المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
17/03/2010

نجيل القدّيس مرقس 6/47-52

ولَمَّا كانَ المَسَاء، كانَتِ السَّفِينَةُ في وَسَطِ البُحَيْرَة، ويَسُوعُ وَحْدَهُ عَلى اليَابِسَة. ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم. ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا، لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!». وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش، لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم. ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك. ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً. وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود. وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ المَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون. 

 

قادة وصفحات 

بشارة شربل/لبنان الآن

ليس في تاريخ وليد جنبلاط صفحة واحدة ليطويها مرة وإلى الأبد. فالصفحة السورية التي ينوي "جعلكتها" شبيهة بصفحات عدة وبصحائف من شتى الألوان طواها ثم كواها ولم يتردد في تمزيقها حين احتاج. وليد جنبلاط لاعب سياسة بامتياز. يجيد المواجهات والإنكفاءات ولا يتردد في الإعتذار، لكنه هذه المرة أضاف في تحوله الاضطراري ميزة النسيان.

الإعتذار عن الخطأ وساعة التخلي فضيلة. هذا كلام بديهي ومبدئي. وهو حين يتعلق بالشخصي مقبول ومطلوب ودليل كبر ورجاحة عقل، أما حين يتعلق بالشأن العام ففيه أكثر من قول. وهنا يحتاج جنبلاط إلى تفويض فعلي من الذين باسمهم يعتذر، والى ان يعتذر مسبقاً من أهل الذين سقطوا دفاعاً عن خياراته التي يتراجع عنها أو يُخضعها للمراجعة. فانعطافته ليست قصبة تميل مع الريح خشية الانكسار، بل نقلة نوعية تضع طائفة وجمهوراً في موقع نقيض حتى ولو حصل الأمر بالتدريج وبالتقسيط المرير.

يصعب التسرع والحكم على تموضع جنبلاط من خلال مقابلته "المدبرة" مع "الجزيرة". فاعتداله ووسطيته اللذان ظهرا في اللقاء المعلَّب هما حلم كثير من اللبنانيين يتمنون أن ينتهي الإصطفاف ويشكل ما قيل في المقابلة جسر عبور وتواصل بين 14 و8 آذار، لكن السياق السياسي الذي تدرجت فيه زيارة جنبلاط الدمشقية لا تترك هامشاً واسعاً للإنطباعات، وتوحي بأن المسار النهائي للزعيم الدرزي هو الإلتصاق التدريجي بمحور دمشق- طهران، خصوصاً أنه لن يرتاح على المستوى الشخصي إلا إذا نقل الأمانة إلى وريثه الشرعي خالية من التحديات العاصفة مع "حزب الله" والتي دفع ثمنها في "7 أيار"، ومن رواسب تواريخ مؤلمة مع سوريا ختمها تيمور بزهرة على ضريح كمال جنبلاط في ذكرى رحيله، وكأن الزعيم القادم يدشن مع سوريا عهداً مزهراً بالآمال لا ضغائن فيه ولا أحقاد، أو كأن الإبن يمحي صفحة العائلة معها ليكتب عهداً من الإنسجام والولاء.

متفائلون جداً، أولئك الذين يظنون أن "خطاب الجزيرة" الذي يشكل تأشيرة الدخول الى دمشق سيكون نفسه خطاب جنبلاط بعد الزيارة، فلا الكفيل المحلي أي "حزب الله" يقبل بلغة التسوية القريبة من "14 آذار" والمتضمنة كل المواضيع الخلافية التي لا يتورع الحزب من أجلها عن امتشاق السلاح، ولا الحضن السوري فضفاض لدرجة استيعاب التمايزات والتناقضات. والمسألة في حسابات الحزب ودمشق أكبر من أن تحسب بإذلال أو ارغام، بل بنتائج سياسية ملموسة تُصرف في الواقع السياسي اللبناني ويتعهد "الابن الشاطر" بممارستها وتحقيقها بانتظام، هذا إن أعفي من تشكيل رأس حربة لمحاربة حلفاء أمس وشركاء خمسة أعوام من الكفاح من أجل السيادة والمحكمة تحت يافطة "انتفاضة الاستقلال".

لكل زعيم من زعماء "ثورة الأرز" طريقة خاصة في طي صفحة خلافه مع دمشق. فالجنرال عون يحرق الصفحات والمراكب ليعيش حالة ذهنية من الانكار. فهو لم يطوِ "حرب التحرير" وقانون محاسبة سورية وموضوع المعتقلين فحسب، بل طوى أيضا دستوره البرتقالي الذي "يشيطن" فيه "حزب الله" وصار جزءاً من ماكينة أحمدي نجاد.

والرئيس الحريري يطوي بتأن ومن موقع ثابت ومختلف صفحة مليئة بالأحزان، لكنها لا تزال تحتمل التنقيح والإضافات، وتحمل في طياتها قابلية للفتح في كل آن.

أما جنبلاط فالأكثر معاناة بالتأكيد، لأنه سيبقى عالقاً فترة طويلة في "مطهر" إعادة التأهيل قبل دخول جنة الممانعة التي يملك أحد مفاتيحها وئام وهاب.

المصدر : موقع لبنان الآن

 

آكي" عن مصدر سوري رسمي: جنبلاط عاد إلى رشده السياسي لضمان عبوره إلى دمشق 

١٦ اذار ٢٠١٠/نقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن مصدر سوري رسمي قوله إن "التحوّلات الأخيرة في مواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط تمثل شأناً لبنانياً داخلياً يتصل بمجموعة تفاهمات بين بعض اللبنانيين، وسوريا غير معنيّة بالإصطفافات أو التحالفات السياسية التي تجرى في لبنان". في حين قال مسؤول سوري آخر إن "جنبلاط عاد إلى رشده السياسي بهدف ضمان عبوره إلى دمشق".

 

تيار المستقبل يؤكد تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني بمواجهته للهجمة الصهيونية الساعية الى تهويد القدس وتزوير تاريخ فلسطين والعرب

دعوة المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم يتجاوز بيانات التنديد

وطنية -أصدر تيار المستقبل البيان الاتي: يؤكد تيار المستقبل تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني في مواجهته الهجمة الصهيونية الأخيرة الساعية الى تهويد القدس وتزوير تاريخ فلسطين والعرب وتشويه الذاكرة الاسلامية . ان ما أقدمت عليه إسرائيل عبر تدشين ما يسمي "كنيس الخراب" ومنع المصلين من دخول الحرم القدسي الشريف وضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة " التراث اليهودي" ، يفضح الممارسات العنصرية والبربرية الصهيونية التي تتنكر للحقوق الوطنية والانسانية للشعب الفلسطيني ، ولا تقيم لنداءات المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة أي اعتبار ، وذلك في محاولة لتكريس وقائع جديدة على الأرض تندرج في سياق عدوانيتها الدائمة التي ما توقفت منذ كان الكيان الغاصب عام 1948 . \ ان دعمنا ووقوفنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني انما هو انتصار لقضيتنا الأساسية في الصراع مع العدو الاسرائيلي الذي كان لبنان أول ضحايا عدوانيته ، ولهذا فإن المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية مدعوة الى إتخاذ موقف حاسم يتجاوز بيانات التنديد ، لأن ما أقدمت عليه إسرائيل يفتح المنطقة على إحتمالات عنف وخطر قد تنسف كل التوجهات الدولية لإحياء عملية السلام إستناداً إلى المبادرة العربية وقررات الشرعية الدولية . إن الإهانة الإسرائيلية الموجهة إلى تراث المنطقة وتاريخها وهويتها يضع العالم أمام جدية حرصه على ما ينادي به لجهة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، ونحن في هذا السياق نؤكد وقوفنا وتأييدنا لنضال الشعب الفلسطيني حتى قيام دولته وعاصمتها القدس الشريف . إن دعوتنا المجتمع الدولي إلى حزم أمره في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية المتمادية فصولاً وأشكالاً ، تتطلب منه العمل لرفع الحصار عن قطاع غزة الذي دمرته آلة الحرب الصهيونية . كل الدعم للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة لتبقى فلسطين حرة عربية مستقلة .

 

لضرورة تأليف هيئة وطنية وتأسيس بنك DNA للبت بقضية المفقودين بكل شفافية.العماد عون بعد اجتماع التكتل: ما زلنا نصر على إقرار قانون البلديات 

موقع عون/عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي برئاسة العماد ميشال عون، وبعد الإجتماع شدد العماد عون على وجوب إجراء الإصلاحات قبل الإنتخابات البلدية، وأعاد التذكير بضرورة تأليف هيئة وطنية وتأسيس بنك AND للبت بقضية المفقودين بكل شفافية.

وقال "اليوم كان اللقاء الأسبوعي للتكتل، وبحثنا عدة مواضيع،

أولاً قانون البلديات؛ نحن ما زلنا نصر على إقراره. هناك وقت كاف قبل 2 نيسان كي يقرّ القانون، والسبب أن كل النواب الموجودين في مجلس النواب ممثلون في الحكومة. وهذا الموضوع أخذ 7 جلسات وتعطّلت فيها التعيينات والأشغال كلّها في مجلس الوزراء لدراسة هذا القانون وتحوّل بتفاهم الجميع.

ولكن أن نصل اليوم الى ما سمعناه من رئيس لجنة الإدارة والعدل، فأنا أعتبره موقفاً سياسياً يستوجب طرح الثقة فيه في مجلس النواب مجددًا لرئاسة هذه اللجنة. لا يمكنه أن يستبق على لجنة الإدارة والعدل بموقف: "إذا بدكن هيك بْتَعِمْلو هيك، وإذا بدكن هيك بتعملو هيك".

نأمل أن تكون مراجعة سريعة لأننا شبعنا مهاترات، فكلما نعترض على شيء نريد اصلاحه في القانون، يقولون "بدكن تعطّلو وتعطّلو وتعطّلو..." الآن رأينا من يعطّل، وسوف نرى بوضوح أكثر من سيعطّل.

فإذًا الإصلاحات قبل القانون، والآن نحن مقيّدون بمهل ومجبرون على رفع القانون، أن يعدّلوا فيه أو لا يعدّلوا أو أن يرفعوه الى مجلس النواب.

ثانيا، درسنا قضية مهمة كثيرًا هي إدارة الموارد البشرية في الدولة، هناك الكثير من العمّال الذين يعملون مدى الحياة ويبقون 15 و20 سنة "مياومين"، أي مؤقتين، ويخسرون الكثير من حقوقهم. وهذا شيء غير مقبول فالإنسان لا يمكن أن يبقى بعقد مؤقت 15 سنة، إذا كانت هناك حاجة له ل15 سنة فهذا يعني أنه يستحق أن يثبّت في وظيفته. نحن لا نريد أن نقول اصرفوهم بل ثبّتوهم، يقولون أن ليس لديهم المواصفات القانونية حتى يتم تثبيتهم. فمعنى ذلك أنه كان هناك خطأً بالتوظيف في الأساس، وخصوصًا أن البلد بحاجة كثيرًا الى يد عاملة حرفية.

الحرفيون اليوم مفقودون تقريباً، الأعمال الحرفية هي من أفضل المهن في الدول الصناعية والمتطوّرة، ونحن نربي الشباب تربية سيئة، نربيهم أنّ من يعمل بيديه وكأنه شيء معيب. وهؤلاء هم من يبني الوطن، من يعملون بيديهم وليس الذين "يتفلسفون" وراء الورق.

متى سنغيّر تربيتنا ونربّي ناسنا على عمل الأرض والمصنع والبناء... يسافرون الى الخارج ويقومون بأعمال أسوأ. يجب أن تتغيّر التربية وأصولها وسوق العمل.

أهم عنصر بشري في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية كان تلاميذ المدارس المهنية. وكانت نظرة المجتمع لهم نظرة تقدير واحترام وهم من أعادوا إعمار فرنسا. وكلّهم هكذا في دول العالم.

فإذًا نريد العاطلين عن العمل ونريد المياومين.... ولا نعطي أي توجيه لا تربوي ولا مهني كي نوجّه الناس نحو مهن محترمة في كل بلدان العالم، ونأتي نحن لنصنفها بأنها مهينة. نريد جميعًا أن نضع قلمًا وراء أذننا ونجلس من دون أن نعرف حتى كيف نكتب فيه. هذه المصيبة.

وهذه مشكلة إدارة الموارد البشرية وهي أكبر مشكلة تعترض الدولة اللبنانية، هناك الآلاف من الناس وضعهم معلّق كثيرا، لا نريد أن نسمّيهم الآن. ماذا هناك في الخارجية والطاقة والموارد المائية والإتصالات... أينما كان.

الموضوع الثالث الذي بحثناه هو موضوع المفقودين. دائمًا نتحدث في قضية المفقودين. هذا الموضوع يستوجب تأليف هيئة وطنية وتأسيس بنك ADN، كي نتعرف الى كل العظام المدفونة في الأرض اللبنانية لمن تعود كل واحدة منها ولأي انسان.

هناك مغارة بالقرب من كفرحونة، قيل إنها عائلة كاملة ولم تحدد هويتها، قدّروا إنها عائلة مخطوفة. هناك مقبرة جماعية اكتشفت في قرية تولا غربي النبطية، قدّروا أنها لفلسطينيين. أتى البريطانيون ليفتشوا عن مخطوف عندهم في منطقة البقاع فوجدوا رفاته، ووجدوا بالقرب منه رفات شخص آخر. أخذ البريطانيون من حددوا هويته وتركوا الثاني ولم يعرفوا من هو، مع أنه مخطوف معه، بقي مدفونًا هناك.

لقد أطلقوا نكتة بهذا الموضوع ولكن عيب أن تقال احترامًا للموتى، قالوا لو كان كلبه معه لكانوا أخذوه معهم وحددوا له هويته. ولكن بما أنه ليس بريطانيًا، وهنا لا علاقة لبريطانيا فهي تحترم مواطنيها، ولكن نحن لا نحترم الناس لا مواطنينا ولا من يعيش على أرضنا.

لا شيء يمنع أبداً من أن تتأسّس هذه الهيئة. فلا نقل أين المفقودون لأنه بالفعل عندما يكون الإنسان مفقودًا تكثر التكهنات والاشاعات...ولكن، لم يقم أحد بتحقيق يثبت فعلاً أين هو.

فإذا أنشئت هذه اللجنة وبنك ADN عندها تصبح الدولة مجبرة على أن تقوم بالتحقيقات في كل المعلومات التي تعطى لها، وإذا أمكن أيضا بحضور أهل المفقود، فلا شيء يمنع، لأن هذه القضية يجب أن تكون شفافة.

هناك ايضًا موضوع الفلسطينيين، يريدون درس حقوق الفلسطينيين الإجتماعية والعمل وغيرها... أنا أطلب ممن يريد أن يدرس الموضوع غدًا الا ينسوا أن الفلسطينيين هم ضحية العالم الذي صوّت على تقسيم فلسطين وهو سبب طردهم من أرضهم، خسروا هويتهم وأرضهم وأصبحوا لاجئين هنا. هؤلاء يشكلون 15 % من مجموع الشعب اللبناني. تصوّروا أنّ لبنان سيحمل 15% من شعبه. نحن نطلب من أميركا رأس الهرم الذي صوّت على إنشاء اسرائيل أن تتحمّل 1% من مخزونها الشعبي، فيكون عليها أن تتحمل ثلاثة ملايين وتفسح لهم مجال العمل عندها. روسيا تتحمل مليون ونصف، ... بإمكانهم أن يقدموا فرص العمل اذا شاءوا لكل الدول العربية عندهم وليس فقط الفلسطينيين. نحن لا يمكننا أن نتحمّل الأعباء المادية، فبدل أن تطالبوا أناس "طفرانة" مثلكم، طالبوا العالم أن يصلح جريمته، نحن وأياهم ضحايا.

أنا لا أعرف كيف أن هناك ناس يبشّرون بالأخلاق والإيمان والله أو يتحدّثون عن العدالة الإنسانية أو حقوق الإنسان، وتبقى هناك جريمة تمتد على مدى 62 سنة ويظلوا ساكتين عنها ويحدثوننا بحلول عادلة.

نحن شهود على هذه الجريمة ونحن ضحاياها، ويحدثوننا بعد عن المقاومة؟!! نرفض أن يتحدث أحد بعد اليوم عن المقاومة في لبنان " الشعب الذي لا يرفع التحدي هو شعب ميت، لا يحق له أن يعيش. وهذا تحدٍ لنا مدى العمر ومدى عمر أولادنا، إذا بقينا هكذا.

وهناك أيضاً ما ورد في البيان الوزاري عن قضية الذين لجأوا الى اسرائيل، يريدون أن يعالجوا لهم واقعهم الأليم الذي بلغ حتى اليوم 10 سنوات. في هذه السنين العشر قمنا نحن بواجبنا بعد خمس سنوات مع قسم من الشعب اللبناني كان معنياً مباشرة بالصدام مع الشريط الحدودي، وكل الناس قبلت بعضها وقطعنا الى مرحلة سلام حقيقي ضمن المجتمع اللبناني. ولكن، لماذا هذا الإهمال من قبل الحكومة؟

عندما طالبنا من الإجهزة المختصة أن ترى الملفات وأن ترى على الأقل من عليه ذنب ومن لا ذنب عليه إذ أن اللجوء بسبب الخوف هو عذر محل، قام البعض واعترض، وتحدثوا عن الإنتقال الى اسرائيل، لا. لم ينتقل أحد الى اسرائيل، لجأوا الى اسرائيل. هذه الحقيقة. الإنتقال يشكّل جرماً. ولم ينتقل أحد برضاه، ذهبوا "هريبة" دون سياراتهم وتركوا أبوابهم مفتوحة، سياراتهم ظلت عند الشريط، دخلوا سيرًا. من يذهب هكذا؟ لم ينقل فرش بيته وسكن هناك، وضعوهم بما يشبه المعسكرات وأسكنوهم جميعًا. نريد أن ننتهي من هذه المشكلة. أصبح هناك جيل كبير لا يتحدث اللغة العربية، جيد، ونريدهم أن يعودوا الى لبنان. ولا يحق لأحد أن يتحدث عن اللاجئين قبل أن يتحدثوا عن لاجئيا. إذ لن يصدقهم أحد إذا تحدثوا عن لاجئين آخرين وأهملوا أبناء وطنهم اللاجئين الى اسرائيل، لأنه عند الإنسان، المحبة تبدأ بالذات. لنفتّش عن لاجئينا أولاً ونرجعهم.

وهناك أيضاً قضية في حراجل، هناك مجبلة باطون وترابة... صدر أمر يإيقافها لأنها داخل البلدة وهذا ممنوع لأنه ينتج تلوّثاً. ففي 28 كانون الثاني صدر أمر من وزير الصناعة بناء على قرار من مجلس الشورى وأوقفها، وتحولت المراسلة الى محافظ جبل لبنان وكلّف بالتنفيذ. ولكن، الى اليوم مجبلة الباطون وصب الحجارة وغيرها تتوسّع ولا تنتقل. نطالب وزير الداخلية لأنه السلطة المشرفة على المحافظين وعملهم أن يقوم بواجباته. نحن لا نريد أن نقوم مكان الوزراء ولكن علينا أن نقول لهم أين الخلل، وعملنا هو المراقبة، مراقبة التشريع والتنفيذ وكل شيء... وهذه واجباتنا وهذه قضية محقّة. نأمل اعتبارًا من الغد أن يتفضل بهيج وطفة والمحافظ ويقوموا بواجبهم فلا يحافظوا على الفساد بل يلغوه ويلغوا الوضع الشاذ القائم. صبرنا بما فيه الكفاية، لا نزال من شهر كانون الثاني، أولاً طلب فرصة شهرين، مدد له الوزير شهرين وسألني الوزير فقلت له لا بأس في التمديد فهذا باب عمل، فلينقلها الى مكان معقول. إنتهت فترة الشهرين فأصبحوا يتحدّون ويقولون إن لا أحد يمكنه أن يغلقها. صدر القرار وهم يوسعون العمل الآن بدل ايقافه.

حبل الصبر شدّ الى الآخر، لا تجعلوا هذا الموضوع ينتقل من ضفة الى ضفة. قد يبدو بسيطاً للوهلة الأولى ولكنه دليل سيء لتوجّه الدولة كلها. عندما يعتبر أحدهم أن نفوذه الشخصي أكبر من قرار مجلس الشورى وأكبر من قرار وزير، يكون لا وجود للدولة.

 

الاحتفال بمراسم نقل وتكريم جنديين شهيدين فرنسيين في مطار بيروت

وطنية - 16/3/2010 اقيمت بعد ظهر اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي، في حضور وفد عسكري ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، والملحق العسكري الفرنسي العقيد فيليب بتريل، وعدد من ضباط قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، والوحدة الفرنسية العاملة في اطارها، مراسم نقل وتكريم كل من الشهيدين الفرنسيين الرقيب اول فالنتين وولي جيرفود والعريف اول جيريمي ترولوت اللذين قضيا بتاريخ 13/3/2010 من جراء حادث سير اثناء تنفيذ مهمة في الجنوب، وقد تلا رئيس الوفد العسكري اللبناني تنويه العماد قائد الجيش بتضحيات الشهيدين، كما وضع اكليلين من الزهر على نعشيهما وقلدهما اوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية.

 

البطريرك صفير استقبل رئيس الحزب العمالي والأب علوان

أبو رزق: عدم اجراء الانتخابات في موعدها طعنة للديموقراطية

وطنية - 16/3/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، رئيس الحزب العمالي الديموقراطي الياس ابو رزق على رأس وفد من أعضاء الهيئة التنفيذية في الحزب. بعد اللقاء الذي استمر نحو 25 دقيقة، قال أبو رزق: "زار وفد الحزب العمالي الديموقراطي اليوم البطريرك صفير لنؤكد وقوفنا الى جانب غبطته ودعمنا لمواقفه الوطنية. وكانت مناسبة لنعرض معه مواضيع عديدة ومنها طاولة الحوار. وقد نوهنا بمواقف فخامة رئيس الجمهورية لا سيما في موضوع طاولة الحوار، ودعوته اليها، لكننا نرى ان الطاولة لن تجدي نفعا ولن تكون مثمرة، مع إيماننا بأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل كل المسائل العالقة والقضايا الشائكة بين بعض الأفرقاء".

أضاف: "نحن نعتبر ان الحوار لكي يكون مجديا وفاعلا في القضايا الوطنية الأساسية كالإستراتيجية الدفاعية، في ظل التهديدات الإسرائيلية والأخطار المحدقة في لبنان، على طاولة الحوار ان تجتمع باستمرار ليل نهار للوصول الى نتيجة فاعلة، خصوصا ان التهديدات الإسرائيلية لا ترحم ولا تنتظر شهرا أو شهرين، لا سيما ان الاستراتيجية الدفاعية موجودة منذ سنوات على طاولة الحوار، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن هذا الحوار ليس إلا مضيعة للوقت".

وتابع: "اما الموضوع الثاني الذي بحثناه مع صاحب الغبطة فهو موضوع الإنتخابات البلدية والإختيارية، والذي نرى في عدم إجرائها في موعدها طعنة للديموقراطية وللنظام الديموقراطي المعمول به في لبنان، ونستغرب تأجيل مجلس النواب إقرار موضوع قانون الإنتخابات البلدية والإختيارية، ونخشى ان يستعمل مبدأ النظام النسبي حجة للتأجيل أو للوصول الى انتخابات تعود في عنوانها الى النظام النسبي، ولكن في خلفيتها الى نظام أكثري مقنع". ودعا الى اجرائها في موعدها "ليتم تداول السلطة في وقته، وبالتالي تكون الديموقراطية سائدة في لبنان".

الاب علوان

والتقى البطريرك صفير الأمين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الأب خليل علوان والامين العام لندوة الدراسات الإنمائية الدكتور محمد النفي، إضافة الى عدد من المؤمنين الذين حملوا همومهم ومشاكلهم وأوضاعهم اليه

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير شهيب والنائب فارس وسناتور مكسيكيا وتسلم دعوة ليكون ضيف شرف في احتفال تكريم إتحاد غرف الصناعة في الدوحة

وطنية - 16/3/2010 - تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نقلها اليه السفير القطري سعد المهندي، وتتضمن دعوة الى رئيس الجمهورية ليكون ضيف شرف في احتفال تكريم إتحاد غرف الصناعة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تقام في الدوحة في السادس من نيسان المقبل في الذكرى الثلاثين لتأسيس الاتحاد وإلقاء كلمة في المناسبة. وشكر الرئيس سليمان لأمير قطر الدعوة واعدا بتلبيتها، وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية اللبنانية-القطرية على المستويات كافة وفي كل الميادين.

سناتور مكسيكي لبناني الاصل واستقبل الرئيس سليمان المنسق العام لحزب PRI المكسيكي السناتور اللبناني الاصل جيزوس موريو كرم، مع وفد في حضور ميتروبوليت المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى للروم الارثوذوكس المطران أنطوان الشدراوي. وأشار السناتور كرم الى أنها المرة الثانية منذ العام 1988 التي يزور فيها لبنان مبديا اعجابه بالتطور الكبير الحاصل، ولافتا الى أنه يشعر بأنه لبناني، مشيرا الى الرحلات التي يتم تنظيمها للشباب المكسيكي المتحدر من أصل لبناني سنويا للبنان من أجل إطلاعهم على أرض الآباء والاجداد.

ورحب الرئيس سليمان من جهته بالوفد، مشيرا الى "أن مثل هذه الزيارات تمثل عودة المغتربين للتواصل مع الوطن الام"، ومذكرا بالخطوات التي بدأت الوزارات والادارات المعنية تحضيرها في شأن استعادة الجنسية وإشراك المغتربين في الاقتراع".

وزير المهجرين وعرض الرئيس سليمان مع وزير المهجرين أكرم شهيب للأوضاع العامة والخطوات التي ستقوم بها الوزارة لإكمال عودة ما تبقى من مهجرين.

النائب فارس ولجنة إغترابية وزار بعبدا النائب مروان فارس مع اللجنة الاغترابية العليا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث تناول اللقاء الوضع الاغترابي اللبناني وضرورة توحيده لما فيه مصلحة الوطن الام، ونوه الوفد بالاهتمام الخاص الذي يبديه الرئيس سليمان تجاه المغتربين وانعكس ذلك زيادة في عدد المغتربين الذين زاروا لبنان الصيف الفائت.

