المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار السابع من كانون الأول/2010

البشارة كما دوّنها القديس متى الفصل 10/16-25/زمن الاضطهاد
ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا حذرين كالحيات، ودعاء كالحمام. وانتبهوا، لأن الناس سيسلمونكم إلى المحاكم، ويجلدونكم في المجامع، ويسوقونكم إلى الحكام والملوك من أجلي، لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب. فلا تهتموا حين يسلمونكم كيف أو بماذا تتكلمون، لأنكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به. فما أنتم المتكلمون، بل روح أبيكم السماوي يتكلم فيكم. سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويتمرد الأبناء على الآباء ويقتلونهم، ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. والذي يثبت إلى النهاية يخلص. وإذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا إلى غيرها. الحق أقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن إسرائيل كلها حتى يجيء ابن الإنسان. لا تلميذ أعظم من معلمه، ولا خادم أعظم من سيده. يكفي التلميذ أن يكون مثل معلمه والخادم مثل سيده. إذا كان رب البيت قيل له بعلزبول، فكيف أهل بيته؟

 

بلمار يرفض طلب السيد الكشف عن مستندات تابعة للمحكمة الدولية 

جدد المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار رفضه السماح لمسؤول أمني لبناني سابق، أوقف لفترة طويلة في قضية اغتيال رفيق الحريري، الاطلاع على مستندات لدى هذه المحكمة، بعدما اعتبر ان هذا الامر قد يمس "بالامن الوطني او الدولي". وقال بلمار، في مستند وزعه مكتبه وتلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه، انه يرفض طلب المدير العام السابق للأمن العام اللبناني جميل السيد لأن الكشف عن هذه المستندات "قد يكون له تأثير على الامن الوطني (اللبناني) او العالمي". وأوضح بلمار ان "تبادل وجهات النظر" بينه وبين "المدعي العام اللبناني (سعيد ميرزا) تبقى سرية بهدف حماية المصالح الامنية اللبنانية". المصدر : أ.ف.ب

 

كتلة "المستقبل": محاولة فرض قضية "شهود الزور" على اجتماعات الحكومة هو دعوة صريحة لمخالفة الدستور 

وكالات/  عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الدوري الأسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بداية ثمنت الكتلة الجولة الخارجية التي قام بها الرئيس سعد الحريري والنتائج التي اسفرت عنها لتعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والدول الشقيقة والصديقة.

واستعرضت الكتلة التطورات في لبنان وأصدرت بيانا تلاه النائب محمد قباني وفي ما يلي نصه:

أولاً: استعرضت الكتلة سلبيات ومخاطر استمرار مواقف بعض الأطراف السياسية على ما هي عليه بما يقيد ويعيق عمل المؤسسات الدستورية ويؤدي إلى تعطيلها.

وإزاء ذلك شددت الكتلة على النقاط التالية:

أ‌- إن المواقف المصرّة على ربط عمل المؤسسات الدستورية بمواقف سياسية تؤدي في المحصلة إلى تعطيل عملها، هي مسألة بالغة الخطورة تعيد تكرار ممارسات سبق أن أوقعت البلاد في تجربة بالغة السلبية، وهي تلحق الضرر بها وبصورة الدولة ومؤسساتها والثقة بها وبمصداقيتها. هذا بالإضافة لكونها تلحق ضرراً فادحاً بمصالح المواطنين الحياتية والمعيشية.

ب‌- إن استمرار اشتراط البعض وخاصة ما يتعلق بما يسمى "شهود الزور" ومحاولة فرضها على اجتماعات مجلس الوزراء هو دعوة صريحة لمخالفة الدستور والقوانين الواضحة. وهو من جهة أخرى تدخل في تحديد جدول أعمال مجلس الوزراء الذي هو بمثابة تعد على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء في تحديد جدول أعمال مجلس الوزراء وصلاحية رئيس الجمهورية في طرح المواضيع من خارج جدول الاعمال.

ج‌- تعتبر الكتلة أن الالتزام بمضمون تقرير وزير العدل في موضوع ما يسمى بشهود الزور والذي اقترح أحالة القضية للقضاء العادي، هو التوجه الصحيح، خاصة وان صلاحيات المجلس العدلي منصوص عنها في قانون أصول المحاكمات الجزائية الذي حدد حصرا القضايا القابلة للإحالة الى المجلس العدلي.

إن كتلة المستقبل ترى من الضروري وكذلك مصلحة البلاد تقضي بإقلاع هذه الأطراف عن سياسة التعطيل التي سبق أن تسببت بخسائر فادحة على أكثر من صعيد وستتسبب في حال استمرارها بخسائر كبيرة للمؤسسات ومصالح المواطنين والوطن وكذلك في انعكاسات اقتصادية بالغة الخطورة. هذا في الوقت الذي يجب أن تنصب فيه كل الجهود من أجل النأي بلبنان عن أي تداعيات اقتصادية ومالية يمكن أن تنجم عن الأوضاع المالية والاقتصادية العالمية غير المستقرة وعن التأثيرات السلبية الخطيرة لممارسات التعطيل المحلية. لذلك فإن الكتلة إذ تكرر دعوتها لعودة مجلس الوزراء وهيئة الحوار إلى الاجتماع واحترام البيان الوزاري، تحمل هذه الأطراف المسؤولية التي قد تنجم عن المواقف التعطيلية لمسيرة عمل الدولة.

ثانياً: إن الكارثة التي أصابت وتصيب لبنان من جراء اندلاع موجة الحرائق المدمرة تضع اللبنانيين على مختلف مستوياتهم الرسمية والشعبية والاجتماعية والأهلية أمام مسؤوليات وتحديات كبيرة. ومع أن التداعيات الحاصلة هي في جزء منها نتيجة التغيرات المناخية التي تصيب العالم اجمع ومنطقة الشرق الأوسط. إلاّ أن المسألة تتعلق في جزء آخر منها بنظرة اللبنانيين وتعاملهم مع بيئتهم ولاسيما في جهدهم لاستمرار لبنان أخضراً في محيطه العربي. كذلك أيضاً في دور الدولة ومؤسساتها في حماية واستمرار لبنان متميزاً في خضرته وبيئته.

ولذا فإن الأمر أصبح يتطلب بذل جهود كبيرة ومصممة تشارك فيها كل الأطراف لمواجهة هذه التداعيات وكذلك التحولات عبر وضع وتنفيذ خطة مسؤولة ومدروسة من خلال تعاون بنّاء وجاد بين الدولة ومؤسساتها من جهة والبلديات والمؤسسات الأهلية والشعبية والتعليمية من جهة أخرى لإحداث نقلة نوعية في تعامل اللبنانيين ومؤسساتهم العامة والأهلية والخاصة مع هذه المسألة المصيرية والحيوية بما يمكنهم من النجاح في مواجهة التغيرات الأساسية الحاصلة في طبيعة لبنان وبيئته.

وفي هذا المجال ترى الكتلة ايضا ضرورة تعزيز امكانات وقدرات الدفاع المدني بالآليات والتجهيزات وكذلك من خلال الإستعانة بالعناصر اللازمة وفقا للاصول القانونية المعتمدة.

ثالثاً: توقفت الكتلة أمام بعض الأحداث الأمنية المتفرقة التي شهدتها وتشهدها بعض المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، الى البقاع وبالأخص الاعتداء الذي طاول مكتب رئيس الكتلة دولة الرئيس فؤاد السنيورة في صيدا.

وقد اعتبرت الكتلة أن هذه الأحداث المتفرقة تثبت مرة أخرى أهمية دور وواجب ومسؤولية الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية للحفاظ على سلامة المواطنين والعمل على كشف المعتدين على الأمن وتحويلهم إلى القضاء لإنزال العقوبات القانونية بحقهم بما يردع كل من يحاول الإخلال بأمن المواطنين.

من جهة ثانية وفي آن معا أكدت الكتلة دعمها وثقتها الكاملة بالجيش والقوى الأمنية وهي تستنكر وتدين الحملة التخوينية التي تتعرض لها قوى الأمن الداخلي خاصة بعد أن نجحت في كشف العديد من شبكات العملاء. وتعتبر الكتلة أن محاولة البعض اختلاق وتلفيق معطيات كاذبة وبعيدة عن الواقع لن تفيد بشيء، ولن تغير شيئا بضرورة دعم الجيش والقوى الأمنية وتهنئها على ما انجزته.

رابعاً: مع قرب حلول ذكرى اغتيال النائب الشهيد جبران تويني واللواء الشهيد فرنسوا الحاج توجهت الكتلة من ذوي الشهداء ومن اللبنانيين عموما بالتأكيد على استمرارها مع كل الشرفاء في السير على نهج لبنان الواحد الموحد الذي آمنا به في وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، لبنان العربي الحر السيد المستقل، في كيان نهائي لجميع ابنائه حيث المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في نظام ديمقراطي يحترم الحريات السياسية والإقتصادية. في هذه المناسبة تؤكد الكتلة على تمسكها بالحقيقة والعدالة حماية لمستقبل الحياة السياسية في لبنان.

خامساً: اعربت الكتلة عن قلقها بشأن وضعية مطار رفيق الحريري الدولي وسلامة الطيران المدني في ضوء استقالة مدير عام الطيران المدني الدكتور حمدي شوق المشهود له بالكفاءة والخبرة. وقد كلفت الكتلة رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية الأستاذ محمد قباني ومجموعة من النواب لمتابعة هذا الموضوع مع رئيس مجلس الوزراء.

سادساً: لمناسبة رأس السنة الهجرية تتوجه الكتلة إلى اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصا بالتهنئة على أمل أن تكون هذه المناسبة منطلق خير وبركة على كل اللبنانيين والمسلمين في أقطار العالم.

 

فتفت: لم نعد قادرين على تحمّل كلام جنبلاط.. ونرفض أن يفرض أحد على الحريري جدول أعمال

لبنان الآن/أكّد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "دور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ينص على أن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء ولكن إذا أراد الطرف الآخر أن لا يستجيب سيطير النصاب وبالتالي لن تعقد الجلسة". وقال: "نحن نرفض رفضاً باتاً أن يفرض أحد على رئيس الحكومة جدول أعمال معيّن فهذا حق دستوري له وإعتداء على صلاحياته خصوصاً أنهم يريدون أيضاً أن يفرضوا عليه قراراً معيناً بذراعهم العسكرية وإلا يعطلون البلد"، منبهاً إلى أن "البلد مقسوم عامودياً اليوم في ملف ملتبس جداً ولا وجود له في المعنى القضائي والأخطر من كل هذا أن لبنان هو الرهينة".

فتفت، وفي حديث له إلى قناة "أخبار المستقبل"، رأى أن "قرار وزير الداخلية زياد بارود في فرض عقوبة على المدير العام لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي يعبر عن موقف سياسي يسعى عبره لإرضاء طرف سياسي يهاجم ريفي". وأعرب عن تمنيه بأن "يتخذ خطوات لتصحيح ما فعله"، منبهاً إلى أن "إستهداف قوى الأمن غايته التغطية على أمور خطرة".

وعن هجوم رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط على رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، قال فتفت: "تفاجأت بما قاله جنبلاط عن الرئيس السنيورة إذ أنه يعرف شخصية السنيورة وأخلاقياته ويعرف أن لا خبرة ميليشياوية له في إلقاء المتفجرات على مكتبه وليس هو من يرتكب هذه الممارسة". وأضاف: "شعرت أنني أسمع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وليس حنبلاط". وإعتبر فتفت أن "جنبلاط بات عليه للأسف أن يقدّم فحص دم يومي يظهر فيها ولاءه وأن يقدم كل يوم فاتورة تثبت ولاءه للناس وهو بات ينطبق عليه مثل فرنسي يقول أن المؤمنين الجدد أكثر الناس تطرفاً". وسأل: "لا أدري لماذا هو مضطر لأن يذهب بعيداً هكذا في إثبات ولائه؟" مضيفاً: "لم نعد قادرين على السكوت إذ أن "كلام اليوم فيه إهانة كبيرة للرئيس السنيورة وإهانة لمرحلة كان جنبلاط جزءاً كبيراً منها ومن أجل وليد جنبلاط نحن لم نعد قادرين على تحمل كلامه". وعما إذا كان الأسبوع الحالي حاسماً بالنسبة إلى القرار الظني، أكّد فتفت أن "لا أحد لديه معلومة دقيقة حول القرار الظني ومتى سيصدر وهناك إستعداد لكل ما يمكن أن يحدث". وعن اللقاء بين الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال فتفت: "من جهتنا في كل يوم كنا مستعدين للحوار. وأعتقد أن الطرفين لا يريدون للقاء لمجرد اللقاء خصوصاً أن اللقاء السابق خلق بلبلة لدى الطرفين وكلامه الذي نقله عن الحريري كان مجتزأ ولم يكن الكلام دقيقاً وهذا خلق انعدام ثقة جديد". وأضاف: "اليوم يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو الأقدر في اللعبة السياسية اللبنانية على لعب هذا الدور، أن يبني شيء من الثقة لتقريب وجهات النظر بين الحريري ونصرالله ولكن لا معلومات عن لقاء قريب". وعما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد نقاشاً حول تعديل صلاحيات الرئاسات، قال فتفت: "موضوع بحث الصلاحيات هو أمر دقيق جداً وستدخل فيه موازين قوى واذا فتح لن نعرف إلى أين سنصل".

 

أحمد الحريري: منفتحون على الحوار ولكن لا نرضى أن يضع لنا "حزب الله" أجندة شروط للقاء الحريري بنصرالله

لبنان الآن/أكد أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري أن "لا تطور جديد في إمكان عقد لقاء قريب بين رئيس الوزراء سعد الحريري وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله"، قائلاً "نحن منفتحون على الحوار، ولكن عندما يضع لنا "حزب الله" أجندة شروط لعقد مثل هذا اللقاء فلن نرضى، وإذا ذهبنا، فسنذهب إلى اللقاء بقناعاتنا، ولا يجوز أن ينقل إلينا جدول الأعمال عبر نشرات الأخبار أو صفحات الجرائد بل يجب أن يحدد بالتوافق بين الطرفين".

الحريري، وفي حديث الى صحيفة "سيدر نيوز" الصادرة في نيويورك، ينشر يوم الأربعاء، استغرب "الحملة التي شنّت على الرئيس الحريري لقيامه بجولة على دول الجوار بهدف تحصين مناعة لبنان تجاه أي اعتداء إسرائيلي محتمل، في وقت يقوم الآخرون بإطلالات إعلامية ويثيرون أعصاب الناس ويتحدثون في كل إطلالة عن معطى جديد وصولاً إلى بحرب النجوم الجديدة، أي موضوع الاتصلات"، مشدداً على أنّه "لا يمكن حفظ الاستقرار باستخدام لغة التهديد والوعيد، ونحن لن نرضخ لهذه اللغة ونقطة على السطر".

وإذ سأل الحريري "هل يريدون أن ينزلوا إلى الشارع؟"، قال "فلينزلوا أهلاً وسهلاً، أما نحن فباقون في بيوتنا ولن ننزل لملاقاتهم هناك لأننا لا نريد العودة إلى الحرب، وإذا أرادوا أن يحتلّوا البلد فليتفضلوا، ولكن فليأخذوا العبرة مما جرى في غزة حيث سيطرت "حماس" على القطاع وطردت "فتح"، فهل أفادوا القضية الفلسطينية بما فعلوه؟". وأشار الحريري إلى أن "المعنيين بالمشاورات السعودية – السورية - الفرنسية يؤكدون أن ليس هناك من تسوية بل طرح أفكار، وأنه من دون الإرادة اللبنانية لن تكون هناك تسوية"، مستبعداً "الوصول إلى تسوية ما على قاعدة لا غالب ولا مغلوب".

ورداً على سؤال عن استعداد الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل"، في حال اتّهام عناصر من "حزب الله" بالجريمة، أجاب الحريري: "إن كانت عناصر منضبطة أو غير منضبطة فلسنا نحن من يقرر هذا الأمر بل المحكمة، وهذا في حال ورد أي من هذا المضمون في القرار الاتهامي، ولكن يجب أن لا نبقى محشورين في زاوية أن "حزب الله" أو عناصر منه سيتهمون، وعندما يصدر القرار الظني نفاجأ بأن مضمونه مغاير تماماً"، مضيفاً "إن موقفنا يرتبط بالمعطيات التي سيوردها القرار الظني، أما أن تكون عناصر منضبطة أو غير منضبطة وما هي الأسماء ومن له علاقة بالاغتيال والسيناريوهات، وكل هذا الكلام لا يفيد في كشف الحقيقة، بل هو تشويش هدفه الإساءة إلى المحكمة الدولية وإلى العدالة والهروب مرة أخرى من كشف حقيقة اغتيال سياسي حصل في وضح النهار". وفي هذا الاطار، نفى الحريري "صحة التقارير الصحافية التي أوردت أن أركان الحكم في لبنان تبلغوا بقرب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية"، مؤكداً أن "لا أحد يعرف متى سيصدر القرار الظني فعلياً، وقد حوّلت وسائل الإعلام نفسها إلى ميشال حايك"، لافتاً إلى أن "القرار الظني موجود في يد رجل واحد هو القاضي دانيال بلمار الذي سيقوم بعد إعداد القرار بتحويله إلى رئيس المحكمة الذي بدوره يملك سلطة تقرير إصدار القرار الاتهامي أو ردّه إلى بلمار لعدم كفاية الأدلة".

