المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 30/2010

إنجيل القدّيس متّى .27-17:21

يسوع يلعن شجرة التين

وبينما هو راجع إلى المدينة في الصباح، أحس بالجوع فجاء إلى شجرة تين رآها على جانب الطريق، فما وجد عليها غير الورق. فقال لها: لن تثمري إلى الأبد! فيبست التينة في الحال. ورأى التلاميذ ما جرى، فتعجبوا وقالوا: كيف يبست التينة في الحال؟ الحق أقول لكم: لو كنتم تؤمنون ولا تشكون، لفعلتم بهذه التينة مثلما فعلت، لا بل كنتم إذا قلتم لهذا الجبل: قم وانطرح في البحر، يكون لكم ذلك. فكل شيء تطلبونه وأنتم تصلون بإيمان، تنالونه.

السلطة المعطاة ليسوع

ودخل يسوع الهيكل وبينما هو يعلم، جاء إليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وقالوا له: بأية سلطة تعمل هذه الأعمال؟ ومن أعطاك هذه السلطة؟ فأجابهم يسوع: وأنا أسألكم سؤالا واحدا، إن أجبتموني عنه، قلت لكم بأية سلطة أعمل هذه الأعمال: من أين ليوحنا سلطة المعمودية؟ من السماء أم من الناس؟ فقالوا في أنفسهم: إن قلنا من الله، يجيبنا: فلماذا ما آمنتم به؟ وإن قلنا من الناس، نخاف الشعب، لأنهم كلهم يعدون يوحنا نبيا.  فأجابوا يسوع: لا نعرف. فقال لهم: وأنا لا أقول لكم بأية سلطة أعمل هذه الأعمال.

 

أتبعته واشنطن بتحذير شديد اللهجة إلى دمشق 

تدخل أميركي حال دون ضرب إسرائيل قافلة سورية تنقل أسلحة لـ "حزب الله"

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة/

قال عضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس النواب الاميركي بالكونغرس امس ان اسرائيل وسورية ولبنان كانت في النصف الاول من هذا الشهر "على بعد خطوات قليلة من الحرب لولا تدخل اميركي في اللحظات الاخيرة لدى بنيامين نتانياهو للتخلي عن اوامر كان بصدد اصدارها الى سلاحه الجوي لضرب قافلة شاحنات عسكرية سورية كانت متجهة الى الحدود اللبنانية لتفريغ شحنة ضخمة من الصواريخ والاسلحة والذخائر لحزب الله في البقاع اللبناني وقد اعقب هذا التدخل الاميركي السريع تصريح اطلقته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون دعت فيه نظام بشار الاسد الى وقف تهريب السلاح الى "حزب الله" في لبنان.

وكشف البرلماني الاميركي ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن النقاب امس عن ان الخارجية الاميركية "استدعت فورا السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى وابلغته بلهجة متشددة ان الولايات المتحدة تتوقع ان تتوقف سورية فورا عن نقل السلاح الى "حزب الله" بسبب الاحتقان الكبير في المنطقة الذي قد تشعل احدى شراراته الحرب فيها اذا استمر خرق القرار 1701 لجهة منع تهريب السلاح عبر الحدود السورية وبالمقابل خرق الاجواء اللبنانية بطائرات مراقبة اسرائيلية لعمليات التهريب هذه".

ونقل النائب الاميركي عن مسؤول في وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن قوله "ان سلاح الجو الاسرائيلي كان بصدد التحرك لضرب قافلة من شاحنات الجيش السوري يقدر عددها ب¯ 12 كانت على بعد ميلين او ثلاثة فقط من الحدود اللبنانية حين الغت قيادته فجأة اوامر تنفيذ هذا السيناريو الهجومي الذي يبدو انه كان الاشد خطورة على الاوضاع الهشة في المثلث الاسرائيلي - اللبناني - السوري القابل للاشتعال في أي لحظة".

إيران تريد سورية في الحرب

وقال: "ان ادارة اوباما على الرغم من حضها نتانياهو على وقف هذا الهجوم الجوي على الشاحنات السورية الا انها حملت حكومة بشار الاسد مسؤولية وتبعات انفجار الاوضاع هناك اذا لم تتوقف بشكل حاسم عن ارسال السلاح الى "حزب الله" في الاراضي اللبنانية خصوصا بعد وصول معلومات من هناك عن ان سورية ضاعفت تهريب الصواريخ والاسلحة الى الحزب الايراني بعد قمة دمشق بين الاسد ومحمود احمدي نجاد وحسن نصر الله حيث تم الاتفاق على التصعيد اعتقادا من هؤلاء ان الظروف الان مواتية لذلك".

ونسب البرلماني الاميركي الى مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية قولهم ان "ايران في محاولة منها لتغطية تلاعبها بالملف النووي كسبا للوقت ولتأجيل ما يمكن ان يتخذ بحقها من عقوبات يحاول باراك اوباما ان تكون الاقسى على نظام خامنئي حتى الان تحاول جر سورية الى حرب مع اسرائيل عبر فتح جبهة لبنان بواسطة صواريخ "حزب الله" اذ يبدو انها شبه مقتنعة بأن حكومة نتانياهو ستنزل بجماعات الحزب وقواعد ومخازن صواريخه وبأفراده خسائر هي الاكبر منذ غزو لبنان العام 1982 للقضاء على "منظمة التحرير" الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وبالتالي فإن حكومة نجاد تحاول بشتى الوسائل "تغطيس" الاسد في حرب اوسع تغطي غبارها ومآسيها وتداعياتها على دول المنطقة روائح برنامجها النووي الآسن".

على شفير الحرب!

وحول الاحتمالات المتزايدة خلال الاشهر الخمسة الماضية لاندلاع مواجهات مسلحة في الدول المحيطة باسرائيل ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية انه "على الرغم من ان هذا العام كان الاكثر هدوءا بالنسبة للمدنيين الاسرائيليين والاقل خسائر في صفوفهم منذ خمسة عشر عاما الا ان الاستعدادات العسكرية التي تقوم بها ايران و"حزب الله" في لبنان و"حركة حماس" في قطاع غزة وكل الوقائع على الارض تنبئ بأن الشرق الاوسط مازال يقف على شفير الحرب, وبأن اي حادث مهما صغر حجمه من شأنه تفجير البركان فيها مرة أخرى وبشكل مرعب".

وقال "رونن برغمان" في الصحيفة الاميركية امس ان اسرائيل المدركة لما يحدث حولها تستعد للأسوأ فقد نفذت في فبراير الماضي سرا سيناريو حرب اطلقت عليها اسم "فايرستون - 12" شبيهة بحرب شاملة في المنطقة تتصور ايران وقد امرت "حزب الله" بعمل عسكري ما ضد اسرائيل لتحويل انظار العالم عن تداعيات برنامجها النووي, فقام الجيش الاسرائيلي بشن حرب جوية وبرية وبحرية مفرطة التدمير ضد الحزب الايراني الذي تمكن من جر سورية و"حماس" الى المعركة".

وذكرت الصحيفة "انه كان من المفترض حسب هذا السيناريو تحريك الاف جنود الاحتياط الاسرائيليين الا ان الضغوط السياسية والعسكرية على المنطقة جعلت وزارة الدفاع الاسرائيلية تقرر عدم دعوة وحدات اضافية من الاحتياط".

واماطت "وول ستريت جورنال" اللثام عن ان حزب الله "قام بثلاث محاولات فاشلة حتى الان للثأر من اسرائيل لمقتل قائده العسكري عماد مغنية المدرج على لوائح الارهاب الاميركية حتى قبل احداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة لدوره في تفجير مقر المارينز في بيروت والسفارة الاميركية العام 1983: المحاولة الاولى كانت ضد السفارة الاسرائيلية في اذربيجان والثانية ضد سياح اسرائيليين في سيناء (شرم الشيخ) المصرية والاخيرة كانت محاولة اختطاف رجل اعمال اسرائيلي في افريقيا".

 

رسالة سورية تستبق موقف نصر الله 

تهديدات وهاب لقوات "يونيفيل" تتفاعل أوروبياً وتحرج "حزب الله"

السياسة/بيروت - خاص:تعاملت الدوائر الديبلوماسية الأوروبية في بيروت مع تهديدات الوزير السابق وئام وهاب التي أطلقها, اول من امس, ضد "اليونيفيل" بجدية واهتمام كبيرين, وأجرت اتصالات كثيفة مع "حزب الله" بواسطة السلطات اللبنانية بهدف معرفة حقيقة موقفه من هذه التهديدات.

ونقل مصدر ديبلوماسي لبناني عن زميل له في إحدى السفارات الأوروبية تخوفه من أن يكون تصريح وهاب رسالة جدية للدول الأوروبية وليس مجرد كلام عابر, مشيراً إلى أن الأخير تعمد الإدلاء بموقفه بعد لقاء مع سفير اسبانيا وهي الدولة التي خسرت ثمانية من جنودها في جنوب لبنان بتفجير إرهابي في يونيو 2007, في إشارة إلى جدية التهديد.

وقال "لم تتمكن أي سفارة أوروبية من الحصول على موقف رسمي من "حزب الله" بشأن المسألة, وتنتظر أن يتناول الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله المسألة في حديثه غداً الأربعاء, والمخصص لكلام عن المحكمة الدولية واستدعاء عناصر من حزبه للتحقيق", لافتاً إلى أن قوات "يونيفيل" في الجنوب قررت اتخاذ إجراءات احترازية تحسباً لأي تطور بانتظار جلاء الموقف. ووصف مصدر سياسي مطلع ل¯"السياسة" المسألة بالخطيرة لأن التهديد كان فاقعاً في وقاحته إلى درجة أنه لم يراع الأسلوب السوري المعتاد منذ عقود في لبنان, والقاضي بإثارة إشكال امني ما عبر أطراف مجهولة ليتدخل الجانب السوري بعرض لإخماده, مع الحفاظ على ماء الوجه في التستر على المسألة برمتها.

وقال "هذه الملاحظة ليست شكلية, فالتهديد المباشر لأوروبا, وبهذا الأسلوب, هذه المرة يحمل دلالات كثيرة", معتبراً أنه "رسالة سورية لإحراج "حزب الله" أكثر وحضه على عدم التنازل وتسهيل مهمة التحقيق الدولي مع عناصره ولو مشروطاً, في استباق لكلام نصر الله الذي ربما يتراجع شكلياً لحفظ ماء الوجه في هذه المسألة, وهو ما لا ترغب به دمشق إطلاقاً. أما إذا تعاون "حزب الله" بشكل من الأشكال مع المحكمة, فإن التهديد سيجد طريقه للتنفيذ عبر أدوات أمنية أخرى في الجنوب".

ولفت المصدر إلى أن "النظام السوري وجد في استهداف "حزب الله" من قبل المحكمة فرصة ثمينة لإعادة إمساك هذا الحزب المنقسم على نفسه بين تيارات إيرانية وسورية داخله", مشيرا إلى أن "دمشق تقدم عرضاً رابحاً على خطين مزدوجين, فعلاقاتها الجيدة مع أوروبا على عكس إيران, تخولها للعب دور المدافع عن الحزب, وعلاقتها الوطيدة مع قيادة نصر الله تخولها لطلب "حماية" اليونيفيل".

 

ضبط بحزم المؤسسات الإعلامية التابعة له ولم يمنحها أي هامش للتحرك  

الحريري يحسم الجدل داخل "المستقبل": كل استهداف لسورية يطالني شخصياً

 تسريع وتيرة الورشة التنظيمية داخل التيار وصولاً الى المؤتمر العام في 20 ابريل المقبل

تساؤلات عما إذا كانت كتلة النواب تملك هامشاً سياسياً في ظل الموقع الخاص للسنيورة

بيروت - "السياسة": أسقط رئيس الحكومة سعد الحريري كل الإشكالات العالقة التي كان يمكن أن تشكل عوائق تستبق زيارته إلى دمشق منتصف الشهر المقبل, ونجح في تطويق المحاولات الحثيثة لإحراجه عبر التفلت من خطابه السياسي الذي انتهجه منذ الانتخابات النيابية الأخيرة وكرسه في زيارة المصالحة إلى سورية في ديسمبر الماضي.

وكان الحريري حاول مراراً ضبط الخطاب السياسي لفريق عمله ولنواب وقيادات "تيار المستقبل" من دون أن ينجح في وضع حد لسيل المواقف التي كانت تتدحرج عبر وسائل الإعلام المختلفة وكذلك عبر مؤسساته الإعلامية نفسها, إلا أنه اتخذ قراره الحاسم, قبل أن يبدأ تحضير وفده الوزاري لزيارة دمشق, فجمع كل مسؤولي قطاعات الإعلام في "تيار المستقبل", إضافة إلى عدد من الصحافيين والكتاب المقربين منه, وشرح لهم الموقف السياسي بداية مع التركيز على طبيعة العلاقة مع دمشق, قائلاً "إن العلاقة مع سورية تسير بشكل ثابت نحو ترسيخ الثقة المتبادلة, وان أي استهداف لسورية يضر بالجهد الذي نبذله لبناء علاقات صحيحة وبالتالي يحمل الضرر الكبير لي شخصياً".

وطلب منهم مراعاة هذا التطور في العلاقة ووقف كل ما قد يسيء إلى هذه العلاقة في الأخبار والتحليلات والمقالات, إلا أن بعض الحاضرين حاولوا الحصول على هامش معين ولو نسبياً في مسألة تناول سورية, وطرحوا إمكانية التخفيف من الحملات وليس وقفها حتى لا يظهر أن هناك تحولاً حاداً في الرأي السياسي الذي كان سائداً في "المستقبل", لكن الحريري قطع النقاشات بحزم مؤكداً أن لا مجال لأي اجتهاد في هذا الإطار وأن على الجميع الأخذ بعين الاعتبار توجيهاته الجديدة. وعندما حاول البعض مجدداً إطالة البحث حسم الحريري النقاش بحزم وأنهاه قائلاً: "هذا قرار ومن لا يلتزم بالقرار ويشعر أنه لا يستطيع العمل بموجبه فليقدم استقالته".

والواقع أن قرار الرئيس الحريري جاء بفعل مجموعة معطيات فرضت عليه السير فيه, خصوصاً أن سورية اشتكت أكثر من مرة إليه وإلى السعودية, من عدم التزام قيادات "تيار المستقبل" وإعلامه بنتائج زيارته إلى دمشق, الأمر الذي شكل عائقاً أساسياً أمام تطور العلاقة بين الرئيس السوري بشار الأسد وبين الرئيس الحريري رغم استمرار الاتصالات المباشرة بينهما, كما ساهم ذلك في تأخير موعد الزيارة الثانية للحريري إلى دمشق على رأس وفد وزاري من نهاية شهر فبراير الماضي إلى موعدها المفترض الجديد قبل منتصف ابريل المقبل.

وفي هذا السياق أيضاً, جاء قرار تسريع وتيرة الورشة التنظيمية داخل "تيار المستقبل" باجتماعات متتالية ومكثفة لقيادات المناطق والقطاعات في التيار, وبدءاً من منطقة الشمال تحديداً, من أجل الوصول إلى المؤتمر العام الذي ينعقد بين 20 و25 ابريل, والذي سيحدد الإطار التنظيمي للتيار وكذلك سيختار قيادته الجديدة التي تستطيع مواكبة الرئيس الحريري في خياراته السياسية, رغم أن هذه القيادة ستضم في عدادها رموزاً من أبرز خصوم سورية السابقين لكي يسهل لاحقاً إقناع الشارع المؤيد ل¯"تيار المستقبل" بخيار الانفتاح على دمشق وإقامة علاقات صحيحة معها. واستبق الحريري ذلك باجتماعات مع قيادات التيار والنواب خصص لبحث هذه النقطة ووقف كل أشكال الحملات التي استمرت على سورية من قبل بعض هؤلاء.

وبحسب المعلومات, فإن تسمية المنسق العام ل¯"تيار المستقبل" في لبنان محسوم لمنسق اللجنة الخماسية التنظيمية أحمد الحريري, إضافة إلى رموز أساسيين من المرحلة السابقة ومن أبرزهم النائب السابق مصطفى علوش الذي سيكون في موقع قيادي متقدم في التنظيم الجديد للتيار.

لكن السؤال الذي يجري تداوله في أوساط داخل "تيار المستقبل" يتمحور حول الهامش الذي سيعطى لكتلة نواب "المستقبل" التي يرأسها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة, وما إذا كانت تمتلك هامشاً سياسياً معيناً بمعزل عن توجهات التيار والرئيس الحريري, خصوصاً أن للرئيس السنيورة موقعه الخاص الذي يسمح له بتمايز عن الرئيس الحريري, وما إذا كان هذا التمايز سيبقى قائماً أو أن الرئيس السنيورة سيلتزم التوجهات الجديدة?

 

عون يتلهى و"القوات" تتقدم

بيروت ¯ "السياسة": انتقد مسؤولون بارزون في "التيار الوطني الحر" دخول العماد ميشال عون في سجال مع النائب السابق فريد هيكل الخازن, بشأن قضية جبالات الاسمنت في منطقة كسروان. واعتبروا أن المسألة على أهميتها لا تستأهل أن يتدخل عون شخصياً, وكان بإمكان جماعة التيار في المنطقة أن يتناولوها في بيان أو مؤتمر صحافي.

ولفت أحد المسؤولين, وهو من المتمردين على القيادة, إلى أن حملة عون هذه دليل على إفلاس سياسي, يجعله يتلهى بقضايا مناطقية, أملاً باستدرار عطف بعض المواطنين, في وقت تنفرد "القوات اللبنانية" بالتصدي للقضايا السياسية الستراتيجة التي تمس وجود المسيحيين في لبنان, ودورهم ومشاركتهم في الحياة الوطنية, بعد أن جعلهم التحالف العوني مع "حزب الله" مجرد ورقة في مهب اللعبة الإقليمية والدولية. وأضاف أنه "في الوقت الذي تتقدم "القوات" تنظيماً وجماهيرياً, ينحسر اهتمام عون إلى حدوده الدنيا بالسجال مع نائب سابق, وكأنه يبرر عجزه عن مواجهة الكبار بمنازلة مع الضعفاء". وختم المسؤول قائلاً "يكفي أن ينظر عون إلى المهرجان الأخير ل¯"القوات" وإلى مستوى التمثيل السياسي فيه, رغم بعض ملابسات التمثيل الرسمي, ليعرف من هو منافسه الحقيقي, الذي يهدد وجوده".

 

العرب من مآسي "الوحدة" إلى آمال "الاتحاد"

محمد سلام، الاثنين 29 آذار 2010

بعد قرن من مآسي "الوحدة العربية" ومهازلها، وضعت قمة "سرت" حجر الأساس للانتقال إلى آمال "الاتحاد" في محاولة جلية لإقامة شبكة مصالح عربية تكاملية تحمي "السيادات الوطنية" للدول الأعضاء من الاعتداءات، أكانت إسرائيلية أم غير إسرائيلية، أو حتى عربية.

هذا جوهر الإنجاز الحقيقي الذي سجلته قمة سرت العربية العادية في 28 آذار العام 2010 معلنة الانتقال من حقبة الوحدات التي انطلقت مطلع القرن الماضي، وسقطت في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين.

واللافت في الموضوع أن مقاربة "الاتحاد" بديلا من "الوحدة" طرحت من منظورين: منظور االرئيس اليمني علي عبد الله صالح بشأن إقامة "اتحاد الدول العربية".

 ومنظور الرئيس الليبي معمر القذافي الذي تحدث عن "الاتحاد العربي".

أعلنت القمة في هذا الصدد تأليف لجنة خماسية من صالح والقذافي والرئيس المصري محمد حسني مبارك وأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني والرئيس العراقي جلال طالباني، بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لمناقشة المقاربتين بهدف الإشراف على تطوير منظومة العمل العربي المشترك على أن تعرض المقاربة التي يتم التوافق عليها على الدول الأعضاء تمهيدا لمناقشتها من قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في أيلول المقبل قبل عرضها على القمة الاستثنائية المقررة في تشرين الأول المقبل.

ذلك يعني أن القادة العرب أعطوا أنفسهم مهلة ستة أشهر للانتقال النهائي إلى حالة "الاتحاد" مودعين أحزان حقبة وحدات الصهر والقهر والاستلحاق التي طبعت مغامرات القرن الماضي ولم تجلب للشعوب العربية سوى النكسات، والهزائم، والفرقة على درب آلام باعد ما بين شعوب العرب بدلا من أن يقرب بينها.

اتخذ العرب القرار بعد تهاوي المد الوحدوي على وقع التجربة:

الشعب السوري رفض تجربة "الجمهورية العربية المتحدة" لأنه اعتبرها استلحاقا له من القيادة المصرية. وبقية الشعوب العربية رفضت مراهقات القذافي الوحدوية بعد اقتناعها بعدم جدواها التي اختزلت بمحاولة "الجماهيرية" السيطرة على قرارات تلك الدول.

تجربة "برلمان وادي النيل" بين مصر والسودان أيضا لم تبصر النور" كما بقي "الاتحاد المغاربي" حبرا على رمال الصحراء الغربية.

الشعب الكويتي رفض وحدة بعث صدام "الابتلاعية"، ولم تستطع إدارة البعث السوري للبنان تجاوز سقف "الشرعي والمؤقت" إلى أن انتهت في نيسان العام 2005 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1559، مخلفة أحقادا تجهد الأدمغة لإزالتها من النفوس، فاتحة المجال لعلاقات طبيعية بين الدولتين عبر جسر بناء الثقة.

ويبدو أن الاتجاه العام لدى القادة العرب يصب في اتجاه تبني صيغة "اتحاد الدول العربية" التي طرحها الرئيس اليمني، كونها تسجل اعترافا نهائيا بسيادات الدول العربية على أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا، وتزيل كوابيس الماضي التي تتضمن "اعتداءات عربية" على دول عربية واعتداءات "فارسية بدعم أو بتواطؤ عربي" على دول عربية.

العرب مجمعون على أن إسرائيل هي عدو، لكنهم يتجهون إلى الإجماع أيضا على أن الدولة اليهودية ليست المصدر الوحيد للخطر على أمنهم ودولهم وسياداتهم  ومجتمعاتهم وثقافاتهم.

وكانت لافتة العبارة الافتتاحية التي وردت في "إعلان سرت" عن التمسك "بالهوية العربية وأسسها الثقافية والتاريخية في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة وتهدد بزعزعة أمنها وتقويض استقرارها".

إسرائيل، العدوة، لا تحيط بالمنطقة، بل المنطقة العربية هي التي تحيط بها. هذا ما تؤكده الجغرافيا.

 لذلك فإن الحديث عن التهديدات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة يتجاوز حصرية إسرائيل ليشير بوضوح إلى الإمبراطورية الفارسية الجديدة وفيالقها "الثورية" المنتشرة في غير دولة عربية. حالة العداء مع إسرائيل تحكمها مبادرة السلام العربية والمعالجة العربية الجماعية لمبدأ التسوية. فإذا رفضتها إسرائيل نهائيا عبر الاستمرار في سياساتها العدائية للشعب الفلسطيني وحقوقه، تكون الدولة اليهودية قد رفضت مبدأ التسوية السلمية التي يؤيدها المجتمع الدولي، وبالتالي فإنها ستجد نفسها هذه المرة في مواجهة الأمم المتحدة التي قد يضع العرب مبادرتهم السلمية تحت إشرافها.

في هذا الصدد تبنت القمة العربية "خطة عمل تتضمن إجراءات سياسية وقانونية" للتصدي لمحاولات تهويد القدس، وتمسكت بـ"القدس الشرقية جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967" وأعربت عن تأييد نضال الشعب الفلسطيني "حتى تتحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية".

بهذا الموقف أعلنت القمة تمسكها بأولوية بقاء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية التي يتواجد عليها وعدم إنجراره إلى مسرحية انتفاضة ثالثة قد ينتج عنها شتات ثالث بعد شتاتَيْ 1948 و 1967. التوجه الذي اعتمدته قمة سرت يتناقض كليا مع رافضي مبدأ التسوية السلمية ومعتنقي مذهب الحرب المستمرة بقيادة إيران.

