المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 06 تشرين الثاني/10

 

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 15/35-58/قيامة الجسد

ويسأل أحدكم: كيف يقوم الأموات، وفي أي جسم يعودون؟ يا لك من جاهل! ما تزرعه لا يحيا إلا إذا مات وما تزرعه هو مجرد حبة من الحنطة مثلا، أو غيرها من الحبوب، لا جسم النبتة كما سيكون، والله يجعل لها جسما كما يشاء، لكل حـبة جسم خاص.  وما الأجسام الحية كلها سواء، فللإنسان جسم وللحيوان جسم آخر، وللطير جسم وللسمك جسم آخر.  وهناك أجسام سماوية وأجسام أرضية. فللأجسام السماوية بهاء، وللأجسام الأرضية بهاء آخر.  الشمس لها بهاء والقمر له بهاء آخر، وللنجوم بهاؤها، وكل نجم يختلف ببهائه عن الآخر.  وهذه هي الحال في قيامة الأموات: يدفن الجسم مائتا ويقوم خالدا.  يدفن بلا كرامة ويقوم بمجد. يدفن بضعف ويقوم بقوة.  يدفن جسما بشريا ويقوم جسما روحانيا. وإذا كان هناك جسم بشري، فهناك أيضا جسم روحاني.  فالكتاب يقول: كان آدم الإنسان الأول نفسا حية، وكان آدم الأخير روحا يحيي.  فما كان الروحاني أولا، بل البشري، وكان الروحانـي بعده.  الإنسان الأول من التراب فهو أرضي، والإنسان الآخر من السماء.  فعلى مثال الأرضي يكون أهل الأرض، وعلى مثال السماوي يكون أهل السماء.  ومثلما لبسنا صورة الأرضي، فكذلك نلبس صورة السماوي.  أقول لكم، أيها الإخوة، إن اللحم والدم لا يمكنهما أن يرثا ملكوت الله، ولا يمكن للموت أن يرث الخلود.  واسمعوا هذا السر: لا نموت كلنا، بل نتغير كلنا، في لحظة وطرفة عين، عند صوت البوق الأخير، لأن صوت البوق سيرتفع، فيقوم الأموات لابسين الخلود ونحن نتغير.  فلا بد لهذا المائت أن يلبس ما لا يموت، ولهذا الفاني أن يلبس ما لا يفنى.  ومتى لبس هذا المائت ما لا يموت، ولبس هذا الفاني ما لا يفنى، تم قول الكتاب: الموت ابتلعه النصر.  فأين نصرك يا موت؟ وأين يا موت شوكتك؟  وشوكة الموت هي الخطيئة، وقوة الخطيئة هـي الشريعة.  فالحمد لله الذي منحنا النصر بربنا يسوع المسيح.  فكونوا، يا إخوتي الأحباء، ثابتين راسخين، مجتهدين في عمل الرب كل حين، عالمين أن جهدكم في الرب لا  يضيع.

 

البيان الذي صدر امس بعد لقاء بكركي وحمل عنوان نداء من أجل لبنان

إدراكاً منا للخطر الذي يتهدد أمن المنطقة واستقرارها والوجود المسيحي فيها، جراء رفض اسرائيل إقامة سلام عادل وشامل على أساس قرارات الشرعية الدولية، وجراء تنامي التطرف الديني الذي كان من آخر ضحاياه عشرات المصلين في كنيسة بغداد ، وهو الخطر الذي دفع قداسة البابا بنيدكتس السادس عشر الى عقد "السينودوس من أجل كنائس الشرق الأوسط",

واقتناعاً منا بأن الأزمة الوطنية الحادة التي تعاني منها البلاد لم تعد محصورة بخلافات من طبيعة سياسية بل تعدتها لتطال جوهر الخيارات الوطنية التي قام عليها لبنان، بعد أن أعلنت قوى محلية وإقليمية عزمها على سلخ لبنان عن محيطه العربي وعن المجتمع الدولي، ودفعه بالإكراه نحو خيارات مناقضة لتاريخه وعقده الوطني، متجاوزة مؤسساته الدستورية وإرادة الأكثرية اللبنانية التي عبرت عنها نتائج الانتخابات النيابية في الدورتين الأخيرتين،

وشعوراً منا بخطورة وضع اللبنانيين أمام  معادلة ظالمة ومستحيلة -  التنكّر للعدالة حفاظاً على السلم الأهلي، أو التضحية بالسلم الأهلي من أجل العدالة - ودعوتهم تحت تهديد السلاح الى العمل على إلغاء  المحكمة الدولية،

وادراكاً منا بأن الجمهورية هي اليوم في خطر نتيجة الابتعاد عن فكرة الدولة ورفض الاحتكام لمؤسساتها وتقييدها بشروط فئوية أدت الى شل عملها، 

نعلن، نحن المجتمعين هنا، أن لبنان، كياناً ونظاماً ديموقراطياً ومجالاً مفتوحاً على العالم، هو اليوم بخطر شديد. وهو خطر يطال كل اللبنانيين، المسيحيين منهم الذين يخشون، وعن جق، أن يصيبهم ما أصاب إخوانهم في العالم العربي جراء سقوط الدولة في بلدانهم وسيطرة التطرف الديني، والمسلمين منهم الذين يخشون، وعن حق، أن تنتقل الفتنة التي اشتعل فتيلها في بعض العالم العربي الى الداخل اللبناني.

وعليه، ندعو  اللبنانيين، جميع اللبنانيين، المؤمنين بوطنهم النهائي لجميع أبنائه الى يقظةٍ وطنية في مستوى التحدي المصيري دفاعاً عن لبنان،

لبنان الحرية والتنوع في مواجهة المشاريع الشمولية،

لبنان السيد المستقل في مواجهة مشاريع الاستتباع،

لبنان العدالة في مواجهة القمع والاستبداد،

لبنان الصيغة الفريدة للعيش المشترك في مواجهة الفتن الطائفية والمذهبية،

لبنان الدولة الواحدة في مواجهة مشاريع الدويلات،

لبنان النموذج في محيطه العربي في مواجهة المشاريع الهادفة الى تحويله رأس حربة ضد العالم العربي،

لبنان القوي القادر بوحدة شعبه وجيشه ودعم اشقائه العرب ومساندة الشرعية الدولية على مواجهة أطماع اسرائيل.

ندعو وندعم رئيس الجمهورية، بوصفه رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، الى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تنفيذ أحكام الدستور والعمل على وضع حدٍّ لازدواجية السلاح وحصر مسؤولية الدفاع عن لبنان بالقوى الشرعية مدعومة من الشعب اللبناني وتثبيت حقُّ اللبنانيين في وطنٍ لا يكون ساحةً دائمة للحرب من أجل مصالح خارجية أو حزبية، وطنٍ تحتكر فيه الدولةُ القوةَ المسلحة، من دون شريك، وحيث سيادتُها مبسوطةٌ على جميع أراضيها والمقيمين. كذلك ندعوه الى مطالبة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها في حماية لبنان من الهجمة التي يتعرض لها والتي من شأنها أن تضرب استقرار المنطقة العربية بأسرها، ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداته حيال لبنان، لا سيما القرارين 1701 و1757.

وندعو شركاءنا في الوطن الى العمل معاً لانقاذ لبنان من الأخطار التي تتهدده. "فنحن – والكلام لبطاركة الشرق الكاثوليك - مسيحيين ومسلمين، مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ" . "فخلاص لبنان، كما جاء في المجمع البطريركي الماروني، يكون لكلّ لبنان أو لا يكون، ويقوم بكلّ لبنان أو لا يقوم، ذلك أنّه ليس من حلّ لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى". فمن هذا المنطلق، علينا أن نعمل معاً على تجاوز الحساسيات الطائفية والمذهبية التي انبعثت على نحو لم تشهده البلاد من قبل، وحماية أنفسنا من تكرار التجارب المأساوية التي عشناها على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وذلك من خلال عودتنا جميعاً  الى الدولة وبشروط الدولة، لا بشروط طائفة أو حزب.

وندعو أخيراً المسيحيين الى استعادة الدور الذي لعبوه منذ عصر النهضة وصولاً إلى معركة الاستقلال التي انطلقت في العام 2000 مع نداء المطارنة الموارنة الشهير، والانضواء تحت الثوابت الوطنية للكنيسة، وتحمل مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن لبنان الكيان. إن الظرف خطير والتاريخ لا يرحم، فمستقبل لبنان هو اليوم أمانةٌ في عهدة كل واحد منا.

 

اللقاء المسيحي الموسع في بكركي برعاية البطريرك: ندعو اللبنانيين الى يقظة وطنية في مستوى التحدي دفاعا عن الوطن

لبنان في خطر شديد وعلى رئيس الجمهورية وضع الجميع أمام مسؤولياتهم

وإنهاء ازدواجية السلاح وحصر مسؤولية الدفاع بالقوى الشرعية وحدها

على المسيحيين أن يستعيدوا دورهم وينضووا تحت ثوابت الكنيسة

صفير: لتضامن الجميع وتكاتفهم من أجل إنقاذ البلد مما يتخبط فيه

جعجع: متمسكون بالطائف ولا لدوحة-2 ولا يحق لفريق فرض رأيه على الآخرين

وطنية - 5/11/2010 - عقد اللقاء الموسع الذي تداعت إليه قيادات مسيحية في الصرح البطريركي في بكركي، العاشرة والربع قبل ظهر اليوم في صالون الصرح الكبير، لدعم مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ولإطلاق نداء من أجل لبنان. وشارك في اللقاء، إضافة إلى البطريرك صفير، الرئيس أمين الجميل، والوزراء: بطرس حرب، ميشال فرعون، ابراهيم نجار، جان أوغاسابيان، والنواب: شانت جنجنيان، فؤاد السعد، إيلي ماروني، أنطوان زهرا، روبير غانم، نبيل دو فريج، فادي الهبر، سامر سعادة، سيبوه قالبكيان، إيلي كيروز، جورج عدوان، رياض رحال، نديم الجميل، فريد مكاري، فريد حبيب، نضال طعمة، هادي حبيش، دوري شمعون، سيرج طورسركيسيان، ستريدا جعجع، جوزف معلوف، طوني أبو خاطر، عاطف مجدلاني. كذلك شارك النواب والوزراء السابقون: صلاح حنين، غطاس خوري، فارس سعيد، سمير فرنجية، الياس عطاالله، جواد بولس، نايلة معوض، صولانج الجميل، إدمون رزق، أنطوان إندراوس، إضافة إلى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده، إضافة إلى إدي إبي اللمع، ميشال خوري، كميل دوري شمعون وسجعان قزي. واستهل البطريرك صفير اللقاء بكلمة ترحيبية بعيدا عن الاعلام شدد فيها على "ضرورة تضامن جميع اللبنانيين وتكاتفهم في هذه المرحلة لإنقاذ البلد مما يتخبط به".

الجميل

وصدر عن اللقاء الذي استمر نحو ساعة وربع ساعة نداء تلاه الرئيس الجميل جاء فيه: "إدراكا منا للخطر الذي يتهدد أمن المنطقة واستقرارها والوجود المسيحي فيها جراء رفض اسرائيل إقامة سلام عادل وشامل على اساس قرارات الشرعية الدولية وتنامي التطرف الديني الذي كان من آخر ضحاياه عشرات المصلين في كنيسة بغداد، وهو الخطر الذي دفع قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر الى عقد السينودس من اجل كنائس الشرق الاوسط.

واقتناعا منا بأن الازمة الوطنية الحادة التي تعانيها البلاد لم تعد محصورة بخلافات من طبيعة سياسية بل تعدتها لتطول جوهر الخيارات الوطنية التي قام عليها لبنان، بعدما أعلنت قوى محلية واقليمية عزمها على سلخ لبنان عن محيطه العربي وعن المجتمع الدولي، ودفعه بالاكراه نحو خيارات مناقضة لتاريخه وعقده الوطني، متجاوزة مؤسساته الدستورية وارادة الاكثرية اللبنانية التي عبرت عنها نتائج الانتخابات النيابية في الدورتين الاخيرتين.

وشعورا منا بخطورة وضع اللبنانيين أمام معادلة ظالمة ومستحيلة - التنكر للعدالة حفاظا على السلم الاهلي، او التضحية بالسلم الاهلي من اجل العدالة، ودعوتهم تحت تهديد السلاح الى العمل على الغاء المحكمة الدولية.

وإدراكا منا أن الجمهورية هي اليوم في خطر نتيجة الابتعاد عن فكرة الدولة ورفض الاحتكام الى مؤسساتها وتقييدها بشروط فئوية ادت الى شل عملها، نعلن نحن المجتمعين هنا، ان لبنان، كيانا ونظاما ديموقراطيا ومجالا مفتوحا على العالم، هو اليوم بخطر شديد، وهو خطر يطول كل اللبنانيين، المسيحيين منهم الذين يخشون عن حق أن يصيبهم ما أصاب اخوانهم في العالم العربي جراء سقوط الدولة في بلدانهم وسيطرة التطرف الديني، والمسلمين منهم الذين يخشون عن حق أن تنتقل الفتنة التي اشتعل فتيلها في بعض العالم العربي الى الداخل اللبناني.

وعليه، ندعو اللبنانيين، جميع اللبنانيين، المؤمنين بوطنهم النهائي لجميع ابنائه الى يقظة وطنية في مستوى التحدي المصيري دفاعا عن لبنان، لبنان الحرية والتنوع في مواجهة الشمولية، لبنان السيد المستقل في مواجهة مشاريع الاستتباع، لبنان العدالة في مواجهة القمع والاستبداد، لبنان الصيغة الفريدة للعيش المشترك في مواجهة الفتن الطائفية والمذهبية، لبنان الدولة الواحدة في مواجهة مشاريع الدويلات، لبنان النموذج في محيطه العربي في مواجهة المشاريع الهادفة الى تحويله رأس حربة ضد العالم العربي، لبنان القوي القادر بوحدة شعبه وجيشه ودعم أشقائه العرب ومساندة الشرعية الدولية على مواجهة أطماع اسرائيل.

ندعو وندعم رئيس الجمهورية بوصفه رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، الى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تنفيذ أحكام الدستور، والعمل على وضع حد لازدواجية السلاح وحصر مسؤولية الدفاع عن لبنان بالقوى الشرعية مدعومة من الشعب اللبناني، وتثبيت حق اللبنانيين في وطن لا يكون ساحة دائمة للحرب من أجل مصالح خارجية او حزبية، وطن تحتكر فيه الدولة القوة المسلحة، من دون شريك وحيث سيادتها مبسوطة على جميع اراضيها والمقيمين. كذلك ندعوه الى مطالبة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها في حماية لبنان من الهجمة التي يتعرض لها والتي من شأنها ان تضرب استقرار المنطقة العربية بأسرها، ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداته حيال لبنان، لا سيما القرارين 1701 و1757.

وندعو شركاءنا في الوطن الى العمل معا لإنقاذ لبنان من الاخطار التي تتهدده، فنحن، والكلام لبطاركة الشرق الكاثوليك مسيحيين ومسلمين، مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ. فخلاص لبنان كما جاء في المجمع البطريركي الماروني، يكون لكل لبنان او لا يكون ويقوم بكل لبنان او لا يقوم، ذلك انه ليس من حل لمجموعة دون اخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى. فمن هذا المنطلق علينا ان نعمل معا على تجاوز الحساسيات الطائفية والمذهبية التي انبعثت على نحو لم تشهده البلاد من قبل، وحماية انفسنا من تكرار التجارب المأسوية التي عشناها على مدى اكثر من ثلاثة عقود، وذلك من خلال عودتنا جميعا الى الدولة وبشروط الدولة، لا بشروط طائفة أو حزب.

وندعو أخيرا المسيحيين الى استعادة الدور الذي لعبوه منذ عصر النهضة وصولا الى معركة الاستقلال التي انطلقت عام 2000 مع نداء المطارنة الموارنة الشهير، والانضواء تحت الثوابت الوطنية للكنيسة، وتحمل مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن لبنان الكيان. إن الظرف خطير والتاريخ لا يرحم، فمستقبل لبنان هو اليوم امانة في عهدة كل واحد منا".

جعجع

ورأى جعجع في دردشة مع الصحافيين على الاثر "أن ما استدعى هذا اللقاء هو الظروف الدقيقة التي تمر فيها البلاد، وخصوصا أننا في مواجهات تحديات كبيرة أهمها الوضع المتفجر في المنطقة، والذي قد ينعكس علينا دون ان يكون لنا ناقة ولا جمل في ما يحدث، وهنا طبعا أتحدث عن الجبهة الداخلية، اي حسن سير إدارة الدولة والتزام النظام والمؤسسات الدستورية، والمحكمة الدولية وما يسمى شهود الزور ومشاريع الكهرباء وغيرها، وهذا أمر طبيعي يجري في كل مجتمع. لكن ما هو غير طبيعي، وما جرى بالامس، يبين أن الفريق الآخر يريد ذهاب الامور الى خارج المؤسسات الشرعية، في حين أن علينا التمسك بالمبادئ الأساسية للطائف وميثاق العيش المشترك، وأول نقطة من هذا الميثاق أنه لا يجوز أن يفرض أي فريق رأيه على الآخر". ولفت الى أن "لدينا فسحة أمل هي الحد الأدنى من الدولة، فلدينا رئيس جمهورية ورئيس حكومة وحكومة (حتى إشعار آخر) ورئيس مجلس نواب وقوى أمنية وإدارات الدولة، وما دام المسؤولون في الدولة وبخاصة الرؤساء الثلاثة مصرين على تحمل مسؤولياتهم، نستطيع أن نقول إن الأمور بخير، وعلينا البقاء وراء المرجعيات الرسمية ودعم المؤسسات الشرعية ومتابعة حياتنا بشكل طبيعي".

وأشار الى أن "بعض الأفرقاء الآخرين كأنهم مكلفون مهمة معينة تذهب بغير اتجاه ثوابتهم واقتناعاتهم، ففضلنا أن يكون الإجتماع للمسيحيين الذين نلتقي معهم اليوم بالآراء ولديهم حرية اتخاذ القرار". وقال: "لسنا في قرنة شهوان، نحن في عصر 14 آذار، وهذا الإجتماع خاص لأن بكركي لم تكن يوما على هامش ما يحصل في لبنان، والمسيحيون لهم دورهم التاريخي في البلد، ولديهم رأيهم، وهم حماة الدولة والنظام، وكان عليهم تأكيد هذا الدور مجددا. ولا أعتقد أن المظلات العربية تستطيع فعل أي شيء أكثر مما فعلته، والمرجعيات الرسمية الداخلية عليها أن تمسك الأمور بيد من حديد".

وذكر بأن "الصرح البطريركي في بكركي مواقفه مستقلة منذ 1920، ونابعة من عيشه المباشر مع اللبنانيين وتاريخه الطويل ومجموعة المبادئ الكنسية الثابتة منذ مئات السنوات".

وكشف جعجع عن "مجموعة خطوات سياسية ستتخذ، كلها ستتم تجاه المرجعيات الرسمية، وسنساند رئيس الجمهورية ليستمر في تحمل مسؤولياته، ورئيسي مجلس النواب والحكومة".

وأكد أن "لا أحد يستطيع استعمال بكركي، ولا يمكن لأحد أن يؤثر عليها، والدليل نداء المطارنة الموارنة عام 2000، بل أستطيع القول إننا نحن الذين نتأثر ببكركي. فنحن لسنا ضد "حزب الله" أو ميشال عون، بل نريد أن نعيش في ظل دولة ونريد ممارسة ديموقراطيتنا".

وشدد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك "دوحة 2"، وعلى الأفرقاء مراجعة حساباتهم على هذا الأساس"، معتبرا ان "اتفاق الدوحة كان استثناء ولا يجوز تكراره".

وأضاف: "أينما التقينا مع الأفرقاء الآخرين نتكلم الكلام نفسه، ويا للأسف لم نلتق أمس على طاولة الحوار، ولكن التهديد لن يصل الى أي مكان. فنحن نريد استنهاض اللبنانيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص ليكونوا على بينة مما يحصل في لبنان، وعلى الفريق الآخر أن يعرف ان هناك فريقا غيره في البلد".

وطمأن الى أنه "بوجود رئيس جمهورية ورئيس حكومة، والمؤسسات الأمنية الحالية، أشعر بأنهم لن يتركوا اللبناني لمصيره، ولن يسمحوا لأحد أن يعتدي على أحد".

وسئل جعجع: في البيان الذي تلاه الرئيس الجميل كلام عن سلخ لبنان عن المنطقة العربية، فلماذا لا تقومون بخطوات في اتجاه سوريا لحل هذا الوضع كما فعل رئيس الحكومة؟ اجاب: "ما قام به رئيس الحكومة قام به باسم كل اللبنانيين من موقعه كرئيس حكومة، وأكبر دليل على ذلك أنه قبل أن يكون رئيسا للحكومة لم يقم بأي خطوة، إذن ما تصرف به كان باسمنا جميعا، ومن الصعب ان يقوم شخص آخر بما قام به الرئيس الحريري، وكان الجواب واضحا وصريحا بإصدار 33 مذكرة توقيف ليست لها قيمة بحق وزراء ونواب ومسؤولين وسياسيين واعلاميين وغيرهم، وان الانتربول الدولي لم يأخذ بأي مذكرة، وهذا دليل على عدم قيمتها".

 

إكتساح لطلاب الكتائب والقوات في جامعة سيدة اللويزة NDU وجامعة القديس يوسف USJ Huvelin بجميع كلياتها بالإضافة لمعهد إدارة الشركات IGE فيما فاز تحالف 8 أذار في الطبيّة والهندسة والعلوم       

 موقع الكتائب

5 Nov. 2010   

اجريت اليوم انتخابات الهيئة الطالبية في جامعة القديس يوسف بفروعها كافة وجامعة سيدة اللويزة ، وقد اظهرت النتائج فوز تحالف الكتائب اللبنانية والقوات وحلفائهم في 14 أذار في جامعة الـUSJ Huvelin بجميع كلياتها : العلوم السياسية – الحقوق – إدارة الأعمال – التأمين – الإقتصاد. ويذكر أنه للمرة الأولى منذ 5 سنوات تفوز 14 أذار في كلية الحقوق. كما تحقق فوز كاسح لتحالف الكتائب اللبنانية - القوات في إنتخابات جامعة سيدة اللويزة NDU بفوزهم على تحالف التيار - المرده - الطشناق بنتيجة 35 -1

وقد فاز تحالف الكتائب اللبنانية والقوات في إنتخابات جامعة الـUSJ IGE أو ما يعرف بمعهد إدارة الشركات.

طلاب الكتائب الفائزون في الـ USJ Huvelin :

- آن ماري باسيل (Assurance)

- أنطوني فغالي ( Droit)

- جو رومانوس ( Droit)

- ميرا عبدالله ( Sciences Politiques)

طلاب الكتائب الفائزون في USJ FM في السوديكو :

- سالي حجل ( Nutrition)

- جو بو حنا (Pharmacie)

- سيسيل فريحة ( Dentaire)

- جوزف الحاج ( Dentaire)

طلاب الكتائب الفائزون في USJ FS

- جوزيف الفرخ

- جورجينو منصور

- جويل صعب

- كمال صهيون

اما طلاب الكتائب الفائزون في إنتخابات الـ NDU فهم:

- طوني شمعون (Business)

- أنطوني ضو (business)

- مارك حوراني (Business)

- ايلي شمعون ( Engineering)

- ايلي سلامة (Engineering)

- سيزار مرهج (Engineering)

- أنطونيو جميّل ( Fine Arts)

- جورج عبد المسيح (Fine Arts)

- أشيليو أنجيليني ( Fine Arts)

- سيريل رعيدي ( Humanities)

- روي جرجس ( Nursing)

- غيدا معوض ( Political Sciences)

فوز المرشح الكتائبي الفرد عيراني في جامعة الـUSJ IGE أو ما يعرف بمعهد إدارة الشركات

فوز المرشح الكتائبي سدريك مانوكيان في جامعة القديس يوسف كلية الهندسة

الى ذلك ، تقدم رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب باتريك ريشا بالتهنئة من جميع الطلاب في جامعتي سيدة اللويزة والقديس يوسف بعد النهار الطويل الذي جرت في خلاله الانتخابات الطالبية مثنيا على الروح الديمقراطية الراقية التي تخللته رغم بعض الاشكالات الصغيرة التي وقعت.

واذ هنأ ريشا طلاب حزب الكتائب على وجه الخصوص لما أظهروه من رقي في التعامل وجدية وانضباطية فكانوا على قدر المسؤولية والحكمة ولم ينجروا الى الاشكالات والخلافات بل سعوا الى ان يكونوا صلة وصل لا حاجز تفرقة، تمنى عليهم وعلى جميع الطلاب من مختلف الاتجاهات السياسية الذين تنافسوا اليوم في هذا الاستحقاق الجامعي الهام، ان يواظبوا على العمل من اجل جمع الطلاب تحت راية العلم والحضارة والديمقراطية طوال السنة الدراسية المقبلة، نابذين اي شكل من التقسيم والخلاف والتقاتل ما يضعفهم ويؤخر مسيرتهم نحو مستقبل راق ومتحضر.

وتوجه الى الطلاب المسيحيين طالبا منهم السعي نحو رصّ الصفوف والوحدة ولم الشمل والابتعاد عن التجاذبات التي لا تصب لا في مصلحة اللبنانيين عموما ولا المسيحيين. خصوصا.

وهنأ ريشا طلاب حزب الكتائب الفائزين في الانتخابات سيما ان اكثر من 90 في المئة من طلاب الكتائب المرشحين حققوا الفوز، وحلفائهم في 14 آذار، وجميع الطلاب الفائزين من الفريق الآخر، متمنيا ان تكون السنة الدراسية المقبلة جسرا متينا اضافيا نضعه نحو الغد المشرق الذي نريده جميعا لوطننا لبنان

  

معطيات القرار الظني تتجاوز "داتا" الاتصالات إلى صور وشاهد جديد

 "السياسة" - خاص: شفت بعض المعلومات أن "حزب الله" بات يملك معطيات دقيقة عن مضمون القرار الظني المتوقع صدوره قبل نهاية الشهر الجاري أو مطلع ديسمبر المقبل, خصوصاً للحيثيات التي قد يستند إليها القرار لعناصر من الحزب بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وعلمت "السياسة" أن "داتا الاتصالات" ليست الدليل الوحيد الذي يعتمد عليه المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار, وأن هناك دلائل أخرى عدة تشكل ركيزة أساسية في بنية هذا القرار. وفي حين كان "حزب الله" يتداول معطيات عن أنه قد يكون تعرض لكمين من خلال استدراج مجموعة منه لمراقبة العميل الإسرائيلي غسان الجد في منطقة السان جورج بينما كان الهدف من ظهور هذا العميل هو استدراج الحزب إلى هذه المنطقة تحديداً قبل دقائق من عملية التفجير التي استهدفت موكب الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005, إلا أن الحزب فوجئ بالمعطيات الإضافية التي توافرت لدى التحقيق الدولي من أجل الاستناد عليها لتوجيه الاتهام إلى عناصر من الحزب.

وتشير المعلومات إلى أن أبرز هذه المعطيات الإضافية على "داتا الاتصالات" الهاتفية هو أن بعض الخطوط الهاتفية نفسها استخدمت مرتين بعد اغتيال الحريري: قبل محاولة اغتيال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر, وقبل اغتيال الصحافي سمير قصير, ما يعني أن الجهة التي نفذت هذه الاغتيالات هي واحدة.

أما الدليل الثاني المهم الذي يعتمد عليه القرار الظني فهو توافر صور لمركبة "الميتسوبيشي" التي استخدمت في التفجير بموكب الحريري ومراقبتها من المكان الذي خرجت منه حتى إيقافها في مسرح الجريمة.

أما الدليل الثالث فيتعلق بصور موثقة لعناصر حزبية لبنانية في الدائرة القريبة من منطقة "السان جورج" موقع التفجير الذي استهدف موكب الرئيس الحريري.

لكن ما يتداوله أيضاً مسؤولون في الحزب عن معطياته عن مضمون القرار الظني, هو وجود شاهد على ضلوع مسؤولين في "حزب الله" في عملية الاغتيال, وهو شاهد يبدو أنه على جانب كبير من الأهمية لدى المدعي العام دانيال بيلمار الذي يعتقد أن الشاهد كان من المقربين جداً من القائد العسكري ل¯"حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل بتفجير سيارته في العاصمة السورية دمشق, وإن كان الحزب يهزأ من هذا الشاهد ويقول إنه لم يكن على أي علاقة قريبة من مغنية.

ويبدو أن "حزب الله" الذي تمكن من اختراق سرية التحقيق الدولي واطلع على جزء من مضمونه قد أنجز تحضيراته الكاملة لمواجهة القرار الظني.

وبحسب مقربين من دائرة القرار في "حزب الله", فإن الأخير أعد خطة متدرجة لهذه المواجهة, رغم التباين بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول بعض الخطوات التي يزمع الحزب القيام بها.

ويشير هؤلاء المقربون إلى أن الحزب وضع أكثر من سيناريو لمواجهة القرار الظني, وأن جهوداً بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس السوري بشار الأسد لكسب مزيد من الوقت لوضع مخارج للأزمة التي يعيشها لبنان وتفادي الانزلاق نحو وضع أصعب وأسوأ سيحمل للبنان مخاطر جسيمة, وقد جاءت هذه الجهود لتؤمن تغطية للرئيس بري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط التي نجحت في تأجيل ساعة الصفر التي كان حددها "حزب الله" نهاية الشهر الماضي لبدء خطته التي يقول مقربون منه إنها ستقلب الطاولة.

وتقول المصادر القريبة من "حزب الله" إن الحزب سيبلغ نقطة الحسم عندما يعجز عن إسقاط المحكمة الدولية بوسائل دستورية أو من خلال إقدام رئيس الحكومة سعد الحريري على خطوة تطيح بها, وتتلخص الخطوة الحاسمة بالإطباق على مراكز قوى الأمن الداخلي (وبالتحديد المديرية العامة ومركز فرع المعلومات), وكذلك على منازل ومكاتب عدد من النواب والشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية القريبة من تيار "المستقبل" وقوى "14 آذار", ومن بينها السراي الحكومي ومنزل الرئيس الحريري في الوسط التجاري ودارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم ومنزل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ومنازل عدد من القضاة والضباط, في وقت واحد, بحيث يؤدي ذلك إلى شل قدرة فريق رئيس الحكومة على التحرك وفرض واقع جديد يسمح ل¯"حزب الله" بالسيطرة على القرار السياسي بالكامل في لبنان.

وتتحدث بعض المعلومات التي يسربها "حزب الله" عن قيامه خلال الأيام القليلة الماضية بمناورة سرية في بيروت حيث نفذ انتشاراً عسكرياً في وقت قياسي لم يتجاوز الساعتين.

فهل تعمد الحزب تسريب هذه المعلومة للتهويل, أم أنه نفذها فعلاً تحضيراً لخطوته التالية?

 

يعتبرون أن لا خلاص لجماعة دون أخرى"  

سعيد لـ"السياسة": المسيحيون لن يتراجعوا عن مسؤولياتهم

 بيروت - "السياسة":رأى  منسق الأمانة العامة في "14 آذار" فارس سعيد أن اللقاء المسيحي الذي عقد في بكركي يكتسب أهمية كبيرة في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة ويتأثر بها المسيحيون بشكل أو بآخر. وقال ل¯"السياسة" إن "توقيت هذا اللقاء له علاقة بموقف السينودس المسيحي الذي انعقد في روما برعاية البابا (بيندكتوس السادي عشر) وحضور البطريرك نصر الله بطرس صفير وخصص للبحث في موضوع المسيحيين في الشرق الأوسط عامة وما يتعرضون له من مؤامرة لاقتلاعهم من جذورهم وبالأخص في العراق".

ولفت إلى أن "هذا اللقاء يأتي للتأكيد على مواقف البطريرك الماروني ومرجعية بكركي بعد اتخاذ الكنيسة موقفاً ضد الحرب في المنطقة, أكانت هذه الحرب من تخطيط إسرائيل أو إيران", واصفاً توجه شخصيات من الوسط المسيحي في هذا الوقت بالذات لدعم موقف بكركي وموقف البطريرك صفير بأن له دلالات غاية في الأهمية.

وأضاف اننا "نريد نقول لشركائنا في الوطن بأن المسيحيين ليسوا في حالة انسحابية من القضايا الوطنية التي يقوم عليها لبنان على عكس ما يحاول البعض أن يصنفهم, ولا هم بصدد التراجع عن مسؤولياتهم تجاه وطنهم, وأكثر من ذلك فهم في لبنان يعتبرون بأن لا خلاص لجماعة دون أخرى في هذا البلد".

