المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم تشرين الثاني/2010

إنجيل القدّيس متّى 09/09-13

وفيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ. وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ. ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟». وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء. إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».

 

صفير غادر إلى روما للمشاركة في ترقية كرادلة: الاجواء ليست ملبدة ويجب على اللبنانيين ان يتفاهموا

الشاهد الزور يجب ان يعاقب والقوانين يجب أن تطاع

لم يطلب منا الاستقالة ولسنا في هذا الوارد

وطنية - 16/11/2010 - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الثامنة والنصف من صباح اليوم إلى الفاتيكان، في زيارة تستمر أسبوعا، يشارك في خلالها في ترقية كرادلة جدد. كان في وداعه في المطار وزيرة الدولة منى عفيش ممثلة رئيس الجمهورية، المطرانان بولس مطر وسمير مظلوم، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، رئيس "مؤسسات البطريرك صفير" الياس صفير والمحامي فيليب طربيه.

وأدت ثلة من قوى الأمن الداخلي التحية الرسمية، ثم تحدث البطريرك صفير إلى الصحافيين وقال:"ذاهبون للمشاركة في ترقية الكرادلة الجدد، وسنجتمع بقداسة الحبر الأعظم وربما يكون الاجتماع عاما لا خاصا، وستسير الأمور على ما نعتقد كما كانت تسير سابقا".

سئل: تصادف مغادرتكم اليوم مع حلول عيد الأضحى المبارك، هل من رسالة في هذه المناسبة؟

أجاب:" نهنىء إخواننا المسلمين بهذا العيد، ونسأل الله أن يوفقهم في مساعيهم الخيرة".

وعما إذا كان هناك من رسالة معايدة إلى السيد حسن نصرالله في هذه المناسبة لترطيب الأجواء بينهما، قال:" الأجواء كما أعتقد ليست ملبدة، إنما هي أجواء عادية، نسأل الله أن يوفق جميع الناس وأن يعيده عليهم عيدا مباركا".

سئل: هل تؤيدون ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس عن وجوب ترطيب الخطاب السياسي ودعم مساعي الرئيس سليمان والأشقاء العرب لا سيما منهم السعوديون والسوريون لحل ما يشهده لبنان حاليا من أزمات؟

أجاب:"نحن مع كل ما يهدىء الخطابات التي تلقى في هذه الأيام، وأن يعيش الناس مع بعضهم البعض بمظاهر الاحترام وأن يعرفوا أنهم اخوة في المواطنية".

سئل: قلتم أول من أمس إنكم مع المحكمة ولو أدى ذلك إلى تداعيات. ألا تخشون أن تنعكس تلك التداعيات على الشارع أو أن تسفك دماء أبرياء إن في المناطق المسيحية أو في غيرها؟ أجاب:"نحن قلنا إن المحكمة يجب أن تقوم بما عليها من واجب، وعندما يكون هناك جريمة يجب أن يقتص من الذي فعلها. وهذا معلوم لدى جميع الناس، وليس هذا شاذا".

سئل:"البعض يسأل لماذا لا يوضع العدو الاسرائيلي موضع الاتهام في هذه الجريمة النكراء؟

أجاب:"لا أعرف من ارتكب الجريمة، إسرائيل أم غيرها، أيا يكن يجب أن ينال عقابه".

سئل: برأيكم كيف يمكن معالجة تداعيات القرار الظني في حال صدوره، وما مدى انعكاس ذلك على الساحة اللبنانية؟

أجاب: "هذا يتعلق بالقضاء".

قيل له: لكن أشكينازي وهو أحد قادة العدو الاسرائيلي، ادعى في محاولة تحريضية له، أن حزب الله سيحتل كل لبنان في حال صدور القرار الظني.

أجاب:" هناك قوانين، وهذه القوانين يجب أن تطاع وأن يخضع لها جميع المواطنين، وإذا شذ أحدهم عن القوانين، فله عقابه، وهذا ما نصت عليه هذه القوانين".

وقال ردا على سؤال: "الشاهد الزور يجب ان يعاقب على فعلته وهذا شيء بديهي، لا ادري عبر من، وانما هذا يعود الى الدولة".

وردا على سؤال حول ما اذا كان يؤيد دعوة الاتحاد العمالي العام بالنزول الى الشارع، قال: "نحن مع العدالة في كل مكان، ومع الطبقة الفقيرة التي يجب ان يفسح لها في المجال لكي تكتسب عيشها بطريقة مشروعة".

وعن استنكار بعض السياسيين اللبنانيين لاجتماع بكركي، قال: "نحن نرعى الذين يأتون الينا، والذين اتوا الينا رعيناهم، واذا اتى غيرهم سنرعاهم ايضا".

سئل: بما في ذلك "حزب الله" والعماد عون؟

اجاب ضاحكا: "طبعا، طبعا، ابوابنا مفتوحة لجميع الناس ولا مشكلة بذلك".

وعن امكان قيامه بزيارة لايران كما كان تردد سابقا، قال: "دعينا الى ايران، لكن الظروف لم تسمح لنا حتى الان بتلبية هذه الدعوة. وعندما تحل هذه الظروف سنعلمكم بها".

وفي ما يتعلق بمساعي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، تمنى البطريرك صفير لهذه الجهود كل نجاح، "ويجب ان يكون هناك تفاهم بين جميع اللبنانيين ليعود لبنان الى سابق عهده من الطمأنينة والاستقرار والسلام".

ورد البطريرك صفير على سؤال عن التهديدات الاسرائيلية للبنان، فاشار الى انها "ليست المرة الاولى التي توجه هذه التهديدات ضد لبنان، فهي كذلك منذ زمن بعيد، ومنذ ان نشأت اسرائيل والتهديد يتوجه دائما الى لبنان وغيره".

سئل: هل ما زلتم تتخوفون على مصير الطوائف المسيحية؟

قال: "نحن في لبنان ولسنا في العراق، وان المسيحيين كغيرهم من المواطنين المسلمين وسواهم يعيشون في طمأنينة بال ويعيشون مع بعضهم البعض كما يعيش الاخوة".

وعن صحة المعلومات عن نية البطريرك صفير بالاستقالة، قال: "الاستقالة ستأتي عندما يحين الوقت وهذا علم الله. ولم يطلب منا هذا الامر ولسنا الان في هذا الوارد".

 

الامانة العامة ل14 آذار دعت الى المشاركة الكثيفة في ذكرى استشهاد بيار الجميل

وطنية- 16/11/2010 هنّأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بحلول عيد الأضحى المبارك متمنيّة أن يعيده الله عليهم في السنوات المقبلة بكل خير وأمان، بعيداً عن القلق والحذر المهيمنين على لبنان والمنطقة. وحضَت الأمانة العامة اللبنانيين ولا سيّما جمهور 14 آذار على المشاركة بكثافة في إحياء ذكرى شهيد إنتفاضة الإستقلال، الوزير الشيخ بيار أمين الجميّل، عند الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر يوم الأحد المقبل، في 21 تشرين الثاني، وذلك في كنيسة مار أنطونيوس - جديدة المتن.

ولمناسبة عيد الأضحى، أرجأت الأمانة العامة إجتماعها الأسبوعي يوم غد الأربعاء إلى موعد يحدّد لاحقاً.

 

"الوطن" السورية: عون لن يتخلى عن ثوابته و"كرم" أميركا حيال الجيش يثيــر القلـق

المركزية - كتبت صحيفة "الوطن" السورية ان الإعلان الأميركي الأخير عن رفع الحظر عن تسليح الجيش اللبناني، أثار قلقاً في بيروت مما تخفيه واشنطن وراء هذا "الكرم" المفاجئ تجاه الجيش. ونقلت عن مصدر لبناني رفيع إن هذا الإعلان وجه آخر من وجوه آليات عمل الإدارة الأميركية التي تسعى إلى بذر الشقاق لبنانيا على عتبة صدور القرار الاتهامي، شأنها شأن ما تسعى إليه الإدارة الفرنسية من خلال دعوتها زعيم "التيار الوطني الحر" النائب العماد ميشال عون. وسبق أن سربت "ملائكتها" في بيروت أن الغاية من الدعوة الضغط على عون لفك تحالفه مع "حزب الله"، وهو أمر محال في عرف عون وفي قاموسه وثوابته. ولفتت الصحيفة الى ان الإعلان الأميركي جاء بالتزامن مع تسريبات مصدرها واشنطن وتل أبيب تزعم أن العاصمة الأميركية حصلت على ضمانات بأن يمنع الجيش تدهور الأوضاع على الحدود مع إسرائيل.

 

تحويلات اللبنانيين في الخارج 8٫2 مليارت دولار

(و ص ف) افاد تقرير للبنك الدولي أوردته النشرة الاسبوعية لبنك عودة اللبناني "ليبانون ويكلي مونيتور" ان تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج ستتجاوز ثمانية مليارات دولار في 2010، اي بزيادة نسبتها ثمانية في المئة عن 2009.وفي تقريره السنوي عن "الهجرات وتحويلات المهاجرين"، اعتبر البنك الدولي ان هذه التحويلات ستنتقل من 7,6 الى 8,2 مليارات دولار في 2010. ويمثل هذا الرقم 22 في المئة من مجمل التحويلات الى المنطقة (37,5 مليار دولار)، مما يضع لبنان في المرتبة الاولى بين دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي تتلقى تحويلات من مغتربيها، متقدماً بذلك مصر (7,7 مليارات دولار) والمغرب (6,4 مليارات دولار). وستصل قيمة التحويلات الى لبنان الى ما مجموعه 20,9 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي الاجمالي لهذا البلد ، متقدماً بفارق كبير الاردن (14%). وجاء في التقرير ان مثل هذه الارقام تدل مرة جديدة على "اهمية هذه التدفقات بالنسبة الى الاقتصاد اللبناني" الذي يرزح تحت ديون عامة تقارب 51 مليار دولار (156 في المئة من الناتج الداخلي الاجمالي في 2009)، مما يجعل لبنان احدى اكثر الدولة مديونية في العالم.

واضاف "ان الزيادة المتواصلة في هذه التحويلات تعود الى... متانة النمو الاقتصادي للبلد والتي شجعت المغتربين اللبنانيين على ارسال الاموال الى بلدهم". ونمت هذه التحويلات بنسبة تسعة في المئة في 2009 وستنمو بنسبة ثمانية في المئة في 2010، استناداً الى ارقام صندوق النقد الدولي. واعتبر البنك الدولي من جهة اخرى ان عدداً قليلاً من اللبنانيين العاملين في الخارج فقد اعماله بسبب الازمة العالمية و"هذا ناجم خصوصاً عن ان اللبنانيين العاملين في الخليج هم من المؤهلين، في حين ان التسريحات من العمل (في تلك المنطقة) طاولت خصوصاً العمال غير المؤهلين".