وتعليقاً على التقرير الذي بثّته إحدى محطات التلفزة وتضمن تسجيلات صوتية من داخل غرف التحقيق الدولي، قال الحريري: "إن أياً كان بإمكانه أن يزوّر صوت أي شاهد ويبثّه، وكل هذا يأتي في سياق محاولة تعطيل المحكمة". من جهة أخرى، أعلن الحريري أن "رئيس الحكومة سيدعو مجلس الوزراء إلى الانعقاد قريباً، وذلك على الرغم من أن المواقف من مسألة شهود الزور لم تتغيّر"، معتبراً أن "المساعي التي يبذلها الرئيس ميشال سليمان سوف تثمر في العودة إلى طاولة الحوار". وتعليقاً على الإجراء التأديبي الذي اتّخذه وزير الداخلية زياد بارود بحقّ مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رأى الحريري أنه "لا يجوز أن نتبع سياسة الكيل بمكيالين"، مذكراً بأنه "بعد ما جرى من اقتحام لحرم المطار لدى استقبال جميل السيد اعتبر وزير الداخلية أن شيئاً مما حصل هناك لا يؤثر على الأمن القومي". وإذ تساءل الحريري "لماذا لا يخرج "حزب الله" إلى العلن ويتحدث في موضوع العمالة؟ لماذا هو مختبئ؟"، داعياً قيادة الحزب إلى "التحدث عن ملف العمالة بمجمله، وبخاصة في موضوع عمالة العميد فايز كرم التي يعرف تفاصيلها جيداً".

 

تعيين موظف عوني فاسد بطرق ملتوية في كلية الإعلام يتسبب بتعليق الدروس... والإضراب مستمر 

طارق نجم/الإرهاب الذي يلقاه ولا يزال العديد من الطلاب في الجامعة اللبنانية في فروعها الأولى على أيدي الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، يبدو أنه يتهدد بالعدوى في الفروع الأخرى للجامعة. ولكن يبدو أن التيار البرتقالي في الفروع الثانية كان أجبن من أن يهدد ويتوعد من تلقاء نفسه، وعلى غرار زعيمه القائد السابق للجيش ميشال عون، فقد استعان البرتقاليون بخبرات حلفائهم من الحزب الأصفر في مجال الترهيب لمحاولة الضغط على موظفة في كلية الإعلام للإستقالة من اجل تمرير تعيين موظف محسوب على التيار العوني مكانها. تهديد بالسلاح للسيدة ابي طايع كي تستقيل...وأرقام سيارة الـAUDI اتضح انها مزورة

الحكاية بدأت في أخطر فصولها يوم 15 تشرين الثاني على الطريق الذي يصل منزل السيدة لورا أبي طايع، أمينة سر كلية الإعلام والتوثيق– الفرع الثاني، حين تمّ تهديدها من قبل شابين اعترضاها وطالبا منها الإستقالة الفورية من وظيفتها تحت تهديد السلاح وإلا فالموت سيكون نصيبها.

ومن خلال اتصال أجريناه مع السيدة لور ابي طايع، أعادت لنا رواية فصول الحادثة كما روتها لوسائل الإعلام وأضافت أنها "بعد ان سجلت رقم السيارة الـAUDI التي خرج منها الشابان اللذان هدداها بلهجة جنوبية، وقدمته للقوى الأمنية، ليتبين نتيجة التحقيقات أن هذا الرقم هو مزوّر وليس للسيارة المذكورة".

السيدة ابي طايع التي تشغل حالياً منصب رئيسة قسم المحاسبة في كلية الإعلام، وهو منصب يعتبر أدنى من المنصب السابق الذي كانت تشغله كأمينة سر لكلية الإعلام، وهي التي امضت أكثر من 21 عاماً في الجامعة اللبنانية، أشارت في حديثها غلى "أن قرار إستقالتها من الوظيفة جاء بالدرجة الأولى على أثر هذا التهديد التي تلقته لأنها خشيت على نفسها وعلى عائلتها... خصوصاً ان الأمر لا يستأهل كل هذه التهديدات وأن منصبي لا يعتبر هاماً لدرجة اللجوء للتهديد بالقتل... وهذا ما فاجأني للغاية لأنها هذا الفعل هو سابقة بحدّ ذاته".

الإضراب مستمر للأسبوع الثاني... والموظف العوني صاحب سجل حافل بالفساد والسرقة واطلاق النار

الهيئة الطلابية في كلية الإعلام أعلنت منذ الخميس الماضي وقف الدروس في الجامعة وقد أمتنع على أثر ذلك طلاب الكلّية عن الدخول الى صفوف التدريس، مما أدى إلى شلل الكلية بإنتظار أن تبت مسألة تعيين الموظف البديل عن السيدة أبي طايع.

وتقول مصادر الهيئة الطلابية في كلية الإعلام - الفرع الثاني أن "الموظف الجديد الذي حلّ مكان السيدة أبي طايع ويدعى انطون الخوري حرب هو صاحب ملف طويل في الفساد والخروج على القانون. وأولى المآخذ على حرب هو كون هذا الموظف قد تم طرده من الكلية في السابق وبالتحدي في العام 2002 من خلال مجلس تأديبي بعد أن ثبت بالدليل القاطع أنه عمد إلى سرقة Hard Disk أحد الكومبيوترات والذي يحتوي على معلومات عن جميع الطلاب المسجلين والخريجين من أجل تمريرها للتيار الوطني الحرّ".

وتابعت تلك المصادر: "كما عمد المدعو انطون الخوري حرب خلال انتخابات عام 2005 إلى إطلاق النار على الناس في ساحة ساسين في قلب الأشرفية، وهذا وارد على سجله العدلي. ومن المعلوم عنه أن لا ينتقل من مكان الى آخر من دون مسدسه الذي لا يفارقه أبداً وأنه مسؤول قيادي معروف في التيار العوني. فهل يجوز لشخص مشابه لهذا النموذج من البشر أن يكون موظفاً في الكلية خصوصاً أنه يملك مواقف حزبية مسبقة وأحقاد دفينة تجاه السواد الأعظم من الطلاب الذي يؤيدون رؤية سياسية مغايرة له؟"

التعيين تدخل فيه نواب عونيون والمطالب تصر عل نظافة الكف... والقرار النهائي في يد وزير التربية

وختمت تلك المصادر بالتأكيد على أن إعتراضها ليس على الإنتماء السياسي للموظفين ولا على الإستقالة التي تقدمت بها السيدة أبي طايع من منصبها بل يرتكز على أمرين إثنين "رغبتنا ان يكون الموظفون من أصحاب الأيدي النظيفة واللذي يتحلون بالموضوعية والنزاهة وحسن الأخلاق والبعيدين عن الفساد. والأمر الثاني هو حرصنا على عدم انتهاج اسلوب التهديد والطرق الإرهابية للضغط علينا وعلى الموظفين لأننا إذا لم نقف الآن في وجه هذه الأساليب الملتوية فمنسوب التهديدات من شأنه أن يرتفع ويصل إلى ما هو أسوأ من ذلك".

من حيث القانون فإنّ تعيين امين سر أي كلية يخضع لقرار مشترك بين رئيس الجامعة اللبنانية د. زهير شكر (المحسوب على الرئيس نبيه بري) وبين عميد كلية الإعلام د. جورج كلاس (المقرب من التيار العوني). وتسعى الهيئة الطلابية كلية الإعلام لمقابلة رئيس الجامعة اللبنانية من دون جدوى لعرض المشكلة ومناقشتها معه منعاً لإستفحالها، بعد ان فشلت جميع محاولات إدارة الكلية لثني الطلاب عن قرارهم بالإضراب والعودة بهم الى صفوف الدراسة من خلال الإتصال بهم هاتفياًً. ولدى التدقيق بأرقام الهواتف التي استعملت للتواصل مع الطلاب تبيّن أنها تعود للمكتب الطلابي التابع للتيار الوطني الحرّ. وبحسب المعلومات التي وردت، فإن عضوي كتلة التغيير والإصلاح النائبين آلان عون وابراهيم كنعان قد تدخلا شخصياً على أعلى المستويات وقاما بالتوسط لدى رئيس الجامعة اللبنانية في سبيل تعيين طوني الخوري حرب. وتعتبر الهيئة الطلابية أنّ الأمر الآن بات في يدّ وزير التربية الدكتور حسن منيمنة للبت فيه بشكل نهائي. المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

رحمة السماء تنهي كابوس الحرائق بعد عجز أهل الارض

نهارنت/أمطرت فجراً فأخمدت الحرائق، إذن وبعد طول انتظار وصلت الامطار الى لبنان وأخمدت عشرات الحرائق بعد العجز الكلي عن السيطرة على نيران المشتعلة في غير منطقة لبنانية، وهكذا خلف الدخان المشهد الاسود والواقع المأساوي وتظهر عن كارثة طبيعية حولت كل ما هو أخضر الى رماد. واشتعل لبنان أمس الاحد من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، بفعل 120 حريقاً واصلت التهام ما تبقى من أخضره، وسط إمكانيات متواضعة على صعيد التجهيزات، ما دفع عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني و"فوج إطفاء بيروت"، وقوى الأمن الداخلي، الى التعويض عنها بالبسالة الفردية، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.  ومن بين 120 حريقاً بقي الحريق المندلع في أحراج فتري ومعيان في قضاء جبيل، هو الأكبر، تضاف اليه الحرائق التي اشتعلت في مثلث بعبدا - وادي شحرور - بطشاي، وفي أحراج وادي الست في قضاء بعبدا، ووادي عين الخربة – إقليم الخروب، وفي أحراج الضنية، وخراج بلدتي حلبا والشيخ طابا، وفي الشهابية ودبعال والمحمودية، وفي بلدة الظهيرة الحدودية في قضاء صور. كما شبت حرائق جنوبا في خراج بلدة بكاسين - قضاء جزين، ميفدون، تول، النبطية، الصرفند، البياض، وبستات. وشمالا في الحويش، والقبيات. والواقع ان كارثة "المحرقة" الجوالة اخترقت بقوة واقع الدولة المعطلة تحت وطأة الازمة السياسية، فأعلن أركانها ما يشبه حال الطوارئ البيئية، ولو من دون مجلس وزراء يجتمع او تنسيق مباشر بين المعنيين. وقد أحصى وزير الداخلية زياد بارود 120 حريقا شبت امس الاحد منها أربعة حرائق كبيرة، استعصى اخمادها على الطوافات.  وأوضح بارود لصحيفة "النهار" ان المشكلة تتفاقم مع حلول الليل اذ لا طوافات يمكنها العمل ليلا ولا طرق لتصل آليات الدفاع المدني. وقال عن كارثة فتري ان الطبيعة الوعرة والمسافة الحرجية الكبيرة مع غياب هطول الامطار جعلت الحرائق تشب وتتمدد. وأضاف: "نحن نعمل باللحم الحي... وأنا موعود بالمساعدات منذ سنتين ونصف سنة انما لم يحصل شيء. والطوافات الثلاث ليست قادرة على اخماد هذا العدد من الحرائق".

وقبل عودته المرتقبة اليوم الى بيروت بعد زيارته الرسمية الاحد لسلطنة عمان، دعا رئيس الحكومة سعد الحريري الى اجتماع طارئ بعد ظهر اليوم في السرايا يضم الوزارات والادارات المعنية بمكافحة الحرائق ووضع آلية طوارئ للسيطرة عليها قبل تفاقمها. وكان هذا الموضوع قد شغل الحريري خلال زيارته لمسقط، فأجرى سلسلة اتصالات من أبرزها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين طالبا دعم الاردن لجهود لبنان في مكافحة الحرائق، كما اتصل للغاية نفسها بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وتلقى وعدا من الجانبين بارسال طوافات اليوم للمساهمة في اخماد النيران. كما أجرى سلسلة اتصالات مع الوزير بارود للاطلاع منه على سير مكافحة الحرائق وأطلعه على الاتصالات التي أجراهاا لطلب المساعدة الخارجية.

وأفاد الديوان الملكي الاردني مساء ان الملك عبدالله الثاني أمر بارسال ما يلزم من معدات لمساعدة لبنان على اخماد الحرائق، وذلك بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من الرئيس الحريري اشار فيه الى "حاجة لبنان للمساعدة في اخماد هذه الحرائق". وأوضح ان "هذه المعدات ستصل الى لبنان مساء الاحد للبدء بالمساهمة في جهود الاطفاء".

وأعربت الاوساط المعنية بجهود مكافحة الحرائق لـ"النهار" عن مخاوفها من اتساع نطاق الكارثة اذا لم تتساقط الامطار فجر اليوم كما توقعت مصلحة الارصاد الجوية. وقالت ان هناك الكثير من الحرائق، كحريق فتري وحريق وادي شحرور وحرائق مماثلة في عكار والجنوب، ظلت نيرانها ملتهبة حتى ساعة متقدمة ليلا، منذرة بالتمدد نحو مناطق مأهولة وسط عجز عن حصرها واخمادها. وأشارت الى ان بعض هذه المناطق كفتري شهدت نزوحا لعدد من أهاليها بعدما تسببت الحرائق بحالات اغماء كثيرة وأضرار مباشرة من جراء الدخان والروائح. أما عن احصاء الاضرار البيئية، فقالت ان الامر يبدو صعبا جدا قبل اخماد الحرائق والقيام بمسح شامل، وهو ما ينتظر الشروع فيه بعد اجتماع السرايا اليوم برئاسة الرئيس الحريري.

وقد تفقد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بدوره منطقة فتري ظهر الاحد واطلع على حجم الحرائق، مبديا أسفه "لأن التجاذبات السياسية تؤخر كل الانجازات التي يجب ان نقوم بها". وقال: "نرى الحريق وصل الى بيوت الناس الذين لا دخل لهم بالسياسة لذلك يجب ان نعرف أن لبنان يفقد لونه الاخضر ويجب ان ننكب على درس خطط حقيقية لا ارتجالية لاطفاء الحرائق".

 

ريفي أكد لفيلتمان تورط سوريا وإيران بالاغتيالات و بعلم حزب الله

بيروت اوبزارفر/كشفت صحيفة "دايلي ستار"، عن وثيقة أميركية قال كاتبا التقرير إنهما اطّلعا عليها حصرياً، تتضمن كلاماً نقله السفير الأميركي الأسبق في بيروت جيفري فيلتمان، عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. وبحسب الصحيفة التي لم تأتِ على ذكر موقع "ويكيليكس" ولم تنسب وثائقها إليه، فإن ريفي قال عام 2006 لمسؤولين أميركيين إن ع. م. غملوش متورط في جريمتي اغتيال الصحافي سمير قصير والأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. وتنقل الوثيقة عن ريفي قوله إن محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة في أيلول 2006 أتت بعد نجاح فرع المعلومات في تحديد مشتبه فيه بجرائم الاغتيال. يضيف ريفي إن غملوش انتقل إلى سوريا بعد تنفيذ الجرائم، حيث يعيش اليوم "بحماية النظام السوري". ويقول ريفي إن ثمة ترابطاً بين عدد من جرائم العنف السياسي التي وقعت منذ عام 2004، وخلال عام 2005. وفي الإطار ذاته، ينقل فيلتمان عن ريفي تأكيده "أن تورط سوريا وإيران هو حقيقة"، مشيراً إلى أن حزب الله كان على علم ببعض الجرائم قبل حصولها. وكتب فيلتمان يقول: "لم يتهم ريفي حزب الله مباشرةً بالجرائم، إلا أنه يرى أن تورط شخص شيعي متطرف بالجريمة يعني أن حزب الله كان على الأقل يعلم بالخطة". كذلك كشفت "دايلي ستار" وجود وثيقة أخرى مؤرخة يوم 6 تموز 2007، ينقل فيها فيلتمان عن وزير العدل الأسبق شارل رزق قوله إنه يسعى إلى إطالة أمد توقيف الضباط الأربعة، "لأن إطلاق سراحهم سيكون له أثر الصدمة على قوى 14 آذار". كذلك يذكر فيلتمان في الوثيقة أن رزق طلب منه "إبلاغ الأمم المتحدة بسرية تامة أسماء القضاة الأربعة الذين تفضل الحكومة اللبنانية أن يجري اختيارهم"، من بين لائحة باثني عشر اسماً سبق أن قدمتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

 

إسمع يا دانيال بلمار: تحقيقك وشهودك ولبنان... تحت الخطر  

فارس خشّان

قناة "نيو.تي.في" التلفزيونية، تعتبر من المنظومة الإعلامية اللبنانية الموالية لـ"حزب الله" ويمكن إدراجها في خانة المنظومة المعارضة لقوى الرابع عشر من آذار عموما ولـ"تيار المستقبل" خصوصا. هذا التوصيف "السياسي" لا يهدف مطلقا الى الحكم لهذه الوسيلة الإعلامية أو عليها، بل منطلقه هو السؤال عن دور "حزب الله" و"أصدقائه" في التسريبات المنسوبة الى المحكمة الخاصة بلبنان عموما، ومكتب المدعي العام دانيال بلمار، خصوصا. في الأيام القليلة الماضية، تولّت "نيو.تي.في" "أخطر" عملية تسريب على الإطلاق، بحيث بثت مقتطفات من تسجيلات بين محققين تابعين لمكتب دانيال بلمار وبين عدد من "شهود الحق العام". ومن يُدقق بما جرى بثه، في سياق تحقيق كبير، يكتشف أنه أتى من خارج السياق العام للتقرير، وهو هدف ظاهريا الى الإيحاء بأن المعلومات التي تشكك بما يُحكى عن دور لكوادر في "حزب الله" بجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري مسندة الى معطيات ثابتة، ومصدرها مؤكد، كمصدر التسجيلات التي جرى بثها.