وأوضح أن "هناك رسالة موجهة للمسيحيين في هذه المنطقة من أجل التشبث بأوطانهم وعدم السماح للخوف أن يسيطر عليهم, لأن بقاءهم في أرضهم هو الضمانة الوحيدة للبنان وللعراق ولكل الدول التي يتواجدون فيها".

ونفى سعيد أن تكون الدعوة لهذا اللقاء قد أتت على خلفية التهديدات الأخيرة التي صدرت عن البعض في فريق "8 آذار" وما رافقها من سيناريوات للسيطرة على المناطق المسيحية والوصول إلى معراب مقر إقامة رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع, لأن " (النائب البعثي) عاصم قانصوه ومن يقف وراءه يريدون أن يكرسوا جعجع زعيماً على المسيحيين عندما يهاجمونه بهذه الطريقة الاستفزازية".

 

 

 

 

مذبحةالمسيحيين هل لابادتهم أم هي رسائل أهم?

مهى عون

 تجدد موجة العنف على يد تنظيم "القاعدة" في العراق هو توجيه رسائل متعددة إلى العالم الغربي

ما زالت المجزرة التي نفذت في كنيسة سيدة النجاة للكلدان الكاثوليك في الكرادة في العاصمة العراقية, والتي نفذها تنظيم "القاعدة" بحق المصلين نهار الأحد الماضي, وذهب ضحيتها نحو الخمسين شخصاً من المصلين الأبرياء, ذنبهم أنهم كانوا يتضرعون لرب العالمين على طريقتهم الخاصة, ناهيك عن الجرحى ذوي الحالات الحرجة, ما زالت هذه المذبحة تثير موجات من السخط والغضب, ومن مواقف الإدانة والشجب عبر العالمين العربي والغربي.وفي العراق أعربت منظمات ومراجع ثقافية وسياسية وروحية مختلفة عن فائق استنكارها لهذه المذبحة الآثمة الفصول,واعتبرتها حلقة من مخطط هادف ليس فقط لتهجير قسري للمسيحيين عن أرض العراق,ولكن أيضاً لتفريغ الشرق الأوسط بعامة من هذه الديانة التي تعتبر من أقدم الديانات وأعرقها تجذراً في هذه البقعة من العالم.

والجدير بالذكر هو أن هذه المجزرة إن لم تكن الأولى في تاريخ المخطط الهادف لتهجير المسيحيين عن أرض العراق, حيث أن اضطهاداً دائماً ودفيناً ما زال يطال شرائح هذه الديانة في مناطق مختلفة من العراق, ومنها المبرمج والممنهج والذي رُصد خلال السنين الماضية في شمال منطقة أربيل في شمال العراق, يبقى أن المجزرة الأخيرة تعد من أفدح أشكال هذا الاستهداف من ناحية وحشيتها وتطرفها وشراستها. ولقد نجح مخطط استهداف واضطهاد المنتمين للطائفة المسيحية خلال العقد الماضي في العراق, في إحداث تغيير نوعي على مستوى التعددية الطائفية والثقافية في العراق منها الناتج عن التدني الحاصل على الصعيد العددي للطائفة المسيحية, حيث أضاءت التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة, على تقلص أعداد المسيحيين في العراق بشكل ملحوظ, إذ كان يقارب عددهم عام 2003 المليون وثمانمئة ألف, وانخفض اليوم إلى نحو النصف مليون.

لم يعط تنظيم "القاعدة" أي مبررات أو مسببات أو مسوغات مهمة لعمليته الأخيرة, كما لم يشر بيانه الصادر بعد العملية لأي أهداف واضحة من وراء هذه المذبحة, اللهم سوى منذ فترة قصيرة حيث هدد التنظيم باستكمال استهداف المسيحيين أينما وجدوا في العراق,في حال لم يتم "الإفراج" على حد تعبيره عن المسلمات المحتجزات في أحد أديرة الأقباط في مصر.

وفيما ترى بعض الأوساط المراقبة ارتباطاً معيناً بين توقيت المجزرة, وبين ما صدر من توصيات بنتيجة أعمال السينودس, الداعية إلى مزيد من التآلف والتآخي بين مختلف الأديان السماوية في منطقة الشرق الأوسط, حيث اعتبرت هذه الأوساط بأنه ربما أحدث انزعاجاً لدى الحركات الإسلامية المتشددة الرافضة للديانات الأخرى ولا سيما المسيحية منها,على خلفية اتهامها بالانتماء والتنسيق مع الغرب ناهيك عن الترويج لثقافته التي تتعارض مع التعاليم الإسلامية, وفيما ترى بعض جهات مراقبة أخرى بأن هذه الأحداث إنما هي ناتجة عن التقصير الحكومي في العراق, وبسبب الفجوة الأمنية الحاصلة على مستوى أجهزة السلطة العراقية, التي مكنت حركات إسلامية متطرفة من الإفلات من عقالها, وإذا كانت كل هذه الطروحات معقولة وربما قائمة, يبقى أن ما تجدر الإشارة إليه هو التزامن أو فارق الوقت القصير بين هذه المجزرة ذات الطابع الطائفي المسيحي-الإسلامي, وسلسلة التفجيرات المفخخة والتي طالت مناطق عدة في بغداد يقطنها مزيج من السنة والشيعة وسواها من الأطياف والإتنيات. ما يعني بأن تنظيم "القاعدة" لم يكن واضعاً عبر هذه المجزرة اليوم في أولويات أهدافه تقليص أعداد المسيحيين بقدر ما كان يهدف لإحداث تفجيرات أمنية بهدف توجيه رسائل معينة ومختلفة عبرها, إن باتجاه الداخل العراقي, أو عبر هذه الساحة السهلة الاختراق للعالم الغربي, رسائل ما زالت ضبابية الملامح حتى الساعة, من دون أن يعني ذلك بأن فهم خفاياها وكشف طلاسمها سوف يظل مستعصياً في مستقبل لاحق.

يبقى الأمر الأكيد حتى الساعة هو أن استهداف المسيحيين في العراق على يد تنظيمات أصولية متشددة,ليس بالأمر الجديد, في الوقت الجديد والملفت هو تزامن هذا الاستهداف مع تجدد موجات العنف الشاملة لمناطق مختلفة في بغداد. ما بإمكانه أن يعني أن استهداف المسيحيين يأتي كرسالة موجهة ضمن رسالة العنف الشاملة التي اجتاحت العاصمة العراقية بعدها. إذ لا يمكن حصر أهداف تنظيم "القاعدة" اليوم بجدلية إنقاص عدد الأقليات عبر تهجيرهم أو إبادتهم, وذلك بغية التأثير على معادلة الأكثرية العددية, وهي الثقافة التي سادت في العراق بعد الاجتياح, وأفرزت صراعات مذهبية على مدى السنين الخوالي, كنا نشهدها كل مرة تتجدد على مشارف وعند مفاصل واستحقاقات تشكيل أي سلطة جديدة. المعروف أن تنظيم "القاعدة" لا يدخل عادة في زواريب هذه الاعتبارات, وجل تركيز عملياته القاتلة السابقة كانت عادة موجهة ضد الغرب بعامة والولايات المتحدة بخاصة. لذا قد لا تكون جدلية انحياز خمسمئة أو حتى مليون نسمة من المسيحيين إلى أحد المذهبين السني أو الشيعي هو الدافع وراء ارتكابه هذه المجزرة الفظيعة. في كل الأحوال العدد المتبقي من المسيحيين على أرض العراق لا يشكل في الحقيقة ثقلاً دراماتيكياً في المعادلة القائمة مقارنة بالسبعين مليون نسمة من العراقيين المسلمين.

إذاً ضمن استبعاد تأثير المعيار العددي للمسيحيين في معادلة الأغلبية الطائفية بين السنة والشيعة, كما وأيضا في ظل استبعاد احتمال تخوف التنظيمات المتشددة الإسلامية من التأثير الثقافي وربما النوعي المختلف للطائفة المسيحية, كون غالبية شرائح هذه الطائفة هي على تمام الاندماج مع الثقافة الإسلامية وحضارتها, وحتى طقوسها في العراق, يظل الاحتمال الأخير من تجدد موجة العنف على يد تنظيم "القاعدة", وهو توجيه رسائل معينة, رسائل معينة إلى العالم الغربي, وربما إلى كل البلدان التي تدعم توجهات وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. حيث أن الرسائل نفسها عمد أيضاً إلى إيصالها عبر التهديدات التي وجهت لعدد من السفارات الأجنبية في اليونان, كما وأيضاً عبر مجمل الرسائل الطرود التي عمد إلى اكتشافها في الوقت المناسب, ومنها الطرود المفخخة المستهدفة للطائرات المتوجهة إلى واشنطن في الآونة الأخيرة. رسائل قد تكون معبرة عن غضب ما, ناتج عن إجحاف ما, يبقى على من يهمه الأمر فك طلاسمه وتداركه ومعالجته, لتخليص العالم من تداعياته الخطيرة قبل فوات الأوان.

 كاتبة سياسية لبنانية

 

العنصرية صناعة إيرانية خالصة

داود البصري /السياسة

بماذا يفسر الجربا تقاتل النظام الإيراني وعصبيته المريضة  ضد تسمية الخليج العربي?

منذ أن كتب الدكتور العزيز معن الجربا مقالته الأولى المطالبة باستبدال اسم المسجد الأموي باسم مسجد الإمام الحسين كان واضحا أنه يهدف للوصول لأهداف أبعد كثيرا من النبش في مقابر التاريخ, فالصيغة الاتهامية الواضحة التي ساقها السيد الجربا ضدي شخصيا في مقاله الأخير المنشور امس لاتحتمل التأويل ولا المناورة وتفتقد للحد الأدنى من المصداقية والشفافية, وحتى الأمانة العلمية, فهولم يتورع أبدا عن التزوير في أوراق رسمية من خلال اتهامي الظالم بالدفاع عن الأمويين, وهي تهمة افتراء وتجن واضحة, فمن يقرأ مقالتي السابقة يعرف جيدا ومن دون مواربة بأنني لم أدافع عن الأمويين ولا غيرهم, كما لم أشهر ببني العباس, ولم أتطرق لجنون وغلو الفاطميين, وتحريفهم للدين وغيرها من الملفات الأخرى بل كنت واضحا وأمينا في تأكيدي على ظلم الدولة أي دولة ولو كانت من صنف أعتى الديمقراطيات فالعدالة المفرطة والنقية والكاملة لا وجود لها إلا عند رب العزة والجلال, والدولة تنظيم بشري تخضع أحكامها للأهواء والمطامع ولصيغ الفساد الإنساني الأخرى, الدولة الأموية كانت نتيجة وثمرة لصراع سياسي وقبلي واجتماعي أفرزته مرحلة فجر الإسلام والصراعات القبلية لذلك المجتمع, وأنا وغيري والجميع, يقر بأن تلك الدولة كانت ظالمة وحتى غير شرعية من الناحية الدينية المحض ولكنها ولدت وتوسعت وعاشت ثم ماتت وتلك سنة الدورات الحية للدول والحضارات والأفراد, ولم يبق منها سوى ذكرياتها وملفاتها ومظالمها, ومجازرها في كربلاء والكوفة والمدينة المنورة والفسطاط, وحتى في بلاد ماوراء النهر, وكان مصير ونهاية تلك الدولة العنيفة من نتاج سياستها, فالظلم في النهاية مرتعه وخيم.

وأنا لم أدافع عنها مطلقا, وأتحدى الجربا, أن يأتي بنص دافعت فيه عن شرعيتها فذلك أمر لا يعنيني لأنه أصبح في ذمة التاريخ وفي النهاية إذا كان معن الجربا حريصا على نظافة التاريخ فليستخرج رفات الحكام الأمويين ويحاكمهم ويصدر عليهم أحكام السحل الشوارعي بالطريقة التي تحدث في العراق سابقا وحاليا ولاحقا.

 لقد استهدفني معن الجربا شخصيا وتجاوز عن انتقاداتي للجوانب السياسية المعاصرة في موضوع المجوسي "بابا شجاع الدين" وفتوى الخامنئي وانطلق ليسفه طروحاتي وليدافع عن النظام الإيراني العنصري الذي ذكرت " فضائله ومناقبه" في ممارسة العنصرية القومية المقيتة مع شيعة العراق من اللاجئين والقوانين العنصرية التي أصدرها والروح القومية المتعصبة التي تحكم سياساته وسلوكياته, لقد أوردت أمثلة من تاريخ ممارسات النظام الإيراني العنصرية والإرهابية ضد رجال الثورة الإيرانية وقياداتها الشعبية ولكنه تجاوز كل تلك الأمثلة وعاد ليتمسك بعباءة الأمويين ويثير عداء العراقيين ضدي عبر اتهامي بكوني معاد للشعب العراقي حينما أذكر صفة النفاق والوحشية. ونكران الجميل, وهذه الصفات رددها الإيرانيون ضد العراقيين عام 1985 على مستوى القمة في إيران وليس أنا, فالسيد الجربا لا يمتلك من تجربة العمل السياسي الميداني ما نمتلك ولم يعان التشرد بمثل ما عانينا ولم يشرب كأس المرارات كما شربنا حتى الثمالة, ولمعلومات السيد الجربا فإن العنصرية هي صناعة إيرانية خالصة ومخلصة ومسجلة باسمهم في الماضي والحاضر. ألم يقرأ للشعراء الشعوبيين? ألم يتابع حالة النهوض القومي في بلاد فارس بعد ضعف الدولة العباسية? ألم يتابع الانتفاضات والثورات الفارسية ضد الخلافة العباسية, بدءا من حركة أبي مسلم الخراساني وامتدادا لحركات الزنادقة, ومن ثم عصيان بابك الخرمي التي اعتبرها أهل اليسار انتفاضة الشعب الأذربيجاني ضد الحكم العباسي حتى جاء عهد الأمراء السامانيين الذين أحيوا اللغة والأدب البهلوي الفارسي القديم الذي اضمحل مع الفتح الإسلامي العربي, ولمعلومات السيد الجربا الذي لم يمارس أبدا العمل السياسي في الساحة الإيرانية ففي محرم عام 1985 شن رجال الدين الإيرانيين حملة ضد العراقيين عامة متهمينهم بكونهم "أهل الكوفة" أي أهل الغدر والنفاق كما قالوا, والشعار الفارسي المرفوع في الشوارع الإيرانية وقتذاك كان واضحا فهويقول بالفارسية الفصحى:"ما أهل كوفة نيستم, إمام تنها مماند, مكر ملت ببيمرد, إمام تنها مماند" وهوما معناه بالعربية الفصحى: "إننا لسنا أهل الكوفة لنترك أمامنا يموت وحيدا!

وذلك تعريض واضح بموقف العراقيين وقد قيل هذا الكلام بعد انكسار الحلم العسكري الإيراني وقتذاك باجتياح العراق عسكريا, فالعراقيون شيعة وسنة وقتذاك صدوا الهجمة الإيرانية, ليس من أجل عيون البائد الديكتاتور صدام, بل حفاظا على هويتهم ووطنهم, فلوسقط العراق تحت جحافل الحرس الثوري وقتذاك لكان الدكتور معن الجربا اليوم يكتب بالفارسية الفصحى.

وأرجو ألا يفهم من هذا الكلام بأننا ندافع عن نظام البعث البائد فتاريخنا المقاوم معروف حتى للبصير, ولسنا بحاجة لتزكية من أحد مهما كان, العنصرية الإيرانية هي أسوأ أنواع العنصريات المقيتة والنتنة, فوالله الذي لا إله إلا هوإنهم في إيران يعتبرون الإسلام والتشيع مجرد جسر لتحقيق أهدافهم القومية وللتنفيس عن أحقادهم العنصرية وإلا بماذا يفسر الجربا تقاتل النظام الإيراني وعصبيته المريضة ضد تسمية الخليج العربي? لماذا يهدد الإيرانيون علنا وبوقاحة وزير خارجية الإمارات العربية الشيخ عبد الله بن زايد? لماذا يحرصون على استمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث معتبرينها قدس الأقداس إذا كان هدفهم تحرير القدس وتحقيق الوحدة الإسلامية كما يقولون? لماذا يطالبون بتعويضات خيالية لسرقة نفط العراق أي مليون برميل نفط يوميا لمدة خمسين عاما مقبلات? لماذ يمعنون في مسخ هوية الشعب العربي الأحوازي ويسرقون ثروته القومية ويمعنون في إفقاره وتشريده والتفنن في تقتيله ونصب المشانق لشبابه? من يمول ويؤسس ويجهز فرق الموت الطائفية في العراق? هل هو داود البصري? اتهاماتك الظالمة لن ترهبنا, بل على العكس لقد فتحت شهيتنا المفرطة لتسليط الضوء على العنصرية الإيرانية التي لا تشعر بها اوتعانيها لأنك تعيش تحت ظلال حكومة ونظام خادم الحرمين الشريفين, ومتأثر بالدعايات الصبيانية الفارغة من أي مضامين حقيقية, لن يهمنا أبدا نبش قبور الماضي والبحث عن أشلاء مروان بن الحكم أوالحجاج بن يوسف وغيرهم, فتلك أقوام قد خلت ولا يعنينا أمرها ولكن ما يعنينا حقا هو الهجمة العنصرية الحرس ثورية المسلطة على رقاب شعوب المنطقة, فدين الذين تدافع عنهم هو"أن تقتل العرب". سنفتح الملفات العنصرية لنظام الحرس الثوري الإرهابي, أما اتهاماتك الظالمة فهي لا تعنيني, بل أنها مجرد لعب عيال وفي الوقت الضائع أيضا, العنصريون إلى الجحيم والعنصرية بضاعة تخصص  بمفرداتها النظام الإيراني الذي بات يتحدث علنا اليوم عما أسماه "الإسلام الإيراني".

*كاتب عراقي                                         

 

استنكـر الإعتداء علـى المسيحيين في العراق داعياً الى استخلاص العبر

إدّه لـ "أخبـار اليـوم": التفكيـر بـأن الحـل بتحالف الأقليات انتحـاري

ومـن يقـف متفرّجاً يضطر الـى قبـول نتائـج الصراع الدائـر حولـه

علـى المسيحيين فـي لبنان أن يكونوا رأس الحربة فـي تحالف المعتدلين

القوة المسلّحة لحزب الله تشكّل تحدٍّ للآخرين وميزان القوى لن يبقى لجانبه

‏05‏/11‏/2010 وكالـة أخبـار اليـوم /(أ.ي) – استنكر عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إدّه الإعتداء الذي طاول المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة في العراق، داعياً اللبنانيين ولا سيما المسيحيين منهم الى استخلاص العبر مما جرى. وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال: لننظر الى الحادث الأليم في العراق، ونستنتج بعض الأفكار. أولاً: البعض في لبنان يعتبر أن الحل يكمن في تحالف الأقليات كي تحمي نفسها، ولكن هذا التفكير يبدو إنتحارياً، إذ يوماً ما قد ينقلب ميزان القوى، وردّة الفعل ستكون ضد هذه الأقليات وقد تتولّد مواجهات عنف أقوى بكثير. ثانياً: البعض الآخر يعتبر أن على المسيحيين ألا يفعلوا شيئاً ولا يدخلوا في الخلاف الدائر في المنطقة، وبالتالي يحل الآخرون مشاكلهم لوحدهم، وهنا ايضاً هذه النظرية خطرة جداً، لأن من يقف متفرّجاً يضطر الى قبول نتائج الصراع او الخلاف الدائر حوله. ومن يكون جانباً او غائباً عن مصير التطورات الحاصلة يكون دائماً مذنباً. وعاد إدّه الى التاريخ حيث الأقليات في اوروبا، على سبيل المثال، لم يتنبّهوا لما كان جارياً في المانيا، ونعرف جميعاً كيف أنتهت المسألة مع اليهود هناك. وطالب إدّه المسيحيين في لبنان بأن يكون لهم الدور الفاعل لا بل أن يكونوا رأس الحربة في تحالف المعتدلين من كل الطوائف، حيث يكون الصراع بين المعتدلين والمتشدّدين، مشيراً الى أن المستقبل يجب ان يكون في أيدينا، مؤكداً ان اللبنانيين غير معنيين بما يجري من خلاف في المنطقة، وبالتالي يجب ألا تطاولنا. وفي هذا الإطار، رأى إدّه أن "حزب الله" يقع في خطأ كبير بالنسبة اليه وبالنسبة الى الطائفة الشيعية، لأن قوّته المسلّحة تشكل تحدٍّ للآخرين، وهذا يوماً ما قد يؤدي الى ردّة فعل عكسية، حيث ميزان القوى لن يبقى دائماً الى جانبه. وختم إدّه مذكّراً انه عبر التاريخ وجدت في المنطقة قوى أقوى بكثير من "حزب الله" ولكنها اختفت مع الزمن.

 

طلاب "القوات" حصدوا معظم مقاعد كليتي الهندسة الزراعية وإدارة الاعمال في يسوعية زحلة

وطنية - 5/11/2010 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة عيد الاشقر ان الانتخابات الطلابية في كلية الهندسة الزراعية في الجامعة اليسوعية، التي جرت اليوم في مقر الكلية في تعنايل - قضاء زحلة اسفرت عن فوز قوى 14 اذار بنتيجة 9 مقاعد ومقعد واحد لطلاب قوى المعارضة موزعين على السنوات الخمس في الكلية:

وقد جاءت النتيجة على الشكل الاتي:

- سنة اولى - زراعة : ميشال علم وميراي الصياح (القوات اللبنانية)

- سنة ثانية : بولا سكاف (القوات) شذى حجيري (تيار المستقبل) - سنة ثالثة : سيبيل حولي (القوات) جوزف عبدو (مستقل متحالف مع 14 اذار) - سنة رابعة : نديم الزغبي (القوات) ايزابيل قرعوني (الكتلة الشعبية - معارضة) - سنة خامسة : جورج عبدايم (القوات) نور سمعون (مستقلة متحالفة مع 14 اذار)

وفي كلية إدارة الاعمال، جاءت النتائج كالآتي:

- سنة أولى: شربل وهبة ونادر مقدسي (القوات).

- سنة ثانية: ايلي صالح ونادين عبد الباقي (القوات)

- سنة ثالثة: ايدي جبران ورشا أبو شلهوب (القوات) فازا بالتزكية.

 

المحكمة الدولية اعادت انتخاب كاسيزي رئيسا لها ورالف رياشي نائبا له

وطنية - 5/11/2010 اعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في بيان اليوم، ان "قضاة محكمة الاستئناف اعادوا انتخاب القاضي أنطونيو كاسيزي رئيسا للمحكمة بالإجماع عملا بالمادة 8 (2) من النظام الأساسي والمادة 31 من قواعد الإجراءات. وإحتفظ القاضي رالف رياشي بمنصب نائب الرئيس".

 

كاسيزي رفض طلب السيد رد القاضيين الرياشي وشمس الدين: لا مصلحة شخصية لهما وليس لهما صلة به قد تؤثر على تجردههما

وطنية - 5/11/2010 اصدر رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي أنطونيو كاسيزي، اليوم قرارين رفض بموجبهما طلبي السيد جميل السيد رد القاضيين رالف الرياشي وعفيف شمس الدين، في إطار الاستئناف المتعلق بالطلب الذي رفعه أمام المحكمة. واعتبر الرئيس كاسيزي أن "لا مصلحة شخصية للقاضيين رالف الرياشي وعفيف شمس الدين في طلب السيد جميل السيد وليس لهما صلة به قد تؤثر على تجردههما أو على ظاهر هذا التجرد". وأصدر كاسيزي القرارين "مستندا إلى المادة 25 من قواعد الإجراءات والإثبات للمحكمة الخاصة بلبنان، وإلى الاجتهاد القضائي للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وللمحكمة الجنائية الدولية لرواندا، وإلى اجتهاد بعض المحاكم الوطنية". رفض الرئيس كاسيزي أولا حجة جميل السيد ب "أن القاضيين الرياشي وشمس الدين منحازان لمجرد أن الحكومة اللبنانية هي التي عينتهما في المحكمة. فقد تم اختيار القاضيين بناء على "الخبرة القانونية الواسعة" التي يتمتعان بها ولأنهما "على خلق رفيع، و(...) تتوافر فيهما صفات التجرد والنزاهة". وعينهما الأمين العام للأمم المتحدة بمساعدة فريق اختيار مستقل من ضمن قائمة مرشحين اقترحها مجلس القضاء الأعلى اللبناني". وأكد كاسيزي أنه "لو تم قبول حجة السيد جميل السيد، فقد يعني ذلك أنه لن يحق لأي قاض لبناني أن يكون عضوا في أي من غرف المحكمة في المستقبل، ما قد يسيء إلى التركيبة المختلطة لغرف المحكمة". وفي طلبه رد القاضي الرياشي، اعتبر السيد جميل السيد أنه يجب رد القاضي الرياشي لمشاركته في ما مضى في قرار صادر عن محكمة التمييز في لبنان. وقد رفض كاسيزي هذه الحجة أيضا قائلا: "لم يشارك القاضي الرياشي في أي دعوى متعلقة بمسألة احتجاز السيد جميل السيد"، كما أنه لم يصدر أي قرار يتعلق بالمسألة المطروحة حاليا أمام المحكمة. وكان السيد طلب من المحكمة الاطلاع على مستندات قد تثبت، في رأيه، أن احتجازه لمدة تناهز الأربع سنوات من قبل السلطات اللبنانية كان مستندا إلى أدلة كاذبة. واستأنف مدعي عام المحكمة القرار الأولي الصادر عن قاضي الإجراءات التمهيدية والذي اعتبر بموجبه أن المحكمة تتمتع بالاختصاص للفصل في طلب السيد جميل السيد وأن السيد جميل السيد يتمتع بالصفة التي تجيز له الاحتكام إلى المحكمة. بناء على الرأي الصادر اليوم، سيشارك القاضيان الرياشي وشمس الدين في الفصل في الاستئناف الذي رفعه المدعي العام قبل صدور القرار النهائي، مع الرئيس كاسيزي والقاضي دايفيد باراغوانث من نيوزيلندا والقاضي كييل أريك بيونبرغ من السويد".

 

الاحرار استنكر مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد: الرد الأفضل على الإرهاب والتطرف يكون بمزيد من الحوار بين الثقافات

وطنية - 5/11/2010 - استنكر المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون، مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد التي تشكل بحق جريمة ضد الإنسان، وتكشف بشاعة مرتكبيها وبعدهم عن التعاليم السماوية والقيم الإنسانية". واعتبر انه "من المفارقة أنها بدت بحجمها ووحشيتها، رغم السوابق المشابهة لها، ردا على السينودس من أجل مسيحيي الشرق الأوسط الذي انعقد أخيرا في روما وكتأكيد الإرهابيين مضيهم في استهداف المسالمين الآمنين الذين لا يشاطرونهم اقتناعاتهم وآراءهم".

وذكر أن "المسيحيين العراقيين هم من مكونات المجتمع العراقي الأساسيين، وأنهم تميزوا بالولاء للعروبة المتنورة وللدولة والنظام القائم من دون أي موقف استفزازي لأحد مع إصرارهم على المحافظة على إيمانهم ومعتقداتهم وممارستها بحرية تامة"، مثنيا على "تشخيص آباء الكنيسة الذين شددوا على ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط وعلى قيام الدولة العراقية بواجباتها، مما يفترض إلتفاف العراقيين حولها ودعم الشرعيتين العربية والدولية لها. ويبقى أن الرد الأفضل على الإرهاب والتطرف يكون بمزيد من الحوار بين الثقافات والحضارات، ومزيد من التواصل والتفاعل الإيجابيين في ظل الدستور والقوانين المرعية الإجراء". واشار الى ان "قرار أفرقاء 8 آذار باستثناء الرئيس نبيه بري مقاطعة جلسة هيئة الحوار الوطني، هو مضحك مبكي، خصوصا وأن يتحول العماد عون الذي كان سباقا في إبلاغ استنكافه، علامة فارقة في المزايدة بإسلوبه المعروف الذي يوحي أنه يمسك باللعبة وقواعدها وخفاياها، وأنه سيدها والآمر الناهي في شأنها. أما الحقيقة فهي عكس ذلك تماما والكل يعرف من هو القائد الحقيقي للانقلاب الذي تم تنفيذه على مراحل، ومن هو المعتمد الأول للمحور الإقليمي في لبنان والممسك بالقرار إمساكه بالسلاح، الذي يجمع الدور الداخلي والوظيفة الإقليمية". واعتبران المعارك "الدونكيشوتية لن تنفع في تحويل انتباه اللبنانيين أو خداعهم كالإمعان في تصنيفهم وسوق الاتهامات إلى من يحلو له تشويه صورتهم، ووصفهم بأقبح النعوت، بينما يضع نفسه وحلفاءه بمرتبة الذين هم فوق الشبهات والذين لا ترقى اليهم الشكوك، وكل ذلك تحت عنوان الإصلاح. ونقول له إذا كان في ادعاءاته قدر حبة الخردل من الصدق والصدقية فما عليه إلا الإمتثال إلى مطلب المساءلة والمحاسبة بدءا من المرحلة التي تلت اتفاق الطائف، وبذلك نضع حدا للمزايدات والاتهامات والتشكيك وليتحمل كل فريق وكل شخص مسؤولية أفعاله، خصوصا ان ما تم كشفه للرأي العام بالنسبة إلى سلوكياته المالية يجب أن يشكل رد فعل عنده والدفاع عن نفسه". وناشد السلطات المختصة "عدم الاكتفاء بالتفرج على ما يكشفه الإعلام، وخصوصا إعلام 8 آذار، من سيناريوهات أمنية يتم التحضير لها بانتظار ساعة الصفر وكأن المستهدف ليس السلم الأهلي والأمن الوطني وهما في عهدتها". ولفت إلى "المنحى التصاعدي للتسريبات المبرمجة والتي لا يحجم الواقفون وراءها عن إعلان نيتهم في اللجوء إلى السلاح، واستعمالهم لغة الحرب والسيطرة بالعنف كأن لا دولة ولا مؤسسات قضائية وأمنية وعسكرية. ومن بينهم قادة حزبيون ووزراء ونواب".

وأكد المجلس مجددا ان "مرجعية الدولة الحصرية ومسؤوليتها في حفظ أمن المواطنين وسلامتهم وكرامتهم"، كما أكد تشبثنا بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها القرارين 1701 و 1757 بما أنهما يتكاملان في المساهمة بتثبيت ركائز الدولة، وبوقف الاغتيالات والاستقواء بالسلاح لفرض أمر واقع يرفضه السواد الأعظم من المواطنين".

 

نديم الجميل أولم لشخصيات شاركت في "اللقاء المسيحي": للاحتكام الى مشروع الدولة والحوار العقلاني تحت سقف المؤسسات

وطنية - 5/11/2010 أقام النائب نديم الجميل حفل غداء في دارته في بكفيا حضرها عدد كبير من الشخصيات التي شاركت في "اللقاء المسيحي الموسع" الذي عقد في بكركي اليوم، إضافة الى إعلاميين. ونوه الجميل في كلمة ألقاها بأهمية اللقاء المسيحي والنداء الذي وجه الى اللبنانيين، مشيرا الى "دور بكركي ومرجعيتها المسيحية والوطنية في الحفاظ على العيش المشترك والسيادة والاستقلال". ولفت الى "ضرورة احتكام الجميع الى مشروع الدولة والحوار العقلاني تحت سقف المؤسسات والدستور". وشدد على "التمسك بثوابت "14آذار" الاستقلالية والسيادية".

 

أشكنازي: "حزب الله" يواصل تعاظمه العسكري.. وإسرائيل مستعدة للردّ الملائم على إيران

آمال شحادة، الجمعة /لبنان الآن

اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي أن "إسرائيل تعيش واقعاً أمنيًا معقّداً بالرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده حدودها"، وأضاف: "إن منظمة "حزب الله" تواصل تعاظمها العسكري، وسوريا تعزّز علاقاتها مع الكتلة الراديكالية في العالم، وإيران تدعو الى إبادة اسرائيل وذلك إلى جانب وقوع مواجهات مع حركة "حماس" بين حين وآخر".

وخلال حوار مع مجموعة من الطلاب في بلدة مغدال هعيمق، قال أشكينازي: "إن هذا الواقع يُلزم الجيش الإسرئيلي بأن يبقى قويًا، فإسرائيل تأخذ الدعوات الايرانية الى إبادتها على محمل الجدّ وهي مستعدة لإعطاء الرد الملائم اذا اقتضت الضرورة ذلك". وعلى صعيد آخر، اعتبر أشكنازي أنه "شخصيًا" والجيش الإسرائيلي لم ينفّذا المهمة الملقاة على عاتقهما "وهي اعادة الجندي المخطوف غلعاد شاليط وبقية الاسرى والمفقودين الى ذويهم"، مشيرًا إلى أن "الجيش هو الذي ارسل شاليط لتنفيذ مهمته العسكرية ولذلك فهو مسؤول عن اعادته".

