المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار الثاني من كانون الأول/2010

القدّيس لوقا 19/1-10/ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ

ثُمَّ دَخَلَ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها، وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا. وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة. فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا. وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا. وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ». أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم. فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».

 

حريق ضخم في مليخ التهم اشجارا من الزيتون ومساحات حرجية

وطنية - 1/12/2010 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أنطوان كرم "أن حريقا ضخما شب، ظهر اليوم في خراج بلدة مليخ في منطقة جزين. وتمكن الدفاع المدني من إخماده بعدما قضى على دونمين من أشجارالزيتون و3 دونمات من الأشجار الحرجية والأعشاب البرية.

 

جوزيف أبو خليل : هنا صوت لبنان صوت الحرية والكرامة

موقع الكتائب/ها هو صوت لبنان يعود ولكن كاملا كما كان في المنطلق والاساس فبل اثنين وخمسين عاما وبالتحديد ابان تلك العاصفة التي هبت على الوطن الصغير في ربيع العام 1958. صوت لبنان في المنطلق هو صوت الحرية والكرامة لا أي لبنان ولا أي صوت . ولا ادرى لماذا غيروا في الاسم وفي الصوت وبالتالي شطبوا على الهوية . انه الحرص على التبرؤ من اي صفة حزبية كما قيل أو كما اشيع. والمقصود هنا طبعا وفي المقام الاول السمة الكتائبية فضلا عن ان القانون يقضي بالاستقلال الكامل عن اي حزب أو تيار سياسي أو طائفة . كما لو ان سائر الاصوات أو الوسائل الاعلامية هي بالفعل لا لون لها ولا طعم بل براء من أي انتماء حزبي او مذهبي أو طائفي فيما هي في الحقيقة صورة عن تركيبة لبنان الطائفية والمذهبية يعجبنا الامر او لا يعجبنا .شأنها شأن مؤسسات البلد كلها بل شأنها شأن المعاهد والمدارس والجامعات والمستشفيات والجمعيات الاهلية والاندية الفكرية والسياسية والرياضية , ناهيك بالاحزاب والتيارات التي تنبت كالفطر في ايامنا هنا وهناك وهناك. وأين العيب اذا كان صوت لبنان ينبض بلسان الكتائب أو على الاقل يرتاح له الكتائبيون والمسيحيون خصوصا كما يرتاح الاخرون الى هذه الاذاعة او تلك أو الى هذه القناة التلفزيونية او تلك الى هذه اليومية السياسية او تلك كما هو معروف ومعلوم ولا الكتائب في أي حال ترمي الى احتكار هذا الصوت لنقسها بالاناشيد والاغاني الحماسية ... وعلى الصخر منحفر كتائب. يكفي أن يظل الاسم كاملا كي تكون حقوف الكتائب محفوظة اي ان يظل صوت لبنان صوت لبنان الحرية والكرامة لا اي صوت أي ان يظل للغاية التي كان من اجلها منذ البداية بل منذ اللحظة الاولي . فلم تكن هذه التسمية ابدا مصادفة او مرتجلة أو كما يسمى أي مولود عادة وبخاصة في بلدنا أي ليس هواية واستلطافا لاسم ولوقعه على الاذن او تشاوفا على اسماء بطلت أن تكون عصرية . قفط من قلب المعاناة ومن الخوف على لبنان وغاية وجوده التي هي حرية الشخص وكرامة الشخص البشري كان الاسم او العنوان أو الهوية. ولا معنى للبنان وللسيادة والاستقلال وما يماثلهما من عناوين ان لم تكن من اجل حرية الشخص وكرامته وهذه ملازمة لتلك. فما ينتقص من الكرامة ينتقص من الحرية وكل حكاية لبنان هو ان لا تكون حرية الشخص موقوفة على الانسان أي على ما يتسامح به حاكم أو صاحب سلطان من حريات وخصوصا حرية الفكر والمعتقد والضمير تسامحا تارة يتسع وطورا يضيق. فهذا انتقاص من كرامة الشخص بعد الانتقاص من حريته .ففي لبنان فقط يشعر المسيحي والمسلم واليهودي والملحد ايضا أنه في بيته كما كان يقول مفاخرا الشيخ بيار الجميل لا ضيفا مدعوا الى الرحيل .فهل اذا كان صوت لبنان صوت الحرية والكرامة يكون حزبيا ومتزمتا ومنحازا ومتى كان الانحياز الى لبنان الحرية والكرامة منافيا للوطنية والانفتاح على الاخرين أو مناقضا للموضوعية والحريات العامة. كان ينبغي أن يظل صوت لبنان في منأى عن هذا الانزلاق الذي قلما تبقى معه هوية لشخص أو لوطن او لصوت ولهذا السبب يتبغي ان يعود الى اصالته وغاية وجوده بل أن يستعيد هويته كاملة . تحضرني الساعة تلك اللحظة التي انحفرت في ذهني وذاكرتي قبل 52 عاما ولا تزال محفورة: كان ذلك صبيحة يوم ال 15 من أيلول 1958 لا انسى كم كان صعبا علي ان اخاطب المستمعين معلنا نهاية تلك الحكاية التي عنوانها هنا صوت لبنان صوت الحرية والكرامة فيما الفصل الاخير منها كلمة وداعية مقرونة بغصة في القلب حاولت جاهدا أن اكتمها لكنها ظلت ملتصقة بصوتي المتهدج وكادت في لحظة ان تخنقها وكم هو فرحي عظيم الان وأنا أقول هنا صوت لبنان صوت الحرية والكرامة. تحضرني الساعة تلك التي انحفرت في ذهني وذاكرتي قبل 52 عاما ولا تزال كان ذلك في العام 1958 .

 

صفير: الوضع الراهن يثير القلق وصعوبات تواجه الحكومة

وطنية - 1/12/2010 رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" اليوم" ان الوضع الراهن يثير القلق"، داعيا اللبنانيين الى الانتباه. وتمنى صفير "ان يكون وضع البلد افضل، وان يكون على علاقة جيدة مع جميع الدول المجاورة وخصوصا مع سوريا والسعودية". وتحدث البطريرك صفير عن "صعوبات تواجه الحكومة"، متمنيا "ان تهتم بشؤون البلد".

 

صفير: الوضع يثير القلق المطارنة الموارنة: استدراج الحلول يمثل ضعف الارادة الوطنية

المركزية - اعتبر مجلس المطارنة الموارنة أن "شلل المؤسسات الدستورية وانتظار الحلول من الخارج، يدلان الى ضعف في الإرادة الوطنية"، مشدداً على أن "المطلوب اللقاء والتشاور والاتفاق على القرارات المصيرية التي تجنب البلاد مزيداً من التردي على الصعد السياسية والامنية والاجتماعية".

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، في رئاسة البطريرك صفير، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وصدر عن المجتمعين بيان تلاه امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق جاء فيه

1- ان عيد الميلاد المجيد الذي نحيي فيه ذكرى تجسد ابن الله، الكلمة الذي صار انسانا وسكن بيننا، ليعلمنا كيف يجب ان نعيش معا في جو من الالفة والمحبة والتعاون المخلص، فلا نكتفي بالمعايدات الدنيوية من دون ان نقبل على معاني هذا العيد الروحية بالاعتراف والمناولة والصلاة ومد يد المساعدة الى الفقراء والمعوزين، ذاكرين قول السيد المسيح "كنت جائعا فاطعمتموني وعطشانا فسقيتموني".

2- ان شلل المؤسسات الدستورية وانتظار الحلول من الخارج يدلان على ضعف في الارادة الوطنية فيما المطلوب اللقاء والتشاور والاتفاق على القرارات المصيرية التي تجنب البلاد مزيدا من التردي على الصعد السياسية والامنية والاجتماعية.

3- يدعو الآباء المسؤولين وجميع المواطنين الى اتخاذ المزيد من التدابير للحفاظ على البيئة، وعدم الاعتداء على الطبيعة بقطع الاشجار، والاهتمام بالثروة الحرجية التي تذهب طعما للنار وتتراجع امام التصحر الذي سيغير، لا سمح الله، وجه لبنان. وهم يسألون المؤمنين الصلاة ليجود الله على لبنان والمنطقة بالمطر الذي ينتظره الجميع.

 4- إنا، فيما نهنىء جميع اللبنانيين، وبخاصة المسيحيين من بينهم، بعيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، نسأله تعالى ان يجمع صفوفنا على الخير والتآزر والمحبة، لننهض بلبنان وطنا لجميع ابنائه على اختلاف طوائفهم ونزعاتهم".

 

الجميل استقبل سفير الصين ورئيس بعثة الصليب الاحمر

وطنية - 1/12/2010 استقبل الرئيس أمين الجميل، اليوم في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، سفير الصين ليو زيمينغ في زيارة وداعية، وشارك في اللقاء النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي. بعد اللقاء، قال السفير الصيني: "أنا سعيد للقاء الرئيس الجميل الذي ادى دورا مهما في تدعيم العلاقات اللبنانية - الصينية عندما كان رئيسا للجمهورية، ويؤدي اليوم دورا مهما في الحياة السياسية اللبنانية كرئيس لحزب الكتائب الذي يعتبر مكونا مهما في الحياة السياسية اللبنانية. أتيت لشكره على دعمه ولطلب المساعدة للسفير الذي سيأتي بعدي لتوطيد العلاقة بيننا وبين حزب الكتائب وبين الصين ولبنان". والتقى الرئيس الجميل، عند الرابعة بعد الظهر، رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي جورج كومنينوس وتم خلال اللقاء عرض نشاطات البعثة في لبنان والمشاريع المستقبلية.

 

ليبراسيون الفرنسية: الشبكة التي اغتالت الحريري إغتالت 4 شخصيات أخرى من بينها قصير وحاوي

يقال نت/أعادت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية نشر تقرير شبكة "سي.بي.سي" الكندية في خصوص "تورط" مجموعة من "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

إلا أن الصحيفة اليسارية، وفي سياق ما سردته، نشرت معلومة جديدة، بحيث لفتت الى أن بعض الأرقام التلفونية التي "ضبطت" في تنفيذ جريمة اغتيال الحريري ضبطت أيضا في أربع جرائم إغتيال لاحقة من بينها جريمتا اغتيال كل من سمير قصير وجورج حاوي. وكانت شبكة "سي.بي.سي" قد ذكرت أنه بعد اكتشاف الرائد الشهيد وسام عيد للشبكة "المتورطة" تمّ تغيير أسلوب التواصل بين المنفذين، بحيث راحوا يستعملون تقنية "الراديو"، الأمر الذي جرى تنفيذه في اغتيال عيد نفسه. وبدا "فاقعا" إعتبار هذه الصحيفة التي أفردت صفحة كاملة لادعاءات اللواء السابق جميل السيد، أن معلومتها "الخاصة" مصدرها "تسريبات"(كذا) من أشخاص مقربين من التحقيق الدولي. ووفق خبراء في الإعلام، فإن الصحافة الغربية لا تستعمل هذا الأسلوب في توصيف مصادرها إلا إذا كان من زوّدها بها، لا علاقة له بالتحقيق بل من ينسب ما يقوله للصحيفة الى مصادر مقربة في التحقيق.

 

"اكي" الايطالية: تسوية الـ س. س تحتاج الى مزيد من المشــاورات

المركزية - أبلغ مصدر دبلوماسي عربي مطلع الى الوكالة أكي" الايطالية أن صيغة الاتفاق السوري ـ السعودي الخاصة بتهدئة الوضع اللبناني بعد صدور القرار الظني واحتواء أي تداعيات سلبية مازالت في حاجة الى المزيد من المشاورات. وقال المصدر:"التسوية التي تدرسها سوريا والسعودية وتطلع عليها دولاً أخرى لم يتم إقرارها نهائياً، والضمانات التي يمكن أن تُرضي حزب الله وتوافق الحكومة اللبنانية هي أصعب عنصر في صيغة التوافق" مشيرا الى ان "التسوية يجب أن تتم في غضون أيام، وهو ما تسعى إليه سوريا والسعودية في جدية، وان زيارة الرئيس السوري المقبلة لفرنسا، وزيارات رئيس الحكومة سعد الحريري لأيران وفرنسا أيضاً تندرج في اطار هذه المساعي". وأضاف: أن العقبات "مازالت موجودة وتحتاج الى جهود أطراف عرب ودوليين." ودعا المصدرالى "عدم الاستهانة" بحجم الإشكاليات المتبقية، وسياسات الأطراف اللبنانيين والعرب إلى حد التناقض أحياناً"، وشدد على أن فشل المبادرة السورية - السعودية "لا يعني أن الاحتمالات ستفتح على مصراعيها"، إلا أن استمرار الخلاف "سيولد خلافات أخرى، وعلى اللبنانيين تغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الخاصة

 

الوطن" الكويتية: هل يتجاوز نصر الله سوريا وينقض علـــى الدولـــة؟

المركزية - سألت صحيفة "الوطن" الكويتية: كيف ستتطور الاوضاع في لبنان في الايام والاسابيع المقبلة على خلفية التوقعات والتكهنات بقرب صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية متهما حزب الله بجريمة اغتيال رفيق الحريري؟ وأضافت أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان واضحا في اطلالته الاخيرة التي وجه خلالها تحذيرا مباشرا الى رئيس الحكومة وولي الدم سعد الحريري قائلا ان الأمور لن تبقى في يدي أو يدك بعد صدور القرار الظني"، مشيرة الى "أن معنى هذا الكلام لا يحمل الكثير من التأويلات، والمقصود ان نصر الله سيوجه قطعانه الهائجة لقلب الامور واشعال النار حتى ولو قرر الحريري وتياره المستقبل رفض القرار بعد صدوره وبالتالي فلقد اعذر من انذر. وأشارت "الوطن" الى ان "المعطيات والمؤشرات تؤكد ان واشنطن وباريس حتى موسكو كلها ملتزمة المحكمة وليست مستعدة مهما كان الثمن وقف صدور القرار الاتهامي لان ذلك من شأنه ان يقوض هيبة المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الامن الدولي الذي اصدر قرار انشاء المحكمة، ناهيك بتسفيه المحاكم الدولية الاخرى التي تتولى الآن النظر في قضايا جرائم حرب وابادة ارتكبت في مناطق مختلفة من العالم". وتابعت ان الامر القاطع هو ان صدور القرار الظني اضحى امرا واقعا ومنتهيا، والامر الاخر المؤكد حتى الآن هو ان ولي الدم الحريري لن يرضخ لضغوط نصرالله وجماعته لتبني موقف سلبي من المحكمة قبل صدور القرار الظني لان ذلك يمثل انتحارا سياسيا ونهاية محتومة له شخصيا كزعيم للسنة في لبنان والاهم موتا لمشروع والده الحريري في قيام دولة المؤسسات والقانون". وختمت الصحيفة الكويتية ان "هذا كله يعني ان استراتيجية نصر الله وجماعته لاستهداف القرار قبل صدوره فشلت، والسؤال هو: هل سيغامر السيد بالانقلاب على السلطة والسيطرة على الدولة كلها متجاهلا سوريا التي عادت من الشباك الى لبنان بعد ان اخرجت من ابوابه الواسعة، ولا تريد ان تعود في علاقاتها مع واشنطن والغرب الى النقطة الحرجة؟ والامر الملح الاخر هو: ما الذي سيفعله نصر الله بهذه السلطة وهذه الدولة التي سيقاطعها العالم كله ويفرض عليها العقوبات ويضعها تحت طائلة البند السابع من الميثاق الدولي"؟

 

التقى سبعة من القيادات السياســـية سليمان يطلق جولة استشارات في بعبدا تمهيداً لتفعيل المؤسسات وتحريك "الحوار"

المركزية- أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في هذا اليوم سلسلة لقاءات سياسية تهدف الى ترسيخ التهدئة والاستقرار وإيجاد حلول للوضع القائم بالتفاهم والتوافق بين الأفرقاء وإخراج البلد من حال الجمود المسيطر، وخلق الأجواء المؤاتية لإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وادارتها لتسيير شؤون المواطنين، وكذلك لاستئناف اجتماعات هيئة الحوار الوطني. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس سليمان كلاً من الرئيس أمين الجميل، نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، رئيسي الحكومية السابقين العماد ميشال عون و نجيب ميقاتي، وزير الدولة جان أوغاسبيان والنائبين سليمان فرنجية وأسعد حردان.

 

الحريري يلتقي إليو ماري اليوم وفيون غدا

المركزية – يواصل رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته لفرنسا ويلتقي في الخامسة والنصف عصر اليوم وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال إليو ماري في مقر إقامته في باريس، على أن يعقد غدا غداء عمل مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون في قصر ماتينيون، يليه مؤتمر صحافي مشترك يتناولان في خلاله نتائج المحادثات اللبنانية - الفرنسية ومواقف البلدين تجاه المستجدات في لبنان والمنطقة.

 

جعجـــع عرض والسفيـر الايطالي للتطورات: نرحب بمسعى سليمان ونرفض أي رعايـة دولية اطلاق سـراح بكري "فضيحة"

المركزية- شدّد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على انه ضد أي رعاية دولية للبنان وقال: "انا مع رعاية المؤسسات الدستورية اللبنانية للبنان فقط وفي طليعتها مجلس النواب". ورحّب بمسعى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في تفعيل عمل الحكومة واحياء الحوار مجدداً باعتبار "ان الحلّ الوحيد لمعالجة الازمة اللبنانية يكمن في الالتزام بالهدوء والسلم الأهلي والعودة الى المؤسسات الدستورية". وحذّر من المخالفات الكبيرة التي تحصل في بعض الملاهي الليلية وخصوصاً في منطقة كسروان، ووجّه نداءً الى وزير الداخلية زياد بارود ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي دعاهما فيه الى التحقق من هذا الاهمال او التواطؤ من كل رجال الأمن المولجين في مراقبة تعاطي المخدرات في الملاهي الليلية مما يؤدي الى تعاطيها بشكل فاضح بعيداً عن الضوابط القانونية".