ولكن، لبعض المعنيين بهذه التسجيلات رأي آخر، من المفترض أخذه بالإعتبار، ذلك أن هذا البعض يعتبر أن "الرسالة" وصلت، ومفادها أن كل ما جرى النطق به في الإفادات المعطاة للتحقيق، بات متوافرا لدى "حزب الله" و"أصدقائه"، وتاليا اصبح الجميع "تحت سقف الخطر". وبالفعل، فقد أعطت "الرسالة" مفاعيلها، بحيث كانت ردة الفعل الأولى ضد مكتب دانيال بلمار "الضعيف والمخترق"، ولمصلحة حزب الله "القوي" و"القادر على اختراق أسوار مكاتب محصنة بالسرية". ويقول عدد ممن أذهلتهم هذه التسريبات المسجلة: "يبدو دانيال بلمار عاجزا عن حماية تحقيقاته، فكيف تراه يملك الأهلية الكافية لحماية شهود الحق العام، في محاكم دولية علمتها التجربة المديدة أن شرط نجاحها لا يتوافر إلا بحماية الشهود؟!"

ويشير هؤلاء الى أن معيار التعاطي مع مكتب دانيال بلمار، بعد بث التسجيلات والإقرار بوجود كم كبير منها لدى "نيو.تي.في"، سيتحدد، في ضوء طريقة تعاطيه، مع "آفة التسريب"، خصوصا بعدما اتضح أن "حزب الله" هو الذي يتولاها، لإخافة الشهود هنا، ولإسقاط صدقية المحكمة هناك، مما يجذب الضحايا الى التعاطف مع مطلب وضع حد لوجود المحكمة.

ويعتبر هؤلاء أن ردة فعل دانيال بلمار على تقرير "سي.بي.سي"- بحيث أدان تعريض حياة بعض الاشخاص للخطر، بفعل ذكر أسمائهم في قائمة "الشهود" أو "المشتبه بهم"- يفترض أن تُنتج ردة فعل أقوى بكثير حيال تسريبات "نيو.تي.في"، بحيث يحرك ملاحقات، داخلية وخارجية، تُثبت أن مكتبه حريص على "أهل الحقيقة"، من طغيان كشف الشهود، وتعريض حياتهم للخطر. إلاّ انه على الرغم من كل ذلك، فإن تسريبات "نيو.تي.في" عموما والتسجيلات خصوصا، بيّنت جملة حقائق لا بد من التعامل معها، كما هي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

اولاً، إن كل التسريبات والروايات المتعلقة بالتحقيق منذ "لوفيغارو"، مرورا بـ"دير شبيغل" وصولا الى "سي.بي.سي"، إنما ارادها "حزب الله" لتهشيم التحقيق وصدقية المحكمة.

ثانياً، إن طريقة تعاطي المحكمة عموما ودانيال بلمار خصوصا مع هذه التسريبات، أثبتت بأنها بحاجة إلى إعادة نظر، لأن تحقيقه كما شهوده اصبحوا تحت الخطر، وتاليا من المفترض به فتح تحقيقات، لمعرفة هوية المسربين الخطرة، بعد جولة على أولئك الذين استقالوا من المحكمة أو أقيلوا منها.

ثالثاً، إن سياسة المحكمة الإعلامية بحاجة هي الأخرى لإعادة نظر، لأن "الخوف" هنا و"التوجس" هناك، و"التنظير"في كل مكان ، أثبتت أن المحكمة باتت أبوابها مفتوحة للهادفين الى ضربها في حين إبتعد عنها كليا من عملوا جاهدين لإنشائها، وتاليا أصبحت المحكمة "مطاردة" وغاب "المدافعون" عنها.

رابعاً، إن سلوكية المحكمة الخاصة بلبنان، جعلت كل لبنان تحت الخطر، لأنها كانت كفيلة على مدى سنوات بإضعاف الضحية وتقوية خصومهم الذين هم في آن خصوم وجوديين للمحكمة، ومن شأن الإستمرار بالسلوكية المعتمدة أن يُنتج تسوية سياسية عمودها الفقري هو وضع حد لهذه المحكمة.

وفي مطلق الأحوال، ثمة ثابتة يفتقدها وعي المحكمة الخاصة بلبنان: العدل هيبة!

المصدر :  يقال.نت

 

البطريرك صفير استقبل السفيرة الكندية ومستشاري سليمان والمر الخازن :غبطته يدعو الى تحصين الوضع الحكومي ويعتبر القرار الاتهامي امتحانا

نجل طارق عزيز: تمنيت عليه بذل الجهد للمساعدة في إطلاق سراح والدي

وطنية - 6/12/2010 - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة غبطته حيث تداولنا في الأوضاع الداخلية التي تقض مضاجع اللبنانيين وتقلق هناءة عيشهم، سواء على وقع ما سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو عن النوازل الطبيعية التي تحرق غاباتنا وتكبدنا خسائر طبيعية في المزروعات والبيئة. وقد اعتبر غبطته ان ما حدث من حرائق كثيرة ما كانت لتحدث في عز لهب الصيف وهو لأمر مستغرب، ويستدعي من السلطات انتباها للثروة الحرجية التي دقت أبواب الآمنين في بيوتهم، غير ان مسارعة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الداخلية زياد بارود الى معاينة الحريق الذي شب في فتري أدت الى استنفار كل الطاقات من جيش ودفاع مدني لمحاصرةالنار بكل الوسائل المتاحة والى تعميم ذلك في وادي شحرور وبكاسين ومواقع أخرى".

أضاف:" من هنا كان التركيز مع غبطته على أهمية الأولويات المعيشية والخدماتية مع حلول فصل الشتاء واحتمال نشوء أزمة شح رغم ذلك".

وتابع: "كما تطرقنا الى احتمال صدور القرار الإتهامي الذي اعتبره غبطته مناسبة لامتحان اللبنانيين لمواجهة تداعياته إذا ما تعرض لتحميل مسؤولية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأي فرد أو جهة لبنانية، وضرورة تحصين الوضع الحكومي ليكون على مستوى معالجة أي خلل يحدث قبل حدوثه".

وقال الخازن: "اعتبر غبطته ان تغييب المسؤولين عن تحمل مسؤولياتهم في مثل هذه الظروف يضع البلاد في مهب الفراغ والخروق الخطرة التي لا مصلحة لأحد في وقوعها. من هنا أريد أن أؤكد ان الوضع دقيق جدا ومحفوف بالمخاطر التي لا يمكن تجنبها إلا بالتضامن والإستعداد لمواجهتها لأن اللبنانيين مستهدفون جميعا إذا ما صحت تنبؤات التسريبات".

"الكتائب"

والتقى صفير النائب الأول لرئيس حزب "الكتائب اللبنانية" شاكر عون يرافقه منسق العلاقات السياسية في الحزب ميشال الخوري اللذين وجها لغبطته دعوة للمشاركة في اليوبيل ال75 لتأسيس الحزب الذي سيقام عند الخامسة من بعد ظهر يوم 18 كانون الأول 2010 في فوروم دو بيروت.

عزيز بعد ذلك، استقبل البطريرك صفير زياد عزيز نجل نائب الرئيس العراقي السابق طارق عزيز، في حضور رفيق ابي يونس حيث تم عرض لأوضاع المسيحيين في العراق وما يعانون من تهجير قسري خصوصا بعد الإعتداء على كنيسة سيدة النجاة.

وأشار عزيز الى انه اطلع البطريرك على "الظروف المأساوية التي يعيشها والدي طارق في الأسر، وتمنيت على غبطته أن يبذل الجهد الذي يراه مناسبا للمساعدة على إطلاق سراح والدي ولا سيما ان وضعه الصحي متدهور جدا ولا يحتمل البقاء في الإعتقال".

الخوري

والتقى غبطته المستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري، الذي اكتفى بالقول "أجرينا جولة أفق حول كافة المواضيع المطروحة على الساحة".

سفيرة كندا

وعرض البطريرك صفير العلاقات الثنائية بين لبنان وكندا خلال استقباله سفيرة كندا في بيروت هيلاري شايلدز-آدامز.

الشويري

واستقبل ظهرا، المستشار الإعلامي لنائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر الزميل ميشال الشويري الذي أطلعه على "حقيقة ملف ما يسمى بمشاعات المتين والخلفيات السياسية لتحرك البعض من أهالي البلدة". وسلمه نسخة عن المؤتمر الصحافي للنائب المر، أمس، وفيه خلاصة حكم مجلس شورى الدولة في هذا الموضوع والصادر بتاريخ 1998 والذي يؤكد شرعية تحديد نطاق بلدية بتغرين.

 

تمثيلنا لمئات السنين

حازم صاغيّة/لبنان الآن

في استقباله رئيس الحكومة اللبنانيّة سعد الحريري، رأى المرجع الإيرانيّ الأعلى آية الله علي خامنئي أنّ المقاومة في لبنان باقية ما دامت إسرائيل قائمة وموجودة. بديهيٌّ أنّ هذه مسألة يُفترض باللبنانيّين تقريرها، لكنْ لا بأس إذ غدت النيابة عن اللبنانيّين والحقّ في تمثيلهم رياضة شائعة. بيد أنّ ما يجعل القول أصعب على الاحتمال، وعلى الهضم، أنّ إزالة إسرائيل ليست بالأمر الذي يُحسم في سنة أو سنتين. فتبعاً لخامنئي نفسه، وبحسب جملته التالية على الجملة المذكورة، نراه يضيف أنّ الدولة العبريّة قد تحتلّ بيروت، بل قد تحتلّ طرابلس أيضاً. نضع جانباً التهافت المنطقيّ الذي يشير إليه رصف العبارتين في تصريح واحد، لنلاحظ أنّ ما يقوله خامنئي هو التالي: ينبغي أن تبقى المقاومة حتّى إزالة دولةٍ هي اليوم في تمام قدرتها على التوسّع. أي أنّنا سنقاوم طويلاً لتحويل إسرائيل من دولة قادرة على التوسّع إلى دولة ذات قدرات دفاعيّة، فإذا وُفّقنا في إنجاز هذا الغرض أكملنا المقاومة بهدف إكمال إزالة تلك الدولة. ما يدعونا إليه المرشد الأعلى، إذاً، هو مشروع يمتدّ على عشرات السنين، إن لم يكن على مئاتها، وهذا، كما سبق القول، إذا ما حالفنا التوفيق في المهمّتين المتلاحقتين. ولأنّ كلام المرشد الأعلى ليس من طينة الكلام الخفيف الذي عهدناه في الرئيس الإيرانيّ محمود أحمدي نجاد، ولأنّ الكلام الراجح والموزون هو أصلاً بعض ما يحمل المرجع لأن يتبوّأ مرجعيّته، بات من الواجب علينا أن نعامل ذاك الكلام على نحو مغاير. بيد أنّ التعامل بجدّ يعني أنّ خامنئي يدعونا إلى تدمير بلدنا على نحو لا نهوض بعده ولا من ينهضون. صحيح أنّ الزعماء التوتاليتاريّين وأشباه التوتاليتاريّين يستسهلون الحديث عن مئات السنين كما لو أنّهم يتحدّثون عن وجبة عشائهم. هكذا كان في وسع هتلر أن يعد ببناء "رايخ الألف عام"، وفي وسع ستالين أن يبشّر بتسريع قيام "المجتمع الشيوعيّ"، وفي وسع صدّام حسين أن يلوّح باستعادة مجد الامبراطوريّات العربيّة والإسلاميّة القديمة.

والنيابة عن التاريخ مسألة نظريّة يمكن أن يتصدّى لها المؤرّخون والباحثون وأن يسفّهوها ويسخروا منها. أمّا النيابة عنّا، نحن البشر، فأمرٌ متروك لنا، نحن البشر، أن نتصدّى له بجدّ كامل ومن دون سخرية.

 

جعجع رداً على وزير الخارجية السوري: لبنان دولة سيدة وحرة ومستقلة بكل ما للكلمة من معنى 

وكالات/رد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع على كلام نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بأن سوريا لن تعود الى لبنان، مطمئناً المقداد بأن الأصح ان لبنان هو الذي لن يعود الى سوريا وان كلامه ليس بمحله، مشدداً على ان الحريق في لبنان لن يحصل بسبب وعي القيادات اللبنانية ووجود الحد الأدنى من الدولة.

جعجع، وفي حديث لإذاعة "لبنان الحر"، سأل: "هل مطروح ان تعود سوريا الى لبنان؟"، وقال: "لبنان دولة سيدة وحرة ومستقلة بكل ما للكلمة من معنى، وإذا حصل ظرف معين منذ 30 عاماً وفي غفلة من الزمن ودخل الجيش السوري الى لبنان، فهذا لا يعني ان هذا الأمر وارد أن يتكرر في أي وقت من الأوقات في الحاضر أو في المستقبل".

وبما يتعلق بأن الحريق سيحصل في لبنان، علق الدكتور جعجع بالقول: "لا، فنحن بخلاف رأي السيد المقداد، الحريق لن يحصل في لبنان، انطلاقاً من وعي القيادات اللبنانية على مختلف انتماءاتها ومختلف صراعاتها السياسية، ووجود الحد الأدنى من الدولة اللبنانية ممثلاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وبقيادة الجيش الحالية والقوى الأمنية الأخرى المصممين على تحمل مسؤولياتهم وبوجود هذين العاملين، فالحريق لن يحصل في لبنان والخلافات ستبقى ولو انها خلافات عميقة، ستبقى في الأطر السياسية والديمقراطية".

وعن اتهام الرئيس بري لفريق 14 آذار بتعطيل مجلس الوزراء، قال جعجع: "كل شيء مقبول من الرئيس بري"، ورد على اتهامه مؤكداً ان من يعطل مجلس الوزراء هو فريق 8 آذار. وعن التصويت داخل مجلس الوزراء على ملف ما يسمى بـ"شهود الزور"، شدد جعجع على ان التصويت حصل، بمعنى ان رئيسي الجمهورية والحكومة سوياً لديهم الأكثرية الساحقة من الوزراء، أي لديهم 17 صوتاً داخل مجلس الوزراء، وكلاهما عبرا عن موقفهما بوضوح، وإذا كانوا يعبرون عن موقفهم بهذه الطريقة فهذا لا يعني اننا لم نصوت، فعندما يقولان ان موقفهما هو بعدم تحويل موضوع ما يسميه الفريق الآخر بـ"شهود الزور" الى المجلس العدلي، لمنع إدخال البلد في دوامة صراعات أقسى من الدوامة الموجودة في الوقت الحاضر وهذا رأيهما. وتابع جعجع: "القيمان على اجتماعات مجلس الوزراء ووضع جدول الأعمال وتمرير بند أو عدم تمريره هما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وبالتالي أخذنا موقفاً كأكثرية ولكن الفريق الآخر لا يريد القبول بالنتيجة ويريدون ان يجبرون الناس على التصويت لهم وإلا لن يأتوا الى مجلس الوزراء، او انهم يأتون ولكن يمنعونه من العمل وهذا المنطق غير مقبول". وسأل جعجع: "ألم يبت ملف "شهود الزور عندما أعلن رئيسا الجمهورية والحكومة عدم طرحه؟"، متوقعاً عقد جلسة لمجلس الوزراء في هذا الأسبوع. وأضاف: "الإتصالات السورية – السعودية أعطت ما يمكن أن تعطيه، وبالأخص من خلال زيارة الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد الى لبنان، ولا شيء أكثر من ذلك في الوقت الحاضر".

وسأل جعجع: "لماذا سيحصل تفلت أمني بعد صدور القرار الظني؟ ومن سيقوم بهذا التفلت الأمني؟". واضاف: "إذا كان 14 آذار يقول انه ضد الإنتقام وضد أي ردات فعل، ولا يقبل لأحد ان يخالف القوانين، ولا يقبل أي مس بالسلم الأهلي والهدوء السلام في لبنان، فمن سيقوم بالإهتزاز الأمني؟"، معتبراً هذا الكلام في إطار التهديد والتهويل ليس إلا.

