المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 11 تشرين الثاني/2010

لوقا الفصل 22/35-38/الاستعداد للمحنة الكبرى

ثم قال لتلاميذه: عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لافقال لهم: أما الآن، فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتر سيفا. أقول لكم: يجب أن تتم في هذه الآية: وأحصوه مع المجرمين. وما جاء عني لا بد أن يتم. فقالوا: يا رب! معنا هنا سيفان. فأجابهم: كفى!

 

مجلس الامن: الاعتداءات على المسيحيين في العراق مروعة

وطنية - 10/11/2010 اعتبر مجلس الامن الدولي ان "الاعتداءات على المسيحيين والمسلمين في العراق مروعة"، وشدد السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو على "ان مسيحيي العراق  هم في الخطوط الامامية في العملية الديموقراطية في هذا البلد"، وقال: "ثمة ارادة متعمدة في القضاء على الطائفة المسيحية في العراق من جانب المتطرفين".

اضاف متوجها الى الصحافيين: "ان الدفاع عن مسيحيي العراق ليس مطلبا اخلاقيا فحسب بل هو ايضا ضرورة سياسية. ان مهاجمة مسيحيي العراق هي ايضا مهاجمة تنوع المجتمع العراقي وتعدديته، انها معركة التطرف ضد الديموقراطية، ومسيحيو العراق في الخطوط الامامية لهذه المعركة". وكان الرئيس الحالي لمجلس الامن السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت تحدث قبل ذلك مباشرة فوصف الاعتداءات التي تستهدف "الاماكن التي يتجمع فيها المدنيون، بما فيها اماكن العبادة المسيحية والمسلمة بالمروعة". اضاف: "ان مجلس الامن يدين باشد العبارات هذه الاعتداءات ويعلن دعمه للحكومة العراقية"، كما يجدد "التزامه من اجل امن العراق".لكنه لفت الى ان "اي عمل ارهابي لن يتمكن من قلب المسيرة نحو السلام والديموقراطية واعادة الاعمار في العراق".

 

تحديد موعد الجلسة الأسبوع المقبل... طارق متري: سليمان اقترح لجنة برلمانية لبحث ملف شهود الزور 

أعلن وزير الاعلام طارق متري أنّ نقاشا قانونيا وسياسيا طغى على جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء. وبحسب متري، فالرئيس سليمان توجه للمجلس في بداية الجلسة، متمنيا أن تحل الملفات الخلافية بين كل القوى السياسية، مقترحا، في ما خص ملف شهود الزور، أن تشكل لجنة برلمانية لبحث الملف، رافضا فكرة التصويت بين الوزراء على هذا الموضوع، لأن من شأن أي تصويت أن يزيد الأمور تعقيدا بدل حلحلتها.

وقد رفض بعض الوزراء، بحسب متري، هذه الفكرة، مصرين على احالة الملف الى التصويت. من جهته أكد الرئيس الحريري في الجلسة، أن الصراع السياسي طغى على عمل الحكومة على أكثر من صعيد، ما أدى الى بطء عملها وانجازها لمشاريع قليلة. أما في موضوع رفع الجلسة، لم ينفي وزير الاعلام بأن نقاشات عديدة ومتشنجة في بعض الأحيان قد رافقت الحوار بين الوزراء، لكن السبب الأولي لرفعها كان في تأخر الوقت، ما دفع الرئيس سليمان الى رفعها. ولم يحدد موعدا آخر للجلسة الحكومية بسبب عطل الأعياد في الاسبوع المقبل، ومن أجل السعي لإيجاد توافق بين الأفرقاء بشأن ملف شهود الزور.

 

كلينتون تؤكّد "دعم أميركا للمحكمة".. وأبو الغيط يعلن "العمل على احلال الاستقرار في لبنان" 

أكّدت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "دعم الولايات المتحدة الأميركية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتزامها بأن يقوم لبنان بطريقة مستقلة"، مشددةً على "عدم السماح بأي خرق بشأن المحكمة الدولية". كلينتون، وخلال مؤتمر مشترك عقدته مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، قالت: "نحن لا نحبّذ أي خطوة أحادية من جانب اسرائيل أو الفلسطينيين"، معلنةً أن "الولايات المتحدة الأميركية لم تغيّر موقفها بشأن شمال وجنوب السودان". وأضافت كلينتون: "أعلم أن هناك استفتاء قادم فس السودان، وبغض النظر عنه، فنحن، ومع الاتحاد الأفريقي والجانب المصري، نحاول جمع الأفرقاء في السودان لايجاد حلّ مناسب"، معربةً عن "رغبة الولايات المتحدة برؤية حلول في أبيي قبل موعد الاستفتاء". من جهته، شدّد ابو الغيط على "دعم استقرار لبنان والمحكمة الدولية"، معلناً "العمل على احلال الاستقرار في لبنان". وقال أبو الغيط: "أثناء المحادثات مع المسؤولين الأميركيين ناقشنا ضرورة استمرار عمل المحكمة، ولا يمكن اهمال المحكمة او ألا يتمّ اعارتها الاهتمام".وتابع أبو الغيط: "نعمل على احلال الاستقرار في هذا الجزء المعذب من العالم (منطقة الشرق الأوسط)"، مشدداً على ضرورة "حثّ اسرائيل وفلسطين لمعاودة المفاوضات"، معرباً عن قلق مصر من "عدم التزام اسرائيل بمتطلبات السلام". وأشار أبو الغيط الى أنه "تم مناقشة أيضاً ملف السودان، وكيفية ضمان وصول السودان الى نقطة حيث يجرى الاستفتاء بشفافية وبدون عنف"، مضيفاً "وعرّجنا كذلك، في مناقشاتنا، على موضوع العراق والحاجة الى رؤية حكومة عراقية تمثّل كل الأطراف".

 

ثلاثة قتلى و26 جريحا في اعتداءات على مسيحيين في بغداد

نهارنت/قتل ثلاثة اشخاص واصيب 26 آخرون بجروح في سلسلة اعتداءات استهدفت منازل مسيحيين ببغداد، بحسب مصدر في وزارة الداخلية العراقية. وقال مسؤول في وزارة الداخلية طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس "استهدفت قذيفتا هاون وعشر قنابل يدوية الصنع منازل مسيحيين في احياء متفرقة من بغداد بين الساعة 06:00 (03:00 تغ) والساعة 08:00 (05:00 تغ)، والحصلية ثلاثة قتلى و26 جريحا". واستهدفت اعتداءات بالقنبلة مساء امس الثلاثاء ثلاث منازل لمسيحيين في بغداد دون وقوع ضحايا. وتأتي هذه الاعتداءات على المسيحيين بعد عشرة ايام من مجزرة تبناها تنظيم القاعدة استهدفت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد. وقتل 46 مدنيا بينهم كاهنان وسبعة من عناصر الامن، في هجوم 31 تشرين الاول احد اعنف الاعتداءات بحق المسيحيين في العراق. وكان فرع تنظيم القاعدة في العراق اعلن في الثالث من تشرين الثاني ان هجمات اخرى ستستهدف المسيحيين. 

 

نتانياهو: العالم مستعد للتحرك عسكرياً ضد إيران

واشنطن - د ب أ:

اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه يتعين على إيران ان تعلم ان العالم مستعد لاستخدام القوة معها, في حال كان ذلك ضرورياً لإقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية. وفي خطاب ألقاه في نيو أورلينز أمام مؤتمر الجاليات اليهودية في أميركا الشمالية, ليل أول من امس, قال نتانياهو "إذا كان العالم يرغب في وقف البرنامج النووي الايراني من دون عمل عسكري, فإنه يتعين ان يقنع الايرانيين انه مستعد لاتخاذ مثل هذا الاجراء", مضيفاً ان "الخطر الأكبر الذي يواجه اسرائيل والعالم هو احتمال تسلح إيران نووياً". وأشار إلى أن الجولة الاخيرة من عقوبات مجلس الأمن الدولي ألحقت ضرراً بإيران و"لكننا لم نر بعد أي إشارات على أن طغاة طهران سيعيدون النظر في سعيهم للحصول على اسلحة نووية".

 

الحريري هو الرجل الابرز الذي يفرض نفسه في هذا الظرف... البطريرك صفير لـ"دايلي ستار" : لا اعارض صيغة تعديلية لاتفاق الطائف اذا كانت نحو الاحسن

اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في تصريح لصحيفة الـ"دايلي ستار" الى ان هناك من يتحدث عن حكومة جديدة، وربما قد تكون الحل للمرحلة الصعبة التي نمر بها حاليا، واكد اهمية الانسجام بين اعضاء الحكومة لكي تتمكن من الحكم، واذا كان كل فريق يشد نحو صدره، فلن تسير الحكومة. وردا على سؤال عن امكانية تشكيل حكومة بغير رئاسة سعد الحريري، قال صفير: لا ادري، لكنه اضاف ان الرئيس الحريري هو الرجل الابرز الذي يفرض نفسه في هذا الظرف. واوضح ان مسيحيي 14 اذار هم من طلبوا الاجتماع في بكركي، وهو رحب كما يرحب بكل زائر، فالصرح ابوابه مفتوحة للجميع. ونفى صفير علمه بمشاورات لتعديل اتفاق الطائف، مشيرا الى انه لا يعارض صيغة تعديلية اذا كانت نحو الاحسن.

 

جرحى في اشكال بين ال المقداد وآل أمهز في الضاحية الجنوبية

تجدد ظهر اليوم الخلاف الذي كان حصل امس في مطعم الهادي، في محلة اوتوستراد السيد هادي نصر الله بالقرب من افران الوفاء، في الضاحية الجنوبية، بين عائلتي المقداد وامهز الذي تسبب بوقوع ثلاثة جرحى اثنان من آل المقداد والثالث من آل امهز. وقد استخدمت في الاشكال عيارات نارية، وتدخلت القوى الامنية وعملت على حله وملاحقة مطلقي النار وفتحت الطريق وأعادت الامور الى طبيعتها.

 

16 دولة عربية، اجتمعوا في الدوحة على هامش إجتماع دولي لـ"الأنتربول" وقرروا رفض تطبق مذكرات التوقيف السورية في قضية شهود الزور".

لبنان الآن/أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أنَّ "ممثلي 16 دولة عربية، اجتمعوا في الدوحة على هامش إجتماع دولي لـ"الأنتربول" وقرروا رفض تطبق مذكرات التوقيف السورية في قضية شهود الزور". ريفي، وفي حديث لوكالة "فرانس برس"، ذكر أن "الدول الـ16 (سوريا ليست منها) إجتمعت برئاسة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حمد بن علي كومان، على هامش الجمعية العمومية للانتربول في الدوحة"، وقال: "أنا مستهدف في واحدة من مذكرات التوقيف الـ31 وأثرت الموضوع خلال الإجتماع".

وأكد ريفي أنَّ "جميع المندوبين أكدوا انهم لا يعترفون بشرعية مذكرات التوقيف السورية واعتبروا أنَّ القضاء السوري لا يتمتع بصلاحية اصدار مذكرات توقيف ضد لبنانيين وأجانب في جرم لم يقع على الاراضي السورية"، مشيراً إلى أنَّ ذلك "يمثل مشكلة سيادة بالنسبة للبنان". (أ. ف.ب.)

 

جعجع: الحكومة اللبنانية أهم من أي شيء آخر.. ومروحة الإتصالات لم تلمح لطائف جديد

لبنان الآن/أوضح رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنَّ "الحكومة اللبنانية هي أهم من أي شيء آخر ولكن في حال أراد الفريق الآخر تهديدنا من خلال انسحابه منها أو عرقلتها إذا ما حافظنا على موقفنا من المحكمة الدولية، فبإمكانه الإنسحاب من الحكومة من دون اللجوء إلى أسلوب المقايضة حولها"، مشيراً إلى أنَّ "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يُفضل عدم اللجوء إلى التصويت في جلسة مجلس الوزراء اليوم باعتبار أنه لا يرغب أن يظهر فريق ما في هذه الأزمة مهزوماً - ولو أن مواقف معظم الوزراء واضحة في هذا الشأن – إلا أنَّ رئيس الجمهورية يُحاول ابداء حسن نيّة تجاه الفريق الآخر الممانع".

جعجع، وبعد لقائه سفير جمهورية مصر العربية في لبنان أحمد البديوي، لم يُبدِ تخوف "14 آذار" من اللجوء إلى التصويت،  لافتاً إلى أنَّ "معظم الأصوات ستصبُ في مصلحة "14 آذار" لأننا الأكثرية بالإضافة الى الأصوات الداعمة لنا"، وقال: "في حال أصرّ الفريق الآخر على التصويت سنُلبي الطلب".

هذا، ولم يرَ جعجع أنَّ "الفريق الآخر قد اتّخذ قراراً بالانسحاب من الحكومة بل قراراً بشلّها وسوف يتحمل نتائج هذا القرار"، مؤكداً أن "موقف 14 آذار سيبقى كما هو أي لا وجود لملف "شهود الزور" إلا بعد صدور القرار الإتهامي، وعندها يُحال الملف الى القضاء العادي"، وأضاف: "في حال تابعوا في هذا الإتجاه الى النهاية فهم الخاسرون".

وحول ما يُثار عن اتفاق "طائف جديد"، كشف جعجع أن "كلّ مروحة الاتصالات الداخلية والخارجية لم تُلمّح الى أي شكل من أشكال طائف جديد"، معتبراً أنه "ليس من الحكمة في ظلّ كل هذه المشاكل التي نشهدها، إضافة مشكلة جديدة بحجم طائف جديد".

ورداً على سؤال، أشار جعجع الى أنَّ "اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب أكّد مواقف قوى "14 آذار" بما يتعلق بالاستنابات القضائية السورية غير القانونية التي ليس لها مفاعيل إنما هي سياسية بامتياز ضد فئة من اللبنانيين". وعن الحملة التي تشنّها وسائل الإعلام السورية على "14 آذار" من جهة ورئيس الجمهورية من جهة أخرى، لم يستغرب جعجع "التهجم على فريق 14 آذار"، مضيفاً: "أما المهم بالنسبة لرئيس الجمهورية هو رضى الشعب اللبناني عنه". وفي سياق آخر، انتقد جعجع الممارسات "غير المقبولة، التي تتعرض لها سلطة محليّة كبلدية سن الفيل"، معتبراً أنها "خارجة عن أي منطق سليم ويشوبها الفساد"، واعداً بـ"إحالة هذا الملف الى المراجع المختصة لإيجاد الحلول الناجعة له".

 

السنيورة ينفي ما نشرته "الأخبار" عن لقاء معراب ويأسف التشويه "السفير" حقائق حرب تموز

لبنان الآن/أوضح المكتب الإعلامي لرئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أنّ "ما تم نشره اليوم في صحيفة "الأخبار"، عن أنّ رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع استضاف اجتماعاً في معراب ضم إضافة إلى صاحب الدعوة، الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس أمين الجميل والسفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي، هو خبر عار من الصحة ومختلق من أساسه". وأضاف المكتب الإعلامي في توضيحه أنَّه "في السياق عينه نشرت صحيفة "السفير" على صفحتها الأولى "مانشيت" بالخط العريض تمّ عرضه على ثمانية أعمدة، قال نصه: "بوش في كتابه "لحظات القرار": نعم ... أطلت حرب الـ2006.... الـ1701 أنقـذ إسرائيـل ومنع عـزل أميركا وإطاحة السنيورة"، لافتاً إلى أنَّ "العنوان الذي نشرته السفير قصد إلى القول أنّ سعي بوش لإصدار القرار 1701 هو لإنقاذ إسرائيل ومنع الإطاحة بحكومة السنيورة أي أنّ إنقاذ إسرائيل وحكومة السنيورة هدف مشترك عند بوش"، وشدد على أنَّ "ما يجب التوقف عنده أنّ النص المنشور في "السفير" على لسان الرئيس بوش جاء بما يعاكس عنوان السفير وقد ورد بالحرف: "للأسف، فإنّ إسرائيل جعلت الأمور أكثر سوءاً، ففي الأسبوع الثالث للنزاع، دمّرت المقاتلات الإسرائيلية بناية سكنية في مدينة قانا اللبنانية، ولقي ثمانية وعشرون مدنياً مصرعهم، وأكثر من نصفهم من الأطفال، واستشاط رئيس الوزراء اللبناني السنيورة غضباً، وأدان القادة العرب القصف بقوة وذلك مع مواصلة شاشات التلفزيون في الشرق الأوسط عرض صور الدمار على مدار الساعة، وبدأت في القلق من أنّ الهجوم الإسرائيلي قد يؤدي للإطاحة بحكومة السنيورة الديمقراطية".

وتابع المكتب الإعلامي للسنيورة: "وجاء في النص المنشور على لسان بوش في مكان آخر: "أوصت كوندي (يقصد كوندوليسا رايس) بأن نسعى للحصول على قرار من الأمم المتحدة يدعو لوقف إطلاق النار ونشر قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام"، فالملاحظ هنا أنّ الصحيفة تجاهلت كلام بوش عن أن الرئيس السنيورة غضب من مجزرة قانا، علماً أنّ الرئيس السنيورة طلب يومها من كوندوليسا رايس عدم القدوم إلى لبنان وأعلن و قف المفاوضات من السراي الكبير ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لحضور إعلانه وقف المفاوضات، لكن الصحيفة في ذات الوقت سعت إلى تشويه الحقائق عبر الإيحاء أن هدف بوش كان من إصدار القرار 1701 هو إنقاذ إسرائيل والرئيس السنيورة". وأضاف: "ما تجاهلته الصحيفة أنّ القرار 1701 كان مطلبا لبنانيا وقد حظي بإجماع أعضاء الحكومة التي كانت تضم كل الأطراف بما فيهما حركة "أمل" و"حزب الله" الذي  وافق على القرار ومندرجاته"، مشيراً إلى "تجاهل الصحيفة أنّ المشروع الأميركي كان استقدام قوات متعددة الجنسيات حسب الفصل السابع وهذا ما رفضه الرئيس السنيورة عبر المفاوضات الدبلوماسية التي كانت دائرة مع الجانبين الأميركي والفرنسي، وهذا ما استدعى وصف الرئيس بري للحكومة بحكومة المقاومة السياسية الخ". وختم المكتب الاعلامي بالقول إنّه "إزاء هذا المحاولة المفتعلة والمتكررة لتشويه الحقائق والسمعة، يهم المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة أن يعبر عن أسفه لهذا المستوى الذي وصلت إليه الأمور ويأمل من الصحيفتين الموقرتين "الأخبار" و"السفير" توخي الدقة ونشر المعلومات الصحيحة وليس اختلاق الوقائع وافتعال العناوين".

 

"الوفاء للمقاومة": إصرار البعض على حماية "شهود الزور" أمر مريب ومدان

لبنان الآن/أكدت كتلة "الوفاء للمقاومة" أنَّ "الهجمة الدولية التي تستهدف المقاومة في لبنان اليوم بشكل مباشر أو غير مباشر سترتد على المتورطين فيها، لأنَّ دماء الشهداء المقاومين الشرفاء أطهر وأشرف وأزكى من أن تعبث بصدقيتها أيادي الصهاينة الغزاة والداعمين الدوليين لهم والمنخرطين مع مشروعهم".

الكتلة، وبعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، لفتت إلى أنَّ "المعطيات والتسريبات التي تتوالى تباعاً حول مضمون القرار الإتهامي المزمع صدوره، تؤكد بما لا يقبل الشك أنه نتيجة لمسار مسيَّس وله وظيفة محددة يؤديها لانجاز أهداف سياسية تخدم مصلحة إسرائيل والقوى الدولية الراعية لمشروعها العدواني على فلسطين ولبنان والمنطقة "، مشيرة إلى أنَّ "إصرار البعض على حماية "شهود الزور" وتعطيل كل محاولة لملاحقتهم ومحاكمتهم ومعرفة من فبركهم وصنَّعهم ولقَّنهم إفاداتهم وموَّلهم من أجل تضليل التحقيق وتخريب الاستقرار والإساءة إلى علاقات لبنان مع سوريا هو أمر مريب ومدان، ولذلك فإن حسم ملف "شهود الزور" وإحالته إلى المجلس العدلي هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح لمعرفة مرتكبي الجريمة والكشف عن الحقيقة".  ورأت الكتلة أنَّ "الزيارات الخاطفة للمبعوثين الأجانب إلى لبنان، والتي هدفت إلى توتير الأجواء الداخلية وتحريض اللبنانيين ضد بعضهم البعض وتعويم الاصطفافات الطائفية والنفخ في بوق التحدي والفتنة لملاقاة القرار الإتهامي المسيَّس، ليست زيارات دعم لبعض اللبنانيين ولا لبعض مسؤوليهم، بل هي رسائل تخريب لجهود التفاهم وإنهاء الأزمة بما يحفظ منعة لبنان واستقلاله الحقيقي في مواجهة الغزاة والمتآمرين الدوليين".