 وانتقد جعجع في دردشة مع الاعلاميين اطلاق سراح الشيخ عمر بكري واصفاً هذه الخطوة بـ"الفضيحة" باعتبار انه تمَّ توقيفه من خلال مذكرة توقيف مع العلم ان بحقه حكماً قضائياً صدر عن المحكمة العسكرية، وفي هذه الحالة لا يمكن اطلاق سراحه الا بعد حضوره جلسة على الأقل في القضية المحكوم بها، داعياً الى ضرورة اتخاذ التدابير الملائمة لهذه الفضيحة. وتطرق الى بلوغ المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني سن التقاعد وتعثر انتخاب خلفاً له في ظل تعطيل مجلس الوزراء من "الشباب"، أشار الى ان "البعض يحاول طرح حلول بعيدة عن كل قانون او منطق أو عرف فيما ان الحلّ بسيط جداً اذا ما اعتمدنا قوانين الامن العام الواضحة في هذه الحال وهي انعقاد مجلس قيادة الامن العام وتعيين الأكبر رتبةً وسناً منهم مديراً عاماً بالوكالة الى حين التعيين بالأصالة من قبل مجلس الوزراء"، آملاً من كل الأفرقاء عدم التفكير بحلول ملتوية خارج القانون بل البقاء ضمن السياق الطبيعي للمؤسسات.

ونوّه جعجع بما صدر عن السفير السعودي في لبنان لجهة تأكيده ان الحلّ يكمن في احياء عمل المؤسسات اللبنانية وليس انتظار شيئاً من الخارج باعتبار ان أي مستورد لا يعيش طويلاً، لافتاً الى ان العسيري وضع الإصبع على الجرح اذ "لنا مدة من الزمن ونحن ننتظر نتائج المبادرات كالـ "سين- سين" وغيرها"، سائلاً "ما علاقة هذه التسويات بالأزمة اللبنانية التي لا تعني الا الاطراف اللبنانية؟"، مجدداً التأكيد على وجود المؤسسات الدستورية وضرورة الالتزام باللعبة الديمقراطية. وشدد على "ان الدول الخارجية تستطيع دعم لبنان كدولة ولكنها غير قادرة على التدخل في مسألة داخلية هي المحكمة الدولية التي ينقسم حولها الطرفان اللبنانيان"، لافتاً الى انه "من المعيب ان يرى اللبناني قياداته بشكل يومي تنتظر مسعى ما من خارج الحدود لحلّ قضية داخلية مع احترامنا لكلّ الاهتمامات الخارجية".

وعن امكانية بلورة تسوية ما قبل صدور القرار الظني، نفى جعجع علمه بموعد صدور هذا القرار حتى ايجاد تسوية، مشيراً الى ان "التسوية الوحيدة الممكنة هي تفعيل عمل المؤسسات اذ لا يُمكننا اخذ المواطنين كرهائن لفرض رأي معيّن"، سائلاً "ما المطروح الآن؟ هل التسوية تكون بالقبول بنصف محكمة او من دون محكمة على الاطلاق؟"، معتبراً "ان الحلّ الوحيد يكمن اليوم في الالتزام بالهدوء والسلم الأهلي والمؤسسات وكل طرف التقيد في موقفه والدفاع عنه".املا في ان "تنجح المشاورات التي يقوم بها رئيس الجمهورية لتعزيز العمل الحكومي واحياء الحوار مجدداً باعتبار انه الحل الفعلي اذ لا يجوز انتظار ما سيردُنا من الخارج". واستغرب الطرح المستمر لمسألة المحكمة الدولية وشهود الزور، على طاولة مجلس الوزراء، علماً "انه لا وجود لشهود الزور قبل صدور القرار الظني والاحكام النهائية"، معتبراً ان هذا الفريق يتناسى المشاكل الحياتية اليومية التي يعاني منها المواطن اللبناني من مياه وكهرباء وما شابه".

وعن سيناريوهات تتحضر للانقلاب على المؤسسات ووضع الجيش في مواجهة القوات اللبنانية، شدد جعجع انه "لا أحد يضع القوات مقابل الجيش وانه منذ 1990 الى اليوم وضعت القوات نفسها في سياق عمل الدولة اللبنانية ومؤسساتها".

وقال "لا مشكلة لدينا في اجتماع قيادات المعارضة حتى يُفكروا بما سيقومون به بعد صدور القرار الاتهامي في حال كانت تُراعي القوانين المرعية الاجراء أما اي أمر خارجها سنحاربه من ضمن مؤسسات الدولة عبر اتخاذ الاجراءات اللازمة بخصوصه".

وعمّا قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان مرحلة ما قبل صدور القرار الظني لن تكون مثل ما بعده، اعتبر ان "مرحلة ما بعد القرار الظني ستكون افضل مما قبله على خلفية انه يُصبح بين أيدينا مستنداً نستطيع الاعتماد عليه للنقاش". وعمّا اذا ما كانت قوى 14 آذار على استعداد لمواجهة المرحلة المقبلة، قال "هل نحن في حالة حرب لنضع احتمالات للمواجهة؟"، اضاف: "مواقفنا واضحة في هذا السياق ولاسيما ان هناك مؤسسات في البلد نلتزم بها".

وعمّا اذا ما كانت جولة الرئيس الحريري الى الخارج ستُثمر نتائج ايجابية، نفى جعجع وضع هذه الجولة في اطار تضييع الوقت معتبراً ان هذه الجولات لا يمكن ان تكون أولوية لو كانت مؤسسات الدولة تعمل كما يجب، لذلك استغل الرئيس الحريري هذا الوقت الضائع بعد أن شلّ الفريق الآخر الحكومة سعياً لإفادة البلد وتحصينه وتمتين علاقاته مع عدد من الدول التي تربطنا بها مصالح"، موضحاً "ان الرئيس الحريري وقّع في ايران عدداً من الاتفاقات وفي فرنسا يقوم بتدعيم موقف لبنان الدولي من خلال البوابة الأوروبية ". وعن زيارته فرنسا للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي وتعويله على مبادرة فرنسية لحلّ الأزمة المطروحة، قال جعجع " ان الفرنسيين يُفكرون بمبادرة معيّنة لم تنضج الى الآن ولطالما كانوا السباقين الى طرح المبادرات ولكن انطلاقاً من طبيعة الازمة الحالية لم يتوصل احد الى أي مبادرة".

وعمّا قاله السيد نصرالله بما يتعلق بالخرق الاسرائيلي لشبكة الاتصالات وعدم صلاحية اعتماده كدليل في القرار الظني المتوقع، اعتبر جعجع ان "هذا الامر تقني ومن المعروف ان هناك خرقاً لهذه الشبكة منذ زمن وهو ليس بجديد"، مشيراً الى ان "جمهورية ثورة الأرز هي من اكتشفها و99 بالمئة منها كان موجوداً قبل العام 2005 أي في عهدهم فلماذا لم يكتشفوه؟"، تاركاً تأكيد صحة هذه الاختراقات الى الخبراء الفنيين.

ووصف عبارة النائب ميشال عون "هناك أشخاص يضحون من اجل وطنهم ولكن لم نرَ وطناً يموت من أجل اشخاص" بـ"الجملة الخبيثة" فمن يطلب ان يموت أحد لصالح أحد، ومن يريد قتل لبنان لمعرفة من قتل الرئيس الحريري وبيار الجميل وجبران تويني وسواهم؟، لافتاً الى ان "العماد عون وحلفاءه من يطرح هذا الامر". وعن مقولة السيد نصرالله بأنه "لن يكون لدينا الوقت للاجتماع بأحد بعد صدور القرار الاتهامي"، شدد على وجوب الاجتماع والحوار قبل وما بعد القرار الظني، شارحاً قصد امين عام حزب الله في هذا السياق لأن الاخير يتوقع امكانية تدخل اطراف خارجية تشوش الصورة اكثر بعد صدور القرار الظني.

واعتبر جعجع ان "هناك من يختلق حقائق ويصدقها ويريد منا ان نتبناها وان نتصرف على أساسها واما يكون البلد معطلاً،" لافتاً الى ان كل ما نشهده اليوم هو مجرد تسميم للأجواء. وأعلن انه ضد أي رعاية دولية للبنان بل "انا مع رعاية المؤسسات الدستورية اللبنانية للبنان فقط وفي طليعتها مجلس النواب". من جهة أخرى، التقى جعجع السفير الايطالي الجديد في لبنان جوزيبي مورابيتو في زيارة تعارفية اكّد بعدها على دعم ايطاليا لاستقرار واستقلال وسيادة لبنان اضافة الى المحكمة الدولية التي لا تستهدف أي شخص أو طرف.

 

فتفت: الحريري حدد في طهران ما حددته 14 آذار في بيــروت

المركزية – اعلن عضو "كتلة المستقبل" النائب احمد فتفت أن السقف الذي رسمه رئيس الحكومة سعد الحريري في إيران هو نفسه الذي رسم في الاجتماع الاخير لقوى "14 آذار". وقال في حديث اذاعي: كانت "هناك ضرورة لتوجيه رسالة الى ايران، تفيد بأننا مستعدون للتعاون معها بطرق مؤسساتية ومن دولة الى دولة، ما من شأنه تأمين المصلحة الاقتصادية وربما السياسية للبلدين"، مشددا على أن "الاستقرار ضرورة دائمة". واوضح أن "الفريق الوحيد الذي في إمكانه إشعال توتر حقيقي هو من يملك القوة والسلاح"، وقال: "أي فتنة في الشارع لا يمكن أن يفتعلها إلاّ "حزب الله"، لكن لا مصلحة له في ذلك". ولفت فتفت الى أن "الجميع يقرون بأن لبنان يحتاج الى التوافق والجميع مستعدون للتعاون مع المبادرة السعودية – السورية، كما أن إيران تؤكد أنها تريد دعم هذه الجهود وهذا أمر جيد".

 

نجار: القرار الظني سيصدر قريباً على مراحل "الأنباء": قيد الترجمة للغـات المعتمــــدة

المركزية ـ وسط تصاعد الحديث عن إقتراب موعد صدور القرار الظني في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولا الى تحديده بأيام، لفت وزير العدل ابراهيم نجار إلى أن "القرار الظني سيصدر قريباً ولكن على مراحل". ذلك ذلك في حديث الى تلفزيون "اخبار المستقبل" إعتبر فيه أن "هناك نوعاً من المكابرة على الاصول القضائية"، مشدداً على القول: "إما أن يكون هناك قضاء مستقل يتمتع بالحياد والاستقلالية، وإما ألا يكون قضاء" ومؤكدا أن "من يعتقد أن باستطاعته التأثير على القضاء الدولي فهو مخطئ. وقال نجار: "أن لدى المدعي العام قبعتين، فهو مدع عام، وفي الوقت نفسه محقق، وهو يستطيع الإدعاء واستكمال التحقيق على مراحل فلو كنت مدعياً عاماً، لما وضعت كل شيء في القرار الظني منذ البداية، لأن هذا يؤثر على التحقيق ككل، فهناك مبدأ سرية التحقيق وهو من المبادئ الأساسية في المحاكمات الجزائية، وإذا أفشي كل شيء، فهناك خطر على حياة الشهود والموقوفين". بدورها كشفت صحيفة "الأنباء" الكويتية ان القرار الظني اصبح الآن قيد الترجمة الى اللغات الحية المعتمدة في الأمم المتحدة وبينها اللغة العربية، واشارت الى ان دبلوماسيين نقلوا عن المدعي العام الدولي دانيال بلمار قوله ان المحكمة الدولية ما حلت ببلد الا وواكبته المصاعب، هكذا في سيراليون وفي كامبوديا ورواندا ويوغسلافيا (السابقة) لكن في النتيجة استقر الامن في تلك الدول، ولبنان مثل هذه الدول سيحصد الاستقرار بفضل هذه المحكمة.

 

متري: المسعى السعودي - السوري يحظى بدعم إيران وعلينا أن نفيد منه ونتحاور لنعيد النشاط الى المؤسسات

الأهم أن نحول دون تعميق الانقسام ودون أي انفجار في لبنان

وطنية - 1/12/2010 أكد وزير الاعلام الدكتور طارق متري في حديث الى "الجزيرة"، أن "المسعى السعودي-السوري يحظى بدعم من الاشقاء والاصدقاء ومن ايران التي زرناها الاسبوع الماضي وعبر المسؤولون فيها عن دعمهم لهذا المسعى، لكن يترتب علينا نحن اللبنانيين ان نفيد منه ونتحاور في ما بيننا ونعيد النشاط اذا جاز التعبير الى مؤسساتنا السياسية، الحكومة والمجلس النيابي، وعلى هذا النحو نستطيع أن نتفاعل مع المسعى السوري-السعودي على نحو أكثر جدية ويؤدي إن شاء الله الى حفظ استقرار بلادنا".

وقال: "هناك لقاءات عقدها فخامة رئيس الجمهورية هذا الصباح مع مختلف ممثلي القوى السياسية لكي يعيد وصل ما انقطع من حوار يجب ان يبقى دائما بين القوى السياسية، ونرجو أن يوفق في هذا وفي إعادة تنشيط المؤسسات السياسية، فمجلس الوزراء لم يجتمع منذ اسابيع، وكذلك مجلس النواب، وأعتقد أن شرط الحوار هو ان تقوم هذه المؤسسات الدستورية بدورها كاملا". أضاف: "ما قاله الرئيس الحريري واضح، وقد أكد للمسؤولين الايرانيين أن لبنان لا يريد في أي حال أن يكون في صف اعداء ايران، نحن نريد ان نكون بلدا صديقا لايران، وأن نقيم علاقة معها من دولة الى دولة، وهذا ما يفسر الاتفاقات الي وقعناها والروح التي سادت عملنا هناك. وإننا حرصاء على حفظ استقرار لبنان، وكان يرد على هذا القول بأن ايران تريد حفظ استقرار لبنان وأمنه، وليس فقط المقاومة لها منزلة كبيرة في قلب الايرانيين الذين يعتزون بها ويفخرون، وهذا أمر طبيعي، ومن حقهم ومن حق الكثيرين في العالم ان يكونوا على هذا الموقف، لكن في الوقت نفسه قال لنا المسؤولون الايرانيون إنهم يحرصون على لبنان بكل تلاوينه، لبنان الدولة والشعب بتعدد انتماءات ابنائه، وان هذا الحرص يجب ان يكون حرصا ايضا على الاستقرار، وانهم يثقون بحكمة الرئيس الحريري وسواه من الزعماء اللبنانيين وقدرتهم على الاتفاق في ما بينهم، وأكثر من ذلك لم يدخل المسؤولون الايرانيون في تفاصيل التسويات السياسية التي يحكى عنها".

وقال ردا على سؤال آخر: "لسوء الحظ، لبنان بلد مشغول أحيانا بتعليقات وتعليقات مضادة ودفق كلام، بعضه أفهمه وبعضه الآخر لا أفهمه، انما زيارات الرئيس الحريري، أكان لايران أم لغيرها بشهادة من نزورهم وبشهادة الكثيرين، هي زيارات مفيدة. ولا أحسب أن أحدا يقول إن زيارتنا لايران كانت عديمة الفائدة، لكن الرئيس الحريري أيضا، بالاضافة الى زيارته لايران وسواها، يريد أن تستأنف المؤسسات السياسية عملها، وأن تقوم الحكومة بعملها في متابعة تسيير المرفق العام للاهتمام بشؤون الناس، وليس الرئيس الحريري هو الذي يحول دون انعقاد مجلس الوزراء. أنت تعرف ذلك والكل يعرفه. اذا، الرئيس الحريري يريد أن يستنهض اشقاء لبنان واصدقاءه من اجل حفظ الاستقرار فيه، لان في البلد من يخشى تعرض هذا الاستقرار للاهتزاز، ومن حق رئيس الحكومة، بل من واجبه أن يبذل كل جهد ممكن لحفظ الاستقرار". واعتبر "أن من حق أي جهة سياسية ان تعترض على قرار اتهامي او سواه، وهذا أمر مشروع ومفهوم، لكن انا من الذين لا يعرفون محتوى ذاك القرار ولا موعد صدوره، وبالتالي لا أستطيع أن أعلق على ما لا أعرفه. أنا اقرأ الصحف مثل الكثيرين، وليس كل ما نقرأه بالضرورة صحيحا وأكيدا، وأرى أن من واجب الحكومة أن تهتم بحفظ امن البلاد واستقرارها والحؤول دون أي تاثيرات مضرة بالبلاد لأي قرار اتهامي، أيا يكن محتواه وموعد صدوره. الاهم هو ان نحفظ بلادنا، وان نحول دون تعميق الانقسام ودون اي انفجار في لبنان، هذه هي مهمة اي حكومة في اي بلد، ان تحفظ امن بلادها ووحدة ابنائها".

 

بعد زيارة سعد الحريري: اي ايران نصدّق؟

خيرالله خيرالله /ايلاف

اي ايران نصدّق؟ هل ايران التي استقبلت بحفاوة سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني، ام ايران التي تتحدث عبر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي يعتبر ان زيارة الرئيس الحريري لطهران تستهدف تقطيع الوقت؟ هل نصدّق ان النظام في ايران يسعى الى اقامة علاقات مع الدولة اللبنانية وهل له مصلحة في قيام الدولة، بمؤسساتها الشرعية المعروفة في لبنان... ام ان كل ما يسعى اليه عمليا يتمثل في تاكيد انه صار يمتلك موقعا على شاطئ البحر المتوسط عن طريق ميليشيا مذهبية تابعة له استطاعت ان تجعل من النائب المسيحي ميشال عون اداة من ادواتها بغية تغطية الطابع الحقيقي لهذه الميليشيا التي تهدد اللبنانيين بسلاحها في كل لحظة وكل ساعة وكل يوم من ايام الاسبوع السبعة؟

الاكيد ان ايران غير قادرة، اقلّه في المدى المنظور، على الاجابة عن مثل هذا النوع من الاسئلة، خصوصا انها في غير وارد استيعاب انها عاجزة عن ملء الفراغ الناجم عن انهيار القوة العظمى الاخرى في العالم وكان اسمها الاتحاد السوفياتي.

كيف لايران ان تستوعب انها ليست قوة مهيمنة على الصعيد الاقليمي، في حين تعتبر نفسها حاليا المنتصر الاول من انتهاء الحرب الباردة قبل عقدين وانها باتت تمتلك مواقع مهمة تسيطر عليها في انحاء مختلفة من الشرق الاوسط، خصوصا بعدما قدمت لها الولايات المتحدة الاميركية العراق على صحن من فضة.

يصعب جدّا على ايران استيعاب انها ليست قوة اقليمية قادرة على فرض شروطها على المجتمع الدولي، او الدخول في صفقات معه، ما دامت عاجزة عن الاقرار بان نسبة لا بأس بها من شعبها تعيش تحت خط الفقر وما دامت عاجزة ايضا عن فهم معنى انها لا تمتلك ما يكفي من الامكانات للاستغناء عن استيراد النفط المكرر مثلا. نعم، هناك بلد مصدر للنفط لا يستطيع سدّ حاجة السوق المحلية الى المحروقات!

