المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 02/05/10

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 10/10-13/التجربة

فليحذر السقوط من ظن أنه قائم.   ما أصابتكم تجربة فوق طاقة الإنسان، لأن الله صادق فلا يكلفكم من التجارب غير ما تقدرون عليه، بل يهبكم مع التجربة وسيلة النجاة منها والقدرة على احتمالها

 

قطار الانتخابات البلدية والاختيارية 2010 ينطلق غدا الاحد في جبل لبنان 

الاختبار الاول في استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية سنة 2010، موعده اليوم الأحد في جبل لبنان الذي يمتد من جسر الاولي جنوبا الى جسر المدفون شمالا.

وبدا من التحركات والمواقف ان هذا الاختبار سيكون مزيجا من معارك وتوافق واختراقات سيتضح مداها، وهي ستتميز بكل ألوان المنافسات التي تراوح بين الهدوء والشراسة. وفي الوقت عينه، ستكون الادارة الامنية للاستحقاق على المحك بعد حسم القرار السياسي لمصلحة اجراء الانتخابات في موعدها

 

 جبل لبنان: غداً لناظره... إنتخابات

1/5/10/داني حداد/ليبانون فايلز/تبدو صورة التوافق والإنتخابات الرمزيّة غالبة على الكثير من المواجهات الإنتخابيّة في الكثير من بلدات جبل لبنان الـ 313 التي تشهد أولى مراحل الإنتخابات البلديّة والإختياريّة. إلا أنّ ذلك لا يمنع من بروز مواجهات قويّة يختلط فيها كلّها الطابع السياسي والتمثيل العائلي والحسابات المحليّة...

وفي جولة على أبرز المواجهات الإنتخابيّة، نذكر الدامور ودير القمر في الشوف، وحمانا في عاليه، والحازمية والحدث في بعبدا، وسن الفيل وانطلياس في المتن، وجونية وحراجل في كسروان، وجبيل وقرطبا في قضاء جبيل. ولعلّ قراءة سياسيّة للتحالفات التي شهدها بعض البلدات، وتوزّع موازين القوى واستعراض ترجيحات الفوز، يتيح الاستخلاص، سلفاً، أن لا رابح كبيراً أو خاسراً في هذه الإنتخابات، بل أنّ معظم القوى، خصوصاً المسيحيّة منها، حاولت الخروج بأدنى قدرٍ ممكن من الخسائر سعياً للإحتفاظ بماء الوجه، بعد الإنقسامات التي شهدتها صفوفها كلّها. أمّا ما تتميّز به هذه الإنتخابات فهو تنوّع التحالفات بين منطقة وأخرى حيث تتحالف أحزاب في منطقة ثم تختلف في ما بينها في منطقة أخرى على حدودها، ما يوحي بأنّ التحالفات قائمة على أساسٍ واحد هو المصلحة والقدرة على الوصول، بعد أن أصبحت الشعارات التي رفعت في خبر كان... والمفارقة الأخرى التي تسجّل لهاذ الإستحقاق هو انتظار الساعات الأخيرة، قبل موعد الإنتخابات، حتى تعلن بعض اللوائح أسماء أعضائها، نتيجة المفاوضات التي تبذل في أكثر من منطقة بهدف الوصول الى لوائح إئتلافيّة. تفتح الستارة غداً، إذاً، على المشهد الإنتخابي الذي سيتكرّر في مناطق أخرى. إلا أنّ جبل لبنان يشكّل معياراً، إداريًاً وأمنيّاً وانتخابيّاً، لهذا الإستحقاق الذي راهن كثيرون طيلة أشهر على تأجيله، فإذا به بصبح واقعاً يخوضه معظم الأحزاب والجهات السياسيّة على قاعدة "مكره... لا بطل". وإذا كانت العامّة منشغلة بأخبار الترشيحات والتحالفات والإنسحابات وتنتظر باهتمام شديد صدور النتائج، فإنّ انتظار بعض الساعات ضروريّ، فغداً لناظره... انتخابات.

 

تفكيك "شبكة تجسس للحرس الثوري" الايراني في الكويت

نهارنت/ذكرت صحيفة القبس الكويتية السبت ان اجهزة الامن الكويتية فككت "شبكة تجسس كانت تجمع معلومات عن اهداف كويتية واميركية "للحرس الثوري"، الجيش العقائدي للنظام الايراني. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول في الاجهزة الامنية ان سبعة اشخاص على الاقل اعتقلوا بينما ما زال ستة او سبعة آخرون "هاربين". وتابعت ان "الشبكة تضم عسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع" الايرانيتين، فضلا عن عناصر "من غير محددي الجنسية (بدون) واخرى عربية". وفي اطار تنسيق مشترك بين جهاز امن الدولة واستخبارات الجيش "تمت مداهمة منزل احد قياديي الشبكة في منطقة الصليبية قبل يومين"، حسب الصحيفة التي اوضحت انه "عثر على مخططات لمواقع حيوية وأجهزة اتصال حساسة ومتطورة، فضلا عن مبالغ مالية تتجاوز ربع مليون دولار". ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها انه "استنادا إلى اعترافات الموقوفين الذين تجاوز عددهم السبعة أشخاص، كانوا يترددون إلى إيران بشكل مستمر وتحت حجج متعددة منها تلقي العلاج أو السياحة أو زيارة الأماكن الدينية". وتابعت ان "المتهمين كشفوا في اعترافاتهم الأولية ان عملهم كان يتطلب تجنيد عدد من العناصر الذين تتوافق أفكارهم وتوجهاتهم مع الحرس الثوري الايراني".

 

الجيش الأميركي: إيران تدرب عناصر من "حزب الله" اللبناني لتنفيذ هجمات في العراق

 وكالات/السبت, 01 مايو 2010

اتهم الجيش الأميركي إيران بالتدخل في الشأن العراقي من خلال تنفيذ هجمات بمساعدة مسلحين تابعين ل¯"حزب الله" اللبناني. وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيف لانزا, في مؤتمر صحافي عقده في بغداد, اول من امس, إن "إيران ما زالت تقوم بتدريب مسلحين من "حزب الله" اللبناني وتزودهم بالأسلحة لتنفيذ الهجمات في العراق", لافتاً الى أن "معلومات استخبارية تؤكد تورط إيران ببعض الهجمات في البلاد". ولفت إلى أن "عدد المقاتلين العرب والاجانب في العراق من القادمين عبر الحدود السورية انخفض خلال الأشهر الثلاثة الماضية, بفضل ازدياد فاعلية القوات العراقية على الحدود على منع المتسللين, كذلك بفضل التعاون بين الحكومتين العراقية والسورية", داعياً الأطراف السياسية الى "الإسراع بتشكيل الحكومة لمنع حدوث فراغ أمني وسياسي في البلاد".

في هذا الوقت،قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إن تخوف العرب من احتمال شن إسرائيل هجوماً ضد لبنان على خلفية أنباء حول وصول صواريخ "سكود" لحزب الله مبالغ فيها, لكنهم شددوا في الوقت ذاته على أن احتمال نشوب حرب في الصيف المقبل ما زال قائماً, ملمحين بذلك إلى احتمال حصول الحزب على صواريخ أكثر دقة.

وكتب المحللان في صحيفة "هآرتس" للشؤون العسكرية عاموس هرئيل والشؤون الفلسطينية أفي سخاروف, امس, أنه من "التدقيق في الواقع في هذه الفترة والذي يستند إلى سلسلة محادثات مع ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي يظهر أن المخاوف العربية مبالغ فيها قليلا هذه المرة لكن احتمال نشوب حرب في الصيف ما زال قائما".

وأشار الكاتبان إلى أنه لا يوجد مصلحة لدي أي طرف في المنطقة في نشوب حرب في الصيف, فإسرائيل تركز اهتمامها على الموضوع الإيراني وكيفية وقف البرنامج النووي بواسطة عقوبات اقتصادية مشددة ولهذا "ضبطت" نفسها "وامتنعت عن مهاجمة القوافل التي نقلت صواريخ سكود". وأضافا ان سورية لا تريد المبادرة إلى حرب كما أن "حزب الله" ليس معنيا بحرب و"سيفكر مرتين قبل أن يخاطر بجولة قتال جديدة سيتهم فيها بالمسؤولية عن الأضرار التي ستلحقها إسرائيل بلبنان". وأشارا إلى أن إيران أيضا "المتهمة دائما بالتحريض على إشعال الجبهة" لا تريد اشتعال الوضع في الوقت الحالي "على الأقل طالما أن المجتمع الدولي يتردد في مسألة العقوبات ويسمح لها بمواصلة التقدم نحو النووي". ورغم ذلك اعتبر المحللان استنادا إلى محادثاتهما مع ضباط في قيادة الجيش الإسرائيلي إن ما يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب في الصيف هو احتمال حصول "حزب الله" على صواريخ أكثر دقة من صواريخ "سكود" والتي "ستقود إلى رد فعل (إسرائيلي) مختلف". وأضافا أن الاحتمال الثاني الذي قد يؤدي إلى نشوب حرب في الصيف المقبل متعلق بسعي الحزب إلى تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية انتقاما على اغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية. وكتبا أنه "إذا سجل حزب الله نجاحا في تفجير سفارة إسرائيلية أو إسقاط طائرة إسرائيلية أو اغتيال شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى, فإن الأمر يستوجب رد فعل من جانب الجيش الإسرائيلي وسيكون هذا الرد في لبنان, ومن هناك فإن الأمور قد تنزلق إلى حرب عند الحدود الشمالية أيضاً" أي مع سورية.

 

ايران تتوعد بقطع ارجل اسرائيل في حال هاجمت سوريا

نهارنت/ توعد النائب الأول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي الجمعة "بقطع ارجل" اسرائيل في حال هاجمت سوريا واصفة التهديدات الإسرائيلية بانها "ليست ذات قيمة".

وأعلن رحيمي بحسب الترجمة الرسمية لتصريحاته ان بلاده "ستكون بجانب سوريا أمام أي تهديد وان كان الغاصبون لأراضي فلسطين يريدون ان يقوموا بعمل ما فستقطع ارجلهم".

واكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري في ختام اجتماع اللجنة العليا السورية الايرانية المشتركة في دمشق "في كل الحالات سنكون بجانب سوريا امام الأعداء ولن نتوقف عن دعمها". ووصف رحيمي التهديدات الاسرائيلية بانها "ليست ذات قيمة"، مؤكدا انه "ولو وجدت لها القيمة فان احدا لا يملك الجرأة لزعزعة الصداقة والدعم الإيراني لسوريا". وتابع رحيمي "لقد ولى ذلك اليوم الذي كانت اسرائيل تهدد فيه بكل الدعم الذي تحصل عليه من قبل باقي الدول الإستكبارية. رأيتم كيف فشلوا امام المقاومة في 2006 وامام غزة المظلومة في 2009". وأضاف ان "سوريا بلد قوي ومستعد لأي تهديد وبدون ادنى شك فان ايران ستكون بجانب سوريا بكل النواحي وبكل ما اوتيت من قوة".

 

سوريا وايران تسعيان للارتقاء بعلاقاتهما الاقتصادية الى مستوى علاقاتهما السياسية

نهارنت/عبرت سوريا وايران الجمعة عن عدم رضاهما على مستوى العلاقات الاقتصادية "المتواضعة" التي تربط بين البلدين معتبرتين انها لا ترقى الى مستوى العلاقات السياسية "الممتازة". وقال رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري "لسنا راضين عن التبادل التجاري الحالي فهو رقم متواضع بالنسبة لما ننظر اليه مستقبلا.

واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني في ختام اجتماع اللجنة العليا السورية-الايرانية المشتركة ان "هذه الدورة تميزت بالوقوف عند كافة الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وطرح كيفية تفعيلها". واوضح ان "العلاقات الاقتصادية المشتركة يجب ان ترقى الى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي جعلت سوريا وايران في خندق واحد في مواجهة التحديات في المنطقة"، مشيرا الى وجود "الرغبة والارادة من قبل الشعبين والقرار السياسي للقيادة السياسية" بتعزيز هذه العلاقات.

واكد عطري ان التبادل التجاري بين البلدين يجب ان يصل "الى مستوى خمسة مليارات دولار"، مشيرا الى "وجود آلية لتنفيذ هذا الهدف الاستراتيجي وسنبذل كل جهودنا لبلوغ هذا الهدف". وعبر عن الامل بان "تشهد العلاقات الاقتصادية المشتركة قفزة نوعية جديدة ومتطورة في مجال الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية والتجارية وفي مجال نقل التكنولوجيا في كافة مجالاتها". بدوره عبر رحيمي عن "عدم رضا الرئيسين لمستوى العلاقات الاقتصادية"، مؤكدا على الرغبة في "توسيعها ونسعى لان تكون ممتازة" كما هي العلاقات السياسية "ممتازة وبلغت ذروتها". ووقعت سوريا وايران في ختام اعمال اللجنة مذكرة تفاهم للتعاون الاعلامي واخرى لاعمال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا المشتركة السورية-الايرانية.

وكانت دمشق وطهران اكدتا الخميس اثناء استقبال الرئيس السوري بشار الاسد لرحيمي على "اهمية العمل لاقامة تكتل اقتصادي اقليمي يجمع دول المنطقة ويحقق الرخاء لشعوبها ويسهم في تعزيز الامن والاستقرار فيها".

 

 لبنان رئيساً لمجلس الأمن طيلة شهر أيار

نهارنت/يتولى لبنان بدءاً من السبت 1 أيار رئاسة مجلس الأمن لمدة شهر، للمرة الأولى منذ نحو نصف قرن، ما يكسبه أهمية استثنائية بالغة في ظل صراعات عدة وذات خطورة تستحكم بمناطق مختلفة من العالم. وأفادت صحيفة "النهار" أنّ الرئاسة اللبنانية إذ انها "لن تغير وجه العالم"، غير انه سيكون على كل دول العالم، صغيرة أو كبيرة، بعيدة أو قريبة، صديقة أو عدوة، أن تخاطب لبنان ابتداء من اليوم بعبارة "السيد الرئيس" في حضرة مجلس الأمن، المنبر الدولي الأرفع لـ"لعبة الأمم" لصنع القرار العالمي، وفي حضرة الأمم المتحدة المنظمة الدولية الجامعة والتي كان لبنان عضواً مؤسساً فيها عام 1945. وأبلغ المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر السفير نواف سلام الصحيفة عينها أن "جزءاً من رسالة لبنان وصل بدخول لبنان مجلس الأمن بأن هذا البلد يستعيد عافيته وهو موجود على الساحة الدولية ومشارك في القرارات الدولية وله رأيه المسموع في القضايا التي تخصه أو تخص المنطقة من داخل هذا المجلس". وقال إنه "في هذا الشهر ستتضح صورة لبنان أكثر في عودته الى السياسة الدولية وسيسلط مزيد من الضوء على دور لبنان في قضايا تمتد من نيبال الى التشاد ومن السودان الى فلسطين ومن الصومال الى كل أنحاء العالم، سيكون صوت لبنان مسموعاً في كل أنحاء العالم".

ويستهل لبنان الرئاسة بعزلة الأعضاء الـ15 للمجلس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في جزيرة لونغ آيلاند النيويوركية القريبة من المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في مانهاتن. وقال سلام في هذا الإطار أنه اجتمع مع بان ورؤساء الدوائر المعنية في المنظمة الدولية، ومنها خصوصاً دائرة عمليات حفظ السلام، للبحث في جدول أعمال الشهر للمجلس، على أن تعقد الجلسة الأولى برئاسة لبنان في 5 أيار لإقرار برنامج العمل المعروض، وأن تعقد جلسة أخرى في اليوم عينه في حضور الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية البارونة كاثرين أشتون التي ستقدم احاطة عن العلاقات بين الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وأوضح إن البرنامج يتضمن عناوين ملزمة لأنها ترتبط بمواعيد محددة سلفاً لتقارير يناقشها المجلس، الى الإحاطة الشهرية عن الشرق الأوسط بما في ذلك مسألة فلسطين، وهي بند دائم على جدول الأعمال.

وأضاف أن مهمة الأمم المتحدة للإدارة الموقتة في كوسوفو "أنميك" ستكون على جدول الأعمال، وينتظر أن يشارك فيها الرئيس الصربي بوريس تاديتش ووزير الخارجية الكوسوفار اسكندر هيسيني ورئيس الوزراء البوسني نيكولا سبيريتش. وخلال الشهر الجاري، سيتوجه أعضاء مجلس الأمن الى جمهورية الكونغو الديموقراطية، في وفد برئاسة المندوب الفرنسي الدائم السفير جيرار آرو باعتبار أن فرنسا هي الدولة القيادية للكونغو في المجلس. غير أن السفير سلام سيبقى في نيويورك لأن الرئيس يجب أن يتابع عمله في مقر الأمم المتحدة.

كذلك سيرئس لبنان المجموعة العربية التي قدمت ثلاث أوراق عمل لمؤتمر مراجعة معاهدة حظر الإنتشار النووي. الأولى تتعلق بنزع السلاح والثانية عن الإستخدام السلمي للطاقة الذرية والثالثة عن شأن تحويل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي. وأفاد سلام أن المناقشات لا تزال جارية في شأن الأوراق الكثيرة التي قدمتها الدول، وخصوصاً الورقة الروسية - الأميركية، مشيرا الى أن الوفد اللبناني بإسم المجموعة العربية "يتواصل مع الطرفين الأميركي والروسي وسندخل الترويكا العربية في هذه المفاوضات". وأكد ان "الموقف العربي ثابت ومتفق عليه بالإجماع. نريد الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي تنفيذاً لقرار اتخذ عام 1995"، رافضاً "رفضا قاطعا ربط هذا الموضوع بأي شكل وصورة بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط". وكرر أن "موقفنا يرفض أي ربط بين الموضوعين".

 

الخارجية الأميركية: ننسّق مع الخارجية اللبنانية في الظروف الملائمة وفقاً للمعايير الدبلوماسية

السبت 1 أيار 2010/وكالات/أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن زيارة الفريق الأميركي الأمني المتخصص في شؤون "مكافحة الإرهاب" إلى نقطة المصنع الحدودية في منطقة البقاع تمّت بـ"تنسيق كامل مع الحكومة اللبنانية". وقالت المتحدثة الرسمية بإسم دائرة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في الخارجية الأميركية ايرين بلتون في حديث لـ "راديو سوا": "إنّ هدف زيارة الفريق الأميركي إلى الحدود اللبنانية السورية لم يكن التفتيش، وإنّما كان جزءاً من تقييم لبرنامج المساعدات لمكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية". وأضافت بلتون: "لقد تمّت الزيارة بعد إجراء تنسيق مباشر قامت به السفارة الأميركية في بيروت مع وزارة الداخلية والأمن والعام ودائرة الجمارك والمكتب الاستراتيجي في الجيش اللبناني، الذين اطّلعوا جميعًا على برنامج الجولة بما فيه زيارة المصنع". وتعليقاً على اتهام وزير الخارجية اللبناني علي الشامي للسفارة الأميركية بأنها انتهكت اتفاق فيينا من خلال عدم تبليغها عن الزيارة، أوضحت بلتون أن "الحكومة الأميركية تنسّق مع وزارة الخارجية اللبنانية عندما تخطط لزيارات يقوم بها مسؤولون أميركيون إلى لبنان في الظروف الملائمة ووفقاً لمعايير وممارسات العمل الدبلوماسي العالمي".

 

السيد نصرالله ورئيس الوزراء القطري بحثا التهديدات الاسرائيلية للبنان وسوريا

نهارنت/استقبل الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني حيث تمّ استعراض مختلف التطورات السياسية على مستوى كل المنطقة والتهديدات الإسرائيلية للبنان وسوريا وما يجري في فلسطين والمسؤوليات العربية في مواجهتها بحسب ما أفاد بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في الزب. كما تمّ استعراض الأوضاع السياسية في لبنان منذ اتفاق الدوحة إلى الوقت الحاضر. 

 

حزب الله :تدخل لارسن في شؤون اللبنانيين فتنوي وتحريضي

نهارنت/ أشار حزب الله الجمعة الى ان "ناظر القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن يأبى إلا أن يدلي بدلوه في كل مرة تكون فيها المنطقة في مرحلة حرجة نتيجة التهديدات الصهيونية والإفتراءات الصادرة عن مصادر غربية في حق الشعب اللبناني ومقاومته، فيكون صوتا دائما في جوقة مرددي الاتهامات والداعين إلى الفتنة بين المواطنين اللبنانيين".

واعتبر حزب الله ان "التدخل الدائم والمتمادي من قبل لارسن في شؤون اللبنانيين وتحريضه بعضهم على بعض لا يمكن أن يكونا من مهمات مسؤول دولي يعمل من أجل إحلال السلام في المنطقة وتعزيز سيادة اللبنانيين على أرضهم، وإنما هي تصرفات تنبع من حقد دفين يعتمل في داخل لارسن وانحياز مطلق إلى جانب المشروع الصهيوني الذي يتخذ عدة ركائز، منها التقارير الدورية والتصريحات شبه اليومية التي يطلقها لارسن". ودان الحزب "هذه المواقف الفتنوية والتحريضية التي تلبس لبوس النصائح والتوجيهات"، داعيا ً "السلطات اللبنانية المسؤولة إلى اتخاذ الموقف الملائم في مواجهة هذه التدخلات الفجة في شؤون إدارة الحكم في لبنان".