 

كلينتون تؤكد للحريري الدعم الأميركي للاستقرار في لبنان 

واشنطن - وكالات : أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس مجددا دعم الولايات المتحدة (لاستقرار) لبنان الذي يشهد توترات، كما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.

وجاء في بيان أن كلينتون الموجودة حاليا في نيوزيلندا، أجرت اتصالا برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري (لتؤكد له مجددا التزام الولايات المتحدة القوي حيال سيادة واستقلال واستقرار لبنان). وتم نشر هذه المعلومة في حين قاطع حزب الله اللبناني وزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون حليف الحزب الشيعي، الخميس جلسة الحوار الوطني ما ينذر باحتدام الأزمة المرتبطة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية (بالدور القيادي الصلب) الذي يضطلع به الحريري (باسم الشعب اللبناني) ، ووعدت بـ(تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية عبر برامج أمنية ومساعدة اقتصادية). ويسود خلاف كبير بين معسكر الحريري الذي يدعم المحكمة الخاصة بلبنان، ومعسكر حزب الله الذي يتهم المحكمة بأنها (مسيسة) وأنها تقوم على تحقيق استند إلى شهادات زور.

وقدمت الولايات المتحدة الأربعاء عشرة ملايين دولار للإسهام في تمويل المحكمة.

 

لقاء بكركي" دعا سليمان إلى وضع حد لازدواجية السلاح.. وحضّ المسيحيين على الإنضواء تحت ثوابت الكنيسة

لبنان الآن/أنهى اللقاء المسيحي الموسّع اجتماعه في الصرح البطريركي في بكركي بعد أن كان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير قد استهلّه بكلمة افتتاحية، شدد خلالها على أهمية تضامن جميع اللبنانيين، وأشار صفير ألى أن هناك مخططات وتهديدات بوجه لبنان وبالتالي فإن الوحدة ضرورية، كما اعتبر البطريرك صفير أن "الظروف التي نمرّ بها تستدعي لقاءات تشاورية"، مشيرًا إلى الاختلاف بين وجهتي نظر حول المحكمة الدولية، ومشدداً على "ضرورة ايجاد حل لهذا الصراع القائم وتبريد الاجواء المشحونة".

وإثر اللقاء تلا رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل بيانًا بإسم المجتمعين قال فيه: "جرّاء تنامي التطرف الديني، وقد كان آخره ما حصل في كنيسة بغداد وهو الأمر الذي دفع قداسة البابا إلى عقد سينودس الشرق الأوسط، واقتناعاً منّا بأن أزمة البلاد لم تعد محصورة بخلافات سياسية بل تعدّتها لتطال جوهر الخيارات الوطنية التي قام عليها لبنان بعد أن أعلنت قوى محلية وإقليمية عزمها على سلخ لبنان عن المجتمع الدولي ودفعه لخيارات مناقضة لتاريخه متجاوزاً الأكثرية الدستورية، وشعوراً منّا بخطورة وضع اللبنانيين أمام معادلة خطيرة تقوم على التنكر للعدالة للحفاظ على السلم الأهلي أو عكس ذلك، ودعوتهم تحت تهديد السلاح إلى العمل على إلغاء المحكمة الدولية، وإدراكاً منّا بأن الجمهورية في خطر نتيجةً لرفض الإحتكام لمؤسساتها، نعلن أن لبنان كياناً ونظاماً ديمقراطياً هو في خطر شديد يطال كل اللبنانيين، ومنهم المسيحيون الذين يخشون أن يصيبهم ما أصاب إخوانهم في العالم العربي، والمسلمون الذين يخشون انتقال الفتنة إلى لبنان".

وأكد الجميل أن اللقاء "يدعم رئيس الدولة ويدعوه إلى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تنفيذ احكام الدستور والعمل على وضع حد لازدواجية السلاح وحصر الدفاع عن لبنان بقوى شرعية، وتثبيت حق اللبنانيين بوطن لا يكون ساحة دائمة للحرب، وطن تحتكر فيه الدولة السلاح"، ودعا الدول العربية إلى "تحمّل مسؤولياتها بحماية اللبنانيين"، كما دعا "جميع اللبنانيين إلى يقظة وطنيّة في مستوى التحدّي المصيري دفاعاً عن لبنان الحريّة والتنوّع بمواجهة الشمولية، لبنان السيد بمواجهة الإستتباع، لبنان الصيغة الفريدة للعيش المشترك، لبنان الدولة الواحدة بمواجهة الدوليات، لبنان النموذج في محيطه العربي، وأخيراً لبنان القوي القادر بوحدة شعبه وجيشه ومساندة الشرعية الدولية وبمساندة الأصدقاء".

وأوضح الجميل أن "هذا النداء هو لمواجهة الخطر الذي يهدد أمن المنطقة والوجود المسيحي جرّاء رفض إسرائيل السلام العادل والشامل"، وأضاف: "ندعو نحن المجتمعون هنا كل شركائنا في الوطن الى العمل معاً لإنقاذ الوطن، فنحن مسؤولون أمام الله والتاريخ، وخلاص لبنان أن يكون لكل اللبنانيين أو فإنه لن يكون، ذلك أنه ليس من حلّ منفرد لمجموعة من دون أخرى او لحساب مجموعة دون أخرى". ولفت إلى أن "الحل هو من خلال عودتنا جميعاً إلى الدولة بشروط الدولة لا بشروط طائفة أو حزب ما"، داعياً المسيحيين إلى "استعادة الدور الذي لعبوه من عصر النهضة حتى الإستقلال العام 2005 والإنضواء تحت ثوابت الكنيسة والدفاع عن مستقبل لبنان الذي هو في عهدة كل شخص منّا".

هذا وقبيل إنعقاد اللقاء المسيحي في بكركي، كان مندوب موقع "NOW Lebanon"  قد استطلع آراء بعض المشاركين، إذ اعتبر عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني أن "اللقاء يؤكد ثلاثة أمور وثوابت، أولها أن المسيحيين هم في قلب الحدث وهم بالتالي ليسوا في أيّ موقع هامشي في لبنان حيث يحاول البعض تصوير المسألة صراعٌ بين السُنّة والشيعة وأنها لا تعني غيرهم، فيما حقيقة الأمور أن كافة اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيين معنيون بمستقبل بلدهم". وأضاف: "اللقاء هو أيضًا للتأكيد على ثوابت بكركي وخصوصًا تلك التي تضمّنها بيان المطارنة عام 2000 إضافة إلى كل المسار التاريخي للبطريركية، كما هو تأكيد على ثوابت ثورة الأرز"، موضحًا في ردّه على سؤال أن "هذا اللقاء هو لمرة واحدة وليس واردًا تكراره كلقاء قرنة شهوان".

بدوره شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج لموقعنا على أن "غالبية الشعب اللبناني تؤمن بالثوابت التي سيعكسها البيان المرتقب صدوره عن اللقاء"، وأوضح أن "هناك فئة كبيرة من اللبنانيين لا تستطيع أن تعبّر عن رأيها، وهي مؤمنة بهذه الثوابت، وهذا ما سيعبّر عنه البيان". وأضاف دو فريج: "إن أهمية اللقاء أنّه يعكس تجديدًا مرة إضافية لمبادئ ثورة الأرز ولبنان السيادة والاستقلال واتفاق الطائف والعيش المشترك والانتماء إلى العالم العربي واحترام الشرعية الدولية والديمقراطية والمؤسسات والحرية ودعم مقررات السينودس الخاص بالشرق الأوسط، وتقبل الرأي الآخر"، وختم بالقول: "كل هذا المشهد يعكس صورة لبنان الحقيقية بالمحطات الاستقلالية، واليوم محطة جديدة فيه".

ومن جهته، عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، أوضح أنه "وسط هذا المشهد الانقلابي الذي يعيشه البلد، يأتي اللقاء في بكركي ليؤكد على ثوابت ثورة الأرز و14 آذار الرافضة للمحاولات التي تحصل". وأضاف زهرا لـ"nowlebanon": "أهمية اللقاء أيضًا أنه يثبت أن المسيحيين هم في قلب الحدث، ورمزيته الأساس أنّه يحصل في بكركي".

 

السعد: انا ماروني ومن الطبيعي ان اتمحور بين المختارة وبكركي ... واللقاء يشكّل رسالة الى مسلمي لبنان قبل مسيحييه   

اللقاء جاء بعد معلومات مؤكدة بأن انفجاراً امنياً مقبلاً على البلاد 

سلمان العنداري/اعتبر عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد بعد مشاركته في "اللقاء المسيحي الموسّع" الذي عُقد في الصرح البطريركي في بكركي ان "اللقاء يشكّل رسالة موجّهة الى مسلمي لبنان قبل مسيحييه، على اعتبار اننا نمر بلحظة داخلية واقليمية بالغة الخطورة على كلّ المستويات، ومن شأن هذه الاحداث ان تؤثر على وجودنا في هذا البلد مسلمين ومسيحيين على السواء". السعد وفي حديث خاص لموقع "14 آذار الالكتروني" لفت الى ان " توقيت اللقاء المسيحي التشاوري جاء بعد معلومات جدّية ومؤكدة حصلت عليها اكثر من جهة تفيد بأن انفجار امني يمكن ان تشهده البلاد الاسبوع المقبل وسط تصميم الفريق الاخر على تنفيذ اهدافه الرامية الى اسقاط المحكمة الدولية والى القبض على المؤسسات الشرعية والدستورية والسياسية، وهو لأمر خطير للغاية". واضاف: "توقّف المجتمعون عند الاحداث الدامية التي شهدتها الساحة العراقية الاسبوع الماضي، وحادثة الاعتداء الارهابي على كنيسة سيدة النجاد والمسيحيين في بلاد الرافدين، وناقشوا تعثر عملية السلام الفلسطينية – الاسرائيلية، الا ان البحث تركّز على ضرورة الحفاظ على لبنان الوطن والكيان، وعلى السيادة والاستقلال والحرية، وعلى اولوية دعم الدولة والشرعية والنظام الديمقراطي البرلماني". واعتبر السعد ان حضوره اللقاء جاء في اطاره الطبيعي والضروري رغم عضويته في كتلة اللقاء الديمقراطي التي يترأسها النائب وليد جنبلاط والتي خرجت "مبدئياً" من قوى الرابع عشر من آذار، فقال: " أنا ماروني من الجبل ومن الطبيعي ان اتمحور دائماً بين المختارة وبكركي مروراً بعين تريز، واعتقد ان لا مشكلة لدى وليد جنبلاط في هذا الخصوص، فهو لم يطلب منا يوماً كنواب في كتلته ان نتبنّى خيارات او سياسات لا نريدها ولا نؤيدها". واضاف: "هناك امور لا يمكن التوافق عليها في بعض الاحيان بيننا وبين وليد بيك، الا اننا نملك حرية الاختيار في مثل هذه المسائل". هذا واستبعد السعد استجابة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للنداء المسيحي الصادر من بكركي، فرأى ان "عون مهووس بكرسيّ الرئاسة في بعبدا، وهو مستمر بتحالفه مع "حزب الله" واعوانه في لبنان والخارج ظنّاً منه ان الخط السياسي الذي وضع نفسه فيه سيكون الطريق الاسرع للوصول الى سدة الحكم بعد سنوات قليلة، الا ان حظوظه تكاد تكون منعدمة في الوقت الحالي، وبالتالي فأي لقاء او مبادرة لن تثثني عون عن الاستمرار في مشروعه السياسي الانحداري". المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مسيحيو العراق يطالبون بحماية دولية

الشرق الاوسط/في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي ببذل جهود لتوفير الحماية اللازمة للكنائس والمسيحيين العراقيين، في أعقاب الهجوم الذي استهدف كنيسة «سيدة النجاة» الأحد الماضي واحتجاز المهاجمين أكثر من مائة شخص بداخلها قبل أن تحررهم القوات العراقية في عملية أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، دعا ناشط مسيحي إلى توفير حماية دولية لهم إذا عجزت الحكومة العراقية عن حمايتهم. وقال المالكي خلال لقائه، أمس، وفدا من الطائفة المسيحية برئاسة الكاردينال مارعمانوئيل دلي، رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق «نحن نعتز كثيرا بأبناء الطائفة المسيحية ونبذل قصارى جهودنا لتوفير الحماية اللازمة للكنائس وجميع دور العبادة، ليعيشوا في وطنهم بأمان واستقرار ويساهموا في بنائه وإعماره والدفاع عنه، ومستعدون لتلبية جميع المطالب والاحتياجات التي تخص أبناء الطائفة المسيحية العزيزة». من جهته، قال الكاردينال دلي «نحن جزء من الشعب العراقي الأصيل ونعيش مع جميع طوائفه متحابين ومتعاونين فيما بيننا، وإن الأعمال الإرهابية لن تنجح في إبعاد المسيحيين عن وطنهم، ومن واجبنا العمل في وطننا والتمسك به والمساهمة في بنائه وإعماره جنبا إلى جنب مع بقية أبناء الشعب العراقي». من جهته، أوضح الناشط المسيحي رئيس منظمة «حمورابي لحقوق الإنسان» وليم وردا لـ«الشرق الأوسط» أن «هجرة المسيحيين من العراق ليست الحل الأمثل وأجد الحل في تأمين حمايتهم وتحمل الحكومة لمسؤوليتها بحماية كافة العراقيين». وعن عرض فرنسا استقبال 150 مسيحيا بمن فيهم مصابون وذوو ضحايا واقعة الكنيسة، قال وردا «لا أستطيع تشجيعه، كونه يهدف لإفراغ العراق من مواطنيه الأصليين وإذا كانت فرنسا فعلا مهتمة بأمرنا فيمكنها اتخاذ قرار أشبه بقرار حماية الأكراد بعد أحداث عام 1991»، مضيفا «ويمكن حماية المسيحيين في العراق بقرار دولي إذا كانت الحكومة عاجزة عن ذلك».

 

الفاتيكان: هروب المسيحيين من البلدان الإسلامية لا رجعة فيه

المصدر وكالات/أعلن رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والرحل المونسنيور أنتونيو ماريا ﭭيليو أن "مستقبل المسيحيين في الدول ذات الغالبية المسلمة أضحى بيد القدر"، وعلى الرغم من "التزام الكرسي الرسولي وسعيه المستمر لكي يبقى المسيحيون في بلدانهم، إلا أن هجرتهم يبدو أنها غدت أمرا لا رجعة فيه". وفي كلمته التي سيلقيها خلال اجتماع رؤساء الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا الشرقية في العاصمة البلغارية صوفيا يوم الخامس من تشرين الثاني، أوضح المونسنيور ﭭيليو أن "الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية لا تزال تواجه صعوبات على نطاق واسع، كحال المسيحية في الشرق الأوسط"، مذكرا بـ"هجرة المسيحيين إلى أوروبا والقارات الأخرى". وأشار رئيس المجلس البابوي إلى أن "المسيحيين في كثير من بلدان الشرق الأوسط، والشباب بشكل خاص، تركوا أوطانهم بأعداد كبيرة في العقود الأخيرة"، موضحا أن "الأحداث المأساوية للحروب وصعوبة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الشرق حملتهم على البحث في مكان آخر عن مصير أفضل لأنفسهم وذويهم". وخلص المسؤول الفاتيكاني إلى القول أنه "يحدث كل يوم انخفاض تدريجي للوجود المسيحي في جميع هذه البلدان"، فـ"المخاطر تدفع الشباب المسيحي إلى الهجرة والاندماج في حقائق ثقافية واجتماعية مختلفة، بكل ما تحمله من مزايا وعيوب، وكل ما يترتب على ذلك من عواقب".

 

رافضا ان يكون المسيحيون مكسر عصا...المطران الراعي

اذا ما اتخذ الحكام المسلمون تدابير حازمة في ما يتعلق بالهجمات التي تطال المسيحيين فيتم اعتبارهم متواطئين بذلك       

وكالات/رأى راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي، أن المبرر الوحيد لحادثة كنيسة "سيدة النجاة" هو ان المعتدى عليهم مسيحيين، لافتا إلى أنه لا يكفي أن تستنكر الدول العربية الحادثة، مطالباً الحكومة العراقية والحكومات العربية حماية المسيحيين بكنائسهم ومدارسهم ومناطقهم، معتبراً أنه اذا ما اتخذ الحكام المسلمين تدابير حازمة فيما يتعلق بذلك فيتم اعتبارهم متواطئين بذلك. الراعي وفي حديث عبر صوت المدى، دعا جامعة الدول العربية والامم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بحماية المسيحيين، مؤكدا رفضه لأن يكونوا مكسر عصا. واكد اصراره على قيمة الاسلام وكرامته، مطالباً القادة المسلمين بالحفاظ على قيمة الاسلام وكرامة والقضاء على الحركات الاصولية. واشار إلى أن المسيحيين امام تحديات كبيرة عددها السينودوس، معتبراً أن الباب الاولي لمعالجتها، هو الباب الرعوي حيث يجب تشجيع المسيحيين للمحافظة على هويتهم المسيحية التي انطلقت من الشرق، أما الدور الثاني فهو للحكومات المحلية، اذ من المفروض مساواة المسيحيين مع المسلمين، لافتا الى ان الباب الثالث هو نداء نداء للامم المتحدة والاسرة الدولية ان يكون هناك اهتمام بحقوق الانسان كي يستطيع المسيحي العيش بسلام. وفيما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية، اعتبر انه يجب التمييز بين ان القضاء عامة والمحكمة الدولية خاصة تدخل باطار العدل الذي هو اساس الملك الذي يحمي حقوق الجميع، لافتاً إلى ان المطلوب من المحكمة هو النظر في الاغتيالات، مؤكداُ أنه ضد ان يكون هناك تسييس وتزوير، لافتاً إلى ضرورة تقصي موضوع شهود الزور وجعل المحكمة منزهة عن كل تسييس.  

 

 شمعون: "حزب الله" يحاول الهيمنة وعرض عضلاته ولا مشكلة لدى عون بحرق الدولة لكي يصبح رئيساً للجمهورية  

وكالات/ شدد النائب دوري شمعون على أن "حزب الله" يحاول الهيمنة وعرض عضلاته والقول عبر أحد أدواته انه يستطيع احتلال معراب في ساعتين، مشيراً الى أنهم "حاولوا فرض رأيهم على رئيس الجمهورية، وقد قاطعوه في جلسة الحوار لأنه متحيز للدستور والقانون اللبناني وهذا يعني انه لا يحترمون الدستور والقانون". شمعون، وفي حديث للـMTV، سأل: "ألم تقتل سوريا عندما كانت موجودة هنا، خاصة من كان يقف ضدها وأذكر بسليم اللوزي وكمال جنبلاط؟"، مؤكداً أن لا يستطيع السوري لوم أي أحد يتهمهم بجريمة ارتًكبت على الأرض اللبنانية. وعن المحكمة الدولية قال شمعون: "قبلنا بها سوياً، لذلك فلننتظر قرارها سوياً وحزب الله كان موافقاً على المحكمة". شمعون سأل: "لماذا يدلّون بالأصبع على نفسهم؟ هل هناك "مسلة" تحت ابطهم؟". ولفت شمعون الى أن المحكمة تمثل أعظم دول العالم، وإن لم تكن صادقة في عملها ستفقد مصداقيتها ولن تستطيع الحكم على أحد في العالم كله. وقال شمعون: "يفعلون كل شيئ لتطيير نتائج عمل المحكمة الدولية والتي باعتقادهم انها ستضرهم وانها ستكون حتماً ضد حزب الله وسوريا، فإلى أي نحن ذاهبون في هذا الموضوع؟". وأوضح ان حزب الله وحلفائه لا يستطيعون بناء دولة لوحدهم وإذا كانوا يعتقدون ذلك فهم مخطئون. وأضاف: "إن لم نبني دولة قوية، سيبقى هناك عملاء لإسرائيل، وسيتزايد عددهم أيضاً". وعن طاولة الحوار قال شمعون: "موضوع الطاولة يجب أن يخبأ في الخزانة فجماعة 8 آذار يقولون انهم لا يريدون بعد الآن التكلم بسلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية". ولم يستبعد شمعون ان تُسحب القوات الدولية من لبنان إذا حصلت أمور خطيرة في البلد. وعن النائب ميشال عون قال: "لا مشكلة لدى عون بحرق الدولة لكي يصبح رئيساً للجمهورية".

  

معربًا عن شجب "الجماعة" للجريمة الإرهابية بحق مسيحيي العراق

النائب عماد الحوت:لا يمكن لأي فريق مهما بلغت قوته السيطرة على لبنان.. والسيناريوات التهويلية للضغط باتجاه تنازل مأمول من الأكثرية

جمال العيط، الجمعة 5 تشرين الثاني 2010

شدد النائب عماد الحوت على "ضرورة إعتماد الحوار في مقاربة ومناقشة الملفات الضاغطة حالياً في لبنان"، معوّلاً في هذا المجال على "حكمة وإدارة رئيس الجمهورية العاد ميشال سليمان لتوجيه الحوار باتجاه إيجاد مخارج توافقية لمجمل هذه الملفات بما يتيح إخراج البلد من دائرة الإحتقان والتوتر".

الحوت، وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” رأى أنّ "حذر حزب الله من السياسات الأميركية في المنطقة وتوجسه من المجتمع الدولي يقفان وراء إعلان تنصله من الإلتزامات الدولية والبيانات الوزارية المتعاقبة في ما خص المحكمة الخاصة بلبنان"، مشددًا في الوقت عينه على أنّ "دعوة حزب الله إلى عدم التعاون مع المحكمة الدولية وتحقيقاتها لا تلزم جميع اللبنانيين ولا تلزم الحكومة اللبنانية، إنما هي تلزمه هو وحده، لأنّ لبنان جزء من المنظومة الدولية وملزم حكمًا بالقرارات والمواثيق والإتفاقات الدولية".

وردًا على سؤال، أجاب الحوت: "إذا كان هناك خوف من تداعيات القرار الإتهامي للمحكمة الخاصة بلبنان، فالحل لهذا الموضوع لا يكون بنقض القرارات الدولية ومواجهة المجتمع الدولي، بل باللجوء إلى الحوار الداخلي البنّاء مع سائر الأفرقاء السياسيين، من أجل التوصل إلى صيغة موحدة وجامعة تؤمن التعامل بالشكل القانوني المناسب مع تداعيات القرار الإتهامي"، لافتًا الإنتباه إلى أنّ "أحدًا في لبنان لا يريد أن يتهم فريقاً من اللبنانيين في أي من عمليات الإغتيال التي حصلت"، ومشيرًا إلى أنّ ""القرار الظني سيصدر بحق أفراد وليس بحق جهات أو أحزاب، وفي حال صدور هذا القرار بدون أدلة وقرائن فإن كل اللبنانيين سيرفضونه وسيعتبرونه كأنه لم يكن".

الحوت الذي شدد على أنه "حتى هذه اللحظة لا أحد يعرف مهما علا شأنه مضمون القرار الإتهامي"، أعرب عن استغرابه "لهذا الكمّ الهائل من الضغوطات والتهويلات والتهديدات التي يتعرض لها اللبنانيون من قبل جهات سياسية وفي مقدمها حزب الله"، مقللاً في هذا السياق من جدية التهويل بالفتنة "لأنّها تحتاج إلى طرفين مسلحين وعدوّين، وهو ما ليس متوافرًا في لبنان حيث يعرب كل من المعارضة والأكثرية عن رفضهما الفتنة"، إلا أنّ الحوت أضاف محذرًا من "وجود طرف ثالث يستفيد من وقوع هذه الفتنة لا سيما العدو الإسرائيلي، وبالتالي ينبغي رص الوحدة الداخلية لتفويت الفرصة عليه، أمّا التهديد والتهويل والضغط على الشركاء في الوطن فهو يخدم هذا العدو ويحقق غاياته في إيصال البلد إلى الفتنة والخراب".

وإذ أكد "استحالة سيطرة أي فريق على لبنان مهما بلغت قوته من سلاح وعديد وعتاد"، وضع الحوت "السيناريوات العسكرية التهويلية والتهديدية التي تنشرها بعض الصحف" في إطار "السيناريوات الفارغة والسخيفة"، ولفت في هذا السياق إلى أنّ "جزءًا من الإعلام في لبنان بات يعمل بلا ملل أو كلل على الترويج للفتنة وعلى تحفيز المس بالسلم الأهلي والاستقرار العام من خلال نشر مواد مغرضة لا تحترم الميثاق الأخلاقي الإعلامي"، وفي هذا المجال أشار الحوت إلى أنّ "ما ورد في جريدة "الأخبار" لا يعدو كونه رواية بوليسية تهويلية غايتها الضغط على الأفرقاء السياسيين سعياً نحو تنازل مأمول من الأكثرية النيابية"، مؤكداً في المقابل أن "هذا التنازل غير وارد نهائياً، إذ كيف يمكن لأحد أن يتنازل عن شيء لا يملكه؟"، وما على الذين يطالبون بإلغاء المحكمة الخاصة بلبنان سوى التوجه إلى مجلس الأمن الدولي صاحب الصلاحية الحصرية في هذا المجال".

وعليه دعا الحوت حزب الله إلى "اعتماد الحوار سبيلاً وحيداً للتوصل الى صيغة توافقية ومنطقية لكافة المشكلات التي يتخبط بها البلد"، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ "المظلة العربية وبالأخص السعودية – السورية، لا زالت قائمة وفاعلة وقادرة على تحصين الاستقرار اللبناني، سيما بعدما أضيف عامل إيجابي مساعد لهذه المظلة تمثل بانضمام إيران إلى المساعي المبذولة لضمان أمن واستقرار هذا البلد". من جهة أخرى، شدد الحوت على "شجب وإدانة "الجماعة الإسلامية" للجريمة النكراء والوحشية بحق مواطنين مسيحيين أبرياء في كنيسة سيدة النجاة في العراق"، مستنكراً "بكل المقاييس الدينية والإنسانية والأخلاقية هذه الجريمة الإرهابية التي طالت مسيحيي العراق"، ولفت الحوت في المقابل إلى أنّ "التنوع الديني في المشرق العربي هو من أعطى هذا المشرق طابعه الإنسانيّ والحضاريّ".

 

المقاطعة لا تُضير سليمان وأصحابها هم الخاسرون 

فؤاد ابو زيد (الديار)

اذا كان صحيحاً - ويبدو انه صحيح - ان الذين قاطعوا جلسة الحوار التي حدّد رئيس الجمهورية تاريخها، وابلغ جميع اعضاء هيئة الحوار بهذا الموعد منذ اكثرمن شهر، ولم يعترضوا، ولم يعتذروا، فهذا يعني ان المقاطعين، وهم من فريق واحد، لا يستهدفون تطيير الجلسة كردّ على عدم انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم الاربعاء الماضي، بسبب غياب رئيس الحكومة سعد الحريري، بل انهم يستهدفون مباشرة الرئيس العماد ميشال سليمان، وتوافقوا على هذا الاستهداف، بعد حادث العيادة النسائية في الضاحية، والدعوة الى مقاطعة المحققين الدوليين والمحكمة الدولية من اجل لبنان، وقد تكون احزاب وقوى 8 آذار توقعت ان يسارع رئيس البلاد الى اعلان موافقته على ما حدث، على غرار ما فعل النائب ميشال عون، وان يضرب بعرض الحائط علاقات لبنان بالمجتمع الدولي، وبمجلس الامن والامم المتحدة والقرارات الصادرة عنهما، ويتجاهل الاتفاقات والمعاهدات التي عقدها لبنان مع دول صديقة وشقيقة، ويمحو بشحطة قلم ما نص عليه الدستور والقوانين والبيانات الوزارية، واهم من كل هذا ان ينقلب على مضمون قسمه الرئاسي وعلى خطبه في مناسبات عدّة، وان ينسى انه رئيس توافقي ينظر بعينيه الاثنتين للامور وليس بعين واحدة كما يحلو للبعض ان ينظر، وان يرضخ لمطالب واهواء لا تطيح بنظامنا القضائي وحسب، بل قد تطيح بالبلاد، اذا لم يتم معالجتها بصبر وهدوء وحكمة، بحيث ان هذه المعالجة العقلانية قد تفرض تأجيل البحث في موضوع معقّد وخطير، او تفرض التوافق بدل اللجوء الى خيارات من المؤكد انها ستهزّ الحكم والحكومة والدولة، وتدخل البلاد في المجهول.

ليس الرئيس سليمان من يسلك هذا المسلك، خصوصاً وانه منذ انتخابه رئيساً للبلاد، يدرك تماماً انه رئيس بلد يعيش منذ سنوات على خط الزلازل الداخلية والاقليمية والدولية، وان قدره ان يعبر بلبنان الى الضفة الآمنة وسط حقول من الالغام والمعوقات، ولذلك فان اهمية الرئيس سليمان انه وضع خريطة طريق لعهده تقوم على قاعدة الاّ يكون قاسياً الاّ في مواجهة اعداء لبنان، ومن يريد ان يسقط الدولة والكيان والعيش الواحد، والاّ يكون ليّناً الاّ مع الذين يتحمّلون مسؤولياتهم في سبيل المصلحة العامة بعدما قرروا ان يكونوا شركاء في الحكم، وعندما توجّه اليه احياناً انتقادات من قوى 14آذار، وانتقادات ومقاطعة واحياناً اتهامات من قوى 8 آذار، فهذا دليل قاطع على ان هذا الرئيس الذي يحمل اعباء مسؤوليات جسام، هو على حق وصواب في مواقفه التي لا تنبع الاّ من حرصه على السلم الاهلي وعلى مصلحة لبنان واللبنانيين، وفي هذا المجال لا بد من قول كلمة الحق، ان المدعوّين الى طاولة الحوار وقاطعوا بعيداً عن اللياقات المفروضة، وخلطوا بين جلسات مجلس الوزراء التي تعنى بشؤون الناس، وجلسات الحوار التي تعنى بقضية الوطن، يشرّفهم ان يكونوا ضيوفاً على رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، ومحاورين على طاولة حوار برئاسته، امّا القول بأن مقاطعتهم لا تستهدف رئيس الجمهورية، فنكتفي بأن نقول، انه قول غير دقيق، لأن مراجعة ما صدر عن بعض مَن كانوا نواباً او وزراء، وبعض من هم اصوات اسيادهم، تبيّن ان مقاطعة طاولة الحوار، جزء من خطة للتصويب على رئيس الجمهورية، متوهّمين انهم بهذه الطريقة يحيّدونه عن اخذ المواقف الصحيحة، وهذا الامر من سابع المستحيلات.

عندما انتقد الدكتور سمير جعجع رئيس الجمهورية لتمسّكه بما نصّ عليه البيان الوزاري حول الثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، ارتفعت اصوات في التيار الوطني الحر، تندد بجعجع معتبرة ان انتقاده هذا يضعف رئاسة الجمهورية، اما مقاطعة جلسات الحوار التي يحضنها الرئيس سليمان ويعلّق عليها اهمية كبيرة للخروج بتوافق على استراتيجية دفاعية لحماية لبنان تكون مفصلية وتاريخية لو ينجح الوصول اليها، فهي موقف «يعزز» رئاسة الجمهورية و«يقوّي» معنوياتها وتأثيرها في السياسة المحلية!!!

واذا كان موقف العماد ميشال عون من اي رئيس ماروني مفهوماً، و«غيرته» غير الطبيعية، حول موضوع شهود الزور، مغفورة لألف سبب وسبب، ولكن ان يتضامن النائب محمد رعد مع العما دعون، ويقاطع الحوار في قصر بعبدا وهو برئاسة من كان وما زال، في قيادة الجيش وفي رئاسة الجمهورية، وفي اي ارض حلّ فيها، الصوت الصارخ في وجه اسرائيل، وفي الدفاع عن المقاومة، الى حد انه قال مرة، وخارج لبنان، انه يحمي المقاومة بأشفار العيون، فهذا امر يصعب تصديق حصوله، مهما كانت اسبابه واهدافه ودوافعه.

على الرغم من كل ما جرى، فمن المؤكد ان الرئيس سليمان بما يملك من قدرة على الاستيعاب والتسامح، وبما يتمتع به من منطق رجال الدولة، سيتجاوز كل اساءة شخصية تلحق به، بشرط الاّ تطول هيبة الرئاسة، ومصلحة الدولة، وحقوق الناس وامنهم وسلامتهم واستقرارهم، وخصوصاً بعد عصفورية السيناريوهات والتسريبات التي يطلع بها من لا ضمير عنده ولا وطنية والتبشير بحمّامات الدم.