رؤساء روابط المخاتير واستقبل الرئيس سليمان وفدا من رؤساء روابط مخاتير لبنان برئاسة بشارة غلام الذي شكر له استقباله ورفع اليه بعض المطالب ولا سيما منها الانتساب الى الضمان وتشكيل مجلس إدارة الصندوق التعاوني للمختارين. وأشار رئيس الجمهورية الى "أن المطالب المحقة لا بد من أن تأخذ طريقها الى التنفيذ"، لافتا الى الدور الذي يقوم به المختارون في المدن والقرى والبلدات في تسهيل أمور المواطنين.

وفد آل الخازن وكان الرئيس سليمان استقبل الوزير السابق فريد هيكل الخازن مع وفد من عائلة الفقيد خليل الخازن الذي قضى في حادثة الطائرة الاثيوبية، شكروا لرئيس الجمهورية مؤاساتهم في مصابهم.

عائلة الاسير سكاف وزار بعبدا وفد من عائلة الاسير يحيى سكاف الذي أطلع رئيس الجمهورية على وضعه، وطالب بإجراء اتصالات دولية للضغط على إسرائيل لإطلاقه.

 

الرئيس الحريري زار البرلمان الالماني واستقبل السفراء العرب في المانيا وشتاينماير

وطنية - 16/3/2010 واصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لقاءاته مع المسؤولين الالمان، فزار قبل ظهر اليوم، البرلمان الالماني واجتمع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع روبريخت بولينز، في حضور الوفد الرسمي اللبناني المرافق وعدد من اعضاء اللجنة، وتم خلال الاجتماع عرض لآخر المستجدات في منطقة الشرق الاوسط والاوضاع الاقليمية والدولية. ثم استقبل الرئيس الحريري في مقر اقامته السفراء العرب المعتمدين في المانيا برئاسة عميد السلك السفير السعودي اسامة شبقجي، وتحدث اليهم عن الاوضاع في لبنان وما تقوم به الحكومة للنهوض بلبنان على مختلف الاصعدة والتطورات على صعيد عملية السلام. كما استقبل الرئيس الحريري وزير الخارجية الالماني السابق رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديموقراطي الاجتماعي الالماني فرانك فالتر شتاينماير.

 

 الحركة "اليسارية" استنكرت التعرض للنصب التذكاري لجورج حاوي

وطنية - 16/3/2010 - استنكرت الحركة اليسارية اللبنانية، في بيان اليوم، التعرض للنصب التذكاري للشهيد جورج حاوي، وجاء في البيان: "اذا كان شبح الشهيد يلاحق المشبوهين والحاقدين والمأجورين ليبعثوا باللوحة التذكارية للقائد الوطني الشهيد جورج حاوي في مكان استشهاده، فالاحياء لن يغفروا للمرتكبين. ونحن نعبر عن اشد الاستنكار لهذا العمل الجبان تاركين للقضاء والاجهزة الامنية كشف الفاعلين ومعاقبتهم".

 

الوزير المعلم: بيان "حزب الله" عن زيارة النائب جنبلاط دقيق

وطنية - دمشق - 16/3/2010 أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون اليوم أن البيان الذي أصدره "حزب الله" أمس والمتعلق بزيارة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لسوريا "دقيق". وفي ما يتعلق بموضوع اتفاق الشراكة الاوروبي مع سوريا قال: "يجري الآن لقاء غير رسمي في وزارة الخارجية السورية بين المفوض الاوروبي المسؤول عن هذا الملف والجانب السوري، وبعد ذلك سيأتي المفوض الاوروبي على رأس وفد للتفاوض رسميا حول نقاط القلق السورية الموجودة في هذا الاتفاق". وأضاف "أن الرئيس بشار الأسد أوضح أن الشراكة ليست فقط بعدا اقتصاديا وإنما سيكون لها بعد سياسي لتكون شراكة حقيقية". وأعرب الوزير المعلم عن اعتقاده "أن تحقيق التضامن العربي يتطلب تحقيق المصالحات، ولكن هذا يعتمد أيضا على الإرادة السياسية للقيادات العربية، ونحن في سوريا مؤمنون بأن التضامن العربي في هذه المرحلة الدقيقة مهم للغاية وسنعمل على هذا التوجه". بدورها وصفت اشتون محادثاتها مع الرئيس بشار الأسد ب"الايجابية"، مؤكدة "التزام الاتحاد الاوروبي تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة كما هو ملتزم تماما تحقيق الأمن والاستقرار في اوروبا"، ومشيرةالى "أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للوصول إلى حل". وأعربت عن أملها في إكمال المفاوضات في ما يتعلق باتفاق الشراكة "وتحقيق نتائج مثمرة وبناءة".

 

النائب حوري: جنبلاط أصبح خارج 14 آذار لكنه لم يتخل عن مبادئها ومحاولة ذهابه الى الوسطية لتخفيف الاحتقان السياسي القائم في البلد

وطنية - 16/3/2010 - أشار عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري الى أن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، "أصبح خارج 14 آذار، لكنه لم يخرج عن المبادىء العامة ل "14 آذار"، وهذا ما عبر عنه في مقابلته الأخيرة مع قناة "الجزيرة" حين تحدث عن العبور الى الدولة ومفاهيم أخرى". ورأى حوري في حديث إلى محطة "الجديد" أن "الخروج من 14 آذار هو خروج ل"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليس لكل "اللقاء الديموقراطي".

وفي ذكرى استشهاد كمال جنبلاط، شدد النائب حوري على أن "النهج الذي وضعه كمال جنبلاط قدم الكثير الى لبنان في مسيرته باتجاه الاستقلال والعروبة والحداثة"، مؤكدا أننا "نحترم خيارات وليد جنبلاط الذي قرر أن يسامح وينسى ويتخلى عن طقوس معينة رافقت هذا اليوم منذ استشهاد المعلم كمال جنبلاط، ويريد أن يحدث نقلة نوعية، تفيد (من وجهة نظره) فتح صفحة جديدة على المستوى المصالحات". وذكرالنائب حوري اللبنانيين أن "موضوع جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أصبح في عهدة المحكمة الدولية في لاهاي"، مشيرا الى أن "الرئيس سعد الحريري كان سباقا في خطوات المصالحة سواء على المستوى الوطني أو على مستوى العلاقة مع سوريا، وأنه تعالى على جراحه وفصل عمل المحكمة التي ننتظر نتائج علمها وقام بخطوة ايجابية جدا". واوضح أن "رئيس اللقاء الديموقراطي، أكد أكثر من مرة ثبات تحالفه مع الرئيس الحريري"، مشيرا الى أن "محاولة جنبلاط الذهاب الى الوسطية هي لتخفيف الاحتقان السياسي القائم في البلد والانقسام العمودي الحاد والانقسام المذهبي". وأكد أن "الدولة التي يريدها اللبنانيون هي المنبثقة عن الدستور والطائف والعيش المشترك". ووجه النائب حوري تحية الى "أهلنا في فلسطين الذين يواجهون أشرس هجمة من أشرس عدو"، جازما أن "لا الضمير الانساني ولا القوانين الدولية ترضى بما يحصل في القدس".

 

النائب دي فريج: فوجئنا ببيان الرابطة السريانية كفى متاجرة بمشاعر ابناء المذاهب المشرقية لتكوين شعبية

وطنية - 16/3/2010 - أعرب النائب نبيل دي فريج، في تصريح اليوم، عن "أسفه لتمادي الرابطة السريانية في الاساءة الى الوزراء والنواب المسيحيين واستغلال مشاعر ابناء المذاهب المشرقية من اجل تكوين شعبية لم تحصل عليها بالجدارة". وقال النائب دي فريج: " لقد فوجئنا بالبيان الصادر عن الرابطة السريانية والذي يسأل عن "غياب النواب والوزراء والاحزاب المسيحية عن قداس حريصا للتضامن مع مسيحي العراق"، حيث كان يفترض بكاتب البيان ان يكلف نفسه عناء التأكد من اسباب الغياب قبل اصدار بيانه التحريضي ضد الشخصيات المسيحية". وتابع:"انطلاقا من حرصنا على عدم اخذ ابناء المذاهب الست الى مواقف تتعارض مع اصالتهم وقيمهم، نرى لزاما علينا اطلاعهم على حقيقة الامور، وهي ان اي دعوة لم توجه الينا للمشاركة في هذا القداس". وختم: "كفى متاجرة بمشاعر ابناء المذاهب المشرقية لان الامر ليس سباقا على الزعامة، فالقاصي والداني يعرف ان تيار المستقبل الذي يضم مجموعة من النواب المسيحيين كان اول المبادرين الى تقديم المساعدة والرعاية للمسيحيين المهجرين من العراق، فيما اكتفى الاخرون بإصدار البيانات والتصريحات العنترية".

 

الوزير الشامي استقبل السفيرة الاميركية والنائب الحوت ولومباردو

وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور علي الشامي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون وبحثا في شؤون ثنائية. ثم عرض الوزير الشامي مع المدير الإقليمي لمكتب "الأنروا" في لبنان سالفاتوري لومباردو أمورا ذات اهتمام مشترك. وكان الوزير الشامي تسلم من النائب عماد الحوت دعوة لحضور حفل إطلاق مكتب جمعية غوث للاغاثة والطوارىء في لبنان، واستمع منه إلى البرامج والمشاريع التي تنوي الجمعية تنفيذها في لبنان

 

الأسد يتجاهل اتصالا ورده من سليمان قبل انعقاد طاولة الحوار الوطني

 الثلاثاء, 16 مارس 2010 يقال نت/كشفت أوساط سياسية واسعة الإطلاع أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حاول قبل إعلان الدعوة الى انعقاد هيئة الحوار الوطني في بعبدا ،أن يضع الرئيس السوري بشار الأسد في الصورة،ولكنه لم يوفق. وقالت الأوساط ل"يقال.نت" إن سليمان أجرى اتصالا هاتفيا بالأسد ،من أجل هذه الغاية ،لكن الأسد لم يكن على "الخط". ولفتت إلى أن تجاهل الأسد لاتصال سليمان يمكن أن يُفسر ما يحكى عن برودة في العلاقة بين الأسد وسليمان وما سمي بمفاجأة الأسد من دعوة طاولة الحوار الى الإنعقاد،وتاليا الحملات "التخوينية"التي استهدفت مقام الرئاسة.

 

رئيس حركة الناصريين الأحرار

التهجم على اللواء أشرف ريفي مشبوه ، ونسأل هل خاف المتطاولون من أمر خطير كشفته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ويخشون من فضحه؟

زار رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني في دار الفتوى في منطقة عائشة بكار في بيروت .

على أثر اللقاء صرح العجوز بما يلي :

التقينا صاحب السماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني حيث أعربنا عن وقوفنا الى جانب هذه الدار وما تمثل مؤكدين مجدداً تضامننا مع مواقفه الوطنية والعروبية التي نثمنها عالياً ، رافضين كل محاولات الإفتراء والتشويش التي يتعرض لها والتي أصبحت معروفة الدوافع ومكشوفة الأهداف . فصاحب السماحة أكبر من أن تمسّه شلة حاقدة تريد النيل منه ومن مصداقيته ، وكرامة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني هي من كرامتنا ولن نسمح لأي كان التطاول عليها مهما علا شأنه . وبما أن الإفتراءات على دار الفتوى ليست وليدة اليوم ، نسأل من سموا أنفسهم الغيارى على هذه الدار أن يحسنوا التصرف ويحترموا أدبيات ديننا الحنيف ولا يكونوا مطية عند أحد ينفذون فيها مؤامرة استهداف وتهميش وإضعاف مقاماتنا الروحية . فالطائفة السنيّة مستهدفة في كل المواقع لأنها أبت أن تدخل في لعبة المتاجرة بالمذاهب والطوائف ، بل كانت وما زالت الحاضنة للجميع وضحت وما زالت من أجل الدفاع عن الوحدة الوطنية الحقيقية وأغتيل الكبار الكبار من مفكريها وقادتها الروحيين والسياسيين، واليوم يحاولون استكمال المؤامرة بضرب هيبة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الممثلة باللواء أشرف ريفي ، ونسأل من يتحاملون على اللواء ريفي ويشككون بدوره ، ماذا تريدون والى ماذا تهدفون ؟ هل تريدون من أهل السنّة أن يقوموا بما قمتم به بعد أن تعرض العميدين شقير وجزيني للمساءلة الحكومية ؟ هل تسعون لسبعة أيار آخر وبطريقة وظروف جديدة ؟ نقول لكم بأننا لن ننزل الى مستوى التهديد والوعيد والى لغة الشارع للدفاع عن اللواء أشرف ريفي وما يمثل ، ولكننا نرحب بكل الأصوات التي أتت من مختلف الطوائف اللبنانية ومن قياداتها الشريفة التي استنكرت هذا التهجم المشبوه .فاللواء أشرف ريفي لم يعمل لطائفة أو مذهب بل يعمل من أجل الوطن كل الوطن ، وهنا لا بد أن نثني على الإنجازات الكبيرة التي تقوم بها كل فروع وشعب الأمن الداخلي الذين سطروا نجاحات كبيرة بكشف شبكات العملاء مع العدو الصهيوني وشبكات الإجرام الأخرى . ونسأل ،هل كشفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شيئاً خطيراً جداً لا نعلمه حتى الآن أرعب المتطاولين على اللواء ريفي من فضحها؟

فبالأمس القريب كان دور مفتي الجمهورية واليوم دور مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والرئيس السنيورة مجدداً، فمن التالي بأجندتهم ؟ فالمحرض واحد والدوافع واحدة ولكن فليعلم القاصي والداني بأن أهل السنّة ليسوا بضعفاء رغم وجود قلة من الأصوات الشاذة المشبوهة فيها والتي لن تنجح في مخططها . نحن دعاة وحدة وطنية حقيقية وسنرفع هذا اللواء وندافع عنه في كل المواقع . فنحن في حركة الناصريين الأحرار ملتزمون بثورة الأرز ونعلن تبنينا الكامل  للبيان الصادر عن مؤتمر قوى الرابع عشر من آذار الأخير ونعاهد إخواننا في الوطن بأننا سندافع عن الحق صوناً وحفاظاً على العيش المشترك الحقيقي. بيروت /16-3-2010

 

الجميل الى باريس

المركزية- غادر رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل بعد ظهر اليوم الى باريس في زيارة خاصة.

 

وصول أشتون الى بيروت

المركزية – وصلت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاترين اشتون الى مطار رفيق الحريري الدولي الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم قادمة على متن طائرة خاصة من دمشق في زيارة تستمر حتى صباح غد الاربعاء وتلتقي رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة. وكان في استقبالها في المطار وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي وسفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران.

 

ماذا بعد زيارة جنبلاط الى دمشق وما هي خريطة طريقه الجديدة؟ تخوف من سقوط الحكومة في فجوة الخلاف على الانتخابات موسى في بيروت غدا ومشاركة لبنان في القمة "مكانك راوح"

المركزية- اما وقد فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين دمشق ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بعد قبول النظام السوري "اعتذار" زعيم الحزب التقدمي بوساطة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانطوت صفحة التحليلات والتكهنات والغموض الذي اعترى هذه المسألة، فان موعد الزيارة ايا يكن لم يعد ذو اهمية في المغزى السياسي بعدما تعبدت الطريق امامه للقاء الرئيس بشار الاسد.

المعلم: ولعل الاهم من موعد الزيارة المرجح بعد غد الخميس مبدئيا من دون ان يحسم بحسب مصادر مطلعة اوضحت لـ"المركزية" ان الموعد النهائي يحدد في ضوء اجندة الرئيس السوري الحافل هذه الفترة بالمواعيد واللقاءات مع عدد من الوفود الاجنبية قبل توجهه الى ليبيا في 27 الجاري لحضور القمة العربية، هو ما سيتضمنه اللقاء من كلام قال جنبلاط ان لديه الكثير منه ليقوله للاسد ويتناول خريطة طريقه للمرحلة المقبلة وموقعه الجديد، ومواضيع البحث التي سيتطرق اليها اضافة الى ما سيكون عليه جنبلاط بعد العودة من موقع سياسي ومواقف وهل انه سيمضي في طريق التحول والتموضع الجديد وصولا الى الانضمام الى 8اذار ام سيكتفي بالبقاء في الوسط والابقاء على خطابه السياسي المعهود؟

وفي سياق متصل، وبعد بيان حزب الله امس أكد اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن "البيان الذي أصدره الحزب والمتعلق بزيارة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لسوريا دقيق".

زيارات الى الخارج: في مجال آخر، وفيما يختتم رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم زيارته الى المانيا حيث اجرى محادثات مثمرة مع كبار المسؤولين فيها، يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قطر في السادس والسابع من نيسان المقبل، تلبية لدعوة من أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لمناسبة الذكرى الثلاثين لإنشاء غرفة التجارة الخليجيّة.

موسى والقمة: في هذا الوقت، وبعدما رفض لبنان امس تسلم الدعوة الليبية الى القمة العربية لمخالفتها الاصول تنتظر الساحة اللبنانية وصول الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت بعد ظهر غد، بحيث يجتمع الى الرؤساء سليمان والحريري ونبيه بري للتشاور في الخطوات المحتملة على ان يلتقي صباح الخميس وزير الخارجية علي الشامي.

الانتخابات ومصير الحكومة: وسط هذه الاجواء عاد منسوب الحديث عن مصير الانتخابات البلدية وامكان تأجيلها الى الارتفاع مجددا، اذ ان المناقشات الجارية في اللجان النيايبة حول مشروع قانون الانتخابات الذي اعده وزير الداخلية زياد بارود لا توحي بامكان اجراء الانتخابات في مواعيدها على اساسه وفق ما اوضح مصدر نيابي مشارك في جلسات اللجان لـ"المركزية"، وكشف المصدر ان بعض القوى السياسية وتحديدا في المعارضة ابدت رغبتها صراحة بارجاء الانتخابات، وهي ابلغت رئيس الحكومة رغبتها هذه وحاولت مراجعته في امكان توفير التوافق السياسي على الارجاء غير ان جواب الحريري كان حاسما لجهة الرفض والتأكيد على وجوب اجراء الانتخابات في موعدها مشددا على ان حكومته مصرة على هذا الاستحقاق من ضمن خطة عملها الهادفة الى تحريك عجلة العمل في الدولة .

وابدى المصدر خشيته من ان يستفحل الصراع على الانتخابات الى درجة تطيير الحكومة .

دمشق والحركة الغربية: اما في الحراك الاقليمي، فتتجه وجهة الرصد السياسي نحو دمشق التي ستشكل محطة لزوار اميركيين واوروبيين في اطار المساعي المبذولة لاعادة احياء المفاوضات وتحريك الجمود في عملية السلام، ذلك ان الكونغرس الاميركي يجتمع اليوم للموافقة على تعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة الاميركية في العاصمة السورية وذلك قبل ايام على موعد زيارة هي الثالثة لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان ومدير شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو الى دمشق المرتقبة قبل نهاية الجاري في مؤشر يعكس استمرار وتيرة اميركية في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بعد سنوات من الانقطاع لما لسوريا من دور اساسي ومحوري في منطقة الشرق الاوسط .

وغدا ستكون دمشق على موعد مع زيارة رسمية للرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو تستمرّ ثلاثة أيام يقابل في خلالها الرئيس الاسد وينقل بحسب اوساط ديبلوماسية غربية رسالة تتضمن انعكاسا لموقف اسرائيلي كانت ابلغته القيادة الاسرائيلية الى رئيس حكومة ايطاليا سيلفيو برلسكوني الذي زاره منذ قرابة شهرين حيث ابدت اسرائيل انزعاجها من مضي سوريا في تزويد حزب الله بالسلاح والعتاد الامر الذي من شأنه تهديد أمنها وهي تاليا تخشى ان تكون ترسانة اسلحة حزب الله تجاوزت الخطوط الحمر، وتمنت على برلسكوني نقل موقفها هذا الى دول اوروبا وخصوصا تلك التي لها علاقات بدمشق محملة اياها مسؤولية ما قد تتعرض له من اخطار.

وسيتشاور الرئيس الايطالي بحسب الاوساط مع نظيره السوري في الموضوع بحيث يؤكد ان الغرب يضغط على اسرائيل لردعها عن توجيه ضربات عسكرية في المنطقة الا انه يتوجب على سوريا في المقابل التعاون في هذا المضمار ووقف تحويل اراضيها الى سكة لقطار الاسلحة الايرانية الى حزب الله في لبنان والا فانها ستتحمل مسؤولية اي تفجير قد يحصل في المنطقة، وفق ما اشارت الاوساط الديبلوماسية الغربية.

لا حل عسكرياً: غير ان الاوساط المشار اليها استبعدت الحل العسكري في ضوء الحراك الاوروبي المكثف الذي تقوده المجموعة الاوروبية لمنع الانفجار ومحاولة تعزيز اجواء الاستقرار في الشرق الاوسط مستشهدة بكلام المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امس امام الرئيس الحريري الذي قالت فيه انه بعد محادثاتها الاخيرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي انها لا تتخوف من شن حرب على لبنان "واعتقد أننا نجحنا في ارساء الاستقرار عبر قوات اليونيفيل".

 

الموسوي للوطن السورية: من الأفضل لمن جاء إلى طاولة الحوار ويظن أنه آت لبحث ما يسميه سلاح حزب الله، ألا يأتي

موقع الكتائب/رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن التهديدات التي أطلقها الجانب الإسرائيلي والتي سبقتها تهديدات أميركية بوساطة مبعوثين أوروبيين جدية، تهدف إلى "شل الموقف المقاوم في المنطقة ولاسيما في لبنان وسوريا". وقال: "نحن في لبنان وأعتقد في سوريا تعاملنا مع احتمال الحرب على أنها غاية في الجدية والدليل عقد اللقاء الثلاثي في دمشق الذي جمع الرئيسين بشار الأسد وأحمدي نجاد والسيد حسن نصر الله". الموسوي وفي حديث لصحيفة "الوطن" السورية، أشار الى أن اللقاء الثلاثي جاء لمواجهة اللغة الإسرائيلية بالحرب الشاملة للقول إن "هناك لغة عربية مقاومة تتحدث عن الرد الشامل"، مضيفا: "هو خطوة مهمة جداً لردع العدوان الإسرائيلي قبل حدوثه، ولإسقاط الأهداف لسياسية والعسكرية للعدوان فيما لو وقع". وأعرب عن اعتقاده بأنه لا موقف في العالم العربي يمكن أن يكون صائباً ومجدياً إلا قرار المقاومة بعد إخفاق ما يسمى المبادرة العربية للسلام التي لم تنجح حتى في إطلاق نفسها، متسائلا: "كيف ستنجح في استعادة الحقوق العربية؟". ورأى أن طريق التسوية السياسية يقفله الجانب الإسرائيلي عبر تمسكه بمشروعه الصهيوني القاضي بالتهويد والاستيطان واستمرار الاحتلال، وبالتالي إذا كان طريق التسوية مسدوداً فلا يبقى أمام العرب إلا طريق المقاومة.

ووصف الخطوة العربية بالمزافقة على مفاوضات فلسطينية-اسرائيلي بالـ"تراجعية"، معتبرا أنها خطوة مفجعة وغير مجدية، لأن الجانب الإسرائيلي سيتصرف انطلاقا من موقع قوة لزيادة مكتسباته، مشيرا الى أنها أتت بعد القرار الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة التراث الإسرائيلي واقتحام باحات المسجد الأقصى، الشيء الذي يدعو إلى الرثاء لموقف بعض الأنظمة العربية التي تتمسك بالتفاوض، متسائلا: "إذا كانت الإدارة الأميركية وحلفاؤها العرب عاجزين عن وقف الاستيطان الذي يأكل الأرض الفلسطينية فكيف يمكن لهؤلاء أن يعيدوا حقوقاً للفلسطينيين عبر التفاوض". وعن طاولة الحوار، قال: "نحن نذهب إلى طاولة الحوار بناء على دعوة وجهها رئيس الجمهورية لبحث كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي. أما من يفكر في مواضيع أخرى فله أن يبحثها مع أًصدقائه الأميركيين على طاولة في واشنطن"، مشيرا الى أننا "نذهب إلى طاولة الحوار بنموذج ناجح ومجد هو المقاومة، في ظل تجربة بينت أن السلوك العربي في التفاوض كان خائباً وبات مقفلا وغير مجد حتى إذا فتح".

ورأى أن من الأفضل لمن جاء إلى طاولة الحوار ويظن أنه آت لبحث ما يسميه "سلاح حزب الله"، ألا يأتي، لأن الموضوع المطروح للبحث هو كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي، معربا عن اعتقاده بأن كثيراً ممن دعوا إلى طاولة الحوار ليسوا أصحاب جدارة تمكنهم من مناقشة الإستراتيجية الدفاعية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لأنهم ليسوا على قدر من الالتزام الوطني ومعاداة الكيان الصهيوني.

وعن موضوع التنصت الأميركي، قال الموسوي: "لو صحت الأخبار التي قرأناها في الإعلام اللبناني فستكون فضيحة مروعة. بمعنى أن السفارة الأميركية باتت تنتهك السيادة اللبنانية. كما تحاول الأجهزة الأمنية الأميركية اختراق الأمن الفردي والوطني اللبناني، الشيء الذي يساوي اختراقاً أمنياً إسرائيلياً، لأن ثمة اتفاقاً أمنياً أميركياً- إسرائيلياً على تبادل المعلومات".

وآسف لأن هناك ذهنية لبنانية أجاد الرئيس السوري بشار الأسد في تسميتها وهي "ذهنية خدمة القنصل" منذ أيام السلطنة العثمانية، معتبرا أن هناك شريحة من الناس لديها انتمائات متعددة حيث كانت تحصل على قوت يومها ودورها الاجتماعي عبر تقديم خدمات للقنصل الأجنبي. وللأسف لا تزال هذه العقلية موجودة في كثير من المواقع ما يشكل انتهاكاً للسيادة والكرامة الوطنية اللبنانية. وأشار الى أن المخابرات الأميركية في لبنان تقوم الآن بجمع المعلومات حول النشاط اللبناني في جميع المستويات، وهذا تهديد خطر، لأن كل ما تحصل عليه المخابرات الأميركية من معلومات يذهب إلى إسرائيل، بل إني أقول إن السفارة الأميركية اليوم في لبنان لديها ميليشيا خاصة بها تسمى حرس السفارة، الذي يعتقل كل مواطن يشتبه فيه في المحيط الهائل للسفارة الأميركية التي تعتبر اليوم جغرافيا معزولة داخل الجغرافية اللبنانية، وباتت دولة داخل الدولة حيث فيها أجهزة تنصت تخترق حرمة اللبنانيين، كما يعمل بها ضباط استخبارات مهمتهم رصد كل ما يجري داخل الوزارات والإدارات العامة. وأضاف: "بتنا في لبنان بحاجة إلى تحرير أراضينا من احتلال الميليشيا الأميركية، وتحرير جزء من قرارنا من الاحتلال الأميركي عبر حصر علاقة السفارة الأميركية بوزارة الخارجية اللبنانية، ومنع الأجهزة الأميركية من تحصيل معلومات في لبنان".

