المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 07 /2010

إنجيل القدّيس متّى 12/1-14

وفي تلك الأيام مر يسوع في السبت وسط الحقول، فجاع تلاميذه. فأخذوا يقطفون السنبل ويأكلون. فلما رآهم الفريسيون قالوا لـيسوع: أنظر! تلاميذك يعملون ما لا يحل في السبت.

فأجابهم يسوع أما قرأتم ما عمل داود عندما جاع هو ورجاله؟ كيف دخل بيت الله، وكيف أكلوا خبز القربان، وأكله لا يحل لهم، بل للكهنة وحدهم؟ أوما قرأتم في شريعة موسى أن الكهنة في السبت ينتهكون حرمة السبت في الهيكل ولا لوم عليهم؟ أقول لكم: هنا من هو أعظم من الهيكل. ولو فهمتم معنى هذه الآية: أريد رحمة لا ذبـيحة، لما حكمتم على من لا لوم عليه.

فابن الإنسان هو سيد السبت وذهب من هناك إلى مجمعهم، فوجد رجلا يده يابسة. فسألوه ليتهموه: أيحل الشفاء في السبت؟ فأجابهم يسوع: من منكم له خروف واحد ووقع في حفرة يوم السبت، لا يمسكه ويخرجه؟ والإنسان كم هو أفضل من الخروف؟ لذلك يحل عمل الخير في السبت. وقال يسوع للرجل: مد يدك! فمدها، فعادت صحيحة مثل اليد الأخرى.

فخرج الفريسيون وتشاوروا ليقتلوا يسوع فلما علم يسوع انصرف من هناك. وتبعه جمهور كبـير، فشفى جميع مرضاهم وأمرهم أن لا يخبروا أحدا عنه، ليتم ما قال النبـي إشعيا:

مت-12-18: ((ها هو فتاي الذي اخترته، حبـيبـي الذي به رضيت. سأفيض روحي عليه، فيعلن للشعوب إرادتي. لا يخاصم ولا يصيح، وفي الشوارع لا يسمع أحد صوته. قصبة مرضوضة لا يكسر، وشعلة ذابلة لا يطفئ. يثابر حتى تنتصر إرادتي، وعلى اسمه رجاء الشعوب.

 

ابواب القصر تفتح الثلثاء لثالث صيغة حوارية والقوى المعنية حددت ثوابتها سليمان والحريري يسعيان لتحرير الوديعتين الكويتية والسعودية لتوظيفهما شوائب في "بعض" التعيينات وعتب سوري على توقيت اعلان الحوار وغياب التواصل

المركزية- يفتح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ابواب القصر الرئاسي الثلثاء المقبل امام المشاركين في هيئة الحوار الوطني بحلتها الجديدة شكلا والقديمة مضمونا ومعها الابواب على مرحلة جديدة من التعاطي السياسي تدخلها البلاد على وقع استحقاقات كبيرة مرتقبة على المستويين الداخلي والاقليمي. وفيما تشخص الانظار نحو الجلسة الاولى للصيغة الثالثة من الحوارمطلع الاسبوع المقبل يختتم الاسبوع الجاري بإطلالتين رئاسيتين لبنانيتين على العالم العربي وتحديدا الخليجي يؤمل ان تكون لهما انعكاسات جد ايجابية على المستوى الداخلي السياسي منه والاقتصادي .فرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يطل من المملكة العربية السعودية التي غادر اليها بعد ظهر اليوم على رأس وفد وزاري لاجراء محادثات مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، اما رئيس الحكومة سعد الحريري فاطلالته من الكويت التي تستقبله اليوم لاجراء محادثات رسمية ترمي إلى تأمين الدعم المطلوب لاطلاق عجلة العمل الاقتصادي في حكومته.

تحرير الوديعتين: وفي هذا المجال، تقاطعت المعلومات المتوافرة عن اهداف الزيارتين عند نقطة تحرير الوديعتين السعودية والكويتية في مصرف لبنان بحيث يمكن توظيفهما في مجالات مالية واقتصادية يمكن معها الافادة منهما الى الحدود القصوى ولا سيما في الورشة الاقتصادية التي تزمع الحكومة اطلاقها قريبا بهدف كسر الجمود وتسيير شؤون المواطنين تنفيذا للبيان الوزاري. واوضحت المعلومات ان حركة اتصالات كثيفة كانت سبقت الزيارتين تبين في ضوئها ان الاجواء ايجابية ومؤاتية لتلبية الطلب اللبناني.

كلمة سليمان: اما حوار الثلثاء فمن المتوقع بحسب المعلومات المتوافرة ان يفتتحه الرئيس سليمان بكلمة وصفت بالمهمة لجهة التأكيد على منطلقات طاولة الحوار وثوابتها بحيث تأتي مثابة رد على كل التساؤلات وتوضيح لكل الملابسات التي شابت مرحلة الدعوة الى الحوار ومعايير اختيار المشاركين .

وقبيل التئام شمل المتحاورين القدامى والجدد، ذكرت معلومات صحافية ان قيادات 14 آذار اي رئيس الحكومة سعد الحريري، الرئيس امين الجميل، الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، ومنسق الامانة العامة فارس سعيد، سيجتمعون بعد غد الاثنين، هذا اذا لم تكن قد اجتمعت امس قبل سفر الحريري الى الكويت وفق ما تردد، بهدف تحديد الموقف وتنسيق الرؤية داخل هيئة الحوار الوطني .

ثوابت الغالبية: في هذا الوقت، اكدت اوساط الغالبية لـ"المركزية" ان ممثليها في الحوار توافقوا على جملة ثوابت سيؤكدون عليها في جلسة الثلثاء في مقدمها تحديد فترة زمنية للحوار بحيث لا يكون مفتوحا الى ما لا نهاية الامر الذي يخشى معه ان تتحول الطاولة الى مؤسسة دستورية تحل محل مؤسستي مجلسي الوزراء والنواب، تحديد مواضيع البحث ووجوب حصرها بالامور الوطنية اي الاستراتيجية الدفاعية وفق القوانين وعبر المؤسسات، لقطع الطريق على محاولات يخشى ان تبذلها الاقلية لتشتيت التركيز عن موضوع البحث الاساسي، اي الاستراتيجية الدفاعية، والالتفاف عليه من زاوية التلطي وراء الظروف الاقليمية والتهديدات الاسرائيلية للبنان.

وتوازيا حدد جعجع اليوم جملة مواقف من الحوار ومتفرعاته كما من الانتخابات البلدية، حيث اكد أننا "ذاهبون الى طاولة الحوار لنحاور وليس لنواجه بالبند المتبقي وهو الاستراتيجية الدفاعية ولن نقبل ببحث موضوع آخر فهناك مجلس وزراء الجميع ممثلون داخله ومجلس نيابي قائم نفتخر به"، مشدداً على ان المهم هو اجراء الانتخابات في مواعيدها لأهمية البلديات محلياً واحتراماً للمواعيد الدستورية وبالتالي للنظام اللبناني" .

طرح بري: في المقابل، رأت مصادر في الاقلية صوابية في محاولة تحويل مؤتمر الحوار الى مؤسسة وطنية بعدما ثبت اخفاق المؤسسات القائمة ان مجلس الوزراء او البرلمان في تامين التوافق المنشود حول المواضيع الوطنية الخلافية.

ولفتت الى ان رئيس المجلس نبيه بري عازم على طرح قضايا يتمسك بها على طاولة الحوار ابرزها تشكيل هيئة لالغاء الطائفية السياسية .

عتب سوري: وفي سياق متصل، نقل زوار دمشق اجواء تعكس انزعاجا سوريا من التوقيت اللبناني في الاعلان عن تشكيل طاولة الحوار واشارت الى ان المسؤولين السوريين رسموا علامات استفهام كثيرة حول الهدف من اعادة اطلاق الحوار في هذا الوقت بالذات فيما الوضع الاقليمي في مرحلة من الغليان يتوجب معها الانصراف الى البحث في كيفية التعاطي ومجابهة التحديات. ولاحظ هؤلاء عتبا سوريا على اداء بعض المسؤولين في الدولة نتيجة عدم التشاور والتواصل المطلوب بالحاح في الظروف الراهنة. واكدوا ان القيادة السورية منشغلة اليوم بالتطورات الاقليمية بدءا بأوضاع العراق مرورا بالملف الفلسطيني وصولا الى التهديدات الاسرائيلية للمنطقة غير ان ذلك لا يثنيها عن الاهتمام بالملف اللبناني من زاوية تصويب العلاقات، وهي في هذا المجال تنتظر بعض الخطوات من الحكومة اللبنانية نحوها بهدف اطلاق ورشة الملفات العالقة بين البلدين.

واوضح الزوار ان الانفتاح اللبناني الاخير على دمشق لم يلق الترجمة العملية لما تم الاتفاق عليه في زيارة الرئيس الحريري اليها خصوصا من زاوية تحديد جدول اعمال لمناقشته مع المسؤولين السوريين في القضايا المشتركة.

"الانتخابات" في المجلس: على خط اخر ،خطا مشروع القانون المتعلق بالانتخابات البلدية والاختيارية ثاني خطواته في الاتجاه الدستوري حيث تسلمته اليوم الامانة العامة لمجلس النواب واحاله الرئيس نبيه بري فورا الى اللجان النيابية المختصة لدرسه واقراره.

شوائب التعيينات: في سياق آخر، وفي وقت فتحت دفعة التعيينات الاخيرة كوة في جدار الجمود المزمن تدفع في اتجاه وضع آلية لسائر التعيينات التي لا تزال عالقة على حبال التجاذبات السياسية واصدارها على دفعات بعد تأمين الوفاق المطلوب كشفت معلومات لـ"المركزية" عن توجه لبت مصير المديرين العامين الموضوعين بالتصرف منذ سنوات والافادة من خبراتهم من خلال اعادتهم الى ملاكات الدولة.

وكشفت مصادر سياسية متابعة عن انتقادات توجه الى بعض "التعيينات" بلغت مسامع المعنيين وتحديدا على شخصية معينة محسوبة على الاقلية في احد اجهزة الرقابة، كان تعيينها يقف حتى الامس القريب حجر عثرة في درب التعيينات بعدما تبين ان هذه الشخصية سبق واحيلت الى التفتيش لسلوكها المشكوك به ورفضت الحكومة في السابق تعيينها في مركز رقابي.

واستغربت اوساط في الغالبية تمسك جهات نافذة وفاعلة بتعيين شخصية من هذا الطراز في مركز حساس رافضة تسمية اخرى تختارها من قبلها واعتبارها ذلك استهدافا مباشرا لها، مشيرة الى ان هذا التمسك حمل الرئيسين سليمان والحريري على القبول بهذا التعيين على مضض انقاذا للتعيينات وللوضع الحكومي.

الموازنة: وعلى جبهة الموازنة، برز اعتراض من الاقلية على رفع الضريبة على القيمة المضافة الى 12 في المئة ومطالبة بتنفيذ مشاريع انمائية ربطها الحريري بتامين المداخيل لها وهو ما عرضه اخيرا مع النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين خليل حيث اكد ان لا مشاريع من دون تأمين الموارد. وفيما يصر الحريري على اطلاق الورشة الاقتصادية متمسكا من جانب اخر بتوفير الاموال اللازمة، ابدت بعض القوى السياسية خشيتها من تمرير بعض الصفقات من تحت الطاولة واجراء مقايضات على المشاريع بين الاطراف السياسية لتسيير عجلة الحكم.

 

حزب الله»: لا نناقش سلاح المقاومة بل سُبل حماية لبنان وتحصينه

الديار/شدد «حزب الله» على ان سلاح المقاومة ليس للنقاش على طاولة الحوار، وانما كيفية تعميم وتثبيت ركائز استراتيجيتها وبناء قدراتها لجعل لبنان محميا. فقد اكد نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في حفل التكريم الذي اقامته جمعية التعليم الديني لثلة من العاملين «نحن لا نأمل ان تُنتج التسوية الجديدة اي حل، وسيبقى الامر منوطاً بالشعب الفلسطيني الأبي وبشعوب المنطقة المجاهدة، من اجل استعادة الارض والكرامة والحرية. اسرائيل لم ترتدع يوما الا بالمقاومة، وقد اثبتت التجربة هذا المعنى، ولذلك مهما علا الصراخ في العالم ومهما حاولوا اتهامنا، سنبقى رافعين لراية المقاومة لإسقاط كل ما تريده اسرائيل ضدنا، ولتحرير كل شبر من ارضنا، ولن نهاب لا بتهديد ولا بتسليح. واضاف: رأيتم مشهد اللقاء الثلاثي في سوريا كيف سرى في العالم، وكأنه امر عظيم لم يتوقع احد ان يحصل، وكما قال بعضهم في مجال التعليق ان هذا اللقاء هو اللقاء النووي الاول، فاذا كان لقاء بين قادة يُحدث هذا التأثير، فمابالكم بما خلف اللقاء وبعد اللقاء.

بدوره، اكد النائب نواف الموسوي، اثر استقباله سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران ان حزب الله متيقظ للتهديدات الاسرائيلية وليس قلقاً منها. وان على المجتمع الدولي ممارسة الضغوط على الاسرائيليين للحؤول دون حصول تصعيد في المنطقة.

من جانبه أكد النائب حسن فضل الله «اننا نريد انجاح تجربة الحكومة من خلال التعاون والتفاهم بعيدا عن اي تشنجات او اقامة متاريس داخلها. اضاف: «بعدما اقرت الحكومة قانون الانتخابات البلدية بما فيه من اصلاحات، فاننا سندعو في المجلس النيابي الى التسريع في مناقشة القانون الجديد لكي ينجز في الوقت المحدد بما يتيح اجراء الانتخابات في موعدها. ورأى «ان المعادلة الجديدة في لبنان والمنطقة صعبت خيارات الحرب الاسرائيلية» مشيرا الى «اننا لا نناقش على طاولة الحوار سلاح المقاومة ووضعها، بل السبل الكفيلة بحماية لبنان». وتحدث النائب كامل الرفاعي عن التدخل الاميركي في شأن الاتصال، مشيرا الى انه يعني التسلل الى شبكتي الخليوي لمزيد من التجسس على المواطن اللبناني، فيما هي شريكة مع العدو الصهيوني في جميع اعتداءاتها على لبنان والوطن العربي». وقال في احتفال لنقابات عمال «حزب الله» في بعلبك «ان تدخلهم ومحاولتهم الحصول على اماكن اجهزة البث على كامل الاراضي اللبنانية جريمة في حق الوطن والمواطن، ونوع من انواع التجسس لخدمة الاهداف الصهيونية».

ورأى مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، خلال الأمسية القرآنية التي أقامتها جمعية القرآن الكريم في بلدة المجادل شارك فيها قراء من مصر وسوريا «ان ما يبحث على طاولة الحوار ليس سلاح «حزب الله» وانما كيفية تعميم وتثبيت ركائز استراتيجية المقاومة». واكد «ان المقاومة هي عنوان القوة والمنعة والعنفوان للوطن، والطريق الوحيد والمضمون لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والدفاع عن لبنان، مشددا على «اننا نؤمن بالمعادلة التي تخشاها اسرائيل وليس بالمعادلات الديبلوماسية السياسية الخداعة».

واكد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، اثر استقباله راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران سمعان عطاالله على رأس وفد من رجال الدين في الرعية، الحرص على الوحدة، «اي حوار يوحد ولا يفرق»، مشدداً على ان اي اعتداء سيوحد اللبنانيين، من جهته، قال عطاالله: «في استطاعتنا بناء صداقات مبنية على السلام والمحبة بين ابناء المنطقة».

 

الشيخ قاووق: استراتيجية المقاومة يجب أن تعمم على كل شعوب المنطقة

نهارنت/أكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "المقاومة أصبحت اليوم أقوى سياسيا وشعبيا من أي وقت مضى"، مشيرا الى انها استطاعت بمعادلتها واستراتيجيتها في الدفاع والتحرير أن توقف سيل التهديدات الإسرائيلية على لبنان وأن تستكمل تعزيز قدراتها وقوتها رغم كل الضغوط الدولية". ورأى قاووق أن "كل القمم العربية لا تردع عدوانا إسرائيليا لأن إسرائيل لا تخشى القرارات والخطب العربية وإنما فقط المقاومة التي أثبتت جدواها في كل التحديات". واذ أشار قاووق إلى أن "مشهد قمة دمشق أصاب بالرعب الإسرائيليين، شدد على أن "الرد الوحيد الذي تمتلكه الأمة لإيقاف إسرائيل عن انتهاكاتها للمقدسات وتهويد القدس والحرم الإبراهيمي هو أن تتمسك باستراتيجية المقاومة التي يجب أن تعمم على كل شعوب المنطقة".

 

رعد: حزب الله وأي طرف آخر مشارك لن يقدم ورقة حول الإستراتيجية الدفاعية

وكالات/رأى ممثل "حزب الله" على طاولة الحوار رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن هذا اللقاء ينعقد بعد انقطاع، و"من المفترض أن يخصص لمناقشة كيفية وضع منهجية لموضوع البحث، أي الاستراتيجية الدفاعية"، كاشفاً لصحيفة "المستقبل" أن "حزب الله وأي طرف آخر مشارك لن يقدم ورقة حول هذه الإستراتيجية". ولفت رعد أن الجلسة الأولى "هي لتثبيت الانطلاق أو استئناف الحوار على منهجية محددة يوافق عليها جميع الأطراف". وقال رعد "بالنسبة لحزب الله لن يكون لنا أي طرح خارج إطار الإستراتيجية، ولكننا لا نمانع في طرح بنود جديدة شرط التوافق عليها من قبل الجميع"، مؤكداً حرص الحزب "على أن يتم التوافق على إستراتيجية دفاعية في أسرع وقت ممكن، وسنعمل على تحقيق ذلك".

 

باراك: حزب الله يملك نحو 45 ألف صاروخ، وإذا تمت مهاجمتنا فإن حكومة لبنان ومصادر الرعاية والتمويل الأخرى لحزب الله ستكون جزءاً من المعادلة      

الحياة /6 Mar. 2010   

ذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس، ان «حزب الله» عاد اخيراً الى مواقعه في المناطق المفتوحة في جنوب لبنان، التي تطلق إسرائيل عليها «محميات طبيعية»، التي شغلها قبل حرب تموز 2006، معتبرة ان الحزب «يقوم بذلك بصورة خفية حيث يتحرك ناشطوه بلباس مدني كي لا تضبطهم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» وتتهمهم بخرق القرار الدولي الرقم 1701». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك خلال محاضرة ألقاها في معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط إن إسرائيل تتابع الأحداث في لبنان وأنه «حان الوقت لبحث ذلك في شكل مباشر وحقيقي أكثر من الماضي». ورأى باراك «أن الفكرة الأساسية للقرار 1701 كانت وضع حد لوضع «حزب الله» غير الطبيعي في لبنان، لكن بدلاً من حل المشكلة جعلها القرار الدولي أكثر تعقيداً».  وذكر ان لدى الحزب «اليوم نحو 45 ألف صاروخ، فيما تحدثت التقديرات السابقة للجيش الإسرائيلي عما بين 40 إلى 42 ألف صاروخ». وأضاف: «لا يمكننا الموافقة على وجوب التمييز بين إرهابيي «حزب الله» والدولة اللبنانية، ونحن لن ندفع باتجاه مواجهة، لكن إذا تمت مهاجمتنا، فإننا لن نطارد الإرهابي الفرد، وحكومة لبنان ومصادر الرعاية والتمويل الأخرى (لحزب الله) ستكون جزءاً من المعادلة».

ولفتت «هآرتس» إلى مقال نشره الباحثان الأميركيان ديفيد شينكر وماثيو ليويت على موقع معهد واشنطن الالكتروني الذي جاء فيه ان من الجائز أن سورية مررت إلى «حزب الله» صواريخ كتف مضادة للطائرات من طراز «إيغلا-أس» المعروفة أيضاً باسم «أس-24» وقالا إن من شأنها أن تشكل تهديداً للطائرات الحربية الإسرائيلية التي تحلق باستمرار في الأجواء اللبنانية. وكتب الباحثان أنه حتى الآن تم إحباط الكثير من الهجمات التي خطط لها «حزب الله» ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في أنحاء متفرقة من العالم انتقاماً لاغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية. يذكر أن إسرائيل هددت مرات عدة بأنه في حال تنفيذ «حزب الله» هجوماً كهذا، فإن إسرائيل سترد عليه في داخل لبنان.  