 

رئيس مصلحة طلاب الكتائب هنأ الطلاب على "ديموقراطية الانتخابات"

وطنية - 5/2010 هنأ رئيس مصلحة الطلاب في حزب "الكتائب" باتريك ريشا في بيان اليوم، جميع الطلاب في جامعتي سيدة اللويزة والقديس يوسف "بعد النهار الطويل للانتخابات الطالبية"، مثنيا على "الروح الديموقراطية الراقية التي تخللته رغم بعض الاشكالات الصغيرة التي وقعت". وهنأ طلاب الكتائب على "ما أظهروه من رقي في التعامل وجدية وانضباطية، فكانوا على قدر المسؤولية والحكمة ولم ينجروا الى الاشكالات والخلافات، بل سعوا الى ان يكونوا صلة وصل لا حاجز تفرقة"، متمنيا عليهم "وعلى جميع الطلاب من مختلف الاتجاهات السياسية الذين تنافسوا اليوم في هذا الاستحقاق الجامعي الهام، ان يواظبوا على العمل من اجل جمع الطلاب تحت راية العلم والحضارة والديموقراطية طوال السنة الدراسية المقبلة، نابذين اي شكل من التقسيم والخلاف والتقاتل ما يضعفهم ويؤخر مسيرتهم نحو مستقبل راق ومتحضر". وتوجه الى الطلاب المسيحيين مناشدا اياهم "السعي لرص الصفوف والوحدة ولم الشمل والابتعاد عن التجاذبات التي لا تصب لا في مصلحة اللبنانيين عموما ولا المسيحيين خصوصا". كما هنأ "طلاب الكتائب الفائزين في الانتخابات، لا سيما ان اكثر من 90 في المئة من طلاب الكتائب المرشحين حققوا الفوز وحلفائهم في 14 آذار، وجميع الطلاب الفائزين من الفريق الآخر"، متمنيا "ان تكون السنة الدراسية المقبلة جسرا متينا اضافيا نبنيه نحو الغد المشرق الذي نريده جميعا لوطننا لبنان".

 

الاتحاد الأوروبي دعا المجتمع المدني للمساهمة في المعلومات عن تنفيذ "سياسة الجوار"

وطنية - 5/11/2010 دعا الاتحاد الأوروبي في بيان اليوم، "منظمات المجتمع المدني والأطراف المعنية الأخرى إلى إرسال مساهماتها في ما يتعلق بتقرير المفوضية الأوروبية الخاص بتقدم العمل في تنفيذ السياسة الأوروبية للجوار في لبنان في 2010. وهذا هو التقرير الرابع عن التقدم الذي حققه لبنان لناحية تنفيذ الالتزامات التي قطعها في خطة عمل السياسة الأوروبية للجوار المتفق عليها بينه وبين الاتحاد الأوروبي في 2007. وسيجري اعتماد التقرير في ربيع 2011". ودعت المفوضية الأوروبية "الأطراف المهتمة، بمن فيها المنظمات غير الحكومية والمنظمات الأخرى الفاعلة في المجالات التي تشملها خطة عمل السياسة الأوروبية للجوار المتفق عليها بين لبنان والاتحاد الأوروبي (مثل حقوق الإنسان والحوكمة والبيئة، إلخ) إلى تقديم معلومات أو تقارير أو تقييمات".

 

الجميل: اجتماع بكركي اتسم بالانفتاح على الجميع

العدوى ستطول كل الأنظمة الأخرى إذا تفجر الوضع في لبنان

وطنية - 5/11/2010 رأى رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل في حديث الى "الجزيرة" أن "المنطقة كلها تمر في مخاض عسير، والعواصف تشتد من إيران الى فلسطين مرورا بالعراق وغيرها من الدول العربية التي تتعرض لخضات خطيرة". وأعرب عن خشيته "أن يكون لبنان في عين العاصفة بسبب كل الظروف التي يمر بها، لذلك ارتأينا ان من واجبنا ان نلتقي كالعادة في بكركي لتنسيق المواقف، وكان الاجتماع في بكركري اليوم منفتحا وكانت يدنا ممدودة للجميع في إطار تحديد الأخطار المحدقة بالبلد واتخاذ كل الترتيبات لمواجهة العواصف المرتقبة على منطقة الشرق الأوسط وعلى لبنان تحديدا". وشدد على "ضرورة وجود تضامن عربي مع لبنان اكان من الدول الصديقة التي تقف تقليديا مع سيادتنا واستقلالنا أم من دول أخرى تتدخل دوريا في الوضع اللبناني". وناشد الجميع "أن يتركوا لبنان يستعيد استقراره ويبني سلمه الاهلي بمعزل عن التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية".

وأكد "أننا نريد أن يكون الحل داخليا ومن دون تدخل خارجي، وهناك بعض الاطراف اللبنانيين لا يخفون علاقتهم المباشرة وتحالفهم مع الدول المجاورة كسوريا وايران، ولكن يهمنا أن يعي الجميع ان مصلحة اللبنانيين تكمن في حل مشاكلهم بالحوار الداخلي، وان يكون الحل لبنانيا لبنانيا حول ثوابت لبنانية تحمي الاستقرار وسيادة البلد، ومن مصلحة كل الدول العربية والإقليمية أن تعمل من اجل الإستقرار اللبناني، لأن العدوى ستطول كل الأنظمة الاخرى في حال تفجر الوضع في لبنان، ومن مصلحة اللبنانيين أيضا النظر الى الداخل والتعاون مع بعضهم بمعزل عن التدخلات والمصالح والضغوط الخارجية من أي جهة أتت". وردا على سؤال، قال: "طالبنا بتعزيز طاولة الحوار وحضرنا رغم مقاطعة البعض"، وأضاف: "لا تنجز السيادة الا في حال حصر السلاح في عهدة الجيش وقوى الأمن الداخلي، وهذا هو المنطق العام والدولي ونحن لا نطالب الا بالمنطق". ورأى أنه "عندما تتم مناشدة الرئيس ميشال سليمان فيكون ذلك على أساس كونه رمز البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ونحن نطالبه في هذه المرحلة بالعمل على إنجاز السيادة الوطنية وتحصين لبنان في وجه التهديدات الاسرائيلية، فوطننا لا يحصن إلا بالوحدة الوطنية وبقيام جيشه بواجب الدفاع عن الوطن".

 

لقاء تضامني مع مسيحيي العراق في "المركز الكاثوليكي للاعلام"

يونان: نتمنى على الجامعة العربية الطلب من مجلس الامن معالجة القضية

عريمط: رسالة لبنان للشعب العراقي ان تضامنوا وتكاملوا لبناء دولتكم

البعلبكي: لا امل في نهضة عربية ما لم تصحح النظرة الى جوهر الدين

الراعي:الامم المتحدة لا تستطيع ان تشهد على ابادة اناس ومسؤوليتها السلام

كلمات طالبت بخطوات عملية تشعر المسيحيين انهم غير متروكين لمصيرهم

وطنية -5/11/2010 عقد قبل ظهر اليوم، في "المركز الكاثوليكي للاعلام" لقاء تضامني مع مسيحيي العراق والشعب العراقي برئاسة رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بشارة الراعي في حضور شخصيات روحية وسياسية ونقابية وثقافية واعلامية.

يونان

قدم اللقاء مدير المركز الخوري عبده ابو كسم واستهل بكلمة لبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان الذي تمنى "الا تمزج هذه القضية الانسانية بقضايا اخرى يهابها المجتمع العربي"، واعتبر ان "التعرض للمسيحيين في العراق يعني ابادتهم وتهجيرهم وهذا التهجير عمل اجرامي بحق الحضارة الانسانية".

وقال: "كنا نتمنى من الجامعة العربية، الأولى في الدفاع عن هؤلاء المواطنين ان تطلب من مجلس الامن ان يعالج هذه القضية الانسانية التي تمس ليس فقط المسيحيين بل ايضا الاخوة المسلمين".

وناشد "الحكومة العراقية ان تقرن القول بالفعل وان تحمي الابرياء بكل الاساليب وان تمنع بيع الاراضي في المناطق التي يسكنها المسيحيون، وان تجمد كل عقد بيع لتلك الممتلكات في الوقت الحاضر الى ان يكون هناك استقرار في ذاك البلد الغالي وتكون هناك حكومة قوية تعطي الحق لاصحابه".

عريمط

ثم القى ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ خلدون عريمط كلمة فقال: "لا شك ان ما اصاب اهلنا في العراق هو جرح للامة لا للمسيحيين فقط، انما للمسيحين والمسلمين معا، هو جرح للعراق ولشعبه وجرح للبنان ولشعبه وجرح للامة العربية الاسلامية في كل مكان".

اضاف: "عندما نتضامن في لبنان مع العراق نرسل رسالة بأن لبنان هو بلد التعايش والحوار واحترام الرأي والرأي الاخر، هي رسالة من لبنان الى الشعب العراقي الجريح ان تضامنوا وتكاملوا لبناء دولتكم لان الضمانة للشعب العراقي تكون في قيام الدولة وقيام الحكومة الواحدة، كما ان الضمانة للشعب اللبناني وللبنان هو باقامة الدولة القوية العادلة حيث لا مكان لسلاح الا سلاح الدولة ولا مكان لقوة الا لقوة الدولة سواء في العراق ام في لبنان ام في اي بلد من البلدان العربية والاسلامية".

البعلبكي

بدوره، سأل نقيب الصحافة محمد البعلبكي: "اين اولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة الوحشية في كنيسة سيدة النجاة من روح الاسلام الحق، من الروح المحمدية الحق لان الاسلام ليس حكرا للمحمديين، الاسلام هو دين سيدنا ابراهيم".

واكد "ان كنيسة سيدة النجاة ستستمر كنيسة للنجاة لا كنيسة لارتكاب الجرائم والعنف ضد اخواننا المسيحيين لا في العراق فحسب بل في كل مكان من انحاء العالم".

ورأى "ان لا امل في نهضة عربية ما لم تصحح النظرة الى جوهر الدين المحمدي واقتلاع كل المفاهيم المغلوطة التي تشوه هذا الدين".

فحص اما السيد هاني فحص فقال: "انا امثل ذاكرة العيش المشترك عند الشيعة، واحلم بالعيش المشترك عندهم وامثل جزءا من الثقافة العراقية الشيعية والاسلامية والعربية. نحن نعمل للعيش المشترك لكن الانقسام السياسي يطول حتى روضة الاطفال فكل شيء منقسم".

ورأى "ان في العراق خصوصية مسيحية لا يجوز تجاوزها والوضع بحاجة الى ورشة عمل لنوقف كل هذه الامور".

صليبا

واشار مطران السريان الارثوذكس جورج صليبا الى "انه منذ سنة 1915 في عز الحرب العالمية الاولى قتل المسيحيون من اجل دينهم ومنذ ذلك التاريخ في العالم العربي لم نجد اضطهادا للمسيحيين، ولسوء الحظ بعد سقوط صدام حسين سنة 2003 بيد الاميركيين والصهيونية ظهرت على الساحة فئات ارهابية".

واكد "ان الصهيونية هي صاحبة الباع الطويل في هذه المجازر التي تقع"، سائلا من سيترك الارض ومن سيبقى في المكان ولا يملك المكان الا الله فلنستعن بالله ونطلب رحمته وبركاته".

تابت وناشد مدير عام "صوت المحبة" الاب فادي تابت "المرجعيات المسلمة لتقول انها براء من هؤلاء المجرمين لنتأكد من دين هؤلاء الذين يقتلون باسم الله"، مؤكدا "اننا ولدنا من رحم الاضطهاد ولا يقدر انسان ان يلغي انسانا، ولا يقدر دين ان يلغي دينا ولا يقدر لون ان يلغي لونا".

صفا

وسأل نجيب صفا باسم نقابة المحررين: "هل يكفي الاستنكار بعد كل جريمة"؟ وقال: "المطلوب عمل من المسؤولين لان الافراد لا حول لهم ولا قوة، ومطلوب من الجامعة العربية دعوة وزراء الخارجية الى اجتماع واتخاذ قرار يلزم الدول العربية بحماية اماكن العبادة المسيحية والاسلامية"،، معتبرا ان "من قام بهذا العمل لا علاقة له بالدين".

افرام

ودعا رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام الى "قيام اوسع جبهة مسيحية مشرقية بأي صيغة وبأي طريقة، لديها برنامج عمل واحد في كل الشرق، كيف نحافظ على كل مسيحي مشرقي وعلى حقوقه وفي ما هو ابعد من اي حدود وطنية واي انتماءات عربية واي تنوع اثني وأي تعدد مذهبي".

اقليموس

وسأل النقيب انطوان اقليموس باسم الرابطة المارونية: "ماذا بعد"؟ قائلا: ماذا بعد بنظري ينطلق من لبنان وينطلق من المسيحيين ومن القيادات المسيحية تحديدا التي يجب ان تسترد موقعها كقوة مسيحية في هذا الوطن لا ان تكون ابواقا لمصلحة هذا الفريق او لذاك، وان نعيد تكوين القوة المسيحية الحضارية الفاعلة في هذا الوطن، لدرء الفتنة الاتية الينا من بلاد الرافدين ومن كل انحاء العالم.؟ ويجب ان يعود لبنان ليلعب خط الدفاع الاول عن كل القيم الحضارية".

يوحنا واعتبر الارشمندريت عمانوئيل يوحنا ممثلا الطائفة الاشورية "ان العراق بما يملكه من مصادر بشرية واقتصادية وتراث حضاري غني كفيل بأن يكون له مستقبل جيد ونموذج جيد لتلك المنطقة، ولكن ما يقلقني هو عندما يحقق هذا المستقبل هل سيكون هناك مسيحيون في العراق؟ وهذا القلق ليس من فراغ وانما هو قلق جدي من خلال متابعة يومية لما يعيشه المسيحي في العراق". وطالب يوحنا ب"ضمانات دستورية للمسيحيين في العراق تعترف بوجودهم ومساواتهم مع الاخرين".

عيسى

وطالب دافيد عيسى ب"خطوات عملية تشعر المسيحيين في هذا الشرق، وخصوصا في العراق انهم غير متروكين لمصيرهم وانهم ليسوا وحدهم في هذه المواجهة. انها مسؤولية مشتركة مسيحية - اسلامية، عراقية - عربية، اقليمية - دولية. والتحرك مطلوب قبل فوات الاوان".

ودعا اللبنانيين"ان يتعظوا مما يحصل امام اعينهم في العراق وفلسطين وان يعرفوا ان لبنان ساحة مفتوحة وغير محصنة ضد مناخ كهذا".

سعيد

وطلب ممثل المطران الياس عودة الاب فيليب سعيد من "الابوين الشهيدين ثائر ووسيم اللذين استشهدا من اجل ايمانهم ان يرفعا الدعاء الى الرب لينير اذهان القادة في كل المنطقة ليحل السلام والامان في كل مكان".

لحود ودعت باسكال لحود من الجامعة الانطونية "لوضع حد لكل ما سيحصل وانشاء جبهة للتفكير بالعدالة واعادة صوغ مفهوم جديد للقيم ولحقوق الفرد".

الغول واكدت جوزفين الغول باسم تلفزيون "تيلي لوميار"ان "قضية العراق والعراقيين مسيحيين ومسلمين باتت قضية هذه الشاشة التي لم تقف يوما مكتوفة الايدي ولن تقف".

وقالت:" لنفهم ابعاد السينودس شراكة وشهادة. فالشراكة لا تجعلنا مشركين، نحن شركاء في هذه الارض والشهادة لا تعني الاستشهاد حتى الدم بل هي ان نحيا حياة بالمثل الصالح ونعيش معا، فلنحيا في هذا الشرق بشراكة وشهادة تكون قدوة للعالم".

طعمة

واعتبر ممثل "مجلس كنائس الشرق الاوسط" القس نهاد طعمة ان "تكرار الاحداث الاليمة والهجوم على اماكن العبادة في العراق لن يحل المشكلة"، مناشدا "جميع محبي السلام في العالم السعي لاحلال السلام في الشرق الاوسط"، مشيرا الى ان "المجلس يتطلع لترسيخ مفهوم الوحدة الوطنة ومبادىء التسامح الديني في الشرق الاوسط وان المجلس يقدر موقف المرجعيات الاسلامية التي دانت هذا الاعتداء ويؤكد ضرورة العيش المشترك الذي يخدم السلام والاستقرار العالمين".

عزو

وقال الاب جوزف عزو الكبوشي :"اننا كمسيحيين يجب ان نبقى في هذا الشرق لنشهد سيدنا يسوع المسيح القائم من بين الاموات وعلى المجتمع الذي يضم الاقليات التي نشكلها نحن ان يعترف بوجودنا كما يعترف بالاخرين والمساواة بهم".

طرابلسي

وقال الامين العام للمجلس الاعلى للروم الكاثوليك ابراهيم طرابلسي "ان لا وجود لعالم عربي او شرق اوسط دون مسيحيين وان مجزرة سيدة النجاة في بغداد جاءت ردا على توصيات السينودس من اجل الشرق الاوسط"، مطالبا "المجتمع الدولي المدافع عن حقوق الانسان ومجلس الامن التحرك لحماية مسيحيي العراق".

الراعي

وكانت كلمة الختام للمطران بشارة الراعي الذي جدد تعازيه للبطريرك يونان بالابوين وسيم وثائر كما قدم التعازي لكل ابناء الكنيسة ولكل ابناء العراق.

وقال: "من خلال ايماننا المسيحي اتجرأ واقول ان هذا العمل هو استشهاد في خط يسوع المسيح واهنىء الكنيسة السريانية الكاثوليكية لانها قدمت شهداء من اجل العراق ومن اجل نهاية الحرب فيه".

واكد "ان للبنان رسالة قيمة يجب ان يوصلها وما سمعناه اليوم يجب ان نصونه من خلال كتاب رسمي يصدر من لبنان موقع من كل المرجعيات المسؤولة الى خمس مرجعيات اولها الحكومة العراقية لكي تحزم امرها وتحمل مسؤوليتها وتحمي المسيحيين والمرجعية الثانية هي الامة الاسلامية لتنعقد وتتصالح مع نفسها وتعلن موقفها من المنظمات الارهابية والا تكون الديانة الاسلامية تحكم على نفسها، والمرجعية الثالثة هي جامعة الدول العربية لتعقد وتكون مسؤولة عن هذا الصراع ضد المسيحيين والمرجعية الرابعة هي الامم المتحدة اذ لا تستطيع الاسرة الدولية ان تشهد على ابادة اناس ابرياء ومسؤوليتها الاولى هي احلال السلام، اما المرجعية الخامسة فهي الكرسي الرسولي ليقوم بدور دبلوماسي لدى الدول ويضغط باتجاه مواجهة هذه المشكلة وحلها وللتأكيد باننا في هذا الشرق لسنا أقليات بل نحن جزء من كنيسة يسوع المسيح". وختم:"اتمنى ان يسقط الدم الذي سقط في العراق ايديولوجيا العنف والبغض".

 

تشييع الاب بيار خويري غدا في جوارالبواشق وتوافد المعزين الى كنيسة سيدةالمعونات في زوق مكايل

وطنية - 5/11/2010 تشيع بلدة جوار البواشق في عشقوت بعد ظهر غد السبت، الاب بيار خويري الذي قضى متأثرا بحروق اصيب بها نتيجة الحريق الذي اندلع فجر امس الخميس في دار مطرانية صربا المارونية في بلدة صربا - كسروان. وكان جثمان خويري قد نقل قبل ظهر اليوم الى كنيسة سيدة المعونات في زوق مكايل التي كان يتولى رعايتها كهنوتيا وسجي فيها، بعد صلاة رفع البخور التي رأسها النائب البطريركي لابرشية صربا المارونية المطران غي بولس نجيم عاونه عدد من رجال الاكليروس وكهنة الرعايا. وبعد الصلاة انتقل نجيم والكهنة وافراد عائلة الراحل الى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التعازي من حشود المعزين الذي توافدوا من مختلف المناطق ولا سيما من الرعايا في بلدات كسروانية خدم فيها الراحل. ومن المعزين السفير البابوي في الخليج المطران منجد الهاشم، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة، الامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب مروان ثابت وعدد من الرؤساء العامين والرئيسات العامات وكهنة ورهبان من مختلف الابرشيات والرهبانيات المارونية والكاثوليكية. كما حضر معزيا النائب يوسف خليل، الوزير السابق يوسف سلامة، عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح نهاد نوفل، المستشار الاعلامي السابق في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، الدكتور فوزي عضيمي، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير في كسروان، رؤساء الهيئات الاهلية والجمعيات والمدارس وطلابها، اضافة الى الجمعيات الخيرية ومنها جمعية "سندي" التي أسسها الراحل وتعنى بمساعدة الفقراء والمعوزين والعجزة. وقد اعرب المعزون عن ألمهم لغياب الاب خويري، منوهين ب"دوره الرعوي والاجتماعي وما قدمه من مساعدات الى الجمعيات الاهلية المحلية". كما نوهوا بعطائه التربوي. من جهته، ابدى نجيم حزنه "البالغ على وفاة الاب خويري"، منوها ب"عطاءاته الروحية والانسانية والاجتماعية"، معتبرا ان "سيرة حياته مثل يحتذى في خدمة الله والكنيسة والمجتمع". كما وردت الى الكنيسة صلبان وأكاليل وبرقيات تعزية من لبنان وخارجه. وفي الثانية بعد الظهر، نقل جثمان الراحل في موكب مهيب الى مسقط رأسه في بلدة جوار البواشق - عشقوت حيث سجي في كنيسة مارغريغوريوس، على ان تقام الصلاة لراحة نفسه بعد ظهر غد السبت.

 

أكملوا عمل رابين

بيل كلينتون "الرئيس الأميركي الأسبق"

 (الشرق الأوسط)، الجمعة 5 تشرين الثاني 2010

يصادف اليوم ذكرى مرور 15 عاما على تسبب رصاصة لأحد القتلة في مقتل صديقي، إسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق. ومنذ وفاته، لم يمض أسبوع إلا وشعرت بفقدانه والوحشة إليه؛ فقد كنت أحبه هو وزوجته «ليه» كثيرا جدا. وبمناسبة الذكرى السنوية لوفاته، سوف يحسن العالم صنعا إذا تذكر دروسا من حياته: مثل رؤيته للحرية والتسامح والتعاون والأمن، وقد أصبح السلام مطلبا حيويا الآن بنفس القدر الذي كان عليه منذ 15 عاما، عندما تحدث بسعادة وغنى للسلام في مسيرة حاشدة في تل أبيب قبل وقت قليل فقط من مقتله.

ولم يكن من طبع رابين التظاهر على الإطلاق. وعندما أرسله ديفيد بن غوريون كشاب لتمثيل إسرائيل خلال محادثات الهدنة في عام 1949، لم يكن رابين وقتها قد ارتدى ربطة عنق من قبل، لذا ربطها صديق له وأوضح له كيف يمكن خلعها مع الاحتفاظ بربطتها لاستخدامها في المستقبل. وكما كان متوقعا، وصل رابين قبل أسبوعين من اغتياله إلى واشنطن في فعالية تستدعي ارتداء ربطة عنق سوداء، لكنه لم يكن يرتدي هذه الربطة. عندها استعرنا واحدة له، ولكنني ما زلت أبتسم كلما تذكرت عندما كنت أضبط الربطة له، مثلما تفعل هيلاري عندما تتذكر كيف اشتكى رابين بعدما جعلته يخرج إلى شرفة قاعة ترومان لكي يدخن سيجارته.

وهناك ترابط بين قصة إسحق رابين وقصة إسرائيل؛ فقد حمل رابين السلاح من أجل الدفاع عن حرية إسرائيل وضحى بحياته من أجل تأمين مستقبل إسرائيل. وعندما قدم إلى البيت الأبيض في عام 1993 للتوقيع على إعلان المبادئ مع الفلسطينيين، كان بطلا عسكريا مستعدا بشكل فريد لقيادة شعبه إلى عهد جديد. وقبل مصافحة ياسر عرفات، الرجل الذي اعتبره لفترة طويلة عدوه اللدود، تحدث بشكل مباشر إلى الشعب الفلسطيني فقال: «كفانا دماء ودموعا. كفى. ليس لدينا أي رغبة في الانتقام. ونحن لا نضمر أي كراهية تجاهكم. ونحن مثلكم، بشر وأناس نرغب في بناء وطن وزرع شجرة والشعور بالحب والعيش جنبا إلى جنب معكم بكرامة وبتعاطف كبشر وكرجال أحرار. ونحن اليوم نعطي للسلام، ونقول مجددا لكم كفى. دعونا نصل من أجل مجيء اليوم الذي نقول فيه جميعا: (وداعا للأسلحة)».

وبعد مرور عقد ونصف على وفاته، ما زال لدي إيمان بأنه إذا كان رابين قد عاش، لكنا قد توصلنا خلال ثلاث سنوات إلى اتفاق شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومن المؤكد أن أعداء السلام كانوا سيحاولون أن يقوضوا هذه الخطوة، ولكنني كنت واثقا من إمكانية ظهور عهد جديد من الشراكة المستمرة والرخاء الاقتصادي.

وكان رابين سباقا لعصره بعدة طرق. وقد تداخلت نهاية حياته مع ظهور العصر الأكثر ترابطا في التاريخ الإنساني مع ظهور الإنترنت وبدء عصر العولمة. وتعتبر الروابط التي تربط الإسرائيليين والفلسطينيين، لأنهما شعبان قدر لهما بأن يعيشا مع بعضهما على نفس الأرض، حسب تعبيره، نموذجا قويا على الروابط التي تربطنا جميعا حول العالم. ونحن مرتبطون بعدة طرق بدرجة لا يمكن معها أن ننفصل عن بعضنا البعض.

ولهذا السبب، يتعين علينا أن نتبنى القضية التي ضحى إسحق رابين بحياته من أجلها: وهي بناء مستقبل مشترك تكون فيه الإنسانية المشتركة أهم كثيرا من خلافاتنا المثيرة للاهتمام كل بطريقته الخاصة. ويمكننا جميعا أن نفعل شيئا ما في مجتمعاتنا أو حول العالم من أجل بناء القوى الإيجابية وتقليل القوى السلبية للترابط.

وكان رابين شخصا مثاليا صعب المراس. وكانت موهبته الكبرى تتمثل في الحفاظ على ثقة العامة مع اتخاذ مجازفات مدروسة من أجل تحقيق السلام. وهذا التوجه انعكس بالشكل الأفضل في مبدئه التوجيهي الشخصي: وهو أنه سوف يعمل من أجل تحقيق السلام وكأنما لا يوجد إرهاب، وسوف يحارب الإرهاب وكأنه ليس هناك عملية سلام.

وإذا كان بمقدوره أن يتحدث إلينا اليوم، لكان قد طلب منا تذكره ليس من خلال الحداد الذي يمكن أن يكون قد حدث بالفعل، ولكنه عبر النظر بوضوح إلى الفرص والعقبات التي تعترض طريق السلام ومواصلة العمل الموجود في أيدينا.

وتوجد فرصة حقيقية لإنهاء العمل الذي بدأه، فالأطراف تتحدث مع بعضها، كما يحظى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالدعم الذي يحتاج من شعبه ليبرم اتفاقا. ويقول الكثير من الإسرائيليين إنهم يثقون في أنه قادر على تحقيق سلام يحمي ويصون أمنهم. وعلى ضوء البنود التي وافق عليها في أواخر 2000 رئيس الوزراء آنذاك إيهود باراك ودعمها بتفاصيل أكبر رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ووافق عليها الرئيس محمود عباس وفلسطينيون آخرون، يعرف الجميع شكل الاتفاق النهائي.

ويمكن حل القضايا المتبقية، مع توافر المحفزات على القيام بذلك. ولدى إسرائيل أفضل شريك لها في الحكومة الفلسطينية داخل الضفة الغربية على رأسها الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض الذي لديه قدرة على توفير الأمن وتحقيق تنمية اقتصادية، وقد برهن بالفعل على ذلك. ومبادرة السلام التي عرضها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تمنح إسرائيل اعترافا سياسيا كاملا وتطرح احتمالية التعاون الاقتصادي والأمني مع مجموعة من الدول العربية والإسلامية مقابل التوصل إلى اتفاق. كما أن الكثير من الدول العربية منشغلة بجهودها الاقتصادية وفيما يتعلق بالتحديث الاجتماعي، وهو ما يثبت أنهم مستعدون لترك خلافات الماضي ومتحمسون لجني ثمار احتمالات التعاون مع إسرائيل.

وفي هذه الأثناء، لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بتعظيم المكاسب وتقليل مخاطر السلام، وهي قناعة يؤمن بها الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون ومبعوث الإدارة الخاصة للمنطقة جورج ميتشل وزملاؤهم. في هذا اليوم المشرق الباعث على الأمل عام 1993، وقف إسحاق رابين داخل البيت الأبيض وتحدث قائلا: «نعطي اليوم السلام فرصة، وأقول لكم مرة أخرى: كفى». لنتضرع بالدعاء في هذه الذكرى بأن تتم خدماته وتضحياته في الأراضي المقدسة، وبأننا جميعا - وبغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه أو قدراتنا التي نمتلكها - سنقوم بالجزء المنوط بنا من أجل بناء عالم يسود فيه التعاون على النزاع. وستبقى روح رابين تضيء لنا الطريق، ولكن يجب أن نقرر جميعا السير فيه.

 

حصر الحوار بـ«الاستراتيجية الدفاعية» هروب من مواجهة مخاطر حقيقية

المعارضة من الدفاع إلى الهجوم... والاستعداد لكل الاحتمالات

عماد مرمل (السفير)هل دخلت «مغامرة» الحوار الوطني في مراحلها النهائية ام ان وظيفتها لم تنته بعد؟

هل أصبح الإنجاز الوحيد لطاولة الحوار حتى الآن، وهو «الصورة الجامعة»، مهددا، ام ان إمكانية إعادة تجميع أجزاء الصورة ما زالت قائمة؟

هل ذبلت الورود البيضاء التي تتوسط عادة طاولة الحوار، أم ان الرئيس ميشال سليمان ما زال قادرا على إنعاشها بقطرات من «ندى» التوافق الرئاسي؟

هل انسحاب المعارضة من جلسة الامس هو انسحاب تكتيكي وموضعي من أجل تحسين شروط العودة، ام انه يؤشر الى تعديل استراتيجي في سلوكها وخياراتها؟

هل ينطوي موقف المعارضة المستجد على رسالة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أم انه موجه الى فريق 14 آذار ورعاته؟

هل يمكن القول ان دمشق هي بمثابة «المتغيب» غير المعلن عن جلسة الحوار لإرسال إشارات معينة الى من يهمه الامر، أم ان لا علاقة لها بمن يعتذر ومن يحضر؟

هل ما زال موضوع الاستراتيجية الدفاعية صالحا كمادة وحيدة للنقاش على جدول الاعمال، أم ان الاحداث تجاوزته وفرضت بنودا جديدة لا بد لهيئة الحوار من مواكبتها إذا أرادت ان تبقى على قيد الحياة السياسية؟

بطبيعة الحال، يفتح قرار معظم أركان المعارضة الاعتذار عن عدم المشاركة في الجلسة الثانية عشرة لهيئة لحوار، الباب على سيل من التساؤلات المتناسلة. وإذا كانت الأجوبة موضع اجتهاد حاليا في انتظار «يقين» الايام المقبلة، فإن المرجح هو ان «خلط الأوراق» الذي حصل يعكس انتقال المعارضة من الاستراتيجية الدفاعية الى استراتيجية هجومية بدأت معالمها تتضح شيئا فشيئا.

يوحي سلوك المعارضة في هذه الفترة بانها تمهد الارض امام المواجهة المرتقبة مع القرار الظني من خلال تمتين خطوطها السياسية والسعي الى الاحتفاظ بزمام المبادرة قدر المستطاع، استعدادا لكل الاحتمالات. ومن الواضح في هذا السياق ان التنسيق داخل صفوف المعارضة تطور خلال الفترة الماضية وشهد تحسنا في إيقاعه، لم يكن مألوفا في مراحل سابقة، ذلك ان لقاءات وزرائها عشية جلسات مجلس الوزراء تكاد تكون منتظمة، ومستوى التناغم في المواقف السياسية يرتفع، من دون ان يلغي ذلك التمايزات وأحيانا التباينات الموضعية التي لا تتعلق بالمسائل الحساسة.

ويمكن الاستدلال على «النزعة الهجومية» المتنامية من خلال «العلامات الفارقة» الآتية التي سجلت خلال الايام الاخيرة:

- قرار حزب الله مقاطعة لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الخاصة بلبنان، وعدم التعاون معهما بأي شكل من الأشكال، وهو موقف حظي بدعم من كل أركان المعارضة.

- قرار قوى المعارضة الممثلة في الحكومة، اعتبار الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء مفصلية ووجوب ان تحسم ملف الشهود الزور، حتى لو تطلب الامر التصويت على إحالته على المجلس العدلي.

- قرار أركان المعارضة عدم المشاركة في جلسة الحوار أمس.

ولئن كان اعتذار ستة من أركان المعارضة عن عدم حضور اجتماع طاولة الحوار قد شكل منعطفا في مسارها بعد احدى عشرة جلسة انعقدت برئاسة سليمان، إلا ان هناك من يقول ان هيئة الحوار كانت بحاجة الى صدمة من هذا النوع، بعدما كادت تصاب بـ«التكلس السياسي»، بفعل مراوحتها في المكان.