 

أشكنازي يحذّر من احتمال سيطرة "حزب الله" على لبنان

(“النهار"، أ ش أ، ي ب أ) حذر رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال غابي أشكنازي، الذي يزور كندا حالياً، من احتمال سيطرة "حزب الله" على لبنان، وتغير الواقع الامني في المنطقة عقب نشر نتائج التحقيق الذي اجرته المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني  سابقاً رفيق الحريري. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "الجيروزاليم بوست" الاسرائيلي عن ضابط رافق أشكنازي ان الأخير قال لنظيره الكندي الجنرال والت ناتينزيك خلال محادثاتهما في أوتاوا ان "صدور القرار الظني من شأنه زعزعة الاستقرار في لبنان، إذ قد يستخدم عذراً لحزب الله لاستكمال سيطرته على كامل البلاد". وقال ان "الأصوليين يكتسبون قوة في لبنان" وأن "محور الأصوليين" في الشرق الاوسط أيضاً يعزز وضعه. وأشار الى ان القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل" كانت فعّالة في اعاقة نشاطات "حزب الله" في جنوب لبنان، إلا انها أخفقت في ردع الحزب عن تعزيز قدراته العسكرية.

وأورد الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية ان أشكنازي اعتبر ان زيارتي رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط لسوريا أخيراً كانتا تهدفان الى ضمان "صمودهما". وادعى ان مجموعة صغيرة في الجيش اللبناني تساعد "حزب الله". ونقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية أن زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان "انما تدل على ازدياد مظاهر التطرف في المنطقة"، لافتاً إلى التأثير الكبير لتركيا وايران على جدول الاعمال في الشرق الاوسط خلال السنوات الاخيرة.

وقد التقى رئيس الاركان الاسرائيلي  وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي وقادة الجيش الكندي، وسيتفقد  اليوم وحدة خاصة بمحاربة الارهاب، قبل ان يتوجه الى واشنطن في زيارة للولايات المتحدة. وفي نيويورك، رأى نائب المندوب الإسرائيلي الدائم لدى المنظمة الدولية حاييم واكسمان أن "سوريا ملاذ رئيسي للإرهاب، باستضافتها المقرات الرئيسية للكثير من المنظمات الإرهابية في دمشق، وبتمويلها ورعايتها وتدريبها المنظمات الإرهابية... في انتهاك لقرارات مجلس الأمن 1373 و1624 و1701، اضافة الى الكثير من القرارات الأخرى". وقال أن "حماس وحزب الله من أخطر التنظيمات الإرهابية، بتهديدهما ليس فقط امن اسرائيل ولكن ايضاً الاستقرار في المنطقة بأسرها". وإذ اتهم سوريا وايران بتهريب الأسلحة اليهما، خلص الى أن "ترسانتيهما المتعاظمتين من الصواريخ... تشكلان تهديداً وشيكاً".

 

ابنة الست سنوات ووالدها ينضمان الى قافلة شهداء المسيحية في العراق

موقع الكتائب/لقي رجل مسيحي وابنته البالغة من العمر ست سنوات، مصرعهما نتيجة انفجار في شمال العراق اليوم، في أحدث هجوم ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف المسيحيين، الذين يشكلون أقلية بين العراقيين، مما دفع عدد كبير منهم للفرار إلى خارج العراق. تزامن الانفجار، الذي وقع في مدينة "الموصل"، كبرى مدن محافظة "نينوى"، مع الاحتفال بأول أيام عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون، وتتميز الموصل بتنوع سكانها من مختلف الطوائف العراقية، كما أنها كانت، لفترة طويلة، مركزاً لتجمعات المسيحيين في العراق.

وفيما قالت مصادر الشرطة العراقية إن الرجل وابنته قُتلا نتيجة انفجار وقع بعد ظهر الثلاثاء، نجم عن عبوة ناسفة زُرعت بإحدى السيارات، فإن تزايد الهجمات التي تستهدف المسيحيين في شمال العراق، تدل على أن أعمال العنف بدأت تنتشر انطلاقاً من العاصمة بغداد. وكان اثنين من المسيحيين قد قُتلا في هجوم مزدوج مساء الاثنين، عندما قام مسلحون بمهاجمة منزلين لأسرتين مسيحيتين في ضاحية "التحرير"، في الجزء الشرقي من المدينة، وأطلقا النار على الرجلين فأردوهما قتيلين قبل أن يلوذوا بالفرار، وفق وزارة الداخلية العراقية.

وفي وسط الموصل، وقع هجوم آخر في نفس التوقيت تقريباً، نجم عن انفجار عبوة ناسفة خارج أحد المنازل التي يسكنها المسيحيون، إلا أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا، إلا أنه تسبب في تدمير واجهة المنزل. تأتي هذه الهجمات بعد نحو أسبوعين على الهجوم الذي شنه مسلحون، يُعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، على كنيسة "سيدة النجاة"، بالعاصمة العراقية أواخر الشهر الماضي، وقاموا باحتجاز عشرات الرهائن، وأثناء محاولة القوات العراقية إطلاق سراح الرهائن، دارت اشتباكات أسفرا عن سقوط حوالي 70 قتيلاً وأكثر من 75 جريحاً.

وفي أعقاب تلك الهجمات، أعرب عدد كبير من المسيحيين، الذين تحدثت معهم CNN، عن خشيتهم على حياتهم، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة العراق، إلا أنهم قالوا إنهم لا يمتلكون الوسائل التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق هذه الرغبة. في المقابل، دعا العديد من أساقفة الكنائس والمسؤولين في الحكومة العراقية، ومن بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي، مسيحيي العراق، الذين يُعدون من أقدم الحضارات المسيحية في العالم، إلى عدم مغادرة العراق. وتراجعت أعداد مسيحيي العراق، الذين قدر عددهم في وقت سابق بما يقرب من 1.5 مليون نسمة، إلى دون النصف إثر فرار الكثيرين منهم بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

 

مقتل مسيحيين على أيدي مسلحين دخلوا منزلهما في بغداد

١٥تشرين الثاني ٢٠١٠ / أعلنت الشرطة العراقية ان مسيحيين قتلا مساء اليوم على أيدي مجهولين دخلوا إلى منزلهما في بغداد، وقتلوهما بسلاح اوتوماتيكي قبل ان يلوذوا بالفرار، موضحة أن أحدهما يدعى نبيل غانم (36 عاماً)، هو من طائفة السريان الكاثوليك ويعمل لحساب الهيئة المسؤولة عن مكافحة الفساد، والثاني نشوان خضر (46 عاماً) يعمل نجاراً وهو من أصل أرمني.  المصدر : أ.ف.ب

 

قباني ام المصلين في جامع محمد الأمين في وسط بيروت وقرأ الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد:

لا يجوز لأي منا أن يستعمل لغة التهديد والوعيد وسيلة لإقناع الآخرين

ليكن هذا العيد مناسبة للعودة إلى الضمير وتغليب منطق العقل والحكمة

لن نقبل أن يمس المسيحيين أي سوء لا في لبنان ولا في الوطن العربي وستبقى المناصفة ميثاقا وعهدا

وطنية - 16/11/2010 ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خطبة عيد الأضحى المبارك في جامع محمد الأمين في وسط بيروت وأم المصلين، بحضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة، النائبين محمد قباني وعمار حوري، النائب السابق محمد أمين عيتاني، سفراء الدول العربية والإسلامية في لبنان المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري والجمهورية الإسلامية الإيرانية خضنفر ركن أبادي وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة رحمة حسين الزعابي وسفير فلسطين عبد الله عبد الله والقائم بأعمال سفارة قطر راشد الكواري، رئيس اتحاد جمعيات عائلات بيروت محمد خالد سنو، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، مدير عام بيت التمويل العربي الدكتور فؤاد مطرجي، امين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ امين الكردي، رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين عساف، رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي، رئيس حزب النجادة مصطفى الحكيم، رئيس مؤسسة المفتي الشهيد حسن خالد المهندس سعد الدين خالد، منسق العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عدنان فاكهاني، أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات. وبعد إلقاء المفتي قباني خطبة عيد الأضحى المبارك (مرفق) توجه مفتي الجمهورية والوزير منيمنة والنواب وسفراء السعودية وإيران والإمارات وفلسطين إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.

وكان ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير منيمنة قد اصطحب مفتي الجمهورية من منزل الإفتاء صباحا إلى مسجد محمد الأمين يرافقهما ممثل عن مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد إبراهيم بصبوص وسنو ورئيس بلدية بيروت والدكتور مطرجي في موكب رسمي وقدمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد للمفتي قباني والوزير منيمنة.

وأعلنت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية عن اعتذارها عن عدم استقبال المهنئين بالعيد بسبب وفاة مفتي صور وقاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد دالي بلطة اثر نوبة قلبية ألمت به.

هذا وسيشارك مفتي الجمهورية في تشييع المفتي الراحل الشيخ محمد دالي بلطة عصر اليوم في صيدا.

وتتقبل دار الفتوى التعازي بالمفتي المغفور له الشيخ محمد دالي بلطة يوم الثالث الخميس الجاري في بهو دار الفتوى من الساعة الثالثة بعد الظهر حتى السادسة مساء.

وكان مفتي الجمهورية ودار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الاعلى ومجلس القضاء الشرعي والمديرية العامة للاوقاف وجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية بيروت نعوا المفتي الراحل.