 

هآرتس»: «حزب الله» عاد الى مواقعه في الجنوب

السبت, 06 مارس 2010/تل ابيب - يو بي أي - ذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس، ان «حزب الله» عاد اخيراً الى مواقعه في المناطق المفتوحة في جنوب لبنان، التي تطلق إسرائيل عليها «محميات طبيعية»، التي شغلها قبل حرب تموز 2006، معتبرة ان الحزب «يقوم بذلك بصورة خفية حيث يتحرك ناشطوه بلباس مدني كي لا تضبطهم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» وتتهمهم بخرق القرار الدولي الرقم 1701». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك خلال محاضرة ألقاها في معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط إن إسرائيل تتابع الأحداث في لبنان وأنه «حان الوقت لبحث ذلك في شكل مباشر وحقيقي أكثر من الماضي». ورأى باراك «أن الفكرة الأساسية للقرار 1701 كانت وضع حد لوضع «حزب الله» غير الطبيعي في لبنان، لكن بدلاً من حل المشكلة جعلها القرار الدولي أكثر تعقيداً». وذكر ان لدى الحزب «اليوم نحو 45 ألف صاروخ، فيما تحدثت التقديرات السابقة للجيش الإسرائيلي عما بين 40 إلى 42 ألف صاروخ». وأضاف: «لا يمكننا الموافقة على وجوب التمييز بين إرهابيي «حزب الله» والدولة اللبنانية، ونحن لن ندفع باتجاه مواجهة، لكن إذا تمت مهاجمتنا، فإننا لن نطارد الإرهابي الفرد، وحكومة لبنان ومصادر الرعاية والتمويل الأخرى (لحزب الله) ستكون جزءاً من المعادلة».

ولفتت «هآرتس» إلى مقال نشره الباحثان الأميركيان ديفيد شينكر وماثيو ليويت على موقع معهد واشنطن الالكتروني الذي جاء فيه ان من الجائز أن سورية مررت إلى «حزب الله» صواريخ كتف مضادة للطائرات من طراز «إيغلا-أس» المعروفة أيضاً باسم «أس-24» وقالا إن من شأنها أن تشكل تهديداً للطائرات الحربية الإسرائيلية التي تحلق باستمرار في الأجواء اللبنانية. وكتب الباحثان أنه حتى الآن تم إحباط الكثير من الهجمات التي خطط لها «حزب الله» ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في أنحاء متفرقة من العالم انتقاماً لاغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية. يذكر أن إسرائيل هددت مرات عدة بأنه في حال تنفيذ «حزب الله» هجوماً كهذا، فإن إسرائيل سترد عليه في داخل لبنان

 

مصادر في "14 آذار" لـ الراي الكويتية: ايحاءات حزب الله بالعمالة لحاملي جوازات السفر الأجنبية تنطوي على رسائل للأوروبيين ولقوات "اليونيفيل"

 وكالات/توقفت اوساط في حركة "14 آذار" امام التصريحات التي ادلى بها مسؤولون في "حزب الله" والتي تناولت الموقف من حاملي جوازات السفر الاوروبية، على خلفية ما كشفته التحقيقات في اغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح في دبي اخيراً. وأشارت هذه الأوساط لصحيفة "الراي" الكويتية ان "حزب الله" بدا وكأنه يعلن ان كل حامل جواز اوروبي متهم بالعمالة لاسرائيل حتى تثبت ادانته، لافتة الى ان ايحاءات من هذا النوع ربما تنطوي على رسائل للأوروبيين ولقوات "اليونيفيل". وربطت الأوساط بين تلك الرسائل والعقوبات المحتملة ضد ايران، والدور الاوروبي المفترض في اطار هذه العقوبات، وتالياً باحتمالات الرد عليها.

 

لبنان يبلغ سوريا رسميا: إستناباتك غير قانونية

السبت, 06 مارس 2010

يقال نت/أبلغت النيابة العامة اللبنانية النيابة العامة السورية رأيها في الاستنابات القضائية مؤكدة انها تخالف القوانين اللبنانية. وكان قاضي التحقيق السوري الأول ،قد استدعى أكثر من عشرين شخصية سياسية وقضائية وأمنية وصحافية في سياق ملف سماه المدعي جميل السيد ب"ملف شهود الزور وشركائهم". وكانت دراسات عدة جرى إنجازها منذ مدة ،بينها واحدة صادرة عن هيئة الإستشارات والتشريع في وزارة العدل،أظهرت أن هذه الإستنابات مخالفة للقانون اللبناني وبالتالي لا تعود تسري أحكام المعاهدة القضائية المبرمة بين لبنان وسوريا.

ووفق "تهديدات"تولى جميل السيد توزيعها باسم قاضي التحقيق السوري الأول،فإن مذكرات غيابية سوف تصدر بحق الشخصيات اللبنانية في حال لم تستجب السلطات اللبنانية للمطالب الدمشقية. إلا أن هذا الموضوع ،كما لاحظت في اتصالات أجراها "يقال.نت"،أوساط سياسية لبنانية بعضها مقرب من دمشق،يعلو منسوبه وينخفض،بحسب تطور العلاقة التي يقيمها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مع الرئيس السوري بشار الأسد. وكان آخر مرة أعيد فيها طرح هذا الموضوع على الواجهة ،تزامن مع اضطراب العلاقة الحريرية الدمشقية ،بسبب ظاهر،هو تصريح أدلى به الحريري لصحيفة إيطالية. ورفض وزير العدل ابراهيم نجار ،في وقت سابق،التعاطي مع موضوع الإستنابات السورية إعلاميا،وقال إن جواب لبنان سيراعي وجود علاقات مؤسساتية مع سوريا ،وبالتالي فإن لبنان سيبلغ سوريا عبر القنوات المعتمد وليس عبر الإعلام.

 

سليمان غادر الى السعودية على رأس وفد وزاري 

ليبانون فايلز/غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بيروت بعد ظهر اليوم متوجهاً الى المملكة العربية السعودية على رأس وفد ضم الوزراء علي الشامي، غازي العريضي، جبران باسيل، زياد بارود وحسن منيمنة. وسيجري الرئيس سليمان محادثات مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقات العربية- العربية والوضع في منطقة الشرق الاوسط. ويزور الرئيس سليمان جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ويتفقد كلياتها والاقسام فيها، كما يلتقي ابناء الجالية اللبنانية في المملكة". وفي نشاطه، عرض رئيس الجمهورية مع وزيرة الدولة منى عفيش للاوضاع العامة. واستقبل الوزير السابق فوزي صلوخ وتناول معه التطورات الراهنة. وقدم الوزير صلوخ الى الرئيس سليمان نسخة من كتابه درب وسنابل الذي يحتوي عصارة 35 سنة من العمل الديبلوماسي. واطلع الرئيس سليمان من مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل على الاوضاع الامنية. وكان رئيس الجمهورية استقبل صباحاً عائلة الوزير الراحل اسعد دياب التي شكرت له مواساتها بمصابها.

 

"القدس العربي": تيمور جنبلاط زار دمشق سرا والتقى ماهر الاسد وقادة دروز سوريا ويستعد لخلافة والده رسميا وقيادة الحزب الاشتراكي

المركزية_ اكدت صحيفة "القدس العربي" ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يعكف حاليا على وضع عناوين كلمته بمناسبة 16 اذار، وربما تكون مفاجأتها الكبيرة تسمية نجله تيمور وليد جنبلاط خليفة له في قيادة الحزب "التقدمي الاشتراكي" والطائفة الدرزية في لبنان. ومن اهم عناوين الخطاب كذلك توجهه الى الشعب السوري لشرح موقفه من القيادة السورية خلال السنوات الخمس الماضية، لإنهاء اعنف قطيعة سادت العلاقات بين الجانبين. وقالت الصحيفة ان"الزعيم اللبناني يريد بهذه المناسبة ان يعلن نجله امتداداً للسياسة الجنبلاطية ببعديها اللبناني والعربي، غير ان وليد بيك لن يعتزل الحياة السياسية، بل سيحرص على مواكبة تجربة تيمور في تولي الزعامة". وذكرت الصحيفة ان جنبلاط كان فاجأ حلقة ضيّقة من أصدقائه في الحزب اثناء توتر العلاقات مع دمشق بسؤال: هل تعتقدون بأنّ عليّ ترك العمل السياسي في لبنان؟ واستدرك ان تيمور يتعلم الأشياء بسرعة، ويمكنه أن يلعب دوراً أكبر في المرحلة المقبلة، وأنا قلت له منذ عام ونصف على الأقل إن عليه الاستعداد لدور كبير إذا اغتالوني. واضاف ان هناك أشياء كثيرة مرتبطة بي شخصياً، وإذا بادرت أنا إلى الانسحاب المبكر فربما يتيح ذلك لابني تيمور ولآخرين من زعمائنا إعادة وصل الأمور مع كثيرين في لبنان وخارجه. اضافت "القدس العربي": بدا حضور تيمور منذ عام في الحياة السياسية اللبنانية يساهم بتظهير صورة للنجل تبدو معالمها السياسية اكثر تقاطعا مع المعارضة منها مع الموالاة، في مشهد يصفه المراقبون بأنه توزيع ادوار بين الاب والابن في زمن لعبة اقليمية ودولية تأخر حسمها النهائي، ولا تعرف رياحها الى اي دفة ستميل.

وكان تيمور اجاب في مقابلة مطولة مع الصحافية الفرنسية جيرمين غراتون مراسلة "وكالة أخبار مونتريال" الكندية في باريس حول انقلاب ابيه على تحالفه مع سوريا قائلا: أعتقد بأن والدي تورط في مواقف تتعارض ومصلحة من سلموه أمانة مستقبلهم السياسي والوجودي من خلال المعلومات الخاطئة التي قدمها له الأميركيون وبعض العرب، وخصوصا السيد آليوت إبرامز والأمير سلطان بن عبد العزيز عن الأوضاع المتغيرة في الشرق الأوسط. واردف.. نعم أخطأ وليد جنبلاط، وعليه الإعتراف بذلك قبل فوات الأوان.

وحينما قرأ جنبلاط قبل عام تغير الخارطة السياسية في المنطقة عاد لتصحيح موقفه من دمشق، حينما شق صف المعارضة، مما مهد لزيارة حليفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لدمشق ومعه قيادات معارضة لسوريا لاعادة تصحيح المعادلة مع دمشق. وكشفت الصحيفة ان تيمور جنبلاط، قام اخيرا بزيارة سرية الى دمشق التقى خلالها مع وفدٍ ضمّ مشايخ من الطائفة الدرزيّة السورية، وشقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وجرى بحث مطوّل في العلاقة بين الزعيم الدرزي وسوريا وفي ضرورة فتح صفحة جديدة في هذه العلاقة، مع تناول الأسباب التي أدّت الى القطيعة التي حصلت بين قصر المهاجرين والمختارة. ولفت المصدر الى أنّ هذه الزيارة تمّ الإعداد لها عبر فريقين لبنانيّين هما حزب الله، عبر مسؤولين فيه، والوزير السابق وئام وهّاب. وتعتبر هذه الزيارة، التي أحيطت بسرّية شديدة، "الخرق" الأول في العلاقة بين حليفي الأمس، وهي تبرز الدور الذي سيضطلع به تيمور جنبلاط في المرحلة المقبلة، وهو يشكّل استكمالاً للخطوات التي اتّخذها النائب جنبلاط عبر نجله في الداخل اللبناني، وخصوصاً على صعيد العلاقة مع حزب الله.

ومهد جنبلاط لنجله المتزوج من فتاة شيعية من آل زعيتر، حينما قال انه أقرب في طروحاته الى قوى 8 آذار منه الى قوى 14 آذار، ويتردّد أن وليد جنبلاط مهّد للدور الجديد الذي سيلعبه نجله البكر عبر إشارته الى نوّاب حزب الله بأنّ نجله أقرب منه إليهم. وما زال من المبكر معرفة كيف سيتلقى دروز لبنان خبر الزعامة الجنبلاطية الجديدة في ظل التنافس التاريخي بين الجنبلاطيين والارسلانيين الذين يمثلهم الامير طلال، والذي ازدادت شعبيته في الفترة الماضية وقربه من القيادة السورية.

 

الحريري: لبنان مسؤول عن أمن الفلسطينيين ومن يريد الخروج عن القانون يتحمل المسؤولية

نهارنت/اكد رئيس الحكومة سعد الحريري ان لبنان هو المسؤول عن امن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وكشف عن نيته استدعاء القيادات الفلسطينية المعنية التي لها قواعد عسكرية خارج المخيمات وابلاغها موقفا واضحا وصريحا بأن "لبنان هو المسؤول عن امن الفلسطينيين وعلينا كلبنانيين ايضا مسؤولية ان ينعم اللاجئون بحياة كريمة". واكد الحريري ان الزعماء اللبنانيين اتخذوا قرارا بشأن السلاح الفلسطيني في لبنان في عام 2006 يقضي بتنظيم السلاح داخل مخيمات اللاجئين ونزعها من خارج تلك المخيمات.

واذ اشار الحريري الى ان "اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم اخوان لبنان"، استدرك قائلا "من يريد الخروج عن القانون يتحمل المسؤولية" مذكرا بالقرار الذي اتخذه لبنان بالتصدي لمجموعة "فتح الاسلام" الخارجة عن القانون في مخيم نهر البارد للاجئين في شمال لبنان. ورفض الحريري القول ان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تعيش اجواء اضطرابات امنية وعدم استقرار او ان هناك مخاوف من انفجار الاوضاع الامنية فيها، موضحا ان "مخيم نهر البارد كان يقطن فيه اكثر من 30 الف لاجئ من بينهم حوالي 500 من عناصر فتح الاسلام".

واكد الحريري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية "كونا"، قبيل توجهه الى الكويت، تمسك الدول العربية بمبادرة السلام التي اقرها الزعماء العرب في قمتهم التي عقدت في بيروت عام 2002 لاحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط

واعتبر ان "الحرب لا تقدم سلاما" معربا عن تطلعاته لدفع عجلة الاقتصاد اللبناني الى الامام ونحو مزيد من التقدم والازدهار للبنان واللبنانيين.

واذ استبعد حربا اسرائيلية جديدة على لبنان اعتبر الحريري ان "الاسرائيليين يتحدثون بلغة التهديد والحرب ونحن نتطلع الى السلام على اساس مبادرة السلام العربية".

واكد الحريري تمسك لبنان بنظامه الديمقراطي وبهامش الحرية الواسع الذي يتمتع به ابناؤه في التعبير عن آرائهم.

 

برلمانية فرنسية: نقوّم دور سورية في المنطقة وعلاقتها مع لبنان ما زالت تطرح تساؤلات

السبت, 06 مارس 2010/بيروت - «الحياة»

أعلنت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية النائب اليزابيث غيغو من بيروت أمس، انها في مهمة برلمانية محددة «تهدف الى تقويم دور سورية في المنطقة»، مشيرة الى أنه «لا تزال هناك علامات استفهام كثيرة تطرح حول علاقة سورية بلبنان»، معتبرة أن دمشق «تحاول أن تنوع في علاقاتها لا أن تحصرها مع إيران».

وزارت غيغو يرافقها وفد فرنسي والسفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأطلعته على اهداف زيارتها للبنان، لافتة الى انها زارت سورية والسلطة الفلسطينية، في سبيل استطلاع الاوضاع وإمكان اطلاق عملية السلام الذي تسعى اليه فرنسا. وتناول اللقاء ايضاً العلاقات اللبنانية - الفرنسية «الجيدة على مختلف المستويات وفي شتى الميادين». وزارت غيغو مقر حزب «الكتائب اللبنانية» والتقت رئيسه أمين الجميل، وتركز البحث على الدور السوري في المنطقة. وقالت غيغو بعد اللقاء: «سعدنا بلقاء الرئيس الجميل لأنه يمثل مع عائلته جزءاً مهماً من تاريخ لبنان وربطته علاقة وثيقة بالرئيس فرنسوا ميتران الذي عملت معه لفترة طويلة وهو ايضاً رجل دولة مهم. وتطرقنا الى العلاقات اللبنانية - السورية، وهذا الموضوع يرتدي اهمية كبيرة بين البلدين بالإضافة الى العلاقات مع دول اخرى كإيران وتركيا. واطلعنا من الرئيس الجميل على وجهة نظره في ما يتعلق بالوضع الداخلي والحوار الوطني».

ورأت ان «العلاقة بين لبنان وسورية تطورت، مع العلم ان فرنسا عملت على ان تعود سورية الى الأسرة الدولية اعتباراً من العام 2008 بعدما كانت العلاقات توقفت تماماً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ونعتبر في فرنسا ان من المهم ان تعود سورية الى الحاضنة الدولية وأن تطبّع علاقاتها مع جيرانها ولا سيما مع لبنان، ولكن لا تزال هناك علامات استفهام كثيرة تطرح حول الموضوع على رغم اقرار سورية بنتائج الانتخابات النيابية اللبنانية».

وعن العلاقة مع ايران، قالت: «نعتبر ان ايران هي حليف تقليدي لسورية وتجلى هذا الأمر عبر الكثير من الأحداث، وفي الوقت عينه تشكل لدينا انطباع بأن سورية تحاول ان تنوع في علاقاتها لا أن تحصرها مع ايران، فرأينا كيف تقربت من المملكة العربية السعودية وكيف طلبت الى تركيا ان تتوسط لها في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل».

وأضافت: «المجتمع الدولي يطرح علامات استفهام كبيرة حول المشروع النووي الإيراني مع العلم ان ايران دولة كبيرة وسيدة ويحق لها ان تمتلك برنامجاً نووياً لأغراض سلمية، ولا احد يستطيع ان ينكر عليها هذا الحق ولكن التحول المحتمل، لهذا المشروع الى اغراض حربية هو موضع قلق كبير بسبب خطر انتشار الأسلحة النووية».

وزارت غيغو رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون في الرابية. وكانت التقت صباحاً رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط يرافقها النائب جان جاك غييه خلال فطور في قصر الصنوبر في بيروت وجرى بحث في التطورات السياسية. وزارت غيغو رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وبحثت معه في اوضاع المنطقة والعلاقات اللبنانية - السورية والاوضاع على الساحة اللبنانية.

 

فوز المرشحين لعضوية مجلس نقابة المهندسين في بيروت بالتزكية  

٦ اذار ٢٠١٠/موقع 14 آذار

صدر عن نقابة المهندسين في بيروت البيان الآتي: "ان نقابة المهندسين التي تعتبر ركنا اساسيا في المجتمع المدني والتي لها دورها وتأثيرها الفاعل في الحياة العامة، وانطلاقا من المناخ الايجابي الوطني، كان لا بد له من تأثير على الانتخابات النقابية لهذا العام، فقد قام نقيب المهندسين الدكتور بلال علايلي بمبادرة الاتصال بجميع القوى النقابية والفاعليات الهندسية وجمعيات الخريجين. وتوصل الجميع الى صيغة توافقية هدفها تأمين أوسع مشاركة تمثيلية لكل التيارات النقابية سواء في مجلس النقابة ام في هيئة المندوبين. وقد أفضت هذه المشاورات إلى النتائج التوافقية التي تضمن مصلحة النقابة والمهندسين. وبذلك تعلن اللجنة المشرفة على الانتخابات في نقابة المهندسين في بيروت، والتي كانت مقررة غدا الاحد، عن فوز جميع المرشحين لعضوية مجلس النقابة للفروع الثلاثة وكذلك لعضوية هيئة المندوبين بالتزكية، وبالتالي انتفت الحاجة الى اجراء انتخابات المرحلة الاولى من انتخابات الفروع الثالث والرابع والخامس وهيئة المندوبين. وشكر نقيب المهندسين كافة الفرقاء السياسيين والنقابيين وجمعيات الخريجين على هذا التعاون الذي هو لمصلحة النقابة بالدرجة الاولى، وخصوصا انها امام تحديات كبيرة، ان على الصعيد المهني او على الصعيد النقابي".

 

مسؤول إسرائيلي: دول إسلامية بعثت لنا برسائل للتعاون بشكل سري    

وكالات/6اذار ٢٠١٠/  أشار نائب وزير التطوير في النقب والجليل أيوب قرا إلى أن دولة إسرائيل تلقت رسائل من عدة دول إسلامية طالبت فيها بإجراء تعاون بشكل سري في حال أقدمت تل أبيب وواشنطن على إتخاذ أي إجراءات حاسمة بحق إيران. وإذ رفض، خلال كلمة ألقاها في ملتقى ثقافي في مدينة بئر السبع، ذكر أسماء تلك الدول الاسلامية، قال:"سيكون هناك ائتلاف كامل متكامل من قبل دول إسلامية ضد طهران".

 

الجنرال الاميركي كليفلند في بيروت

وكالات/وصل الى بيروت قائد القوات الأميركية الخاصة في المنطقة الوسطى الجنرال تشارلز توماس كليفلند، آتياً من العقبة على متن طائرة عسكرية أميركية يرافقه وفد. وهي الزيارة الثانية لمسؤول عسكري أميركي كبير الى بيروت خلال الأسبوع الحالي، بعدما كان زارها قائد العمليات الخاصة في الجيش الأميركي الأربعاء الماضي.

 

قتيل من القاع لخلاف على الرعي

نهارنت/قتل الراعي سعد الله جرجس ضاهر (70 عاماً) من بلدة القاع الحدودية في البقاع الشمالي مساء الجمعة على اثر ضربات بعصي وآلات حادة على رأسه على ايدي اربعة من آل الحجيري من بلدة عرسال كانوا في سيارة، على خلفية خلاف على أحقية الرعي ضمن الاراضي في منطقة مشاريع القاع، كما افاد مصدر امني.