ولعل التطورات المتلاحقة في ملف القرار الظني والمحكمة الدولية قد سبقت طاولة الحوار التي لا يزال جدول أعمالها المعلن محصورا في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، بينما تعتبر أوساط بارزة في المعارضة ان الظرف أصبح غير ملائم لمواصلة الخوض في هذه المسألة، في وقت بات واضحا ان أصل وجود حزب الله وجوهر خيار المقاومة هما موضع استهداف مباشر من قرار ظني يراد له ان يحقق ما عجزت عنه حرب تموز.

وترى أوساط المعارضة ان المطلوب «ترشيق» هيئة الحوار، بحيث تكون قادرة على مواكبة تحديات المرحلة الحالية والتصدي للمخاطر الحقيقية التي تتهدد لبنان والمتأتية عما يُعد له في مطابخ لاهاي من وجبة مسمومة، أما الاستمرار في الإيحاء بان المشكلة تكمن في سلاح المقاومة، وبالتالي الاستغراق في نقاش عبثي حوله في هذا الظرف الدقيق، فإنما يشكلان هروبا من المواجهة الأصلية وتحويرا للخطر الحقيقي.

وهناك من يرى في هذا السياق انه من المكابرة ان تتجاهل طاولة الحوار حساسية اللحظة الراهنة والمشحونة بكل عناصر التوتر السياسي والمذهبي على خلفية الخلاف العميق حول كيفية التعامل مع ملفي الشهود الزور والقرار الظني، وبالتالي فان مواصلة البحث في الاستراتيجية الدفاعية على وقع تفاقم الانقسام الداخلي بشأنهما لن تكون أمرا صحيا ومنتجا، بل ستؤدي الى توسيع الشرخ الداخلي وزيادة التوتر، لا سيما أن أزمة الثقة المتنامية بين الاطراف الداخلية لن تسمح بتأمين بيئة ملائمة لنقاش علمي وهادئ حول الاستراتيجية الدفاعية، والارجح ان الحرارة المرتفعة للهواجس المتبادلة ستعطي الارجحية في مثل هذه الحال للانفعالات المتراكمة والاحكام المسبقة.

 وأغلب الظن، انه سيكون من الصعب ان يبقى موضوع سلاح المقاومة مطروحا للتشريح على طاولة الحوار، بينما لم ينجح مجلس الوزراء بعد في معالجة ملف الشهود الزور الذي يثير الكثير من علامات استفهام لدى حزب الله وحلفائه. وإذا كان منطق فريق 14 آذار يعتبر ان لا رابط بين طاولتي الحوار ومجلس الوزراء، إلا ان الواقعية السياسية تفرض الإقرار بانه لا يمكن قطع الصلة بينهما، وعليه فإن من يستعجل العودة الى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية يجب ان يدفع في اتجاه حسم قضية الشهود الزور، بما يطمئن المعارضة ويحصن الجبهة الداخلية، وعندها يصبح المناخ مناسبا للخوض في عناوين أخرى... إن لم يكن القرار الظني أسرع في تصدرها

 

هل تأتي هزيمة إيران وحلفائها من خلال هزيمة اوباما؟ 

موقع 14 آذار /غسان عبدالقادر

منذ الأسبوع الماضي، كانت التوقعات تصب في خانة التأثير المحتمل التي سيجره التحول المنتظر في توزيع المقاعد للسلطة التشريعية الأمريكية والذي يجنح نحو الجمهوريين من جديد وهم في صدد اعادة كسب ما خسروه من مقاعد في الانتخابات السابقة. وقد رأى العديد من المتابعين أنّ القيام بتحولات جدية في السياسة الخارجية الأمريكية وبالتحديد على ساحة الشرق الأوسط لن يتمّ ما دام الديمقراطيون واوباما ممسكين بالقرار الأمريكي. لذا نزلت نتائج الإنتخابات النصفية الأخيرة، والتي حملت للجمهوريين اغلبية موصوفة بشكل غير مسبوقة منذ 70 سنة، كصاعقة على رأس الرئيس اوباما وشكلت حجر عثرة في دربه وربما في مساره التواصلي مع "الدول المارقة" اي كوريا الشمالية، ايران وسوريا.

فالدعم الذي قدمه حزب Tea Party وهم الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري، قد أمّن الفوز الساحق لخصوم اوباما فنالوا اكثر من نصف المقاعد الكونغرس وبالتحديد مقعد ألينوي الذي كان اوباما شغله قبل توليه الرئاسة، هذا الى جانب انتزاعهم ستة مقاعد اضافية في مجلس الشيوخ الذي مازال للديمقراطيين فيه الأغلبية. الرئيس الأمريكي الذي حاول ابعاد هذه الكأس المرة عن شفتيه، سيكون مجبراً على التفاوض بصعوبة مع الجمهوريين في جميع خياراته الداخلية تقريباً، خصوصاً أنّ هؤلاء الخصوم بمقدورهم احباط مشاريع القوانين التي سيمررها ناهيك عن تسمية مرشحيه من المسؤولين الرسميين.

خيارات اوباما المحدودة...السياسة الخارجية كبديل عن السياسة الداخلية لرئيس أميركي مكبلّ اليدين

يتميز النظام السياسي الأمريكي بأنه منح للرئيس سياسة خارجية قوية بغض النظر عن الأغلبية في الكونغرس التي يمكن أن تكبل سيد البيت الأبيض في الشؤون الداخلية فقط. وهذا ما دأب عليه الرؤساء الأمريكيون الذي يعانون مع أغلبية مناقضة لسياستهم في الكونغرس على مرّ تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. من هنا، فما يأمل به باراك اوباما هو تحقيق نجاحات على المستوى الخارجي وفي مجالات الأمن القومي قبل العام 2012 موعد الانتخابات الرئاسية القادمة لأنّ يديه تبدوان مكبلتين بخصوص مسائل تعافي الإقتصاد الوطني والسياسات الداخلية الأخرى وبالتحديد المتعلقة بالضمان الصحي.

واذا ما حاولنا تقييم سياسة اوباما الخارجية لوجدنا أنها تعاني من مشكلة جوهرية هي المبدأ العام الذي تبناه لرئاسته والقائم على التعايش بدلاً من المواجهة في الشؤون الخارجية في غالبية القضايا الصدامية، مع استثناء وحيد لتلك السياسة هو أفغانستان، حيث اصرّ الرئيس الأمريكي على نهج يفوق سلفه جورج بوش الإبن عدوانية. وإذ لا تبدو الساحة الأفغانية قادرة على منح الرئيس اوباما نصره الموعود مع الإحتمال المتزايد ان اوباما هو في طور اللجوء في أي لحظة للقيام بتسوية ما عن طريق التفاوض مع طالبان اللذين باتوا مدعومين ايرانياً، وهذه الخطوة من شأنها تصويره من جانب الجمهوريين على انه استسلام للإرهابيين وللقاعدة.

وفيما خص العراق، فانه لم يعد بالإمكان القيام بالكثير من الانجازات بعد ان تمت جدولة الانسحاب من ارض ما بين النهرين، وبعد ان تبيّن ان الايرانيين هم من يدعمون الأطراف المتنازعة هناك. وبالنسبة للمفاوضات السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فالتوصل الى اتفاق قريب يضمن وقف الإستيطان وقيام كياني فلسطيني مستقل ليس بالأمر اليسير، في ظل التشدد الاسرائيلي واللوبي الصهيوني والدعم الايراني لحماس والتي تصرّ على افشال اي محاولة تبدو ناجحة للوصول إلى لسلام.

حزب الله في انتخابات الكونغرس...والمخرج الإيراني هو الأكثر احتمالاً لدى اوباما للخروج من مأزقه

وبما أنّ كلّ المسائل المذكورة آنفاً، أي افغانستان والعراق وفلسطين، تنتهي خيوطها بين الأصابع الإيرانية، لا يبقى امام باراك اوباما الا خيار واحد قد يمنحه ما يريد مع ما له من ثقل على المستوى الداخلي ونعني بذلك: إيران.

نتائج الانتخابات الأمريكية كانت متعلقة ببعض جوانبها وابعادها بإيران وحلفاءها بطريقة او بأخرى. فعلى سبيل المثال شنت الكاتبة الأمريكية Debbie Schlussel حملة شرسة على العضو الديمقراطي في الكونغرس John Dingell بإعتبار انه لم يكن له موقف معاد لحزب الله خلال حرب 2006، وذلك دعماً لخصمه الجمهوري Rob Steele المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، والمتشددة تجاه ايران وحزب الله. كما أن المعارض السوري نهاد الغادري عنون مقالته بالعبارة التالية "اذا اردنا ان نهزم الأسد علينا ان نهزم اوباما" وبأنّ ذلك لا يمكن ان يتمّ الا من خلال رئيس قادر، وكالة استخبارات أقوى، وأغلبية كونغرس داعمة لهذا التوجه. ومن دون التوقف عن مقترحات الغادري السورية، فإنّه أشار الى أنّ انظمة كثيرة في المنطقة وكذلك العديد من الجماعات المسلحة التي تهدد نفوذ الولايات المتحدة، تعتمد كلياً على الدعم الايراني لها ولا يمكنها أن تحيا وتواصل عملها وتبني مواقفها من دون هذا الدعم.

إذاً المسألة الإيرانية هي القضية الوحيدة القادرة على رفع شعبية الرئيس الطامح لغالبية في الكونغرس فضلاً عن فترة رئاسة ثانية. منذ ما قبل انتخابه، حمل اوباما وزر اسمه الأوسط (أي حسين) وكيلت به الإتهامات الجمهورية بأنه متردد في مكافحة المتطرفين الإسلاميين خصوصاً أنه برأيهم فوّت فرصة الاستفادة من حركة المعارضة الخضراء في ايران ولم يقدم لها الدعم اللازم. أما المناخ الدولي والأقليمي المحيط بايران فإنه يحمل طابعاً ايجابياً داعماً لأي تحرك اميركي للتعامل بطرق مختلفة مع ايران، كما افاد تقرير لمركز STRATFOR وفق كاتبه جورج فريدمان.

لكن هنا علينا التنبه أنّ القيام بعملية عسكرية لتدمير القدرات الإيران النووية لا تنطوي على غارة سريعة ليوم واحد، لأن المنشآت النووية تنتشر بطول ايران وعرضها مما سيتتطلب حملة جوية طويلة الأمد، مع احتمال القيام بعمليات خاصة للتحقق من الخسائر واكمال المهام.

وبالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك حاجة للقيام بعمل عسكري ضد القوات البحرية الايرانية لحماية خطوط النفط عبر الخليج العربي. لذا فلن تكون الحرب على إيران عملية غزو شبيه بالعراق او افغانستان، كما أنها لن تكون شبيه بالحرب على يوغسلافية وكوسوفو في التسعينات، بل ستكون أقرب الى حملة جوية قد تدوم أشهر.

هذه الحملة تعني ايضاً ردود ايرانية ثأرية متعددة الأشكال، وسقوط قتلى واسرى امريكيين، وكذلك احتمال مقتل اعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في صفوف الايرانيين، مما سيخلق مادة إعلامية دسمة وموضوعاً تسلط عليه الأضواء.

في وسط هذه المعمعة سيبدو الرئيس اوباما أكثر قوة ويحظى بدعم الكونغرس بديمقراطييه وجمهورييه اللذين سيلتفون حول الرئيس اوباما. إنّ القيام بحملة مماثلة قد يكون لها منافع كثيرة ومنها تسهيل خروج الأمريكيين من العراق، وارضاء حلفاء أميركا الأقليميين، وارسال رسالة قوية للعالم اجمع (سواء الأوروبيين أو الصينيين والروس) ان الولايات المتحدة مازالت تشكل قوة رادعة وهي تملك الارادة متى رغبت في ذلك. واخيراً، فإن اوباما يبدو الأقدر على القيام بهذه العملية العسكرية لأنه سيقوم بها من خلال توجهات غير ايديولوجية (على غرار سلفه بوش) بل من خلال من حاول التوصل الى اتفاق بشتى الطرق مع الإيرانيين اللذين خذلوه ولم يستجيبوا لسياسة اليد الممدودة.

 

 سامي الجميّل لكلام الناس : نحن كدولة رهينة لدى حزب الله وبكفيا والبيت المركزي وكسروان والمتن وجبيل والاشرفية "لا احد يدعس فيها ولا احد يدخلها بالقوة" واذا دخلوها يكونون قد جربونا واتمنى الا يجربونا وما نقترحه مؤتمر وطني يبحث بجمهورية جديدة للبنان

موقع الكتائب/وضع منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل زيارته الولايات المتحدة الاميركية في اطار الجولة على الجالية اللبنانية الكبيرة والمؤثرة وذات المستوى العالي هناك مشيرا الى ان

الجالية اللبنانية تتابع ما يحصل في لبنان اكثر من اللبنانيين المقيمين وكأنها معنا.

واكد في حديث لكلام الناس من LBC ان موضوع تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة شكّل ملفا اساسيا في الجولة الاميركية ملاحظا ان لهؤلاء المغتربين الحماس الكبير للعب دورهم من الخارج الا انه اسف لكون وزارة الخارجية ترسل الى الآن تقارير "تشيب شعر الرأس" لافتا الى ان وزارة الداخلية جاهزة لانتخاب المغتربين بعكس الخارجية .

وقال الجميل:" اذا اعطينا المقيمين في الخارج حق التصويت فهذا يشجعهم على التأثير في مستقبل لبنان ".

واعلن ان التركيز في المباحثات مع المسؤولين الاميركيين كان على دعم الجيش اللبناني مشيرا الى انه حصل على وعد باعادة النظر في السياسة الاميركية تجاه دعم الجيش.

وفي الشأن السياسي المحلي، علّق الجميل على السيناريو المقترح في صحيفة الاخبار للانقلاب على القرار الظني فقال:"ان احداث السابع من ايار ماثلة امام عيوننا عندما احتلّ حزب الله بيروت وجزءا من الشوف وعاليه ولا جديد في السيناريو المتداول".

واضاف:"ان ما يخيف الناس اليوم هو فريق واحد يمتلك السلاح لاسيما ان مخطط حزب الله في المواجهة عمره اربع سنوات ونحن كدولة رهينة لدى الحزب الذي يمارس بقوة السلاح ما يريده ويفرضه على المؤسسات الشرعية وعلى الجميع ويضعنا امام خيار، اما تمشون بما نريد واما سنستعمل السلاح بوجهكم".

واكد اننا "بتنا في مكان لا يمكننا معه التنازل اكثر لانه لا يمكننا التخلي عن المحكمة الدولية التي هي خط احمر".

ورأى الجميل انه من المعيب ان ينتظر اللبنانيون نتيجة اجتماع ثلاثة سفراء لتقرير مصيرهم واصفا الامر بالكارثة.

وقال:" الحل ان يقرر اللبنانيون بناء البلد وطالما ننتظر اجتماع بين الرئيس السوري والملك السعودي فالبلد لن يقوم" سائلا:" هل اللبنانيون راضون على ان يكونوا رهينة آلة تحكم عن بعد؟". واعتبر ان الوقت قد حان لان ننتقل من مرحلة الى اخرى قائلا:"ان ان ما نقترحه هو مؤتمر وطني يبحث بجمهورية جديدة للبنان ويكون مؤتمرا تأسيسيا لهذه الجمهورية فلماذا الانتظار معمودية دم جديدة؟". واوضح ان المشكلة تكمن في" اننا لم نتعلم من احداث الماضي المؤلمة" مشيرا الى ان علينا الانتقال من بلد الساحة الى بلد حقيقي وهذا الامر يتطلب الثقة بين الفرقاء. وشدد على وجوب الا ننتظر ان يسال الدم لنستوعب ان ثمة مشكلة تحتاج الى حل .

واكد الجميل ان المحكمة الدولية مسار قضائي مستقل والافراج عن الضباط الاربعة خير دليل على ذلك قائلا:" لو كانت المحكمة مسيسة او تديرها الولايات المتحدة لما افرجت عنهم قبل اسبوعين من انتخابات نيابية كانت مصيرية ". وعن شهود الزور، لاحظ الجميل ان لا حقيقة حتى الآن تسمح لنا بتحديد من هم شهود الزور،"فكلمة شاهد زور ليست في محلها لان لا معيار يسمح بكشف ما هو زور وما هو حق اذ ان لا قرار ظنيا حتى الآن". وعن كلام رئيس الحكومة سعد الحريري عن الشهود الزور وتبرئته سوريا،قال الجميل:" هذا رأيه وهو حر ونحن لم نتهم من الاساس احدا وبناء على القرار الظني نحدد موقفنا ورأينا " الا انه رأى ان تصرف حزب الله يجعله يدين نفسه .

وردا عن سؤال عما اذا كان حزب الله قادر على الوصول الى بكفيا في السيناريو المقترح، قال:"ان بكفيا والبيت المركزي وكسروان والمتن وجبيل والاشرفية لا احد يدعس فيها ولا احد يدخلها بالقوة واذا دخلوها يكونون قد جربونا واتمنى الا يجربونا" مؤكدا ان الكتائب تستند الى الجيش اللبناني والضباط الشرفاء الحريصين على دم اللبنانيين " والتاريخ يتحدث عنا ويشهد لنا". وعن اللقاء في بكركي قبل ظهر الجمعة، اشار الجميل الى ان مرجع المسيحيين بكركي "ولكن كنا نتمنى لو يكون جميع المسيحيين مجتمعين غدا في الصرح" لافتا الى ان المجتمعين سيضعون انفسهم بتصرف الصرح البطريركي متمنيا ان تلعب بكركي دورا جامعا. واعتبر الجميل ان حزب الله يقوم بعملية "غسل دماغ" لمناصريه ومحازبيه بينما "خطابنا خطاب وطني ونطالب بشرعية حقيقية وحقوق طبيعية ومعاملة متساوية". وجدد التأكيد انه يفتخر بتاريخ حزب الكتائب سائلا"هل هم يخجلون من ماضيهم؟ ". وردا عن سؤال عما اذا كان ينصح الرئيس سعد الحريري بالاستقالة، قال:"لا انصح الحريري بالاستقالة فالشعب اعطاه ثقته وعليه تحمل مسؤوليته حتى النهاية". وشدد الجميل على ان حزب الله يمنع كل المؤسسات الدستورية من العمل وهو حاول تعطيل الرئاسة من خلال الغياب عن الحوار اذ ان لديه مخططا لاستهداف المؤسسات والدولة . وقال:"ان حزب الله يقوم بعصيان على قرارات الدولة ونحن بحاجة الى ان يطمئننا حزب الله لا العكس ومشكلتنا معه في الداخل لا في مكان آخر فأنا لا اقول ان اسرائيل ليست خطرا على لبنان ولكن المشكلة اليوم بين اللبنانيين وحزب الله الذي لم يعد سلاحه للدفاع عن الجنوب بل اصبح موجها ضد اللبنانيين ". وعن الحلول المقترحة للخروج من الازمة، اكد الجميل وجوب الحديث عن كل القضايا الحياتية والمالية والمعيشية بموازاة عمل المحكمة الدولية الطبيعي "ولكن للاسف حزب الله يقول اما المحكمة واما انا " مؤكدا ان حزب الكتائب معني مباشرة بالمحكمة اكثر من اي كان. واضاف:"اذا لم تكشف المحكمة الدولية منفذي الجريمة فمعنى ذلك اننا لن نستطيع كشف الحقيقة ابدا وانا اقبل بالحقيقة مهما كانت لاسيما ان المحكمة ذات قضاة كفؤ وخبرة كبيرة واستقلالية". وردا عن سؤال ، ذكّر الجميل بأنّ النائب وليد جنبلاط "كان يعتبر ان الرئيس بشار الاسد رأس الافعى ولكن في السابع من ايار تمّ وضع المسدس برأسه ونقلوه الى الطرف الآخر ". ونفى الجميل ما يشاع عن ان حزب الكتائب يرسل موفدين الى دمشق قائلا:"ان ما نقوم به نقوم به على رأس السطح لا تحت الطاولة ". واضاف:" لا نستطيع ان نهبط معنويات الناس ونحن حريصون على البلد وعلى اللبنانيين ان يعوا ضرورة وضع حدود للخارج الذي يؤثر عليهم ". وجدد ، ردا عن سؤال، القول:"اذا هاجمنا احد فلن نقف متفرجين ولكن هذا لا يعني اننا نريد العنف" داعيا رئيس الجمهورية والحكومة ووزير الدفاع الى ان يتحملوا مسؤولياتهم لطمأنة الناس كما فعل قائد الجيش العماد جان قهوجي. ولاحظ الجميل ان حزب الله يتمرد على تطبيق القانون ويدعونا الى الاستسلام ولكن هذا امر غير وارد مضيفا:" اذا سلمنا البلد لمجموعة لا تحترم حرية الانسان والرأي الآخر نكون قد انهينا دور لبنان". وشدد على ان " اتكالنا الاول على المؤسسات الرسمية ولكن سندافع عن انفسنا اذا لم تدافع الدولة عنا ". وختم مشيرا الى ان "هناك الكثير من الامور التي ينبغي القيام بها للحفاظ على حياة كريمة للمواطنين ونحن مستعدون للتعاون مع الجميع في امور نحن مقتنعون بها ".

  

المعارضة تتأهّب للحسم لكن كلّ الخيارات دونها محاذير

كتب طوني عيسى/الديار

«اقتربت ساعة الحسم». هذا هو الإنطباع، او القرار الذي تعلنه مصادر بارزة في المعارضة. «فصحيح اننا نعتبر الفتنة خطاً أحمر، واننا لا نرغب في القيام بانقلاب سياسي أو عسكري رغم قدرتنا على ذلك، لكن الصحيح ايضاً هو اننا لن نسمح بعودة عقارب الساعة الى الوراء، أي الى ما قبل ايار 2008. نعم هناك مشروع انتصر وآخر هُزِم. ولن نقبل بنصف انتصار يضعنا في نقطة رمادية ستكون أكثر غموضاً وصعوبة بالنسبة الينا من المرحلة السابقة». لا مجال لأنصاف الحلول بالنسبة الى المعارضة. وهذا يعني حتماً: لا مجال لأي فريق يريد الحفاظ على موقع وسطي أو رمادي او توافقي. والرسالة هنا موجّهة خصوصاً الى رئىس الجمهورية ووزرائه، والى النائب وليد جنبلاط ونواب «اللقاء الديموقراطي». المرحلة المقبلة ستكون ساخنة على محوري رئاسة الجمهورية والمختارة. فبالنسبة الى المعارضة، من غير المسموح بعد اليوم أن تبقى رئاسة الجمهورية على الحياد، بل المطلوب أن تنخرط في التصويت في مجلس الوزراء ضد المحكمة الدولية ولمصلحة إحالة ملف الشهود الزور على المجلس العدلي، بحيث تتأمن الغالبية، مع وزراء النائب وليد جنبلاط. وتعمل المعارضة على أساس مراهنتها على استيعاب المؤسسات العسكرية والأمنية أيضاً، فتضمن إطمئنانها الى سلوك هذه المؤسسات في أي استحقاق قد تفرضه التطورات المقبلة، قبل صدور القرار الإتهامي وبعده، وهي كثيرة وخطيرة. أما الهامش الذي تتيحه المعارضة للنائب جنبلاط فهو ذلك الذي يسمح له بالتمايز الشكلي، سعياً الى جعل جنبلاط «طُعْماً» يساهم في اصطياد آخرين من 14 آذار، وابرزهم الرئيس سعد الحريري. وأما في الخطوات العملانية المرتقبة في مجال المحكمة والقرار الإتهامي وأي تحرك للمعارضة يتقرّر في موازاتهما، فالنائب جنبلاط سينسى تماماً رفاقه السابقين في 14 آذار، وسيكون بالكامل الى جانب رفاقه الأسبقين وسوريا.

لماذا قررت المعارضة أن تلجأ اليوم الى الحسم، بعدما ماطلت كثيراً؟

المصادر تقول: «لقد طالبنا بالشراكة في الحكم بين العامين 2006 و2008، لكن شيئاً لم يتحقق لولا لجوءنا الى 7 أيار. واليوم نطالب بتصحيح الخطأ الذي نجم عن تلك المرحلة، اي بإلغاء المحكمة الدولية ومفاعيلها، لأننا لم نكن في الأساس متوافقين حولها. لكن مطالبتنا لا تُستجاب، فيما هناك إجماع على ان القرار الإتهامي سيتهم عناصر من «حزب الله» بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذا ما نعتبره تسللاً اسرائيلياً واميركياً واضحاً للإلتفاف على المقاومة وضربها او إلهائها بالصدام المذهبي بدلاً من التفرّغ لمواجهة اسرائيل. ولذلك، سنتصدى لهذه المحاولة مهما كلّف الأمر، وأياً كانت الظروف والمبررات، وسنسقط المحكمة والقرار الظني الذي جرى اعداده من خلال تركيب الشهود الزور ورفض محاكمتهم جدّياً».

تشدُّد اميركي

لكن هذه الترجمة الداخلية للصدام ليست كافية، بل يمكن وضعها في المرتبة الثانية، وفقاً لمصادر ديبلوماسية متابعة. فالمرحلة الإقليمية ـ الدولية مليئة بالاحراجات التي تنعكس على الملف الداخلي اللبناني، وفي طليعتها المحكمة ومستتبعاتها.

المصادر تقرأ بكثير من الإهتمام، فشل المساعي السياسية الآىلة الى تأليف حكومة في العراق، والذي انعكس عودة الى لعبة الدم على أوسع مدى. فيما المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية سقطت تحت وطأة التصلّب الاسرائيلي. وقبل أي شيء، بروز ملامح تشدّد اميركية قد تكون الأعلى مستوى منذ وصول الرئيس باراك اوباما الى الحكم. فالإدارة الحالية قرأت جيداً المنحى الذي قاد الحزب الجمهوري مجدداً الى ترؤس مجلس النواب، والذي أعطاه قواعد إضافية في مجلس الشيوخ. وهذا المؤشر مهم جداً في صناعة القرار في الولايات المتحدة، لأن القرار يؤخذ في الكونغرس وليس في البيت الأبيض رغم كون النظام رئاسياً. وسيؤدي هذا العامل الى تعديلات في التعامل مع مجمل ملفات الشرق الأوسط، للمرة الأولى منذ خروج الرئىس جورج بوش من البيت الابيض.

وتقول المصادر الديبلوماسية: تتعاطى واشنطن بواقعية مع دمشق. فهي لاعب اساسي ويمكن أن تكون ضامناً للإستقرارلكن لا صفقات جرى عقدها مع سوريا، لا على حساب لبنان ولا سواه ولعل تمسك واشنطن بالمحكمة الدولية خير دليل على ذلك. فقد سارعت الى دعم تمويل المحكمة بـ10 ملايين دولار. وكانت لمعاون وزير الخارجية جيفري فيلتمان زيارة سريعة اخيراً لبيروت التقى خلالها الرئيس ميشال سليمان والنائب جنبلاط لتأكيد حرص الولايات المتحدة على التمسك بالمحكمة ودعم المؤسسات الشرعية.

هذا الجو الاميركي المتشدد والذي يلتقي مع اتجاهات اوروبية تصب في الاطار عينه، ينعكس على الملف اللبناني، فيما العلاقات السورية - السعودية تبدو جيدة على المستوى الثنائي، لكن حدود التلاقي على تسوية الازمات التي تهم الطرفين، كلبنان والعراق، ليست واضحة.

وفي الحدّ الاقصى ينجح السوريون والسعوديون في منع الانفجار في لبنان، لكنهم عاجزون عن تقديم حلول، لان ذلك يقتضي في كل منهما الطلب الى حلفائه اللبنانيين تقديم تنازلات موجعة وربما حاسمة في ملفات اساسية، وقد لا تكون هذه التنازلات مناسبة لانها تؤدي الى هزيمة هؤلاء الحلفاء المحليين.

من هنا، تعتقد المعارضة ان لا خيار امامها الا استكمال الضغط لانهاء مفاعيل ما جرى في العام 2005 وهي ترى انها قادرة على القيام بذلك بسبب امتلاكها الغالبية في مجلسي النواب والوزراء وفي ظل ما لها من رصيد كمقاومة، ما تملك من طاقات داخلية، ورعاية من جانب سوريا. وهي لا ترى بديلاً من تنفيذ خطوات جذرية لتحقيق هذا الهدف، اذا لم يستجب الرئيس سعد الحريري وفريق 14 آذار لمطالبها.

سينياريوهات في خدمة الحسم

وتتحدث المصادر في هذا الاطار عن اربعة سيناريوهات تدرسها اوساط المعارضة في هذا الاطار، وهي:

1- اللجوء الى مجلس النواب. فالرئيس نبيه بري يمسك بمفاتيح المجلس. واذ تراهن المعارضة على ان النائب وليد جنبلاط وكتلته سيصوّتان الى جانبها، فان خيار التصويت على قانون يعتبر المحكمة الدولية غيرشرعية يصبح امراً ممكناً. ومن شأن هذه الخطوة ان تؤدي الى بلبلة، معنوية على الاقل، لدى المحكمة، لانها ستجد نفسها في موقع مخالف لاكثرية اللبنانيين.

لكن هذه الخطوة دونها تحفظات الرئيس بري الذي يحاول الابقاء على خيوط اللعبة جميعها في يديه، من خلال استمراره قريبا من لعبة التوافق السعودي - السوري، فهو ابرز المنظرين لنظرية «س - س» كما ان هذه الخطوة محدودة الفاعلية دستورياً، لانها لا تؤثر عملياً على عمل المحكمة باعتباره مؤسسة انشأها قرار لمجلس الامن، وهي معاهدة بين لبنان والامم المتحدة.

2- تدرس المعارضة امكان سحب وزرائها من الحكومة على غرار ما فعلت ابان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. لكن دون ذلك محاذير. فالرئيس الحريري يستمر رئيساً للحكومة يدير الاعمال الى اجل غير محدد، في ظل عدم جهوز البديل منه. فيكون عملياً رئيس حكومة تصريف الاعمال والمرشح الوحيد لترؤس الحكومة الجديدة فيما يكون الوزراء المنسحبون من الحكومة قد اخلوا الساحة مجاناً لسواهم.

ولذلك فان هذا الخيار يجب ان يكون مقرونا بتجهيز المعارضة لحكومة جديدة في خلال فترة قصيرة جداً. وهذا ما يبقى متعذراً، وسط تأكيد الرئيس بشار الاسد اخيرا على ان الحريري يبقى الرجل المناسب جداً لرئاسة الحكومة في هذه المرحلة.

3- ثمة اتجاه لدى بعض المعارضة لدفع الرئيس الحريري الى اجواء يأخذ هو نفسه خلالها خيار الاستقالة من رئاسة الحكومة. وهذا الخيار غير مضمون ايضاً سواء لجهة احتمالات التوصل اليه او لجهة مفاعيله، لانها ستكون شبيهة بمفاعيل خيار انسحاب وزراء المعارضة.

4- الحسم في الشارع. وهو ما تسميه المصادر المعارضة آخر الدواء، اي الكيّ. ويبدو نموذج 7 ايار وارداً في الاذهان كتجربة ذات مفاعيل سياسية. وقد ذهب احد اقطاب المعارضة، عاصم قانصوه، الى حدّ القول ان معراب لا تستغرق معنا اكثر من ساعتين. وهذا يعني تهديداً باستمرار الخيار العسكري الواسع النطاق، والذي لا يقتصر على بيروت فحسب.

وهذا الخيار - وان يكن متروكاً لدى المعارضة وكأنه الاخير - يبدو لدى معظم اقطابها تجربة ناجحة اعطت ثمارا سياسية في ايار 2008. ولكن هل الارض والظروف الاقليمية والدولية التي اتاحت تلك الفرصة هي ذاتها متاحة اليوم وهل يمكن توسيعها ام ان المعارك الصغيرة في الطريق الجديدة وعائشة بكار وسواهما افرزت معطيات جديدة؟ وبالتالي هل محاولة انجاز 7 ايار في الـ 2010 يمكن ان تؤدي الى اندلاع حرب اهلية يتجنّبها الجميع؟ وهل سيقبل بها المجتمع الدولي؟

قد يكون خيار 7 ايار او اي خيار سياسي اخر يجري التداول به متعذرا لكن اقتراب جبلي الجليد سيؤدي الى صدام، رضيَ طرفا الصراع بذلك ام رفضا.

وفي جدلية الامن والسياسة يصبح حتميا انفجار الامن عندما تتعثّر السياسة والعكس صحيح. فهل يحدث ذلك وكيف؟

 

الحريري مُتجهّم وبري يُمازح

الديار/جعجع لعون: «أنا قدّها وقدود» ولقانصو: «يروح يلعب»

- لدى دخول الرئيس سعد الحريري الى القصر قيل له: «هل هذا نصف اجتماع فردّ بوجه متجهم «هذه جلسة كاملة ومن لم يحضر هو الخاسر».