الهاجس الأساسي لدى الدول العربية، المستتر كما المعلن، هو الحفاظ على الشعب الفلسطيني وإبعاد شبح الشتات الثالث عنه.

واللافت أيضا في "إعلان سرت" أنه، وعلى نقيض تبنيه مبدأ "الاتحاد" في ما يتعلق بالشأن العربي، رد على اقتراح موسى تبني "سياسة للجوار العربي" بأن أعاد تكليفه إعداد "ورقة عمل حول المبادئ المقترحة لسياسة جوار عربية ... على أن يتم عرضها على الدورة العادية المقبلة لمجلس الجامعة تمهيدا لعرضها على القمة الاستثنائية".

صيغة إعادة كرة سياسة الجوار العربي لموسى تعكس عدم استحسان القادة العرب للفكرة التي كان قد تقدم بها في محاولة من الأمين العام لابتداع دور لإيران في المعادلة العربية الجماعية.

وليس سرا أن غالبية القادة العرب رفضوا فكرة البحث في علاقة عربية موحدة مع إيران أثناء قمة سرت، معتبرين أن ذلك هو بمثابة فخ سياسي من شأنه أن يرقى إلى مستوى الاعتراف العربي بدور لإيران في الشأن العربي بدءا من الخليج العربي وصولا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

قمة سرت وضعت حجر الأساس للانتقال من قرن الكوابيس العربية إلى آمال الحداثة والشراكة على قاعدة الاتحاد بديلا من هيمنات العقائد الوحدوية.

هل ستتمكن الأنظمة القومية، أو ما تبقى منها، من مواكبة الحقبة الجدية؟

 

ما هي السيناريوهات المحتملة لتأجيل الانتخابات بين 6 اشهر وسنة؟ مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على عتبة الصدور في الجريدة الرسمية والحريري يؤكد التصدي لمحاولات اجهاض المحكمة وضرب من يمس بالامن

المركزية- يحفل جدول الاعمال السياسي لهذا الاسبوع بالعناوين الساخنة في ضوء جملة استحقاقات مرتقبة في مقدمها ملف الانتخابات البلدية الذي دخل مرحلة الحسم بفعل عنصر المهل الضاغطة ذلك ان وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ملزم قانونيا توجيه الدعوة الى الهيئات الناخبة قبل الاحد المقبل فيما تقدم ملف المحكمة الدولية اشواطا الى الامام مع دخول معطيات جديدة عليه على المستوى الداخلي يتوقع ان تتبلور صورتها في الايام القليلة المقبلة .

اما على المستوى العربي وبعد ما انتهت اليه القمة العربية في سرت من قرارات فطفى الى سطح المواقف كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن امكان عقد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك وتشديده على أنّ "المشكلة مع مصر يجب أن تُحل"، وإستعداده لزيارة القاهرة للقاء مبارك "إذا أرادوا ذلك".

وفي هذا السياق لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى بوادر المناخات الايجابية التصالحية خصوصاً بين مصر وسوريا والتي تشكل استكمالاً لمصالحات سابقة تصبّ كلها في خانة تعزيز علاقات الدول العربية وشعوبها.

الحريري والمحكمة: في هذا الوقت، واصل رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الى بلغاريا حيث اجرى اليوم جولة محادثات مع رئيس الجمهورية جورجي بارفانوف ورئيسة الجمعية الوطنية تسيتسكا تساشيفا ورئيس الحكومة بويكو بوريسوف تناولت الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والتعثر في عملية السلام وسبل تقوية وتنشيط العلاقات الثنائية.

ومن بلغاريا اعلن الحريري أن "المحكمة الدولية ذات مصداقية بالنسبة للبنان، ونريد أن نعرف حقيقة من اغتال الشهداء في لبنان خلال ثورة الارز وهي تعمل جدياً في الاثباتات والحقائق". وأشار الى أن "الحقيقة هي جزء كبير من الاستقرار لكي تستقرّ نفوس الناس ولكي تقاضي المحكمة من اغتال الشهداء ، وبالتالي أي قرار ستأخذه المحكمة سنقبل به .وعمّا إذا كان يتخوف من أي ضربات أمنية في لبنان على خلفية عمل المحكمة، قال الحريري: "القوى الأمنية والجيش جديرة بأن تحمي اللبنانيين وأي مسّ بالأمن سيواجه بالضرب بيد من حديد فلا مجال للعب في أمن لبنان وسنقف في وجه أي محاولات لإجهاض المحكمة الدولية وأي لعب بأمن لبنان".

نصرالله : في المقابل، من المتوقع ان يحسم الأمين العامّ لحزب اللّه السيّد حسن نصراللّه موضوع التسريبات التي تناولت استدعاء عناصر من الحزب من قبل لجنة التحقيق الدولية وكل ما يتصل بالشق المتعلق بالمحكمة الدوليّة مساء بعد غد عبر شاشة "المنار". كما يتطرق الى الموقف من الاتفاقيّة الأمنيّة مع الولايات المتحدة والتهديدات الاسرائيليّة. اضافة الى العمل الحكومي والانتخابات البلديّة وتطوّر العلاقات اللّبنانيّة -السوريّة .

الانتخابات واللجان: وسط هذه الاجواء، تابعت لجنتا الادارة والعدل والدفاع والداخلية مناقشة مشروع قانون الانتخابات البلدية بتعديلاته الجديدة وقد شارك اليوم وزير الداخلية والبلديات زياد بارود في جلسة لجنة الدفاع فيما لوحظ ارتفاع منسوب الحديث عن تأجيل موعد الاستحقاق لاشهر او لسنة وخصوصا في صفوف اطراف في الاقلية في مقابل تمسك الغالبية بهذا الموعد.الا ان مسار مشروع القانون يبقى رهنً بما ستقرره هيئة مكتب المجلس النيابي ورؤساء ومقرري اللجان في اجتماعها برئاسة رئيس المجلس نبيه بري.

غير ان رغبة التأجيل لا يمكن ان تتحول الى واقع في ضوء عدم تجرؤ اي طرف، اقله حتى الساعة ،على تقديم اقتراح قانون لإرجاء الانتخابات، نظرا لحجم المسؤولية التي ستترتب عليه جراء تظهير هذه الرغبة الى العلن.وامام هذا الواقع اكدت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان الدعوة الى الانتخابات باتت في حكم المؤكد ،مشيرة الى ان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ارسل الى الطباعة تمهيدا لنشره في الجريدة الرسمية ومتوقعة ان يصدر هذا الاسبوع.

سيناريوهات التأجيل: واضافت: ثمة امر واقع لا يمكن لاي طرف تجاوزه فوزير الداخلية ملزم بتوجيه الدعوة ومن دون القانون الجديد لا مبرر للتأجيل وهنا ثمة سيناريوهات عدة قد يصار الى اعتمادها فاما "التآمر" بحجة انجاز الاصلاحات وتقديم طعن فيتأخر انذاك صدور القرار بقبول الطعن او رفضه فيتأمن بذلك التأجيل "مراوغة وبالحيلة" واما تقديم عريضة موقعة من عدد من النواب من مختلف الكتل النيابية تدعو الى التأجيل بين 4 و6 أشهر لأسباب تقنية اما السيناريو الثالث فيقضي بإعادة مشروع القانون الى اللجان المختصة لاستكمال بحثه، واكدت انه خارج اطار هذه السيناريوهات فالانتخابات ستجري في موعدها.

6 اشهر او سنة: الى ذلك رجح مصدر نيابي في الغالبية لـ"المركزية" التأجيل على الاجراء "نظرا للضرر الجسيم الذي قد يلحق بالاطراف التي تسعى الى هذا التأجيل اذا ما جرت الانتخابات في موعدها مشيرا الى ان التأجيل قد يكون لستة اشهر او لسنة، من دون ان تسقط من الحسبان حظوظ اجرائها في 2 حزيران المقبل . ولفت الى تحد وتسجيل مواقف بين تكتل التغيير والاصلاح وكتلة التنمية والتحرير .

وفي هذا المجال، أكد رئيس لجنة الادارة النائب روبير غانم أن تأجيل الانتخابات يعود للكتل الكبيرة "وإذا كان من تأجيل تقني فذلك لإدخال تعديلات على قانون البلديات وليس فقط على قاتون الانتخابات".

واكد ان موضوع النسبية وضع جانبا لانه من الصعب تطبيقها في هذه الانتخابات كما انه لم يتبين مدى أهمية خفض ولاية المجلس البلدي على الانتاج البلدي معتبرا إن ولاية الست سنوات تعطي استقرارا أكثر". وتحدث عن إشكاليات في موضوع الكوتا النسائية لعدم ملاءمتها مع الدستور إضافة الى أن لبنان ليس لديه تمييز ضد المرأة.

في المقابل، اعلن رئيس لجنة الدفاع والداخلية سمير الجسر تعليق البحث في مواد المشروع في ضوء دعوة بري رؤساء ومقرري اللجان الى جلسة مخصصة لهذا الامر.

 

تشرين" السورية: المقاومة ذراع الأمة

المركزية_ توقفت صحيفة "تشرين" السورية عند كلام الرئيس بشار الاسد إن الذراع الآخر لتحرير الأرض هو المقاومة. وقالت: يغدو مفهوماً وجلياً أن يقول إن المقاومة هي ذراع الأمة فهذا ليس مفهوماً تقنياً مجرداً أو تكتيكياً أو سياسياً بل هو مفهوم كلي يعكس جوهر السياسة السورية التي تعتقد أن السلام لا ينجزه الضعفاء وإلا فإننا نكون في مواجهة أي شيء غير السلام، شيء لا يشبه السلام، ولا يحقق مضامينه ولا يمكن تصور ديمومته، ولا يمكن تخيل آثاره. اضافت "تشرين": إن اعتبار المقاومة خياراً أساسياً، يأتي من خلال تلك الرؤية العميقة التي تعتقد وتتصور أن السلام هو ملك فقط لتلك الأمم التي تحسن قراءة تاريخها كمعطيات حاضرها وتحديد أهداف مستقبلها، وصناعة ذلك المستقبل بيدها ورغبتها وقدراتها، لقد عبّرت سورية في القمة العربية سواء في ورقة العمل أو في لقاءات الرئيس الأسد مع الأشقاء وضيوف المؤتمر أو من خلال مداخلاته في جلسات المؤتمر أو تصريحاته للصحفيين، عن تلك النظرة التي فيها ذاك المزيج المتجانس بين استخدام العقل السياسي الرشيد والتمسك بالحق العنيد والمثابرة على الحراك الهادئ والراسخ والجدي لتحقيق تضامن عربي يمكن إدراكه عبر النقاش والحوار وإدارة الاختلاف وبناء المؤسسات القومية الكفيلة بجعل العرب أمة تستطيع تحقيق السلام لأنها أمة قوية، فالسلام كما قلنا آنفاً لا يصنعه إلا الأقوياء ولا يصونه ويحميه إلا الأقوياء وهذا هو هدف سورية وخيارها الذي من أجله اعتنقت فكر المقاومة وثقافتها وتوجهاتها ومعانيها ومضامينها، ورفضت كل دخول في مفاوضات مع العدو حين يفرض شروطه دون أن يعي أن للسلام حقوقاً يجب تحقيقها. ‏ وختمت: السلام إرادة سوريا كما هو إرادة عربية وتحقيقه يبدأ من الاشتغال على بناء القوة التي تستوجب تحقيق التضامن العربي أولاً وأخيراً وهذا ما أكدته القمة التي اختتمت أعمالها في سرت أمس.‏

 

"المدينة" السعودية: الاتحاد العربي حلم جميل طال انتظارنا له

المركزية_ "اعتبرت صحيفة المدينة" السعودية ان القمة العربية في سرت لامست آمال وآلام وطموحات العرب من المحيط إلى الخليج بحديثها عن بحث إعادة هيكلة النظام الإقليمي العربي المعروف منذ خمسة وستين عامًا باسم جامعة الدول العربية، ليصبح فيما لو نجحت عملية إعادة الهيكلة “الاتحاد العربي” أي أن ثمة رؤية عربية تتصوّر إمكان الانتقال من حالتنا الراهنة إلى حال الاتحاد الكونفيدرالي العربي، على نسق الاتحاد الأوروبي الحالي، وهي رؤية تستحق أن ننحاز لها، وأن نعمل من أجل إنجازها، لأنها ببساطة تجسّد حلمًا عربيًّا واحدًا، لشعبٍ عربيٍّ واحدٍ، ولكن.. هل هذا الحلم ممكن؟! هل ثمة فرصة حقيقية لإنجازه في المستقبل المنظور. وقالت الصحيفة: جميل أن نحلم.. خطير أن نتوهم.. وقد أضاع العرب عقودًا طويلة في ملاحقة ما تبيّن أنه أوهام، لا يبددها سوى المزيد من الشفافية، والمزيد من الإصلاح، والمزيد من المشاركة، والمزيد من الوعي.. نريد أن نتّحد ونحن مفتوحو الأعين، متفقون على الأهداف، وعلى الوسائل، وعلى الأدوات أيضًا.. الاتحاد العربي حلم جميل طال انتظارنا له في مقاعد الصبر والتأمل، ونأمل أن يتحقق بشروطه ومقدماته المنطقية، والعملية، والسياسية، ليصبح واقعًا قابلاً للاستمرار.

 

وزير الخارجية ابلغ الى سفير التشيك استياءه من تحذير بلاده لمواطنيها من زيارة لبنان 

حوري: سنطعن في تأجيل الإنتخابات إذا حصل والموقف الرسمي لجعجع لا يتناقض مع طرحنا

المركزية - شدد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار حوري على أن إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها هو استحقاق قانوني، وأن محاولة تأجيلها ضرب لمبدأ دستوري أساسي، وقال: "من يرغب بتأجيل الإنتخابات عليه أن يقترح ذلك على مجلس النواب، ونحن ككتلة "المستقبل" لن نصوت على التأجيل، لا بل هناك توجه لدى عدد كبير من النواب إلى الطعن في التأجيل إذا ما حصل". ورأى في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية لللارسال أنه من الصعوبة بمكان أن يمر التأجيل في المجلس النيابي أو في المجلس الدستوري لاحقاً، في حال طعن به، مشيرا الى أن الإنتخابات ستجرى وفق القانون القائم، وفي مواعيدها وفي حال تمّ اقرار بعض التعديلات الممكنة لا مشكلة في ذلك.

وإذ أكد أنه من واجب المجلس النيابي إقرار التعديلات التي تؤمن مصلحة البلد والمواطنين، رأى أن النسبية لم تنضج بعد وهي موضوع ضخم ويحتاج إلى مناقشة ولا يمكن إقراره في هذه العجالة، وطالب بتطبيق "النسبية في كل لبنان أو لا تطبق". وعن مطالبة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بتقسيم العاصمة انتخابياً قال: "السما في مكانها والأرض في مكانها، وبيروت الموحدة في مكانها، وموضوع تقسيم بيروت يجب عرضه على المجلس النيابي، ليس مقبولا أن نهز العيش المشترك في بيروت، ولا المناصفة، وتقسيم بيروت سيؤدي إلى خلل في المناصفة". وعن العلاقة مع "القوات اللبنانية"، أكد حوري "ما قاله الرئيس سعد الحريري أن تحالفنا مع قوى "14 آذار" لا يفكه ولا ينهيه إلا الموت وهذا تحالف استراتيجي ولا يتعارض مع فتح صفحة جديدة مع سوريا". وأشار الى أن "الحضور في مهرجان "البيال" هو من ضمن التحالف مع "القوات اللبنانية" المكوّن الأساس من مكونات "14 آذار" والحليف، وهذا منطق الأمور وهو أمر طبيعي، مشددًا على أن "الموقف الرسمي لجعجع لا يتناقض مع طرحنا". وإذ لفت الى أن "الرئيس الحريري سيوقع في زيارته الثانية لسوريا اتفاقيات جديدة"، شدد على أنه "على تواصل دائم مع كل مكوّنات تيار "المستقبل" ومكوّنات "14 آذار" والنقاش واسع والمساحة كبيرة ولكن عندما يأخذ أي قرار أو توجه معين نلتزم به"، موضحًا أن "ما قام ويقوم به الرئيس الحريري يحظى بنسبة تأييد 100 في المئة من كتلة نواب "المستقبل" ومن كل مكونات تيار المستقبل".

 

رئيس أول كتلة نيابية مسيحية في العراق زار عون وافرام: لتثبيت المسيحيين في أرضهم وتتحمل الدولة مسؤولياتهـا

المركزية - زار النائب العراقي يونادم كنّا أمين عام الحركة الديموقراطية الآشورية "زوعا" مقر الرابطة السريانية والتقى رئيسها حبيب افرام وعرض معه نتائج الانتخابات النيابية العراقية حيث حصلت الحركة على 3 نواب من أصل 5 هم الكوتا المسيحية. وهنأ افرام كنا على ترؤسه أول كتلة نيابية مسيحية في العراق رغم الاجحاف الذي حصل في عدد الكوتا المسيحية واعتبر ان العراق أمام مفترق قد يبشر بالخير بالنسبة الى تعاطي الحكومة مع قضية تهجير واقتلاع واستهداف المسيحيين. وزار كنّا وافرام رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية وتناول البحث احوال المسيحيين في الشرق ودورهم وسبل التنسيق والتضامن بينهم. واكد كنّا ان الأولوية الآن لانتظام المؤسسات العراقية من رئاسة الجمهورية الى حكومة تأليف، وان أهم ما يعمل عليه هو تثبيت المسيحيين بكافة مذاهبهم في أرضهم وقراهم والسعي لتتحمل الدولة مسؤولياتها كاملة في الأمن والحرية والمساواة. وشدد على انه "كما كل مسيحي عراقي يشعر ان لبنان وطنه الثاني وانه يبقى عصب المسيحيين في الشرق".

وكان كناّ وافرام شاركا في مؤتمر التسامح الديني في العراق الذي دعا اليه مركز الدراسات العراقية بالتعاون مع مؤسسة هنريش بول مع نخب دينية وفكرية وأكاديمية في أوتيل روتانا – بيروت منها رئيس أساقفة كركوك للكلدان لويس ساكو والوزير السابق للمجتمع المدني في كردستان جورج منصور ومفتي الديار العراقية رافع الرفاعي وأمين عام المزارات الشيعية نائل الموسوي وأعضاء مجلس النواب العراقي ميسون الدملوجي ووثاب شاكر وحنين قدو ورئيس طائفة الصابئة ستار جبار الحلو ومدير عام الاوقاف الايزيدية خيري بوزاني.

 

ابو جمرة قدم اقتراحا وسطيا لقانون الانتخابات في بيروت: رئيس لبلدية واحدة ونائب لــه فــي كــل دائـــرة

المركزية - قدم نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرة اقتراحا وسطيا لقانون الانتخابات البلدية في العاصمة بيروت" وفيه: يدور جداول حول القانون الممكن اعتماده لبلدية بيروت، وحتى "تبقى السما زرقا" و "ما تنزل على الارض"، وحتى تبقى بلدية العاصمة بيروت واحدة موحدة، وكي تصبح إدارتها فاعلة أكثر في احيائها ومرتبطة أكثر بشعبها، اقترح المشروع التالي:

1- للعاصمة بيروت بلدية واحدة ورئيس بلدية واحد ينتخب مباشرة على صعيد كل بيروت.

2- تتألف بلدية بيروت من رئاسة البلدية وثلاث دوائر انتخابية وفقا لاتفاق الدوحة يكون لكل دائرة من الدوائر الثلاث نائب للرئيس وعدد من أعضاء البلدية يتناسب مع عدد سكانها، ينتخبون مباشرة على صعيد الدائرة.

3- تكون صلاحيات رئيس البلدية شاملة على كل بيروت يعاونه نائب رئيس كل دائرة في دائرته.

* تحضر في اجتماعات خاصة في الدائرة برئاسة نائب رئيسها وحضور أعضاء الدائرة المواضيع والمشاريع المتعلقة بالدائرة يرفعها نائب الرئيس لرئاسة البلدية لاقرارها ويكون نائب الرئيس مسؤولا عن ملاحقة اقرارها وتنفيذها.

* تتخذ في اجتماعات عامة لبلدية بيروت برئاسة رئيس البلدية وحضور جميع الاعضاء قرارات بالمواضيع العامة والمشاريع المشتركة المطروحة من رئاسة البلدية ومن الدوائر الثلاث ويكون رئيس البلدية مسؤولا عن تنفيذ المقرر منها.

* تحدد تفاصيل الصلاحيات والمسؤوليات والحقوق والواجبات وكيفية التعامل والارتباط بين الرئيس ونوابه والدوائر بموجب نظام داخلي يصدر لهذه الغاية.

4- يمكن تطبيق هذا المبدأ على مراكز المحافظات واحيائها وغيرها من المدن الكبرى.

 

"الوطن" السعودية: الحريري غير معني بتسريبات المحكمة الدولية

المركزية_ نقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة سعد الحريري قوله إنه غير معني بالتسريبات التي أطلقت حول تحقيقات المحكمة الدولية. وأضافت المصادر أن الرئيس الحريري متفاهم في هذا الموضوع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري "في إطار الالتزام بكل ما يضمن الاستقرار والأمن الوطنيين من دون التأثر بما يصدر من هنا وهناك، وأن الاتفاق منجز حول الالتزام بكل ما يصدر من نتائج عن المحكمة الدولية المخولة بإعطاء المعلومات الحقيقية وهذا ما عبر عنه رئيسها رسميا في بيان مؤخرا".

البطريرك صفير التقى المطران مطر روجيه إده ووفودا

النائب ماروني: سنلجأ الى القانون لمنع تأجيل الانتخابات البلدية

وطنية- 29/3/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير النائب ايلي ماروني على رأس وفد من فاعليات زحلة، وعرض معه أمورا انمائية ومناطقية.

بعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة قال النائب ماروني: " تمنينا لغبطته الصحة، وعايدناه سلفا بعيد الفصح المجيد، وان تكون قيامة السيد المسيح لولادة ضمائر لبنانية برؤوس بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يأخذون لبنان الى محاور اقليمية عديدة، فكفى على الشعب المعاناة نتيجة إدخاله في مسالك إقليمية ومحاور محلية ضيقة، بعيدا عن أي قرار ببناء دولة، وآن الأوان ان يكون لدينا وطن فيه مواطن يتمتع بحقوقه وواجباته". أضاف: "يبقى البطريرك صرخة الضمير، ويعبر عن مخاوفنا وهواجسنا من كل الذي يجري في لبنان".

وأشار الى انه تطرق مع البطريرك الى موضوع الإنتخابات البلدية التي "نريدها نزيهة، حرة، وأن نعرف ما إذا كان هناك انتخابات أم لا، إذ يكفي ترك اللبناني في حالة من التأويل والتفسير والحيرة، ولم يعد أمامهم إلا اللجوء الى "البصارين" لمعرفة ما إذا كانت هناك انتخابات بلدية، وهل يمر الإصلاح القانوني في مجلس النواب؟ وهل ستخاض الإنتخابات على القانون القديم أم نبقى حائرين؟ ومن اجل ذلك تمنينا على البطريرك رفع الصوت". ولفت الى ان الحديث تطرق الى "الإهمال الإنمائي الذي تعاني منه زحلة وكل قرى القضاء"، وكشف عن بشرى للزحليين، وهي "موافقة البطريرك على القيام بزيارة رعوية لزحلة والمنطقة في وقت لاحق. وفي مناسبة كنسية زحلية قريبة، سيكون فيها البطريرك سيد المدينة وضيف شرف المدينة، وكلنا سنكون في انتظاره". وعن موعد الزيارة قال: "تعلن عنها دوائر الصرح، ولكن في المبدأ في شهر حزيران".