 

نصرالله: من لا يدخل في لوائح التوافق بين "حزب الله" و"أمل" ليس ضدّ المقاومة

نهارنت/أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أنّ "الحزب يعمل من أجل التوافق في بيروت في ما خصّ الانتخابات البلدية، وهو حتى الآن لم يتّخذ قرارًا نهائيًا على صعيد خوض المعركة الإنتخابية في بيروت، إلا بعد الانتهاء من الجهود المبذولة لتحقيق التوافق، وبعد ذلك يتّخذ الحزب القرار المناسب". وخلال احتفال لتكريم العاملين في "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، دعا نصرالله إلى "إبعاد المقاومة عن الانتخابات البلدية"، مؤكداً أن "من لا يُدخل في لوائح التوافق بين "حزب الله" و"أمل" ليس ضدّ المقاومة بل من حقّه خوض الانتخابات البلدية". على الصعيد الأمني، استبعد نصرالله "حصول حرب في المنطقة في المرحلة الحالية، لأنه ليس هناك مشروع سياسي ليتمّ تحقيقه من خلال الحرب"، لافتاً الى أن "التصريحات الإسرائيلية والأميركية بشأن تزويد "حزب الله" بصواريخ "سكود"، تهدف للضغط على قوى المقاومة ودول الممانعة، والقيام بحملة تهويل ليس أكثر". وشدّد نصرالله على أنّ "للحزب الحقّ بامتلاك أي سلاح، لكن سياسته تقضي بألاّ ينفي ولا يؤكد أي معلومات حول نوعية الأسلحة التي لديه، وإذا أعلن أحدهم أن لدى الحزب سلاحاً نووياً فالحزب لن ينفي ذلك".

 

الشيخ حمد تناول العشاء والحريري بأحد المطاعم: للتهديدات الإسرائيلية أسباب أخرى

نهارنت/تناول رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يوم الجمعة طعام العشاء في أحد مطاعم في وسط بيروت.

واستمر العشاء حتى ساعة متقدمة من الليل. وكان قد أقيم في الخامسة والنصف عصر امس حفل اطلاق اسم امير دولة قطر "الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني" على الشارع رقم 45 من المنطقة 21 باب ادريس في وسط بيروت. هذا والتقى الشيخ حمد البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير حيث ثمن الرجلان العلاقات الاخوية التي تربط البلدين والشعبين، واستمر اللقاء في بكركي نحو نصف ساعة. واكد الشيخ حمد "دعم قطر الدائم للبنان"، لافتاً الى "ان القطريين هم من الاوائل في الخمسينات الذي وفدوا الى لبنان واستثمروا فيه ولا يزالون، وهم يدركون مدى محبة اللبنانيين لهم ويبادلونهم المحبة ذاتها". وفي الرابية، استقبل العماد ميشال عون في منزله رئيس الوزراء القطري على رأس وفد رفيع المستوى وتم البحث في مواضيع اقتصادية وانمائية وسياسية بين البلدين اضافة الى الاوضاع في المنطقة. كذلك زار رئيس الوزراء القطري نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان. وكان قد التقى جنبلاط في وقت سابق، وأمل من المختارة أن تجعل التهديدات الاسرائيلية اللبنانيين يتماسكون، مؤكدا أن لـ"هذه التهديدات أسباب أخرى خارجة عما يقولون ويدعون". وختاما اقام جنبلاط غداء تكريميا على شرف ضيفه. وفي الإطار نقلت صحيفة "الديار" عن مصادر سياسية ان الشيخ حمد نصح رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أثناء اللقاء الذي جمعهم الخميس، بتخفيف لهجته ضد حزب الله وسلاح المقاومة في ظل التطورات الخطيرة حاليا في المنطقة المترافقة مع التهديدات الاسرائيلية وكي لا يفسر كلام جعجع في غير موقعه الصحيح. واشارت المصادر الى ان جعجع اكد على وقوف جميع اللبنانيين في وجه اي اعتداء اسرائيلي، لكنه تمسك بموقفه بضرورة ان يكون قرار المواجهة بيد الدولة اللبنانية.

 

جعجع: حزب الله سيتحرك في إطار المواجهة مع إيران ويضغط على الحريري عبر الإتفاق الأمني

نهارنت/رأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ "حزب الله" أثار "ضجة مفتعلة بخصوص الاتفاق مع السفارة الاميركية، بهدف الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري"، وأبدى قلقه من "ارتباط حزب الله بمشاريع الجمهورية الاسلامية الايرانية". وأعلن جعجع في مقابلة مع صحيفة "الوطن" القطرية تنشر الاثنين، عن تأييده "للإتفاق الموقع بين الحكومة اللبنانية والسفارة الاميركية، لأنه لا يشكل اتفاقية أمنية كما قيل، بل اتفاق تدريب و تجهيز"، معتبرًا أنّ "ضجة حزب الله مفتعلة للضغط على الحريري وتيار المستقبل لجذبهم اكثر واكثر لوجهة نظر الحزب". وكان مسؤول في سفارة الولايات المتحدة في بيروت قد أعلن لوكالة فرانس برس أنّ "فريقا اميركيا متخصصا في شؤون مكافحة الارهاب، زار هذا الاسبوع المركز الحدودي الرئيسي بين سوريا ولبنان". وتأتي هذه الزيارة في اعقاب اتهام اسرائيل والولايات المتحدة سوريا وايران بنقل صواريخ متطورة الى حزب الله، وهو ما نفته دمشق.

واضاف "اذا اراد فريق من الافرقاء قطع العلاقة مع اميركا فليقلها مباشرةً بعيداً عن أي مواربة ودون أن يُحملّها الى الادارات اللبنانية المختلفة".

وتوجّه جعجع الى هذا الفريق سائلاً "هل من مصلحة لبنان ان يُقيم علاقة جيدة مع اميركا أم لا؟ "، مذكراً بأن لبنان ليس كوبا او كوريا الشمالية".

وشبّه هذه الضجة التي اثيرت حول هذه الزيارة بتلك التي اُثيرت حول اتفاق تدريب وتجهيز من الاميركيين للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، واضعاً هذه البلبلة "في اطار الضغط النفسي على الدولة اللبنانية كي تبقى دولة خائفة وضعيفة ومذمومة داخلياً وخارجياً".

جعجع الذي ذكّر بما قاله البعض في الفترة الماضية "أطلبوا السلاح ولو من الصين"، استغرب تخوين الآخرين لما تطلبه الدولة اللبنانية والادارات الرسمية من خبرات وتجهيزات من قبل دول معيّنة ومنها أميركا، مبدياً رفضه لهذه اللغة التخوينية من قبل هذا الفريق الذي يُخوّن الجميع حتى "وصلت مواصيله الى الادارات الرسمية والجيش اللبناني الذي عليه ان يبحث عن افضل الوسائل لاتمام مهامه"، رافضاً هذه المعمعة التي اُثيرت. وتمنّى جعجع لو ان وزارة الخارجية سألت وزارة الدفاع عن حيثيات زيارة الوفد الاميركي باعتبار ان الشؤون التفصيلية لا تمر فقط من خلال وزارة الخارجية بل عبر الادارات اللبنانية المعنية، لافتاً الى انه ليس من الضروري ان تعلم وزارة الخارجية بكل الامور التفصيلية باعتبار انها ليست وصيّة على باقي الوزارات، فهل كل من يريد ادخال كيس طحين الى لبنان يجب تمريره عبر هذه الوزارة؟. اضاف "وكأن الشباب في وزارة الخارجية يريدون أن تكون هذه الوزارة قيّمة على كل شؤون لبنان وهذا امر غير صحيح"، مشيراً الى انه "في اول جلسة لمجلس الوزراء سوف يتمّ توجيه سؤال الى الوزير علي الشامي عمّا اذا كان سأل وزارة الداخلية او الدفاع او قيادة الجيش او الامن الداخلي باعتبار انه ليس قيّماً على كل هذه الادرارات بل فقط على وزارته "مع احترامي وتقديري له".

وأبدى جعجع تخوفه من "انعكاس المواجهة بين الدولة العبرية والغرب من جهة، وايران و حزب الله من الجهة الاخرى على لبنان"، مؤكّدًا أنّ "حزب الله سيتحرك اذا كانت هناك من ضرورة، في اطار المواجهة الايرانية الكبرى والامر بهذه البساطة". وعن آخر المستجدات في انتخابات بلدية بيروت، أكد جعجع مجدداً على "وجود قرار سياسي عن سابق تصور وتصميم بافتعال معركة انتخابية في بيروت هدفها "وضع العصي" في دواليب رئيس الحكومة شخصياً فضلاً عن محاولة تحجيم تيار المستقبل وفرقاء 14 آذار المسيحيين. من هنا بدأنا بالتحضيرات وسيكون الجواب في صندوق الاقتراع"، داعياً كل سكان بيروت الى "الجهوزية التامة للمشاركة في المعركة الانتخابية التي لن تكون بلدية انمائية فقط على اثر ما نشهده من محاولات لخنق الدولة اللبنانية وتحويلها الى دولة ظاهرية فيما القرار في مكان آخر". وشدد على ان معركة بيروت هي مجدداً معركة 14 آذار بكل ما للكلمة من معنى.

 

"الكتائب" ترد على اتهام "القومي" لها بالقاء قنبلة على منفذية بكفيا: نطالب القوى الأمنية بإتخاذ الإجراءات اللازمة عشية الإنتخابات منعا لأي إشكالات

وطنية - 1/5/2010 رأى مجلس الاعلام في حزب الكتائب أن "الحزب القومي السوري لم يستوعب حتى الآن أن الإعتداء على أمن اللبنانيين لم يعد مسموحا كما تعود في السابق، بخاصة بعد توقيف مطلق النار على موكب الكتائب اللبنانية نهار الأحد الواقع في 18-04-2010 وإحالته الى القضاء المختص، فطالعنا الحزب ببيان يدعي فيه أن الكتائب اللبنانية وتحت إسم "المقاومة المسيحية" بحسب البيان ألقت قنبلة على منفذية القومي في بكفيا".

وتابع مجلس الاعلام في بيان اصدره اليوم: "ان حزب الكتائب ينفي جملة وتفصيلا هذه الإدعاءات التي عودنا عليها هذا الحزب الذي إمتهن الإفتراء وإثارة النعرات عند كل إستحقاق ديموقراطي ويطالب حزب الكتائب القوى الأمنية بإتخاذ الإجراءات اللازمة عشية الإنتخابات منعا لأي إشكالات قد يحاول البعض إثارتها لخربطة جو المنافسة الديموقراطية وجو التوافق السائد في المتن والذي يبدو أنه أزعج بعضهم وأدى به الى التشهير بالكبار عله يمنن نفسه أنه موجود".

 

نديم الجميل: معركة بلدية بيروت أصبحت سياسية بامتياز

نهارنت/ا عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل أبناء بيروت عموما والاشرفية والرميل والصيفي والمدور تحديدا للمشاركة بانتخابات بلدية بيروت ومخاتيرها الاحد المقبل، لتأمين فوز جديد للوائح 14 آذار كما فعلوا في الانتخابات النيابية". وقال خلال احتماع لعدد من أعضاء المكتب السياسي ورؤساء الأقاليم الكتائبية في الاشرفية والرميل والصيفي والمدور، وعدد من المخاتير والمرشحين:"مثلما خضنا الانتخابات النيابية الاخيرة بوضوح وشفافية وحماس، عليكم أن تخوضوا هذه الانتخابات بالايمان والزخم نفسهما، والنصر سيكون حتما حليفنا. فهذه المعركة اصبحت سياسية بامتياز وسنخوضها كفريق واحد في 14 آذار كما خضناها في النيابة. فالانتخابات في بيروت ليست معركة عائلات فقط بقدر ما اصبحت اليوم رهانا سياسيا".

وأضاف: "استناداً الى آخر المعطيات والتطورات، نحن متجهون نحو معركة وليس باتجاه ائتلاف. وما يهمّنا اليوم هو الحصول على نتيجة مشرّفة من خلال المشاركة الكثيفة بالعملية الانتخابية. فنحن أبناء بيروت، مسلمين ومسيحيين فريق واحد، سنقترع ل24 عضوا في البلدية لنؤمن لهم الفوز. نحن وحلفاؤنا في 14 آذار سنقترع للكفاءة والمناصفة، لذا علينا أن نشارك بكثافة لتأكيد هذا التلاحم".وأكّد أنّ "الأجواء جيدة في الانتخابات الاختيارية واللوائح شبه مكتملة، وسنعلنها فور جهوزها، وإن الاقتراع سيكون لخط سياسي نحن موحدون كلنا حوله وليس لأشخاص فقط"، معتبرًا أنّ "العاصمة بحاجة الى عصب، وسنخوض تلك الانتخابات بكل طاقاتنا، ونحن كنواب سنكون الى جانبكم وبتصرّفكم، وسنجدد معكم انتصار فريق 14 آذار الذي كرّسناه في الانتخابات النيابية".

 

شطف وتنظيف

عماد موسى، السبت 1 أيار 2010

إلى من يعنيهم الأمر: إرتدوا ثياباً  للعمل. "أوفرهول" مثلاً.  شمّروا عن السواعد . إخلعوا نعالكم. أحضروا الدِلاء، والمكانس والمماسح وماء الجافيل ومستحضرات التنظيف وأدوية التطهير وأكياس القمامة. أسرعوا  العماد ميشال عون زعيم التيار "الوطني الحر" مستعجل على العمل، وهو يقود اليوم  حملة تطهير بلدي كما قال لبرنامج "الحق يُقال" فأخبر الزميلة ماغي فرح والمشاهدين المتعطشين لمن يوجههم إلى سبل الحق والخير والجمال أنه داخل إلى البلديات "للقيام بعملية الاصلاح من الداخل، ومحدداً الهدف "نريد ان ندخل على البلديات "للتنظيف" و"الشطف" ولكننا لن ندخل بافكار مسبقة اليها". وتابع بالمنطق نفسه: "نيتنا ليست بريئة فإما أن ننظفها أو ننسفها".

وبوحي من كلمات الجنرال مرت في ذاكرتي البريئة أجمل دعايات التنظيف من المسحوق الذي قضى على  "إيبلون" Qui salit tout إلى "دير جنرال" الـ"وين ما بيمرق كل شي بيبرق" وتخيّلت البلديات التي يمسّها "التيار" تلمع وتوجّ كما يتمناها أبو فؤاد. يوحي خطاب التيار "الوطني الحر" إلى أن التيار البرتقالي هو الوحيد - من أصغر عضو إلى أجمل نائب إلى الـBig boss  ـ الممتلِك حصرية الأهداف والنوايا والمشاريع التنموية والتغييرية والإصلاحية. التيار وحلفاؤه إصلاحيون. الباقون فاسدون مفسدون. والفاسد الذي يتحالف مع التيار يتغير حتماً مع الوقت ويحظى بالحصانة الكاملة، وساعة ينفك التحالف لسبب ما مع التيار، يصير الصادق كاذباً متلوناً، والحليف اللطيف العفيف وكر عقارب وحيّات.

أحضروا مواد التنظيف. وعدة الزراعة والتشحيل واستصلاح التربة.

أسرعوا يا رسل الأيام الآتية. فما ينتظركم قبل التنظيف والشطف مهمة في  المزابل. لم يجد  الجنرال سوى هذا المكان الخصيب ليضرب فيه أمثلته الشيّقة في واحدة من محاضراته التوجيهية. فقبل  الجلسة البلدية مع "الحق يُقال" قرأ دولته فصلاً من رسائله أمام حشد من كادراته ونوابه والرسل راسماً خارطة طريق بلدية... "سننزل الى أماكن لا نحبها، لن نجد حدائق الزهور. سوف ننزل الى هذه المزبلة التي فيها شوك. المهم أن نبقى ورودا، وبعد ذلك نقص الشوك. عندنا أسلوبنا، لا تسألوني عن التفاصيل أكثر ولا تسألوني عن المستقبل، أنا من سيستدركه. هذه مسؤوليتي، وأنا من سيوصلكم الى الهدف". الهدف تحويل المزابل إلى حدائق غنّاء. ووحده الجنرال عون يعرف كيف. إتبعوه بالمناجل والشواكيش والبذور ومقصات التشحيل.  إستعدوا. أنتم وحدكم المؤهلون للتغيير والإصلاح وقيادة المجتمع. إجمعوا قبضاتكم واسمعوا هذه التوصية: "كل شخص في التيار الوطني الحر في المجلس البلدي عليه أن يضرب يده على الطاولة ويوقف الخطأ قبل أن يحدث". وهل يتميز العضو في التيار عن سائر إخوانه بقدرة إستثنائية على كشف الخطأ قبل حصوله؟

وماذا لو ضرب شخص من خارج التيار يده على الطاولة لإيقاف الخطأ؟ بمَ يُفتي الجنرال؟ أيحق له ذلك أو يمسكه "الشخص" ويضربه على يده لإيقاف الضرب على الطاولة؟

إلى من يعنيهم الأمر. أسرعوا. التغيير آت. حتماً آت.

 

حظر النقاب في الاماكن العامة ببلجيكا قيد النقاش في أوروبا

السبت, 01 مايو 2010/باريس - رويترز

 الفرنسية سلوى تقطن بلجيكا اختارت النقاب بعد اعتناقها الاسلام (رويترز)النواب البلجيكيون يؤيدون حظر النقاب في الاماكن العامةفرنسا: سجن وغرامة كبيرة عقوبة لمن يفرض على امرأة ارتداء النقاب/جاء تصويت بلجيكا بحظر ارتداء النقاب في الاماكن العامة ليمثل أشد إجراء في دولة تابعة للاتحاد الاوروبي في مواجهة أقلية ضئيلة أصبح ملبسها رمزا لقضية اندماج بعض الاقليات المسلمة. والحظر قيد النقاش في أماكن أخرى من أوروبا خاصة في فرنسا، بينما فاقم توجه دولتين إلى حظر النقاب من التوتر في خلاف يقف فيه السياسيون والرأي العام في مواجهة قادة مسلمين وجماعات معنية بحقوق الانسان. وأقر مجلس النواب البلجيكي مسودة القانون بالاجماع تقريبا مساء الخميس. وقد يصبح الحظر قانونا في الشهور المقبلة لانه ليس من المتوقع ان يرفضه مجلس الشيوخ البلجيكي. وبعد بلجيكا يأتي الدور على فرنسا حيث توجد أكبر جالية مسلمة في أوروبا وهي دولة تعتزم منذ منتصف مايو أيار مناقشة مسودة قانون لحظر كل أشكال النقاب في الاماكن العامة في غضون شهور. وتقول استطلاعات للرأي إن نحو 70 في المئة من الناخبين الفرنسيين يريدون الحظر الجزئي لكنهم لا يؤيدون كلهم الحظر الكامل. وارتداء النقاب نادر للغاية في أوروبا لكن عدد النساء اللاتي ترتدينه في تزايد. ولا توجد أرقام محددة لذلك لكن التقديرات تشير إلى أن نحو ألفي امرأة ترتدينه في فرنسا ومئات قلائل منهن ترتدينه في بلجيكا.

ويصف مؤيدو الحظر النقاب بأنه خطر على الامن العام وإهانة لكرامة المرأة ويقولون إنه يتنافى مع المساواة بين الجنسين أو يقحم الدين في الحياة العامة. وتعكس تصريحاتهم مخاوف من التيار الاسلامي الاصولي. وفي فرنسا وصف النائب الشيوعي أندريه جيرين والقيادية اليمينية المتشددة مارين لوبان الامر الاسبوع الماضي بأنه "مجرد قطرة في بحر" وذلك للحث على الحظر الكامل لارتداء النقاب. وقالت لوبان "بعدما نحل مشكلة النقاب ستظل أمامنا مشكلة تعدد الزوجات وصلاة الجماعة في شوارع المدن الكبرى وحظر لحوم الخنازير في المقاهي وباختصار كل المطالب الطائفية التي يواجهها الفرنسيون يوميا." وتجري مناقشة الحظر في عدة دول أوروبية أخرى.

وقال المستشار النمساوي فيرنر فايمان الاسبوع الماضي إن حظر ارتداء النقاب "أمر يمكن تصوره" في النمسا وإن وزيرته لشؤون المرأة أيدت حظر ارتدائه في المباني والبنوك والمستشفيات والمكاتب العامة. ويدعو خيرت فيلدرز الزعيم الهولندي المنتمي لاقصى اليمين والذي قد يتعاظم نفوذه السياسي في انتخابات عامة تجرى في هولندا في يونيو حزيران إلى حظر ارتداء النقاب في بلاده. وتحث جماعات يمينية في سويسرا وإيطاليا أيضا على الحظر لكن لا يبدو أن مثل هذا الاجراء سيتخذ في البلدين عما قريب.