وختم جعجع بالتأكيد ان لا شروط معينة للتسوية، وجل ما نريده ان تكون الحياة السياسية في لبنان طبيعية، وأن تعمل المؤسسات الدستورية وتجتمع وتتخذ القرارات وتهتم بأمور المواطنين، فلبنان تعرض لمئات الحرائق في الأسبوع الماضي ومجلس الوزراء لا يجتمع لأن الحكومة لم تبت بمسألة اخترعها الفريق الآخر وهي "شهود الزور".

 

سامي الجميّل: من يهدد بالسلاح هو من يهدد أمن لبنان وليس من مفاضلة بين العدالة والأمن

المصدر الشرق /أكد النائب الشيخ سامي الجميّل في حديث للشرق، في دارة الجميل، بكفيا، أن مَن يتوعّد باستخدام السلاح، هو مَن يهدّد بضرب الأمن في لبنان، رافضاً معادلة المفاضلة بين العدالة والأمن، لأن استقرار لبنان لن يتحقق إلاّ بالعدالة والأمن، مشيراً إلى أن لديه الثقة الكاملة في الجيش اللبناني في بسط سلطته، لمنع أي خلل أمني ولاخضاع الجميع تحت لواء القانون، على أن أي تلكّؤ من قبل الدولة والجيش يجرّنا إلى ما لا تحمد عقباه، فإذا «ضربت الدولة بيد من حديد»، لن يكون هناك ما يثير المخاوف، وإلا فسيدفع جميعنا الثمن، كما جرى في العام 1975، حيث دمّر لبنان.

وأشار إلى أن كل طرف حرّ في أن يعبّر عن رأيه، لذا يحق له أن يرفض سلاح حزب الله، وأي سلاح سوى الجيش اللبناني، لافتاً إلى أن الحوار هو الأساس لايجاد الحلول، وأن حزب الكتائب فاتحاً يده للجميع، كما أنه صلة الوصل بين التيار الوطني الحرّ وتيار المردة والقوات اللبنانية، لكن لديه مبادئ وثوابت يحاسب عليها إذا قام بتغييرها، مشدداً على أن الحلول الخارجية، تبقى حلولاً موقتة وغير جذرية و«معلّبة»، لأنها ليست قائمة على الحوار الجدّي، الداخلي، بل على توزيع الحصص، قائلاً: «سكتونا بالحصص».

وقال الجميّل ان ملف شهود الزور غير موجود، لأنه لا يمكن أن يجري التحقيق معهم، وليست هناك من حقيقة، نقيّم على أساسها إذا كان الشاهد، شاهد حق أم زور، فيجب أن يفتح هذا الملف بعد صدور القرار الظني، أو الحكم النهائي للمحكمة الدولية، وكل ما يدور في وسائل الاعلام هو لضرب صدقية المحكمة.

وعن قوى 14 آذار، قال ان الامور لم تسوّ بعد مع الامانة العامة، «بعدنا محلّنا»، وذلك لأن لدى حزب الكتائب مطالب اصلاحات على الصعيدين السياسي والتنظيمي، منها غياب التشاور السياسي، «فكل واحد فاتحها عحسابه»، ومنها تحفظ الحزب على الأداء السياسي لهذه القوى.

وأوضح عن زيارة الرئيس الشيخ امين الجميّل إلى ايران، انها مازالت في اطار الدعوة، ولم تتحدّد بعد، مؤكداً الاستعداد للحوار مع الجميع، سواء ايران او حزب الله، مع الاشارة الى ان موقف حزب الكتائب ورئيسه من المحكمة الدولية، امر واضح امام الجميع، وسيبقى الحزب ساعياً إلى تقريب وجهات النظر.

ونفى زيارته لسورية، موضحاً ان الحوار الجدّي يكون في الداخل اللبناني، ولا يعنيه زيارة سورية او مصر او السعودية او ايران اذا لم يكن هناك حوار داخلي «اذا ما منحكي مع بعض، ما حدا بحلّلنا مشاكلنا». وعن جريمة اغتيال شقيقه الشهيد بيار، قال بصراحة، ان ليس لديهم معلومات، وهم في انتظار ما سيصدر عن المحكمة الدولية، مشيراً إلى ان بيار باق في قلوب وعقول كل اللبنانيين، وبالأخص الكتائبيين. ولفت الجميّل إلى ان خطابه ليس عنيفاً، انما صريحاً، بحيث انه لم يجرح احداً يوماً، ولم يهدد احداً، ولم يلجأ إلى الخطاب التخويني، والذي يرفض الآخر، بل هو مستعد دوماً إلى مدّ اليد. وقال عن العلاقة الملتبسة مع اسرائيل، «نحنا منفتح ملف غيرنا، وغيرنا بيفتح ملف غيره وما منعود نخلص..» فإذا أقيمت طاولة لتقييم الحرب اللبنانية من اجل المصارحة والمصالحة، «فالحزب على استعداد، وإلاّ ليس هناك ما يخجلهم في ما فعلوه سابقاً». وعن علاقاته، ذكر أن علاقته جيدة جداً بالرئيس سعد الحريري، او الرئيس نبيه بري، فيصرّ على ابقاء الحوار معه، في حين ان علاقته استراتيجية مع د. سمير جعجع والاختلاف السياسي يبرز مع العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط، لكنه اكد ان الحوار يبقى قائماً، خصوصاً مع صديقه العزيز تيمور، مشيراً الى ان الرئيس امين الجميّل، هو رئيسه ورئيس حزب الكتائب، والارزة الصامدة على رأس الحزب.

 

سعيد: أي مصالحة لن تغير صورة القاتل والمقتول 

وكالات/رأى منسق الأمانة العامة في قوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، في حديث لـ"الأنباء الكويتية"، ان "التفاهم السعودي ـ السوري لم يشهد اي تقدم على مستوى الأزمة اللبنانية لحلحلتها، وأن لبنان لم يتلق حتى الساعة أي إشارات أو كلام رسمي سواء من الجانب السعودي أو من الجانب السوري يؤكد وجود مساع جدية لصياغة تسوية بين الفرقاء اللبنانيين على قاعدة احتواء الأزمة"، معتبرا ان "اسباب عدم التقدم على المستوى المذكور تعود الى التضارب في الرؤية بين الجانبين السعودي والسوري حول مجمل الملفات في المنطقة، بالتوازي مع تمسك فريق 8 آذار بمواقفه السلبية حيال القرار الاتهامي وما يسمى بملف شهود الزور". ولفت الى ان "القرار الاتهامي لن يصدر خلال الايام القليلة المقبلة، كما يحاول "حزب الله" تسويقه بهدف ممارسة الحزب المزيد من الضغوطات على الرئيس سعد الحريري لانتزاع موقف منه ينتقد فيه القرار الاتهامي قبل صدوره"، مؤكدا ان "حزب الله" عاجز عن القيام بأي أعمال عسكرية ضد الداخل اللبناني وبالتالي محاولاته إخافة الآخرين قد سقطت، وذلك باعتراف "حزب الله" نفسه من خلال تعامله مع القرار الاتهامي على أنه أمر واقع". واعتبر انطلاقا مما تقدم ان "ما يسعى اليه "حزب الله" لم يعد إسقاط المحكمة الدولية إنما تحويل القرار الاتهامي الى خطوة تأسيسية للمصالحة بين الفرقاء اللبنانيين على قاعدة التسوية، وذلك حفاظا على صورته كحزب مقاوم ذي قدسية إلهية"، مشيرا في المقابل الى ان "المصالحة او التسوية وإن أبرمت بين الفرقاء اللبنانيين لن تؤول الى انتزاع صورة القاتل والمقتول من أذهان المواطنين". 

 

خبراء: قرار إسرائيل بالانسحاب من الغجر يربك لبنان في حال تنفيذه 

يرى خبراء أن الانسحاب الإسرائيلي من شمال بلدة الغجر على الحدود مع لبنان، في حال تنفيذه، سيربك السلطات اللبنانية، التي لم تعلق حتى الآن رسميًا على الإعلان الإسرائيلي، وقد لا ترى فيه نصرًا دبلوماسيًا كما كان متوقعًا. وإذا كانت الأزمة السياسية التي تحول دون التئام مجلس الوزراء اللبناني منذ أكثر من شهر هي السبب المعلن لعدم اتخاذ موقف رسمي علني من الموضوع حتى الآن، فإن الإشكالية الحقيقية في مسألة الانسحاب الإسرائيلي من الغجر تكمن في واقع البلدة الجغرافي والاجتماعي.

ويقول تيمور غوكسيل الناطق سابقا باسم القوات الدولية في الجنوب والأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية إن "سكان الغجر لا يريدون أن يكونوا جزءًا من لبنان. يقولون إن لا شيء يربطهم بلبنان، تاريخيًا وسياسيًا واجتماعيًا". ويضيف "إذا أصبحوا لبنانيين، سيخسرون كل الامتيازات التي يحظون بها كمواطنين إسرائيليين".

ويوضح الخبير في شؤون سوريا ولبنان أندرو تايبلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لوكالة فرانس برس "الخطة تقضي أساسًا بالعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل 2006". ويؤكد تايبلر الذي زار الغجر أخيرًا في إطار أبحاثه، "ستقتصر الدوريات الإسرائيلية على قسم البلدة الواقع جنوب الخط الأزرق، وسيبقى السياج الأمني الإسرائيلي الذي يفصل بين شمال الغجر و(بقية أراضي) لبنان قائمًا في انتظار حل نهائي".

ويضيف "البحث جار في من هي الجهة التي ستقوم بالدوريات في الجانب الشمالي من الخط الأزرق"، مستبعدًا أن تقبل إسرائيل بدخول الجيش اللبناني. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وصف أخيرًا الانسحاب الإسرائيلي المفترض بانه "احتلال مقنع".

ودعا إلى "خروج الإسرائيلي من الجزء اللبناني من الغجر كليًا، مدنيًا وأمنيًا وعسكريًا. وإذا أرادت الحكومة اللبنانية إرسال الجيش ترسله. وإذا أرادت إرسال قوى الأمن أو الأمن العام أو الجمارك فهي حرة". وأكد أن "لا علاقة للإسرائيلي أن يقول من يدخل إلى الجزء اللبناني إلى الغجر ومن لا يدخل".

كما تطرق إلى "المشكلة الإنسانية"، معتبرًا أن "الحل المنطقي والواقعي والسليم والقانوني والأخلاقي والشرعي هو انسحاب إسرائيل من كل الغجر، وليس فقط من الجزء اللبناني"، فيبقى أهل البلدة مع بعضهم. ورفض متحدث باسم اليونيفيل ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس إعطاء تفاصيل حول مضمون المحادثات التي تجريها القوة الدولية مع المسؤولين الإسرائيليين، إلا أنه أشار إلى أن اليونيفيل ستعمل على تأمين دخول الجيش اللبناني إلى شمال الغجر.

وقال المتحدث نيراج سينغ "إننا ندفع في اتجاه تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من شمال الغجر منذ 2006"، مضيفًا "هذا أمر يتوجب على إسرائيل تنفيذه بموجب القرار 1701". وتابع "إلى جانب التحقق من الانسحاب الإسرائيلي، تقضي مهمة اليونيفيل بمؤازرة حكومة لبنان على إعادة سلطتها الفعلية في الجنوب، وهذا يشمل انتشار الجيش اللبناني".

ويستبعد الخبراء أن تنفذ إسرائيل قرارها الذي تشوبه تعقيدات كثيرة في وقت قريب. فيقول غوكسيل "من الواضح أن إسرائيل ستحاول فرض شروطها. لكن ماذا لو قالت إسرائيل نعم سنغادر، ولكن الجيش اللبناني ممنوع من الدخول. ماذا يحصل عندها؟". ويرجّح تايبلر أن يطول الأمر ربما "حتى توقيع اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، ثم بين إسرائيل ولبنان. عندها، سيكون لكل حادث حديث".

 المصدر : فرانس برس

 

سهام الحركة اول سيدة تشغل منصب المدير العام للأمن العام

المصدر وكالات/بدأ يظهر بعض التجاذب على مستوى العلاقة بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري حول منصب المدير العام للأمن العام الذي تحول آليا الى أكبر الضباط رتبة وهي العميد سهام الحركة بعد احالة المدير العام اللواء وفيق جزيني الى التقاعد. والعميد الحركة، هي اول سيدة تشغل هذا المنصب الأمني الرفيع، ومن غريب الصدف انها تحال على التقاعد بدورها يوم 13 ديسمبر الجاري، لكن هناك اتجاه للتمديد لها بضعة أشهر كمدير عام بالتكليف ريثما يتسنى لمجلس الوزراء الاتفاق على مدير عام أصيل. ومنشأ الحساسية هنا بين الرئيس سليمان والرئيس بري، ان سليمان ومن خلفه «المعارضة المسيحية» وتحديدا العماد عون يميلون الى ان تنهي خدمات العميد الحركة بتاريخ احالتها على التقاعد، ليتسلم بعدها زمام الادارة ضابط مسيحي يليها رتبة، في حين يرى بري ومعه حزب الله الابقاء على هذا المنصب للشيعة، من خلال التمديد للعميد الحركة بانتظار تعيين المدير العام الأصيل.

 

ريفي: غملوش قتل قصير وحاوي

المصدر وكالات /إن اسم ع. م. غملوش لا يزال يُتناقل في الإعلام كأحد أبرز المشتبه فيهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري. والجديد في هذا الإطار، ما نشرته صحيفة «دايلي ستار» أول من أمس، نقلاً عن وثيقة أميركية قال كاتبا التقرير إنهما اطّلعا عليها حصرياً، تتضمن كلاماً نقله السفير الأميركي الأسبق في بيروت، جيفري فيلتمان، عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. وبحسب الصحيفة التي لم تأتِ على ذكر موقع «ويكيليكس» ولم تنسب وثائقها إليه، فإن ريفي قال عام 2006 لمسؤولين أميركيين إن غملوش متورط في جريمتي اغتيال الصحافي سمير قصير والأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. وتنقل الوثيقة عن ريفي قوله إن محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة في أيلول 2006 أتت بعد نجاح فرع المعلومات في تحديد مشتبه فيه بجرائم الاغتيال. يضيف ريفي إن غملوش انتقل إلى سوريا بعد تنفيذ الجرائم، حيث يعيش اليوم «بحماية النظام السوري».

ويقول ريفي إن ثمة ترابطاً بين عدد من جرائم العنف السياسي التي وقعت منذ عام 2004، وخلال عام 2005. وفي الإطار ذاته، ينقل فيلتمان عن ريفي تأكيده «أن تورط سوريا وإيران هو حقيقة»، مشيراً إلى أن حزب الله كان على علم ببعض الجرائم قبل حصولها. وكتب فيلتمان يقول: «لم يتهم ريفي حزب الله مباشرةً بالجرائم، إلا أنه يرى أن تورط شخص شيعي متطرف بالجريمة يعني أن حزب الله كان على الأقل يعلم بالخطة».

رزق: أسعى إلى تمديد توقيف الضبّاط

كذلك كشفت «دايلي ستار» وجود وثيقة أخرى مؤرخة يوم 6 تموز 2007، ينقل فيها فيلتمان عن وزير العدل الأسبق شارل رزق قوله إنه يسعى إلى إطالة أمد توقيف الضباط الأربعة، «لأن إطلاق سراحهم سيكون له أثر الصدمة على قوى 14 آذار». كذلك يذكر فيلتمان في الوثيقة أن رزق طلب منه «إبلاغ الأمم المتحدة بسرية تامة أسماء القضاة الأربعة الذين تفضل الحكومة اللبنانية أن يجري اختيارهم»، من بين لائحة باثني عشر اسماً سبق أن قدمتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

 

بري: قوى 14 آذار تعطل مجلس الوزراء

المصدر السفير /رأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الامور ستتعقد كثيراً في حال صدور القرار الاتهامي قبل التوصل الى تسوية، معتبراً ان مرحلة ما بعد صدوره لن تشبه مرحلة ما قبله. واعتبر بري، في حديث الى "السفير"، أنه اذا رفع مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار القرار الاتهامي الى القاضي فرانسين، فإن ذلك سيكون طعنة في ظهر السعودية أولاً، قبل ان يكون طعنة في ظهر سوريا او المعارضة اللبنانية. وأكد بري ان فريق 14 آذار هو الذي يتحمل بشكل مباشر وواضح المسؤولية عن شل مجلس الوزراء وتعطيله، مشيراً الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري أبلغ رئيس الجمهورية انه يرفض التصويت في مجلس الوزراء على إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي.

وقال رئيس المجلس النيابي:"لقد طفح الكيل ولم يعد بالإمكان السكوت عما يجري، علماً إنني تحملت الكثير وصبرت طويلاً خلال الفترة السابقة حرصاً مني على إبقاء الخطوط مفتوحة مع الجميع، انطلاقا من موقعي كرئيس لمجلس النواب، إلا ان الإصرار على محاولة تشويه الواقع بات أمراً غير مقبول". ورأى بري ان الكرة موجودة الآن في ملعب سليمان والحريري، وعليهما الاتفاق على دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد فوراً، وقال: يستطيع رئيس الجمهورية ان يطلب من وزرائه البقاء على الحياد اذا كان يشعر بالحرج ، واذا أراد رئيس الحكومة الانسحاب، فلينسحب..... المهم ان ننتهي من هذا الملف ، وكل ما نطلبه هو التصويت على مطلب المجلس العدلي، مع التزامنا المسبق باحترام النتيجة، وأؤكد باسمي واسم حزب الله انه لن يصدر عنا ما يعطل عمل مجلس الوزراء لاحقا إذا خسرنا.