 واعتبرت الكتلة أنَّ "التمادي الصهيوني في الإستيطان وفرض وقائع ميدانية للاحتلال في فلسطين وفي ظل التواطؤ الأميركي، يؤكد عقم الرهان على خيار التسوية مع العدو لاستعادة الأرض والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما أنَّ التلويح بخطة انسحاب من بلدة الغجر بما لا يتيح استعادة السيادة اللبنانية الكاملة عليها لن تخدع المقاومة واللبنانيين ولن تثني عزمهم عن مواصلة مسيرتهم لتحرير كل حبة تراب من الأرض اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

 

إنقاذًا للذاكرة.. 

إيلي فواز/لبنان الآن

ربما يستطيع اصحاب العلم والاختصاص احصاء المرات التي غمرت فيها مياه البحر مدن لبنان وجباله، ولكنهم حتما لن يستطيعوا احصاء المرات التي اغرقها ساستها بحقدهم الاعمى وعبثيتهم القاتلة في تاريخنا الحديث، وهم لن يستطيعوا تحديد حصة الجنرال ميشال عون من تلك الكوارث التي المت بنا منذ ان دخل الحياة السياسية.

وعون في واحدة من "انفعالاته" السياسية التي اطلقها من مقر جمعية المرسلين الموارنة في جونيه اعتبر "ان الشيعي هو الوحيد الذي ليس معه مشكلة، وفي سنوات 1943، 1957، 1958، 1975 حصلت المشكلة مع السنة. والسني الذي شتمني ليس لديه قضية التي عندنا وعند الشيعة".

طبعا اول الغيث هو ظن الجنرال انه يختصر الموارنة بشخصه تماما كما اعتباره ان الحريري يختصر السنة و"حزب الله" الشيعة. وهو في خلافه مع "تيار المستقبل" يتحامل على الطائفة السنية باكملها ويحملها مسوؤلية المشاكل المتراكمة من العام 1943 حتى يومنا هذا، وطبعا وصولية عون السياسية تجعله يسعى إلى تبسيط معضلة لبنان وتعميم مفاهيم تزيد من التباعد والجفاء بين مكونات الاجتماع اللبناني، كقوله مثلا ان مشكلة لبنان هي مع السنة.

وفي هجوم الجنرال على الطائفة السنية برمتها، فات عن باله مثلا يوم كان قائدا للجيش اللبناني ان من بين افراده، سنة، (خصوصاً من عكار حيث خزان الجيش البشري)، من اقسم الولاء له ونفذ قراراته العبثية، وبعضهم استشهد في اداء الواجب والبعض الاخر لا يزال  يحمل على جسده اعاقة الاوامر الغوغائية التي اطلقها قائده، فهل ينطبق على هولاء حرم الجنرال؟ وكعادة عون الذي يعزف على وتر الطائفية، لم يدع لحظة "الانفعال" السياسي تمر من دون الغمز من القناة المذهبية، في الاشارة الى ان "الشيعي هو الوحيد الذي ليس معه مشكلة". والشيعي عند عون يعني "حزب الله" من دون غيره.

طبعا تناسى عون ما قاله أمام المجلس الاوروبي في ستراسبورغ منذ زمن قريب، والذي اعتبر وقتها ان تلقي "حزب الله" الدعم من ايران يشكل اعتداء على سيادة لبنان ونوعا من الاحتلال الخارجي"، ونسي حينها تساؤله عن "ميزات الاستقواء بايران وسوريا كقوتين خارجيتين تستخدمهما جماعات لبنانية لتضخيم نفوذها على حساب اخراج المسيحيين من لعبة المشاركة الحقيقية في الحكم". هذا كله كان قبل تفاهم كنيسة مار مخايل طبعا، وقبل دعم ايران السخي للجنرال وعائلته من خلال "حزب الله"، في كل المجالات والميادين.

ورب قائل ان عون راجع حساباته، واعترف بأخطائه في التقدير، وان تلك المراجعة تحسب له وليس عليه، ولكن الا يصبح في هذه الحالة الانقلاب على المبادئ الاساسية كالسيادة والحرية والاستقلال مدعاة مساءلة ومحاسبة؟ ثم ما الذي يضمن ان تكون حساباته هذه المرة صحيحة، ولا يأخذنا في غفلة الى مغامرات قاتلة كتلك التى فرضها علينا في حربيْ "التحرير" و"الالغاء" يوم كان يجمع بشخصه "رئيس حكومة وستة وزراء"؟ ثم في اي خانة نضع تأكيد الجنرال ان "حزب الله" ولغاية اليوم لم يشترك في الصراعات المحلية سوى في خانة التشويه المتعمد للذاكرة الجماعية؟ الا اذا اقتنع الجنرال ان ابناء بيروت، لاسيما السنة منهم هم عملاء اسرائيل، ولذلك يصير استعمال السلاح في الداخل كما في 7 أيار واحداث برج ابي حيدر، مبرر؟ وهل ينفع تذكير الجنرال بحرب "اقليم التفاح"، الشرسة والطاحنة التي تواجه فيها "حزب الله" و"حركة امل" بين عامي 87 و89؟ الم يكن هذا الصراع مسلحًا ومحليًا؟ وهل يتذكر عون تلك الفترة التي دفع مسيحيو "بيروت الغربية" من ارواحهم وارزاقهم، كما مناضلون في "الحزب الشيوعي"، ثمن محاكم تفتيش "حزب الله"، الخارج "منتصرا" من تفجيريْ مقر المارينز والجيش الفرنسي والمؤمن حينها ان وقت الجمهورية الاسلامية في لبنان قد حان؟ إن الهدف من السرد ليس نكء جراح الماضي، بل مهمته انقاذ الذاكرة من النسيان والتشويه، ومن براثن الذين يسعون الى اعادة تركيبها تسخيراً لطموحاتهم الشخصية وإرضاء لجنون العظمة الذي يتملكهم ولو مات الوطن.

 

جنبلاط قدم لسوريا وعدا مكتوبا بأنه سيصوت الى جانب المعارضة.

المعارضة لـ"الديار": لجوء وزراء سليمان الى الامتناع عن التصويت او التصويت بورقة بيضاء انحياز الى 14 اذار

اكدت اوساط المعارضة ان لجوء وزراء رئيس الجمهورية الى الامتناع عن التصويت او التصويت بورقة بيضاء فهذا يمثل انحيازا الى موقف وزراء 14 اذار.

وكشفت معلومات المعارضة لصحيفة "الديار" ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط قدم للقيادة السورية وعدا مكتوبا بأنه سيصوت الى جانب وزراء المعارضة في موضوع احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي. كما اشارت مصادر المعارضة لـ"الديار" الى انه في حال انسحاب رئيس الحكومة من جلسة الاربعاء، فإن الشظايا الاولى ستصيب حكومته، وبالتالي فإن الخميس سيكون يوما آخر، في التعامل مع الامور بالتزامن مع خطوات عملية للمعارضة على الارض، وهناك سيناريوهات جاهزة وعديدة، ولن يعلن عنها قبل وضوح صورة جلسة مجلس الوزراء. وصرح وزير معارض لصحيفة "الديار": نحن ذاهبون الى الجلسة لحسم ملف شهود الزور وسنطالب باللجوء الى التصويت.

وردا على سؤال عما تردد عن احتمال انسحاب وزراء الموالاة لفرط الجلسة قبل التصويت قال المصدر، هذا السؤال يطرح عليهم، لكن لا اعتقد ذلك، وعلينا ان نتعامل مع هذه الجلسة بأسلوب ديموقراطي وعادي. وردا على سؤال عما اذا كان رئيس الجمهورية سيلجأ داخل الجلسة بعد مناقشة ملف شهود الزور الى تأجيل البت به، وبالتالي عدم التصويت عليه في الجلسة، قال المصدر، هذا يعود للرئيس سليمان ونحن لا نعرف شيئا عن هذا الموضوع. وردا على سؤال آخر قال الوزير المعارض ان اللجوء الى التصويت لا يخلق اي مشكلة نحن مع النتيجة مهما كانت، فلماذا تضخيم الامور، نعتقد ان عدم البت بهذا الملف وحسمه، هو الذي يساهم في زيادة التداعيات في البلاد.

 

النائب نديم الجميّل بذكرى ميلاد الرئيس بشير الجميّل: اليوم يريدون تخييرنا بين الامن والحرية لكن نقول لهم اننا نريد الاثنين معاً

موقع الكتائب/رأى عضو كتلة نواب الكتائب النائب نديم الجميل أنه بات من الواضح أن شيئا ما يتحضر وهو شئ كبير جدا وطلب من الطلاب الذين التقاهم في كلية الاعلام والتوثيق لمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل المزيد من الصمود و الدفاع للمحافظة على الجيش والدولة لان الدولة اليوم بحاجة الينا كي نحميها.

وتابع قائلا:"ان بشير عندما علمنا الحرية والديمقراطية كان يتطلع الى مجتمع يبنى في المدرسة والجامعة و الحزب ومن ثم في الوطن واليوم يجب ان نحيا على فلسفة بشير لكي نكون مجتمع راقي يطمح الانسان للعيش فيه ." واضاف:"منذ خمس سنوات كنت طالبا في الجامعة اللبنانية كلية الحقوق الفرع الثاني وكنا نحلم بشئ وكنا نعتقد انه مستحيل و يتطلب سنوات لكي يتحقق وكان لدينا شئ واحد اساسي للاستمرار وهي الارادة والشجاعة وها نحن اليوم نحيي ذكرى البشير في قلب الكلية .وعندما كنا في مخيم الحرية وفي ساحة الشهداء حلمنا وتحقق الحلم وكانت 14 اذار يومها لم نكن نعرف ان كانت ستسقط الحكومة أملا او اذا كانت ستشكل محكمة دولية ام لا ولم نكن نعرف اذا كان الجيش السوري سينسحب ام لا, انما في النهاية حصلت كل تلك الامور لانه ما من احد يستطيع كسر الارادة ." ودعا الجميل الى تخطي حاجز الخوف لانهم عندما اخافونا خضعنا واليوم علينا متابعة المسيرة لتحقيق الحلم .

وقال :"اليوم يريدون تخييرنا بين الامن و الحرية ونحن نقول نريد الاثنين معا الامن والحرية . فعندما بداوا قتل شهدائنا من سمير قصر وبيار الجميل الى كل الشهداء بدأنا بالتراجع ووبدانا و نسأل انفسنا :"هل فعلا القضية تستحق كل هذه الدماء ؟" وجوابنا واضح :"نعم القضية تستحق واذا لم ندفع نحن الثمن اليوم أنتم من سيدفعه في المستقبل وهذا شئ غير وارد بالنسبة الينا" . وتابع :" الوضع خطير وهو في مهب الريح وعلى وشك الانهيار لانهم يحاولون فرض ثقافة جديدة وحضارة جديدة وواقع جديد ومنطق جديد للدولة التي أعطينا الغالي في سبيل بقائها. ان الدولة اللبنانية بنيت على امور بسيطة و اهمها العيش المشترك بالاضافة الى الحرية  والديمقراطية وثقافة معينة يجب ان نحافظ عليها .وانا اليوم متخوف من وضع يد البعض على الدولة اللبنانية و ذلك سيعني تغير في الثقافة ااتي تربينا عليها ." وتوجه الى الطلاب :" أنتم ستكونون وسائل النضال, بالامس حملنا السلاح لكننا لم ننسى يوما العلم والنضال بالكلمة ودوركم هو دور الصمود للدفاع عن الحريات وعن هذه الدولة بالمساعدة مع السياسيين والطلاب والشباب ويجب ان تكونوا يقظين دائما نظرا لما يمر به الوطن .ان اتكالنا على الدولة اللبنانية والجيش اولا انما نحن نعرف ان الدولة اللبنانية بحاجة الى اناس مثلنا لحمايتها ." وفي الختام تمنى النائب الجميل للطلاب الانتصار في الانتخابات المقبلة استمكالا لانتخابات سيدة اللويزة والجامعة اليسوعية داعيا الى النضال المشترك بين القوات والكتائب .

 

لبنان لن يسمح لنفسه بالدخول في مرحلة أزمة حكم... نجار:  المطلوب لملمة آثار القرار الظني

إذاعة الشرق/ اكد وزير العدل ابراهيم نجار انه "يراد من وراء إحالة ملف الشهود الزور الى المجلس العدلي أن يطالوا المحكمة الدولية، وحصول أزمة ثقة في لبنان، واشار الى "لبنان لن يسمح لنفسه بالدخول في مرحلة أزمة حكم". واوضح في حديث الى "اذاعة الشرق" ردا على سؤال هل سيحصل التصويت في جلسة مجلس الوزراء اليوم على ملف الشهود الزور "ان هذا الكلام يستدعي ملاحظتين، الأولى هي أن نتيجة الإنقسام ليس حول ضرورة ملاحقة الشهود الزور، لأنه موضع إجماع لدى اللبنانيين، وما من أحد يرضى أن يكون شاهدا للزور، وسببا في توقيف أو حجز حرية اي شخص من قبل أي مرجع قضائي، إنما الخلاف هو حول خلفية المرجع القضائي الذي يتعين عليه ملاحقة الشهود الزور، وكأن هذا الموضوع حصل حوله كباش سياسي وليس قضائيا أو قانونيا، الموضوع هو معرفة من هو شاهد الزور وكيف يلاحق. والموضوع أصبح نزاعا سياسيا". اضاف:" منهم من يريد التصويت، ومنهم يريد إجراء تجربة للتصويت، ومنهم يقول بوجود فريقين رئيسيين هما الفريق الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط، والفريق الآخر المتمثل بخمسة وزراء لدى رئيس الجمهورية وهم يفضلون عدم إجراء تصويت، يعني 3+5=8أي ثمانية وزراء لا يريدون أن يجري التصويت". واشار الى ان "المحافظة على الحكومة وعلى قدرٍ أدنى من الإستقرار يمكن أن يكون مفتاح الهدوء في مجلس الوزراء، وعدم التصويت، وهناك خوف لدى البعض وأبرزهم من رئيس الحكومة سعد الحريري، والمستقبل، وذوي الضحايا الذين تم قتلهم بطريقة وحشية في لبنان، وهم لا يقبلون تعطيل عمل المحكمة الدولية". وكشف أنه "يراد من وراء إحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي أن يطالوا المحكمة الدولية، وحصول أزمة ثقة في لبنان، وهذا هو سبب الإلتباس وسوء التفاهم وسبب الكباش السياسي الذي نعيشه في لبنان". قال: "هناك فريق في لبنان لا يمكن أن يتصور بأي طريقة من الطرق أن يكون موضوع إتهام، ولا يمكن أن يفكر ولو للحظة بإغتيال الرئيس الحريري وبالإغتيالات الأخرى، وربما هناك فريق قد يكون صادقا في قوله أنه لا يمكن أن يكون اقترف أي جناية من هذا النوع، ولكن هذا شيء وما حصل على الأرض شيء آخر، من هنا نرى أن كل تسريبات الأسماء تظهر الى العلن، فالأسماء تسربت في الماضي لا سيما إسم صهر الرئيس السوري وبعض القياديين الذين كانوا في حزب الله وغيرهم".

اضاف:" لنترك موضوع المحكمة بمنأى عن أي قدح وذم"، داعيا الى" لملمة آثار القرار الظني مثلما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري". وعما إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية ستصمد أمام هذه الأجواء قال " أن شعوره الخاص يشير الى أنها ستصمد بسبب وجود قرار إقليمي وقرار دولي وقرار لبناني بأن لا يتعرض لبنان لمزيد من الهزات وخصوصا على الأرض، وأن لبنان لن يسمح لنفسه بالدخول في مرحلة أزمة حكم".

  

الاستئناف الدولية: المحكمة مختصة بالفصل في طلب السيد لمستندات احتجازه

نهارنت/أصدرت غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان اليوم رأيًا بالإجماع ترفض بموجبه الاستئناف الذي قدّمه المدّعي العام ضدّ القرار الصادر مؤخّرًا عن قاضي الإجراءات التمهيديّة، السيد دانيال فرانسين، والمتعلّق بطلب السيد جميل السيد الاطّلاع على المستندات التي استند إليها احتجازه من قبل السلطات اللّبنانية. واعتبرت غرفة الاستئناف أنّ المحكمة الخاصة بلبنان مختصة للنظر في طلب السيد جميل السيد وخلصت إلى أنّ لدى هذا الأخير أسبابًا قانونية تجيز له تقديم طلبه إلى المحكمة. يعتبر السيد جميل السيد أنّ السلطات اللبنانيّة احتجزته تعسّفيًا مستندةً إلى شهادات زور يزعم أنّها الآن في حوزة المدّعي العام للمحكمة. وقد طلب من المحكمة السماح له بالاطّلاع على هذه المواد الثبوتية حتّى يتمكّن من رفع دعاوى مدنية أمام المحاكم الوطنية. وسيفصل قاضي الإجراءات التمهيدية في أساس طلب السيد جميل السيد، وبالتحديد فيما إذا كان يجوز له الاطّلاع على المستندات التي يعتقد أنّها في حوزة مدّعي عام المحكمة.

 

الكتائب" تنفي ما أوردته بعض الصحف عن حضور الرئيس الجميل لاجتماع في معراب  

صدر عن مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية البيان الاتي: "ورد في احدى الصحف خبرا مفاده ان رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل حضر مساء الثلثاء اجتماعا في معراب ضمه والرئيس فؤاد السنيورة والسفيرة الأميركية مورا كونيللي ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، يهم مجلس الاعلام في الحزب ان يوضح ان الرئيس الجميل لم يحضر هذا الاجتماع ولا علم له بمثل هذا اللقاء".

 

ضابط إسرائيلي: القيادة الإيرانية تكبح قادة حزب الله.. وهذا الأخير رفض طلب حماس بمهاجمة إسرائيل خلال حربها على غزة

تل أبيب - يو بي آي/ دان هارئيل/الحياة

قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق اللواء دان هارئيل إن حزب الله رفض طلب حركة حماس بمهاجمة شمال إسرائيل من الأراضي اللبنانية خلال الحرب على غزة.

ونقلت صحيفة هآرتس عن هارئيل قوله خلال مؤتمر دولي حول "تفعيل النيران" الذي ينظمه سلاح المدفعية وعقد في بلدة زِخرون يعقوب"، إن "الجيش الإسرائيلي يعلم بأنه خلال العملية العسكرية (الرصاص المصبوب) طلبت حماس مرتين من قادة حزب الله إطلاق قذائف صاروخية على الشمال لكنهم قرروا عدم الاستجابة".

وأضاف هارئيل، الذي ألقى محاضرة في المؤتمر حول "تفعيل النيران خلال الرصاص المصبوب"، أنه "عمليا، قرر حزب الله منذ انتهاء حرب لبنان الثانية ألا يطلق (صواريخ) ولو حتى مرة واحدة باتجاه إسرائيل". وتابع أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن "ارتداع" حزب الله من إطلاق صواريخ نابع من الخوف من رد فعل إسرائيلي شديد جدا سيلحق ضررا بمكانة حزب الله داخل لبنان وأن هذا الأمر هو "دليل على القيادة الإيرانية تكبح قادة حزب الله".

وقال هارئيل، الذي كان نائب لرئيس اركان الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، إن الهجوم المكثف على البنية التحتية لحماس ومواقعها أدت إلى "انكسار المنطق القتالي لحماس بشكل كامل، وهي، ببساطة، لم تأت لمواجهة قوات الجيش الإسرائيلي وكانت هناك مشكلة في العثور على العدو لمقاتلته بسبب شدة ضربة النيران (الإسرائيلية) وقيادة حماس اختبأت".

ومن جهة أخرى، تطرق هارئيل إلى إطلاق حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة القذائف الصاروخية على المدن والبلدات في جنوب إسرائيل خلال الحرب على غزة وقال إن هذه كانت المرة في حياته العسكرية التي كانت لديه فيها اعتبارات "قانونية وشرعية" بشأن مهاجمة أهداف وإدارة القتال وتحديد قواعد حذر لمنع إصابة المدنيين "غير الضالعين في القتال" وبذل جهد كبير في تحذير المدنيين الفلسطينيين من هجمات.

ويذكر أنه في مقابل هذا الادعاء من جانب الجيش الإسرائيلي فإن تحقيقات إسرائيلية غير حكومية وأخرى دولية أظهرت أن الجيش الإسرائيلي استخدم قوة عسكرية مفرطة خلال الحرب على غزة، إلى حد اتهام الجيش بارتكاب جرائم حرب وانتهاك قوانين الحرب والقانون الدولي.