وعند شيوع الخبر اقفل اهالي بلدة القاع الطريق الدولية واحرقوا الاطارات احتجاجا على الحادث، فيما عمل الجيش على تطويق الذيول وملاحقة المطلوبين ودهم منازل في عرسال.

ونفذ عدد من اهالي بلدة القاع اعتصاما السبت قطعوا خلاله الطريق الدولية بعلبك - حمص احتجاجا على جريمة قتل ضاهر، وطالبوا الجهات الامنية العمل سريعا لتوقيف الجناة المعروفة هويتهم حسب الاهالي والعمل على توفير الامن لابناء البلدة لمنع هذه الاعتداءات.

 

مبارك يخضع لجراحة لاستئصال المرارة في ألمانيا ويسند مهام الرئاسة لنظيف

أعلن التلفزيون الحكومي أن الرئيس المصري حسني مبارك أصدر قرارا بإسناد مهامه الرئاسية الى رئيس الوزراء أحمد نظيف لحين عودته للبلاد بعد خضوعه لجراحة لاستئصال المرارة في ألمانيا السبت. وكان مبارك (81 عاما) الذي عقد مؤتمرا صحفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس أسند مهامه الرئاسية لرئيس الوزراء عام 2004 بينما كان يخضع لجراحة في العمود الفقري بألمانيا أيضا. ولم تظهر عليه علامات الوهن في المؤتمر الصحفي يوم الخميس. لم يقل مبارك ما إذا كان سيرشح نفسه لفترة رئاسة سادسة في الانتخابات التي ستجرى عام 2011 لكن كثيرا من المصريين يعتقدون انه سيسعى لان يشغل المنصب ابنه جمال (46 عاما) الذي يتولى منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات بالحزب اذا قرر عدم الترشح لفترة جديدة. وقالت أنيته توفس المتحدثة باسم مستشفى هايدلبرج الجامعي بألمانيا إن الجراحة بدأت مضيفة "يخضع (مبارك) الآن للجراحة."

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الليلة الماضية "أكدت الفحوصات الطبية التي أجراها الرئيس مبارك بعد ظهر اليوم الجمعة وجود التهابات مزمنة بالحوصلة المرارية."

وتابعت أن قرار مبارك بإسناد أعماله الرئاسية إلى نظيف ينص على أن "يتولى السيد الدكتور أحمد محمود محمد نظيف رئيس مجلس الوزراء جميع اختصاصات رئيس الجمهورية طبقا للمادة 82 من الدستور إلى حين عودته إلى مباشرة مهامه." وواصلت وسائل الاعلام الحكومية بث بيانات رسمية صباح اليوم بخصوص صحة الرئيس. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين حكوميين. وذكرت وسائل اعلام رسمية ان قرينة الرئيس ونجليه علاء وجمال الى جانب وزير الصحة حاتم الجبلي يرافقونه. وقال جمال سلطان مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية "اعتقد ان الجراحة التي يخضع لها (الرئيس) جراحة بسيطة... لا يبدو أن هناك مبررا للقلق في الوقت الحالي." واوضح ان الرئيس كان نشيطا في الفترة الاخيرة مشيرا الى جولاته في انحاء مصر ولقاءاته في الخارج لكنه قال ان الشائعات "يمكن تفهمها بالنظر الى عمر الرئيس" ولان مبارك لم يعين نائبا له. واجرت مصر اول انتخابات تعددية عام 2005 وهو نظام لم يكن موجودا عندما تولى مبارك السلطة من الرئيس الراحل انور السادات الذي اغتيل عام 1981 . وفاز مبارك بسهولة بانتخابات 2005 التي قالت جماعات لحقوق الانسان ان مخالفات شابتها. وقال مسؤولون مصريون انها كانت نزيهة. وخضع مبارك لجراحة في العمود الفقري في مستشفى بميونيخ عام 2004 مما اثار شائعات بشأن من سيخلفه وهز اسواق المال في مصر. وأصيب بالاعياء خلال القائه خطابا في مجلس الشعب عام 2003 وارجع ذلك مسؤولون وقتها الى تناوله دواء للبرد وصيامه اثناء شهر رمضان.

 

رئيس «المردة» : المسيحيون يأخذون حقوقهم بأنفسهم ــ رئيس الكتائب : نحن أمام صيغة العيش المشترك

زيارة فرنجية لآل الجميل تخطّت الواجب الاجتماعي الى طرح مواضيع سياسية

البحث تطرّق الى الوجود المسيحي وكيف السبل إلى حمايته وترسيخه

كمال ذبيان/الديار

الزيارة التي قام بها رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لتقديم التعازي بوفاة شقيقة الرئيس امين الجميل، وان كانت اتخذت الطابع الاجتماعي، الا انها لم تخلو من السياسة، وكانت المرة الاولى التي يحضر فيها النائب نديم الجميل الى جانب ابن عمه سامي، وكان مسرورا جدا للقاء وتعرفه عن قرب على الوزير فرنجية، اذ ابدى اعجابه به، وقد ابلغ من اتصل به للوقوف على رأيه انه كان مرتاحا للقاء. وتقول مصادر المجتمعين، ان مثل هذه اللقاءات الشخصية والاجتماعية، تقرب بين القوى السياسية، وتخفف من التشنج، وتفتح باب الحوار ولو من مواقع سياسية مختلفة، كما ان التواصل بين الاطراف الحزبية والسياسية على الساحة المسيحية، له تأثير ايجابي، ويخلق مناخات من الارتياح لدى القواعد الشعبية.

واشارت هذه المصادر الى ان النقاش تطرق الى الوجود المسيحي في لبنان، وشرح كل طرف وجهة نظره التي تحميه من خطر الاندثار وترسيخه، مع تزايد الهجرة الى الخارج، وقد ابدى الوزير فرنجية وجهة نظره التي تقول ان المسيحيين هم الذين يأخذون حقوقهم بأنفسهم، وهم الذين يفرضون وجودهم دون منة من احد، اذا وحدوا رؤيتهم السياسية، حول دورهم، وهو دور ريادي وان لا يتقوقعوا، ويمارسوا سياسة الانفتاح من الداخل الى الخارج، او من الاقرب الى الابعد.

وقد وافقه الرئيس الجميل على طروحاته، واكد ان الكتائب، هي بنت التعايش وام صيغة العيش المشترك، لكن هناك هواجس لا بد من ان نتفق كمسيحيين عليها وان نواجهها بموقف موحد. وخرج المجتمعون من اللقاء، كل له مقاربته للمواضيع المطروحة، اذ ثمة اتفاق على بعضها او تلاقي كما حصل في طرح توقيت تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية، الى موضوع خفض سن الاقتراع، المربوط باستعادة المغتربين للجنسية، وحق الاقتراع. وتشير المصادر الى ان الطرفين اتفقا على استمرار التواصل، وعلى ضرورة التفاهم حول قواسم مشتركة، وعلى ان لا ينقطع الحوار، ولا من موقع المختلفين سياسيا.

 

جعجع: الوضع في المنطقة ليس سليماً ولا مستقراً ومن هنا أهمية وضع قرار الحرب والسلم في يد الحكومة  

٦ اذار ٢٠١٠ /وكالات/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أننا "ذاهبون الى طاولة الحوار لنحاور وليس لنواجه بالبند المتبقي وهو الاستراتيجية الدفاعية ولن نقبل ببحث موضوع آخر فهناك مجلس وزراء الكل ممثلين داخله ومجلس نيابي قائم نفتخر به"، مشدداً على ان المهم هو اجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها لأهمية البلديات محلياً واحتراماً للمواعيد الدستورية وبالتالي للنظام اللبناني اذ لا يمكنهم تأجيلها الا لأسباب قاهرة وانا اراها حاصلة في مواعيدها في ايار او حزيران مع بعض التأخير التقني ربما، اما عدد الاصلاحات المقررة يعود الى المجلس النيابي الموافقة عليها واذا لم يُتفق عليها باكملها يُستكمل النقاش حولها فيما بعد ونسير بالانتخابات البلدية حسب الاصلاحات التي أُقرت".

وحول تزويد السفارة الاميركية بمعلومات امنية، قال جعجع "هذا مثل ساطع على تصرف الفريق الآخر فهذه الواقعة حصلت في شهر نيسان 2009، وكل ما يُحكى عن طلب معلومات من قوى الامن الداخلي هي مجرد طلب اماكن الوسطاء لشبكات الخليوي في لبنان ما يُعرف بـ Relais فالكل يعلم اماكنها ويمكن رصدها عبر الـGoogle Earth ولكن للأسف ضُخمت هذه الواقعة فأخذوها وركبّوا حولها اخبار". وسأل "اليست قوى الامن الداخلي اكثر شبكة اكتشفت عملاء اسرائيليين في لبنان اضافةً الى جريمة عين علق وساعدت في جرائم الاغتيال الأخرى وابرزها اغتيال الرئيس الحريري، فليسألوا اللواء اشرف ريفي لأنهم اذا كانوا يفترضون انه متواطئ مع الاميركيين فعلى الدنيا السلام ومن ورائه يحاولون التصويب على الرئيس فؤاد السنيورة، لا يجوز استعمال هذه الوسائل للانقضاض على الخصوم السياسيين فهذا غير منطقي"، متسائلاً " هل الاميركيون اذا ارادوا معلومات سرية سيسألون مراجع رسمية؟".

كلام جعجع جاء في اتصال هاتفي ضمن برنامج "صالون السبت" مع الاعلامية وردة الزامل عبر اذاعة "صوت لبنان" حيث اعلن أن القوات اللبنانية وهو شخصياً يتعرضان لحملة ضغط قوية جداً وبأن الوسائل الاساسية المستعملة في هذه الحملة هي تشويه الوقائع والعودة الى الحرب وتشويه الصورة، مشيراً الى ان ما حصل مع النائب ايلي كيروز هو اكبر دليل على ذلك "فغبطة البطريرك صفير يناديه أبونا ونحن نعلم مدى استقامته، اخذوا هذه الحادثة للأسف ونسجوا حولها قصصاً واخباراً لا علاقة لها بالواقع". وتابع "المستهدف ليس القوات او سمير جعجع بل ثورة الارز وتجمع 14 آذار، فبعد انتقال الحزب التقدمي الاشتراكي الى موقع آخر اعتبر البعض انه حان الوقت للانقضاض على ثورة الارز التي لولاها لا اعرف ماذا سيكون وضع الدولة والكيان اللبناني. اعتقدوا ان المكونين الرئيسيين المتبقيين هما القوات اللبنانية وتيار المستقبل وفضلّوا ان ينقضوا على القوات ليستفردوا بتيار المستقبل".

وأكّد جعجع على ان ما يحصل هو محاولة عزل للقوات و"ان الخطوات التي تحصل جزء منها غير معروف ومجهول لدرجة انهم يريدون منع القوات من السير على الطريق ومنعها من المشاركة في طاولة الحوار ونحن نواجه ببساطة بالبقاء على مواقفنا والثبات فيها، فكل حلفائنا في ثورة الارز و14 آذار يعون ما يحصل ونحن في حالة تضامن كبيرة جداً".

ورداً على سؤال، رفض جعجع معادلة "اذا لم نوافق على ما يفعله حزب الله نكون مع اسرائيل فلا علاقة بين الأمرين، فهذه المعادلة غير صحيحة وواقعية"، مؤكداً ان "اسرائيل عدوة للبنان وعدوتنا واعتقد ان ما يقوم به حزب الله لا يصب بمصلحة لبنان في الوقت الحاضر".

واضاف "ان المواجهة القائمة هي اقليمية على مواضيع كبيرة مثل البرنامج النووي الايراني وبمجرد ارتباط الجناح العسكري لحزب الله بايران هذا ما يجعلنا في صلب هذه المواجهة"، سائلاً "هل من المنطق تعريض المواطن اللبناني لقضية لا علاقة لمصالح اللبنانيين بها؟"، لافتاً الى ان صورة لقاء نصرالله-نجاد – الأسد في دمشق تعزز هذا الارتباط.

وشدد جعجع على ان "السياسة الخارجية تعود فقط للدولة اللبنانية ولا يحق لأي طرف مصادرة السياسة الدفاعية للدولة اللبنانية، فهذا اختصاص الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي".

وتابع "كثر لا يريدون دولة لبنانية بالمعنى الفعلي للدولة بل صورة دولة تغطيهم في المراكز الدولية ومن هنا التهجم على رئيسي الجمهورية والحكومة او المجلس النيابي"، مستشهداً بما حصل مؤخراً في امارة دبي بعد اغتيال القيادي المبحوح حيث لم تقبل الشرطة بتدخل حركة حماس في التحقيق وأحرجت اسرائيل دولياً"، معتبراً انه هكذا يجب ان يكون العمل وليس بالبهورة اذ ان منطق الثورة يأتي في فترة زمنية الى حين قيام دولة فعلية حقيقية، فدبي كسرت هيبة اسرائيل وهي اكثر فريق عربي احرجها الى الآن وما فعلته السلطات القضائية في الامارات قادر على ملاحقة جهاز الموساد الاسرائيلي وبالتالي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فهكذا يكون العمل وليس بالفوضى وتخوين الآخر، بينما في لبنان السلطة غير قادرة على ازالة بعض المسلحين من مخيم الناعمة".

وحول تزويد السفارة الاميركية بمعلومات امنية، قال جعجع "هذا مثل ساطع على تصرف الفريق الآخر فهذه الواقعة حصلت في شهر نيسان 2009، وكل ما يُحكى عن طلب معلومات من قوى الامن الداخلي هي مجرد طلب اماكن الوسطاء لشبكات الخليوي في لبنان ما يُعرف بـ Relais فالكل يعلم اماكنها ويمكن رصدها عبر الـGoogle Earth ولكن للأسف ضُخمت هذه الواقعة فأخذوها وركبّوا حولها اخبار".

وسأل جعجع " اليست قوى الامن الداخلي اكثر شبكة اكتشفت عملاء اسرائيليين في لبنان اضافةً الى جريمة عين علق وساعدت في جرائم الاغتيال الأخرى وابرزها اغتيال الرئيس الحريري، فليسألوا اللواء اشرف ريفي لأنهم اذا كانوا يفترضون انه متواطئ مع الاميركيين فعلى الدنيا السلام ومن ورائه يحاولون التصويب على الرئيس فؤاد السنيورة، لا يجوز استعمال هذه الوسائل للانقضاض على الخصوم السياسيين فهذا غير منطقي"، متسائلاً " هل الاميركيون اذا ارادوا معلومات سرية سيسألون مراجع رسمية؟".

وعن احتمال عودته الى السجن، قال جعجع "ذهبت تلك الايام وغيرنا سيذهب اليه، انتهى الزمن الرديء ولا اعتقد بأنه سيعود لذا ترون الآخرين في حالة مسعورة وتخوف من امر ما".

واشار جعجع الى اننا في مرحلة ابتزاز سياسي اذ هناك فريق غير قادر بالعمل السياسي الراقي ان يربح معركته فيلجأ الى وسائل اخرى كالتدمير والتعطيل والتخريب"، مشيراً الى انه لولا موقف رئيسي الجمهورية والحكومة الحازم لكانت طارت التعيينات والانتخابات البلدية.

وعن لقائه رئيس الجمهورية في بعبدا، قال جعجع "لقد تناقشنا في طاولة الحوار التي بدأت مع الرئيس بري في 2 آذار 2006 واستُكملت بعد العودة من قطر وعلى جدول اعمالها 3 بنود رئيسية هي : السلاح الفلسطيني و سلاح حزب الله والعلاقات السورية-اللبنانية، وقد بُحثت المواضيع الأخرى وبقي منها فقط ما يُسمى الاستراتيجية الدفاعية للبنان، فنحن لا نريد خلق مؤسسة دستورية جديدة او رديفة، فالرئيس بري يوّد طرح تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية او التنيقب عن النفط على الطاولة لكن بنظرنا طاولة الحوار هي مرحلية ولتوضيح بعض الامور والا نكون نعمل على تدمير مؤسساتنا الدستورية".

واضاف "ناقشت مع رئيس الجمهورية موضوع عدم تمثيل كتلة زحلة والوزير بطرس حرب وحزبي الاحرار والكتلة الوطنية في حين ان هناك بعض الموجودين على الطاولة من هم اقل تمثيلاً".

وأكد جعجع "نحن ذاهبون الى الطاولة لنحاور وليس لنواجه بالبند المتبقي وهو الاستراتيجية الدفاعية ولن نقبل ببحث موضوع آخر فهناك مجلس وزراء الكل ممثلين داخله ومجلس نيابي قائم نفتخر به.

واعلن انه يخشى التهديدات الاسرائيلية "فالوضع في المنطقة ليس سليماً ومستقراً بل هو على درجة عالية من التوتر"، معتبراً ان احد الخطوات السهلة التي تعطي لبنان حظاً كبيراً بعدم دخول آتون الحديد والنار هو وضع قرار السلم والحرب بيد الحكومة اللبنانية، مشيراً الى ان الحرب في المنطقة لها عدة مكونات وهناك امل ما لجهة المكوّن الاسرائيلي-الفلسطيني من خلال استئناف المحادثات لكن لا اعرف كيف سيتفاعل موضوع المكوّن النووي الايراني".

وعن الانتخابات البلدية، قال جعجع "بعض الفرقاء حاولوا مع رئيسي الجمهورية والحكومة تأجيل الانتخابات ولكنهما لم يقبلا بذلك، فالمهم هو اجراء هذه الانتخابات في مواعيدها لأهمية البلديات محلياً واحتراماً للمواعيد الدستورية وبالتالي للنظام اللبناني".

وتابع "لا يمكنهم تأجيلها الا لأسباب قاهرة وانا اراها حاصلة في مواعيدها في ايار او حزيران مع بعض التأخير التقني ربما، اما عدد الاصلاحات المقررة يعود الى المجلس النيابي الموافقة عليها واذا لم يُتفق عليها باكملها يُستكمل النقاش حولها فيما بعد ونسير بالانتخابات البلدية حسب الاصلاحات التي أُقرت".

 

رئيس الجمهورية يتحمّل مسؤولية التمثيل الكاثوليكي على الطاولة والمسؤولية على ناخبي زحلة

مرجع سياسي بقاعي : هل الطائفة الكاثوليكية باتت مستودعاً لقطع الغيار ؟

الديار/ خالد عرار

الاعتراضات التي قوبل بها تشكيل رئيس الجمهورية لهيئة الحوار الوطني ولا سيما الاصوات الاحتجاجية التي صدرت من زحلة جاءت بطرح تساؤلات حول المعايير التي اعتمدت في انتقاء القوى والشخصيات التي ستشارك في طاولة الحوار والتي اظهرت حسب مرجعية سياسية بقاعية وجود خلل في القواعد التي اتبعت اثناء اختيارها.

ويتابع المرجع السياسي ليقول ان رئيس الجمهورية وفريق عمله يتحملان قسطا من المسؤولية لكن المسؤولية الابرز في تغيب التمثيل السياسي الزحلي عن هيئة الحوار تقع على عاتق الناخبين الزحليين الذين كانوا يدركون ان الانقلاب على انفسهم وعلى الوزير والنائب الياس سكاف كان سينهي تمثيلهم ويعرضهم للذوبان في إطار تمثيل القوى الحزبية لمنطقة زحلة.

ولولا الانطباع العام السائد بأن لا نتيجة متوقعة من طاولة الحوار لكان الندم الشعبي في زحلة اكثر وقعا نتيجة الخديعة الكبرى التي انطلق على الناخبين الزحليين وعدم صمود اللائحة المنتخبة من قوى 14 آذار اكثر من اسبوع واحد بعد يوم الانتخاب في حزيران 2009.

فموضوع الستراتيجية الدفاعية التي شكلت اليوم جولة الحوار من اجلها محسوم لجهة عدم المس بسلاح المقاومة التي حررت الجنوب وردعت العدوان في تموز 2006، وهذا ما تعهد به رئيس الحكومة سعد الحريري في البيان الوزاري لحكومته واشفع ذلك البيان بتصريح منه يقول فيه: ان ليس لديه اية مشكلة مع المقاومة وسلاحها.

ويضيف المرجع: اظهر انتقاء القوى والشخصيات والكتل النيابية التي ستشارك في طاولة الحوار الطائفة الكاثوليكية في زحلة وهي الطائفة الاكثر تضررا والاكثر تهميشا في ظل التطورات التي حصلت في الانتخابات الاخيرة تبدو كأنها اشبه بمستودع لقطع الغيار يفتح ابوابه امام كل محتاج لاستبدال قطعة من هنا او قطعه من هناك يضاف الى ذلك الاعتراضات التي صدرت عن كتلة نواب زحلة لم تكن في محلها الصحيح خصوصا وان كل فريق من هؤلاء النواب ممثل على طاولة الحوار بكتلته الحزبية الموجودة في بيروت مثل القوات اللبنانية والكتائب وتيار المستقبل.