- غرد الرئيس بري خارج سرب المقاطعة وعندما سئل عن الظاهرة الجديدة قال «المعارضة احبت التضامن مع الاستاذ وليد وانا حضرت». وسأل بري بدوره ممازحا: «لماذا كثرة الاعلاميين؟»

- حاول احد الصحافيين زكزكة الدكتور جعجع بسؤاله عن غياب العماد عون فرد ضاحكاً: «متّكل عليي، انا قدها وقدود».

- ولدى انتهاء هيئة الحوار سئل جعجع عن تصريح النائب قانصو حول اجتياح معراب بساعتين: وقف قليلا ليقول بعدها «خليه يروح يلعب».

- الرئيس السنيورة يفضل هذه الأيام التقليل من الكلام ولدى خروجه ابتعد بقدر الامكان عن الاعلاميين الا انه سئل عن رضاه عن الحوار فأجاب «بالتأكيد». فسئل حتى لو كانت المعارضة غائبة فرد مستغرباً لمرّات عدّة لا لا لا.

 

سليمان «في مرمى» نيران المعارضة ...التي تُطالبه بالحسم «يلبس» ثياب العسكر مجدداً ويستعيد خطة « الأسلاك الشائكة»

ابتسام شديد /الديار

لا تبدِ أوساط في المعارضة إرتياحاً كبيراً لتأجيل جلسة شهود الزور، باعتباره تأجيلاً إضافياً لا يحقق أكثر من كسب الوقت ، طالما أن الفريق الآخر ليس بوارد تقديم تنازلات تخدم الحل وغير مقتنع بأن التمسك بالمحكمة وبالقرار الطني الذي يتهم فئة سياسية من شأنه تفجير الوضع اللبناني برمته . وقد جاء بيان كتلة المستقبل الأخير بالتزامن مع تأجيل الجلسة الوزارية ليؤكد صوابية رأي المعارضة ، بعد أن أعلنت الكتلة الحريرية مجدداً تشبثها بالمحكمة الدولية وما يصدر عنها . أوساط المعارضة نفسها ترى أن التأجيل مرده الى الاتصالات الإقليمية والدولية ،والى الحركة الداخلية والاتصالات التي فتحت على مصراعيها بين قصري بعبدا وعين التينة ، بتدخلٍ ودعم من سيد المختارة والأخير يبدو اليوم من أكثر المتخوفين من مخاطر قيام حرب أو اندلاع الفتنة الداخلية .لكن وبحسب الأوساط المعارضة فإن « تمييع» الحل لا يجدي ، وبالنسبة الى أركان أساسيين في المعارضة فإن رئيس الجمهورية الذي يلعب دوراً وسطياً اليوم ، كان الأحرى به أن يتدخل مباشرة وأن يترك اللعبة الديمقراطية تفعل فعلها في مجلس الوزراء عوض الرضوخ لضغوط الفريق الآخر والسير وفق مزاجيته التي ستجلب الويل والخراب للبلاد ، فليس سهلاً او امراً عابراً إتهام شريحة سياسية او طائفة بإغتيال رئيس الحكومة ، والسؤال حين سيصدر القرار الظني «من سيكون قادراً على لجم وضبط طائفة أخرى من اللبنانيين ».

وبالنسبة الى المعارضة ، فإن مسؤولية الرئاسة اليوم أن تضرب الفتنة الآتية بيدٍ من حديد. فالرئيس الوسطي الذي يقف على الحياد لا يفيد في مواجهة المخاطر الكبيرة الآتية ،وبالتالي فالمطلوب الدخول على خط المعركة المقبلة ، وليس ذلك صعباً ومعقداً بالنسبة الى رئيس جمورية ليس من شيمه ممارسة «سياسة الهروب» من المشكلة وتأجيلها، خصوصاً أنه إختبر الحروب العسكرية وخاضها بشراسة و ليس بعيداً عن فكر ونهج مقاومة إسرائيل .

وتحتفظ المعارضة في جعبتها اليوم بسلسلة ملاحظات على أداء الرئاسة :

- أن حيادية رئيس الجمهورية ووقوفه «حكماً» بين كل اللبنانيين لا ينفع في القضايا المصيرية الكبرى ،مثل الملف المطروح اليوم لتفجير الوضع اللبناني برمته والتسبب بانهيار الدولة .

- تسجل المعارضة على رئيس الجمهورية من تجربته الماضية في إدارة الخلافات ،عدم حسمه اي ملف وسعيه الى إرضاء كل الأطراف .

- ترى المعارضة أن ملف شهود الزور لا يشبه اي ملف آخر في ظروفه وخطورته ، وبالتالي فإن مقاربة مختلفة عما جرى مثلاً حين صوَت وزراء الرئيس الى جانب المعارضة ضد تجديد عقود سوكلين.

-تبدي الأوساط «عدم رضاها» عن الدراسة التي يعدها فريق الرئاسة في شأن المخارج القانونية لملف الشهود.

- تتحفظ المعارضة على إستقبال الرئيس للسفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان الذي «هرول الى لبنان في أعقاب الزيارة المدوية» للرئيس الإيراني من أجل التشويش على نتائج الزيارة وحض فريق سياسي معين وشحذه لعدم التفريط بالمعركة . وترى الأوساط «أن الرئيس الذي استقبل فيلتمان على عجل بثيابه الرياضية في إجازته في بلدته عمشيت لم ينجح في كسر الصورة التي رسمتها المعارضة حول عدم إضطراره استقبال موظف فئة رابعة في منزله الخاص ومناقشة الضيف الأميركي بموضوع خلافي وأساسي بين الفرقاء السياسيين،فإذا كان الاستقبال بصفة خاصة فإن في الأمر مشكلة ، وإذا كان بصفة رسمية فللأمر تتمة أخرى وحسابات مختلفة .مع الإشارة الى تساؤلات كثيرة رسمت في أفق زيارة الرئيس الى الولايات المتحدة والتسريبات الأميركية عن حديث غير محبب للمعارضة حول المحكمة الدولية . - تشعر المعارضة بإنحيازٍ رئاسي الى جانب فريق سياسي ، ولا تخفي الأوساط شعور التيار الوطني الحر أن رئيس الجمهورية «يأكل من صحنه الشعبي» ، وأنه يلعب «على الأرض «في ملعب التيار البرتقالي» وترى الأوساط أن لدى العونيين قناعة بأن الرئيس إستأثر بحصة التيار في التعيينات ، وهو بالتالي لا «يأخذ من حصص مسيحيي 14آذار».

التساؤلات التي تطرحها المعارضة حول حيادية الرئيس يرد عنها المدافعون عن الرئاسة بالتأكيد على «أن رئيس الجمهورية يلعب اليوم الدور نفسه الذي قام به عندما كان قائداً للجيش حين وضع الأسلاك الشائكة للفصل بين الموالاة المحاصرة في السراي الحكومي والمعارضة التي طوقتها ، والدور ذات الذي حتمته الظروف السياسية بعد أن نصبه المجتمع الدولي رئيساً توافقياً لكل اللبنانيين» .

يرى المدافعون عن الرئاسة أن شهود الزور من أكثر الملفات إحراجاً للرئاسة واكثرها خطورة على الساحة الداخلية ،فإذا كان من يلعبون اليوم الدور الوسطي(جنبلاط وبري) بإمكانهم بسرعة العودة الى الخطوط الخلفية ومكانهم الطبيعي في حال لم تنجه مساعيهم ، فإن رئيس الجمهورية لا يمكنه أن يقلدهم في تكتيكهم السياسي ، لأن موقع الرئاسة مختلف وهو وإن كان يلعب دوراً وسطياً لكن هذا اللون ليس «رماديا» ،أو ملتبساً .وتضيف أوساط المدافعين ان رئيس الجمهورية بدون شك يشعر بضغط المرحلة السياسية الكبيرة التي يمر بها الوطن ،وهو لذلك يفسح هامشاً واسعاً للحل وللاتصالات السياسية والإقليمية وحركة السفراء وبطبيعة الحال ايضاً للاتفاق الدولي .

 

بري أطلق الإجماع على المحكمة وسليمان للتفاهم على سلاح الحزب

مسار الحوار الوطني والاتفاق المفقود على مفاهيم الدولة

بيار عطاالله /النهار

لم يعرف لبنان خلال حقبة الاحتلال او الوصاية المديدة معنى لكلمة حوار وطني، او تشاور وطني وكل المفردات التي تنسب الى معنى اللقاء والتفاهم، وكان على اللبنانيين ان ينتظروا منذ اجتماع الطائف نهاية ثمانينات القرن الفائت مدة طويلة قبل ان يجلسوا معاً مرة جديدة، وذلك بعد انسحاب الجيش السوري في نيسان 2005 عقب ما اصطلح على تسميته انتفاضة 14 اذار او "ثورة الارز" التي تمكنت من اطلاق حرية العمل السياسي على غاربه في البلاد بعد سنين من القمع والمنع ومصادرة الرأي الاخر وقمعه.

انطلق مسلسل الحوار في 2 اذار 2006، دون رعاية رئاسة الجمهورية التي كانت تواجه انذاك اشكالية الخلاف الحاد على التمديد للرئيس اميل لحود، فكان ان اضطلع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بما يشبه الدور التأسيسي في اعادة سكة الحياة السياسية اللبنانية الى نصابها، وحاولت جلسات الحوار الاولى التي انعقدت في احد الفنادق قريباً من حرم مجلس النواب مقاربة غالبية نقاط الخلاف والنزاع بين اللبنانيين، وفي مقدمهم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي كان يجلس مع  اخصامه السياسيين المفترضين دون اي حرج، ويناقش جملة من المسائل التي اصبحت لاحقاً من المحرمات وفي مقدمها موضوع سلاح "حزب الله" وآلية التعامل معه في اطار الدولة. ولاحقاً كان على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان يرعى الحوار في محاولة منه للجم التوترات الامنية والسياسية والحد من منسوب التوتر وتفجر الاحتقان بين مختلف الاطراف اللبنانية، وهي مهمة لا يحسد الرئيس عليها احد او يتمناها لنفسه بحيث اصبحت فكرة طاولة الحوار بحد ذاتها ميداناً للتنافس والمبارزة على خلاف ما جرى في الجلسات الاولى من تفاهمات واجماع ذهبت الايام بها ادراج الرياح.

عشرات الجلسات والنتائج متواضعة مقارنة مع حجم الامال المفترضة، والذي كان يحلو لاحد الصحافيين الاجانب تشبيهها بالمفاوضات بين الجيش الجمهوري الايرلندي السري والحكومة البريطانية. ولكن شتان ما بين الحالتين، أقله في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والعلاقات السورية – اللبنانية فبعض المقررات وجد طريقه الى التنفيذ مثل تبادل التمثيل الديبلوماسي مع سوريا والمحكمة الدولية والبعض الاخر وهو الاهم، لا زال ينتظر ومعه سيادة الدولة اللبنانية المؤجلة على اراضيها، وصولاً الى موضوع سلاح "حزب الله" الاكثر اشكالية. الجولة الاولى من الحوار عقدت في فندق "اتوال سويت" وامتدت من 2 اذار 2006 الى الثامن منه وكانت حول طاولة مستديرة، تولى تنسيق جلساتها الرئيس نبيه بري واصفاً الحاضرين "انهم سياسيون باب اول". واذا كان جدول اعمال تلك الجلسة غنياً بالبنود الا ان البند الاساس وغير المعلن كان موضوع رئاسة الجمهورية. وهكذا كان "اجماع" على ما قال رئيس المجلس في مؤتمر صحافي، على لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية وتوسيع مهمات لجنة التحقيق من دون شروط. وكانت جولة الثانية  في المكان عينه اعتباراً من 13 اذار 2006. ورغم التوترات بين المشاركين فقد اسفرت الجلسات الممتدة طيلة شهر اذار 2006 عن مقررات اجماع تحت سقف اتفاق الطائف وفيها "بسط سيادة الدولة اللبنانية على كل الاراضي اللبنانية" وطلب من حكومة الوفاق الوطني المفترضة ان تضع خطة امنية "مفصلة مدتها سنة هدفها بسط سلطة الدولة اللبنانية تدريجاً على كل الاراضي اللبنانية بواسطة قواتها الذاتية".  وفي موضوع السلاح الفلسطيني اعطيت الضمانات اولا للفلسطينيين بانهم لن يتعرضوا لاي اعتداء مسلح بعد تسليمهم سلاحهم، اما في موضوع التوطين فتعهد المجتمعون ضمان عيشهم الكريم "الى حين عودتهم الى ديارهم". وفي موضوع العلاقة مع سوريا، ذهب المجتمعون في البيان المشترك الى انه "يقتضي ضبط الحدود بينهما من الجانبين ودعوة الحكومة اللبنانية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك من جهتها". اما في موضوع المقاومة فذكر بري في اعلانه انذاك "ان المقاومة باقية حتى يتحرر آخر شبر من اراضي لبنان". لكنه لم يوضح كيفية بقاء المقاومة التي ستصبح العنوان الوحيد الملتهب لطاولات الحوار اللاحقة،

مآزق الرئاسة الاولى

جولة الحوار الثالثة تركزت على معالجة ازمة رئاسة الجمهورية على وقع المعادلة التي شاعت انذاك وعنوانها "اما الشارع واما الرئاسة" والطرف الذي كان يلوح بالشارع هو قوى 14 اذار. التي رفضت ان يكون النائب ميشال عون الرئيس الذي سيحل مكان الرئيس لحود. ولم تفض الجولة الرابعة التي انعقدت 28 اذار 2006 الى حل للمشكلة الرئاسية. وفي الثالث من نيسان 2006 انعقدت الجولة الخامسة في الفندق المجاور لمجلس النواب ولم يتوصل المتحاورون الى بت مصير الرئاسة الاولى. فلا الرئيس لحود اعرب عن نيته الاستقالة قبل انهاء مدة ولايته الممددة ولا الموارنة وتالياً اللبنانيون اتفقوا على اسم الرئيس الجديد. وتأجلت الازمة الى جولة الحوار السادسة في 28 نيسان 2006 . خصوصاً مع اصرار النائب ميشال عون وحلفائه في "حزب الله" على الوصول الى الرئاسة ورفض كل الاسماء الاخرى الامر الذي رفضته الغالبية البرلمانية . 

وانعقدت جلسة الحوار الثامنة في 17 ايار 2006 على وقع التوتر المتصاعد في الشارع نتيجة عدم التوصل الى حل لمآزق الرئاسة، اضافة الى طرح قوى14 اذار مسألة سلاح "حزب الله"  ومطالبته تقديم اجابات عن هذا الامر. واقتضى هذا التوتر تخصيص جلسة الحوار في التاسع من حزيران 2006 للتوصل الى ميثاق شرف لتهدئة الخطاب السياسي والاعلامي ووقف التصعيد في المواقف. اما جلسة الحوار العاشرة في 29 حزيران 2006 فكانت الاخيرة في ذلك المسلسل عشية حرب تموز وشارك في الجلسة الامين العام لـ"حزب الله" الذي اشار الى ان سلاحه ليس عائقاً امام السياحة داعياً الى بناء الدولة خطوة خطوة. كما طرحت خلالها عناوين "الاستراتيجية الدفاعية" وتم الاقرار بأن اسرائيل هي العدو. ووزع "اللقاء الديموقراطي" ورقة عن الاستراتيجية الدفاعية ناقشت افكار السيد نصرالله عن عوامل القوة للبنان في مواجهة اسرائيل لتبرير بقاء المقاومة خارج الجيش اللبناني. واعتبرت الورقة "ان التمسك بحتمية وجود هامش بين الدولة والشعب لتبرير الاحتفاظ بالسلاح خارج الاطر الشرعية سيؤدي الى اضعاف الدولة وربما الى تفكيكها".

المحكمة الدولية عنوان بارز

مرت حرب تموز بكل اثارها المدمرة، وغاب الامين العام لـ"حزب الله" عن حضور جلسات الحوار لاسباب امنية ولا يزال وهكذا انعقدت جلسات 6 و7 و 9  من تشرين الثاني 2006 لكسر جليد الحوار والاجواء الملبدة، وفي حين تمسكت قوى 8 اذار بمطلب حكومة الوحدة الوطنية ردت 14 اذار بأن لا حل قبل معالجة ازمة الرئاسة الاولى، ولكن دون حل ازمة الرئاسة كانت هناك مشكلة تأمين النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد. وشهدت جولات الجلسات في ذلك الشهر نقاشاً مستفيضاً عن المحكمة الدولية، ومنذ تلك الجلسات اطلق على الحوار اسم الجلسات التشاورية. وفي غمرة ذلك التشاور انبرى الاستاذ غسان تويني قائلاً: "هناك من يطرح في إعلامه مقايضة المحكمة الدولية بالثلث المعطل. أنا هنا أتكلم باسم ابني جبران، وقد اخذت مقعده في البرلمان رغم اني اقدم البرلمانيين بينكم. أنا غير مستعد للمقايضة على دماء ابني، ونحن غير مستعدين للمقايضة على دماء شهدائنا". وتدخل الدكتور سمير جعجع انذاك قائلاً: "فريق القضاة اللبنانيين المكلف امر المحكمة الدولية اقترحه رئيس الجمهورية. أحد القاضيين، رالف رياشي، حكم علي خمس مرات بالاعدام. كانوا يطلعون رئيس الجمهورية تباعا على كل التفاصيل، والآن الرئيس لحود يقول أنه لا علم له بشيء". ورد الرئيس نبيه بري "ان الحاج محمد رعد قال أنه مع المحكمة الدولية ووافقنا عليها سابقا على طاولة الحوار، ولا أعرف لماذا هي الآن موضع أخذ ورد(...)".

من الدوحة الى بعبدا

ذهبت مسودة اجراءات المحكمة الدولية الى مجلس الوزراء في موازاة جلسة الحوار تلك، وعند طرحها على جدول الاعمال خرج نواب التحالف الشيعي من الحكومة واستمروا في تصريف الاعمال في معادلة غير مسبوقة، ثم كان الاعتصام وحصار السرايا الكبيرة في وسط بيروت ومسلسل التوترات الذي انتهى بأحداث السابع من ايار الدامية، ما استلزم دعوة الاطراف اللبنانيين الى العاصمة القطرية لمتابعة اعمالهم ومناقشة سبل الخروج من المآزق. وفي 16-5-2008 افتتح رئيس اللجنة العربية الوزارية رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الجلسة الاولى للحوار اللبناني في الدوحة. وجلس أركان الموالاة والمعارضة وجهاً لوجه وفي حين اعتبر النائب محمد رعد "ان المقاومة حققت انتصارا لها وللبنان كله"، رد وليد جنبلاط: "سلاح حزب الله يهددنا. هناك بيوت مجروحة والجبل مجروح. ماذا سيحصل اذا اختلفنا مرة اخرى في السياسة".

انفض اجتماع الدوحة عن التسوية المعروفة التي افضت الى انتخاب الرئيس ميشال سليمان والتوافق على قانون الانتخاب لينتقل بعدها رعاية الحوار الى كنف رئيس الجمهورية الجديد اعتباراً من 16 ايلول 2008 ليبدأ بعدها مسلسل جلسات الحوار او السجال الذي لا يبدو انه سينتهي. وفي الجلسة الاولى حضر الجميع الى قصر بعبدا الرئاسي بأستثناء الامين العام لـ"حزب الله" وامضى المتحاورون خمس ساعات في جلسة بعبدا الاولى وساعة ونصف على البيان الختامي. مع استمرار الانقسام حيال موضوع الاستراتيجية الدفاعية. وفي 22 كانون الاول 2008 انعقدت الجلسة الثانية في ظل تصاعد التوترات الاعلامية بين القيادات المتحاورة وتصاعد حدة الخطب السياسية. لتتعاقب بعدها الجلسات ويتوالى تقديم اوراق الاستراتيجيات الدفاعية، او سلاح "حزب الله" ضمناً الذي اصبح العنوان الوحيد للحوار علماً ان الطرف المعني بالموضوع اي الحزب لم يبادر الى تقديم تصوره،  وجل ما امكن التوصل اليه كان تشكيل لجنة من الخبراء العسكريين تمثل مختلف الاطراف لوضع تصور للاستراتيجية الدفاعية. واستمرت مواضيع مثل رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين ودعم حقهم في العودة، ومعالجة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، تطرح بين الجلسة والاخرى. يوم 2-3-2009  او يوم ولادة المحكمة الخاصة بلبنان.

انعقدت الجلسة الخامسة للحوار في بعبدا دون ان يكون هناك جدول اعمال لها. اما عشية الانتخابات في الاول من حزيران 2009 فقد انتهت جلسة الحوار دون اي نتيجة تذكر، بأستثناء صورة اجتماع الزعماء الذين جددوا التزامهم ميثاق الشرف في شأن وقف الحملات الاعلامية. وانتهت الانتخابات الى ما انتهت اليه بفوز قوى 14 اذار بالاكثرية، لتبدأ طاولة الحوار جلساتها من جديد في التاسع من اذار 2010 مع وجوه جديدة، واخرى غابت وليستمر عنوان "الاستراتيجية الدفاعية"، وحيداً على طاولة النقاش.  ويمكن اختصار الجلسات اللاحقة بالكلام الذي قاله النائب محمد رعد : "ممنوع الكلام عن سلاح المقاومة، ويجب التحدث عن سلاح إسرائيل وتهديدها للبنان". اما جلسة 17-6-2010 فقد انتهت الى بيان من خمسة اسطر عن متابعة مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وحددت جلسة جديدة في 19 آب 2010 عقدت في قصر بيت الدين وحضرت اجواء التهدئة التي ارستها القمة الثلاثية في بعبدا، والتي تنسحب تباعا على كل الحلقات الرسمية. ولعل التطور البارز الذي سجل تمثل في الخطة العسكرية التي قدّمها رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفيها اعتراف بدور مرحلي للمقاومة ووجودها، من خلال اقتراحه الطلب من "حزب الله" وضع مجموعاته وأسلحته بإمرة الجيش.

 

طاولة الحوار أعطت صورة عن هزالة الاجماع السياسي

النهار /رأت مصادر ديبلوماسية في بيروت ان مقاطعة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ومن تضامن معه جلسة طاولة الحوار لم تؤد الى اتخاذ موقف من معارضي "شهود الزور"، ولم تكسبه اي نقاط ضد رئيس الحكومة سعد الحريري، واصفة تلك المقاطعة بأنها "عمل سلبي" في هذا الظرف الدقيق والحساس الذي تجتازه البلاد. واعتبرت المصادر، في حديث الى "النهار"، ان اي خطأ يمكن ان يؤدي الى اهتزاز ليس الاستقرار السياسي فحسب بل الأمني ايضا . واشارت المصادر الى ان مقاطعة عون لجلسة طاولة الحوار والتي ادت الى تعطيلها، اعطت صورة عن هزالة الاجماع السياسي وبدء التشكيك الدولي فيه، ما ينعكس في التقريرين المقبلين للأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون عن القرارين 1559 و1701.

 

نسف المحكمة الدولية مقابل تعديل الطائف

الأنباء /مع تعقد الوضع اللبناني تتزايد المعلومات عن معادلة تطرح هنا، وتسوية تقترح هناك، عاد الحديث في اوساط المعارضة حول تلازم نسف المحكمة وتعديل الطائف، وفي اختصار جوهري لما يقال في هذه الاوساط المعارضة للمحكمة الدولية، ان المسيحيين هم الذين يجب ان يطالبوا باسقاطها، لان اطاحتها يمكن ان تؤدي الى اعادة النظر في تركيبة ارساها الطائف، وقللت من صلاحيات رئيس الجمهورية، وأعطت فريقا اسلاميا سنيا مقدرات الحكم تحت ستار المناصفة. والطرح المتداول حاليا في اعادة صياغة اتفاق طائف جديد يقوم على «إرضاء المسيحيين» باعادة بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، معطوفا عليها تثبيت المثالثة من خلال اعادة توزيع الحصص النيابية والوزارية، على ان تتم المداورة لا بين الرئاسات الثلاث بل بين الرئاستين الثانية والثالثة فحسب. في المقابل ينشط فريق مسيحيّ من المفكرين الموارنة والمقربين من بكركي في التمسك باتفاق الطائف، كحل أرسى معادلة المناصفة، وفي دعم فكرة المحكمة الدولية الى الحد الاقصى. ولا يقوم تأييد المحكمة على اسباب سياسية وعقائدية تتعلق بمحاكمة من اغتال الرئيس رفيق الحريري وسائر الذين سقطوا لاحقا وحسب، انما لاسباب تتخطى الظروف الآنية لتعود أعواما الى الوراء، الى وقت عمت المجازر القرى المسيحية واغتيلت القيادات المسيحية الواحدة تلو الاخرى. تشكل المحكمة بالنسبة الى هذا الفريق الغطاء الاساسي الذي يحمي مسيحيي لبنان من اي سيف يمكن ان يصلت عليهم، لأن العدالة الدولية لو وجدت منذ عام 1975 لما وصل البلد الى حالته الراهنة.

 

بعد حريق الكنيسة: من وراء الإتصال المفبرك ب OTV؟

اللواء /أثار الخبر الذي بثته محطة تلفزيون OTV الناطقة بلسان <التيار الوطني الحر> عن اتصال هاتفي تلقته المحطة، وأعلن من خلاله صاحبه مسؤوليته عن حادث الحريق الذي حصل في مطرانية صربا المارونية، اهتمام المراجع الأمنية التي سارت إلى وصفه <بالمفبرك>، وبأنه محاولة لاستغلال حادث قد يكون عرضياً لأهداف سياسية ليست خافية على أحد. ولاحظت هذه المراجع، انه ليس من المعقول ان يتصل شيخ ويقول عن نفسه انه سني، وانه يريد أن يوصل رسالة إلى العماد ميشال عون، بأنه سيضرب الكنائس في لبنان مثلماجرى في العراق. مشيرة إلى محاولة ربط مشبوه بين الأحداث الطائفية التي تحصل في العراق بتحالفات العماد عون السياسية، فضلاً عن الإيحاء بأن حريق مطرانية صربا الذي أودى بحياة الأب بيار خوري مفتعل، مع ان التحقيقات لم تثبت حتى الساعة ذلك.

 

عون: قرار مقاطعة طاولة الحوار لم ينسق مع أحد

الأخبار /جدد رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون تأكيده أنه لن يُجالس أو يُحاور «حماة شهود الزور"، وشدد على أنه لم ينسق قراره بمقاطعة جلسة الحوار في قصر بعبدا الخميس مع أحد، مشيرا الى أن الأيام المقبلة ستثبت أن موقفه لم يكن للمناورة أو المساومة على قضيّة مبدئيّة تتصل بحماية السلم الأهلي. وأكد عون، في حديث الى "الاخبار"، أنه لم يعدْ معنياً بأي حوار ما لم يبت مجلس الوزراء ملف شهود الزور، معتبرا أن تأجيل جلسة مجلس الوزراء الاربعاء لم يكن مبرراً إلّا بغرض التمييع وكسب المزيد من الوقت. وشدد عون على أنه لن يقبل بالدعوة إلى أي جلسة لمجلس الوزراء ما لم يكن جدول أعمالها هو نفسه جدول أعمال الجلسة المؤجّلة، لافتا الى أن وزراءه سيُطالبون بالتصويت على هذا ملف الشهود الزور في الجلسة المقبلة إذا لم يُبتّ بالتوافق. ولفت عون الى أن أي دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء في السرايا الحكومية في الأسبوع المقبل كما يتردّد لتطيير بند ملف شهود الزور، هي دعوة مرفوضة ما لم تقترن في الوقت نفسه بالدعوة إلى جلسة مخصّصة لبت هذا الملف في الأسبوع عينه.

 

الاستفاقة» الأميركية في لبنان

المصدر الأنباء /في حديث لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الى صحيفة «واشنطن بوست»، وفي سياق تصريحات مركزة وشبه يومية حول الوضع في لبنان، قال فيلتمان: «لبنان يعاني حاليا من انقسامات سياسية عميقة، ومن الواضح أي الأطراف تساندها سورية وايران، لذا أعتقد انه من المهم بالنسبة لنا، وكذلك بالنسبة لأصدقاء لبنان الآخرين، اظهار ان الجانب الآخر لا يعاني فراغا، وأنا هنا أتحدث عن الدولة، وليس أنصار 14 آذار فحسب، وبالنظر إلى الرسالة التي نقلتها من الرئيس أوباما إلى الرئيس ميشال سليمان، والاتصال الهاتفي الذي أجرته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، بالرئيس سليمان، والمشاورات التي عقدناها مع أصدقائنا الإقليميين والدوليين، والتصريحات الصادرة عن السفيرة سوزان رايس في نيويورك في 28 اكتوبر الماضي، نجدها جميعا أمثلة على جهود الولايات المتحدة، كي نثبت لسورية وإيران أنهما ليستا الدولتين الوحيدتين المعنيتين بما يدور في لبنان». وفي اعتقاد أوساط ديبلوماسية مراقبة انه من الواضح ان هناك استفاقة أميركية ولو متأخرة في الملف اللبناني، وهذه الاستفاقة تمثلت بالزيارة الخاطفة التي قام بها فيلتمان الى لبنان، ونقله رسالة حازمة مفادها الالتزام بالمحكمة الدولية وضمان وجود موقف أميركي يضع خطا أحمر أمام أي محاولة لهز الاستقرار. وتقول الأوساط ان المرحلة المقبلة ستشهد تصاعدا في المواقف الأميركية من الملف اللبناني بحيث تعود الادارة الأميركية الى لعب دور شبيه بالذي لعبته ادارة بوش التي ساهمت مع رئاسة شيراك في انتاج القرار 1559، ويبدو ان ادارة أوباما عادت لتنظر الى الملف اللبناني من الزاوية ذاتها خصوصا لجهة ربط أي تقدم في العلاقات مع سورية بالتزامها عدم العمل للسيطرة مجددا على لبنان.

وتضيف هذه الأوساط ان عوامل عدة ساهمت في حصول الاستفاقة الأميركية، ومنها ان المعلومات التي وصلت الى الادارة والكونغرس والـ«سي آي ايه» تقول ان حزب الله يجهز نفسه للسيطرة على لبنان وتغيير المعادلة القائمة كليا، والهاجس المقلق لدى واشنطن هو سيناريو «الانقلاب الشرعي» الذي يعني اسقاط الحكومة الحالية عبر تفعيل الاكثرية النيابية المنقلبة الى 8 آذار بعد الخروج الجنبلاطي من 14 آذار، هذا ما يفسر اللقاء الاستثنائي لجيفري فيلتمان مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» الذي يحلم بان يبقى في الوسط بين الفريقين، لكن احتدام الصراع لن يبقي مساحة لمثل هذه الاحلام، خصوصا اذا حصر الخيار «مع المحكمة» او ضدها، وعلى افتراض ان «الانقلاب الشرعي» نفد سلميا، فإن ما بعده ليس مضمونا. وتقول الأوساط ان هذه الأجواء تعززت بعد زيارة أحمدي نجاد لبيروت وللجنوب، وهذه الزيارة بالتحديد هي التي أحدثت ما يشبه الصدمة في أوروبا وأميركا وسط تخوف حقيقي من ان لبنان يكاد يقع تحت السيطرة الايرانية، وان ذلك اذا ما حصل فمن الصعب عودة الأمور الى الوراء الا بعد دفع تكاليف كبيرة، وتضيف ان الأميركيين تحركوا بوتيرة سريعة وحضوا دولا عربية على وقف سياسة المرونة المجانية في التعامل مع دمشق، وكذلك أوصلوا رسالة شديدة اللهجة الى سورية عبر القناة التركية بان أي عمل استفزازي غير مضبوط في لبنان ستتحمل القيادة السورية مسؤوليته، وان هز الاستقرار غير مسموح به. في المقابل مصادر في المعارضة تضع حركة فيلتمان واطلالاته المكثفة في خانة التخريب على الجهد العربي ـ الايراني ــ التركي المبذول لتهدئة الساحة اللبنانية. وترى المصادر أن هناك «مد يد» أميركية باتجاه الداخل السعودي ايضا، لتخريب تحرك الملك عبدالله ونجله الأمير عبدالعزيز وتعطيل التسويات التي يمكن أن يتوصل اليها بالتنسيق القائم منذ أكثر من سنة مع سورية، وحاليا مع إيران، وثمة من يتحدث أيضا عن تدخل أميركي باتجاه تركيا لثنيها عن موقفها حيال القضايا العربية ومنها قضية لبنان، وهذه الحركة الأميركية ترخي بثقلها على الوضع اللبناني تأجيلا للحلول، حتى تنضج التسويات الاخرى في المنطقة.