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي في المؤتمر نفسه إنه في الغارات الجوية الأولى للطيران الحربي الإسرائيلي في اليوم الأول للحرب تم تدمير 60% من مواقع حماس لإطلاق الصواريخ، علما أنه في هذه الغارات، التي كان بين أهدافها مركزا للشرطة الفلسطينية، أسفرت عن مقتل 150 شرطيا على الأقل، وهؤلاء ليسوا من مقاتلي حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى. وأضاف أشكنازي أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى "هذه القدرات" بفضل "المعركة بين الحربين" التي تم خلالها جمع معلومات استخبارية دقيقة بشأن البنية التحتية لحماس. وتابع أشكنازي أنه في الحروب المستقبلية لن تكفي "قدرات النيران عن بعد والمعلومات الاستخبارية وإنما سيتعين علينا الدمج بين مُركبات النيران (أي القصف الجوي والبري والبحري) والاجتياح البري". وتوقع أشكنازي ألا تواجه إسرائيل جيوشا نظامية في الحروب المستقبلية وإنما هذه الحروب ستدور في مناطق مأهولة ومكتظة بالسكان "ويجب أن نكون قادرين على إيجاد العدو في هذا الحيز وفصله عن السكان".

 

بغية استعمالها في لبنان...اسرائيل تتلقى اولى القنابل الذكية من الجيل الجديد 

طارق نجم/تلقت اسرائيل الكميات الأولى من ما مجموعه ألف قنبلة أرسلتها الولايات المتحدة، والتي يبلغ وزن كل منها 250 باوند وتسمى القنبلة صغيرة القطر Small Diameter Bomb (SDB) والتي كانت طلبتها في وقت سابق من هذا العام من اجل استعمالها في اي حرب مقبلة ستشنها اسرائيل على لبنان. هذا ما افاد به موقع Strategy Page الأمريكي المتخصص في القضايا العسكرية، والذي نشر اليوم تقريراً يتناول هذه القنابل بجيلها الجديد والتي وصلت الى الأراضي الإسرائيلية بسرعة قياسية. وقد اشار Strategy Page أن قنبلة SDB قد استخدمت في السابق بشكل تجريبي خلال الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة في عملية الرصاص المصبوب قبل عامين.

وتعتبر قنبلة SDB من الأسلحة غير الرخيصة نسبياً، حيث دفعت اسرائيل ثمن كل واحدة منها ما يوازي 77 ألف دولار امريكي في حين ان قنابل قنابل الـJDAM ذات الـ500 باوند لا تكلف اكثر من 26 ألف دولار للقنبلة الواحدة. ويعتقد أن اسرائيل تريد هذا السلاح ليس فقط لدقته في الاصابة، وقوته التفجيرية الضئيلة (22.7 كلغ من المتفجرات)، ولكن بسبب قدرتها على اختراق ما يزيد عن 2.4 متر من الباطون المسلح. وهذا يجعل من هذه القنبلة الأمريكية الصنع سلاحاً مفيداً ضد مخابئ حزب الله ومواقع تخزين الصواريخ في جنوب لبنان، وكذلك المرافق المماثلة التي قدم فيها حزب الله المساعدة لحماس في غزة.

هذا السلاح لم يدخل في الخدمة لدى سلاح الجو الاميركي سوى منذ عامين وأخيرا حصلت على زنة في الخدمة، بعد انتظار 3 سنوات لأنه كان من المفترض أن يدخل الخدمة في 2005، في أعقاب استعمال قنابل الJDAM الذكية والبالغ وزنها 500 باوند في العام 2004. لكن ما أخر استعمال قنبلة SDB هي قضية تطويرها وتحديثها لأنها بكل بساطة ليست مجرد "قنبلة غبية" مع مجموعة توجيه GPS. إن قنبلة SDB تحمل رأس حربي أكثر فعالية ونظام التوجيه على جانب كبير من التطور كما ان شكلها هو أقرب للصاروخ منه الى القنبلة، مع نظام توجيه موضوع في داخلها. وقد اوكلت لشركة بوينغ Boeing بالتعاون مع Lockheed Martin عملية الإشراف على تجربة هذه القنابل منذ عام 2003 خصوصاً فيما يتعلق بتحليقها وضبط دقة الإصابة فيها.

من ميزات هذه القنبلة هي حشوتها القليلة مقارنة بقنابل الـ550 و1000 و2000 كلغ القادرة على التسبب بإصابات مدنية كبيرة نتيجة الإنفجار الضخم الذي تحدثه بالإضافة الى إيذاء اي من القوات الصديقة المتواجدة في المكان. أما قنبلة SDB فقدرتها الإحتراقية هائلة مع امكانية "امبر" لتحديد الهدف و اقل قوة تفجيرية. المحرر العسكري لصحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيليةYaakov Katz عبر عن غبطته لوصول هذه القنابل ذات الدقة العالية والقادرة على اختراق تقوم به عادة قنبال 900 كلغ بالرغم من ان وزنها لا يتجاوز 22.7 كلغ.وبحسب موقع Global Security، فإن طول هذه القنبلة يبلغ ما يقارب 6 أقدام وكان هذا السلاح هو الأمثل الذي طلبه الجنود الأمريكيين في العراق كي يتجنبوا الأضرار الجانبية للقصف الشديد الانفجار. ويتم تحميل قنابل SDB على عربة خاصة، تسع لأربعة قنابل، "المر" الذي سيتيح للمقاتلات الإسرائيلية باستهداف أربعة أهداف في كل طلعة جوية واحدة، بحسب ما افادت به شركة Boeing التي أشرفت على تجربتها على طائرات F15 منذ العام 2006. والطراز الأحدث لهذه القنابل المعروف باسم SDB2 لديه مدى إطلاق يصل الى 110 كلم بعيداً عن الهدف، مع قدرة اصابة ضمن دائرة 8 أمتار من نقطة الهدف. فالأجنحة الصغيرة الغريبة الشكل على جنبيها تسمح لهذه القنبلة ان تحلق لمسافات طويلة، خصوصاً عن علو شاهق مع ضمان الدقة. وهذه القنبلة تتمتع بهيكل قاس للغاية قادر على اختراق الصخور او الباطون المسلح والتسبب بضرر اكبر على عكس القنابل "الغبية" الأخرى ذات المفعول الأقل على الرغم من شحناتها الناسفة الأكبر وزناً، خصوصاً تلك التي تزن بين 500 و بين 2000 باوند. موقع 14 آذار

 

 "يديعوت أحرونوت": الحريري على شفا انهيار عصبي نتيجة الضغوط

 تل أبيب - يو بي اي: زعمت صحيفة إسرائيلية, أمس, أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على شفا انهيار عصبي بسبب الضغوط الأميركية والأوروبية عليه لنشر القرار الاتهامي للمحكمة الدولية حول اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري من جهة, وأخرى عربية تطالبه بالامتناع عن نشر القرار من الجهة الأخرى. ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت", فإن مقربين من الحريري بعثوا في الأيام الماضية تحذيرات إلى البيت الأبيض في واشنطن والقادة الفرنسيين والسعودية, قالوا فيها إن رئيس الوزراء اللبناني على شفا انهيار عصبي بسبب الضغوط الممارسة عليه بشأن نشر نتائج التحقيق الدولي حول اغتيال والده. وأضافت الصحيفة أنه بموجب بعض التقارير, فإن الحريري قد يلجأ إلى العمل السري أو يغادر لبنان في أعقاب تهديدات على حياته, مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تمارسان ضغوطا مكثفة على الحريري وتطالبه بنشر نتائج تحقيق المحكمة الدولية وتجاهل تهديدات أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله, التي ذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه هدد بحرب أهلية في لبنان وبمواجهات دامية في جميع أنحاء الدولة. وأضافت الصحيفة أن الحريري يتعرض لضغوط أخرى من جانب عائلته وخصوصاً من جانب أرملة والده نازك الحريري التي تطالب "بالمضي حتى النهاية" وكشف هوية "كل من شارك في الاغتيال". وفي تقرير آخر, أشارت الصحيفة إلى تقارير أجنبية تحدثت عن أن المحكمة الدولية ستتهم القيادي العسكري السابق في حزب الله عماد مغنية وصهر الرئيس السوري مسؤول المخابرات السورية في لبنان آصف شوكت والجنرال الإيراني قاسم سليماني. وأضافت انها حصلت على معلومات مفادها أن سورية تستدعي سياسيين لبنانيين وعلى رأسهم رئيس البرلمان وحركة "أمل" نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط, وتحاول تجنيدهم لإقناع الحريري بالإعلان عن أن نتائج التحقيق هي "مؤامرة لتدمير لبنان", وفي موازاة ذلك تمارس إيران ضغوطاً على لبنان من أجل منع نشر التقرير.

 

دافع في مذكراته عن الحرب على الإرهاب وإرثه السياسي 

بوش: أمرت بإعداد خطة لضرب إيران وسورية... وغزو العراق ليس خطأ فالعالم أفضل بلا صدام

واشنطن - ا ف ب - د ب أ - يو بي اي: عاد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي توارى عن الأنظار منذ انتهاء ولايته الرئاسية قبل عامين تقريباً, الى الأضواء, أمس, مع نشر مذكراته التي يدافع فيها عن "الحرب على الإرهاب" وغزو العراق. وصدر كتاب "لحظات حاسمة" بعد اسبوع على الانتخابات التشريعية الاميركية التي جرت في الثاني من نوفمبر الحالي والتي تمكن فيها الجمهوريون من استعادة الغالبية في مجلس النواب الأميركي, بعد سنوات حكم بوش الثماني العاصفة في غالب الاحيان. وحفل جدول اعمال بوش, الذي تفادى أي مقابلات منذ تسليمه مفاتيح البيت الابيض الى باراك اوباما في يناير 2009, بالمواعيد والمقابلات مع وسائل الاعلام للترويج لكتابه الذي طبعت منه 1,5 ملايين نسخة.

وكتب بوش في 500 صفحة عن أخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على أسلحة دمار شامل بعد ان كانت تقارير استخباراتية أكدت أن الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها. وقال بوش في مقتطف من الكتاب نشره تلفزيون "ان بي سي" خلال مقابلة مع الرئيس السابق "كنت أكثر من أصيب بالصدمة والغضب عندما لم نعثر على الأسلحة, انتابني شعور مقزز كلما فكرت بالامر, ولا ازال". ولدى سؤاله عما اذا كان يعتزم الاعتذار عن أخطائه, أجاب الرئيس السابق بالنفي, واعتبر أن "الاعتذار معناه أن القرار كان خطأ", مضيفاً "لا أعتقد أن القرار كان خطأ, اعتقدت ان المقاربة الافضل هي معرفة السبب وموضع الخطأ وكيفية معالجته".

وأصر على أن "العالم أفضل من دون صدام حسين في السلطة لأن ذلك معناه أن 25 مليون شخص يعيشون في حرية". وفي مقتطفات من كتابه, نشرتها صحيفة "الغارديان" الصادرة أمس, كشف بوش أنه أمر وزارة دفاع بلاده (البنتاغون) بإعداد خطة لضرب منشآت إيران النووية وشن هجوم سري على سورية. وقال الرئيس السابق في مذكراته "أعطيت توجيهاتي إلى البنتاغون لدراسة ما يمكن أن يكون ضرورياً لتوجيه ضربة ضد إيران لوقف مساعيها للحصول على قنبلة نووية, موقتاً على الأقل", مشيراً إلى أنه بحث أيضاً مع فريقه للأمن القومي شن غارة جوية أو هجوم سري للقوات الخاصة الأميركية على منشأة نووية سورية مزعومة بناءً على طلب اسرائيل, بعد أن ناقش هذا الأمر مع رئيس وزرائها, وقتها, ايهود أولمرت.

وأضاف "درسنا الفكرة على محمل الجد, ولكن الجيش ووكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) خلصا إلى أن عملية إنزال وحدة من القوات الخاصة داخل سورية ستكون خطرة جداً, ونقلنا الموقف لأولمرت الذي أُصيب بخيبة أمل", وقام الاسرائيليون بأنفسهم بضرب هذه المنشأة في سبتمبر 2007.

وبشأن ايران, قال بوش إن بعض مستشاريه جادلوا بأن تدمير منشآت (إيران) النووية من شأنه أن يساعد المعارضة الايرانية, فيما أبدى مستشارون آخرون قلقهم من أن يؤدي ذلك إلى إثارة النزعة القومية الإيرانية ضد الولايات المتحدة. وأشار الرئيس الاميركي السابق في مذكراته إلى أن الخيارين الآخرين اللذين درستهما ادارته "كانا التفاوض المباشر بين الولايات المتحدة وايران, والانضمام إلى الأوروبيين في التعامل مع طهران عبر العقوبات والتفاوض".

وقال بوش إن العمل العسكري ضد ايران ظل دائماً على الطاولة, غير أنه شكل القرار الأخير بالنسبة له, وناقش جميع الخيارات مع رئيس الوزراء البريطاني, وقتها, طوني بلير, لكن الشيء المؤكد كان أن الولايات المتحدة يجب ألا تسمح لايران بتهديد العالم بقنبلة نووية. وحول العراق, أكد بوش "أن التخطيط لغزو هذا البلد بدأ بعد شهرين من وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة, لكنه أصر على أن الحرب لم تكن حتمية وحتى في الأسابيع الأخيرة قبل الغزو". واشارت "الغارديان" إلى أن بوش وصف بلير في مذكراته بأنه "أقرب حلفائه, واعترف بارتكاب أخطاء حول العراق لكنه دافع عنها واعتبرها الشيء الصحيح, كما دافع عن معتقل غوانتانامو واستخدام التعذيب ضد المشتبهين الارهابيين".

وأقر الرئيس السابق, في مقتطف من الكتاب نشرته صحيفة "واشنطن بوست", بأنه اعطى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) موافقته الشخصية على ان يعرضوا خالد شيخ محمد الذي خطط لاعتداءات 11 سبتمبر 2001, لعملية ايهام بالغرق. وأوضح انه كان يعتقد أن المشتبه به يملك معلومات حيوية بشأن اعتداءات قيد الإعداد, وأنه سيتخذ القرار نفسه إذا كان معناه إنقاذ حياة اشخاص. كما كشف انه فكر في الانفصال عن نائبه ديك تشيني الذي عرض عليه ان لا يترشح معه لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004 واعيد فيها انتخابه. وقال بوش في مقتطف نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" "لقد فكرت فعلاً في قبول العرض", وكان تشيني بات "نقطة سوداء يركز عليها الاعلام واليسار, إذ كان ينظر إليه على أنه كائن بلا قلب يعمل في الظل داخل الادارة", الا ان الرئيس السابق قرر في النهاية أنه بحاجة الى تشيني "لإتمام العمل". ويشمل كتاب "لحظات حاسمة" 14 قراراً منفصلاً اتخذها بوش خلال ولايته الرئاسية مع تحليل لكيفية توصله اليها, وذلك في محاولة منه لإلقاء الضوء على إدارته الرئاسية. ويبدأ الكتاب مع اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن والتي غيرت السياسات الخارجية والعسكرية لبوش بشكل جذري, وينتهي بالانهيار الاقتصادي في أيامه الاخيرة في البيت الابيض. وسيعود عهد بوش الى الاضواء مجدداً, إذ سيصدر وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد مذكراته في يناير المقبل على ان يصدر نائب الرئيس السابق ديك تشيني مذكراته بعده بأشهر عدة.

 

هل ينبغي على المسيحيين الوقوف على الحياد ؟

بقلم منى فياض /النهار

http://www.annahar.com/content.php?priority=1&table=kadaya&type=kadaya&day=Wed

هناك منطق جديد يحاول تفسير الصراع الحاصل في لبنان فيجعل منه صراعاً بين السني والشيعي؟ ويطالب المسيحيين بالبقاء على الحياد حيال ما يجري.

هل يجب على المسيحي ان يكون على الحياد في ما يجري في لبنان؟ وهل ضحى المسيحي بالعلمانية الغربية حقاً عند قبوله بالدولة اللبنانية المتنوعة والحاضنة لمختلف مكوناتها الطائفية والاتنية والدينية؟ وهل يوافق رجل الدين المسيحي حقاً  على تطبيق العلمانية إذا ما وافق رجل الدين المسلم على تطبيقها وتخلى عن الدولة الدينية؟

وهل الدولة في العالم العربي دولة ثيوقراطية؟ ثم ماذا تعني العلمانية؟

أسئلة يطرحها من ينسب نفسه إلى الفئة التي تريد دولة علمانية – ليس بمعنى الابتعاد عن الدين أو الايمان- بل بمعنى الفصل الحقيقي بين الدين والدولة والعمل على إلغاء الطائفية بجميع تمثلاتها في السلطة عندما تستقر الدولة القوية والعادلة والتي تعامل الجميع بالمساواة التامة.

لذا يجعلنا ذلك نعود إلى السؤال الجوهري: هل كان الحكم الاسلامي التقليدي يعدّ ثيوقراطياً؟ أم أن ذلك طموح الإسلام السياسي المعاصر الذي وضع على أجندته جعل الحكم دينياً أو ثيوقراطياً ومن دون أي مشروع اجتماعي؟

هذا ما يشير إليه سمير أمين في بحثه حول المشروع الاسلامي الثيوقراطي المعاصر، وإلى أن الدين الإسلامي التوحيدي يختلف عن الطرح المستجد من ناحية وعن الدين اليهودي من ناحية أخرى ، في أن الأخير يتوجه إلى شعبه فقط، بينما يتوجه الإسلام، وبكل وعي، إلى الإنسانية جمعاء. ولقد برهنت الفتوحات التي تلت، هذه النزعة العالمية. والإسلام في مرحلته المدينية، لم يقتصر على كونه عقيدة دينية فقط، بل ساهم في تنظيم المجتمع؛ لكنه احتفظ بكل العلاقات الاجتماعية الخاصة بالمجتمع العربي لتلك الحقبة. فهو لم يغير في أشكال تنظيم العمل، أو الملكية، ولا قطع مع العلاقات القبلية، ولم يغير في شرعية القوى السائدة. وقام الرسول  قبل وفاته بتذكير المؤمنين بوجوب طاعة السلطات السياسية. لذا لم يقم الإسلام بقطيعة جذرية، وظل منسجما مع تقليد السلطة البطريركية وخضوع النساء، في سياق منظومة الأديان نفسها التي سبقته، من يهودية، أو مسيحية، أو كونفوشيوسية لأنه ثورة دينية من دون ثورة اجتماعية. وهذه هي ميزة الإسلام، والتي جعلته قادراً على التكيف مع مختلف المجتمعات المنوعة التي بلغها. وهذا ما قامت به الديانة المسيحية أيضاً، وما جعلها مقبولة في تلك الأنظمة القائمة على قانون دفع الجزية.

يطلق سمير أمين على هذا الشكل من التنظيم الاجتماعي نعت "الجزيوي"، وهي صفة عامة في المجتمعات التقليدية. وهيمنة دين ذي نزعة عالمية، مشكلاً غطاء للسلطة السياسية، لا تعني أن النظام الناتج هو نظام ثيوقراطي؛ هذا الالتزام لا يعني الثيوقراطية، لأن السلطات التي تحكم في تلك المجتمعات، لا تقتصر على رجال الدين - كما هو الحال في إيران اليوم مثلا- ففي الأيديولوجيا الجزيوية، ثمة ضرورة في ألا يُترك الدين للاعتقاد الفردي، لكن يجب أن يؤكد نفسه عبر الكنائس المنظمة الموجودة دائماً حتى ولو ادعت الأديان عكس ذلك، كمثل حالة الإسلام. فرجال الدين لديهم دائما مهمة فرض الاحترام لـ"الدين الحقيقي". من هنا كانت الطبقة الحاكمة تحتوي دائما على عنصر رجال الدين. لكن الثيوقراطية تعني أكثر من ذلك، تعني هيمنة رجال الدين على السلطة باسم الدين. وهو ما تدعو إليه حركات الإسلام السياسي المعاصرة وما تمارسه إيران بحيث تحول نظامها الى الاستبداد الديني .

من هنا كانت الحداثة هي عبارة عن رفض ديكتاتورية الدين، الأمر الذي كان يطلق عليه في النظام القديم الأوروبي "الظلامية". وهكذا تمكنت أوروبا من القيام بقطيعتها مع كل أشكال السلطة "الجزيوية"، والتي ميزت السلطات في العالم القديم، من أوروبا إلى العالم الإسلامي إلى الصين والهند. ولهذه القطيعة تاريخ محدد تميز بمحطات أساسية: النهضة، الأنوار، والثورة الفرنسية. وهذه القطيعة تعبر عن نفسها بتأكيد وجود الكائن الإنساني فرديا وجماعياً، وأن يصنع تاريخه بنفسه. وهذا الأمر يبلور مفهوم الديموقراطية. ويتطلب تعريف الديموقراطية تأكيد هذا الفصل بالطبع بين الدين والسلطة، أو الدولة، ما يعني العلمانية.

وما تمكنت أوروبا من القيام به كان نوعا من ولادة جديدة وليس "استنهاضا" لما كان سابقا، وتم إرجاعه الى الحقبة اليونانية الرومانية التي أرجعت جذور الحداثة إليها. عصر النهضة الأوروبي كان نتاج دينامية اجتماعية داخلية، والحل الذي قدّم للتناقضات الخاصة بأوروبا عبر استنباط الرأسمالية. وهذا ما لم يتوصل إليه العالم الإسلامي؛ القيام بقطيعته مع الماضي واعتبارها تاريخاً لحقبة بعيدة قابلة للدرس والاتعاظ.