وأثارت توجهات تجاه حظر ارتداء النقاب احتجاجات من زعماء مسلمين في أوروبا لا يرى الكثير منهم النقاب فرضا لكنهم يستاءون من القوانين التي تستهدف المسلمين.

وقالت إيزابيل براي نائبة رئيس إدارة شؤون مسلمي بلجيكا "يجب أن ندين فكرة الفرض وفكرة الحظر." وفي باريس قال محمد حنيش رئيس مجموعة مدنية تدعى (اتحاد الجمعيات الاسلامية 93) لمسؤولين إن الحظر المقرر في فرنسا يثير "فزعا" في الضواحي الشمالية الحساسة للعاصمة الفرنسية. وأضاف "يشعر الناس بأنه مثل الاغتصاب." وقال جون دالهويزن من منظمة العفو الدولية "تمثل خطوة بلجيكا لحظر ارتداء النقاب وهي الاولى في أوروبا سابقة خطيرة... يجب أن تكون القيود على حقوق الانسان دائما تتناسب مع هدف قانوني. ولا ينطبق هذا على الحظر الكامل لارتداء النقاب." ويمكن أن يؤدي ارتداء النقاب في بلجيكا إلى غرامة تتراوح بين 15 و25 يورو (اي نحو 20 و33 دولارا) والسجن لما يصل إلى سبعة أيام. وأفادت صحيفة لو فيجارو الفرنسية بأن باريس تعتزم فرض غرامة تصل إلى 150 يورو على المنتقبات وفرض عقوبات أكثر صرامة على من يجبر النساء على ارتداء النقاب. وقالت الصحيفة إن مسودة القانون والتي لم تعرض بعد على مجلس الوزراء والبرلمان تفرض غرامة تصل إلى 15 ألف يورو على من يستخدم "العنف والتهديد واستغلال السلطة والنفوذ" لاجبار النساء على تغطية وجوههن. ونقلت لو فيجارو البند الاول من مسودة القانون الفرنسي والذي ينص على أنه "لا يجوز ارتداء ثوب في الاماكن العامة يهدف إلى تغطية الوجه." ويقول البند الثاني إن "التحريض على تغطية الوجه بسبب النوع" جريمة. ويرى مسؤولون فرنسيون أن القانون قد يشمل فترة تمهيدية تستمر ستة شهور تستوقف خلالها الشرطة المنتقبات في الشوارع وتشرح لهن القانون دون أن تفرض عليهن غرامة. ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي النقاب بأنه إهانة للمرأة. ويؤيد غالبية الفرنسيين حظره - على الاقل في بعض الاماكن العامة - مثل مباني المجلس البلدي.

* توم هينيغان

 

صواريخ «سكود» حرِّكت مفاوضات السلام!

السبت, 01 مايو 2010/سليم نصار * الحياة

منتصف الشهر الماضي، دعا مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز الى اجتماع طارئ حضره كبار المستشارين في العهود السابقة بينهم: زبيغنيو بريجنسكي وبرنت سكوكروفت وفرانك كارلوتشي وروبرت ماكفارلن. وتركز الحديث حول فشل «مشروع الدولتين لشعبين»، وما إذا كان من الأفضل للإدارة إملاء خطة أخيرة مستندة الى نقاط متفق عليها بين الطرفين. وفي وسط النقاش، دخل الرئيس أوباما الى مكتب مستشاره، وجلس يصغي الى الجدل القائم حول تأثير نزاع الشرق الأوسط على مصالح بلاده. واستوقفه التحليل الذي قدمه بريجينسكي، وفيه يقول: «قبل أكثر من ثلاثين سنة صرح موشيه دايان بأنه يفضل شرم الشيخ من دون سلام ... على السلام من دون شرم الشيخ. ولو انتصر هذا الرأي، لكانت مصر وإسرائيل في حال من النزاع الدائم. والمؤسف، أن نتانياهو يكرر الخطأ ذاته عندما يقول إنه يفضل القدس الكاملة من دون سلام... على السلام من دون القدس الكاملة».

عندئذ تدخل أوباما ليسأل عن الحل المطلوب لتحريك عجلة السلام. واقترح الحاضرون قيام الرئيس بخطوة درامية تاريخية تبدأ ببلورة مشروع سلام... وتنتهي بإعلانه في «الكنيست» الإسرائيلي والمجلس التشريعي الفلسطيني بحضور أعضاء الرباعية. ومثل هذه الاستراتيجية الاقتحامية يمكن أن تخلق الزخم السياسي والنفسي المطلوب، خصوصاً بعدما صرح وزير الدفاع إيهود باراك بأن التهديد الأكبر لمستقبل إسرائيل لا يتمثل بالقنبلة الإيرانية، بل بفشل مشروع الدولتين!

الجنرال جونز عارض فكرة حشر نتانياهو وإحراجه، لاعتقاده أن مهمة جورج ميتشل لم تسقط بعد، وبأن الرئيس محمود عباس قد يستغل التشدد الأميركي لرفع شروطه. لذلك اقترح تمديد موعد الإعلان عن مبادرة جديدة الى شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، أي الى موعد انتخابات الكونغرس بحيث يطرحها كجزء من برنامج الحزب.

ويبدو أن معركة عض الأصابع بين أوباما ونتانياهو قد أثارت اهتمام رجال الإدارة منذ وصف رئيس وزراء إسرائيل الولايات المتحدة بالدولة الغريبة التي لا يجوز الوثوق بالتزاماتها. وكان ذلك أثناء الاحتفال بيوم الاستقلال. فإذا بنتانياهو يفاجئ حلفاءه الأميركيين باقتباس عبارة تيودور هرتزل الذي نصح اليهود بألا يثقوا بالغرباء، وإنما عليهم الاعتماد على أنفسهم فقط.

وعلى ضوء هذه العبارة الاستفزازية احتدم الجدل على صفحات الجرائد لأن «إيباك» شجعت المنتسبين إليها على شن حملة إعلامية هادفة ضد سياسة أوباما. ودشن هذه الحملة الثري اليهودي رون لاودر بنشر إعلانات يدعو فيها الرئيس الى وقف ضغوطه على إسرائيل. وساعده في حملة التضليل إيلي فيزل الحائز جائزة نوبل الذي نشر مقالة في شكل إعلان مدفوع في أربع صحف كبرى يحض فيها الإدارة على ضرورة إرجاء المفاوضات في شأن مستقبل القدس.

وكان من الطبيعي أن يتصدى لهذه الحملة مستشار جورج ميتشل السفير السابق لدى إسرائيل مارتن انديك. فقد كتب مقالة في جريدة «نيويورك تايمز» لخص فيها موقفه بالقول: إذا كانت إسرائيل قوة عظمى لا تحتاج الى المساعدة الأميركية، فلتتخذ إذن قراراتها وحدها. ولكن، إذا كانت محتاجة للدعم الأميركي، فإن عليها احترام مصالح الدولة الداعمة!

ونشرت جريدة «واشنطن بوست» مقالة لمستشار جيمي كارتر السابق زبيغنيو بريجينسكي، اقترح فيها فرض خطة سلام مبنية على ترتيبات تسوية 2002. وربط في سرده بين النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي وبين مختلف مشاكل الولايات المتحدة في المنطقة، بدءاً بالخلاف مع إيران... وانتهاء بالمواجهات مع الأصولية الإسلامية.

ولما بلغت المنازلة الكلامية هذا المستوى من العنف والحدة، قام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بنقل إشاعة صواريخ «سكود» الى الرئيس ساركوزي، بهدف تحويل الأنظار عن استفزازات نتانياهو، وإلهاء الرأي العام الأميركي بخطر صواريخ «حزب الله».

وواضح من ردود فعل الإدارة الأميركية أنها سارعت الى تبني موقف إسرائيل واتهاماتها قبل التأكد من صحتها. وراحت تتعامل معها كأمر واقع في حين أعربت دمشق عن دهشتها من تحذيرات واشنطن لها. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنها تسعى الى تعميق علاقاتها مع سورية على رغم المخاوف من أن تكون دمشق نقلت صواريخ «سكود» الى «حزب الله». ولمحت في أحد تصاريحها الى: احتمال وقف الحوار مع دمشق إذا تبين للرئيس أوباما أنها قامت بنقل صواريخ «سكود» الى «الميليشيا الشيعية». والدليل على شكوكها حول هذه العملية، أن المتحدث باسمها فيليب كراولي أعلن أن بلاده لا تستطيع التأكد ما إذا كانت عملية نقل صواريخ «سكود» قد جرت فعلاً!

في المقابل، ردت سورية باتهام الإدارة الأميركية بتبني مزاعم إسرائيل، وأعربت على لسان الوزير وليد المعلم عن أسفها لخضوع أوباما لموجة التضليل التي افتعلتها حكومة نتانياهو من أجل تبرير اعتداءاتها على الجنوب. وكان رئيس وزراء إسرائيل قد دخل على خط المناورة الإعلامية معرباً عن قلقه مما يحدث في الجنوب، ومكرراً ادعاءات الرئيس بيريز من أن تدفق الأسلحة من سورية الى «حزب الله» ما زال مستمراً، واختتم مزاعمه بالقول: «نحن لا نريد الحرب... ولكن هذا الأمر غير مقبول».

خلال جلسة استماع في الكونغرس، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، إن بلاده مستعدة لدراسة كل الأدوات المتوافرة لجعل سورية تصحح هذا العمل. وذكر في تعليقه على إشاعة نقل صواريخ «سكود» الى الجنوب، أن المعارضة في الكونغرس وجدت في الاجتماع الثلاثي الذي عقد في دمشق بين الرئيسين بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد والسيد حسن نصرالله، دليلاً ضد سياسة الانفتاح التي تمارسها إدارة أوباما مع سورية. وبما أن فيلتمان خدم كسفير لبلاده في لبنان، فقد غلف تصريحاته ببعض الإشارات السياسية الهادفة كقوله: «لو كنت لبنانياً، فإن هذا اللقاء يشكل لي مصدر قلق». وكان يعني أن وجود السيد حسن نصرالله مع رئيسي إيران وسورية، قد أعطى الأمين العام لـ «حزب الله» صفة رئاسة لبنان للشؤون الأمنية، الأمر الذي يجعل من حدود إيران حدوداً متصلة بالجنوب اللبناني.

ويُستدل من مسلسل الأحداث أن إسرائيل لم ترتح الى تعيين سفير أميركي في دمشق بعد قطيعة دامت خمس سنوات تقريباً. وكان وليم بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية، قد زار دمشق والتقى كبار المسؤولين بهدف تدشين عهد جديد من العلاقات بين البلدين. وعقب عودته الى واشنطن بأسبوع واحد، استضافت دمشق القمة الثلاثية (الأسد ونجاد ونصرالله)، الأمر الذي أثار حفيظة الجمهوريين في الكونغرس، ودفعهم الى طلب تجديد القطيعة. وحجتهم أن الانفتاح من دون شروط ملزمة، عزز شعور الدولة السورية بأن معارضة سياسة أميركا هي المدخل الى الحوار والتفاهم! في حين يرى مؤيدو الانفتاح أن عزل سورية سيقربها أكثر من إيران، ويفتح قنوات ديبلوماسية بديلة تتجاوز السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، الذي تتهمه إدارة أوباما بعدم التعاون. ويؤكد تحليل نشرته مجلة «فورين بوليسي» أن سورية لم تتوقف عن تزويد «حزب الله» بالصواريخ والأسلحة. وفي أكثر من مناسبة اعترف قادة الحزب بأنهم يملكون ترسانة صواريخ يزيد عددها على 30 ألف صاروخ. ولكن مجلة الدفاع البريطانية «جينز ديفانس» تحدثت عن إمداد «حزب الله» بصواريخ (أم – 600). وهي نسخة عن الصواريخ الإيرانية (فاتح – 110) التي يصل مداها الى 250 كلم. وفي مطلع الشهر الماضي، أبلغ الجنرال الإسرائيلي يوسي بايدتز، لجنة الدفاع في «الكنيست»، أن سورية زودت «حزب الله» بأنظمة «ايغلا – اس مان» المحمولة على الكتف. ولكنها قادرة على إصابة طائرات الاستطلاع والمروحيات. وعقب تعيين فورد سفيراً في دمشق، ترددت في واشنطن إشاعات عن نقل سورية صواريخ من نوع «سكود – دي» الى جنوب لبنان. ولم تحدد التقارير ما إذا كانت هذه الصواريخ روسية الصنع أم هي نسخ مطورة من نموذج «سكود» القديم الذي تصنعه سورية. وفي وسع هذه الصواريخ إصابة أهداف على بعد 700 كلم وحمل رؤوس جرثومية وكيماوية. ويقال في هذا السياق إن سورية أرسلتها الى «حزب الله» عندما هددتها إسرائيل بالضرب. في مطلق الأحوال، تبقى حكاية صواريخ «سكود» أمراً غامضاً يصعب تحديد الجهة التي سوقتها. علماً أن شمعون بيريز كان أول من حملها الى صديقه ساركوزي. ثم روجتها الإدارة الأميركية مع بعض التشكيك، بهدف منع نتانياهو من الإقدام على شن حرب متهورة قد لا تنجح في محو آثار هزيمة صيف 2006. ومع أن دمشق نفت بلسان وزير خارجيتها هذه الحكاية، إلا أن أجوبة قادة «حزب الله» تركت الموضوع غامضاً كي تلجم إسرائيل وتجبرها على إعادة حساباتها. وبما أن الحرب أصبحت مستبعدة، فقد نشطت الديبلوماسية الأميركية كي تملأ الفراغ، وأرسلت جورج ميتشل من جديد كي يقنع نتانياهو بأن يصغي الى نصائح المجرب وزير الدفاع إيهود باراك. ومن المتوقع أن تستأنف عملية السلام خلال أسبوعين بطريقة التفاوض غير المباشر، على أن يقوم ميتشل بدور ساعي البريد، أي بالدور الذي مارسه أثناء مفاوضات إرلندا الشمالية. * كاتب وصحافي لبناني

 

قوة لبنان في ضعف... دولته ؟

السبت, 01 مايو 2010/طوني فرنسيس

بحسب احدى الصحف الإسرائيلية «ذُهل» رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني لحجم الضغوط التي مارسها عليه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري طلباً لتدخله مع الشركاء الأوروبيين الآخرين لمنع اسرائيل من شن عدوان جديد ضد لبنان دأبت على التلويح به منذ شهور وصعّدت لهجتها في خصوصه ابتداء من مطلع شباط (فبراير) الماضي.

وربما لا يكون برلوسكوني وحده من أصيب بالذهول. فجولة الزيارات والاتصالات الخارجية والعربية التي قام بها الحريري كانت واسعة جداً وعنوانها الأبرز منع اسرائيل من تنفيذ تهديداتها، مؤكداً موقف لبناني موحد يرفض التهديد، ويُحذر في أقسى موقف عربي يُتخذ منذ عام 2003 من جعل مسألة صواريخ «سكود» المزعومة، ذريعة مماثلة لذريعة أسلحة الدمار الشامل التي اعتمدت سبباً لغزو العراق.

كانت هذه المقارنة التي اعتمدها الحريري ذروة في التصعيد الديبلوماسي رداً على التهديد، وموقفاً متقدماً على الكثير من المواقف التي أُعلنت من جانب قوى محلية وعربية تعرف هي بدورها معنى أن يذهب رئيس الحكومة اللبنانية هذا المذهب في دفاعه عن بلده وعن حكومته المتمسكة بحق «الجيش والشعب والمقاومة» في جبه أي عدوان.

ما من شك في أن الحملة الحكومية أثمرت تعاطفاً مع لبنان، وهي لم تكن لتثمر لولا توافر الحد المعقول من التماسك الداخلي والوحدة الوطنية في مواجهة التهديد، وهي وحدة «أقوى من السلاح» على حد قول رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم أمام المسؤولين اللبنانيين. فعدوان تموز (يوليو) 2006 فشل ليس فقط بسبب عدم قدرة اسرائيل على «اجتثاث حزب الله»، بل بسبب التماسك الشعبي اللبناني الداخلي، على رغم كل الظروف التي أحاطت بذلك العدوان بداية ونهاية. ومقارنة مع تموز 2006 تبدو ظروف لبنان الحالية، عام 2010، أفضل بكثير مع تذليل الكثير من عوامل الانقسام السياسي واستعادة مؤسسات الجمهورية حضورها.

تراجعت احتمالات الحرب على لبنان بحسب قول تيري رود لارسن في مناسبة التقرير الدولي عن سير تنفيذ القرار 1559. ربما يكون ذلك صحيحاً، فالتصعيد الذي عشناه منذ شباط الماضي، أدى مفعول الحرب الفعلية. انه نوع من القصف المدفعي التمهيدي الذي يستكشف الجبهات والمواقع. وفي عملية الاستكشاف هذه يفترض أن تكون الحكومة الإسرائيلية، صاحبة مشروع الحرب، قد توصلت الى استنتاجات عدة، منها ما يتعلق بلبنان ومنها ما يتصل بغيره من قوى «المواجهة والممانعة».

فسياسة الصدام الإسرائيلية الراهنة تجعل إيران العدو الأول، وهي لا ترى في حزب الله اللبناني سوى فصيل من فصائل الحرس الثوري الإيراني، وما ينطبق على «حزب الله» ينطبق على «حماس» و «الجهاد الإسلامي» في فلسطين من وجهة نظر اسرائيل. ومع أن هذا الاختصار يحمل في طياته الرغبة في طمس المشروعية الوطنية للمقاومة في لبنان وفلسطين، والسعي لتبرير الهروب من القرارات الدولية التي تنص على الحقوق الوطنية للشعوب العربية وفي مقدمها الشعب الفلسطيني، فإن الموقف الإسرائيلي يجد صدى له ومرتكزاً في الصدام الدولي مع ايران بسبب ملفها النووي وسياسة قيادتها التي تهدد منذ سنوات بمحو اسرائيل من الوجود، وفي الخلاف العربي مع ايران أيضاً بسبب سياستها تجاه المشرق العربي من العراق الى الامارات التي تطالب بجزرها فتتهمها طهران بـ «عدم النضج السياسي».

إلا أن رغبة اسرائيل في نقل الصراع الى مكان آخر لا تعني قدرتها أو حتى رغبتها في خوض صدام مباشر مع طهران، فهذا موضوع أكبر منها بكثير، وحرب يستحيل عليها خوضها من دون تغطية دولية، أميركية على الأقل، في وقت تتجنب أميركا نفسها حتى الآن اللجوء الى الحرب، مكتفية بالضغوط السياسية والاقتصادية والمفاوضات.

قيل سابقاً في تبرير احتمالات الحرب انها ستكون نتيجة لقرار أحد اثنين: إما اسرائيل وإما إيران، والأصح القول إما اسرائيل وإما اسرائيل، فإيران ليست بحاجة الى حروب، بعد ما قدمته لها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وما قدمته اسرائيل من عدوان في فلسطين ولبنان وسورية، أما سياسة الهروب الإسرائيلية الى الأمام والتنكر لحقوق العرب فهي التي ستقود الى الحروب، لكن لا حرب الآن، غير حرب التهويد داخل فلسطين.

فالإسرائيليون يعرفون أن حرباً ضد لبنان ستكون تكراراً مدمراً لحرب تموز/ سيسقط المزيد من القتلى في لبنان وستدمر منازل وبنى تحتية، وستحصل أمور مماثلة للبنية الإسرائيلية، لكن النتيجة السياسية ستكون صفراً. سابقاً قيل إن قوة لبنان هي في ضعفه، ولا يزال نقاش يدور حول هذه المقولة، لكن الأصح القول في ظروفنا الراهنة إن قوة لبنان هي في ضعف دولته، وليس هذا مثاراً للفخر، قدر ما هو ميزة في سياق الظروف المتقلبة التي تعيشها المنطقة. فإذا ما هاجمت اسرائيل لبنان ستلقى مواجهة لن تقتصر فقط على حزب الله، بل ان مجموعات أخرى ستنخرط على الأرجح في مقاتلة الاحتلال المتكرر، ولن تجد الدولة الصهيونية في النهاية من تفاوضه من أجل هدنة أو من أجل سلام أو حتى من أجل ترتيبات ما.

ولا شك في أن حكومة اسرائيل تفكر جدياً في هذه الأمور، وتحاول ألا تقع مرة أخرى في تجربة «جز العشب» التي مارستها ضد لبنان في مرات سابقة، فكان العشب ينمو مجدداً وزاد «حزب الله» قوة، مثلما زادت قبله بسنوات منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية امتداداً ونفوذاً.