خطبة العيد

والقى المفتي قباني خطبة قال فيها:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه وعمل بشريعته إلى يوم الدين، أما بعد أيها الإخوة: فإن العيد في الإسلام هو فرح بإنجاز عبادة من العبادات الخالصة لله، وكما أن عيد الفطر السعيد هو فرح بإنجاز عبادة الصوم في شهر رمضان، كذلك فإن عيد الأضحى المبارك هو فرح بإنجاز عبادة الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، باعتبار أن هذا البيت العتيق هو أول بيت بني لعبادة الله في الأرض، وبانيه هو نبي الله إبراهيم، وولده الذبيح إسماعيل عليهما السلام، وهما الرسولان الكريمان اللذان جعل الله من ذريتهما هذه الأمة المسلمة، وهذا النبي الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد استجاب الله تعالى دعاءهما وهما يشيدان هذا البيت العتيق في مكة المكرمة، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل*ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم*ربنا واجعلنا مسلمين لك*ومن ذريتنا أمة مسلمة لك*وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم*ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم* إنك أنت العزيز الحكيم". وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين*إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا معه*والله ولي المؤمنين". وفي ظل هذه المعاني والمشاعر والروابط أيها الإخوة، التي تربط المسلمين بالبيت الحرام، وبانيه الأول إبراهيم عليه السلام، فرض الله الحج إلى هذا البيت العتيق على كل مسلم ومسلمة مستطيع في العمر مرة واحدة، وجعل ترك الحج إليه إنكارا أو استخفافا كفرا بالله ومروقا من الدين، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين*فيه آيات بينات مقام إبراهيم*ومن دخله كان آمنا*ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا*ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"؛ وقد قال سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"؛ وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". ولذلك فعلى كل مسلم حج إلى بيت الله الحرام في مكة، ورجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، أن يحافظ على حسن سلوكه وسيرته وطاعته لربه فيما بقي له من عمره على ظهر هذه الأرض، كي لا يخرج من هذه الدنيا عند الوفاة، محملا بالأثقال والذنوب والأوزار، ويندم حين لا ينفع الندم. أيها الإخوة المؤمنون لقد عاد علينا عيد الأضحى هذا العام، وقد أحاط به إطار كثيف من الأحزان والآلام، أحزان إخوتنا في فلسطين والعراق واليمن والسودان وأفغانستان، وآلام اللبنانيين هنا في لبنان. أيها الإخوة اللبنانيون كلنا يعيش اليوم، مرحلة صعبة ومقلقة في تاريخ وطننا لبنان، ويشعر بحراجة الأوضاع التي يمر بها الوطن، كما يشعر بدقتها وخطورتها، وكلنا يتساءل عن الحلول والمخارج، التي يمكن أن تنأى بوطننا وشعبنا عن كل ما يمكن أن يتسبب له بالضرر والأذى، وكلنا يبحث عن طريقة أو وسيلة للخروج من هذا المأزق الوطني الذي نمر فيه اليوم، وأقول الوطني، لأننا جميعا معنيون بأمر وطننا، ومصالح أبنائنا، وقضايا شعبنا، كلنا مسؤولون ومؤتمنون، ولا يمكن لأحد أن يعفي نفسه من المسؤولية أو الأمانة، أو يلقي باللائمة على غيره. هل نحن عاجزون؟ أم نحن مقصرون؟ لا، نحن لسنا عاجزين، ولكن، قد نكون مقصرين؛ لسنا عاجزين إذا وضعنا أيدينا بأيدي بعضنا، لسنا عاجزين إذا وثقنا ببعضنا البعض، ولن نكون عاجزين إذا اعتمدنا الحوار سبيلا إلى حل مشاكلنا، مهما كانت الصعوبات والتعقيدات. لا يمكن ولا يجوز لأي منا، أن يستعمل لغة التهديد والوعيد والعنف، وسيلة لإقناع الآخرين،لم يكن الخوف، ولن يكون يوما، وسيلة إقناع أو تواصل أو حوار؛ كيف يمكن لأحدنا أن يخاطب الآخر، بلغة تثير الهواجس والمخاوف والشكوك؟ وهو يتقاسم معه المنزل والشارع، والبلدة والمدينة والوطن؛ كيف يمكن أن نصون عيشنا المشترك؟ وهو ضمانة حياتنا وسيادة وطننا، إذا لم يكن الحوار رائدنا ومنطلقنا؛ كيف يمكن أن نحافظ على وطننا وأمن مجتمعنا إذا تبادل اللبنانيون التهديد، وإذا تفرقت القلوب، وتعددت السبل، وافترقت التوجهات، وساءت النوايا؟؛ كيف لنا أن ندعي الاعتدال، وهذا الخطاب السياسي العالي الوتيرة، يهين الكرامات، ولا يفيد إلا توتير الأجواء؟ كيف لنا أن نكون كأسرة واحدة في وطن واحد، وقد بلغ حالنا هذا الحد؟. مقصرون؟ نعم مقصرون بحق وطننا وحق شعبنا، وحق الناس علينا، بأن نحمي أمنهم، ونصون كراماتهم، ونحافظ على لقمة عيشهم، ونفتح أمامهم أبواب الأمل والمستقبل، فهذه هي حقيقة سياسة الشعوب. نريد العدالة؟ نعم نريدها، نريد العدالة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، نريد العدالة لكافة الشهداء، نريد العدالة للبنانيين، نريد العدالة للبنان، لأن العدالة تستجلب الأمن والأمان والطمأنينة، نريد الاستقرار؟ نعم نريده، لأن الاستقرار يعزز شبكة الأمان الاقتصادي والاجتماعي، ويوفر للناس فرص العمل، ويقيهم من شرور البطالة والتخلف والفقر، وكلاهما مطلوب، العدالة مطلوبة، والاستقرار مطلوب، وواجبنا، بل ومسؤوليتنا، أن نحقق العدالة والاستقرار معا، لا أن نخسر الاثنين معا، فالعدالة حق للبنان واللبنانيين، والاستقرار واجب على الدولة أن تؤمنه وتمنع التعرض له، ومسؤولية المجتمع بكل عناصره أن يحافظ عليه ويصونه من الخطر. لن نفقد الأمل، بتلاقي الإرادات الطيبة والنوايا الحسنة، لن نفقد الأمل، والكل يعلم أنه ما من فريق يستطيع أو يدعي أنه يمكنه أن يفرض إرادته على الفريق الآخر، لن نفقد الأمل، والكل يدرك أن بناء الدولة، وحماية الوطن، لا يكون إلا باجتماع إرادة اللبنانيين، جميع اللبنانيين وتعاونهم، والكل يدرك أن الفرقة تؤذينا، أن الفرقة تلغينا، أن الفرقة تدمرنا، أن الفرقة تسقط كل قضايانا العادلة، قضية لبنان والتحرير، قضية القدس، قضية العودة، قضية فلسطين، فهل نقدم وطننا لقمة سائغة لعدو يتربص بنا كل الشرور؟ ويعد عدته لينقض علينا في غفلة منا؟ ونحن غارقون في خلافاتنا؟ وانقساماتنا؟ ومصالحنا الضيقة؟

ألا أيها الإخوة، أيها اللبنانيون، فليكن هذا العيد عيد الأضحية والتضحية، مناسبة للعودة إلى الضمير، وتغليب منطق العقل والحكمة، لا منطق الانفعال والقوة، ولنعد إلى بعضنا البعض، لنفتح عقولنا وقلوبنا، ولنتعظ بما حل بنا من دمار ومآس وخراب، بسبب خلافاتنا وصراعاتنا، ولنمد أيدينا إلى بعضنا البعض، وإلى إخواننا العرب، الذين يحاولون مساعدتنا، كي لا تكون فتنة يعمل لها أعداء لبنان، ولن تكون فتنة يرجوها العدو الإسرائيلي ويخطط لها، لا بين المسلمين، ولا بين المسلمين والمسيحيين، ولن نقبل أن يمس المسيحيين أي سوء أو أذى، لا في لبنان، ولا في أي بقعة من بقاع الوطن العربي، كما حصل مع المسيحيين في العراق، من أيد تريد أن تشوه أخلاق وسماحة الإسلام والمسلمين، فنحن والمسيحيين في لبنان وفي البلدان العربية أبناء وطن واحد، ونحن وإياهم على عهد وميثاق العيش المشترك، ما يضيرهم يضيرنا، وما يطمئنهم يطمئننا، يجمعنا معهم في لبنان وفي كل أرض عربية عيش مشترك واحد، يشكل حصنا منيعا من حصون أوطاننا وأمتنا، ويشكل أيضا ضمانا لحياة حرة كريمة، يسودها الحق والعدل بيننا، ولا نرضى بهجرة المسيحيين من بلاد العرب، بسبب أذى أو مضايقة أو إكراه ينسب إلى الإسلام أو إلى المسلمين، لأنه عمل لا يرضاه الإسلام، ولا يقبله الإسلام، ولا مبادئ الإسلام، ولا قيم الإسلام، ولا أحكام الإسلام، ولا أخلاق الإسلام، وقد نهانا الله تعالى أن نؤذي أحدا بسبب عقيدته وخاصة أهل الكتاب, وهذا ينبغي أن يعلم جيدا لدى الجميع مسلمين ومسيحيين، وستبقى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، ميثاقا وعهدا بين اللبنانيين، ولن نقبل أن تمس هذه المناصفة أو تختل أو تعتل أبدا، لأي سبب من الأسباب، وتحت أي ظرف من الظروف، وإلا سقط لبنان، وسقط العيش المشترك في لبنان، وسقطت العهود والمواثيق في لبنان، وأصبح لبنان ساحات للفتن الطائفية والمذهبية، فانظروا ما ستورثونه لأبنائكم في وطنكم من خير أو شر؛ فلنشبك أيدينا إذا بأيدي بعضنا، لكي ننقذ وطننا لبنان، ونقف صفا واحدا في وجه عدو صهيوني غادر، يحتل أرضنا العربية قي جنوب لبنان والجولان وفلسطين، ويدنس المسجد الأقصى وبيت المقدس والقدس الشريف، وما من رادع يردع طغيانه، لا قيم أخلاقية أو دينية تردعه، ولا قوانين أو مواثيق تردعه، ولا من شرع أو قرارات دولية تردعه، الله يردعه، وشيء واحد بعد الله يردعه، هو إيماننا المستمر بحقنا، إيماننا بقضيتنا، وحدتنا، تكاتفنا وتضامننا، عيشنا المشترك الواحد، ووقوفنا صفا واحدا في وجه هذا العدو الإسرائيلي المغتصب ومخططاته، إيماننا بحقنا بفلسطين والقدس وبيت المقدس يردعه، ونحن لسنا بضعفاء، لأن لله رجالا إذا أرادوا أراد، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى: "رب أشعث أغبر، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره". وقال الله تعالى في القرآن الكريم: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، وما ذلك على الله بعزيز، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

 

ثمة مروحة من الخيارات أمام حزب الله وحلفائه تمتد على 180 درجة ما بعد القرار الظني...