ما قد يكون اصعب من ذلك، استيعاب ايران ان المتاجرة ببعض العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين واليمنيين والبحرانيين وحتى السعوديين والكويتيين لا يمكن ان يؤسس لسياسة وان عليها التصرف كدولة عادية من دول المنطقة تهتم اول ما تهتم بتحسين اوضاع شعبها والعلاقات مع جيرانها بدل ممارسة عملية هروب مستمرة الى امام.

صحيح ان ايران هي المستفيد الاول من الحرب الاميركية على العراق وانها كانت شريكا في هذه الحرب، لكن الصحيح ايضا انها لن تستطيع يوما الهيمنة على العراق حتى لو لجأت الى كل الاسلحة التي توفرها لها الانقسامات المذهبية فيه.

يمكن لايران، في احسن الاحوال بالنسبة اليها، ولنقل في اسوأها بالنسبة الى العرب عموما، تقسيم العراق والحاق جزء منه بها بطريقة او باخرى. ولكن لن يمكنها في اي يوم من الايام ابتلاع العراق كله. حتى الجزء الذي يمكن ان تعتبره يوما محافظة من محافظاتها سيتمرد، خصوصا ان شيعة العراق اظهروا دائما انهم عرب قبل اي شيء آخر.

كانت زيارة سعد الحريري لطهران فرصة كي تتخذ ايران موقفا واضحا. وذلك كي تكون صادقة مع ما تدعيه اوّلا في شان الرغبة في لعب دور بناء على الصعيد الاقليمي وكي يصدّق جيرانها ما تقوله ثانيا. ه

ل تنظر الى لبنان كـ"ساحة" ام ترى الآن ان من مصلحتها التخلي عن الاوهام والتعاطي معه كدولة من دول المنطقة؟

هل تصدق طهران كلاما من نوع ذلك الذي صدر عن "حزب الله" في بيروت وضعها في مصاف دولة مثل اليابان في حين انها ليست اكثر دولة من دول العالم الثالث عليها استيراد تكنولوجيا الصواريخ وما شابهها من كوريا الشمالية؟

يفترض في ايران ان تعي ان كل المناورات التي تقوم بها في المنطقة لا تنطلي على احد، بما في ذلك السعي الى استخدام لبنان ودول اخرى للالتفاف على العقوبات الدولية التي بدأت مفاعليها في الظهور.

 ما ورد على لسان قادة عرب في شأن خطورة السياسة الايرانية اكثر من صحيح. نعم هناك وعي عربي عميق من المحيط الى الخليج لما يمكن ان يترتب على متابعة ايران لممارسة سياسة الهرب الى امام.

الدول العربية ترى في الطموحات الايرانية خطرا عليها وعلى اوضاعها الداخلية وحتى على مجتمعاتها، خصوصا ان السياسة الايرانية تصب بطريقة او باخرى في خدمة السياسة الاسرائيلية القائمة على تفتيت المنطقة عن طريق اثارة الغرائز المذهبية.

هل من عاقل يستطيع تجاهل الدور الايراني في تشجيع المذهبية في العراق؟

هل يمكن تجاهل الفتنة الشيعية- السنية في لبنان التي تغذيها ايران يوميا عن طريق السلاح الذي ترسله الى فئة معينة، وهو سلاح بات موجها الى صدور اللبنانيين ولا هدف له سوى فرض املاءات وشروط محددة على مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك تعطيل عمل الحكومة واجبارها على اعلان رفضها للمحكمة الدولية حتى قبل ظهور القرار الاتهامي؟

اي ايران نصدق؟

ايران التي تتظاهر باحترام مؤسسات الدولة اللبنانية ام ايران التي تتابع عملية تدمير المؤسسات ومحاولة وضع يدها على الوطن الصغير على غرار ما فعلت مع الطائفة الشيعية الكريمة التي لا تزال تقاوم عبر مثقفيها والواعين فيها ثقافة الموت...

اي ايران علينا ان نصدّق؟

ايران التي لا تزال تحتل الجزر الاماراتية الثلاث منذ العام 1971 او تلك التي تزايد على العرب في دعمها للقضية الفلسطينية بغية احراجهم لا اكثر؟

هل من فارق بين احتلال واحتلال؟

لن تحقق زيارة سعد الحريري لطهران اي نتائج تذكر قبل ان تجيب ايران عن السؤال الحقيقي الآتي:

ما هو موقفها من المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي سبقتها وتلتها؟

اي هرب من السؤال، بمثابة هرب من التعاطي مع الوضع اللبناني بشكل طبيعي، مع دولة ذات مؤسسات لا بدّ من احترامها وليس مع "لبنان- الساحة".

هل لبنان مجرّد "ساحة" او دولة من دول المنطقة. كل ما تبقى تفاصيل لا معنى لها، بل تفاصيل ذات مغزى عميق فحواها ان هناك من يرفض وجود الجمهورية اللبنانية الحرة السيدة المستقلة ويصر على استخدام لبنان ورقة تستهدف التوصل الى صفقة مع "الشيطان الاكبر" الاميركي و"الشيطان الاصغر" الاسرائيلي... على حساب اللبنانيين اوّلا!

مشكلة ايران والنظام فيها، ان اللبنانيين يعرفون ذلك، باكثريتهم الساحقة، وهم على استعداد للدفاع عن وطنهم الصغير وعن صيغة العيش المشترك بعيدا عن السلاح. ويعرفون خصوصا ان استهداف المحكمة الدولية استهداف لمستقبلهم ولاي محاولة لوضع حدّ للجرائم التي استهدفت اشرف اللبنانيين العرب الذين كان يفترض في ايران ان تدافع عنهم في حال كان فيها نظام يؤمن بثقافة الحياة والانفتاح بديلا من المتاجرة بشعوب المنطقة...

 

جولة الحريري لا تبشّر بحل، هل تكون دمشق محطته المقبلة ؟

النهار/خليل فليحان     

لم تحمل زيارتا رئيس الوزراء سعد الحريري لفرنسا وايران اي مؤشرات لانفراجات محتملة للاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد من شلل للعمل الحكومي وتعطيل لجلسات الحوار. وافادت تقارير ديبلوماسية ان الفرنسيين والايرانيين يشددون على اهمية الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني مع صدور القرار الظني فيما يظهر تباين بينهما في موضوع "المحكمة الخاصة بلبنان": باريس مع صدور القرار الاتهامي فيما طهران ترى ان المحكمة "مسيّسة" وان دولاً عدة واسرائيل تؤثران على اعمالها وتخططان للنيل من "حزب الله". والثابتة الوحيدة ان فرنسا وايران وتركيا تعوّل على الجهود السورية والسعودية.

والملاحظ ان الحريري لم يبدل موقفه في طهران من قضية القرار الاتهامي المتوقّع صدوره قريباً عن المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار على الرغم من نصيحة المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد بأن يوطد رئيس الحكومة علاقته مع الحزب. وهو اكد في طهران انه مع المقاومة، لكنه لا يستطيع اتخاذ اي موقف مسبق من القرار كما يريد الحزب الذي يؤكد ان هناك شهود زور ضللوا التحقيق وان اربعة ضباط كبار سجنوا اربع سنوات من دون ان تثبت اية تهمة ضدهم بالنسبة الى الاغتيال. كما تبين ايضاً ان اسرائيل اخترقت خطوط الاتصالات الخليوية وزرعت خطوطاً متوأمة في هواتف ثلاثة حزبيين.

والثابت في المعلومات الديبلوماسية غربياً وعربياً ان الاتصالات تتمحور حالياً حول منع التداعيات السلبية في اعقاب صدور القرار في حال لم تنضج المساعي السورية – السعودية، وخصوصاً ان الحزب حذّر من ان اية تسوية بعد ذلك لن تنفع وقد احيطت الخطوات التي سيتخذها الحزب مدعوماً من حلفائه بالكتمان الشديد. ويؤكد ر ئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ان ليس من سلاح سيستعمل. فهل سيصار الى اسقاط الحكومة بانسحاب وزراء الثامن من آذار مع اضرابات واسعة؟

ولفتت مصادر قيادية الى توقيت زيارة الحريري لتركيا غداً اذ هي تأتي بعد اسبوع من زيارة نظيره التركي رجب طيب اردوغان للبنان. وسألت ما اذا كان من جديد طرأ على صعيد حلحلة الازمة الحادة التي تعيشها البلاد استدعى مثل هذه الزيارة. واكدت ان اردوغان سيطلع الحريري على نتائج محادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد بعد عودته من بيروت الجمعة الماضي. كما ان رئيس الحكومة سيطلع نظيره التركي على نتائج محادثاته في باريس وطهران ولم يعرف ما اذا كانت بداية الحل تتطلب زيارة الحريري لدمشق تتويجاً لتحركه الدولي والاقليمي. ولاحظت ان الاتصالات لم تؤد الى اي نتيجة حتى الساعة وان نسبة القلق لدى الناس تتضاعف بفعل الخطاب السياسي والتراشق الاعلامي بين الطرفين المتخاصمين. وتخوفت من ان تمتد هذه الحالة المضطربة لتعكر مناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وسألت هل يأخذ بلمار هاتين المناسبتين في الحسبان ويرجئ اصدار قراره المتوقع اواسط الشهر الجاري في وقت ذكرت بعض المعلومات ان القرار انجز في صيغته النهائية وهو حالياً يترجم الى اللغة العربية.

 

محكمة مصرية تؤيد الزواج الثاني للأقباط

القاهرة - رويترز - رفضت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة المصري أمس استشكالاً لوقف تنفيذ حكم سابق يسمح للأقباط الأرثوذكس بالزواج الثاني في تحد لموقف الكنيسة في قضية زادت التوتر الطائفي في البلاد. ولا تسمح الكنيسة القبطية بالطلاق والزواج الثاني إلا في حالات خاصة مثل علة الزنى. ويعود النزاع على قضية الزواج الثاني الى أيار عندما أيدت المحكمة الادارية العليا في القاهرة حكماً لمحكمة القضاء الاداري بالسماح لزوجين من الأقباط الأرثوذكس بالزواج الثاني مما جعله حكماً باتاً ونهائياً. غير أن المحكمة الدستورية العليا بما لها من سلطات قضت بوقف تنفيذ الحكم في تموز. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية "أ ش أ": "قضت محكمة القضاء الاداري بمجلس الدولة... بالاستمرار في تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة القاضي بالسماح بالزواج الثاني لطائفة الأقباط الأرثوذكس حيث رفضت المحكمة الاستشكال القضائي المقام من محاميين لوقف تنفيذ الحكم".

وتعرض الحكم الصادر في أيار لانتقاد حاد من بطريرك الاقباط الارثوذكس والكرازة المرقسية في مصر الانبا شنودة الثالث الذي وقع بيانا مع 90 مسؤولاً كنسياً آخرين يندد بالقرار.

 

حزب الله: كل الاحتمالات واردة إذا صدر القرار الظني

 بيروت - وكالات : 1/12/2010 

حمل نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في مقابلة نشرت الأربعاء رئيس الحكومة سعد الحريري مسؤولية (وقف مهزلة اتهام حزب الله) في اغتيال والده رفيق الحريري، مشيرا إلى أن (كل الاحتمالات واردة) في حال صدور القرار الظني قبل التوصل الى حل. وقال قاسم في حديث إلى جريدة (صدى البلد) إن (إدارة القرار الظني المفتري هي إدارة دولية والعدوان الذي نواجهه اليوم هو عدوان دولي). وأضاف أن الحريري (يتحمل مسؤولية خاصة في هذا الامر وباستطاعته ان يصرخ لمصلحة الاستقرار ولمصلحة الحل الصحيح، وهو يعلم الطرق المناسبة لايقاف مهزلة اتهام حزب الله والاعتداء عليه). وتابع أن الحريري (قادر على التصرف بالطريقة المناسبة) ، مشيرا إلى أن (هذه قد تكون البوابة الوحيدة داخليا التي تستطيع أن تقدم شيئا على الطريق). وعما إذا كان مطلوبا من الحريري أن (يبرىء حزب الله كما فعل بالنسبة إلى سورية) ، قال قاسم (لا يكفي التصريح، إنما يجب ان يكون هناك عمل في هذا الاتجاه). ويؤكد حزب الله أن المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال الحريري (مسيسة) وأنها (أداة أميركية وإسرائيلية) لاستهداف حزب الله. وقد طالب بوقف تمويلها وعدم التعاون مع محققيها. وأكد قاسم أن الحزب (يعتبر أن ما قبل القرار الظني يختلف عما بعده). وأضاف (ما قبل القرار الظني هناك فرص يجب الاستفادة منها واستثمارها وعلى رأسها المبادرة السورية السعودية. أما بعد القرار الظني فنحن امام مشهد جديد فيه اعتداء على حزب الله. ولا بد أن يكون تصرفنا منسجما مع المرحلة الجديدة في ما لو حصلت). ولم يوضح أي طرف مضمون المسعى السعودي السوري القائم منذ أسابيع والهادف إلى احتواء التوتر الناجم عن احتمال توجيه الاتهام إلى حزب الله. وقال قاسم ردا على سؤال عن التطورات المحتملة بعد صدور القرار الظني (لا أستطيع إن أرسم سيناريو محددا لما يمكن أن يحصل، لكن كل الأمور مفتوحة وكل الاحتمالات واردة). وأضاف (نحن أمام مشهد ضبابي إلا أنه يحمل في طياته إخطارا لا نعلم مداها ويجب ان ننتظر لنرى أن كان العقلاء سيتمكنون من منع صدور قرار ظني ظالم وجائر ومسيس وموجه). وعما إذا كان القرار الظني سيؤدي إلى اندلاع (فتنة)، قال قاسم (هذا جزء من الاحتمالات الموجودة، فلننتظر). إلا أنه أكد أن (القرار الظني لن يؤدي في اي حال من الحالات الى اضعاف حزب الله، بل سيبقى حزب الله في موقعه القوي المتماسك المستعد للاحتمالات كافة). وردا على سؤال عن موعد صدور القرار الظني، قال الرجل الثاني في حزب الله (ليست لدينا معلومات دقيقة ، وان كانت الأجواء توحي بأنه اصبح قريبا جدا). وأضاف (نسابق الزمن كمحاولة منا من اجل ان تكون الحلول المطروحة والوساطة السورية السعودية منتجة قبل ان يصدر هذا القرار لتفادي اشكالته ونتائجه).

 

جماعة تابعة للقاعدة تدعو السنة في لبنان للتمرد على حزب الله والجيش 

بيروت - وكالات : 1/12/2010 

دعت مجموعة (كتائب عبد الله عزام) الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في بيان منشور على الإنترنت ، السنة في لبنان إلى رفض (تسلط) حزب الله والى مقاطعة المؤسسات التي (يهيمن) عليها و(رفع الظلم وانتزاع الحقوق بالقوة من المتسلطين). وقالت رسالة موجهة من زعيم المجموعة صالح بن عبد الله القرعاوي إلى (أهل السنة في بلاد الشام) نشرتها مواقع إلكترونية إسلامية ، أن (من اعظم الواجبات الدينية رفع الظلم ورد الحقوق وانتزاعها بالقوة من الظلمة المتسلطين). وتابعت الرسالة أن (حزب الله ما زال في غيه سادرا وبتهديداته الصورية هاذرا وفي مشروعه الحقيقي للهيمنة على لبنان سائرا). وأضافت أن (تحريك الحزب لمخابرات الجيش وضباطه للبطش بأهل السنة ما زال مستمرا). ودعا القرعاوي السنة إلى (مقاطعة المؤسسات الظالمة لكم والمضيعة لحقوقكم أيا كان انتماؤها، وبخاصة مخابرات الجيش وعساكره). وأضاف (فلترفضوا التعامل مع حواجزه، ولتدعوا إلى عدم الانصياع لمطالبه، ولتضغطوا بكلِّ وسيلة من شأنها أن تؤدي إلى إيقاف حملات الاعتقالات الظالمة). وسأل (لماذا لا تقوم مخابرات الجيش بالمداهمات إلا على بلدات أهل السنة؟ ولا نرى حاجزا للجيش أو لغيره من المؤسسات الأمنية في مناطق الشيعة كالضاحية –الجنوبية لبيروت- مثلا؟). وينفذ الجيش اللبناني بين وقت وآخر حملات مداهمة في مناطق ذات غالبية سنية في الشمال والبقاع (شرق) بحثا عن خارجين عن القانون ومهربين وعناصر مجموعات متطرفة يحتمون بمناطق بعيدة نسبيا عن سلطة الدولة المركزية. وقال القرعاوي (ندعوكم إلى منع التعامل مع مخابرات الجيش ومع حواجزه التي توجد اليوم بكثافة في مناطقكم، والى أن تبدوا رفضكم لهذا الظلم البين الواقع عليكم، والذي هو بلا شك بتسليط من حزب الله) الذي له (اذرعة في مراكز حساسة في الجيش) ، بحسب نص الرسالة.كما اتهمت الرسالة حزب الله بـ(جمع السلاح ليستعمله في الصراعات الداخلية في ذبحِ أهلِ السنة والجماعة) ، مضيفة (هذا ما هددوا به، وردده كبار معمميهم، متخذين المحكمة الدولية مبررا لذلك). ويعتبر حزب الله ان صدور قرار ظني عن المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق السني سعد الحريري، يتضمن اتهاما الى الحزب الشيعي، قد يحدث فتنة في لبنان. ويرفض الحزب ما يسميه القرار الظني. وكان عبد الله عزام رئيس حركة (الاخوان المسلمين) في فلسطين. وقد شارك في القتال ضد القوات السوفياتية في أفغانستان في الثمانينات. وقد قتل مع اثنين من ابنائه في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1989 في بيشاور في باكستان. وأعلنت (كتائب الشهيد عبد الله عزام) مسؤوليتها عن الاعتداءات الدامية في طابا (سيناء) في تشرين الاول/اكتوبر 2004 وعن اعتداء مزدوج في القاهرة في نيسان/ابريل من العام نفسه. وأعلنت (سرايا زياد الجراح) المتفرعة عن (كتائب عبدالله عزام) مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل في 2009.