ولفت المرجع ما دامت التوقعات المعقودة على طاولة الحوار هي مخيبة لذلك يرجح ان تكون طاولة الحوار امام مسارين:

الاول ان تشكل ملهاة تتلطى خلفها القوى التي لا مصلحة لها في اجراء الانتخابات البلدية مما يؤجل هذا الاستحقاق.

والثاني: ان تكون طاولة الحوار عامل افتعال مشكلة تطيح بالاجواء الوفاقية ويخشى ان تطيح معها حكومة الوحدة الوطنية او تكون محاولة للتعويض عن مجد اضاعته الحروب الداخلية.

ويتابع المرجع: على الوزير سكاف ان لا يكتفي بتحميل رئيس الجمهورية مسؤوليه انتقائه في تمثيل زحلة بل عليه ان يعود الى بيوت قواعده الشعبية وبيوت العائلات الاخرى التي تلومه على الكثير من الامور من اجل مواجهة عملية اقصاء زحلة وشطبها من اي معادلة في المستقبل وعليه ايضا اعادة اجراء نقاش واقعي وموضوعي حول خياراتهم الانتخابية التي ادت الى ما ادت اليه ويؤكد المرجع ان على سكاف ان يحافظ على تحالفاته في المنطقة وفي مدينة زحلة دون الدخول في تحالفات اخرى جديدة سيما وانها مجرّبة.

اما عن الورشة الاصلاحية التي بدأ سكاف القيام بها في بيته الداخلي فوصفها المرجع بأنها خطوة ضرورية لكنها تأخرت ولا يأبه لكل ما يقال هنا وهناك خاصة فيما يتعلق باعلامه وبعض الجوانب الاخرى المهمة مثل دعوته لإدخال دم شبابي جديد في غرفة التجارة او في بلدية زحلة.

علما ان هاتين الخطوتين الاخيرتين اي تغيير غرفة التجارة والبلدية كانا ينقصهما عملية اخراج ناعمة للحيلولة دون تشظي قواعده التي ما زالت متماسكة حتى الآن.

 

برامج تدريب القوى الامنية تستند الى افكار مناهضة للمقاومة

نهارنت/أخذت صحيفة "الاخبار" على برنامج التدريب الذي يخضع له ضباط لبنانيون، بموجب هبة اميركية للجيش وقوى الامن الداخلي، تتضمن تمويلاً لدورات تدريبية في معاهد داخل الولايات المتحدة، قبل الانتقال إلى تدريب الضباط اللبنانيين ورجال الأمن في الأردن، انه يعتمد، في مضمون بعض أجزائه، على مداخلات تصف حركات المقاومة الفلسطينية و"حزب الله" بالمنظمات الارهابية. ونقلت الصحيفة عن وفد لبناني شارك في التدريبات، انه اعترض على هذه المفاهيم، للمدربين الاميركيين، وخصوصا بما يتصل بالحديث عن كيفية تمويل المنظمات الإرهابية، التي تذكر "حزب الله"، بالقول "إنه تمكن من الحصول على ملايين الدولارات من تهريب التبغ داخل الولايات المتحدة".

واشارت الصحيفة الى ان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي تواصل مع مكتب الإشراف على الهبة الأميركية، طالباً معالجة هذا الأمر. وبحسب مقربين من ريفي، وعد الأميركيون بتسوية الأمور وإزالة كل ما قد يمثّل حساسية للبنانيين من مقررات التدريب. ولفتت الصحيفة الى ان وزير الداخلية زياد بارود لم يكن مطّلعاً على ما ذكر، رغم أنه كان قد أصدر مذكرة طلب فيها من الأجهزة التابعة لوزارته تزويده بالتقارير التي ينظّمها الضباط بعد إنهاء تدريباتهم في الخارج. ونقلت الصحيفة عن بعض السياسيين تأكيدهم "أنهم سيطالبون بإعادة النظر في الاتفاق المتعلق بالهبة الأميركية".

 

تقرير المحكمة الخاصة بلبنان: 280 عملية استجواب داخل لبنان.. وشبكة كبيرة تحرّك شبكات أصغر إحداها اغتالت الحريري

لبنان الآن/السبت 6 آذار 2010

رفعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تقريرها السنوي الأول إلى مجلس الأمن الدولي، الذي تضمّن إشارةً إلى "تخلّي المحققين عن كل الخيوط أو المعلومات غير الموثوق بها وأن هناك خيوطًا جديدة توصّل إليها التحقيق"، كما طالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتقديم تمويل جديد للمحكمة، وفق ما نقلت مراسلة قناة "الجديد" في نيويورك.

التقرير، لفت إلى حصول أكثر من 280 عملية استجواب داخل لبنان، وإلى أن الاتفاق الذي تمّ توقيعه مع الإنتربول الدولي سهّل كثيرًا من عمل المحكمة، وكشف عن وجود "شبكة كبيرة تحرّك شبكات أصغر" من بينها تلك التي نفّذت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأنّه تم التوصل إلى رسم تقريبي لمنفّذ التفجير وإلى معرفة من أين أتى. وأكد التقرير وجود ترابط كبير بين جريمة اغتيال الحريري وجرائم الاغتيال التي تلتها، مشيرًا في هذا السياق إلى أن التحقيقات لا تزال جارية على كل الأصعدة.

وإذ توقّع وتمنّى التقرير استمرار تعاون القضاء اللبناني، ذكّر بأن سلطة القضاء الدولي أعلى منه بموجب الاتفاقية التي وقّع عليها لبنان، لافتًا إلى أنه في حال توقّف التعاون فستكون المحكمة الدولية أمام خيار اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، وشدد على أن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي قضية معقّدة وفريدة من نوعها في ظل عدم وجود قوانين تعنى بمواجهة الإرهاب. المحكمة الدولية التي أكدت أنّها "تواجه الإرهاب في عملها"، شددت في المقابل على أنها ماضية في البحث عن الحقيقة، وأن ثقافة المحاسبة ستعمّ لبنان رغم "الحواجز العالية" التي تواجه أعمالها.

 

مجلة بريطانية: طهران تبني منصة للصواريخ

النهار/لندن – و ص ف - نشرت مجلة "جينز" البريطانية الدفاعية المتخصصة ان ايران تبني منصة جديدة لاطلاق الصواريخ "على الارجح بالتعاون" مع كوريا الشمالية، وذلك استنادا الى صور بواسطة الاقمار الاصطناعية. وقالت إن المنصة تبنى في مركز سنمان الفضائي شرق طهران وقد تستخدم عند اتمامها لاطلاق صاروخ فضائي يجري تركيبه حالياً وأطلق عليه  "سيمورغ" (الفينيق). ويبلغ طول الصاروخ 27 مترا وقطره 2,5 مترين ويزن 85 طنا وهو مزود اربعة محركات. ويهدف الى وضع قمر اصطناعي بوزن 100 كيلوغرام في مدار الارض على ارتفاع 500 كيلومتر، في غضون سنتين. وأوضحت المجلة ان الورش القائمة وبناء "سيمورغ" تشكل "دليلاً على احتمال التعاون مع كوريا الشمالية في البرنامج الصاروخي". وأشارت الى ان "المنصات التي بدت (في صور الاقمار الاصطناعية) والتي اقيمت على برج الاطلاق تشبه المنصة الكورية الشمالية الجديدة في تونغتشانغ". كما تتلاءم حفرة بادية قبالة المنصة مع "موقع الاطلاق الجديد على الساحل الغربي لدى بيونغ يانغ". واضافت: "تشبه المرحلة الاولى من بناء سيمورغ (صاروخ) اونها 2 الكوري الشمالي".

واكدت ان هذه النشاطات مجتمعة تثبت ان "طهران مصممة على مواصلة تطوير صواريخها الفضائية والعسكرية... على رغم سعي الولايات المتحدة الى الحصول على الدعم اللازم لفرض عقوبات اضافية" عليها.

 

تناقض بين البيان الوزاري وتوجهات قمة دمشق

الاندفاعة الحكومية أمام التحدي الأكبر في الحوار

 روزانا بومنصف     

صحّحت بعض الاجراءات التي اتخذتها الحكومة هذا الاسبوع، إنْ لجهة التعيينات او انجاز التعديلات على قانون الانتخابات البلدية والاختيارية واحالته على مجلس النواب، الانطباعات أو التوقعات السائدة والمترقبة عن شلل الحكومة، بحيث بدت هذه الاجراءات على رغم المحاصصة والتسويات التي اتسمت بها مفاجئة الى حد ما لكنها أعطت دفعا لهذه الحكومة كما لرئيسها ورئيس الجمهورية على حد سواء.

ويتحدث بعض الوزراء عن نية اجراء بعض التعيينات بين جلسة واخرى ولو "بالقطارة" من أجل الافادة من الزخم وتعزيز الانطباعات عن قدرة حكومة ما سمي الوحدة الوطنية على انجاز بعض الامور. وهذه التطورات ترقى الى مستوى تجاوز القطوع الحقيقي بعدما وصلت الحكومة الى حدود خط أحمر خطير بالنسبة الى وجودها واستمرارها على حد سواء، علما انها سلطت الضوء على أمرين: أحدهما ان التصويت كان مهما من حيث الشكل وهو ضروري في ظروف معينة، وان التسويات في المحاصصة قد تساهم في ايصال اشخاص غير اكفياء وغير معروفين، لكنها ضريبة للمحاصصة الطائفية والسياسية. وثمة تحديات داخلية أخرى أمام الحكومة، من أبرزها وأكثرها إلحاحا موضوع الموازنة الذي سيحسم في نظر الكثيرين عناوين التموضع الداخلي من زاوية التعامل معها واستخدامها من الافرقاء السياسيين في 8 آذار على طريقة الضغط بضربة على الحافر واخرى على المسمار وفق ما يتوقع كثيرون.

ولذلك يُعتقد أنّ التحدي سيكون أكبر في المرحلة المقبلة امام استحقاق ما يسمى طاولة الحوار وما يمكن ان تنجزه اولاً على وقع وتيرة التجاذبات غير الخافية التي تظهر في الاداء الحكومي، وثانيا بعد انتقادات كثيرة ساقتها غالبية الافرقاء السياسيين الى تركيبتها، في حين يدور جدل مباشر ايضا حول جدول اعمالها وما اذا كانت ستقتصر على موضوع الاستراتيجية الدفاعية وبت مصير سلاح "حزب الله" ام انها ستكون مفتوحة على مجموعة من المواضيع الاخرى وفق ما يضغط البعض. في عناوين هذا التحدي المباشر وفي ظل الاعتقاد ان التوافق على موضوع مصير سلاح الحزب واخضاعه للسلطة اللبنانية من ضمن ما يسمى استراتيجية دفاعية امر صعب لاعتبارات متعددة تتخطى لبنان وقدرته، ثمة مجموعة من التساؤلات من ابرزها:

اولا، ان طاولة الحوار السابقة انتهت الى نتيجتين، احداهما القرار في شأن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات على الاقل، ومن المهم الا تنطلق طاولة الحوار الجديدة من دون ان تضع هذا القرار موضع التنفيذ، لكي يكون هناك طائل وجدية، فضلا عن الصدقية، في ما يقوم به الافرقاء السياسيون على هذه الطاولة، خصوصا ان القرار يفترض ان يكون اسهل بكل المعايير من بت مصير سلاح "حزب الله" بامتداداته الاقليمية المعروفة. والنتيجة الاخرى هي انتداب الافرقاء السياسيين على طاولة الحوار ممثلين عسكريين لهم لتقديم دراسات عن سبل اعتماد استراتيجية دفاعية من ضمنها سلاح الحزب، تردد في حينه أن اسباب ذلك تعود الى ان استراتيجية الدفاع هي من مهمة العسكريين لا السياسيين، ولم ير اللبنانيّون أي نتيجة لذلك، فيما عاد الافرقاء السياسيون الى طاولة جديدة للبحث في الاستراتيجية الدفاعية مجددا من حيث المبدأ.

ثانيا، فرضت التهديدات الاسرائيلية الاخيرة على لبنان حملة سياسية واسعة قام بها المسؤولون السياسيون من مختلف مواقعهم في الداخل مع ممثلي الدول الكبرى كما في اتصالات بعواصم دول مؤثرة صديقة من أجل تجنيب لبنان حربا اسرائيلية جديدة في ضوء تكرار رئيس الجمهورية بنوع خاص ضرورة الزام اسرائيل تنفيذ القرار 1701 والانتقال من مرحلة وقف الاعمال العدائية الى وقف للنار. وكان أبرز هذه المواقف من روسيا والفاتيكان وفرنسا، الى جانب بعض الدول العربية.

من جهة اخرى، أدرجت القمة السورية الايرانية بمشاركة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لبنان في الخط الاول للمواجهة، لا بل في صراع محوري، على غير ما ورد في البيان الوزاري للحكومة وفق ما تلاه رئيس الحكومة امام مجلس النواب في 8 كانون الأول 2009، ونالت على اساسه الحكومة الثقة بغالبية غير مسبوقة من جميع الافرقاء. وقد ورد في البند السابع من البيان "ان الحكومة ستعمل على تعزيز العلاقات مع الاشقاء العرب وتمتين الاواصر التي تشدنا اليهم، وتلتزم الحكومة نهج التضامن العربي بعيدا من سياسة المحاور، حرصا على مصلحة العرب جميعا وبطبيعة الحال لمصلحة لبنان، فلا يكون ساحة لصراعات النفوذ الاقليمية والدولية (...)".

وتاليا، هل يمكن هيئة الحوار الجديدة ان تنطلق من أبسط الامور، أي التوافق على موقف يؤكد تضامن لبنان بجميع ابنائه في وجه التهديدات الاسرائيلية واستعداد الجميع للدفاع عن لبنان في حال تعرض لادنى اعتداء، وكذلك التوافق على موقف يقي لبنان الاخطار والتهديدات الاسرائيلية عبر التمسك بتنفيذ القرار 1701 بحرفيته كالتزام مبدئي، في موازاة طلب الحماية ومنع الاعتداء من الآخرين، ويقي لبنان كل الاخطار الاخرى، ايضا على خلفية ما يحصل في المنطقة ومخاوف مسؤوليه من ارتدادات ذلك عليه، انطلاقا مما ورد في البيان الوزاري على الاقل، أي التوافق على إبعاد لبنان عن كل المحاور، كيفما كانت، من ضمن التضامن العربي مع القضية الفلسطينية.

فهذا الامر الاخير مهم أيضا بالنسبة الى طاولة الحوار بصفتها ستضم المسؤولين جميعهم من كل الاتجاهات، وعلى نحو اكثر شمولا من مجلس الوزراء. وقد تركت قمة دمشق الايرانية السورية انطباعا ان لبنان بات فعلا في محور الممانعة، في حين ان البيان الوزاري ينص على ابتعاد لبنان عن سياسة المحاور. ومن المهم ان يتضح ذلك للخارج والداخل معا، لئلا يؤخذ على لبنان في وقت من الاوقات اندراجه من ضمن سياسة محورية أو صمته على ادراجه من ضمنها من دون أي رد فعل.

 

تضارب الملفات على طاولة الحوار ينذر بتحولها الى جلسات «رفع عتب»

المقاومة مرتاحة الى وضعها في ظلّ خلط للتحالفات سياسياً وطائفياً

إيلين عيسى/الديار

تلتئم طاولة الحوار يوم الثلثاء بطريقة يشبهها احد النواب بأنها اقرب الى «رفع العتب» منها الى البحث الحقيقي بين اللبنانيين حول المسائل الساخنة التي يدور حولها صراع قوي يتخذ اشكالا مختلفة. واذ يعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وفق اوساطه، انه قد اراح ضميره بالمسارعة الى تأليف الهيئة بعيدا عن المناكفات من هنا وهناك، ولذلك تعرض لانتقادات من جهات مختلفة، فإن الحوار المنتظر لا يبدو اقل سخونة، ذلك ان الافرقاء الذين حشرهم الموعد، كما فاجأهم التأليف، لا يتفقون على برنامج للملفات المطروحة على الطاولة.

ففريق «14 اذار» لا يرى من الحوار سوى مناسبة لاعادة فتح الحديث عن سلاح المقاومة، والحد من الهامش الذي تتمتع به في قرار الحرب والسلم.

وبات واضحا ان هذا الفريق «تواضع» في طموحاته، من المطالبة بنزع السلاح الى المطالبة بضبطه ضمن المؤسسات العسكرية والامنية للجيش اللبناني، وصولا الى الاكتفاء بالسؤال عن القرار في حالتي الحرب والسلم. واذا استمر هذا «التواضع» فإنه ذاهب الى القبول التام بالواقع، خصوصا ان البيانات الوزارية المتلاحقة تقر حق المـقاومة، كما ان الامم المتحدة في ظل الجو الدولي الجديد استبعدت تماما الطروحات المتعلقة بالمقاومة وسلاحها والواردة في القرارات ذات الصلة بلبنان من الـ1559 الى 1701.

ولذلك، فإن المقاومة ستكون مرتاحة الى ما سيدور على الطاولة حول سلاحها، فيما سيجري التذكير بالمقررات السابقة للحوار، ولا سيما في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، على اعتبار البنود الاخرى المتعلقة بترسيم الحدود مع سوريا قد اقرت وتنتظر التنفيذ ضمن المؤسسات الدستورية في ضوء التطبيع الرسمي مع دمشق، الا ان بند السلاح الفلسطيني هو الآخر مرتبط بالظروف الاقليمية، ولا يمكن فصله عن هذه الاعتبارات، وقد جاء التصريح الثاني لابو موسى في خلال نحو شهر ليعطي هذا الملف بعدا اخر، اذ انه بعدما اعلن رفضه نزع السلاح خارج المخيمات اذا به يطالب بإدخاله جزءا من الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وهذا يعني عمليا طرح موضوع اضافي على الطاولة يناقض ما تم الاتفاق عليه حول نزع السلاح خارج المخيمات، وهو موضوع طوي وانتهى، ولكنه قد يلقى صدى لدى بعض المشاركين في الحوار والذين لم يكونوا من عداد اطراف الحوار سابقا.

الا ان المعارضة التي ستكون مرتاحة الى وضعها ازاء مسألة السلاح قادرة على الانتقال بسرعة الى ملفات اخرى، ابرزها تأليف الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، وهذا الملف يرغب الرئيس نبيه بري في اطلاقه، لكنه لا يلقى صدى في الاوساط المسيحية، اضـافة الى ان «تيار المستقبل» يتحفظ ازاءه حاليا.

وبالتالي سيكون العماد ميشال عون الذي سيتبنى موقـف المعارضة بالنسبة الى الاستراتيجية الدفاعية، في موقع مختلف بالنسبة الى الملفات ذات الطابع الداخلي.

لكن موقف رئيس الجمهورية بالنسبة الى تأليف الهيئة قد يكون أكثر ليونة، اذا ما توافرت الاجواء لذلك. وانطلاقا من هذه المواقف المتناقضة حول الملفات، يرجح ان تنتهي نقاشات طاولة الحوار المقبلة بحصاد قليل. واذا كانت صورة الاقطاب يتبادلون المصافحات والابتسامات بدت مغرية في السابق، فليس واضحا مقدار تأثيرها في الجلسات المقبلة، لان عمليات تطبيع مهمة قد جرت منذ ذلك الحين. وهذه المصافحات قد تمت في معظمها، في حين ان اللقاء بين بعض من لم يتصالح بعد قد لا يحمل الصورة المشرقة نفسها.

 

تتوقع تعديلا ًفي تمثيل قوى سياسية وطائفية»

مصادر نيابية : مضمون الحوار ومعاييره العقدة الأبرز في الجولة المرتقبة في بعبدا

الديار/ هيام عيد

تراجع السجال السياسي حول دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاعادة اطلاق الحوار الوطني لجهة الشخصيات المشاركة السابقة والجديدة ولجهة المواضيع التي سيتم التطرق اليها وسيكون ابرزها الاستراتيجية الدفاعية. وكانت طبيعة الدعوة وتوقيتها اثارت اهتمام الاوساط السياسية في الاكثرية كما الاقلية النيابيتين حيث اختلفت ردود الفعل المنتقدة والمؤيدة على النتائج التي من الممكن التوصل اليها على صعيد احداث خرق في جدار المراوحة السياسية الحالية.

ورأت مصادر نيابية متابعة ان المعايير التي اعتمدت في الدعوة الاخيرة الى مائدة الحوار في قصر بعبدا، قد شكلت نقطة انطلاق خلافية منذ اللحظة الاولى للاعلان حيث ان توسيع الهيئة اثار اعتراضات واسعة خصوصا في اوساط فريق 14 اذار التي سارعت الى الرفض بشكل صريح لمشاركة شخصيات «ناقصة» التمثيل على حد قولها، بينما في المقابل برز توجه واضح لدى الفاعليات السياسية في المعارضة السابقة الى المشاركة الفعلية بصرف النظر عن التحفظات العديدة التي اطلقت في الساعات الـ 48 الماضية، ذلك ان الاعداد من قبل كل الافرقاء السياسيين المدعوين الى الجلسة الحوارية او غير المدعون هذه المرة قد اقترب الى مرحلة نضجت فيه الطروحات والمشاريع خصوصا بالنسبة للاستراتيجية الدفاعية التي توقف الحوار عند مناقشتها خلال الفترة الماضية.