وردا على سؤال في حال تم تأجيل الإنتخابات البلدية، فما هو موقف الأكثرية النيابية من ذلك قال: "نحن قلنا مرارا وتكرارا، مع إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري والقانوني، لأن هناك رسالة اقليمية ودولية بأن لبنان قادر على احترام استحقاقاته، وبالتالي خضنا انتخابات في 98 و2004 وفي ظل الإحتلال السوري، فالأولى ان نخوضها اليوم وقد أصبحنا اليوم دولة مستقلة - كما يقال- وبالتالي إذا كان التأخير تقنيا لأشهر قليلة من اجل تمرير الإصلاحات في قانون الإنتخابات البلدية، فلا بأس لأن التأخير التقني ليس تأجيلا، أما إذا كان التأجيل للتأجيل ولمنع إجراء هذا الإستحقاق فنحن سنلجأ الى كل الوسائل القانونية والسياسية لمنع التأجيل لأنه من الضروري أن تطعم الإدارة اللبنانية والبلدية بكفاءات قادرة على إنماء المناطق".

سئل: العماد عون قال إن لم تمر النسبية لن تكون هناك انتخابات؟

أجاب: "لقد سبق للعماد عون ان قال مرات عديدة إذا لم يكن هناك قانون انتخابات نيابية حديثة لن نخوض الإنتخابات وخاضها، وبالتالي نحن مع الإصلاحات لكننا لسنا مع الشروط، فكفى العماد عون التشرط والشروط في هذا البلد، فالعماد عون ليس الوحيد في لبنان، نحن إصلاحيون أكثر منه، ونمارس الإصلاح، وهذا لا يعني اذا وجد خلل قانوني أو تقني او تأخير تقني ان نعطل الانتخابات البلدية، وإذا كان لدى العماد عون رغبة في أمر ما ولم تتحقق أن يعطل الإستحقاقات. لقد آن الأوان للعماد عون أن يعي انه جزء من التركيبة اللبنانية وليس كل التركيبة ليبقى في دائرة الشروط".

وعن تقسيم بيروت قال : "عندما تطرح النسبية كحل لإصلاح انتخابي على مستوى لبنان بكامله، ولا أعتقد من ضرورة بعد ذلك لطرح مواضيع أخرى، وهذا الموضوع لم يسقط حتى اليوم، فهو لا يزال في اللجان وسيتحول الى مجلس النواب. أما إذا سقطت النسبية في مجلس النواب سيصار عندها الى بحث هذا الموضوع مع نواب بيروت بالدرجة الأولى وكل الفعاليات المهتمة في شأن بيروت، ولكن نحن كحزب كتائب تقدمنا عبر النائب سامي الجميل بمشروع إصلاحي وتناولنا موضوع النسبية كحل لكل هذه الإشكالات".

الاب ايليا ويوسف بوخليل

ثم التقى البطريرك صفير الاب بشارة ايليا الأنطوني والاستاذ يوسف بوخليل اللذين قدما للبطريك صفير نسخة من "سي.دي" ترانيم عن البطريرك العلامة يوسف الدويهي، حمل عنوان "بطريرك القديسين"، من كلمات الاب ايليا ومن الحان وتوزيع يوسف بوخليل ومن انشاد الفنان نقولا الأسطا والسيدة نسرين وهبه.

وقد أثنى البطريرك على هذا العمل المميز، طالبا من الله أن يعلن قداسة البطريرك الدويهي قريبا على مذابح الكنيسة جمعاء.

المحامي اده

بعدها التقى رئيس حزب "السلام اللبناني" المحامي روجيه إده وعرض معه المستجدات على الساحة الداخلية.

وبعد اللقاء قال اده: "ان التوافق بين السعودية وسوريا أمن هدنة قد تدوم لغاية الخريف موعد إنفجار الازمة الكبرى مع إيران على الساحة اللبنانية"، متمنيا "ألا يستأنف المشروع الإنقلابي الذي كانت بوادره في 7 أيار في الخريف قبل الأزمة الكبرى مع إسرائيل وإيران على الساحة اللبنانية، وهذا الخوف هو جدي وبكل أسف لم يعد لبنان في الاولويات الدولية لأن الأولويات الدولية تهمل اليوم لبنان لصالح أمن الخليج واستقراره، فإذا الشعب اللبناني لم يع لهذه المخاطر ووحد صفوفه يصبح منطق المقاومة في بيئتها أقوى من الدولة، وسينتشر الى كل لبنان، فعندها تفكر وتتساءل كل بيئة ما إذا كانت المقاومة أهم من الدولة والجيش والأمن الداخلي والأمن القومي؟، إذا فليكن لكل بيئة مقاومتها وأمنها الذاتي ويتجه لبنان بشكل طبيعي بحرب أو من دون حرب نحو قيام الأقاليم اللبنانية بأمنها الذاتي، فهذاالمنطق اصبح موجودا لدى الرأي العام اللبناني رغم ان الزعامات تقول الكلام المقبول الذي يوصلها الى رئاسة الوزارة ورئاسة الجمهورية، التوافقية فكرة جيدة جدا إنما يجب أن تنتشر بين الناس الذين هم قلقون على مصيرهم، والتوافق يعود بلا معنى عندما يكون الواقع على الأرض مختلف عن الخطاب السياسي في العلن".

"منتدى جبيل"

وكان البطريرك صفير استقبل وفدا من "منتدى جبيل للحوار" برئاسة العميد المتقاعد علي ابي ناصيف الذي ألقى كلمة أمام غبطته قال فيها: "جئنا الى هذا الصرح الوطني الكبير لنؤكد لغبطتكم ان "جبيل التي عرفتك مطرانا على أبرشيتها في الستينات وحاضنا اليوم لعائلاتها الروحية كافة، والتي احتضنت في كنائسها وأديارها ومساجدها السيد موسى الصدر محاضرا في العيش المشترك ونهائية الوطن اللبناني، ستبقى وفية لهذا التراث الروحي والوطني العريق، وستبقى هي جبيل العيش الواحد مرددة مع ابنها فخامة الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان "بأن الإعتدال شكل من أشكال البطولة في لبنان، ومع غبطة البطريرك صفير بأن الحوار خير من عدمه، فالمهمة الأساس لنا جميعا هي كيف نخلق مجتمعا حواريا لبنانيا؟".

رابطة "خريجي هارفرد"

واستقبل البطريرك صفير الهيئة الإدارية الجديدة لرابطة خريجي جامعة هارفرد في لبنان، برئاسة رئيس الرابطة الدكتور حبيب الزغبي الذي أشار بعد اللقاء الى ان الزيارة "لأخذ البركة وكانت مناسبة لعرض المستجدات والتطورات على الساحة المحلية، لا سيما الإجتماعية والإقتصادية منها، حيث يعتبر البطريرك ان الشباب اللبناني يهاجر طلبا للقمة العيش، وشدد البطريرك على ضرورة تشجيعهم للعودة الى لبنان لأنهم هم كنزه ومستقبله".

ودعا الزغبي "الأدمغة اللبنانية وذوي الكفاءات العلمية العودة الى وطنهم الأم وتسهيل انخراطهم في الحياة العامة، لأن لبنان بأمس الحاجة لهم في هذه الظروف".

ومن الزوار ايضا رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، الدكتور جورج الحاج على رأس وفد.

 

النائب حوري: تأجيل "البلديات" ضرب لمبدأ تداول السلطة

وطنية - 29/3/2010 - رأى النائب عمار حوري ان "اجراء الانتخابات البلدية في موعدها استحقاق قانوني ومن روح الدستور"، مؤكدا ان "محاولة تأجيل الانتخابات ضرب لمبدأ تداول السلطة، ومهما تكن حجج التأجيل فهي لا ترتقي الى الحجج المنطقية". وقال في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" اليوم إن "وزير الداخلية والبلديات زياد بارود سيدعو الهيئات الناخبة في الاول من نيسان الى الإنتخابات، ومن الممكن ان تتم دعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات واستمرار مجلس النواب في عمله لمحاولة تعديل قانون البلديات".

ولفت الى ان "العملية الاصلاحية دائمة ومستمرة، وواجب مجلس النواب تحديث القوانين وتطويرها"، سائلا: "اذا أجلت الانتخابات لفترة زمنية معينة، من يضمن ان التعديلات ستنجز خلال هذه الفترة؟". واعتبر حوري ان "موضوع النسبية ضخم جدا، وهو يحدث تعديلا جذريا في النظام الانتخابي"، مشيرا الى ان "هذا الامر يحتاج الى نقاش متأن وواسع، وبالتالي لا يمكن اقراره بعجلة". اضاف: "الدول التي تعتمد نظام النسبية تعتمد النظام الحزبي، وليس لديها التعددية المذهبية والخصوصيات العائلية الموجودة في لبنان، لذلك علينا البحث عن نظام، من خلال النسبية، يراعي تركيبتنا اللبنانية".

وعلق على حديث العماد ميشال عون عن انه "اذا لم تعتمد النسبية لو تنزل السماء على الارض لن نقبل إلا بتقسيم بيروت"، فقال حوري: "السماء في مكانها، والأرض في مكانها وبيروت الموحدة في مكانها". وأكد ان "تقسيم بيروت سيؤدي الى خلل في المناصفة، ويعتبر خرقا للدستور لأنه يخصص منطقة تختلف عن المناطق اللبنانية الاخرى".

وأشار الى ان "التواصل قائم بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، "لكن تقسيم بيروت نقطة خلافية". ورأى حوري ان "التعيينات اصبحت على السكة الصحيحة". اضاف: "تم التفاهم على ثلاثة مستويات هي: كيفية الترقية من الدرجة الثانية للأولى، وكيفية الترقية من الدرجة الثالثة الى ثانية، وكيفية تعيين من هم خارج الملاك". وعن موضوع الموازنة، أكد انه" لم يعد مقبولا ان تكون الاستدانة مصدرا للمال، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لن يرضى باستمرار هذا النمط". ولفت الى ان "اشراك القطاع الخاص هو الحل الأمثل، مايؤدي الى سلة من الحلول تخفف الأعباء عن الخزينة وتقدم فرص عمل اضافية". وفي ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية، استغرب حوري "الضجة بشأنها"، مبديا "احترامه لما قاله نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أمس، عن ان الحزب لم يفوض احد للكلام باسمه". واستنكر "الحديث عن تهديد لليونيفيل وعن مقرات الامم المتحدة"، داعيا الى "انتظار ما يصدر عن المحكمة، والى ضرورة الإقلاع عن التوقعات الاعلامية، والتسريبات والتخوين والتهديد". وأشار حوري الى ان "الخيار في فتح صفحة جديدة مع سوريا استراتيجي، لأن لبنان لا يمكن ان يكون بعيدا عن جو المصالحات العربية، كما ان الامور تقتضي تعاونا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بين لبنان وسوريا، شرط الاحترام المتبادل والندية". وأعلن انه "في ذكرى 13 نيسان سيكون هناك حدث في المدينة الرياضية، تشارك فيه كل القوى السياسية في لبنان لإعطاء مظهر مشرق وايجابي، ينظمه وزير الرياضة علي عبد الله بالتعاون مع لجنة الشباب والرياضة النيابية وكل الاتحادات الرياضية تحت عنوان "كلنا فريق واحد".

 

الرئيس سليمان عرض مع وزيري الاشغال والبلديات الاوضاع وملف النفايات الصلبة اضافة الى عمل وزارتيهما

وطنية - 29/3/2010 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا بعد ظهر اليوم، كلا من وزيري الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، والداخلية والبلديات زياد بارود وعرض معهما الاوضاع العامة وعمل وزارة كل منهما، اضافة الى موضوع الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء غدا للبحث في ملف النفايات الصلبة.

 

الكتائب اسفت "للنتائج الخجولة لاعمال القمة في ليبيا": المزايدات على حساب الشعب الفلسطيني ولبنان كانت سيدة الكلمات

لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها احتراما للمواعيد الدستورية

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل بحث خلاله في المستجدات، وأسف المجتمعون، حسب بيان صدر "للنتائج الخجولة التي خرجت بها أعمال القمة العربية في ليبيا حيال الاستحقاقات الكبرى، وللانقسامات بين الملوك والرؤساء العرب على بديهيات عمرها عشرات السنين، لا سيما حيال القضية الفلسطينية التي تشهد منعطفا خطيرا يهدد مصير السلام وما بقي من حقوق فلسطينية". واعتبروا انه "كان يفترض بالعرب أن يستفيدوا من الخلاف الحالي بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتوحيد الموقف وإحراج إسرائيل فتلتزم الدول الكبرى والأمم المتحدة أكثر فأكثر بعملية السلام". ولاحظ المكتب السياسي أن "المزايدات على حساب الشعب الفلسطيني، وحتى على حساب لبنان، كانت سيدة الكلمات والتوصيات". ودعا "اللبنانيين إلى الاتكال على أنفسهم والالتفاف حول بعضهم البعض بحثا عن حلول واقعية ووطنية لقضاياهم وعدم انتظار فرج يأتي من الخارج". وابدى المجتمعون "إعجابهم بمسيرة الشعانين التي قام بها كهنة وأهالي بيت لحم والمحيط من كل المذاهب المسيحية دون استثناء، متحدين متضامنين، ودخولهم مدينة أورشليم متحدين قرار الحكومة الإسرائيلية"، وأعربوا عن "استيائهم من إقدام الحكومة الإسرائيلية على منع المسيحيين، كما المسلمين، من ممارسة شعائرهم الدينية وإحياء مناسباتهم الطقوسية في المدينة المقدسة". ودعوا "الفاتيكان الذي يقيم حوارا متواصلا مع إسرائيل إلى طرح هذا الموضوع بإلحاح حفاظا على الوجود المسيحي في مهد المسيحية. وكان رئيس حزب الكتائب قد أثار مختلف هذه المواضيع في مناسبات سابقة". جدد المكتب السياسي "إصراره على حصول الانتخابات البلدية في موعدها للأسباب التي ما فتئ يكررها، وهي احترام المواعيد الدستورية والاستحقاقات ومبدأ تداول السلطة من دون التذرع بالإصلاحات إذا ما تعذر إقرارها".

وعن عمل المؤسسات طالب الدولة أن تسرع "إجراء التعيينات الإدارية والعامة"، محذرا من "تأخيرها أو تعطيلها تحت ذريعة اختراع آليات جديدة"، مشيرا إلى "وجود آلية دستورية واضحة يعمل بها منذ الاستقلال، ويكفي أن تحصن بحسن الاختيار فيعين الشخص النزيه والمؤهل في المكان المناسب".

ولاحظ المكتب السياسي "عودة نغمة تسييس المحكمة الدولية وكأن هناك أطرافا تخشى حكم العدالة وتحاول استباق الأحكام من خلال إلقاء الشبهات على حيادية المحكمة وصدقيتها". ودعا "كل الأطراف إلى احترام عمل المحكمة"، لافتا إلى أن الحزب، الذي فقد اثنين من قياداته: الشهيدين بيار الجميل وأنطوان غانم ورفاقهما، لم يجزم باتهاماته من دون دليل ثابت، إذ أنه يعتبر كل متهم بريئا إلى أن تثبت إدانته"، داعيا "الجميع إلى التمسك بهذا المبدأ". وعن تردي الوضع المعيشي استهجن المجتمعون "الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات من دون مبرر"، متسائلين "كيف أن أسعار برميل النفط تحافظ على استقرارها عالميا، بينما ترتفع في لبنان حاصدة معها تعب المواطنين وعرق جبينهم. فاللبنانيون باتوا غير قادرين على دفع أقساط المدارس وفواتير المستشفيات والماء والكهرباء، ووطأة هذا الوضع الأليم تزداد على أبواب الأعياد؟". وتساءل المكتب السياسي عن "الجهة المسؤولة عن شؤون المواطنين اليومية إذا كانت الحكومة مشغولة بالسياسات العليا والتعيينات المستعصية ومعايير النسبية فيما الشعب يئن". واستهجن المكتب السياسي "الفلتان الأمني المستشري في المناطق اللبنانية كافة، فاقتحام المنازل بهدف السرقة والاستيلاء على السيارات، وأصحابها في داخلها، في وضح النهار أمور لم تعد مقبولة، خصوصا وأنها لا تجري في مربعات أمنية عصية على الدولة بل في مناطق أمنها ممسوك أصلا". وهنأ المكتب السياسي "الشعب العراقي على نتائج الانتخابات"، معتبرا أن "ما جرى هو خطوة متقدمة نحو إقامة دولة ديموقراطية سيدة على كل اراضي العراق، تحقق الأمن والاستقرار والرفاهية لكل شعب العراق الشقيق الذي عانى ما عاناه على مدى سنوات"، كما هنأ "الأكثرية النيابية الجديدة يقيادة دولة الرئيس الدكتور اياد علاوي"، ودعا إلى أن "تأخذ الحكومة الجديدة بالاعتبار السلام الداخلي وحماية كل مكونات الشعب العراقي ولا سيما مسيحيي العراق الذين يتعرضون للاضطهاد والتهجير".

 

بطرك القديسين" ترانيم كتبها الاب بشارة ايليا ولحنها يوسف بوخليل وانشدها الفنان نقولا الاسطا لمناسبة 354 سنة على سيامة البطريرك الدويهي

وطنية- 29/3/2010 أصدر الاب بشارة ايليا الانطوني واستاذ الموسيقى يوسف بوخليل بالإشتراك مع الفنان نقولا الاسطا والسيدة نسرين وهبه، "سي.دي" ترانيم بعنوان "بطرك القديسين...العلامة اسطفان الدويهي 1630-1704"، لمناسبة مرور 354 سنة على سيامته كاهنا على مذبح دير مارسركيس في اهدن في 25 آذار 1656. ويتضمن ال"سي.دي" 6 ترانيم كتب كلماتها الاب ايليا ولحنها ووزعها الاستاذ بوخليل، وأنشد الفنان الأسطا ثلاثة منها هي: "يابطرك القديسين"، "كاهن قديس"، و"لبنان يا لبنان"، فيما أنشدت السيدة وهبة: "اهدن تباهي بحالك"، "ياسيدة زغرتا" و"بشعر سلام". وتم التسجيل في استديو جوزف كلاب. يذكر ان البابا بنديكتوس السادس عشر أعلن البطريرك الدويهي مكرما في 3 تموز 2008، وملف تطويبه هو حاليا قيد الدرس وهناك العديد من الإشارات والعجائب تنتظر اعطاء الكنيسة رأيها الرسمي فيها. يشار الى ان الاب ايليا الأنطوني مجاز في الفلسفة واللاهوت من جامعات ايطاليا وفرنسا وهو حاليا مدير مدرسة "التوجيه الإجتماعي" للآباء الأنطونيين في المروج، وكان خدم في دير مارسركيس وباخوس في اهدن - زغرتا وتسلم مهام رهبانية عدة. أما الاستاذ بوخليل فقد درس الموسيقى في جامعات ايطاليا وفرنسا وشارك في اعمال فنية عالمية عديدة، وهو استاذ في الموسيقى والعزف على البيانو ومتخصص في علم "السوفرولوجيا" ويدرسه في عدد من الجامعات.

 

مجلس الكاثوليك استغرب الضياع في الانتخابات البلدية وطالب باسـتكمال عمليات الإفراز لعقارات القـــاع

المركزية- رأى المجلس الاعلى للروم الكاثوليك ان المواطن لا يزال في حيرة من أمره، حيث لا يعرف هل ستجري الانتخابات في موعدها او تؤجل ولا على اي قانون مطالباً بإلحاح من المعنيين استكمال الإفراز لعقارات بلدة القاع ودان محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس وبناء المستوطنات.

عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى اجتماعها في المقر البطريركي – الربوة، برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث وحضور نائب الرئيس الإكليريكي المطران يوحنا حداد، نائب الرئيس العلماني روجيه نسناس، الوزير ميشال فرعون، النائب اللواء ادكار معلوف والأمين العام ابراهيم طرابلسي. وهو الاجتماع الأول بعد انتخاب نسناس نائباً للرئيس. بعد التداول في جدول الأعمال أصدر المجتمعون البيان التالي:

اولا كلمة غبطة البطريرك: في بداية الاجتماع ألقى البطريرك غريغوريوس الثالث كلمة توجيهية مستوحاة من مناسبة عيد بشارة السيدة مريم العذراء الذي أصبح عيداً وطنياً جامعاً لكل اللبنانيين، منوهاً بالاحتفالات التي حصلت في هذه المناسبة، وعلى الأخص الاحتفال بتدشين كنيسة سيدة البشارة في بلدة الفرزل التي قام بها مشكوراً عضو الهيئة التنفيذية في المجلس الاعلى ميشال ضاهر وشقيقه عبدالله، وقد ظهرت فيها وحدة أبناء الطائفة والتفافهم حول قياداتهم، ومذكراً بما قاله قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بأن طائفة الروم الكاثوليك هي طائفة قوية ومتماسكة. وختم متمنياً التوفيق والنجاح لنائب الرئيس السيد روجيه نسناس في مهامه الجديدة أسوة بما عوّدنا عليه في رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

نسناس: ثانياً: كلمة نائب الرئيس العلماني روجيه نسناس بمناسبة تسلّمه مهامه: أكد نائب الرئيس روجيه نسناس على الثوابت التالية: العمل بروح وحدة الطائفة والانفتاح والتلاقي مع جميع العائلات الروحية اللبنانية وبروح الإلتزام الوطني الجامع، مشدداً على دعمه الثابت والفاعل لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في سعيه الدؤوب لإرساء مسيرة النهوض بالبلاد مشاركة مع المجلس النيابي برئاسة دولة الرئيس نبيه بري ومع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري.

وركز نائب الرئيس على ضرورة العمل لتطوير أداء المجلس الأعلى ومتابعة تنفيذ برنامج العمل الذي وضعته الهيئة التنفيذية في بداية ولايتها، داعياً الى مناقشة البرنامج الذي قدمه خلال الاجتماع لتدعيم مسيرة التنمية والنهوض الوطني، السياسي والاجتماعي، بانفتاح تام على أبناء الطائفة وقطاعاتها.

ويتضمن استراتيجية على المديين المتوسط والطويل وتلحظ بالاخص:

1- اعداد بيان معلومات يضم أبناء طائفتنا ولا سيما الفاعلين منهم في القطاع العام والخاص.

2- اعداد خطة تواصل (Plan de communication) مع أبناء الطائفة والشركاء في الوطن.

3- تعزيز سبل الاتصال بالمغتربين من أبناء طائفتنا المنتشرين في العالم.

4- إنشاء صندوق اجتماعي يهتم بالقروض الميسرة والصغيرة (Micro – credit) لأبناء الطائفة من سكان الأطراف والمناطق ومساعدتهم على التجذر بأرضهم.

6- تطوير صندوق منح الجامعية، من خلال قروض ميسرة لولي امر الطالب المحتاج.

وكل ذلك بالتعاون مع اصحاب السيادة المطارنة والرؤساء العامين ورؤساء الرهبانيات والأبرشيات.

وناشد الجميع التضامن والإلتفاف حول المجلس الأعلى ورئيسه البطريرك غريغوريوس الثالث ليتمكن المجلس من تحقيق أهدافه وأداء دوره على الصعد كافة.

الانتخابات البلدية: ثالثاً في الانتخابات البلدية: مع اقتراب موعد دعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، يرى المجلس أن المواطن لا يزال في حيرة من أمره حيث لا يعرف هل ستجري الانتخابات في مواعيدها أو سوف تؤجل ولا يعلم أيضاً اي قانون سيعتمد؟

رابعاً: استكمال المسح والإفراز لعقارات بلدة القاع: يطلب المجلس بإلحاح من المعنيين متابعة العمل بعمليات المسح والضم والإفراز لعقارات بلدة القاع ووضع حد نهائي لظاهرة وضع اليد والتعديات من قبل الغير على أراضي أبناء القاع، وباستعادة حصة بلدة القاع من المياه التي صار التعدي عليها أثناء الأحداث الأمنية، والتي تعتبر حيوية لتمكين أبنائها من استثمار عقاراتهم وزراعتها وريّها ما يساعد على عودتهم الى أملاكهم بسرعة.