نصر الله: خياراتنا هي بين ألا نحرك ساكناً، وأن نقوم بتحرك واسع لإحداث تغيير سياسي كبير على مستوى السلطة

الأخبار /كشفت صحيفة "الأخبار" ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحدّث الجمعة الماضي في كلمة له خلال حفل تخريج دورة ثقافية خضع لها مسؤولون من الصفوف الأولى والثانية والثالثة في الهيئات التنظيمية التابعة للمجلس التنفيذي لحزب الله بقدر أقل من التحفظ . وأشارت الصحيفة إلى ان نصر الله ألقى كلمة استمرت نحو ساعتين ونصف ساعة وهي بدأت عند الساعة السادسة وعشر دقائق، وانتهت عند الثامنة وأربعين دقيقة. وأجرى نصرالله خلال كلمته سرداً تاريخياً مختصراً لتطور حزب الله من مجموعة صغيرة إلى جسم كبير له تأثيره في المنطقة كلها , مشيراً إلى ان كلمة الحزب مسموعة في إيران، والرئيس السوري بشار الأسد يستشير الحزب في الكثير من القضايا، كما لدى الحزب أصدقاء يؤدي أدواراً مهمة معهم في العراق وفلسطين . وأعلن نصرالله , بحسب الصحيفة , أنه منذ ان اتخذ حزب الله قراراً بخوض معركة ضد المحكمة الدولية، تمكّن من تهشيم القرار الاتهامي المنوي إصداره, مؤكداً ان هذا هذا القرار "صادر لا محالة" ، إلا أن ما تغير هو أن حقيقة كونه سياسياً باتت راسخة في ذهن الجمهور. وعن سيناريوهات ما بعد القرار الاتهامي، لفت نصر الله إلى ان ثمة مروحة من الخيارات أمام حزب الله وحلفائه تمتد على 180 درجة , وأضاف : خياراتنا هي بين ألا نحرك ساكناً، وأن نقوم بتحرك واسع لإحداث تغيير سياسي كبير على مستوى السلطة، وما بينهما . وشدد نصر الله في اللقاء على أهمية المسعى السوري - السعودي الهادف إلى تحقيق تسوية عادلة في البلاد، معتبراً أن ما يسرع التوصل إلى نتيجة هو اقتناع القيادة السعودية بخطورة الأوضاع، وبأن القرار الاتهامي قد يؤدي إلى خراب البلد. ورأى نصر الله أن خصوم الحزب وأعداءه راهنوا في الفترة الماضية على ابتعاد حلفاء حزب الله عنه، سواء رئيس المجلس النيابي نبيه بري أو رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أو الحلفاء داخل الطائفة السنية , واصفاً العلاقة بين حزب الله وحركة أمل بأنها استراتيجية . واستبعد نصرالله حصول عدوان إسرائيلي قريب على لبنان، مشيراً إلى ان الإسرائيليين لم يُنهوا بعد استعداداتهم لمواجهة المقاومة، ولاسيما في جبهتهم الداخلية، حيث باتوا مقتنعين بأن أي حرب مقبلة ستتضمن إجلاء عدد كبير من المستوطنين عن المناطق التي يقطنون فيها.

   

النظام السوري كلف سماحة ترتيب لقاء عون - ساركوزي بعد تراجع شعبيته مسيحياً بشكل كبير

خاص - بيروت أوبزرفر/بعد الإنقسام الحاصل في صفوف التيار الوطني الحر والتدهور الكبير في شعبيته على الساحة المسيحية، وخاصة بعد فضيحة العميد فايز كرم، أحد قياديي التيار والمقربين من رئيسه بشبهة التعامل مع العدو الإسرائيلي، كشفت مصادر خاصة لبيروت أوبزرفر أن النظام السوري انتفض لدعم حليفه المسيحي الأول في لبنان النائب ميشال عون، في مواجهة الثبات الذي تتمتع به قواعد الأحزاب المسيحية الأخرى مثل القوات والكتائب وأكدت المصادر أن النظام السوري وعبر الوزير السابق ميشال سماحة قام بترتيب اللقاء الأخير للنائب عون مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وذلك بهدف رفع أسهم عون السياسية والشعبية، مما قد ينعكس إيجابياً على مناصري تياره ويعيد الثقة إلى نفوسهم وقالت المصادر أن الوزير سماحة واجه صعوبات جمّة أثناء المفاوضات التي أجراها مع قصر الإيليزيه، نظراً للتباين الحاد في الآراء والمواقف السياسية بين عون وساركوزي وخاصة فيما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وسلاح حزب الله وتطبيق القرار 1701

 

فرار سجينين من رومية ينتميان لـفتح الاسلام

وكالات/اقدم سجينين من فتح الاسلام على محاولة الفرار من سجن رومية فنجح احدهما فيما فشل الآخر. وقد سقط منجد الفحام ارضا واصيب بكسور وجروح اثناء تدليه من على سور السجن فالقي القبض عليه، فيما تمكن زميله وليد البستاني من الفرار، وقد استنفرت القوى الامنية في السجن وبدأت عملية بحث واسعة للقبض عليه ولتهدئة الوضع داخل السجن.

وقد انتشرت عناصر من القوى الامنية في الاحراج المحيطة بسجن رومية مستعينة بكلاب بوليسية من مفرزة اقتفاء الاثر التابعة للشرطة القضائية والمخصصة للبحث عن اشخاص، فيما شوهدت طوافاتان تابعتان لسلاح الجو تحلقان في الاجواء لمعاينة المنطقة بحثا عن السجين الفار. الى ذلك فقد تمت السيطرة على الوضع داخل السجن وجرى تأخير مواعيد مقابلات الاهالي مع السجناء.

 

تقرير يحذر من "مجتمع مواز" اسلامي في كندا

وكالات/حذر تقرير امني وطني نشر الاثنين من ان اسلاميين يسعون لاقامة "مجتمع مواز" في كندا قد يتسبب في تقويض الديموقراطية والتعددية الثقافية فيها ويكون محفزا لاعمال عنف.

وقال التقرير الذي رفعت عنه السرية عنه مؤخرا وحصلت عليه صحيفة ناشونال بوست أن المتشددين الاسلاميين يدعون المسلمين المقيمين في دول غربية الى عزل انفسهم والالتزام بالشريعة الاسلامية فقط. وحذر التقرير الذي نشر على الموقع الالكتروني للصحيفة من انه حتى بدون تعبير علني عن استخدام العنف، فان تشكيل جماعات معزولة يمكن ان يؤدي الى بروز مجموعات محدودة ذات انفتاح محتمل امام دعوات مؤيدة للعنف. واضاف التقرير: "ان وجود مثل هذه المجتمعات الصغيرة يقوض كحد ادنى قدرات امة كندية متماسكة وسبل تعزيزها". ووضع التقرير مركز تقييم يجمع تقارير التهديدات من دوائر التجسس والشرطة الفدرالية والجيش ووزارة الخارجية ووكالات اخرى. وبحسب صحيفة ناشونال بوست، تم تعميم التقرير داخليا بعد مؤتمر حزب التحرير في تورونتو العام الماضي حول اقامة دولة "خلافة اسلامية". وقال التقرير: "بحسب التعريف، فان رؤيتهم للعالم تتناقض مع رؤية العلمانيين. وهكذا، فإن التنافس لكسب قلوب وعقول المسلمين في مختلف المناطق قد بدأ". ويقول التقرير ان الاسلاميين المتشددين، ومع مطالبتهم بتماشي قوانين الدولة مع المعتقدات الدينية، فإنهم حريصون على اخفاء سياساتهم فيما يتعلق بالحريات الغربية. ويتابع بأن الاسلاميين المتشددين ينظرون الى الحركة بانها دعوة سلمية من اجل حقوق الاقليات. ويشير التقرير ايضا الى ان اجهزة الاستخبارات الهولندية وصفت الحركة بانها مسيئة، ويمكن ان تلحق الضرر تدريجيا بالاندماج الاجتماعي والتماسك ويمكن ان تضر ببعض حقوق الانسان الاساسية. كما يذكر التقرير امثلة في الدنمارك تجاوز فيها مسلمون النظام القضائي لفرض نظامهم القضائي الخاص، وفي احد الامثلة ضربوا رجلا متهما بمهاجمة احد الصبية.

AFP

 

 

رئيس مجلس الوزراء اختتم زيارته لروسيا وغادر الى السعودية

الرئيس الروسي: سأعمل لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين

الحريري: مواقف روسيا كانت دائما الى جانب لبنان والعلاقات ممتازة سياسيا

وطنية - 16/11/2010 اختتم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، زيارته الرسمية لروسيا، بمحادثات أجراها مع الرئيس الروسي الكسندر مدفيديف تم خلالها بحث الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والتعثر في عملية السلام وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وكان الرئيس الروسي استقبل عند الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي الرئيس الحريري في مقر اقامته في منطقة غوركي، وعلى الفور عقدت المحادثات التي حضرها عن الجانب اللبناني مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارون: محمد شطح، هاني حمود وجورج شعبان، وعن الجانب الروسي مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو، سفير روسيا الجديد في لبنان زاسبكين الكسندر، مدير الخدمة الفدرالية للتعاون العسكري الفني ديميترييف ميخائيل ونائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف.

في مستهل اللقاء رحب الرئيس ميدفيديف بالرئيس الحريري وقال: "أود ان اهنئكم وعبركم جميع المسلمين في لبنان بعيد الاضحى، لقد التقينا معكم منذ سنة تقريبا في قمة كوبنهاغن ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات بين بلدينا تطورا لافتا، وانني مسرور جدا ان أراكم خاصة بعد زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية الى روسيا. هناك مشاريع اقتصادية مشتركة وهناك ايضا مجال للتعاون الثنائي على الصعيد الانساني، وكذلك علينا ان نبحث الوضع في منطقة الشرق الاوسط وأنا اجري اتصالات دورية وأشارك الرأي مع زملائي حول الوضع الاقليمي.

مرة جديدة ارحب بكم في موسكو وسأعمل لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا ولبنان".

الحريري

بدوره، رد الرئيس الحريري بكلمة شكر فيها الرئيس الروسي على حفاوة الاستقبال وعلى تهنئته بعيد الأضحى وقال: "اليوم أديت صلاة عيد الأضحى في مسجد موسكو، إن العلاقات بين روسيا ولبنان علاقات مميزة وممتازة سياسيا، ونحن نود ان نطور العلاقات الاقتصادية والتجارية لترقى الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. لقد وقفت روسيا معنا في مراحل صعبة ومنها تلك التي شهد فيها لبنان اغتيالات وإبان حرب تموز عام 2006، وكانت مواقف روسيا دائما الى جانب لبنان، ورفضت الحرب التي شنت عليه والاغتيالات التي حصلت فيه.ان الوضع في الشرق الاوسط معقد جدا وسنبحث فيه مع فخامتكم بالتفصيل خلال محادثاتنا".

وبعد انتهاء المحادثات توجه الرئيس الحريري الى المطار حيث اقيمت له مراسم الوداع الرسمية وغادر موسكو متوجها الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة.