 

لبنان قريبا على موقع ويكيليكس

المصدر الأخبار /أعلن مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج أنه سينشر قريباً تقارير عن كل من روسيا ولبنان والصين. ورفض أسانج، في حديث الى "الاخبار" الكشف عما إذا كان سينشر معلومات إضافية عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، من دون أن ينفي امتلاكه معلومات جديدة.

 

حبيب: العنتريات لا تخيف أحداً

السياسة الكويتية/ردّ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب بعنف على النائب البعثي عاصم قانصو, مؤكداً لـ"السياسة" أن اللبنانيين شبعوا من هذه التصريحات "الدونكيشوتية" غير المسؤولة بقصد التهويل وإخافة الناس وزرع الرعب في نفوسهم, وإن هذه العنتريات لم تعد تخيف أحداً, لأن الجميع أصبح يعرف ما هو الهدف من هذه المواقف. وطالب حبيب أصحاب الرؤوس الحامية أن يكفوا عن تهديدهم للناس, لأن الناس لم تعد تهتم بهذه التهديدات, ولديها من المشاكل الاجتماعية والمعيشية ما يكفيها لتهتم بها, على أبواب موسم الشتاء, مستغرباً مواقف الفريق الآخر الذي لم يعد له شغل سوى النفخ في طبول الحرب, متناسياً ما خلفته الحروب العبثية من ويلات ومآس على اللبنانيين. وفي رده على الكلام الذي يقول ان أسلحة خفيفة وأخرى ثقيلة وصلت إلى "حزب الله" تمكنه من السيطرة على البلد في خلال يومين, رأى حبيب أن هذا الكلام لا يستحق التعليق, وإذا كان "حزب الله" يمتلك كل هذه الأسلحة وهذه الإمكانات الحربية, فلماذا يضع نفسه في دائرة القلق منذ فترة طويلة, ويريد أن يأخذ كل اللبنانيين رهينة حتى يتبدد قلقه, وتنتهي مخاوفه, لافتاً إلى أن الجيش اللبناني قادر على حسم الأمور ومنع أي اعتداء مهما كان نوعه, سواء أتى من "حزب الله" أو من حلفائه. وأضاف إن معراب (حيث منزل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع) الذي يهدد قانصو بالسيطرة عليها خلال ساعتين, عصية عليه وعلى أمثاله, لأنها تؤمن فقط بلبنان وبالحوار كلغة جامعة لكل اللبنانيين. وكان النائب قانصو حذر, في حديث متلفز اول من امس, من مؤشرات على الأرض توحي بالموجهة, وقال: "إذا استمروا في التعنت والفوقية حيالنا, فيلحدث ما يحدث, وسيكون هناك 7 مايو كبيرة, هذه المرة", مضييفاً "إن معراب لن تأخذ معنا ساعتين, لقد طفح الكيل", كما انتقد "تلطي" رئيس الجمهورية ميشال سليمان وراء اجتماعات جلسات الحوار, داعياً إياه إلى أن يأخذ دوره ويطرح الأمور بشكل دستوري.

عون يسأل عن الهدف من لقاء بكركي

المصدر اللواء /سأل عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب آلان عون عن الهدف من الاجتماع المسيحي اليوم في بكركي، وقال:"هل هو اصطفاف مسيحي يريد مظلة بكركي؟".

واعتبر عون، في حديث الى "اللواء"، أن بكركي جمعت القادة المسيحيين سابقاً ولم تصل الى نتيجة ايجابية، مشيرا الى أنه في السابق التزم التيار الوطني الحر ثوابت بكركي ووقع عليها والطرف الآخر رفض التوقيع. ورأى عون أن أي لقاء أو مبادرة، يجب أن يكونا في اطار معالجة مسألة البلد، وليس في اطار ابتداع اصطفاف جديد. وعن ترحيب النائب انطوان زهرا بمسيحيي الثامن من آذار في الانضمام الى اللقاء، قال عون: "لسنا بحاجة الى لقاءات بالزايد أو بالناقص"، مستغرباً كيف أن طرفاً يحدد فكرة ويركّبها كما يريد ومن ثم يسأل الطرف الآخر عن امكانية مشاركته.

 

لسان بيشتي مصاري

الكاتب الهام ناصر/المصدر الشرق

للمرة الثانية على التوالي يتم تغريم الوزير السابق وئام وهّاب لمصلحة القوات اللبنانية. وهذا يدل على أنه يتبّع أسلوب غير سوي للتعاطي مع خصومهِ، وهو ما يعطيهم فرصة مقاضاته وكسب أي دعوى تُقام ضده. ولو أراد جميع من يتناولهم وهاب بهجمومه وانتقاداته وشتائمهِ مقاضاته لاحتاج لأن يُقام لهُ كما يقال بالعامية "لمّة " من حلفائه ومن يتعاطف معه.. ولكانت تكلفة صرمايته تفوق تكلفة صرامي زوجة رئيس الفلبين السابق المشهورة بعدد أحذيتها بما أنه يستخدمها دوما، حيث أنه بعد البحث والتمحيص تبيّن أنه استقاها من أُمّهات الكُتب الفكريّة التي ينهل منها ثقافته ويتحف أسماعنا بها من دون خجل. وهّاب وبسبب تعابيره الخارجة عن اللياقة تم تغريمه للمرة الثانية، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنه لا يُراعي كرامات الناس والأخلاقيات في المُخاطبة ولا يخرج عن هذه الأصول كل إنسان سوي وتربّى على الأخلاق والفضيلة. بالنتيجة هذه تجارة خسرانة، إلا إن كان حسب حسابه أن لها مردودا ماديا أكبر من أماكن اخرى، لانّ إذا كل شتيمة سوف تكلفه عشرة ملايين ليرة هذا يعني بكل تأكيد أنه يخسر ماديا كثيرا، ولا أعتقد "على رغم اعتراضنا على أدبيّاته" أنه ينقصه الذكاء ليورط نفسه بهذا الشكل، وبالتالي يبدو أنه يتقاضى " مُقابلا أكبر" على كل شتيمة ما يتم تغريمه به.. وبسبب الضائقة الإقتصادية التي يمر بها العباد، ربما كُثر يتمنّونَ أن يشتمهم وهّاب.

 

أبا جاسم... مهلاً

الكاتب عوني الكعكي/المصدر الشرق

قد يعيد التاريخ نفسه وقد لا يعيدها، ولكن المهم في الحالين أخذ العبرة من الأحداث والوقائع. نسوق هذا الكلام بعد التصريحات التي استمعنا الى الصديق عاصم قانصوه يدلي بها قبل أيام، عندما تحدّث عن أن معراب لن تصمد أكثر من ساعتين. أعادنا هذا الكلام الخطر من الصديق ابو جاسم الى شهر ايلول من العام 1974، عندما حصل الحادث الدموي المؤسف في ترشيش، بين عناصر من الحزب "التقدمي الاشتراكي" وآخرين من حزب "الكتائب"، وأسفر عن سقوط ضحايا. يومها قيل إن المرحوم كمال جنبلاط رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" اتصل هاتفياً بالمرحوم الشيخ بيار الجميّل رئيس حزب "الكتائب" مهدّداً: "بخلّي الجيش السوري يحتل بكفيا". رحم الله كمال بك والشيخ بيار وذلك الزمن على ما تميّز به من حسنات وسيئات. ولم نلبث أن استمعنا الى تهديد آخر، ربما كان أشد خطورة، وذلك كان على لسان المرحوم ابو اياد ركن "فتح" الثاني بعد المرحوم ياسر عرفات، عندما كان وعناصر من المنظمة في عيون السيمان، فسئل: "ماذا تفعلون هنا؟ إن فلسطين في مكان آخر"! فأجاب قائلاً: "إن الطريق الى فلسطين يمرّ في جونيه". استذكرنا تلك المرحلة المأساوية من تاريخ بلدنا الحديث التي مهّدت للحروب والفظائع عندما استمعنا الى الصديق ابو جاسم يقول ما قاله عن معراب، التي من شأنها أن ترد في ما يعنيها، إنما نحن نتحدث من موقع الغيرة الوطنية، إذ يعزّ علينا أن يأخذ الخطاب السياسي هذا المنحى التصعيدي، وقد خبرنا، نحن وسائر اللبنانيين، الى أين أودى بنا التصعيد، وماذا انتهى إليه من مصائب وويلات. ونقول هذا انطلاقاً من حرصنا عليك يا أبا جاسم، فأنت تعرف ما لك عندنا من مودة، ولأن صديقك من صَدَقك لا من صدّقك... ولقد اعتدنا أن نقول قولة الحق في كل مناسبة، فمن باب أولى أن نقولها لصديق، وفي هذه المرحلة بالذات التي كنّا نأمل من ابي جاسم أن يأخذها في الاعتبار، بينما يتعرّض المسيحيون في العراق ومصر الى اعتداءات وتهديدات.

 

المسيحيون مجدداً في بكركي: ميشال عون شبح الماضي والحاضر والمستقبل!

الكاتب ميرفت سيوفي/المصدر الشرق

هل بات ميشال عون قدر "كأس مر" مفروض على مسيحيي لبنان أن يتجرعوه وفي عقدين من الزمن؟! وأي قدر هو هذا الرجل الذي تحول مما اصطلح على تسميته "حلم" فانقلب "كابوساً" رازحاً على مصير موارنة لبنان ومعهم مسيحيو الطوائف الأخرى؟!

في ختام تقديمه لكتاب "جنرال ورهان" كتب غسان تويني: "خاتمة كارول داغر الممتازة قلما تُبقي مجالاً لمزيد من الكلام. ففيها حديث عن مستقبل الجنرال عون: "هل هو في احتياط الجمهورية" أم أنه ليس سوى "جثة سياسية" (...) في نهاية المطاف، لاتزال تكن (كارول) الود للجنرال، وتحقد عليه لأنه لم يكن سوى هو نفسه، كما وصفته في صفحاتها الأولى: رجل قلما يعرف الحلول الوسط، استئثاري، وهو مزيج من السذاجة السياسية والحيلة"، هذا كلام كتبَ في الطبعة الأولى من كتاب جنرال ورهان شباط العام 1992.

وما أشبه اليوم بالبارحة، كأننا بُعيد اختطاف ميشال عون الشرعية والدستور والشعب "وامتطى حصانه استعداداً لـ "روديو المميت"، وسيبقى على صهوة جواده، كيفما كان"، ما أشبه اليوم بالبارحة، المسيحيون من جديد يلوذون بصرح بكركي يحتمون بالسيد عله يحميهم من "حفلة جنون" بدأت بشائرها تهل في المنطقة كلها بدءاً من سيدة النجاة في "كرادة" العراق، مروراً بتهديد أقباط مصر وكنيستهم، وكل الخوف على لبنان بمسيحييه ومسلميه، ما دام البعض أعلن كلاماً شديد الخطورة كشف فيه أن المنطقة " من نفق نهر الكلب حتى العريضة" ـ وهذا يعني خزان الموارنة والسُنة البشري ـ هي عمق للأمن القومي السوري!!

أمس، بدأت ملامح لي ذراع رئيس الجمهورية بطاولة الحوار، والتضامن أو الاختباء خلف مقاطعة ميشال عون لقصر بعبدا وطاولة يرأسها رئيس الجمهورية، وهذا أول الضغط، وعما قريب سيخرج رئيس المجلس النيابي من "كم عون" ورقة لا دستورية انتخاب الرئيس ما لم يعلن أن لبنان خارج على الشرعية الدولية، هذا الاجتماع المسيحي ضروري في بكركي، لكن نأمل في أن يؤتي ثماره، لا أن يصطدم بواقع مرير أرعن كأنه قدر يجتر نفسه، العام 1989 في منتصف تشرين الثاني "عندما أطلق البطريرك الماروني العائد من الفاتيكان، مبادرته لإجراء الانتخابات الرئاسية في "ظروف سليمة"، لم تتردد الحكومة العسكرية (حكومة عون الثلاثية) في دعوته إلى الانضباط: "إن المسعى البطريركي يجب أن يندرج في إطار التوجهات المحددة من قبل رئيس الحكومة" (جنرال ورهان ص 120)!!

قد لا يسفر الاجتماع المسيحي الموسع في بكركي اليوم إلى النتائج التي يعول عليها اللبنانيون عموماً لا المسيحيون فقط، ولكن... بالأمس نُقِل "التخويف" بقدرة قادر إلى المسيحيين وكنائسهم في لبنان، مع خبرٍ بثته محطة ميشال عون فاتحة باباً مخيفاً في وجه المسيحيين موحية إليهم أن الجنرال "حاميهم" وأن "كنائسهم" ستُهاجم إن لم يغير خطه السياسي، فقد ذكر تلفزيون أو.تي.في، مساء أمس أن "المحطة تلقت اتصالاً هاتفياً يهدد العماد ميشال عون بضرب الكنائس في لبنان بهدف تغيير سياسته"!! والتحقيق في هذا الاتصال أكثر من ضروري، فهو باب يُراد به فتنة، وباب يُراد به القول ما يردده عون دائماً متهماً "السُنة" بالسلفية!!

أحد ما يريد أن يستغل انفجار كنيسة سيدة النجاة في بغداد، ليوحي لمسيحيي لبنان أن أمنهم وأمانهم واستقرارهم حيث "ساقهم" الجنرال إلى حضن ولاية الفقيه، على التضحية بهم مجدداً تحت عنوان الدفاع عنهم وحمايتهم يكون ثمنها ولو لأيام الجلوس "رئيساً" في قصر بعبدا... فهل تحمي بكركي واجتماعها اليوم لبنان بمسلميه ومسيحييه من رهانات جنرال أودى بنصف المسيحيين إلى الهجرة خلال عامين، وها هو يتابع دوره في تفريغ لبنان من مسيحييه، بقدر ما نتمنى أن تنجح مساعي بكركي والمسيحيين، بقدر ما نشك في ذلك لسابق الخبرة والمعرفة بأن خيار الجنرال كان دائماً أن يقودهم إلى طريق الانتحار!!

 

بتريوس: إيران تعطى (مالا) لقرضاي و(سلاحا) لطالبان 

واشنطن - وكالات : أكد قائد القوات الأميركية في أفغانستان ، الجنرال ديفيد بتريوس، أن إيران تعطي أكياس من المال للرئيس الأفغاني حامد قرضاي ، وتمد حركة طالبان بالسلاح والعتاد. وأعلن بتريوس أن الجهود العسكرية للولايات المتحدة والقوات الدولية المتحالفة معها أدت إلى (النجاح في احتواء اندفاع المد المسلح لحركة طالبان في بعض المناطق) ، وذلك في أول تطور منذ تسلمه مهامه قبل أشهر، خلفاً للجنرال ستانلي ماكريستال. وقال بتريوس، الذي بدأ مهامه في ذروة هجوم مضاد تشنه طالبان، في حديث لـCNN، إنه يتوقع أن يتمكن من توجيه توصيات إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تقضي بسحب عدد من الجنود من أفغانستان، اعتباراً من يوليو/تموز 2011، لكنه امتنع عن تحديد حجم القوات المنسحبة.

وأضاف بتريوس: (تقديري الخاص للوضع الحالي هو أن الاندفاع الذي تمتعت به حركة طالبان حتى الصيف الماضي جرى احتوائه في البلد.. ولا أعني أن الاحتواء وقع في البلاد ككل، ولكن في العديد من المناطق، وهذا هو الوضع بشكل عام). وتابع: (والأهم من هذا كله هو أن قوات حلف شمال الأطلسي، ومعها القوات الأفغانية، تمكنت من التحول إلى الهجوم والاندفاع في العديد من المناطق المهمة). غير أن الجنرال الأميركي حذّر من أن المكاسب التي جرى تحقيقها على الأرض حتى الآن (ليست من النوع الذي لا يمكن أن خسارته مجدداً) ، وأوضح قائلاً: (لا يمر يوم في أفغانستان دون أن نسمع أنباء سيئة، والمقياس الحالي يعتمد على تحديد نسبة الأخبار السيئة مقابل الأخبار الجيدة، ويمكن القول الآن أننا في طور الصعود من الهاوية). يشار إلى أن عدد قتلى القوات الدولية في أفغانستان خلال عام 2010 تجاوز 600 قتيل، في المعارك التي تخوضها تلك القوات ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

وكانت القوات الدولية قد أعلنت في وقت سابق أن العام 2010 يعتبر أكثر الأعوام دموية بالنسبة لقوات التحالف منذ غزو أفغانستان في العام 2001. ويفوق عدد قتلى العام الحالي، رغم بقاء أكثر من شهرين على انقضائه، عدد قتلى العام الماضي بنحو 84 قتيلاً، حيث بلغ عدد قتلى قوات التحالف في العام 2009، 516 جنديا. وتأتي هذه الزيادة في أعداد القتلى من قوات التحالف الدولي فيما تحاول الولايات المتحدة أقصى جهودها لمحاربة حركة طالبان، حيث أمر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بنشر 30000 عنصر جديد من القوات الأميركية في أفغانستان خلال العام الجاري. وبهذه الزيادة يرتفع عدد عناصر القوات الأميركية في أفغانستان إلى نحو 100 ألف عنصر، بينما تساهم 25 دولة أخرى بنحو 7000 عنصر آخر.

 

تيمور جنبلاط على مدار والده: خسوف بعد بروز

وليد جنبلاط أتى بوريثه الى بيروت في "زمن التوبه" ويعيده الى باريس بعدما ضمن الغفران

 سيمون بولس- خاص يقال.نت

بعدما جذب الأضواء إليه، وبعدما استقطب مئات المعلومات وعشرات التحليلات عن "تنصيب" وشيك له، غاب تيمور وليد جنبلاط عن الصورة بلا أي مقدمات وبلا اي تفسيرات وبلا أي تحليلات. الروايات التي حاولنا تجميعها إنتهت الى "تكهنات" كثيرة ، فثمة من يقول إنه عاد الى باريس، لمواصلة "تحصيله العلمي" وثمة من يشير الى أنه ابتعد عن المختارة ليعتني بعائلته الصغيرة، ولكن ايّا منها لم تشر الى أن الماضي "القريب" لا يزال على حاله، بعدما نجح النائب وليد جنبلاط في ترسيخ إعادة تموضعه في صفوف من كانوا يطالبونه بترك السياسة...لـتيمور. الإطلالة الأخيرة للوريث الجنبلاطي، كانت في ذاك الغداء "المعلن" الذي جمعه مع النائب نديم الجميل في أحد مطاعم بيروت، من بعدها غاب تيمور عن المسرح السياسي، ولم يظهر سوى بعض المرات مع والده وشقيقه اصلان، في باريس، حيث تردد أن وليد جنبلاط يفتش عن منزل أكبر من المنزل الذي يملكه في جزيرة القديس لويس في العاصمة الفرنسية. قيل يومها إن جنبلاط يفتش عن منزل له.تبيّن لاحقا أنه يفعل ذلك لمصلحة تيمور وعائلته المؤلفة من زوجة وولدين. قبل "قرار" إبعاد تيمور عن الضوء، تكاثرت المعلومات عن ميول "الوريث الجنبلاطي" المناقضة لإعادة تموضع والده مع "تفهمه" لها ولظروفها ولمعطياتها. بدت المعلومات المنوّه عنها، بمثابة تمهيد لإعادة "إخفاء" تيمور، على اعتبار أن "إظهاره" جاء في سياق سياسي دقيق، فوليد جنبلاط كان يدرك ، عندما اتخذ قرارا بالخروج من 14 آذار، أن مكانه "غير محفوظ" لدى قوى الثامن من آذار عموما ولدى النظام السوري خصوصا، وتاليا كان عليه، حتى يصصح "ماضيه"، أن يعتزل العمل السياسي لمصلحة وريثه الطبيعي. أتى وليد بتيمور ووضعه في الواجهة، معلنا بذلك إستعداده لعملية "مضبوطة" تهدف الى "نقل السلطة ". في المرحلة الإنتقالية، تولّى جنبلاط مهمة توكيد صدقية انتقاله من موقع الى آخر، فيما برز تيمور "صامتا" لا يطلق مواقف، ولا يحدد مواقع، حتى قيل إن ما ينطق به في الجلسات الخاصة يتناقض مع مواقف والده الجديدة، وإن ميوله السياسية التي لا تتقاطع مع الميول المستجدة لوالده، جعلته يعبّر، مرارا وتكرارا، عن عدم رغبته، في اللحظة الراهنة، على اقتحام الحلبة السياسية. لم يستعجل تيمور جنبلاط نقل الإرث. تقدم الى الواجهة سامحا لوالده أن يتستر به، من أجل أن يرسخ "سلطانه". وفي لحظة القرار، بدا "صنّاع " القرار، في وضعية من ندم على مطالبة جنبلاط الكبير بالتنحي لمصلحة جنبلاط الوريث، فتراجعوا عن "شرطهم" السابق، ليتراجع تيمور، مجددا، الى... التحصيل العملي.

 

بكركي ترعى لقاءً مسيحياً موسعاً

 تتحضر بكركي اليوم لرعاية لقاء مسيحي عريض من المفترض أن يضم ستة احزاب مسيحية اساسية، هي حزب الكتائب و<القوات اللبنانية> و<الأحرار> و<الكتلة الوطنية> وحركة التجدد الديمقراطي، وحركة <اليسار الديمقراطي>، بالإضافة الى شخصيات واحزاب مسيحية أخرى وجميعها منضوية تحت لواء قوى 14 آذار. وكشفت مصادر مطلعة أن اللقاء الذي ينعقد تحت عنوان:<نداء من أجل لبنان>، سيخرج بوثيقة سياسية تؤكد على ضرورة التزام لبنان بالشرعية المحلية، أي بالمؤسسات الدستورية، وبالشرعية العربية في وجه محاولات سلخ لبنان عن محيطه العربي، كما ستشدد على ضرورة الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القراران 1701 و1757 المتعلق بالمحكمة الدولية. وبحسب المعلومات، فإن اللقاء سيوجه نداء الى الرئيس ميشال سليمان باعتباره رمزاً للسيادة الوطنية والمؤتمن على الدستور وذلك لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم. كما سيوجه نداء آخر للشركاء في الوطن للعمل من ضمن الدولة وعدم وضع لبنان في مواجهة مع المحكمة الدولية والمجتمع الدولي.وستؤكد الوثيقة على الالتفاف حول ثوابت بكركي التاريخية

 

ابي رميا: سنشهد «7 أيار» جديد

القبس/لفت عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سيمون أبي رميا إلى أن «جملة من أربع كلمات تحلّ المشكلة في لبنان، وهي أن يقول سعد الحريري: «نرفض أي قرار يتهم حزب الله». وأعرب ابي رميا عن اعتقاده أن «هناك 7 أيار جديدا، وكل شخص يستطيع أن يقول ما يشاء». وبالنسبة إلى التحرك الأميركي الجديد، كشف أبي رميا عن «أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ذهب إلى فرنسا وقال للمسؤولين هناك إن موقف فريق 14 آذار بات ضعيفاً، ويجب أن نشدّ عصبه من جديد، وقد تبيّن هذا الأمر من خلال دعم واشنطن للمحكمة الدولية بـ10 ملايين دولار والمواقف الأميركية والفرنسية الجديدة»

 

طاولة "ما بعد الإنفجار"

ملكار الخوري /موقع ليبانون ديبايت

الوطن على شفير الهاوية. تسريبات يومية عن سيناريوهات تعدّ لمواجهات القرار الظني وعن إستعدادات المعارضة للإطباق على معارضيها. سيناريوهات، آخرها تُفَنَّد وتُبَرَّر وفي أحسن الأحوال لا تُؤَكّد ولا تُنفى. وسط ضجيج التكهنات ومساعي الربع الساعة الأخيرة "لنزع فتيل الفتنة" والتأجيل المستمر لإستحقاقات ومواضيع كثيرة، أصبح من الواضح أن الإنفجار واقع لا محال وأن الأزمة أكبر من أن تحل بتفاهمات من هنا وهناك ومن إتفاقات وتسويات مرحلية. بذلك، يصبح السؤال مطروحاً حول مرحلة ما بعد الإنفجار وليس حول توقيته وظروفه.

ما هي شروط هذه المرحلة؟ من هم اللاعبون؟ ما هو شكل النظام الجديد؟ والأهم، هل للمسيحيين تصوّر أو إسترتيجية لمواجهة هذه المرحلة؟ حتى الساعة لا شيء يوحي بالإيجاب.

في إغفال المسيحيين عن إستحقاق المرحلة المقبلة مصيبة، وفي إمتناعهم عن طرح مقاربة واقعية وعلمية لصيغة دستورية جديدة كارثة. لقد ثبتت عدم ملاءمة النظام الحالي والتركبية المجتمعية وعدم قدرته على تلبية التطلعات الإجتماعية والسياسية للبعض، والهواجس الوجودية للبعض الآخر: تنازع على السلطة، إنقسام وتشنج، إنفجار فتسوية، فعود على بدء... ومع كل دورة تراجع وتقهقر سياسي، إجتماعي، إقتصادي وديمغرافي للمسيحيين. فبعد أن شكل هؤلاء عنصراً ثابتاً في ثنائيات الحكم منذ عهد الإمارة وصولاً إلى بدايات الحرب الأهلية في لبنان، أصبحوا اليوم خارج المعادلات السياسية.

هي دعوة لكل صاحب قرار قد يجلس على "طاولة ما بعد الإنفجار" للتفكير ملياً في هذا الواقع، وللتحلي بالشجاعة لطرح الصيغة الفديرالية كبديل عن النظام الوحدوي؛ هي دعوة لمواءمة أدبيات الجبهة اللبنانية في دعوتها إلى "إعتماد تعددية المجتمع اللبناني بتراثاته وحضاراته الأصلية أساسًا في البنيان السياسي الجديد الموحّد تعزيزًا للولاء المطلق ومنعًا للتصادم بين اللبنانيين..." مع واقع الحال المشرذم والمنقسم على بعضه البعض. فالفديرالية ليست "مؤامرة غربية يهو-مسيحية رأسمالية متأمركة متعاونة مع الطغمة الحاكمة الإنعزالية الفئوية لقمع شعوبنا المتعاضدة الطامحة للوحدة والتي عاث فيها التدخل الخارجي السافر إنقساماً..."، بل هي بكل بساطة صيغة دستورية تسمح للمجتمعات التعددية بالعيش والنمو بسلام !

 

نداء لإنقاذ حياة سكان أشرف في العراق

وكالات/لا تفسح الوثائق الجديدة التي كشفتها القوات الأمريكية في العراق المجال لأدنى شك فيما يخص الدور المباشر لحكومة المالكي و قوة القدس الإرهابية فيما حدث من قتل وتعذيب وإرهاب وتهجير وجرائم ضد الإنسانية في العراق.

وكشفت هذه الوثائق التي نشرت مؤخرا عن الجرائم التي ارتكبتها السلطة العراقية والقوات العسكرية والأمنية المؤتمرة بإمرة المالكي مباشرة وجرائم النظام الإيراني في العراق التي هزت وجرحت الضمير الإنساني في العالم الحر المعاصر.

إن ما كشف في هذه الأيام أمام أعين العالم بأسره حول تصرّفات المالكي والأجهزة المؤتمرة بإمرته بالإضافة إلى ما ارتكبه النظام الإيراني بواسطة قوة القدس وفيلق الحرس التابعين له يعد بلا شك وبكلّ المعايير جرائم ضدّ الإنسانية يجب على المجتمع الدولي محاكمة المسؤولين عنها وتأتي ضمن أبشع الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في العراق عملية حصار وقتل وجرح وسجن وقمع سكان مخيم أشرف لمجرد أنهم خصوم رأي للنظام الإيراني المتحالف مع الحكومة الحالية في العراق بالرغم من أن سكان أشرف أفراد عزل يقيمون في العراق منذ أكثر من خمس وعشرين عاما ويقعون تحت الحماية الدولية وفق معاهدة جنيف إلا أن السلطات العراقية استخفت بكل القيم والأعراف ولم تهتم إلا بما تعهدت به إرضاء للنظام الحاكم في طهران وارتكبت السلطة العراقية جرائمها ضد الإنسانية بحق سكان اشرف نهارا جهارا وبأدوات جريمة فعلية ولكن بأيدي قوات نظامية عراقية وقرار رسمي وبتعهد أعلنه قبلها مستشار الأمن القومي في وسائل الإعلام من طهران وبغداد.

وجاءت تلك الوثائق في هذا داعمة لعشرات الآلاف من التحذيرات والإخطارات والبيانات التي دعت إلى اتخاذ مواقف استباقية  لما قد يحدث وبعدها لما حدث وخاصة ما أشارت إليه وأكدت عليه مرارا وتكرارا الشخصيات والمنظمات الحقوقية في قارات العالم الخمس خصوصا في السنتين الماضيتين في بياناتهم ورسائلهم إلى المسؤولين في الولايات المتّحدة والأمم المتّحدة والعراق وفي البيان الموقع من قبل أكثر من 4000 برلماني دفاعا عن الحقوق الأولية لسكان أشرف، منددة بأعمال القوات العراقية القمعية والإجرامية في مخيم أشرف مقر 3400 معارض إيرانيين، ومن المؤسف أن ذلك كله ذهب أدراج الرياح ولم تتخذ أية إجراءات أو تدابير وقائية فعّالة حتى الآن.

الحقيقة الأولى التي كشفت عنها هذه الوثائق بهذا الشأن هي أن الحكومة والقوات العراقية لا تفتقر إلى الأهلية والقدرة والحياد فقط وإنما لا تملك الإرادة والنية لحماية سكّان أشرف وبالتالي فهي أداة طيعة مستجيبة متفاعلة بيد النظام الإيراني لقمع معارضته ويلقي هذا الأمر مسؤولية جسيمة على عاتق الحكومة الأمريكية والأمم المتّحدة، مسئولية لا يمكن التغاضي عنها إطلاقا.

ففي عام 2008 حذرت الدنيا كلها مراراً وتكراراً خصوصًا الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة من أن تحويل حماية سكّان أشرف من القوات الأمريكية إلى القوات العراقية غير المؤهلة وغير المحايدة سيكون مقدمة لوقوع كارثة إنسانية.

استمرت الأفعال القمعية ضدّ أشرف خلال السنتين الماضيتين خصوصًا الجريمة المفجعة في يومي 28 و29 تموز (يوليو) 2009 وعامين من الحصار القاسي على أشرف والتعذيب النفسي لسكانه منذ 9 أشهر بواسطة 80 مكبرة صوت قوية. واليوم تأتي الوثائق الـ 400 ألف مؤكدة على صحة ما قيل وما كُتب وعلى قابلية القوات العراقية المؤتمرة بإمرة المالكي لارتكاب الجريمة وأن مخاوفنا التي كنا نبديها مرارا وتكرارا من وقوع كارثة إنسانية أخرى كانت مبررة وصحيحة ودقيقة.

لا شكّ في أن نقل مهمة حماية سكّان أشرف إلى القوات العراقية كان انتهاكا صارخًا للاتفاقيات الدولية خصوصا اتفاقية جنيف الرابعة التي استندت إليها الولايات المتحدة رسمياً في عام 2004 وفي توقيع اتفاقية مع سكان مخيم أشرف كلٌ على انفراد على أن تتولى حمايتهم حتى حسم أمرهم نهائيا وفق اتفاقية جنيف الرابعة وذلك مقابل نزع أسلحتهم وبذلك أصبح هناك موقع قانوني لأفراد مخيم أشرف مشمولا بالحماية والرعاية، ولا يجوز إطلاقًا التخلي عن هذا الموقع وما يتعلق به ولا يجوز إلغاؤه من دون حسم أمر الأفراد المذكورين في الاتفاقية، ويعد أي تحرك خارج هذا الإطار انتهاكا للقوانين الدولية. وبالنتيجة وفي ظل الظروف الراهنة ووفق المادة 45 من اتفاقية جنيف الرابعة يتوجب على القوات الأمريكية أن تقوم بالعودة إلى مهمة حماية أشرف كما كانت عليه الحال من عام 2003 حتى عام 2008 وتكون مسئولة كاملة عن حماية المخيم.

ونظرا لما تقدم، إننا إذ نؤكد ضرورة الكشف عن كل الوثائق المتعلقة بجرائم السلطات العراقية المتعلقة بحقوق الإنسان وجرائم القوات العراقية ضد سكان مخيم أشرف، نطالب باتخاذ الخطوات العاجلة التالية:

1.  أن يعود ويتمركز فريق المراقبة التابع ليونامي وبالتالي القوات الأمريكية في مخيم أشرف لتضمنا حماية سكان المخيم وإعادة مقاييس التعاملات المتقابلة إلى ما كانت عليه قبل عام 2009 أي عندما كانت القوات الأمريكية تتولى حماية المخيم.

2.  انتقال القوات العراقية إلى خارج مخيم أشرف أي إلى المباني والمنشآت الواقعة في خارج المخيم والتي كان سكان المخيم قد أهداها لهم في مطلع عام 2009 وذلك لأن هذه القوات كانت ومازالت تمارس أعمالا قمعية واستفزازية ضد سكان أشرف.