 

ساركوزي يستقبل الحريري في «رسالة دعم وثقة»

الاربعاء, 01 ديسيمبر 2010

باريس – رندة تقي الدين، بيروت – «الحياة»

 أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري انه لمس في لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس أمس استمرار فرنسا في دعمها المحكمة الدولية ورفضها أي تهديد يستهدف لبنان «سواء من قبل إسرائيل أم أي تهديد لعدم الاستقرار فيه». وقال الحريري لـ «الحياة» ان الرئيس الفرنسي عبّر عن دعم حقيقي لاستقرار لبنان، خصوصاً في هذا الظرف الذي يتسم بضغوط كبيرة على لبنان في ما يخص المحكمة الدولية. وعما اذا تناول مع الرئيس الفرنسي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد المقبلة لفرنسا اجاب: «لا، فهو قال لي فقط إنه آت». وفي بيروت، علمت «الحياة» من مصادر رسمية ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيبدأ اليوم مشاورات حول العودة الى طاولة هيئة الحوار الوطني، باللقاء الأسبوعي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على ان يتابعها في الأيام المقبلة مع أركان هيئة الحوار. وقالت المصادر ان الرئيس سليمان عبّر غير مرة أمام زواره عن انزعاجه من تجميد اجتماعات هيئة الحوار لأن وقفها ليس موجهاً ضد رئيس الجمهورية بل هو ضد البلد ككل. وذكرت «ان سليمان جدد التأكيد ان الحوار ميزة لبنان الأساسية وهو مطلوب، حتى لو لم تكن هناك مشاكل، فكيف إذا كانت هناك أزمة تحتاج الى التواصل الدائم بين قادة البلد والقوى السياسية من اجل إيجاد الحلول وترسيخ التهدئة؟».

واجتمع سليمان امس مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر واطلع منه على الوضع الأمني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية.

وفي باريس، قال الحريري عقب غداء عمل مع ساركوزي في قصر الإليزيه، اتسم بالحفاوة، ان فرنسا وقفت دائماً الى جانب لبنان واستقراره وتصر على بقائه بلد حوار واستقرار في المنطقة. وأضاف ان فرنسا دعمت ايضاً، ولا تزال، المحكمة الدولية، وأن هناك، ربما، حواراً ينبغي ان يجرى في هذا الشأن في لبنان «وهو جار ونحن مستمرون على هذا الدرب».

وعما سربه موقع «ويكيليكس» عن قوله ان اجتياح اميركا العراق كان خطأ وأنه كان ينبغي ضرب إيران، أجاب: «وهل لهذا السبب ذهبت الى إيران؟ لا»، معتبراً أن أي شيء يوحي بأنه قال هذا الكلام هو غير صحيح، وواصفاً إيران بـ «الدولة الصديقة». وأكد رفضه أي تحد لها.

وأعلن الحريري انه مستمر في علاقته مع «حزب الله» باعتباره «حزباً سياسياً مهماً في لبنان وعلاقاتنا معه جيدة دائماً، وقد يحصل تباين في بعض الأحيان وهذا طبيعي فهذه هي السياسة وهذه هي الديموقراطية». ورفض التكهن بإمكان اتهام عناصر في «حزب الله» في القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية في اغتيال والده وقال: «لا أحد يعرف مضمون هذا القرار»، وأضاف مازحاً: «دعونا نرى ما سيقوله ويكيليكس عن المحكمة».

وعما اذا كانت هناك افكار فرنسية محددة لمساعدة لبنان في هذه المرحلة، قال الحريري ان فرنسا دعمت دائماً استقرار لبنان، ورفضت أي تهديد «يستهدف لبنان سواء من قبل إسرائيل أم أي تهديد لعدم الاستقرار فيه». وحضر اللقاء في قصر الإليزيه عن الجانب اللبناني، مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري والمستشار بازيل يارد وعن الجانب الفرنسي الأمين العام للرئاسة كلود غيان ومعاون المستشار الديبلوماسي لشؤون الشرق الأوسط نيكولا غاليه.

وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية بعد اللقاء انه يندرج في إطار سلسلة الاتصالات التي أجراها ساركوزي اخيراً مع مسؤولين لبنانيين، ومنهم الرئيس سليمان الذي التقاه على هامش قمة مونترو الفرنكوفونية ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» ميشال عون، بعد ان كان التقى الرئيس الحريري في الصيف الماضي.

وأضافت ان ساركوزي عبّر ايضاً ومجدداً عن دعم فرنسا للسلطات الشرعية في لبنان، وهو ما سبق ان أبلغه الى كل من سليمان وبري وعون، وعن دعم رئيس الحكومة سعد الحريري وطبعاً دعم المحكمة الدولية. وأشارت الى رغبة فرنسا في لعب دور على مستوى علاقات فرنسا المتعددة ودور محدد على صعيد العلاقة اللبنانية – الفرنسية للمساهمة في استقرار لبنان وازدهاره. وتناول الحريري خلال اللقاء، زيارته طهران (قبل انتقاله الى باريس)، وقالت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة» إن ساركوزي رأى فيها بادرة جيدة. وأضافت أن الرئيس الفرنسي وجّه خلال اللقاء رسالة ثقة وصداقة واضحة ودعم للحريري إذ استقبله بحفاوة حتى انه قال خلال غداء العمل إن المأكولات التي قُدِّمت تولى اختيارها بنفسه.

وقال ساركوزي خلال اللقاء انه استقبل الحريري بصفته رئيساً للحكومة اللبنانية وبصفته صديقاً وأنه يعتزم القول للرئيس السوري عندما يستقبله إثر عودته من زيارة الهند (من 4 الى 7 كانون الأول/ ديسمبر) إن فرنسا تدعم لبنان وأنه يساعد هذا البلد على الإبقاء على استقراره. وقال الحريري للرئيس الفرنسي انه ينتظر صدور القرار الاتهامي والاطلاع على مضمونه لتحديد ما ينبغي القيام به. وتم التطرق خلال اللقاء الى المبادرة السعودية – السورية، وقال الحريري ان هذه المبادرة قائمة وهناك ما يجب استكماله في إطارها.

ويلتقي الحريري غداً الخميس رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون ووزيرة الخارجية ميشال أليوماري. وأجرى الحريري مساء أمس اتصالاً بوزير الدفاع الفرنسي ألان جوبيه الذي لم يتسن له الاجتماع معه بسبب سفره الى مالطا. وعلمت «الحياة» ان الرئيس ساركوزي أبلغ الحريري خلال لقائه به انه سيستقبل قريباً رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في إطار لقاءاته مع القادة اللبنانيين. من جهة ثانية، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي، مساء أمس، عن اعتقاده بأن «هناك احتمالاً ضئيلاً لأن يؤدي نشر نتائج التحقيق في قضية اغتيال (الرئيس) رفيق الحريري الى تصعيد الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود الشمالية»، مؤكداً ان الجيش الإسرائيلي على «أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ».

 

علّوش: المهزلة هي في الدفاع الإستباقي قبل صدور القرار الظني  

رأى عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علّوش أن ليس من الضرورة أن يكون هناك محطّة لرئيس الحكومة سعد الحريري في دمشق ضمن الزيارات التي يقوم بها راهناً. وأشار علّوش الى أن بإمكان الحريري زيارة دمشق دون ان تأتي ضمن جولة يقوم بها. وقال: قد يكون هناك داعٍ لزيارتها ولكن ليس بالضرورة ان تتم بالتوازي مع هذه الزيارات الخارجية. وعما إذا كانت زيارة الحريري الى طهران ستترجم بإعادة التواصل بينه وبين أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال: هناك نصائح ايرانية واضحة بالتواصل بين الرجلين، ولكن هناك تباعد واضح وكامل بين نظرتي الرئيس الحريري والسيد نصرالله الى قضية المحكمة الدولية. وأضاف: إذا كان هناك من فائدة لهذا اللقاء، فهو سيحصل لكن بالمعطيات الحالية لا أعتقد أن هناك فائدة من هذا اللقاء.

وعن الدعوة التي وجهها الشيخ نعيم قاسم الى الحريري بوقف مهزلة اتهام "حزب الله" والإعتداء عليه، ذكّر علّوش أن الحريري ليس هو من يتهم "حزب الله"، معتبراً أن المهزلة هي في أن يكون هناك دفاع استباقي قبل صدور القرار الإتهامي، وأضاف: أما المهم فهو إذا صدر القرار الإتهامي متهماً أياً من العناصر بغض النظر عن انتمائها السياسي، ولكن مبنياً على أدلّة ثابتة فيجب أن يقبله الشيخ قاسم وغيره. وعن ما آل اليه المسعى السوري السعودي، أوضح علّوش أن هذا المسعى وصل الى مراحل متقدمة ولكنه لم يتوصّل الى نتيجة يقبلها الطرفان، وبالتالي هناك تباعد واختلاف بين نظرة قوى 14 آذار والرئيس الحريري الى المحكمة الدولية وبين موقف قوى الثامن من آذار وداعميها الإقليميين، وهذان الرأيان هما بين من يريد أن يتعامل مع المحكمة الدولية بشكل منطقي وبين من يريد إلغاءها بالكامل، وبالتالي هناك فرق كبير. وتابع: لا أعتقد أن المساعي السورية – السعودية ستوصل الى نتيجة في هذا المجال.

وتعليقاً على اللقاءات التي بدأها اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع أقطاب طاولة الحوار، رأى علوش أن على رئيس الجمهورية ان يحاول، ولكن الأطراف الداخلية مرتبطة بأجندة مختلفة عما يسعى اليه الرئيس سليمان، واعتبر أن لا حلول عند الرئيس للتوافق على قضية المحكمة الدولية، لذلك مسعى مشكور لكن قد لا يؤدي الى نتيجة.

ورداً على سؤال حول اقتراح التمديد للمدير العام للأمن العام وفيق جزّيني الذي سيبلغ السن القانونية للتقاعد يوم السبت، شدّد على أهمية أن يأخذ القانون مجراه في هذا الشأن وبالتالي يتم التعيين بناء على المقتدى القانوني، وإذا كان هناك اي شيء مخالف للقانون يجب ألا يمدّد للواء جزّيني. ورداً على سؤال آخر حول مجلس الوزراء، أجاب علوش: الظروف الاجتماعية ومقتضيات إدارة الحكم في لبنان وشؤون الدولة، تعني انه على مجلس الوزراء الاجتماع، ولكن يبدو ان قوى 8 آذار تستخدم ورقة شهود الزور كمَن "يلحس المبرد" وتحاول أن تضغط على الناس وعلى الحكومة من خلال إعاقة مسار الحكم

 

الجهود مركّزة على ضبط مرحلة ما بعد القرار الاتّهامي... الزغبي: "حزب الله " فقد المبادرة وبدأت العودة الى انتظام المؤسّسات  

لفت عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي الى أنّ " السياسة الاقليميّة والدوليّة تركّز جهودها الآن على ضبط مرحلة ما بعد القرار الاتّهامي بعدما سقطت كلّ محاولات الضغط على الادّعاء العام الدولي والمحكمة الدوليّة . " وقال في حديث الى " أخبار المستقبل " : " هذه الجهود لا تقتصر على سوريّا والسعوديّة بل تشمل ايران وتركيّا وقطر وفرنسا والولايات المتّحدة ، الابتعاد السوري عن الضؤ وغياب المواقف العلنيّة لدمشق دليل على بلوغ هذه الجهود مرحلة حاسمة ومتقدّمة . " وأضاف الزغبي: " لقد فقد " حزب الله " المبادرة بعد فشل ضغوطه على المحكمة من خلال التهديد بقلب الطاولة في الداخل ، ما اضطرّ ايران الى فتح علاقات جديدة والانخراط في المساعي الاقليميّة والدوليّة ، وقد تراجع طموح مثلّث ايران – سوريّا – الضاحية الى المحافظة على المكتسبات التي نتجت عن 7 أيّار واتفاق الدوحة ، لتعذّر اضافة مكتسبات جديدة من خلال الانقلاب الممنوع والمقموع . " وأشار أخيرا الى أنّ " الحركة السياسيّة الداخليّة التي بدأها الرئيس ميشال سليمان اليوم تهدف الى اعادة الروح الى المؤسّسات وتأمين انتظامه ، في اطار توفير مظلّة داخليّة بعد القرار الاتّهامي ، وتمهيد الطريق أمام " حزب الله " للمحافظة عل حجمه العادي في الدولة واحتواء كل ّ ردود الفعل ."

 

مع نهاية الـ 2010 أصبح قرار الحرب والسلم بيده..."الراي": "حزب الله" بنى شبكة أنفاق تضاهي "تورا بورا" فيها أفخاخ فرعونية ومصائد لـ "الروبوت" الإسرائيلي  

يحجب الغبار الكثيف للقرار الاتهامي المرتقب في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الكثير من الملفات الاخرى في بيروت، التي غالباً ما كانت تدهمها المفاجآت من خارج "جدول أعمال" الاهتمامات الرائجة. ومن بين تلك الملفات "النائمة" حتى إشعار آخر، الوضع على الجبهة في جنوب لبنان، وتحديداً ما هو مرتبط بالصراع "المسترخي" على كتف القرار1701، بين "حزب الله" المدجج بترسانة متعاظمة، واسرائيل التي تضاعف قدراتها باضطراد.

ومن خلف ظهر الاستقرار الظاهري على طول خط التماس اللبناني - الاسرائيلي، يتصاعد الحديث بين الحين والآخر، إما عن احتمال التقاط اسرائيل "الفرصة الملائمة" بصدور القرار الاتهامي لتصفية الحساب مع "حزب الله"، وإما عن إمكان هروب "حزب الله" الى الامام من المأزق الداخلي في اتجاه تفجير الحرب مع اسرائيل.

وبغض النظر عن هذه السيناريوات غير المنفصلة عن المناورات السياسية او الحرب النفسية، فإن ثمة وقائع جديدة متصلة بـ "الحرب المؤجلة" بين اسرائيل و"حزب الله" يتم تسجيلها في سياق الاستعداد المتبادَل لـ "المنازلة التاريخية" المقبلة، رغم ضجيج الكلام عن القرار الاتهامي في بيروت، وعن التسوية في المنطقة.

وكشفت مصادر قريبة من "حزب الله" في هذا السياق، عن انه للمرة الاولى منذ قيام اسرائيل، يصبح قرار السلم والحرب بيد المقاومة. وقالت لـ "الراي"، ان المقاومة صارت مع نهاية الـ 2010 تمتلك قرار الحرب والسلم وإمكان البدء بالمعركة اذا أرادت، مشيرة الى ان "حزب الله" أنهى اخيراً استعداداته بعدما اصبحت مخازنه ممتلئة بكافة انواع الأسلحة وأعيرتها، ومكاتبه بالخطط الدفاعية والهجومية التي تشمل الجبهة الممتدة من الساحل اللبناني الى أعالي الجبال الشرقية.

وتحدثت المصادر عن ان "حزب الله" الذي أتمّ استعداداته فوق الارض، أنجزها ايضاً تحت الأرض من خلال "خطة الأنفاق" القائمة على "قتال الخلد"، وهو انتهى منذ فترة قصيرة جداً من المناورات التي دارت حول الافادة من شبكة الأنفاق في الحرب المقبلة وكيفية مواجهة الجيش الاسرائيلي داخلها. وروى احد القادة الميدانيين في الحزب لـ "الراي" ان المقاومة وبعد المحاكاة التي جرت اصبحت متشوقة للالتحام مع العدو داخل الأنفاق، خصوصاً انها اختبرت امكاناتها وأمّنت كل المستلزمات لذلك، ومن بينها الأقنعة الواقية من الأسلحة الكيماوية والجرثومية، كاشفاً عن ان المقاومة بنت داخل تلك الأنفاق مصائد خفية تحاكي الأفخاخ المميتة التي كان يستخدمها الفراعنة، حتى انها شُبهت بأفلام "انديانا جونز" نظراً الى حجم الاثارة في الترتيبات داخل الانفاق التي زُودت بكبسولات اوكسيجين وثياب مضادة للنيران. هذا القائد الميداني، الذي تحدّث لـ "الراي" بحذر تفادياً لإفشاء الأسرار المرتبطة بشبكة الأنفاق في جنوب لبنان، اشار الى انه جرت توسعة تلك الأنفاق او بعضها، لتسهيل عملية تحرك الآليات داخلها، وزُوّدت بدفاعات تكنولوجية وكاميرات وأجهزة تَحسس وألغام تلفزيونية، لافتاً الى ان المقاومة اخذت في الاعتبار تدريبات "ايغوز" واستخدامها للروبوت والأفعى وغيرهما وكيفية التعامل مع مثل هذه الوسائل الحديثة في الحرب المقبلة.

وذهبت المصادر الى حد القول ان أنفاق "المقاومة الاسلامية" تختلف في طبيعتها عن أنفاق "تورا بورا" الافغانية من حيث دفاعاتها المتقدمة وجغرافيتها وجودتها والمناخ الذي يحوطها والتشجير الذي يحرسها، اضافة الى نوعية صخورها. واضافت ان لهذا السبب لن يتاح للاسرائيليين الافادة من العبر التي استخلصوها في التكتيكات التي استخدمها جيشهم لمحاربة أنفاق افغانستان، فنتائجها ستكون فاشلة اذا طُبقت في لبنان، كما في غزة بعدما استفادت "حماس" من تجارب "حزب الله" ولجأت الى استحداث أنفاق بين غزة ورفح، استعداداً للحرب المقبلة، والتي من المتوقع ان تكون شاملة، الامر الذي ادى ايضاً الى تصميم صواريخ خاصة لـ "حماس" تتمتع بقدرة تدميرية عالية لكن بمدى اقل، نظراً لأن حركة المقاومة الفلسطينية لا تحتاج الى صواريخ بعيدة المدى في قصفها الاهداف الاسرائيلية التي تراوح مسافتها بين 25 و35 كيلومتراً، كاشفة عن ان تلك الصواريخ وصلت الى مخابئها سالمة.

وأخذ "حزب الله" علماً، حسب المصادر القريبة منه، بما وصفته "الرسالة" التي بثتها احدى القنوات التلفزيونية اخيراً عن وجود موقع نووي اسرائيلي غير ديمونة، يعمل لإنتاج الرؤوس الحربية، اضافة الى بناء واحدة من اكبر المستشفيات تحت الارض قرب مستشفى رامبام وعلى مساحة ستين ألف متر مربّع. فمثل هذه الانشاءات تعكس، في تقدير تلك المصادر، الخشية الاسرائيلية الفعلية من الصواريخ الفتّاكة التي باتت بيد "حزب الله". ولفتت المصادر الى ان تلك الانشاءات تدلّ ايضاً على ان اسرائيل حاضرة لتقبُّل الخسائر، وانها لم تلغ امكان لجوئها الى استخدام اسلحة غير تقليدية في الحرب المقبلة، متوعّدة بأن "حزب الله" يعرف كيف يردّ على مثل هذا الجنوح الاسرائيلي المحتمل في حرب مصيرية من غير المسموح الخسارة فيها.