وكشفت المصادر النيابية المتابعة ان تحركا يجري بعيدا عن الاضواء لادخال تعديلات على الهيئة المعلنة من قبل رئيس الجمهورية خصوصا بالنسبة لعدم ورود اسم وزير العمل بطرس حرب هذه المرة، مع العلم ان الوزير حرب اعلن عدم مبادرته الى اي اتصال او محاولة تصب في اتجاه تعديل هذه المسألة وبالتالي المشاركة في طاولة الحوار.

واوضحت ان نقاشا مستفيضا يدور في اوساط قوى 14 اذار وخصوصا لدى القوى المسيحية التي انتقدت التمثيل الكاثوليكي والماروني في هيئة الحوار وكذلك بالنسبة للتمثيل السني، وتوقعت ان يؤدي هذا الواقع الى تسوية معينة للتحفظات لن تقتصر على هذه القوى فقط بل تشمل ايضا الاحزاب التي لم تمثل في الهيئة وذلك بهدف التوصل الى تمثيل سياسي شامل يحقق الاجماع الوطني على الهيئة ويسقط هذه الصفة على مناقشاتها ومقرراتها في فترة لاحقة.

وقالت المصادر ان سقف الاعتراضات المرتفع حيال طريقة توسيع هيئة الحوار الوطني لن يحول دون انعقادها وذلك انطلاقا من انسجام الاطراف السياسية مع طروحاتها ودعواتها السابقة الى رئيس الجمهورية بالاسراع في جمع المسؤولين واركان الحوار حول طاولة واحدة ووضعهم امام مسؤولياتهم خصوصا في ظل التعثر الواضح في المشهد الداخلي من جهة والتحديات الاقليمية الضاغطة على الوضع اللبناني من جهة اخرى. واعتبرت بالتالي ان هذا السقف سينخفض في الايام المقبلة وسيرتأي اكثر من مرجع مشارك في الهيئة القيام بخطوة اعلان نوايا ايجابي ازاء الدعوة اولا الى الحوار وازاء مناقشة ما يدعو اليه الجميع منذ توقف جلسات الحوار سابقا ثانيا، مستبعدة ان يلجأ اي طرف الى المقاطعة في ضوء المواقف الاولية المعلنة وبشكل خاص من قبل مرجعيات وزارية ونيابية سابقة. والى جانب الملاحظات الكثيرة التي سجلت حول تشكيلة هيئة الحوار الوطني تحدثت المصادر النيابية عن استحقاق اساسي في الحوار المرتقب يشمل المضمون والذي لم يتطرق اليه اي طرف الا في سياق الكلام عن الاستراتيجية الدفاعية حيث يرى افرقاء انه من غير المفيد استكمال البحث فيها بعد تطورات الاسبوع الماضي، بينما يعتبر «حزب الله» نفسه ان التمثيل السياسي ليس شاملا في هذه الهيئة وبالتالي فإن النقاش لن يكون مكتملا وخصوصا ان شخصيات بارزة غابت عن الهيئة الحالية. وخلصت المصادر الى ان جولة الحوار المقبلة دونها تعقيدات ومحاذير قد يكون ابسطها المشاركة ومدى تمثيل الاطراف السياسية فيها ذلك ان جدول الاعمال المرتقب والذي ما زال غامضا سيشكل نقطة الخلاف الاساسية بعد تسوية السجال الراهن حول تمثيل القوى السياسية والطائفية فيها.

 

مصافحة سليمان فرنجيه ونديم الجميّل أكدت على طيّ الصفحة السوداء

الديار/ صونيا رزق

اللقاء الذي جمع رئيس حزب الكتائب امين الجميّل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية خلال تقديمه واجب التعزية بالسيدة ماديس بيار الجميّل في حضور النائبين نديم وسامي الجميّل شكّل جلسة حوار إستمرت لاكثر من ساعة فأدت في طليعة الامر الى مصالحة بين فرنجية والنائب نديم الجميّل خلال اللقاء الاول بينهما ، فرنجية الذي أعرب عن سعادته بلقاء نديم الجميّل تمنى ان تتطور العلاقة معه الى الافضل في إشارة منه الى ان آخر الابواب المقفلة قد ُفتحت بين الكتائب والمردة ، وتؤكد المعلومات الواردة عن المجتمعين ان صفحة الماضي الاليم قد طويت الى غير رجعة والانطلاق نحو فتح صفحة جديدة قد بدأ خصوصاً وان بوادر هذه المصالحة قد اطلت في وقت سابق نتيجةً للتواصل بين الكتائب والمردة وبعد الدعوة التي تلقاها النائب سامي الجميّل لزيارة بنشعي فقام حينها بخرق جدار الصعوبات وطرق باب المصالحة المسيحية ولبّى الدعوة وكانت بعدها زيارة متبادلة لبّى من خلالها النائب فرنجيه دعوة الغداء في بكفيا، وهكذا توالت اللقاءات لتستقر اليوم على تأسيس اطار جديد للمصالحة بين الفريقين وسط اجتماعات دورية بعيدة عن الاعلام للجان مشتركة لإعادة اللحمة بين حزبين مسيحيين في موقعين سياسيين مختلفين يتزامن خطابهما الانفتاحي مع تراكم معطيات تؤكد رغبة مسيحيين كثر بالخروج من الصراع المسيحي الحاد.

وتشير اوساط المجتمعين الى ان الايجابية خيّمت على اجواء اللقاء اذ كان عفوياً بامتياز وتناول مختلف الطروحات والملفات العالقة وجرى التأكيد على تجاوز الصفحة السوداء بين الحزبين خصوصاً بعد المصافحة التي جرت بين النائبين فرنجية ونديم الجميّل ، وبعدها تّم التأكيد على ان المسيحيين يتميزون بتنوع آرائهم والمهم ان يتوقف اللجوء الى العنف لحل الخلافات.

وعّبر الفريقان عن تصميمهما كي تكون علاقاتهما منطلقاً للحوار ضمن خصوصية كل حزب ، كما شددا على حاجة المسيحيين إلى التفاهم ضمن اطار تعدديتهم السياسية ليكونوا حجر الأساس للوحدة الوطنية ، وتطرق اللقاء ايضاً الى ملف طاولة الحوار والمعايير التي اتخذها الرئيس ميشال سليمان لاختيار الاسماء، وتناول المصالحة مع الدكتور سمير جعجع اذ أكد النائب فرنجية أنه لا يمانع الجلوس إلى طاولة الحوار مع جعجع، معتبراً أن الخلاف في السياسة لا يعني أخذ الأمور إلى أبعد من ذلك، وأشار إلى أنه لن يسمح لأحد بأن يستفيد سياسياً من هذا الموضوع لان المصالحة مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية لا يمكن أن تتم في لقاء جانبي على هامش طاولة الحوار ، ورأى أن على جعجع وبأسلوبه وقوته السياسية إعادة خلق اجواء مؤاتية للمصالحة ، وأكد انه مهما حاولوا التقاط صورة مشتركة لهما في قصر بعبدا فهذا لن يغيّر شيئاّ وحتى لو دعاهم الرئيس ميشال سليمان الى مأدبة غداء فالقصة هي نفسها، معتبراً ان تعاطي الدكتور جعجع فوقي ولن يؤدي الى ليونة في الامور.

واشار فرنجية الى ان الأجواء كانت مؤاتية للمصالحة عند خروج الدكتور جعجع من السجن ولكن الوضع تغيراليوم بسبب بعض المواقف، فبات جمهور المردة غير مقتنع بها ، كما تطرق رئيس تيار المردة ايضاً الى التهديدات الاسرائيلية فأكد ان لا حرب اسرائيلية على لبنان كما ُيشيّع البعض.

اما الرئيس امبن الجميل فقد أعرب عن خشيته من ان تتضمن تركيبة طاولة الحوار صعوبات وعراقيل داخلية تعيق مسيرتها، واشار إلى ان حزب الكتائب يبحث هذا الموضوع لاتخاذ القرار المناسب، واعتبر على خط آخر ان تحصين لبنان في وجه التهديدات الاسرائيلية لا يكون بكمية الصواريخ وتوازن الرعب وانما بمعالجة الوضع الوطني واعادة اللحمة بين الناس، وقال« ورد في البند السادس من البيان الوزاري ان المسؤولية في الدفاع عن لبنان تقع على عاتق الشعب والجيش والمقاومة لكن قمة دمشق اختصرت المسؤولية كلها في حزب الله »، مؤكداً تحفظات حزب الكتائب في هذا الاطار وذكّر باعتراضاته على هذا الامر في مناسبات عدة ، مؤكداً أن ما يهم الحزب هو حل كل القضايا المطروحة ، مبدياً قلقه من عرقلة هذه الامور.

ولفتت أوساط المجتمعين الى أنّ الفريقين خرجا اليوم من دوامة خلافاتهما الشخصية، وبقي الخلاف السياسي مشروعاً عند كل الأفرقاء، إذ لا يجوز أن تكون كل الأطراف موحّدة حول رؤية سياسية معينة وإلا تحوّلنا إلى أنظمة ديكتاتورية مجرّدة من الديمقراطية ، فيما العلاقة اليوم تطبّعت بين الطرفينً بحيث لا مشاكل فردية أو جماعية عنفية، اذ عبّر الجانبان عن تصميمهما بأن تكون علاقاتهما منطلقا للحوار كما أكدا على حاجة المسيحيين إلى التفاهم ضمن اطار تعدديتهم السياسية ليكونوا حجر الأساس للوحدة الوطنية.

اشارة الى ان الأمور الوطنية العامة كانت قد ُبحثت خلال لقاءات سابقة بين الكتائب والمردة في بنشعي وبكفيا من دون الدخول في التفاصيل السياسية، كما ان التطرق الى الملفات الجامعة والمشتركة ُبحثت وتّم الاتـفاق عليها وهي التي ُتعتبر بمثابة الخط الاحمر كقضية التوطين والمحافظة على استقلال لبنان والموقع الاول .

وتوضح أوساط الكتائب ان الحزب يعمل حالياً لنجاح مسيرة التقارب المسيحي-المسيحي، وهو اليوم واسطة خير للمساعي الطيبة لانه عمل ولا يزال يعمل على ضرورة إنجاز المصالحة المسيحية- المسيحية على الرغم من أنّ الخلافات بين الزعامات المسيحية ليست خلافات شخصية بل خلافات سياسية تتمحور بالدرجة الأولى حول نظرة كل من الكتائب والقوات من جهة والتيار الوطني الحر والمردة من جهة اخرى إلى السلاح غير الشرعي الذي ُيصّر الحزب على أن يكون ضمن إطار الدولة والجيش.

 

 الاعلان عن سقوط «السرّ التقني» بيد الاجهزة اللبنانية دفع العدو الى تغيير أساليبه

إعتقال جودت خوجة كشف لمديرية المخابرات جيلاً جديداً من عملاء «الموساد»

مسح مناطق طلبت منه عبر تقنية لا تسمح له بمعرفة ما قدّم من معلومات لاسرائيل

 الديار/اسكندر شاهين

جيل جديد من العملاء لجهاز «الموساد» الاسرائيلي تم التعرف اليه بعد اعتقال العميل جودت خوجة في طرابلس، يتميز بعدم معرفته بأي شيء حول عمله التجسسي، وبمعنى آخر بات عملاء «الموساد» نسخة مطابقة «للبريد الميت» الذي درجوا على استخدامه، حيث كان بعض العملاء السابقين ومنهم محمود رافع على سبيل المثال يتلقون حقائب مع تعليمات يطمرها في امكنة محددة دون معرفة محتوياتها، لتصل الى عملاء آخرين، مما كان يقطع حلقة الوصل في سلسلة التعرف الى آخرين اذا ما وقع عميل في يد الاجهزة وفق مصدر امني بارز.

ولعل المفاجأة وفق المصدر نفسه ان التحقيقات مع العميل خوجة اثبتت حتى الان ان دوره لا يتعدى اية آلة، وانحصر عمله بوصل جهازه الخلوي على جهاز كومبيوتر محمول وموصول بالساتيلايت، حيث يتم مسح مناطق واسعة اثناء تجوله في سيارته على اماكن يحددها له مشغلوه في «الموساد»، وهذه التقنية متطورة جداً لناحيتين: الناحية الاولى جهل العميل بالمعلومات التي يؤلفها خلال تجوله بحيث تصل الى الاسرائيليين مباشرة، والثانية طمس اية بصمات قد تكشف ماهية الاهداف التي يسعى اليها الموساد، اضافة الى ان آلية العمل ليست بحاجة لتلقي العميل دورات تدريبية على اجهزة تكنولوجية معقدة، ولعل كشف «السر التقني» والاعلان عنه من قبل الاجهزة الامنية والذي على اساسه تم الايقاع بالعميل اديب العلم وزوجته وبقية العملاء امثال مروان فقيه وزياد الحمصي وميشال عبدو وغيرهم، دفع «بالموساد» الاسرائيلي الى خلق جيل جديد من العملاء عصي على الكشف الا بفعل الصدفة احياناً والجهود المكثفة والمضنية احيانا اخرى التي تترافق بدرس بعض الظواهر الاجتماعية المتعلقة بالعمـلاء لجـهة المظاهر الاجتماعية من ترف وبذخ مجهول مصدر تمويله ولا يتلاءم مع مصادر دخلهم، وربما هذه الامور شكلت احدى الثغرات التي نفذت منها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لالقاء القبض على العميل خوجة الذي يعتبر سمكة كبيرة في علم الامن.

فالعميل المذكور ـتم تجنيده في الخارج من قبل «الموساد» حيث كـان يقـوم باستيراد سيارات لبيعها في الاسواق اللبنانية فـهو صاحب معرض للسيارات الفخمة وعمله كان يغطي على اتصالاته الدولية فتحولت تجارته غطاء ناجحا للتواصل مع «الموساد» عبر رسائل هاتفية مشفرة، فطراز السيارة ربما يشكل رمزاً امنياً لجهة التحركات المطلوبة منه، وكذلك الامر بالنسبة لنوع السيارات حيث تصبح الانواع اماكن مطلوب مسحها منه، مما يخرج التنصت على مكالماته من دائرة الشبهات، ويبعده عن دائرة الشكوك.

ويشير المصدر الى ان الشبهات بدأت تدور حـول خوجـه بسبب حياة البذخ التي عاشها، واحاط نفسه بدائرة واسعة من الاشخاص وكان يقوم باهداء سيارات فخمة لاشخاص معروفين في اوساطهم، اضافة الى اقامتـه الكثير من المآدب والحفلات الى حد بات يشكل فاعلية في محيطه، وهذه الامور رسمت حوله الكثير من علامات الاستفهام ورأس الخيط الذي تلقفته مديرية المخابرات مع مجموعة من الحيثيات تتعلق بسفره الكثير الى الخارج، فتابعت مراقبته وصولاً الى رصـده على مـدار الساعة، فتم اعتقاله ليعترف اثناء التحقيق بعلاقته بالعدو الاسرائيلي دون ان يكون على علم بما قدمه «للموساد» من معلومات مطلوبة كون عمله لا يتعدى عمل اية آلة.

  

الحاجة الى قانون «واقعي» يُعيد وصل «لبنان المغترب» بـ«لبنان المقيم»

الديار/لقد ادى تأخُّر عودة المهجرين المسيحيين الى قراهم منذ العام 1983، الى هجرة شريحة كبيرة منهم. وتبيّن ان نسبة المهاجرين من لبنان في السنوات الثلاثين الأخيرة، تضمّنت غالبية من المهجرين من قراهم. فالمهجر الذي فقد منزله وارضه ومورد عيشه، ضاقت به السبل في مناطق اخرى، وفُتحت امامه ابواب السفارات، وفي غالبية الأحيان الى بلدان بعيدة كاوستراليا وكندا واميركا اللاتينية والولايات المتحدة والسويد وسواها. وما زال ملف المهجرين يتعثّر حتى اليوم تحت عناوين لم تعد مقنعة لأحد. وعندما تولد اجيال جديدة خارج القرى المهجرة، او خارج الوطن الأم، يضعف الارتباط بالارض وتنسلخ المجموعات عن بيئتها الطبيعية وتراثها وتقاليدها. ويمكن القول ان السلطة التي قامت في لبنان منذ الطائف تتحمل المسؤولية عن هذا الخلل، لأنها أمعنت في استثمار ملف المهجرين، من غير ادراك او بإدراك الى أبعاد هذه المشكلة على الصعيد الوطني، وعلى الهوية اللبنانية.

وفي هذا المجال، احسن قادة الشيعة في لبنان، بعد عدوان اسرائيل على لبنان في العام 2006، وتحديداً الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، بدعوة الاهالي الى العودة سريعاً الى القرى التي نزحوا منها بفعل العدوان. فهذا العمل انقذهم من مخاطر التشتّت والتهجير... ومن ثم الهجرة، كما حصل للمواطنين الذين تركوا الجبل ومناطق اخرى في ظروف مختلفة من اعوام الحرب الاهلية وغير الاهلية.

} الرئيس رفيق الحريري: حريصون على الاغتراب }

وقد اكد الرئيس رفيق الحريري في 2003 على اهتمامه بالمغتربين والتمسك بارتباطهم بلبنان، اذ اشار الى ان الحكومة تقوم بالتعمق في دراسة اسباب الهجرة اللبنانية الحديثة وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية.

الا ان السيطرة على الهجرة تبقى صعبة المنال في ظل القوانين التي تنص على حرية التنقل والانتقال، فالمهاجرون ينشدون دائما اجواء اقتصادية واجتماعية اكثر ملاءمة لهم، وموقع لبنان وخصوصية تركيبته يشجعان على انفتاح ثقافي وتجاري كبير مع دول العالم كافة.

واوضح الرئيس الحريري ان الحكومة تؤمن التسهيلات للمغتربين الذين لم يتخلوا عن هويتهم ليتمكنوا من تسجيل اولادهم.

فالبعثات الديبلوماسية والقنصلية تقوم بواجبها على اكمل وجه، ودوائر الخارجية تدرس معاملات اللبنانيين في الخارج بالسرعة القصوى وتحيلها الى المديرية العامة للاحوال الشخصية.

وفور انجازها، تعيدها الى السفارات دون ابطاء.

وهناك مشروع قيد البحث لنشر ارقام المعاملات المنجزة على شبكة الانترنت.

واضاف ردا على سؤال النائب نعمة الله ابي نصر في مجلس النواب حول معاملات اختيار الجنسية: ان الحكومة تحاول جاهدة القيام بما يلزم من اجل اجتذاب المغتربين وربط لبنان المقيم بلبنان المغترب وذلك على شتى الصعد التربوية والسياسية والاقتصادية، نذكر على سبيل المثال: تنظيم المخيمات السنوية للشباب المغترب، اقامة المؤتمرات الخاصة برجال الاعمال المغتربين اللبنانيين، واعطاء المغتربين عدة حوافز وتسهيلات ضريبية لتشجيعهم على الاستثمار في وطنهم الأم، اضافة الى ذلك فان الحكومة تسعى الى استقطاب الكفاءات المهاجرة للمساهمة في نهضة البلاد الانمائية والاعمارية ففي عام 1994، اطلقت مع مجلس الانماء والاعمار مشروع «توكتن» الذي يهدف الى تلبية حاجة لبنان الى الاختصاصات الجديدة من خلال المهارات التي كانت قد هاجرت الى الخارج في ظروف مختلفة.

واضاف ان حق الانتخاب وحق الترشيح حقان مقدسان لا يمكن لاحد نزعهما من المواطن اللبناني، وان اللبنانيين المغتربين الذين يودون المشاركة في الانتخابات يحضرون خصيصا الى لبنان للاقتراع، ومنهم من ترشح في الانتخابات النيابية الاخيرة ونجح.

اما بالنسبة للاستئناس بقوانين الانتخابات في الدول الاخرى بغية اعطاء المغتربين حق الاقتراع والترشيح من خلال السفارات، فاننا نوضح ما يلي: صحيح ان القانون الجزائري الصادر عام 1997 يعطي الجزائريين المقيمين في الخارج حق انتخاب ثمانية نواب منهم يتوزعون على المناطق التي تشهد كثافة اغتراب جزائري، الا ان القانون المذكور يربط ممارسة هذا الحق بشرط تسجيل الجزائريين في القنصليات والبعثات الجزائرية في الخارج.

اما القانون الفرنسي والقانون السوري فهما يعطيان المواطنين المقيمين في الخارج حق المشاركة في الانتخابات الرئاسية فقط.

وتجدر الاشارة الى ان القانون الفرنسي ينص على قيام الفرنسيين الموجودين في الخارج بانتخاب ممثلين عنهم في منظمة غير حكومية تدعى اتحاد الفرنسيين في الخارج «Organisation des Francais a l'etranger» وان هذه المنظمة تنتدب 12 من هؤلاء الممثلين ليكونوا اعضاء شرف في مجلس الشيوخ الفرنسي وتكون لهم صفة المراقبين ولا تجري اية عملية اقتراع لانتخاب النواب خارج فرنسا.