 

نصرالله أبلغ جنبلاط أن الأسد سيستقبله

١٥ اذار ٢٠١٠ /ابلغ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان الرئيس السوري بشار الاسد سيستقبله في موعد يحدد خلال الايام المقبلة. وقال بيان صادر عن العلاقات الاعلامية في حزب الله مساء اليوم الاثنين:

في سياق الوساطة التي قام بها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله لدى القيادة السورية، والتي جاءت بناء على طلب النائب الاستاذ وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي, وبعد المواقف الواضحة والمراجعة الجريئة التي قام بها فيما يعني مجريات وتطورات المرحلة السابقة وتأكيده على الثوابت السياسية الاساسية وخصوصا فيما يعني الموقف من سوريا والمقاومة وفلسطين بالدرجة الاولى،فقد أبلغ السيد نصرالله مساء اليوم الاستاذ وليد جنبلاط بأن القيادة السورية ونظرا لحرصها على احسن العلاقات مع جميع اللبنانيين،وجميع القوى السياسية في لبنان،ومع الاخذ بعين الاعتبار كل المواقف والمراجعات والتطورات التي حصلت مؤخرا، فانها ستتجاوز عما حصل في المرحلة السابقة, وستفتح صفحة جديدة تأمل ان تعود بالخير على الجميع،وان السيد الرئيس بشار الاسد سيستقبله في دمشق اثناء زيارته لها في موعد سيتم الاعلان عنه خلال الايام القليلة المقبلة ان شاء الله."

من جهة ثانية، وفي اتصال مع قناة "المنار اكد جنبلاط " أنّ "الصفحة الماضية مع سوريا قد طُويت"، وأنَّ لديه "الكثير" ليقوله إلى الرئيس بشار الأسد حين يلتقيه.

وقد شكر جنبلاط للسيد حسن نصرالله وللرئيس نبيه بري وللنائب طلال إرسلان وللوزير السابق وئام وهاب "كلّ ما قاموا به في هذا المجال".

 

الشيخ قاسم: لا يحق لأحد في لبنان يبتدع قرارا جديدا اسمه قرار الهزيمة والاستسلام 

موقع المنار-احمد شعيتو/ 16/03/2010 /اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اننا نريد استراتيجية دفاعية قابلة للتطبيق، ولا نريد استراتيجية دفاعية تطلق على المنابر بألفاظ براقة، ولا نقبل استراتيجية على الورق لا تُسمن ولا تُغني من جوع وإنما تكون مجرد إطار شكلي لا معنى له.  واشار الشيخ قاسم في كلمة له خلال حفل التكريم الذي أقامته قناة المنار للمساهمين فيها الى اننا نتفهم بسبب ظروف لبنان أن لا يكون قرار الحرب والسلم بيد الحكومة اللبنانية، ونتفهم تماماً أن يكون قرار الحرب والسلم بيد إسرائيل المدعومة دولياً، لكن لا يحق لأحد في لبنان يبتدع لنا قراراً جديداً اسمه قرار الهزيمة والاستسلام، ويفوِّض الحكومة اللبنانية لتتخذه في كل لحظة تشعر معها أن الوضع مهدد، واضاف الشيخ قاسم اننا لن نقبل أن يكون بيد أحد في لبنان قرار الهزيمة، من أراد اتخاذ هذا القرار فليتخذه وحده وفي داخل بيته، أمَّا قرار الوطن فهو بالدفاع والاستقلال والحرية ولا يمكن أن يكون لا للهزيمة ولا للاستسلام.  ودعا نائب الامين العام لحزب الله  الحكومة اللبنانية إلى التدقيق بكل المساعدات الأمريكية التي دُفعت في لبنان للجمعيات الخاصة، وللقرى وللبلديات، وفي أي موقع من المواقع الحكومية، سواء في إطار الدفاع أو الأمن، أو في إطار بعض الوزارات، لترى الحكومة إذا كانت بعض هذه المساعدات ملغومة بإتفاقيات مذلة ومتعارضة مع السيادة، وإذا كانت مشروطة بمحاولة للدخول إلى النسيج الداخلي بطريقة أمنية ضمن غلاف المساعدات.   الشيخ قاسم تطرق الى  ما نراه اليوم مما يسمى خلاف أمريكي إسرائيلي، واصفا اياه بأنه مسرحية فاشلة في إبراز الاعتراض الأمريكي على إسرائيل، واضاف: كنت أتساءل: كيف قبل العرب بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل من دون ثمن، الآن اكتشفت وتبيَّن أن الثمن كان مؤجلاً، والثمن هو هذه المسرحية في إبراز الغضب الأمريكي فيفرح العرب بأن أمريكا صرخت على إسرائيل إذاً مقابلها اسكتوا أيها العرب، وأعطوا إسرائيل ما تريد فقد أهنَّاها ووقفنا أمام المجتمع الدولي بكل صلابة.  واعتبر الشيخ قاسم ان التسوية والمفاوضات هي عملية منظمة لتشريع الحدود الإسرائيلية كما تريد إسرائيل، ولمنع الفلسطينيين من أن يستردوا جزءً بسيطاً من حقهم، هذه التسوية فاشلة، وهذه التسوية لا تعيد حقاً.

 

 مخيبر: على المجلس النيابي أن يقر الإصلاحات بسرعة وإلا تأجيل الإنتخابات فترة وجيزة

لبنان الآن/الثلاثاء 16 آذار 2010/رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب غسان مخيبر أنه "على اللجان المشتركة والهيئة العامة ان تسرع في مناقشة مشروع قانون الإنتخابات البلدية ليتكمن المجلس النيابي من إجراء الإنتخابات في موعدها ومع الإصلاحات التي أقرّت"، مضيفاً ان "عدم إجراء ذلك يعني أن دعوة الهيئات الناخبة للإجتماع ستتم على أساس القانون الحالي الذي لا يتضمن إصلاحات". مخيبر، وفي مداخلة عبر قناة "otv"، قال: "على المجلس النيابي أن يقر الإصلاحات بسرعة وإلا عليه واجب تأجيل الإنتخابات فترة وجيزة لسبب تقني للتصويت على القانون ونشره بالجريدة الرسمية، هذه هي المعادلة الصعبة التي وقع فيها المجلس النيابي". وتابع: "يجب أن تجرى الإنتخابات في موعدها مع إقرار الاصلاحات كاملة وإذا اضطررنا لتأجيل تقني لإجراء الإصلاحات واجراء الإنتخابات على أساسها

 

في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء: مخطط لعزل "القوات" بهدف تصفية "14 آذار"  

١٦ اذار ٢٠١٠ /فادي شامية/المستقبل

ثمة حقيقة واضحة على الأرض. "القوات اللبنانية تتقدم كل يوم. لقد باتت التيار المسيحي الأكثر تنظيماً، والأوفر شباباً، والأنضج خطاباً". بهذا التعليق يفتتح أحد السياسيين المخضرمين شروحاته حول سبب الهجوم المركّز منذ مدة على "القوات اللبنانية"، وقائدها سمير جعجع.

يتفق هذا السياسي مع آخرين في قراءة المشهد السياسي. "لا خلاف في أن القوات اللبنانية مستهدفة، وأن ثمة من يريد عزلها، تمهيداً للاستفراد بها، وإعادتها إلى تحت الأرض". يضيف: "في كل محطة انتخابية سيكتشف حلفاء العماد عون المزيد من الضمور الذي يصيبه على الساحة المسيحية، في مقابل ازدياد قوة مسيحيي 14 آذار وعلى رأسهم القوات... وأية مقارنة بين خطاب القوات وبين مواقف خصومها على الساحة المسيحية، ستوضح الفارق لصالح القوات، شكلاً ومضموناً وقدرةً على الإقناع".

لماذا التركيز على "القوات"؟!

تمثّل "القوات اللبنانية" اليوم القوة الصاعدة في الوسط المسيحي، لا سيما في صفوف الشباب. منذ خروجه من السجن، قام الدكتور سمير جعجع بإعادة تنظيم "القوات اللبنانية" على أسس ثابتة، وخطاب سياسي واضح. إستراتيجية العمل باتت مختلفة كلياً عن الماضي، ولعل أبرز تعبير عن هذا الواقع إكثار "القوات" اليوم من اللجوء إلى القضاء، في كل شيء تقريباً، كسبيل لمقاربة المواضيع المختلفة (خلافاً للحال أيام الحرب الأهلية)، ولعلها تكون التنظيم السياسي الوحيد، الذي أنشأ أكاديمية لتثقيف محازبيه سياسياً، مع اهتمام ملحوظ بفئتي الشباب والنساء، وتقبّل لافت لخطاب "القوات" في الأوساط السنية، حتى في المناطق التي كانت على طرفي نقيض معها أيام الحرب الأهلية. (وهو تقبّل يزيد ولا يتراجع، رغم التذكير المستمر في بعض الأوساط الإسلامية بـ"تاريخ القوات الإجرامي" من قبل فريق 8 آذار).

بناءً على تقييم هذا الواقع- الذي يبدو نفسه لدى حلفاء وخصوم "القوات"- تظهر غايات الاستهداف أكثر وضوحاً، وأهمها:

أولاً: ضرب الشراكة الإسلامية- المسيحية التي تمظهرت بوضوح يوم 14 آذار 2005، ما يفسح المجال واسعاً لإعادة التدخل في الشؤون اللبنانية، وتكريس لبنان دولة فاشلة، وساحةً للآخرين.

ثانياً: تصفية 14 آذار، لا سيما بعد انسحاب المكوّن الدرزي منها، فضلاً عن غياب المكوّن الشيعي (كقوى شعبية وليس كشخصيات)، إذ من شأن إبعاد المكوّن الإسلامي السني ("تيار المستقبل") عن المسيحي الماروني ("القوات اللبنانية")، دفن 14 آذار، وبمفعول رجعي أيضاً.

ثالثاً: إضعاف الرئيس سعد الحريري وتياره السياسي، وحرمانه من الامتداد المسيحي، ومن غالبية نيابية وحكومية مريحة.

رابعاً: تغيير ميزان القوى في الشارع المسيحي، لصالح العماد ميشال عون، باعتبار أن ضرب "القوات"، سيظهر عون وحده القادر، من خلال تحالفاته، على "تأمين حماية للمسيحيين".

خامساً: التمهيد لإخضاع الساحة المسيحية ("الكتائب"، "الأحرار"...)، وإسكات صوت بكركي، والشخصيات المسيحية المؤثرة.

سادساً: ترهيب أي صوت يتجرّأ على مواجهة الخطاب السياسي لفريق 8 آذار، لا سيما عندما يكون الموقف متعلقاً بقائد هذا الفريق، أو بما له صلة بالسلاح خارج الدولة.

معالم المخطط

ضمن مخطط عزل "القوات" تبدو المعالم الآتية:

أولاً: إعادة فتح ملفات الحرب الأهلية، وبشكل انتقائي (على نمط عرض حلقة واحدة فقط، من البرنامج الوثائقي الشهير؛ حرب لبنان، على شبكات البث التابعة لفريق معين وفي منطقة جغرافية معينة)، فضلاً عن التذكير المستمر بوقائع من زمن الحرب لا تبدو "القوات" فيها بوضعية مريحة، كسائر المتورطين في الحرب وأكثرهم في السلطة اليوم.

ثانياً: استهداف أية شخصية سنية تتواصل مع أية شخصية قواتية، ولو كانت الشخصية القواتية في موقع نيابي أو وزاري، مع الإشارة إلى أن إدارات وبلديات وشخصيات محسوبة على فريق 8 آذار تتعامل مع وزراء "القوات" بلا غضاضة!، الأمر الذي يُظهر الهدف الحقيقي للمخطط الهادف إلى فك التحالف السني- الماروني. (على سبيل المثال؛ الحملة الضارية التي يخوضها الرئيس عمر كرامي ضد مفتي طرابلس مالك الشعار بدعوى أنه استقبل النائب القواتي فريد حبيب، وصولاً إلى مطالبته المفتي بالاعتذار ومهاجمة "القوات"!).

ثالثاً: تنظيم حملات إعلامية ضد "القوات" في الأوساط السنية، من قبل شخصيات سنية بالدرجة الأولى، وبدعم إعلامي واضح من قبل "حزب الله". (استفاد الرئيس كرامي مؤخراً من بيان "القوات" العنيف ضده).

رابعاً: الضغط على الرئيس سعد الحريري، وفريقه السياسي، للابتعاد عن "القوات"، وصولاً إلى تخيير حلفاء سوريا له - في أكثر من مناسبة - بين علاقة جيدة مع دمشق، وبين استمرار تحالفه مع مسيحيي 14 آذار، ولا سيما منهم الدكتور سمير جعجع.

خامساً: الهجوم المستمر على الأمانة العامة لـ 14 آذار، تارة تحت عنوان أنها تعبّر عن مواقف الدكتور فارس سعيد لا عن مواقف القوى التي تتشكّل منها، وتارة تحت عنوان فقدانها مبرّر وجودها بعدما "فرط فريقها السياسي" (قبل التظاهرة الضخمة في 14 شباط الماضي شبّه الرئيس بري حجم فريق 14 آذار بحجم فريق كرة قدم!)، وصولاً إلى مطالبة "البعض" للرئيس الحريري، بسحب ممثلي "تيار المستقبل" من الأمانة العامة لـ 14 آذار.

سادساً: الحديث عن عودة الاغتيالات، وانهيار التهدئة في لبنان، بما أوحى لكثيرين أن المستهدف هو الدكتور جعجع شخصياً، على اعتبار أن المتحدثين ربطوا ذلك كله بالخطاب السياسي المعتمد من قبل "القوات". (الكلام الصادر عن الوزير السابق ميشال سماحة مؤخراً، وبعض التسريبات والكتابات الصحفية الأخرى، وقد لجأت القوات إلى القضاء ضد سماحة، فيما تضامن "حزب الله" معه، رافضاً "محاكمة صوت مقاوم"!).

سابعاً: تنفيذ بعض الدوائر الأمنية اللبنانية مؤخراً، حملة توقيفات محدودة، لناشطين قوّاتيين، بما يشكل رسالة أمنية لـ "القوات"، أو فخاً يدفعها إلى ردود غير مدروسة، تكون مقدمة إلى استهداف أمني أوسع.

ثامناً: محاولة ربط بعض العملاء المسيحيين الموقوفين مؤخراً بـ "القوات"، أو بالحد الأدنى نبش ماضي أي عميل لعله كانت له علاقة سابقة بـ"القوات"، وذلك بهدف تأكيد الاتهامات المتكررة بالتخوين لهذا الفريق السياسي.

تاسعاً: تنظيم عمليات تشويه سمعة ممنهجة لعدد من الشخصيات القواتية، وربط هذه الشخصيات أو مرافقيها بأعمال جنائية شائنة ( ما أثير عن علاقة بين النائب إيلي كيروز وأحد تجار المخدرات على سبيل المثال لا الحصر).

عاشراً: الرد على خطاب "القوات" السياسي، بحملة تخوين واتهام بالعمل لصالح العدو، و"توهين الشعور الوطني" (العبارة الأخيرة وردت في خطاب للسيد حسن نصر الله، وقد تحوّلت لاحقاً إلى عنوان لدعوى قضائية "استعراضية" رفعتها المحامية مي الخنسا على الدكتور سمير جعجع!).

هل يعود الزمن إلى الوراء؟!

ثمة من يحلم فعلاً بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بل ثمة من يتصرف على أساس أن هذا الأمر مسألة وقت، وقد تأخر حصوله، بفعل العجز عن تحقيق التفوق الانتخابي العام الماضي. ولأن مخطط عزل "القوات" يعتمد على الضغط عليها من جهة، وعلى الرئيس سعد الحريري من جهة أخرى، فقد كان كلام الحريري واضحاً، وفي غير مناسبة، بأن "الموت وحده يفرّقني عن حلفائي". كما أن الحريري أعطى أكثر من إشارة مؤخراً بأنه متضامن مع "القوات" في ما تتعرض له.

بدوره يقرأ الدكتور سمير جعجع جيداً ما يجري من حوله، ويدرس خطواته ومواقفه بتأنٍ واضح، وهو وصف قبل أيام ما يجري بأنه "محاولة عزل للقوات بهدف ضرب ثورة الأرز وتجمع 14 آذار... اعتقدوا أن المكوّنين الرئيسيين المتبقيين هما القوات اللبنانية وتيار المستقبل". أضاف: "إننا نواجه بالبقاء على مواقفنا والثبات فيها، فكل حلفائنا في ثورة الأرز و14 آذار يعون ما يحصل ونحن في حال تضامن كبيرة جداً". بالعودة إلى السياسي المخضرم، فإن ضمانة عدم تحقق مخطط العزل هذا؛ "الاندماج السياسي والشعبي الحاصل بين جمهور المستقبل ومسيحيي 14 آذار، بعدما صار القوّاتيون أكثر عروبة، والمستقبليون أكثر لبنانية".

المصدر : المستقبل

 

 الاشقر في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط: هكذا نبني علاقة محترمة وسوية مع سوريا 

١٦ اذار ٢٠١٠

رأى امين عام منظمة الشباب التقدمي ريان الاشقر ان "كلام وليد جنبلاط الاخير الذي ادلى به لقناة الجزيرة الاخبارية كان واضحاّ جداً"، معتبراً ان "جنبلاط اراد ان ينهي المرحلة العصيبة التي مرّت بها العلاقات اللبنانية السورية في السنوات الماضية، عبر اضفاء جو من الانفتاح على دمشق". واضاف في حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني انه "لا يمكن للبنان ان يكون على خلاف مع سوريا لما له من تبعات سلبية وغير صحية، نظراً لواقع الجغرافيا السياسية الذي يقتضي ان تكون العلاقات طيبة ومميزة معها". مشيراً الى ان "التهديدات الاسرائيلية والصراع العربي الاسرائيلي شكّلت حافزاً كبيراً لإنفتاح لبنان على كل الدول العربية، وتحديداً مع سوريا".

وقال الاشقر: "ان عداء اللبنانيين لسوريا امراً غير صحياً على الاطلاق، كما ان استمرار الوصاية السورية والتدخلات في الشؤون اللبنانية امراً بغاية السلبية، وبالتالي فالقاعدة الاساسية لأي علاقة جدية ومميزة مع تكون في الحفاظ على استقلال وسيادة البلدين وتضامنهما بمواجهة اسرائيل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. هكذا نبني علاقة محترمة وسوية، خاصةً وان الشعب اللبناني والسوري تجمعهم الكثير من القواسم المشتركة والروابط الاجتماعية والتاريخية القديمة".

وعن قرب زيارة وليد جنبلاط الى سوريا، أمل الاشقر ان تشكل هذه الزيارة بداية لعلاقة جديدة تفيد لبنان وسوريا على قاعدة استقلال وسيادة البلدين، "والواضح ان النظام السوري اليوم بخطابه السياسي المنفتح وبالاداء الهادىء يساعد على اضفاء هذه الاجواء الطيبة، وقد لاحظنا ذلك في زيارة دولة الرئيس سعد الحريري الاخيرة الى دمشق ".

ووصف الاشقر "المعلم" كمال جنبلاط في الذكرى ال33 لاغتياله بانه احد اكبر القادة السياسيين في القرن العشرين الذي ترك فراغاً كبيراً في السياسة بشهادة مناصرينه واخصامه الداخليين، وبشهادة كل العالم العربي والغربي، فخسارته كانت كبيرة لرجل استشهد من اجل المبادىء والثوابت التي آمن بها طيلة حياته السياسية، منها الحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال، وضرورة انفتاح لبنان على العالم العربي وعدم سلخه عن محيطه، هذا فضلاً عن القضية الفلسطينية التي تعتبر اساس نضاله السياسي".

كما لفت الى ان اهمية كمال جنبلاط تكمن في الارث القكري العريق الذي تركه، "ومن واجبنا كمنظمة الشباب التقدمي ان نحافظ على هذا الكنز وان نسعى لنشر هذا الفكر، لأنه في حال طبّق، لوجد حلاً للمشكلة اللبنانية التي نعاني منها اليوم".وقال : "كمال جنبلاط كان صاحب مسيرة مشرّفة لعقود، رابطاً السياسة بالاخلاق، وهذا امر نفتقده اليوم، في حين نرى غالبية السياسيين في وقتنا الحالي يمتلكهم الكذب والفساد والطمع والجشع بالسلطة، ويلعبون على حبال الغرائز الطائفية والمذهبية، اما كمال جنبلاط فقد بني زعامته على الصدق والاخلاق والشفافية والتواضع، فوزع ثروته الشخصية على الناس، ونادى بالعلمانية واللاطائفية، ولهذا كان له حضوراً على مستوى كل المناطق اللبنانية".

سلمان العنداري/المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

عن المسامحة والنسيان

زياد ماجد/الثلاثاء 16 آذار 2010

لبنان الآن/لم يكن تاريخ 16 آذار 1977 تاريخاً لاغتيال كمال جنبلاط فحسب، بل كان كذلك تاريخاً لتأسيس صفحة جديدة في الحرب الأهلية اللبنانية وافتتاحاً لإدارة إقليمية مباشرة لها. إدارة تقوم أولاً على الاغتيال السياسي ثم على التصرّف وكأن الاغتيال كان ردعاً للمغدور أو تجنّباً للأضرار التي يمكن لحياته إن طالت أن تحدثها. وعلى ذويه التسليم بذلك وتجاوز الدم حفاظاً على أرواحهم ومنعاً لتفاقم الأمور في ديارهم. لا بل أكثر من ذلك، عليهم الاعتذار عن أفعال المغدور وعن دمه ثمّ الكفّ عن تذكّره حرصاً على سمعة قاتله...

بهذا المعنى، يمكن تفسير ما قاله المسؤولون السوريون لوليد جنبلاط بعد أربعين والده من أن كمالاً أراد الحسم العسكري في لبنان ولم يقبل بالمسعى السوري لإنهاء الاقتتال، ووصف سوريا بأنها "سجن كبير"... وبهذا المعنى أيضاً، يمكن تفسير ما سرّبه بعض المحسوبين على النظام السوري من أن رفيق الحريري تآمر مع مروان حمادة وآخرين لاستصدار القرار الأممي 1559 وإخراج الجيش السوري من لبنان. وبهذا المعنى أيضاً وأيضاً، قيل إن سمير قصير تجاوز الخطوط الحمر إذ كتب في الشأن السوري الداخلي وربط استقلال لبنان بديمقراطية سوريا... وفي كل هذا ما استدعى، مرة بعد مرة، تدابير اضطُرّت المعنيين الى الاستئصال منعاً للتمادي وذوداً عن الاستقرار...على أسس "القتل الوقائي أو التأديبي" إذن، قامت في لبنان معادلة "الدم أو الرضوخ" لعقود ثلاثة خلت. وإن كان من فضل كبير ليوم 14 آذار 2005 (بمعزل عن أي نقاش في وظائفه السياسية والطائفية الداخلية)، فهو أنه أسقطها وأسقط التهويل والتخويف بها، ورفض الاستسلام لمقولة إن المقتول مذنب وليس القاتل، وإن الصمت والرضوخ هما السبيل الأمثل لتفادي استجلاب المزيد من الهلاك والفتن. ... واليوم في 16 آذار 2010، بعد 33 عاماً على الجريمة التأسيسية، وبعد 5 سنوات على إسقاط المعادلة المبنية على ذاك التأسيس، يجدر ربما تأكيد أمر واحد بعيداً عن كل سجال وتبرير أو هجاء وتعريض: أن النسيان والمسامحة لا يحلان مشكلة ولا ينتجان معادلات جديدة. فالمسامحة يمكن أن تتمّ بعد المحاكمة أو بعد اعتراف القاتل بجرائمه واعتذاره عنها. أما النسيان فلا يغيّر في شيء ما قد حصل. وهو في أحسن الأحوال، يسمح لمن يريده أن يلغي من ذاكرته حدثاً، لكنه في ذلك لا يلغي الحدث نفسه، ولا أطرافه ووجوهه. والأهمّ، لا يلغي حقيقة أن ثمة من لن ينسى ومن لن يفضّل المسامحة على العدالة، ولا حتى على البعض منها، ولو بعد حين...

 

الحملة على اللواء ريفي تستهدف قوى الأمن والاستقرار العام والسلم الاهلي

الديار/ نزار عبد القادر

يبدو أن العاصفة السياسية والاعلامية التي تبرعت بعض الجهات السياسية، ومعها بعض وسائل الاعلام، بشنها على اللواء أشرف ريفي المدير العام لقوى الأمن الداخلي حول توقيعه «البروتوكول» الخاص بصرف المساعدة الأمنية الاميركية والبالغة خمسين مليون دولار، لم تنته بعد، وذلك بانتظار وصول بعض التقارير التي طلبتها لجنة الاعلام والاتصالات النيابية لتبني على الشيء مقتضاه، والذي يعني في تقدير عدد من المراقبين استكمال الحملة الشرسة التي كانت قد بدأت قبل اسبوعين ضد مؤسسة قوى الامن الداخلي بشخص مديرها العام.

كان اللافت بان الحملة مفتعلة وذلك من خلال حالة الاحتدام السياسي والاعلامي التي رافقتها، وذلك من خلال وضعها في خانة الفضيحة التي لا تقتصر في مفاعيلها على اتهام المدير العام لقوى الامن الداخلي بتجاوز صلاحياته الادارية، بل بالتجاوز على صلاحيات وزير الداخلية، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب.

وهنا نتساءل عن الدوافع الحقيقية التي تحرك هجمة القوى السياسية «المعروفة» الهوية والهوى، ومعها بعض وسائل الاعلام التي اعتادت ان نفتش دائماً عن مادة سامة تستعملها بهدف زيادة «السقم» الوطني.

ليسمح لي اصحاب هذه الحملة، ان اقدم شهادة خاصة حول سلوكية ومناقبية اللواء ريفي وذلك من خلال معرفتي الشخصية به وبادائه الوظيفي، خلال فترة تزيد على ثلاثة عقود.

