والمجموعات الثلاث تنشط خاصة في البلدان العربية النفطية.

في مجال الزراعة الحديثة، لا يمكن إلا أن نشير إلى الدور الريادي للمقاولين الزراعيين المسيحيين في الجزيرة السورية (معمر باشي) منذ الخمسينيات، وغيرهم.

والوضع في لبنان مشابه لبعض هذه النشاطات الزراعية والزراعات الغذائية وتربية المواشي، وهي نشاطات حديثة يقوم بها رجال أعمال من زحلة: كزراعة التفاح والكرمة وصناعة النبيذ. إنتاج البيض والفروج (مجموعتا هوا وتنمية) وفي زراعات جديدة مثل الكستناء والأفوكادو وغيرهما من الثمار الاستوائية.

في المجال السياحي، يبقى الدور المسيحي اللبناني رائداً في سياحة الشواطئ البحرية والتزلج والمطاعم والفنادق، رغم تدفق رساميل النفط على القطاع الفندقي.

وفي سوريا وفلسطين، ينشط المسيحيون في قطاعي الفنادق والمطاعم (شمال غرب سوريا وبعض مناطق الأراضي المقدسة في فلسطين).

في القطاع المصرفي: لعبت المصارف اللبنانية (المسيحية في غالبيتها حتى أواخر الثمانينيات) دوراً رائداً في الشرق العربي منذ الخمسينيات. كما يلعب البنك الأهلي الأردني لآل العشّر دوراً رائداً في الأردن وفي دول أخرى. ما لبثت أن لحقت بهم وتخطتهم مصارف الخليج ابتداءً من 1975 بفعل الحرب اللبنانية وارتفاع أسعار النفط الدائم. ويكفي أن نذكّر بدور «إنترا بنك»، المصرف اللبناني الذي أسسه الفلسطيني اللبناني المسيحي يوسف بيدس، ودوره في لبنان والشرق العربي وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وفي كل مراكز الانتشار اللبناني المهمة في العالم، كمصرف إيداع وأعمال واستثمار. وهناك مصارف لبنانية أخرى أسسها لبنانيون مسيحيون (البنك اللبناني للتجارة وبنك عودة مثلاً) أسست فروعاً لها في بلدان الخليج في الستينيات والسبعينيات. وثمة مصارف لبنانية عدة يملكها ويديرها لبنانيون مسيحيون أخذت تؤسس هي أيضاً فروعاً لها في السنوات الأخيرة في سوريا (BEMO البنك الأوروبي للشرق الأوسط وبنك الشركة العامة وبنك بيبلوس وبنك عودة) بفعل انتقال هذه البلدان التدريجي إلى اقتصاد السوق.

وأدى تدفق رؤوس الأموال النفطية الخليجية في العقدين الأخيرين على القطاع المصرفي اللبناني إلى بيع مصارف لبنانية مسيحية عدة (البنك اللبناني للتجارة ــــ الاعتماد اللبناني ــــ بنك المتوسط ــــ البنك المتحد للأعمال) أو إلى مساهمة كبيرة في بعض المصارف (بنك عوده وغيره).

ويجب أن نذكر، في قطاع النقل، الدور الريادي للمجموعة السورية اللبنانية رودولف سعاده وأولاده (CMA – CGM) في مجال النقل البحري في سوريا ولبنان وفرنسا. أما في مجال النقل الجوي، فيجب الإشارة إلى أنه منذ الخمسينيات في لبنان، تأسّست شركات جوية لبنانية مثل «الخطوط الجوية اللبنانية» و«الخطوط الجوية الدولية اللبنانية» و«الخطوط الجوية عبر المتوسط» من رجال أعمال لبنانيين مسيحيين. وقد اندمجت الشركتان الأولى والثانية مع شركة طيران الشرق الأوسط تحت اسم «طيران الشرق الأوسط ــــ الخطوط الجوية اللبنانية».

في مجال التجارة الخارجية والداخلية، كان للمسيحيين في العالم العربي تقليد قديم موروث في قسم منه من الامتيازات والحمايات والعلاقات التاريخية مع أوروبا. وقد أخذت التأميمات في سوريا ومصر تقضم هذه الامتيازات في كل مكان تقريباً، باستثناء لبنان.

وفي مجالات الاستشارات الهندسية، لا يمكن إلا أن نلفت الانتباه إلى دور «دار الهندسة الشاعر ومشاركيه» كأول مجموعة عربية في هذا الحقل وخامس مجموعة في العالم. وقد أسسها د. كمال الشاعر، المهندس الذائع الصيت والأستاذ الجامعي ورجل الأعمال والسياسي الأردني المسيحي.

تحرك البطريرك صفير والعماد عون وغيرهما من القوى السياسية المسيحية كان في أساس خروج القوات السورية من لبنان سنة 2005

في عالم الاتصالات، تحتل مجموعة «ساويريس» المصرية القبطية في مصر وفي بعض البلاد العربية الأخرى (الجزائر، سوريا لبعض الوقت)، وغيرها المركز الأول في عالم الاتصالات هذا.

وفي عالم المعلوماتية أخيراً، من الضروري التأكيد في لبنان والشرق العربي على الدور الريادي لمجموعات مثل «استشارات» (فضول) و«شماس» و«عودة» والكثير غيرها وذلك منذ نهاية الستينيات.

6ــــ بعض الاستنتاجات الختامية

إن هذه القراءة السريعة لما أعرفه حالياً عن دور المسيحيين في تحديث العالم العربي تبرز لي ظاهرتين:

الظاهرة الأولى: الانحسار النسبي العائد إلى الديموغرافيا (نسبة نمو أقل من المعدلات الوطنية، وهجرة متزايدة) وإلى تصاعد الأصولية. وكذلك بسبب اللحاق بالتقدم الثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي للأقليات المسيحية من نُخَب الأكثرية بفعل النمو التربوي والفائض النفطي وبسبب إدارة الدولة للاقتصاد لفترات طويلة بواسطة نُخَب بيروقراطية أو عسكرية تحولت في ما بعد إلى عالم الأعمال.

الظاهرة الثانية: المثابرة والنمو في دور رائد في بعض البلدان في مجالات معينة.

ــــ في لبنان ومصر في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

ــــ في سوريا في المجالات السياسية والاقتصادية.

ــــ في الأردن في المجال الاقتصادي والثقافي.

ــــ في السودان في المجال السياسي.

وأخيراً يمكننا القول إن المسيحيين في العالم العربي يواجهون أساساً تحديات ديموغرافية وسياسية مصيرية. والطريقة التي سيتعاملون بها مع هذه التحديات هي التي تحكم مصير دورهم الرائد.

* اقتصادي لبناني

عدد الخميس ٢٧ أيار ٢٠١٠