خامساً: إدانة محاولات الاحتلال الإسرائيلي وتهويد مدينة القدس وبناء المستوطنات: يدين المجلس ويشجب بشدة عمليات الاستيطان الجارية على قدم وساق في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما في مدينة القدس حيث لا يتورع المحتل عن الاعتداء على المقدسات المسيحية والإسلامية. ويدعو المجتمع الدولي للتحرك سريعاً لردع مخطط تغيير معالم مدينة القدس رمز للديانتين المسيحية والإسلامية.

يتضامن المجلس مع الشعب الفلسطينين في كفاحه الشجاع ضد الإجراءات التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة ويطالب برفع الحصار عن مدينة غزة.

سادساً: المعايدة بالفصح المجيد: مع اقتراب حلول عيد قيامة السيد المسيح، يتقدم المجلس من اللبنانيين عموماً ومن أبناء طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان والعال بأحر التهاني راجياً ان يبقى عيد الفصح موحداً.

بالمناسبة يستقبل صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث المهنئين بالعيد يوم الأربعاء 7 نيسان المقبل في المقر البطريركي الربوة من الثالثة بعد الظهر حتى السابعة مساءً.

 

المطبوعات غرّمت "اللواء" لتشهيرها برئيس الجمهورية وردّت الدعـــوى ضــد "النجوى المســـــيرة"

المركزية- غرّمت محكمة المطبوعات كل من المدير المسؤول في صحيفة "اللواء" نور الدين الحصري وكاتب المقال عامر مشموشي في 17/7/2003 حول "المخطط التوجيهي للكسارات مبلغ 50 مليون ليرة، في جرم التشهير والذم برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وذلك في دعوى الحق العام ضدهم، وألزمتهم بنشر خلاصة الحكم في العدد الأول من الصحيفة بعد تبلّغها الحكم. كذلك ردت المحكمة دعوى الحق العام ضد مجلة النجوى المسيرة بعدما أحال رئيس الهيئة المشرفة على الانتخابات المحلية في 5/6/2009 على النيابة العامة الاستئنافية لمخالفتها أحكام الفقرتين 3و4 من المادة 68 من القانون الرقم 25/2008 والمادة 317 عقوبات. واعتبرت المحكمة ان دعوى الحق العام تحركت خلافاً للأصول ولا يجوز تبعاً لذلك سماعها وقررت رد الدعوى ورفع يد المحاكمة عنها وحفظ الأوراق.

 

ماروني من بكركي: كفى عون تشرطاً وشروطاً فنحن اصلاحيون أكثر منه

نهارنت/تساءل عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني ما إذا كانت ستحصل الانتخابات البلدبة في موعدها أم لا قائلاً "كفى ترك اللبنانيين في حالة من التأويل والتفسير والحيرة ولم يبق امامهم سوى اللجوء الى البصارين". وأعرب ماروني بعد لقائه البطريرك الماروني مار نصرالله صفير عن تمنيه بأن تكون قيامة السيد المسيح مناسبة لولادة الضمائر اللبنانية في رؤوس بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يأخذون لبنان الى محاور الا الى لبنان "فكفى الشعب اللبناني معاناة نتيجة ادخاله في مسالك ومحاور اقليمية ومحلية ضيقة، بعيداً عن اي قرار في بناء الدولة." ولفت الى انه آن الأوان لان يكون لنا وطن يمنح فيه المواطن حقوقه وواجباته، ويبقى البطريرك صفير صرخة الضمير هذه، وهو يعبّر عن مخاوفنا وهواجسنا من كل الذي يحصل في لبنان. وردّ ماروني على قول النائب ميشال عون بعدم اجراء الانتخابات إذا لم تمر النسبية قائلاً: "كفى العماد عون تشرطاً وشروطاً في هذا البلد فهو ليس لوحده موجود فيه، فنحن اصلاحيون أكثر منه، وهذا لا يعني انه اذا كان هناك خللاً تقني نعطل الاستحقاق". وكشف ماروني ان البطريرك صفير سيزور مدينة زحلة لأول مرة في حزيران المقبلة لمناسبة كنسيّة و"سيكون البطريرك سيد المدينة وضيف شرف ونحن جميعاً في انتظاره".

 

جنبلاط: القمة العربية أكّدت المسار الإنحداري والتراجعي المتواصل

نهارنت/رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أنّ القمة العربية في ليبيا "أكّدت المسار العربي الإنحداري والتراجعي المتواصل، لا سيما لناحية الإحجام عن إتخاذ أية قرارات أساسية في موضوع الصراع العربي ـ الإسرائيلي التاريخي في المنطقة، رغم أنّ مشاريع تهويد مدينة القدس وأقسام من الضفة الغربية في أوجها حالياً"، مضيفاً "كأنّ كل ما يجري ميدانياً في فلسطين مسألة لا يستوجب إتخاذ خيارات جذرية وإستراتيجية، تتيح الخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه منذ عقود طويلة".

وأعلن جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، أنّه لم يكن متوقعاً "حصول إختراقات إستراتيجية كبرى في هذه القمة، بما يناقض تجارب بعض القمم العربية السابقة، إلا أنه كان من الممكن البحث في قضايا أقل حدّة كمحاربة الأمّية والفقر والتصحّر، وتعزيز التعاون الاقتصادي وتفعيل التجارة البينية العربية، وتوسيع القواعد الاستثمارية العربية داخل المنطقة العربية"، معتبرًا أنّ "هذه القضايا تفيد المجتمعات والشعوب العربية، التي لا تزال بحاجة الى الكثير من العمل التنموي والتربوي والإجتماعي والإنساني، وفي أكثر من منطقة".

كما أشار الى أنّ "النتائج الهزيلة التي تولدت عن القمة العربية، جعلتنا نعود بالذاكرة الى بعض تلك الأيام التي كان فيها الدور العربي على المستوى الدولي له وقعه وحضوره، من خلال تجارب مثل الاهتمام بقضايا أفريقيا والعالم الثالث، بينما أصبحنا اليوم أعجز من ان نتخذ قراراً إجماعياً بالحد الأدنى، يتعلق بالصراع القائم في المنطقة وبقضيته المركزية أي القضية الفلسطينية". أمّا على المستوى العراقي، فقد هنّأ جنبلاط الشعب العراقي "الذي إجتاز هذا الاستحقاق الديمقراطي بالكثير من الثقة والأمل، من خلال إصراره على الديمقراطية". وقال: "إذا كان من نصيحة نسديها الى الأخوة العراقيين هي أن يحذوا حذو لبنان من خلال إعتماد نموذج الديمقراطية التوافقية، التي على الرغم من أنها ليست مثالية، إلا أنها تبقى ضرورية لتأمين التمثيل السياسي الواسع، ولتفادي الانزلاق نحو الخلافات، على أمل الوصول الى مرحلة يحصل فيها إنسحاب القوات الاجنبية، وتتم المحافظة على وحدة العراق".

إلى ذلك استنكر جنبلاط "التفجيرات الإرهابية التي حصلت في موسكو"، مؤكّداً وقوفه الى جانب روسيا في هذه الظروف، "لا سيما أنها كانت دائماً الى جانب لبنان والقضايا العربية، ودعمتها طوال عقود في أكثر من مجال"، مشددًا على أن "هذه الانفجارات تؤكد مرة جديدة ضرورة التنبّه الى الإرهاب، الذي تطال شظاياه جميع الاطراف دون استثناء".

محلياً، وبعد تشكيل مجلس الوزراء للجنةٍ تهتمّ بموضوع الأبنية التراثية، أعلن جنبلاط أنه سوف يتقدّم من رئاسة الوزراء بمشروع حول هذا الموضوع "لعلّنا بذلك نحافظ على ما تبقّى من أبنية تراثية، قبل أن تجتاح ناطحات السحاب ما تبقّى من بيروت، وتقضي على ذاكرتها بصورة نهائية".

 

حزب الله" و"أمل" ينضمان في المطالبة بالتأجيل

نهارنت/تركز الاتصالات والمشاورات على بلورة مسار الانتخابات البلدية، في ضؤ محطتين: الاولى الزامية تفرض على وزير الداخلية زياد بارود توجيه الدعوة الى الهيئات الناخبة في الاول او الثاني من نيسان على الارجح، والثانية، تشاورية يعكسها اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الاربعاء برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري لدرس خلاصة المداولات النيابية بهذا الخصوص. لكن موضوع اجراء الانتخابات البلدية في موعدها يظلله هاجس التأجيل لاسباب ترتبط بظهور ملامح تضامن من "حزب الله" مع ميل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الى تأجيل الانتخابات، والذي سبق له ان حذّر من انه سيرفض انتخابات في بيروت على اساس دائرة واحدة ما لم تقر الاصلاحات ومن ضمنها النظام النسبي.

وذكرت مصادر وزارية ونيابية لصحيفة "الحياة"، نقلاً عن مرجع لبناني رفيع، أن "حزب الله" يبدي تفهماً لدعوته الى التأجيل، في حين أن بري الذي يحبّذ إنجازها هو محرج الآن بين إصراره على موقفه وبين مراعاة حليف حليفه أي عون الذي يعتبر الحليف الأول ل "حزب الله". واضافت الصحيفة ان عون يعمل على استمزاج رأي الكتل النيابية معتمداً على دور فاعل ل "حزب الله" في هذا المجال لاقناعها بضرورة تأجيل الانتخابات من خلال تأييدها لاقتراح قانون يتقدم به النواب ويحتاج الى تصويت مجلس النواب باكثريته.

ولفتت مصادر نيابية لصحيفة "النهار" الى ان ثمة اتجاها الى ربط اكثر من ملف بعضها بالبعض في المشاورات المزمع اجراؤها هذا الاسبوع. وافادت المصادر ان الحديث يدور حول البحث دفعة واحدة في ملفات الانتخابات البلدية والاختيارية والموازنة والتعيينات ضمن "سلة واحدة"، خصوصا ان هذه الملفات جميعها قد اصابها الجمود بفعل عدم التوافق عليها.

وفي هذا السياق، برز لافتا موقف نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي اكد ان الحزب هو مع اجراء الانتخابات البلدية في موعدها "ولكن اذا كان الاستقرار والهدوء السياسي يقضي بادخال بعض التعديلات على قاعدة الاصلاح فنفضل ان تتأخر الانتخابات".

واضاف "ان العبرة" هي في حصول الاستحقاق "من دون توتر سياسي، خصوصا ان هذه الانتخابات لن تغير في المعادلة السياسية شيئا".

على خطٍ موازٍ اشار رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ان كل الاحتمالات تبقى واردة في ما خص الانتخابات، معتبراً أن من حق وزير الداخلية أن يستخدم صلاحياته في دعوة الهيئات الناخبة قبل الثالث من نيسان المقبل، ومن حق المجلس النيابي أن يؤدي دوره في دراسة المشروع المحال وفق الأصول.

واضاف بري في حديث الى صحيفة "السفير" انه إذا "تبين أن فرصة تحقيق التوافق عليه هي جدية لا بأس عندها في ان تجري الانتخابات في توقيت يتم إقراره ضمن القانون، وإذا تبين ان الاتفاق متعذر في مدى قريب يمكن ان يتم الاستحقاق الانتخابي على اساس القانون القديم".

واعلن بري تأييده لمناقشة مسألة الاصلاحات بشمولية وعدم اختزالها بملف الانتخابات، معتبرا انه كان من الافضل تأجيل الانتخابات البلدية لبضعة اشهر في انتظار انجاز سلة متكاملة من المشاريع الاصلاحية. واذ اشار بري الى انه لم يتسلم اي تقرير من اللجان النيابية بشأن خلاصة المداولات في مشروع قانون الانتخابات البلدية، اضاف انه سيستوضح في اجتماع هيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان الاربعاء حقيقة الأمور، وسيطلب منها أن تواصل عملها بهدوء بعيدا من الضغط، وبسرعة لكن من دون تسرع، ف "أنا أرفض ان يُسلق المشروع في مجلس النواب بعدما كانت الحكومة قد اخذت كل وقتها في دراسته".

واعتبر بري ان المفهوم المعتمد للنسبية في المشروع انه يفضي الى نوع من "الاكثرية المقنّعة"، معرباً عن اعتقاده بانه سيكون من الصعب تطبيقها في البلدات والقرى التي تضم بلديات صغرى، عدا عن ان اعتمادها في البلديات الكبرى يحتاج الى بعض الضوابط للحفاظ على التوازنات الطائفية والديموغرافية.

وسط هذه الاجواء، توقعت مصادر نيابية لصحيفة "اللواء" أن تحسم الإجتماعات النيابية الأربعاء الموقف من مشروع القانون، سواء بإحالته إلى اللجان المشتركة أو الهيئة العامة، وفي الحالتين، فإن أمام المجلس خيارين: "أما المضي في الإنتخابات بالقانون القائم، في ظل تاريخ المهل وعدم التوصل إلى صيغة موحدة حول آليات تطبيق النسبية، وأما التوافق على تأجيل تقني مؤقت يربط بين إنتهاء النقاش بالإصلاحات وبين إجراء الإنتخابات، ولكن هذا الخيار رهن بالإجماع تلافياً لإحتمال لجوء البعض إلى المجلس الدستوري لتقديم طعن بالتأجيل".

 

التعدّدية المسيحية مطلوبة العداء والكراهية مرفوضان 

٢٩ اذار ٢٠١٠

فؤاد أبوزيد /عندما تخرج الى العلن دعوات تطالب المرجعيات الروحية المسيحية والقيادات المسيحية السياسية بالدفع باتجاه قيام مصالحة مسيحية - مسيحية تزيل التوترات والعداوات المزمنة والمستحدثة بين الزعماء المسيحيين، وتريح الشارع المسيحي، لا يمكن ان يكون الهدف من هذه الدعوات، تحويل المسيحيين الى قطيع يساق بإشارة من هؤلاء الزعماء، او بتوجيه منهم لأن سياسة تحويل المسيحيين الى قطيع او روبوات، ليست مبدأ من مبادىء وجودهم على هذه الارض بل كانوا دائما يمتازون بالتعدد والتنوع، والانفتاح المسيحي هذا هو الذي فتح الباب امامهم للإنتشار في كل بقعة من لبنان والاندماج مع مختلف الطوائف والمذاهب والتيارات وكذلك كان وراء انطلاقتهم الى العالم العربي المسلم والى دول العالم كافة على اختلاف اعراقها وطوائفها وعاداتها ولم يسجّل في التاريخ القديم والحديث - باستثناء العشرين سنة الماضية - قيام حملة منظمة تستهدف الوجود المسيحي في اي بلد حلّوا فيه، كمهاجرين او كأصحاب الارض الا عندما يستيقظ التعصب الديني التكفيري، عند الافراد والجماعات، او عند الانظمة الظلامية والحكام فتسقط الاديان المتسامحة في قبضة المتطرفين ويحرفونها عن مسارها الصحيح. الدعوات الى المصالحة اذن هي بهدف تنظيم الاختلاف السياسي بين المسيحيين بحيث لا يتحول هذا الاختلاف - كما حصل في مناسبات عدة - الى تقاتل ومذابح دفع المسيحيون ثمنها غاليا من ارواحهم وارزاقهم وحتى من وجودهم.

ولذلك من المستغرب والمستهجن والمرفوض ان يصدر عن بعض القيادات المسيحية او عن بعض من ينطقون بإسمهم ان الظروف لم تنضج بعد لتحقيق مصالحة بين القوات اللبنانية مثلا والتيار الوطني الحر او بين القوات والمردة او بين القيادات المسيحية في 14 اذار وتلك الموجودة في 8 آذار ويصبح الامر غير مفهوم حقا وغير منطقي عندما يصرّح العماد ميشال عون من قلب كنيسة مار يوسف في حارة حريك «ان الخلافات يجب ان تحلّ بالحوار وليس بالدم وان في تربيتنا المسيحية لا يوجد كراهية ولا حقد وان الصلاة ممنوعة علينا قبل ان نتصالح مع اقربائنا ومع من اختلفنا معهم» وفي ذات الوقت تكون وسائل الاعلام للتيار الوطني الحر مستمرة في حملاتها على خصومها المسيحيين في شكل منهجي ومتعمّد ما يستدعي ردودا من العيار ذاته مع فارق وحيد ان التيار وحلفاءه المستعدين لدعمه يملكون امبراطورية اعلامية لا يملكها الاخرون ولذلك فإن دور العونيين في تعميق الخلافات المسيحية - المسيحية اكبر بكثير من دور خصومهم المسيحيين الذين لا يملكون مثل هذه الامبراطورية.

ان التعددية لدى المسيحيين غنى لهم ولشركائهم في الوطن ومن مصلحة قيام الدولة والمؤسسات وتحصين العيش الواحد ان تنتقل عدوى التعددية الى المذاهب الاسلامية شيعة وسنة ودروزا وعلويين والاباتي بولس نعمان الذي لعب دورا كبيرا في الحرب اللبنانية لحماية العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين ينظر بارتياح كبير الى التعددية عند المسيحيين بانفتاح قسم منهم على السنّة الذين بدأوا يجاهرون بأن «لبنان اولا» هو شعارهم للعبور الى العروبة وانفتاح القسم الاخر على الشيعة الذين بنوا مع الموارنة والدروز لبنان منذ 1500 سنة بشرط الا يؤدي هذا الانقسام السياسي الى تدمير المجتمع المسيحي بنزاعات دموية مدمّرة وبشرط ان يلتقي الجميع تحت سقف الدولة الواحدة وليس تحت سقف الدويلات التي ان استمرت وقويت، ستكون وبالا على الوجود المسيحي الحرّ في لبنان. لا نريد للاحزاب والقيادات المسيحية ان تذوب في بعضها بعضا لأن الذوبان يصبح قاتلاً ونقطة ضعف وليس مساحة قوّة، بل المطلوب هو التعامل المسيحي الحضاري الذي ألزمنا به السيد المسيح، وسلوك الطرق الديموقراطية في مقاربة الخلافات والاختلافات.

اما ان نعمل عكس ما نقول ونتصرّف خلافاً لما نعلن اننا نؤمن به ونستمر في دفع المجتمع المسيحي نحو العداء والكراهية، فإن التاريخ الذي يملك سمعاً خلدياً، وذاكرة لا تخون، لن يرحم من كان سبباً في ضياع وطن وشعب. المصدر : الديار

 

ما المُحرِج في ردّ مي؟ 

٢٩ اذار ٢٠١٠

عـمـاد مــوســى

يعمل اللبنانيون العقلاء، ممن يشغلون مواقع المسؤولية، على تبريد حرارة الخطاب السياسي بالثلج والمضادات والمونة وتجنّب أي تصعيد تجاه القيادة سورية، في محاولة لبناء علاقة جديدة بين الدولتين، مختلفة عن العلاقة السابقة، يُفترض أن تؤسس لمستقبل مشترك بعيد عن مفهوم الوصاية الذي كان سائداً.

لكن سورية الأمس، هي سورية اليوم، في تعاطيها مع لبنان ليس كجمهورية ديمقراطية مستقلة (إلى حد ما)، بل كواحد من ملفاتها الإقليمية، أو كامتداد لها، ويبسّط بعض اللبنانيين والسوريين تلك العلاقة ويختصرونها بشعار "دولتين لشعب واحد" أو "أمن لبنان من أمن سورية" و"وحدة المسار والمصير"...ألخ.

وتتعاطى القيادة سورية بكثير من الفوقية المغلّفة بتعابير الأخوة والإنفتاح، عندما تفرز اللبنانيين بين ضالّين ووطنيين. الضالون هم فريق 14 آذار السياسي والوطنيون هم حلفاء سورية والمقاومة الإسلامية في لبنان حصراً. وبقدر ما يبتعد الفريق السيادي عن ثوابته، ويعلن توبة صريحة أو إنقلاباً على تاريخه، أو يقدم اعتذاراً مبطناً عن خطاب له مبرراته وأسبابه ودوافعه، بقدر ما يصبح مقبولاً في سورية. ومن يقرأ مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة (والأولى) مع تلفزيون "المنار"، يلاحظ بوضوح أن لا شيء تغيّر. سورية دائماً على حق. وكل المؤمرات على سورية وعلى المقاومة الإسلامية وإيران سقطت وفشلت.

إستخف سيادة الرئيس بنصف شعب لبنان على الأقل ووصفهم بأنهم كانوا "متمسكين بقضيب الفولاذ ويتمسكون الآن بقشة" (بحسب تعبير الرئيس الأسد). وهل أخف من القشة؟ كثيرون من المعنيين "بقضيب الفولاذ والقشة" قرأوا حوار "المنار" بعمق ولم يردّوا، لا لأن جدلية سيادة الرئيس أفحمتهم، بل لتجنّب التشويش على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري المرتقبة إلى دمشق ولعدم إشعال سجالات لن تغير شيئاً في القناعات الراسخة. الزميلة مي شدياق قرأت وردّت بشكل مباشر. ردّت على سيادة الرئيس، بجرأتها المعهودة. ردّت بالنيابة عن جبران تويني، وعن بيار الجميل وعن وليد عيدو وعن الحالمين بلبنان. ردّت على طريقتها. استعارت القشة وفعّلتها "وإن كان للقشة بد، فسنضعها في عين من فجرنا وظن انه من العدالة نجا".

ردّت على نظرية "المقاومة هي الحل" بالتساؤل عن "التفاوض من تحت الطاولة مع الإسرائيليين".

وهل يمكن أن يكون ردّها على الإستفزاز المباشر، ولو لم يتناول أسماءً، رداً لطيفاً أو ديبلوماسياً أو متعالياً على جرح وأطراف مبتورة؟

أحرَج ردّ الزميلة شدياق رئيسي الجمهورية ومجلس النواب فطالبا بسحب تمثيلهما المعطى للوزير ابراهيم نجار وللنائب روبير فاضل من إحتفال "القوات اللبنانية"في البيال، وليس في الكلام ما يسبب الإحراج. فالزميلة الشدياق ردّت على القشة بقشة، وعلى الإتهام بدفاع، وعلى النظرية بنظرية. فعلام َ هذه الإنتفاضة ؟ هل مُسّ الشعور القومي؟ ألم يُمس هذا الشعور يوم وصف سيادة الرئيس السوري رئيس حكومتنا فؤاد السنيورة بأنه "عبد مأمور لعبد مأمور"، يومها رفض وزراء "حركة أمل" و"حزب الله الخمسة" مجرّد طرح الموضوع في مجلس الوزراء وخرجوا من الجلسة ساخطين. وإن كان لرئيس الجمهورية أن شعر بإحراج "متزامن" مع إحراج رئيس السلطة التشريعية، فمعناه إما أنه لم يقرأ مقابلة الرئيس الأسد، أو أنه موافق على مضمونها 200 % أو أنه يريد أن يبقى بمنأى عن كل شيء. يؤكد الشعور بالإحراج المشترك أن البلد (لبنان) دخل مجدداً في عهد التطبيع والتطويع.

المصدر : موقع لبنان الآن

  

 أولاد» إيران!  

  ٢٩ اذار ٢٠١٠

طارق الحميد/لا يمكن أن يكون مصادفة إعلان حماس، قبل أول من أمس، عن اشتباكها مع الإسرائيليين من أجل «ردع الغطرسة الصهيونية والتصدي لقوات الاحتلال.. وردا على جرائم الاحتلال المتواصلة» بحسب بيان القسام، في نفس الوقت الذي دعت فيه إيران القمة العربية، في ليبيا، لاتخاذ قرارات قوية «تدق جرس الإنذار» لحماية القدس. نقول لا يمكن أن تكون مصادفة لأن حماس تجنبت الرد على إسرائيل طوال 14 شهرا، فلماذا الآن؟ وما يثير الارتياب هو أنه كان هناك جدال في حماس، وبعض الفصائل الفلسطينية، بعد تصريحات محمود الزهار التي طالب فيها بتجنب إطلاق الصواريخ على إسرائيل من أجل عدم إعطاء الذرائع لنتنياهو ليخرج من مأزق التوتر الذي يشوب علاقته بالرئيس الأميركي أوباما.