 

ميَّز بين سلاح المقاومة وسلاح "حزب الله"

المشنوق: لا يمكن التخلي عن المحكمة قبل القرار

النهار/رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق "أن هناك مربعا أمنيا للاستقرار في لبنان لا يقوم من دون زواياه الأربع"، وهي: العلاقات اللبنانية – السورية  وعودة الحوار بين البلدين، إلغاء اتفاق الدوحة، حل موضوع السلاح، والمحكمة الدولية. وجدد في تصريح ما أعلنه سابقا أنه "لا توجد مساع للتسوية تتجاهل مربع الاستقرار في لبنان. والزاوية الأولى لهذا المربع تقوم على العلاقات اللبنانية – السورية، وأي مسعى لا يبدأ من هذه العلاقات، وعودة الحوار السوري – اللبناني إلى طبيعته لن يصل إلى نتيجة. ولا بد من سحب مذكرات التوقيف السورية، وعودة الحوار بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري توصلا إلى توقيع الاتفاقات العالقة بين البلدين بما يتطابق مع القانون اللبناني ولا يعرّض الأمن القومي لسوريا". ولاحظ "ان التجربة التي بدأت قبل عام فاشلة، ولا يمكن الاستناد إليها في مستقبل العلاقات بين البلدين"، موضحا "ان عروبة الحل اللبناني مدخله دمشق برعاية سعودية".

وأضاف: "أن الزاوية الثانية تقوم على إلغاء اتفاق الدوحة الذي قام على عنوانين: الأول امني يقضي بعدم استخدام السلاح في الداخل، فكانت النتيجة استعمال السلاح مرتين في استباحة بيروت. أما العنوان الثاني فسياسي، وقد وجه اتفاق الدوحة ضربة الى الدستور اللبناني واتفاق الطائف عبر تشكيل حكومة فيها ثلث معطل ولا تعترف بنتائج الانتخابات، وتاليا لا بد من استقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة أكثرية وأقلية طبيعية تمثل فيها الأطراف كافة وغير خاضعة لارتكابات الثلث المعطل".

واشار المشنوق الى "ان الزاوية الثالثة تتعلق بالسلاح. إذ يجب الاتفاق في شكل نهائي وحاسم وضمن مهلة محددة على نزع كل السلاح اللبناني والفلسطيني أيا تكن الجهة السياسية التي تملكه، ما عدا السلاح المقاوم، وهذا السلاح المقاوم يجب أن يكون جزءا رئيسيا من تفاهم عسكري رسمي مع المقاومة".

وقال: "بعد الذي حصل في بيروت، هناك فارق بين سلاح "حزب الله" وسلاح المقاومة، ولا بد من التمييز بين ما هو للمقاومة وما هو للقتال الداخلي".

واوضح ان الزاوية الرابعة "تتعلق بالمحكمة الدولية التي لا يمكن التخلي عنها قبل صدور القرار الاتهامي والتعامل بجدية ومسؤولية مع ما يرد فيه من وقائع".

واعتبر "أن هذه المسلّمات لا تسوية عليها وأي كلام على تسوية مخالفة لهذا المربع يكون كلاما غير جدي ولا يوصل إلى نتيجة ويوقع اللبنانيين مرة أخرى في أوهام موقتة عن الاستقرار، وهو ما جرّبوه ولا يحتاجون إلى مزيد منه". واشاد المشنوق بـ"وطنية" رئيس الحكومة، ودعوته إلى الحوار التي يتهرب منها الاطراف المعنيون.

 

شكوى لبنان غير كافية والمطلوب تحرك ديبلوماسي للجم اسرائيل

النهار/كتب خليل فليحان:

تقديم لبنان شكوى ضد اسرائيل الى الامم المتحدة بتهمة محاولتها زرع جهاز تجسس في وادي القيسية قرب بلدة مجدل سلم لاختراق شبكة اتصالات "حزب الله" خطوة واجبة ومن دون اي تأخير. وتضمن الشكوى عبارات "انتهاك السيادة الوطنية والقرار 1701" لا يختلف عليه اثنان"، وفقا لما ورد في الكتاب الذي ارسلته وزارة الخارجية والمغتربين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة، ليتولى توزيعها كوثيقة على الرئيس الشهري لمجلس الامن، مندوبة اميركا السفيرة سوزان رايس واعضاء المجلس. غير ان المهم في هذه المسألة هو عدم ترك هذه الشكوى كسابقاتها لتسلك طريق الارشيف المخصص للنزاع العسكري اللبناني – الاسرائيلي ليتراكم مع آلاف الشكاوى تحت باب "للعلم والخبر".

صحيح ان حق النقض الاميركي جاهز للاستعمال لتعطيل اي دعوة يسعى اليها لبنان لادانة هذا الخرق الاسرائيلي، لكن المطلوب تجنيد الديبلوماسية اللبنانية لابراز خطر الممارسات الاسرائيلية ضد لبنان والتي لم تتوقف منذ ما يزيد على ربع قرن، والتي تسببت بحروب شنتها الدولة العبرية وخلّفت آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين والدمار في الممتلكات. ومما يذكر ان اجهزة اسرائيلية فائقة التطور في مجال الاتصالات تمكنت من اختراق شبكة الخليوي اللبنانية، كما تمكنت من القرصنة على شبكة الهاتف الآلي. وعلى رغم الشكوى اللبنانية التي رفعت الى المنظمة الدولية واصلت اسرائيل ضرب عرض الحائط بموقفها المخالف لما تعهدته للمجتمع الدولي. ومما يذكر ايضا انها زرعت اجهزة تنصت وارسال في وادي العنق الواقع بين ميس الجبل وحولا في تشرين الأول 2009 على مسافة مئات الامتار من الحدود الدولية، فيما كانت المحاولة الاخيرة زرع جهاز في العمق الجنوبي على مسافة بضعة كيلومترات من الشريط الحدودي، وهذا ما يطرح اكثر من علامة استفهام. هل هذه المحاولة حصلت بواسطة عملاء لها في الجنوب ام تولى اختصاصيون من وحدة الاتصالات التابعة للجيش الاسرائيلي التسلل الى العمق اللبناني للقيام بهذه المهمة التي تستوجب خبراء في هذا المضمار؟ وبعد اكتشاف الجهاز المفخخ الجمعة الماضي على يد فنيي الحزب لجأ الجيش الاسرائيلي الى تفجيره مما ادى الى جرح اثنين وفقا لبيان قيادة الجيش.

واكدت مصادر قيادية معنية ان المطلوب عدم طي هذه المحاولة والاسراع في انهاء التحقيق ولفت انتباه الامين العام للامم المتحدة الى خطورة تلك المحاولة. ومن الضروري ايضا لفت الدول الاوروبية المشاركة في عداد قوة "اليونيفيل" الى ما يمكن ان ينجم من مخاطر على امن جنودها الذين يعتمرون "القبعات الزرقاء". ومما يدعم الحملة الديبلوماسية، حملة اعلامية في الخارج وبواسطة المراسلين الاجانب المعتمدين لدى لبنان وعدم اقتصارها على وسائل الاعلام المحلية وان ترسل التعليمات الى السفراء اللبنانيين في الخارج لشرح هذا الخرق للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية الى وزارات خارجية الدول المعتمدين لديها، وان عدم وضع حد لهذا الخرق قد يؤدي الى اشتباكات  على الحدود.

 

واشنطن قلقة من إعلان طهران إنتاجها "الكعكة الصفراء" عشية الحوار

 (و ص ف، أ ب)    مع وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى جنيف، عشية معاودة المفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، وتصريحه بأن نجاح الحوار "متوقف على موقف الطرف الآخر"، فاجأت طهران العالم بإعلانها التحكم في  دورة انتاج الوقود النووي كاملة،  بانتاجها ما يعرف بـ"الكعكة الصفراء"، الأمر الذي اعتبرته واشنطن "مثيراً للقلق".

وصدر الإعلان الإيراني على لسان رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي الذي أكد ان "طهران باتت تتمتع بالاكتفاء الذاتي في مجمل عملية انتاج الوقود" النووي، إذ "سُلمت الكمية الأولى من الكعكة الصفراء (مسحوق مركزات الأورانيوم) من (منجم غاشين في) مدينة بندر عباس اليوم إلى موقع (اصفهان)" حيث يُعالج ليصير هيكسافليوريد الأورانيوم الذي يُحول لاحقا إلى غاز يستخدم في التخصيب. وأضاف: "هذا يعني اننا سنشارك في المفاوضات بقوة وعزم". كما أمل ان "نتمكن في السنوات الخمس المقبلة من الوصول إلى نقطة تستطيع عندها ايران ان تفي بكل حاجاتها من الوقود النووي داخلياً". (راجع العرب والعالم)

ورد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر بان "هذا الإعلان لا يشكل مفاجأة"، مشيراً إلى ان  طهران "تحاول منذ سنوات تطوير برنامجها الخاص بها، لأنها ممنوعة من استيراد الأورانيوم المركز بموجب قرارات مجلس الامن" اعتباراً من عام 2006. غير أن "هذا الأمر يزيد الشكوك في نيات ايران ويطرح اسباباً جديدة للقلق، بينما على ايران التجاوب مع ما يبديه المجتمع الدولي من قلق" من برنامجها النووي. وقال ان الولايات المتحدة وحلفاءها ينتظرون لمعرفة ما اذا كانت ايران ستدخل المفاوضات "بجدية لبدء التعامل مع المخاوف الدولية من برنامجها النووي". وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أكد ان تخصيب الأورانيوم لن يكون موضوعاً للنقاش في جنيف. وسئل مسؤول ايراني هل ستطرح نشاطات التخصيب في المفاوضات، فأجاب: "هل ثمة أي حاجة  الى ذلك؟" وسئل هل يعني الإعلان المتعلق بـ"الكعكة الصفراء" ان ايران ستمضي قدما في نشاطاتها، فأجاب: "طبعاً".

 

فتفت: قوى الأمن كالجيش خط أحمر وعلى بارود الدفاع عنها

وطنية - 6/12/2010 أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت الى أن موقف وزير الداخلية والبلديات زياد بارود من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي "سياسي"، مؤكدا "أن قوى الأمن مثل الجيش اللبناني خط أحمر". ولفت في حديث الى محطة الـ"OTV" اليوم، الى أن "معادلة السين- سين هي معادلة رعاية، وأن الدور اللبناني والمعالجة الداخلية هما الاساس في أي تواصل ممكن سواء على صعيد عربي أو دولي"، معتبرا ان "كل شيء في الخارج يبقى غير ذي فاعلية من دون جو داخلي مؤاتي". وإذ رأى "أن الشعب اللبناني يعلم أن الدعوة الى مجلس الوزراء باتت حاجة ماسة لأن هناك أمورا اساسية في الدولة بحاجة الى المعالجة"، ذكر بأن "وضع جدول مجلس الوزراء هو من صلاحية رئيس الحكومة ويطلع عليه رئيس الجمهورية فقط"، داعيا الى انتظار القرار الاتهامي للمحكمة الدولية "لنتمكن من معالجة ملف شهود الزور". وعن الاجراء التأديبي الذي اتخذه بارود تجاه ريفي، استنكر فتفت "تعرض قوى الأمن لهجمات بشكل مستمر في حين يجب الدفاع عنها"، وقال: "عندما لا يقوم الوزير بواجبه ويدافع عن قوى الامن، يجب ألا يستغرب أن تقوم هي بالدفاع عن نفسها، وبالنسة الينا قوى الأمن مثل الجيش اللبناني خط أحمر، وأي اعتداء عليها في الاعلام يحب جبهه، وعلى وزير الداخلية أن يقوم هو بالدفاع عنها".

 

متابعة النظر في دعوى عمر بكركي في 21 آذار

وطنية - 6/12/2010 - أرجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد نزار خليل الى 21 آذار المقبل، متابعة النظر في دعوى الشيخ عمر بكركي والاستماع الى شهود.

 

 المفتي وجه رسالة السنة الهجرية الجديدة ودعا القيادات السياسية الى التلاقي وكسر الحواجز:

مأساتنا سببها التخوين وانعدام الثقة بين اللبنانيين

وطنية - 6/12/2010 وجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة السنة الهجرية الجديدة لعام 1432هـ -2010م، وجاء فيها: "الحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد أيها الإخوة المؤمنون:

فإن معارضة أكثر الناس لأنبيائهم عند ظهورهم، ومعاندتهم وتكذيبهم ومحاربتهم لهم، هي عادة الناس مع كل الأنبياء عند ظهورهم، فنبي الله نوح عليه السلام دعا قومه إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام كما جاء في القرآن الكريم: "فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره*إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم*قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين*قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين*أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون*أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون*فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنه كانوا قوما عمين" الأعراف.

وكذلك وقع لنبي الله هود عليه السلام مع قومه فكذبوه كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وإلى عاد أخاهم هودا*قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون*قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين*قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين*أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين"، فماذا قالوا له؟ "قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا*فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين*قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان*فانتظروا إني معكم من المنتظرين*فأنجيناه والذين آمنوا معه برحمة منا*وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين" الأعراف.

وكذلك كان الأمر مع سيدنا إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، وغيرهم من أنبياء الله ورسله، كذبهم أقوامهم وآذوهم، فأهلك الله أقوامهم بذنوبهم كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: "فكلا أخذنا بذنبه*فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا*وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" العنكبوت.

وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كذبه العرب وآذوه وحاصروه وقاطعوه في بداية دعوته لهم إلى الإسلام، فواساه الله تعالى بآيات بينات من القرآن الكريم، تشد أزره وتذكره بالصبر كما صبروا، فأوحى الله إليه قوله تعالى: "ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا*ولا مبدل لكلمات الله*ولقد جاءك من نبأ المرسلين"، وقوله تعالى: "وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك*وإلى الله ترجع الأمور". حتى لقد تآمروا عليه لقتله صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته من مكة إلى المدينة المنورة مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، بعد أن سبقه كل من أسلموا إليها، قال البراء رضي الله عنه: ووصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر إلى المدينة المنورة، فما رأيت الناس فرحوا بشيء كفرحهم بمجيء محمد رسول الله إليهم في المدينة، حتى رأيت النساء والرجال والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء، واستقر النبي محمد صلى عليه وسلم في المدينة، وبدأت مرحلة جديدة من الصبر والجهاد والكفاح، فبدأ محمد صلى الله عليه وسلم فبنى المسجد وأقام صلاة الجمعة، وآخى بين المهاجرين من مكة وبين الأنصار في المدينة، آخى بينهم الإخاء الذي تمحى فيه كلمة "أنا"، ويتحرك فيه الفرد بروح الجماعة ومصالحها وآمالها، فلا يرى لنفسه كيانا دونها، ولا امتدادا إلا فيها، وكان يوم الوصول إلى دار الهجرة في المدينة يوما فاصلا بين الفرقة والتمزق والتشتت، وبين الوحدة والتوحيد، وانطلقت رسالة الإسلام إلى العالم في مرحلة جديدة، وأرسل محمد رسول الله صل الله عليه وسلم سفراءه من الصحابة الذين اختارهم إلى رؤساء وملوك الروم وفارس والقبط والحبشة واليمن، حتى بلغت بعثاته صلى الله عليه وسلم سبعا وأربعين بعثة، واتضحت وقتها عالمية الإسلام، ودعوته إلى عقيدة التوحيد وعبادة الله تعالى وحده، هذه كلها أيها الإخوة، حكم ونتائج باهرة وسريعة للهجرة إلى المدينة، إذ لا يمكن لأي رسالة أن تنطلق إلى أهدافها إلا في جو آمن ومستقر، ولكن العرب وعلى رأسهم قبيلة قريش يومها لم يتركوا النبي والمسلمين آمنين في المدينة، بل جهزوا الحملات لقتال النبي والمسلمين، وظنوا أن باستطاعتهم أن يغلبوا أمرا أراده الله، وتكررت حملات كفار مكة على النبي والمسلمين في المدينة، حتى جهز النبي صلى الله عليه حملة كبيرة ودخل مكة فاتحا دون أن تسيل قطرة دم واحدة فيها، واستتب الأمر للنبي وللإسلام يومها، وخاطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهل مكة الذين حاربوه وأخرجوه وقاتلوه سابقا، وقال لهم: "يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال لهم: "إذهبوا فأنتم الطلقاء"، وعفا عنهم، ومع الأيام أسلموا وأدركوا أن هذا الدين حق، ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم يومها من القرآن قوله تعالى: "إذا جاء نصر الله والفتح*ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا".