فاللواء ريفي هو ضابط من الطراز الأول، حيث استحق بعمله ونشاطه في المؤسسات الامنية المختلفة على تقدير رؤسائه، وعلى تقدير المواطنين.

لقد أظهر دائماً عن شفافية عالية، وعن فعالية كبيرة في ادائه لجميع المهمات الامنية التي كلف بها في حياته المهنية الطويلة.

ومن حقه علينا أن نشهد له بانه كان مستقيماً في سلوكيته، فاعلاً في قيادته، وصلباً في مواقفه العسكرية، ولا تستهويه الاضواء او مظاهر البهرجة، وكان عفيف النفس ومصان الكرامة، ولا يركض وراء كسب المال او الجاه.

واني اتساءل حول الدوافع التي حركت هذه الحملة على اللواء ريفي : هل نكتفي ونقول بأن الحملة موجهة ضده شخصياً؟ ام نقول بان الحملة موجهة ضد قوى الامن الداخلي من خلال شخص مديرها العام الذي استطاع ان ينقلها من حال الى حال؟ ام نذهب الى أبعد من ذلك لنقول بأن المشروع الامني للدولة (وفي كامل مؤسساتها الامنية) هو المستهدف، وذلك بدءاً من قوى الأمن الداخلي؟ ام نبحث عن الجهة المسؤولة على المستوى السياسي، والمتمثلة برئاسة مجلس الوزراء والتي عاندت او رفضت الانصياع لكل حملات الضغط والتشكيك التي واجهتها بها نفس الجهات السياسية ومعها نفس وسائل الاعلام التي تقف وراء الحملة الراهنة؟

تقضي العقلانية المقرونة بفرائض التحليل الموضوعي والمستقل ان نعتبر بان الدوافع التي تحرك هذه الحملة الواسعة لا تقتصر على غاية الايقاع باللواء ريفي، من اجل الاقتصاص منه على ادائه الامني، ونجاحه في اعادة بناء وتقوية القوى الامنية وتفعيل ادائها الميداني والاستعلامي، بل هي تتجاوز ذلك لتدخل ضمن الحيّز السياسي الاوسع، والذي بات يتركز بين خيارين: الاول، سيادة الدولة وحصرية السلاح بالشرعية والثاني الابقاء على لبنان رهينة لدى جهات اقليمية وجبهة مفتوحة لتصفية حسابات دولية واقليمية.

لقد قرأت رد اللواء ريفي على حملة التشكيك والذي نشر في صحيفة النهار بتاريخ 12 آذار الجاري، واني من خلال تجربتي المهنية والامنية ومن خلال متابعتي للاتفاقيات الامنية والمعاهدات سواء بين لبنان وبعض الدول الغربية أو بين دول اخرى مع الولايات المتحدة واوروبا أجد ان اللواء كان صائباً في اقواله، وخصوصاً عندما ربط المساعدة الاميركية بالنتائج المباشرة لمؤتمر باريس «3» حيث قررت الولايات المتحدة تقديم مساعدات انمائية واقتصادية وامنية للبنان ومن ضمنها المساعدة المخصصة لقوى الأمن الداخلي، وايضاً المساعدة المخصصة للجيش اللبناني.

من قراءتي لمضمون «البروتوكول» الموقع من قبل اللواء ريفي والسفيرة الاميركية اؤكد بان النص الموقع لا يتضمن اية نصوص خاصة بلبنان، وبانه لا يهدف الى فرض وصاية أمنية اميركية او اسرائيلية على لبنان، على غرار ما سوّقت له بعض الصحف والخطب «النارية» لمجموعة من الأبواق التي احترفت فنون الاثارة وتهم التخوين.

واؤكد استناداً لدراساتي العسكرية والادارية في المعاهد والجامعات الاميركية بان نص الاتفاقية لا يتعدى مجموعة من المطالب الروتينية التي تتمسك بها مختلف الادارات الاميركية سواء في الداخلية والخارجية او في الكونغرس، وعلى اساس انها جزء من القوانين والتعليمات التي يجب مراعاتها ضمن سياسة الامن القومي الاميركي.

من المؤسف أيضاً ان ينزلق قضاة وسياسيون محترفون، وضباط دخلوا المسرح السياسي الى الاشتراك في حملة التشكيك الكبيرة التي بات من المعروف بانها تستهدف المؤسسة الامنية التي استطاعت خلال السنوات الاخيرة ان تثبت كفاءتها في ملاحقة شبكات التجسس الاسرائىلية، وفي تتبع عدد كبير من الجرائم المنظمة، وان توقع بشبكات تهريب المخدرات.

وهنا لا بد من التساؤل حول مدى ارتباط الحملة الراهنة بالمحاولات السابقة التي جرت لتعطيل عملية بناء قوى الامن الداخلي سواء من خلال زرع الشقاق الطائفي والمذهبي من اجل تعطيل آلية القرار داخل مجلس القيادة، او من خلال شن هجمات مركزة على شعبة المعلومات في قوى الامن بعدما نجحت، وبالرغم من حداثتها في العمل الاستعلامي والامني، في كشف جرائم كبرى، كما نجحت في كشف شبكات اسرائىلية للتجسس، لم تقتصر اختراقاتها على المجتمع اللبناني بل امتدت الى داخل المقاومة وبعض الاجهزة الامنية اللبنانية، ناهيك عن مساهمتها الكبيرة في كشف الجريمة الارهابية في عين علق، وفي تقديم معلومات على درجة عالية من الخطورة والدقة في جريمة اغتيال الرئىس رفيق الحريري.

هنا نتساءل: هل يجوز ان تكافأ قوى الأمن الداخلي ومديرها العام بحملات التشكيك المتتالية التي نشهدها منذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى اليوم؟ انه الظلم بعينه، وهو ظلم لا يقتصر على اللواء ريفي وقوى الامن بل يتوسع ليشمل الاستقرار الوطني والسلم الأهلي. كان بودي ان ارد على «القراءة القانونية» الهادئة التي قدمتها احدى الصحف، ولكن لا مجال للدخول في كل التفاصيل التي اثارتها حول مضمون بنود الاتفاقية، ولكني اعود واكرر بان اية اتفاقية توقعها الولايات المتحدة لصرف مساعدة امنية مع اية دولة أخرى لن تختلف في تفاصيلها وضوابطها عما ورد في الاتفاقية الموقعة مع لبنان. وفي النهاية هل يمكن القول بحسن النوايا لدى من راحوا يطالبون بالغاء الاتفاقية؟ هل نسي هؤلاء مدى حاجة لبنان للمساعدات الاميركية من اجل اعادة بناء قواه الامنية سواء لجهة المبالغ المالية الكبيرة أو لجهة حاجة لبنان للتقنيات الاميركية المتطورة على مستوى التجهيز والتدريب. وفي الخلاصة تبقى الولايات المتحدة في رأس قائمة الدول الصديقة التي تهتم بأمن واستقرار واستقلال وسيادة لبنان، ويتمنى معظم اللبنانيين هذه الصداقة. يبقى موقف لبنان واضحاً لجهة طلب وتوقع الحصول على المزيد من المساعدات الأمنية والاميركية وهذا ما أكدته زيارتا رئيس الجمهورية ووزير الدفاع لواشنطن خلال الأشهر الماضية من العام 2010.

 

تمسّك جنبلاط بكرامة الدروز... أعطى دفعاً غيابياً لـ«لقاء البريستول»

معادلة القوة ترجمت في دعم تحركات الحريري على خط التقاطعات الدولية

حضور جعجع الممانع لعودة عقارب الساعة... وتحقيق الشعارات دون تراجع

سيمون ابو فاضل/الديار

عكس الاجتماع الاخير لقوى 14 آذار قدرة هذا الفريق على الاستمرار باندفاعته السياسية وحيويته الشعبية التي اظهرها في يوم 14 شباط في ظل الاستحقاقات والتطورات الداخلية والخارجية التي تواجهه وتعيق ترجمة شعاراته وادت في عدة محطات سابقة لإرباكه وهو ما جاء واضحا في البيان من زاوية الاقرار بالاخفاقات التي حصلت معه.

لكن جملة وقائع احاطت بالمؤتمر الثالث لقوى 14 آذار الذي انعقد تحت شعار حماية لبنان تدل على انها احرزت تقدما في الشأن السياسي استنادا للعوامل التالية:

1- ان هذا اللقاء انعقد على ضوء فوز هذا الفريق في الانتخابات النيابية والبقاء على الكتلة الاكثرية من زاوية استمرار التحالف بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئىس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط.

2- ينعقد اللقاء في وقت يرأس البلاد رئىس للجمهورية التوافقي العماد ميشال سليمان الذي يحظى باحترام دولي كما يترأس الحكومة سعد الحريري كزعيم سني ورئىس لتيار سياسي وتكتل نيابي واسع، على خلاف ما كان الواقع يوم انطلاقة الثورة عندما كان الرئىس السابق العماد اميل لحود ورئىس الحكومة الاسبق عمر كرامي يشكلان تحالفا ضد هذه القوى من موقعهما في السلطة وكحلفاء لدمشق.

3- ينعقد اللقاء في وقت يتولى رئاسة الحكومة رئىس تكتل «لبنان اولا» الذي هو احد قادة قوى 14 آذار واعلن مؤخرا البقاء على تحالفاته في هذا المحور الذي لا يبعده عنه الا الموت.

4- عقدت قوى 14 آذار اجتماعها السنوي انطلاقا من المشهد السياسي - الشعبي الذي كانت عليه في الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئىس رفيق الحريري مؤكدة على دينامية حركتها الشعبية وجهوزيتها السياسية الدائمة.

5- عقدت قوى 14 اذار اجتماعها على وقع مواقف النائب وليد جنبلاط الذي لم ينتقد خلاله هذه القوى ولم يظهره مهرولا نحو سوريا اذ هو بقي محافظا على هيبة الزعامة وكرامة طائفته وهادفا لأن يكون حليفا او صديقا للرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، وفي محور المواجهة الكبرى ضد اسرائىل لا في محور محلي ضيق الى جانب الرئىس لحود وبعض الشخصيات القريبة منه وفي خطه لا بل قال كلاما حيال رؤيته للصراع العربي - الاسرائىلي لا يتناقض مع روحية قوى 14 آذار التي كان احد اركانها.

6- وجود رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، بما يمثل سياسياً وشعبياً، في ظل الحملة السياسية التي تواجه القوات، مستبعدة مشهد ما قبل تفجير، الكنيسة واعتقاله سياسياً، بما يعني العمل لضرب الدور الفاعل لما تمثله القوات من «ممانعة» لعودة عقارب الساعة الى الوراء، بعد ان ارتفعت هذه الحملة في موازاة تنامي موقع الدكتور جعجع في المعادلة العامة والمسيحية بنوع خاص.

وحرص على التحالف معه لمواقفه المتكاملة في الرؤية.

7- قدرة قوى 14 آذار، على مقاربة ملفي سلاح «حزب الله» والعلاقة مع سوريا، من زاوية تدعيم مواقف وتحركات رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يجد بعداً سياسيا في دوره يتكامل بين الشقاق الحكومي ليدخل خريطة العلاقة الاقليمية - الدولية بتقاطعاتها وتجاذباتها على خلفية الاحداث والصراعات التي تشهدها المنطقة، بحيث بدا هذا الفريق انه يتكامل في الموقف ولا يبقى اسير الشعارات المؤجلة التطبيق...

8- مشاركة حزب الكتائب في اللقاء عبر نائب رئيس الحزب شاكر عون وعضو المكتب السياسي ميشال خوري الذي كان ممثلا للحزب في الامانة العامة والنائب نديم الجميل وهي خطوة تدل على عدم قدرة الحزب على البقاء بعيدا عن هذه الحركة التي يبدي ملاحظات على ادارتها، خصوصا ان استحقاقات عدة فازت فيها قوى 14 آذار والقوات اللبنانية دلت بوضوح على ان الوجدان الشعبي هو في هذا الاتجاه، خصوصاً عشية الاستحقاق البلدي الذي يفرض على الجميع اعادة قراءة مواقعهم السياسية وتحالفاتهم في هذا النطاق.

9- الحضور غير المباشر لرئيس الحكومة سعد الحريري، الذي ترجم بمشاركة كامل اعضاء كتلته ورئيسها المكلف من قبله رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ومن ثم موافقته على مضمون البيان بما عكس التنسيق العالي بينه وبين المجتمعين في اللقاء وتحديداً الاركان منهم.

10- الاعتراف بالاخفاقات، اتى معبراً عن كلام في قواعد هذا الفريق الذي كان يأمل دينامية ونتائج اكثر، لكن الاقرار في هذا الامر اعطى صورة المصارحة بين القيادات والقواعد الشعبية، من خلال ادخال منطق الاعتراف بالخطأ على مضمون بيان مركزي لقوى 14 آذار.

 

مصادر نيابية مسيحية في 14 آذار تمنّت على «حزب الله»

الإنخراط في مشروع الدولة اللبنانية الجامعة

فادي عيد/الديار

استغربت مصادر نيابية مسيحية في قوى 14 آذار الحملة التي انطلقت منذ اللحظات الاولى لانعقاد لقاء «البريستول» الاحد وحتى قبل صدور البيان الختامي، وهذا يشير بحسب هذه المصادر الى رصد مسبق لأي منطق حواري واصرار على فرض منطق آحادي للتحكم بمفاصل اللعبة السياسية الداخلية.

ورغم ان قوى 14 اذار حرصت على عدم الانجرار الى اي عملية استفزاز لاي من القوى الداخلية ام الاقليمية، الا انها اصرت على التأكيد على الثوابت الاساسية التي تعني قيام الدولة.

وما لم يكن مفاجئا على الاطلاق هو مبادرة وسائل اعلام 8 آذار، الى استهداف مضمون بيان «البريستول» لمجرد انه تحدث عن تولي الحكومة والجيش مسؤولية الدفاع عن لبنان في وجه اي اعتداء اسرائيلي، وكأن المطلوب ان تستقيل الحكومة من واجباتها وان يجلس الجيش اللبناني في صفوف المتفرجين، في حين يتولى «حزب الله» المسؤوليات السيادية عسكريا وامنيا في مواجهة اي عدوان لا سمح الله.

وتربط هذه المصادر موقف قوى 8 اذار حيال بيان البريستول بموقفها المماثل حيال دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لانعقاد طاولة الحوار، في مؤشر خطير الى رغبة هذه القوى ومن ورائها بإنهاء اي نقاش حول موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح «حزب الله»، وكأن المطلوب الابقاء على «الستاتيكو» القائم الى ما شاء الله وسحب موضوع السلاح عن طاولة الحوار الوطني. وتأتي في هذا السياق سلسلة من التصريحات لمسؤولي «حزب الله» والتي اشاروا فيها الى ان موضوع سلاحهم ليس مطروحا للبحث على اي مستوى، لتؤكد قرار «حزب الله» المتخذ مسبقا بالحفاظ على سلاحه حتى تنفيذ الاهداف المرسومة له، من دون الاخذ في الحسبان المصالح اللبنانية، ولا ارادة اللبنانيين او اي مقررات يمكن ان تصدر عن هيئة الحوار الوطني. وتعود المصادر الى مضمون بيان «البريستول» الاخير لتؤكد التوجه الايجابي لقوى 14 اذار نحو شركائهم في الوطن، فمن جهة اكدت على موضوع الدفاع عن لبنان في وجه اي اعتداء اسرائيلي وان لبنان سيهب بكامله للدفاع، ومن جهة اخرى شددت على مسؤولية الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية في التصرف واتخاذ القرارات المناسبة عند حصول اي طارئ على لبنان. وهذا التوجه الايجابي كان يفترض ان تقابله ايجابية مماثلة تتمثل في اعلان «حزب الله» عن قراره ووضع امكاناته العسكرية والقتالية في تصرف الجيش اللبناني ووضع القرار السياسي والامرة بيد مجلس الوزراء الذي يشارك ممثلون عن «حزب الله» وحلفائه في اتخاذ قراراته.

وتختم هذه المصادر بالتمني ان يعيد «حزب الله» حساباته جيدا فيلتقط اللحظة الداخلية المناسبة جدا للانخراط في مشروع الدولة اللبنانية الجامعة، ليتوحد اللبنانيون ازاء كل الاحتمالات الممكنة في ظل التطورات الاقليمية المتسارعة والتي تنذر بعواصف كبيرة في المنطقة.

 

 مسؤول في 14 آذار لـ إيلاف: بيان حزب الله مهين

الخلفيات والضغوط وراء زيارة جنبلاط لدمشق

إيلي الحاج /ايلاف

الثلائاء 16 مارس

نجحت المساعي التي قام بها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، وحدّد الخميس المقبل، على الأرجح، موعدًا لزيارة جنبلاط إلى العاصمة السورية دمشق، بعد فراق طويل، وترقّب طال إنتظاره.

بيروت: تتوّج دمشق عودتها إلى الإمساك إلى حد بعيد بالحياة السياسية في لبنان بعد خروجها العسكري "المذل" منه ربيع العام 2005 باستقبالها الخميس المقبل على الأرجح، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي كان عمليًّا قائد "إنتفاضة الإستقلال" إثر اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، جنبلاط الذي لولاه لما كان تحقق يوم "14 آذار" (مارس) التاريخي ذلك العام.

رفاق جنبلاط السابقون في حركة " 14 آذار" إلتزموا الصمت بعد إعلان "حزب الله" في بيان مساء الإثنين نجاح مساعي الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في إقناع القيادة السورية باستقبال الزعيم الإشتراكي، لكن أحد السياسيين ممن يعتبرون فاعلين والمتمسكين بمواقف الحركة والإستمرار في خطها السيادي، قال لـ "إيلاف" إن ما ورد في بيان "حزب الله" عن إستقبال جنبلاط في سورية هو "مهين".

وكان  قد جاء في البيان أن "القيادة السورية نظرًا إلى حرصها على احسن العلاقات مع جميع اللبنانيين، وجميع القوى السياسية في لبنان، ومع الاخذ في الاعتبار كل المواقف والمراجعات والتطورات التي حصلت أخيرًا، فإنها ستتجاوز عما حصل في المرحلة السابقة، وستفتح صفحة جديدة تأمل ان تعود بالخير على الجميع".

وبذلك سقط احتمال، بل رهان لدى فريق من المتابعين على أن القيادة السورية لن تستقبل جنبلاط مهما فعل وأنها بالأحرى لن تستقبله زعيمًا، وستمضي في تدفيعه ثمن مواقفه السابقة منها سياسيًا، وقيل إن عليه التخلي عن بعض مساعديه مثل الوزيرين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب، كما عليه أن يتراجع أمام المحكمة الدولية عن إفادته أمام لجنة التحقيق الدولية أيام كانت برئاسة القاضي الألماني ديتليف ميليس، عندما اتهم القيادة في سورية باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وكشف لـ "إيلاف" أحد السياسيين الذين يترددون على دمشق ويلتقي مسؤولين فيها إن إقدام جنبلاط على تضمين لائحتيه في الشوف وعاليه المرشحين الذين أصبحوا نوابًا - رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون ونائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" جورج عدوان والكتائبي فادي الهبر- أثار استياء متجددًا في دمشق من جنبلاط الذي كان قد بدأ قبل الإنتخابات مسيرة معاودة التقرب من العاصمة السورية. وأضاف: أصيبت بعض الأوساط المطلعة بـ "نقزة" بعد مقتل أحد الشبان في ظروف غامضة في منطقة حاصبيا بإطلاق الرصاص في سيارته قبل نحو شهرين، وهو من أنصار جنبلاط وقيل إنه ممن شاركوا في المواجهات التي جرت في منطقة الشويفات خلال حوادث 7 أيار ( مايو) 2008. وثمة من اعتبر أن في الأمر رسالة ما. ولم تكبر القضية بل كان حرص على "استيعابها". 

من جهة أخرى، عبّر مسؤولون سوريون غير مدنيين لبعض زوارهم اللبنانيين عن استياء من عودة أنصار حزب "القوات اللبنانية" إلى مناطق الجبل. علمًا أن هؤلاء يحرصون حرصًا شديدًا حتى في عز التفاهم السياسي الكامل مع جنبلاط تحت مظلة "14 آذار" التي كانت تجمعهم، على ألا يكون حضورهم منظورًا وفاقعًا، أو مخالفًا لتوجهات جنبلاط وحزبه في الشؤون المحلية، وذلك لعدم إثارة أي حساسيات بالنظر إلى الماضي الدامي بين الفريقين . 

وكان لغط ساد بعد حديث جنبلاط في إطلالته الإعلامية عبر قناة "الجزيرة" السبت الماضي (حديث وصفه الرجل بأنه "آخر الكلام) لأنه قدم فيه اعتذارًا ضمنيًا غير واضح عن كلامه في حق الرئيس السوري بشار الأسد ، إذ قال إنه كلام "غير لائق وغير مألوف وصدر عني في لحظة غضب وتوتر وفي "ساعة تخل" ، بمعنى إنه لم يكن مسيطرًا خلال ذلك الوقت على انفعالاته ، ولم يعتذر من الشعب السوري بعدما قيل إن هذا الإعتذار مطلوب منه أيضًا.

واعتبر حلفاء لدمشق في لبنان بعد حديث جنبلاط أن كلام الرجل ومواقفه من حلفائه السابقين في  قوى 14 آذار ( مارس) جاءت أقل سلبية مما كانت عليه في الأشهر الماضية، حتى ان جنبلاط تحدث عن" العبور الى الدولة"، وعن أهمية اتفاق الهدنة مع اسرائيل، وعن انخراط "حزب الله" في الجيش والدولة لاحقًا، وحرص على ابراز موقعه الوسطي بين الفريقين المتنازعين في لبنان والتمسك به. أي إن جنبلاط الذي أعلن في 2 آب( أغسطس) الماضي خروجه من قوى 14 آذار، لم يعلن دخوله في 8 آذار الحليفة للقيادة السورية.

صحيح إن مواقفه تعبر عن إقرار بهزيمة، لكنه  قاتل سياسياً لتحسين شروطه وخفض الثمن السياسي المتوجب عليه والوصول الى "استسلام مشرّف" في سبيل حفظ طائفته و"شعبه"، لكنه لم يتنازل عن كل أوراقه ولم يقدم كل ما لديه قبل الزيارة لدمشق، وقد بدا واضحًا في كلامه الأخير أنه لن يقدم على تنازلات أكبر، خصوصًا أنه كما بدا من المقابلة عبر "الجزيرة" يعمل في سبيل هدف رئيس، هو تسليم مقاليد الزعامة الدرزية والحزبية إلى نجله تيمور، ولا يتطلع إلى علاقة تحالفية بينه وبين الاسد. بل يخفض سقف طموحاته الى حد لا يتجاوز "زيارة دمشق"  لمرة واحدة استثنائية، زيارة يأمل في أن تكون كافية لفتح طريق دمشق أمام تيمور وليد كمال جنبلاط وتوريثه موقعًا سياسيًّا غير مثقل بأحقاد وعداوات.

ويقول بعض جلساء الزعيم الدرزي إنه لن يترشح للإنتخابات النيابية في 2013 ، وبعد أن يتسلم نجله الزعامة مع النيابية يرغب وليد جنبلاط فعلا في أن يعيش مدة في أحدى دول أوروبا والإنصراف إلى كتابة مذكراته فيها .

 

مصدر عسكري مسؤول يربط استبعاد الحرب على لبنان بوحدة أبنائه

كلام 14 آذار على واجب الجيش التصدي للعدوان "لزوم ما لا يلزم"

إبراهيم عوض /الثلائاء 16 مارس

رأى مصدر عسكري لبناني كبير أن كلام قوى الرابع عشر من اذار على واجب الجيش في التصدي لأي عدوان تتعرض له البلاد جاء في غير محله، مبيّنًا أن حدوث هذا السيناريو يعني تضافر كافة الجهود للدفاع عن الوطن. بيروت: إستوقف مصدر عسكري مسؤول الكلام الصادر عن اجتماع قوى الرابع عشر من آذار الذي انعقد في فندق البريستول في بيروت أول من أمس، لجهة ذكره في البيان الختامي "ان الرد على أيّ عدوان اسرائيلي هو من مسؤولية الجيش اللبناني الذي يطلع الحكومة وفقًا للأصول الدستورية على مجريات الأمور"، وقوله "انه يعود للحكومة وحدها الحق في تقدير الموقف واتخاذ الاجراءات اللازمة".

واعتبر المصدر أنّ التأكيد على أن الجيش هو من يتصدى للعدوان الاسرائيلي عند وقوعه على الأراضي اللبنانية، جاء من باب "لزوم ما لا يلزم" اذ من مسؤولية الجيش الأولى مواجهة اي اعتداء يتعرض له الوطن والدفاع عنه، كما ان العدوان بحد ذاته يعني تضافر جميع الجهود لإفشاله، بحيث يمكن لكل من يقتني سلاحًا استخدامه لمحاربة العدو يشارك في ذلك الصغير والكبير الشباب والشيوخ النساء والرجال كل وفق امكانيته سواء بالرصاص او الحجارة أو الزيت المغلي على سبيل المثال ، من منطلق ان مقاومة العدوان حق كرّسته الشرائع الدولية.

ولفت هذا المصدر أنّ ما من سياسي على طاولة الحوار أو غيرها إلا وأدلى بدلوه حول الاستراتيجية الدفاعية واعطى التفسيرات التي تحلو له بشأنها فيما اصحاب الشأن انفسهم ، اي المراجع العسكرية المسؤولة ، مغيبة عن هذا البحث علمًا انها الجهة العالمة بالف باء هذه الاستراتيجية وكيفية اعدادها وتطبيقها.

وفي ما يثار داخل قوى 14 آذار حول قرار الحرب  والسلم والمطالبة بأن يكون في يد الدولة وحدها لا ملك فريق أو آخر  ذكر المصدر العسكري المسؤول ان لبنان عبر تاريخه لم يعلن يومًا الحرب على أحد بل كان دائمًا داعية سلام خصوصًا انه ينتعش ويزدهر في اجوائه.

 الا ان انشاء الكيان الصهيوني الغاصب جعله يتحمل تبعاته ومن هنا يمكن القول ان من يستبعد حصول حرب مع اسرائيل في المدى القريب على الأقل لابد ان يكون مستعدًا لمواجهته في اي لحظة أيضًا كون العقيدة الاسرائيلية مبنيّة على العدوان والغدر واغتصاب الأراضي العربية وعدم التورع في ارتكاب المجازر.