مجمل هذه العوامل والوقائع، من تجربة اسرائيل السابقة في لبنان الى الانتفاضة السياسية - الديبلوماسية اللبنانية في العالم، أبعدت حصول مغامرة اسرائيلية جديدة ضد بلد الأرز، لكن حصيلة التصعيد المستمر ستوظف مزيداً من الضغوط على لبنان المحتفي بنجاته، وبنسبة أكبر على سورية، فمنذ زمن طويل يعرف الاسرائيليون والعالم أن سورية تمسك بمفاتيح كثيرة. حاولوا انتزاعها منها بالتهديد المباشر خلال السنوات الماضية، ثم عادوا اليوم الى ترغيب وترهيب لم تتضح أسرارهما كاملة، لكن الهدف منهما صريح: دور سوري مختلف تجاه السلام العربي - الاسرائيلي ينعكس على علاقات سورية مع حزب الله وحماس... وايران. التهديد بالحرب ضد لبنان هو بهذا المعنى تهديد فعلي لسورية. وما لم يحصل على الجبهة اللبنانية، يمكن أن يقع على جبهة سورية، تتسابق اليها التحذيرات... والوفود.

 

القوات اللبنانية: ليخجل جميل السيّد من نفسه ويكفّ عن الإسترسال في سوق الأكاذيب  

١ ايار ٢٠١٠

اصدرت الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية البيان الآتي:

من جديد يخرج اللواء جميل السيّد على اللبنانيين، واعظاً او مؤنباً او محاضراً بالوطنية وهو منها براء.

وجديد اللواء السيّد هذه المرّة، مقابلة اجراها مساء الخميس 29-4-2010 على محطة "او تي في"، ضمنّها جملةً من الوقائع المغلوطة والروايات المفبركة، والتي تأتي في سياق الحملة المبرمجة على القوات اللبنانية والهادفة الى النيل من خطّها السيادي الذي يقّض مضاجع جميل السيّد واسياده الخارجيين منذ امدٍ بعيد.

إن الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية، إذ تدعو اللواء جميل السيّد الى ان يخجل من نفسه، ويكفّ عن الإسترسال في سوق الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على احدٍ من اللبنانيين، يهمّها بالمقابل ان توضح للرأي العام اللبناني الأمور التالية:

اولاً) يتساءل اللواء السيّد عن الفائدة التي يجنيها من اعتقال الدكتور جعجع. ثم يُوقع نفسه في تناقض اقواله حين يكشف، في مكانٍ آخر من مقابلته، عن خطّة إنقلابٍ كان يعدّها ويخطط لها منتصف التسعينات للإطاحة برموز الدولة اللبنانية.

اوليس هذا الإعلان الصريح، دليلاً ساطعاً على ان اعتقال الدكتور جعجع يأتي من ضمن خطّةٍ واضحة إنتهت باغتيال الرئيس الحريري وشهداء ثورة الأرز، وتهدف الى الإطاحة برموز الممانعة الوطنية واحداً واحداً، تمهيداً لتنفيذ بعض رموز الوصاية كجميل السيّد وأمثاله، إنقلابهم الكبير على اتفاق الطائف، ووضع يد الوصاية كليّاً على مقدّرات الدولة اللبنانية.

ثانياً) يدعّي اللواء السيّد ان القوات اللبنانية رفضت التخلّي عن سلاحها، وأن الدكتور جعجع اعترف له بنيّة القوات الإحتفاظ بسلاحها.

إن هذا الإدعاء اقلّ ما يُقال فيه أنه استخفافٌ بعقول اللبنانيين. فالقوات اللبنانية كانت اول المبادرين الى وضع سلاحها بتصرف الجيش اللبناني في آذار 1991.وكانت أول من وافق على اتفاق الطائف، كما كانت مع البطريركية المارونية اول من وفّر الغطاء السياسي والوطني اللازم لتوقيع هذا الاتفاق، الذي ينصّ في احد بنوده على حلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. وفي الحقيقة فإن القوات اللبنانية كانت الجهة الوطنية الأبرز التي تعرضّت للمضايقة والاستهداف اعتباراً من العام 1990 فاغتيل العديد من قيادييها واختطف عدد آخر، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: بطرس خوند، ايلي ضو، سامي ابو جودة، نديم عبد النور، سليمان عقيقي، رمزي عيراني وغيرهم.

ثالثاً) يُلمح جميل السيّد الى تورطّ القوات اللبنانية بزرع العبوات المتفرّقة في المنطقة الشرقية من ضمن مسلسلٍ انتهى بتفجير كنيسة سيدة النجاة، مدعياً تورّط القوات بتفجير هذه الكنيسة.

إنها لمفارقةٌ غريبة ان يفضح جميل السيّد اسلوب عمله وعمل اسياده من خلال استحضاره لظاهرة العبوات المتنقلة التي سبقت ورافقت قرار حلّ القوات اللبنانية وتفجير كنيسة سيدة النجاة. وللتذكير ايضاً، فإن مسلسل العبوات هذا، عاد اللبنانيون وشهدوا مثيلاً له اعتباراً من 16 آذار 2005 أي بعد 48 ساعة على

تظاهرة 14 آذار التي قسمت ظهر النظام الأمني. وهذا إن دلّ على شيء، فعلى ان استهداف القوات لم يكن سوى الحلقة الأولى في مسلسل ضرب روح الحرية والسيادة التي انتصرت في 14 آذار 2005، برغم كل محاولات الخنق والترويع.

لقد رضي القتيل ولم يرضَ القاتل.

وللتاريخ نقول، ان أحداً من أهالي ضحايا مجزرة سيدة النجاة الذي يُعدّون بالعشرات، لم يتقدّم بأي ادعاء شخصي، وذلك على الرغم من الترغيب والترهيب الذي مارسه اللواء السيّد وأمثاله بحقّهم، وهذا إن دلّ على شيء ايضاً، فعلى حدس المواطنين ويقينهم الداخلي بأن كل ملف الكنيسة مفبرك ، وبأن الهدف من ورائه كان القضاء على القوات اللبنانية ليس إلا .

وما دام اللواء السيّد يدافع عن شفافية ومصداقية القضاء "العضومّي"، فهلاّ أطلعنا عن حقيقة موقفه من الملفّات السياسية والمالية التي استلّها هذا القضاء بوجه العماد ميشال عون؟ بالإضافة الى موقفه من الملفات القضائية والمحاكمات الجائرة التي طالت آلاف الناشطين العونيين والقواتيين ورفاقهم في التيارات السيادية الأخرى؟ وحبذّا لو ينجح جميل السيّد بإرواء ظمأ المطران غي نجيم للحقيقة فيكشف له هويّة الجهة المتورطة بتفجير سيدة النجاة!!!

رابعاً) يطرح اللواء السيّد تساؤلاً آخر فيقول: "هل نذهب ونفجر كنيسة لندخل سمير جعجع إلى السجن أو نفجّرها بسمير جعجع ونرتاح منه؟" ثم يدعّي ان الرفيق فوزي الراسي مات داخل السجن بسبب مرضه بالقلب.

وللتاريخ نقول ايضاً، انه لو استطاع النظام الأمني اغتيال سمير جعجع قبل وصوله الى وزارة الدفاع لما تأخر عن ذلك ثانية واحدة. امّا وان جعجع قد بلغ اعتاب وزارة الدفاع سالماً، فإن اغتياله بداخلها كان امراً يعجز جميل السيّد ومن يعلوه مقاماً، عن تحملّ تبعاته.

اماّ بالنسبة لرواية اللواء السيّد حول استشهاد الرفيق فوزي الراسي، فإنها تنطوي على كذبٍ واضح وتزويرٍ للوقائع فالتقرير الطبّي الصادر عن مستشفى سيدة المعونات يؤكد ان الرفيق فوزي الراسي مات خنقاً.

خامساً) يتطرق اللواء السيّد الى انتخابات الكتائب التي جرت في حزيران 1992 فينفي تدخّل الأجهزة ضد الدكتور جعجع، مدعياً ان المغفور له جورج سعادة فاز بفارق صوتٍ واحد.

إن هذا الإدعاء مجافٍ لكل الوقائع والإثباتات، إذ أن تدخّلات وضغوطات النظام الأمني حينها بلغت اوجّها. وقد تمّ الضغط على العديد من أعضاء المجلس المركزي في حزب الكتائب، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور عبدالله ملاّح.

سادساً) إن سجل اللواء السيّد حافل بالممارسات البوليسية القمعية، وغنّي عن التذكير بالمضايقات التي تعرّض لها الصحافيون اللبنانيون ومنهم الشهيد سمير قصير، وجهاد الزين، وراغدة درغام، وداليا احمد، وعبد الرحمن الراشد وغيرهم الكثيرون... وقد بلغت المضايقات حداً دفعت بالشهيد سمير قصير للإتصال بالنائب وليد جنبلاط ناقلاً تهديد السيد له، فوضع جنبلاط مرافقاً مع سيارته تحت تصرف قصير.

وفي الختام تتوجّه الدائرة الإعلامية الى اللواء السيّد بالقول، كفاك تزويراً للحقائق، وحبذّا بعد كل التطورّات التي طرأت على المشهد الوطني اللبناني، ان تعترف لمرّة واحدة واخيرة، ان امثالك لفظهم التاريخ وطوت ثورة الأرز صفحات سجّلهم الأسود الى غير رجعة. وان عقارب الزمن لا تعود الى الوراء. 

  

العماد عون في جبيل مسانداً لائحة "الولاء لجبيل" 

 موقع تيار عون/زار رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، الوزير السابق جان لوي قرداحي رئيس لائحة الولاء لجبيل، في منزله، بهدف التأكيد انه يحترم خصوصية الجبيليين بممارسة حقهم الديمقراطي بمعزل عن كل أساليب الترغيب والضغوطات مهما كانت إنتماءاتهم العائلية والسياسية،وقد التقى جميع أعضاءلائحة الولاء لجبيل واصرعلى احترام حق كل جبيلي في ممارسة السياسة ضمن إطار القوانين والدستور. وقد أكد العماد عون على أهميةالحفاظ على أرث جبيل التاريخي العريق الذي أثبت للعالم أن لبنان منارة للثقافة ومصدر للحضارة ولشرعة حقوق الإنسان.

 

 سمير فرنجية: إدخال "المحرّم" على السياسة يتم بقوة القمع والأيديولوجيا

الحريات العامة صعود وهبوط مرتبطان بالحال السياسية والتبدلات الإقليمية

المستقبل - السبت 1 أيار 2010 - عمر حرقوص

ماذا تعني كلمة حريات عامة في لبنان؟ هل هي تشبه معنى الحريات العامة في الدول العربية المحيطة أم أنها تختلف عنها بالشكل والمعنى؟، وهل الحريات العامة في لبنان شبيهة بمعناها الحرفي بالحريات العامة في الديموقراطيات الغربية؟ أم لها شكلها الخاص، ومعناها الذي يعوّل عليه اللبنانيون كثيراً في عيشهم في وطنهم، أو عيشهم خارجه آملين العودة إليه ليكونوا جزءاً من تكوينته المختلفة؟.

هناك محطتان رئيسيتان في التاريخ الحديث للحريات العامة في لبنان، مرحلة ما قبل العام 2005 ومحصلة ما بعد 2005 حيث تنامى جو الحريات كما يعتبر عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار سمير فرنجية. هذا الجو والذي أدى إلى نجاح قوى 14 آذار في الانتخابات النيابية، وأوصلها إلى إدارة جزء من السلطة، جعل جو الحريات يتسع في وقت لم تتدخل الحكومة فيه لا بالقضاء ولا بحياة الناس.

فالحريات العامة وارتباطها بالسياسة والمسرح والثقافة والفنون، كذلك ارتباطها بالنقاشات الدائرة حول أصل العروبة والاستغراب والاستشراق والانتماء والتدين والإلحاد والعلمنة وغيرها الكثير من القضايا الخلافية التي لا تلبث تغيب عن لبنان حتى تطل عليه مجدداً برأسها، بما يشبه الدورة "القلقة"، التي تبحث عن كل شيء وربطه بالاقتصاد والسياسة والأمن والصراع العربي الإسرائيلي وسقوط الاتحاد السوفياتي كما صعود الفكر الديني.

قبل مدة دعا النائب في "اللقاء الديموقراطي" مروان حمادة خلال ندوة " آذار" إلى حماية الحريات العامة، واعتبر يومها أن "الأولويات جعلت الحريات العامة تتغلب على كل المواضيع الأخرى، حماية للشعب وللحكومة وللمؤسسات وحتى لمقاومة لبنان". ورأى أن "لائحة الممنوعات أصبحت أطول مما كانت عليه حين كان النظام الأمني مسيطراً على البلد، فكيف يمكن للبنانيين مواجهة الممنوعات، وكذلك الحفاظ على حرياتهم العامة والخاصة التي دفعوا من أجلها أثمانا كثيرة؟".

في عودة تاريخية إلى نحو مئة عام سبقت، نجد الحريات والاستقلال والسيادة أموراً تترابط في سياق حركة استقلالية، من العهد العثماني إلى عهد الانتداب الفرنسي، وبعده من ضمن الدولة اللبنانية التي عاشت أعواماً طويلة على شفير حروب أهلية أو في معمعتها، حيث حمل أطراف هذه الحروب شعارات الحريات العامة بنداً أولاً في كثير من برامجهم السياسية، وخطاباتهم، وكذلك في إعلامهم الذي بدّل بشكل جوهري الإعلام في المنطقة العربية.

ولكن البحث في الموضوع في الوقت الحالي يظهر انقطاعاً للحريات في مكان وعدم تساوٍ في مكان آخر كما يرى الإعلامي ميشال حاجي جورجيو، حيث تنعقد طاولة الحوار التي بدلاً من أن تساهم في تقوية الحريات العامة، يحاول البعض استعمالها لقطع الأنفاس، والدفع نحو "العبودية الطوعية" بدلاً من العمل على زيادة "دوز الحريات العامة".

يقسم فرنجية وضع الحريات في لبنان إلى أقسام عدة "أولها بدأ في العام 2006 مع التظاهرات المضادة لبرنامج بسمات وطن، حيث أدخل "المقدس" على الحياة العامة والسياسية، وجرى أول قمع شارعي للحريات ورضخت بعده المؤسسة اللبنانية للإرسال، وتمدد "المقدس" إلى قضايا أخرى مرة باسم الانتصار الإلهي ومرات بأسماء مختلفة".

والثاني - كما يقول فرنجية - حين بدأ نفس الحريات يتعرض لضربات أكثر "ففي مرحلة جديدة رضخت الدولة بمؤسساتها للسلاح، وهنا يمكن تذكر الكثير من الحالات التي حصلت في المرحلة الممتدة من العام 2006 إلى صيف العام 2009، حيث منعت بعض برامج مهرجانات بيت الدين، كما تم التعرض لكتب مدرسية حيث شارك الأمن العام بالهجوم هذه المرة، وأبرز تلك المراحل يوم 7 أيار".

إذاً، هذا الترابط بين الحريات والسيادة والاستقلال أدى في السابق دوره في نشوء حركات سياسية، وكذلك قيام تحالفات أبرزها تحالف السياديين منذ نهاية العام ، مروراً باستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولاً إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان ، وبعدها قيام حكومة وحدة وطنية، بعد أن عاش البلد على شفير حروب واغتيالات وتدمير، وكادت هذه الهاوية تطيح كل الحريات العامة والخاصة التي حققها اللبنانيون من أيام مشانق أحمد باشا الجزار في ساحة الشهداء إلى انتفاضة الاستقلال الثاني.

يربط حاجي جورجيو الحريات والمطالبة بها في الوقت الحالي بطاولة الحوار الوطني وانعقادها لنقاش مسألة سلاح "حزب الله" والإستراتيجية الدفاعية، ويعتبر أن "انعقاد الحوار جاء كضرورة لحفظ الاستقرار في لبنان بعد مرحلة الهاوية التي مررنا بها، إضافة إلى بث مناخ مؤاتٍ للوحدة الوطنية الضامنة لتهدئة داخلية ومناخ توافقي"، ويلفت إلى أن "الحوار ينقسم إلى رأيين، ويظهر من خلال اللقاءات والتسريبات التي تحصل فيه أن هناك عدم تساوٍ في مقاربة الرأي والحوار والاختلاف".

ويرى حاجي جورجيو أن "أحد أفرقاء هذا الحوار يذهب إلى الحوار ويأخذ معه منطقاً رافضاً للنقاش في عدد مهم من القضايا"، هذه القضايا الخلافية لم تجد لها مكاناً يمكن الانطلاق به لحلها كمشكلة، بل يريد منع الحديث عنه وتحويله إلى "تابو" أو محرّم. ويلفت حاجي جورجيو إلى عدة محرّمات أهمها "موضوع العلاقات اللبنانية السورية، حيث الخلاف هو على طبيعة العلاقة بين الدولتين وكيفية إدارة العلاقة بينهما". ويضيف "كذلك الخلاف الأساسي والأول هو على سلاح حزب الله والنقاش الدائر من حوله".

وفي موضوع ما يسميه "العبودية الطوعية"، يرى أن "واحداً من مظاهر الارتداد على الحريات كان، سحب ممثلي رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي وممثل قائد الجيش من احتفال القوات اللبنانية في البيال بسبب كلمتين واضحتين في منطق الدفاع عن الحريات الخاصة والعامة، وهذا الانسحاب إن دل على شيء فهو يدل على رفض تقبل الرأي الآخر في موضوع العلاقات اللبنانية السورية، كما أنه يدل بوضوح على أن هذا الموضوع غير قابل للبحث لدى الطرف الآخر، وهو يحاول فرض نظرة واحدة وجامدة للعلاقات غير آبه بكل التحولات والمتغيرات السياسية منذ أعوام".

خلال السنوات الماضية ساهم اللبنانيون في تكوين قرارهم الخاص، ودفعوا ثمنه غالياً في سبيل الحفاظ على وطنهم، وكذلك الحفاظ على أكبر قدر من الحريات العامة والخاصة، ولكن لأسباب خارجية صارت جزءاً من منظومة التحولات في المنطقة، يحاول البعض في هذا الوقت فرض نمط من العلاقات المعينة والمحددة على شكل يسبق التاريخ الذي تلى العام 2005، في محاولة لإعادة العلاقات بين الدولتين وبين اللبنانيين أنفسهم، إلى نقطة الصفر أو المكان الذي انتهى إليه الموضوع سابقاً.

وهنا يقول حاجي جورجيو "نحن كلبنانيين نعمل كثيراً للتوافق اللبناني السوري في علاقات متساوية وودية، ونعمل لتوافق المسارات السياسية في المنطقة، ولكننا في هذه اللحظة، يسيطر علينا نمط واحد يحاول فرض جوّ له نفس المنطق من دون إمكان التعبير عن رأي مخالف أو حتى وجهة نظر ترى الأمور من مكان آخر، ولذلك نستطيع القول إننا مسيرون وغير مخيرين، فالمواطنون باختلافاتهم مضطرون إلى الدخول في نفس النمط، حيث تغيب حرية التعبير ويغيب الرأي العام، ويتحول الكل إلى جسم وقطيع واحد برأي واحد".

هذه المرحلة الأخيرة، يرى فرنجية أنها "مرحلة الوصول إلى المسموح والمحرّم في المواضيع، حيث صار الوضع اللبناني يشبه وضع الحريات في إيران أكثر مما يشبه وضع الحريات في أي بلد آخر، فالنظام الإيراني يضيف بُعداً دينياً يقمع بالقوة والأيديولوجيا الدينية. وما نشهده الآن هو قمع بالقوة بمواجهة أيديولوجيا دينية".

ويرى حاجي جورجيو أن "حزب الله، يمنع نقاش السلاح وطريقة إدارته ومحاولة حله كمشكلة قائمة بحد ذاتها خارج إطار الدولة، بداية من رفع الأصبع في وجه من يرفض الاحتكام إلى السلاح ثم باللجوء إلى التهديد والوعيد، ويتصاعد العنف المعنوي وصولاً إلى التهديد المتصاعد والتذكير بـ7 أيار جديد". في هذا الإطار، يعتبر أن "البعض يحاول العودة في العلاقة مع سوريا إلى عهد سابق". هذا العنف المعنوي الذي يتبعه تهديد في عدد من القضايا، وتشهير مثل موضوع اتفاقية الهبة مع الدولة الأميركية وما ظهر من معطيات في هذا الإطار، من تواطؤ لإخفاء تقرير يظهر حقيقة الأمور، إلى تحريك لمنابر تشعل بخطاباتها الوضع الداخلي وتجعله بصورة المأزوم، وكذلك تحرّك في الشارع باسم المطالب العمالية، والدفاع عن حقوق الناس.

ما يعيشه لبنان اليوم هو صراع بين نزعة تحاول إلغاء ما حصّله الناس من خلال نضالهم وكذلك من خلال القوانين، وكأن شيئاً لم يحصل منذ سنوات، وبين من يريد تطوير المؤسسات والحفاظ على مكتسبات المواطنية، وتجديد قديمها باتجاه الأفضل، فالمؤسسات لم تستعد عافيتها بعد خمسة أعوام من التبدلات الكبيرة في لبنان. ويتساءل حاجي جورجيو "كيف يمكن مواجهة هذا النوع من التهديدات وكذلك الحفاظ على الحريات العامة أمام مرحلة القضم والضم الجديدة؟"، ليجيب بتأكيد "رفض الممنوعات وضرورة التمرد عليها، والإشارة دوماً إلى الخطوط الحمر من دون التوقف عندها، ورفض الرقابة، لمنع أن نصير عبيداً طوعيين، فالإنسان حين يذعن تلقائياً وبإرادته ويتخلى عن حريته يصير عبداً".