والآن من الخطورة بمكان أن نجعل الصراع في لبنان الذي هو بين اتجاهين سياسيين، واحد يدعو إلى الخضوع لمنطق الدولة ومؤسساتها وجعلها محتكرة وحيدة للعنف ومشروع له طابع فئوي ويسعى إلى الهيمنة على مراكز القرار لم يعترف بنتيجة الانتخابات الشرعية اللبنانية  ويقوم بقراءاته الخاصة للقوانين والدستور. من هنا التعليق على ضرورة توحيد المفاهيم ومعاني الكلمات بين اللبنانيين.

من الخطورة جعل هذا الصراع صراعاً بين شيعة وسنة والطلب من المسيحيين اتخاذ موقف الحياد، أي تحولهم إلى كتلة محايدة عن الصراع السياسي الدائر وجعله صراعاً مذهبياً. إن المشكلة الراهنة في لبنان هي في تكتل الطوائف وفي توحدها الصلب.

من هنا التعليقات التي نسمعها من قبل الجمهور حول الطوائف وعلاقتها بجمهورها وببعضها البعض، بينما يغيب المواطن الفرد، فنجد أن الخطاب السائد يتخذ من تماسك الطائفة الشيعية ووحدتها المثال الذي ينبغي على سائر الطوائف الاحتذاء به؛ ويتم "تعيير" الطائفة المسيحية بانقساماتها، في إشارة ضمنية الى اتجاه الطائفة السنية حديثا نحو التوحد، واحتكار تمثيلها السياسي من قبل "تيار المستقبل" وزعيمه الشاب سعد الحريري. ونستشف من ذلك شعورا بالتهديد من طغيان المشاركة السنية في النظام، واحتكارها للاقتصاد، والقلق من الديموغرافيا والتعصب الشيعيين، ينتج عنهما تخوف من تكرار استخدام العنف من قبل ممثليها السياسيين الذين يختزلونها لحسابهم الخاص. والآن هناك المطالبة بحياد المسيحيين وكأن مصير لبنان ونوع الحكم فيه لا يعنيهم.

هذا المنطق الذي يطلق في سياق الدفاع عن الديموقراطية وعن منطق الدولة، يغفل مسألة أساسية، وهي أن الديموقراطية تستدعي التنوع والابتعاد عن الاصطفافات والتوحد الحديدي، سواء أكان حول فكرة أم قائد أم حزب. فالذي يهدد الصيغة اللبنانية في هذه الحالة ليس "الانقسام المسيحي"، بل الاتجاه نحو أحادية التمثيل في الطوائف الإسلامية، الأمر الذي يطمح المسيحيون الى تحقيقه، بدل الالتفاف حول المكونات المدنية والمستقلة، والتي وقفت مع سيادة لبنان وبناء دولته المستقلة، وهي تنتمي الى مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية من أجل مواجهة احتكار التمثيل السياسي، مهما كان نوعه أو لونه.  فالخطر في لبنان ليس في تنوع طوائفه، أو التعدد داخلها، أو ما يسمى الانقسام، بل في اصطفافها وتوحدها الصلب كطوائف متراصة في مواجهة بعضها البعض. وهذا ما يقف سداً أمام تعاونها ويحمل خطر الصراع والعنف.

سؤال أخير لمن يرغب بالوقوف على الحياد: لو استبدلنا الهيمنة الايرانية على "حزب الله" بهيمنة كوبية او فنزويلية، كما كانت الحال أيام الاتحاد السوفياتي وعلاقته بالأحزاب الشيوعية، هل كانت الاوضاع ستكون مختلفة؟ وهل الهيمنة التي مارسها الاتحاد السوفياتي في اوروبا الشرقية من طبيعة مختلفة عما تمارسه طهران مع "حزب الله" أو مختلف امتدادتها الأخرى؟

أفترض أن جوهر الصراع ما كان ليكون مختلفاً ومن غير المفيد أو البنّاء التركيز على جعل الصراع في لبنان بين المدافعين عن منطق الدولة والرافضين له كصراع مذهبي بين السنة والشيعة؛ بالرغم من أن هناك في لبنان والمنطقة مثل هذا الانقسام؛ لكن الحساسيات التاريخية والعصبيات والطابع العشائري والبطريركي للعلاقات السائدة في عالمنا بالإضافة إلى طابع الاستبداد اللاديموقراطي الذي يطبع الأنظمة العربية التي تواجه النظام الإيراني هي التي تخلط الأوراق وتجعل منه صراعاً مذهبياً؛ لكن في لبنان حيث يدخل العامل المسيحي والمدني العلماني ينبغي أن يعاد الصراع إلى موضعه الصحيح: إنه صراع بين الاستبداد وهيمنة الحزب الواحد والفئة الحديدية الواحدة المتراصة مقابل الديموقراطية وسيادة الدولة والتنوع وحفظ حقوق المواطنين المتساوين أمام القوانين وأمام المؤسسات سواء الحكومية منها او المدنية او العسكرية.

ومن الظلم بمكان اعتبار الهيمنة الأحادية والحزبية الحديدية هي من يمثل العقيدة الشيعية، انه خلاف سياسي بقشرة مذهبية ودائما كان وسيظل خلافا على السلطة. فكيف يمكن أن نقتنع أن من مصلحة المسيحيين البقاء خارج هذا الصراع وفي موقف المتفرج؟ المطلوب دعم دولة القانون وإخضاع الجميع لمنطقها والعمل على المساواة التامة بين المواطنين/ نات وإخضاع السلاح في المطلق للدولة الديموقراطية نفسها. (استاذة جامعية)      

 

موقع المسيحيين في "الوطن الغامض"

بقلم ميشال أبو نجم /النهار

من الظلم تعميم النظرة الى المسيحيين على أنَّهم "اكتفوا بالمجد الذي أُعطيَ لهم بتأسيسهم لبنان الكبير، وأنَّ همهم صارَ الحفاظ على هذا المجد الذي لن يدوم عند زوال لبنان أو فقدانه روحَه" (•) لم تتعطَّل لديهِم بعد القدرة على مواجهة المخاطر التي تهدِّدُ فعلاً الكيان اللبناني الذي أنشأوه في مطلع القرن العشرين "ومن دونهم لم يكن لينوجد بشكله الحالي"(1). لم يرفعوا الراية البيضاء، وإن غابَ المشروع الواضح المُفصَّل المكتوب -على ما فعل الحزبان القياديان لدى السُنَّة والشيعة- وشابت الضبابية بعضَ استراتيجياتِهم وأهداف تحالفاتهم وتخبطوا في النقاش والإقتراحات والأفكار، واستمرت الإنقسامات التقليدية بين قواهم السياسية ومرجعياتهم. ولا يغيبُ عن المسيحيين وقواهم الفاعلة أنَّ تفاعل ديناميكيات الصراع الإقليمي – المذهبي وفالق الصدع السُنّي الشيعي الذي تفجَّر بعد اجتياح العراق وبالتالي تداعيات "الولادة المتشنِّجة للشرق الأوسط الجديد"(2) الحافلة بالآلام والدماء، تكادُ تطحنُ البلد الذي أرادوه يوماً وطناً للمساواة والحداثة والتعدد واحترام الحريات، لا حديقةً خلفيّةً لتصفية الحسابات.

العقبات

لم يُلقِ المسيحيون سلاحهم بعد 13 تشرين الأول 1990، ولم تهدأ مقاومتهم حتى في أشدِّ الفترات سوءاً. ومنذ فجر انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005 والأمل في إخراج الوطن من بؤرة النزاعات الإقليمية وإعادة صوغ التوازنات الداخلية المختلَّة في عهد الوصاية، تصدَّر المسيحيون الحركة الشعبية والسياسية حالمين ب"استعادة المبادرة"(3)، بعدما تحرَّر زعماؤهم من المنفى والسجن. لكنَّ الصفعة كانت في انتظارهم!

لم تترك لهم القوى السُنّية والدرزية والشيعية الممسِكة بكعكة السلطة، الفرصةَ لالتقاط الأنفاس. ارتكب وليد جنبلاط وسعد الحريري "الخطيئة الأصلية" في لحظةٍ تأسيسية في عمر الكيان اللبناني، بعدما اعتمدا سياسات النفوذ نفسها في العصر السوري ونسجا "التحالف الرباعي" مع "الثنائية الشيعية"، بتغطية معظم شخصيات "قرنة شهوان"، وذلك في إطار التنافس على "تركة المارونية السياسية في لبنان والمجموعات المسيحية استطراداً"(4). لكن المسيحيين، أو غالبيتهم الساحقة، واجهوا وفرضوا أمراً واقعاً بمباركة الكنيسة المارونية. نجحَ ميشال عون الذي شاركَ في انتخابات 2005 على قاعدةِ تحالفاتٍ متحركة، في الحؤول "دون تمادي سياسات التصرف بالتمثيل المسيحي"(5)، وما زال حتى الساعة، بما يمثِّل من أكثريةٍ مسيحية ولو بسيطة، رقماً صعباً في معادلةٍ غير ثابتة وغير مستقرّة حتى الآن. وفي مشوارها على طريق استعادة الدور المسيحي، حققت الأطراف المسيحية، أو ذات الغالبية المسيحية، على تنوعها واختلافها بين بعضها البعض، خطواتٍ ولو متفرِّقة، في ظلِّ الصراع الحاد الذي يشهده لبنان منذ ال2005.

اختلاف على الأساليب

لا على الأهداف

هذا العرض الإنتقائي والمتعسّف ربما لسلوك القوى السياسية الفاعلة في الوسط المسيحي إزاء واقع تصادم مشروعي "تيار المستقبل" و"حزب الله"، لا يهدف إلى منح هذه القوى أسباباً تخفيفية لأي تقصير أو تنصل في تصوراتها للدور الوطني التاريخي للمسيحيين، بل إلى قراءة هادئة لإمكاناتها وقدراتها وواقع التجاذب الداخلي.

إنَّ غيابَ مشروعٍ واحدٍ وواضحٍ ومكتوب تلتفُّ خلفَه معظم القوى والمرجعيات المسيحية، لا يعني بالضرورة غياب مشاريع أو استراتيجيات أو اتجاهات مسيحية للتعاملِ مع الوضعِ القائم وتحقيق أهدافٍ تلتقي عليها الغالبية الساحقة للمسيحيين. يتمسكُ المسيحيون بالحفاظ على التعددية والتنوع في لبنان، وعلى المساواة التامة في النظام السياسي بغضِّ النظر عن العدد، وعلى النظام الديموقراطي والحريات الفردية والجماعية. وهم لا يختلفون على بقاء لبنان سيداً حراً مستقلاً، أو على تحقيق اللامركزية الإدارية ووضع قانون انتخابٍ عادل، ورفض إجراءات التجنيس غير الدستورية، أو حتى على التوصل إلى حلٍّ لمعضلة سلاح "حزب الله".

وشكَّل التقاطعُ الظرفي مطلع هذا العام على رفض طرح إلغاء الطائفية السياسية وتأكيد حق المغتربين في المشاركة في الإنتخابات النيابية، مثلاً على الدفاع عن مطالب مسيحية مفهومة. الإختلاف إذاً، ولو كان حاداً، هو على أساليب التوصل إلى هذه الأهداف، وبالتالي على كيفية التعاطي مع الأفرقاء الداخليين والقوى الخارجية. ينتهج مسيحيو الأكثرية النيابية الذين تتصدَّرُهم القوات اللبنانية، ومعهم البطريركية المارونية إلى حدٍ كبير، سياسةً مسيحية تقليدية تعتبر أنَّ الكيان اللبناني لا يزالُ مهدداً من سياسات النفوذ السورية والإيرانية التي تستخدمه كورقةً في الصراع مع إسرائيل وواشنطن، وأنَّ الخطرَ الأساسيّ يمثِّله "حزبُ الله" والشيعة المسلّحون، وبالتالي يجب الحفاظ على حلفٍ وثيق مع الغرب ومع قوى "الإعتدال العربي" السُّنّية ذات السياسة المحافظة المستقرّة (مصر، الأردن، السعوديّة)، ولبنانياً الوقوف وراء تيار الحريري لأنَّه الأقرب بمواقفه من عناوين المسيحيّة السياسيّة التقليدية، ومن ثقافةِ المسيحيين اجتماعياً. ويقول هذا الفريق إن مشروعه هو "الدولة" كما يراها من منطلق الإعتراض على سلاحِ "حزب الله"، ويرى أن هذا هو المشروع الذي يجب أن يلتف حوله المسيحيون.

في المقابل، يقاربُ التيارُ الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون وحلفاؤه المسيحيون، الوضع المحلي والإقليمي من وجهة نظرٍ مختلفة. انطلاقاً من الدروس القاسية التي حصلت في العام 2005، وفي طليعتها صدمة التحالف الرباعي، والإندفاع المحموم لتيار المستقبل بعد اغتيال زعيمه للإطباق على مفاصل الحكم وتهميش الآخرين والذهاب حتى النهاية في الصراع مع سوريا واعتبارِ إسقاطِ نظامها مصدراً للإستقرار في لبنان، بادرَ عون إلى التفاهم مع الشريك الشيعي الذي لم يعد بالإمكان تجاهله في أي معادلة مستقبلية، تحت عنوان "الشراكة" و"إعادة التوازن". تحسَّس عون من المخاطر التي يمكنُ أن يخلقها عزلُ الشيعة، الطائفة المقموعة تاريخياً في العالم العربي الإسلامي السُنّي، والمُهمشة في صيغة 1943، رافضاً إعادة إنتاج الثنائية المارونية – السنيّة التي باتت غريبةً على الوقائع والمتغيرات المستجدة. كذلك نأى بنفسه عن السياسة الغربية وخاصةً الأميركية، (مع حرصه على تأكيد العلاقة الحضارية والثقافية مع الغرب وقيمه الإنسانية العالمية) على اعتبار أنَّ المسيحيين سيُستَخدَمون كأداةٍ في النزاع مع القوى الإقليمية الصاعدة، قبل أن تعودَ واشنطن إلى التفاهم معها، على ما أظهرته سياسة ما بعد تقرير بايكر – هاميلتون و"الإنخراط" Engagement مع سوريا والسعي لـ"تغيير سلوكها" وليس تغيير النظام فيها، سابقاً بذلك خلاصات وليد جنبلاط الجديدة بأعوامٍ عدّة. وقد لا تكون دوافع السلوك العوني بعيدةً من المصلحة السياسية المحضّ، غير أنَّها مبنيةٌ على نتائجَ تجارب سياسيةٍ كثيرةٍ مع الولايات المتحدة التي تنظرُ دائماً إلى المسيحيين في لبنان والشرق من زاوية مصالحِها الشرق الأوسطية (إنزال المارينز في العام 1958 بعدَ انقلاب عبد الكريم قاسم في العراق، انسحاب المارينز في العام 1984 بعدَ استهدافِهم، تسليم لبنان إلى سوريا في صفقة 1990، عدم القدرة على حماية الدكتور سمير جعجع من السجن في العام 1994...). ويشهرُ التيار الوطني الحر مشروع بناء "الدولة" انطلاقاً من مواجهة النهج الحريري في الإدارة الإقتصادية والمالية، ومحاربة الفساد وتحقيق "المشروع الإصلاحي الذي يؤسس لدولة المؤسسات والقانون"(6).

تعددية للتعميم

إنَّ مشروعاً مسيحياً موحِّداً يقومُ على التفافِ القوى والشرائح والمرجعيات المسيحية خلفه، على افتراضِ وجودِه أو العملِ عليه، يجب أنْ يقترنَ بوقوف المسيحيين في الوسط بين الفريقين اللذين يتجاذبا لبنان، وتالياً العمل على الجمع بينهما (مقولة الـHonest Broker). لأن توحدهم واصطفافهم خلفَ فريقٍ واحد، أياً يَكُن، سيؤدي حُكْماً إلى تسعيرِ النزاع والإبتعاد عن أهدافِ الدورِ الوطنيّ التاريخيّ للمسيحيين في هذه المرحلة. وفي مطلقِ الأحوال، فإنَّ عدداً من المراقبين يعتبر أنه لحسنِ الحظ توجد تعدديةٍ سياسية في الوسط المسيحي وأنَّ المطلوب هو تعميم هذا النموذج على الطوائف الأخرى وليس العكس. إذ من "شأن هذا التنافس أن يشكِّل منطلقاً ولو بعد حين من أجل الإستفادة من هذه التجربة المتميزة ونقلها إلى الطوائف الإسلامية منعاً للأحادية وبالتالي التأزّم في النظامِ السياسيّ اللبناني، خاصةً أنها تعكسُ تمسكاً بالديموقراطية وثقافتها وآلياتها"(7).

الصراعات الداخلية

من جهةٍ أخرى، لعبِتْ صراعاتُ النفوذ المسيحية الداخلية دوراً في تقويضِ إنتاجِ مشروع موحَّد، وأيضاً في عدم تكريس قواعد للُعبَة داخلِ الطائفة. ففي نظامٍ طائفيّ وفي سياقٍ استوجبَ الإلتزام بمبدأ الأكثرية والأقلية للتعاطي بنديّةٍ مع الطوائف الأخرى، شهدنا قلباً لهذا الواقع وتكريساً للتعاطي مع الأقلية المسيحية – بين العام 2005 و2009- في مقابلِ تهميشِ غالبيةِ 70 في المئة من المسيحيين في ذلك الحين. إلى ذلك، ضُربِت أهدافٌ مسيحيّة أساسيّة وتاريخية بسبب التنافس المسيحي الداخلي. المثل الأبرز على ذلك رفضُ الثلث المعطِّل أو الضامن، وهو حقّ الفيتو الضامن للمجموعات بغضِّ النظر عن عددها، والتمسك بفكرة الديموقراطية التنافسية الأكثرية في ظل واقع الطوائف الإسلامية المُقفلة. وإذا كان مفهوماً حذرُ القوى المسيحية المتحالفة مع "تيار المستقبل" من سياساتِ "حزب الله" الذي تمسَّك بالديموقراطيةِ التوافقية عنواناً للمشاركة، فإنَّ تساؤلاتٍ عديدة تُطرح حول جدوى استعمالِ سلاحٍ ذي حدّين وضربِ مبادئ تاريخية للمسيحية السياسية التي لطالما رفضت فكرةَ الأكثرية والأقلية ورفعت شعاراتٍ تدعو إلى حقوقٍ متساوية للمجموعات اللبنانية.

رئاسة الجمهورية

تطرحُ في النقاش حول "مشروعٍ مسيحي" مسألةُ دور رئيس الجمهورية المسيحي الساهر على الدستور. فمن الواضح أنَّ رئاسةَ الجمهورية، هي من يُفترض أنْ تعبِّر عن الدور المسيحي الوطني التاريخي في تشكيلِ قوّةِ جمعٍ حقيقية بين المشروعين السُني والشيعي المتجهَين نحو التصادم، وأنْ تطلقَ مبادراتٍ في العمق لتحقيقِ هذا الهدف ومحاولة إنضاجٍ حلٍ لبنانيٍّ داخليّ للأزمة، بدلَ اللجوء إلى عواصمِ الخارج. لكن بعيداً من محدودية دور رئاسة الجمهورية في ظلِّ الهوّة الكبيرة بين الفريقين، فإن مظاهر أخرى تحد من فاعلية هذا الدور. إذْ إنَّ انخراطَ رئاسةِ الجمهورية في صراعٍ عبثيّ على الزعامة المسيحية، واعتبار أنَّ الفوز بمعارك ذات طابع محليّ(8) كبلدية جبيل وبضع مقاعد نيابية في انتخابات 2013 - إن حصلَ ذلك - هو تعزيز لموقع الرئاسة، لن يقودَ سوى إلى القضاءِ على آخر مصادر لقوّةِ رئيس الجمهورية وإضعافه واستنزافه في "الجبهة الخطأ"، وإلى المزيد من الشرذمة في صفوف المسيحيين بدل جمعهم (وهذه قاعدة تسري على جميع رؤساء الجمهورية وليس على الرئيس سليمان فحسب).

مشاريع وأفكار متقدمة

إنَّ الحل للأزمة اللبنانية الحالية قد لا يكون في متناول المسيحيين وقدرتهم، صحيح. لا مشروع واحداً متفقاً عليه مسيحياً، صحيح أيضاً. لكن الوسط المسيحي السياسي والنخبوي، على تنوعه واختلافه، لا يزال ينبضُ بالحياة والرؤى والمشاريع والأفكار المتقدمة العصريّة، على الرغم من النكسات وتغير لبنان الحلم الذي تصوروه، وهذا ما لا يحبِطُ الآمال بنهضةٍ مسيحية ومبادرات لحماية بلدهم والتخفيف من وطأة التناقضات الخارجة أساساً على سيطرتهم، والسعي لأن يكون اللبنانيون "بعداً لبنانياً في الخارج، لا بعداً خارجياً في لبنان". ويبقى التحدي الأساسي في إنتاج مشاريع واضحة وفعلية للدولة المدنية التي يطمح المسيحيون، مع شركاء مسلمين وعلمانيين، إلى تحقيقها، بالتوازي مع توسيع الحيّز الخاص للطوائف لإراحتها والتخفيف من وطأة الصراع على السلطة المركزية، على ما تدعو إليه نخبٌ مسيحية عدة(9).