والحقيقة أنه لا غرابة في مواقف حماس، و«أولاد» إيران بمنطقتنا، طالما أنهم لا يجدون محاسبة عربية حقيقية لهم، على الأقل أمام الرأي العام العربي، ليتحملوا نتائج أفعالهم. فبعض العرب يستفيد من عملاء إيران لتحقيق مصالح ضيقة، والبعض الآخر يخشى الاصطدام بالرأي العام، خصوصا إذا كان محتقنا، متناسين أن الدموع هي أسرع ما يجف، كما يقال، وبالتالي تبقى الحقائق على الأرض ماثلة أمامنا، ونعاني منها مطولا.

فما لا ينتبه له العرب اليوم هو أن حجم التوتر الإسرائيلي ليس من خلافات نتنياهو وأوباما فقط، بل أيضا من تصريحات الجنرال بترايوس، قائد القيادة الأميركية الوسطى، الذي قال في شهادته الأخيرة أمام الكونغرس إن الصراع العربي الإسرائيلي «يذكي شعورا معاديا لأميركا نظرا لتفهم المحسوبية الأميركية تجاه إسرائيل». وهو ما كرره وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، حيث قال «لا شك أن انعدام السلام في الشرق الأوسط يؤثر على مصالح أميركا الوطنية الأمنية»، وهو ما اتفق معهما فيه رئيس أركان القوات المشتركة، الأميرال مايك مولن، حيث قال «هذه قضية خطرة جدا، لكننا نريد أن نرى تقدما فيها». ومن يتابع الصحافة الإسرائيلية سيلمس حجم القلق، كما سيلاحظ حدة الهجوم على الجنرال بترايوس.

يقول لي مصدر أميركي إن ذلك الأمر يقلق الإسرائيليين كثيرا، خصوصا عندما تأتي مثل هذه التصريحات من قبل قيادات عسكرية، ودون أن يحاول أحد من الإدارة الأميركية تخفيف هذه اللغة، أو التراجع عنها، مضيفا أن لذلك أبعادا تاريخية، حيث لجأت إدارة الرئيس الراحل رونالد ريغان (الجمهوري) لاستخدام نفس عبارات العسكر في الثمانينات عندما اعتبرت أن الاعتراض الإسرائيلي على بيع طائرات الـ«أواكس» للسعودية يعرض مصالح أميركا الأمنية للخطر بالشرق الأوسط. ويقول مصدري يومها كان هناك تعبير يستخدمه فريق ريغان يقول «ريغان أو بيغن» بالإشارة لحجم التحدي الذي خاضه ريغان ضد اللوبي الإسرائيلي بواشنطن من أجل تمرير صفقة الـ«أواكس» في الكونغرس، وهو ما نجح فيه ريغان في النهاية.

وبالتالي فمن المهم أن يتنبه العرب إلى تعقيد الخلافات الحالية بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة أوباما، والتي قد تقود إلى إسقاط التحالف اليميني لنتنياهو، وعليه فيجب ألا يعطي العرب الفرصة لإيران، وأولادها بمنطقتنا، لتعريض مصالحنا للخطر خدمة للأهداف الإيرانية الطامعة بنا.

 المصدر : الشرق الأوسط

 

وهاب يجدد عدم ثقته بالمحكمة الدولية

الإثنين, 29 مارس 2010/بيروت - «الحياة»/قال رئيس «تيار التوحيد» الوزير اللبناني السابق وئام وهاب: «إننا لا نثق بالمحكمة الدولية او بعملها، وعبرنا عن ذلك منذ سنوات حتى اللحظة الأولى لإطلاق الضباط الأربعة، وقلنا يومها اياكم ان تعطوا هذه المحكمة الدولية صك براءة بعدما اطلقت الضباط وكأنها قررت احقاق العدالة». وأضاف بعد لقائه في دارته في الجاهلية السفير الإسباني لدى لبنان خوان كارلوس غافو يرافقه المستشار الأول في السفارة لويس برادوس: «ربما هذا كان مكيدة للانتقال الى كمين واستهداف آخر وهذا ما نلاحظه اليوم، لذلك هناك ضرورة لئلا تتحول المحكمة الدولية اداة سياسية ولها اهداف واضحة في تخريب لبنان»، مشدداً على «حتمية أن تنعكس هذه العملية على كل شيء في لبنان وعلى المؤسسات الدولية الموجودة فيه والأمور لا تعود تحت سيطرة أحد في ذلك الوقت». وأوضح وهاب أنه والسفير الإسباني استعرضا «الدور الذي تقوم به اسبانيا وبخاصة عبر مشاركتها في قوات يونيفيل في الجنوب وهو دور ريادي». وقال: «كذلك تحدثنا عن بعض التسريبات التي تظهر بين الحين والآخر حول الاستهدافات السياسية للمحكمة الدولية وشددنا أمامه على ضرورة ان تلعب اسبانيا وبقية الدول الأوروبية دوراً كبيراً في منع تسييس المحكمة وقراراتها، لأن ذلك سيجعل من لبنان وقوات اليونيفيل وربما مؤسسات اخرى تابعة للأمم المتحدة صندوق بريد وقد يكون متبادلاً بخاصة اذا ما اختارت الولايات المتحدة المحكمة الدولية واسطة كصندوق بريد تتولى به الضغط على حزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعدما فشلت في الضغط على سورية خلال السنوات الماضية».

 

ميشال المر ضدّ تقسيم بيروت ومع اعتماد القانون الحالي

الإثنين, 29 مارس 2010

بيروت - «الحياة» أعلن النائب السابق لرئيس الحكومة النائب ميشال المر تأييده مبدأ المداورة في السلطات وإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية على أساس القانون المعمول به حالياً، ومعارضته تقسيم العاصمة بيروت. وأوضح في مقابلة مع محطة «أم تي في» مساء أمس، رداً على تقسيم العاصمة انه «لا يجوز المس بالتوافق المسلم- المسيحي الذي تم قبل نحو 50 سنة (منح صلاحيات استثنائية لمحافظ بيروت الذي يتولى السلطة التنفيذية بدلاً من رئيس البلدية) ولا يزال مستمراً حتى اليوم، بحيث أن المحافظ يكون أرثوذكسياً ورئيس البلدية سنياً»، لافتاً الى أن «بيروت هي العاصمة والمقر والمركز الأساسي للمؤسسات الدستورية، وهي المركز الرئيسي للمؤسسات المالية التي تدير الشأن المالي والاقتصادي في البلاد، فلا يجوز تقسيم العاصمة لأن ذلك يؤدي الى وجود المؤسسات في أحد أقسام العاصمة لا في العاصمة». وقال: «لأسباب أخرى تتعلق بالتمثيل المسيحي في البلدية، فانني لا أوافق على تقسيم العاصمة». وعن تصريح وزير الداخلية زياد بارود بأنه سيوجه دعوة للناخبين في 2 نيسان (أبريل) الى المشاركة في الانتخابات في 2 أيار (مايو) على أن يتابع مجلس النواب درس الإصلاحات المقترحة على قانون الانتخابات، رد المر مذكراً بارود بأن «المادة 16 من قانون البلديات الحالي تنص على أنه تسري على الانتخابات البلدية أحكام قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب في كل ما لا يتعارض وأحكام قانون البلديات، فهل يمكنه تطبيق أحكام قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب على الانتخابات البلدية حالياً؟ من جهة ثانية، مشروع القانون الذي أحيل الى مجلس النواب (في آذار الجاري) بناء على اقتراح وزير الداخلية وموافقة مجلس الوزراء، ويتضمن تعديلات على طريقة الانتخاب كالنسبية وسواها. كيف تتم دعوة الناخبين على أساس قانون تم تعديله من قبل مجلس الوزراء بناء لاقتراح الوزير، فهل إن دعوة الناخبين تتم على أساس القانون القديم أو على أساس التعديلات التي ممكن أن يقرها مجلس النواب إذا استمر بمناقشة المشروع؟ وكيف يتصرف المواطن الناخب خلال مدة الشهر التي أعطاه إياها القانون ليتحضر للانتخاب ويؤلف اللوائح وسوى ذلك من الأمور العائدة لعملية الانتخاب. وماذا يجري إذا صدق مجلس النواب على قسم من التعديلات، فهل سيتم اعتمادها في العملية الانتخابية»؟

وعن الاقتراحات الإصلاحية في القانون المقدم من الحكومة الى مجلس النواب، اعتبر المر أنها «ليست إصلاحات في قانون البلديات تؤدي الى تفعيل العمل البلدي ودعمه وتشجيعه، بل انها تقتصر على استبدال النظام الانتخابي من نظام أكثري الى نظام النسبية». ورأى أن «الطريقة المفضلة في مشروع القانون لتطبيق النسبية متسرعة وغير واقعية وستؤدي الى تعطيل العمل البلدي خلال السنوات الخمس المقبلة جراء ما سيجري عند كل جلسة يدعى إليها المجلس البلدي بسبب تقاسم عدد أعضاء البلدية بما يقارب المناصفة». وسجل ملاحظات على الطريقة المقترحة من الحكومة لتطبيق النسبية.

واعتبر انها «تتضمن ثغرات عدة، ولا يمكن اعتمادها في بيروت ولا في سائر البلدات اللبنانية». ورأى أن «الإشكالات الطائفية والمذهبية في لبنان لا تسمح باعتماد النسبية المقترحة والمأخوذة من دول أوروبية تعتمد النظام الحزبي لا الطائفي والمذهبي»، مشيراً الى أن «الثغرات ستؤدي الى تعثر تأليف اللوائح في نحو 80 في المئة من البلديات».

واقترح المر «وضع قانون للامركزية الإدارية بالتفصيل بما فيه انتخاب مجلس لكل قضاء»، داعياً الى أن «نبت قانون اللامركزية الإدارية بسرعة بالتزامن مع تعديلات في قانون البلديات والمختارين تؤدي الى تفعيل العمل البلدي»، ودعا الى «مقاربة قانون النسبية في قانون انتخاب البلديات بحذر».

 

مسؤول سوري: جاهزون لدعم استقرار لبنان ومنفتحون على تعزيز العلاقة من دولة لدولة

الإثنين, 29 مارس 2010

بيروت - محمد شقير/الحياة

نقل عن مسؤول سوري يواكب التحضيرات الجارية للزيارة الثانية لرئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري لدمشق أن من شروط المضي في تطبيع العلاقة بين الأخير والقيادة السورية استعداد الطرفين لإعادة النظر في موقفيهما السابقين على قاعدة أن الفترة السابقة التي تميزت بشتى أنواع الاشتباكات السياسية والإعلامية أصبحت من الماضي وأن الظروف الراهنة في ظل تحقيق المصالحات العربية - العربية باتت مواتية، ليس لكسر الجليد وإنهاء القطيعة بينهما كما حصل في زيارة الحريري الأولى فحسب، وإنما للدخول في مرحلة سياسية جديدة تكرس عامل الثقة بينهما.

ويؤكد المسؤول السوري، بحسب عدد من زواره اللبنانيين، أن اللقاء الأول بين الرئيس بشار الأسد والحريري في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أسهم في طي صفحة اصدار الأحكام على النيات وفتح الباب للبحث في تطوير العلاقة بين البلدين لمصلحة الشعبين.

ويضيف المسؤول نفسه أن تطوير العلاقة اللبنانية - السورية وتنقيتها من الشوائب لا يتم ان من جانب واحد وإنما بقرار من الطرفين يؤفر الدعم المطلوب لتعزيز دور المؤسسات التي من شأنها أن تقلل من الاهتمام بالتفاصيل الداخلية لمصلحة الالتفات الى القضايا الكبرى المشتركة، أي أن تكون الغلبة لمبدأ التعاطي فيها من دولة الى دولة. ويعتقد المسؤول نفسه بأن تعزيز الثقة بين القيادة السورية والحريري يدفع باتجاه التوافق على القضايا الكبرى من دون أن يعني ذلك توقع انقلاب الأمور فوراً رأساً على عقب وتغيّر كل شيء من دون المرور في مرحلة انتقالية، ليس لاختبار النيات، إنما لخلق الأجواء التي تساعد على تبديد الشكوك انطلاقاً من قرارهما فتح صفحة جديدة.

ويضيف أن عدم العودة الى الماضي لا يعني أبداً عدم الاعتراف المتبادل بالأخطاء التي حصلت، خصوصاً أن الرئيس الأسد كان بادر الى الاعتراف بها في خطابه أمام مجلس الشعب السوري في أيار (مايو) 2005 باعتبار أن ذلك يسلط الأضواء على الثغرات التي حالت دون الارتقاء بالعلاقة بين البلدين الى المستوى المطلوب.

ويعتبر المسؤول عينه أنه كلما تعزز عامل الثقة بينهما تقدمت المؤسسات الدستورية باتجاه تصحيح العلاقة بين البلدين شرط أن لا يكون الهدف من فتح صفحة جديدة التعاطي معها وكأنها مناسبة لانتزاع مجموعة من المطالب من القيادة السورية.

ويرى أن عدم الاستقواء بالخارج أو التصرف على أساس توظيف الضغوط الدولية والإقليمية في سياق اعادة ترتيب العلاقة بين البلدين هو عامل مساعد للبحث في تطوير العلاقة انطلاقاً من استعداد القيادة السورية لدعم الجهود الآيلة الى تحقيق الاستقرار في لبنان.

وبكلام آخر، يؤكد المسؤول السوري، بحسب زواره، أن دمشق لن تتردد في تقديم كل مساعدة ترى أن لبنان حكومة وشعباً في حاجة اليها لتحصين ساحته الداخلية وقطع الطريق على الخروق الإسرائيلية وتهديد استقراره وأمنه. ويرى هذا المسؤول أن عدم وجود «أجندة» خارجية يساعد على البحث في ملف العلاقة الثنائية بعيداً من الضغوط وبالتالي يمهد الطريق أمام القيادة السورية لتوفير الظروف الطبيعية لإيجاد حل لعدد من المشكلات بما فيها مسألة جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها انسجاماً مع ما أجمع عليه مؤتمر الحوار الوطني الأول برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري في آذار (مارس) 2006.

ويعتقد بأن الحوار سيزيل العقبات التي ما زالت تؤجل جمع السلاح الفلسطيني خصوصاً أن دمشق حاضرة لذلك من أجل تثبيت الاستقرار في لبنان باعتبار أن لا خلاف داخلياً على هذه المسألة.

ويؤكد المسؤول السوري أن رسم الإطار العام للعلاقة المستقبلية بين البلدين يكمن في التوافق على عدد من العناوين الرئيسة أبرزها الموقف المشترك من الصراع العربي - الإسرائيلي والتنسيق في المسائل الخارجية ذات الاهتمام المشترك وتبديد كل ما من شأنه أن يظهر لبنان أمام الرأي العام المحلي والدولي في واد وسورية في وادٍ آخر. وفي هذا السياق ينقل عن المسؤول السوري قوله إن ما يهم القيادة السورية أن تشعر باطمئنان الى أن أمنها من لبنان محفوظ وأن خاصرتها قوية غير قابلة للاختراق من قبل شبكات التجسس التي تعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد».

ويضيف أن سورية يهمها في المقابل أن يشعر لبنان بأن أمنه مستقر وأن هناك جدية من قبل المؤسسات الأمنية اللبنانية في توثيق التعاون لحماية «المسرح» الأمني المشترك الذي يشكل البقاع والشمال ساحتها الرئيستين باعتبارهما منطقتين حدوديتين لم تنقطع اسرائيل عن مواصلة محاولاتها الرامية للعبث بهما.

وفي هذا المجال لم يخف المسؤول السوري ارتياحه الى التعاون القائم بين الأجهزة العسكرية والأمنية في البلدين حتى في أثناء اشتداد الاختلاف بينهما، إذ أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي لم يحتفظ لنفسه بكل ما توافر لديه من تحقيقات مع شبكات التجسس التي ضبطت تعمل لمصلحة «الموساد» بل بادر الى وضعها بتصرف القيادات الأمنية السورية خصوصاً تلك التي تضمنت اعتراف بعض الموقوفين بدورهم في جمع المعلومات عن مجموعة من الأهداف في داخل سورية وتحديداً في دمشق.

كما أن المسؤول السوري يبدي ارتياحه الى الأجواء السائدة حالياً لا سيما تلك المتعلقة بالتحضيرات لزيارة الحريري الثانية لدمشق في الأسابيع القليلة المقبلة، مفضلاً عدم الدخول في تفاصيلها أو التعليق على ما يتردد من أن لدى القيادة السورية توجهاً في شأن الدور الجديد الذي سيناط بالمجلس الأعلى اللبناني - السوري وتحديداً بأمانته العامة يقضي باعادة النظر في هيكليته أولاً وبالدور الموكل اليه، ليتحول الى مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين أشبه بالمجلس القائم بين سورية وتركيا. في المقابل يستعد الحريري لزيارة دمشق بصمت، وهو نجح أخيراً في ضبط ايقاع قيادات تيار «المستقبل» وكوادره وكتلته النيابية باتجاه دعم توجهه الى فتح صفحة جديدة مع دمشق، ليس للتأكيد على صدقيته وجديته في آن فحسب، وإنما لقراره بوجوب البلوغ في العلاقة بين البلدين المستوى المطلوب بما يخدم مصالح البلدين والشعبين اللبناني والسوري وكذلك لقطع الطريق على الفريق المتضرر من انفتاحه على دمشق، وهذا ما يفسر، كما تنقل عنه مصادره، رفضه الشديد التعامل مع هذه الزيارة وكأنه ذاهب الى العاصمة السورية لانتزاع مطالب معينة منها أو للاستقواء بها على الآخرين فيما هو عازم على ترسيخ العلاقات وتطويرها لتجاوز ما أصابها في الماضي من توترات وارتدادات سلبية لم تخدم البلدين وأضرت بهما.

 

فرنسا تترقب قراراً قضائياً بحظر محدود للنقاب

 نحو 2000 مسلمة يرتدين النقاب في فرنسا 

باريس - أ ف ب/يتوقع أن يصدر مجلس الدولة الفرنسي، وهو أعلى هيئة للقضاء الإداري في البلاد، قراراً هذا الأسبوع بحظر محدود لارتداء النقاب، في المرافق العامة، وليس في الشارع. وكان رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون طلب من مجلس الدولة، في نهاية كانون الثاني (يناير)، اقتراح "حلول قضائية" لتمكين الحكومة من تقديم مشروع قانون ينص على "حظر الغطاء الكامل للمرأة الى أقصى حد ممكن، وبأكثر فاعلية ممكن". واستناداً الى الصحافة، فإن مجلس الدولة استبعد إمكانية فرض حظر عام للنقاب او البرقع في التقرير الذي سيقدمه، الثلاثاء 30-3-2010 الى رئيس الوزراء. وخلص الى أنه يمكن السماح به في الشارع وحظره في المرافق العامة والأماكن التي يتطلب فيها الأمر، أمنياً، التعرف إلى الشخصية.

وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الاسبوع الماضي، في أول رد فعل علني على هزيمة اليمين في الانتخابات الاقليمية، أنه سيتقدم بمشروع قانون لحظر النقاب والبرقع في فرنسا. وقال إن "الغطاء الكامل يتعارض مع كرامة المرأة. والرد هو الحظر". وتثير هذه الظاهرة التي تتعلق بأقل من 2000 مسلمة جدلاً حاداً في فرنسا، منذ أكثر من ستة أشهر. ويتسم هذا الموضوع بحساسية كبرى في بلد يضم اكبر جالية إسلامية في اوروبا مع ما بين 5 الى 6 ملايين مسلم. وفي نهاية كانون الثاني (يناير)، أوصت بعثة برلمانية بأن ترفض فرنسا الغطاء الكامل للمرأة من خلال قرار برلماني غير ملزم، وأن تتخذ إجراءات تشريعية لمنعه في المرافق العامة. ويريد البعض في اليمين ومن بينهم زعيم الكتلة النيابية للحزب الرئاسي، الاتحاد من أجل حركة شعبية، جان فرنسوا كوبيه الذهاب الى أبعد من ذلك وحظر النقاب بشكل تام بما في ذلك في الشارع. وأعلن الحزب الاشتراكي (معارض) رسمياً أنه لا يؤيد إصدار قانون. وأكد بعض أعضائه أنهم سيصوتون على قانون يحظر النقاب والبرقع في المرافق العامة فقط.

 

الخازن ينفذ إعتصاماً أمام قصر العدل

يقال نت/ الاثنين, 29 مارس 2010 15:40

أكد مصدر مقرّب من الوزير السابق فريد هيكل الخازن في حديث الى kataeb.org ان الخازن ينوي في الايام القليلة المقبلة تنظيم اعتصام امام وزارة العدل لمطالبة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بكشف السرّية المصرفية عن حساباته وحسابات عائلته داخل وخارج لبنان وإلزامه تسديد ال 35 مليون دولار مع دفع الفوائد المستحقة عليهم .

 

جامعة المغتربين حددت 10و11و12 أيلول موعداً لإنتخاب رئيس وهيئة جديدة

اللواء/حددت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ايام 10، 11، 12 ايلول المقبل لانتخاب رئيس وهيئة جديدة، وذلك عقب انتهاء مناقشات مؤتمرها الثالث عشر، الذي عقدته في الاونيسكو·واصدرت الجامعة في توصياتها سلسلة من القرارات ابرزها التاكيد على جهود وزارة الخارجية الهادفة الى توحيد الاغتراب والمغتربين، والطلب من اللجنة المكلفة من قبل وزير الخارجية توسيع دائرة الحوار ليشمل مختلف الهيئات الاغترابية· كما لحظت الجامعة في توصياتها ضرورة ايجاد آلية مرنة للاقتراع، والعمل السريع لاستحداث قنصليات او اعداد تصور لعدد كاف من مراكز الاقتراع في اماكن تواجد المغتربين· كذلك اكدت الجامعة ان الامانة العامة فيها ستبادر الى وضع الملاحظات الفنية واللوجيستية على قانون الانتخابات العامة، في الجانب المتعلق باقتراع غير المقيمين، وستنسق مع وزارتي الخارجية والمغتربين· وطالبت الجمعة ايضا الادارات المعنية في وزارتي الخارجية والمغتربين ووزارة الداخلية والبلديات، تسهيل تسجيل قيود اللبنانيين الجديدة والقديمة ليتسنى لهم تاكيد هويتهم الللبنانية، واستعادتها وفق ما تنص عليه القوانين المرعية الاجراء·كما اكدت الجامعة على حق اللبنانيات المتزوجات من اجانب بمنح الجنسية لابنائها· ولم تنس الجامعة طائرة الموت الاثيوبية حيث دعت في توصياتها الى متابعة الملف القانوني والقضائي للحادثة، مطالبة طيران الشرق الاوسط بتنظيم الرحلات الى الدول الافريقية، منوّهة بالخطوات التي اخذتها الشركة لتعزيز وتسيير خطوط جديدة الى تلك القارة·

ش ـ أ

 

الزعيم الدرزي أصبح شريكاً في المقاومة 

ثمن المصالحة السورية - الجنبلاطية: تمركز قوات "حزب الله" في جبل الباروك

بيروت - "السياسة": شرح مصدر اشتراكي مطلع ل¯"السياسة" مجموع النقاط التي شكلت محور الالتقاء والتباعد بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط, وماذا يعني كلام الأخير بأنه قرر أن يسامح وأن ينسى, وأنه لا يريد أن يورث نجله تيمور أحقاداً لا فائدة منها, وما هو القصد من كلام الرئيس الأسد بأنه يريد موقفاً من جنبلاط ولا يريد اعتذاراً, لأن سورية لا تسعى إلى الاعتذارات بقدر ما تهمها المواقف, مستشهداً بوابل النعوت التي كان يطلقها العماد ميشال عون ضد سورية ونظامها, وعندما اتخذ موقفه بإعادة ترميم العلاقات معها, استُقبِل في عاصمة الأمويين استقبال الفاتحين.