أيها الإخوة، لولا هجرة النبي محمد من مكة بعد العذابات الكثيرة، وصبره عليها، ودعوته إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لما تحققت للإسلام كل هذه الانتصارات، وهذه أيضا حكم ونتائج عظيمة لهجرة النبي والمسلمين من مكة إلى المدينة، حقا أيها الإخوة، لولا الهجرة ما كان الفتح، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أيها الأخوة،إننا في لبنان لطالما سمعنا ونسمع عن العيش المشترك، وعن العيش الواحد بين اللبنانيين، وكم نحن اليوم أيها الإخوة بعيدون عن وحدة العيش في لبنان، كم من فريق سياسي في لبنان منقطع عن فريق سياسي آخر ومقاطع له، فلا تواصل ولا اتصال، وهذا الانقطاع يمتد إلى الشارع، ويأخذ طابعا طائفيا لدى القواعد الشعبية، رغم أن الاختلاف هو اختلاف سياسي بالأساس، ونرى أن الناس قد انقطعت فعلا عن بعضها، وإن جمعهم لقاء أو مناسبة يكون عندها الحذر سيد اللقاء، وأصبح العيش متعددا في وطن يتوق إلى الوحدة.

وأما مأساتنا هذه فتعود إلى التخوين، هذا المرض الخبيث الذي ينهش وطننا لبنان، حتى أصبح كل فريق يخال نفسه لبنانيا دون غيره من اللبنانيين.

أيها اللبنانيون: إن ما نعلمه حقيقة ويقينا، بأنه ليس هناك لبناني أكثر لبنانية من غيره من اللبنانيين، وليس هناك لبناني قد يحب وطنه أكثر من أي لبناني آخر، فاللبنانيون جميعهم سواسية في حبهم لوطنهم، ولا يغالي أحد من اللبنانيين على أحد من إخوانه اللبنانيين في حب الوطن، ومشكلة اللبنانيين ليست في تفاوت حبهم لوطنهم، فنحن نعلم بأنهم مهما اختلفوا فإن وطنهم يبقى الهدف بالنسبة إليهم جميعا، وإنهم متى اختلفوا فإنهم يختلفون على مصلحة وطنهم، ويختلفون في رؤيتهم لمصلحة الوطن، وأما المشكلة الحقيقية في لبنان أيها الإخوة، فهي في انعدام الثقة بين اللبنانيين أنفسهم، وخوف كل طرف من إلغاء الآخر له على الساحة الوطنية، غافلين عن حقيقة أن وطنهم لبنان، الذي قام بأيدي أبنائه من كافة طوائفهم وأطيافهم ونضالاتهم، لا يستمر ولا يبقى إلا إذا بقي على نفس الصورة التي قام بها وعليها، وهذه هي الحقيقة التي لا يجوز لواحد منا أن يشكك بها أو فيها.

ولذلك فإننا نوجه اليوم دعوة جديدة وجدية لكل القيادات السياسية في لبنان، أن انتصروا لوطنكم، أن انتصروا لأهلكم وشعبكم، إكسروا الحواجز التي تقطع أوصال الوطن، توجهوا إلى بعضكم البعض للتلاقي، إعقدوا اللقاءات مع بعضكم، استعرضوا الهواجس التي تقلقكم، إسألوا مباشرة عما ترونه مبهما، واحصلوا على الإجابات، فكلكم عنده أسئلة للآخر، وكلكم يمتلك أجوبة للآخر، وابدءوا بلقاء من تعتبرونه الأبعد عنكم، واجعلوا حبكم لوطنكم دافعا لكم للقاء والتلاقي، وروحا لاجتماعاتكم، وأبقوا مصلحة وطنكم وشعبكم هدفا لكم، واعلموا بأن خيركم لوطنه وأهله من يبادر.

أيها اللبنانيون: إعلموا بأن فرقتكم ضعف للوطن، وأن ضعف وطنكم قوة لعدوكم الصهيوني، واعلموا جيدا بأنه لا يوجد في لبنان طائفة أو فريق يوصف بأنه يتعامل مع العدو الإسرائيلي، فاللبنانيون جميعهم على قاعدة أن إسرائيل هي عدوة لهم ولوطنهم، وأن التعامل معها خيانة للوطن، والعمالة والخيانة ليست من صفات اللبناني وشرفه ومروءته. وأما العمالة للعدو الصهيوني فهي حالة فردية استثنائية وشاذة، ظهرت في أفراد ضعاف النفوس والإيمان، من مختلف طوائف وأطياف الشعب اللبناني، ومن أفراد باعوا أنفسهم وشعبهم بخيانة أنفسهم ووطنهم، أولئك أشخاص قدموا ولاءهم لعدوكم فوجبت ملاحقتهم متى وجدوا وأينما حلوا، ومحاسبتهم بتهمة الخيانة العظمى لوطنهم.

أيها الأخوة: إن لنا في الهجرة النبوية درسا عظيما، في تدبر أمورنا وإيلائها ما تستحق من الجهد والحرص والتضحيات، فاحرصوا على حسن يقينكم وإيمانكم بالله، وعلى ثقتكم بأنفسكم وببعضكم وبوطنكم، وكونوا على قدر كبير من الوعي الوطني من أجل وطنكم لبنان، ومن أجل أن يتمكن لبنان من تخطي الاستحقاقات، سالما في كل حين رحمة بأنفسكم وبأبنائكم وبشعبكم، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

الهدف لبننة مسارها بغطاء عربي محوره السعودية وسوريا

المساعي لوقف المحكمة ورفض القرار على وتيرتها

روزانا بومنصف/ ندر ان رد رئيس الحكومة سعد الحريري على نحو مباشر في كل الحملات التي تناولته منذ بداية الحملة على المحكمة الخاصة بلبنان بالشكل الذي تحدث فيه في باريس يوم الخميس الماضي حين قال لمتهميه بأنه يضيع الوقت "ان الآخرين الذين يتهمونني بتضييع الوقت هم الذين يجب عليهم ان يقوموا ببعض الامور ولم يقوموا بها بعد وهم يعرفون انفسهم ". ولم يصدر عن اي فريق في لبنان اي رد باعتبار ان المسألة كانت دوما مطالبة الرئيس الحريري بان يقدم "تنازلات" في حين توقف مراقبون كثر عند الحديث الصحافي لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي اعتبر ان "الاتهام الظني يعني الشك في فرد او مجموعة وهذا الشك قد يستمر عشر سنين ولبنان لا يتحمل ساعة شك واحدة" مشيرا الى انه لا يمكن انتظار صدور القرار حتى تتم المعالجة وهذا" ما نطالب به الآن". وبدا بالنسبة الى هؤلاء المراقبين ان التخاطب لا يزال يحصل عبر الاعلام اكثر مما يحصل عبر القنوات الخاصة باعتبار ان كلام الحريري لا يتصل فقط بالافرقاء الداخليين بل كان موجها الى الخارج ايضا والذي يرجح ان يكون سوريا انطلاقا من انه قام بخطوات متعددة وادلى بتصريحات جريئة كان اخرها ما انتقده كثر عليه في موضوع "شهود الزور" في حين لم يقابله احد لا "حزب الله" ولا سوريا بأي خطوة.

ان كلام المقداد يفيد بضرورة وقف صدور القرار الاتهامي وتاليا حض الحريري والضغط عليه من اجل اتخاذ خطوات تصب في هذا الاطار على المستوى الحكومي الرسمي والتشريعي.

ان هناك تعويلا على وساطة بعض الدول التي تأمل في تأخير صدور القرار الظني من اجل افساح المجال امام تسوية حول موضوع المحكمة. وثمة من يورد معلومات في هذا الاطار تتصل بالموقف التركي مثلا واقتناع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بذلك.

هل يتعدى كلام الرئيس الحريري هذا الاطار باعتبار انه الاول من نوعه الذي يوحي ان هناك خطوات وخطوات مقابلة كأنما هناك خطة ما للوصول الى حل؟

مصادر معنية تقول ان ما عناه رئيس الحكومة يتصل بمجموعة ما قام به من خطوات او اعلنه من مواقف لا يستهان بها من اجل تخفيف التشنج اذ مد يده في مفاصل عدة وكان ابرز ما صدر عنه يتصل بعدم اتهام طائفة او حزب او توجيه الاتهام الى "المقاومة" ولم يقابل هذه المواقف بسوى المزيد من الضغوط والعرقلة وصولا الى منع انعقاد مجلس الوزراء وتعطيل طاولة الحوار ايضا. وتجزم هذه المصادر بأن احدا لا يملك الصورة الكاملة لما يجري في الاتصالات التي تجرى على اكثر من صعيد وفي اكثر من اتجاه علما ان الرئيس الحريري ترك الامر غامضا او مفتوحا على احتمالات من خلال قوله بانتظار خطوات. لكن ما هو مؤكد حتى الان ان سعي "حزب الله" وحلفائه الاقليميين لا يزال ينصب على الحصول على موقف رافض مسبق للقرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة في حين ان الحريري لا يملك القدرة ولا يبدي استعداداً للدخول في اتفاق مسبق على رفض المحكمة كما يريد الحزب وسوريا ايضا. وتوضح هذه المصادر ان هناك ثلاثة مستويات للرفض المتعلق بقرارات المحكمة. الاول هو الرفض الذي أعلنه رئيس الحكومة من خلال رفضه اتهام اي طائفة او حزب او مجموعة سياسية على رغم ان المنطق يقود الى خلاصة اساسية مفادها ان الافراد الذين يمكن ان يقوموا بعملية اغتيال من هذا النوع لا يمكن ان يكونوا تصرفوا بمفردهم وان هناك سلطة اعطت الاوامر بذلك. لكنه الرفض المنطقي والمقبول باعتبار ان رئيس الحكومة ليس "ولي الدم" كما يراد له ان يكون بل هو يمثل جميع اللبنانيين وافرقاء كثر منهم لا ينوون التخلي عن العدالة ومعرفة الحقيقة. والمستوى الثاني من الرفض هو رفض القرار الاتهامي الذي سيصدر عن المحكمة جملة وتفصيلا. في حين ان المستوى الثالث يتصل باتخاذ اجراءات وخطوات يتعين على رئيس الحكومة ان يدفع لتبنيها في مجلس الوزراء ومجلس النواب من اجل اطاحة المحكمة ووقف عملها ونقض الاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الامم المتحدة لهذه الغاية. والمستويان الاخيران هما اللذان يسعى اليهما الحزب مع سوريا ولا يزال على قاعدة وقف مسار المحكمة في لاهاي واعادة ملف الاغتيالات الى القضاء اللبناني في ما يعرف بلبننة مسار المحكمة بغطاء عربي اي سعودي سوري قد ينضم اليه اخرون لكنه يشكل صلب ما يسعى اليه الحزب ودمشق باعتبار ان مسار المحكمة خارج لبنان يملك دينامية معينة لا يمكن السيطرة عليها اضافة الى تمتع الدول الكبرى بحق الفيتو بحيث ان اي تسوية من اي نوع تتطلب مقايضة على مستوى اكبر شأنها في ذلك شأن كل التسويات التي تخرج عن الاطار الضيق بحيث قد تتطلب اثمانا من دول اقليمية لا تود دفعها نتيجة ما تتطلبه من تنازلات.

 

هيئة الحوار لبحث الملفات الشائكة وإلا لا مبرّر لوجودها

هل ثمة مخطّط لتعطيل الدولة يجري تنفيذه منهجياً؟

النهار/اميل خوري     

قال سياسي مخضرم عاصر عهوداً عدة انه لم يشهد ما يشاهده اليوم من سياسة حمقاء وأزمة اخلاق وتسخير للضمائر، ومن خرق للقوانين والدساتير، ومن استهتار بالعدالة والقضاء. وسأل: هل يعقل ان تتعطل مؤسسات الدولة من اجل خلاف على موضوع مهما كان مهماً، وان يتعطل مجلس الوزراء ومصالح الناس لان فريقا يصر على بت ملف شهود الزور قبل اي ملف آخر وفريق يعارض ذلك ويطلب الانتقال للبحث في موضوع آخر، الى ان يصير توافق واتفاق على هذا الملف؟ وما العمل اذا اصبح ما يفعله فريق الآن قاعدة، وانْ شاذة، قد يعتمدها فريق آخر فيرفض حضور جلسات مجلس الوزراء ما لم يبت مثلا موضوع السلاح خارج الدولة وموضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، حتى ولو تعطلت مصالح البلاد والعباد، واصبحت السياسة في لبنان سياسة كيدية ونكايات والوصول بها الى هذا الدرْك والى حالة اللاوعي الوطني والى ادنى درجة في سلم المسؤولية الوطنية، لا بل تصوير لبنان بانه بلد غير قابل للحكم الذاتي بل في حاجة الى وصاية دائمة...

واضاف السياسي نفسه بوصفه هذا الزمن بالزمن الرديء، ان الاستهتار بمصالح الناس والمواطن لم يصل يوما الى ما وصل اليه اليوم، حتى في اوج الازمات السياسية والامنية وقمة الكراهية والكيدية، من تعطيل لعمل المؤسسات ولمصالح الناس. لان الطبقة السياسية في الماضي كانت تشعر بروح المسؤولية فابتدعت فكرة المراسيم الجوالة حرصا منها على هذه المصالح، وكانت الحكومات المستقيلة تستمر في تصريف الاعمال الى حد تجاوز الحدود المرسومة استنادا الى اجتهادات واسعة، فتقر مثلا الموازنة خلافا لحدود تصريف الاعمال حرصا منها على حسن سير العمل في المؤسسات وللاستمرار في تمويل المشاريع الضرورية، فيما يعمل البعض من الطبقة السياسية اليوم على تعطيل وعرقلة كل ما هو ماشي، بما فيه الموازنة، بهدف تجميد تنفيذ المشاريع والحد من زخم عملية النهوض بالوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة النمو ومحاولة افساد ما حققته السياسة المالية والنقدية الناجحة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامه بشهادة الجميع في الداخل والخارج، والسبب هو ان الطبقة السياسية في الماضي كانت تشعر بروح المسؤولية حيال الوطن والمواطن، فيما معظم الطبقة السياسية الحالية ليس لديها هذا الشعور، بل الكيد عندما يتقدم عليها اي شيء آخر، بحيث لا تتوانى عن تطبيق سياسة "عليَّ وعلى اعدائي".

والطبقة السياسية في الماضي كانت تحترم القوانين والدساتير وتترك لكل سلطة ان تقوم بعملها في اطار الصلاحيات الممنوحة لها، فلا تتعدى سلطة على صلاحيات سلطة اخرى، فيما بعض الطبقة السياسية اليوم، ان لم يكن معظمها، يعتدي على سلطة رئيس الجمهورية وصلاحياته وسلطة رئيس الحكومة وصلاحياته، فيحدد عنهما مواعيد انعقاد جلسات مجلس الوزراء ويعدّ عنهما جداول اعمالها، حتى اذا لم يؤخذ برأيهم عطلوا هذه الجلسات وألحقوا الضرر بمصالح الناس وبمصالح الوطن العليا غير آبهين بالنتائج، وكأن لا قوانين تحكم ولا دساتير تسيّر الحكم في البلاد انما تسيّرها قوة الاقوى ليس بالحق والمنطق بل بالسلاح...

وليت هذا التعطيل وقف عند هذا الحد، بل تجاوزه الى هيئة الحوار الوطني، التي يحاول الرئيس سليمان إحياء اجتماعاتها من خلال لقاءات تشاور اجراها بالمفرّق مع القيادات، عله يتوصل الى جمعهم بالجملة في اطار هذه الهيئة حتى وإن لم تسفر اجتماعاتها عن نتائج، اذ يكفي ان تكون مكانا مناسبة لاجتماع مختلفين ومتخاصمين سياسيا او شخصيا، وتكون حتى مناسَبة ولو للتحية والسلام والكلام. الا اذا كان الفريق المصمم على التعطيل وقطع صلة الوصل والتواصل بين الزعماء اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم يربط مصير اجتماع هيئة الحوار بمصير جلسات مجلس الوزراء ومواضيع البحث فيها بموضوع ملف شهود الزور، وهو عقدة العقد التي لا تعطل مجلس الوزراء فحسب، بل تعطل ايضا اجتماعات هيئة الحوار وهي الهيئة التي كانت الغاية من انشائها البحث في الملفات الشائكة التي يعجز مجلس الوزراء عن البحث فيها، وبتها باتخاذ قرار في شأنها اما بالتوافق او بالتصويت، في حين ان هيئة الحوار هي لتبادل الآراء والافكار وللمساعدة على تقريب وجهات النظر، بحيث يصبح في امكان مجلس الوزراء اتخاذ هذا القرار. اولم يدع الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله وسواه من اركان فريق 8 آذار عند تشكيل هذه الحكومة الى وضع الملفات الشائكة جانبا، وكان المقصود يومها ملف سلاح المقاومة والانصراف للاهتمام بأولويات الناس؟ أولم يصر هؤلاء على تشكيل حكومة وحدة وطنية لانها ستكون حكومة متعاونة ومنتجة وكرروا القول، "جرِّبونا" فإذا بالتجربة فاشلة جدا وتؤكد قول البطريرك الكاردينال صفير ان حكومة كهذه لن تكون منتجة، لانها كالعربة التي يشد طرفيها حصانان، واحد الى الامام وآخر الى الوراء، وهو ما حصل، من دون الدخول في تفاصيل من الذي يشد بها الى الامام ومن الى الوراء، لان النتيجة ستبقى واحدة وهي ان العجلة مسمّرة في مكانها؟ ألم يدعُ السيد حسن نصرالله ايضا في ايام عاشوراء (كانون الاول 2009) الى "هدنة عمرها سنة لاعطاء فرصة للحكومة لتعمل وهي حكومة تتمثل فيها اغلب القوى، وان على من لا يريد ان يحقق اولويات الناس ان يستقيل منها، وألا نخترع كل يوم نزاعا او قصة جديدة"؟.