} اقتراح لاستعادة الجنسية }

ويقول ابي نصر: من الخطأ اعطاء الاغتراب طابعا مسيحيا.

فالهجرة متعددة الانتماءات، ولا سيما الاغتراب الحديث الذي يتسم بطابع اسلامي - مسيحي، وتحديدا شيعي - مسيحي.

وانطلاقا من ذلك، ولئلا يكون الاهتمام بالمغتربين محصوراً بالشعارات تقدمنا باقتراح قانون امام مجلس النواب في 10/9/2003 يتيح استعادة الجنسية اللبنانية لمن هم من اصل لبناني ضمن شروط محددة جاء في المادة الاولى من اقتراح القانون: «كل شخص مقيم خارج لبنان، من اصل لبناني، ولم يختر الجنسية اللبنانية خلال المهل المحددة بالقوانين اللبنانية، يعتبر حكما من الجنسية اللبنانية، شرط اثبات اصله اللبناني واقامته ثلاثة اشهر متواصلة على الاراضي اللبنانية».

هذا الاقتراح جرى اقراره بعد الدرس والمناقشة في لجنة الادارة والعدل.

واننا نرى تبني هذا الاقتراح امرا طبيعيا.

ذلك ان كل الدول اعتمدت مبدأ استعادة الجنسية للذين يتحدرون من اصول ابنائها.

كذلك فان القانون السوري يعتبر سوريا حكم كل من هو من اصل سوري دون وضع اي شرط اضافي.

لكن المفاجأة كانت انه عندما نوقش هذا الاقتراح امام لجنة الادارة والعدل تذرعت وزارة الداخلية بشخص الوزير حسن عكيف السبع الي مثله السيد غسان شحاده، بان القانون الصادر بتاريخ 31/1/1946 ينص في مادته الاولى على ان كل شخص من اصل لبناني مقيم خارج لبنان ولم يختر الجنسية اللبنانية.

يمكنه اذا عاد نهائيا الى لبنان ان يطلب اعتباره لبنانيا، فيصدر بذلك مرسوم يصدر في مجلس الوزراء، ولما سئل: هل استفاد احد من هذا القانون منذ صدوره اي منذ 60 عاما حتى اليوم؟ اجاب: لا.

هذا القانون لم يطبق لانه يشترط على كل متحدر من اصل لبناني ان يعود نهائيا الى لبنان وان يتنازل عن هوية البلد الذي هاجر اليه واكتسب جنسيته، وان يسلم جواز سفره وان يخضع لتحقيق...

الخ وان يتقدم بدعوى ليحصل على حكم بذلك، عمليا لم يستفد احد من هذا القانون.

} 12 نائبا للاغتراب }

وبتاريخ 10/11/2003 تقدمنا باقتراح قانون يرمي الى اضافة 12 نائبا على عدد النواب الحاليين ينتخبهم اللبنانيون المقيمون في الخارج من بينهم بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ونسبيا بين الطوائف.

وقع هذا الاقتراح عشرة نواب ينتمون الى مختلف الكتل والطوائف وهم بالاضافة لنا احمد فتفت، غسان الاشقر، فؤاد السعد، غازي زعيتر، روبير غانم، غسان مخيبر، ياسين جابر، بطرس حرب وعلي بزي

اعتبرت هيئة التشريع والاستشارات برئاسة القاضي شكري صادر وعضوية القاضيين انطوان بريدي وجويل فواز ان اعتماد هذا الاقتراح يتطلب تعديلا للدستور.

اننا نرى خلاف ذلك ان الامر يتعلق بقانون الانتخاب فالمادة 24 من الدستور نصت على ما يلي: «يتألف مجلس النواب من نواب منتخبين، يكون عددهم وكيفية انتخابهم، وفقا لقوانين الانتخاب المرعية الاجراء والى ان يضع مجلس النواب خارج القيد الطائفي توزع المقاعد النيابية وفقا للقواعد الآتية:

أ - بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.

ب - نسبيا بين طوائف كل من الفئتين.

ج - نسبيا بين المناطق.

ولم تتطرق المادة الى العدد، بدليل ان وثيقة الوفاق الوطني نصت على عدد النواب الـ(108) والمعمول به حاليا هو128 اما بالنسبة الى التوزيع الطائفي فان الاقتراح المقدم راعى هذا التوزيع، وفي اي حال، هذا الاقتراح هو قيد النظر واذا كان الامر يتطلب تعديلا للدستور فلم لا؟

} البطاقة والجامعة الثقافية }

والدليل الاكبر على ان الدولة تهمل الاغتراب، هو انه بتاريخ 4/3/2004 شكل مجلس الوزراء لجنة وزارية لدراسة السبل الايلة الى تعزيز تواصل المغتربين اللبنانيين مع وطنهم الام، ترأس هذه اللجنة الرئيس عصام فارس وقامت بالمهمة المطلوبة منها، ورفعت تقريرها الى مجلس الوزراء بتاريخ 29/6/2004 وفي جلسته المنعقدة بتاريخ 27/7/2004 وافق مجلس الوزراء على التقرير الذي يضم نقاطا واقتراحات عدة.

واحال الى الوزارات والادارات المختصة نسخة عن قراره، معتمدا الخطة التي طرحتها اللجنة هي خطة متكاملة وبالغة الاهمية حتى الان لم ينفذ شيء من هذه الخطة.

وجدير بالذكر هنا يضيف ابي نصر: موضوعان مهمان: البطاقة الاغترابية، والجامعة الثقافية في العالم، فالبطاقة لم تعتمد بعد والجامعة تتآكلها النزاعات الداخلية ووزارة الخارجية والمغتربين ومديرها العام يقفان مكتوفي الايدي لاجمي اللسان،ينظران اليها وهي تنهار.

اضافة الى تقاعس معظم البعثات الدبلوماسية اللبنانية المنتشرة في العالم تجاه المغتربين.

انه بمجرد الغاء وزارة الشؤون المغتربين بسبب فشلها وانحيازاتها الفئوية.نعرف مدى اهمال الدولة بكامل مؤسساتها منذ الاستقلال حتى اليوم لابنائها في الخارج.

} اللبنانيات ومنح الجنسية }

واذ يتخوف من الانعكاسات المحتملة لاعطاء اللبنانية المتزوجات من اجانب الجنسية لازواجهن واولادهن، ويصف ذلك بانه قد يكون مرسوم تجنيس جديدا.

يقترح حلا باعتماد بطاقة خضراء Green card توفر لهؤلاء الازواج الذين يحملون اساسا جنسيات اجنبية، بالعمل في لبنان والاقامة كأي لبناني باستثناء حق الحصول على الجنسية ودخول النقابات المقفلة، الا في حالات التعامل بالمثل مع البلدان التي يحملون هويتها.

فلبنان غير قادر على الدخول في مغامرات عنوانها اصلاحي وهي من دون شك احد حقوق الانسان والمواطن، لكن تنفيذها قد لا يناسب لبنان في هذه الظروف.

 

 كرامي يكشف <المستور> بعد تشكيل هيئة مؤتمر الحوار الوطني

<المعارضة السنِّية> من وهن الى وهن·· وصولاً الى الإفلاس السياسي

<المعارضة السنّية كانت تعتب همساً على الحلفاء بسبب تهميشها، وقيادة المعارضة ترد هل يستطيعون التوافق على من يمثلهم؟>

اللواء/حسن شلحة

أثار تشكيل الرئيس ميشال سليمان لهيئة مؤتمر الحوار الوطني عاصفة من ردود الفعل الغاضبة والمتنوعة سياسياً وطائفياً ومذهبياً، وخاصة من قبل الذين لم تتوافق مواصفاتهم والمعايير التي وضعها رئيس الجمهورية الذي حرص على مشاركة كافة القوى المؤثرة في المسار السياسي اللبناني، كما أن الرئيس سليمان <الحَكَمْ> و<المعتدل> ليس لديه موقف سلبي مسبق من أي شخصية أو جهة ممن أبدوا امتعاضهم، فهؤلاء تجاهلوا حرص الرئيس على نجاح عهده، وأن مؤتمر الحوار الوطني هو لإيجاد تفاهم بين القوى السياسية حول رؤية لاستراتيجية دفاعية تحفظ حق لبنان والتوافق حول وسائل دفاعية رادعة لأي عدوان اسرائيلي· وأكثر ما لفت الانتباه تلك <الانتفاضة> من قبل ما كان يُسمّى بـ <المعارضة السنّية> التي استغلت تشكيل مؤتمر الحوار الوطني (وكان مطلب يومياً ضاغطاً على الرئيس للإسراع بتشكيل المؤتمر من قبل كافة القوى السياسية) لتشنّ حرباً على الرئيس ونهجه··· غير مبررة وغير مُقنعة· وهنا انفرد الرئيس سليم الحص وحده ليُثني على قرار الدعوة لعقد الحوار الوطني مبتعداً عن الأسلوب الذي سلكه بقية أطياف ما كان يُسمّى بـ <المعارضة السنّية>، فالرئيس عمر كرامي بعد عتبه على حلفائه انتقد بشدّة نهج الرئيس سليمان بعد تأكيده عدم وجود رغبة لديه بالجلوس الى طاولة الحوار كونها تضم سمير جعجع··

تصريح الرئيس كراي فتح شهية الآخرين من عبد الرحيم مراد الى أسامة سعد الى عدنان عرقجي وكمال شاتيلا وغيرهم ممن أُطلق عليهم في المرحلة الماضية <المعارضة السنّية> ليُعلنوا مواقف سلبية من تشكيل هيئة الحوار الوطني·

فعتب الرئيس كرامي على <الحلفاء> في قوى 8 آذار وتحديداً حزب الله والرئيس نبيه بري ليس مردّه فقط عدم ممارسة الحلفاء على الرئيس سليمان ضغوطاً من أجل مشاركة حلفائهم في مؤتمر الحوار، وإنما هو <عتب> قديم نظراً للقواعد التي كانت تتحكم بمسيرة العلاقة بين كافة قوى المعارضة السابقة·

من جهتها كانت <المعارضة السنّية> ترى ولسنين طويلة تهميشاً متعمّداً من القيادات المؤثرة في المعارضة، وتحديداً من القيادة الشيعية فيها·

فقد كانت ترى شخصيات <المعارضة السنّية> أن التعامل معها من قبل الرئيس بري وحزب الله ليس في مستوى الموقف الذي اتخذته هذه الشخصيات <السنّية> من مناصبتها العداء والمناكفة لسياسة الرئيس رفيق الحريري قبل استشهاده بسنوات طويلة عندما بدأ التجاذب السياسي حول العديد من العناوين السياسية الداخلية يبرز بين أطياف القوى السياسية اللبنانية، الى موقفها السلبي من قضية استشهاده ومن ثم استمرت على نهجها هذا في مواجهة نجله سعد الحريري، الى غير ذلك من المحطات وفي مقدمها سلاح حزب الله، وتظاهرة 8 آذار، وموقفها السلبي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الى أحداث 7 أيار 2008، فمواقف هذه القيادات من أحداث 7 أيار لم يكن واحداً، ففي الوقت الذي تمايز فيه الرئيس عمر كرامي بموقفه اندفع عبد الرحيم مراد <مزايداً> عندما أعلن أن <ميليشيا حركة أمل وحزب الله تأخرت كثيراً في اقتحامها للعاصمة بيروت فهذا الاجراء كان يجب أن يحصل منذ سنوات>، ولم يكتف بموقفه هذا بل أوعز لميليشياته في البقاع للاستنفار من أجل تأديب بعض القرى البقاعية، ولعناصره وحرسه الخاص في بيروت لاقتحام المكاتب السياسية لتيار المستقبل في منطقة عائشة بكار والزيدانية وتلة الخياط، كما عمد لاحقاً الى إهانة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني عندما منعه من إعادة تركيب كاميرا مراقبة أمام مدخل منزله المجاور لمنزل مراد (وهذا الموقف أوجد حالة خلافية داخل قيادة حزب الاتحاد تفجّرت بإعلان حركة تصحيحية منذ عام لمواجهة سياسة مراد)·

وكانت ترى هذه القيادات السنّية المعارضة أن الإجحاف يطالها من الحلفاء، فعندما تشكلت قيادة المعارضة من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر لم يتم التشاور مع أي من القيادات السنّية المعارضة حيث تم ا ستبعادها·

من جهتها قيادات حزب الله وحركة أمل كانت دائماً عندما يصلها <همس> القيادات السنّية المعارضة المحتجة مباشرة أم بالواسطة كانت تشير وبصوت خافت أيضاً متسائلة <أين هي المعارضة السنّية؟ وهل يستطيعون التوافق على شخص واحد يمثلهم؟>، وهذه التساؤلات كان يضاف إليها القول <في أكثر من محطة واستحقاق لم نلمس القوة المؤثرة لهذه المعارضة فهم ماذا يريدون؟ دائماً يطلبون منا أن نحملهم على أكتافنا فليوحّدوا جهودهم أولاً

في المقابل كانت تردّ القيادات السنّية المعارضة <لا يريدوننا أقوياء بل قوة ضاغطة على الحريري في الشارع السنّي>·

وفي الرد على الرد تهمس القيادة الشيعية في المعارضة <نحن لم نقصّر بدعم القيادات السنّية المعارضة في شيء وعليهم أن يثبتوا وجودهم ويوحّدوا جهودهم··>·

الحقيقة أنه رغم كل الدعم الذي قُدّم <للمعارضة السنّية> منذ أكثر من عشر سنوات مضت محلياً وعربياً وإقليمياً بقيت هذه المعارضة على ضعفها، <فكل واحد منهم يرفض التنازل للآخر<، وجاءت نتائج الانتخابات البلدية والنيابية في الدورتين الماضيتين لتؤكد عجز هذه <المعارضة السنّية> من الفوز بثقة الناخبين لتستمر على عجزها وتفككها، ولترى أخيراً في الخطوة الهامة التي أقدم عليها الرئيس سليمان بتشكيله لأعضاء هيئة مؤتمر الحوار الوطني مناسبة لكشف المستور في علاقة لم تكن <صحية> بين قوى المعارضة السابقة، فالرئيس كرامي الذي يملك حيثية شعبية مميّزة أقدم سابقاً على <حلّ> اللقاء الوطني الذي كان يترأسه من غير التشاور مع الحلفاء رداً على تشكيل قيادة المعارضة وقتها من الشيعة والموارنة، ومنذ أيام أقدم على خطوة مماثلة بإعلانه الخروج من قوى 8 آذار بعد عتب على الحلفاء، هذا فيما لزم مراد الصمت في محاولة منه الحفاظ على بعض المكاسب، أما بقية القيادات السنّية المعارضة التي لا حول لها ولا قوة ولا تأثير اكتفت بالشكوى والعتب الذي لا يُسمن ولا يدفع بها فيما لو بقيت على نهجها السابق الى أي موقع متقدم كما كانت تحلم دائماً··

فعلى قوى <المعارضة السنّية> بدل أن تصوّب سهامها العناوين الإيجابية في المشهد السياسي اللبناني عليها أن تجري مراجعة حقيقية لمواقفها التي دفعتها الى حافة الإفلاس السياسي·

 

عون اكل الضرب الارمني وحلفاؤه بلعوا المنجل على مضض؟

الفرد النوار/الشرق

على رغم فشل حزب الطاشناق في تبرير تباينه مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بالنسبة الى تصويت الوزير ابراهام دده يان الى جانب التعيينات التي اقترحها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وفريق 14 اذار، بذريعة تفضيل الوزير المصلحة العامة فان ما صدر عن عون وصهره الوزير جبران باسيل اكد بشكل مطلق ان وزير الطاشناق قد خرج على الانضباط لسبب او لاخر، فيما لم ينفع ما صدر عن الامين العام لحزب الطاشناق في تبريد الاجواء، باعتبار ان قوى 8 اذار قد اكلت الضرب السياسي ولا مجال بعد ذلك لان تدعي حصول خطأ تنسيقي! يقول وزير سابق انه لم يفاجأ بموقف الوزير  دده يان كون الطاشناق لم يخرجوا مرة على السلطة وليس من ينسى تحالفاتهم السياسية السابقة مع حزب الكتائب من منطلق حساباتهم المذهبية والوطنية في آن، وهي حسابات مختلفة جذريا عما هو حاصل الان من تحالفات يجمع الرأي العام الارمني على وصفها بانها مقدمة لامكان وضعهم في خانة فش الخلق، قياسا على معاناتهم في دول المنطقة مثلهم مثل غيرهم من الاقليات!

الذين من هذا الرأي يعيدون تصويت الوزير دده يان الى انه يفهم العقدة الارمنية المحلية على حقيقتها. ما يعني ان حزب الطاشناق في وارد تغيير سياسته، كونه يعرف ان اصطفافه الحالي لن يصب في مصلحته في حال لم يبدل من نهجه، لاسيما ان انتشاره في المناطق اللبنانية قد تأثر سلبا في السنوات الاخيرة ما يفرض عليه تعزيز عوامل تفاهمه مع المناطق ذات الاغلبية المسيحية المتشددة؟! هذا المشهد السياسي المستجد ليس صناعة محلية، خصوصا عندما يقال ان الاميركيين اعادوا اتصالاتهم مع قيادة الطاشناق في الولايات المتحدة بعد كل ما تردد عن تأثرها سلبا بموقف طاشناق لبنان وحلفائه المناهض  لسياسة اميركا في المنطقة وفي غيرها من العالم، مع الاخذ في الاعتبار التكويع الارمني على خلفية مصالحهم في ايران تحديدا، الامر الذي أثار ويثير تساؤلات عن جدوى استمرار التفاهم الاميركي مع الجالية الارمنية في الولايات المتحدة، فضلا عن الموقف الارمني اليساري الذي بات مختلفا جذريا عن العلاقة التقليدية السابقة مع الاتحاد السوفياتي المتمثلة بحزب الهانشاك والاتحاد الارميني (يونيون ارمنيان)؟!

من هنا يصح النظر الى موقف الوزير دده يان في مجلس الوزراء (جلسة الاربعاء) لذا قد يكون النائب ميشال عون اكل الضرب وهو مضطر بالتالي لان يبلع المنجل، لانه في حال كشر  عن انيابه سيجد نفسه في حال طلاق مع الطاشناق مع ما يعني ذلك من خسارة صوت انتخابي فاعل في بيروت وفي منطقة المتن. لذا فضل الابتعاد قدر الامكان عن مواجهة ما حصل في مجلس الوزراء وكأنه خطأ مطبعي او تنسيقي لا فرق؟! المهم اكثر من سواه، ان الضمير الوطني للوزير دده يان قد تحرك فيما ضمائر غيره لا تزال نائمة كونها مبنية على اساسات لا علاقة لها بالمصلحة العامة بل بمصالح آنية وشخصية؟! ولجهة اقرار مجلس الوزراء مشروع قانون الانتخابات البلدية باقل تعديل ممكن، فان احالته على مجلس النواب بصفة المعجل - المكرر لا يعني انه سيبقى بمنأى عن التناتش، خصوصا بعدما تردد ان المشروع سيحال على اللجان النيابية (...) "وما ادراكم ما هي اللجان وكيف تعمل بل كيف تصطف في نهاية الامر؟!"، بدليل ما حصل مع مشروع خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، ما يعزز المخاوف من تكرار نغمة ارجاء الانتخابات  حيث هناك تفاهم ربما على اجرائها بحسب القانون القائم حاليا (اي طريقة الانتخابات السابقة). هل "الجنرال" عون وحده من اكل الضرب الارمني، ام ان غيره قد بلع المنجل نيابة عن قوى 8 اذار من دون ان يشعر بانه سيضطر الى تصريفه ولو على مضض؟!

 

أوروبا» سالياري: ابنة صور حررت المدينة من المحتلين الهمجيين

السبت, 06 مارس 2010/ابراهيم العريس

إذا كان كل الذين شاهدوا فيلم ميلوش فورمان «آماديوس» احتفظوا في ذاكرتهم بمعظم تلك المشاهد التي يبدع فيها بطل الفيلم في اداء دور موتسارت والتعبير عن عبقريته الديناميكية وولعه بالحياة والفن، الى درجة ان شخصية ذلك البطل (وقام بالدور توم هالس) سيطرت على الفيلم تماماً، فإن كثراً أيضاً هم أولئك الذين لم ينسوا ولن ينسوا أبدا ف. موراي ابراهام وهو يقوم في الفيلم بدور سالياري، الموسيقي الايطالي المقيم في فيينا، زمن موتسارت، والذي تقول الحكاية إنه ربما كان هو من دس السم لهذا الأخير متسبباً في موته بسبب غيرته. والحال أن ابراهام كان من الإقناع، والفيلم نفسه كان من القوة، الى درجة ان تلك النظرية ترسخت تماماً - على رغم الالتباس الذي أورده الفيلم في صددها - بحيث جعلت لسالياري صورة الغيور الشرير والموسيقي الناقص الموهبة الذي ساءه ظهور ذلك الفتى في زمنه واستحواذه على كل ذلك الاهتمام. ونحن نعرف طبعاً ان فيلم «آماديوس» المأخوذ عن مسرحية بيتر شافر، لم يبدع جديداً في رسم شخصية سالياري على ذلك النحو وفي احاطته بالشبهات. فحكاية «تسميم» سالياري لموتسارت متداولة منذ زمن بعيد، وإن كان أحد لم يتمكن من اثباتها تاريخياً وعلمياً فاكتفي بجعلها موضوعاً فنياً. ولقد كان الشاعر الروسي بوشكين واحداً من أول الذين عمدوا الى هذا، حين كتب نص «موتسارت وسالياري» (1830) الذي اقتبسه رمسكي كورساكوف لاحقاً في عمل اوبرالي حقق في حينه قدراً كبيراً من النجاح.