 

دبابات "ت72" ومدافع هاوتزر روسية بعد "الميغ" المستبدلة الحريري وبوتين يتوجان لقاءهما بالاعلان عن مساعدات روسية جديدة وجدول مواعيد تسليم مروحيات الـ"ام -24"

المركزية- مع ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى روسيا لا تزال في بداياتها لا بل في ساعاتها الاولى، غير ان القليل المتوافر عن مضمون ما حققته هذه الساعات من مكاسب للبنان ،لا سيما على المستوى العسكري يضفي عليها الطابع الاستثنائي بامتياز، في ضوء معلومات حصلت عليها "المركزية" من مصادر الوفد الوزاري المرافق لرئيس الحكومة تفيد ان موسكو قررت تزويد لبنان باكثر من 30 دبابة من نوع (ت72) ومدافع هاوتزر 122 تضاف الى هبة طائرات الميغ 29 التي استبدلت بناء على طلب لبنان بمروحيات من نوع (ام -24) سيصار مساء الى اعلان جدول مواعيد تسليمها، والبت في امكان تزويد لبنان ايضا بمروحيات اربع من نوع "ياغ" المتطورة جدا والمعروف انها تقلع في شكل عامودي اضافة الى مجموعة من الحاجيات الاخرى التي طلبها الجيش اللبناني. وفي المعلومات ان المحادثات التي سيجريها الرئيس الحريري مساء اليوم مع نظيره فلاديمير بوتين سيعقبها اعلان وصف بالمهم جدا للبنان، وهي ستتركز على تقديم المزيد من المساعدات الى لبنان وخصوصا في المجال العسكري بعدما كان رئيس الحكومة عقد اجتماعا قبل ظهر اليوم مع رئيس الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري ميخائيل ديماتريف في حضور نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر الذي عرض لائحة اعدتها قيادة الجيش تتضمن حاجيات الجيش اللبناني في المجالات كلها وتم في ضوئها بحث مستفيض في كل نقطة على حدة،وابدى ديماتريف استعداده للبحث فيها من الناحية التقنية، على ان تعلن نتائج البحث في اعقاب اجتماع الحريري- بوتين. وابلغ احد الوزراء في عداد الوفد اللبناني الى موسكو "المركزية" ان المسؤولين الروس يبدون انفتاحا واسعا لجهة مساعدة لبنان في كل الامكانات المتاحة ومستعدون لدعم وتقوية الجيش اللبناني في ما يستلزم من حاجيات متوافرة لديها في ضوء اللائحة التي تسلمتها من قيادة الجيش في هذا الخصوص. وتوقع ان يزور وفد عسكري لبناني روسيا في وقت غير بعيد، لمتابعة كل التفاصيل المتعلقة بالمساعدات بعدما يكون المسؤولون الروس انهوا دراسة لائحة الجيش اللبناني. واعتبر الوزير نفسه ان للزيارة اهمية بالغة على المستوى اللبناني ولا سيما في شقيها العسكري والسياسي، ذلك ان روسيا تلعب دورا مهما لجهة دعم العهد برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري والاستقرار على الساحة الداخلية اضافة الى تأييدها المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي كان المبادر الى فتح صفحة جديدة من العلاقات المميزة مع روسيا، مشددا على ان اللقاء مع بوتين والنتائج المرتقبة ستعكس عمليا هذا الدعم. اما في الشق السياسي، فيشير الوزير الى تركيز لبناني على الدور الروسي المعول عليه لجهة ممارسة الضغط على اسرائيل لحملها على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان واحترام مقررات اتفاقية مدريد والمبادرة العربية للسلام لتحرير ما تبقى من اراض محتلة، فيما يحتل الشق الاقتصادي حيزا لا بأس به من الزيارة في ضوء مشاريع عدة ستبحث خلالها الزيارة على ان يليها تبادل زيارات بين مسؤولين في البلدين في المرحلة المقبلة للمتابعة. اللقاءات: وكان الحريري الذي يجري في السادسة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي محادثات مع الوزراء بوتين تتناول المستجدات المحلية والاقليمية وخصوصا ما يتعلق منها بعملية السلام وسبل تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، عقد صباحا في مقر اقامته في فندق "الريتز" اجتماعا مع رئيس الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري في حضور الوزير الياس المر والمستشار جورج شعبان، تم خلاله البحث في التعاون العسكري بين البلدين اضافة الى المساعدات العسكرية الروسية للبنان. كما استقبل الرئيس التنفيذي لشركة لوك اويل سيرغي شابليغين، وهي اكبر شركة نفطية في روسيا، وبحث معه في حضور المستشارين جورج شعبان ومازن حنا سبل توسيع استثمارات الشركة وعملها في لبنان، اضافة الى العمل على اعادة تأهيل مصفاة طرابلس على نفقة الشركة لتتمكن من استجرار النفط من العراق الى لبنان تمهيدا لاعادة تصديره الى دول المنطقة. وظهرا اجتمع الرئيس الحريري مع بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل في مقر البطريركية في موسكو في حضور الوزراء المر وابرهيم نجار وسليم وردة والوزير الاسبق محمد شطح. وتحدث البطريرك خلال اللقاء عن اهمية نموذج العيش المشترك في لبنان وعن دور الرئيس رفيق الحريري وعبر عن اشمئزاز الكنيسة الارثوذكسية لاستشهاده ، معربا عن ارتياح الكنيسة لقيام المحكمة الدولية للتحقيق في الاغتيال وكشف الحقيقة. وشكر الحريري البطريرك كيريل على موقفه هذا،مؤكدا ان لبنان هو بلد التعايش الاسلامي –المسيحي وسيبقى كما هو. ومساء يقيم بوتين مأدبة عشاء على شرف الرئيس الحريري والوفد المرافق. نشاط وزاري: من ناحية اخرى، عقد الوزير عدنان القصار اجتماعا مع رئيس غرفة التجارة والصناعة لروسيا الاتحادية رئيس الجانب الروسي لمجلس الاعمال العربي- الروسي يفغيني بريماكوف، تم خلاله البحث في التحضيرات الجارية لانعقاد الاجتماع المقبل للمجلس وسبل تطوير التعاون الاقتصادي الروسي العربي بشكل عام والروسي اللبناني بشكل خاص، واكد الوزير القصار ان وجود الرئيس الحريري على رأس الحكومة اللبنانية يشكل حافزا قويا للمستثمرين الروس للمجيئ الى لبنان نظرا لما يتمتع به رئيس مجلس الوزراء من مصداقية وخبرة وثقة. كذلك من المقرر ان يوقع وزير العدل ابراهيم نجار في وقت لاحق مع المدعي العام الروسي يوري شايكا اتفاقية تعاون بين وزارة العدل اللبنانية والمدعي العام الروسي. كما سيوقع وزير الثقافة سليم وردة اتفاقية مع نظيره الروسي الكسيندير ابدياف تتعلق بالتعاون الثقافي بين البلدين.

 

نواب "التحرير والتنمية" أكدوا الرهان على الـ"س.س." جـابر: لحـوار بين الحريري ونصرالله ينفس الاحتقان قبيسي: لماذا يتطلع البعض الى مشاريع سياسية أخرى؟ خريس: لتحصين الساحة الداخلية واعتماد لغة عقلانية

المركزية – ركز ثلاثة من نواب كتلة "التحرير والتنمية" على المساعي التي يبذلها الرئيس نبيه بري تماهيا مع المبادرة السورية – السعودية سعيا الى تنفيس الاحتقان في لبنان والتقريب بين القوى المتصارعة لا سيما بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. جابر: وفي هذا الإطار أعلن النائب ياسين جابر في حديث الى "المركزية" أن "رهاننا بقيادة الرئيس بري كان ولا يزال على الجهد العربي والجسر السعودي – السوري لأجل حفظ الاستقرار في لبنان وإبعاد شبح الفتنة والمؤامرات عن هذا الوطن"، مؤكدا أن "رئيس مجلس النواب يبذل جهودا كبيرة لإحلال التهدئة في لبنان وتحصين الساحة الداخلية والحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي". ولفت الى أن "كلمة السيد نصرالله تؤشر الى خاتمة سعيدة، كذلك فإن كلام الرئيس الحريري وضع الأمور بعيدا من استمرار القلق"، موضحا أن "الأمور ستظهر بعد عطلة عيد الأضحى للوصول الى الحلول المرجوة التي يجب أن تكرس في مجلس الوزراء ولا بد من العودة الى طاولة الحوار كما لا بد من حوار بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله لتنفيس أجواء الاحتقان وتخفيف حدة اللهجة". وأشاد جابر "بكلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم القائل إن استقرار لبنان هو من استقرار سوريا، الأمر الذي يؤكد الجهود التي تبذلها سوريا في رئاسة الرئيس بشار الأسد مع السعودية"، وقال: نحن في ما نمر به في لبنان، نحتاج الى الحضن العربي والمظلة العربية ولكن علينا كلبنانيين أن نعيد الثقة بعضنا الى بعض وأن نعمل على الاستثمار في المساعي والمبادرة العربية السورية – السعودية لأنها الضمانة لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات والمؤامرات والعدوة الى لغة الحوار والتطلع الى مصلحة الوطن". قبيسي: من جهته أعلن النائب هاني قبيسي "أننا لا نزال نعول أهمية كبيرة على التقارب والتفاهم السعودي – السوري لإنقاذ لبنان وإبعاد شبخ الفتنة"، داعيا عبر "المركزية"، "حكومة الوحدة الى تحصين الساحة اللبنانية من كل المؤامرات والفتن التي تحاك ضد لبنان". وشدد على أن "الرئيس بري صمام أمان هذا الوطن وهو يعمل ليل نهار من خلال اتصالاته الداخلية والاقليمية والعربية على إيجاد حل للخروج من الأزمة وهو الاطفائي في هذه المرحلة"، مؤكدا "حرص الرئيس بري على التحاور والتلاقي ووحدة اللبنانيين في سبيل الاستقرار العام وتعزيز السلم الأهلي ليبقى الوطن منيعا ومحصنا بوحدة الجيش والشعب والمقاومة". ولفت الى أن "الرئيس بري مصر على أن الجسر السعودي – السوري هو الملاذ وخشبة الخلاص لهذا الوطن وهو يرحب بكل مسعى عربي لحل أزماتنا الداخلية لتشكيل موقف عربي موحد لدرء الأخطار والتحديات ضد لبنان والمنطقة العربية"، منتقدا "بعض اللبنانيين الذين انبروا لإنكار التفاهمات العربية لحل مشكلة لبنان وأخذوا يطلبون مشاريع سياسية أخرى". خريس: بدوره شدد النائب علي خريس على "ضرورة تحصين الساحة الداخلية وتفعيل لغة الحوار"، لافتا في حديث الى "المركزية" الى "أننا لا نزال نراهن على المبادرة السعودية – السورية وعلى الدعم الإيراني لتفويت الفرصة على كل من يسعى الى إدخال لبنان في أتون الفتنة". وأكد أن "ما يمر به لبنان يحتاج الى لغة عقلانية وتضافر الجهود لإجتياز القطوع الصعب الذي يعانيه الوطن"، محذرا من "عدوان اسرائيلي لأن اسرائيل لا تريد استقرار لبنان وتعمل على دس الدسائس من خلال بث النزاعات والانقسامات بين اللبنانيين".