 

14 آذار: تعطيل عمل المؤسسات في بيروت لا يؤثر على عمل المحكمة في لاهاي

شدَّدت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار على "الأهمية القصوى لنهوض السلطة الشرعية، من خلال المؤسسات الدستورية، بمسؤولياتها كاملةً في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والدبلوماسية، لتوفير شبكة أمان داخلية وإقليمية بعيداً عن حالة الإنتظار التي تتخبّط بها القوى السياسية رُغم تأييد الأمانة العامة الجهود الحثيثة التي يبذلها كبار المسؤولين في الدولة في إتجاه الدول الصديقة المعنيّة باستقرار لبنان ومساعدته، لاسيّما الحركة الدبلوماسية الأخيرة لرئيس الحكومة التي شدّدت على أن المساعدة الفعلية للبنان ينبغي أن تتم عبر دولته ومؤسساتها الشرعية". الأمانة العامة، وخلال إجتماعها الدوري، أكدت أن "قيام الدولة بواجباتها يحتّم على القوى السياسية، لاسيّما تلك المشاركة في الحكومة والمجلس النيابي، أن تيسّر عمل المؤسسات وتُطلق يد السلطة الشرعية في ما يعود إليها من صلاحيات ،لا أن يعمد بعضُ هذه القوى إلى تعطيل عمل الحكومة والحوار الداخلي، بحيث بات هذا الموقف السلبي يهدّد مصالح الناس اليومية ويُعزّز قلقهم"، داعية "قوى التعطيل والمقاطعة إلى العدول عن موقفها، خصوصاً بعد إقرارها الضمني بتهافت ذريعة "الشهود الزور"، خاصةً أن تعطيل عمل المؤسسات في بيروت لا يؤثر على عمل المحكمة في لا هاي، بل يضرب قدرة الدولة على تحمل مسؤوليتها في هذه المرحلة الدقيقة أكان قبل صدور القرار الإتهامي أو بعدَهُ".

وجدّدت الأمانة العامة رفضها "اعتماد بعض الأطراف لغة التخوين والتهديد التي توحي وكأن هناك في لبنان فريقاً يريد العدالة وآخر لا يريدها، وهذا فرز خطير لا يمكن التغاضي عنه"، وتوجهت في هذا المجال تحديداً الى النائب ميشال عون وطالبته "الكف عن أسلوب المزايدات "القومية" الذي يعتمده لتبرير مواقفه الحالية، وهو أسلوب سبق له أن اعتمده ولكن باتجاه مناقضٍ لإقتناعاته "القومية" المستجدة حين ادّعى لنفسه أبوّة "قانون محاسبة سوريا" في العام 2003، وأبوّة القرار 1559 في العام 2004".

وأخيراً، أعلنت قوى 14 آذار "دعمها مبادرة مفتي الجمهورية اللبنانية (محمد رشيد قباني) الهادفة إلى صوغ عهد وميثاق بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية، وترى فيها تأكيداً على العيش المشترك في لبنان من جهة وتحمّلاً للمسؤولية الإسلامية – المسيحية المشتركة في جبهة ما يتعرّض له المسيحيون العرب في أكثر من منطقة من جهة ثانية، وإثباتاً لقدرة اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، على لعب دور أساسي في قضايا المنطقة من جهة ثالثة، فضلاً عن كونها مبادرة تلاقي ما توصّل إليه السينودس لكنائس الشرق في الفاتيكان من جهة رابعة وأخيرة".

 

لا يا غضنفر

عماد موسى

فعلاً بات "حيطنا واطي". الصغير والكبير والسفير يفشخ من فوق الحيط ويتصرّف كأنه من الأوصياء لا بل من أهل البلد. فعلاً لا قولا، بات مباحاً ومتاحاً ومسموحاً لأي امرئ، لا أن يعطي رأيه في المحكمة الدولية فحسب، بل أن ينصح اللبنانيين ويحضهم على مواجهة الشرعية الدولية وتسفيه القرار الإتهامي واعتبار العدالة الدولية خطراً مباشراً على لبنان.

والأنكى هو صدور هذه المواقف العشوائية الخشبية الممجوجة المعلوكة المكرورة عن ممثلي دول خارجة أساساً على الشرعية الدولية وتعاني في الداخل خللاً بنيوياً ولها تاريخ حافل في انتهاكات حقوق الإنسان والقمع السياسي والمواقف الإستفزازية تحت عنوان الممانعة وقضايا التحرر.

في الـ"ويك أند" السعيد سمعنا من  طهران كلاماً متزناً من  رئيس الحكومة سعد الحريري، "أيوب" هذا الزمن، وسمعنا في المقابل نظريات ومواقف من مسؤولين إيرانيين "مهيبرين" على الحرب، ومن الدكتور في العلوم السياسية (أشرف على أطروحته الدكتور عدنان السيد حسين) غضنفر ركن آبادي، الذي تقيم دولته علاقة مميزة مع دويلة "حزب الله"، وتخلط أحياناً بين الدولة والدويلة. في طهران أبلغ غضنفر قناة "العالم" أن "المحكمة الدولية وما سيصدر عنها مما يسمى القرار الظني انما هو مؤامرة ومخطط اسرائيلي بالكامل لاثارة الفتن والفرقة والانقسام وبلوغ غير ذلك من الاهداف في لبنان". يعتقد مؤلف كتاب "النظام الاسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية" جازماً أن كل ما يسيء إلى "حزب الله" أو يطاول قادته "النصف إلهيين" وكل ما يلمّح تلميحاً إلى أي من عناصره هو مؤامرة ومشروع فتنة ومخطط إسرائيلي... إلى ما هنالك من  كلام ممجوج يعيد إنتاج نفسه. وكأني بسعادة الغنضنفر الوافد من نظام شمولي ومن ثقافة الرجم والتحريم والقمع وتقييد الحريات العامة يملك الحق أن يجرّم ويبرّئ وينظّر "على سما" أهم القضاة في العالم.

على الرغم من تخصصه في مثلث سوريا - فلسطين - لبنان، ومن تدرجه في سفارة الجمهورية الإسلامية في بيروت من سكرتير أول إلى سفير، فالجلي أن دكتور غضنفر يجهل أن ليس في لبنان مرشد أعلى بل رئيس للجمهورية أكد في خطاب القسم على دعمه المحكمة ذات الطابع الدولي، وأن الحكومة اللبنانية أكدت في بيانها الوزاري على التزامها التعاون مع المحكمة من دون أن تحدد للمدعي العام دانيال بيلمار مَن المسموح له باتهامهم ومن هم المحظّر النيل من سمعتهم.

ولو يكلّف الدكتور غضنفر المتمكن من العربية أن يقرأ البند الثالث عشر من بيان الحكومة التي تضم وزيرين 100% للحزب: "تؤكد الحكومة، في احترامها للشرعية الدولية ولما اتفق عليه في الحوار الوطني، التزامها التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان التي قامت بموجب قرار مجلس الامن الدولي رقم 1757 لتبيان الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وغيرها من جرائم الاغتيال، واحقاق العدالة وردع المجرمين". لا يا غضنفر.. تصوّر فقط أن سفيرنا في طهران زين الموسوي تحدث عن مخططات إيرانية في العراق وعن مؤامرات إيرانية في الضفة الغربية وعن ضرورة الإنسحاب من الجزر الإماراتية (من آل طنب) اليوم قبل الغد. لا يا غضنفر.. أبسط القواعد الديبلوماسية تقضي أن تعرف أين تبدأ حدود السيادة وأين تنتهي. وأبسط قواعد المعرفة تقضي أن تدرك أن الإنقلاب لم يتم بعد لتقدم أوراق اعتمادك إلى الشيخ نعيم قاسم أو من يجد فيه "حزب الله" الأهلية لقيادة الجمهورية الإسلامية في لبنان.

 

يكاد المريب

إيلي فواز/لبنان الآن

تزامنا مع الجو الشائع في البلد عن قرب صدور القرار الظني بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قدم امين عام "حزب الله" بمناسبة الحفل السنوي للتعبئة التربوية في الحزب مرافعة قانونية استباقية لما يظنه سيكون مضمون القرار. بنى الامين العام متن تلك المرافعة على بضعة تقارير كانت نشرتها صحيفة "دير شبيغل" الالمانية وصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية و قناة "سي.بي.سي" الكندية مؤخرا، داعيًا من ينتظر مضمون القرار الظني ان يعود الى تلك التقارير لكي يقرأ ما سيرد فيه.

بالمحصلة يقول الامين العام لـ"حزب الله" ان القرار الاتهامي صدر، و"حزب الله" متهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري. والاتهام، بحسب الامين العام دائما، يستند على قرينة الاتصالات، وبما ان اكتشاف خبراء لبنانيين استباحة اسرائيل لهذا المجال وتلاعبها به، يصبح الدليل ضد "حزب الله" باطلا وقرار القاضي بلمار "بلا أي قيمة على الاطلاق".

بادئ ذي بدء من المعيب اعتبار خبر اكتشاف خبراء لبنانيين خرق اسرائيل على مدى اربع سنوات لشبكة الاتصالات الحكومية والشبكة الخاصة بحزب الله أيضًا "انجازاً علمياً وطنيا وميثاقيا وأمنيا كبيرًا جداً وتاريخيًا جداً"، خصوصًا وان التقنية تلك التي استعملتها اسرائيل ليست بجديدة ابدا وقد استفاد منها "حزب الله" نفسه عند اعتراضه صور جوية كانت تبثها طائرات تجسس إسرائيلية عام 1997 والتي مكنت الحزب من افشال عملية انزال الانصارية.

على كل الاحوال هذا الاكتشاف يسلط الضوء على عجز الدولة القيام بواجبتها في ظل الحظر المفروض عليها داخل المربعات الامنية المنتشرة في انحاء البلاد بحجة حماية المقاومة. اما اذا كان هناك من انجاز فهو يحسب للأسف لإسرائيل في قدرتها على استباحة قطاعاتنا وفرض سيطرتها عليه كما جاء في كلام الامين العام وفي قدرتها التنصت على كل لبنان، و ذالك طوال اربع سنوات، وتجنيد ابنائه لخدمتها، فيما بعضنا يسجل عليها انتصارات "الهية" ويعدها بمفاجآت ليست في حسبانها. ثم حبذا لو يقراء أمين عام "حزب الله" بتمعن ما صرح به القاضي بلمار قبل بضعة اشهر لهذا الموقع بالذات بأن "الاتصالات ستكون جزءًا من كل" وأنه لن يصدر القرار الظني الا "عندما يطمئن الى وجود الأدلّة الكافية". القاضي دانيال بلمار تحدث ايضا عن ادلة ظرفية قاطعة والتي "هي عبارة عن عدد من الحقائق البسيطة التي إن نظرت إلى إحداها بحد ذاتها فقد لا تعني لك شيئاً. ولكن حين تجمع هذه الحقائق بعضها ببعض عندها تصبح الصورة الكاملة غير قابلة للدحض"، اي بمعنى اخر قد تستطيع اسرائيل ان تتلاعب "بداتا" الاتصالات ولكنها قطعا لا تستطيع ان تتلاعب بافادات شهود العيان او أن تدفع البعض الى شن حملات مغرضة رافقت عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري او ان تتحكم بارادة متهم في التواجد في مكان ما لحظة وقوع الانفجار.

على كل الاحوال كان من الافضل ان يقدم السيد حسن نصرالله تلك المرافعة الى الجهات المعنية بها، اي قضاة المحكمة الخاصة، اذا ما اتهم القرار الظني افرادا في حزب الله. ولكنه استعجل باتهام نفسه بجريمة اغتيال الرئيس الحريري وتسرع ايضا في تقديم مرافعته للراي العام وكشف بذلك استراتيجيته الدفاعية الركيكة للملأ فيما القاضي بلمار يدون ملاحاظاته بدقة قبل ايداع قراره لدى قاضي الاجرات التمهدية مستفيدا من اطلالات السيد المتكررة وحججه المناهضة للعدالة الدولية. مرافعة السيد لم تخلُ من تهديد مبطن يوحي بـ 7 ايار جديد اذا ما رفض الحريري الابن الرضوخ لمشيئة الحزب والبدء "بحسم قضية شهود الزور، وبرفع المسؤولية عن كل ما هو مرتبط بشبكة الاتصالات بعد انكشاف حقيقة الاختراق الإسرائيلي الكلي لهذه الشبكة، وصولاً إلى تأكيد عدم شرعية اتفاقية المحكمة الدولية، بوصفها موقعة من حكومة مطعون بشرعيتها" كما جاء في صحيفة الوطن السورية. هذا كله قبل "ان يكون الاوان قد فات... وفقدنا جميعا زمام الامور". و بعد كل هذا لا يسعنا الا ان نردد: يكاد المريب ان يقول خذوني.

 

ساركوزي والحريري ودعْم الاستقرار

رنده تقي الدين/الحياة

كرّر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تأكيد دعمه وتأييده لرئيس حكومة لبنان سعد الحريري. وكانت دعوة الحريري الى غداء في قصر الإليزيه، كما دعوته في الصيف الماضي الى زيارة الرئيس الفرنسي في منزله الصيفي مع زوجته كارلا في جنوب فرنسا، لفتةً خاصة لصديق، وأيضاً لرئيس حكومة لبنان. فموقف ساركوزي وفرنسا واضح من المحكمة الدولية: أن على دانيال بلمار أن يستمر في عمله من دون تدخل أي طرف. وساركوزي قال مرات عدة انه مستعد للقاء الجميع، وقد فعل ذلك عندما استقبل العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، المعروفَيْن بموقفهما القريب من موقف «حزب الله». ولكن ساركوزي حريص على توجيه الرسائل للجميع بأن لا مفر من المحكمة، وان استقرار البلد مهم للجميع، فانزلاقه الى المجهول، من فراغ مؤسساتي أو تدهور أمني يشكل خطراً على الجميع.

وستلي استقبال الحريري في الإليزيه زيارة يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد لفرنسا الحريصة في عهد ساركوزي على علاقة جيدة مع سورية، ليس فقط من أجل لبنان ولكن لأنها تطمح الى لعب دور على المسار الإسرائيلي – السوري، وتعتقد أوساط فرنسية رفيعة ان هناك فرصة لمعاودة الاتصالات عبر الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران رغم كل التشكيك حول الموضوع من جرّاء السياسة الإسرائيلية، ففرنسا تحاول إخماد نار القرار الظني التي تهدد بعض الأطراف في لبنان بإشعالها إذا صدر القرار.

الحريري من جهته يسعى الى الحوار مع الجميع، والصمود رغم كل التهديدات، ومن هنا تحركاته من الشرق الى الغرب، من إيران الى فرنسا ثم تركيا، فهو يسعى الى تهدئة الأوضاع والى الاستقرار رغم كل المساعي لإضعافه ومحاولة عزله وإبعاده عن رئاسة الحكومة، فمعارضو المحكمة الدولية وضعوا ذريعة في البلد وفي الأذهان اتعبت العالم من الموضوع، وكثيراً ما تسمع اللبنانيين يتذمرون ويقولون «خلّصونا من هذا القرار الظني وأصدروه»، حيث تعب الشعب من وضع بلدٍ مشلول من الخلافات حتى نسي أهمية محكمة تجعل الاغتيالات السياسية أصعب مما كانت في الماضي، وتجعل أيَّ فريق اليوم يفكِّر في تفجير مسؤول سياسي لسبب ما، يفكر مرتين قبل التخطيط للقيام باغتياله رغم كل ما يُقال. صحيح ان الاغتيالات توقفت في لبنان نتيجة تسوية سياسية بين الغرب ومَنْ خَطَّطَ للاغتيالات، ولكن لا شك في أن المحكمة الدولية تدخل في حسابات المخططين.

يريد الحريري الاستقرار للبنان، ولكنه صامد أيضاً في دعمه للمحكمة، وهو في كل الأحوال لا يمكنه إلغاءها، كما أن لا أحد بإمكانه القيام بذلك.

اما عن توجيه التهم، فلا أحد يعرف، رغم كل الإشاعات، مَن سيتهم القرار الظني، وحملات التخويف والتهديد بتداعيات المحكمة ونتائجها تشلّ البلد، المحتاج أصلاً الى إصلاح وانتعاش اقتصادي. أراد الحريري منذ البداية بعد الانتخابات تشكيل حكومة يتمثل فيها الجميع، لأنه أراد استقرار البلد، كما أظهر رغبة في التعاون مع جميع القوى، فكانت النتيجة ان المعارضة دخلت الحكومة وشلّتها بقضية لا أحد يمون عليها سوى المجتمع الدولي. إن حرص الحريري على استقرار لبنان هو أولوية له، فهو أظهر ذلك بتحرّكات عدة، أولها بكسر الجليد مع الجارة سورية، وذهابه اليها رغم كل ما حدث في الماضي، ثم زيارته الى طهران ولقاءاته مسؤوليها المنبوذين من كل دول الغرب، فهو يتطلع الى تهدئة الأمور في لبنان، ويدرك ان نفوذ إيران على «حزب الله» وحلفها الاستراتيجي مع سورية له تداعيات أساسية على الوضع الأمني فيه، ويسعى الى التحاور مع الجميع، فلماذا تتخوف المعارضة من نتائج القرار الظني؟

لا يريد الحريري زعزعة استقرار بلده، ولكن معرفة حقيقة من قتل رئيس حكومة لبنان ورفاقه وكل من سقط بعده مفيدة لمستقبل بلد عاش على وتيرة اغتيالات رؤسائه ومسؤوليه، والآن، وبعد المحكمة الدولية، سيفكر مخططو الاغتيالات مرتين قبل القيام بها، فهذا إنجاز لا أحد يشك فيه، إلا ان الخوف اليوم هو من استخدام لبنان مجدداً ساحة لحروب الغير على أرضه، وفي طليعتهم إسرائيل وإيران، فالخطر كبير، ولكن تداعياته ستكون خطيرة على الجميع في المنطقة، بمن فيهم حلفاء إيران، وقد يشير ساركوزي الى ذلك محذراً من مثل هذا الاحتمال خلال استضافته المقبلة للرئيس السوري بشار الأسد، ففرنسا ترى ان حرباً جديدة في لبنان ليست في مصلحة سورية بل هي خطر عليها.