وتساءل السياسي نفسه اخيرا بأسف شديد: اذا كانت هيئة الحوار الوطني لا تجتمع للبحث في الملفات الشائكة فمتى تجتمع؟ لا بل ما هو مبرر وجودها؟ وهل ثمة مخطط تآمري يتم تنفيذه، منهجياً وتدريجاً لتعطيل عمل مؤسسات الدولة وإلحاق الضرر الجسيم بمصالح الناس لإثارة نقمتهم على الدولة وعلى العهد توصلا الى إحداث التغيير الذي ينشدون وإنْ من دون اصلاح سوى تغيير السلطة او وجه لبنان هوية ونظاماً وكياناً، واختيار نظام آخر له لا هو ديموقراطي ولا هو توافقي حتى في مفهومه السليم، بل نظام شمولي، ونظام الحزب الواحد والرأي الواحد... ليصبح هذا النظام مؤتلفا مع انظمة دول في المنطقة، فيصح عندئذ ما نسب الى الرئيس بشار الاسد في مقابلة له مع الصحافي سيمور هيرش في مجلة "نيويوركر"، وهو قوله: "ان الوضع في لبنان لن يستقر ما لم يغيروا النظام برمته"، وقول سابق لنائبه فاروق الشرع: "ان الصراع في لبنان سيستمر ما دام البعض يريد وصاية دولية". وكان النائب وليد جنبلاط سبق الجميع الى القول عام 2007: "اتوقع مزيدا من الاغتيالات، لان هناك فريقا يسعى الى تدمير كيان لبنان واني لا ارى تسوية بين نقيضين الا اذا اوقفوا ارتباطاتهم بسوريا وان المصالحة تكون مع فريق يقبل بالتنوع والتعددية وصيغة الطائف"...

 

المناورات التجريبية حول المحكمة وقرارها الاتهامي شارفت على النهاية

لبنان: «حرائق الطبيعة» زاحمت «الحرائق السياسية»

  بيروت - «الراي»

لم تلبث «حرائق كانون» (ديسمبر) الكبيرة التي اجتاحت لبنان في سابقة لم يشهد مثيلاً لها في تاريخه، ان تداخلت مع «الدخان الرمادي» الذي يلف المشهد السياسي الذي «يغلي على البارد» وسط اتساع التساؤلات والمخاوف حيال المراوحة التي تحكم المأزق الذي دخلته البلاد على خلفية ملف المحكمة الدولية والقرار الاتهامي المرتقب في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وانعدام اي ملامح عملية وواقعية للمعالجات التي طال انتظارها.

وفيما كان «ديسمبر الأسود» يواصل «عصْفه» ولكن «بالمقلوب» مستبدلاً الأمطار والثلوج بـ «تسونامي نار»، وفيما انهمرت «الصلوات» لتحلّ «مياه السماء» على «الأرض المحروقة» (وهو ما بدأ منذ ليل امس)، كانت الاوساط السياسية تنتظر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت بعد الزيارة الرسمية التي قام بها امس لسلطنة عُمان حيث التقى كبار المسؤولين وعلى رأسهم السلطان قابوس، باعتبار ان هذه العودة يفترض ان تقترن اعتباراً من اليوم بخطوات عملية للخروج من الجمود الذي يتحكّم بالحياة السياسية.

وفي حين يُنتظر ان يشكّل اجتماع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة اليوم معاً في افتتاح السنة القضائية مناسبة لتفعيل الاتصالات الداخلية، بدا من الصعوبة الجزم بما اذا كانت الخطوات لوقف حال المراوحة اصبحت متاحة. علماً ان سليمان ينهي اليوم ايضاً جولة مشاوراته الداخلية لـ «كسر الجمود» بلقاء رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، بعدما كادت هذه المشاورات ان تفضي الى «ازمة»، تم تدارُكها، بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان على خلفية ما تم تداوله على هامش الجولة الاولى من المشاورات من فكرة تقضي بطرح ملف «شهود الزور» على طاولة هيئة الحوار الوطني بعدما تعذّر بته في مجلس الوزراء، وهو ما اعتبره بري عبر صحيفة «النهار» امس «قوطبة» او «لفلفة» للموضوع.

والاستحقاق الاولي الذي يواجهه الرسميون والمسؤولون هو الاتفاق على معاودة عقد جلسات مجلس الوزراء المتوقفة منذ نحو ثلاثة اسابيع بفعل الخلاف على ملف «شهود الزور».

وقالت اوساط واسعة الاطلاع امس لـ «الراي»، ان تأمين توافق على «جلسة ادارية» لمجلس الوزراء بمعنى حصر جدول اعمالها بقضايا طارئة وعاجلة لا يكون من بينها ملف «شهود الزور» لا يزال يصطدم بالعقبة نفسها وهي رفض قوى 8 مارس اي جلسة لا تخصص لبت هذا الملف نهائياً. ومع ذلك تشير الاوساط الى ان المساعي ستتجدد في هذا الاطار، لافتة الى ان مشاورات رئيس الجمهورية لم تُعلن اي نتائج حاسمة لها بعد على صعيد تحديد موعد لجلسة جديدة لهيئة الحوار الوطني او لمعاودة جلسات مجلس الوزراء، فيمكن الاستناد اليها لاستكمال هذا المسعى بعد عودة الحريري الى بيروت.

ولفتت الى ان القوى السياسية ستواجه امراً واقعاً يضعها امام خيارات وشيكة وهو ان التعويل المضخم والمبالغ فيه على الرعاية السعودية ـ السورية للمأزق ووضع مخرج له بدأ بالتراجع والتناقص والتحجيم ولو ان ذلك لا يقلل من اثر المسار السوري ـ السعودي.

فمرض العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في ذاته كان عامل تنبيه لهذه القوى الى ضرورة الكفّ عن تضخيم التعويل على هذا المسار، فضلاً عن ان السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري لا يترك مناسبة الا ويذكر ان ليس هناك مبادرة سعودية ـ سورية بل مجرد افكار على القوى اللبنانية ان تبلورها وتنطلق منها لايجاد المخرج بنفسها. يضاف الى ذلك ان سورية بدورها بدأت تطلق اشارات من شأنها الايحاء بأن الضغوط التي مورست على رئيس الحكومة لحمله على القبول بمخرج يضرب المحكمة الدولية قد باءت بالفشل.

وفي رأي هذه الاوساط ان المرحلة السابقة التي تميزت بالمناورات في انتظار المسعى السوري ـ السعودي قد تكون على مشارف نهايتها، وان القوى اللبنانية ستواجه استحقاق اضطرارها الى ملء فراغ انتظار القرار الاتهامي بقرارات او خيارات ذاتية لأن اقصى ما افضى اليه المسعى السوري ـ السعودي هو رسم مبادئ اولية للحفاظ على استقرار البلاد في حين ان كل ما طرح وسرب حول مسودات ومشاريع حلول لم يكن سوى مشاريع تجريبية لشروط لم تلق استجابة من الافرقاء الذين كانت هذه الشروط تستهدفهم.

وتضيف الاوساط ان موجة الحرائق في لبنان مع تفاقم ازمات الخدمات الناجمة عن ظاهرة الجفاف سواء في المياه او الكهرباء او سواها فضلاً عن ازمات اخرى عديدة ستشكل عوامل ضغط كبيرة على الحكومة والقوى السياسية لايجاد مخارج سريعة لاستعادة الدورة الحكومية ولو بحدود دنيا ضرورية، والا فإن مجمل هذه الاجواء ستعجل في تفتق الازمة الكبيرة وعندها يصعب الجزم بالأخطار التي ستبلغها.

وفي هذا الإطار، كان لافتاً توزُّع اهتمامات الرئيس اللبناني بملفيْ الحرائق، التي انطلق منها لتوجيه انتقادات الى التجاذبات السياسية التي تؤثر على مصالح المواطنين، وعلى محاولات تأمين مخارج للأزمة الداخلية.

وفيما برز الاتصال الذي أجراه سليمان واطمأنّ خلاله الى صحة خادم الحرمين الشريفيْن بعد الجراحة الثانية التي اجريت له في الولايات المتحدة وتكللت بالنجاح، فقد زار امس منطقة الحرائق في فتري - جبيل والمشتعلة منذ نحو اسبوع واطلع على حجمها، مبدياً أسفه لأن «التجاذبات السياسية تؤخر كل الإنجازات التي يجب أن نقوم بها». وقال: «نرى الحريق وصل الى بيوت الناس الذين لا دخل لهم بالسياسة، لذلك يجب أن نعرف أن لبنان يفقد لونه الأخضر ويجب أن ننكبّ على دراسة خطط حقيقية لا ارتجالية لإطفاء الحرائق»، مضيفاً: «ليست لدينا مساحات شاسعة ولكن ايضا ليست لدينا لا خطط ولا طرق».

وفي موازاة ذلك، وفيما تترقّب بيروت المحادثات التي يجريها الرئيس السوري بشار الاسد الخميس في باريس مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يضطلع بدور في إطار السعي الى تأمين صيفة حلّ تُوازن بين العدالة والاستقرار، كان لافتاً ما نقله موقع «ناو ليبانون» الالكتروني عن مصدر رسمي في دمشق من ان «التفاهم السوري ـ السعودي استراتيجي شامل حول كامل ملفات المنطقة وليس لبنان سوى جزء من هذا التفاهم»، نافياً وجود «ورقة خطية للحل في لبنان إنما هو تفاهم على أفكار وطروحات جار العمل على بلورتها بين القيادتين السورية والسعودية، أما الترجمات العملانية للحل فهي تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم»، موضحًا أنّ «ما يجري حاليًا في هذا السياق هو غربلة أفكار وتصورات تتشاور بشأنها كل من سورية والمملكة العربية السعودية مع حلفائهما الللبنانيين للتوصل في نهاية المطاف إلى صيغة تفاهم خطي ترتضيه القيادات السياسية في لبنان ويأتي على شكل سلة حلول متكاملة تشمل كافة الملفات الشائكة التي تسبب الانقسام بين اللبنانيين».

في هذه الأثناء، برزت مجموعة مواقف عكست حقيقة المشهد السياسي واستمرار دورانه في حلقة مفرغة.

ورأى وزير «حزب الله» (للزراعة) حسين الحاج حسن «ان المساعي السورية ـ السعودية ـ العربية ـ الاسلامية جدية وحقيقية لتقديم مقترحات تتعلق بمعالجة قضية ما يفترض ان يصدر من قرار اتهامي»، مؤكداً «ان بعض اللبنانيين لا يعترفون في تصريحاتهم بوجود مساع، إما عن عدم علم او عن عدم رغبة بهذه المساعي، فيتلاقى هؤلاء مع التصريحات اليومية المتلاصقة لمسؤولين اميركيين وغربيين».

واعتبر انه «لو كانت العدالة والحقيقة هما المطلب لوجب في البداية ان يتوضح مصير أربعة أعوام من عمر لبنان واللبنانيين حيث كان الاتهام لسورية والضباط الاربعة، واليوم يقف الاشخاص انفسهم الذين كانوا يتهمون سورية لتبرئتها، الاشخاص أنفسهم الذين اتهموا الضباط الاربعة أطلقوا سراحهم (...) ويتسرب اليوم ان اتهاما يتحضر للمقاومة وحزب الله، ونحن نقول مجددا ان اتهام اي عنصر في حزب الله مرفوض رفضا قاطعا والترويج له مشاركة في هذا الاتهام الظالم والعدواني».وأكد «ان المسعى السوري ـ السعودي طيب وفيه إمكانات كبيرة، ولكن الوقت يضيع».

وفي الإطار نفسه، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «لبنان أمام مسارين، مسار تأجيل الحل إلى ما بعد صدور القرار الاتهامي وهو ما يضع لبنان على طريق الألغام والأفخاخ السياسية، ومسار الحل العربي الذي وفي حال نجح في الوصول إلى المعالجة قبل صدور قرار الاتهام، يكون قد حقق إنجازا للوطن، وتالياً لبنان اليوم أمام تسابق حقيقي بين مسار الحل ومسار جر لبنان إلى الهاوية».

في المقابل، استوقف الدوائر المراقبة موقفان ذات دلالات هما:

* اعلان الوزير وائل ابو فاعور في ندوة في ذكرى ميلاد الزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط «ان النائب وليد جنبلاط يدعو كل القوى السياسية الى تسوية واضحة وعميقة تعالج كل ما تركته الأعوام الخمسة او الستة الماضية من جروح وانشقاقات في لبنان»، مؤكداً «بعدما وصلنا الى مرحلة من التعادل السلبي والمدمر لوحدة البلاد» ولا يستطيع احد منا أن يغيّرها «اننا لا نريد اتفاقا عابرا لمرحلة عابرة بل نريد تسوية عميقة تعيد تثبيت البديهيات اللبنانية واولها اتفاق الطائف، وثانيها اتفاق الدوحة الذي يكرس حفظ السلم الاهلي وعدم اللجوء او الاحتكام الى السلاح في أي خلاف سياسي ويعالج ثالثا كل الهواجس اللبنانية التي تحفظ وتجمع بين منطقي العدالة والاستقرار وعدم استهداف اي طرف داخلي»،

* تأكيد النائب نهاد المشنوق (من تكتل رئيس الحكومة)، «أن هناك مربعا أمنيا للاستقرار في لبنان لا يقوم من دون زواياه الأربع، وهي العلاقات اللبنانية - السورية وعودة الحوار بين البلدين، وإلغاء اتفاق الدوحة، وحلّ موضوع السلاح، والمحكمة الدولية «التي لا يمكن التخلي عنها وعن مسارها قبل صدور القرار الاتهامي والتعامل بجدية ومسؤولية مع ما يرد فيه من وقائع مؤكدة».

وطالب بـ «إلغاء اتفاق الدوحة الذي قام على عنوانين: الأول امني يقضي بعدم استخدام السلاح في الداخل، فكانت النتيجة استعمال السلاح مرتين في استباحة بيروت، أما العنوان الثاني فسياسي، وقد حقق اتفاق الدوحة ضربة للدستور اللبناني ولاتفاق الطائف عبر تشكيل حكومة فيها ثلث معطل ولا تعترف بنتائج الانتخابات، وتالياً لا بد من استقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة أكثرية وأقلية طبيعية تمثل فيها الأطراف كافة وغير خاضعة لارتكابات الثلث المعطل».

وعلى خط آخر، لفت موقف معبّر للنائب ميشال المر الذي انتقد «اخذ الوطن رهينة وتعطيل الدولة واداراتها»، مشيراً في اشارة غير مباشرة الى تيار العماد ميشال عون الى «ممارسات البعض بابتزاز الاجهزة القضائية والامنية عبر اسلوب إما ان تلبوا ما نريده او تتعرضوا لحملات اعلامية وسياسية، وهذا اسلوب غير مقبول لانه يؤدي الى الشلل»،

وسأل المر في مؤتمر صحافي: «هل تعطيل الدولة هو الحل لقضية ما يسمى بشهود الزور والقرار الظني؟ وما هي قصة شهود الزور؟»، مشددا على «ان هذه القضية لا تستحق ان يتوقف بلد وحكومة لاجلها والقضية تحل عند صدور القرار الاتهامي، فاذا كان هناك شهود زور يحالون على القضاء اما الآن فلا يُعرف من هم». كما سأل هل «نخرب البلد من اجل قرار ظني لا نعرف ماذا يتضمن؟ فلنفترض ان كل واحد منا قد تعرض لاغتيال احد افراد عائلته ولنر ماذا يقرر».

واكد ان «المحكمة سائرة في لاهاي فلماذا نخرب لبنان؟»، وقال: «ابني (وزير الدفاع الياس المر) تعرّض لمحاولة اغتيال (12 يوليو 2005)، فاذا كان المطلوب منا ان نُسقط حقنا فقد أسقطناه ولكن هل نوقف المحكمة؟ نريد الاستقرار لكن العدالة يجب ان تتحقق».

«حزب الله» يعكف على دراسة معمقة

لـ «ويكيليكس» ليبني على الشيء مقتضاه

علمت «الراي» ان «حزب الله»، الذي حصل على عشرات الآلاف من وثائق «ويكيليكس» المرتبطة بلبنان، يعكف على دراستها وعلى نحو معمق ليبني على الشيء مقتضاه.

وكشفت مصادر معنية لـ «الراي» عن ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أوعز الى جهات في حزبه العمل على تبويب هذه الوثائق، مقدمة لدراستها.