 

الموسوي: لا احد يهدد نحاس ومن يمسّه يمسّنـا وجهّزنا مجموعة خيارات تتناسب وكل الاحتمالات

المركزية_ دافع عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي عن وزير الاتصالات شربل نحاس في وجه "الحملة المسفة" التي يتعرض لها، معلناً تضامن "حزب الله" معه ، كاشفاً أنّ الحزب في صدد إصدار بيان في هذا السياق، لافتاً إلى أنّ "أحداً لا يستطيع تهديد شربل نحاس ومن يمسه يمسّ بنا". وقال الموسوي، في حديث إلى تلفزيون "المنار": أنّ نحاس رجل ذو قيمة عالية لجهة اختصاصه ومواقفه الوطنية وكان ينبغي ان يثمن موقفه لناحية إدانة اسرائيل ، و "حزب الله" يدين الحملة التي يتعرض لها والتي تقع في سياق سياسة الفريق الآخر بالتهديد المعنوي. وإذ أعلن رفض "الرد على الشتّامين" قال "نربأ بأنفسنا ان ننحدر الى هذا المستوى"، وكشف أنه كان كتب رداً على الرئيس فؤاد السنيورة من نحو ثلاث صفحات "بعدما لفتني تدنّي مستوى الخطاب الذي اعتمده" لكنه اوضح انه صرف النظر عنه نزولا عند رغبة أحد الاخوة الكبار". وقال الموسوي "أنّ موقف السنيورة في خلال حرب تموز كان الربط بين وقف العدوان والتسوية النهائية للحرب ما يعني عمليا تمديد العدوان، مشيراً إلى أنّ الجميع يعلم موقفه من المقاومة، "لا سيما عندما عقد مؤتمر البريستول بعد ثلاثة ايام من انتهاء حرب تموز 2006 حيث طالب بسحب سلاح المقاومة، ناهيك عن إيقاف عمليتي شحن أسلحة كان من المفترض ان تصل الى المقاومة في حرب تموز". ودعا الموسوي الرئيس السنيورة الى"التحلي بالجرأة وليقل ما كان يقوله في حرب تموز داخل مجلس الوزراء"، متسائلا "هل يمكن ان يكون ما أورده عن حماية المقاومة مراجعة لمواقفه السابقة منها ؟"، مستدركا "إذا كان هذا موقفه بعد حرب تموز فما كان موقفه إذن في العدوان". وخلص الموسوي إلى أنّ النهج الاعلامي لدى الفريق الآخر يكون على خفض مستوى التخاطب السياسي الى الشتيمة والسباب وممارسة التهديد المعنوي على غرار ما حصل مع وزير الاتصالات شربل نحاس. وفي سياق آخر، توقف الموسوي عند تعاطي الفريق الآخر مع "حزب الله" ازاء التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فلاحظ أنّ الفريق الآخر يعمل على إقفال كل طريق يعتمدها الحزب دفاعا عن نفسه في مواجهة القرار الظني المرتقب، لافتاً إلى أن هذا الفريق منع ملاحقة شهود الزور واستخف بفرضية التورط الاسرائيلي وقابل القرائن التي قدّمها الحزب في هذا الصدد في استخفاف "وما لبث العدو بعد اسابيع ان اعترف بصدقيتها".وأعلن أنّ الحزب لن يقبل أن يتعاطى معه أحد باعتباره متهماً. وإذ تحدث عن رهان لدى الكثير من اللبنانيين ان تؤدي المشاورات الجارية الى نزع فتيل الانفجار، كشف أنّ حزب الله أعد مجموعة من الخيارات "بحيث أن كل خيار يتناسب مع الاحتمال الذي يمكن ان يحصل وبالتالي اذا كانت الامور ستذهب الى ما هو ايجابي نحن حاضرون للتعاطي وان ذهبت الامور نحو النتيجة السلبية فنحن ايضا جاهزون أي أننا جاهزون للاحتمالات كافة". اضاف: أن "من حقنا أن ندافع عن أنفسنا في كل مرة نجد فيها أنفسنا موضع اتهام". وعن موقف وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط، اكد الموسوي ان "حزب الله" قرر عدم الدخول في سجال مع النظام المصري، ولكنه لفت إلى موقف وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن وجود جهات تزرع الأوهام لدى بعض اللبنانيين. وقال: "من يهددنا باسنان المجتمع الدولي ما عليه الا ان يتذكر اسنان المجتمع الدولي المكسورة في تموز 2006"، مذكّراً انّ "الاسرائيلي كان يقاتل لكن كان وراءه الادارة الاميركية وبعض الحكومات الاوروبية وانظمة عربية وشخصيات لبنانية".

 

ثورة الأرز: الحكومة فاشــلة وتهديدات نصرالله لا تخيف أحداً

المركزية- أعلن "المجلس الوطني لثورة الأرز "الجبهة اللبنانية" "ان الحكومة الحالية فاشلة في أدائها وأضحت دويلات منقسمة على نفسها يتحكم بها عنصر المال والإرهاب وعاجزة عن إتخاذ أي قرار"، مطالبا الشعب اللبناني بالإعتصمام والتمرد والمطالبة، بتطبيق الدستور وإحياء المؤسسات الشرعية، وبسط سلطة قواته الشرعية التي لا شريك لها على كل الأراضي اللبنانية، وإلاّ إعتبِر شعبا خمولاً في حاجة إلى وصاية. كما دعا بكركي الى رعاية لقاء مسيحي يجمع جميع المسيحيين على ثوابت وثيقة شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان، ذلك خلال إجتماعه الأسبوعي الذي ناقش فيه مختلف البنود المدرجة على جدول أعماله واصدرالبيان الآتي: 1- ناقش المجتمعون الأوضاع العامة في البلاد وتساءلوا هل من المعقول أن تصبح الدولة الحالية بلا قانون وبلا دستور، وأضحتْ الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات، ودخلت الدولة مرحلة جديدة من التعطيل لكافة مؤسساتها، والظاهر أنها لم تستطيع تأمين أولويات الناس من مياه وكهرباء وتقديمات إجتماعية وإستشفائية. بل وصل تمادي الشلل إلى عدم الإمكانية لمقاربة الملفات الشائكة بغية إيجاد حلول لها، وهذا ما يؤثر في المساهمة في الإنفجار. كل هذه الأمور تثبتْ على أنّ الحكومة الحالية فاشلة في آدائها، وهذا ما ينعكس سلبا على البلاد إذ أضحتْ الدولة دويلات منقسمة على نفسها يتحكّم فيها عنصر المال والإرهاب وعاجزة عن إتخاذ أي قرار. إنّ المجتمعين لم يروا في هذه الحكومة إلاّ المشكلات والتأجيل والتعطيل والتناحر على كل المواضيع، والخوف على الأمن والإستقرار، والأمر الذي أضحى بغاية الخطورة هو أنّ الدولة بكافة مؤسساتها تتلاشى وذلك أمام عجز السلطتين التنفيذية والتشريعية عن القيام بواجباتهما. ويبدو أنّ هناك محاولة من قبل بعض الجهات المدعومة إقليميًا إطاحة النظام والإمساك بالدولة وفق خطة منهجية ومبرمجة بدأت بعنوان قضية شهود الزور والقرار الإتهامي الذي سيصدر في جريمة إغتيال الرئيس الحريري ورفاقه . إنّ المجتمعين يرون في ممارسة هذا الشكل المسخ من النظام يؤثر على الدولة ومؤسساتها، إذ أن هذه الحكومة التي تتألف من مجموعتين متناحرتين، ومن دون الإتفاق على كيفية تطبيق أعمالها تشهد ما تشهده من تعطيل وسيطرة قوة الإرهاب على قوة العقل، والإنقلاب على الدولة بات يحظى بموافقة كل من إيران وسورية. ويطالب المجتمعون الشعب اللبناني أن يتكلّم ويأخذ زمام المبادرة، وليعتصم وليتمرّد على هؤلاء، وليطالب بتطبيق الدستور وإحياء المؤسسات الشرعية، وليطالب ببسط سلطة قواته الشرعية التي لا شريك لها على كل الأراضي اللبنانية، وإلاّ إعتبر شعبا خمولاً في حاجة إلى وصاية . 2- ناقش المجتمعون خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وهذا الخطاب يأتي في إطار مسلسل الإطلالات المكثّفة لسماحته، وكان مضمون خطابه مستندًا إلى خيبته ويأسه لأنه يشعر بأنّ لا قدرة له على إيقاف القرار الإتهامي عن الصدور، علما أنّ سماحته أتخذ هذه المواقف التصعيدية أمام جمهوره كي لا يُحرج. ويتمنّى المجتمعون من سماحته إنتظار صدور القرار الإتهامي لمعرفة التفاصيل والحقائق كما هي من المحكمة، وليس كما يُروّجون لها داخل الحزب. كما أنّ التهديدات التي أطلقها سماحته لن تخيف أحدا ولا يؤخذ بها، وعن المهلة التي تمّ تحديدها في الخطاب، يرى المجتمعون أنها ستذهب في إتجاه تعطيل المؤسسات الرسمية لأن لا طاقة لحزب الله على إفتعال أحداث أمنية، وهذا ما ستظهره الأيام المقبلة. والأمر الأكثر أسفًا هو تطرق سماحته إلى رسالة وزير الخارجية الأميركية هنري كسينجر إلى العميد الراحل النائب ريمون إده، فكانت النتيجة أنها مجرد خبر صحفي غير دقيق. وأسِفَ المجتمعون لتطرق سماحته عن دور فرنسي في إقرار مشروع المثالثة في النظام، لأنه أمر مرفوض لبنانيًا، وليس أصلاً في نية الفرنسيين هذا الأمر، وهذا الأمر تمّ تأكيده على لسان سعادة السفير الفرنسي . 3- تطرق المجتمعون إلى مواقف صاحب الغبطة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، فرأوا فيها مواقف وطنية تاريخية لأجل لبنان على مرّ الأيام الصعبة. وغبطته من أذكى شرارة المقاومة اللبنانية الشريفة في العام 2000. والمطلوب اليوم من بكركي رعاية لقاء مسيحي يجمع جميع المسيحيين على ثوابت وثيقة شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان، على أن تشمل قضايا ملحة منها بسط سلطة الجيش اللبناني على كافة الأراضي اللبنانية ووقف الهجرة المسيحية، وإعادة الجنسية اللبنانية إلى مستحقيها، ووقف عملية بيع الأراضي عند المسيحيين، والعمل على تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وسحب السلاح الفلسطيني من لبنان، وبت مصير سلاح حزب الله الذي أضحى عبئا على الدولة اللبنانية، كما يتمنى المجتمعون العمل على عقد هذا اللقاء في أقرب فرصة متاحة لأنّ المسيحيين في مرحلة أقطابهم الحالية هي مرحلة أشبه بفراغ قيادي بارز، وعليهم وعلى بكركي ملء الفراغ قانونيا ودستوريا قبل فوات الآوان.