حال الخائفين على الحريات هل يكون مثل حال الخائفين والمرعوبين من القتل؟ يؤكد حاجي جورجيو "ضرورة رفض أي نوع من الرقابة وكذلك رفض الدخول كأفراد ومجموعات في الرقابة الذاتية، وكذلك رفض الدخول في منطق أن نصير رهينة للعنف، أو كما يسميها عالم النفس شوقي عازوري، "بينوشيه سيندروم"، أو متلازمة أعراض الملاحقين من قبل ديكتاتور التشيلي السابق أوغستو بينوشه، حيث يوافق المرء على ممنوعات تعرض لها، مثل القتل والملاحقات، ويصير رهينة لها خوفاً منها".

يصر حاجي جورجيو على "المثابرة في المواقف، والشجاعة في إكمال ما كنا نقوله سابقاً، والثبات في موقفنا، والربط مع فكرة أن أفضل جواب على العنف هو الحفاظ على الحرية، وكذلك الربط بين الحرية والحقيقة"، ويختم "بذلك يأتي الرد على العنف واضحاً عبر تحقيق الحقيقة والدفاع عن حقّ الحصول عليها، لأن الحقيقة تتخطى العنف، وتستطيع أن تحمي الحرية، ولذلك يجب أن نبقي على قول الحقيقة".

المطلوب كما يراه فرنجية "هو معركة مدنية، من أجل إخراج الديني من السياسة وإعادة تحديد المسافة بينه وبين الدولة والسياسة". فهو يرى أن "للدين دوره في حياة الناس ولا يمكن إنكاره ولكن يجب أن نرفض توظيفه لأغراض سياسية، ولدينا معركة طويلة تفترض منا خلق نظام جديد للأحزاب السياسية، إضافة إلى توسيع المساحة المدنية في حياة اللبنانيين. ويشدد على أن "المطلوب هو العمل على ارتباط المواطن أكثر بدولته وبالقوانين وتوسيع رقعة الانتماء المواطني".

إذاً إنها الحريات العامة تطل برأسها من جديد. كأنما تجربة الأعوام السابقة من حلّ حزب "القوات اللبنانية" باسم الملفات الأمنية إلى منع التظاهر، والانقلاب على قانون "أصول المحاكمات الجزائية"، والاعتقالات الممتدة وصولاً إلى آب ومحاولة الانقلاب على الطائف عبر التمديد القسري للرئيس إميل لحود، واستشهاد الرئيس رفيق الحريري، هذه التجربة الطويلة علّمت اللبنانيين الكثير، ولكن أفضل ما تعلموه هو اللجوء إلى القضاء للدفاع عن حقوقها وحرياتهم.

 

أهالي كترمايا: ردّات الفعل نتجت من تقصير المسؤولين

المستقبل - السبت 1 أيار 2010 - اصدر اهالي بلدة كترمايا مساء أمس بيانا توضيحيا حول "الجريمة البشعة التي اودت بحياة اربعة من ابناء كترمايا بتاريخ 28/4/2010 وبطريقة وحشية فظيعة هزت مشاعر اهل كترمايا ومحيطها، ولم يكن من دافع سياسي او ثأري او عائلي او بهدف السرقة منذ لحظة اكتشافها"، فأشار البيان الى "ان ما جرى من اعمال ردات فعل ناتجة عن عدم قيام المسؤولين بمعالجة الواقعة بمسؤولية بعد ان تم إلقاء القبض على المشتبه به ليلة الجريمة، ولما كان الاهالي بحالة الحزن والحداد العام المعلن بالبلدة بانتظار أمرين اولهما القيام بدفن الضحايا والثاني متابعة مجريات التحقيق الجاري مع الموقوف الذي تم تأكيد قيامه في وقت سابق بجريمة اغتصاب قاصر ودخوله الى لبنان خلسة.ان ما جرى من قيام الجهات الامنية بنقل المتهم في حينه الى موقع الجريمة، إما لتنفيذها او لغاية لا نعرفها قبل دفن الضحايا، ليس سوى عامل استفزاز لمشاعر اهالي البلدة التي انتهكت كرامتهم في امنهم واستقرارهم والتأكيد على عدم التعاطي مع الامر من واقع مسؤول من جهة وانزال العقوبة بالمجنى من جهة ثانية، بل ان إحضاره الى موقع الحادث ادى الى غليان في دماء الاهالي لهول ما شاهدوه من واقع لجثث ضحاياهم التي كانت تسبح في دمائها مشوهة بأسلوب شنيع، معتبرين ان في هذا تحديا للمرة الثانية لمشاعر جميع أهالي كترمايا لما يعنيه واقع الجريمة من قيام ذات المتهم في فترة ثلاثة أشهر من انتهاك لأعراضهم وسلامتهم، محملين الجهات الأمنية والقضائية التي رمت هذه القنبلة في بحر من الأهالي المؤمنين الآمنين المسالمين، وداعين المسؤولين في كافة قطاعات الدولة اللبنانية وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية ايلاء الامر اهتماماً خاصاً لان كترمايا ليست عاصية على القانون أو مأوى للارهاب كما تستغل وسائل الاعلام الحادث دون العودة الى حقائق ، معتبرين ان ما جرى ليست له دلالات موجهة أو جرى التحضير لها او كانت هدفاً لديها".

وطالب البيان" تبيان الأمور التي جرت في التحقيق مع الجاني حيث ثبت بأن فحص (DNA) للدماء التي هي على ثياب المجرم تطابقت مع دماء الضحايا، وبالتالي فإنه مجرم فعلياً وليس متهماً". ودعا المسؤولين الى" التعاطي مع هذه الحادثة الأليمة من واقع انساني مسؤول يحمي مشاعر أهلنا وكرامتهم وعدم تصوير بلدتنا بغير الصورة الحقيقية لها حفاظاً على كرامتها وكرامة اهليها ومستقبل ابنائها في كافة المجالات، وراجين من المراجع الرسمية فتح تحقيق شامل يوضح معالم وحقائق ما جرى امام الرأي العام حفظاً لكرامة البلدة وأهلها".

 

نجار يعلن توقيف 10 مشاركين وبارود يعتبرها صورة سيئة

سليمان يدين قتل المتهم بجريمة كترمايا مؤكداً عدم تقصير الدولة

المستقبل - السبت 1 أيار 2010 - أسفرت جريمة كترمايا الرباعية أول من أمس، عن استنكار شعبي ورسمي خصوصاً بعدما أقدم أهالي البلدة على القصاص من المجرم، فدانت المواقف الرسمية الصادرة أمس، "قتل المتهم بجريمة كترمايا"، معتبرة أنه "ليس مقبولاً أن يأخذ الشخص حقه بيده، حتى ولو كان ذلك رداً على جريمة مروعة". ورأت أن "ردة الفعل الجماعيّة التي حصلت ستنعكس سلباً على صورة لبنان في العالم وستحطم ما تبقى من هيبة للقضاء والقانون والأمن في لبنان وتعطي إشارات يرفضها العقل البشري".

سليمان

دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في بيان أمس، "قتل المتهم بجريمة كترمايا وأعطى توجيهاته الى كل من وزيري الداخلية والبلديات زياد بارود والعدل ابراهيم نجار "بوجوب ملاحقة المرتكبين وكذلك إنزال العقوبات الصارمة بحق المقصرين، وتبلغ منهما الإجراءات التي اتخذت من قبلهم ومن قبل الأجهزة المعنية".

واعتبر أنه على رغم بشاعة الجريمة التي نفذها المتهم وفي وقت قبضت عليه القوى الأمنية في أقل من أربع وعشرين ساعة، فإن "التصرف الذي حصل يسيء الى صورة لبنان خصوصاً أن الدولة لم تقصر في كشف الفاعل".

بارود

وأكد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، في حديث إلى "أو.تي.في"، أنه "ليس مقبولاً أن يأخذ الشخص حقه بيده، حتى ولو كان ذلك رداً على جريمة مروعة، وأفهم غضب الناس في كترمايا، لكن مواجهة الجريمة يكون بالقانون والقضاء، وما حصل مع القاتل، هو جريمة بالمعنى القانوني".

وسأل "ماذا لو لم يكن هذا المتهم هو الفاعل، ماذا لو كان هناك محرض؟ كيف سنكمل التحقيق؟"، لافتاً إلى أن "رد الفعل أعطى صورة سيئة عن البلد، لا أفهم هذه الطريقة التي تم التعاطي بها". وقال: "ربما كان وراء هذا الشخص محرض، فلماذا قطعنا التحقيق"، مشدداً على أن "التحقيق الأولي يكون سرياً ولا يمكن الإفصاح عن أي شيء".

وأوضح أن قوى الأمن "أوقفت المشتبه به في أقل من 24 ساعة، وهذا عمل جيد"، معلناً أن "هناك خطأً حصل من جانب قوى الأمن الداخلي في سوق هذا المتهم إلى مسرح الجريمة"، لافتاً إلى أنَّ "الموضوع أصبح قضائياً بالدرجة الأولى، ولنا كل الثقة بالقضاء لمعالجة هذا الأمر".

نجار

ورأى وزير العدل ابراهيم نجار، في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أنه "مهما كان جرح الأهالي عميقاً، لا شيء في العالم يمكن أن يكوّن أساساً قانونياً لردة الفعل الجماعيّة التي حصلت والتي ستنعكس سلباً على صورة لبنان في العالم وستحطم ما تبقى من هيبة للقضاء والقانون والأمن في لبنان وتعطي إشارات يرفضها العقل البشري".

وأكد أن دولة المؤسسات "لا يمكن أن تقبل بهذا الحادث الذي لا يقل خطورة عما سبقه من أعمال همجية ويجب أن لا يمر مرور الكرام"، موضحاً أنه تشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبقي على اتصال بالمراجع القضائية المختصة وبصورة خاصة النيابات العامة وثمة إجماع على "ضرورة الملاحقة وأن يقوم القضاء بواجباته". ولفت إلى أن هناك "أفلاماً مصورة عن الحادث، وعلى الأقل هناك 10 من الذين شاركوا في الجريمة الجماعيّة (بحق محمّد سليم مسلم) ومن المفروض أن تجري الأمور وفقاً للقانون وهي الآن بيد القضاء".

متري

ولفت وزير الإعلام طارق متري، خلال استقباله عدداً من ممثلي وسائل الإعلام، إلى أنه تلقى اتصالات عدة من مواطنين وإعلاميين عبروا فيها بالإضافة إلى استهجانهم جريمتي كترمايا الفظيعتين عن انزعاجهم الشديد من نشر صور ومشاهد مروعة.

وقال: "لقد اختارت وسائل إعلام كثيرة الامتناع عن نشر الصور والمشاهد التي توفرت لها وامتناعها هذا بمثابة إدانة معنوية لما جرى أقوى من نشر الصور والمشاهد الأكثر بشاعة. ويثير الإحجام كما الإسراع في النشر والبث أسئلة مهنية وأخلاقية تستحق أن تكون موضوع تشاور بين أهل الإعلام حول قواعد للسلوك تقوم على الحق في المعرفة وحرية الإطلاع وتحترم بالوقت نفسه المشاعر والحرمات والكرامة الإنسانية لكل الناس".

الحجار

ودعا عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب محمد الحجار، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، إلى "وجوب تكثيف العمل من أجل إعادة ثقة الناس بالدولة ودورها"، مطالباً المجتمع المدني والفعاليات السياسية والاجتماعية بـ"المزيد من العمل لتثبيت دور الدولة".

وأعرب عن قلقه الشديد "مما شاهده الناس على شاشات التلفزة في موضوع حادثة كترمايا". وقال: "سعيت أنا والكثير من الخيرين لتخفيف التوتر الذي كان موجوداً في البلدة بسبب هول الجريمة، وهذا أمر لم يقابل بطريقة مباشرة من الأجهزة الأمنية المعنية".

أضاف: "عندما رأى أهالي البلدة المجرم يمثل جريمته فقدت كل الضوابط الأخلاقية أمام هول رؤية الضحايا والتشنيع الذي لحق بالجثث وهذا ما أفقدهم الضوابط الأخلاقية ودفعهم إلى عملية الانتقام والتنكيل بمرتكب الجريمة"، مؤكداً أن "هناك خطأ فادحاً على مستوى اتخاذ قرار تمثيل الجريمة في ساحة البلدة"، مشيراً إلى أنه في غياب دور الدولة "مشكلة يعاني منها أهل كترمايا والكثير من اللبنانيين".

[ استنكر رئيس "الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان" نعمة جمعة في بيان، "مسرح الفعل الإجرامي في كترمايا إذ استتبعت جريمة قتل يوسف ايوب مرعي وزوجته وحفيدتاهما على فظاعتها بجريمة وحشية أكثر هولاً ودلالاة"، داعياً السلطات المعنية الى "فتح تحقيق إداري وقضائي شامل لتبيان ظروف وملابسات أخذ المشتبه به لتمثيل الجريمة وعدم توفير الحماية له".

وعقب انعقاد الجلسة الأسبوعية لمجلس نقابة المحامين في بيروت، أدلت نقيب المحامين أمل حداد بتصريح شجبت فيه "الجريمة البشعة والنكراء التي تهتز لها النفوس لسقوط الضحايا، والجريمة الثأرية الأخرى التي ارتكبت جماعياً بحق المشتبه به وغير المألوفة في بلد ديموقراطي فيه قضاء وفيه مؤسسات". ورأت ان "الفلتان الأمني يتجسد في سلسلة الأحداث والجرائم المتكررة عبر كل الأراضي اللبنانية مما يستدعي من الدولة سد كل هذه الثغرات الأمنية الفادحة والسهر الأمني واتخاذ أقصى التدابير".

  

سفارة مصر تستنكر: واثقون بالدولة وسلطاتها لإحقاق العدالة

المستقبل - السبت 1 أيار 2010 -استنكرت سفارة جمهورية مصر العربية في بيروت "جريمة قتل المواطن المصري محمد سليم مسلم بعدما اصبح في قبضة العدالة والتمثيل بجثته والذي بثته ونشرته وسائل الاعلام المرئية والمقروءة، في مشهد يتنافى مع الوجه الحضاري للشعب اللبناني الشقيق على خلفية كون المواطن المصري مشتبها به في جريمة قتل اخرى"، مؤكدة "ادانتها للجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الابرياء الاربعة من المواطنين اللبنانيين". وشددت في بيان اصدرته امس، على "الثقة التي توليها للدولة اللبنانية وسلطاتها المعنية وبقيامها بما يستلزمه أمر هذه القضية من إتخاذ الاجراءات التي من شأنها إحقاق العدالة وتطبيق قواعد القانون".

 

ريفي يذكّر قوى الأمن بواجب حماية الجاني أو المشتبه به

المستقبل - السبت 1 أيار 2010 - أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أمس نشرة توجيهية لعناصر قوى الأمن الداخلي كافة، ذكرهم فيها بـ"الواجب القانوني والمهني والإنساني الذي يقع على عاتق قوى الأمن الداخلي لجهة حماية الجاني أو المشتبه به عند توقيفه مهما كانت الجريمة المرتكبة". وجاء في النشرة: "بتاريخ 28/4/2010 وفي بلدة كترمايا حصلت جريمة قتل مروّعة ذهب ضحيتها أربعة مواطنين أبرياء (يوسف نجيب أبو مرعي مواليد عام 1932 وزوجته كوثر جميل أبو مرعي مواليد عام 1931 والطفلتين أمينة محمد الرواس مواليد عام 2001 وزينة محمد الرواس مواليد عام 2003)، أشاعت جواً من الحزن والغضب لدى المواطنين في كافة أنحاء الوطن لا سيما منطقة اقليم الخروب. بنتيجة المتابعة الأمنية الحثيثة من قبل القطعات المختصة في قوى الأمن الداخلي، أميط اللثام عن هوية المجرم فتم توقيفه في غضون ساعات قليلة واعترف بجريمته النكراء وهذا ما ثبت بنتيجة تحليل الحمض النووي. إن سوء تقدير الموقف الميداني وعدم توقع التداعيات التي قد تنجم من جراء التسرع في تنفيذ إجراءات الاثبات لجريمة شنعاء كالتي نحن بصددها، أدى الى وصول المواطنين الغاضبين الى الجاني وقتله. إن ما حصل قضى على هذا الإنجاز، لأن المسؤولية في حفظ حياة الجاني أو المشتبه به تقع على عاتق قوى الأمن الداخلي، فكان لا بد من اتخاذ إجراءات مسلكية بحق عدد من الضباط بدلاً من مكافأتهم والتنويه بهم نتيجة كشفهم الجاني وتوقيفه في سرعة قياسية.

لذلك تهيب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بكافة العناصر وتذكرهم بالواجب القانوني والمهني والإنساني الذي يقع على عاتقهم لجهة حماية الجاني أو أي مشتبه به عند توقيفه مهما كانت جريمته، وإن ما حصل خطأ جسيم يجب عدم تكراره ومنعه مستقبلاً والاستفادة من العبر لتحسين أدائنا المهني الذي قطعنا شوطاً كبيراً في مسيرته".

 

فحوص الـ "DNA" تثبت ارتكاب مسلّم "جريمة كترمايا الرباعية"

المستقبل - السبت 1 أيار 2010 - اثبتت الفحوص المخبرية الـ "DNA" التي أجريت في المختبرات الجنائية التابعة لقسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية، ان الدماء التي وجدت على القميص المضبوط في منزل المشتبه به في "جريمة كترمايا" المصري محمد سليم مسلم مطابقة لدماء الضحية الجدة كوثر زوجة الضحية يوسف ابو مرعي.

كما ان الدماء التي عثر عليها على نصل السكين المضبوط مطابقة لدم الضحية الطفلة زينة. كذلك اثبتت هذه الفحوص ان الآثار الموجودة على قبضة السكين تحوي مزيجاً من العرق والدماء، يعود جزء منها للمشتبه به، وفق ما أكد بيان صادر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.

 

جريمتا كترمايا.. من الضحايا؟ من الجناة؟ ومن يتحمّل مسؤوليّات تقصيريّة؟ 

01 أيار/10/بقلم  المحامي لوسيان عون/ليبانون فايلز

بثبوت تطابق عيّنات الدماء على ثياب ضبطت في منزل الجاني نتيجة تقرير المختبر الجنائي تسدل الستارة على مدى ثبوت اقدام القاتل على قتل ضحاياه. الا أن ملف كترمايا شرع الباب أمام فضائح من العيار الثقيل نتيجة تعدّد المسؤوليات التي يفترض أن تعود الى سنوات الى الوراء، بما عرف بتراخي أجهزة الدولة على اختلافها في ضبط الامن والاستقرار خصوصاً أنّ جريمة كترمايا جاءت بعد ارتفاع نسبة الجرائم في المناطق كافة، ويكاد لا يمرّ يوم من دون أن يقع فيه جريمة من العيار الثقيل، الى أن وصل المطاف بالجناة الى تحدي الدولة بأجهزتها وارتكاب جرائمهم تحت لهيب الشمس الحارقة وعلى الاوتوسترادات والطرقات الدوليّة وأمام أعين المارة...

يعود ما وصلنا اليه الى تراكم الاهمال نتيجة تفشي الفساد الذي عمّ معظم الاجهزة والدوائر، وعلى مرأى ومسمع من الرأي العام الذي أصبح المراقب الأكبر والأكثر حياداً من سواه. يدخل بعض الموقوفين الى السجون بعد تمثيل جرائمهم ويخرجون لاحقاً ولا نسمع الا أن هؤلاء من اصحاب السوابق بينما نصّت إحدى مواد قانون العقوبات على تشديد العقوبة في حال التكرار إلا أن نادراً ما تطبّق الى أن وصل المطاف بأن تجرّأ الكثير من الجناة والمجرمين على تنفيذ عمليات ضد المخافر، كما حصل مؤخراً في صور، وتهريب السجناء أثناء سوقهم برفقة حمايات أمنية، كما حصل تكراراً في ضهر البيدر والبقاع، وبسرقة سيارات لقوى الامن الداخلي والاعتداء عليها وتحطيمها، كما جرى في المتن والبقاع منذ سنوات .

أما أخبار الذين صدر ما يفوق مئات مذكرات التوقيف بحقهم فحدّث ولا حرج آخرهم صدر بحقّه مئة مذكرة توقيف عدلية من دون التمكّن من تنفيذها.

إنّ هذه الجريمة وما تخلّلها من أحداث مأساوية تستدعي إعادة نظر بما أصاب هيبة الدولة من خلل، وبسبب قناعة تنمو بشكل مضطرد لدى الرأي العام بأنّ الجاني سوف يخلى سبيله لاحقاً، ولن ينال العقاب العادل، وربما كان هذا الخلل ما دفعه الى ارتكاب فعلته ظنّاً منه بأنّه لن يستقرّ في السجن أكثر من ستة أشهر يخرج بعدها منه ويكون قد روى غليله من دماء ضحاياه.