المهم في الأمر هنا هو أن سالياري، لم يكن مجرد مشبوه تحاك من حوله الروايات في صدد نهـاية موتسارت الغامضة، ولم يكن فقط ذلك العجوز المكتئب في آخر أيامه والذي مات وقد تفاقم جنونه الذي كان ظهر باكراً لديه وهذه حقيقة تاريخية لا مراء فيها، إذ إنه مات حقاً في مأوى لذوي الأمراض العقلية، لكنه كان في الوقت نفسه مؤلفاً موسيقياً كبيراً، كان من سوء حظه أنه عاش في زمن موتسارت وفي ظل عبقرية هذا الأخير. مهما يكن من الذي، حقاً، كان يمكنه أن يخرج من دون خسائر إذ يقارن فنه الكبير بفن موتسارت السماوي العبقري؟

والحقيقة أننا اذا استمعنا اليوم الى بعض أعمال سالياري، الأوركسترالية أو الأوبرالية، سيدهشنا مقدار الاجحاف الذي اقترف في حقه، هو الذي لطالما سعى، انطلاقاً من جذوره الموسيقية الايطالية، وصولاً الى دراسته في فيينا واطلاعه الجيد على تجديدات غلوك في الموسيقى في ذلك الحين، الى إيجاد نوع من المزاوجة بين النسغ الميلودي الايطالي الخفيف على الأذن والفاتن، والعبقرية الموسيقية النمسوية (والجرمانية عموماً) التي تدعو الى التأمل العقلاني في الوقت نفسه الذي تخاطب فيه العواطف والروح. ولعل سالياري، انطلاقاً من هذا، كان يختار لمواضيعه «تسمية» أساسية تقوم في المزاوجة بين الأماكن والأزمنة، وتشهد على هذا أوبرا «الداناييد» التي كتبها في عام 1784، ولكن بخاصة أوبرا «التعرف على أوروبا» التي كانت من أول اعماله الكبيرة، وهو لحَّنها، بعد قليل من وصوله فيينا، في عام 1778، حين كان بعد في الثامنة والعشرين من عمره.

وإذا كانت أوبرا «الداناييد» ترتبط في أحداثها بمصر، مستقاة من الأساطير اليونانية، فإن اسطورة خطف أوروبا من صور، من جانب استيريوس ملك كريت، ليصبح اسمها نفسه اسم تلك القارة التي توحي الينا الاسطورة بأنها وليدتها، هي التي أوحت لسالياري بأوبرا «التعرف على أوروبا». ونحن نعرف طبعاً ان اسطورة أوروبا وخطفها كثيراً ما الهمت الأدباء والفنانين، في مجال الأوبرا والرسم والشعر والمسرح وغيرها. غير ان الاسطورة تحولت على يدي سالياري الى عمل شبه عائلي، له مذاق الواقع اليومي والاشتباكات المنزلية... ولعل هذا ما كوَّن جزءاً من سحر هذا العمل وإن كان أدى في الوقت نفسه الى انتزاع الأبهة من اسطورة كان لها مذاق آخر وجوهر آخر على مر العصور وعلى أيدي الفنانين الآخرين.

قبل «التعرف على أوروبا» كان سالياري حقق بعض النجاح في المسرح الفكاهي بخاصة مع الأوبرا الهزلية «السيدات المتأدبات» حين كان بعد في العشرين من عمره، لكن كان عليه أن ينتظر بضع سنوات أخرى، وتحديداً العرض الأول لـ «أوروبا» على خشبة «لاسكالا» في ميلانو - فكانت أول أوبرا تعرض على هذه الخشبة في تاريخها (3 آب/ أغسطس 1778)-، كي يدخل المجد الموسيقي من بابه العريض... وتقع هذه الأوبرا في فصلين، لحنهما سالياري انطلاقاً من نص كتبه م. تيرازي، مستقى بدوره من الاسطورة المعروفة. وهكذا يروى لنا منذ البداية كيف أن أوروبا ابنة آجينور ملك صور الفينيقية، والموعودة زوجة للأمير ايسي، قد اختطفت من الملك الكريتي استيريوس الذي يتزوجها. أما في صور، فإنه بعدما تبدّى أن عمليات البحث عن أوروبا المخطوفة لن تؤدي الى العثور عليها، اذ تعذر على الصوريين معرفة مصيرها، اعلن الملك العجوز آجينور انه عين ابنة اخيه الشابة سيميلي وريثة له، وبالتالي فإن من سيتزوجها سيصبح تلقائياً ملك صور... لكن وصول هذا الى العرش لن يتحقق إلا بعد أن يسيل دم أول أجنبي تطأ قدماه أرض المملكة، ثأراً للأميرة المخطوفة. وهكذا، بعد موت آجينور يتوجه استيريوس، ملك كريت وزوجته أوروبا الى صور للاستيلاء عليها، غير أن عاصفة مفاجئة تتمكن من سحق اسطول ملك كريت وإغراق السفن والمحاربين بحيث لا يبقى على قيد الحياة سوى الملك والملكة وابنهما الصغير. وإذ يصل الناجون الى ساحل صور، بعد أن وفرتهم العاصفة وعانوا الأمرين، يقوم بأسرهم اغيستي المعروف بقسوته والذي يتطلع الى الزواج من سيميلي ليصبح ملكاً على المدينة . ويكاد اغيستي يتمكن من التخلص منهم إثر ذلك لولا دهاء أوروبا، التي إذ يتم التعرف إليها تتمكن، بشطارة فينيقية اصيلة من إنقاذ حياة زوجها وابنها في مقابل تخليها عن عرش صور، ولكن ليس لمصلحة أغيستي، بل لمصلحة خطيبها السابق ايسي، الذي يتمكن هنا - ودائماً بمساعدة اوروبا والشعب الصوري - من القضاء على اغيستي المغتصب، ما يجعله، في المشهد الأخير من الأوبرا يقتاد الحسناء سيميلي الى المعبد حيث يقترن بها وسط فرحة الجميع، ليصبح بالتالي بطل مدينة صور وملكها. لقد كان «التعرف على أوروبا» أحد أبرز أعمال سالياري الكبيرة، وفيها يبدو واضحاً تأثره بموسيقى غلوك، كما تتجلى ملامح عبقريته الخاصة في مجال التوليف بين  ما هو أصيل وما هو حديث. ونذكر هنا أن انطونيو سالياري (1750 - 1825)، كتب عدداً كبيراً من الأعمال قبل الشهرة الكبيرة التي وفرتها له أوبرا «أوروبا»، غير ان أعماله الكبرى أتت من بعدها، ومنها على سبيل المثال: «مغارة تروفونيو» (1785)، و«الموسيقى أولاً، والكلام بعد ذلك» (وهي ميلودراما طريفة عرضت للمرة الأولى في عام 1786). ومن أعمال سالياري الأخرى «كوبلاي... خان التتار الكبير» (1789) و«الافريقي» (1796)... و«فالستاف» (1799). وسالياري ولد في فيرونا في إيطاليا، لكنه عاش معظم سنوات حياته في فيينا، التي شهدت افتتاح معظم اعماله، وانتصاراته الكبرى، حتى مجيء موتسارت الذي سطعت شمسه فغطت جميع معاصريه ومن بينهم انطونيو سالياري، الذي كان من سوء حظه ان اختاره التاريخ ليسبغ عليه هالات الشر، من دون أن يستحق ذلك!

 

وردة يطلب وقف الهدم في بيت فيروز

نهارنت/طلب وزير الثقافة سليم وردة في كتاب وجهه الى محافظ بيروت بالوكالة ناصيف قالوش، وقف اعمال التخريب والهدم في البيت الذي ترعرعت فيه الفنانة فيروز في منطقة زقاق البلاط، على رغم قرار مجلس بلدية بيروت الرقم 977 تاريخ 18/12/2008 باعلان المنفعة العامة عليه واوضح وردة ان "وزارة الثقافة في صدد اجراء اللازم لادخال البيت في لائحة الجرد العام للابنية التراثية".

 

ماذا بعد الوعيد؟ 

الياس الزغبي

الجمعة 5 آذار 2010

من يرصد، في الأيام الأخيرة، حملة التنديد والتهديد المتصاعدة ضد شريحة متنامية من المسيحيين، بعد انكماش شريحة أخرى، يدرك أنّ أصحاب هذه الحملة كانوا ينامون على حرير "شعبية" المنكمشين، فاستفاقوا على ضمورها المضطرد، وصدمتهم صحوة لم يتوقّعوها.

وفي ارتباك المصدوم، وضعوا، وهم في عجلة من أمرهم، مخطّطا طارئا بعد التشاور في الغرفة المعتمة المشتركة، يقضي بوقف المدّ الحيوي "المقلق"، بأيّ ثمن، وتوزيع مهمّات التنفيذ العاجل على الاحتياطي السياسي والاعلامي و"الأمني" الجاهز، وشحنوا الوضع العام وكأنّ لبنان بات على عتبة عاصفة هوجاء تنذر بحرب رعناء، تحت ضجيج الاستئصال والالغاء.

أهل الحملة وقادتها لا يتركون مجالا للشك في أنّهم مكلّفون بث التخويف والتخوين، في مواقف منسّقة ومدجّجة بحشوات مزدوجة، يستحضرون فيها القديم والجديد، الصالح والطالح، المليح والقبيح، ويعيدون تجهيز أقواس المحاكم العرفية، ويأتون بخشبة الجلجلة، ويصرخون:اصلبوه!

 عمّموا على مقاتليهم عقيدة قتالية ذات عناوين ثلاثة:

 - ضرورة الانقضاض الآن على شريحة واحدة فاعلة في "ثورة الأرز" لتدمير بنية 14 آذار المتمرّدة على اغتيالها.

  - أولوية ازالة العائق "اللبناني" الأخير أمام مسيرة "إبادة اسرائيل".

 - وجوب اسقاط "الممانعة" المسيحية المعاندة لنسف النظام السياسي، وفتح الباب واسعا أمام قيام الدولة "القويّة الوليّة الالهية".

ووراء المقاتلين المحلّيين تقف دولتا الدعم والمساندة:

- قريبة تسعى الى استعادة "مجد" لبناني أضاعته منذ سنوات خمس.

 - بعيدة تريد تغيير "وجه المنطقة والعالم" بأذرع خمس: سلاح نووي، حرس ثوري،حماس أصولي، نظام بعثي، وحزب الهي.

جميع هؤلاء يشنّون حربهم "المقدّسة" على فريق لبناني واحد، وفي حسابهم أنّ استفراده يشلّ حلفاءه، طالما أنّ الحرب "غير مذهبية"، وطالما أنّ "الموقع الرسمي" يفرض الحياد، والمصالحات العربية توجب التحفّظ، فيأتي يوم "الثورين الأبيض والأسود" معا، وتخلو الساحة من ثور وثائر و..."ثورة ".

وكل الأسلحة مباحة في "حرب الالغاء" الجديدة، بما فيها تحريك الغريزة الطائفية، وفتح الضرائح، ونبش العظام. حفّارو قبور محترفون، خبراء محلّفون في حكّ الأحقاد ونكء ذاكرة الفتنة. ولا بأس في ايقاظ الصراعات المسيحية وتشغيل أحصنة طروادة، طالما أنّ الأثمان مدفوعة سلفا.

مكشوفون جدّا هؤلاء ، ألسنتهم وأقلامهم تفضح سرائرهم.

ولا تكفي أصابعهم المتوعّدة للاختباء وراءها .

 مغامرون كثر سبقوهم الى الخطّة نفسها: قبل ثلاثين عاما أدّت سياسة أسلافهم الالغائية الى ظاهرة تاريخية عند المسيحيين، ثمّ مجموع اللبنانيين، اسمها بشر الجميّل. وحين بلغت الظاهرة أوجها لم يجدوا حيلة لوقفها الاّ الإلغاء.

اليوم ، يصنعون بسياسة التخوين والعزل، ومن حيث لا يدرون، ظاهرة تاريخية جديدة.

عسى ألاّ يكون بين ورثة القتلة من تتحرّك فيه غواية الالغاء مرة أخرى.

انهم أمام عبثية الالغاء، أمام استحالة ابادة الأحرار.

 

الذمّيّة» العونيّة

السبت, 06 مارس 2010

حازم صاغيّة

حين يقول النائب اللبنانيّ ميشال عون إنّه، الآن، أشدّ تمسّكاً بسلاح «حزب الله» من أيّ وقت سابق، يضعنا أمام لغز. فلا تاريخ الرجل ولا حساسيّته، أو حساسيّة جمهوره، أو توجّهات محطّته التلفزيونيّة «أو تي في» توحي بهذه الحماسة لسلاح «حزب الله».

والأمر، في أغلب الظنّ، بات يتعدّى النكاية لخصومه ولمكروهيه. ذاك أنّ المنصّة الراديكاليّة التي يقف عليها تشي بأنّ النكاية صارت جزءاً مُستدخَلاً فيه، جوهريّاً في توجّهاته. وقد نمت على تلك النكاية اعتبارات وعلاقات ومصالح تسبغ عليها ملمحاً استراتيجيّاً راسخاً.

نحن، إذاً، أمام «ظاهرة» لا نجد لها من التسميات ما هو أدقّ من: «ذمّيّة».

والذمّيّة، في تاريخ المنطقة، تقليد قديم يرتكز إلى دعامتين متكاملتين: دفع غير المسلم الجزيةَ للسلطة المسلمة، والحصول، في المقابل، على حمايتها إذ هو «في ذمّتها». والعلاقة هذه لم تكن، في التاريخ، حكراً على الحضارة الإسلاميّة. فقد عرفتها حضارات كثيرة قبل تعرّضها إلى مفهوم المواطن والمواطنة. فالمؤرّخ الفارسيّ أصلاً والعبّاسيّ زمناً، البلاذري، أقام منذ القرن التاسع نوعاً من التوازي بين الذمّيّة والتشريع البيزنطيّ، حين كان اليهود ذمّيّي المسيحيّين. وثمّة بين المؤرّخين من يرى في القوانين المتعلّقة باليهود والمسيحيّين غير الملكيّين (غير الروم) في الإمبراطوريّة البيزنطيّة، كما في القوانين التي تتناول المسيحيّين واليهود في الإمبراطوريّة الفارسيّة، مصادر قديمة لفكرة الذمّيّة كما عرفتها الحضارة الإسلاميّة. وفي الحالات كافّة، فإنّ سلوك هذه الأخيرة مع ذمّيّيها يبقى أقلّ رداءة بلا قياس من سلوك المسيحيّة الأوروبيّة مع اليهود.

لكنْ كائناً ما كان الأمر، تتّسم العلاقة الذمّيّة، السابقة على المواطنة والحداثة، بضعف التسامح، وأحياناً بعدمه. غير أنّها قد تنمّي في الذمّيّ مشاعر معقّدة تجمع بين كره الإسلام والمسلمين، والخوف منهم لأنّهم أصحاب القوّة والبأس، وبين التظاهر بالحبّ الفائض لهم ما داموا يؤمّنون له «الحماية» مقابل «جزية» هو راضٍ بأن يدفعها، أو قادر على دفعها.

في حالة ميشال عون يتّخذ الأمر شكلاً فاقعاً. فهو ينمّي الطائفيّة المسيحيّة ويعزّزها وينشرها محميّاً بسلاح «حزب الله» الذي يبادله «جزية» التغطية السياسيّة. غير أنّ النائب المذكور يذهب أبعد من ذلك في تظاهره بالتماهي مع «الشيعة»، مؤيّداً مقاومتهم بحماسة لفظيّة تكاد تفوق حماستهم هم. إلاّ أنّ «التيّار الوطنيّ الحرّ» لا يساهم في دفع الأكلاف الفعليّة لتلك المقاومة دماً وموتاً، مكتفياً بدفع الجزية السياسيّة، كما أنّ «حزب الله» لن يتيح له ذلك لأنّه هو الذي يتولّى بنفسه حماية «الذمّيّ».

يقود ذلك إلى فرضيّة مؤلمة يتحرّك على ضوئها الإيقاع العونيّ، بل الإيقاع الذمّيّ الذي يتجاوزه إلى عدد من النصارى المتحلّقين حول الممانعين، والمتزلّفين لهم. ومؤدّى تلك الفرضيّة أنّ رفع قيمة الجزية السياسيّة يمنحنا القبول كـ «وطنيّين»، فيما الذين يموتون ليسوا من طائفتنا بل من «الشيعة» (الذين لا نجاهر إلاّ بحبّ كاذب لهم). وإلاّ كيف نفسّر الانتقادات الحادّة لنائبة مسيحيّة حين تقترن بزوج من الطائفة التي نحالفها سياسيّاً ونحصل على حمايتها؟. موتوا ونحن نرسمكم شهداء. هذه هي حكمة الذمّيّين الممتلئين إحساساً بذمّيّتهم والراسخين في قناعتهم بأنّ الماضي لا يمضي. هي لعبة مثيرة حقّاً للغثيان.

 

"ملتزمون" للشعب اللبناني: ارفضوا الحرب وطالبوا "حزب الله" بالكف عن قرع طبولها 

سلمان العنداري /المصدر : خاص موقع 14 آذار /٦ اذار ٢٠١٠

  ينظّم تجمّع "ملتزمون" تحركاً في حديقة سمير قصير وسط بيروت لرفض "قرع طبول الحرب" المستمرة منذ فترة، وللتعبير عن رفض الاستمرار في اعتبار لبنان البلد - الساحة الذي يدفع الفواتير والاثمان كل مرة وكل فترة، "وكأن احد يخطف آمالنا واحلامنا بالاستمرار والنهوض والصمود والفرح، وكأن احد في لبنان يلعب بمصيرنا، وكأننا اوراق اقليمية مبعثرة بين سوريا وايران واسرائيل". " أنا أم وبخاف ع ولادي"  قالتها السيدة دينا لطيف، مسؤولة التجمّع الذي يعود الى الشارع مرة اخرى، ليذكر الطبقة السياسية والرأي العام بضرورة احترام السيادة والحرية والاستقلال والاستقرار، "فتحركنا اليوم يأتي ليعبر عن هواجس ومخاوف معظم اللبنانيين، اذ نسعى لايصال اعتراضنا على ما يحصل على الصعيد الداخلي والاقليمي، وجئنا الى حديقة سمير قصير اليوم لنرفع الصوت عالياً، ولنرفض منطق الحرب والاشتياق اليها".

"لا نريد الحرب بأي شكل من الاشكال" هو الشعار الاساسي للتجمّع بحسب المنسق العام نجيب زوين " فلا يمكن لطرف او فئة او حزب الاستمرار في اخذ البلاد الى المجهول عبر سياسة التفرد في قراري الحرب والسلم، في وقت يجب على الدولة ان تمارس كامل واجباتها ومسؤولياتها عبر السلطة النتفيذية المتمثلة بمجلس الوزراء بالتعاون مع رئيس الجمهورية. فالى متى الاستمرار بفلتان الامور؟".تقول لطيف بمرارة "نحن ذاهبون الى المواجهة والحرب على المدى المنظور، ولا يسعنا كامهات واباء واهل الا ان نعبّر عن مخاوفنا وهواجسنا ورفضنا لما يمكن ان يصيب لبنان من نتائج لأي عمل عسكري وحربي يمكن ان تقوم به اسرائيل والقوى الاقليمية الاخرى، لأننا سنكون الوقود الاساسي للمعارك الطاحنة التي يمكن ان تشتعل في اي لحظة، فهل يجوز ان نستمر في دفع الاثمان تلو الاثمان؟". ترى لطيف في اللقاء الثلاثي الذي ارتسم في دمشق الاسبوع الماضي، حيث اجتمع الرئيس بشار الاسد بالرئيس الايراني احمدي نجاد والسيد حسن نصرالله، انه بمثابة اعلان لبنان ساحة الحرب المقبلة بشكل رسمي، لان مشاركة السيد نصرالله الذي لا يمتلك صفة تمثيلية رسمية، مع قوى "الحرب"، وكأنها تحضّر الناس للمرحلة المقبلة، لتقول لهم ان القرار اتّخذ، والنار على الجبهات". رغم عودة طاولة الحوار الى الانعقاد من جديد، ورغم التوافقات والمصالحات التي تحصل على الساحة الداخلية، تشدد لطيف " اننا مازلنا في المشروع نفسه ولم نتقدم قيد انملة، فالهواجس ستبقى موجودة، ولن نكون بآمان وسلام في هذا البلد بوجود سلاح حزب الله غير الشرعي والمنفلت من كل القيود"، ومن هنا كانت خطوة رئيس الجمهورية بالدعوة الى طاولة الحوار برأي زوين، الذي اراد القول للجميع: "الامر لي، ولا عودة الى الوطن الساحة بأي شكل من الاشكال".