وتؤكد الوقائع أن نقطة التحول كانت أحداث مايو 2008, حيث بدأ جنبلاط التخلي تدريجياً عن خطابه, حفاظاً على السلم الأهلي في الجبل, والتقرب من حزب الله الذي كان محرجاً ومتخوفاً من فتنة سنية شيعية تنطلق شرارتها من لبنان ولا تنتهي إلا في أفغانستان, فرأى هو الآخر أن هذا التقارب قد يؤدي إلى تقارب مع النائب سعد الحريري, وبذلك يتم إخراج لبنان من عنق الفتنة من جديد. وعلى هذا الأساس بدأت الأمور تتطور بشكل إيجابي انطلاقاً من مؤتمر الدوحة والمصالحة السعودية-السورية ما سمح بانتخاب رئيس الجمهورية وإجراء الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي سبقها إعلان جنبلاط خروجه نهائياً من "14 آذار".

هذه المواقف الإيجابية أدت في نهاية المطاف إلى مصالحة جنبلاط مع كل خصومه بما فيهم وئام وهاب, وأدت في النهاية إلى قراره بالتسامح والنسيان, الأمر الذي جعل الرئيس الأسد يطالب بتوضيح موقف جنبلاط من المسائل الستراتيجية وليس بالحديث عن التفاصيل الصغيرة. المصدر كشف أن جنبلاط حدد موقفه في حديثه المتلفز مع محطة "الجزيرة" بأن موقعه في الوسط وأنه مع المقاومة ومع المحور الممانع في حال اندلاع حرب جديدة في المنطقة, فهل هذا هو الموقف الذي يطالب به الرئيس الأسد والذي كلف السيد نصر الله بالتحقق منه.

مصادر مطلعة ذهبت أبعد من ذلك, بالإشارة إلى الثمن الذي قد يدفعه جنبلاط مقابل إعادة بناء العلاقة مع دمشق ويتلخص بتمركز قوات ل¯"حزب الله" في جبل الباروك وتحديداً من القمم الذي حاول السيطرة عليها عسكرياً في أحداث مايو 2008, ويبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه. وعلم أن مسؤولين في "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" توافقوا على وضع اللمسات النهائية بشأن هذا الموضوع, بما يعني أن جنبلاط أصبح شريكاً في المقاومة شاء ذلك أم أبى, وأنه قد يعرض المنطقة التي بقيت بمنأى عن المواجهات العسكرية الإسرائيلية إلى خطر تعرضها للقصف والاعتداء المتكررة من جانب إسرائيل.

"حزب الله" الذي سعى بدوره لإقامة خطوط إمدادات عسكرية له عبر البقاع إلى الجنوب مروراً بتلال صنين وتلال الباروك, ينوي نصب بطاريات صواريخ متطورة إيرانية الصنع في تلك الأماكن للتصدي لسلاح الجو الإسرائيلي. وعلى هذا الأساس يمكن الحديث مستقبلاً عن قوة ممانعة داخلية تتألف من "حزب الله" وحركة "أمل" و"التقدمي الاشتراكي", في مقابل تراجع "14 آذار", وبهذا التحول تكون سورية, قد استعادت لبنان إلى عهد الوصاية المعروفة, وهذه المرة تحت عنوان العلاقات الديبلوماسية وتبادل السفراء, أي الاعتراف بلبنان من خلال الوصاية عليه.

 

مصادر قيادية في "القوات": مواقف احتفال "البيال" أكدت على تماسك "14 آذار" وتضامنها

بيروت - خاص:السياسة/أكدت مصادر قيادية في حزب "القوات اللبنانية", أمس, أن المهرجان السياسي النوعي الذي أقامته "القوات" في ذكرى حلها ال¯16 من خلال تعدد الشخصيات التي حضرته, والمواقف التي أطلقت خلاله, قد أطلق أكثر من رسالة إلى الذين يحاولون تشويه صورة قوى "14 آذار", وعكس بوضوح تماسك الأكثرية وتضامنها, من "القوات اللبنانية" إلى "تيار المستقبل", و"حزب الكتائب", و"اللقاء الديمقراطي" الذي حضر عدد من نوابه هذه المناسبة و"حزب الأحرار", و"الكتلة الوطنية", إلى غيرها من مكونات الأكثرية التي أكدت أنها ملتزمة بثوابت "14 آذار" وثورة الأرز, وأن ما صدر من مواقف وسط هذا التنوع السياسي والتعدد الطائفي الذي تتميز به الغالبية, يعطي الصورة الحقيقية لهذا التيار السياسي الذي مازال متمسكاً بمبادئه حتى استكمال تحقيق أهداف انتفاضة الاستقلال. ولفتت المصادر القيادية إلى أن مضمون الكلمات التي ألقيت في المناسبة, وما صدر من مواقف, أريد التأكد منه, أن شعلة ثورة الأرز ما زالت متوهجة, وأن "القوات اللبنانية" مع حلفائها في الأكثرية, ترى أن المواجهة السياسية مع الفريق الآخر مستمرة, انطلاقاً من المخطط الذي يقوم به الفريق الآخر, من خلال الحملات التي يشنها على المؤسسات الدستورية, وفي مقدمها رئاسة الجمهورية وعلى مؤسسة قوى الأمن الداخلي, وسعي بعض قوى "8 آذار" إلى فتح دفاتر المرحلة السابقة, في إطار هذا المخطط, وهذا ما يتبدى عبر الحملة على رئيس "كتلة المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة, وعلى شخصيات هذه المرحلة.

وأشارت إلى أن حضور وفد نيابي رفيع في "اللقاء الديمقراطي" تحديداً, يؤكد استمرار التواصل السياسي مع هذا الفريق في إطار المبادئ التي تنادي بها الأكثرية, رغم انعطافة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بعد أغسطس الماضي, مؤكدة في الوقت نفسه, فشل رهان حلفاء سورية في لبنان على تشرذم قوى الأكثرية وانكفائها في إطار ما سموه بلقاء قرنة شهوان. ولفتت إلى أن مؤتمر البيال جاء ليرد على كل هذه المزاعم ويفند ادعاءات هذا الفريق الذي يعمل بكل ما أوتي من إمكانات لإعادة تقويض دعائم دولة المؤسسات, عبر التهجم على رئيس الجمهورية وممارسة القنص السياسي باتجاهه لتصويره على أنه فريق في خضم المعركة السياسية الجارية, والعمل تالياً لتطويقه وشل قدراته, تمهيداً لتطويعه وإرغامه على عدم الوقوف حجر عثرة أمام مشروع "8 آذار" السياسي والعسكري المدعوم من جانب سورية وإيران.

 

نتانياهو يستنكر مهاجمة أوباما ومستعد للتواصل معه بشأن المفاوضات 

تل أبيب تهدد باجتياح غزة والسلطة تتهمها بالتخطيط لابتلاع القدس

تل أبيب - وكالات: هددت إسرائيل أمس, بالاستيلاء مجدداً على قطاع غزة, فيما اتهمتها السلطة الفلسطينية بالعمل على ابتلاع القدس خلال سنة, في وقت استنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مهاجمة الرئيس الأميركي باراك أوباما, مبدياً استعداده للتواصل مع واشنطن لاستئناف المفاوضات.

وقال وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينيتس إن إسرائيل قد تضطر الى اعادة الاستيلاء على غزة والقضاء على سلطة حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع إذا لم يكن امامها اي خيار اخر. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن شتاينيتس قوله إنه "لا يمكن لاسرائيل ان تسلم بتسلح "حماس" بصواريخ بعيدة المدى", معتبراً أن "الضغط الاميركي على إسرائيل, لا يجدي نفعا, وانه غير منصف, حيث تقدمت اسرائيل ببادرتين كبيرتين لاثبات حسن نيتها تجاه الفلسطينيين, الاولى, منح الفلسطينييين الفرصة لتحسين الاقتصاد الفلسطيني, والثانية, تجميد البناء في المستوطنات". ورأى أنه يجب التوضيح للاميركيين, أن الشعور القائم في الشرق الاوسط بشأن تردي علاقات الصداقة بين الولايات المتحدة واسرائيل, لن يؤدي الى تليين المواقف الفلسطينية, بل بالعكس الى تصلبها أكثر فأكثر, مضيفاً "يجب على إسرائيل التأكيد لواشنطن, بوجوب التركيز على منع إيران من التسلح بالأسلحة النووية".

بدوره, قال الوزير العمالي يتسحاك هريتسوج إنه اذا لم يحدث تغير جذري في سياسة الحكومة الحالية وتغيير في التركيبة الائتلافية, فإن "حزب العمل" سيضطر الى إعادة التفكير في بقائه داخل الائتلاف الحكومي الراهن.

وكانت مصادر عسكرية في تل أبيب, كشفت أن الجيش الاسرائيلي أجرى أكثر من مرة تدريبات عسكرية تستهدف إنجاز خطة حربية كبيرة تنتهي بإعادة احتلال قطاع غزة.

وردا على ذلك, قال المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم إن "هذه التصريحات تعكس النوايا الاجرامية لحكومة الاحتلال الصهيوني, وتؤكد استمرارها في ممارسة ارهاب الدولة الذي يستهدف الشعب الفلسطيني, لارتكاب مزيد من جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية".

من جهته, اتهم عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" نبيل شعث, إسرائيل بالعمل على "ابتلاع مدينة القدس, من خلال تكثيف الاستيطان في ضواحي المدينة العربية", مؤكداً "أن مخطط الاستيلاء على المدينة المقدسة, سيجرى خلال سنة واحدة كما يبدو ذلك, مما يجري هناك من مشاريع استيطانية خاصة في احيائها العربية التي كان اخرها حي الشيخ جراح".

وشدد على "أن الولايات المتحدة مطالبة باتخاذ موقف لإنهاء الاستيطان في مدينة القدس ومن ثم العمل على اخراج اسرائيل من المدينة, وهو الامر الذي يجب ان تعمل القمة العربية على تحقيقه". وفي موضوع المصالحة الفلسطينية, أكد شعث "أنه لا يتوقع تدخلا عربيا فاعلا في هذا الامر", مشيرا الى انه " اذا لم تبد الفصائل اصرارا ورغبة في تخطي الصعاب والاعتراضات والاستدراكات, فلن تفيدنا الجامعة العربية ولا العالم كله في تحقيق المصالحة".

في غضون ذلك, اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الفلسطينيين ب¯"تشديد مواقفهم", قائلا في الوقت نفسه, انه مستعد لمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة لتشجيع استئناف الحوار, كما أضاف عند بدء جلسة الحكومة الاسبوعية إننا "لا نزال نرى ان الفلسطينيين يشددون مواقفهم, ولا يظهرون أي إشارة اعتدال".

من جهة أخرى, أعرب نتانياهو عن تحفظه واستنكاره لما نسب الى مقربين منه من اقوال, هاجموا فيها الرئيس الأميركي باراك اوباما, حيث قال ان الخلافات في وجهات النظر بين اسرائيل والولايات المتحدة تعتبر خلافات بين شريكين تربطهما علاقات صداقة تقليدية منذ عقود. من ناحيته, وجه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس انتقاداً إلى حكومة نتانياهو بشأن مواصلة البناء في القدس الشرقية, مؤكداً أنها "انتهكت الوضع القائم في ما يتعلق بأعمال البناء في شرقي القدس, عندما أخذت تصادق على البناء لليهود حتى في أحياء عربية في شرقي المدينة". واعتبر أن السبيل إلى حل الأزمة الراهنة مع الأميركيين, هو أن تعلن إسرائيل عن الحد من البناء في شرقي القدس, بحيث ينحصر في الأحياء اليهودية فقط, مع عدم السماح لليهود بالبناء في أحياء مثل الشيخ جراح. ميدانياً, توغلت آليات عسكرية اسرائيلية في اراضي بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة, وقامت بتجريف الاراضي الزراعية وسط اطلاق النار, كما قررت سلطات الإحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية المحتلة, بمناسبة عيد الفصح اليهودي.

 

القمة العربية تختتم بالاتفاق على قمة استثنائية

القادة العرب يربطون المفاوضات بوقف الاستيطان ويجتمعون في أواخر العام لبحث تطوير الجامعة العربية.

ميدل ايست اونلاين/سرت (ليبيا)- من حسن الفقيه ومنى سالم

ربط القادة العرب في ختام قمتهم العادية الثانية والعشرين التي اختتمت في مدينة سرت الليبية الاحد استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بالوقف الكامل للاستيطان في القدس الشرقية، ودعوا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التمسك بموقفه المبدئي الرافض للاستيطان. وقال القادة العرب في قرار اصدروه في ختام اعمالهم انهم "يؤكدون الالتزام بالموقف العربي بأن استئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية يتطلب قيام اسرائيل بتنفيذ التزامها القانوني بالوقف الكامل للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ورفض كافة الذرائع والتبريرات الاسرائيلية تحت اي مسمى للاستمرار في نشاطها الاستيطاني غير المشروع". كما اكد قرار القمة العربية "التأكيد على ضرورة الالتزام بسقف زمني محدد لهذه المفاوضات وان تستأنف من حيث توقفت وعلى اساس المرجعيات المتفق عليها لعملية السلام". وخلافا للعادة لم تعقد جلسة ختامية بالمعنى المتعارف عليه حيث لم تلق كلمات ولم يتحدث رئيس القمة الزعيم الليبي معمر القذافي، وتم الاكفتاء بكلمة مقتضبة القاها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى استعرض فيها باختصار قرارات القمة مؤكدا ان القادة العرب "تنازلوا جميعا عن كلمتهم من اجل تخصيص الوقت كله للمناقشات". وما ان انهى موسى كلمته قال القذافي "يعزف نشيد الله اكبر وترفع الجلسة" قبل ان يخرج من القاعة مسرعا. ودعت قمة سرت التي اطلق عليها اسم "قمة صمود القدس" والتي شارك فيها 14 من القادة العرب، الرئيس الاميركي باراك اوباما الى "التمسك بموقفه المبدئي والاساسي" الداعي الى وقف الاستيطان. واكد القادة العرب "الرفض القاطع لسياسة الاستيطان المستمرة التي تمارسها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة ودعوة الرئيس اوباما للتمسك بموقفه المبدئي والاساسي الذي دعا فيه الى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في كافة الاراضي المحتلة بما في ذلك النمو الطبيعي وفي القدس الشرقية باعتبار الاستيطان يشكل عائقا خطيرا امام تحقيق السلام العادل والشامل". وطالبت القمة "اللجنة الرباعية بعدم قبول الحجج الاسرائيلية لاستمرار الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس لتهويدها والضغط على اسرائيل للوقف الكامل للاستيطان". وقرر القادة "طرح الاجراءات الاسرائيلية غير المشروعة في القدس والاراضي المحتلة على محكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الانسان والجمعية العامة للامم المتحدة والدول الاطراف في اتفاقية جنيف". كما اقر القادة العرب خطة دعم صمود القدس التي اتفق عليها وزراء الخارجية الخميس الماضي والتي تنص خصوصا على تخصيص 500 مليون دولار لصندوقي القدس والاقصى اللذين اسسا عام 2001 في اعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وشهدت القمة، حسب ديبلوماسيين عرب، مناقشات حول الموقف الذي يمكن اتخاذه في حال فشل الضغوط الاميركية في وقف سياسة الاستيطان الاسرائيلية وتم الاتفاق على التوجه الى مجلس الامن للعمل على استصدار قرار لارغام اسرائيل على تنفيذ التزاماتها بموجب القرارات الدولية المتعلقة بالنزاع العربي-الاسرائيلي.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس السبت "نحن ملتزمون باي قرار يتخذه العالم العربي بخصوص الوقت المناسب للذهاب الى مجلس الامن" في حال فشل جهود التسوية الجارية حاليا. واكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في مؤتمر صحافي استمرار التمسك العربي في المرحلة الراهنة بمبادرة السلام مضيفا ان "الشيء الوحيد الذي يمكن تطويره او سحبه او عدم التمسك به هو موضوع الدولتين".

واضاف "اذا ثبت ان اسرائيل لا تترك مجالا لقيام دولة فلسطينية حقيقية فاعلة وذات سيادة، هنا ربما ننظر في انه اذا لم تكن هناك فائدة من دولتين، يصبح الحل دولة واحدة ما يعني انها لن تكون دولة يهودية". وتابع "هذه هي النقطة الوحيدة التي يمكن اعادة النظر فيها ولكن هذا تطور جذري وتاريخي لا بد ان يكون بناء على قرار متخذ بوعي كامل".

ومن جهة اخرى قرر القادة العرب "عقد قمة استثنائية في موعد غايته تشرين الاول/اكتوبر المقبل" لمناقشة الاقتراح اليمني باقامة اتحاد الدول العربية ورؤية العقيد الليبي معمر القذافي واتفقوا على تشكيل لجنة خماسية تضم قادة ليبيا واليمن ومصر وقطر والعراق للاشراف على اعداد "وثيقة منظومة العمل العربي المشترك" لعرضها خلال هذه القمة، بحسب ما جاء في البيان الختامي الذي اطلق عليه "اعلان سرت". وقرروا مناقشة مشروع انشاء رابطة الجوار العربي الذي اقترحه موسى كذلك خلال هذه القمة الاستثنائية.

و"رحب" القادة العرب "باجراء الانتخابات في العراق وبما اظهره العراقيون من تمسك بالعملية السياسية الديموقرطية" ودعوا "القيادات العراقية الى تغليب المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار والاسراع في تشكيل "حكومة عراقية وطنية تحفظ وحدة العراق شعبا وارضا". وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا الخميس على ان تكون القمة المقبلة برئاسة العراق، على ان تعقد على اراضيه اذا سمحت الاوضاع، او في دولة المقر اي مصر.

 

العثور على المواطن ساري ترمس في أحد منازل بلدة حولا 

وطنية 28/3/10: أفادت معلومات صحفية أن عناصر من حركة "أمل" في بلدة حولا عثرت على المدعو ساري ترمس متوارٍ في أحد منازل البلدة بعد أن كان هدد أهله بالدخول الى إسرائيل، وتسلمته مخابرات الجيش اللبناني في مرجعيون وباشرت التحقيق معه حيث تأكد أنه لم يدخل الى إسرائيل. هذا وكانت مصادر أمنيّة متقاطعة في الجنوب أكدت في وقت سابق أنّ "ساري شوقي ترمس (مواليد العام 1986، والدته حياة) تشاجر عصر اليوم مع والديه وهدّد عمّه أحمد ترمس، مسؤول "حزب الله" في البلدة، بالدخول إلى إسرائيل.

وقد شوهد أخيرًا على تلّة العبّاد الحدوديّة ومن ثم توارى عن الأنظار". وأشارت المصادر عينها إلى أنّ "مخابرات الجيش وقوّات الطوارئ الدوليّة "اليونيفيل" تقوم بالتفتيش عنه قرب موقع العبّاد داخل الأراضي اللبنانيّة".

 

البطريرك لحام رحب في رسالة الفصح بتزامن العيدين ودعا الى الوحدة المسيحية

وطنية - 29/3/2010 - وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام لمناسبة عيد الفصح المجيد في 4 نيسان الحالي الرسالة الاتي نصها:

"المسيح قام! حقا قام! التعييد معا! يا للفرحة العارمة التي تغمر العالم المسيحي شرقا وغربا، لأننا نعيد معا عيد الفصح المجيد، عيد قيامة سيدنا وربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المقدسة: الشرق والغرب، كلنا معا، السائرون على الحساب اليولي وعلى الحساب الغريغوري، والشرقي والغربي، لا بل سنعيد أيضا معا العام القادم 2011. ونشكر الله على هذه النعمة!.

إن هذا الحدث هو نتيجة الحسابات الفلكية التي تنظم تاريخ عيد الفصح سنويا. وقد وضعنا دراسة بسيطة مختصرة حول هذا الموضوع في المجلد الثالث من مجموعة كتبنا الطقسية التي كلفنا سلفنا المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم، والسينودس المقدس بالنظر فيها وإعادة طباعتها (بين الأعوام 1992 _ 2000). وقد انتخبنا السينودس المقدس عام 1986 رئيسا للجنة الليترجية السينودسية.

ننتهز هذه المناسبة لنعطي نبذة بشأن الكتب الطقسية، قمنا بهذا العمل الجبار مع 15 شخصا هم أعضاء اللجنة الليترجية، من الأبرشيات والرهبانيات الرجالية والنسائية. وقد صدرت هذه الكتب في 4 مجلدات. وقد لجأنا إلى طريقة فريدة في نشر هذه الكتب لم تسبقنا عليها أي كنيسة أخرى من الكنائس التابعة للطقس اليوناني (أو البيزنطي). وذلك أننا كنا في السابق نحتاج، الرهبان بخاصة في أديارهم، وفي الأبرشيات والرعايا، كنا نحتاج إلى هذه الكتب لإقامة الصلوات الطقسية اليومية على مدار السنة. وهي: السواعية، كتاب المشاهرة (الميناون)، كتاب المعزي (باركليتيكي) والنبوءات، وكتاب التريوذيون لأيام الصوم، وكتاب البندكستاريون (للزمن الفصحي). ولم تكن هذه الكتب متوفرة (إلا السواعية) إلا في الأديار والكنائس الكبرى، حيث كان يوجد نسخة أو نسختان في كل كنيسة. لكن اللجنة الطقسية برئاستنا وبتوصية منا (وكنت آنذاك نائبا بطريركيا في القدس) لجأت إلى طريقة جديدة. فقسمنا الكتب على النحو التالي تحت هذا العنوان: "كتاب الصلوات الطقسية على مدار السنة لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك":

1- المجلد الأول - الجزء الأول: يحتوي على الكتب المذكورة آنفا في كتاب واحد، بحيث يحتوي على كل الصلوات للأشهر أيلول - تشرين الأول وتشرين الثاني. 2- المجلد الأول - الجزء الثاني: يحتوي على كل الصلوات للأشهر كانون الأول - كانون الثاني وشباط حتى بداية مرحلة الصوم. 3- المجلد الثاني - الجزء الأول: يحتوي على كل الكتب لإقامة الصلوات كاملة على مدى مرحلة الصوم الكبير المقدس، ويغطي الأشهر كانون الثاني - شباط - آذار - نيسان. 4- المجلد الثاني - الجزء الثاني: يحتوي على خدمة الأسبوع العظيم المقدس. 5- المجلد الثالث: يحتوي على الصلوات على مدى مرحلة زمن الفصح المبارك، وعلى خدمة الأشهر أواخر آذار - نيسان - أيار - حزيران. 6- المجلد الرابع: ويحتوي على الصلوات كلها للأشهر أيار - حزيران - تموز - آب.

وهكذا توفرت الكتب الطقسية لدى جميع الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمكرسين والمكرسات والأتقياء من جميع الرعايا. وقد ظهرت الكتب بحجمين: كبير للصلاة في الكنائس، وصغير للاستعمال الفردي. وقد جاء في المرسوم البطريركي الذي صدر به هذه الكتب سلفنا المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم هذه الأمنية: "لنا الأمل الوطيد أن تسهم هذه الكتب، بحلتها الجديدة، في إحياء تراثنا الليترجي العريق، وتفهم أعمق للروحانية الشرقية".

إيضاح: في الحسابين اليولي والغريغوري، أو الشرقي والغربي ننشر لفائدة المؤمنين هذا الشرح عن تاريخ عيد الفصح المجيد. السنة الشمسية، أو السنة الفلكية، هي المدة التي تقضيها الشمس في مسارها من نقطة الاعتدال الربيعي حتى رجوعها إلى النقطة ذاتها. وتستغرق هذه الدورة بالضبط 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة ونحو 46 ثانية.

فالمصريون كانوا قديما يحسبون سنتهم 360 يوما لا غير، فكان الاعتدال الربيعي والحالة هذه يتأخر سنويا عن ميعاده الفلكي نحو خمسة أيام وربع، بحيث كان الربيع ينتقل تدريجيا إلى جميع فصول السنة على نحو ما يجري اليوم في الحساب الهجري. فأصلحوا هذا الخطأ بعض الإصلاح إذ جعلوا السنة 365 يوما.