وشدد هذا المصدر على ان وقوف لبنان واللبنانيين صفًا واحدًا يشكل عامل ردع فعّال يجعل القيادة العسكرية الاسرائيلية تفكر الف مرة قبل الاقدام على شن عدوانها، مشيرًا على من يظن ان لدى اسرائيل رغبة في السلام ان يراجع مسلسل اجرامها طيلة السنوات الستين الماضية.

هذا وكرّر المصدر العسكري المسؤول نفيه وجود اتفاقية تعاون اميركي مع الجيش اللبناني  شبيهةٍ بتلك المعقودة مع قوى الأمن الداخلي كما المح الى ذلك نواب وشخصيات في فريق 14 آذار ، موضحًا ان التدريبات التي يخضع لها ضباط وعناصر من الجيش سواء في الولايات المتحدة أو غيرها انما هي محض تقنية وعسكرية ولا علاقة لها بأي "تدريب سياسي" لا من بعيد ولا من قريب.

وكشف هذا المصدر ان كل ضابط يخضع لدورة تدريبية يقوم في نهايتها باعداد تقرير مفصل بشأنها يطلع فيه قيادته على ما تلقاه فيها  حتى اذا ما تبين وجود "خلل" ما في سياق هذه التدريبات مخالفًا لما ورد في الاتفاقية الخاصة بها لجهة مخالفتها عقيدة الجيش وتوجهه على سبيل المثال، فإن القيادة لا تتورع عن إلغائها.

 

تقارير: أجهزة تشويش لحزب الله وراء سقوط الطائرة الإثيوبية

أفادت تقارير صحفية أمس الأربعاء، بأن "حزب الله" كان يقوم باختبار وسائل تشويش إلكترونية، في الوقت نفسه الذي سقطت فيه الطائرة الإثيوبية المنكوبة في البحر، بعد وقت قليل من إقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، فجر 25 يناير الماضي، مشيرة إلى أن الحزب يجاهد لمنع افتضاح الأمر، والذي يعد واحدًا من أهم أسراره العسكرية، التي يستعد لمفاجأة إسرائيل بها، إذا قررت توجيه ضربة عسكرية جديدة له. ونقلت التقارير عن مصادر وصفتها بأنها شديدة الخصوصية، تأكيدها أن الحزب يجري اتصالات مكثفة مع وزير الأشغال العامة والنقل، غازي العريضي، ومع سلطات الطيران المدني اللبناني، اللذين يديران التحقيقات المتعلقة بالحادث، لضمان عدم نشر أجزاء التحقيق التي تدل على استخدامه لهذه الأجهزة، في نفس المكان والزمان الذي سقطت فيه الطائرة، وهو الأمر الذي يشكل تضليلاً كبيرًا للمحققين، لا سيما الأثيوبيين. وأشارت التقارير إلى أنه رغم عدم وجود دلائل قاطعة، تشير إلى أن س قوط الطائرة جاء نتيجة تعرض أجهزتها الإلكترونية للتشويش الخارجي، أو نتيجة تشويش على الاتصال بينها وبين برج المراقبة في مطار بيروت، إلا أن مخاوف "حزب الله" ترجع إلى أن مجرد نشر دلائل على استخدامه هذه الأجهزة، سيفضح أحد أهم أسراره، وهو امتلاكه وتشغيله هذا النوع من الأجهزة المتطورة، التي تلقاها من إيران قبل حوالي عامين، وبدأ تشغيلها بانتظام قبل أشهر قليلة. ويؤكد محللون أن ما جاء في التقارير الصحفية، قد يفسر السر في عدم استجابة قائد الطائرة لتعليمات برج المراقبة، الذي حذره من أنه ينحرف عن مسار الرحلة، قبل أن تختفي الطائرة من شاشات الرادار. ونقلت المصادر عن كوادر قيادية في حزب الله، تأكيدها أن الأخير يخشى أن يتم استغلال هذه المعطيات، لكي يتم اتهامه بشكل أو بآخر، بالتسبب في سقوط الطائرة، وهو ما قد يفجر غضبًا عارمًا لدى أسر الضحايا اللبنانيين، وغالبيتهم من الطائفة الشيعية، وهو ما قد يدفع هذه الأسر وشركة الخطوط الجوية الأثيوبية، المالكة للطائرة، إلى إقامة دعاوى تعويض بمبالغ باهظة ضد الحزب، بالإضافة إلى الضغوط الدولية التي سيتعرض لها الحزب، للتخلي عن هذه الأجهزة، التي تش كل خطرًا حقيقيًّا على الملاحة الجوية.

المصدر: البينة

 

كارلوس سليم زار جزين وتفقّد منزله الوالدي: سنقدّم قريباً جداً كل الدعم لأرض أجدادي

امام تمثال سيدة المعبور، مطلا على جزين مع المطران ابي يونس. 

جزين – من رلى خالد: النهار

زار رجل الاعمال المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم صباح أمس، مسقطه جزين، التي استقبلته بحفاوة لافتة ومحبة تركت أثراً بالغاً في نفسه، وهو الذي لا يزال يحتفظ ببعض الذكريات لوالده وجدّه في ربوعها. لبست المدينة منذ الصباح الباكر حلّة الفرح ورفعت في شوارعها صور ابنها العزيز وسط الأعلام اللبنانية والبابوية، فضلاً عن اللافتات المرحبّة، واحتشد المواطنون منذ الحادية عشرة قبل الظهر أمام باحة القصر البلدي بمشاركة طلاب المدارس الرسمية والخاصة والهيئات التعليمية، وانتشرت أفواج "كشافة لبنان" فوج راهبات القلبين الأقدسين على طول المدخل الغربي للمدينة.

طال الانتظار لكن الناس لم يملوا بل اندفعوا، يتقدمهم النائبان السابقان سمير عازار وأنطوان خوري ومحافظ الجنوب بالنيابة نقولا أبو ضاهر ولفيف من الكهنة، فضلا عن عدد من رؤساء البلديات والمخاتير وأقارب لسليم وكلّ الذين يحملون شهرة سليم في جزين في اتجاه سيّدة المعبور بعدما أشيع خبر اقتراب الموكب.

وقرابة الثانية عشرة ظهراً أطل الموكب على المحتشدين وتقدّم وفد من راهبات القلبين الأقدسين في طليعته الأم الرئيسة دانييللا حروق مع بعض أفراد العائلة للترحيب بكارلوس سليم الذي ترجّل من سيارته يرافقه عدد من أفراد أسرته وراعي أبرشية المكسيك المارونية المطران جورج سعد أبي يونس، وبدا متفاجئاً بعدد الذين حضروا لاستقباله.

وانتقل الى مزار سيدة المعبور حيث شارك الكهنة في الصلاة، والتقطت له الصور التذكارية قرب تمثال السيّدة، وأطل من على شرفتها ليعاين المناظر مبدياً اعجابه بالطبيعة التي تتمتع بها منطقة جزين. وشقّ سليم طريقه بصعوبة وبطء في اتجاه مدخل المدينة ﺇذ تهافت الجميع عليه لالقاء التحية والتعريف عن أنفسهم، وقدمت فرقة "غنى للتراث" عروضا" فولكلورية راقصة وشاركها في حمل السيف والترس. وفي باحة القصر البلدي ظهر التأثر على وجه سليم الذي صافح الأطفال والطلاب والشباب الذين رحّبوا به على طريقتهم، الى أناشيد وطنية عزفتها فرقة "الدريمز". وأمام القصر البلدي ألقى رئيس البلدية سعيد بو عقل كلمة قال فيها " باسم جزين الفخورة بأنها أنجبتك، وباسم بلدية جزين وعائلاتها العريقة، ولا سيما منها عائلة سليم التي تحدّرت منها، وباسمي الشخصي، اسمح لي أن أرحب بك علماً كبيراً من أعلامنا الخفاقة، ليس بالمال فحسب بل بالأخلاق والعلم والعمل والانتاج".

وقدم بو عقل الى سليم قراراً بلدياً باعتباره مواطناً فخرياً في مدينة جزين، فضلا عن هدية من الصناعة الحرفية الجزينية.

وردّ سليم بالاسبانية شاكراً لأهالي جزين وبلديّتها ورعيتها حفاوة استقبالهم، مبدياً فرحه وفخره لزيارة الأرض التي ولد فيها والده، وأتيحت له فرصة التعرّف الى أهلها الطيبين.

وأضاف: "ان الفرح والأمل اللذين رأيتهما في عيون الأطفال والشباب أدخلا البهجة والسعادة الى قلبي، وأريد أن اؤكد لكم اليوم أننا يجب أن نعمل معاً يداً واحدة مقيمين ومغتربين من أجل تحقيق نهضة وطننا لبنان وازدهاره، وخصوصاً منطقة جزين العزيزة وذلك من أجل مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال والشباب".

واعلن: "اعاهدكم على أننا سنساعدكم ولن نتخلى عنكم أبداً، وكما سبق ان قلت لبنان في قلبي دائماً وجزين أرض أبي وأجدادي ستبقى معي دائماً، وأنا أعدكم بأننا سنقدم للشباب وأهالي جزين وفي القريب العاجل كلّ الدعم والمساعدة".

من جهته شكر راعي أبرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران ﺇيلي بشارة الحداد سليم على محبته واهتمامه بأرضه وجذوره مؤكداً أن لبنان لا يمكن أن ينهض الاّ بتضافر جهود كلّ أبنائه مقيمين ومغتربين.

ثم انتقل الجميع الى كنيسة مار مارون حيث شاركوا في صلاة الشكر وزياح مار مارون.

 تنصير طفلة

أما الحدث اللافت خلال زيارة سليم لكنيسة مار مارون فكان ترؤس راعي أبرشية المكسيك المارونية المطران جورج سعد أبي يونس يعاونه كاهن رعيّة جزين الخوري جورج عوّاد، رتبة العماد للطفلة ريتا فؤاد شربل (9 أعوام) حيث قام كارلوس سليم ونجله باتريسيو بدور العرّابين، فيما أسند دور العرابة الى مراسلة "النهار" في جزين رلى خالد. وقدّم سليم في ختام الرتبة الى الطفلة أيقونة صغيرة وصورة لعذراء غوادالوبي. وقدّم كاهن الرعيّة الخوري جورج عوّاد الى سليم هدية  نادرة من الحرفة الجزينية فضلا عن  صورة سجل قديم للمعمودية سجل فيه تاريخ معمودية والده وعدد من أقاربه، الى مجموعة صور تراثية نادرة لجزين. وألقى عوّاد كلمة بالاسبانية رحّب فيها بسليم قائلا "اسمح لي أن أرحّب بك ابناً عزيزاً من أبناء هذه الرعيّة المباركة وسليل عائلة سليم الكريمة التي شاركت من ما يناهز 400 عام في بناء هذه الكنيسة المقامة على اسم شفيع الموارنة الأب مارون الذي نطلب منه لك ولأفراد عائلتك دوام الصحة والتوفيق والرسوخ في محبة سيّدنا يسوع المسيح وهديه". يذكر أن كارلوس سليم يحتفظ بصورة القديس مارون المثبتة في كنيسة مار مارون في جزين منذ كان عمره خمس سنوات وكانت هدية من والده. وكانت عائلة مبارك سليم قدمت أيضاً هدية قيّمة لسليم عبارة عن طقم كامل مطعّم من الحرفة الجزينية. وبعد زيارة صالون الكنيسة الجديد وتناول نخب المناسبة، زار كارلوس سليم منزل عائلته القديم المحاذي لكنيسة مار مارون. ثم انتقل لزيارة مدفن العائلة ليعود بعدها الى تناول الغذاء الذي أقيم على شرفه.

 

 أبعد من حسن الضيافة والاستقبال

لبنان مدعو للافتخار بكارلوس سليم واعتماد تجربته نموذجاً  للنجاح

سابين عويس/النهار     

أن يكون أغنى رجل في العالم من أصل لبناني ليس غريبا أو مفاجئاً، أقله بالنسبة الى اللبنانيين الذين اعتادوا الريادة والتألق في مختلف الميادين الاقتصادية او الثقافية او الطبية او الفنية. ولكن أن يحصر النظر الى كارلوس سليم على انه صاحب أكبر ثروة في العالم وتختصر زيارته لوطنه الام بالطابع العائلي او ربما الطائفي – باعتبار ان الزيارة بدعوة من المؤسسة اللبنانية للانتشار – فهذا من دون شك مصدر تقصير من السلطات الرسمية التي حصرت اهتمامها بالضيف الكبير بمراسم حسن الضيافة والاستقبال، وهو الامر الذي لم يفت سليم – كأي ضيف يزور لبنان – التنويه به علما ان الزيارة تكتسب بعداً أكبر بما أنها تتزامن مع تصدر سليم قائمة اغنياء العالم وفق التصنيف السنوي  لمجلة "فوربس".

ورغم ان جدول اعمال زيارته كان محصوراً بلقاءات الرؤساء وبعض الزيارات الخاصة والجولات السياحية، يضاف اليها لقاؤه طلاب الجامعة الاميركية في بيروت حيث يحاضر غدا عن "الحضارة الجديدة للمعرفة والتكنولوجيا"، بدعوة من كلية سليمان العليان لادارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت، فقد نجح رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير عدنان القصار في تخصيص لقاء للهيئات وعدد من الوزراء من أجل عرض الوضع الاقتصادي في لبنان ومجالات الاستثمار فيه، خصوصاً أن زيارة لرجل أعمال على مستوى سليم لا يمكن الا تتناول البعد الاقتصادي والاستثماري للرجل وامكان الافادة من وجوده في بلده الام للتطلع الى مجالات المساعدة الممكنة بحيث لا تقتصر على مظاهر حفاوة وحسن استقبال لرجل ينظر اليه على انه الاغنى في العالم.

فللزيارة أهمية بالغة بالنسبة الى اللبنانيين الذين يستضيفون واحداً من ابنائهم اللامعين في بلاد الاغتراب في مجال المال والاعمال، تمكن خلال أقل من عقد – وتحديدا 7 اعوام-  من الانتقال عام 2003 من المرتبة الخامسة والثلاثين في لائحة اثرياء العالم الى المرتبة  17 عام 2004 ليقفز الى المرتبة الرابعة عام 2005 فالثالثة عام 2006 ويحل اول في 2010 منتزعا اللقب من الاميركي بيل غيتس مؤسس وصاحب مايكروسوفت بعد عقد من تربعه على عرش أغنياء العالم. وهو بذلك يعكس نموذج المبادرة الفردية اللبنانية الرائدة مثله مثل اسماء لبنانية كبيرة اخرى لمعت في مجالات الاعمال والاقتصاد والثقافة والفن والطب. وهو، على حجم ثروته الضخمة آثر البقاء خارج العمل السياسي وإن يكن من موقعه الاقتصادي والمالي لا يتوانى عن الضغط على حكومة بلاده في حال إمرار قوانين غير ملائمة او توجيه انتقادات الى سياسات صندوق النقد والتي رأى انها اوصلت اميركا اللاتينية الى الافلاس مقترحاً نموذجاً بديلاً قائماً على النمو وتوفير فرص العمل.

هذا الامر يعرب سليم دائما عن اقتناعه به اذ يؤثر الاستثمار في توفير فرص العمل بدل أن يقدم المساعدات على طريقة "بابا نويل".

الزيارة الثانية للبنان اتاحت للمغترب اللبناني الاصل ان يتعرف أكثر الى بلده الام. وقد لمس معظم الذين التقوه بعض التغير في نظرته الى البلد من ساعة وصوله، اذ سمحت له الزيارة واللقاءات التي عقدها والجولات السياحية والعائلية بأن يتعرف أكثر الى البلد واهتماماته.

وتلقفت السوق المحلية الزيارة ايجاباً على وقع الاخبار والاحاديث عن اهتمام استثماري للرجل بلبنان فسجل سهم "سوليدير" تحسناً جاء ليعوض الاشاعات السابقة المتداولة عن خروج مستثمرين عرب .  

وبما ان سليم صاحب استراتيجية اقتناص الاسواق المتعثرة عندما تكون بأقل من قيمتها، فان السوق اللبنانية قد تفتح شهية المستثمر المكسيكي للاستثمار فيها، خصوصاً انه في الاعوام الاخيرة بدأ يتحرك خارج المكسيك بحثاً عن أسواق أوسع وارباح أوفر.

امكانات الاستثمار المتاحة كثيرة أمام سليم في لبنان ولا سيما في المجالات التي حقق منها ثروته ان في الاتصالات او العقارات او قطاع الفنادق او غيرها، وقد سمحت له زيارته بالقيام بجولات سياحية او استكشافية، فزار الوسط التجاري لبيروت وتفقد اعمال شركة "سوليدير" كما زار مدينته جزين التي وعد شبابها بمساعدتهم كما بحث في مجالات الاستثمار مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري.

وللمفارقة ان ثروة سليم البالغة 53،5 مليار دولار تكاد توازي حجم الدين العام في لبنان، وتشكل ضعف الناتج المحلي، وقد تضاعفت خلال الاعوام الخمس الاخيرة، وهي تجعل منه مستشاراً جيداً للحكومة اللبنانية – اذا طلبت الاستشارة! – لجهة  عرض افكار واقتراحات تساعد لبنان على تجاوز ازمته المالية.

عام 2003 وفي حديث الى النهار (30/6/2003) عن تجربته في انقاذ شركة نيسان التي توازي من حيث الحجم ضعفي الناتج المحلي اللبناني آنذاك، اكد كارلوس غصن وهو واحد من امثلة قصص النجاح اللبناني في الخارج ان   لكل مشكلة حلاً، ومخارج الأزمة موجودة شرط توافر العمل الجاد، وان يكن شاقا ويتطلب التجرد والشفافية. فالازمة ليست حتمية، لكن المطلوب تحديد الهدف والجهوز التام للتنفيذ من خلال فريق العمل المؤهل للقيام بذلك. فالاستراتيجية الصحيحة التي أثبتت جدواها في "نيسان" شكلت 5 في المئة من العمل، أما الـ95 في المئة الباقية فكانت بتنفيذ الاستراتيجية وتلقف نتائجها. وهذا يعني انه مع برنامج محدد الاهداف للمدى الطويل، وتحديد ادواته، يمكن الخروج من الازمة الراهنة لكن المهم التركيز على توفير القيم الاضافية لاي اقتصاد، وهو ما يفتقده ليس لبنان فحسب وانما المنطقة العربية كلها".

الهيئات الاقتصادية وعدد من الوزراء المعنيين بالملفات الاقتصادية على موعد اليوم مع كارلوس سليم في لقاء حواري يؤمل ان يكون له أفكار ومقترحات واهتمام استثماري محلي ليس لأن لبنان يفتقد الى الافكار بل لأنه في حاجة الى أن يسمعها من لبنانيين مغتربين خاضوا تجارب ناجحة في بلاد الانتشار، وكيف لا اذا كانت تأتي من اغنى اغنياء العالم؟

 

من رتبة "أشجع الشجعان" إلى شبهة الخيانة هوى

 الاثنين, 15 مارس 2010 09:44

بقلم المحامي الدكتور منيف حمدان

يقال نت

أولاً: المقدمة

لكل دولة من الدول في دهرها فتى أغرّ أو أكثر يطلون فيه عليها في فترات متباعدة فيحولون ليلها إلى نهار، ويملأون أجواءها بالفرح، ويشدون بها إلى قنّات النسور، ويعقدون على جبينها أكاليل الغار، إمّا بانتصاراتهم في ساحات الوغى، وإمّا باكتشافاتهم في مرامي الاختراع، وإمّا بَدْعاً في جنائن العلم والفلسفة والأدب، وإمّا استشراساً في محاربة الظلم والفقر والجوع والتعصّب، وإمّا إعلاناً للثورة على طاغية مستبد، أو على محتل غاشم، أو معتد يستخف بكرامات الناس.

فيحركون الجماهير، ويحولونها إلى كتلة واحدة متراصة، فتدب في صفوها الحياة، وتعصف في صدورها الأحلام، وتصبح قادرة على النفخ في الرماد فيتحول إلى جمر، وعلى تحويل مجاري الأنهار من تحت إلى فوق، فتصير كلّها مثل "النهر العاصي" اللبناني يستهويها الجري من الجنوب إلى الشمال، تحقيقاً للأهداف المرسومة، ولسان حالها يقول: إذا الشعب يوماً أراد الحياة/ فلا بد أن يستجيب القدر.

وأكثر من ذلك قد تصبح الجموع المؤمنة بفتاها الأغرّ والقضايا التي يطرحها لأجلهم، مستخفة بالموت وقادرة على مخاطبة الملوك والرؤساء والأباطرة بالأسلوب الذي نسب في خمسينات القرن الماضي، إلى الأستاذ المفكر كمال جنبلاط، فيقولون لهذا الجبّار زلْ فيزول ولذاك الديكتاتور ارحل عن بلادنا فيرحل، ولذلك السلطان المتألّه سلّم الأمانة للشعب فيمتثل صاغراً، أو يفتح باب السجن بيمناه قبل يسراه بانتظار المحاكمة، أو يسلك طريق المنفى إلى أن يقضي الله أمراً كان من قبلُ مفعولاً.

وقد يختارون من صفوفهم واحداً منهم ليحكمهم فيقولون له: إن الحكم أمانة وحمل الأمانة بأمانة يحتاج إلى عقل راجح وقلب نابض وفكر ثاقب واستشراف لا تحجبه غيوم، وقرار نافذ لا تعيقه مناكفات غوغائية من هنا، أو هرطقات دستورية من هناك، أو حَرَد صبياني من هنالك.

وبمعنى آخر إن الحكم هيبة وصَرْحُ هذه الهيبة يبنى على ثلاث قواعد: العدل والقوة وحسن اختيار الأركان.

فبالعدل يسود النظام ويتساوى المواطنون ويعم الرّخاء، ويرفع في قصور العدل شعار: سنأخذ الحق لصاحب الحق حتى لو كان ملوك العالم ضدّه، وسنقتص من المعتدي حتى لو كان ملوك العالم معه.

وبالقوة تُستأصل شأفة الخارجين على القانون، وتصان كرامات أهل الصلاح، وتحصّن المؤسسات الدستورية، وتحترم القرارات القضائية والدولية، ويوضع حد نهائي لانتهاكات حدود الوطن.

وبحسن اختيار الأركان، يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب لا لشيء إلاّ لعلمه ومناقبه وتفانيه في محبة الوطن، وابتعاده عن كل انتماء سياسي أو تعصّب طائفي.

إن الولاء لغير الوطن أو توزيع هذا الولاء بين الوطن وحزب سياسي، أو بين الوطن ووطن آخر، يصيب صاحبه بالانفصام ويجعله في منزلة الرجل الذي يوزع قلبه بين امرأتين، فإن أقسم على وفائه للأولى لا يصدّق، وإن أقسم على إخلاصه للثانية لا يصدق. ومن لا يصدّق في قسمه لا يؤتمن على بطة عرجاء، أو على دجاجة طوزاء، حتى لو غلى فصولاً من كتاب مقدس، وشرب ماءها طوال ليله ونهاره على ما يقول رجل الأعمال السيد عطا رزوق.

ومن ثم يضيف المواطنون في مخاطبة من وقع عليه اختيارهم ليحكمهم قائلين: تربّع أيها المتقدّم بين متساوين على سدّة الحكم باسمنا، وانشر ألوية العدل فوقنا، وارتفع بالسياسة من وحول المزاريب والمحاسيب والمرتزقة إلى مشارف الإستراتيجيات الكبرى على طريقة توماس جيفرسون الأميركي، وشارل ديغول الفرنسي، والأمير اللواء فؤاد شهاب اللبناني.

ثانياً: أمثلة من التاريخ

على ظهور الفتيان الغرّ

لقد علمنا التاريخ أنه، في عصر الدولة – القبيلة، كان لكل قبيلة فتاها الأغر، فقبيلة عبس العربية مثلاً كان فتاها الأغرّ عنترة بن شدّاد الذي طارت شهرته عبر العصور ببطولاته الأسطورية، وأشعاره الخالدة، وألفاظه المهذبة، وترفّعه عن الصغائر، ونضاله المستمّر من أجل الحرية له ولأمّه زبيبة التي استعبدها أبوه شداد، ولكل أبناء البشر دون تمييز.

وفي عصر المدينة – الدولة كان لروما العظيمة  جارة بمستواها تدعى ألبا Albe فدبّت المنافسة بين المدينتين، وكادت تقع حرب مدمّرة بينهما لولا الحكمة التي تمتعت بها القيادة في كل منهما إذ اتفقتا على أن تختار كل واحدة منهما ثلاثة من جنودها للنزال بدل المنازلة الشاملة بين الجيشين، فتعقد راية النصر للمدينة التي ينتصر فريقها.

وشاء القدر أن يكون في جيش روما ثلاثة أشقاء من عائلة Horace فاختارتهم ليكونوا فريقها، وأن يكون في جيش ألبا ثلاثة أشقاء من عائلة Curiace  فاختارتهم ليكونوا فريقها.

وفي الموعد المحدد للنزال تمكن الأشقاء من عائلة Curiace من قتل اثنين من عائلة Horace  فلجأ الشقيق الثالث من هؤلاء إلى الخدعة فتظاهر بالهرب أمام خصومه وكَمِنَ لهم في مراحل مختلفة حتى تمكّن من قتلهم جميعاً فحمل جثثهم وعاد بها إلى روما فاستقبل استقبال الأبطال الميامين. وعمّت الاحتفالات في كل مكان.

وفي عصر الدولة – الأمّة، كان لفرنسا العظمى والصديقة الدائمة للبنانيين فتيانها الغرّ الأماجد في كل مجال من مجالات العزّة والبطولة والفكر والشعر والأدب وحقوق الإنسان. ومن هؤلاء الميامين نذكر الماريشال ميشال ناي Michel Ney الذي اكتسب ببطولاته لقباً لم يعرفه ضابط قبله ولا بعده هو لقب "أشجع الشجعان" الذي أطلقه عليه الأمبراطور نابوليون بونابرت.

وبدوره لم يشذ لبنان عن هذه القاعدة، إذ عرف عبر تاريخه الطويل كثيراً من الفتيان الغر الميامين، منذ عهد الإمارة المعنية حتى ثورة الأرز في العام 2005، مروراً بمعركة عنجر، وعامية إنطلياس، والأدب المهجري، وإعلان الاستقلال، وثورة القضاة من أجل استقلال سلطتهم وإعلانهم الحرب على مافيات الدواء والمواد الغذائية الفاسدة، ومستوردي النفايات السامة، وإحالة المتورطين على المحاكمة لينالوا جزاءهم العادل بأحكام أصدرها القاضي المنفرد الجزائي في حينه الرئيس الأول نصري لحود.