 

ما قبل" القرار الظني وما بعده

عبد الوهاب بدرخان/ النهار

المكابرة وحدها تمنع "حزب الله" من الاعتراف بأن لديه ارتباكا في الوقت الراهن. فالمعطيات الخارجية ليست في صالحه، حتى عند من يعتبرهم اصدقاءه. صحيح أن لديه شيئا من الاستقلالية، لكنها لا تكفي لتغطية ما يلوح به من مغامرات وتهورات داخلية. هذا لا يعني اطلاقا أن تلك المعطيات هي في صالح خصومه المحليين، لأن الازمة برمتها من الاغتيالات الى الاتهامات ليست في صالح البلد. لكن رهان خصومه على العدالة والاستقرار يبقى أكثر مسؤولية من رهانه على الغاء المحكمة الدولية، فهم يقولون انهم يريدون العدالة لوقف الاغتيالات وهو يهدد بهدم المعبد على رؤوس الجميع اذا كان لتلك العدالة ان تتحرك.

لا شك ان "حزب الله" قرأ جيدا معالم الموقف الذي هو فيه ووجد أن حملته المتواصلة منذ سبعة شهور، من دون كلل، لم تأته بالنتيجة المتوقعة. ولعله توصل الى أن استراتيجيته كانت خاطئة أصلا. فالاساس بالنسبة الى الحزب، بصفته يخوض مقاومة عظيمة ضد العدو الاسرائيلي، هو  استحالة حتى مجرد الاشتباه به، وأن لا يكون متهما بأي اغتيال داخلي على الاطلاق، وأن لا يكون له أثر او ذكر في التحقيقات، وبالتالي أن لا يكون على علاقة من بعيد او قريب بأي جريمة مدبرة ولا بأي قتل خارج ساحة المقاومة... أما وقد أصبح اتهامه محتملا فقد اختار أسوأ الطرق لاثبات براءته.

لكنه لم يكترث عمليا لاثبات براءته خصوصا في لبنان وأمام اللبنانيين، لأن تداعيات أي اتهام ستكون أساسا هنا، في الداخل. كان من حقه ان يثور وأن يغضب، كما كان ولا يزال من حقه ان يرفض الاتهام وأن يشكك به كونه بلغه قبل ان يصدر. كان من حقه، وهو المستهدف اسرائيلياً وأميركياً، ان يعتبر هذا الاتهام مفبركا للنيل منه بهذه الطريقة الخبيثة طالما ان الاعداء عجزوا عن هزمه في حربه معهم. ولا يمكن، واقعيا، استبعاد فرضية اتهام اسرائيل بالاغتيالات وهي صاحبة السوابق الاجرامية المشهورة.

لم يكترث الحزب للوضع الداخلي. نسي أنه يعيش في بلد وأن فيه مواطنين، ممن يؤيدونه في المطلق وممن هم على خلاف معه، ولأسباب يعرفها جيدا ويعرف ان لا علاقة لها بمسألة المقاومة. فحتى المختلفين معه لا يمكن ان يباركوا استهدافه والاساءة اليه والى شهدائه بل لا يمكن ان يركنوا الى قرار ظني او اتهامي اذا ظهر لهم جليا أنه سطحي وهزيل وغير مقنع. لكن الحزب اختار أن يستعدي خصومه المحليين رغم أن أحدا لم يسبق أن اتهمه بالاغتيالات، بل وضعهم في خانة التآمر مع اسرائيل، واعتبر ان معركته هي أولا وأخيرا مع قوى خارجية تنصب له فخا، وإذ لم يجد سبيلا الى مقارعة تلك القوى مباشرة راح يضغط على هؤلاء الخصوم باعتبار أنهم يمثلون الولايات المتحدة واسرائيل.

لم تكن تلك مبالغة يجهلها أذكياء الحزب، وإنما كانت خللا في التقويم والتحليل. ولم تكن ضربا من الغطرسة المعروفة لدى العقل الامني، وإنما كانت مكابرة غير مبررة في التصرف السياسي. إذ غدا الخصوم المحليون ضالعين في المؤامرة، وبالتالي لم يعودوا يستحقون التحاور معهم. بل بدا الامر وكأن فتاوى صدرت باستصغارهم والتقليل من شأنهم وعدم احترامهم والتطاول عليهم، رغم ما في ذلك من مجازفة باشاعة ثقافة تحريضية ضد التعايش والتآخي والوئام. وهذا ما يمكن ان يترجم، بلغة العسكريين، استعدادا للقتل والتصفية تحقيقا لأهداف مثل الالغاء والاخفاء والاقصاء... ولكن، هل بمثل هذا الخطاب المسموم يمكن حل الازمة "قبل" صدور القرار الظني وليس بعده؟

ينبغي بالتأكيد التوصل الى حل قبل صدور القرار الظني، كما طالب السيد حسن نصرالله، إلا أنه يقصد ألا يكون هناك قرار ظني ولا اتهامات، لأنه يعتبره مسبقا قرارا اسرائيليا، ولأنه لم يتراجع عن خياراته التصعيدية بعد صدور الاتهامات. ففي هذه الحال، كما يقال، ستصعب السيطرة على الوضع وسيفقد زمام المبادرة. لكن الامين العام لـ"حزب الله" بات يعرف أن حتى المساعي السعودية – السورية لن تنجح في منع صدور القرار الظني، وبالتالي فان الحل الـ"ما قبل" الذي يتوقعه منها غير وارد. وهو يبدو واضحا هنا بأن حزبه وحده معني بـ"ما بعد" القرار، وأن تلك المساعي لن تبقى عندئذ ذات معنى. أي أنه لا يرى أحدا في الداخل، لا دولة ولا حكومة ولا جيشا ولا مجتمعا منقسما حول الموقف من المحكمة الدولية ومن اتهاماتها المفترضة. واقعيا لن يكون هناك حل قبل صدور القرار الظني، ومن يريد مثل هذا الحل كان عليه ان يدير الازمة بذهنية مختلفة تماما. ويُخشى الآن ان يكون الوقت قد فات لتدارك الاخطاء التي حصلت في فترة "ما قبل" القرار. لكن الفرصة لم تفت بعد لرسم خريطة التعامل مع "ما بعد" ذاك القرار. فالجميع يهجس بـ"التداعيات" الاقليمية والدولية، ولا أحد يجهل ان هذه التداعيات ستشتغل باستغلال ما يمكن ان يحصل في الداخل. رئيس الوزراء التركي كرر أكثر من مرة ان على اللبنانيين التعامل مع خلافاتهم، ومثله قال الآخرون الذين سبقوه الى التعاطي مع الازمة. ولن تستطيع اسرائيل او سواها التدخل او تبرير أي عدوان اذا حافظت التداعيات الداخلية على حد أدنى من العقلانية والحكمة. لكن هذا يتطلب عاجلا إحداث نقلة نوعية في الخطاب السياسي، وانخراطا في الحوار على قاعدة الاحتكام للدولة وعدم اللجوء الى العنف واحترام الكرامات واعتماد موقف حكومي توافقي حق و – الأهم – الاستعداد والتعاون على قلب الصفحة للمضي الى معالجة قضايا الداخل، اصلاحا وتنمية. اذا كان التفاهم السعودي – السوري يمثل صمام أمان لعدم انزلاق البلد الى فتنة، واذا كانت ايران مواكبة لهذا التفاهم، فمن أضعف الايمان أن يبادر "حزب الله" للبدء بالنزول من أعلى شجرة التهديد والوعيد وأن يساهم في بلورة بيئة داخلية قادرة على احتواء تداعيات الاتهامات. فهو لن يستطيع المراهنة على حل خارجي من دون ن يكلف نفسه مساعدة هذا الحل داخليا.

 

تسريبات مثيرة لكن أين الأسرار؟

عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط

أمطرنا مرة أخرى موقع «ويكيليكس» بطن من الوثائق. هذه المرة أكثر إثارة من التسريبات الماضية، فالأولى كانت بلاغات عسكرية مملة، أما الجديدة فهي برقيات وزارة الخارجية وتقاريرها الدسمة جدا. وقد أمضيت أول من أمس أقرأها، كطفل في دكان للحلوى، متعة حقيقية. لكن بعد أن أنهيت يومي، والصحيح نفدت طاقتي، تساءلت: هل قرأت سرا مهما كشفت عنه الوثائق؟ لا، ليس بعد. لم تمر أمام عيني معلومة فاضحة كشفت عن عملية سرية، أو مؤامرة دبلوماسية، مع أنه ربما هناك الكثير منها، ولا موقف سياسي مخالف لما هو معروف مألوف لنا سلفا، لا شيء البتة. لا أحد يعمل مع إسرائيل، ولا أحد من خصوم إيران عمل لصالحها، ولا خصوم أميركا قدموا التنازلات لها. مع هذا تضمنت الوثائق الكثير من المعلومات الجديدة والمثيرة، وهناك فارق بين المعلومة الفاضحة والمعلومة الفضيحة. ففضح السر يختلف عن الفضيحة التي تسبب حرجا لأهلها، وكل الوثائق التي ظهرت حتى الآن محرجة. فالمواقف العربية ظهرت مطابقة لما نعرفه عنها من قبل، والوثائق أكدتها بصفة رسمية ليس إلا.

طبعا، لا بد أن أعترف أنه من المبكر أن أحسم رأيي ونحن في أول قطرة من الوثائق المسربة، وقد بقي بحر من آلاف المحاضر السرية والبرقيات التي لم نصل إليها، وسيستغرق شهورا نبش أكوام القش الوثائقية هذه.

وبدلا من التفتيش عن سر خطير، فإننا، معشر القراء، سنجد أن الوثائق كلها مهمة لنا، على الأقل هانحن نقرأ التاريخ قبل 30 عاما من موعده التقليدي عندما تفرج الخارجية الأميركية عن وثائقها، وهذا يعطيه معنى وقيمة سياسية مباشرة. أيضا نحن من خلالها نتعرف أكثر على لغة الحوار بلا ماكياج حتى في أصعب القضايا. عادة نرى الأبواب تغلق، ويجلس خارج المكاتب الرسمية المصورون، ولا نسمع سوى بيانات رسمية مقتضبة، أو تصريحات أميركية لا طعم ولا رائحة لها. الوثائق ستساعدنا على تعبئة الفراغات الكبيرة بالعودة إلى كل برقية وربطها بالحدث الذي عالجته. من أكوام الوثائق نستطيع أن نرسم صورة أوضح للنشاطات الدبلوماسية العربية والإقليمية والأميركية، ونتعرف عن قرب أكثر على الأشخاص الفاعلين، ونفهم أكثر طبيعة التوترات والمصالحات. فعليا، بالنسبة لي ولكل متابع، لم نعثر على مفاجآت، إنما أصبحنا بفضل التسريبات أكثر علما واقتناعا. فالذي قرأ وثيقة لقاء الرئيس السوري مع أعضاء مجلس الشيوخ شاهد الموقف السوري نفسه حول إيران والأمن والمفاوضات لكن بصياغة متكاملة. والأمر نفسه بالنسبة لمقابلة العاهل السعودي الملك عبد الله مع مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن حول موضوعات القلق من إيران وإشكالات الأمن في اليمن والاعتراف بوجود مشكلات مع الولايات المتحدة قال إنها موجودة لكنها «مشكلات لم تصل إلى العظم»، أي: قابلة للحل. وحتى في وثيقة رئيس الوزراء القطري الذي وصف السياسيين الإيرانيين بـ«الصعبين» جدا، مثلا يقحمون موضوعات لا علاقة لها أثناء مفاوضات حقل الغاز المشترك بين البلدين. الذين لا يعملون في وزارات الخارجية يقرأون السياسة على حقيقتها لا كما تعلن عبر البيانات الرسمية أو كما يدعيها بعض الصحافيين.

 

ويكيليكس انهيار الازدواجية

نبيل بومنصف/النهار

قد لا يكون مبالغة وغلواً في التقديرات ان اعتبرت "عاصفة ويكيليكس" بعد اسابيع قليلة الحدث الاول العالمي في السنة 2010 المشارفة نهايتها. وما يعنينا، نحن في لبنان، من هذه العاصفة لا يتصل فقط بالمشاهدة كأننا على قارعة الطريق بل ايضا لاننا على جاري عاداتنا وعادات الآخرين المجهولين والمعلومين حيالنا جربنا ظاهرة مماثلة مصغرة لهذه العاصفة قبل ان يذوق طعمها معظم العالم. فما اودى بأزمتنا الراهنة الى حد التضخيم الاستباقي لم يكن مستندا الا الى التسريبات المنهجية حول التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولا داعي للتبحر اكثر في ابراز نقاط المقارنة بين مفاعيل التسريبات في حدث عالمي وحدث لبناني.

من وحي هذا "التقاطع" في ذاكرة لبنانية بالكاد تلتقط انفاسها للالتفات الى ما احدثته "عاصفة ويكيليكس" وحتى سواها من الاحداث الدولية الاخرى، تبدو نقطة الاثارة القصوى في هذا الحدث غير المسبوق هي انه مزق شر تمزيق النظام العالمي للسرية الديبلوماسية الذي يضاهي بأهميته وخطورته نظام السرية العسكرية والاستخباراتية للدول. وبعد هذه العاصفة القضائية التي مدها "مجهولون" في الكواليس الاميركية بأضخم ارشيف للاسرار في العالم، بات هذا العالم مكشوفا وعاريا تماما من ورقة التين – حتى لو تبدى بعد حين ان هناك "مؤامرة" مدبرة من اميركا على اميركا وسواها من الدول ولا سيما منها الدول العربية والخليجية. بازاء ذلك، لنترك الامر الى "خبرائه" الدوليين، ونتساءل: امام هذا الانكشاف للديبلوماسية امام الصحافة الالكترونية التي اضحت وسيلة مرعبة مسلطة على المتلقي، حاكما كان أم محكوماً ووسيلة استخدام استخباراتي من الدرجة الاولى "الممتازة"، ماذا تعني عاصفة ويكيليكس بأبسط المعايير والمفاهيم الانسانية والشعبية العادية؟ انها ببساطة دليل على انهيار الازدواجية في السياسات على يد التكنولوجيا لا اكثر ولا اقل. قد تكون هذه العاصفة اضخم حدث تجسسي عرفه العالم القديم والحديث سواء بسواء. وقد تتكشف تباعا عن افدح الاضرار في النظام العالمي مع نصب الافخاخ للدول في مناصبة بعضها للبعض الآخر بمزيد من الازمات الدولية. ومع ذلك ترانا نتساءل في لبنان، امام مفاعيلها، ماذا لو انهارت عندنا حجب الاسرار عن الجميع وهوت اوراق التين عن سائر القوى المتحكمة بمصيرنا؟ ماذا لو انهارت الازدواجية القاتلة بشقها الاقليمي والداخلي التي استرهنت لبنان منذ عقود ولا تزال تسترهنه وتستتبعه بالدم والنار والسياسة سواء بسواء وتحجر عليه وطنا نصف مذبوح بصفة دائمة؟

لنتخيل عاصفة فضائحية لبنانية مماثلة وصافية لا مكان فيها للمؤامرات، بل فقط مجرد تعرية متجردة للاسرار منذ عام 1969 لا 1975 فحسب، اي منذ دُقّ المسمار الاول في هيكل الدولة، ولا ترانا نبالغ ان توقعنا يوماً سيأتي لتفجير هذا "المستودع الشيطاني" بحق. سيكون ذلك يوم محكمة المحاكم، بلا صفة دولية او محلية، لان حصيلته الافتراضية تعني رأساً انهيار الازدواجية والباطنية التي دمرت لبنان على يد الباطنيين الخارجيين وبالاستناد الى لعبة الموت التي اسلس القياد لها اللبنانيون المتعاقبون على منح كل خارج هذا الامتياز. ثم ان انهيار الازدواجية عن المشهد الداخلي نفسه سيكون هو بذاته الزلزال الذي لن تبقى معه وجوه وسطوات وهيبات ومهابات الا وتذهب الى اسوأ المصائر. ولعل "عدالة" كهذه هي اشبه بالديكتاتوريات الشمولية في احدى جوانبها لانها تزعزع ركائز واقع قائم من دون ضمان واقع افضل مكانه. وقد تكون اقرب الى ثورات تهديم وتقويض عارمة. لكن عاصفة ويكيليكس توفر في المقابل الانذار المبكر السريع للسياسات الهدامة في ازدواجيتها، حتى لو لم تكن دوافع هذه العاصفة في اي وجه من النوع "الاخلاقي" ولا كان هدفها اصلاح العالم حتماً بل زعزعة الكثير من انحائه.

 

لا قيامة للبنان بوجود سياسيين فاشلين

بقلم سمير نعوم سلامة     

(المدير العام السابق لوكالة "رويترز" في لبنان) 

النهار/ايها اللبنانيون الاصليون والصابرون، نخاطبكم بصدق واخلاص ونسألكم ونتساءل معكم: هل يستحق زعماؤنا السياسيون، باستثناء القلة منهم بالطبع، ان يحملوا شرف لقب زعيم ويحتلوا المكانة التي يدّعونها؟ هؤلاء يستحقون ان يطلق عليهم لقب زعماء قبائل من نوع خاص، وهذا ربما كثير عليهم، لما نشاهد ونسمع من مهاترات وسجالات ونكايات لا ترقى الى مستوى المسؤولية التي تحافظ على مرتكزات البلاد وتعمل على ترسيخ الثوابت الوطنية، مما ينعكس ايجابا على الجميع ويضفي جوا من التفاهم والتآخي والتعايش الكريم. اي نوع من الزعماء المقنعين هم اولئك الذين ينتظرون ان يأتيهم الحل والفرج من الخارج؟ لماذا علينا ان ننتظر ان يجتمع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد، او الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، او الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس الفنزولي هوغو تشافيز، او الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، او الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس، او حتى وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والايراني منوشهر متكي، وغيرهم، ليبحثوا في المشكلة اللبنانية ويقرروا نيابة عن الزعماء اللبنانيين ما عليهم ان يفعلوا. هل صار لبنان قاصرا وزعماؤه غير قادرين بانفسهم على حل مشاكله الداخلية المتفاقمة، وهم في حاجة دوما الى من يرعاهم ويرشدهم الى الطريق القويم؟ ماذا نتوقع من زعماء مرتهنين يعزفون على وتيرة واحدة عوجاء منذ سنين وينتظرون تعليمات اولياء امرهم من ملوك ورؤساء عرب واجانب عما يجب ان يفعلوا؟ هل يحتاج اللبنانيون الى من يحضهم على الحوار والتضامن؟ المؤسف ان اللبنانيين اعتادوا ان يأتيهم الترياق من خارج البلاد.