أما الأسباب والدوافع التي أوصلت الوطن الى هذه الانتكاسات الخطيرة التي لا تحمد عقباها والتي يخشى أن تمتدّ الى مناطق يسطر عليها النظام العشائري الذي يدعو الى الاقتصاص الفوري من الجاني، فإن الاحكام التي لا تصدر بعد سنوات من موعدها المفترض، والتي سبق ووضعنا معالي وزير العدل في صورتها وتقدّمنا بشكاوى بموضوعها لدى معاليه ولدى التفتيش القضائي ولم يبتّ بها حتى الآن، واستمرار الدعاوى لأكثر من ثماني سنوات في كل مرحلة من التقاضي واستنكاف القضاة عن إحقاق الحق، والذي كان موضوع شكاوى تقدمنا بها أيضاً وأيضاً لدى هذين المرجعين من دون البتّ بهما نظرأً لانقضاء أشهر على الشكاوى تلك، يبقى أحد الاسباب التي تدفع أهالي القرى والمناطق الى تطبيق قاعدة "العين بالعين والسن بالسن" لأنه لو كان الحكم صارمأً وحازماً لما كان حصل ما حصل.

وأخيراً وليس آخراً استوقفني برنامج بثّ على هواء إحدى إذاعات الـ أف أم استفتى المواطنين على خلفيّة جريمة كترمايا فكان أن اثارتني الدهشة لدى سماع معظم الذين اتصلوا بالاذاعة المذكورة وكانوا مؤيّدين لشريعة "العين بالعين والسن بالسن" لعدم ثقتهم بالأجهزة الامنية، على حدّ ما كانوا يعلنون وهذا ما يشكّل خطراً على الامن الاجتماعي ويخرج الواقع من النظام العدلي رويداً فرويداً باتجاه المجتمعات التي تدعو الى الاقتصاص الفوري من الجاني من دون محاكمة عادلة ومن دون توفير حقّ الدفاع المقدس له وإحاطة الجريمة من كل جوانبها .

سؤال يطرح بعد كل ما حصل:

هل وراء المصري الجاني (الذي أعدم) جناة آخرين ومحرضين ومخططين؟

طبعاً مات سرّه معه بسبب التسرّع من جهة، وبسبب أهمال أو تقصير بعض الاجهزة الامنية من ناحية ثانية. وفي مطلق الاحوال، تبقى جريمة كترمايا المتعدّدة الجوانب أمثولة وعبرة في آن .

 

فحـــوص الـ "دي.أن.إي" اثبتت اقتراف مســـلم مجزرة كترمايــا

30/04/10/المركزية- سلكت جريمة كترمايا في اقليم الخروب طريقها الى القضاء، وذلك في ضوء النتائج التي أثبتتها فحوص الـ"دي.أن.إي" التي أجرتها مختبرات المباحث الجنائية العلمية في ثكنة الحلو، حيث أكدت ان المدعو محمد سليم مسلم من التابعية المصرية الذي قتله أهالي البلدة أمس، هو مقترف جريمة قتل الجدّين يوسف بو مرعي وزوجته كوثر وحفيدتيهما آمنة وزينة الروّاس.

قوى الأمن: أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، في بلاغ أصدرته اليوم، "أن فحوص الـ "دي.أن.إي" التي أجريت في المختبرات الجنائية التابعة لقسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية، أثبتت أن الدماء التي وجدت على القميص المضبوطة في منزل المشتبه به في جريمة كترمايا مطابقة لدماء الضحية الجدة كوثر، وأن الدماء التي عثر عليها على نصل السكين المضبوط مطابقة لدم الضحية الطفلة زينة، وأثبتت هذه الفحوص أيضا أن الآثار الموجودة على قبضة السكين تحوي مزيجا من العرق والدماء، يعود جزء منها للمشتبه به".

الى التحقيق: وفي غضون ذلك، باشر النائب العام التميزي القاضي سعيد ميرزا تحقيقاته للوقوف على ملابسات الاحداث التي جرت في كترمايا لتحديد هوية الذين تعرضوا لعناصر قوى الامن الداخلي ومعاملتهم بالعنف وتحطيم زجاج احدى الياتهم وسحب المدعو محمد سليم محمد مسلم من داخل الالية العسكرية وهو متهم بارتكاب جريمة قتل أربعة أشخاص في كترمايا ، وملاحقتهم.

إهتمام رسمي: وفي وقت لم يصدر أي بيان رسمي عن السفارة المصرية تعليقاً على قتل محمد سليم مسلم، تصدرت تداعيات الجريمة واجهة إهتمامات كبار المسؤولين السياسيين وجاءت على الشكل الآتي:

رئيس الجمهورية: الإهتمامات السياسية، فدان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قتل المتهم بجريمة كترمايا واعطى توجيهاته الى كل من وزيري الداخلية والبلديات زياد بارود والعدل ابراهيم نجار بوجوب ملاحقة المرتكبين وكذلك انزال العقوبات الصارمة بحق المقصرين، وتبلغ منهما الاجراءات التي اتخذت من قبلهم ومن قبل الاجهزة المعنية.

واعتبر رئيس الجمهورية انه على على الرغم من بشاعة الجريمة التي نفذها المتهم وفي وقت قبضت عليه القوى الامنية في اقل من اربع وعشرين ساعة، فإن التصرف الذي حصل يسيء الى صورة لبنان خصوصاً ان الدولة لم تقصر في كشف الفاعل.

بارود: بدوره أكد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود في حديث متلفز أنه "ليس مقبولاً ان يأخذ الشخص حقه بيده، حتى ولو كان ذلك رداً على جريمة مروعة، وافهم غضب الناس في كترمايا، لكن مواجهة الجريمة يكون بالقانون والقضاء، وما حصل مع القاتل، هو جريمة بالمعنى القانوني".

وسأل بارود "ماذا لو لم يكن هذا المتهم هو الفاعل، ماذا لو كان هناك محرض؟ كيف سنكمل التحقيق؟"، مشيراً إلى أن "رد الفعل أعطى صورة سيئة عن البلد، لا أفهم هذه الطريقة التي تم التعاطي بها". وأضاف: "ربما كان وراء هذا الشخص محرض، فلماذا قطعنا التحقيق"، مشدداً على أنَّ "التحقيق الأولي يكون سرياً ولا يمكن الافصاح عن اي شيء".

وإذ أكد بارود أن قوى الامن اوقفت المشتبه به في أقل من 24 ساعة، وهذا عمل جيد، إعترف أن "هناك خطأً حصل من قبل قوى الأمن الداخلي في سوق هذا المتهم إلى مسرح الجريمة"، لافتاً إلى أنَّ "الموضوع أصبح قضائياً بالدرجة الاولى، ولنا كل الثقة بالقضاء لمعالجة هذا الأمر".

نجار: كذلك أبدى وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار إستنكاره الشديد واستفظاعه لما شهدته بلدة كترمايا من جريمة همجية وشنيعة أودت بحياة طفلتين وجديهما.

وإذ أعرب نجار عن تعاطفه الكبير مع ذوي الضحايا الأبرياء وأهالي البلدة، رأى في حديث للمؤسسة اللبنانية للإرسال أنه "مهما كان جرح الأهالي عميقا، لا شيء في العالم يمكن أن يكوّن أساساً قانونياً لردة الفعل الجماعيّة التي حصلت والتي ستنعكس سلبا على صورة لبنان في العالم وستحطم ما تبقى من هيبة للقضاء والقانون والأمن في لبنان وتعطي إشارات يرفضها العقل البشري". وأكد "أن دولة المؤسسات لا يمكن أن تقبل بهذا الحادث الذي لا يقل خطورة عما سبقه من أعمال همجية ويجب أن لا يمر مرور الكرام"، مضيفا أنه تشاور "مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبقي على اتصال بالمراجع القضائية المختصة وبصورة خاصة النيابات العامة وثمة إجماع على ضرورة الملاحقة وأن يقوم القضاء بواجباته".

وأوضح وزير العدل "أن الملاحقة تفترض ثبوت الجرم والجرم واضح للعين المجردة وقد ظهر في أفلام مصورة وستتم ملاحقة المرتكبين"، كاشفا عن "أن السلطات القضائية تمتلك أسماء عشرة أشخاص من الذين قاموا بهذه الجريمة البشعة". وشدّد على أنّه "لا يمكننا أن نفعل المستحيل لرد البريق للقضاء ومن جهة أخرى أن نغيّب القضاء بسبب أعمال تأتي بشكل عفوي وجماعي من قبل الأهالي وهذا لا يمكن أن نقبل به".

متري: من جهته، لفت وزير الإعلام الدكتور طارق متري في خلال استقباله عددا من ممثلي وسائل الإعلام إلى انه تلقى اتصالات عدة من مواطنين واعلاميين عبروا فيها، إضافة إلى استهجانهم جريمتي كترمايا الفظيعتين، عن انزعاجهم الشديد من نشر صور ومشاهد مروعة.

لقد اختارت وسائل اعلام كثيرة الامتناع عن نشر الصور والمشاهد التي توفرت لها، وامتناعها هذا بمثابة إدانة معنوية لما جرى أقوى من نشر الصور والمشاهد الأكثر بشاعة. ويثير الاحجام كما الإسراع في النشر والبث، أسئلة مهنية وأخلاقية، تستحق أن تكون موضوع تشاور بين أهل الإعلام حول قواعد للسلوك، تقوم على الحق في المعرفة وحرية الإطلاع وتحترم، بالوقت نفسه، المشاعر والحرمات والكرامة الإنسانية، لجميع الناس.

الحجار: كذلك دعا عضو تكتل "لبنان" اولاً" النائب محمد الحجار إلى وجوب تكثيف العمل من أجل إعادة ثقة الناس بالدولة ودورها، داعياً المجتمع المدني والفاعليات السياسية والاجتماعية الى "المزيد من العمل لتثبيت دور الدولة".

وأعرب في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" اليوم (الجمعة)، عن "قلقه الشديد مما شاهده الناس، أمس، على شاشات التلفزة في موضوع حادثة كترمايا".

وقال: "سعيت أنا والكثير من الخيرين لتخفيف التوتر الذي كان موجوداً في البلدة بسبب هول الجريمة، وهذا أمر لم يقابل بطريقة مباشرة من الأجهزة الأمنية المعنية".

اضاف: "عندما رأى اهالي البلدة المجرم يمثل جريمته فقدت كل الضوابط الأخلاقية أمام هول رؤية الضحايا والتشنيع الذي لحق بالجثث، وهذا ما أفقدهم الضوابط الأخلاقية ودفعهم إلى عملية الانتقام والتنكيل بمرتكب الجريمة".

ورأى الحجار ان "هناك خطأ فادحاً على مستوى اتخاذ قرار تمثيل الجريمة في ساحة البلدة"، مشيراً إلى ان "في غياب دور الدولة مشكلة يعاني منها أهل كترمايا والكثير من اللبنانيين".

رئيس بلدية كترمايا: من جهته، اعتبر رئيس بلدية كترمايا محمد حسن في حديث صحافي إن ما قامت به القوى الأمنية من إحضار للقاتل إلى موقع الجريمة لتمثيله فعلته بعد أقل من 24 ساعة على وقوعها من دون أن تراعى حرمة الجريمة والأبرياء، وقبل حتى أن تحصل على إذن من النيابة العامة لاستلام الجثث، أثار مشاعر أهل القرية الذين أصيبوا بهذه الفاجعة.

واشار الى ان "الجهات الرسمية لم تضعنا في أجواء ما توصلت إليه التحقيقات.

وكان أهالي القرية عرفوا بهوية المجرم من وسائل الإعلام، وهو يسكن في مكان قريب من البيت الذي وقعت فيه الجريمة، ومعروف بأنه ذو سمعة سيئة وسبق له أن ارتكب جرائم".

ولفت حسن إلى أن القوى الأمنية التي كان عدد أفرادها محدودا، لم تتمكن من ضبط الشارع الذي يعيش أبناؤه حالة من الغليان منذ لحظة وقوع الجريمة، وانعكس ذلك في رد فعلهم عند رؤية القاتل، معتبرا انه "كان على القوى الأمنية والجهات الرسمية أن تتخذ تدابير وإجراءات غير تلك التي اتخذتها، آخذة بعين الاعتبار الوضع الحرج الذي يعيشه أبناء القرية".

وفي حين لم تعلن الجهات الرسمية عن إلقاء القبض على أحد من الشباب الذين شاركوا في قتل المجرم، قال "ليس هناك من مطلوبين للعدالة في كترمايا، وأبناؤنا ليسوا خارجين عن القانون، وبالتالي لن نسكت إذا ألقي القبض على أحد منهم ".

 

السيد نصر الله: إذا كان هناك مشروع سياسي كبير للمنطقة فهو يمكن أن يأتي بالحرب لكن هذا المشروع لا يبدو موجودا وعلى اللبنانيين أن يرتاحوا ويشتغلوا انتخابات

حزب الله ليس معنيا بأن ينفي أو يؤكد تملكه لأي سلاح وهذه سياستنا ونؤكد عليها

نفضل نجاح اللوائح التوافقية لكن هذا لا يعني اننا نمنع الترشح من خارج التوافق

حريصون على التوافق في بيروت وإن فشلنا سنقرر كيف نتصرف لأن لدينا خيارات عدة

وطنية - 1/5/2010 ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في حفل تكريم العاملين في "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، تناول فيها مواضيع متعددة على رأسها الجو القائم في المنطقة حاليا والانتخابات البلدية في لبنان.

وقال السيد نصر الله حول الحديث المتصاعد عن أجواء حرب في المستقبل القريب "إنه إذا كان هناك مشروع سياسي كبير للمنطقة، فهو يمكن أن يأتي بالحرب، ولكن ملامح هذا المشروع لا تبدو موجودة الآن"، داعيا اللبنانيين الى "أن يهدأوا ويرتاحوا ويشتغلوا انتخابات بلدية، وطبعا الى أن يتضامنوا مع مقاومتهم ويعبروا عن وحدتهم الوطنية، لأن هذا التعبير وهذا التضامن يدخل في حسابات ردع العدو ومنعه من التفكير بأي عدوان على لبنان".

وقال: "حزب الله لا يعتبر نفسه معنيا على الإطلاق في أن ينفي أو يؤكد تملكه لأي سلاح، وهذه سياستنا ونؤكد على هذه السياسة. أن نمتلك أي سلاح هو حقنا الشرعي والقانوني والأخلاقي والإنساني، لأن هذا السلاح نريده ليدافع عن الناس الشرفاء والمظلومين والمهددين بفعل الوجود السرطاني لدولة إسرائيل، وحيث يمكننا أن نمارس هذا الحق سنمارس هذا الحق ولن نتوانى على الإطلاق".

وعن الانتخابات البلدية، قال: "نحن نفضل ونشجع ونرغب ما أمكن في البلدات التي شكلنا فيها لوائح توافقية أن يحصل إجماع على هذه اللوائح وأن تنجح بالتزكية، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أننا نمنع من يرى نفسه لائقاً ومسؤولاً ويريد أن يترشح من خارج التوافق أن نمنعه من الترشح أو من النشاط الانتخابي، وبالتالي لا يجوز أن يتحول هذا الموضوع إلى نزاع سياسي في أي بلدة من البلدات، وغداً يقال إن من كان مع لائحة أمل حزب الله هذا مع المقاومة والذي ليس مع اللائحة هو ضد المقاومة".

بالنسبة الى الانتخابات البلدية في العاصمة فقال "ان البعض حاول في الأيام القليلة الماضية أن يصور أن بيروت ذاهبة إلى معركة، وبدأ من الآن بعض الخطاب المذهبي والطائفي يظهر". وأوضح: "في بيروت، نحن حريصون على التوافق، نعمل لمصلحة التوافق وأن تتشكل لائحة ائتلافية يتمثل فيها الجميع، وإن فشلنا في الوصول إلى توافق حينئذ سنقرر كيف نتصرف في الانتخابات البلدية، لأنه لدينا خيارات عدة وسنرى ما هو الخيار المناسب الذي نلجأ له.

وفيما يلي نص الكلمة: "أولا أود أن اعبر عن سعادتي واشتياقي للقاء الإخوة والاخوات، وأنا مثلكم تماما كنت أنتظر هذا اللقاء منذ مدة طويلة، وكنا نحضر له، ولكن الظروف والأحداث والتطورات كانت دائما تؤدي إلى التأجيل إلى أن يسر الله سبحانه وتعالى ووفق للقاء. وهذا التوقيت الطيب والمبارك لأننا في بداية شهر أيار، شهر انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان، والمناسبة هذا العام هي مناسبة مهمة وغالية لأننا سنحتفل هذه السنة بمضي عشر سنوات على انتصار المقاومة.

عندما نتحدث عن المقاومة وانتصارها طبعا نكون نتحدث عن هيئة دعم المقاومة، وهذه الصلة الجوهرية والعميقة مع المناسبة، وعندما نتحدث عن انتصار المقاومة نتحدث عن انتصاركم أنتم أيضا، لأنكم كنتم وما زلتم جزء من هذه المقاومة، كل الأخوة والأخوات العاملين في إطار هيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان. ما نرجوه إن شاء الله في هذه السنة أن يحظى هذا العيد، عيد المقاومة والتحرير، بالعناية اللازمة على المستوى الوطني والرسمي والشعبي لأنه عيد كبير وعظيم بالنسبة للبنان وبالنسبة للأمة، ونحن عندما نصرّ على إحياء عيد المقاومة والتحرير فلأننا نريد لأولادنا وأحفادنا وأجيالنا وشعوبنا أن ترى في تاريخها المعاصر أياما من الانتصارات. ومنذ 62 عام الناس يحيون يوم النكبة ومن ثمّ يوم النكسة وبعده الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وأيامنا نكسات ونكبات ومجازر وهزائم، جاءت هذه المقاومة في لبنان لتقدم يوم الانتصار ومشهد الانتصار وعيد الانتصار، يوماً للعزة والكرامة، يوماً للفرح والابتسام. ولكن هناك من يصرّ على تجاهل هذا الانجاز والانتصار التاريخي وهذا اليوم الإلهي التاريخي في حياة لبنان وحياة الأمة. وإن شاء الله في المناسبات الآتية سيكون لي ولإخواني خطابات وكلمات بمناسبة عيد الانتصار، نعود إلى معاني ودلالات هذا الانتصار والمسؤولية تجاهه.

مع التأكيد ان الانتصار عام 2000 هو مصداق للوعد الإلهي ولتحقق الوعد الإلهي: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم"، ومن مصاديق تحقق الوعد الإلهي هو ما حصل في أيار عام 2000.

أنا اليوم في هذا اللقاء الطيب والمبارك معكم سأتحدث عن ثلاثة عناوين: العنوان الأول يرتبط بهيئة دعم المقاومة، نشاطها وأعمالها ومسؤولياتها وآفاقها. والعنوان الثاني هو الانتخابات البلدية التي تجري الآن في لبنان. والعنوان الثالث هو العنوان العام الذي يرتبط بالاوضاع المستجدة وخصوصا على مسوى الضجيج الأمريكي والإسرائيلي القائم منذ أسابيع فيما يتعلق بموضوع السلاح والصواريخ وما يقال عن تهديدات وما شاكل.

في الموضوع الأول لا شك بأن هيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان منذ بداية تأسيسها أواخر الثمانينيات كانت وما زالت جزءاً أساسياً من فعل المقاومة في لبنان، من حركة ونشاط المقاومة وجهد وجهاد المقاومة في لبنان. هكذا نحن ننظر إلى فعل المقاومة عندما نتحدث عن المقاومة، نحن نراها فعلا متنوعا ومتكاملا في مجالات متعددة عسكرية، وسياسية، وثقافية، واجتماعية، ولوجستية، و"علاقاتية"، ومعنوية ونفسية. المقاومة ليست فقط مقاومة مسلحة ومقاومة عسكرية. البعد العسكري هو أهم أبعاد المقاومة بل هو ثمرة المقاومة ورأس حربتها، هو التجسد النهائي للمقاومة، يعني هو حصيلة الجهد الثقافي التعبئة الإيمانية والتعبئة الوطنية، العمل الميداني، الإستقطاب، التنظيم، التدريب، التسليح، التمويل، العناية الإجتماعية، العناية بالبيئة الإجتماعية، التوجه السياسي والعمل السياسي، كله نتيجته وثمرته الفعل العسكري الميداني المباشر. والمقاومة هي كل هذه الأعمال، وأفراد المقاومة هم كل هؤلاء الذين يساهمون في هذه الأعمال، لذلك إذا أردنا أن نكون دقيقين في التعبير نقول إن هيئة دعم المقاومة هي جزء من المقاومة وهي ليست أمراً منفصلاً أو خارجاً عن المقاومة وتدعمها من خارجها، تماما كما هو الجهد التثقيفي والتدريبي والتنظيمي وكما هو الجهد التسليحي، كل هذه الجهود هي من قلب المقاومة ومن صميم المقاومة.