وكذلك فقد تميّز نفر من هؤلاء الكبار في الدفاع عن قضايا العرب والاستماتة في محاربة العدو الإسرائيلي وتحطيم أسطورته كجيش لا يقهر، وطرده من أرضنا في العام 2000، فأدهشنا العالم بقدرتنا وكفاءتنا حتى أصبحنا مضرب المثل في الخافقَين.

لو بقينا محافظين على هذه الصورة لكنّا جنّبنا لبنان كل المآسي المفجعة التي حصلت بعد ذلك التاريخ المجيد.

وفي مجال الدفاع عن قضايا العرب،  نذكر كيف أُطلق على فخامة الرئيس كميل شمعون، في الأمم المتحدة، قبل أن يصير رئيساً للجمهورية، لقب "فتى العروبة الأغرّ" لروعة دفاعه عن حق الفلسطينيين في أرض فلسطين ضد أطماع الصهاينة فيها.

كان ذلك قبل أن ينقسم الفلسطينيون على أنفسهم، وقبل أن يعلنوا حرب العار بعضهم على بعض، فأضاعوا مكتسباتهم، ودمّروا مؤسساتهم، وهشّلوا كل من وقف إلى جانبهم.

ثالثاً: سخريات القدر

وانكشاف بعض الفتيان الغرّ

ومن سخريات القدر أن أعلاماً من هؤلاء الفتيان الغرّ الميامين، كفروا بالنعمة التي أغدقها عليهم رب العباد، فتنكروا لتاريخهم الحافل بالمكرمات، وانقلبوا على ذواتهم 360 درجة، وتصرّفوا عكس ما عرف عنهم من بلاغة آسرة في السيادة والحرّية والاستقلال، ومن لطف زائد ومواعظ حسنة في مخاطبة الفريق الآخر من المواطنين، ومن ترفع عن وحول السياسة وأدرانها ومن حسمٍ في رفض المساومات حول حق الدولة في حكم الشعب باسم الشعب عبر مؤسساته الدستورية، فاستحقوا الهمهمة بعد تمجيد، والاستنكار بعد تأييد، والمحاكمة في كثير من الأحوال.

إن من يكفر بالنعمة يصاب بلوثة الغضب الإلهي، وقد يتحوّل من بطل ملهم تهتف باسمه الملايين، إلى ديكتاتور أو شبه إله لا هم له إلاّ تأمين عبادة شخصه ومصالح أقربائه وعشيرته... إن تكلّم فرض على الكل السكوت والتصفيق... وإن سار في الطرقات فرض على أهله انحناءة الرؤوس، ولا يتورّع أن يقول للكبير والصغير اسكت ولا تفكر فأنا أتكلّم عنكم وأفكر عنكم وأفاوض عنكم وأعلن الحرب عنكم وأهادن عنكم وأعقد راية السلام عنكم، وعن الأمة جمعاء، فلماذا تتعبون أنفسكم بأمور لا يجوز أن تفكروا فيها ما دمت أنا على قيد الحياة؟!

وللسبب ذاته قد يتحوّل القائد المحرّك للجماهير، بين ليلة وضحاها، من أسد هصور تخفق له القلوب، في كل الطوائف والمذاهب، إلى رجل غريب الأطوار، فيحلّ الخوف في تصرفاته محل الشجاعة إلى درجة الهذيان، والذلّ محل العز إلى درجة الشفقة، وتعفير الجبين محل شمخة الرأس، إلى درجة القرف ثم القرف ثم القرف... فالسقوط المدوّي معنوياً، والسقوط المدوّي سياسياً، والسقوط المدوّي قضائياً.

إن هذا النوع من التصرّفات سيؤدّي حتماً إلى هدم ما بناه الآباء والأجداد من مآثر ومكرمات في ساحات الوغى والمواقف الكبرى، ومن وقفات عزّ شهد لهم فيها جميع خصومهم عبر التاريخ.

ومن هؤلاء الذين كفروا بالنعمة الإلهية حتى استحقوا المحاكمة بالخيانة العظمى فالإعدام فتى  فرنسا الأغّر أيام الأمبراطورية الماريشال Michel Ney، المعروف بلقب "أشجع الشجعان"، وأمير موسكو، ودوق Elchingen وفتى الثورة الكبرى الأغر، أيام الأمبراطور نابوليون بونابرت فمن هو هذا العظيم الذي أفل نجمه، فهوى من قمم هذه الأمجاد إلى وحول الخيانة، ومن هذه إلى المحاكمة فالإعدام في العام 1815؟

نعم من هو هذا العظيم الذي قرر الملك لويس الثامن عشر أن يصدر أمراً بتشكيل مجلس حربي لمحاكمته بعد أن كان قد سبق له ان أطلق عليه لقب pair de France الذي لا يستحقه إلاّ رجال الدولة الكبار؟ إليكم قصته.

رابعاً: الماريشال Michel Ney

في صعوده قبل تعرّفه

إلى الأمبراطور نابوليون بونابرت

تحفظ لنا كتب التاريخ أن هذا الماريشال الساحر ولد في أسرة متواضعة عام 1769، وعمل موظفاً بسيطاً لدى أحد الكتاب العدول ليكسب رزقه في سن الثالثة عشرة... فاكتشف بعد خمس سنوات أنه ما ولد إلاّ ليكون عسكرياً فترك عمله وتطوع في سلك الجندية فألحقوه بفرقة الخيّالة الرابعة في عمر الثامنة عشرة.

في الجندية بدأت مواهب Michel Ney تتفتق عن عبقرية عسكرية قل نظيرها فراح رؤساؤه يرون فيه الجندي الفرنسي المثالي خُلُقاً ومهارة وشجاعة واندفاعاً والتزاماً للنظام مهما كان قاسياً... فمكّنته هذه المواهب من أن يترقى في سلّم الجندية بسرعة مذهلة فصار ملازماً في العام 1792 ونقيباً في السنة التي تلت وسط إعجاب أقرانه وأصدقائه، إذ انتصر في كل المعارك التي خاضها فاستحق أن يصل إلى رتبة جنرال في عمر الـ 27 عاماً، فقائداً لجيش بكامله في عمر الثلاثين.

خامساً: صداقة نابوليون بونابرت وميشال ناي وإطلاق الأول على الثاني لقب "أشجع الشجعان" و"ماريشال فرنسا" في حرب الأباطرة الثلاثة

بعد وصوله  إلى رتبة جنرال في عمر مبكّر طارت شهرة Michel Ney في كل فرنسا وأصبحت أخبار انتصاراته على كل شفة ولسان فاستدعاه نابوليون بونابرت بعد أن صار أمبراطوراً في العام 1804 ورقاه إلى رتبة ماريشال وأطلق عليه لقباً جديداً: "ماريشال فرنسا"  فانتصر على النمسويين في معركة Elchingen واستولى على التيرول.

لم يكتفِ ماريشال فرنسا Michel Ney بهذه الانتصارات إنما تألق نجمه في معركة أوستيرليتز Austerlitz في العام 1805 المعروفة بحرب الأباطرة الثلاثة: نابوليون الأول أمبراطور فرنسا، والكسندر الأول أمبراطور روسيا، وفرنسوا الأول أمبراطور النمسا، فاستحق لقب "أشجع الشجعان" بقرار من الأمبراطور نابوليون بونابرت فراحت تهتف باسمه الجماهير كقائد لم تلد مثله بنات حوّاء، ولم تتورّع العذارى عن الحلم به، ونظْم قصائد الغزل فيه. ولم تتورّع الحوامل بدورها عن إطلاق النذور بإطلاق اسمه على أبنائهن إن رزقن بذكور.

سادساً: بداية النهاية لأشجع الشجعان

لكن القدر شاء في العام  1812 أن يتنكر قيصر روسيا لمعاهدة الصلح التي عقدها في العام 1807 مع نابوليون بونابرت بعد هزائمه المتوالية أمامه في حروب 1805 و 1806 و 1807، فأقام حلفاً ضده مع  الأمم الأوروبية المخاصمة له فجنّ جنون الأمبراطور الفرنسي وقرر غزو روسيا في خريف ذلك العام، فتوجه إليها على رأس جيش من 500000 ألف جندي وضابط لتأديب القيصر وجيشه دون أن يحسب أي حساب لغضب "قيصر الطبيعة القاسية" في تلك البلاد، فواجه صعوبات  لم يتوقعها إذ هطل الثلج بكثافة غير مسبوقة فتسمّر الجيش الإمبراطوري في سهول روسيا المجلّدة، وعجز عن دخول العاصمة موسكو رغم كثرة المحاولات، بفعل "الماريشال" ثلج من جهة، والبطولات الخارقة التي أبداها الجيش الروسي في الدفاع عن العاصمة القيصرية من جهة ثانية.

في هذه الأثناء أبى "ماريشال فرنسا" Michel Ney أن يبقى مكتوفاً فقرر الانتقال إلى روسيا ورسم خطة لإنقاذ جيش الأمة الفرنسية وتمكن من دخول موسكو منتصراً فتنفس نابوليون الصعداء وأطلق عليه لقباً جديداً بتاريخ 14/10/1812 هو "أمير موسكو".

لكن الرّياح تجري في معظم الأحيان عكس ما تشتهي السفن... فاستوعب الجيش القيصري الهجوم المباغت الذي قام به الماريشال Michel Ney، ومن ثم قام بعد أربعة أيام على احتلال موسكو بهجوم معاكس تمكن فيه من طرد الجيش الإمبراطوري من العاصمة الروسية المجيدة... تمهيداً للمواجهة الشاملة بين الجيشين في العام 1813 حيث تقابلا في معركة Berezina الفاصلة التي انهزم فيها "أشجع الشجعان" شر هزيمة أمام البطل الروسي Koutouzov.

ومنذ تلك اللحظة انقلب دولاب الحظ على محوره، وانعكس سيره بالنسبة إلى الماريشال Michel Ney   فتوالت الهزائم محل الانتصارات، وبدأت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ فخسر معركة دريسد، ولم يعد قادراً على المواجهة إلاّ بالتراجع نحو الأراضي الفرنسية.

سابعاً: الأمم الأوروبية تدخل باريس

استغلت الأمم الأوروبية هزائم نابوليون المتكررة وتمكنت من دخول باريس، فانسحب الأمبراطور من العاصمة إلى منطقة فونتينبلو Fontainebleau وطلب من الماريشال Ney البقاء في العاصمة لمفاوضة المحتلّين على صلح مشرّف فباءت المفاوضات  بالفشل وانسحب ممثل الأمبراطور نابوليون إلى القصر الذي يقيم فيه مهزوماً في فونتينبلو Fontainebleau.

ولمّا دخل عليه قال والغصّة في صوته: "لم تعد أمبراطوراً يا سيدي. وها هي وثيقة تنازلك عن عرش الأمبراطورية. لم يعد لدينا جيش يطيع الأوامر. ولا حلّ  إلاّ بتوقيع هذا التنازل.

تقبل نابوليون الهزيمة بعد امتناع وأبحر في 20 نيسان 1814 إلى جزيرة Elbe. أمّا "أشجع الشجعان" فقد توجّه إلى مقرّ الحكومة المؤقتة بكامل وقاره ووضع نفسه في تصرفها وتصرّف النظام الملكي العائد.

وكان قبل ذلك قد وجّه رسالة  إلى تاليران جاء فيها: "لم يعد أمام الفرنسيين، إذا أرادوا تجنّب حرب أهلية سوى الالتفاف حول ملوكنا القدامى". فتركت هذه الرسالة أثراً طيباً في النفوس.

وتذكر الكتب أن ماريشال فرنسا وصديق نابوليون الأوفى قد استقبل في باريس الكونت دارتوا شقيق الملك لويس الثامن عشر وألقى في حضرته كلمة معبّرة تقول: "بالأمس تفانينا في تنفيذ أوامر حكومية صدرت إلينا من أجل مجد فرنسا. أمّا اليوم فإننا نعاهدكم ونعاهد جلالة مليكنا المفدّى على التفاني والإخلاص في خدمته وخدمة فرنسا العظيمة".

ثامناً: الحظ يبتسم من جديد

للماريشال Ney

إن تصرفات Ney الحكيمة والمدروسة فعلت فعلها في نفس الملك العائد فأصدر أمراً بتعيينه قائداً أعلى لأهم الفرق المحاربة في الجيش الفرنسي.

وبعد أقل من سنة على هذا التعيين أصدر الملك أمراً بتعيين الماريشال Ney حاكماً عسكرياً على المنطقة السادسة، وأطلق عليه لقب Pair de France، فقبّل يده، وأقسم أمامه بأنه لن يهدأ له بال إلاّ إذا سلّم جلالته النسر المتعجرف داخل قفص من الحديد.

وفي اليوم التالي لهذا التعيين، أي في 7 آذار 1815 علم الماريشال Ney أن صديقه الأمبراطور نابوليون بونابرت قد عاد من منفاه لاستعادة عرشه وأنه تمكن من الوصول إلى مدينة "كان" فعصف في صدره تياران: تيار من الحنين يشدّه إلى الالتحاق بالأمبراطور، وتيار من الوفاء يشدّه إلى البقاء في جانب الملك الذي أكرمه رغم علمه بصداقته للامبراطور.

أمّا المراقبون فقد انقسموا إلى فريقين: فريق يقول: إن الماريشال سيبقى وفياً للملك الذي غفر له صداقته مع نابوليون وغفر له اشتراكه في القتال تحت إمرته، وكافأه بأن ولاّه أعظم المراكز، وأغدق عليه كثيراً من العطاءات المعنوية ومنحه وساماً رفيعاً جداً إذ أعطاه لقب pair de France فلا يعقل أن يتنكر لشرفه العسكري فيحنث بالقسم ويتنكر للرسالة التي أرسلها إلى شقيق الملك مبدياً استعداده للخدمة العسكرية تحت إمرته، ومحاربة الأمبراطور المنفي الذي "يعيش الفصل الأخير من نهايته المفجعة".

وفي المقابل كان هناك فريق آخر يقول: إن صداقة الماريشال والأمبراطور أقوى من أن يزعزعها منصب كبير من هنا، أو قيادة عسكرية من هناك، فالرجلان متشابهان في قوّة الشكيمة، وفي الكفاءة القتالية، وفي كره الملكية... فلا يعقل إلاّ أن يلتحق الماريشال بصديقه عند أول مناسبة.

تاسعاً:     الماريشال ينقلب على الملك

في تلك الأيام من آذار 1815 تسارعت الأحداث في فرنسا كثيراً، ووصلت الأخبار تفيد أن حامية Grenoble انضمت إلى نابوليون وأن حاميات كثيرة مهددة بالسقوط، وأن الملك على أهبّة الفرار، وأصبح الموظفون خائفين على مصيرهم، فجمعهم الماريشال وخطب فيهم قائلاً: "إن الذين يتمردون ويصرخون: "يحيى الأمبراطور" يجب أن يحاربوا إلى جانب الملك. وأُعلن أمامكم أني سأغمد سيفي في  قلب كل جندي يعصى أوامري".

وفي اليوم التالي على هذا الكلام الملكي البليغ، جمع الماريشال ضباطه وجنوده ليلقي الأمر اليومي بشكل معاكس تماماً فيقول: "إن عائلة البوربون  الحاكمة انتهت إلى غير رجعة وبلدنا الجميل فرنسا سوف يعود إلى حكم الأمبراطور المفدّى نابوليون. لقد انتصرت الحرّية اليوم. وغداً سيتحقق الحلم الكبير، وستعود إلينا السعادة بعد قهر... يحيا الأمبراطور". ولوحظ أن توقيع الأمر اليومي كان: ماريشال الأمبراطورية – أمير موسكوﭭا ميشال ناي.

ولمّا دخل نابوليون باريس تلقى رسالة من الماريشال  Ney يعلمه فيها أنه يضع نفسه في تصرفه فأثلج صدره لكن خسارتهما الحرب في معركة Waterloo في حزيران 1815 ضد الإنكليز والبروسيين قضت على كل أحلامهما.

ومرّة جديدة وقف Ney في مجلس المندوبين ليقول: "يقتضي استدعاء عائلة البوربون. أمّا أنا فسوف أسافر إلى الولايات المتحدة".

عاشراً: الماريشال يدخل قفص الاتهام

إن رواية السفر إلى أميركا كانت من قبيل التمويه، فالماريشال يمّم وجهه شطر سويسرا. وبسرعة مذهلة قبض عليه متنكراً وحاملاً جوازي سفر مزورين: الأول باسم Falize والثاني باسم Newbourg فأدخل إلى السجن المركزي في باريس حيث استجوبه قائد الشرطة Decazes فشرح الأسباب التي حملته على نقل البندقية من الكتف الملكية إلى الكتف الامبراطورية.

بعد القبض على الماريشال Ney أصدر الملك في أيلول 1815 قراراً بتشكيل "مجلس عرفي" لمحاكمته. وكان هذا المجلس مؤلفاً من أربعة ماريشالات ومن ثلاثة جنرالات يرأسهم الماريشال Moncey. لكن هذا الماريشال اعتذر عن قبول المهمة الرامية إلى الحكم بإعدام فتى الامبراطورية الأغر، وبرر اعتذاره بأسباب صحية ابتدعها، فعزل من منصبه العسكري فوراً وأدخل السجن... وأحل الملك محله الماريشال Jourdan فقبل المهمة وحدد يوم 10/11/1815 موعداً لانعقاد الجلسة الأولى في قصر Luxembourg في باريس فمثل الماريشال Ney في قفص بكامل أناقته وأوسمته وثياب الماريشالية، وشاهد بأم العين حشداً كبيراً من الأمراء والسفراء والوزراء وكبار الضباط في الجيوش المتحالفة ضد فرنسا الامبراطورية.

وعلى عادته، أراد الماريشال Ney أن يفاجئ أعداءه وأصدقاءه والمجلس العرفي بما هو غير متوقع فأدلى محامياه Berryer وDupin بعدم صلاحية المحكمة الخاصة لمحاكمته لأنه يحمل لقب ماريشال فرنسا ولا يجوز أن يحاكم إلاّ أمام مجلس النواب Chambre des Pairs الذي يؤلفه الملك من أعظم الشخصيات الفرنسية، فانسحب المجلس العرفي للمذاكرة وأصدر قراراً بعدم صلاحيته للنظر في هذه القضية، فحقق المتهم نصراً قانونياً في هذه المرحلة.

لم يضيع الملك وقته، فأصدر أمراً في اليوم التالي بوجوب انعقاد مجلس النواب لمحاكمة Ney... لكن المجلس رفض أن يكون شاهد زور في المحاكمة لا دور له فيها إلاّ إصدار حكم بإعدام Ney إرضاءً للملك إنما قرر أن يمارس دوره كمحكمة عادلة لا تصدر حكمها إلاّ بعد التحقيقات اللازمة .

درس المجلس الملف طوال ثلاثة أيام وحدّد يوم 21/11/1815 موعداً لبدء المحاكمة في قصر Luxembourg برئاسة المستشار Chambray وبحضور النائب العام Bellart.

وقد شوهد في قاعة المحاكمة كثير من الشخصيات الكبيرة أمثال ميترنيخ وينبرغ Metternich - Winneburg  وزير خارجية النمسا وسفير ملك بروسيا والكثير من ضباط روسيا وبروسيا والنمسا الذين يناصبون الماريشال Ney العداء.

في بداية المحاكمة أدلى وكيلا الدفاع بعدم قانونية المحاكمة لأن مجلس النواب لم يشكل من أجل محاكمة الماريشال فأرجئت الجلسة إلى 4/12/1815 حيث صدر قرار برد الدفع ومباشرة المحاكمة فتلي قرار الاتهام وتم إستجواب المتهم وشرع في استماع الشهود في الجلسة الثانية.

فالشاهد الدوق دوراس قال: لقد حنث Ney بيمين الولاء للملك. لقد شاهدته يقسم اليمين على وفائه للملك وشاهدته يقبل يده، وسمعته يقول:  لا تقبل يا جلالة الملك إلاّ أن آتيك بالنسر في قفص من حديد .

وقال الكونت ساي : إن Ney ارتشى بـ 700000 فرنك ليموّل الحرب ضد الملك... فأثار غضب Ney بهذه الشهادة وحمله على مقاطعته ليقول: خسئت يا كاذب... فأشجع الشجعان قد يقتل في الحرب لكنه لا يمكن أن يرتشي حتى لو أشرف على الهلاك من شدة الجوع. وسيأتي يوم لبس ببعيد ألقنك فيه درساً إن بقيت على قيد الحياة... وإلاّ فإن أولادي سوف يأخذون بثأري لغسل العار الذي تحاول أن تلصقه بي وبتاريخي الناصع.

وقال الشاهد البارون كلويه: إن السبب في مواقف الماريشال المتناقضة والمبتذلة يكمن في مزاجه المتسرّع والانفعالي وإلى نزعة الغرور المتحكمة به، وإلى رغبته الجامحة في الظهور والتألّق تحت الأضواء.

أمّا الماريشال ديكمول فقد قال في شهادته: "عندما كنت أقود فرقتي العسكرية لمحاربة جنود نابوليون تلقيت أمراً من المتهم بفتح ثغرات ليتسرّب منها رجال الأمبراطور إلى باريس".

وبعد الشهود ترافع النائب العام Bellart فأثقل كاهل الماريشال. وتلاه وكيلا الدفاع اللذان استماتا في تبرير مواقف موكلهما... فأخليت القاعة وصدر الحكم بالإعدام بأكثرية 128 صوتاً من أصل 161 مقترعا، وحدد يوم 7/12/1815 موعداً لتنفيذ لحكم.

وللتاريخ نقول: مات الماريشال Ney واقفاً فرفض أن تعصب عيناه وأصرّ على أن يعطي الأمر بنفسه لإطلاق النار عليه فقال:  صوّبوا على القلب... أطلقوا النار ولا تترددوا... إني أحتج على الحكم بإعدامي وأتوجه باحتجاجي إلى الرجال الرجال... والأجيال القادمة... وإلى الله.

حادي عشر: تعليق إمام المجلسين

على إعدام الماريشال ميشال Ney

بعد 195 عاماً على إعدام "أشجع الشجعان" ماريشال الأمبراطورية الفرنسية علّق إمام المجلسين على حكم الإعدام هذا فقال:

إن الشجاعة التي أبداها فتى الثورة الفرنسية الكبرى الأغرّ، أثناء المحاكمة، خففت من لوثة العار الذي لحق به يوم حَنْث بالقسم الذي قطعه للملك فمات بعاره منذ تلك اللحظة وقبل إعدامه بكثير.

وذكرتنا شجاعته بالشجاعة التي أبداها أنطون سعاده بعد  134 سنة، إذ ردّ على الإهانة التي ألحقها به النائب العام يوسف شربل يوم شبّهه بالزرزور عبر بيت من الشعر يقول: إنّ الزرازير لما قام قائمها/ توهمت أنها قد صارت شواهينا. فرد أنطون سعاده ببيت من الشعر يشبّه فيه نفسه بطير الباز إذ قال: في الزرازير جبن وهي طائرةُ/ وفي البزاة شموخ وهي تحتضرُ.

ومن ثم أضاف: يا ليت زعماء لبنان يدركون أن اللبنانيين قوم من الأحرار والأبرار لا يطيقون ذلاً ولا استعبادا، ولا يرتضون أن تصادر حرياتهم وإراداتهم وأفكارهم فيتوهم بعضهم أنه في استطاعته أن يفرض عليهم الاشتراك في حرب لا يريدونها، أو ينقلهم، رغم إرادتهم، من موقع إلى موقع إرضاء لدولة عظمى، أو لطائفة أقبل طالعها، أو لزعيم فَرَع بقية الزعماء بسطوته.

يا ليت هذا النوع من الزعماء يتذكّر كم كان بليغاً أنطون سعاده عندما قال: "إن الحياة وقفة عز فقط" وكم كان بليغاً عندما أقرن القول بالفعل، فحوّل عبارته هذه من أربع كلمات إلى سِفْر فلسفي رائع.

إن وقفة العز التي وقفها هذا الزعيم أثناء محاكمته في العام 1949 مكّنته من الفوز بصفحة وضاءة في سجل التاريخ، ومن الانتصار بموته على كل الذين تسببوا بتوقيفه وتسليمه ومحاكمته بصورة سرّية وسريعة وشكلية لم يؤمّن له فيها أي حق من حقوق الدفاع، فالحكم بإعدامه وتنفيذ الإعدام رمياً بالرصاص في أقل من 24 ساعة.

أمّا سبب انتصاره عليهم فيكمن في أنه لم يهادن أعداء الأمّة، ولم يساوم على مبادئه، ولم يحن رأسه لإنقاذ حياته، ولم يسكت على إهانة النائب العام الذي تهكم عليه على غير عادة.

فاخترق صوت أنطون سعاده جدران قاعة المحاكمة لينتشر في الكون، فانتشر عبق البطولة والرجولة والمواقف الكبرى عبر الأجيال، وانغرست براعم الثورة عميقاً في تربة الوطن ضد كل عسف في الخطابات والمرافعات والمحاكمات فعاش بإعدامه كريماً مرفوع الجبين وماتوا.

يا ليت قادة الجماهير يدركون أن الموت من أجل قضية بمستوى الإستقلال أعظم تاج يتوج به بطل، وأرفع وسام يعلّق على صدر عملاق، وأعظم زاد يترك لعائلة أو لطائفة أو لحزب أو لأمّة.

ويا ليتهم يدركون، قبل فوات الأوان، أن الزعامة بالذّل لا تدوم ولا تُورَّث ولا تساوي أكثر من حبّة رمل في صحراء مترامية الأطراف، أو أكثر من قرش مقدوح في عين ثري متربع على عرش أثرى أثرياء العالم.

وبمعنى آخر، إن الزعامة بالذّل، مثل الحكم السلطوي بالذلّ، تبدأ بالذبول فالضمور فالامّحاء حتى تصير أقل قيمة من "زبّال" في دولة ديموقراطية كما قال يوماً الأستاذ وليد جنبلاط.

ويا ليتهم يدركون أن الشاعر العملاق أبو الطيب المتنبي لم يمت يوم قتل على يد فاتك الأسدي، خال ضبة الذي هجاه، إنما قتل يوم قبل بالذلّ في حضرة سيف الدولة بن حمدان، على مرأى ومسمع من خصمه أبي فراس، فتمسكن بعد فخر، وأحنى رأسه بعد شمخة، وردّ على إهانته وضربه بالدواة ببيت من الشعر المشبع بالذلّ إذ خاطب الأمير بقوله: إن كان سرّكمُ ما قال حاسدُنا/ فما لجرح إذا أرضاكمُ ألمُ/.