3.  أن تعود وتؤكد السلطات الأمريكية على مسئوليتها في حماية سكان مخيم اشرف  متعهدة بحمايتهم وضامنة لحقوقهم كأفراد محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ويجب أن يتمتعوا بالحقوق والحماية الأساسية المدرجة في الاتفاقية المذكورة.

4.  رفع الحصار اللاإنساني عنهم والذي فرض عليهم منذ 22 شهراً ولحد الآن وإنهاء التعذيب النفسي لسكان أشرف والذي يستمر منذ 9 أشهر وحتى الآن وإبعاد عناصر وزارة المخابرات الإيرانية عن مدخل أشرف وضلعه الجنوبي حيث يتواجدون وينتشرون بطريقة غير قانونية معتمدين على دعم وإسناد الحكومة العراقية.

 

 سلاح حزب الله يشكّل قوّة ممانعة بوجه فرض توطين الفلسطينيين.العماد عون خلال زيارته دير مار يوحنا الحبيب في جونيه:

يجب إحالة ملفّ شهود الزور إلى المجلس العدلي ومحاكمتهم 

موقع عون /في إطار زياراته إلى الرّهبانيات اللّبنانية، زار دولة الرئيس العماد ميشال عون، يرافقه المنسّق العام في التيّار الوطني الحرّ الدكتور بيار رفّول، جمعية المرسلين في دير مار يوحنّا الحبيب في جونية.وكان في استقباله رئيس رهبنة جمعية المرسَلين اللّبنانيين الأباتي إيلي ماضي، رئيس دير مار يوحنا الأب جورج حرب، مدير صوت المحبّة الأب فادي تابت، أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب مروان تابت ولفيف من الكهنة والأخوة المرسَلين. ستهلّ العماد عون جولتَه في إذاعة صوت المحبة، ثمّ شاركَ في القداس في كنيسة مار يوحنا الحبيب، وبعد القدّاس توجه إلى قاعة الكنيسة حيث استقبل الوفود المهنّئة بزيارته. بعد الإستقبال كانت الكلمة للأباتي إيلي ماضي، رحّب فيها بالعماد عون وشكرَه على مبادرته. وقال: "لكلّ منّا يا دولة الرّئيس دعوتَه الخاصة في خدمة الله والإنسان، فكما تحملون أنتم لواء هذا الوطن وهمَّه في كلّ ما تعملون، كذلك يحمل آباء الرّسالة اللّبنانية وطننا الحبيب في بلدان الإنتشار..."وتابع: "ما وجودكم اليوم بيننا في دير مار يوحنا الحبيب الّذي تعرّضَ للتّفجير وأُعيدَ بناؤه سوى شهادة على أنّنا أبناء القيامة والحياة".

وفي ختام كلمتِه تمنّى الأب العام للعماد عون "دوام الصّحة وطول العمر لمتابعة مسيرته في إنهاض الوطن بتفكيك حواجز الخوف وبناء جسور التّواصل والتّفاهم وتشتيت الأزمات".

ثمّ كانت الكلمة للعماد ميشال عون دعا فيها على الإنفتاح على الآخر وكسر الحواجز الطّائفيّة بين اللّبنانيين، مشدّداً على ضرورة إنفتاح المسيحيين على الجميع.

كذلك شدّد العماد عون على التّوطين مشيراً إلى أنّ إسرائيل لا يخيفها سلاح حزب الله لأنّه لا يشكّل خطراً على الدّاخل الإسرائيلي إنّما يشكّل قوّة ممانعة بوجه فرض توطين الفلسطينيين، لذلك شنّت حرب تمّوز في العام 2006 ولكنّها فشلت في تحقيق مبتغاها، لذلك نراها تسعى لكي تصدر المحكمة الدوليّة قرارها الظّني الذي يهدف كسر حزب الله أي قوّة الممانعة التي تقف بوجه التوطين.

ثمّ تناول العماد عون ملفّ شهود الزور مشيراً إلى أنّ محاكمة هؤلاء تساعد على معرفة حقيقة من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأنّه من خلال استجوابهم نستطيع أن نعرف من يقف وراءهم ومن يدعمهم وما هي الأسباب والدوافع التي جعلتهم يضلّلون التحقيق. وطالب العماد عون بإحالة ملفّهم إلى المجلس العدلي كون قضيّتهم متفرّعة عن قضيّة إغتيال الحريري، متسائلاً عن أسباب ممانعة بعض القوى نقل الملفّ إلى المجلس العدلي وهم من يطالبون بالحقيقة

 

نائب رئيس مجلس النواب رأى أن "على السوريين أن يفهموا أن العودة إلى الماضي مستحيلة"  

فريد مكاري لـ"السياسة": يريد "حزب الله" تحويل لبنان إلى ضاحية جنوبية تكون فيها كلمته هي القانون

 "حزب الله" وفريق "الثامن من آذار" يعملان علناً على إنهاء المحكمة

زيارة المحققين إلى عيادة شرارة لم تكن انتهاكاً لحرمة النساء... بل إن مواقف نصر الله تشكل انتهاكاً للقانون اللبناني

كلام نصر الله أكد عملياً أن الهجوم على المحققين الدوليين كان مدبراً وأن "حزب الله" يقف وراءه

من أجل إعاقة عمل التحقيق الدولي وإفهام الجميع أن "حزب الله" هو المرجعية في هذه المنطقة

إذا كانت مجموعة النساء التي اعتدت على المحققين ضمت عدداً من الرجال المحجبين فإن "حزب الله" لم يعد يتخفى وراء أي حجاب في معركته ضد المحكمة

استمرار فريق "8 آذار" في حربه ضد المحكمة يجعل "14 آذار" في حل من المبدأ الذي تضمنه البيان الوزاري بما يتعلق بالجيش والشعب والمقاومة

لا أرى إمكانية التصويت على إحالة ملف الشهود الزور إلى المجلس العدلي وإذا وصلت الأمور إلى هذا الحد فعلى الحريري ووزرائه الخروج من الجلسة

إمكانية تشكيل حكومة من لون واحد صعبة وإذا وصلوا إلى هذه الخطوة يمكن أن تتحول الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال

جنبلاط قلبه في مكان ومصلحته في مكان آخر

عون عنصر صغير يتبع الأوامر بشكلٍ أعمى ويعيش على الضحايا ومازال يحلم ويتسابق مع العمر للوصول إلى الرئاسة

أدعو الرئيس الأسد لزيارة لبنان لأن زيارته مع الملك عبدالله غير محسوبة

بيروت - من عمر البردان: السياسة

اعتبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري بأن "حزب الله" وفريق "الثامن من آذار" يعملان علناً على إنهاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, متسائلاً: لماذا يتخذ "حزب الله" هذا الموقف الاستباقي الذي أضر به أكثر مما نفعه. وقال إن زيارة المحققين الدوليين إلى الضاحية الجنوبية لم تكن انتهاكاً لحرمة النساء, بل إن الاعتداء عليهما, ومواقف الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد نصر الله تشكل بحد ذاتها انتهاكاً لحرمة القانون اللبناني وتؤكد بأن الهجوم على المحققين الدوليين كان مدبراً وأن "حزب الله" يقف وراءه من أجل إعاقة التحقيق وإفهام الجميع أنه هو المرجعية في هذه المنطقة. ولاحظ مكاري أن "حزب الله" يريد أن يحول البلد كله إلى ضاحية جنوبية تكون فيه كلمته وتعليماته هي القانون, ومن لم يمتثل يكون خائناً ومتآمراً على المقاومة. ورأى أن "حزب الله" لم يعد يتخفى وراء أي حجاب في معركته ضد المحكمة, بل أصبح يهاجمها بوجه مكشوف.

كلام مكاري ورد في سياق حوار أجرته "السياسة" معه رأى فيه ان فشل فريق "8 آذار" انتزاع تنصل الحريري من المحكمة جعله ينتقل إلى المواجهة مع الشرعية الدولية, وأن استمرار حربه على المحكمة يجعل فريق الرابع عشر من آذار في حل من معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

كما لم ير مكاري إمكانية التصويت على ملف الشهود الزور وإحالته على المجلس العدلي, ورأى أنه إذا وصلت الأمور إلى هذا المنحى فعلى الرئيس سعد الحريري الخروج من الجلسة مع وزرائه , لافتاً إلى أن محاكمة الشهود الزور هي من حق فريق "14 آذار" لأن هؤلاء جرى دسهم لتضليل التحقيق, مشيراً إلى أن إمكانية تشكيل حكومة من لون واحد صعبة ومن الممكن أن تتحول الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال في حال الوصول إلى طريق مسدود, وقال إن كل الحلول المطروحة, لا تلغي المحكمة عن مسارها والحل الأفضل تركها وشأنها.

نائب رئيس المجلس وصف موقف النائب وليد جنبلاط بأن قلبه في مكان ومصلحته في مكانٍ آخر ولكنه قال إنه لا يستطيع إلا أن يقدر له جزءاً مما يقوم به, أما النائب ميشال عون فاعتبر أنه يعيش على الضحايا واتهام الآخرين لإبعاد الشبهة عن نفسه, وهو لم ينفك يحلم ويتسابق مع العمر للوصول إلى الرئاسة. ودعا مكاري الرئيس السوري بشار الأسد للقيام بزيارة رسمية إلى لبنان, لأن زيارته مع الملك عبد الله غير محسوبة, متمنياً على الاخوة السوريين أن يفهموا بأن العودة إلى الماضي مستحيلة, مثمناً دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى طائف عراقي جديد, مبدياً أسفه لأن هناك من رفض الدعوة, محذراً من تقسيم العراق الذي سيكون فاتحة لأكثرية دول المنطقة. واذ أثنى على العلاقة بين الكويت ولبنان, قال: "إن الجميع في الكويت يتكلم لغة واحدة تشبه اللغة السعودية, وهي لغة لم الشمل وتجنيب لبنان أية مخاطر". وهذا نص الحوار:

ما نسمعه من "حزب الله" والمعارضة يبدو جلياً أنه بهدف عرقلة المحكمة وإفشالها. برأيك ما خلفيات هذه المواقف ولماذا يتخذ "حزب الله" هذا المنحى التصعيدي?

  ليس من شك بأن "حزب الله" وفريق "الثامن من آذار" يعملان علناً على إنهاء المحكمة, وعدم إكمال عملها وهذا ما ظهر بصورة واضحة بعد حادثة عيادة الدكتورة إيمان شرارة. في الواقع كل فريق "14 آذار" يستغرب هذا الموقف من "حزب الله" وفريق "الثامن من آذار", وهذا الاستغراب يتمحور حول أكثر من نقطة:

ثانياً: المعلومات التي بحوزتهم يبدو بأنها تخصهم لوحدهم وكامل فريق "14 آذار" لا يملك شيئاً من هذه المعلومات ولا يعرف موعد صدور القرار الظني وماذا يتضمن. هذا من ناحية ومن الناحية الثانية نحن في الحقيقة طلاب عدالة. فالحقيقة والعدالة تعني لا سمح الله إذا كانت أصابع الاتهام موجهة إلى فريق عربي فلا يمكن أن نأخذ هذا الاتهام بعين الاعتبار إن لم نكن مقتنعين به. وإذا لم يتضمن أدلة ثابتة لتوجيه الاتهام, وإلا سنكون وإياهم فريقاً واحداً لمحاربة أي قرار اتهامي يصدر على هذه الصورة. وفي الواقع أنا لا أعلم لماذا يتخذ "حزب الله" هذا الموقف الاستباقي من هذا الموضوع حتى أن تصرفاتهم في الفترة الأخيرة, ونوعية الكلام الذي ينطلقون منه يجعلنا نشعر بأن شكهم لا سمح الله في موضعه, حتى ولو توجه الاتهام إلى طرف آخر. وأصبح هذا الاتهام غير الموجه إليهم وكأنه حل للمشكلة إنما هم أصحاب الفعل. لأنهم بهذا التصرف أكثروا من الشك, وأعتقد بأن هذا الموقف أضر بهم أكثر مما نفعهم!

  ماذا استنتجت من زيارة المحققين الدوليين لعيادة الدكتورة إيمان شرارة في الأوزاعي?

   زيارة المحققين الدوليين إلى الأوزاعي لم تكن انتهاكاً لحرمة النساء, بل إن الاعتداء على المحققين, وما تلاه من موقف للسيد حسن نصر الله ودعوته إلى عدم التعاون مع التحقيق الدولي, هي تصرفات ومواقف تشكل انتهاكاً للقانون اللبناني, ومصداقية لبنان أمام المجتمع الدولي. وفي رأيي أن ما حصل في الأوزاعي, وما أعلنه السيد نصر الله سببا إحراجاً كبيراً للبنان ووضعاه في مواجهة المجتمع الدولي.

وفي رأيي أن كلام كلام السيد نصر الله, أكد عملياً أن الهجوم على المحققين الدوليين كان مدبراً, وأن "حزب الله" يقف وراءه. والهدف منه:

أولاً: إعاقة عمل التحقيق الدولي والمحكمة الدولية.

الثاني: إفهام الجميع أن "حزب الله" هو المرجعية في هذه المنطقة وأن لا أحد يتحرك فيها من دون استئذانه. ويبدو أن "حزب الله" يريد أن يحول البلد كله إلى ضاحية جنوبية, تكون فيها كلمته وتعليماته هي القانون. بهذا المنطق يتعاطى "حزب الله" مع الدولة والناس, بمنطق من يوجه الأوامر ويعطي التعليمات, ومن لا يمتثل لهذه الأوامر ولا ينفذ هذه التعليمات يكون خائناً ومتآمراً ضد المقاومة. هذا منطق ترهيبي وتهديدي وخطير.

وإذا كانت مجموعة النساء اللواتي اعتدين على المحققين الدوليين ضمت عدداً من من الرجال المحجبين, فإن "حزب الله" لم يعد يتخفى وراء أي حجاب في معركته ضد المحكمة, لقد أصبح يهاجمها بشكل سافر وبوجه مكشوف!

وبعد التصعيد السياسي  في الحرب الشاملة التي شنها فريق "8 آذار" على المحكمة الدولية, فإن هذا الفريق قرر الانتقال إلى تسعير الميدان. لقد بدأوا بالتشكيك بصدقية المحكمة وحياديتها, وأثاروا مسألة ما يسمى شهود الزور, وسعوا إلى وقف تمويل المحكمة, وحاولوا ممارسة الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري لانتزاع تنصله من هذه المحكمة, ويبدو أنهم فهموا بأن هذا الأمر غير ممكن وخط أحمر, فانتقلوا إلى المرحلة الجديدة من الهجوم, وهي المواجهة على الأرض مع الشرعية الدولية. وهذا الأمر يثير الريبة فعلاً: لماذا "حزب الله" متوجس إلى هذا الحد من المحكمة الدولية? لماذا يريد أن يعيق عملها بكل الوسائل? ألا يوحي ذلك بأنه يخفي شيئاً? ألا يولد انطباعاً بأنه غير واثق من نفسه? لأن من لا يثق بنفسه يبدأ باتهام الآخرين ومهاجمتهم. ألا يتبع "حزب الله" المنطق نفسه?

على كل حال, إن استمرار فريق "8 آذار" في حربه ضد المحكمة, خلافاً لالتزاماته في البيان الوزاري, يجعل "14 آذار" في حل من المبدأ الذي تضمنه هذا البيان بما يتعلق بالجيش والشعب والمقاومة.

  ما سبب إصرار المعارضة إحالة ملف الشهود الزور على المجلس العدلي? وهل تعتقد أن في نيتهم تفجير الحكومة?

   برأيي فريق "14 آذار" هو من يحق له المطالبة بمحاكمة الشهود الزور, لأننا إذا نظرنا إلى من فبرك الشهود الزور, نجدهم كلهم ينتمون جغرافياً إلى الفريق الآخر. وأنا على قناعة بأن هؤلاء جرى دسهم داخل فريق "14 آذار" من أجل تضليل التحقيق. وهذا ما جرى في السابق. أما الاعتراض على محاكمتهم فليس بسبب وضع خاص, بل بسبب تجاوز الآلية القضائية ولو استشرنا أي قانوني يحترم نفسه تجد أن تحويل هذا الملف إلى المجلس العدلي, هو خرق للقوانين وتجاوزها. لذلك يجب ألا نخلط ما بين الحل السياسي والأمور القضائية. الأمور القضائية تسلك طريقها الصحيح أما الموضوع السياسي فهذا كلام آخر.

  هل تصل الأمور إلى حد التصويت?

   الواضح حتى الآن أن موقف رئيس الجمهورية وموقف وزراء "اللقاء الديمقراطي" ووزراء "الحزب التقدمي الاشتراكي" ينطلق من مبدأ التفاهم وعدم التصويت, لذلك أرى أن إمكانية التصويت على هذا الموضوع شبه مستحيلة, وإذا أصر الفريق الآخر فهناك أساليب أخرى من أجل مواجهة هذا الإصرار.

  في حال أصر الفريق الآخر على التصويت ورفض رئيس الحكومة ووزراء الأكثرية هذه الخطوة, هل ستنفجر الحكومة برأيك?

   إذا وصلوا إلى التصويت فعلى رئيس الحكومة أن يخرج هو ووزراء الرابع عشر من آذار من الجلسة, هذه على الأقل وجهة نظري, وهي أحد الأساليب للتعاطي في هذا الموضوع.

  هل تتوقع من "حزب الله" وحلفائه استخدام السلاح للضغط أكثر على رئيس الحكومة?

   بقناعتي السلاح يحتاج إلى سلاح مقابل, وليس هناك من سلاح مقابل, حتى يلجأوا إلى سلاحهم, وهناك وسائل أخرى قد يستعملونها, كالفوضى في البلد أو الإضرابات والمظاهرات وهم قادرون على تجييش الناس وتعبئتهم من أجل القيام بذلك.

  هل تخطط المعارضة برأيك لدفع رئيس الحكومة إلى الاستقالة, وتشكيل حكومة جديدة من لون واحد وبعدها يطالبون بسحب القضاة اللبنانيين وعدم الاعتراف بالمحكمة?

   لديهم العدد الكافي من الوزراء فإذا انسحبوا تستقيل الحكومة. ولكن إمكانية تشكيل حكومة جديدة من لون واحد فيها من الصعوبات الكثيرة, وفي حال وصلوا إلى هذه الخطوة يكونون قد وصلوا إلى حكومة تصريف أعمال, تستقيل الحكومة وتكلف بتصريف الأعمال. وبالواقع هذا الأمر لن يغير شيئاً في البلد, لأن التعطيل المستمر لهذه الحكومة يجعلها حكومة شبه تصريف أعمال.

  كيف تقرأ تهديد قوى المعارضة لبعض المسؤولين اللبنانيين من مغبة التعاطي مع المحكمة?

   لا شك كلنا نحترم حجم السيد حسن نصر الله, ولا شك أن "حزب الله" حزب كبير وله مؤيدون, وله جمهوره في لبنان, وخارج لبنان. لكنني أستغرب الأسلوب الذي يتبع في الكلام, سمعت خطاب السيد نصر الله بعد حادثة الأوزاعي وهناك قسم من كلامه كان بإمكانه أن يضعه في خانة التمني بعدم التعاطي مع المحكمة. ولكن المؤسف انه وضعه في خانة التهديد والتهويل واعتبار من يتجاوب مع المحكمة الدولية وكأنه عميل لإسرائيل, ويصنف فوراً بأنه متآمر على المقاومة. وأيضاً تسمع كلام بعض نواب "حزب الله" التهديدي, ما يعتبر أمراً غير مقبول.

  التهديد بعدم التعامل مع المحكمة, ألا يعرقل سير التحقيق برأيك?

   قد يؤخر التحقيق ولن يعرقله, لأن المحكمة بحاجة إلى معلومات, ولذلك فلن يؤثر على المحكمة ولا يؤخر وصولها إلى القرار الظني.

  ما رأيك بالطريقة الجنبلاطية في معالجة الأمور?

   أرى في مواقف النائب جنبلاط كما يقول المثل: "ضربة على الحافر, وضربة على المسمار", لأن قلبه في مكان ومصلحته في مكانٍ آخر, ولكن هناك جزءاً مما يقوم به لا أستطيع إلا أن أقدره له ومن يراقب خطواته يجد أنه يعمل مع رئيس الجمهورية على إيجاد حلول وعدم وصول البلد إلى مأزق أكبر.

  ما السيناريو الذي تتوقعه لمسار الأحداث إلى حين صدور القرار الظني وما بعد صدوره? وهل تخشى من فتنة مثلاً? وهل تتوقع تسوية نتيجة الاتصالات الجارية?

   كثيرون يعملون من أجل الوصول إلى حل, الرئيس نبيه بري يعمل للوصول إلى حل, النائب جنبلاط يعمل للوصول إلى حل, سفراء السعودية وسورية وإيران يعملون لإيجاد حل, ولكن بقناعتي كل هذه الحلول لا تلغي المحكمة ومسارها. إنما ربما تنفس الأمور داخلياً. وبرأيي الحل المقنع أن نترك المحكمة الدولية وشأنها وبنتيجة عملها, إما أن نقتنع به أو لا نقتنع. فإذا لم نقتنع نعمل كفريق واحد كلبنانيين من أجل الوقوف ضد الحل غير المقنع, أما إذا كان مقنعاً فأيضاً علينا واجبات كلبنانيين, أن نجلس مع بعضنا لمنع أي فتنة قد تقع في الداخل.

  هل بإمكان أحد أن يؤثر على القرار الاتهامي?

   في الواقع عندما أسمع ما يطالب به الرئيس الحريري أو غيره فنرد عليهم بموجب الآية الكريمة: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". وبرأيي أنهم يطلبون من الرئيس الحريري أمراً ليس بمقدوره أن يفعله.

أما ما يحكى عن مواعيد لصدور القرار الاتهامي, في مارس أو في نوفمبر, أو عن إصداره على دفعة واحدة أو دفعتين, أو حتى عن مضمونه, فهو مجرد تكهنات وتحليلات لا تستند إلى أي معلومات فعلية. لا أحد يملك المعلومات, ولا أعتقد أن أي دولة يمكنها أن تستعجل أو أن تستأخر القرار الظني.

  هل تعتقد بنتيجة هذه الضغوط أن يصل الرئيس الحريري إلى درجة التخلي عن المحكمة? وما مخاطر هذا الموقف كي لا يتسبب بحرب أهلية?

   لا أعتقد أن الرئيس الحريري في وارد التخلي عن المحكمة.

  كيف تقرأ مواقف النائب ميشال عون, وخصوصاً في ما يتعلق بالمحكمة وحملته على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما خلفية المواقف التي يتخذها?

   مشكلة العماد عون أنه أصبح عنصراً صغيراً يتبع الأوامر بشكل أعمى, في حرب "حزب الله" على المحكمة الدولية.  إنه يعمل بنظام "القطعة", اذا صح التعبير, ولكل موقف يتخذه مقابل سياسي أو غير سياسي يتم ايداعه في حساب سعيه الى رئاسة الجمهورية. يكلفونه فينفذ, أو يفهم من تلقاء نفسه ما عليه أن يفعل.  ومشكلة العماد عون منذ اللحظة التي أطل فيها على الحياة السياسية يعيش على الضحايا, ويتلذذ باتهام الآخرين لإبعاد الشبهة عن نفسه, دائماً يوجه السهام إلى الآخرين لكي يحمي نفسه, ولا ينتبه أحد إلى ما يفعله شخصياً هو وفريقه. إذا كان العماد عون يطالب بالحسابات المالية من الحكومات السابقة, فلا مشكلة لدينا على الإطلاق, فنحن نطالبه بالحسابات السياسية, وبجردة لما أدت إليه سياسته من كوارث, ولما حل بالبلد والمسيحيين من جراء مغامرته.  لا نزال إلى اليوم ندفع الثمن الباهظ, وهو أكبر بكثير من الذي ندفعه اليوم. وبقناعتي أصبح العماد عون يشكل عبئاً على "حزب الله".

  هل تعتقد بأن العماد عون قد يقوم بدورٍ ما لتسهيل دخول "حزب الله" إلى المناطق المسيحية?

   دائماً أطرح هذا السؤال على نفسي: هل يمكن أن يقوم العماد عون بتسهيل مهمة "حزب الله" في المناطق المسيحية? وأصبحت اليوم على قناعة من مواقفه السابقة التي كانت تتحرك في هذا الاتجاه بأن العماد ميشال عون مازال يحلم ويتسابق مع العمر من أجل الوصول إلى الرئاسة. إذا كان هذا الموقف يحقق له أن يحصل على موقع رئاسة الجمهورية, سيما قبل نهاية ولاية الرئيس سليمان وحتى على حساب المسيحيين, لا يتوانى عن القيام بها, ولا يتوانى عن القبول بالمثالثة والتخلي عن المناصفة.

  كيف تنظر إلى التعاطي السوري مع لبنان, وهل مازالت سورية تتعاطى مع لبنان كما كانت تتعاطى في السابق? وكيف قرأت كلام الرئيس الأسد الذي جاء متناقضاً مع ما قاله رئيس وزرائه?

   في الواقع إن ما قاله الرئيس الأسد بأن سورية لا تريد الدخول في التفاصيل اللبنانية, هو تطور إيجابي جداً في الموقف السوري. وهذا ما يريده اللبنانيون. هذه هي الصيغة التي نسعى إليها في علاقات البلدين. وإذا كان حصل جفاء بين الرئيسين كما تردد, فلا أعتقد أن سبب هذا الجفاء هو رغبة سورية في عدم الدخول في التفاصيل اللبنانية, كما اعتبر الرئيس الأسد, بالعكس هذه الرغبة هي أساس لتحسين العلاقات. وما قد يتسبب في مشكلات بين البلدين مسألة الاستنابات القضائية السورية التي يشوبها ممارسات تناقض مسار تحسن العلاقات والتوجه نحو إرسائها على الاحترام المتبادل. وما قد يسبب المشكلات ويسيء إلى هذا المسار أيضاً, صدور كلام عن المسؤولين السوريين يظهر سورية طرفاً على الساحة اللبنانية. ويصنف الفرقاء السياسيين في لبنان بالجيدين أو سيئين مثل وصفهم بالهياكل الكرتونية وما شابه ذلك. هذا الكلام غير مقبول إذا كان الهدف إعادة بناء الثقة بين البلدين. لقد سمعت تصريحاً للوزيرة بثينة شعبان تقول في أية لحظة ممكن أن يكون هناك اتصال إما من الرئيس الحريري وحده باتجاه سورية أو العكس هو الصحيح. وهذا لسنا ضده ونتمنى أن يحدث. ولكن نحن أيضاً ندعو الرئيس السوري أن يزور لبنان ويمكن أن يفي بوعده هذه المرة. الزيارة الأخيرة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز غير محسوبة كانت سريعة وفي إطار معين, لكننا هذه المرة نريدها زيارة رسمية إلى لبنان في إطار العلاقات الثنائية.

  هل تعتقد أن السوريين جادون فعلاً بتصحيح العلاقات مع لبنان?

   عندما شكل الرئيس الحريري هذه الحكومة وفي أثناء جلسة الثقة, كنا من المشجعين لذهابه إلى سورية, ولكن على أساس التعامل بالمثل. ومن دولة إلى دولة. مر على هذا الموضوع منذ الزيارة الأولى ما بين سبعة وثمانية أشهر. حتى الآن لا نشعر بهذا النوع من التعامل الذي نحن بصدده ولكن في الوقت  نفسه نحن صابرون ونأمل في القريب العاجل أن يفهم إخواننا السوريون أن العودة إلى الماضي مستحيلة. وهذا لا ينطبق على فريق "14 آذار", وقسم كبير من فريق "8 آذار", لا أحد في العالم يرغب أن تكون دولته تابعة لدولة أخرى ولا موظفين عند دولة أخرى.

  التأزم الذي ظهر في الأيام الأخيرة بين الإدارة الأميركية وسورية, هل من تداعيات له على الساحة الداخلية, سيما وأن تصريح وزيرة الخارجية الأميركية حمل بعنف على سورية واتهمها بالتدخل في الشؤون اللبنانية, ما استدعى رداً سورياً حيال ما يجري, هل يمكن أن يترك تداعياته على الوضع اللبناني?

   في موضوع العلاقات الأميركية السورية ما تعلنه سورية هو غير موقفها الحقيقي دائماً القنوات مفتوحة ما بين سورية والولايات المتحدة وكل فريق ترك لنفسه مجال المزايدة في هذا الموضوع من أجل علاقته بالفريق الذي ينتمي إليه. الولايات المتحدة الأميركية وسورية على تواصل دائم مع بعضهما وهناك قنوات مفتوحة بينهما, ومن هذه القنوات كل واحد يترك لنفسه المجال لمهاجمة بعضهما, مثلاً سورية تهاجم أميركا إرضاءً لإيران, والأميركيون يهاجمون السوريين إرضاءً لحلفائهم في مكانٍ آخر.

  هل تجد ترابطاً بين الملف العراقي والملف اللبناني? وما رأيك بدعوة المملكة السعودية إلى طائف عراقي?

   الدعوة ليست مستغربة أبداً من خادم الحرمين الشريفين. والمملكة العربية السعودية مثلها مثل بقية الدول العربية لاسيما الدول الخليجية: الإمارات, الكويت, قطر تعمل من أجل المصلحة العربية, وكلها تعتبر التوافق العربي هو قوة ضد أي طموحات أكانت إسرائيلية أو من دول أخرى. ولذلك تجعل الدول القريبة منها تتنازل للتوصل إلى حلول. لكن هذه العقلية ليست موجودة عند كل الفريق العربي. لأن بعض الدول العربية, تنظر إلى مصالحها الشخصية بالدرجة الأولى كما سمعنا اليوم بأن أكثرية الفرقاء في العراق وافقوا على هذه الدعوة, إنما هناك طرف أساسي, ويتمثل بالفريق الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء السابق الحالي نوري المالكي رفض الدعوة, لأنه يتخوف من ان إمكانية الحلول قد تأتي على حسابه. من أجل مركز شخصي يفوت فرصة على العراق لا سمح الله بإيجاد حل مرضٍ لبلده.

أما عن القسم الثاني من السؤال, أكيد هناك ترابط ما بين الوضع في العراق والوضع في لبنان.

  برأيك ما مخاطر مهاجمة الكنيسة المسيحية في العراق?

   عندما تتخوف من الوضع في العراق, هناك أمر مربوط في ذهن الناس, إذا لا سمح الله وصل الوضع في العراق إلى التقسيم, سيكون هذا التقسيم فاتحة على أكثرية دول المنطقة. وما حدث في إحدى الكنائس العراقية يقع في هذا الإطار.

  كيف تقوم زيارة الرئيس الحريري الأخيرة إلى الكويت, وما رأيك بالدور الكويتي في لبنان وعلى الصعيد العربي?

   في الواقع إذا عدنا إلى التاريخ نجد أن دولة الكويت تعتبر لبنان أحد البلدان القريبة منها, قربى جغرافية ونفسية. حكام الكويت وأهل الكويت يكنون محبة خاصة للبنان ولأهل لبنان وهم حريصون على وحدته وأن يكون دائماً بخير. وسبق لي ان زرت الكويت مرتين مع الشيخ سعد قبل أن يصبح رئيساً للوزراء والتقينا سمو الأمير وسمو ولي العهد ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الأمة, بالواقع الجميع في الكويت يتكلم لغة واحدة تجاه لبنان. وهذه اللغة هي قريبة جداً من اللغة التي تجدها في المملكة العربية السعودية وهي تنطلق من لم الشمل وتجنيب لبنان اي مخاطر. وأعتقد أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الكويت كانت في الاتجاه نفسه والكلام الذي سمعه الرئيس الحريري في هذه الزيارة لا يختلف عن السابق إنما أكثر من السابق, لأننا اليوم بحاجة إلى دعمهم وتعاونهم أكثر كون الأمور متأزمة في لبنان.

  ما رأيك بالدعوات التي وجهها بعض الكتاب السعوديين بدعوة الحريري إلى الاستقالة?

   في الواقع هذه الدعوات نابعة من تعاطفهم مع الرئيس الحريري ومحبتهم له, ولا أعتقد أنها تعكس موقفاً للقيادة السعودية, وهي في كل الأحوال لا تريح السوريين وحلفاءهم, بل بالعكس, والدليل هو التمسك السوري بالرئيس الحريري واعتبار الرئيس الأسد أنه الرجل المناسب في هذه المرحلة. وفي الواقع استقالة الرئيس الحريري في هذا الوقت ليست هي الحل, بل ستشكل هدية مجانية للذين يريدون إعادة البلد إلى مرحلة ما قبل 2005, وهي قد تسهل لهم إنجاح انقلابهم. لذا الاستقالة تعرض البلد لكل أنواع الأخطار, وتجعله مكشوفاً وتهدد كل مكتسباته.