المسيحيون لم يرفعوا الراية البيضاء بعد...

(•) امين الياس – قراءة في وثيقتي "تيار المستقبل" و"حزب الله": الوطن الغامض - “قضايا النهار" 25/10/2010

(1) العماد ميشال عون، "رؤيتي للبنان" ص 37، فريدريك دومون، مكتبة صادر، 2007.

(2) وليّ نصر، "صحوة الشيعة – الصراعات داخل الإسلام وكيف سترسم مستقبل الشرق الأوسط"، ص 17، دار  العماد ميشال عون، "رؤيتي للبنان" ص 37، فريدريك دومون، مكتبة صادر، 2007.

(3) سليمان تقي الدين، "الموارنة: استعادة المبادرة"، سلسلة مقالات تحت عنوان "مشروع الدولة وملوك الطوائف"، "السفير" 10/10/2005.

(4) سجعان قزي، "أوقفوا معاملات حصر إرث المارونية السياسية"، "النهار"، 12 حزيران 2006.

(5) شارل شرتوني، "لبنان من النزاعات المديدة إلى دولة القانون"، ص 62، دار النهار، 2006.

(6) سليمان تقي الدين، "الموارنة: استعادة المبادرة"، مصدر سبق ذكره.

(7) عبد الله بو حبيب، "أزمات النظام السياسي والوضع المسيحي في لبنان"، كتاب "عام الأزمات والتغيير – منبر الحوار 2009”، ص 146، مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية، 2010.

(8) للإضاءة على دخول رئاسة الجمهورية التنافس على الزعامة المسيحية وتداعياتها السلبية راجع مقال جهاد الزين "عجائز عمشيت"، "قضايا النهار"، 19/5/2009.

(9) روجيه ديب، "دور الجماعة المسيحية المشرقية هو الألتفاف حول النخب الحاكمة"، "النهار"، 20/10/2010.

(مساعد مدير مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية - عضو لجنة الدراسات في التيار الوطني الحر)      

 

أكدوا أن العلاقات الودية بين القاهرة وبيروت لا يمكن زعزعتها 

خبراء يدحضون اتهامات "حزب الله" لمصر بتدريبها عناصر معادية: إدعاءات ساذجة... ومحاولات للتغطية على خلاياه التجسسية

السياسة/ القاهرة - حجاج ابراهيم :

 أثارت الاتهامات التي أطلقتها قيادات في "حزب الله" اللبناني ضد مصر والأردن وتزعم فيها أن البلدين يقومان بتدريب عناصر سنية في لبنان ضد "حزب الله" ردود فعل عنيفة من جانب الخبراء والمحللين السياسيين وشن عدد منهم هجوما عنيفا على الحزب ووصفوه بأنه يحاول الانتقام من مصر بعد القبض على ما يعرف بخلية "حزب الله".  وكان العضو السابق في البرلمان اللبناني نصر قنديل الذي تربطه علاقات ب"حزب الله" قد أطلق هذه التصريحات النارية على القاهرة وعمان مؤكدا فيها قيامهما بتدريب وتسليح ميليشيات سنية كجزء من مبادرة تخريبية ضد لبنان لمصلحة اسرائيل وأن مصر بالتحديد تقود مبادرة تخريبية ضد لبنان بصفة عامة وجماعة "حزب الله" وأن ذلك يتم لحساب ومصلحة اسرائيل, وأدعى نصر أن مصر تدرب مئات الشباب اللبناني في معسكرات حربية, أنشئت تحت ستار مستشفيات متنقلة, بينما تدرب الأردن 700 من أعضاء ميليشيا مسلحة.. وكشف عن وجود ما يسمى ب"مستشفى ميداني مصري" في طريق الجديدة المحسوب على تيار المستقبل يقوم وتحت شعار دورات تمريضية كل 3 أشهر بدورات تدريب عسكرية لمئات الشباب, علاوة على من يتم تدريبهم في شرم الشيخ المصرية

قال رفعت علي عيد العضو البارز في الحزب العربي الديمقراطي اللبناني اننا في طريقنا الى الدمار جراء التدخل الخارجي, الذي يهدف الى زيادة التوترات الطائفية بين السنة والشيعة, التي ربما تؤجج الساحة اللبنانية جميعها, ووجه عيد بدوره اتهامات لمصر والأردن بالتحريض ضد الشيعة وتحفيز عناصر مناوئة ل"حزب الله", مضيفا أن عددا أكبر من أعضاء الحركة السلفية يقطنون في شمالي لبنان أكثر من أي منطقة أخرى في الشرق الأوسط.. وأن لديه معلومات تشير الى أن بعضا من أعضاء الحركة السلفية يتلقون تدريبات في شمال لبنان, قبل ترحيلهم الى جزيرة قبرص والأردن لتنفيذ هجمات ارهابية في أوروبا أيضا.

ترى ما حقيقة هذه الاتهامات? ولمصلحة من يتم اللعب على وتر الطائفية?

 يقول الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي وعضو المركز المصري للشؤون الخارجية:  سياسة مصر تجاه لبنان منذ استقلالها عن فرنسا العام 43 تتمثل في عدم التدخل في الشأن الداخلي ويتذكر القاصي والداني الحرب الأهلية الضروس التي استمرت منذ العام 75 وانتهت باتفاقية السعودية العام 82 وانخرط فيها الكثير من الدول العربية والأجنبية واسرائيل في حين رفض السادات في العام 76 المساهمة بأي جندي في القوات العربية التي أصبحت فيما بعد القوات السورية واستمرت في الحرب الأهلية على مدار 15 عاما.. فمصر دائما تلتزم الحيدة وعدم التحايل في كل القضايا الداخلية في المنطقة العربية والأمثلة على ذلك كثيرة ويأتي في مقدمتها العراق ولبنان وسورية والصومال والسودان كما أنها تستقبل جميع الأطراف المتصارعة على قدم المساواة من دون أي تمييز بسبب الاتجاه السياسي أو الطائفي.. وهو ما لا يستطيع أن ينكره احد سواء من عناصر "حزب الله" أو غيره, لذلك يجب على هذا الحزب ألا ينسى أنه تنظيم سياسي بارادة الدولة اللبنانية وهذه التصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين فيه غير مسؤولة ولا تستند الى دليل واحد.

وأشار سلامة الى أن مشكلة "حزب الله"  اعتقاده بأنه دولة فوق الدولة اللبنانية ومن هذا الاعتقاد نجده احيانا يهاجم المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى رغم أن هذه المحكمة لم تشرع حتى هذه اللحظة في اتهام أحد, وحينا آخر يهاجم ويتهم الدول العربية المعتدلة وفي مقدمتها مصر والمملكة الأردنية لمجرد أنهما يطالبان كل الطوائف السياسية المختلفة في لبنان بضبط النفس, أو أنهما قاما بالكشف عن حقيقة التخابر والتعامل بين عناصر "حزب الله" وبين الجمهورية الاسلامية في لبنان, وبالتالي فكل اتهامات "حزب الله" لمصر غير حقيقية ولو انه يملك أي دليل يدعم أقواله المرسلة لقدمه, لذلك لا ابالغ حينما أقول ان عناصر "حزب الله" يهوون اللعب بالنار ويكرهون دائما سياسة الجوار المتعقلة وقبول الآخر والاحتكام الى المنطق والموضوعية والمسائل السلمية في تسوية خلافاتاهم سواء مع مصر أو حتى مع باقي الطوائف والقوى اللبنانية.

مزاعم واهية

أكد الدكتور سمير غطاس رئيس مركز القدس للدراسات السياسية والستراتيجية أن مزاعم "حزب الله" حول ضلوع مصر في تدريب عناصر سنية للقضاء على "حزب الله" لا يتعدى كونه مزاعم واهية لا أساس لها من الصحة, مضيفا أن "حزب الله" دائما يفاجئنا بمثل هذه الادعاءات مثلما فعل منذ أيام وقال إنه سيفجر قنبلة مدوية عن اغتيال الحريرى وفي النهاية لم نشاهد على شاشات التلفزيون الا مجموعة صور في الجو التقطتها الطائرات الايرانية وبعدها حاول أن يوجه اتهاماته لدول عربية كبيرة مثل مصر, وهو يلجأ الى هذه المزاعم كرد فعل منه على مصر بعد القبض على عناصر تابعة له في القاهرة والتي تعرف باسم خلية "حزب الله" والتي قدمت فيها مصر أدلة دامغة تثبت تورط هذه العناصر في الاتهامات التي وجهت لهم, ويكفي أن الامين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله وقع في الكمين الذي نصبته له مصر واعترف في خطاب رسمي له وعلى شاشات الفضائيات عبر بيان أدلى به أن قائمة الأسماء التي ضمتها هذه الخلية كانت تنقل أسلحة الى غزة عن طريق مصر, لافتا الى أن ادعاءات "حزب الله" بتورط مصر في تدريب عناصر سنية لا يمكن وصفه سوى بال"كلام الفاضي"لأنه لا يستند على أي واقعة تمت في هذا الشأن وتعكس صحية هذه الادعاءات, وأن "حزب الله" يحاول أن يعمل "ستارة" يغطي بها على مشروع الانقلاب الذي يسعى اليه في لبنان من خلال مهاجمته الدائمة لعمل المحكمة التي تحقق في اغتيال الحريرى

وأشار غطاس الى أن أقوال "حزب الله" كلها كاذبة وأنه دائما يتحدث عن المقاومة والسلاح وفي المقابل لم نره يقوم بأي عملية عسكرية ضد اسرائيل حتى أنه لم يفعل شيئا في حرب غزة 2009 سوى أنه اطلق صواريخ لم تحقق أي شيء, وكل ما يفعله الآن أنه يحاول أن يثير الغبار الكثيف والذي يسعى من ورائه للسيطرة على لبنان والقيام بعمليات تخريبية داخل مصر.

الحليف الستراتيجي

قال اللواء محمد قدري سعيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والستراتيجية مصر لا يمكن أن تتورط بالتخطيط لاحداث فتنة في لبنان, لذلك كل ما يتردد من أقاويل وادعاءات عارية تماما من الصحة, فمصر تساند لبنان دائما وتعمل جاهدة للحفاظ على أمنه واستقراره, ومن المعروف أن "حزب الله" يسيطر على منطقة واسعة في لبنان والتي يمثل فيها الشيعة نسبة كبيرة من السكان فكيف تقوم مصر والأردن بهذه الخطوة ويقومان بتدريب عناصر سنية لارسالها للقضاء على "حزب الله" وهو الذي يسيطر على جزء كبير من الأرض اللبنانية لذلك هذه الاتهامات لا تتعدى أن تكون مجرد شائعات تزايد على دور مصر الرائد في دعم الحكومة اللبنانية, وهذه الاتهامات جاءت نتيجة وجود فجوة بين "حزب الله" ومصر على اعتبار أن الأخيرة تدعم دائما عملية السلام في المنطقة العربية ولا تهتم بدعم علاقتها بايران التي تدعم "حزب الله" وبالتالي فان مصر لا تقيم علاقات مع ايران حليفه الستراتيجي, لذلك فكل القصص التي تروى بشأن دور مصر بالتخطيط للقضاء على "حزب الله" أو القيام بعمليات عسكرية ضده أفكار وادعاءات ساذجة.  وعن مدى تأثير الاتهامات التي وجهها "حزب الله" ضد مصر والأردن وعلاقة القاهرة بالحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريرى قال قدري: علاقة مصر برئيس الوزراء اللبناني جيدة والعلاقة بين الرئيس مبارك والرئيس اللبناني ميشيل سليمان طيبة للغاية, فمصر تدعم لبنان في كل قضاياه وعلى مدار تاريخ البلدين الشقيقين ولا يوجد مشكلات بينهما ولا يمكن أن تؤثر تصريحات "حزب الله" الجوفاء على هذه العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين.

علاقات ثابتة

يقول السفير سيد أبو زيد الخبير السياسي ومساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية والشرق الأوسط, ان الخارجية المصرية نفت اتهامات ومزاعم قيادات "حزب الله" مؤكدة أنها غير صحيحة ولا يمكن أن تؤثر على العلاقات الوثيقة بين القاهرة وبيروت, بل أن تلك العلاقة تمر بأفضل ظروفها سواء على المستوى الرسمي وتتمثل في العلاقات الوثيقة بين المسؤولين المصريين وعلى رأسهم الرئيس مبارك ورئيس لبنان ورئيس وزرائها والمجلس النيابي ووزارة الخارجية اللبنانية, أو على المستوى الشعبي الذي يربط بين شعبي لبنان ومصر.

كما أن مصر لم تقصر  تجاه لبنان وتسعى دائما للحفاظ على استقراره وسيادته ودعمه سياسيا واقتصاديا وقد جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك العام 2002 التي تعتبر زيارة تاريخية لتأكيد وقوف مصر مع لبنان في مواجهة الضربات الاسرائيلية لمنشآته المدنية, وكانت هذه الزيارة هي الاولى لزعيم مصري الى العاصمة اللبنانية بيروت منذ استقلال لبنان, كما كانت علامة بارزة انتجت اثارا كبرى واصداء ايجابية واسعة على العلاقات بين الدولتين والشعبين, وتؤكد وقوف مصر الى جانب لبنان ضد العدوان الاسرائيلي وتأكيد حق لبنان في مقاومة الاحتلال, وفي العام 2006 قدمت مصر كل الدعم والعون والمساعدات للبنان سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي, حيث أدانت العدوان الاسرائيلي منذ اللحظة الاولى ونشطت حركتها الديبلوماسية لايقافه والبحث عن حل للازمة وحثت الطرفين على ضبط النفس, كما قدمت المساعدات والمعونات بكل اشكالها, وبتوجيه مباشر من الرئيس مبارك لوزارة الكهرباء المصرية قامت باصلاح شبكات الكهرباء التي دمرها العدوان الاسرائيلي كما ساهمت في حل مشكلة تدمير خزانات الوقود بعمل خزان وقود عائم وأيضا قدمت مصر للبنان وشعبها المستشفى الميداني العسكري.. وبالنسبة للدعم السياسي فقد عبرت مصر عن ادانة الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية وأكدت حق لبنان في استعادة مزارع شبعا, كما أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن لبنان  طلب مساعدة مصر لتقديم التجهيزات والتدريب والمعدات للجيش اللبناني ولأجهزة الأمن وقد تجاوبت مصر مع هذه الطلبات, وهو أصدق دليل على ان العلاقات اللبنانية المصرية قوية وثابتة الجذور أما فيما يتعلق ب¯"حزب الله" فقد اعتاد مهاجمة مصر ومحاولة احراجها أمام الرأي العام بمثل هذه الادعاءات وليس ببعيد هذا الخطأ الذي ارتكبه عندما طالب الجيش المصري والقيادات المصرية باقتحام قطاع غزة, لذلك أطالبه بالتفرغ لمقاومة اسرائيل وأن يبتعد عن الشؤون الداخلية للبنان أو توجيه الاتهامات لدول الجوار وأن يبتعد عن لعب أدوار ليست من شأنه حتى يستمر دعمنا ومساندتنا له.

مهزلة إسرائيلية

أما السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية سابقا فقد أكد أن مثل هذه التصريحات تفتقر الى الدقة والمصداقية على اعتبار أن مصدرها صحيفة اسرائيلية نسبت مثل هذه التصريحات الى مصادر غير صحيحة, وقال: ان العلاقات بين مصر ولبنان مليئة بالود وروح الاخوة علاوة على أن مصر والأردن لا يمكن أن يلعبا مثل هذه اللعبة ولا يمكنهما الاشتراك في مثل هذه المهزلة التي تعبر عن آمال خاصة باسرائيل, فليس من مصلحة تل أبيب عودة العلاقات بين مصر وايران التي تدعم "حزب الله" وبالتالي هي ترى في تطور العلاقات بين القاهرة وطهران ما يهدد مصالحها ومن ثم تسعى الى احداث فتنة بين الدول العربية وتلوح بعصا السنة والشيعة لكي تصل الى مآربها.

 

المستقبل: المحكمة تحقق العدالة و"شهود الزور" بعد القرار الاتهامي       

وكالات/عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري في قريطم الثالثة من بعد ظهر اليوم، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والعالم العربي. وتقدمت في بيان تلاه النائب أمين وهبة بالتهنئة "من اللبنانيين عموما والعرب والمسلمين خصوصا لمناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك"، متمنية "لحجاج بيت الله الحرام حجا مبرورا وسعيا مشكورا موفور الإيمان والرضا، وللبنان الاستقرار والرخاء".

وأكدت الكتلة "تمسكها بميثاق العيش المشترك الإسلامي- المسيحي القائم على المناصفة وهذا العيش الذي يشكل أحد أهم أسس قيام واستمرار لبنان بلدا عربيا حرا عزيزا سيدا ومستقلا وموئلا للحرية والديمقراطية والتنوع في الآراء وهذا ما عبر عنه اتفاق الطائف الذي أصبح دستورا نعيش في كنفه ونؤكد على أهمية الالتزام به".

اضافت: "من هنا فان الكتلة تنوه بالمواقف التي صدرت عن اجتماع الشخصيات والقوى المسيحية في بكركي، وفي رد الفعل المرحب الذي صدر عن اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انعقد في دار الفتوى، وترى الكتلة أن تلاقي قيادات قوى الرابع عشر من آذار يوم أمس في بيت الوسط يأتي في لحظة مناسبة من الضروري فيها توسيع دائرة التشاور والنقاش والحوار الإيجابي والبناء بين جميع مكونات لبنان في أمور البلاد ومصائرها في هذا الظرف الإقليمي والدولي الحساس والخطير".

وكررت الكتلة موقفها من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "التي أنيطت بها وحدها مهمة التوصل إلى تحقيق العدالة فيما يتعلق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار". وشددت على أن "ما يثيره بعض الأطراف عن ما يسمى بشهود الزور، مسألة يجب أن ينظر بها امام القضاء المختص بكل حزم بعد صدور القرار الاتهامي عن المحكمة بحيث يصار إلى محاكمة من يثبت أنه حاول تضليل التحقيق أو حرفه عن أهدافه بمعلومات مغلوطة أو مشوهة".

وتوقفت أمام "الحوادث المؤسفة والأليمة التي شهدتها منطقة وادي خالد يومي الجمعة والسبت الماضي وأدت إلى سقوط أربعة ضحايا من المواطنين وجرح آخرين". وشددت على ما يلي:

"أ- ان كان احترام المواطنين، كل المواطنين، للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء ومؤسسات الدولة، مسألة لا نقاش بها، ولا مساومة عليها، فان أولى موجبات ومسؤوليات هذه المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسات العسكرية والأمنية هو احترام الناس في حياتهم وحرياتهم وانسانيتهم وحقوقهم.

ب- تتوجه الكتلة بالتعزية الحارة والأسف الشديد لسقوط الضحايا والجرحى من أبناء منطقة وادي خالد التي قدمت في اكثر من محطة وطنية اعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى من اجل صون الوطن وحمايته والحفاظ على مؤسساته. هذه المنطقة العزيزة المحرومة، بل الأكثر حرمانا في كل لبنان حسب ما تبين جميع المؤشرات الاجتماعية والطبية والتعليمية والاقتصادية والتي يجب بناء على ذلك إيلاء أقصى الاهتمام بأوضاعها ومطالب أهلها وحاجاتهم لكي تعود وتواكب باقي المناطق اللبنانية التي هي أيضا محتاجة للإنماء والتطوير.

ج- تطالب الكتلة ان تقوم السلطات القضائية المختصة بإجراء تحقيق سريع ودقيق وشفاف حول أسباب وملابسات ما جرى للفصل في تحديد المسؤوليات ومطابقتها مع القوانين، ومعاقبة المرتكبين والمتجاوزين والمخطئين".

واستنكرت "اشد الاستنكار الأنباء الواردة من فلسطين المحتلة والتي تتحدث عن استعدادات لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس وكذلك ايضا في الجولان المحتل بتشجيع و دفع من الحكومة الإسرائيلية". وطالبت "الجامعة العربية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك السريع لتدارك الكارثة التي يمكن أن تلحق بالقدس وفلسطين عموما كموئل لتعايش الأديان السماوية وصولا الى تهجير ممنهج للمسيحيين من فلسطين مهد السيد المسيح وتهويدها". وشددت على هذا الأمر "من اجل الحؤول دون هذه الخطوات التي تقوم بها اسرائيل والتي ستترك تأثيرها السلبي العميق على الاستقرار في المنطقة وخارجها".