وفي عهد الامبراطور الروماني يوليوس قيصر (الذي توفي سنة 44 قبل المسيح) وبطلب منه، أصلح هذا الحساب الفلكي الاسكندري سوسيجنيس. فزاد على كل سنة ست ساعات. ومن هذه الزيادة يتألف كل أربع سنوات يوم كامل يضاف إلى آخر شباط. فيكون لشباط إذ ذاك 29 يوما وتسمى السنة"كبيسا" (أي تكبس إذ يضاف إليها يوم). وهذا الحساب الذي لا يزال قسم من الكنيسة الشرقية يسميه الحساب اليولي نسبة إلى يوليوس قيصر. يعرف أيضا بالحساب الشرقي.

فالحساب اليولي يعتبر السنة مؤلفة من 365 يوما و6 ساعات. فهو يزيد إذا على السنة الحقيقية الفلكية 11 دقيقة و14 ثانية. ومن هذه الزيادة يتألف كل مئة سنة 18 ساعة و35 دقيقة. وفي كل ألف سنة يصل الفرق إلى 7 أيام و17 ساعة و50 دقيقة.في سنة 1582 كان الفرق بين السنة الفلكية الحقيقية والحساب اليولي (الشرقي) عشرة أيام. فأصلح هذا الخطأ البابا غريغوريوس الثالث عشر، إذ أمر بأن ينتقل من الرابع من تشرين الأول إلى الخامس عشر منه. فاليوم الخامس من تشرين الأول عد الخامس عشر منه. وأمر بإضافة يوم كامل كل أربع سنوات، (السنة الكبيس). وكل 400 سنة تحسب السنون القرنية الثلاث الأولى غير كبيس والرابعة كبيسا. وعليه، كانت سنة 1700 و1800 و1900 غير كبيس وسنة 2000 تكون كبيسا.

ومع هذا الإصلاح يبقى فرق من نحو 24 ثانية كل سنة بين السنة الفلكية والسنة الغريغورية، بحيث يتألف من مجموع تلك الثواني يوم كامل كل 3500 سنة.

أما الحساب اليولي (الشرقي) فمن سنة 1582 إلى اليوم تقهقر ثلاثة أيام أخرى. فزاد يوما سنة 1700، ويوما سنة 1800، ويوما آخر سنة 1900. ولذا فالفرق بين الحسابين حاليا (1997) هو 13 يوما.

بدأت كنيستنا الملكية الكاثوليكية تسير على الحساب المصلح، المعروف بالحساب الغريغوري (الغربي)، منذ سنة 1858، في عهد المثلث الرحمة البطريرك إكليمنضوس بحوث. وقد أخذ يتبع تدريجيا الحساب الغريغوري القسم الأكبر من ذوي الطقس اليوناني البيزنطي. ما سبب الفرق في تاريخ عيد الفصح بين الحسابين؟ يجيب على هذا السؤال السيد بطرس سولوجوب، وهو مهندس أرثوذكسي مقيم في باريس وأحد المسؤولين عن الأخوة الأرثوذكسية في فرنسا وأمين صندوقها: إلتأم المجمع المسكوني الأول في نيقية في عام 325 ليحدد خصوصا موقف الإيمان القويم من الآريوسية. لكنه بحث أيضا قضية تاريخ عيد الفصح المختلف عليه. فقرر أن يحتفل جميع المسيحيين في المشرق والمغرب بقيامة الرب يسوع في يوم واحد، هو الأحد الأول بعد البدر الذي يلي اعتدال الربيع (21 آذار). ولهذا القرار مغزى عميق لعلاقته بتاريخ الفصح العبري، وبالتالي موت السيد المسيح وقيامته. إعتمد آباء المجمع الجداول الفصحية المبنية على التقويم اليولي والمعلومات الفلكية القديمة التي كانت معروفة آنذاك، لا سيما الدورة الفلكية للفلكي الأثيني متون (القرن الخامس قبل الميلاد). وكان هذا الفلكي قد استخلص أن في كل تسع عشرة سنة 135 دورة قمرية، وأن القمر، بعد انقضاء هذه الحقبة يعود إلى الظهور في التاريخ نفسه. على هذه القاعدة، وبموجب قرار مجمع نيقية جرت الكنيسة الأرثوذكسية حتى اليوم. ولكن في القاعدة سببين للخطأ:

1- التقويم اليولي، أساس تحديد تاريخ الفصح، ينقص يوما كاملا كل قرن، فلا يطابق على مر الأجيال، الحسابات الفلكية. ومنذ ذلك الزمان (325) نقص الحساب ثلاثة عشر يوما. فلم يعد اعتدال الربيع يقع في 21 آذار.

2- في دورة الفلكي متون خطأ، وبالتالي فإن البدر المعين في جداول الفصح التي تستند إلى هذه الدورة يتأخر أربعة أو خمسة أيام عن الحساب الحقيقي.

في عام 1582 صحح التقويم الغريغوري هذه الأخطاء لكي يبقى أمينا لقرار مجمع نيقية. إذا الحسابان اليولي والغريغوري حريصان على التقيد بقرار مجمع نيقية. والخلاف بينهما يعود إلى طريقة حساب تاريخ بدر الربيع.

فيما يلي مثال على الاختلاف في تاريخ عيد الفصح بين الشرق والغرب:

1- إذا وقع بدر الربيع في 2 نيسان يتوحد تاريخ القيامة لدى جميع المسيحيين، إلا إذا كان ثمة خطأ (وهذا يحدث أحيانا) في تحديد بدر الربيع بموجب متون، وبالتالي يتأخر عيد القيامة الأرثوذكسي أسبوعا كاملا (9 نيسان).

2- أما إذا وقع قبل 2 نيسان فيجب على الكنيسة الأرثوذكسية أن تنتظر بدر الربيع اليولي اللاحق أي أربعة أسابيع، وربما زيد عليها أسبوع خامس حسب تقويم متون.

هذا ما جرى في العام 1983، حل بدر الربيع يوم الاثنين 28 آذار وكان الأحد الذي يليه يقع في 3 نيسان، فعيد المسيحيون، غير الأرثوذكس، القيامة المقدسة. وبما أن 28 آذار ليس بدء الربيع حسب التقويم اليولي، تأخر بدر الربيع الأرثوذكسي شهرا كاملا، إلى 27 نيسان. فكان على الأرثوذكس أن يعيدوا الفصح في 1 أيار، وهو الأحد الأول بعد بدر الربيع. إلا أنهم اضطروا إلى التأجيل أسبوعا آخر أي 8 أيار، مراعاة للجداول الفصحية القائمة على دورة متون.

أجريت دراسات إضافية في هذا الموضوع في المؤتمرين التحضيريين الأرثوذكسيين للمجمع الأرثوذكسي العام في شامبيزي (جنيف) في عامي 1977 و1982. فجاءت نتيجة الأبحاث تؤكد خطأ التقويم الأرثوذكسي وضرورة تصحيحه باتباع التقويم الغريغوري أو سواه. لكن لم يتخذ أي قرار حاسم لأسباب رعوية لا مجال لذكرها، أهمها أن المؤمنين الأرثوذكسيين غير مهيئين لذلك. وأن أي تعديل لقرارات المجامع المسكونية يجب أن يصدر من مجمع مسكوني. هذا الوضع هو سبب إزعاج كبير في الحياة العملية: برامج المدارس والتجارة والفرص الرسمية وسواها والسفر وبرامج الطيران ومواسم السياحة، كما أنه سبب ألم في قلوب المؤمنين الذين يرغبون أن يعبروا عن شوقهم الكبير إلى وحدة المسيحيين من خلال هذا الاحتفال السنوي المشترك بأكبر أعياد المسيحية، بالعيد الكبير عيد الفصح والقيامة المجيدة. توحيد العيد في الوثائق الكنسية عالج المجمع الفاتيكاني الثاني موضوع تاريخ الفصح في وثيقتين: في الوثيقة حول الليترجيا المقدسة (1963) في الفصل الملحق لهذه الوثيقة، ويعالج قضية تثبيت عيد الفصح. وهذا نصه:

"إن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني المقدس، إذ يقدر الأهمية الكبرى التي تنطوي عليها رغبات الكثيرين في أن يعين عيد الفصح في أحد محدد، ويثبت التقويم، وبعد البحث الدقيق في ما يمكن أن ينتج عن إدخال تقويم جديد، أقر ما يلي:

1- المجمع المقدس لا يعارض أن يعين عيد الفصح في أحد محدد في التقويم الغريغوري، على أن يوافق على ذلك من يهمهم الأمر، ولا سيما الإخوة غير المتحدين في شركة الكرسي الرسولي.

2- وفضلا عن ذلك فالمجمع المقدس يعلن أنه لا يتأبى الخطط التي تهدف إلى إدخال تقويم دائم في المجتمع المدني.

وفي الأساليب المختلفة التي تخيلت لوضع تقويم دائم وإدخاله في المجتمع المدني لا تقف الكنيسة موقف رفض إذا كانت الأساليب تحافظ على الأسبوع المؤلف من سبعة أيام من ضمنها الأحد، ولا تدخل على الأسبوع أي يوم آخر، بحيث يبقى التسلسل الأسبوعي سالما، ما لم يطرأ أسباب خطيرة جدا يترك الحكم في شأنها للكرسي الرسولي.

والوثيقة الثانية هي في المرسوم في الكنائس الشرقية (1964). وفيه يوصي المجمع في الرقم 20 بالسعي للتعييد معا لأجل التعبير عن وحدة المسيحيين. ويتمنى المجمع أن يتفق جميع المسيحيين على تاريخ مشترك واحد للاحتفال بعيد الفصح. وفي انتظار ذلك، ورغبة في توثيق عرى الوحدة بين المسيحيين المقيمين في المنطقة الواحدة أو البلد الواحد، يطلب إلى البطاركة أو السلطات الكنسية العليا المحلية أن يتوافقوا، بإجماع الرضى وبعد التفاوض مع من يهمهم الأمر، على الاحتفال بعيد الفصح في يوم واحد، على أن يكون يوم أحد".

والوثيقة الثالثة نجدها في "التوجيه الصادر عام 1996 من قبل المجمع للكنائس الشرقية لأجل تطبيق المبادىء الليترجية الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية"، وقد جاء فيها: "وطالما لم يتوصل جميع المسيحيين بعد إلى الاتفاق المرتجى لتحديد يوم واحد للاحتفال المشترك بعيد الفصح، يجب تشجيع الممارسة المألوفة عند بعض الجماعات الكاثوليكية العائشة في بلدان ذات أكثرية أرثوذكسية، بأن يحتفلوا بالفصح في اليوم نفسه مع الأرثوذكس، وفقا للملحق الوارد في الدستور المجمعي (الليترجيا المقدسة) وفي الرقم 20 من القرار المجمعي (الكنائس الشرقية الكاثوليكية). وهذا يسمح للمؤمنين الكاثوليك، ليس فقط بأن يدلوا بعلامة أخوة مسكونية، بل أيضا بأن ينخرطوا بتناسق في الحياة المدنية بتفادي فارق في الوقت خال من أي معنى.

هذا النص دعوة موجهة من قبل السلطة الكنسية العليا إلى الجميع: بطاركة ومطارنة وكهنة ورعاة ورعية، وإلى جميع المؤمنين لكي يكثفوا الجهود في سبيل تحقيق هذه الرغبة الشعبية بالاحتفال المشترك بالعيد الكبير. ويدعو الكاثوليك لكي يعيدوا على الحساب اليولي في المناطق التي فيها الأكثرية هم أرثوذكس. وهذا واقع سوريا وواقع المسيحيين في العالم العربي، حيث المسيحيون العرب هم حوالي 15 مليون أكثرهم أقباط أرثوذكس، ويأتي الروم الأرثوذكس، ثم الموارنة ثم الروم الكاثوليك وباقي الطوائف (الأرمن، السريان، الكاثوليك...)

هذا النص يتعدى منطق المفاضلة "الدينية" أو "العقائدية" أو " الحسابية" أو "العلمية" بين الحسابين الغريغوري واليولي. في الواقع ليس لهما مؤدى لاهوتي: إنهما حسابان فلكيان أحدهما من أصل روماني وثني وضعه الإمبراطور يوليوس قيصر الذي عاش عام 101- 44 قبل المسيح، وعلى أساسه حدد المجمع النيقاوي تاريخ عيد الفصح. والثاني هو الحساب اليولي المصحح على عهد البابا غريغوريوس الثالث عشر وبأمره (1572-1585).

جهود في سبيل التعييد معا إن تعييد الفصح معا كان عبر التاريخ أحد عناصر الوحدة المسيحية. ولكن الوحدة المسيحية قيمة أكثر أهمية من اختلاف الحسابات الفلكية.

يقول البابا يوحنا الثالث والعشرون: "إن ما يجمعنا نحن المسيحيين أكثر بكثير مما يفرقنا". وبخاصة ما يجمعنا هو قانون الإيمان الواحد الذي يتلوه يوميا كل المسيحيين شرقا وغربا على اختلاف وتنوع طوائفهم. ولذا فإننا نفرح بكل ما يجمعنا في هذا الإيمان الواحد ونسعى للمزيد من الوحدة. وقد نما الحوار المسكوني بين الكنائس بخاصة منذ المجمع الفاتيكاني الثاني لأجل تذليل العقبات التي تحول دون وحدة المسيحيين شبه الكاملة. وكلنا نعرف أن العقبة الأساسية الكبرى هو مفهوم الوحدة فيما يتعلق بممارسة السلطة الكنسية وبنوع خاص سلطة بابا روما في التاريخ والحاضر، في الرؤيا والعقيدة والممارسة. ولا مجال للتوسع في هذا الموضوع.

أما الاحتفال بعيد القيامة المقدسة والفصح المجيد فهو شأن حسابي محض، وقد أوضحنا الأمر في الدراسة التاريخية أعلاه. ولكنه موضوع رغبة شعبية عامة.

إن كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية كانت مرنة جدا في هذا الموضوع. وهذا ما عبر عنه المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ في منشوره حول اتباع الحساب اليولي في مصر عام 1967. وقد جاء فيه: "رأت الكنيسة الكاثوليكية في القطر المصري (استنادا إلى توجهات المجمع الفاتيكاني الثاني) أنه تقضي المصلحة المسيحية العمومية والرغبة في اتحاد الكنائس بأن يتخلى المسيحيون الكاثوليك والإنجيليون عن إقامة العيد الكبير بحسب تقويمهم المصحح وأن يسيروا مؤقتا في التعييد بحسب التقويم القديم الذي تجري عليه الأكثرية المسيحية في البلاد (أعني القبطية الأرثوذكسية).

فبعد استشارة من رأينا استشارتهم قد أمرنا أن تحتفل طائفتنا في القطر المصري التابعة لبطريركيتنا الاسكندرية بعيد الفصح المجيد وفقا للتقويم اليولي غير المصحح. وذلك ابتداء من هذا العام المبارك 1967 إلى أن يتم اتفاق عام بين كل الكنائس المسيحية". وهكذا وبنفس العقلية المنفتحة وافقنا عام 1995 أثناء خدمتنا في القدس كنائب بطريركي على أن يعيد قسم من رعايانا على الحساب اليولي (رام الله ونابلس وسواهما في شمال الضفة). بينما رعايانا في بيت لحم وبيت ساحور والقدس بقيت تعيد على الحساب الغريغوري. ولم يحدث هذا التدبير أي انقسامات في الطائفة. والأمر نفسه وافق عليه بطريرك اللاتين ميشال صباح والإنجيليون والأنكليكان. ولم يحدث القرار أي شقاق بين أبناء الطوائف.

أردنا أن نقوم بخطوة مماثلة بعد انتخابنا بطريركا وبمناسبة زيارة المثلث الرحمة خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني في سوريا في أيار 2001. ذلك أننا وجدنا في أرشيف البطريركية وثائق كثيرة تطالب بالوحدة منذ حوالي 20 سنة قبلنا. لكننا لم نوفق في إقناع إخوتنا الأساقفة الأحباء من باقي الطوائف الكاثوليكية بضرورة الموافقة وأخذ قرار مشترك، لكي نفرح قلوب أبنائنا وبناتنا التائقين بشوق كبير إلى توحيد العيد. وهذا سبب خيبة أمل كبرى عند معظم رعايانا في كل سوريا ومن جميع الطوائف الكاثوليكية. وقد قام المؤمنون جماعات وأفرادا بخطوات كثيرة لدى رؤساء الكنائس. وعبر الشباب بخاصة عن رغبتهم القوية بتوحيد العيد. وتقام ندوات وصلوات كثيرة لأجل تحقيق هذه الرغبة الشعبية. ولكننا لا نفقد الأمل.

نداء للتعييد معا وقد كتبنا رسالة إلى أصحاب الغبطة والمطارنة في كانون الثاني (يناير) عام 2005 بمناسبة أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين، نقتطف منها هذه المقاطع: "في كل محاولات توحيد العيد في مصر والأردن وفلسطين، كانت المرونة القاعدة الذهبية. والهدف هو أن نعيد معا ولو على مراحل. انطلاقا من هذه المعطيات أطلق ندائي مجددا إلى إخوتي أصحاب الغبطة البطاركة، وأصحاب السيادة المطارنة في لبنان وسوريا، مناشدا إياهم أن يستجيبوا لنداء المؤمنين الملح والمتكرر. إنهم في أكثريتهم الساحقة يطالبوننا بأن نعيد معا. لأن العيد المشترك هو بالنسبة إليهم رمز وتعبير لوحدتهم المسيحية ولحضورهم المسيحي ولشهادتهم المسيحية في مجتمعهم. وكلنا سمعنا هذه النداءات، وكلنا نعرف شغف مؤمنينا أن يروا تحقيق أمنيتهم الغالية أن يعيدوا معا عيدهم الكبير الواحد أمام مواطنيهم الآخرين".

هل يجوز أن نصم آذاننا عن سماع أصوات أبنائنا وبناتنا؟ وهلا سمعنا نداء المجمع الفاتيكاني الثاني ونداء المجمع للكنائس الشرقية الواضح في الوثائق المذكورة؟ وبهذا المعنى تكلم مرارا نيافة الكاردينال كاسبر رئيس المجلس الحبري لوحدة المسيحيين. وهل ننسى صوت قداسة البابا يوحنا بولس الثاني يتكلم مرارا عن أهمية التعييد معا خاصة في منطقتنا؟.

وإنني أعتقد أن قرارا بالتعييد معا في سوريا ولبنان يخدم قضية حضورنا وشهادتنا المسيحية، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، وعلى أثر ما يراد من صراع بين المسيحية والإسلام. اليوم أكثر من أي يوم مضى نحتاج إلى علامات الأزمنة، إلى مبادرات صارخة يشتاق إليها شعبنا المتعطش إلى الوحدة المسيحية، وإلى التقدم في سبيلها مهما كانت الخطوات صغيرة أو كبيرة". "لا بل إنني أناشد إخوتي باسم المسيح، أن نحترم حرية بعضنا البعض. وإذا أرادت كنيسة أن تقوم بهذه الخطوة وحدها، فلا يجب أن يعتبر ذلك شرخا في الصف الكاثوليكي أو على المستوى العالمي". هذا مع العلم أن منطق المؤمنين هو: "من الأفضل أن أعيد مع جاري القريب ولو اختلفت مع أبناء طائفتي نفسها في مناطق أخرى". جارك القريب ولا أخوك البعيد، هذا هو منطق الشعب، وصوت الشعب هو صوت الله.

هذا هو واقع كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية المنفتحة، فالعيد في كنيستنا هو على الحساب اليولي في مصر والأردن وجزء من فلسطين، وعلى الحساب الغريغوري في لبنان وسوريا، ولا أحد يشعر بالحرج. سعي كنسي مشترك لأجل عيد فصح واحد ثابت ومشتر ألخص موضوع التعييد معا بهذه النقاط حول تاريخ عيد الفصح الذي شغل ولا يزال يشغل حيزا كبيرا في تاريخ الكنيسة شرقا وغربا.

1- حدد تاريخ عيد الفصح في المجمع المسكوني في نيقية على أساس الحساب الفلكي اليولي، ودعي الحساب اليولي. يسمى اليوم في الشرق "الحساب الشرقي" وفي أوروبا "الحساب القديم".

2- صحح التاريخ اليولي البابا غريغوريوس الثالث عشر، فدعي الحساب الغريغوري ويسمى عندنا الغربي.

3- سار على الحساب الغريغوري الغرب عموما وبالتحديد الكنيسة الكاثوليكية والإنكليزية والبروتستانت. ولاحقا أيضا عموم الكنائس الكاثوليكية الشرقية.

4- سار على الحساب الغريغوري أيضا مجموعة كبيرة من الكنائس الأرثوذكسية. 5- الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط تسير على الحساب الغريغوري (ما عدا بطريركية القدس في فلسطين والأردن) إلا في ما يتعلق بتاريخ الفصح، فهي تسير على الحساب اليولي.

6- المجمع الفاتيكاني الثاني عرض اقتراحين بشأن تاريخ الفصح.

الأول: العمل معا شرقا وغربا على المستوى المدني العالمي لأجل تثبيت تاريخ عيد الفصح بحيث يقع يوم الأحد بين 9 و15 نيسان. واضعا جانبا النقاش حول الحسابين اليولي والغريغوري.

الثاني: دعا المجمع ومجمع الكنائس الشرقية الكاثوليكية إلى العمل على اعتماد الحساب اليولي حيث أكثرية المسيحيين أرثوذكس. وهذا يعتبر حلا جميلا مؤقتا سعيا وراء مزيد من الوحدة بين المسيحيين. وقد تحقق هذا المطلب في مصر (1971) والأردن (1972) وبعض مناطق فلسطين وفي بعض رعايا وقرى في لبنان وسوريا.

1- الحل الأمثل والأكمل هو أن يعمل الشرق والغرب معا، وبخاصة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنائس الأرثوذكسية اليونانية البيزنطية. فتسعى معا لاعتماد تاريخ واحد ثابت للعيد يقع يوم الأحد بين 9 و15 نيسان. بالأسف توقفت الجهود في سبيل تحقيق هذا الحل الأمثل الذي يرضي الجميع.

2- من جهتي سأكون رسولا لوحدة العيد، وسأقدم هذه الرسالة والدراسة إلى السينودس الخاص بالشرق الأوسط، داعيا قداسة البابا وآباء السينودس الشرقيين والغربيين لكي يتبنوا توصية بإعادة طرح التاريخ الواحد والثابت والمشترك لعيد الفصح.

3- كما أنني سأقترح أن يتبنى السينودس المذكور توصية بحث المسيحيين رعاة ومؤمنين خاصة في لبنان وسوريا على اعتماد الحساب اليولي لعيد الفصح باعتبار ذلك حلا راعويا مؤقتا بانتظار الحل النهائي. وذلك لأجل تحقيق غاية السينودس وشعاره: شركة وشهادة!.

4- كما أنني سأتصل بكنائس كثيرة أرثوذكسية وكاثوليكية وغيرها في كل العالم، طالبا بإلحاح وتواضع وثقة أن يعملوا لأجل تحقيق هذه الغاية المقدسة.

وأدعو المؤمنين جميعا وإلى محبي الوحدة المسيحية أن يساندوا هذه الجهود بالصلاة والمساعي الحثيثة. ومريم أمنا جميعا، سيدة الوحدة، ستبارك جهود جميع أبنائها من كل الطوائف والكنائس حتى تتحقق صلاة يسوع "أن يكونوا واحدا".