منذ البداية وحتى الآن هذا الجهد الذي كانت تبذله هيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان سواء على الصعيد المعنوي والسياسي والثقافي والإعلامي والإجتماعي أم على الصعيد المالي والمادي كان جهداً كبيراً ولازماً وواجباً ومؤثراً في حركة المقاومة ونشاطها وفي جهاد المقاومة.

أنا اذكر أنه بعد العام 2000، بعد الانتصار في أيار، حصل نقاش بين الإخوة انه ماذا نفعل في العديد من الأطر والتشكيلات التي كانت جزءاً من المقاومة وتواكب عمل المقاومة: هل تستمر، هل نعيد النظر فيها هل ندمجها في تشكيلات وأجهزة أخرى. وكان الجواب يومها: قبل أن نقول هل هناك حاجة لبقاء هيئة دعم المقاومة فهذا مترتب على سؤال آخر هل هناك حاجة لبقاء المقاومة إذا كان هناك حاجة للمقاومة فهناك حاجة لهيئة دعم المقاومة، في البعد المعنوي وفي البعد المادي. وأنا أقول لكم، للأخوة والأخوات الذين كرّمهم الله سبحانه وتعالى بالانتماء لهذا الإطار وهذه الهيئة ولهذا الموقع وهذه الوظيفة ولهذا الجهاد ولهذه المسؤولية طالما أن هناك مقاومة في لبنان سوف تبقى هيئة دعم المقاومة في لبنان.

طالما هناك مقاومة فهذه المقاومة هي بحاجة دائماً إلى من يحمل رسالتها وثقافتها وفكرها وقضيتها وطهارة دمها ونقاء أرواح شهداءها وتضحياتها وما تُقدّم وما تبذل وما تنجز، يحمل هذه الرسالة للناس وأنتم تفعلون ذلك ويجب أن تستمروا في هذا وطالما أن هناك مقاومة فيجب أن يبقى هناك باب مفتوح للناس ليقدموا المال والمساعدة، وهنا أود أن اتكلم قليلا في مسألة المال والمساعدة.

الله سبحانه وتعالى عندما تحدث عن الجهاد في القرآن الكريم، الانبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وآله، ورسول الله في الروايات والأحاديث، عندما يتحدثون عن الجهاد يتحدثون عن جهاد العدو. طبعا هناك الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر، والجهاد الأكبر هو جهاد النفس الأمارة بالسوء التي تريد أن تلقي بالإنسان في نار جهنم، فهو يجاهدها ويدفعها ويمنعها من أن تسيطر على عقله وقلبه ومشاعره وعواطفه ليرتكب حراما. وهناك الجهاد الآخر وهو جهاد العدو الخارجي، وفي إطار جهاد العدو الخارجي الحديث هو عن نوعين من الجهاد: جهاد بالمال وجهاد بالنفس. والكثير من الآيات القرآنية عندما تحدثت عن الجهاد ذكرت الجهاد بالمال والجهاد بالنفس والكثير من الآيات القرآنية قدمت الجهاد بالمال ذكراً على الجهاد بالنفس. طبعا هذا له تفسيره ولا أريد الآن أن أدخل فيه.

هناك عنوان اسمه الجهاد المالي. عندما يقوم جيش معادٍ بإحتلال بلد، يجب على أهل وشعب البلد جميعا أن يدافعوا، فإذا قام به بهذا الواجب جزء منهم، من شبابهم ورجالهم ونسائهم، فعلى الآخرين أن يساعدوهم لأداء هذا الواجب، وبالتالي الجهاد بالمال واجب عندما تكون هناك حاجة للمال. وحتى إذا لم تكن هناك حاجة للمال، فالجهاد بالمال مستحب. وبالتالي أيضاً أود أن أكون صريحاً وواضحاً: نحن نشكر كل الذين تبرعوا ويتبرعون ويقدّمون المال والمساعدات العينية للمقاومة ولا يبخلون بأموالهم عن المقاومة كما لم يبخلوا بفلذات أكبادهم عن المقاومة، ونحن نشكرهم ونقدّر عطاءاتهم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل منهم، لكن هناك أمر يجب أن نلتفت إليه وهو أن المال الذي يقدّم للمقاومة ليس صدقة ولا يجوز أن يكون صدقة، وأنا أقول للناس المتبرعين: إذا اعتبرتم أن المال الذي تدفعونه لدعم المقاومة هو صدقة فلا تدفعوه لدعم المقاومة وإنما ادفعوه في أماكن أخرى للفقراء والمساكين والأيتام. المال الذي يدفع لدعم المقاومة لا يصح أن يدفع من مال الصدقات لأن المال الذي يدفع للمقاومة ينفق على السلاح، على التدريب، على التجهيز، على تأسيس اماكن الصمود، على ما يحتاجه القتال والدفاع، ولا ينفق على الفقراء والمساكين والأيتام وما شاكل.

وما يدفع للمقاومة هو جهاد بالمال، عنوانه جهاد بالمال، له أجره وثوابه ودرجته ومقامه عند الله سبحانه وتعالى. وسواء شخّص المتبرعون (لأنه الآن قد يقال إن المقاومة لديها إمكانات كبيرة جداً ومؤسسات ضخمة جداً فهل هي في الحقيقة تحتاج إلى هذا المال الذي ندفعه لها وخصوصا الأموال الذي يدفعها الفقراء ومتوسطو الحال مثلاً) هل فعلا تحتاج المقاومة إلى أن يكون لها قجج صغيرة في البيوت يأتي الأطفال الصغار ليضعوا في هذه القجة من مصروفهم، هل حقيقة المقاومة بحاجة لهذه الاموال؟ بمعزل عمّا إذا كانت بحاجة أو ليست بحاجة، أن دفع المال للمقاومة هو حاجة للمتبرعين وللمساعدين، حاجة شرعية وحاجة أخلاقية وحاجة إيمانية وحاجة وطنية وحاجة دينية، لأنهم من خلال المال يشاركون في الدفاع عن بلدهم، في تحرير أرضهم، في الحفاظ على كرامتهم وعزتهم، لأنهم من خلال دفع المال يستجيبون لنداء الله سبحانه وتعالى الذي أمرهم بأن يجاهدوا بأموالهم كما أمرهم ان يجاهدوا بانفسهم هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، انا اؤكد على موضوع القجة في البيوت لأن أبعادها التربوية والثقافية أهم من أبعادها المالية. هؤلاء الأولاد الصغار صباحاً أو كل عدة أيام يضعون بعض المال في صندوق المقاومة، ويستيقظ المنزل على القجة التي هي بشكل بيت المقدس، فالقدس وبيت المقدس تدخلان إلى كل منزل وتنمو بالذاكرة والطفولة. والبعد الثقافي والتربوي مهم جدا، وهناك أمر ثالث أود قوله: نحن نعتقد ـ وقد يقول غيرنا إن هذا النوع من الإعتقاد (ما منعرف كيف) ـ أنا أعتقد أن من يدفع المال وهو حقيقة محتاج لهذا المال وعندما يدفعه يأخذه من حياته ويدفعه مخلصاً لله سبحانه وتعالى وخالصا لوجه الله سبحانه وتعالى، ونأخذ نحن هذا المال ونشتري به قذيفة، فأنا متأكد أن هذه القذيفة تصيب وتدمر دبابة.

أما المال الذي يدفع بنيّة غير خالصة، (يمكن أن يعطي أحد مالا ويظن أن المقاومة قد ترتّب وضعه في الانتخابات البلدية أو النيابية وليس خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى) قد تذهب القذيفة التي نشتريها بهذا المال بشكل عشوائي والله العالم.

وأنا شخصيا اعتقد ـ وهذا الاعتقاد ليس شخصياً بل هو مبني على أسس شرعية وفكرية ـ أن المال الخالص الزكي الذي يدفع بنيّة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى ولو كان قليلاً فإن تأثيره كبير وعظيم جداً، فلماذا نحرم المقاومة من مساهمات من هذا النوع؟

إذاً نقول يجب أن يبقى هذا الباب مفتوحاً، والناس أحرار، ونحن ما يهمنا في الحقيقة أن ينفق الناس في سبيل الله عز وجل، أن يعطوا من مالهم لآخرتهم، هم إن أعطوا هذا المال على صورة الصدقات والمساعدات للفقراء والمساكين والأيتام سنكون سعداء، وإذا أعطوا هذا المال لبناء مدارس ومساجد ومبرات سنكون سعداء، وإذا أعطوا هذا المال لإنجاز أي عمل خيري يعود بالخير والسعادة والكرامة على الناس سنكون سعداء. وإذا أرادوا أن يعطوا هذا المال للمقاومة ليشاركوا المقاومة في جهوزيتها وفي دفاعها وفي مواجهتها وفي انتصارها سنكون سعداء. ولكن منذ البداية وحتى النهاية ما ينفقونه إنما ينفقونه لأنفسهم وسيجدونه حاضراً يوم القيامة، سينفعهم يوم القيامة، ونحن في هيئة دعم المقاومة نكون واسطة الخير، نكون الباب، الجهة المأمونة الموثوقة من قبل المقاومة لنوصل هذا المال ولنوصل هذه المساعدة إليها.

أعتقد في هذا الشق الذي يعني هيئة دعم المقاومة الصورة باتت واضحة وفي نهايته أنا أودّ أن أتوجه بالشكر لكم جميعاً، للأخ المدير العام العزيز الحاج حسين الشامي، للأخوة في اللجنة المركزية، والأخوة والأخوات في مختلف المديريات والمناطق والقطاعات والشُعَب وتشكيلات هيئة دعم المقاومة الذين يخصصون كل وقتهم، وللمتطوعين والمتطوعات، للجميع أنا أتوجه بالشكر الجزيل إليهم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم هذا الجهاد وهذا العمل وهذه التضحية وهذا العطاء وهذا التحمل لوجود صعوبات في بعض المناطق، وأتمنى أن أكون إن شاء الله أنا وأنتم ممّن يُخلصون النيّة في العمل لأن المهم هو النيّة. هذا العمل إن لم يكن لله سبحانه وتعالى سيذهب هباءً منثورا. قد نحصل على نتائجه الدنيوية ولكن لن نجد من بركاته وخيراته شيئاً في الآخرة. الإخلاص في النية يعطينا النتيجة الدنيوية ويحفظ لنا ما هو الأهم وهو النتيجة الأخروية، وأنا آمل أن تواصلوا إن شاء الله عملكم ودعمكم المعنوي والمادي ونشاطكم في كل الأبعاد والساحات والمجالات التي أصبحتم فيها أهل خبرة واختصاص ومعرفة بكل جدية كما هو الحال في السنوات الماضية، لأن ما هو آت وما سأتحدث عنه بعد قليل أيضاً لا يقل لا من حيث الأهمية ولا من حيث التوقعات ولا من حيث المسؤوليات الملقاة على عاتقنا جميعاً عن ما مضى خلال العقود السابقة.

أنتقل إلى الموضوع الثاني، سأتحدث عنه باختصار وأيضاً من باب المقاومة ومجتمع المقاومة، موضوع الانتخابات البلدية، الكل يعرف أننا في لبنان كنا من جملة من يقول قولاً واحداً في داخل الجلسات المغلقة وفي وسائل الإعلام. عندما اقترب استحقاق الانتخابات البلدية، وقد تحدثت عبر شاشة التلفزيون، وكنا من الناس الذين قالوا إذا سمحتم أجّلوا الانتخابات ستة أشهر أو سنة، ولم تكن خلفيتنا في لحظة من اللحظات ولا أعتقد أن هناك أحد في لبنان يظن أن خلفيتنا في الموضوع هي نتيجة خوف حزب الله من الانتخابات البلدية أو خسارة بعض المجالس البلدية، لكننا عندما تحدثنا بهذا الأمر انطلقنا من حيثية الوضع العام في البلد والوضع العام في المنطقة، التهديدات القائمة، الاحتمالات الموجودة، نفس إجراء الانتخابات سيدفع القوى السياسية للصراع، مهما قلنا إن هذا الاستحقاق إنمائي، عائلي، قروي.. هذا بالحد الأدنى ليس دقيقاً، لأن كل القوى السياسية تشارك بالانتخابات البلدية. إذا دخلنا إلى هذا الاستحقاق ستحصل نزاعات وخصومات وأجواء معينة لا يتحملها البلد الآن. عملياً حصلت تجاذبات حول الموضوع إلى أن تقرر إجراء الانتخابات البلدية ووُضع الناس أمام واقع مستجد ووقت ضيق، هذا ليس بالأمر الجيد، لكن يمكن أن نجد في بعض الأمور غير الجيدة بعض الإيجابيات، ومن هذه الإيجابيات غير المقصودة، وأنا لا أعتقد أن القوى السياسية أو الحكومة تدافعت هذا الاستحقاق حتى تفاجئ الناس في موعد الانتخابات، كان هناك نقاش جدي حول تأجيل الانتخابات لكن كانت القصة من يتحمل هذا الأمر ومن لا يتحمله، لكن في النهاية تقرر إجراء الانتخابات. أقول إن هذا غير جيد، لكن من إيجابيات هذا الأمر غير الجيد ضيق الوقت الذي جعل الناس يعملون بهدوء ويذهبون للتوافقات ويبتعدون ما أمكن عن الصراعات، برأيي هذا الأمر جيد.

في الساحة المباشرة الموجود فيها حزب الله سواءً كان الوقت ضيقاً أم مفتوحاً فنحن لدينا خيار محسوم. التحالف بين حزب الله وحركة أمل في الانتخابات البلدية هو قرار محسوم ومتخذ منذ سنوات، ليس له علاقة سواءً حشرنا في الوقت أو أجّل الموضوع سنة. عندما أصبح الموضوع جدياً فإن التفاوض الذي حصل بين حزب الله وحركة أمل لم يستغرق لا أسابيع ولا أشهراً ، خلال أيام قليلة عقدنا اجتماعات ووضعنا مسودة نقّحناها وتناقشنا فيها قليلاً ووقعناها، وقعتها أنا ووقع دولة الرئيس نبيه بري وعمّمنا على كل الإخوان في المناطق هذا الاتفاق وهو اتفاق تفصيلي لا يترك مجالاً للاجتهاد ولا للنزاع ولا للخلاف، فتوكلوا على الله واعملوا على هذا الأساس. بعدها ظهر في مناخات البلد وجود أجواء كبيرة بين القوى السياسية حتى المتخاصمة والمتنازعة أن تذهب للتوافقات. هذا ممتاز, وحجم الدوائر التي ستحصل فيها منافسات حادة هو عدد قليل، وهناك عدد جيد من البلديات فاز بالتزكية. لأن موضوع المجالس البلدية لا يحتاج لأكثر مما يحصل، لا يحتاج إلى معارك سياسية ضخمة كما تحاول بعض القوى السياسية أن تصنعه.

إذا أحببت أن أقول شيئاً في موضوع حزب الله وحركة أمل، نحن في الحقيقة من خلال الاتفاق لا نريد أن نصادر لا أهل القرى ولا العائلات ولا غيرها وإنما على العكس من ذلك فإن تدخل حزب الله وحركة أمل يقلّل أي تأزّم وأي تنافس حاد وأي صراع يمكن أن يحصل في أي بلدة لأسباب عائلية أو شخصية أو ما شاكل، لأنه أحياناً هناك شخص إذا أراد أن يكون رئيس بلدية فليس لديه مشكلة أن يستنفر كل العصبيات العائلية ونعود لفتح ملفات قبل عشر سنوات وعشرين سنة وثلاثين سنة حتى يصبح رئيس بلدية. ما يجري في البلديات هو مصغّر عن المستوى الوطني، فهناك شخص من أجل أن يصبح نائباً فهو حاضر لأن يخرب البلد، كذلك هناك من ـ من أجل أن يصبح وزيراً ـ هو حاضر لأن يخرب البلد، وأيضاً هناك واحد من أجل أن يصبح رئيساً حاضر أن يخرب البلد وليس لديه مانع في استخدام الوسائل والعصبيات المذهبية والطائفية وأن يأخذ البلد إلى الفتنة.

على مستوى البلديات هناك بعض النماذج لكن على مستوى أصغر، لكن لا يأتي ويستغل الطائفة إنما يستغل العائلة ويفتح ملفات قديمة ويأتي بشجرات النسب ويبحث في الخلافات الماضية ونعود للحساسيات القديمة.

توافق أمل حزب الله من جملة أهدافه تحصين البلدات والقرى، هذا الجو الإيجابي الذي تولّد خصوصاً بعد حرب تموز 2006 والموجود في قرانا وبلداتنا ومدننا والتي هي أكثر استهدافاً، هذا الجو من أوجب الواجبات تحصينه، ولذلك لم يكن التوافق بين حزب الله وحركة أمل أمراً مستحباً وإنما كان من أوجب الواجبات التي إن تخلف حزب الله أو تخلفت حركة أمل كنا سنسأل عنها يوم القيامة، والناس يجب أن يأتوا ويسألوننا، أيعقل أن تختلفوا على مجالس بلدية أو مجلس بلدي والبلد والمنطقة ذاهبان باتجاه استحقاقات كبيرة وخطيرة؟!

خلافاً لما يكتبه بعض الناس في الصحف، فبعض الناس يحبون أن ينتقدوا على كل حال لأنه ليس لديهم عمل إن لم ينتقدوا، وهناك بعض الناس لديهم حسابات معينة فيزعمون أن هناك استياء شعبياً من هذا التوافق. أبداً، نحن نعيش على الأرض ونعرف أجواء العائلات والقرى والناس، هذا ترك ارتياحاً شعبياً كبيراً جداً.

ما أود قوله اليوم، أنا أتوجه إلى جميع الناخبين أن يهتموا بالانتخابات البلدية وأن يذهبوا إلى الانتخابات وأن لا يعتذروا أن هذا الشيء حاصل والنتيجة مضمونة كيفما كان. يجب أن يكون هناك حضور فاعل وحيوي من قبل الأخوة والأخوات والقواعد الشعبية جميعاً، هذا جزء من المشاركة في تحمّل المسؤولية، جزء من المشاركة في الحياة السياسية، جزء من مسؤولية إنتاج مجالس بلدية محصنة. قد يأتي أشخاص ويقولون إن هذا التحصين على خلاف الإنماء. لا ، بالعكس. أقول لكم أكثر من ذلك. فلنتحدث بدائرة البلديات الموجودون فيها نحن وحركة أمل. في المجالس البلدية التي تكون توافقية بين أمل وحزب الله تأتي بإنماء أحسن، لأنه إذا كان المجلس البلدي لأمل لوحدها أو لحزب الله لوحده أو مجلس بلدي مستقل ليس لحزب الله ولا لحركة امل علاقة به، أكيد لن تتكاتف كل الأيدي لأسباب حزبية وتنظيمية وسياسية وشخصية واعتبارات مختلفة. هذا صحيح أو خطأ؟ هذا واقع، حتى تعمل الانماء المطلوب. ولكن عندما يكون هناك مجلس بلدي الكل مشارك به، الكل معنيون بأن ينجح والكل معنيون بتقديم خدمة، بالعكس، المجلس البلدي التوافقي يكون محصناً اجتماعياً وشعبياً أكثر وقدرته على إيجاد انماء في هذه البلدات هي قدرة أعلى.

الشيء الأخير في الشق البلدي له علاقة بالمرشحين في مختلف البلدات خارج دائرة لوائح التوافق بين حزب الله وبين حركة أمل، طبعاً نحن حيث أمكن نحرص أن يكون حلفاؤنا من بقية الأحزاب شركاء في هذه اللوائح، لكن في النهاية هناك تفصيلات قروية وعائلية أحياناً يمكن أن لا تسمح لكل الأشخاص الذين يفترضون أنهم يجب أن يكونوا في المجلس البلدي أن يكونوا، خصوصاً عندما نرى أن عدد أعضاء المجلس البلدي محدود، يعني ليس عدداً يتسع للجميع. يمكن أن يكون هناك عائلة فيها أكثر من أربعة أو خمسة أشخاص مصرين على الترشح، اللائحة التوافقية أخذت واحداً ، فقام الآخرون بتشكيل لوائح أو ترشحوا منفردين، لدي هنا توصية وتأكيد لإخواننا في حزب الله وحركة أمل الذين يعملون على تشكيل اللوائح التوافقية أن لا يتعاطوا مع الذين ترشحوا خارج اللوائح التوافقية كأنهم أعداء أو أخصام أو انهم خارجون على الاجماع والتوافق والوحدة، لا، هؤلاء أحرار وهذا حقهم الطبيعي والذي يحب أن يترشح هذا حقه الطبيعي، وأمل وحزب الله من خلال قرار التوافق لا يستطيعون أن يمنعوا أحداً من ممارسة حقه الطبيعي في أن يترشح مقابل لوائح التوافق، ولا يجوز أن ننظر إلى هؤلاء على أنهم أعداء أو أخصام.