 

لإيجاد النُظم السياسية الصالحة للمجتمعات التعددية

الاب كميل مبارك من الضروري إعادة النظر في النظام من أجل مستقبل يضمن أمن الجميع وحقوقهم وتمايزهم      

صونيا رزق/موقع الكتائب

رأى عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الحكمة الأب كميل مبارك ان من يقرأ الأحداث عبر التاريخ القريب والحالي، يمكنه أن يستنتج أنَّ المسيحيين مهددون في الشرق إمَّا بالهجرة أو بالموت، كما أنّ المسلمين مهدَّدون بحروب طويلة بين مذاهبهم من جهة ومن اسرائيل من جهة أخرى، والبعض يريد أن يرى أنهم مهدّدون من الغرب ايضاً، معتبراً في حديث الى kataeb.org انه من الضروري ولبقاء الجميع وعيشهم بسلام، رفض لغة الإقتتال واللجوء الى الحوار، من أجل إيجاد النُظم السياسية الصالحة للمجتمعات التعددية التي تحترم حقوق جميع الاطراف وكراماتهم.

وحول الطريقة الانسب لجمع الزعماء المسيحيين في لبنان في ظل الوضع المتردي ، قال الاب مبارك :" غالباً ما نسمع أن الزعماء المسيحيين منقسمون، وأنا أرى أنهم يلتقون حول أمور أساسية عديدة تهمّ المجتمع المسيحي، وهذه الأمور الأساسيَّة يجب أن تكون نقطة انطلاق التفاهم الأوسع، دون أن يشكِّل المسيحيون جميعهم كتلة واحدة تفسَّر بأنَّها معارضة أو مخاصمة للكتل الأخرى.

ورأى ان البعض يلقي اللوم على السلطة الروحية لجمع المذاهب المسيحية ويعتبرها مقصِّرة في هذا المجال. وقال:" أُحمّل المسؤولية للقادة السياسيين أَنفسهم لأنهم مسؤولون بالدرجة الأولى عن صمود المسيحيين والحفاظ على دورهم الأساسي والفعال في الدولة كما سائر ميادين القرارات الأخرى. مسجلاً اعتراضه بشدة على زجِّ بعض السياسيين السلطة الكنسية في متاهات الخيارات السياسية، مؤكداً ان الكنيسة ضمير الأمة ولها أن ترشد الى الطرق المؤديَّة الى السلام بين أَبنائها أولاً وبين جميع أبناء الوطن ثانياً.

ورداً على سؤال حول تخوّفه من حكم الاكثرية العددية في لبنان على المدى البعيد، اعتبر الاب مبارك ان لبنان وفي ظل النظام الحالي المنطلق من الدستور ومن الطائف على رغم علاَّته، ومن الدوحة ولا نعرف بعد الدوحة الى أين سنذهب، لا ُيحكم إلاَّ بالتوافق وبالتالي من المستحيل أن تتغلب طائفة واحدة مهما بلغت من القوة على جميع الطوائف الأخرى وتحكم لبنان بالقوة. وإذا ما فكرت إحدى هذه الطوائف بهذا الأمر الخطير، فإنها تسعى الى مشروع حرب لا يسلم منه أحد.

وحول رؤيته للنظام الانسب للبنان، قال مبارك انه لما كان لبنان مساحة حرية لجميع قاصديه هرباً من الإضطهادات، تكوّن شعبه من جماعات متعدّدة الأصول والمذاهب والثقافات فمن الطبيعي أن نحافظ على هذا التنوّع المُغني وأن نبتكر نظاماً سياسياً يكرِّس الوحدة في التمايز، مؤكداً أن النظام الفدرالي هو الأفضل للبنان وينطلق من المحافظة على وحدة لبنان، اذ ان الفدرالَية تشكل أحدى العوامل الأساسيَّة والكفيلة بصيانة الوحدة اللبنانيَّة والمحافظة عليها، ولمَّا كانت التجربة السياسيَّة اللبنانية قد دلت على صعوبة دمج الجماعات الدينيَّة وإنصهارها حتى الآن في مجتمع واحد، كان من الضروري إعادة النظر في النظام من أجل مستقبل يضمن أمن الجميع وحقوقهم وتمايزهم، مشيراً الى ان الجماعات الدينيَّة التي ليس لها نفس الأصول والحضارة والثقافة، حافظت على فرادتها وخصوصيتها، وهذا يتناقض ومبدأ إمكانية إنصهار المجتمع الذي يؤدي تدريجاً الى طمس معالم ومميزات الجماعات المختلفة لصالح الوحدة الإندماجيَّة. إذ لا يمكن أن يصبح المسلم نسخة عن المسيحي، أو الأرثوذكسي نسخة عن الماروني، أو الكاثوليكي، أو السرياني، أوالأرمني، أو أن يصبح الشيعي نسخة عن السنِّي، وكذلك الدرزي والنُصيري.

ورأى الاب مبارك ان شعب لبنان يشكّل مجموعة طوائف دينية لكل منها أحوالها الشخصية، وهي ترغب في المحافظة على خصوصيتها وفرادتها، في مجتمع غير متجانس، ما يرِّتب لكلِ طائفة شخصية حقوقية، على القانون اللبناني الوضعي أن يحميها، فلكل مذهب حق ممارسة بعض الصلاحيات الخاصة وهذا ما يعرف بالأحوال الشخصية المتعلقة بتنظيم الشؤون الداخلية وإدارتها.

ولفت الى ان الفدرالية تحافظ على استقلالية الطوائف استقلالاً ذاتياً فعلياً في إطار الإتحاد الفدرالي، إذ تمنح الحرية للأقاليم أو الولايات أو الفدراليات في حكم نفسها بنفسها وإدارة شؤونها الداخلية، في إطار الوضع الدستوري الممنوح لها، الذي يحفظ بدوره سيادة عناصر الإتحاد وهي سيادة تقتصر على الأمور الداخلية من دينية واجتماعية وادارية ومالية، كما تحافظ على تنوع قوانين الأحوال الشخصية التي تكون على عاتق السلطات الروحية والشرعية والمذهبية حيث يعتبر نافذاً بالنسبة إلى السلطات الفدرالية كل ما يصدر عن هذه السلطات الدينية.

واعتبر مبارك ان النظام الفدرالي خير سبيل لحل مشكلة مشاركة المسلمين في السلطة وطمأنة المسيحيين على وجودهم الحر، بعد توزيع لبنان الى مناطق ذات الأغلبيات الطائفية، تحكم كل واحدة منها، الطائفة التي تشكل الأغلبية الساحقة مع احترام حقوق الأقليات. بذلك تؤمّن مشاركة المسلمين في السلطة مشاركة فعلية ويزول الخوف عند المسيحيين في آن، فتوزّع الصلاحيات بين الحكومة الفدرالية المركزية وبين الحكومات المحلية، وهو أمر يخفِف من حدّة الصراع على النفوذ بين الطوائف، داخل السلطة المركزية الفدرالية بعد تحديد صلاحياتها وطبيعة نشاطها. ولفت الى ان الفئات التي تتنازع على السلطة والنفوذ والمنافع والمصالح، والتي يدور نزاعها عملياً حول حصتها في الحكومة، لأن هذه الأخيرة هي بالفعل مصدر المنافع والمكاسب المعنوية والمادية، تجد معظم هذه الخلافات قد انحلت تلقائياً بمجرّد نقلها من الحكومة المركزية الى حكومات الأقاليم أو الولايات ذات التجانس السكاني.

واشار الاب مبارك الى ان الفدرالية تحلّ عقدة المشاركة، إذ تعطي الحكم بكامله الى كل جماعة تشكِّل في إقليمها أكثرية ساحقة أكيدة. وفي ما يختص بالصلاحيات الباقية للحكم المركزي يمكن أن تكون المشاركة بطريقة كاملة وفاعلة بإعتماد ما يلي:

- تعادل التمثيل في المجلس التشريعي المركزي بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

- إستحداث مجلس رئاسي في قمة السلطة التنفيذية المركزية يتخذ قراراته بالإجماع.

- إعتماد المداورة على الرئاسات الثلاث بين الطوائف الست الأساسيَّة: موارنة - شيعة سنّة - روم أرثوذوكس - روم كاثوليك ودروز.

واكد ان الديمقراطية تقوم على مبدأ الإقتراع العام لاختيار الحكام، وهي عملية تفترض حصول منافسة بين فريقين سياسيين أو أكثر للوصول الى السلطة على أساس برامج محددة، والأكثرية المنبثقة عن الاقتراع العام تحكم كون سلطتها تعبّر عن الإرادة الشعبية، مشيراً الى ان ممارسة الديمقراطية بجميع أبعادها تتعّذر في المجتمع اللبناني الذي ُتكوّن الطوائف الدينية بنيته الأساسية بسبب انتماء الفكر السياسي المسلم في لبنان الى طائفته الدينية الواسعة خارج الحدود الجغرافية اللبنانية، وهو انتماء يتعدى الإنتماء الوطني الى الدولة اللبنانية ليصل الى الأمة الإسلامية، فيتم الإقتراع العام على ضوء الإنتماء الطائفي، حيث تحظى الطائفة الأكثر عدداً بالسلطة، وبالتالي تسيطر على القرار السياسي فتفرض هيمنتها على الطوائف الأقلية الأخرى التي يصعب أن تتحوَّل الى أكثرية، وبذلك يسقط أحد الأسس الرئيسة من قواعد الديمقراطية التوافقية في لبنان، لأنَّ الأكثرية تبقى حاكمة والأقلية تبقى أقلية محكومة.

 

بعد استيعاب تداعيات القرار الاتهامي.. صواريخ «حزب الله» الايرانية نحو أوروبا

سليمان يتمنّى على وزرائه الامتناع عن التصويت.. والحريري يُمارس حقه كرئيس حكومة

لأن عون يقبل المثالثة كمدخل لرئاسة الجمهورية.. وجعجع يرفض الدوحة ــ 2

سيمون ابو فاضل/النهار

ليست الخيارات واسعة أمام مجلس الوزراء المرتقب ان ينعقد اليوم، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سلميان، في قصر بعبدا، وفي رأس اولوياته ايجاد حل نهائي «لظاهرة» الشهود الزور، التي فرضت ذاتها على الحياة السياسية من زاوية تمسك قوى 8 آذار بأحالتها الى المجلس العدلي للبت في وقائعها..

ولأن الخيارات تتوزع بين احالة الملف او عدمه الى المجلس العدلي، حدد أمين عام «حزب الله» موعـداً لمواقفـه في اليوم التالي، للجلسة الوزارية.. حتى حينه يتمسك الرئيس ميشال سليمان بانعقاد الجلسة، دون بلورة المسار الذي ستسلكه، في ظل معطيات رئاسية تشير الى أن رئىس الجمهورية يميل نحو اخراج ذاته من هذا التجاذب، من باب التمني على الوزراء المحسوبين عليه، بعدم المشاركة في التصويت او الامتناع اقله، على أن يكون الخرق الوحيد من قبل وزير الدولة عدنـان السـيد حسين، الذي سيصوت الى جانب قوى 8 آذار. ورغم ان رفض التصويت هو احد ثـوابت رئىـس الحكومـة سعد الحريري، في حال طرح الموضوع في مجلس الوزراء، منطلقاً من كونه رئيساً للحكومة بما يمكنه من رفض هذا الطرح ومغادرة الجلسة مع وزراء قوى 14 آذار، فان وزيراً بارزاً في هذه القوى ما زال حتى حينه، يصنف موقف وزراء اللقاء الديموقراطي الى جانـب رئيس الحكومة، برفض اعتماد هذه الصيغة، واضعاً موقف وزير الداخلية والبلديات زياد بارود في مصاف الفريق المؤيد للتصويت واحالة الملف الى المجلس العدلي، نظراً لكون قناعة بارود القانونية تتكامل مع اتجاه وضع هذا الملف لدى هذه القضائية العليا، استكـمالاً لمضمون القضية واساسها.

لكن المصدر الوزاري ذاته، يجد بأن القرار الأساسي لدى «حزب الله»، هو بأفتعال اشكال سياسي ـ حكومي، وسعي في الوقت ذاته لتسجيل نقطة على رئيس الحكومة تقضي بأنكساره بعد الصلابة التي ظهرت منه ابان توليه مهامه. اذ في منطق المصدر الوزاري ذاته، ان قانون العقوبات اللبناني هو ذاته الذي سيستند اليه القضاء اللبناني سواء أكان عدلياً ام عادياً، من اجل المحاسبة وفرض العقوبات، ولا ينطلق المجلس العدلي في محاكماته من اصول خاصة للمحاكمات، غير أن أحكامه مبرمة وغير قابلة للنقض.

ويتابع المصدر بأنه حتى الآن يمارس فريق 14 آذار، منطق الدفاع والصمود امام «استفزازات» حزب الله، وهو لا يريد اعتماد مواقف من شأنها ان تفهم من جانبه، بأنها تشكّل تحدياً للحزب وحلفائه، اولا من منطلق الحرص عليه وطمأنته بأن لا قرار بالانقضاض عليه، وثانياً، حتى لا يجد في الرد القوي لفريق 14 آذار، تحدياً له يعجّل في انزلاقه في خطواته التي يتم التداول بها في المجال الاعلامي.

والى ذلك، فأن المصدر ذاته يعكس موقف فريقه السياسي، بأن لا خطوات لديهم مقابل تحركات «حزب الله»، سوى الأعتماد على المؤسسات الشرعية، والقوى الأمنية التي يشدد قادتها مراراً وفي مقدمهم قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، على قدرة المؤسسة لضبط الوضع ومنع الفلتان، ليس في المناطق المسيحية وحسب بل على كافة الاراضي اللبنانية، بعد اعتبار فعاليات في الطائفة السنية، وعلى خلفية حادثة وادي خالد، بأن لا توازنا في تطبيق الأمن وحماية المناطق والمواطنين.

وعند هذا الفريق السياسي، معطيات تدل على ان «حزب الله» بات قادراً على تقبل مفاعيل القـرار الاتهـامي، وما تشهده الساحة اللبنانية من مواقف، مؤشر على ان هذا الواقع، لن يشكل ردة فعل، بـل سيكـون منطلقاً من جانب «حزب الله»، بغطاء ايراني لاسقاط الحكومة التي هي نتاج تفاهم سعـودي - سـوري وشراكة ايرانية، الى حد الوصول نحو معادلة جديدة، على خلفية الفراغ وشل المؤسسات، تجعل كل لبنان تحت وطأة السيطرة السياسية للحزب مما يحول البلاد الى جبهة متقدمة لايران، ليس فقط ضد اسرائيل بـل ايضاً ضد المجتمع الدولي، بحيث سيتحول القرض الـدولي اقتصاديا ومن ثم عسكرياً يوما في اتجاه ايران، الشاطئ المتوسطي والدول الاوروبية المتواجدة عليه اهدافاً ايرانية، نظراً للقدرة الصاروخية لدى «حزب الـله»، وان رئيس مجلس النواب نبيه بري وحدة من داخل فريق 8 آذار الذي يعي مضاعفات هذا الـواقع ومـدى قدرته ان يشكل الى اسـرائيل لبنان علـى طـبق من فضة للتعديات على كل اراضيه ومواطنيه ومؤسسـاته الحيوية.

اذ ان كلام وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، واضح، جدا لناحية عدم القدرة على تعطيل المحكمة، عندما ربط بين رفض فريق سياسي لبناني اي «حزب الله» للقرار 1701، دون قدرته على تعطيله، وبين الواقع الحالي المواجه للمحكمة من جانب الفريق ذاته، معلناً بأن هذا القرار ليس في يد اي فريق لبناني، وهو الكلام الذي جعل «حزب الله» وايران ينتقلان في التحضيرات الى خطوة استباقية تتجاوز ردة الفعل على القرار الاتهامي، بل تحويل لبنان الى قاعدة اطلاق صواريخ ايرانية على المتوسط.

وفي ظل هذا الواقع، ما زالت سوريا، غير مؤيدة لاي خلل امني، قد يرتّب عليها تداعيات دولية بأبعادها المتعددة، وانه بعيداً عما قالته بحدّة مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الامن الدولي سوزان رايـس، للمنـدوب السوري، فان رد دمشق على السفير جيفري فيلتمان، من خلال مصدر ديبلوماسي، لم يسـقط مضـمون التزام القيادة السورية بالاستقرار في لبنان، ناهيك عن ان ردها عبر مصدر قصدت منه عدم رفـع درجـة المواجهة مع الديبلوماسية الاميركية ومن بعدها الادارة...

ويدخل النائب العماد ميشال عون، على خط هذه المواجهة، ليس فقط من حرصه على كشف «الشهود الزور» بل معلومات خرجت من الرابية، مفادها بأن رئيس تكتل التغيير والاصلاح، بات على قناعة بأن البلاد على مشارف الانهيار على غرار ما حصل في ايار من العام 2008، وهو ما سيدفع الى معادلة سياسية جديدة، من غير المستبعد ان توصله الى رئاسة الجمهورية، لاعتباره بأن تسوية الدوحة، كانت كمن «يشرب السم بالدسم» وان كل يوم يستمر فيه الرئيس سليمان في قصر بعبدا حالياً هو من ضمن حقه بتولي كرسي الرئاسة، رغم ان اي احداث قد تشهدها البلاد في ظل غطاء مسيحي يؤمنه النائب عون من شأنها ان ترتّب ربما اعادة نظر في هيكلية النظام الحالي على حساب المسيحيين، في اتجاه المثالثة، التي لا يرفض ترؤسه جمهوريتها، وهو الأمر الذي بدا واضحاً رفضه من جانب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يتمسك باتفاق الطائف وبالمناصفة وكذلك من خلال رفض رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لأي «دوحة ثانية» حتى لا يرسخ الواقع السياسي دستورياً على حساب المسيحيين وحضورهم في الدولة ومفاصلها.

 

جنبلاط استضعفهم فوصفهم

عبدالله اسكندر/الحياة

يتحرك الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، منذ انعطافته السياسية الاخيرة، على اساس مزدوج. الاول، العمل على تأكيد ان انعطافته نحو خصوم الامس صادقة. والثاني، العمل على تفادي مواجهة عسكرية في البلد بين حلفائه الجدد وبين خصومه الحاليين.

وفي وضع مثل الذي يعيشه لبنان حيث يحتاج تدوير الزوايا الى كثير من الحنكة والدراية نظراً الى حدة المواجهة والبرامج المتعارضة، يدرك جنبلاط صعوبة موقعه. فهو من جهة، يعرف ان الحفاظ على السلم الاهلي الذي ينادي به لا يقتصر فقط على نزع فتائل ازمات متلاحقة، ومنها حالياً ازمة ملف شهود الزور والمحكمة، وإنما ينطوي ايضاً على ضرورة ان تستعيد مؤسسات الدولة بعض صلاحياتها، سواء في عملية القرار او في حماية الامن. وهذا الادراك يصطدم بمواقف حلفائه الجدد الذين يعتبرون ان استعادة تدخل الدولة يعني ان ثمة موجبات على الجميع احترامها، ومنها ما يطيح مطالبهم، خصوصاً في الازمة المتعلقة بلمف شهود الزور وتفرعاته في مجلس الوزراء حالياً، واستعادة مناقشة دور السلاح خارج مؤسسات الدولة ومنه سلاح «حزب الله» على المدى الطويل.

ومن جهة ثانية، يعرف جنبلاط انه يخضع لاختبار يومي لتأكيد صدقيته ازاء حلفائه الجدد. ونشرت وسائل إعلام قريبة من «حزب الله» اكثر من مرة ان الغرض الاساسي من اصرار الحزب على حسم ملف شهود الزور في مجلس الوزراء هو بالضبط اختبار صدقية الزعيم الدرزي وجديته في انعطافته الجديدة. وهو يحاول الهروب من هذا الاختبار، نظراً الى انه قد يقطع الشعرة التي ما زالت تربطه برئيس الحكومة وما يمثله لبنانياً وعربياً. وهو يسعى الى إبقاء هذه الشعرة التي تتيح له البقاء مع تواصل عربي. ويحتاج جنبلاط، على رغم ان خياره الحالي سوري، الى هذا التواصل، خصوصاً مع السعودية. وهو يكرر، مع بقية المسؤولين في حزبه وكتلته النيابية، اهمية هذا البعد من خلال معادلة التفاهم السعودي - السوري.

في هذا المعنى، يمكن تفسير نظرية جنبلاط لـ «انتعاش اليمين اللبناني» بنتائج الانتخابات النصفية الاميركية وتقدم «اليمين الاميركي» (الجمهوريين) فيها. فمن جهة، يوجه سهام نقده الى هذا اليمين اللبناني الذي يعني في اللغة الجنبلاطية مسيحيي 14 آذار، وفي مقدمهم سمير جعجع. ومن جهة اخرى، يستجيب لنظرية المؤامرة الاميركية لدى حلفائه الجدد.