دعوة إلى الوحدة مهما كان من شأن العيد المشترك والتعييد معا على حساب واحد، فالأهم هو الوحدة المسيحية. ولهذا أدعو جميع المؤمنين من أبناء وبنات أبرشياتنا وبخاصة الشباب مستقبل الأوطان والكنيسة، وجميع المؤمنين المسيحيين الذين يعيدون هذا العام معا عيد الفصح المجيد، وقيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، أدعوهم إلى الوحدة والتلاحم والمحبة والألفة بين العائلات، وأبناء الحي الواحد، والبلدة الواحدة والرعية الواحدة. أدعوهم جميعا الكبار والصغار والرجال والنساء والفقراء والأغنياء وبخاصة الشباب، إلى الثبات في إيمانهم المقدس، وإلى المحافظة على هويتهم الروحية الإيمانية، وإلى الانتماء الكنسي، وإلى مزيد من الشركة والشراكة والتضامن والتعاون، والاعتزاز بإيمانهم، والجهار به بتواضع وإباء. ولكي يسيروا معا (وليس فقط أن يعيدوا معا) مسيرة الإيمان المقدس بالرغم من التحديات والصعوبات والآلام والمضايقات والعقبات. ولكي يشهدوا معا لإيمانهم الجميل وقيم الإنجيل المقدس، ولمحبتهم للسيد المسيح الحي في قلوبهم وضمائرهم وحياتهم، في سرهم وجهرهم. وهكذا يكونون في مجتمعاتهم وأوطانهم العربية وفي كل مكان، وفي كل ميادين الحياة الاجتماعية والإيمانية والثقافية والصحية والسياسية، يكونون كما علمهم السيد المسيح وأمرهم وأوصاهم، ملحا ونورا وخميرة جيدة تخمر الخمير كله، والمجتمع كله.

إلى هذا يدعونا السينودس أو المجمع الخاص بكنائسنا خاصة الكاثوليكية في الشرق الأوسط الذي سينعقد في تشرين الأول 2010. وأظن إذا خرج هذا المجمع بقرار التعييد معا، فسيكون هذا القرار من أهم ما ينتظره المؤمنون.

بولس يدعونا إلى الوحدة إلى هذه الوحدة الحقيقية التي تتجلى في العيد المشترك، وفي قيم إيماننا المقدس، يدعونا بولس الرسول العظيم، ويشرح لنا أسمى معاني الوحدة مع الله، ومع البشر، وأبلغ تجليات الوحدة بين البشر. إنها وحدة الله ووحدة البشر فيما بينهم ومع الله. إنها الوحدة البشرية والإلهية والكونية والإنسانية. وهي الكفيلة بأن تقود البشرية كلها، والدول والشعوب والأمم إلى مسيرة روحية إيمانية مشتركة، تضم جميع المؤمنين المسيحيين فيما بينهم، والمسيحيين والمسلمين في هذه الأوطان العربية، لكي يحققوا معا متضامنين متحابين مقاصد الله عليهم، والمزيد من الرقي والازدهار والرفاه والأمن والأمان. ومعا يبنون في أرض البشر، في أوطانهم حضارة الله، حضارة المحبة والسلام.

ولنستمع إلى أقوال بولس يدعونا إلى الوحدة التي هي أسمى معاني القيامة والحياة. " أحرضكم أنا الأسير بالرب، أن تسلكوا مسلكا يليق بالدعوة التي دعيتم إليها. بكل تواضع ووداعة وصبر. إحتملوا بعضكم بعضا بمحبة. إجتهدوا في حفظ وحدة الروح برباط السلام. فإن الجسد واحد، والروح واحد، كما أنكم بدعوتكم قد دعيتم إلى الرجاء الواحد. إن الرب واحد. والإيمان واحد. والمعمودية واحدة. والإله واحد. والآب واحد للجميع وفوق الجميع. وخلال الجميع وفي الجميع" (أفسس 4: 1-6)، "وهكذا نصل وننتهي جميعا إلى الوحدة في الإيمان. وإلى معرفة ابن الله. إلى حالة الإنسان البالغ. إلى ملء اكتمال المسيح" (أفسس 13:4)، "واسلكوا في المحبة على مثال السيد المسيح الذي أحبكم" (أفسس 2:5) وهذه العبارة الأخيرة هي شعارنا الكهنوتي والأسقفي والبطريركي. (للمزيد يمكن قراءة الفصلين 12 و13 من رسالة القديس بولس إلى الكورنثيين حول وحدة المواهب الروحية، ووحدة الجسد والكنيسة، وصفات المحبة قمة معاني الوحدة).

معايدة بهذه التأملات الروحية، وبآمال القيامة وبأشواق الوحدة وحرارة المحبة وفرح القيامة المجيدة والعيد الكبير المشترك، نتوجه إلى إخوتنا الأساقفة وإلى أحبائنا الكهنة وهم المؤتمنون على وديعة "الوحدة في الإيمان" في رعاياهم وبخاصة في عام الكاهن. كما نتوجه إلى جميع أبناء وبنات أبرشياتنا ورعايانا في البلاد العربية المحبوبة وفي العالم أجمع، وبخاصة في أبرشياتنا في البرازيل وفنزويللا والأرجنتين الذين سنزورهم في آب المقبل. كما نتوجه إلى العائلات وإلى الشباب موضوع محبتنا المميزة. ونتوجه إلى جميع المسيحيين المعيدين هذا العيد معا، وإلى جميع المواطنين، وإلى المسلمين الذين يشهدون على وحدة عيدنا، نتوجه إليهم وإليكم جميعا أيها الأحباء، أنتم قراء وقارئات هذه الرسالة، بأسمى عواطف ومشاعر المحبة والمودة وأماني العيد. ولتسرْ شعوبنا في مشرقنا العربي معا، مسيحيين من كل الطوائف ومسلمين، مسيرة الإيمان والرجاء والمحبة والتضامن والتراحم والوحدة، مسيرة الازدهار ومسيرة السلام، وهو الخير الأكبر لشعوبنا وبخاصة لأجيالنا الشابة. ومعا ننشدْ بقلب واحد، ونغم جميل حماسي واحد، وإيمان جبار واحد، و?نتماء كنسي ثابت، وفرحة قلوبنا ونفوسنا وبكل مشاعرنا: المسيح قام! حقا قام! وكل عام وأنتم بخير!

 

الرئيس الحريري أجرى محادثات رسمية في بلغاريا مع رئيسي الجمهورية والوزراء ورئيسة الجمعية الوطنية:

المحكمة الدولية تعمل جديا من خلال الاثباتات والحقائق لكي نغلق صفحة سوداء في لبنان ونكشف حقيقة الاغتيالات

الرئيس بارفانوف:نوجه شركاتنا للمشاركة في إعمار لبنان

الرئيس الحريري استطاع بتشكيل الحكومة أن يطبق التوازن

وطنية - 29/3/2010 - أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري محادثات اليوم مع رئيس الجمهورية البلغاري جورجي بارفانوف ورئيسة الجمعية الوطنية السيدة تسيتسكا تساشيفا ورئيس الحكومة بويكو بوريسوف، تناولت الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والتعثر في عملية السلام العربية الاسرائيلية وسبل تقوية العلاقات الثنائية وتنشيطها بين البلدين، ولا سيما على الصعيدين الاقتصادي والسياحي.

لقاء رئيس الوزراء

وكان الرئيس الحريري استهل لقاءاته الرسمية باجتماع ثنائي عقده مع رئيس الحكومة البلغاري في مقر رئاسة الحكومة عند الساعة العاشرة قبل الظهر، استمر ساعة كاملة. ثم تحول الى اجتماع موسع حضره عن الجانب البناني سفيرة لبنان في صوفيا ميشلين ابي سمرا ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارون محمد شطح وهاني حمود ومازن حنا، وعن الجانب البلغاري مديرة مكتب رئيس الوزراء روميانا باشفاروفا ونائب وزير الخارجية مارين رايكوف ونائب وزير الاقتصاد والطاقة والسياحة افغيني انجيلوف ومدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بيتكو ديميتروف وعدد من المسؤولين.

مؤتمر صحافي مشترك

بعد انتهاء المحادثات عقد مؤتمر صحافي مشترك استهله الرئيس الحريري بكلمة قال فيها: "إن وجودي هنا اليوم هو لتأكيد الأهمية التي نوليها لعلاقاتنا مع بلغاريا. لقد عقدت للتو اجتماعا جيدا جدا مع رئيس الوزراء بوريسوف، وبحثنا التحديات السياسية والاقتصادية التي نواجهها اليوم واستكشفنا المجالات المحتملة للتعاون بين بلدينا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية.

في ما يتعلق بالتحديات السياسية، فإن بلغاريا، وعبر وجودها في الاتحاد الأوروبي، تستطيع أن تلعب دورا مهما في نشر رسالة ملحة عن الحاجة إلى المضي قدما في عملية السلام. فالناس تميل إلى نسيان أن الوضع في الشرق الأوسط لم يعد يقتصر على الحدود الجغرافية للمنطقة. إن تداعيات الفشل الديبلوماسي في التوصل إلى حل للنزاع العربي - الإسرائيلي سوف تمس حياة كل فرد منا، في الشرق الأوسط وفي أوروبا والعالم كله. والسبب بسيط، لانه في كل يوم يتم فيه بناء مستوطنة جديدة في القدس الشرقية، يولد متطرف جديد. وفي كل مرة نفشل في جمع الأطراف معا، ننجح في إبعاد شخص معتدل، ستكون النتائج كارثية.

أما في ما يتعلق بالتحديات الاقتصادية، فإن بلغاريا ولبنان هما من الاقتصادات الناشئة. وبالرغم من أن العلاقات التجارية بيننا لا ترقى إلى حجم طموحاتنا المشتركة، أعتقد أن هناك ما يكفي من النقاط المشتركة بين اقتصادينا لتطوير علاقات أوثق لمصلحة البلدين. إن بلغاريا، بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، هي في وضع يخولها تطوير قدراتها الاقتصادية. وأعتقد أن إمكانات بلادكم اليوم واعدة. أما بالنسبة إلى لبنان، فقد حققنا معدلات نمو لافتة خلال السنوات الثلاث الاخيرة، ونتوقع نموا أكبر في السنة المقبلة. وهذا يعود إلى حد كبير إلى الثقة المعززة نتيجة الاستقرار السياسي، وظهور لبنان كملاذ آمن خلال الأزمة المالية.

ولو لم أكن مؤمنا بضرورة تعزيز علاقاتنا الثنائية، لما كنت اليوم هنا برفقة مجموعة من الأفراد المميزين جدا في القطاع الخاص في لبنان. بإمكاننا ان نتعلم من بعضنا البعض، وبإمكاننا إرشاد بعضنا البعض، وبامكاننا أن نكون مثالا في القدرة على بناء علاقات قوية بين الاتحاد الأوروبي والشرق الاوسط".

كلمة رئيس وزراء بلغاريا ثم تحدث رئيس الوزراء البلغاري فقال: "إن عائلة الحريري معروفة على امتداد العالم العربي وزيارة دولة الرئيس الحريري لبلغاريا اليوم يتابعها العالم العربي لأن للبنان موقعا محوريا في اعادة احياء الثقة وتدفق الاستثمارات من الشرق الاوسط الى بلغاريا. إن صداقتنا لها تاريخ عريق ويسرني ان تتاح لنا اليوم فرصة لننفذ ما طرح سابقا أثناء زيارة والد الرئيس الحريري الرئيس رفيق الحريري الى بلغاريا قبل سنوات خلت، ونحن اليوم نستطيع ان نتحرك في اتجاه التطبيق العملي. كما أود أن أهنئ السيد الحريري على تشكيله الحكومة في ظل ظروف بالغة التعقيد، وقد استطاع أن يطبق التوازن في لبنان، على الرغم من شبابه، إلا أن ذلك يجعل منه ذا اهمية واعدة ومحورية في الشرق الاوسط. إن مواقفنا شبيهة بمواقف الاتحاد الاوروبي، ونرى أنه لا بد من الحل العادل للسلام في الشرق الاوسط، شأنه شأن موضوع البرنامج النووي الايراني الذي يثير بعض المخاوف لدى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، أي أننا نتضامن في رغبتنا المشتركة لكي نقدم ما فيه مصلحة شعوب المنطقة ومجتمعاتها ولنا جميعا. إننا نقدم تعازينا لكل من لقي مصرعه في انفجارات مترو موسكو اليوم، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن لا حدود للارهاب، لأنه قادر على التحرك في أي بلد من البلدان وليست هناك دولة في منأى عنه. نحن كحكومة وضعنا نصب أعيننا بذل كل جهد ممكن من خلال مشاريعنا المشتركة والسماء المفتوحة بين البلدين لكي نسهم في ألا يكون هناك أي أهمية لعوامل الدين. وقد دعوت الرئيس الحريري الى إلقاء نظرة من شرفة مكتبي ليرى أننا في صوفيا، وفي إطار كيلومتر مربع واحد، لدينا كنسية أرثوذكسية وكنيسة كاثوليكية وكنيس يهودي ومسجد اسلامي، وهذا يشكل دليلا على أننا شعب متسامح عاش سنوات طويلة تحت الاستعمار العثماني. وأعتقد أن تاريخنا قد علمنا أن نكون متسامحين".

من ناحيته قال الرئيس الحريري: "أود أن أعبر عن إدانتي الشديدة للاعتداء الارهابي البشع الذي وقع في موسكو هذا الصباح. هذا الاعتداء الذي يذكر بأهمية التعاون لمكافحة الارهاب الذي لا يعرف حدودا ولا ديانة ولا انسانية، وأقدم التعازي الحارة الى الشعب والحكومة الروسيين". وأضاف: "تكلمت اليوم مع دولة الرئيس على الامور الاقتصادية التي تهم بلدينا، ورأينا أن كلا بلدينا يتطور الى الافضل في المجال الاقتصادي. إن الازمة المالية في مكان ما أثرت على بلغاريا أكثر من لبنان، ولكن ذلك يسمح لنا نحن في لبنان بأن نتطلع الى الاستثمار في بلغاريا وحض القطاع الخاص على المجيء الى هذا البلد ليستكشف الفرص الاستثمارية الكبيرة الموجودة في بلغاريا. من هذا المنطلق فإن لبنان يشكل أيضا فرصة لرجال الاعمال البلغاريين ليأتوا الى لبنان ويستثمروا فيه في مجالات الكهرباء والمياه والطرق والاتصالات والاستثمار العقاري ايضا. نحن نتطلع الى مستقبل أفضل في علاقاتنا الثنائية، وقد رأيت أن الرئيس بوريسوف رجل براغماتي جدا ويريد العمل سريعا لتفعيل العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، وستكون هناك علاقة مباشرة بيننا لوضع خطة عمل سريعة من أجل دفع العلاقات الثنائية، وخصوصا في المجال الاقتصادي، لأن لبنان يحتاج الى بلغاريا وبلغاريا تحتاج الى الاستثمارات اللبنانية فيها. وأود أن أشكر دولة الرئيس على وصفه عائلتنا بالمهمة بالشرق الاوسط، ونحن نسعى دائما الى السير بمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يؤمن دائما بأن العلاقات بين الشعوب تقوم على التواصل والاقتصاد المشترك والتعاون وتقديم الخدمات للشعوب وفتح الاقتصادات بين البلدان وهدم الحواجز التي تحول دون تواصل هذه الاقتصادات. إن بلغاريا تمثل جزءا من الاتحاد الاوروبي، ونحن وقعنا اتفاق الشراكة مع الاتحاد وهذا مهم جدا بالنسبة الينا، ويهمنا جدا التعاون في ما بيننا، خصوصا بعد الحماسة التي لمسناها من دولة الرئيس لتطوير هذه العلاقة.

ثم تحدث رئيس الوزراء البلغاري مجددا، وقال: "مرة أخرى أشكركم على التقويم العالي، وأسمح لنفسي بأن أقول إنه بالاضافة الى رغبتنا في جذب الاستثمارات، وهو أمر مهم جدا في ظل الازمة الاقتصادية، فنحن نوفر الظروف الممتازة للتعاون من خلال التعاقد بين الحكومتين على حماية القطاع الخاص، وهذا سينطبق على الشركات البلغارية التي تعمل في مجال الكهرباء، وسنوجهها للمشاركة في إعادة إعمار لبنان. إن للقائنا اليوم أهمية مزدوجة للقطاع الخاص في بلدينا، ونحن كحكومتين سنؤيد وندعم ونشجع ونمول ونقوم بكل ما في وسعنا في هذا المجال.

سئل الرئيس الحريري: ما هو إمكان تطوير العلاقات الاقتصادية بين لبنان وبلغاريا؟ وما هو تقويمكم لعمل المحكمة الدولية التي تعمل على تقصي الحقائق في اغتيال والدكم؟ اجاب: "ان مجالات التعاون بين بلدينا كثيرة، خصوصا في المجال الاقتصادي، وبعد كل أزمة اقتصادية يمكن أن تكون هناك فرص جديدة لتتمكن الدول من مساعدة بعضها بعضا أو الاستثمار في ما بينها. إن لبنان اليوم من خلال الوضع الاقتصادي الحالي فيه وحيوية القطاع الخاص، يتمتع بالكثير من الفرص التي يمكن من خلالها الاستثمار في بلغاريا، كما أننا في لبنان نشكل شبكة علاقات مع دول عدة في العالم العربي، وسنعمل على تشجيع هذه الدول للتعرف على بلغاريا وتعريف بلغاريا على العالم العربي ليصار الى تفعيل التبادل الاقتصادي في ما بينها. أما في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، فإن هذه المحكمة هي ذات صدقية كبيرة بالنسبة الى لبنان الذي طالب بقيامها، لأننا نريد أن نعرف حقيقة من اغتال كل شهداء لبنان، من الرئيس رفيق الحريري الى كل من سقط بعمليات الاغتيال خلال ثورة الارز. إن هذه المحكمة تعمل وتعمل جديا من خلال الاثباتات والحقائق لكي نغلق هذه الصفحة السوداء في لبنان. الحقيقة هي جزء كبير من الاستقرار في لبنان، لكي تستقر نفوس الناس وتعرف حقيقة مسلسل الاغتيالات التي دامت ثلاثين عاما. هناك أخيرا محكمة ستقاضي من اغتال ومن قتل لأسباب سياسية وإرهابية، ونحن سنقبل بأي قرار يصدر عن المحكمة ونتعامل معه كما هو".

سئل رئيس الحكومة البلغاري: هل تنسجم جهودكم مع السعي الى استعادة العلاقات بين بلغاريا والعالم العربي القائمة منذ عقود؟ اجاب: "إن لبلغاريا تقاليد عريقة في علاقاتها مع العالم العربي، ومما لا شك فيه أننا أهملنا هذه التقاليد في السنوات الاخيرة، لكن لا داعي للعودة الى الوراء. إن زملاءكم الذين رافقوني خلال زيارتي لكل من قطر والكويت يعلمون أنه لدى وصولنا الى مطار الدوحة سألنا المسؤولون القطريون عما إذا كنا سنوقع معهم اتفاق الاجواء المفتوحة، وهذا الموضوع تطرقنا اليه اليوم مع دولة الرئيس لفتح أجوائنا أمام شركات الطيران في بلدينا، لأن ذلك يشكل حاجة للتبادل الاقتصادي. ونحن حرصاء على المضي قدما في هذا الاتجاه. وهنا أود أن أشير الى أن هذه الاسر الكبيرة والعريقة التي لها تقاليد ووزن تتعامل في ما بينها، ومن الاسهل بكثير مثلا أن نذهب الى ابو ظبي ونطلب الاستثمار فيها، بعدما أجرينا هذه المحادثات اليوم مع دولة رئيس الحكومة اللبناني. هذا اللقاء اليوم يعطينا مفاتيح إضافية لتعاملنا مع الوطن العربي، وسيكون لهذه الزيارة صدى على صعيد العالم العربي كله، وسيسهل اتصالاتنا بهم".

سئل الرئيس الحريري: هل ناقشتم مسألة التعاون في الموضوع الامني وفي مجال مكافحة الارهاب؟ وهل الشركات البلغارية ستحظى ببعض الامتيازات الضريبية او غيرها في حال استثمرت في لبنان؟ اجاب: "إن مكافحة الارهاب واجب كل دولة تريد أن تتخلص منه، وستكون هناك اجتماعات في المستقبل لتطوير علاقاتنا الثنائية، خصوصا في مجال مكافحة الارهاب. أما في ما يخص الشركات البلغارية التي ستأتي للاستثمار أو العمل في لبنان، فإن اقتصادنا في لبنان حر وقريب جدا الى الاقتصاد الاوروبي، ونحن بالتأكيد نريد أن نسهل بكل معنى الكلمة مجيء الشركات البلغارية الى لبنان للعمل والاستثمار، وأن نوفر لها كل التسهيلات المطلوبة. هناك مشاريع كثيرة وكبيرة في كل من لبنان وبلغاريا، ونحن نتطلع الى تعجيل العمل والتكلم أقل والعمل أكثر".

من ناحيته، قال رئيس الحكومة البلغاري: "عندما يقوم رؤساء الوزراء بتبادل مباشر للمعلومات، فإن ذلك يعني أن أجهزة الامن في الدولتين ستتعاون كذلك في ما بينها وبالجدية نفسها".

سئل الرئيس الحريري: هل هناك خطر وقوع حوادث أمنية في لبنان جراء أعمال المحكمة الدولية، خصوصا بعدما سمعنا أصواتا في لبنان تحذر من فتنة داخلية؟ هل يمكن طمأنة اللبنانين ازاء هذا الامر؟ وما هو موقف الحكومة في هذا الاطار؟ اجاب: "إن القوى الامنية والعسكرية والجيش وقوى الامن الداخلي جديرة بأن تحفظ أمن اللبنانيين، وأي مس بأمن لبنان سيتلقى ضربة من حديد من القوى العسكرية ومن حكومة الوحدة الوطنية. لا مجال للعب بأمن لبنان، وسنقف بشكل صارم ضد أي محاولات لإجهاض المحكمة الدولية أو المس بأمن لبنان".

سئل: اللبنانيون يزورون بلغاريا بالآلاف كل عام، متى نرى البلغاريين في لبنان بالالاف ايضا؟ اجاب: "هذا ما نسعى اليه مع دولة رئيس الحكومة البلغاري، وسنرى كيف يمكننا أن ندفع العلاقات قدما من خلال إقامة الاجواء المفتوحة بين البلدين، فنسمح للطيران البلغاري بأن يأتي الى لبنان وأن تأتي طائرات طيران الشرق الاوسط الى بلغاريا ونوقع اتفاقات ثنائية لتحفيز السياحة بين بلدينا. نحن نعرف أن بلغاريا دولة سياحية كبيرة وعلينا العمل على تفعيل السياحة من بلغاريا الى لبنان من خلال اعطاء التسهيلات اللازمة لذلك للبلغاريين".

زيارة رئيس الجمهورية وفي الثانية عشرة ظهرا، توجه الرئيس الحريري الى مقر رئاسة الجمهورية حيث استقبله الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف في حضور أعضاء الوفد اللبناني المرافق، وتم خلال اللقاء استكمال البحث في القضايا والملفات التي أثيرت في المحادثات مع رئيس الحكومة البلغاري.

زيارة رئيسة الجمعية الوطنية البلغارية بعد ذلك انتقل الرئيس الحريري والوفد المرافق الى مقر الجمعية الوطنية واجتمع مع رئيسة الجمعية السيدة تسيتسكا تساتشيفا وعرض معها العلاقات البرلمانية بين البلدين وضرورة التواصل بين برلماني البلدين. وبعدما قام بجولة في أرجاء مبنى الجمعية دون الرئيس الحريري الكلمة الآتية في سجل الشرف: "لقد كان شرفا كبيرا لي ان ازور هذه المؤسسة التي تمثل الديموقراطية البلغارية الحديثة. وآمل أن تبقى العلاقات قوية بين بلدينا وحكومتينا وبرلمانينا لما فيه مصلحة الشعبين البلغاري واللبناني".

غداء تكريمي وبعد الظهر، لبى الرئيس الرئيس الحريري والوفد المرافق دعوة نظيره لمأدبة غداء أقامها على شرفه، حضرها عدد من أعضاء الحكومة البلغارية وكبار المسؤولين.