تامل لطيف ان تصل الصرخة الى كل اطياف الشعب اللبناني دون اي استثناء، "ارفضوا الحرب وطالبوا حزب الله بالكف عن قرع طبولها".

من جهته، يعتبر زوين ان "حزب الله يتصرف بالداخل وكأنه دولة ضمن الدولة، او بالاحرى دولة قائمة بذاتها، وهذا ما يضر بصيغة العيش المشترك والنموذج اللبناني المبني على الحرية والانفتاح والحوار، فتعاطيه الاحادي يضرب الثقة المتبادلة بين الاطراف اللبنانية، لانه يعمد الى اخذ قرارات دون استشارة الاطراف الداخلية، وعلى قيادة هذا الحزب ان يعلم ان امتلاك اكثر من مئة الف صاروخ لا ولن يعبّر عن قوة لبنان، لأن البعد الحضاري في هذا البلد يتمثّل بكونه مركزاً للحضارات والحوار ووطن الرسالة، تماماً كما قال قداسة الباب يوحنا بولس الثاني، فأين حزب الله من الحق بالحياة، والحق بالطمانينة، والحق باحترام الآخر، فلماذا الحرب اذاً؟". ويختم زوين كلامه بالقول: " المشكلة الاساسية اننا ذاهبون بالقوة الى مذبحة دامية لا نريدها ولسنا من استدعاها او ارادها، ومن هنا لا بد من القول بأعلى صوت: كفانا تهجير وهجرة ودمار وخراب وتعاسة، الم يحن الوقت بعد لنجد الطمأنينة و السلام والاستقرار؟، الم يحن الوقت كي تقوم الدولة السيدة الحرة المستقلة؟". يذكر ان "ملتزمون" هو تجمّع مدني نشأ بشكل عفوي منذ حوالي سنة في الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية، يهدف الى الحفاظ على شعارات الحرية والسيادة و الاستقلال، والى بناء دولة قوية تملك قراري السلم والحرب. ويصرّ القيمون على هذه الحركة ان لا انتماء سياسي لهم، وقد اسّست هذه الحركة "حين شعرنا كأمهات وسيدات وآباء وشخصيات اجتماعية ان البلد في خطر، نتيجة خوفنا على لبنان وأمنه ومستقبل ابنائه".

 

تأمل في مآسي المسيحيين المشرقيّين

الأب ميشال حايك

عظة يوم الجمعة العظيمة في كاتدرائية مار جرجس في نيسان  2000

طُلب مني بإلحاح أن أتأمّل معكم في ماضي المسيحيين وحاضرهم ومصيرهم. لا مفرّ من الجواب عن هذا السؤال، وليست المرّة الأولى التي يثار هذا الموضوع بالتأمل أمام الصليب.

هناك مؤلف يزيد عمره عن نصف قرن عنوانه: "القصارى في نكبات النصارى" وواضعه مجهول.

وهو يصحّ أن يكون عنواناً لمآسي المسيحيين في هذا الشرق.

لا بل تختصر أيضاً تاريخ معاناتهم، كلمة سريانية جاءت مشوّهة، على لسان أحد الشعراء العبّاسيين : تاريخهم " جمعة حاشوش وماشوش" ،

أي أسبوع الآلام (حاشو، في السريانية، تعني آلام، عذاب).

عاش المسيحيون تاريخهم، في كل زاوية من هذا الشرق، ابتداءً من يوم الجمعة العظيمة حتى مساء هذا اليوم ، عاشوه بالعرق والدمع والدم، عانوا فيه بالجسد والفكر والروح.

هذه هي المسيحيّة المشرقيّة المعذّبة، ولكن الظافرة أيضاً بالحب، المهانة،  ولكن القادرة على التغلّب على الهوان بالفرح.

لم يقدّر لمسيحيي العالم، ما قدّر لمسيحيي المشرق من نصيب كان سبب بؤسنا وعلّة مجدنا.

فنحن، من دون المسيحيين الآخرين، بنو هذه الأرض التي أبصرت وجه المسيح:

من كلمته الآرامية  لغتنا الأولى.

ومن عاداتنا أمثال إنجيله.

وإذا اتضحت له قربى بشريّة في الدنيا، فنحن قرابته.

ومن سيرة حياته ، درب صليبنا.

على صورة المسيح

لم نعط، نحن المسيحيين المشرقيين، ما أعطيَ مسيحيّو روما وبيزنطيا.

لم نعط أن نغنم من العالم مُلكاً زمنيا، ولا أن ننشئ امبراطوريّة مظفرة.

بالنسبة إلى أولئك المسيحيين، لا ملك ولا مجد لنا، ولا عظائم في تاريخنا،

بل حُفر ومغاور في الوديان، وصوامع ومناسك في الجبال،

وكتب صلاة مشلّعة في الأديار، عليها اصفرار الشمع والدمع من تلك العصور.

لم يحفظ التاريخ ذكرى شعب أصابه من المحن ما أصابنا،

طوال هذا الزمن وعلى مدّ هذا المشرق.

لم نستبكِ أحداً على ضحايانا، بل إننا نحيي ذكرى موتانا في صمت الصلاة،

بلغة ميتة: أكانت السريانيّة أو اليونانيّة القديمة، لئلاّ نزعج الناس، ونربك وجدانهم.

إننا لا نريد تعويضاً من أحد عن الأمس، ولا نبغي ضماناً للغد من أحد.

لا نشكو أحداً، وإلا لفتحنا دعوة على العالم كلّه.

لا شكوى ولا ابتهال، لأننا أول العارفين، بأن ما أصابنا من عذاب، هو ما اختاره المسيح لنا، بنعمة خاصة.

لقد اختارنا، كما إشتهى لنفسه، ومن شابهنا بنفسه ما ظلمنا.

اختارنا كي نكون امتداداً لسيرة المسيح الآرامي، يوم كان لابساً جسده الترابي النحيل.

هذه هي ميزتنا الأولى، من دون بقيّة المسيحيين من روما وبيزنطيا.

تربطنا بالمسيح صلة قربى دمويّة.

لذلك، طلب إلينا أن نكمل في البقعة الجغرافية نفسها، سيرة تجسّده،

فنظلّ نتمرّس بموته، ونختبر بقياماتنا فعل التجديد والقيامة،

حتى يطلع من الشرق، العهد الجديد، ويشرق حقّاً الشرق .

رهائن للأمم

كالمسيح الذي رهن للناس حياته، كنّا رهائن للأمم،

حتى الأقربين من الأمم ولأحكامها الدنيويّة المتقلّبة:

كنا رهينة الفرس والرومان،

رهينة البيزنطيين والعرب والعجم والأتراك والإفرنجة...

ندفع جزيةٍ لهذا عن هذا، كلّما طالب التاريخ شعباً ما بضريبة ما، عن خطأ ما ارتكبه الآخرون.

فكلّما برزت الحاجة إلى "كبش محرقة"، أشير إلينا، وتطوّعنا مكرهين على البطولة.

باسمنا، جاء البيزنطييون بلاد ما بين النهرين،

 فدفع النساطرة العراقيون المسيحيّون جزية باهظة إلى الفرس

 باسمنا، جاء الصليبيون وما استقبلناهم.

فدفعنا الجزية عن مطامعهم بعدما رحلوا.

وباسمنا جاء الغربيون، فرنسيين وإنكليز، للدفاع عن مصالحهم، بحجة الدفاع عنّا،

فدفعنا بدلاً عن هذه الغيرة المشبوهة، ضريبة قاسية إلى بني عثمان.

نفوسنا رهينة، ما برحت منذ البدء تحنّ إلى الخلاص وتطلق دعاء المسيحيين الأولين:

”تعال يا ربّ، انقذنا، أعطنا العرفان أي الخلاص والنجاة "،

ونحن نعرف، أن لا خلاص لنا، من براثن المشرق، إلاّ متى تجلّى العهد الجديد.

وإلى أن تأتي ساعة التجّلي، نحن، كالمسيح في بستان الزيتون، نعيش الضيقة والنزاع.

نعرق دما، ونجدد معموديّة الماء، بمعموديّة الدموع.

عيوننا، كما تقول صلوات القربان، تجمع فيها الدمع الجاري.

فهي أحواض معموديّة، بها لا نزال نغتسل حتى تزول الغشاوة عن العيون،

فترى ما لا يرى الآن من تحقيق الوعود.

هذا الوجه المبرّح المقروح، هو وجهنا المميّز، يعكس وجه المسيح المعذّب.

وعبثاً نقول العكس، بشيء من الاشمئزاز والهوان النفسي والفكري،

لأن لنا وجهاً آخر يعكس في أعماق تاريخنا ووجداننا وجه المسيح، الفرح ، الشامل والجامع،

من حيث هو الإنسان الكامل، إبن الانسان، الذي بشموله، وُجدنا ونشأنا، وتفتّحت منّا القلوب والعقول ، فصرنا، نحن المسيحيين أبناء المشرق، لا نطمع بالحياد، ونحن ملتزمون حيز الشرق،

ولا نرضى بانكفاء، ولا نرتاح، إلاّ إلى ما هو جامع، وسط تفرقنا الطائفي.

طوائفنا، أجل، هي بحقيقتها عشائر بأسماء مختلفة،

لكنها بمفهومها الحقيقي، أمم حيّة، تحمل في أعناقها أمانات وتراثات عظيمة،

ولا يزال أصحابها يتطلّعون كلّ ساعة إلى قبلة مصادرها:

يتطلّع السريان والكلدان منّا إلى الرّها ونصيبين، والى السند والهند حتى الشرق الأقصى،

ويتطلّع الموارنة إلى العاصي وقورش وإنطاكية.. حتى الغرب الأقصى،

ويتطلع الأرثوذكس إلى القسطنطينيّة وأتينا.

وقبلة الجميع هي القدس، روحياً، ولبنان جمالياً.

العالم السامي : ننتسب إلى روابط العالم السامي العتيق،

 بما فيه فينيقية التي ما زالت معالمها قائمة،

 وأسماء مدنها في صيدا وصور وجبيل وأفقا ورأس شمرا وأورشليم وبيروت،

حيث نعيش اليوم ونصلّي ونرتّل على عظام بنيها.

العالم الإغريقي: ولنا نسبة أيضاً إلى العالم الإغريقي التي كتبت فيه أناجيلنا،

والذي إرتبط فكراً وتاريخاً بسواحلنا، فأخذنا منه وأعطينا، منذ أول عهد التبادل الإنساني.

ثّم تجلّت الإغريقيّة في شكلها البيزنطيّ، واستمرّت لغة حيّة،

لغة الطقوس والعبادات والرسوم، ومختلف الفنون من هندسة ورسم وأيقونات ونمنمة ونغم.

العالم العربي: ولنا نسبة الى العالم العربي، لغة وقربى وتمازجاً وتثاقفا،ً

منذ نجران وغسان والحيرة،

منذ بداية التاريخ العربي حتى بني أميّة والعبّاس.

ترجمنا له أرسطو وأفلاطون وإقليدس وهوميروس، والعلم والحكمة في الشام وبغداد،

ورفعنا في هذا العالم العربي راية التحرر في وجه أول دخيل،

وأيقظنا روح القوميّة فيه،

وأحيينا اللغة والفنّ فيه، بعد الانحطاط.

فتراثه هو منذ بدئه، أيضاً تراثنا،

وأول حرف كتب في الخطّ العربي الشائع، وجد في زبد، بالقرب من حلب، في القرن الخامس، وكتبه مسيحيّ.

وقبالة الخطّ العربي، خطّان آرامي ويوناني،

هذا الرباط المثلث، كنّا ولا نزال مسؤولين عنه في مؤتمر الحضارات.

العالم الغربي : كذلك ربطنا بالعالم الغربي، فلم تنقطع صلتنا به منذ الأجيال الستة الأولى للميلاد،

لما نشأت جالياتنا في الغرب اللاتينيّ،

فكان منّا أحبار جلسوا على كرسي روما، وعلّموا الغرب فنّ الرسم والموسيقى،

وعلى يدهم ظهرت  للمرّة الأولى في المسيحيّة، صورة المصلوب على خشبة.

وكانت في يد البطاركة الموارنة حتى القرن الخامس عشر .

ومن ترانيمنا السريانيّة، انطلقت أنماط النغم البيزنطيّ الغريغوري الأولى.

وعن هندسة الكنائس في ضواحي حلب وحماه ومنبج، أخذت كاتدرائيّة نوتر دام في باريس،

وعشرات الكاتدرائيات في فرنسا، شكل أعمدتها.

واستمرّت العلاقات عبر الأجيال حتى أحكمتها حوادث القرن الأخير.

لما فتح الغرب الأقصى، وأعنيَ بذلك أميركا، أبوابه أمام المشردين بالبؤس والجوع والنكبات.

هذا كلّه تراث المسيحيّة المشرقيّة، لا تاريخ منفرداً لها، لأنها روابط بين تاريخ الأمم.

إن تاريخها هو حصيلة هذا التراكم الحضاري و"العنصراتي" والروحي في الشرق المتوسطي .

كذلك، فنحن هوان  زمني وشرقي، روحي وفكري.

حملنا محنة المسيح، فأصبنا في خاصرتنا، على الصليب، بطعنة رمح من كلّ جنديّ فاتح،

وتكسّرت على صدورنا نصال الرماح  فوق نصالنا.

لكننا حملنا أيضاً، مع الهوان، شرف الحضارات وفرحها،

تلك التي لا يمكن أن ننقطع عن واحدة منها، لأنها نياط القلب المشرقي كلّه.

هذه الالتزامات والعطايا، من غنى الشرق والغرب، كانت علينا أثقالاً،

 ألقيت على عاتقنا، فحملناها كصليب.

كانت عطايا وبلايا، إذ ما من نعمة إلاّ وهي على شكل صليب.

فصليبنا، قد يعده لنا الصالبون، لكنه فينا ومنا أولاً.

نحن وإياه حال واحدة.  هو معنا أبداً أنى ذهبنا،  هو معنا  ومّعيننا الروحي والفكري.

أعتق ما في الشرق

صليبنا هو أن نحفظ الأمانات ضد الخيانات.

لم يقم بيننا حقاً أحد يمكن اتهامه بخيانة عظمى،

بل مصيبتنا أننا نريد أن نفي بكلّ الأمانات، لكثرة ما تعددت لدينا الإلتزامات والعروض والروابط،

 ولإرتباطنا بأعتق ما في الشرق، وبأحدث ما في الغرب، تنازعتنا رياح التناقضات.

وأحكمت عقدها حول عنقنا، فكلٌّ يريدنا تغريباً وتشريقاً:

هذا يغرّبنا وذاك يشرّقنا.

هذا يعرّبنا وذاك يجرّبنا.

هذا يجرّنا إلى اليمين وذاك إلى اليسار...

بينما نحن طامعون دائماً بأن نكون نحن نحن.

كنا إذا فشلنا دفعنا جزية الفشل،

وإذا نجحنا فرض علينا ثمن النجاح:

ندفع للسماء ثمن عطاياها  لنا،

 وللأرض ندفع ضريبة عن مأخذها منّا.

نخدم الغرب بإخلاص، ونحن غرباء عنه،

ونخدم الشرق بتفانٍ، ونحن في أهله حائرون.

وقد يربح هذا أو ذاك على حسابنا، ونحن خاسرون أبداً في الدنيا، كل شيء.

حسبنا، إن نعرف، في اختبار المسيح نفسه،

أن كل من أراد جمع الأضداد، وضم النقائض والجدليات والحضارات،

وإبتغى الجمع بين الله والإنسان، بين اللاهوت والناسوت،

هو حتماً مسمّر على خشبتين متعارضتين،

وهناك مصلوب كالمسيح، مشهود عليه زوراً، متروك وحده،

لكنه يقوم في أحد الأيام       .

هذه هي أوراق إعتمادنا، ممهورة بالدم والدمع:

إما أن نمزقها وننفض غبار أرجلنا عن المشرق، ونرحل إلى غير دار،

و إما أن نطويها ونستقيل من هذا الهمّ الروحي المبرح...

هذان الرأيان قائمان في ذهنيّة المسيحيّة.

ولكن، لا هذا، ولاذاك. لا الرحيل، ولا الإستقالة.

علينا أن نبقى هنا، هذه أرضنا، هنا هويتنا، هنا رسالتنا.

أن نبقى رسالة، حتى لو تنصل منها كثيرون،

رسالتنا هي علة وجودنا ومبرّر إستمرارنا.

رسالتنا هي أرضنا الأولى ووطننا وذاتنا.

من دونها، نحن عراة من أي أرض ووطن وذات.

نحن هنا في هذا الشرق لنبقى، لأن الشرق، كما يعترف أشرف أبنائه لنا، يحتاج إلينا.

لم  يضطهدنا، بالحقيقة، بغضاً بنا، لا بل قصاصاً على تفاهتنا، كل مرة كنا فيها تافهين.

لأنه يريدنا شيئاً آخر وينتظر منا شيئاً آخر،  يكون في مستوى القضيّة التي يفرضها وجودنا الشامخ،  وعقيدتنا المميّزة، وتراثنا الواسع.

يريدنا أن نأتي ببرهان، يبرر أن شواذنا، هو ضرورة من ضرورات الحياة.

على هذا البرهان، يكون الرهان، أي على الرهان الإبداع.

الإبداع وحده يساوي البرهان، وأي شواذ لا يكون إبداعاً، ترفضه القاعدة عن حق، أو يسقط إستعماله فيزول.

نحن هنا لنبقى، ولا حاجة بنا إلى حماية مشبوهة وضمان مسوس،

لأننا نعرف أن من إدّعوا حمايتنا، كانوا حماة لمصالحهم.

لا ضمان في هذا العالم العقوق، غير ذلك الذي نحمله في وجودنا، ونحققه بأعمالنا، ونظهره بإبداعنا.

وفي كل حال، لسنا زبائن أحد، بل نحن أناس، يساهمون في عملية إنقاذ المشرق.

ونحن منه، ومن خلافاته وعصبياته وأوهامه،

 ليسترد المشرق نفسه وأرضه ومكانه الحقيقي في العالم،

 وليستعيد رسالة الشرق كله إلى العالم.

نحن هنا في المشرق لنبقى، لاغرباء فيه بل أبناء.

لا مقيمين، نصفهم غرباء عن هذه الأرض، ولا مهاجرين، نصفهم مقيمون فيها.

هنا مقامنا.

وإذ كان لنا من تغرّبٍ محتوم، ففي مستقبلات الشرق تغرّبنا.

ومن هنا هجرتنا إلى ممكنات الغد.

ولا بدّ لنا، كما صنع السالفون من قبلنا، من أن نمشي في الطليعة إلى فتح الإنسان الجديد.

نحن هنا لنبقى، لأن لنا ما نقول، ولنا ما نؤّدي به رسالة المسيح، ولنا خدمات المسيح،

ولنا بعض العطايا ومفاجآت نأتي بها، أشعّة ناريّة نطلع بها على المشرق الحزين.

فلا يحقّ لأحد أن يتوارى قبل الأوان، قبل أن تنفذ آخر لقمة من الزاد،

قبل أن تسكب آخر دمعة من العيون، حتى ينتهي آخر الليل.

ولا يجوز لنا كما لا يجوز للمسيح أن نصرف الكأس عنه.

" أترى الكأس التي أعطاني إياها الآن لا أشربها؟ "

تلك كانت صلاته في الجسمانيّة،

تلك صلاتنا في الجبل اللبناني.

أترى لن نشرب الكأس التي أعطانا إياها المسيح نفسه؟

لقد ذاقها حتى الثمالة قبل أن يتم كلّ شيء ويحني رأسه ويسلّم الروح.

إنها نعمة الله علينا أن يكون سلّمنا هذا القدر من القدر المجهول.

لقد شابهنا بنفسه فما ظلمنا.

نحن هنا لنبقى شهادة للشرق،

شهادة على التعدّد الإنساني ودعوة مستمّرة إلى الحرّية،

واختباراً للقاء الروحي وإرادة للتجدد والإبداع،

لا إمتيازات لنا إلا بما نتميّز به من مبرّرات في تجميل الأرض والفكر والروح.

وعلينا أن نشكر المسيح الذي قدّر لنا نصيب مشابهته في هذا الشرق.

وجودنا فيه نعمةٌ لنا وخدمة للآخرين وشرف للعالم.

أعطنا يا ربّ أن نستحقّ عطاياك،

وأعطنا أن نتعالى عن الأذى

وأعطنا أن نرتفع إلى مستوى ما تريدنا.

وإذا أردتنا أن نتعرّى من كلّ شيء، فاحفظ لنا محبّتك ومحبّة الناس أجمعين.

فكلّ شيء  فيها .

آمين.