فقهقه خصومهُ وتساءلوا عن حق: أين راح قوله: الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني/ والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ؟

ويا ليتهم يدركون أن الزعيم كمال جنبلاط لم يدخل التاريخ من الباب الواسع بالفكر والفلسفة فقط، إنما دخله بالكلمة السيف، والموقف الجبل، والرأي العاصفة، والأعصاب الفولاذ، والدفاع عن حياض الوطن، ضد الأقرباء والأعداء على حد سواء، ومخاطبة زعماء العالم مخاطبة الندّ للندّ، وعدم خفض هامته أمام كبير منهم حتى لو كان من عيار جمال عبد الناصر، أو من عيار ما وتسي تونغ، أو من عيار شارل ديغول، أو من عيار كسرى أنوشروان.

 

 

وهاب يشتم الجميع باستثنا نصرالله: المحكمة ستتهم حزب الله وعمرهم ما يحبو نصرالله واللي مش عاجبو يعض...ايدي
الثلاثاء, 16 مارس 2010 14:15
في حوار ضمن برنامج اسمه "فكر مرتين"على التلفزيون العوني لم يترك وئام وهاب مرجعا الا وشتمه باستثناء اعلان "قداسة" الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وفي ما ياتي نص هذا الحديث:

في بلدنا هناك كذبة اسمها الديمقراطية وكذبة اسمها الحريات وجميعنا نتحمل المسؤولية بداية من الاعلام الذي لا يملك الجرأة مروراً بالسياسيين وانتهاء بالناس التي لا تحاسب، وهذه مشكلة لأنه لا يوجد بلد في العالم الناس فيه لا تحاسب إلا في لبنان.

حتى في مجاهل افريقيا إذا في زعيم قبيلة او عشيرة إذا اخطأ يتم محاسبته، اما في لبنان فهو بلد لا يحاسب فيه أحد. أضاف: والأسوأ من ذلك يكون وقح. فأنا مثلاً ضدي خمس دعاوى من القضاء من واحد مجرم اسمه سمير جعجع بكل بساطة هو مجرم والقضاء أدانه بأربع خمس جرائم، هؤلاء الذين ظهروا للقضاء واللبنانيين أدانوه بمئات الجرائم ورغم كل ذلك يدعي عليّ. فتصوري ما هذه الوقاحة وشو هالقضاء الذي يقبل اصلاً دعوى واحد من هذا النوع.

وبالتالي لا استطيع فهم هالقاضي الذي قبل هذه الدعوى ضدي ألا يعرفونه؟ هذا مثل أقدمه.

واضاف: كيف يتجرأ في بلد ما شخص ارتكب جريمة ان يدعي على الناس.

س: لكن صدر بحقه عفو؟

ج: شو هالعفو هذا، وشو هالبلد الوسخ الذي يعفو فيه عن مجرم أصلاً.

س: اليوم عنده وزارة العدل؟

ج: ينقصه ايضا الاصلاح الإداري. هذا لبنان وهذه المشكلة التي فيه  الكثير من الامور المميزة التي تحببك فيه. لكن ايضا فيه الكثير من الامور التي لا تحصل إلا في لبنان. سائلاً في اي بلد يتجرأ مجرم الذهاب الى القضاء إلا في لبنان وعليه اربعة خمس احكام قضائية صادرة بحقه من اهم القضاة يتجرأ الذهاب الى القضاء.

ودعا وهاب جعجع إذا كان لديه الجرأة لفتح المحاكمة من جديد طالما أنت بريء ولست مرتكباً.

وهناك جميل السيد الذي طالبه بفتح المحاكمة من جديد وعندما قال له ذلك لاص جعجع. مشيراً الى أن المشكلة في لبنان ان الحرامي وقح والمجرم وقح وناهب اموال الناس. غريبة هذه امور لا تحصل في اي مكان سوى بلبنان.

واضاف: في اي بلد لديه القليل من الاحترام لنفسه قد يرتكب فيه الشخص أمر  ما لا طعمة لها بحساباتنا تؤدي به للخروج من الحياة السياسية وتخيلي أين العالم

واين نحن في هذا البلد الذي لا يزال ينتج نفس الاشخاص ولا نزال ننتج إذا مات منا سيد قام سيد والوريث يكون جاهزاً وكل القصة ان والديه جاؤوا به الى هذه الدنيا وهذه كل مؤهلاته (انبسطوا ليلة فجاء زعيم علينا). شو هالكفاءة يلي عنده. اضاف: هناك اناس سياسيين ويا ليتنا نعود للمكاتيب التي كانت ترسل للسلطنة او السلطان، حيث كانوا في مراسلاتهم يطلبون من السلطان رضا غبرة حذائه بنص مكتوب كي يحافظون على القابهم. ونحن اليوم نكرمهم ونبقى نناديهم بنفس الألقاب وكل القصة ان عنده لقب واحد من الف سنة وآخر لقبه من قبل المسيح. القاب تافهة وسخيفة اصحابها لم يقوموا بشيء ينفع الناس والأدهى من ذلك ان الدولة لا تزال تعترف بهذه الالقاب التي قد يكون حصل عليها من ضابط او سلطان عثماني ويتحكم بالناس من خلال هذا اللقب.

س: وحول جرأة الناس في الحديث عن هذه الأمور؟

ج: الله يساعد الناس لأنه بالنهاية لا يمكن لومها إنما الومها في عدم المحاسبة حيث يجب ان تحاسب. فمثلا الآن قد يأتي شخص ويتحدث عن الفساد في القضاء في اليوم الثاني يتم استدعاؤه للنيابة العامة وايضا إذا اراد الحديث عن الفساد ببعض الاجهزة او في وزارة معينة وكله فيه فساد يتم في اليوم الثاني استدعاؤه للنيابة العامة، وسأل وهاب كيف يسمح لقاضي يمتلك مثلا عشرة ملايين دولار ولا احد يسأله من اين لك هذا. هل من ثلاثة ملايين ليرة التي يتقاضاها، مشيراً الى ان السبب في بقاء البلد قائما هو في اعتماده على اللبناني كشخص كونه كفاءة رهيبة وهناك الكثير من البلدان التي يعتبر فيها اللبنانيون مبدعون فمثلا كارلوس سليم الذي هو من اغنى اغنياء العالم متمنيا المساعدة في الأماكن التي هي بحاجة للمساعدة وألا يتلقاها الشبيحة الذين بدأوا يحومون حوله وأن يساهم في تأمين فرص عمل للبنانيين وألا يدفع لهؤلاء الديناصورات الذين يسرقون من اي مكان يوم من قطر ويوم من السعودية ومن هنا وهناك لدرجة اصبحوا مكشوفين جدا.

وطالب وهاب بجرأة المواطن في الانتخاب وان يحاسب بالانتخابات لأنه لا يمكن ان يكون مواطن محترم إذا لم يحاسب ولا يحترمونه إذا لم يحاسب ولماذا سيحترمونه إذا لم يحاسبهم ولماذا سيحترمونه إذا بيكذبوا عليه وبيسرقوه ويضحكون عليه 4 سنوات ويوم الانتخاب بيحرضوك؟

وجوابه: يكون ما بتعرف يا خيي ما فينا نغير ما هذه سياستنا وما بيطلع بإيدنا؟

سائلاً لماذا ما بيطلع بيدك ولماذا لا تكون انت البديل عنه او ابنك، بل على العكس انت الذي بيطلع بايدك وباستطاعتك المحاسبة من رئيس الجمهورية ونزول حاكم باسم المواطن كون المواطن اولا واخيرا هو الذي يقرر.

 اما هم فيسرقون  بسلطة المواطن وتفويضه ويتحكمون فيه.

 إذاً على المواطن ان يحاسب من انتخبه على الوعود التي وعده بها وعندها يصبح مواطن محترم، سائلاً ما الهدف من وراء تقسيم الشعب ملل وطوائف واحزاب.

س: ما الذي يخيف المواطن اللبناني لعدم كشفه عن الذين يرتشون.

ج: على المواطن أن لا يخاف من اي شيء والنظام السياسي لا يحمي المواطن.

المرتشي يتحكم بالمواطن وبامواله ويسرق الدولة.

س: إذا كان المواطن غير محمي كيف للمواطن ان يتجرأ ويتكلم.

ج" يجب تطوير القانون كي يستطيع التعبير والكلام بحرية والكشف عن المفسدين والمرتشين.

وهذا لا يطبق بوجود هذا الطاقم السياسي الحالي.

على المواطنين انتاج طاقم سياسي آخر كي تبدأ بالمحاسبة.

هناك نواب امضوا 50 سنة في مجلس النواب ولم يناقشوا ولو قانوناً واحداً ومع ذلك الناس لا تتجرأ وتحاسبهم وتسألهم.

س: ما هو مستوى الفساد في لبنان وهل صحيح ان الطبقة السياسية هي مافيا تعمل كي تصل الى المناصب السياسية وجمع الاموال.

ج: لا اريد شمل جميع السياسيين في هذه الطبقة السياسية الفاسدة. هناك بعض السياسيين ساعدوا الناس في مناطقهم وضمن امكانياتهم.

لكن النظام بشكل عام فاسد. لذلك العالم لا يولد إلا الفاسدين.

والدولة تعلم السرقة، انا شغلت منصب وزاري، واجد في الوزارة ان ميزانية العلاقات العامة 3 مليارات ليرة وتذهب هذه الامور ورود وسندويشات ويزورون الفواتير وهذه من الفضائح التي نشرت في الاخبار لدى الاستاذ حسن عليق بموضوع أمن الدولة. لم يتركوا كريستال في البلد لم يشتروه.

لم نر اي تحرك للنيابة العامة في هذا الموضوع، بل يتهموا الموظف البسيط بهذا الفساد.

س: إذا النيابة العامة لم تتحرك هل المواطن يستطيع فعل أي شيء.

ج: المواطن يجب ان يحاسب هؤلاء المفسدين، وهذا كله انتاج المجلس النيابي.

وهذا المجلس النيابي هو الذي يعطي الثقة للحكومة والحكومة هي التي تضع التعيينات.

تنشر فضائح كبيرة في مديرية عامة كأمن الدولة، سواء كانت صحيحة او غير صحيحة إما على النيابة العامة أن تستدعي كاتب المقال وتقول امام الناس ان هذا الكلام غير دقيق وكاتب المقال يتجنى وإما نعتبر كلام كاتب المقال صحيح ويجب ان يوضع الموظف المدان في السجن أياً كان عميد أو غير عميد، وفي السرقة لا يوجد طائفية أو مراكز.

هل هناك من يسأل؟ تذهب وفود مثلا 70 شخص الوفد وبمحبة اقول لفخامة الرئيس وباحترام وهو رئيس البلاد ورمز وحدة البلاد، لماذا يذهب 70 شخص بالوفد وماذا يفعلون؟

لماذا ينتقل اعتمادات من الموازنة؟

كل اسبوعين يتم نقل من احتياط الموازنة وهي لم تصدر بعد، ويتم نقل ما لا يقل عن مبلغ مليارين ونصف لتغطية نفقات السفر، سنهلك بحضور لبنان وكأنه بلد من بين البلدان الخمسة زائد واحد الذين يتكلمون بالملف النووي، ولا يتم تحريكهم من غير استشارة لبنان وكأن اوباما يستشير لبنان بافغانستان وباكستان، فما هذه الجزية؟ فليتم الاهتمام ببلدنا وليؤمنوا الكهرباء وليقوموا باجتماعات واستنفار وليتم ضبط السير فلا نريد شيئاً آخر.

لا نريد سوى هذا الحق، فيتم نهب  أموالنا ويتم ارهاقنا بالضريبة فهل تعلمين ماذا يدفع المواطن يومياً؟

س: من يسرق المواطن؟

ج: لا تلقي اللوم على الموظف الصغير الذي يتقاضى 600 الف ليرة فكل يصل الى مركز عمله الذي يتقاضى هذا المبلغ.

هناك موظفين يتقاضون 600 الف ليرة وهناك من يتقاضى اقل من ذلك فاريد ان اسأل سؤالاً: هذا الموظف الذي يتقاضى 600 الف ليرة ومجبر بدوام عمله يوميا ويتم لومه عند السرقة.

فمثلا ان كان هناك موظف جاء من منطقتي الشوف وسار 45 كلم ذهابا و45 كلم ايابا فالمحصول 90 كلم اي صفيحة بنزين يوميا. فالدولة تسرق المواطن يوميا فهل هناك منزل لا يستهلك صفيحة بنزين يومياً؟

فالدولة تسرقه بـ20 الف ليرة بصفيحة البنزين والدولة تسرق الناس والدولة جيوبها بيد الناس والناس جيوبها بيد بعضها.

س: الاموال التي تتم سرقتها من قبل الدولة اين تذهب؟

ج: فلتسألي الشباب اين تذهب فأنا ذكرت الرحلات الخارجية وكل رحلة تكلف مليارين ونصف او ثلاث مليارات ولا تعلمين بالوفود إذا كانوا جميعهم رسميين.

س: وافقت على موضوع السياسيين "مافيا" فلننتقل الى موضوع رجال الدين فهل صحيح انهم فاسدين؟ ويتقاضون اموالاً؟

ج: لا والله يعملون بالحق.

س: ممكن ان يكون لديهم اوقاف ويقومون بتأجيرها.

ج: هل الاوقاف ملكهم، الوقف، كان النبي سليمان يقول: اذا كان يخاف من الوقف واذا قبره (صاير صغير) ذهب وتمرمغ بتراب الوقف وجاء ونفض نفسه في مملكته فيخاف من ربه.

س: هل رجال الدين لا يخشون ربهم؟

ج: هناك الكثير لا يخشون ربهم واعطي مثلا عن رجال الدين لدي معرفة بهم بطائفتنا (الدروز)، فإن كان احد يريد التبرع للفقراء بمليون ليرة يسألك الشيخ كيف تريد ان اتصرف  بهذا المبلغ؟

اما النموذج الذي عرض على التلفزيون فضيحة بموضوع مفتي الجمهورية فهو فضيحة حقيقية.

(حرام)، اعتقد بان الطائفة السنية الكريمة تستأهل شيئاً افضل.

س: لماذا الناس تخاف من التكلم بهكذا مواضيع؟

ج: لان ما يهم اللبناني بأن يحمي رأسه ويتم ارهابه بالقانون.

والقانون هو لخدمة الناس فما هو هذا القانون التي تتحدث عنه.

عندما تريد تكذب وتقول قانون وعندما تريد تتقاضى وتخالف القانون فالجميع مكشوفين والى اين ذاهبون؟

الجميع يعرفكم واحد واحد.

تبدأ القصة بتغيير النظام او بتغيير المواطن، الكل يتغير معاً وفي النهاية هناك محطة اساسية هي الانتخابات النيابية فانت كمواطن حاسب بهذه المحطة.

وهل هناك من احد تم محاسبته في لبنان؟

وهل هناك من مواطن اسقط احد بلبنان لانه فاسد؟

فاين صوت المواطن فهل يكون "سكران" عندما يذهب لينتخب؟؟

فلماذا لا ينتخب المواطن بإرادة حرة؟

ج: اليوم لا يوجد احد يدخل الى دائرة رسمية ولا يتم الدفع فيها ولكن هناك موظفون محترمون وقمت بتجربتهم في الادارات العامة ولا اريد ان اظلم الجميع وانا اتحدث عن نوعية من الناس، وعندما تذهبين لطلب اي معاملة او ان اردت سحب ملكية منزل يجب الدفع للحصول عليها.

هناك اناس لبسوا جرائم بـ200 الف دولار وهم ابرياء منها، ولا احد يستطيع ان يتهمني بهكذا جريمة لانهم يخشون من ان اتكلم ويخشون لساني.

س: هل انت مدعوم؟

ج: مثلما حصل في المحكمة فكانوا يريدون اتهامي وعندما صعدت وتيرة كلامي فخافوا وهربوا من الموضوع وارسلوا لي مسؤول حرسي وهو الذي كان يقود المسيوبتشي التي انفجرت بالرئيس الحريري رحمه الله وفي النهاية كان البسيط يقود شاحنة فاصوليا ليطعم اولاده، ولو كان احد غيري لكان رضخ للموضوع.

س: ماذا يفعل المواطن عندما يقتل شخص ما ولا يحاسب القاتل؟

ج: يجب ان يضرب هذا الطاقم السياسي باجمعه، طالما هذا المواطن لا يزال يلبي صوت الجامع والكنيسة قبل ان يلبي صوت الوطن سيظل مستعبداً، يجب النزول لصوت الوطن وليس طائفته، ولا على صوت الغشاش المتزعم. وهم يجبروننا في النزول على صوت طائفتنا هل اصبح علمانيا لوحدي من يسأل عما من يتكلم معنا لذلك نضطر احياناً لأن نكون مذهبيين وطائفيين. لكن الجيد فينا هو من يحاول أن يجعل طائفته لمصلحة وطنه وليس الانعزال ضمن طائفته واخذنا للمكان الخطأ، المواطن يجب أن يحاسب، وهل هناك اي نائب حوسب لأنه أخلّ  في برنامجه الانتخابي، ليسألوا نوابهم كم واحد منهم قدم اقتراح قانون منذ انتخب لليوم، هذا في حال كانوا يعرفون القوانين  هم شاطرين بالخطابات اثناء جلسات الثقة، ويقوم كل  تافه منهم بالتكلم في قضايا منطقته، وكأنه نائب عن الطبقة وليس عن الوطن، يعني اخدم ضيعتك بالسكت من دون ان تتكلم انت تذكب على منطقتك عبر التلفزيون نحن اليوم نحترم بالخارج اكثر من لبنان هل هذا معقول؟

اذا اخذت القليل من برنامجك وبرنامج غادة عيد والقليل من جريدة الاخبار التي تملك الجرأة لطرح قضايا يخاف الآخرون ان يطرحوها واحيانا الديار، ولكن لا احد يذهب بالموضوع حتى النهاية، المذيعين يرهبون المواطن عندما يتكلم لانهم يقولون له هذا الكلام على مسؤوليتك وليس على مسؤولية المحطة ذات يوم وبخت المذيع لأنه قال لي هذا الكلام، طبعاً على مسؤوليتي يروحوا يعضوني بــ..... ايدي.

س: من يعطي المواطن العدالة؟

ج: من قال ان هناك عدالة في لبنان من اخبرك هذا الامر اذا رئيس الجمهورية بيطلع يحكي 10 مرات في الكفاءة وفي البعد عن المحسوبيات خلال التعيينات ونرى هذه التعيينات التي جرت، هل نطلب بعد هذا الامر من الفقير في بشري او الشوف او عكار او الجنوب ان يتكلم اذا الرئيس تكلم، 10 مرات ورأينا كيف جرت تهريبة التعيينات.

الطاقم السياسي جميعه هو طاقم تقاسم جبنة، ونحن لدينا رهان اليوم ان تكون الحكومة الجديدة على غير هذا الامر وإذا كانت هكذا فهذا يعني  مشروع تقاسم الجبة، مثلا لو كان كارلوس سليم لا يزال في لبنان كان الآن في جزين يقطف الصنوبر لأن التركيبة لا تسمح له بالانطلاق.

س: كم من السياسيين يكذبون على الناس؟

ج: معظم الناس تكذب على الناس وانا احاول ان اكون صريحا والمعروف عني مثلا إذا طلب مني احدهم خدمة اناقشه حتى اقتنع بالخدمة قبل ان اطلبها ومنهم ينزعجون مني لانهم ليسوا مستعدين، انا لا اقول تكرم عينك مثل غيري، الامر الآخر انا لا اعد بل اقول سأحاول، اليوم اتى الي زوجة مطرب شهير فهد بلان تشتكي من ظلامة ما، فقلت لها سأحاول مساعدتك لكن لا اعطيك وعداً.

من السياسيين الذين لا يكذبون، سليمان فرنجية لا يذكب وصديقي وجاري فايز شكر، واحيانا يتكلم بطريقة فجة لكن هذا يعود لصراحته لانه لا يكذب واحيانا انا مثله.

الزعماء وبتوجههم السياسي العماد ميشال عون هو من الصادقين في طرحه السياسي ودفع ثمن هذا الصدق.

س: السيد حسن نصر الله؟

ج: السيد خارج هذا التصنيف السيد ليس سياسياً ولديه شيء وقدرة ربانية منحه إياه الله.

س: هناك من لا يحبون السيد نصر الله؟

ج: (عمرهم ما يحبوه).

ج: لا يوجد شخص وطني ولديه كرامة لا يحب السيّد نصر الله. السيّد نصر الله هو رمز لكرامتنا جميعاً ومن دونه كانت تغيرت الأمور في كل ما يجري في المنطقة. السيّد نصر الله لا يوضع في إطار مقارنة مع أحد.

س: السيّد نصر الله هو رجل دين بغضّ النظر عن أنه رجل سياسي أيضاً، فهناك أشخاص لا تحبه أو لا تحب المفتي أو البطريرك صفير، لماذا ممنوع على المواطن أن ينتقد هذه المراجع؟

ج: هناك اشخاص تخاف من الخوري أو الشيخ لأنه يعتبر أنه صلة الوصل بينه وبين ربّه. هناك أشخاص يعتقدون بهذه الأكذوبة، لا يوجد وساطة بين الإنسان وبين ربّه، الله موجود فينا وهو الخير والمحبة والصدق الذي يسكن داخلنا. الله خلقني كما خلق جميع الناس والشيخ والخوري، وأعتبر نفسي مؤمناً أكثر من الشيخ والخوري. هناك أشخاص تدفع للشيخ أو الخوري في المزار لغرض ما. هل الناس يعلمون إن كانت الأموال التي تُعطى للشيخ أو الخوري تقدّم لليتامى أو الفقراء؟

في الستينيات كان كمال جنبلاط وزيراً للتربية، قرّر معالجة موضوع المدارس المجانية التي تتموّل من وزارة التربية. وأنا والدي كان مشهور باستقامته في حياته وكل من يعرفه يقول ذلك. كان مدير لمدرسة، تستدعيه وزارة التربية كأستاذ مستقيم يستطيع أن يكون مفتش على هذه المدارس، وذلك بناءً لطلب كمال جنبلاط الذي يريد مفتشين صادقين ومستقيمين وتمّ اختيار والدي ليكون مفتشاً في منطقة البقاع، لا أريد ذكر إسمها، على مدرسة نصف مجانية، يجد والدي أن هذه المنطقة لا يوجد فيها مدارس ولا حتى طلاب. وتبيّن أنه هناك من يقدم تقارير سنوية وبأسماء وهمية إلى وزارة التربية كي تموّلهم. وهؤلاء الأشخاص يعطون المال للمفتش كي لا يبلّغ عنهم، وعندما ذهب والدي قدّموا له ظرفاً يحتوي على المال لكنه رفضه وطلب منهم أن يعطوه إلى مفتش آخر لأنه كان اليوم الأخير له في وزارة التربية كمفتش.

المواطن اللبناني لديه مكان ليعبّر فيه وهو صندوق الإقتراع.

س: بالنسبة للذين يئسوا من الوضع في البلد؟

ج: هل المطلوب أن نستسلم؟ لا. لن نغادر ونترك لهم البلد. هم من يجب أن يغادر وليس نحن. أضاف: هؤلاء أناس بلدهم أصلاً مالهم ورأسمالهم وربحهم وهؤلاء أينما وجدوا مال وربح يجيدون وطن، والفرق بيننا وبينهم أنه لا بلد لنا سوى هذا البلد الذي عُجِن بدمنا وعرقنا وتعبنا وترابه، يعني لنا الكثير، أما من يعتبر أن حقيبته هو وطنه هو الذي عليه أن يرحل، أما نحن فباقون ونحن علينا أن نغيّر وألا نستسلم ونيأس وأكثر مما مرّ علينا من صعوبات وخصوصاً في السنوات الخمس الماضية لن يمرّ. أضاف: نحن مررنا بالأيام والسنوات الصعبة والآن متجهون نحو الأسهل والأسهل هو بحصول تغيير ديمقراطي.

س: من هو العميل؟

ج: العميل هو الذي يتعامل مع إسرائيل.

س: هل عندك أسماء وهل تعلم أحد من السياسيين في حرب تموز تعامل مع إسرائيل؟

ج: لا أعلم، في حرب تموز حصل تعامل سياسي مع إسرائيل وحصل تهليل للمشروع الإسرائيلي وهذه عمالة. أضاف، هناك أمر حصل أخبرني إيّاه دولة الرئيس ميشال المرّ، أمر حصل مع أحد الأشخاص من أركان 14 آذار، بيدخل دولة الرئيس المرّ ويجده في مكان ويقول له ليس هذا الإثنين بل الذي بعده ميشال عون وحسن نصر الله ونبيه برّي وكل هالقرطة، الإثنين سيكونون في السجن وبيكون موضوع حزب الله منتهي، لأنه يبدو أن الإسرائيليين أطلعوه على ذلك وهذا ظاهر من كلامه.

س: هل تستطيع أن تسمّيه؟

ج: لا أريد إحراج الرئيس المرّ، وأنا أستطيع أن أسمّيه وما تفرق عندي لكن لا أريد إحراجه.

س: هل ما زال موجوداً بالحياة السياسية؟

ج: نعم موجود وكل يوم يتصدر شاشات التلفزة ويعطي دروساً وهو نائب ساقط ودائماً يسقط بمنطقته جبل لبنان. لكن وجدوا له وظيفة بهذه العطلجية بالأمانة العامة تبع 14 آذار. أضاف: قال له دولة الرئيس المرّ حينها أنا أعرفهم جيداً لحزب الله الإثنين يلي بعدو ستكون إسرائيل مهزومة، وقال له: أنا كنت وزير داخلية ووزير دفاع وبعرف جيداً حزب الله وإمكاناته، وكان جوابه للمرّ: أنا أنصحك بالإبتعاد عنهم لأنهم سيدخلون السجن، فهذا عميل يصنّف. ولو كان هناك قانون ودولة تحترم نفسها وشعبها ودم الذين قتلوا لا سيما وأن هناك نحو 2000 شهيد استشهدوا في مواجهة العدو الإسرائيلي ولو كنا فعلاً نحترم دم شهدائنا لتمّت محاسبة هؤلاء الناس ولتمّت محاكمتهم وإدخالهم السجون. لكن للأسف، نحن بلد اعتدنا على عدم المحاسبة.

وأشار وهاب إلى أن هناك من كان يذهب لإسرائيل ويعطي محاضرات في أكاديمية الموساد في إسرائيل وأصبحوا وزراء ونواب ومنهم من يزايد علينا وطنياً ولو عادت الأمور إليهم لكانوا أعطونا جواز مرور وطني.