 

يحبون رفيق

محمد سلام/لبنان الآن

مسكين رفيق الحريري. لا يعلم لماذا يضربه رفاقه. أم رفيق تقول إن الإشكالية هي في اسم إبنها... رفيق الحريري.

 ولكن لماذا يضرب رفيق مع أن الجميع، وتحديدا الذين يطالبون بإلغاء المحكمة الخاصة بلبنان يقولون إنهم أحبوه، ويحبوه، ولا يريدون قتله مرة أخرى بواسطة محكمة "إسرائيلية".

كلهم يحبون رفيق الحريري، ومع ذلك يضربونه. هذا لغز، أم هو تعبير فج عن الحب؟ أم رفيق ذهبت إلى مدرسته الرسمية قرب المدينة الرياضية. أبلغت شكواها إلى الإدارة، فجاءها جواب منطقي فعلا. رفيق، إبن الـ 12 عاما المسجل في الصف الخامس الابتدائي، يتعرض للضرب خارج المدرسة "ولا صلاحية أو مسؤولية لنا أو علينا خارج حرم المدرسة".

أحد أتراب رفيق من الذين شاركوا في الاعتداء عليه هدد أم رفيق بشفرة، وأيضا خارج المدرسة. فعادت إلى بيتها حائرة في أمرها.  رفيق يحب العلم. يريد الذهاب إلى المدرسة. لكنه يتعرض للضرب ممن هم في مثل سنه، ومن زملائه في مدرسته. ولكن الاعتداء يقع خارج صلاحية المدرسة ووزارة التربية أيضا كونه في الشارع العام، أو عفوا، ربما في الشارع الخاص. لماذا يتعرض رفيق للضرب؟ فقط لأن اسمه رفيق الحريري. وما مشكلة رفيق الحريري مع هؤلاء الأطفال الذين يفترض أن لا تتسع قلوبهم ... سوى للحب؟  مشكلة رفيق الحريري هي أن آباء وأمهات هؤلاء الأطفال متطرفون في حبه. لذلك زرعوا هذه العاطفة "النبيلة" في قلوب أطفالهم ... كي يعبّروا عنها على طريقتهم.  ولكنهم، أي كبارهم، يقسمون بكل الأنبياء والرسل والأئمة والكتب المقدسة أنهم يحبون رفيق الحريري. أليس هذا ما يعلنوه في مناسبة وغير مناسبة؟

نعم. هو كذلك، لذلك يعبّر صغارهم عن أسرارهم ... على طريقتهم. هذا ليس سيناريو، ولا محاكاة، لا إلكترونية ولا ميكانيكية، بل يدوية بامتياز. هذا واقع حقيقي يعيشه رفيق كابوسا في المدرسة، وواقعا على الطريق منها وإليها. أم رفيق وعائلتها تعيش كابوس الحب هذا في البيت يشاركها نهارها كما ليلها. تفكّر، تستشير، وتسأل عن أفضل الحلول لمعضلة الحب الذي يتعرض له رفيق. المسألة لا يمكن أن تتم معالجتها أمنيا، ولا إداريا، ولا حتى منطقيا. المسألة مسألة حب، والحب أعمى، وفق القول الرائج، وشفاء ضرير الحب يتطلب عقودا ... يمكن أن يسترجع بعدها بصر غير المعني. أما استرجاع بصيرة العاقل ... فيحتاج إلى قرون.  ما الحل. وهل سيعود رفيق إلى المدرسة نفسها بعد عطلة الأعياد؟

تبدو العودة بعيدة، ربما لأنها تحمل نفس الوعد الذي أطلقه الشعب الفلسطيني قبل 62 سنة.  ولكن رفيق يريد أن يتابع دراسته، ولا يستطيع العودة إلى مدرسته المحتلة، كما لا تستطيع أي وزارة تربية تحرير أو أي قوة أمنية تحرير الشارع العام، عفوا الخاص، من "داء" عاطفة حب رفيق. فما العمل؟  عائلة رفيق لا تحب الشوشرة. وتخجل من نقل الشكوى إلى من بيده حل ابتداع مدرسة أونروا لرفيق الصغير بانتظار ... العودة.  أحد الخبثاء، اقترح طلب "حماية" السيد، فهو "لن يقبل أبدا بما يجري".

ولكن كل أولياء أتراب رفيق الذين يمارسون عليه حبهم الشديد هم من جماعة السيد. وإذا كان السيد لا يقبل بمثل هذا الحب، فلماذا يزرعه أتباعه في أرحام نسائهم اللواتي ترضعنه من الأثداء للأجيال الطالعة؟ السؤال صعب؟ كلا. الجواب محرج، بل مخجل.  على أي حال، حاول الخبيث إياه أن يجترع حلا آخر. اقترح أن تنقل أم رفيق شكواها إلى الحاج بصل، أو الحاج ثوم، أو الحاج برق، أو الحاج أبو المطر الأسود، والمونولوجيست غير الموهوب، أو أبو الشهادة الأرمنية المزورة "فلن يرضوا بهذا الأمر إطلاقا. أخلاقهم لا تقبل بمثل هذا الحب".

عفوا. أعتذر عن "أخلاقهم".  لا يمكن لأم رفيق أن توافق. "رائحتهم طالعة" ولا يمكن لمن كانت رائحته تزكم الأنوف أن يعلم كيف يتعامل مع العطور. أم ترى هو الأكثر خبرة في العطور لأنه ... نتن؟  أحد الدهاة اقترح ما اعتبره "أسهل الحلول": "غيري إسم الصبي، هيك بتأمنيله غطا، ولو مؤقت"، على طريقة اليد إللي ما فيك عليها بوسها وإدعي عليها بالكسر.

 أسهل الأسهل، برأي ذلك الخانع الخنوع، هو أن يغيروا "حرفا واحدا من إسم الصبي".

 "سموه وفيق، وشوفوا شو بيصير محمي،" قال الخانع الخنوع مفاخرا. تذكرت أم رفيق سحر وفيق، تقطع الشوارع إذا ذكر الإسم سلبا، تهتز الأرجل أيضا، ترتجف الشفاة، يتلعثم كثر، يقفل مطار رفيق إذا ذكر اسم وفيق. وفيق يوقف، يحقق، يأمر وينهي ... وفيق مهم لأنه يخيف. تذكرت أم رفيق كل ذلك ... وأصرت على التمسك باسم رفيق. عندما ولد أسمي رفيق الحريري، وسيبقى اسمه رفيق الحريري ولن يغير ذلك بشر. ولكن ... رفيق بحاجة إلى مدرسة بعد العطلة ... وحتما رفيق لا يعود إلى مدرسة محتلة، كما لم يعد إلى مطار محتل. رفيق ستكون له مدرسة بعد عطلة الأعياد، حتما ستكون له مدرسه تحتضنه، تعلّمه، تثقفه ولا تذيقه شديد حبها. يكفيه ما عاشه من "الحب الشديد" فهو سينساه، حتما ... فقط لأنه رفيق الحريري.  ولكن، من الآن وحتى ينسى رفيق، يجب أن تحتضنه مدرسة أخرى غير محتله، كي يتعلم ويهنأ، وكي لا تتألم ... أم رفيق ... بل كي لا يتألم ... لبنان. كلهم يحبون رفيق الحريري. كلهم!!!!! كل عام وأنت بخير عمو رفيق. ما تخاف، أكيد حترجع عمدرسة ... وتتعلم. كل عام وأنت بخير ... أيها الرفيق. كل عام ولبنان بخير.

 

جدل في ايران حول دعم «حزب الله»

كاميليا انتيخابي فرد * الحياة

تبدو العلاقات بين الحكومة الإيرانية والحكومة اللبنانية جيّدة الى حد أنّ بعضهم وصفها بالممتازة. لكن، يصعب معرفة رأي عام هذين البلدين ببعضهما البعض. فهل تربطهما علاقة جيّدة على غرار العلاقة التي تربط السياسيين في بلديهما؟ حالياً، تبدو آراء كليهما ببعضهما البعض مختلفة. والدليل الأبرز على وجود سوء تفاهم لافت بين الجانبين والجدال الذي أثاره نشر الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصر الله السنة الماضية على موقع «يو تيوب» بحيث وصف زعيم «حزب الله» حضارة إيران الحالية بأنها «عربية» و«إسلامية» بحت وليست إيرانية.

ما هو السبب الذي دفع السيد نصر الله إلى إطلاق تصريح مماثل قد يثير حفيظة البعض في ايران؟ ربما كان يحاول أن يفسر إلى خصومه في لبنان قربه من إيران. ولكنه لبلوغ هذا الهدف، قد يكون زاد موقف مناصريه داخل الجمهورية الإسلامية سوءاً. قد يجد الإيرانيون العاديون صعوبة في إدراك السبب الذي يدفع حكومتهم إلى دعم منظمة يرأسها زعيم يدّعي أنه مقرّب من إيران ليس بسبب الروابط «الأخوية» الإسلامية والشيعية التي تربطه بها بل لأنه يؤمن بـ «عروبة» الجانبين.

صحيح أن الثقافة الإيرانية والثقافة الإسلامية تعايشتا مع بعضهما البعض على مدى مئات السنين وأنه قد يكون من الصعب فصلهما عن بعضهما البعض. إلا أنّ الإسلام هو الدين المعتمد في البلد وليس الهوية. فلن يوافق يوماً أي إيراني ولا أي مرشد أعلى على توصيف آية الله روح الله الخميني وآية الله علي خامنئي بأنهما قائدان عربيان.