يبدو ان لبنان مصاب بمرض عضال، وبل كل شيء فيه مريض وشاذ: الهواء والماء والغذاء والطقس وحتى العديد من الزعماء السياسيين. اللهم نجِّ لبنان من هؤلاء المرضى. فلبنان في وضعه الحالي انحدر بشكل مأسوي الى مصاف الدول التي تجتاحها الاضطرابات المحلية والتفجيرات والاعمال الارهابية وعدم الاستقرار مثل قندهار وطورا بورا وبيشاور في افغانستان واليمن وباكستان وحتى العراق وغيرها من البلدان. ألا يخجل الزعماء الموتورون المعنيون من هبوط هذا البلد السرمدي ومعشوق العالم بأسره الى هذا الدرك من عدم الاستقرار السياسي الملبد بغيوم مخيفة؟ فمما لا شك فيه ان زعماءنا هؤلاء مصابون بداء العمى والصمم، اذ انهم لا يرون ولا يسمعون الانتقادات والتعليقات ولا يبالون بالاتهامات واللعنات من العيار الثقيل التي يوجهها اليهم هذا الشعب المعذب بسببهم والذي يعض على جرحه ويتحمل المآسي والفقر والعوز والذل. الا انهم في المقابل ثرثارون ويلجأون الى المظاهر الغشاشة والعنتريات المزعومة! فلا نسمع من هؤلاء سوى اتهامات متبادلة وسجالات عقيمة لا طائل فيها، بالاضافة الى تهديدات وانذارات بأن الوضع خطر وقابل للتفجير، وان هناك ازمة نظام وكيان واحتمال حدوث فتنة مذهبية ونشوب حرب اهلية.

لم يسبق ان شاهدنا في مسيرتنا الطويلة مثل هذا الانحطاط بالتخاطب السياسي والتدني الفظيع في مستوى الجدال على نحو مفضوح. فإن هؤلاء السياسيين المهرجين، وخصوصا الدخلاء منهم، يستعملون الفاظا مبتذلة تؤدي الى توتر الاجواء والاحتقان، وبالتالي الى عدم احترام الناس لهم بالتأكيد. ويبرز السؤال عن الاهتمام الكبير وغير المسبوق بلبنان، هذا البلد الصغير الشاغل الدنيا بأكملها، فلا يمكننا احصاء عدد الزوار والوافدين من ملوك وامراء ورؤساء جمهوريات ومسؤولين سياسيين كبار الذين يأتون الى لبنان للاطلاع على اوضاعه الداخلية المعقدة والغريبة من نوعها. فمن خلال تجاربنا وخبرتنا فانه من غير المؤكد ما اذا كان هذا الامر صحيا وفي مصلحة لبنان ام لا، اذ قد يكون هناك تضارب في الرؤية ونيات خبيثة بين الاطراف المختلفة، واحيانا يحصل تضارب في تقديم النصح او فرض حلول تكون بمثابة دواء غير ناجع. غير انه لفتنا للاسف الشديد ان الخطب المتشنجة اثرت اخيرا في الحجوزات المتوقعة في فنادق بيروت وغيرها خلال فترة عيد الاضحى، فهذا اكبر دليل على تأثير المشاكل الداخلية على السياح الاجانب وحتى على اللبنانيين المغتربين. فمن المسؤول، يا ترى، عن هكذا وضع؟ ومن يدفع الثمن سوى المؤسسات السياحية والفنادق وكل من يعمل في هذا الشأن فيما زعماؤنا الاثرياء والمتخمين غير مبالين بمثل هذه المأساة الوطنية الخطيرة ويعيشون في واد آخر؟ عدا ذلك، ان مثل هذه التوترات المحلية والاحداث المنكرة تعكس صورة الوضع غير المستقر في لبنان الذي يعاني الامرّين منذ زمن بعيد من جراء التطورات المتفاقمة.

ونود ان نتوجه الى الرئيس نبيه بري ليس بصفته رئيسا لحركة "امل" او انه في صفوف المعارضة، بل كرئيس لمجلس النواب اللبناني، السلطة التشريعية في البلاد، ان يقف الى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وبعض العقلاء والزعماء الاوفياء ورجال السياسة الحكماء كي يتخذوا القرارات الصائبة التي تعزز الديموقراطية وروح التضامن والالفة والمحبة بين مختلف الاطراف، وتثبت نهائيا العيش الكريم المشترك بين اللبنانيين. يجب ان نعرف ونعترف جميعا ان لبنان ليس لطائفة او فئة معينة، بل لكل الطوائف والمذاهب والمكونات اللبنانية على اختلافها. فلقد سئمنا سماع ما يقال انه لا يمكن لفئة معينة ان تسيطر وحدها على لبنان، وانه لا يمكن لفئة ايضا ان تلغي غيرها من الفئات او لديانة او مذهب ان يحكم البلد بمفرده. فان ترداد مثل هذا القول اصبح ممجوجا ولم يعد مقبولا البتة، بالاضافة الى انه معيب، كما انه من غير المحبذ تكرار الحديث عن التمسك بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ذلك ان هذا امر مثبت في الدستور ومتفق عليه بين اللبنانيين.

وهنا لا بد من الاشارة الى اللقاء المسيحي الذي انعقد في بكركي اخيرا انتهى الى قرع ناقوس التحذير من "ان لبنان، كيانا ونظاما ديموقراطيا (...) في خطر شديد. وقد لفتنا، ويا للأسف الشديد، تغيب بعض القادة السياسيين هذا العام عن المشاركة في الاستقبال التقليدي في قصر بعبدا لمناسبة عيد الاستقلال الـ 67 للبنان. انه لمن المؤسف حقا، بل من المعيب، في نظرنا، ان يتغيب هؤلاء اذا كانوا فعلا يعتبرون انفسهم من زعماء البلاد، عن مشاركة الرؤساء الثلاثة والشعب اللبناني بأسره في هذا الاحتفال الوطني الكبير، ايا تكن الظروف والاسباب والدوافع الشخصية، لان هذه المناسبة يجب ان تجمع كل اللبنانيين دون استثناء. كما يجب ان يلتف جميع المسؤولين السياسيين والقيادات الوطنية الروحية والزمنية حول رئيس البلاد ومساندته في توجيه السفينة وقيادتها الى شاطئ الامان والسلام والاستقرار.

ومن جهة اخرى، نعجب كيف ان البعض ينتقد الحكومة ويتهمها بالتقصير وبانها لم تحقق شيئا منذ تأليفها منذ حوالي السنة. والمضحك المبكي انهم هم في الواقع من يضع العراقيل في وجه حكومة الوحدة الوطنية التي يشاركون فيها بوزراء يمثلون كتلهم ويعطل عملها ربما عن قصد وقيامها بواجباتها لاقرار اي مشاريع مهمة واساسية تتعلق بالمواطنين وكذلك انجاز استحقاقات وطنية وتحقيق شؤون حياتية اساسية عدة.

 

الخالق والمخلوق وبينهما المواطن

بقلم البروفسور جورج أفتيموس/النهار

يتميز اللبناني بالايمان والتقوى ومحبة الخالق عز وجل. وقل من لا ينظر الى هذه الدنيا وما تحويه من انجازات رائعة الا وقال سبحان الخالق. ويتبين لنا اذا امعنا في ملاحظة ما يجري من حولنا ان الله قد خلق العالم وسيره وفق آلية دقيقة يؤدي اضطرابها الى اختلالات عظيمة. وهذا ينسحب على جسم الانسان الذي يتعرض من فينة الى فينة لاعتداءات معروفة الاسباب او غير معروفة تسبب المرض وربما الموت.

فاذا الحال هكذا، واذا كان اللبناني مؤمنا ومعجبا بابداعات الخالق، فالاحرى به ان يتبع بكل امانة ارشاداته توخيا للسلامة وسأبين في ما يلي من خلال اربعة امثلة كيف نصل بالبلاد الى حال التفكك والانهيار في حال مخالفة قوانين الرب.

1- في الحدود الدولية:

اذا اخذنا الخلية، وهي الوحدة الاساسية المكونة لجسم الانسان، فانها تدخل في دائرة الخطر الشديد والموت في حال واحدة هي تعرض جدارها الخارجي للتلف. وهذه الحال تذكرنا بحدود الدول التي لا يسعها العيش بأمان وتأمين سلامة المواطنين إلا اذا رسمت وحددت حدودها ودافعت عنها.

2-  في وسائل الدفاع:

يتمتع جسم الانسان بجهاز مناعة متطور يخضع لإمرة واحدة. وهذا الجهاز مراقب بدقة وكل اختلال في عمله يؤدي الى مضاعفات خطيرة، وهكذا نرى ان تفلّت هذا الجهاز من الرقابة المركزية يؤدي الى نشوء دفاعات قد لا تكون متجانسة في ما بينها وتصل الى امراض خطيرة ومزمنة ومستعصية، وهكذا هي حال الدول، فان ازدواجية السلاح وعدم الرضوخ لسلطة مركزية يؤدي الى مخاطر جمة وحال عدم استقرار وسقوط ضحايا بريئة كالنقيب سامر حنا.

3- في التأثيرات الخارجية:

تمثل الفيروسات خطرا شديداً على صحة الانسان وهي كائنات صغيرة جدا مصنوعة من ADN وARN ولا تملك سوى المعلومات عن كيفية تكاثرها من غير ان تكون لها القدرة على هذا التكاثر في غياب المواد الضرورية والانزيمات، لذلك فان هذه الفيروسات لا بد ان تدخل الخلية ونواتها وتعمد الى تحويل استقلاب الخلية واستتباعها بغية تكاثرها.

وهذا يذكرنا بالتأثيرات السياسية الخارجية الآتية من كل حدب وصوب، من الشرق ومن الغرب، التي تدخل ادمغة بعض حكامنا وسياسيينا وتدفعهم الى تغليب مصلحة الغريب على القريب.

4- في احترام القوانين:

عندما تتفلت الخلية من القوانين التي ترعى استقلابها وحياتها، تتحول خلية سرطانية تتكاثر وتشكل اوراما خبيثة تنشئ اوعيتها الدموية الخاصة وشبكة اتصالاتها وتجتاح الانسجة المجاورة وتبني ا نتقالات ورميّة في كل اعضاء الجسم.

في المقابل، اذا تفلت شخص او جماعة من القانون العام، وضرب عرض الحائط السلطة المركزية والقضاء تحت اعذار شتى، يصل البلد الى حال الانهيار والتفكك بعد ان تستنزف المجموعة العاصية الخيرات كلها وتلجأ الى غزوات ضد النسيج الوطني بكل اطيافه وتنشئ مستعمرات ومربعات امنية في كل المناطق.

إن التمعن في كل ما تقدم يدعونا الى اتباع سنة الله في خلقه. لذلك فأنني ادعو كل محبي ومريدي ومحازبي الله ان يقلعوا عن التكبر والاستكبار واحتكار الخالق عز وجل وليتقوا الله في عباده، اذ ان لا فضل لأي لبناني على آخر بالسلاح بل بالتقوى وطاعة الباري والعمل في سبيل تمتين الوحدة الوطنية.

 

المفتي قباني أبلغ البطريرك صفير عزمه إطلاق مبادرة لصوغ عهد بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية

النهار/أعلن مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عزمه اطلاق مبادرة "لصوغ عهد وميثاق بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية". وكان المفتي قباني اتصل امس بالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير مستنكراً "الاحداث المتكررة التي يتعرض لها المسيحيون في المنطقة العربية ويبتغي مفتعلوها ان يظهروا هذه الاحداث باسم الاسلام وان يوقعوا الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في اوطانهم". واكد ان هذه الجرائم "ليست من الاسلام في شيء، وان الاسلام والمسلمين براء منها ومن مرتكبيها، وإن الاسلام بقيمه واخلاقه ومبادئه ينهى عن اذية احد بسبب عقيدته وخصوصا اهل الكتاب". وشدد على "رفض المسلمين ان يمس المسيحيون بسوء لا في لبنان ولا في المنطقة العربية، ورفضهم ايضا هجرة المسيحيين من بلاد العرب بسبب اذية او مضايقة او اكراه ينسب الى الاسلام او المسلمين". وأطلع المفتي قباني البطريرك صفير على انه يعمل على انجاز اطلاق مبادرة "لصوغ عهد وميثاق بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية"، وذلك من خلال الاتصالات التي يجريها مع المراجع الدينية والروحية في لبنان والمنطقة العربية لعقد لقاء واسع للمراجع الدينية الاسلامية والمسيحية لتوقيع هذا العهد والميثاق "الذي يحقق اولا امانة العيش المشترك الصادق بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة، ويقطع الطريق ثانيا على كل محاولات ايقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين لتقويض العيش المشترك بينهم". من جهة اخرى، رحب المفتي بـ"الزيارة المهمة" التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لطهران و"بمفاعيل هذه الزيارة وسلسلة اللقاءات التي اجراها"، ورأى فيها "خطوة حكيمة اخرى في مسيرته على رأس حكومة الوحدة الوطنية لما من شأنه ان يعزز موقع لبنان استراتيجياً، ومع الدول الصديقة للبنان، وان يوحد الصفوف في المنطقة لجهة تعزيز الاستقرار فيها والتصدي للعدو الصهيوني في انتهاكاته وتعدياته ومطامعه  في القدس الشريف وفلسطين ولبنان وفي اراضي دول المنطقة وخيراتها". واشاد بالبيان الذي صدر في ختام الزيارة والاتفاقات الثنائية التي تخللتها، ودعا الجميع الى "التعاون في سبيل تثبيت نجاح نتائج هذه الزيارة"، مؤكدا "اهمية التواصل دائما بروح الاخوة والمحبة وبالكلمة الطيبة، الامر الذي من شأنه ان يوحد الصفوف ويحول دون وقوع الفتن".

 

"ملتزمون" أطلق حملة تواقيع مؤيّدة للمحكمة/لا لسيادة الخوف وزمن قانون الصمت

النهار/أطلق تجمع "ملتزمون" حملة تواقيع دعما للمحكمة الدولية "بهدف إبراز صوت المجتمع المدني المستقل والأكثرية الصامتة".

وفي رسالة رفعها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون عبر مكتبه الشخصي في بيروت، تمنى التجمع "القيام بكل ما يلزم لتأمين عمل المحكمة الخاصة بلبنان حتى تحقيق كل أهدافها". عقد تجمع "ملتزمون" مؤتمرا صحافيا امس في حضور النائب عمار حوري، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، سيرج أبو حلقة ممثلا النائب سامي الجميل، النقيب ميشال ليان، رئيس مصلحة الطلاب في حزب "القوات الللبنانية" المحامي شربل عيد، الأمين العام لـ"المجلس الوطني لثورة الأرز" طوني نيسي وممثلين للجامعة الثقافية في العالم. واستهل المنسق العام للتجمع نجيب زوين بـ "أن هاجسنا هو الوطن والمستقبل وهذا الأمر لا يتحقق في غياب العدالة، وفي ظل الحراك السياسي أردنا نحن المواطنين العاديين غير التابعين لأحزاب وتيارات سياسية إطلاق هذه الحملة دعما للمحكمة (...)".

وتلت رندة قاسم بيانا مما جاء فيه: "بئس زمن يسجن فيه شعب بكامله لأنه يسعى الى تطبيق العدالة وتحركنا هذا يأتي انحيازا الى جانب العدالة وصرخة مدوية في وجه الظلم وتعبيرا صادقا عما يختلج في صدر كل مواطن واعلانا صريحا عن تطلعات أكثرية صامتة تواقة الى العيش الحر الكريم في وطن آمن ومستقر يرعاه دستور وتحكمه قوانين (...)". وشددت على أن "هذه المبادرة تسعى الى إبراز صوت المجتمع المدني اللبناني المستقل وتهدف الى التأكيد أن المزاج الشعبي العام يؤيد مسار المحكمة لكونها الأمل لإحقاق العدالة والوسيلة المتاحة كي لا يفلت المجرمون من العقاب".

واكد البيان أن "العدالة تؤسس لإحلال السلام الحقيقي بينما تغييبها يمهد للحروب والفتن، وأن مقايضة الاستقرار بالعدالة أقصر الطرق الى التفريط بالاستقرار والعدالة معا".

ووزع التجمع نص رسالة وجهها الى الأمين العام للأمم المتحدة جاء فيها أن "المحكمة الخاصة بلبنان تتعرض لحملة اعلامية وسياسية منظمة ولكل أنواع الضغوط الداخلية والخارجية من أجل إلغائها"، لافتا الى أن "هذه الحملة تسهم في حماية المجرمين وهدفها مقايضة اللبنانيين وابتزازهم: إما أن ينسى اللبنانيون شهداءهم واما أن يصبح لبنان شهيدا. هؤلاء الذين يرفعون في وجهنا تهديداتهم اليومية يسعون الى إعادة اللبنانيين الى زمن سيادة الخوف وزمن قانون الصمت. وإزاء كل هذا إننا كمواطنين لبنانيين، مقيمين ومنتشرين في كل بقاع الأرض، لا ننشد إلا العدالة ولا نريد الا الحقيقة، وجلّ ما نسعى إليه هو مستقبل خال من الخوف والعنف وتأمين غد مشرق ومستقر لأبنائنا وأحفادنا (...). لذا فإن الشعب اللبناني في أغلبيته الساحقة يعتبر أنه مسؤول مباشرة عن مطلب معرفة الحقيقة وتطبيق العدالة"، مشددا على أن "تعطيل المحكمة إذا تحقق سيشكل عائقا هائلا في مسيرة نهوض الوطن وبناء الدولة السيدة، دولة الحق والقانون. وانتكاسة تاريخية لصدقية المجتمع الدولي وسابقة لا يمكن منظمة الأمم المتحدة أن تتحمل تبعاتها، لذا نطلب منكم الاستمرار في كل ما يلزم لتأمين عمل هذه المحكمة حتى تحقيق كل أهدافها". وشرحت ليا بارودي طريقة التوقيع عبر الموقع الالكتروني www.moultazimoun.org بثلاث لغات (العربية، الفرنسية والانكليزية). وبعد كلمات للنائب السابق فارس سعيد وعمار حوري أطلق الحاضرون حملة التواقيع.

 

قانون عراقي لحماية المسيحيين ومنع تغيير التركيبة السكانية للبلاد

أسامة مهدي من لندن/ايلاف

في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات العراقية سعيها لسنّ تشريع يحمي المسيحيين ويمنع تغيير التركيبة السكانية للعراق، بدأ ممثلون عن الأديان والمذاهب العراقية مؤتمرا في مدينة أربيل الشمالية عاصمة إقليم كردستان بهدف ترسيخ ثقافة التعايش السلمي ونبذ القتل باسم التفرقة الدينية.