ولاستحضار «اليمين اللبناني والانعزالي» وظيفة في الخطاب الجنبلاطي الحالي. فعبره يستطيع ان ينجح في اختبار الصدقية، من دون ان يكلفه ذلك ارتدادات سياسية. وعبره يعيد الى الاذهان طبيعة الانقسام الذي شهده لبنان، خلال الحرب الاهلية، وموقعه في هذا الانقسام، بما يظهر انه عاد فعلاً الى تحالفات تلك الحقبة. وذلك بغض النظر عن الاختلاف الكبير بين الطبيعة السياسية لتلك المرحلة والمرحلة الراهنة، خصوصاً لجهة الاصطفاف الطائفي فيها. وعندما يصعب توجيه النقد المباشر الى الاصطفاف السُنّي في لبنان وميوله «الانعزالية» (لبنان اولاً ودعم الدولة اللبنانية)، يبقى الطرف الاضعف في المعادلة هم مسيحيو 14 آذار، ومرجعيتهم الروحية المتمثلة بالبطريركية المارونية.

كما ان استهداف هؤلاء «الانعزاليين» قد يستجيب ايضاً لمطالب الحلفاء الجدد الذين لا يترددون في وضع هؤلاء «الانعزاليين» في خانة من ينبغي القضاء السياسي عليهم، في اقل تقدير. وتزداد حاجة الحلفاء الجدد لحملة جنبلاط على «اليمين الانعزالي» مع رفض رئيس الحكومة سعد الحريري فض تحالفه مع هذا اليمين، واستمراره في الدفاع عن هذا التحالف، لتتحول وظيفة جنبلاط في هذه الحملة الى رأس الحربة في هذه المعركة.

 

المعارضة تتحدث عن خطة إعلامية تعدّها الأكثرية ضدّ المقاومة وعون بعد صدور القرار الظني

دبلوماسيّون غربيّون قلقون من عودة الحدود الجنوبية الى ما قبل الـ 82 إذا دبّت الفوضى في لبنان

الديار/حسن سلامه

وسط تأزم الازمة السياسية الداخلية، يكثر الحديث في الاونة الاخيرة عن السيناريوهات المحتملة التي تعدها قوى المعارضة للرد على تداعيات القرار الظني الذي يرجح ان يصدر عن المحكمة الدولية في الفترة القريبة المقبلة، وكان لافتاً في هذا السياق سلسلة السيناريوهات التي دأبت على تعميمها الدوائر القيادية والاعلامية في قوى 14 آذار حول ما تفترضه خطة لدى المعارضة للرد على القرار الظني بالاضافة الى كثرة الحديث عن انتشار امني وعسكري يستهدف عددا من المقرات الحكومية واماكن اقامة نواب ووزراء من هذا الفريق.

وتلاحظ مصادر معارضه ان هذه السنياريوهات ذهبت الى حدود الحديث عن حصول اشتباكات واحداث امنية في الشمال بما تضمنت هذه السيناريوهات ترجيح حصول تظاهرات واعتصامات تستهدف كل من قيادة قوى الامن الداخلي وقصر العدل ووسط بيروت.

وابدت المصادر استغرابها لهذه السيناريوهات واعتبرتها مجرد بالونات اختبار لاستكشاف حقيقة التحركات التي قد تقوم بها المعارضة قبل القرار الظني او بعده. ولاحظت المصادر ان الغموض الشديد الذي احاط بالمداولات بين قادة المعارضة مؤخرا وطبيعة الخيارات التي تمت مناقشتها ادى الى حصول مثل هذا الارتباك داخل صفوف الموالاة بعدما فشل حتى عدد من السفراء الاجانب بالحصول على اي معلومات بهذا الخصوص من المعارضة ومن المواقع السياسية والاعلامية القريبة منها. وترى المصادر ان اللجوء الى طرح هذه السنياريوهات هو استكمال لمحاولات نقل المسؤولية الى المكان الاخر عدا عن كونه اداة تحريض سياسي على خلفية اتهام المعارضة بالتحضير للقيام بانقلاب على الدولة والمؤسسات. بعد لعبة قلب الحقائق التي قام بها فريق «الاكثرية« عندما اطلق موجة اتهام المعارضة بالتعطيل بعد مقاطعة المعارضة لجلسة الحوار الاخيرة بينما الحقيقة هي قيام قوى الموالاة بتعطيل مقصود لجلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي.

وفي اعتقاد المصادر المعارضة ان السلوك الذي بدأه هذا الفريق مؤخرا يشبه الى حد بعيد ما قامت به قوى الموالاة في الخامس من ايار العام 2008 والذي نتجت عنه احداث السابع من ايار بحيث ترى المصادر ان بصمة جيفري فيلتان متأخرة هذه المرة كما في المرات السابقة خصوصا بعدما توافرت معلومات لاطراف معارضة فاعلة عن الخطة الاعلامية التي وضعت على توقيت صدور القرار الطني، وما يجري من اعداد سياسي لاطلاق هذه الحملة ضد المقاومة وسلاحها، وضد العماد عون بصورة خاصة، وتربط المصادربين الاعداد لهذه الحملة وبين اجتماع بكركي الاخير الذي حصل بناء على الاشارة الاميركية وتحديدا من جانب فيلتمان فهذا اللقاء بحسب المصادر يستهدف بالاساس محاصرة العماد عون في الشارع المسيحي. وتضيف ان هذه الحملة الاعلامية - الاعلانية التي رصدت لها اموالا كافية. جرى تكليف شركات اعلامية وبينها اجنبية واخرى محلية والهدف منها تجريم حزب الله عبر مضمون القرارالظني خصوصا ان المعركة السياسية بعد قرار بلمار سيكون عنوانها نزع سلاح المقاومة وليس اي شيء آخر له علاقة بالمحكمة الدولية اوجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بل ان هذه المحكمة وقرارها الظني ستستخدم مجدداً لاثارة العواطف والتجييش الطائفي والمذهبي.

وتنقل المصادر عن بعض الدبلوماسيين الغربيين ان الولايات المتحدة التي كثفت حضورها في الملف اللبناني منذ زيارة فيلتمان المفاجئة الى بيروت وصولا الى اتصال كلينتون بالحريري وزيارة جون كيري الاخيرة تعمل لتعزيز مظاهر حضورها في المجتمع اللبناني بهدف رفع معنويات حلفائها وحثهم على عدم تقديم اي تنازلات امام المعارضة انطلاقا من منع اي خطوة دستورية قد تعطل فاعلية القرار الظني. وهو الامر نفسه الذي قامت به الإدارة الاميركية السابقة عشية اتخاذ قراري الخامس من ايار عام 2008.

الا ان المصادر تنقل عن هولاء الديبلوماسيين ان الادارة الحالية اقل قدرة على تقديم حتى الدعم السياسي والديبلوماسي عما كانت عليه الادارة السابقة في حال انفجار الازمة الداخلية حيث ستترك حلفاءها مرة اخرى للمعاملات الداخلية التي لن تستطيع واشنطن ان تغير بطبيعتها وتوازناتها وتضيف المصادر نقلا عن الديبلوماسيين الغربيين ان فيلتمان اطلق وعودا كاذبة لبعض الذين اجتمع معهم من فريق الاكثرية عندما اوهمهم ان ادارة باراك اوباما سوف تعود الى نهج الإدارة السابقة بعد الانتخابات النصفية. بينما يقول الديبلوماسيون لزوارهم اللبنانيين ان ادارة بوش بكامل عدتها كانت في العام 2008 وراء النصيحة التي وجهت لبعض قوى الاكثرية في حكومة السنيورة انذاك بان - سيروا باتفاق الدوحة علما ان الادارة الحالية اكثر ضعفا من السابقة لكنها تسعى لإثارة الغبار في لبنان لارباك قوى المقاومة على صعيد المنطقة بينما تتحضر لمفاوضات مع كل من سوريا وايران ولاحظ هؤلاء الديبلوماسيون كما ينقل عنهم - قلقا فرنسيا من خطورة هذا التلاعب الاميركي بالوضع اللبناني خشية ان تنعكس الامور على «اليونيفيل» ومهمتها. وهو قلق يضع في الحساب حقيقة ان الدوائر الاوروبية والغربية تخشى من ان عودة الفوضى الى لبنان قد تؤدي الى عودة خط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة الى ما قبل العام 82 خصوصا اذا ما وجد حزب الله القرار الظني مناسبة للتنصل من كل صيغة ناشئة عن القرار 1701 وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وهو الامر الذي سيؤدي حكما الى انسحاب قوات الطوارئ الدولية من الجنوب كونها ستصبح، مكشوفة سياسيا في حال اضطر حزب الله الى وضع نفسه خارج الإلتزام بالقرار المذكور.

 

تحرّكات جنبلاط لتعزيز «الوسطية» ودعم خيار «الحوار»

مصادر وزارية : إمهال الجهد السوري ــ السعودي فرصة تسوية التجاذب قبل صدور القرار الاتهامي

الديار/هيام عيد

مع اقتراب ساعة الحسم بين فريقي 14 و8 آذار بفعل وصول عملية عض الاصابع والتجاذب حول ملف «شهود الزور» الى خواتيمها، استوقفت الاوساط السياسية الحركة اللافتة التي قادها النائب وليد جنبلاط منذ مطلع الاسبوع وبدأها من قصر بعبدا وتزامنت مع حملة قاسية على حلفائه السابقين من جهة ودعم لافت لرئيس الجمهورية ميشال سليمان من جهة اخرى.

وكشفت مصادر وزارية مواكبة ان حراك النائب جنبلاط لن يتوقف عند حدود الاحاطة بالجلسة الحكومية بل تعدى الحدود المحلية الى عرض المشهد العام مع دمشق بشكل خاص، وذلك بالترافق مع جهد سوري - سعودي ما زال مستمراً ولو بوتيرة بطيئة، في محاولة لتضييق رقعة الخلاف حول المحكمة الدولية والتخفيف من تداعيات الاتهامات الدولية التي يترقبها اللبنانيون من التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

واضافت المصادر ان محور تحرك جنبلاط الاخير لم يعد الضغط في اتجاه اقناع القوى كافة بضرورة الافادة من الفرصة الزمنية المتاحة قبل صدور القرار الظني لتحقيق تسوية داخلية، بل العمل من اجل استعادة الحوار الوطني الذي كان ناقصاً في جلسته الاخيرة وذلك قبل عيد الاستقلال المقبل وقبل حصول اي مستجدات متعلقة بالقرار الاتهامي في ظل التسريبات الاعلامية الغربية وآخرها ما ذكرته «»وول ستريت جورنال» عن اتهام 22 عنصرا من «حزب الله». واوضحت ان المعادلة التي يجري العمل للتوصل اليها سواء عبر مبادرة جنبلاط الاخيرة او جلسة الحوار المقبلة تقوم على ايجاد الصيغة اللازمة لمواجهة القرار الاتهامي قبل صدوره للحفاظ على الاستقرار الداخلي وبينما اعادت هذه المعطيات تعزيز موقع «الوسطية» الذي تعرض في الفترة الاخيرة لبعض الاهتزازات، اعتبرت المصادر الوزارية المواكبة ان التسوية بين الاطراف المتخاصمة اليوم هي حتمية سواء قبل المواجهة او بعدها، وبالتالي فإن وصول التحركات الديبلوماسية التي قادها سفراء سوريا والسعودية وايران الى مرحلة الاصطدام بالتصلب في المواقف الداخلية قد جعل من حجم المسؤوليات مضاعفا على رئيس الجمهورية ميشال سليمان خصوصا في ظل الحملة التي تعرض لها من قبل قوى 8 آذار التي قاطعت جلسة الحوار الوطني، ودفع باتجاه استعادة العمل من اجل تخفيف حال الاصطفاف والانقسام عبر تقوية الجبهة التي تقف عند نقطة الوسط ما بين الطرفين والعمل من خلالها لتدوير الزوايا قبل الوصول الى المجهول الذي يحذر منه كافة الموفدين الاجانب والعرب الذين يزورون لبنان بشكل يكاد يكون يوميا «هو بداية ازمة شهود الزور».

وكشفت المصادر المواكبة انه على الرغم من محاولة ارضاء طرفي النزاع في هذه الازمة من خلال الدفع باتجاه «اخر الحلول» فإن الاتجاه الضمني يبقى التوافق وتسوية الخلاف بعيدا عن اي صدام اولا وترقب نتائج الجهد السوري - السعودي ثانيا خصوصا وان اي نتائج ايجابية لم تعلن بعد على الرغم من «نعي» بعض الاطراف الداخلية لكل هذه الجهود. واضافت ان الايام المقبلة ستشهد المزيد من التنسيق على خط بيروت - دمشق بشكل خاص لتعزيز هذا الاتجاه وترجمته عبر خطوات داخلية تكون جلسة الحكومة المقبلة اول مؤشراتها.

 

زيارة نجاد وتصريحات نصرالله حركتا الاهتمام الدولي بلبنان

«القوة المفرطة» انتصرت على «القوة الناعمة» في أميركا وسياسة غيّان تراجعت أمام سياسة ليفيت في فرنسا

الديار/فادي عيد

ينوء مسار التهدئة منذ فترة تحت ضغوطات عدة، في موازاة حراك ديبلوماسي دولي ـ اميركي ـ فرنسي استثنائي باتجاه لبنان، من دون اسقاط المساعي العربية المكثفة لابقاء اي خلاف في اطار المقبول والمعقول والمضبوط.

وفي هذا السياق اوردت تقارير ديبلوماسية معلومات عن أن لبنان أصبح اليوم اكثرمن أي وقت مضى في دائرة الاهتمام الغربي بعدما كان في السنتين الماضيتين في المدار العربي ـ الاقليمي فقط. مشيرة الى أن الحركة الفرنسية ـ الاميركية المفاجئة من خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والسيناتور جون كيري قد اعادت تأكيد موقع واهمية الساحة اللبنانية في خريطة النفوذ في المنطقة، خصوصاً بعدما ظهر تراجع في النفوذ الاميركي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة سواء على صعيد الملف اللبناني أو الملف العراقي تحديداً.

وردت التقارير الديبلوماسية نفسها أن الاهتمام الخارجي بلبنان عائد الى امرين، اولهما زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجار الى لبنان والتي تركت مدلولات هامة على صعيد وضع لبنان في التركيبة الاقليمية. اما ثانيهما فهو اعلان الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن مقاطعة المحكمة الدولية نهائىاً بعد الذي حصل في العيادة النسائية، وان كل من يتعاطى ويتجاوب مع مطالب هذه المحكمة هو ضد «حزب الله». لافتة الى ان هذا الحراك الدولي فاجأ وأربك المحور السوري ـ الايراني نظرا الى انه جاء من خارج السياق الذي كانت تعوّل عليه دمشق وحلفاؤها في لبنان. مشيرة الى تراجع دور كلود غيان، صديق أحد اللبنانيين العاملين على خط العلاقة بين دمشق ـ باريس في الاليزيه على حساب تنامي دور جان دافيد ليفيت في اتخاذ القرار على مستوى الشرق الاوسط. هذا بالاضافة الى ما يتردد في باريس عن ان الرئيس ساركوزي سيقدم على بعض التغييرات في الحكومة قد تشمل ايضا مواقع قيادية في الرئاسة الفرنسية من بينها غيّان نفسه.

اما على صعيد الخط الاميركي فقد تمثلت المفاجأة بحسب التقارير نفسها، في استئناف واشنطن دورها اللبناني - السوري على مستوى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان، عشية الانتخابات النصفية التي ردت الجمهوريين والمحافظين الجدد الى مراكز القرار في مجلس النواب وفي لجان الكونغرس، لافتة الى ان التغييرات المنتظرة في التركيبة السياسية والنيابية الاميركية ستعيد الى حد كبير آليات عمل المحافظين الجدد في السياسة الخارجية، وسيعود التهويل بالوسائل الحربية احدى ادوات العمل السياسي بعدما كان الرئيس الاميركي باراك اوباما استبعد اعتماد هذه الوسائل في السنتين الاولى والثانية من ولايته، مشددة على ان لبنان لا بد من ان يلمس تدريجاً التغييرات الاميركية تجاهه، مؤكدة ان الدور المتقدم الذي قام به فيلتمان هو بداية تأكيد هذه التغيرات التي، وبحسب التقارير، لن تقتصر على لبنان بل ستكون لها تأثيراتها في سوريا والعراق وعلى المسألة الفلسطينية - الاسرائيلية.

وفي حين اعتبرت التقارير ان الجمود في العلاقات الاميركية - السورية انعكس زخماً اميركياً باتجاه لبنان، على الرغم من التفاهم بين الطرفين في الملف العراقي، اشارت الى ان اي تقدم لم يسجل على صعيد التواصل الاميركي - السوري، مؤكدة ان واشنطن بعد الانتخابات النصفية، قد لا تكون كما قبلها، ذلك ان عودة المحافظين ستؤدي الى وقف العمل بنظرية «القوة الناعمة» التي اتت كردة فعل على اعتماد الرئيس جورج بوش الابن «القوة المفرطة» في سياق حروبه التي خاضها في اكثر من رقعة في العالم.

 

الأهالي يُصرّون على كشف الملابسات وإحقاق الحق

القوة المشتركة في وادي خالد «وديعة السنيورة»

«المستقبل» عرف كيف يُوظّف الحادثة «ويمتصّ النقمة»

الديار/جهاد نافع

كان لافتا اهتمام تيار المستقبل بحادثة وادي خالد المأساوية التي اودت بحياة اربعة من شبانها..

الاهتمام كان على مستوى رئىس التيار ـ رئيس الحكومة سعد الحريري، وامين عام التيار الذي وصل الوادي ليل الاحد الماضي، عدا عن اهتمام كتلة نواب المستقبل السبعة في عكار..

هذا الاهتمام اثار تساؤلات ابناء الوادي قبل ابناء عكار والاوساط السياسية العكارية خاصة واللبنانية عامة..

فم يكن وادي خالد محط اهتمام تيار المستقبل ولا حتى قوى سياسية عديدة إلا في موسم الانتخابات النيابية، مما دفع بالبعض الى التساؤل عما اذا كانت هذه الانتخابات قد اقترب موعدها او هو اهتمام التسليف المسبق لناخبي الوادي..

لكن هناك من وضع هذا الاهتمام في خانة سياسية اخرى.. سيما وان اشارات عدة من بعض نواب المستقبل راحت توظف الحادثة في اطار شحن النفوس نحو حزب الله، وان القوى العسكرية لا تستطيع ان تمارس «دورها» في مناطق لبنانية اخرى كما مارسته في وادي خالد.. في غمز من قناة حزب الله ومناطق الجنوب والبقاع..

اوساط سياسية متابعة ردت ايضا هذا الاهتمام الى سبب آخر.. فالقوة الامنية المشتركة وهي خليط من عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن اداخلي والامن العام والجمارك تشكلت وفق القرار 1701 لمنع تهريب الاسلحة وعناصرالارهاب والمخدرات حسب تقارير مرفوعة الى الامم المتحدة، وهذه القوة تشكلت في عهد الرئيس فؤاد السنيورة، ومنذ وقوع الحادثة صب اهالي الوادي نقمتهم على القوة وعلى «مبدعها» مما ينعكس سلبا على وقع تيار المستقبل ويرفع من مستوى النقمة بعد نقمة الحرمان والاهمال المتفاقمة منذ سنوات في الوادي وحيث لم يشهد هذا الوادي انماء واعماراً والدليل الابلغ: الطرقات الرديئة فيه، وارتفاع مستوى البطالة، وتدني الحياة المعيشية، وغياب المرافق الحيوية.. اللهم الا تلك المدرسة التي تم افتتاحها مؤخراً في المجدل..

وترى اوساط مطلعة ان «المستقبل» سارع الى امتصاص نقمة الاهالي باحتضان المفجوعين باولادهم، واطلاق احمد الحريري وعدا للاهالي ان التيار منذ الآن سيهتم بالوادي وبانمائه..

وحدها قيادة الجيش بادرت الى موقف تجاوز الوعد الى مد اليد التي تبلسم الجراح في احتضان عائلات الضحايا وفي اتخاذ القرارات الجريئة والمسؤولة مما ترك ارتياحا في اوساط الاهالي.

قد تكون بادرة مرحبا بها من النائب معين المرعبي في طلبه حل القوة المشتركة وربما هي بادرة مدروسة بعناية لمنع اردتدادات الحادثة على قواعد التيار الشعبية قد تؤثر في تراجعه.

ومن ثم مواقف النواب السبعة الذين سارعوا الى الوادي في خطوات نظمت بذكاء فالوادي منطقة حدودية ولم تعد منطقة مهربين حسب ما تكرس في اذهان الناس قبل الحادثة وحسب ما كان يدلي به البعض من سياسيي المستقبل...

وكي لا يفسح المجال «للمصطادين في المياه العكره» بادر الرئيس الحريري الى الاهتمام الشخصي والمباشر واوفد احمد الحريري.

بعض الاهالي لم يخف قناعة ان القوة المشتركة هي «وديعة السنيورة» والمطالبة برد الوديعة الى اصحابها...

كما لم يخف البعض الآخر ان هناك من ينظر الى وادي خالد نظرة دونية وانها منطقة للتهريب... ولذلك تشهد المنطقة امعانا في التهميش والحرمان...