وأشارت ان عشرات الآلاف من الوثائق باتت في قبضة الحزب، الذي سيقرر استناداً اليها «خلاصات» تؤسس لمواقف سيتخذها عندما يحين الوقت.

120 حريقاً في... يوم

أعرب وزير الداخلية والبلديات زياد بارود عن خشيته من ان تكون الحرائق التي لفّت لبنان مفتعلة، كاشفاً ان هناك 120 حريقاً اندلعت امس، بينها 4 حرائق كبيرة.

 

 من ينسحب قبل الآخر: الحريري أم وزراء المعارضة؟

بيروت ودمشق وضعتا في أجواء "تأجيل ثانٍ" للقرار الظني

إبراهيم عوض من بيروت/ايلاف

حتى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت لم يكن الوزراء في حكومة الرئيس سعد الحريري قد تبلغوا موعد انعقاد الجلسة المقبلة، والتي كان الأخير قد اعلن من فرنسا انه سيدعو اليها فور عودته الى بيروت التي تمت ظهر اليوم بعد أن أنهى زيارة إلى سلطنة عمان التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد وعدداً من كبار المسؤولين فيها.

نقل مقربون من رئيس الوزراء اللبناني الحريري عنه صباح أمس قوله إنه يعتزم الدعوة الى التئام مجلس الوزراء حتى يضع الجميع امام مسؤولياتهم من دون ان يوضح ما اذا كان موضوع "شهود الزور" سيبقى البند الاول على جدول اعمال مجلس الوزراء كما اشترط وزراء المعارضة مطالبين ببته قبل البحث في بنود أخرى وملوحين بالانسحاب من الجلسة اذا لم يحصل ذلك، فيما المعلومات الصحفية تتحدث عن اتجاه لدى الرئيس الحريري الى طرح مسائل حياتية تخص شؤون الناس كأولوية، وأخرى مستجدة كالحرائق التي اندلعت في اكثر من منطقة وأودت بمساحات واسعة من الاحراج، والبحث في تعيين خلف لمدير عام الامن العام اللواء وفيق جزيني الذي انتهت مدة عمله يوم الاربعاء الماضي.

وتذكر المعلومات ان الهدف من هذه الحركة استباقي بحيث تقدم مواضيع اخرى على موضوع "شهود الزور" الامر الذي سيحمل وزراء المعارضة على الاعتراض والانسحاب من الجلسة كما اعلنوا سابقاً، ويفوت بالتالي على الحريري الاحراج الذي سيلقاه عند طرح موضوع "شهود الزور" على التصويت كما يتردد والذي سيدفعه الى الانسحاب من الجلسة وفقاً لما سمعه رئيس مجلس النواب نبيه بري من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي تبلغ موقف الحريري المذكور.

وأمام هذه المعلومات المتداولة يعتزم وزراء المعارضة عقد اجتماع تنسيقي لهم فور تبلغهم الدعوة الى جلسة مجلس الوزراء وجدول الاعمال المرفق بها، في وقت تنفست قيادات في الاكثرية والمعارضة الصعداء ازاء تلقيها انباء عن تأجيل ثانٍ للقرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والمتضمن كما يتردد اتهاماً لعناصر من حزب الله بالضلوع في هذه الجريمة بعد التأجيل الاول الذي كان للمملكة العربية السعودية الدور الأبرز في حصوله.

وهذا ما أشار إليه الرئيس بري في ردة فعله الأولية مساء أمس عند تلقيه من أحد مساعديه خبراً اعلامياً يفيد برفع مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار قراره الاتهامي الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين إذ قال "اذا صح مثل هذا الخبر فانه سيكون طعنة في ظهر المملكة العربية السعودية أولاً قبل ان يكون طعنة في ظهر سوريا والمعارضة اللبنانية". ولم يمض وقت قليل على كلام بري هذا حتى أطلت المسؤولة عن مكتب التواصل التابع للمحكمة الدولية وجد رمضان عبر شاشات التلفزة لتنفي صحة الخبر المذكور الذي ارتاب منه رئيس البرلمان، ولتوضح في بداية حديثها "بان لا قرار ظنياً في المرحلة الراهنة" قبل أن تستدرك لدى طرح السؤال عليها مرة ثانية عن موعد صدور هذا القرار وما تعنيه بـ "المرحلة الراهنة" بالقول إن مكتب بلمار سيعلن عن ذلك فور حصوله، لافتة في الوقت نفسه الى "ان هذا القرار لن يبصر النور قبل ان يطلع عليه القاضي فرانسين الذي بامكانه رفضه او القبول به او طلب تعديل فقرات فيه"، مع التأكيد بأن "لا مهلة محددة امام الأخير للبت في موضوع القرار الاتهامي المرفوع اليه من قبل بلمار فقد يستغرق الامر يومين او ثلاثة حتى شهر او اكثر. اوساط لبنانية متابعة علقت على ما سمعته من رمضان مشيرة الى ان بيروت ودمشق كانتا قد وضعتا في أجواء تفيد بارجاء موعد صدور القرار الظني، الذي قيل انه سيبصر النور في منتصف الشهر الجاري، الى العام المقبل مما يعني امكانية تمضية اللبنانيين عيدي الميلاد ورأس السنة بهدوء كما فعلوا في عيد الأضحى المبارك السابق بعد ان كثرت التكهنات القائلة يومها بأن ولادة القرار متوقعة بين لحظة وأخرى.

 

وثائق "ويكيليكس" لتعرية إدارة أوباما؟

المستقبل اللبنانية /خيرالله خيرالله

الاكيد ان الوثائق السرية الاميركية التي نشرها موقع "ويكيليكس" مهمة. انها مهمة من ناحية وحيدة، اقلّه في الجانب العربي منها. كشفت الوثائق ما يعرفه المواطن العادي من المحيط الى الخليج وهو ان المشكلة الاكبر للانظمة العربية اسمها دولة معينة غير عربية. لم يكن المواطن العادي في حاجة الى الوثائق ليعرف طبيعة المشكلة التي تؤرق القيادات العربية، او على الاصح اين مكمن الهمّ العربي. جاءت الوثائق لتؤكد المؤكد لا اكثر ولا اقلّ.

هذا لا يعني في اي شكل ان هناك عداء عربيا لايران او غيرها بمقدار ما انه يكشف ان العرب عموما، خصوصا في ضوء ما يجري في لبنان وما جرى ويجري في العراق او اليمن او منطقة الخليج، مصابون بحيرة وهم في حاجة الى من يطمئنهم الى ان السياسة الايرانية لا تستهدف اثارة القلاقل والمشاكل والحساسيات المذهبية... التي لا تخدم في نهاية المطاف سوى المشروع الاسرائيلي القائم على تفتيت المنطقة العربية عن طريق ايجاد تباعد بين المذاهب والطوائف لتبرير الاعتراف باسرائيل بصفة كـ"دولة يهودية" واعتبار القدس "عاصمة لليهود" في العالم. ابعد من وثائق "ويكيليكس"، لا بدّ من طرح سؤال يتعلق بعملية تسريب الوثائق. كيف يمكن تسريب هذا العدد الكبير من الرسائل السرية التي تهم الادارة الاميركية والتي توضح الى حد كبير ما الذي يريده الزعماء والمسؤولون في الشرق الاوسط واوروبا وانحاء مختلفة من العالم من القوة العظمى الوحيدة وكيف يفكّر هؤلاء. الجواب عن هذا السؤال ان هناك، على الارجح، مجموعة من المسؤولين تولت تغطية عملية تسريب الوثائق. ما الهدف من ذلك؟ يبدو واضحا ان المطلوب تعرية ادارة الرئيس باراك اوباما. يبدو واضحا ان باراك اوباما هو المستهدف. هناك في داخل المؤسسة العسكرية والامنية من يريد القول له انه غير قادر حتى على حماية الاسرار الاميركية.

ما نشهده حاليا ليس فضيحة لهذا الزعيم او المسؤول في هذه الدولة العربية او الاوروبية او تلك. الفضيحة فضيحة اميركية قبل اي شيء آخر. هناك ادارة اميركية لا تستطيع المحافظة على اسرار الدولة. من الآن فصاعدا لن يعود في استطاعة اي موظف حكومي في اي بلد كان التحدث مع اي مسؤول اميركي بصراحة. عليه ان يتأكد من ان ما يقوله لن يؤدي الى ردود فعل سلبية جراء تسريب الحديث الى "ويكيليكس" او موقع مشابه.

مرة اخرى، انها فضيحة اميركية بكل معنى الكلمة. ما هذه الدولة العظمى، بل القوة العظمى الوحيدة في العالم، التي لا تستطيع المحافظة على المراسلات السرية بين سفاراتها ووزارة الخارجية. كيف يمكن الوثوق بهذه القوة العظمى بعد الآن؟ هل سيبقى هناك زعيم واحد قادر على مصارحة السفير الاميركي برأيه الحقيقي، ام بات عليه التعاطي مع السفير او مع اي مسؤول يزوره بتحفظ شديد؟ ربما سيكون عليه التحدث الى المسؤول الاميركي بلغة الاشارات كي لا ينقل عن لسانه كلاما محددا يصل في نهاية المطاف الى جهة ليس مفروضا بها معرفة رايه.

في كل الاحوال، لم تقتصر الوثائق التي سربتها "ويكيليكس" على اللقاءات التي عقدها مسؤولون او مبعوثون اميركيون مع شخصيات عالمية. كانت هناك وثيقة تدعو الديبلوماسيين الاميركيين الى ان يكونوا جواسيس. كان يمكن لهذه الوثيقة ان تمر مرور الكرام لو لم تكن عمليا تعليمات موجهة من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى موظفيها تحضهم فيها على جمع كل المعلومات التي يستطيعون الوصول اليها عن اي ديبلوماسيين يجرون اتصالات بهم وحتى عن كبار موظفي الامم المتحدة، بمن فيهم الامين العام بان كي مون.

ياتي ذلك في اطار ما يسمى التجسس المباشر على الآخر وجمع المعلومات الخاصة بالاشخاص، وهو ما لا تستطيع القيام به اجهزة المراقبة او التنصت...

سيتوجب مستقبلا على كل من يقيم علاقة او يجري اتصالا مع ديبلوماسي اميركي التصرف بطريقة مختلفة. سيعتبر اي شخص على علاقة بديبلوماسي اميركي انه يتعاطى مع جاسوس معلن على استعداد لنشل محفظته وتصوير بطاقات الائتمان التي في داخلها!

يقول ديبلوماسي اميركي متقاعد امضى ربع قرن في خدمة وزارة الخارجية ان ما يقلقه اكثر من اي شيء آخر ان توجيهات وزيرة الخارجية تسيء الى العمل الديبلوماسي. لم يعد هناك فارق بين الديبلوماسي والموظف في وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي. أي). يخلص هذا الديبلوماسي الى تاكيد ان الولايات المتحدة التي تشكو دائما من تشويه لصورتها في العالم، انما تعمل كل شيء من اجل افشال اي محاولة لتحسين هذه الصورة. بعد الآن، لن يتوجب على اي مسؤول في اي مكان في العالم التفكير مليا قبل الادلاء برأي امام ديبلوماسي او مبعوث اميركي فحسب، بل سيكون على الديبلوماسي الاميركي نفسه اخذ كل وقته قبل صياغة التقرير الذي ينوي ارساله الى وزارة الخارجية. على الديبلوماسي ان يأخذ في الاعتبار ان تقريره لم يعد سريا وان هناك في واشنطن من يهمه تعرية ادارة اوباما. ربما كان الهدف من كل تسريبات "ويكيليكس" اظهار الرئيس الاميركي الاسود بانه لا يستأهل ثقة الاميركيين وانه ليس مؤهلا لأن يكون رئيسا للقوة العظمى الوحيدة في العالم نظرا الى انه غير قادر حتى على المحافظة على اسرار الدولة. هل هي حرب مكشوفة يشنها المحافظون واليمين المتطرف على اوباما للحؤول دون تمكينه من الحصول على ولاية ثانية؟

 

مؤتمر المغتربين العرب" واصل اعماله في مقر الجامعة العربية

جمعة:خطوة اولى لتفعيل وتأمين التواصل بين الجاليات العربية وأوطانها لأم

وطنية - 6/12/2010 - واصل "مؤتمر المغتربين العرب" أعماله في مقر جامعة الدول العربية، وترأس يومه الثالث والأخير المدير العام للمغتربين اللبنانيين هيثم جمعة جلسة العمل السادسة في القاعة الأندلسية بعنوان "تقييم البدائل المقترحة لإيجاد إطار تنظيمي ومعلوماتي للمغتربين العرب"، حيث افتتح الجلسة مشيرا الى "ان إنعقاد هذا المؤتمر كان ثمرة عمل لمجموعة من الجنود المجهولين في اللجنة التحضيرية التي دأبت منذ سنة على التحضير له".

وقال:"هذاالمؤتمر هو الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح الذي يرسم مستقبل الإغتراب العربي وتفعيله وتأمين جسور التواصل بين الجاليات العربية وأوطانهاالأم، ونتمنى ان يخرج بتوصيات تأتي على مستوى طموح المغتربين العرب وآمالهم"،لافتا الى "انه علينا أن نحصد في هذا المؤتمر ما زرعناه من جهود وعمل دؤوب لتحقيق الأهداف النبيلة والسامية التي يريدها العرب على المستويين الرسمي والمدني".

وتمنى "أن ينجح المؤتمر لأنه على نجاحه نحاكي المستقبل الواعد لكل العرب المقيمين والمغتربين"، داعيا "الى إجراء مسح للطاقات الإغترابية وتوثيقها".

وقدم القنصل حكمت ناصر ورقة العمل الأولى بعنوان "اقتراح مشروع خطة من أجل تأسيس إطار تنظيمي عربي إغترابي: واقع وأسى"، وقال:"للأسف فإن بعض البلدان العربية لا تعرف حتى الآن كيفية الإستفادة من القوى الإغترابية وخيراتها، مع ان هؤلاء المغتربين يحفظون عاطفة عميقة ومؤثرة للعالم العربي وأن يكونوا عونا له في جهده الوطني، لا أن ينظر اليهم على أنهم شيك في بنك الوطن أو مجرد مجموعات مهاجرة فحسب".

وطالب ب"إعطاء المؤسسات الإغترابية الحرية في العمل ومساعدتها على توفير الشروط التي تجعل منها شخصية مستقلة لا عن وطنها الأصلي بل عن تناقضاته السياسية"، مشددا على ضرورة "تأمين التواصل بين المغتربين العرب بواسطة الوزارات او المؤسسات المعنية بالإغتراب والهجرة".

ودعا الى "تنظيم العلاقة بين العالمين العربي والإغترابي والى التنظيم الإداري في العالم العربي من خلال مجلس تنفيذي يتشكل في دائرة جغرافية مركز الوطن الأم لكل جالية عربية لمعرفة الطاقات والإمكانيات التي تختزنها الجاليات العربية، والى إنشاء مصلحة اقتصادية وفنية لدراسة المشاريع القابلة للنجاح في العالم العربي وإطلاق المشاريع في الزراعة والصناعة، وإنشاء مصلحة ثقافية وإعلامية الغاية منها توعية المغتربين والمتحدرين ونشر التراث العربي ومقومات البلدان العربيةالحضارية ونضال شعوبها".

وركز على "الإهتمام بالصحافة والإعلام الإغترابي في داخل الدول العربية وخارجها، فضلا عن الإهتمام بتعليم اللغة العربية وإنشاء روضات للأطفال العرب وغيرها من الوسائل التي تقرب المسافة بين الجاليات العربية وأوطانها،إضافة الى الإهتمام بالرياضة من خلال إقامة لقاءات رياضية جماعية بين المغتربين العرب".

وختم ناصر ورقته بتشجيع تأسيس هيئات ومجالس إغترابية عربية منوعة حسب المهن والإختصاصات، وتحدث عن تجربة مجلس العمل البلجيكي - اللبناني الذي يرأسه منذ سنوات.

وقدمت عضو الوفد اللبناني الدكتورة منى التمر مداخلة اقترحت فيها "تشكيل لجنة علمية أكاديمية عربية لتأمين التواصل بين المغتربين العرب والجامعات العالمية، ويمكن أن تقدم دراسات وأبحاث حول كثير من المجالات العلمية والفكرية والتكنولوجية"، متمنية "على جامعة الدول العربية أن تتبنى هذا الإقتراح".

كذلك تحدث الأمين العام المساعد في الجامعة الثقافية القنصل رمزي حيدر عن معاناة المغتربين العرب واللبنانيين في القارة الأفريقية جراء ما يحصل من اضطرابات ونكبات، فضلا عن كثير من الكوارث الطبيعية، مطالبا ب"إعطاء الإغترابي العربي في افريقيا ما تستحق من الأهمية والرعاية، وتشكيل لجنة طوارىء اغترابية عربية تشرف عليها الامانة العامة لجامعة الدول العربية".

وختم مشددا "على أهمية التواصل الرسمي العربي مع الجاليات العربية والحكومات الأفريقية المعنية".