بغداد: أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ان بلاده تعمل على تشريع قانون لحماية المسيحيين ومنع تغيير التركيبة السكانية للعراق الذي قال إنه بحاجة إلى خلق مؤسسات ديمقراطية تعنى بحقوق الإنسان ومحاربة الفساد من خلال تشكيل مفوضية مستقلة لحقوق الإنسان قريبا لارتباط هذا الموضوع باستقرار الوضع السياسي في البلاد، فيما بدأ ممثلون عن الأديان والمذاهب العراقية مؤتمرا في مدينة أربيل الشمالية عاصمة إقليم كردستان بهدف ترسيخ ثقافة التعايش السلمي ونبذ القتل باسم التفرقة الدينية.

وشدد النجيفي على أهمية نجاح الديمقراطية في العراق وقال:" إننا في بداية الطريق لتأسيس ديمقراطية حقيقية لأننا لانزال مثقلين بتركة الماضي ونحتاج إلى مساعدة الدول التي لها عراقة في الديمقراطية لكي نتجاوز كل العقبات الموجودة التي تعيق بناء الديمقراطية بشكل سريع". وأكد النجيفي وجود تدخلات إقليمية في العراق تحاول إبقاءه ضعيفا ولكنه أوضح أن هناك إرادة حقيقية لدى الشعب العراقي في خيار الديمقراطية". وأضاف النجيفي في تصريحات وزعها مكتبه عقب اجتماع مع السفير السويدي في بغداد اليوم وأرسلت نسخة منها إلى "إيلاف" أن هناك الكثير من المهام تنتظر مجلس النواب حتى يضع البلد على الطريق الصحيح في الإتجاه نحو الديمقراطية. وعبر عن الأمل في أن يدعم العالم الحر التوجهات الديمقراطية في العراق لبناء دولة حديثة. وعبر النجيفي عن القلق البالغ من أوضاع حقوق الأقليات في العراق خصوصا مايتعرض له المسيحيون من استهداف مكثف معتبرا أن وراءه أجندات سياسية داخلية وخارجية وقال " إننا نحاول أن نجعل للمسيحيين والأقليات وجودا مستمرا ومحميا بالقانون ضمن تشريعات وضوابط تمنع تغيير التركيبة السكانية في العراق".

وشدد بالقول "لا بد أن نتعاون جميعا لمنع هجرة المسيحيين خاصة أن هناك دعوات من العالم الغربي تطالبهم بالهجرة" .

وأكد النجيفي أن العراق بحاجة إلى خلق مؤسسات ديمقراطية تعنى بحقوق الإنسان ومحاربة الفساد موضحا "أن مسالة حقوق الإنسان تقلقنا في العراق وسوف نشرع قانونا للمفوضية المستقلة لحقوق الإنسان المذكورة في الدستور في وقت قريب لارتباط هذا الموضوع في الوضع الديمقراطي واستقرار الوضع السياسي في العراق".

من جانبه اكد السفير السويدي ضرورة بقاء المسيحيين في العراق كجزء مهم واساسي فيه  مشيرا الى ان بين السويد والعراق برنامج سيتضاعف العمل به في جانبين : الاول يتعلق بحقوق الانسان والديمقراطية والثاني بتطوير القطاع الخاص.

وقال "إننا نود نقل تجربة السويد في مجالات الشفافية والنظام المصرفي" .. موضحا "أن اهتمامنا بالعراق يأتي من وجود 2% من عدد السكان في السويد من العراقيين ونعمل بنشاط على إجراء زيارات لكافة أجزاء العراق" وأكد اهتمام السويد بإقامة افضل العلاقات مع العراق مشيرا إلى أنه على الرغم من الوقت الذي استغرقته عملية تشكيل الحكومة إلا أن المشجع هو انتخاب رئيس للجمهورية ورئاسة لمجلس النواب . وفي وقت سابق اليوم أكد الرئيس جلال طالباني أن استهداف المسيحيين في العراق هدفه إعطاء المبررات لمحاربة الإسلام وقال إن العراق الجديد خلق جوا من الوئام والتعايش بين الأديان والمذاهب وهناك اهتمام خاص بالأديان السماوية والقوانين تكفل الحريات الدينية والمذهبية.

وأشار خلال اجتماع مع الدكتور عبد الناصرالجبري رئيس كلية الدعوة الجامعية بلبنان الى أهمية التعايش السلمي بين المسلمين والأديان الأخرى في العراق وقال "إن المسيحيين في العراق هم الأبناء الاصليون وشاركوا في بناء حضارة هذا البلد وتوجد كنائس يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 سنة". وأوضح أن المسيحيين تعرضوا إلى القمع و الإضطهاد في الحقبة الماضية حيث هدم النظام السابق عشرات الكنائس في منطقة بهدينان في كردستان. وفيما يتعلق بالهجمات الإرهابية التي يتعرض لها المسيحيون قال "ان مآرب الإرهابين من وراء هذه الهجمات إعطاء المبررات والذرائع لمحاربة الإسلام لذا عقدنا العزم بتشجيع الإخوة المسيحيين على عدم ترك وطنهم واحتضنهم إقليم كردستان".

وأضاف أنّ "الهجوم على المسيحيين هو هجوم على الأديان السماوية والعراق والديمقراطية".

من جانبه شدد عبد الناصر الجبري على ضرورة التعايش بين الأديان قائلاً خلال تاريخ طويل عاش المسيحيزن معنا بكنائسهم المتعددة وحتى اليهود لم يجدوا الأمن إلا بين المسلميين والإسلام بريء من هذا الإرهاب والتخويف". وتتعرض مدينة الموصل الشمالية بشكل خاص لعمليات اغتيال للمسحيين كان آخرها اغتيال مجموعة مسلحة اليوم مواطنا مسيحيا بالقرب من محل عمله شرقي المدينة. وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم الخفيفة على المواطن المسيحي بالقرب من محل لبيع المواد الغذائية يعمل فيه بمنطقة القادسية الثانية شرقي الموصل ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. وأضاف أنه تم تسليم جثة المسيحي الذي يبلغ من العمر 26 عاما إلى مركز الطب العدلي.

كما تعرضت كنيسة سيدة النجاة الواقعة في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد نهاية الشهر الماضي إلى هجوم مجموعة مسلحة تمكنت من احتجاز عشرات الرهائن من المسيحيين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد مما أدى إلى مقتل وإصابة 125 شخصاً حيث تبنى تنظيم بدولة العراق الإسلامية المرتبط بالقاعدة الهجوم وهدد باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد. وخلال الأيام الأخيرة نزحت 40 عائلة مسيحية ، من مدينة الموصل إلى إقليم كردستان.

وقد انخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب عام 2003 من 1.5 مليون إلى نصف المليون بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد من المناطق وخاصة خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك إلى عمليات هجوم وقتل للمسيحيين.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمئة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947 وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية كما هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.

ويضم العراق أربعة طوائف مسيحية رئيسة هي الكلدانية أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية والطائفة اللاتينية الكاثوليكية والآشورية أتباع الكنيسة الشرقية إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.

مؤتمر لبحث التعايش الديني والتسامح الإجتماعي

بدأت في مدينة اربيل الشمالية عاصمة إقليم كردستان اليوم أعمال مؤتمر حول التعايش السلمي والتسامح الإجتماعي في العراق بمشاركة ممثلين عن الوقفين السني والشيعي ورئيس ديوان أوقاف المسيحيين وأيضا ممثلين عن الديانات الايزيدية والصابئة المندائية وعدد من الوزراء والشخصيات الدينية والحقوقية العراقية.

وفي كلمة له خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الذي يعقد تحت شعار "الأطياف العراقية مصادر للثروات الوطنية"، أكد رئيس وزراء اقليم كردستان برهم صالح أن التعايش السلمي المشترك وتثبيت حقوق جميع المكونات العراقية تعد أرضية ملائمة لمعالجة المشكلات التي يعانيها أبناء العراق حيث أن السلام هو الطريق الوحيد لتطور المجتمع العراقي.

وأشار إلى انه خلال الأعوام السابقة التي تلت عملية سقوط النظام السابق واجه العراق موجة عنف ارهابية حاولت إثارة الحرب الدينية والطائفية في البلاد "إلا أنه بجهود وتلاحم جميع أبناء الشعب العراقي تم منع تلك الخطط وعدم السماح بإثارة الحرب الداخلية في العراق".

وشدد صالح على ضرورة حماية حقوق جميع مكونات الشعب العراقي لا سيما أبناء الأقليات الدينية الذين يتم استهدافهم بشكل مستمر من قبل الجماعات المسلحة كما حدث في مدينتي بغداد والموصل ضد المسيحيين مؤخرا.

وأكد استعداد حكومة الإقليم لتقديم كل المساعدة والدعم الممكن لحماية المسيحيين.

وأضاف أن التعايش وضمان الحقوق هو السبيل الوحيد لمعالجة المشاكل والسلام وتقدم المجتمع وقال "إن التنوع والتعدد هو نعمة من الله على بلادنا وإن أراده المستبدون أن يتحول الى نقمة ومصدر للتناحر بين أبناء البلد الواحد". وأكد بالقول "واجبنا ونحن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلدنا أن نتمسك بمبدأ أساسي وهو أن التنوع والتعددية مصدر ثراء ومصدر قوة ومصدر تماسك لاتناحر بين أبناء الوطن الواحد".  وقال في الختام إن كردستان جزء من النظام الدستوري الإتحادي في العراق و"قوتنا تكمن في حماية النظام الدستوري اإتحادي في بغداد و في نهوض بغداد ودحر الإرهابيين والمتطرفين". ومن جانبها قالت وزيرة حقوق الإنسان العراقية وجدان ميخائيل إن الهدف من أعمال المؤتمر التي تستمر يومين هو "بعث رسالة إلى كل أطياف العالم بأن أطياف العراق مصدر ثرائه الوطني وجماله بذلك التنوع أما الريح الصفراء فلا تأخذ معها إلا الخبث ويبقى الخير والطيب ثابتا في الأرض.

 وأشارت إلى أن المؤتمر يؤكد "وحدتنا وألفتنا وتعايشنا السلمي وتفويت الفرصة على المتربصين لإستغلال الظروف ووضع الأوراق على الطاولة والتحدث بمنتهى الصراحة عن المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأقليات وعن الضمانات والحقوق لمختلف أبناء الشعوب التي نص عليها الدستور".  ودعت المؤتمرين إلى بحث ومناقشة مسألة التعايش المشترك والمصالحة الوطنية بشكل مفصل  وأن يتقبلوا آراء الأطراف المتعددة بسعة ورحابة صدر. وأضافت أن "عقد المؤتمر يعد توجيه رسالة للعالم أجمع مفاده أن المكونات العراقية مصادر وطنية وغنية وأن الوضع الأمني المتردي في العراق من شأنه أن يقوي علاقات الأخوة والتعايش المشترك بين أبناء جميع الأديان والمذاهب العراقية في أنحاء العراق كافة". ثم ألقى كل من رئيس ديوان الوقف السني أحمد السامرائي وممثل ديوان الوقف الشيعي علي الخطيب وممثل ديوان أوقاف المسيحيين عبد الله النوفلي  كلمات أكدت  ضرورة العمل المشترك من أجل الحفاظ على التلاحم بين أبناء الأديان والطوائف المتعايشة في العراق وضرورة تأدية رجال الدين المهام الملقاة على عاتقهم في تعميق وترسيخ ثقافة التعايش السلمي ونبذ القتل باسم التفرقة الدينية.

 

ميرزا رد على سؤال نبيل نقولا: فايز كرم اعترف بعمالته طوعا ونفى امام محاميه تعرضه لضغوط

يقال نت/اصدر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا إفادة ردا على السؤال النيابي المقدم من النائب نبيل نقولا في شأن ملابسات توقيف العميد المتقاعد فايز كرم.

وأبرز ما جاء في الإفادة أن شعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تعتبر حسب أحكام المادة 38 من قانون أصول المحاكمات الجزائية من القائمين بوظائف الضابطة العدلية تحت إشراف النائب العام لدى محكمة التمييز والنواب العامين والمحامين العامين.

واضافت الإفادة أن "ما قامت به شعبة المعلومات لجهة الإستقصاءات وجمع المعلومات والقيام بالتحريات الرامية إلى التأكد من قيام العميد المتقاعد فايز كرم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي لا يختلف في شيء عما قامت به قبل ذلك لجهة كشف وتوقيف 28 عميلا ومتعاملا مع العدو الإسرائيلي في فترة ستة عشر شهرا".

وأكدت الإفادة "أن استدعاء العميد كرم للاستجواب أمام شعبة المعلومات حصل مساء الثلثاء الواقع فيه الثالث من آب الفائت وختم محضر استجوابه يوم السبت بتاريخ السابع من الشهر المذكور نفسه، أي ضمن المهلة القانونية المنصوص عنها في المادة 47 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، وأن التمديد حصل بموافقة النائب العام لدى محكمة التمييز نظرا لخطورة الموضوع وبهدف الوقوف على كافة التفاصيل منذ الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحتى توقيفه في 3/8/2010، ثم أحيلت الأوراق إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية وصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحقه بتاريخ 11/8/2010 ثم توالت جلسات الاستجواب بحضور وكيله، بعدها أحيلت الأوراق إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الذي وضع مطالعته بالأساس بانتظار صدور القرار الظني عن قاضي التحقيق العسكري الأول".

وأوضحت إفادة القاضي ميرزا "أن تفتيش منزل العميد المتقاعد فايز كرم حصل بعد اعترافه الطوعي بعلاقته بالعدو الإسرائيلي، وبعد موافقة النائب العام لدى محكمة التمييز لضبط أي مواد جرمية لها علاقة باعترافه الصريح، طبقا لأحكام المادة 47 من قانون أصول المحاكمات الجزائية التي ترعى أصول التفتيش من قبل الضابطة العدلية في الجرائم غير المشهودة، ولا علاقة للمادتين 33 و43 من الأصول الجزائية المشار إليهما في السؤال النيابي، لأنهما تتعلقان بأصول التفتيش في الجرائم المشهودة".

ولفت القاضي ميرزا في إفادته إلى أن محامي العميد كرم "مارس حقوقه وحضر جلسة الإستجواب الأولى -أي أن المقابلة الأولى للمحامي بموكله العميد كرم حصلت بعد 8 أيام على التوقيف الإحتياطي وليس بعد 22 يوما من التوقيف كما ورد في باب الوقائع التي تضمنها السؤال- حيث نفى العميد كرم تعرضه لأي نوع من أنواع الضغط أو التهديد لدى استجوابه من قبل شعبة المعلومات، كما تقدم وكيله بطلب المواجهة وأجيب إلى طلبه فورا، وبشكل شبه يومي له ولأفراد عائلة العميد كرم، وأن ما يعانيه هذا الأخير من مشاكل صحية لم يكن سببها توقيفه بل إن معاناته لمشاكل في القلب سابقة لتاريخ التوقيف، مع الإشارة إلى أن شعبة المعلومات لم تقصر في القيام بواجباتها لجهة تقديم الرعاية الصحية للعميد كرم واستدعاء الأطباء الذين يختارهم هو ونقله إلى المستشفى الذي يحدده هؤلاء الأطباء".

وإذ سأل: "هل المراد القول -رغم ثبوت الإتهام- أن العميد كرم جرى توقيفه خلافا للقانون مثل غيره من العملاء ويتوجب إطلاق سراحهم حتى تستقيم الأمور وينتفي الخلل في علاقة شعبة المعلومات بالنيابات العامة"، ختم القاضي ميرزا: "ان قضية العميد المتقاعد فايز كرم لا تزال عالقة أمام قاضي التحقيق العسكري الأول، ومن المستغرب توجيه مثل هذا السؤال إلى الحكومة لتتولى الإجابة بدلا من مراجعة القضاء الصالح لتقديم الدفوع أو الطعون المنصوص عنها في قانون أصول المحاكمات الجزائية ليتولى البت بها أصولا".

 

"المؤتمر التأسيسي لحركة "التغيير الديموقراطي" انتخب مجلساً مركزياً وامانة عامــــــة

المركزية – عقدت الحركة الوطنية للتغيير الديموقراطي مؤتمرها التأسيسي فانتخبت مجلسا مركزيا 60 في المئة من اعضائه من المستقلين، وامانة عامة قوامها 32 عضوا نصفهم من الحزبيين والنصف الآخر من المستقلين. وفي معلومات "المركزية" ان الاحزاب المنضوية الى الحركة هي: منبر الوحدة الوطنية، حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، التنظيم الشعبي الناصري، حركة الشعب، الحزب الديموقراطي الشعبي، رابطة الشغيلة، وندوة العمل الوطني. وللمناسبة تحدث عضو الامانة العامة ظافر المقدم لـ "المركزية" فقال انها حالة ائتلافية تستند اساسا في تمايزها انها من خارج اطار الاصطفافات المذهبية والطائفية ولها موقف من الطبقة السياسية الحاكمة وتسعى الى التغيير الديموقراطي ويتلازم في منطلقاتها الدفاع عن السلم الاهلي والعيش المشترك ولقمة العيش في مواجهة الفساد وارساء مسار وطني يواجه الاستهدافات التي تطال الساحة الوطنية ومنها المشروع الصهيوني – الاميركي، لافتا الى ان الحركة هي حركة علمانية، لديها برنامج في موضوع التعبئة لمواجهة ما يحصل من فرز عامودي اجتماعي، ولديها اولويات في ما يعني القضايا المعيشية وبرنامج تحرك في كل المناطق اللبنانية تحت عنوان: الدفاع عن السلم الاهلي ولقمة العيش، وهي تعد لتنفيذ اعتصامات في كل المحافظات والمناطق ومنها الجنوب والنبطية، وتسعى الى تأطير كتلة شعبية غير ملحقة مذهبيا او طائفيا او مناطقيا. ولفت المقدم الى ان المرحلة المقبلة تحمل في طياتها الكثير من العوائق التي ستبقي لبنان في حالة انتظار من دون حل ومن دون انفجار واسع، والعدو الصهيوني على ما يبدو يستعد لعدوان جديد على لبنان. وعن نجاح الحركة يقول المقدم انه رهن سعينا وتماسكنا كإئتلاف من جهة ورهن تحولات على صعيد التجاذبات السياسية من جهة ثانية. احزابنا احزاب تأسيسية لثقافة المقاومة واي حدث يؤدي الى تهديد السلم الاهلي والى الفتنة سنواجهه ونقف ضده بكل الاشكال والاطر.