وصية لهؤلاء أيضاً أن لا يتصرفوا كأنهم أعداء وأخصام لحزب الله ولحركة أمل. يمكن أن يكون خطنا السياسي واحداً وكلنا نؤيد المقاومة وكلنا نحب بعضنا، اختلفنا على شأن تفصيلي بلدي له علاقة بتشكيل المجلس البلدي والسلام، هذا هو حجمه، ولا يجوز أن يفسد في الود قضية.

نعم، نحن نفضل ونشجّع ونرغب ما أمكن في البلدات التي شكلنا فيها لوائح توافقية أن يحصل إجماع على هذه اللوائح وأن تنجح بالتزكية، هذا أكيد نحن نفضله ونرغب بذلك ونشجع عليه، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أننا نمنع من يرى نفسه لائقاً ومسؤولاً ويريد أن يترشح من خارج التوافق أن نمنعه من الترشح أو من النشاط الانتخابي أو من أن يقوم بكامل حقه على هذا الصعيد، وبالتالي لا يجوز أن يتحول هذا الموضوع إلى نزاع سياسي في أي بلد من البلدات، وغداً يقال إن من كان مع لائحة أمل حزب الله هذا مع المقاومة والذي ليس مع اللائحة هو ضد المقاومة؟ لا، "الله يخليكم"، في الموضوع البلدي دعوا المقاومة جانباً، يمكن أن يكون الذي مع لائحة التوافق أو خارج لائحة التوافق إن شاء الله كلهم مع المقاومة. هناك نقاش تفصيلي بلدي، نحن قوى سياسية رغبنا أن نتوافق وأن لا نأخذ البلدات إلى نزاع وأن نتعاون حتى لا تحصل نزاعات بين العائلات، وبمقدار ما يساعدنا المرشحون الآخرون والقوى الأخرى نكون شاكرين، لكن في نهاية المطاف أنا أدعو الجميع إلى أقصى تعاون وحضور وفعالية على مستوى الحضور في الانتخابات البلدية.

نحن لا نريد أن ندخل في نزاع مع أحد ولا في خصومة مع أحد، في الأيام القليلة الماضية حاول البعض أن يصوروا أن بيروت ذاهبة إلى معركة وبدأ من الآن بعض الخطاب المذهبي والطائفي يظهر. في بيروت نحن حريصون على التوافق، نعمل لمصلحة التوافق وأن تتشكل لائحة ائتلافية يتمثل فيها الجميع، وإن فشلنا في الوصول إلى توافق حينئذ سنقرر كيف نتصرف في الانتخابات البلدية، لأنه لدينا خيارات عدة وسنرى ما هو الخيار المناسب الذي نلجأ له. نحن كل ما نريده في الانتخابات البلدية بكلمتين: أن يصبح للبلدات والمدن اللبنانية مجالس بلدية جديدة بأقل كلفة سياسية واجتماعية ممكنة، بأقل كلفة ممكنة، بأقل صراع ممكن بين القوى السياسية وبأقل نزاع ممكن بين العائلات والأشخاص والتيارات العائلية والاجتماعية المختلفة.

أما في الشق الذي له علاقة بالوضع السياسي المهم، تعرفون أنه قبل عدة أشهر بقي المسؤولون الصهاينة يتكلمون ويرددون تهديدات للبنان على مدى ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر بشكل متواصل، ولم يبقَ أحد إلا وقام بتهديد لبنان، أحدهم هدد بتدمير الضاحية وأحدهم هدد بضرب البنى التحتية وتدميرها، وأحدهم هدد باجتياح الجنوب وأحدهم هدد باجتياح لبنان، يعني أن كل شيء يمكن أن يخطر في البال من تهديدات تم إستخدامه من قبل المسؤولين الإسرائيليين والإعلام الإسرائيلي على مدى أربعة أو خمسة أشهر إلى ما قبل السادس عشر من شباط ذكرى الشهداء القادة.

في ذكرى الشهداء القادة قلنا كلاما ولا نعيد، تلاحظون بعدها إلى (ان أتت) قصة السكود يعني زمنيا هدأ الوضع، بالعكس بعد 16 شباط وفي اليوم التالي طلع شيمون بيريز ليقول نحن ليس لدينا عمل في لبنان فلقد خرجنا منه وخلصنا منه ولا نريد أن نعمل حرب مع لبنان، نتنياهو وباراك وأشكينازي ولم يبق أحد بعد 16 شباط إلا وكأنه كان لم يهدد من قبل، وأصبحوا يقولون كلا، نحن ليس لدينا عمل في لبنان وليس لدينا نية حرب مع لبنان ونريد هدوءاً مع لبنان، وحتى أمس ما زال هذا التأكيد قائماً، إذاً لماذا اللغة الإسرائيلية تراجعت وهدأت؟

يستطيع المرء أن يقوم بالتحليل الذي يريد في هذا الشأن، لكن هناك مفصل واضح إسمه 16 شباط، هناك ما قبل السادس عشر من شباط وهناك ما بعد السادس من شباط ، والذي يفتش عن زمن ثانٍ فَلِيدلنا عليه، في السادس عشر من شباط هناك من قال للإسرائيليين باسمكم وباسم مجاهديكم وباسم مقاومتكم، هناك من قال للإسرائيليين لسنا خائفين من تهديداتكم ولسنا خائفين من تهويلكم ونحن جاهزون لمواجهتكم ونحن جاهزون لإلحاق هزيمةٍ مذلةٍ بكم من جديد ونحن جاهزون للدفاع عن قرانا ومدننا وبنانا التحتية وعن كراماتنا وعزتنا، خرج هذا الكلام وكان يوجد بعض التفصيل كي لا نُعيده، الإسرائليون قرأوه بجدية ويعلمون أننا في هذا الموضوع لا نمزح، وأعود وأقول: صحيح أنا أعترف أنني أخطب وأُمارس حرباً نفسية، لكنها حرب نفسية قائمة على وقائع وقائمة على معطيات صادقة، ونحن لا نمارس حرباً نفسية فيها كذب وأضاليل وخداع لا بالعدو ولا بالصديق، وإن كان يمكن لأحد أن يُناقش قانونياً وفقهياً أن خداع العدو جائز، حتى هذا الجائز لا نقوم به، نحن نقوم بحرب نفسية قائمة على معطيات ووقائع حقيقية، والإسرائيلي يفهم هذا الشيء، ولذلك منذ السابع عشر من شباط وفيما بعد تغيرت كل اللغة وكل اللهجة.

قبل مدة خرجت قصة السكود، أبرزها الأمريكيون أو نُسبت للأمريكيين في صحيفة خليجية، أخذها شيمون بيريز وذهب بها إلى فرنسا، وهي تقول إن سوريا قد سلّمت حزب الله صواريخ سكود، وقام الإعلام الإسرائيلي يتحدث بالقصة وتلقفها الأمريكيون وصارت شغلهم اليومي من لحظتها إلى اليوم، وما زالت السيدة كلينتون تتكلم بهذا الموضوع وتوجه خطابها لسوريا وإيران، وعُمل من هذا الموضوع ضجة كبيرة. أنتم الذين تدعون أن سوريا سلمت لحزب الله صواريخ سكود ما هو دليلكم؟ لم يقدم أحد دليلاً على ذلك، لكن هناك معركة طويلة وعريضة تجري الآن بلا دليل، هذا أولاً.

أما ثانيا: سوريا نفت نفيا قاطعا أنها سلمت شيئا من هذا لحزب الله. ثالثا، حزب الله لا يعتبر نفسه معنيا على الإطلاق في أن ينفي أو يؤكد تملّكه لأي سلاح، وهذه سياستنا ونؤكد على هذه السياسة. هناك من قال إن الموضوع الآن ضاغط كثيراً، ولربما تخرجون عن هذه السياسة وتتحدثون عن صواريخ سكود. كلا، سياستنا الثابتة: إنّنا غير معنيين لا أن نؤكد ولا أن ننفي هل وصلنا سلاح أم لا أو أتينا بسلاح أم لم نأتِ به وخصوصا إذا أردنا التحدث عن أنواع، هناك شيء عام نتحدث عنه له علاقة بمجمل القوة. الإسرائيلي هو معني أن يحلل ويجزيء ويفصّل وأن يحاول أن يفهم ويقاطع معلوماته ومعطياته، لكن ولا لحظة من اللحظات نحن معنيون أن نثبت أو ننفي تملكنا لأي نوع من أنواع الأسلحة، لذلك لم نعلّق ولن نعلّق. أيضا أحب أن أقول لكم أمرا آخر، إذا أردنا اليوم أن نعلّق وننفي وصول سلاح معيّن إلينا فهذا يعني أنّ كل ما لا ننفيه نثبته ولماذا نحن مضطرون لهذا الأمر. أنا لا أنفي ولا أثبت، وسياستنا قائمة على هذا.

رابعا، (...)، نحن لا نقبل أن يناقشنا أحد في هذا العالم بحقنا، هذا حقنا، نمارس هذا الحق أو لا نمارسه فهذا شأن آخر. عندما يأتي وزير الدفاع الأمريكي غيتس ويقول إن حزب الله يملك من الصواريخ والسلاح ما لا تملكه أكثر حكومات العالم، هذا الأمر صحيح أم خطأ أيضا لن أعلّق، لكن أقول له أنت كنت تقف إلى جانب "واحد" عندما أدليت بهذا التصريح هو (ايهودا) باراك الذي يملك سلاح جو لا تملكه أكثر حكومات العالم، ويملك أسلحة نووية لا تملكها أكثر حكومات العالم، ويملك أسلحة كيميائية ومحرّمة دوليا وقانونيا لا يملكها أكثر حكومات العالم، ويمارس إرهاب الدولة ويقتل النساء ويرتكب المجازر في لبنان وفي فلسطين كما لا تفعل أكثر حكومات العالم. أنت تقف إلى جانب وزير حرب في دولة مسلحة من رأسها إلى أخمص قدميها وتعتدي على الآخرين وتهتك حرمات الآخرين وتسفك دماء الآخرين، وهذا لا يؤثر بالنسبة لك ولا يعني لك شيئاً. أمّا أن يملك أحد في لبنان أو في فلسطين أو في سوريا أو في إيران أو في أي مكان من العالم العربي والإسلامي، أمّا أن يملك أحد في لبنان سلاحاً ليدافع به عن أطفاله ونسائه ودماء شعبه وكرامة شعبه وسيادة وطنه فهذا الأمر يستحق الإدانة والتنديد وكل هذا الضجيج في العالم، هذا منطق نرفضه وهذا منطق مدان.

أود أن أقول: أن نمتلك أي سلاح، أي سلاح "شو بيخطر ببالكم وبالهم"، أن نمتلك أي سلاح هو حقنا الشرعي والقانوني والأخلاقي والإنساني، لأنّ هذا السلاح نريده ليدافع عن الناس الشرفاء والمظلومين والمهددين بفعل الوجود السرطاني لدولة إسرائيل، وحيث يمكننا أن نمارس هذا الحق سنمارس هذا الحق ولن نتوانى على الإطلاق. وبصراحة أقول لكم، أنا لا أعتقد أنّ كل هذا الضجيج حول موضوع الـ "سكود" وحول موضوع الصواريخ مقدمة لحرب وإن شاء الله أكون صائبا (...).

هذه الحملة وهذا الضجيج طبعا له أهداف متعددة ومن جملة الأهداف هو الضغط على المقاومة وعلى الناس في لبنان وعلى لبنان وعلى سوريا وعلى إيران وعلى الإخوة الفلسطينيين أن انتبهوا هناك سقف وخط أحمر وهناك سلاح ممنوع أن تتملكوه وأن تحصلوا عليه وهناك سلاح يكسر التوازن وهناك سلاح إذا تملكتموه يؤدي إلى الحرب... الهدف هو الضغط حتى لا نصبح أقوى أكثر، وعندما يأتي هذا الضغط فإيران وسوريا ولبنان وحزب الله والمقاومة في فلسطين يحسب ألف حساب عندما يريد شراء سلاح معين أو يحصل على سلاح معين أو يسلم سلاحا معينا أو ما شاكل. (فالهدف) بالدرجة الأولى الضغط والتهويل والترهيب لدول المانعة وحركات المقاومة من أن تفكر أن تصبح أقوى لأنّه ليس من مصلحة أمريكا أن يكون هناك دول قوية في المنطقة، وليس من مصلحة أمريكا وإسرائيل أن تكون حركات المقاومة حركات قوية في المنطقة.

المطلوب أن يكون عنوان المنطقة العربية والإسلامية هو الضعف والهزال والإحساس وبالحقارة والذل من أجل أن تبقى المنطقة خاضعة للهيمنة الأمريكية وتقبل في نهاية المطاف بتسوية مع الإسرائيليين بشروط نتنياهو.

أقول لكم: هذا الهدف لن يتحقق، وكل هذا الضجيج لن يقدّم ولن يؤخر شيئاً بل يتحقق عكسه، عندما يجري الحديث بهذا الشكل عن الـ "سكود" فهو سيخيف الإسرائيليين أكثر وسيخيف الناس الموجودين في تل أبيب وبئر السبع. وطبعا عندما نتحدث عن الـ "سكود" نكون نتحدث عن إيلات أي أبعد مدينة في فلسطين المحتلة سيخاف أهلها، ثانيا تطمئنون الناس عندنا حيث سيقولون :" عندكم الـ سكود هاي شغلة عظيمة يعني، وتوازن الردع سيكون حقيقياً ويعني إن إسرائيل إذا قررت تعمل حرب ففيه مصايب ناطريتها"... إذاً هذه السياسة التي اتبعت حققت عكس الهدف وليس الهدف.

من جملة الأهداف المتوخاة صرف النظر عن النزاع الأمريكي الإسرائيلي القائم، وطبعا نحن لا ننكر أنّ هناك خلافاً، وهل هناك تطابق مئة بالمئة؟ كلا، هناك تطابق في المشروع حيث المشروع الأمريكي الإسرائيلي واحد والسقف متفق عليه، لذلك (باراك) أوباما و(هيلاري) كلينتون مثل (جورج) بوش ومثل كل الذين سبقوه (من حيث ضمان) أمن إسرائيل وتفوق إسرائيل وقوة إسرائيل فهذه خطوط حمراء، هناك خلاف في التكتيك وخلاف في تشخيص المصالح، الأمريكيون يقولون لـ نتنياهو ـ مثل ما قالت لهم السيدة كلنتون في مؤتمر إيباك ـ مصلحتكم أن تجروا تسوية وغير معلوم أن تقدروا (مستقبلا) على إجراء تسوية، فالوضع الديموغرافي في المنطقة يتغير ووضع المقاومة يتغير والتطور التقني والصاروخي يتقدم وفي المستقبل هناك مجموعة مخاطر كبيرة، الآن تجدون من يمضي معكم وربما بعد سنين لن تجدوا من يمضي معكم... هذه وجهة نظر الأمريكيين، ولكن الإسرائيليين "راكبين راسهم" ويرغبون في عدم تقديم تنازلات ولو طفيفة.

الخلاف خلاف تكتيكي وخلاف في التفاصيل، خلاف في خدمة مصلحة إسرائيل، أمريكا تقول لهم هكذا نخدم المصلحة الإسرائيلية، والإسرائيليون يرون رأياً آخر، فيأتي الأمريكيون والإسرائيليون ويحدثون هذه الضجة لكي يعالجوا خلافاتهم بعيداً عن هذه الضجة. من الأهداف أيضا ـ وعلينا الإنتباه لهذا الموضوع كي لا ننجر له ـ محاولة تصوير إسرائيل نفسها أنها مهددة بالإزالة، وبتعبير ثانٍ "دَبْ الصوت وَالوَلْوَلة" في العالم كله : "سوريا مدري شو صار عندها، حزب الله مدري شو صار عنده، حماس مدرس شو صار عندها إيران بدا تعمل ..." هذا كله محاولة تظلّم خادعة لتصوير إسرائيل أنها المعتدى عليها وأنّها المظلومة والمضطهدة، وبالتالي من حق إسرائيل أن تتمسك باغتصابها للأرض ومنعها عودة اللاجئين وسحقها عظام الفلسطينيين وشنها حروبا على دول وشعوب المنطقة .

يقول الأمريكيون والإسرائيليون إنّ سوريا أعطت حزب الله صواريخ "سكود"، كم واحدا ؟ ثلاثة أربعة عشرة عشرين، لا يعطون رقما، وهل هذا يغير ويزيل إسرائيل من الوجود، كلا، لا يزيل إسرائيل من الوجود، إمكانية الدفاع عن نفسك يعتبرونها خطا أحمرا. (...) محاولة التظلم أمام شعوب العالم (تقود إلى أنّ) غزة معتدية وتشكل بأهلها وصواريخها تهديدا لإسرائيل فمن حق إسرائيل أن تفعل ما تفعله في غزة. في موضوع الحرب، كُثُر عندنا في لبنان لا يدققون في الكلام الإسرائيلي، الإسرائيليون تحدثوا عن الـ "سكود" لكن أيضا قالوا لا نريد الحرب، فلماذا "لاحقينها بالحرب"، راجعوا أغلب التصريحات الإسرائيلية، لم يقولوا نريد شن الحرب وحتى أنهم لم يقولوا إنّ صواريخ "سكود" كاسرة للتوازن، كبار المسؤولين الإسرائيليين قالوا: نحن نعتقد أنّ حزب الله أصبح لديه الـ "سكود" الأمر الذي نرفضه ولكن لا نريد أن نقوم بحرب، هل نصدقهم أم لا بحث آخر...

ومن ناحية ثانية، وبالموضوع الصاروخي مهما امتلكت المقاومة بالنسبة للإسرائيلي هذا لا يقدم ولا يؤخر في حساباته شيئاً وهم واضحون في هذه النقطة، ولذلك لا يعتبرون أي صاروخ يدخل على معادلة المقاومة أنه كاسر للتوازن، لأنّه إذا أردنا أن نفترض أنّ التوازن في الموضوع الصاروخي انكسر فهو انكسر منذ زمن وليس الآن. نعم يعتبرون الدفاع الجوي هو الذي يكسر التوازن وهذا صرّحوا به بوضوح، فهم يقولون إذا تملكت المقاومة ما يمنع سلاح الجو من أن يدمر ويقصف ويعتدي ويقتل ويرتكب المجازر بكامل حريته فهذا يعتبرونه كاسرا للتوازن.

الجو القائم ليس جو حرب وإذا أراد الإسرائيلي أن يحارب لن يفتعل هذا الجو كله، قبل اجتياح عام 1982 لم يكن هناك شيء بل ساد الهدوء في الجنوب وكان هناك جو إعلامي والمنطقة أصلا كأنها في عالم آخر، ركب مشروع سياسي على مستوى لبنان والمنطقة فقاموا باجتياح عام 1982. قبل 12 تموز 2006 لم يكن هناك شيء وبالعكس قبلها أخذنا أسرى من مزارع شبعا ولم يحدث شيء وردينا على الطائرات الإسرائيلية فوق المستوطنات ولم يحدث شيء، وهناك فلسطينيون خرقوا الحدود ودخلوا ونفذوا عمليات شمال فلسطين المحتلة ولم يحدث شيء، لكن في 12 تموز ولأنّ هناك مشروعا سياسيا كبيرا ركّب للبنان والمنطقة اسمه الشرق الأوسط الجديد فهو الذي أتى بالحرب. والآن لا الـ "سكود" ولا غير الـ "سكود" يأتي بالحرب ولا تسلّح المقاومة يأتي بالحرب، إذا كان هناك مشروع سياسي كبير للمنطقة يمكن أن يأتي بالحرب، ولكن "مش مبين الآن" ملامح هذا المشروع، وكُثُر يقولون في تموز هذه الحسابات لم "تظبط"، في تموز نعم كان هناك نقص عندنا في المعلومات التي لها علاقة بالمشروع السياسي، كنّا نقرأ في مكان وتبين أنّ هناك تآمراً وتواطؤاص في مكان آخر لم نكن أن نتوقع أن يصل الأمر إلى درجة التآمر والتواطؤ، الآن نحن واعون على كل الخطوط، هناك مشروع سياسي فشل بالمقابل...

أنا أقول أكثر من ذلك، عندما ترون الإسرائيليين صمتوا على الآخر والأمور هدأت والأمريكيين ساكتين والضجيج غير موجود ساعتئذ علينا أن نقلق، لكن عندما نجدهم يخطبون كثيرا و"يُوَلْوِلُون كثيرا ويعيّطون كثيرا" معنى ذلك أن ليس بيدهم شيء يعملوه، للآن المعادلة هكذا، في كل المراحل منذ العام 1948 كل الحروب التي جرت سبقها صمت إسرائيلي، وإسرائيل فاجأت فيها ولم تصرخ وتعيّط وأغلبها بالحد الأدنى على ما أذكر... لذلك لا أحد يهوّل علينا. وعلى اللبنانيين أن يهدأوا ويرتاحوا ويشتغلوا الإنتخابات البلدية وطبعا يتضامنوا مع مقاومتهم ويعبروا عن وحدتهم الوطنية وعن تضامنهم لأنّ هذا التعبير وهذا التضامن يدخل في حسابات ردع ومنع العدو من التفكير بأي عدوان ويساهم في منع العدو من التفكير باي عدوان على لبنان".