أيضاً هناك من استقبل الإسرائيليين وهناك من جاء على الدبابة الإسرائيلية هل تعلمي أن وزير الحرب الإسرائيلي موشي آرينز استقبل في مركز رسمي في لبنان وأنا شاهدت ذلك وهذه الصورة لا تزال ماثلة أمامي على الجرائد يستعرض ثلّة من حرس القيادة اللبناني الذي زاره موشي آرينز الذي كان بطل الإجتياح الإسرائيلي وجاء بعد شارون. أيضاً هناك من استقبل شارون في بيوتهم كما فعلوا مع ميليس كانوا يأتون بالنساء والويسكي والنبيذ الثقيل إليه.

س: هكذا كان ميليس في لبنان؟

ج: أكيد هذا واحد سافل ومنحطّ وواطي وهو أوطى إنسان تعاطى بقضايا لبنانية وجاء إلى لبنان وهذا يجب أن يُعدم في الشارع لأنه اعتدى على كرامات اللبنانيين وظلم الكثير من العائلات واللبنانيين هذا شخص منحطّ وليس إنسان، ولو كان كذلك لما قام بما قام به وهو أحقر من أن يكون حيوان. بسيطة ومن أراد أن يحاسب فليأتِ لأقول له كيف تكون المحاسبة.

س: من يريد الحقيقة بجرائم الإغتيال؟

ج: لا أحد يريد الحقيقة. والمحكمة الدولية الآن تركّب فيلماً جديداً. تركّب كميناً جديداً لإحداث فتنة سنية شيعية في لبنان.

س: هل هذا يعني أنه يمكن أن يُتهم حزب الله؟

ج: أكيد. فلم يعد لديهم أحد ليتهمونه. لم يستطيعوا إتهام سوريا. فطبعاً الآن يركّبون شيئاً لحزب الله، حتماً، واثق أنا من ذلك.

س: ماذا تكون مفاعيل هذا الشيء؟

ج: لن تكون مفاعيلها شيء، ستبقى في أدراج المحكمة ولن يحصل شيء، لا داعي للهلع لأنه لن يحصل شيء، برأيي أن الإتهامات ستنعكس على الأمم المتحدة ومؤسساتها. لا أعرف كيف، ولكن لا أحد يعرف كيف سيكون ردّ فعل الناس، لأن استخدام الأمم المتحدة لمصلحة الأميركيين بهذه الطريقة السافلة فيها مشكلة.

س: أتانا سؤال في الفاصل، أحدهم سأل عن كلامك على المديرية العامة للأمن العام؟ لماذا تهاجم المدير العام للأمن العام؟

ج: أنا لم أتحدّث عن الأمن العام بل عن أمن الدولة. هو مقال قرأته بصحيفة "الأخبار". أصلاً هذا الجهاز غير موجود. هو جهاز وهمي، فعمله غير موجود، إذ لا يمكن أن تلمسي عمله. هو مقال ذكره الأستاذ حسن علّيق، وهذه الأمور التي نشرها خطيرة ويجب أن يتمّ المحاسبة عليها، كتب عن مئات الفضائح، وأن كل يوم لدى المدير العام هدايا كريستال من محلات معينة، هل هو يعمل أمن دولة أو علاقات عامة. أنت تعمل أمن دولة فاذهب وابحث عن أمن اللبنانيين. هل عملك أن توزّع الهدايا كل يوم. فليتكَارَم من جيبه وليس من جيوب الناس، فهذه أموال الناس. هذه بنود العلاقات العامة، السرقة في الدولة. من يجرؤ منكم أن يفتح ملف جدّي ويسأل جميع الناس، من رئيس الجمهورية ونزولاً، أن يكون لدى الجميع شفافية، مع احترامي ومحبتي للرئيس ولجميع الناس. هذا الذي يأخذ 70 شخصاً في الوفد، لماذا يأخذهم هؤلاء الـ 70، ماذا لديهم جهد؟ منهم غير موظفين في الدولة ومنهم لا يفيدونك بشيء ومنهم من يذهب "للجخ".

س: من هم هؤلاء الأشخاص؟

ج: أنتم وضعتم تقريراً منذ يومين عن الموضوع وشاهده الناس.

س: هل صحيح أن الضاحية لا تدفع كهرباء، وعكار لا تدفع، والأشرفية تدفع عنها؟

ج: غير صحيح هذا الكلام.

س: هل صحيح أن هناك محاولة لأسلمة البلد؟

ج: هذا وهم وكذبة كبيرة، عندما يكون هناك قرار بذلك فأنا ضده.

س: هل صحيح أن هناك أشخاصاً قبضوا ثمن تغيير وجه البلد؟

ج: لا، هناك أشخاص قبضوا ثمن التوطين.

س: هل صحيح أن هناك معاشات يدفعها الحريري للسياسيين؟

ج: لا أعرف. لا أحب أن أقول شيئاً لست متأكّداً منه. ولكن طبعاً هؤلاء الإعلاميين الشتّامين وبعض السياسيين الذين ترينهم متحمسين دائماً، حتى لغير مصلحة الشخص، طبعاً يقبضون معاشات.

س: هل صحيح أن هناك أشخاص قبضوا ثلاث أو أربع مرات من صندوق المهجّرين؟

ج: أنا لا أقول شيئاً لست متأكّداً منه.

س: ليس لديك معطيات حول هذا الموضوع؟

ج: لم أفتش على الملف. ولكن أعرف أن الإسم الذي يمرّ مرة في الصندوق، لا يمرّ مرة ثانية. هذا ما أعرفه. ولكن طبعاً هناك أسماء وهمية. لجان الكشف يمكن أن تمرّر أسماء وهمية. وفعلت ذلك في كثير من الأماكن.

س: هل صحيح أن سمير جعجع بريء من جريمة داني شمعون؟

ج: إذا أنا قمت بها فهو بريء منها. حاكمه القاضي منير حنين قاضي محترم ويخصّ الرئيس كميل شمعون، وهو من أهم قضاة الدولة. حاكم سمير جعجع إثنين من أهم الموارنة هم فيليب خير الله ومنير حنين، وهما من أهمّ القضاة في الدولة. وإذا لديه الجرأة فليعيد فتح المحاكمة. ربما يحضرون له الآن سليمان المختبئ، شخص إسمه جهاد سليمان من عمشيت، هرّبوه وقتها بجريمة سيدة النجاة. ربما تطبق عليها الجريمة الرابعة أو الخامسة أو السادسة.

س: هل صحيح أن ميشال عون قام بصفقة مع السوريين؟

ج: لا، غير صحيح. ليته يعرف كيف يقوم بصفقة معهم، لكان "أريح".

س: هل صحيح أن أركان قرنة شهوان كانوا دائماً في سوريا؟

ج: معروف من كان يذهب، نعم كانوا يذهبون كلهم. أصلاً كلهم أوجدتهم الفترة التي هم يسمونها فترة الوصاية والنظام الأمني المشترك. هم كانوا نواباً فيه. عندما خرج السوريون، سقطوا بالإنتخابات، لم يعد أحد منهم يستطيع أن يكون نائباً. كانوا نواباً فقط. مثلاً السيّدة نائلة كانت تكون الأولى في الشمال أيام السوريين، نكاية بسليمان فرنجية كان بعض السوريين يجعلونها الأولى. عندما خرجوا، سقطت في زغرتا. في جبل لبنان، كان الكثير منهم يصبحون نواباً، عندما خرج السوريون سقطوا.

س: هل صحيح أن الحريري كان يدفع أموالاً للميليشيات ومن ضمنها القوات؟

ج: هذه القصة معروفة وليست جديدة. فمعروف أن ثلاث أو أربع ميليشيات كانوا يقبضون من الرئيس الحريري.

س: هل صحيح أن بنك المدينة عملية يتقاسم أرباحها سوريا ولحود والحريري وجنبلاط.

ج: غير صحيح. لا علاقة للأربعة بالموضوع. هي صفقة لبعض الصغار الذين دخلوا بالموضوع، وأنا أعتقد أن بنك المدينة له علاقة بتهريب أموال من العراق، أموال عراقية ويبدو أنه كان داخل فيه أكثر من موضوع. أنا لست مطّلع على الملف، لأن من بدايته لم أحب أن أدخل فيه وأسأل عنه ولا حتى أن أتدخّل فيه. ولكن ما أعرفه أنه كان هناك مشروع تبييض أموال عبر هذا الأمر.

س: هل صحيح أن هناك أجهزة في الدولة تتعامل مع سفارات ودول أجنبية؟

ج: كلها.

س: لأي غرض؟

ج: هناك شيء تعاون طبيعي، وهناك شيء محاولة تقديم أوراق اعتماد للسفارات والملحقين.

س: هل صحيح ما يقولونه عنك وئام وهاب سوري؟

ج: بماذا أنا سوري؟ خير؟

س: تؤيّد السوريين مثلاً بسياستهم؟

ج: ليس على حساب لبنان. أنا لبناني، ولكن أنا مؤمن بالصداقة مع سوريا، وبالتحالف معها. وكما قال العماد ميشال عون بهذا الأمر، فهو حسم هذا الأمر، سوريا أصبحت خارج لبنان، لماذا سنبقى على مشكل معها؟ أنا لبناني أولاً وأخيراً. ومن يقول غير ذلك، هؤلاء قتلوا لبنانيين، أنا لم أقتل. هؤلاء سرقوا لبنانيين، أنا لم أسرق لبنانيين. هؤلاء أهانوا لبنانيين وأنا لم أهن أي لبناني. هؤلاء آذوا لبنانيين أنا لم أؤذِ أحداً. هؤلاء ركبوا على الدبابات عندما دخلت، السورية والإسرائيلية، أنا لم أركب لا دبابة سورية ولا إسرائيلية. هؤلاء الناس هم مجموعة من السفلة، ليس لديهم شيء يقولونه عني غير أن يقولوا هذه المعزوفة. أنا لبناني، وبظفري هناك لبنانية بحجم كل عائلاتهم. لأنهم أسفل بشر، يتعاملون مع الإسرائيلي عندما يكون هناك مصلحة، ومع السوري والكردي والأفغاني عند وجود المصلحة. يستحيون مني ويخجلون مني، فيصبحون محتارين ماذا سيقولون عنّي، فيقولون ذلك. متى عملت أنا لمصلحة سوريا ضد مصلحة لبنان؟ كل ما كنت أقوله في الخمس سنوات هم اليوم يقولونه.

س: هل صحيح أنه يمكن أن تقوم سوريا بتسوية على دعوى جميل السيّد؟

ج: لا أعرف، ليست مضطلعاً على الموضوع.

س: هل صحيح أن المسيحيين دفعوا ثمن الطائف؟

ج: أكيد دفعوا ثمنه ودفعوا ثمنه غالياً و قاسياً وهذا الثمن هو سبب الخلل الحاصل في السلطة، لو كان رئاسة الجمهورية تمتلك صلاحياتها كاملة لكان اختلف الوضع.

س: هل صحيح أن صندوق الجنوب وصندوق المهجّرين والهيئة العليا للإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار تعمّ فيهم السرقات؟

ج: نعم يوجد في هذه الصناديق والمجالس سرقات ولكن ليس كامل داخلهم. مثلاً تلزيم جسر بـ 10 ملايين دولار وتكلفته الحقيقية مليونيّ دولار فهذه سرقة.

س: هل صحيح أن وليد جنبلاط ندم أو على الأقل اقتنع أنه أخطأ؟

ج: نعم طبعاً.

س: هل صحيح أن نبيه برّي يريد إلغاء الطائفية؟

ج: نعم يريدها.

س: هل صحيح أو من العدل أن تكون وزارة العدل مع القوات اللبنانية؟

ج: ليس عدلاً أن تكون وزارة العدل مع القوات اللبنانية ولكن إبراهيم نجار رجل محترم لم يحوّل الوزارة إلى مركز للقوات اللبنانية ولا أستطيع أن لا أشهد له بذلك.

س: هل صحيح أن جبران باسيل مدعوم من حزب الله؟

ج: أمر طبيعي، فحزب الله حليف الجنرال عون، فمن الطبيعي أن يقدموا الدعم له. وأنا مدعوم من حزب الله وأدعمه إذا احتاج إليّ وجبران يدعم حزب الله إذا احتاج الأمر.

س: هل صحيح أن هناك صحافيين مرتشين؟

ج: كثيرون، ألا تقرئي مقالاتهم الصفراء والسخيفة التي لا علاقة لها بالصحافة؟

س: هل صحيح أن فرنجية سامح جعجع؟

ج: سليمان رجل يلتزم بكلمته وإذا سامح جعجع فمن المؤكّد أنه سامحه. لو لم يكن سامحه كان أخذ ثأره منه. ويستطيع فعل ذلك. لكن على القاتل أن يرضى بمسامحة المقتول، إنه وقح ما زال يناقش.

س: هل صحيح أن سلاح حزب الله سيُسلّم في يوم من الأيام إلى الدولة؟

ج: ممكن بعد 300 عام، عندما تنتهي إسرائيل.

س: ألا يثير هذا الموضوع هواجس عند البعض؟

ج: لماذا تثير هواجس لدى الناس؟ أيريدون أن تبقى إسرائيل؟ طالما أن هناك إسرائيل نريد حماية للبلد، لأنه ومنذ أن قامت إسرائيل وهي تعتدي على لبنان. أنا مقتنع بأن يبقى لبنان قوياً ويمتلك سلاح. وفي حال أصبح الجيش يمتلك سلاح ويستطيع التصدّي لإسرائيل ويعلن قائد الجيش أن جيشه يستطيع التصدي لإسرائيل، وأنا ضد نظرية رئيس الجمهورية وهي ليست صحيحة بأن المقاومة تتدخل عندما تطلب منها الدولة أو الجيش. هذا الأمر ليس صحيحاً، اليوم الجيش غير قادر للدخول في معركة مع إسرائيل وإلاّ يدمّر. أما المقاومة فلا تدمّر بمواجهة إسرائيل.

س: هل صحيح أن سياسة الحريري أوصلت البلد إلى 52 مليار دين؟

ج: لا أريد التكّلم عن الرئيس الحريري.

س: لماذا؟

ج: لأنه أصبح غير موجود، لأنه مات، علينا احترام الذكرى اليوم. السياسة المالية التي اتّبعت منذ العام 1992 أوصلت البلد لهذه الديون. وأنا تكلّمت عنه في فترات معينة ولكن لا أريد جرح المشاعر الشخصية. أعتبر أن فؤاد السنيورة هو الكمين الكبير الذي كان إلى جانب رفيق الحريري وهو الذي ورّط البلد بكل ذلك لأسباب سياسية واليوم  كُشف أمره فؤاد السنيورة. من أخطر الناس الذين مرّوا على لبنان فؤاد السنيورة، ومن أكثر الذين أساؤوا إلى لبنان فؤاد السنيورة وهو الذي ورّط البلد بكل هذه الديون لهدف سياسي وهو التوطين. مصلحته بأن تأتي الدول المانحة وتقدم عرضها بتسديد ديون لبنان مقابل إبقاء الفلسطينيين في لبنان، وبدأنا نشاهد هذه العروض كدفع مبلغ على كل عائلة مقابل توطينها.

س: السنيورة كشخص ماذا يستفيد من هذه الأمور؟

ج: لا يستفيد لكن ينفّذ مشروع، السنيورة مشروع، كيف أصبح وزيراً للمالية ورئيس حكومة لمدة خمس سنوات لو لم يكن مشروع، هو مشروع مفروض على رفيق الحريري.

س: كأنك تقول إنه عميل؟

ج: أنا قلت إنه مشروع خطير وهو من أخطر الأشخاص الذين مرّوا على لبنان ولا يزال، والله يسترو سعد الحريري منه، وهو عم يبحشلو. هذا إنسان مغروم بالسلطة أكثر من غرامه بنفسه.

س: هل صحيح أن وئام وهاب غير مرغوب فيه لا من جنبلاط ولا من إرسلان؟

ج: لا أنتظر رضا أحد، الوزير جنبلاط أصدر بيان شكر فيه عدد من الأشخاص ومن بينهم أنا والسيّد حسن والرئيس برّي، وأنا أشكره وهذا يدلّ على كِبَر، فتشعرين وكأن تعبك لم يذهب هدراً. لا آخذ الإذن من أحد ولا أنتظر "Passport" من أحد ولا أحد ولا أفكّر من رضي عني. يهمني ضميري إن كان مرتاحاً والباقي هو تفاصيل.

س: هل صحيح ان هناك اراض تباع لخليجيين لتغيير وجه البلد؟

ج: طبعا معروفة وعلى فكرة هنا، طالما الشباب ملتفين حول كارلوس سليم وانا اتوجه للاستاذ نعمة افرام الذي تسلم مكان الوزير ميشال اده، اطال الله بعمره، موضوع مؤسسة الاغتراب الماروني او الانتشار الماروني، اتوجه له بتشجيع كارلوس سليم على شراء اراضي خاصة في منطقة جزين، لأن هذه الاراضي تشترى لا احد يعلم لصالح من وتصوري ان هناك موظف في وزارة الهاتف لغاية الآن اشترى نصف جزين من آل ياسين راتبه مليون ليرة واني اتساءل الا يوجد هناك قاضي يسأله من أين له هذا، اتمنى بدلاً من ان يسرقوا كارلوس سليم ان يدعوه لشراء الاراضي التابعة للموارنة، لأن هناك الكثير منهم يبيعون اراضيهم في بعض المناطق، ومن يريد ان يبيع فليبع له لا نريد ان يأتي الغريب ليقوم بذلك، واطلب من الشباب عدم التلهي بالهدايا لاحقين على الهدايا.

س: هل صحيح ان السعودية تدعم لبنان وتريد مصلحته؟

ج: لا تعليق.

س: ايران تدعم لبنان وتريد مصلحته؟

ج: نعم لم تطلب شيئاً  بالمقابل.

س: السعودية ماذا طلبت؟

ج: ان تحكم لبنان.

س: هل صحيح رئيس الجمهورية توافقي؟

ج: بعد سكوت طويل... لا اعرف إذا كانت تستهويه 14 آذار في هذه الايام كثيراً.

س: هل من الطبيعي انتشار السلاح؟

ج: لا ليس بطبيعي لكن مشكلة لبنان تاريخيا وجود السلاح منذ مئات السنين.وليس من الطبيعي بقاء السلاح الفلسطيني ويجب حله وحل الموضوع الاجتماعي للفلسطينيين.

وليس من الطبيعي اغلاق الطرقات لحظة مرور السياسيين رغم ان الكثير يقوم بهذا الامر وإذا فعلناها مرة ما ليسامحونا، احيانا اكون متأخراً عن موعد ما او لقاء تلفزيوني وانا اختلف مع الشباب كل يوم من أجل هذا الموضوع.

ليس من الطبيعي وجود فقراء في ظل غناء فاحش لكن هذه هي الحياة.

اغلب الثراء في لبنان عن طريق الاتجار الغير شرعي او غسل اموال مخدرات وصفقات السلاح وصفقات في الدولة. لبنان بلد غير طبيعي.

س: هل الهجرة طبيعية؟

ج: ليست طبيعية ولكن "الله يلعن البلد الذي لا يحمل اهله"، وعندما ترين كارثة الطائرة واهلهم.

هذه مشكلة عندما يكون هناك بلد لا يحمل اهله.

س: طبيعي الاراضي وغلى الشقق في لبنان.؟

ج: ليس طبيعي وسوف تتدنى اسعار الشقق بحسب رأيي، فهي مثل قصة الاسهم التي حصلت في الخليج فاصبحوا الناس يتهافتون ويقولون "سمو الامير يريد ان يربحنا"، بل هو غبي ولم يعد لديه مال.

فقصة العقارات سوف تتدنى اسعارها ولا يتهافتوا الناس عليها فهذه ورم لأنه اصبح هناك كثير من الشقق لا تباع والعرض اصبح اكثر من الطلب.

في سنة 1980 حدث مثل ذلك ولا يوجد هناك مكان في العالم توجد فيه شقة ثمنها 5 ملايين دولار، فأريد ان اسأل الموظف في الـOTV كيف يتأهل؟ والذي يتقاضى مليون ليرة كيف يتأهل ان لم يكن لديه منزل؟

فيجب على الدولة ان تقوم بشيء لتحل هذه القضية.فيد السنيورة في جيوب الناس، يأخذ منهم ليوفي ديونه فكيف ذلك.

س: طبيعي في لبنان وجود الضرائب المرتفعة فلا يوجد موازنة.

ج: ليست طبيعية ولا يوجد موازنة، فرئيس الجمهورية يقوم باجراء اعتمادات احتياط الموازنة وينقل نفقات السفر من احتياط الموازنة لكي يسافر.

س: طبيعي ان يكون هناك مناطق محرومة من ادنى مستويات ومقومات العيش الكريم.

ج: غير طبيعي ابدا ولكن ماذا تستطعين ان تفعلي؟ تحاولين ان تجري مبادرات فردية.

في الاسبوع الماضي، احضرت مجموعة مهنسيدن من البقاع وتكلمنا عن مشروع للمنطقة تصريف الانتاج لكي تقوم الناس بالعمل في ارضها هناك مناطق ما زالت كأنها على ايام الاتراك ولكن مشكلتنا نهتم بشارعين في بيروت ولا نلتفت ماذا يوجد في كل لبنان. لا احد يرى ماذا يوجد في عكار او اقليم الخروب.

س: هل من الطبيعي ان السياسيين لديهم اغلبية المؤسسات والمصارف ويسيطرون على كل قطاعات الانتاج في لبنان؟

ج: لا غير طبيعي فهذا الامر في اي دولة تحترم نفسها ففي فرنسا حوكم وزير الدفاع الذي انتحر بتهمة انه استعمل نفوذه في شيء ما حين كان في السلطة فانتحر نتيجة الحملة التي اقيمت ضده.

س: هل من الطبيعي ان يتوظف ابن وزير او نائب او من يحمل بطاقة توصية من احد السياسيين دون ان تكون لديه المؤهلات؟

ج: هذا لبنان نظامه سخيف ليس معمولا لاصحاب الكفاءات فالقاضي عندما تطلبين منه ان لا يرتشي فعليك تأمين راتب له بقيمة 25 مليون ليرة حتى لا يرتشي فلا تستطيعين ان تقولي له خذ ثلاثة ملايين ليرة وعش كقاضي، حصنيه كما هو حال القاضي في بريطانيا حتى يعيش عيشة كريمة حتى ينفذ العدالة.

س: هل من الطبيعي انتشار الحركات الاصولية والمتطرفين دينيا؟

ج: لا فهذه القضية تستفزني وتزعجني وليس لاحد الحق بتكفير الآخر.

س: هل من الطبيعي ان يخاف اللبنانيون من قول الحقيقة؟

ج: لا ليس طبيعيا وها انا ذا اقول الحقيقة ولم يأكلني احد وكلما نقوى كلما نخيفهم اكثر، هؤلاء جبناء فبقدر ما هم متسلطون ومهيمنون وآكلي جبنة بل هم جبناء لانهم يعرفون ماذا اقترفوا.

س: هل طبيعي ان يكون فقط وئام وهاب لديه جرأة بالكلام؟

ج: لا فكثيرون  لديهم الجرأة، لا استطيع ان اختصر الناس بي فهذا خطأ، يمكن الله منحني قوة معينة ويمكن لانني مؤمن بانه اذا كان الله معي فلا يمكن لاحد ان يكون ضدي.

س: مواطن من الكويت يسأل انه مغترب يدفع ضرائب ولا يأخذ في المقابل اي حقوق.

ج: معه حق، يمكن ان السفير هناك لا يسأل عنه فسفراؤنا يجلسون في بلدان معينة ويقضون اوقاتهم بالغداء والعشاء والنزهات ولا يهتمون بالجاليات.

س: مواطن من اللاذقية يسأل حول امكانية المقاومة  الانتصار على اسرائيل مجددا؟

ج: هذا الموضوع اكيد فاسرائيل كيان زائل ولا يفكرن احد خلاف ذلك.

س: الشيخ سيف الدين حسامي رئيس جبهة العمل الاسلامي يسألك تتحدث عن العمالة مع اسرائيل فماذا عن العمالة مع السوريين مع التأكيد على الفارق الكبير بينهما؟

ج: لا يوجد شيء اسمه عمالة مع السوريين، بل هناك صداقة  معهم كون سوريا بلد صديق وشقيق اما اسرائيل فهي تحتل ارضنا الا اذا الشيخ حسامي لم يعد يعني له الاقصى شيئاً، الا اذا دبر له اقصى ثاني لهذا الشيخ المحبوب اما بالنسبة لي الاقصى وكنيسة القيامة تعني لي الكثير وهي مسألة عقائدية بالنسبة لي واستعادة فلسطين والقدس.

س: هل جعجع مسؤول عن مقتل الرئيس كرامي فعلا؟

ج: هذا واضح وهناك امر قضائي ومعروف كيف نفذت العملية ومن كبس الزر وهذه مسألة ليست مخفية على احد.

س: لماذا تجلسون على طاولة الحوار مع من تعامل مع اسرائيل؟

ج: انا ضد الموضوع لكن لا استطيع فعل شيء.

المواطن انطوان رياشي:

س: عيب على السيد وهاب التحدث بهذه الطريقة وهو مشترك معهم بالجرائم؟

ج: اتمنى على المواطن رياشي ان يخبرنا ويحاكمنا اذا فعلا مشترك معهم بالجرائم.

س: ماذا يحدث اذا ما اسقطت المقاومة طائرة اسرائيلية خرقت السيادة اللبنانية؟

ج: سيسقط الكثير لكن بالوقت المناسب ولو طلع الطيران الاسرائيلي الف مرة فلن يكتشفوا ماذا عند المقاومة وهذه ستكون مفاجأة.

س: هل انت مع مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا؟

ج: سأل وهاب شو يعني القمة العربية وماذا تفعل وماذا يطلع منها وماذا فعلت كل القمم العربية كلها قمم سخيفة لم تصل الى اي مكان ولا مرة قتلوا فأراً او نفذوا امر اتفقوا عليه. وهل هذه القمة قادرة  على فك الحصار عن غزة مثلا وهل تستطيع ان تمنع ما يحصل في القدس بلا طعمة وبالتالي حضور لبنان وعدمه مثل بعض.

س: هل تعتقد ان ليبيا ستأخذ اجراء بحق اللبنانيين.

ج: لا اعتقد ان ليبيا ممكن ان تأخذ اجراء بحق اللبنانيين واعتقد ان الليبيين يحبون اللبنانيين.