المصادر السياسية اعتبرت ان تيار المستقبل عرف كيف يوظف الحادثة وكيف يمتص النقمة ويحتضن المفجوعين بأولادهم وبدا ان مظلته هي السائدة فيما نواب سابقون من الوادي ومن عكار لم يستطيعوا الاتيان بأي بادرة سوى تقديم العزاء..

وعلى هذا الاساس اعاد تيار المستقبل الى قواعده الثقة التي كادت ان تهتز بفعل فاجعة اصابت المنطقة في الصميم...

لكن الفضل الاول يعود لأبناء الوادي وخاصة لأهالي الشهداء الذين تمكنوا من التعالي على الجراح وافشال مخطط ربما كان يراد منه جر المنطقة الى فتنة لا يعرف احد مدى امتدادها سوى العالمين بعالم المخططات والفتن...

يقول احد ابناء الوادي: لا يعني هذا السكوت عن مطلب العدالة وكشف ملابسات الجريمة واحقاق الحق...

 

الرئيس سليمان للديار: سنناقش «شهود الزور» وهناك تصميم أن لا نذهب للتصويت

لن نسير في حلول يمكن أن تقسّم البلاد.. وأنا لن أتحملها

المعارضة: الخميس يوم آخر الموالاة : التصويت يعني انسحابنا من الجلسة

الديار/من موقعه الحريص على التوافق والحوار، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في حديث لـ «الديار» بأن موضوع شهود الزور سيثار على طاولة مجلس الوزراء غداً (اليوم)، ولن نتهرب من هذا الملف، ولكن هناك تصميم بأن لا نذهب الى التصويت، ويقول الرئيس سليمان انه اجرى اتصالات مكثفة مع مختلف الافرقاء ولمس من الجميع من خلال طلبه إليهم، عدم حصول تصعيد داخل الجلسة، ويردف بالقول.. «ما في تصعيد».

وفي حسابات رئيس الجمهورية، ان مجلس الوزراء اليوم سيكون هادئا ولن «ينفجر»، وانه لمس من رئيس الحكومة سعد الحريري انه في وارد التهدئة، وعن الحلول قال: لا حلول نهائية حتى الساعة، إنما الاتصالات متواصلة حتى موعد انعقاد الجلسة ولن تنقطع، فإذا توافقنا قبل الجلسة، نعلن ذلك للجميع لاراحة الاجواء والناس، ولكن في جميع الاحوال لن نذهب الى حلول يمكن ان تقسّم البلاد، مضيفا: «أنا لن أتحملها».

وبلهجته المعهودة، يقول رئيس الجمهورية انه متفائل بالوصول الى حلول، ولن يكون اي فريق من جرائها خاسراً.

ومن يتحدث الى الرئيس سليمان، يلمس لديه معطيات نتجت عن اتصالاته مع فريقي النزاع على ملف شهود الزور، ويمكن ان يكوّن فكرة ايجابية عن قوله «بأننا لن نذهب الى التصويت»، وربما مردّ ذلك الى لقائه الاخير مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي زار دمشق أمس لبحث آخر المستجدات في العاصمة السورية مع المسؤولين السوريين، وذكرت مصادر مطلعة ان النائب جنبلاط حمل معه الى دمشق بعض الافكار التي بحثها مع مسؤولين لبنانيين للوصول الى مخارج في ملف شهود الزور.

جلسة مجلس الوزراء

إذاً، تنعقد جلسة مجلس الوزراء اليوم وسط خلافات بين فريقي الموالاة والمعارضة حول إحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، فيما كل فريق متمسك بمواقفه، وحتى مساء امس لم يتم التوصل الى مخارج، ولو ان الاتصالات بقيت متواصلة على أكثر من صعيد.

وعلمت «الديار» ان الاتصالات خلال الساعات الماضية، افضت الى التهدئة وعدم الوصول الى انفجار داخل الجلسة.

وحسب المعلومات المتوافرة لـ«الديار» من مصادر متعددة، فإن المشهد الضبابي الذي بقي يخيم على الوضع حتى مساء امس، ابقى الصورة غير واضحة لما سيجري في الجلسة.

لكن ما تسرّب من معلومات يؤشر الى ان رئيس الجمهورية سيلجأ بعد مناقشة الملف الى محاولة ارجاء البت به وتفادي التصويت لجلسة لاحقة، وفي حال اقدم على ذلك، فإن الجلسة سترفع من دون مناقشة اي بند آخر مدرج على جدول الاعمال.

مصادر مطلعة على الاتصالات

وقالت مصادر مطلعة، بأن رئيس الجمهورية يدفع بكل الامكانات كي لا يتجرّع كأس التصويت في جلسة مجلس الوزراء لان هذا الخيار سيحرجه في الاتجاهين.

وفيما تحدثت المصادر عن ترك الرئيس سليمان الخيار لوزرائه الخمسة لاتخاذ الموقف الذي يرونه مناسبا، لكن مصادر اخرى اشارت الى ان هناك وزيرين سيمتنعان عن التصويت، ربما قد يكونان الوزير عدنان القصار والوزيرة منى عفيش، اذا احيل الموضوع على التصويت.

اوساط الحريري

في هذا الوقت، حصلت اتصالات بعيدة عن الاضواء قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، وكان هادئا وغير متشائم.

ورأى الرئيس الحريري ان ما يحصل من رسم سيناريوهات لاخافة الناس فإن ذلك له تداعياته السلبية على المسار السياسي العام في البلد. ورأى ان البعض من خلال الصوت العالي واخافة الناس فإن هذا يفرمل العجلة الاقتصادية والمعيشية.

وتقول اوساط الرئيس الحريري انه سيدخل جلسة مجلس الوزراء كما كل جلسة بخلاف ما يسوّق عن انسحابه مع وزرائه من الجلسة.

وقالت اوساط الرئيس الحريري انه في حال وصول الامور الى التصويت فإن التعادل السلبي سيكون سيد الموقف، وغير ذلك يعني حصول بلبلة ووصول البعض الى مآربه من خلال تطيير الحكومة.

وترى الاوساط ان كل الاحتمالات واردة باعتبار ان ثمة مساعي محلية وعربية قد تفعل فعلها في الدقائق القاتلة لجلسة اليوم، مع تأكيد هذه الاوساط بأن رئيس الحكومة سيبقى موازنا بين المحكمة والاستقرار والسلم الاهلي.

ويأمل الرئيس الحريري ان لا تذهب الامور نحو التصويت لان هذا الخيار لا يفيد احدا، واشارت اوساطه الى ان لديه قناعة بألا تصل الامور الى التصويت.

انسحاب وزراء الموالاة

واكدت معلومات لـ«الديار» ان الاتجاه الشبه المؤكد لدى وزراء 14 اذار هو عدم القبول بطرح موضوع إحالة شهود الزور الى التصويت لان هذه الاحالة غير قانونية نظرا لمخالفتها التوصية التي اعدها وزير العدل ابراهيم نجار والتي تقول بأن لا صلاحية للمجلس العدلي بدرس هذا الموضوع.

اضافت المعلومات: انه اذا طرح الملف على التصويت سينسحب وزراء 14 اذار من الجلسة مما يعني اسقاطها بالنصاب القانوني.

اجتماع وزراء المعارضة: خيار التصويت

وكان وزراء المعارضة قد عقدوا اجتماعا في مجلس النواب بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، واكد الوزراء على خيار التصويت في مجلس الوزراء اليوم وان المعارضة ستقبل بالنتيجة اياً كانت.

وكان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قد ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اصرار المعارضة على اللجوء الى خيار التصويت، وعدم التراجع عن هذا الامر، وانه ليس موجها ضد الرئيس سليمان، لكن للمعارضة في قراءتها للتطورات الناتجة عن الضغوط الاميركية والغربية مصرة على الحسم اليوم، لان البلاد ستدخل بعدها في «هدنة الاضحى» فيما التسريبات الاعلامية عن القرار الاتهامي توحي بتحضيرات سريعة لاصداره قبل احالة الملف الى المجلس العدلي.

اوساط المعارضة

من جهتها، تؤكد اوساط المعارضة ان لجوء وزراء رئيس الجمهورية الى الامتناع عن التصويت او التصويت بورقة بيضاء فهذا يمثل انحيازا الى موقف وزراء 14 اذار.

وتؤكد معلومات المعارضة ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط قدم للقيادة السورية وعدا مكتوبا بأنه سيصوت الى جانب وزراء المعارضة في موضوع احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي.

كما تشير مصادر المعارضة الى انه في حال انسحاب رئيس الحكومة من جلسة الاربعاء، فإن الشظايا الاولى ستصيب حكومته، وبالتالي فإن الخميس سيكون يوما آخر، في التعامل مع الامور بالتزامن مع خطوات عملية للمعارضة على الارض، وهناك سيناريوهات جاهزة وعديدة، ولن يعلن عنها قبل وضوح صورة جلسة مجلس الوزراء، اليوم.

وزير معارض

وقال وزير معارض لـ «الديار» : نحن ذاهبون الى الجلسة غدا (اليوم) لحسم ملف شهود الزور وسنطالب باللجوء الى التصويت.

وردا على سؤال عما تردد عن احتمال انسحاب وزراء الموالاة لفرط الجلسة قبل التصويت قال المصدر، هذا السؤال يطرح عليهم، لكن لا اعتقد ذلك، وعلينا ان نتعامل مع هذه الجلسة بأسلوب ديموقراطي وعادي.

وردا على سؤال عما اذا كان رئيس الجمهورية سيلجأ داخل الجلسة بعد مناقشة ملف شهود الزور الى تأجيل البت به، وبالتالي عدم التصويت عليه في الجلسة، قال المصدر، هذا يعود للرئيس سليمان ونحن لا نعرف شيئا عن هذا الموضوع.

وردا على سؤال آخر قال الوزير المعارض ان اللجوء الى التصويت لا يخلق اي مشكلة نحن مع النتيجة مهما كانت، فلماذا تضخيم الامور، نعتقد ان عدم البت بهذا الملف وحسمه، هو الذي يساهم في زيادة التداعيات في البلاد.

وفي الاطار نفسه علمت «الديار» ان الرئيس بري وخلال اجتماعه مع وزير العدل ابراهيم نجار في عين التينة امس، تناول هذا الموضوع معه مرة اخرى، وسأل الوزير نجار لماذا الخوف من اللجوء الى التصويت وما هي المشكلة، وليفز من يفوز ونحن مع النتيجة مهما كانت؟

وعلم ان هذا الكلام جاء ايضا في ظل عدم التوصل الى اي صيغة للتسوية، لا بل ان الافكار التي طرحت لم تلامس الحل المطلوب او الخروج من المأزق.

زوار العاصمة السورية

نقل زوار العاصمة السورية ان دمشق تقف الى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في مواقفه لتجنيب لبنان اي فتنة وهي تحترم الهامش السياسي الذي يمارسه، لكن في القضايا المفصلية وبالتحديد في ما يتعلق بملف شهود الزور فهي تفضل ان يكون موقف الرئيس الى جانب احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي.

احتمال تأجيل الجلسة

اكدت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ«الديار» ان هناك احتمالاً لتأجيل الجلسة وان سيناريو تفجير حكومة الوحدة الوطنية اليوم لا يزال يواجه بخطوط حمراء عربية واقليمية تمنع حدوثه. واكدت هذه المصادر بأن هناك اتصالات ومشاورات سورية - سعودية رفيعة مستمرة لمنع الوصول الى ما يمكن ان يؤدي الى اسقاط الحكومة في هذه المرحلة الضبابية والخطيرة. كما اكدت بأن ما سرب في اليومين الماضيين من اجواء توحي وكأن دمشق تريد اختبار نوايا كل من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية في عملية التصويت على ملف شهود الزور في مجلس الوزراء لم تكن دقيقة ابدا، لا بل ان التوجه السوري والسعودي كان ولا يزال مع استنفاذ كل سبل الحوار للوصول الى الحلول التوافقية للملفات المطروحة، ورفض اي تصعيد من شأنه ان يؤدي الى تفجير حكومة الاتحاد الوطني التي يرأسها سعد الحريري.

وفي سياق آخر، اكدت هذه المصادر الوزارية الواسعة الاطلاع بأن زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى دمشق للقاء معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف جاءت في اطار تأكيد جنبلاط على خياره الاستراتيجي والتاريخي مع سوريا في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة والتي تشهد هجوماً اميركياً مستعراً ضد دمشق.

واشارت المصادر بأن جنبلاط اكد للمسؤولين السوريين بأنه سيكون في الموقع المواجه لكل التدخلات والضغوط الغربية الجديدة التي تحاول اعادة لبنان الى مرحلة الخمس سنوات الماضية بكل فصولها ومحطاتها والتي اساءت الى العلاقة بين البلدين والتي استهدفت ضرب الامن العربي والغربي من خلال الساحة اللبنانية.

في المقابل، اكدت مصادر سياسية بارزة بأن زيارة وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الى بيت الوسط عقب زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الى قصر بعبدا تضمنت نقل رسالة من جنبلاط الى رئيس الحكومة سعد الحريري مفادها بأن تحديد جلسة مجلس الوزراء اليوم اتى في سياق رفض تعطيل اجتماعات الحكومة، كما حملت تطمينات لرئيس الحكومة لناحية التأكيد بأن السيناريوهات المطروحة لهذه الجلسة ستكون في كل الاحوال على قاعدة رفض تغليب رأي فريق على آخر.

مصادر دبلوماسية فرنسية وعربية

وعلمت «الديار» من مصادر دبلوماسية اوروبية ان باريس بدت متشائمة ومتخوفة من الوضع في لبنان وهذا الموقف الجديد لباريس يتناقض مع الاجواء الباريسية السابقة والتي كانت تبدي اهتماما بالوضع اللبناني لكن لم تكن تصل الى حد القلق الكبير الا انه خلال الساعات الماضية تبدل الجو الفرنسي حيث بدت العاصمة الفرنسية اكثر تشاؤما حول مستقبل الاوضاع في لبنان ولو انها ما زالت مؤمنة بأن الاوضاع لن تذهب باتجاه دراماتيكي على الارض غير انها ستكون بشكل ازمة سياسية في البلد.

وهذا الموقف سببه ادراك باريس بما سيحمله القرار الاتهامي الشهر المقبل.

في المقابل اشارت اوساط دبلوماسية عربية الى انه ما تزال هناك فسحة من الوقت لانجاز تسوية ما خصوصا في ظل النشاط على المحور السعودي - السوري.

واذ ربطت هذه المصادر التطورات الايجابية على الساحة العراقية باحتمال حصول انفراجات على الساحة اللبنانية فإنه في حال صدور القرار الاتهامي بشكل سياسي ضد حزب الله فإن كل الاحتمالات تصبح مفتوحة بعد صدور القرار اي في كانون الاول الموعد المتوقع لصدوره.

صفير

على صعيد آخر، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في حوار اجرته معه صحيفة الـ«دايلي ستار» ينشر اليوم، ان هناك من يتحدث عن حكومة جديدة، وربما قد تكون الحل للمرحلة الصعبة التي نمر بها حاليا، واكد اهمية الانسجام بين اعضاء الحكومة لكي تتمكن من الحكم، واذا كان كل فريق يشد نحو صدره، فلن تسير الحكومة.

وردا على سؤال عن امكانية تشكيل حكومة بغير رئاسة سعد الحريري، قال صفير: لا ادري، لكنه اضاف ان الرئيس الحريري هو الرجل الابرز الذي يفرض نفسه في هذا الظرف.

واوضح ان مسيحيي 14 اذار هم من طلبوا الاجتماع في بكركي، وهو رحب كما يرحب بكل زائر، فالصرح ابوابه مفتوحة للجميع.

ونفى صفير علمه بمشاورات لتعديل اتفاق الطائف، مشيرا الى انه لا يعارض صيغة تعديلية اذا كانت نحو الاحسن.

امير قطر

كما حذر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من التحديات التي تواجه الوضع الداخلي اللبناني، مؤكدا دعم قطر ومساندتها لتنفيذ بنود اتفاق الدوحة.

ودعا خلال خطاب بمناسبة افتتاح الدور التاسع والثلاثين العادي لمجلس الشورى، جميع القوى اللبنانية لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن لبنان وسلامته.

وطالب امير قطر بالاسراع بحل المشاكل والازمات التي تعصف بأمن واستقرار العالم العربي، مشيرا بشكل خاص الى الاوضاع في العراق والسودان وفلسطين.

 

النائب عاصم قانصوه لسيدر نيوز: عدلُت عن الذهاب إلى معراب

سيناريوهات وهاب مزايدات بلا طعمة … حزب الله لن ينزل إلى الشارع ولكن ماذا لو فخخت إسرائيل أحد الجوامع؟

فاديا سمعان – سيدر نيوز

في تصريح لافت من حيث المضمون والشكل والتوقيت، اعتبر عضو قيادة حزب البعث في لبنان النائب عاصم قانصوه أن السيناريوهات الانقلابية الني يتحدث عنها الوزير السابق وئام وهاب في وسائل الإعلام لا تعدو كونها بهورات ومزايدات “بلا طعمة” ورمي حجارة من فوق المتراس، في وقت لم نسمع بأي سيناريو من قيادة حزب الله. مضيفاً إن وهاب يتحدث باسم تياره ولا يجوز زج حزب الله في ما لم يصدر عنه علماً أن الحزب غير قاصر عن إعلان مواقفه.

النائب قانصوه، وفي حديث لصحيفة سيدر نيوز الصادرة في نيويورك، قال إن حزب الله هو آخر من سينزل إلى الشارع او يحتكم إليه وهو لا يريد الفتنة. ولكنه اضاف انه إذا جاء الاسرائيلي واستخدم أحد عملائه الكثر في لبنان ووضع سيارة مفخخة امام أحد الجوامع إن كان جامعاً سنيا أم شيعياً، فمن المؤكد أن تندلع فتنة، لأن الآخرين هيأوا الجو لأمر من هذا النوع منذ مقتل الرئيس رفيق الجريري.

وردا على سؤال حول كلامه عن أخذ معراب في ساعتين، قال قانصو ل “سيدر نيوز” إنه غير رأيه وعدل عن الدخول إلى معراب بعدما اصبحت القصة مكشوفة من خلال رد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع عليه بقوله له “روح العب”. وأضاف ضاحكاً: ” ماشي الحال، رح روح إلعب. ولكن اريد أن أرى بعد ذلك بماذا سيلعب هو”

قانصوه رفض أن ينعي طاولة الحوار، ولكنه رأى أن ما يحصل في الاجتماعات هو حوار طرشان ونوع من التكاذب على الشعب اللبناني لأنهم لم يجتمعوا مرة ويخرجوا بنتيجة، بل كل ما هنالك انهم يتفقون على موعد الاجتماع التالي. ولفت إلى أنه وكثيرين غيره يعتقدون ان من الاجدى الآن بحث مسألة شهود الزور بدلاً من الاستراتيجية الدفاعية. ودعا إلى التصويت على هذا الملف في مجلس الوزراء، معتبراً أنه إذا لم يجر القبول بالتصويت، ستسقط الديمقراطية الدستورية في البلد.

وعن لقاء بكركي، قال قانصو إن كل المجتمعين جرّهم سمير جعجع إلى هناك لينفس أحقاده ضد العماد ميشال عون وضد المسيحي الآخر المتعاطف مع المقاومة. واعتبر أن المجتمعين أخطأوا بالاجتماع في بكركي وورطوا البطريرك وجعلوه بطريركاً لجماعة 14 آذار من المسيحيين.

ونفى قانصوه ان تكون سوريا أو حزب الله قد طلبا شيئاً محددا من رئيس الحكومة سعد الحريري، ولكنه أضاف قائلاً: “ولكن إذا أراد الحريري أن يبقى في رئاسة الحكومة لفترة طويلة، فكما قال له الرئيس بشار الأسد، عليه ان يكون “قد الحمل” ويأخذ القرارات الصعبة على حسابه، وإلا فهناك الكثير من القيادات السنية غيره”. واضاف قانصوه: “فليكن سعد الحريري مرتاحاً مع نفسه ومع السيد حسن نصرالله لتستقيم الأمور. وأعتقد انهم سيجلسون سوية ويحلوا الأمور في ما بينهم. ولكن على الحريري هذه المرة ان يأخذ القرار اللازم ضمن التفاهم”.

ورداً على سؤال عن مصير الحريري إذا لم يأخذ هذا القرار، قال قانصوه إنه يكون في وضعية تخالف اتفاق الدوحة، علماً انه بحسب هذا الاتفاق، ممنوع أن يخرج احد من الحكومة، اما إذا هو قرر الخروج فلن نمسكه من رجليه ليبقى. وقال: “نحن نريده أن يكون رئيس حكومة ملو ثيابه وقد الحمل، فليكن على الاقل مثل ابيه، ولا يبقى بانتظار أن يقول له فؤاد السنيورة او مصطفى علوش والآخرون ماذا يفعل…الرئيس الحريري شخصيا آدمي ومحبب ولكن حوله قرطة زعران لا يدعونه يحكم بالشكل المناسب لصالح البلد.”