فكيف ينظر كلّ من الجانبين إلى بعضهما البعض؟ في لبنان ثمة من يميز بين الشعب الإيراني وبين الحكومة الإيرانية. إلا أنّ طريقة فهم موقف لبنان و«حزب الله» يبدو مغايراً تماماً في إيران. ففي إيران، يدل مصطلح «حزب الله» على الأشخاص المتديّنين سياسياً بسبب علاقتهم بالحكومة. أما مهمّتهم فترتكز الى ممارسة الضغوطات على الأشخاص الذين يدعون بأنهم إصلاحيون وعلى ضربهم أحياناً مع العلم أنهم يحصلون على الدعم الأولي من المرشد الأعلى. ويخضع هؤلاء «الحزب اللهيين» الذين يرتدون «ثياباً مدنية» لأنهم لا يملكون زياً رسمياً، لمراقبة غير رسمية من المرشد الأعلى وميليشيا «الباسيج» الخاصة.

والمفارقة هي أنّ الإيرانيين الذين يمارسون الضغوطات على سائر الشعب ويدعمون النظام يملكون الاسم نفسه الذي يحمله «حزب الله». إلا أنّ الإيرانيين يميلون إلى تصنيف المجموعتين ضمن فئة واحدة وإلى عدم التمييز أحياناً بين المواطنين الفاعلين سياسياً التابعين لـ «حزب الله» وبين مجموعة الضغط الـ «حزب اللهية» في إيران.

وعلى رغم كافة الجهود التي بذلها النظام الإيراني وعلى رغم الحملات الدعائية الهادفة إلى إظهار «حزب الله» على أنه حركة إنسانية تحظى بدعم اللبنانيين للدفاع عن لبنان ضد الخطر الإسرائيلي، لا يصدّق عدد كبير من الإيرانيين هذا الأمر، فيما يوافق عدد قليل منهم على الدعم لا سيما المالي منه الذي تقدّمه ايران إلى «حزب الله».

الإيراني العادي الذي يعيش في طهران يرى ان «حزب الله» وحركة «حماس» يحصلان على تمويل من إيران في حين يجد عدد كبير من الأشخاص في إيران صعوبة في شراء اللحم مرة واحدة في الشهر لإطعام أولادهم. ويعتقد معظم المواطنين العاديين أن معظم الدخل القومي والموارد الإيرانية تذهب إلى «حزب الله» وحركة «حماس» من أجل تعزيز الدعم السياسي لنظام إيران الإسلامي. وحين تتحدث القنوات الإخبارية الإيرانية عن زعماء «حركة حماس» أو «حزب الله»، يبدأ الإيرانيون بتحميل هاتين المجموعتين مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي يعانيها بلدهم.

سارت مثلاً إشاعات بعد زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد الأخيرة إلى لبنان مفادها أنّ إيران دفعت ملايين الدولارات إلى «حزب الله» لينظّم حفل الاستقبال الفريد الذي حظي به الرئيس الإيراني في بيروت. وبغض النظر عن صحة هذه المزاعم أو عدمها، تتسبب الأخبار القائلة إن العائلات في جنوب لبنان تحصل على مساعدة بقيمة 700 دولار شهرياً بسبب الأضرار التي مني بها البلد عقب حرب تموز (يوليو) مع إسرائيل في حين لا يزال عدد كبير من المناطق في المدن الإيرانية الجنوبية مثل أهواز وخورمشهر وعبادان مدمراً بسبب الحرب الإيرانية - العراقية التي اندلعت في الثمانينات، بحيرة وغضب في صفوف الإيرانيين. فكيف يمكن ايران أن تبني مدارس في لبنان بدل تلك التي دمرتها إسرائيل في حين يتمّ حرمان الإيرانيين من القروض والتمويل لإعادة بناء مدنهم أو لإرسال أطفالهم إلى المدارس؟ تعتبر هذه المسائل واحدة من بين الشكاوى التي يمكن سماعها في محل تجاري في طهران أو في محل لبيع اللحوم. خلال مرحلة الفوضى التي عمّت ايران عقب الانتخابات الرئاسية عام 2009، نقلت وسائل الإعلام المحلية على شبكة الإنترنت اخباراً عن وجود عناصر لبنانيين تابعين لـ «حزب الله» يساعدون حرس الثورة الإيراني في طهران. وتمّ نشر صور لقوات «حزب الله» على شبكة الإنترنت. كما سارت إشاعات مفادها أنّ شرطة مكافحة الشغب التي ترتدي زياً أسود كانت تضمّ عناصر من «حزب الله». كانت هذه مجرد إشئعات وما من دليل على صحتها إلا أنّ عدداً كبيراً من الإيرانيين العاديين أخذها على محمل الجد.

* صحافية ايرانية

 

ساركوزي شكّل حكومة يمينية متراصة لتقود حملته الانتخابية الرئاسية

ماري "الديغولية" تعيد للخارجية توازنها

المستقبل - الثلاثاء 16 تشرين الثاني 2010 - أسعد حيدر

التغيير الوزاري في فرنسا، يعني لبنان واللبنانيين بقوة، كما يعني أيضاً منطقة الشرق الأوسط. معرفة اتجاهات "رياح التغيير" ضرورية. هذه الضرورة تتجاوز مسألة الاهتمام بفرنسا لأنها دولة كبرى. باريس حاضرة في الكثير من تفاصيل الحياة السياسية للبنان وفي المنطقة خصوصاً ما يعني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإمكانات السلام واحتمالات الحرب. تحول فرنسا الشيراكية باتجاه "الساركوزية"، يؤكد يومياً أهمية السياسة الفرنسية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. "الساركوزية" قلبت صفحة غنية بالأحداث والمواقف، وخطّت فصلاً جديداً مختلفاً بنسبة مئة بالمئة عن الماضي. بين عزل وحصار دمشق والانفتاح عليها واحتضانها ودفع المجتمع الدولي لرعاية هذا الانفتاح العميق يؤكد عمق انقلاب "الساركوزية" على "الشيراكية". الفرنسيون يقرأون التغيير من زاوية همومهم الداخلية، بالنسبة لأغلبيتهم المطلقة "الرئيس ساركوزي شكل حكومة انتخابية وهو يشعر بضعفه". تردد كثيراً قبل أن يعلن التغيير. ستة أشهر من التردد، أغرقت الوزراء في "مزاحمات" شخصية أفقدتهم القوة والمبادرة لمعالجة الملفات الكثيرة خصوصاً الساخنة منها. في النهاية لم يستطع ساركوزي التخلص من "منافسه" الحقيقي رئيس الوزراء فييون واضطر تحت ضغط النواب اللجوء اليه.

أبعد من ذلك اضطر بعد أن ركز طوال ثلاث سنوات من رئاسته على "الانفصال" عن جاك شيراك الرئيس السابق والشيراكية، اللجوء الى "الشيراكيين" ليضمن جبهة يمينية متراصة تسهل له المهمة. استعادة آلن جوبيه الذي يريد أن يختم حياته السياسية بصورة "الحكيم" بعيداً عن وجهه التكنوقراطي البارد، لا يوجد أحد أكثر منه قرباً الى شيراك الذي وصفه دائماً بأنه "أفضلنا". كذلك انتقال ميشيل اليو ماري الى وزارة الخارجية وهي "خلاصة" الديغوليين و"حزب التجمع من أجل الجمهورية" اضافة الى فرنسوا باروان الابن السياسي بالتبني لشيراك، يؤكد ذلك. تخلى ساركوزي عن انفتاحه على اليسار والوسط ليعيد رص صفوف اليمين على مختلف توجهاته ليكسب معركة إعادة انتخابه. قبل سنة على بدء الحملة الانتخابية الرئاسية، جرى فرز المسرح السياسي الفرنسي بين اليمين واليسار. لم يعد من مكان للذين يريدون أن يكونوا "جسراً" بين الضفتين.

السياستان الخارجية والدفاعية هي ما تعني لبنان والشرق الأوسط. انتقال الوزيرة ماري من الدفاع الى الخارجية، يؤكد "قوتها". استطاعت أن تنجح مع "العسكر"، وها الن جوبيه الديغولي يخلفها ليوسع مساحة الاطمئنان والثقة عند "العسكر" لأن جوبيه "ديغولي" يعرف "قيمتهم" و"اهميتهم"، ولا يذهب بعيداً قبل ان يجري حسابات "ديغولية" في انخراطهم حيث لا يجب.

الوزيرة ميشيل اليو ماري يصح القول بها "مشرقياً" انها "أخت الرجال". فقد أصبحت ربما الوزير الفرنسي الوحيد الذي تسلم في عشر سنوات الداخلية والدفاع والعدل والخارجية أي كل الوزارات السيادية. شخصية ماري الموزونة والمتزنة واحاطتها بالملفات التي تتابعها وقدرتها على التعامل مع كل الملفات بتوازن يمنحها حضوراً خاصاً في وزارة الخارجية التي التبس دورها في ظل "الطبيب" كوشنير. يسجل للوزيرة ماري "أنها بعد حرب العام 2006، سارعت الى تزويد القوات الفرنسية العاملة في اليونيفيل بصواريخ "كروتال" رداً على التهديدات الإسرائيلية، تعرف جيداً لبنان وسوريا، لكنها تعرف منطقة الخليج العربية أكثر بسبب خصوصية العلاقات بين دول المنطقة ووزارة الدفاع الفرنسية. أحد إنجازات الوزيرة ماري اقامة القاعدة الفرنسية البحرية في الإمارات رغم المحاذير من الوقوع على خط تماس مع إيران.

شخصية وزيرة الخارجية ماريس ستلعب بقوة في وزارة الخارجية الفرنسية. الرئيس نيكولا ساركوزي يراهن كثيراً على لعب دور دولي كبير يعيد له شعبيته بين الفرنسيين خلال عام 2011. ساركوزي سيتولى رئاسة مجموعتي العشرين والثماني الكبار. يبدو أن ساركوزي سيعمل على استثمار "رئاسته" للمجموعتين لتحقيق "ثغرة" تسمح له بالقفز بقوة في منطقة الشرق الأوسط. ما زال ساركوزي يراهن بقوة على النجاح في تحقيق إنجاز حقيقي في الصراع العربي الإسرائيلي، وزن الوزيرة ماري واتزانها قد يساعده في تنفيذ "طموحاته" لدخول التاريخ.

لبنان سيبقى في قلب اهتمامات السياسة الفرنسية مع الأخذ بعين الاعتبار موقع دمشق ودورها في لبنان والمنطقة. بالنسبة لساركوزي دمشق تبقى "بوابته" في المنطقة، والوزيرة ماري يمكنها أن تلعب دوراً في ضبط "ايقاع لعبة الكراسي" بينها وبين الاليزيه في هذا الجانب، لأنها ليست من الوزراء الذين يمكن القفز فوقهم بسهولة خصوصاً في وقت يحتاجها الرئيس المرشح بقوة. مشكلة الرئيس نيكولا ساركوزي ليست في نواياه أو طموحاته وانما في عثوره على اجابات بسيطة ممكنة التنفيذ لأعقد قضايا في العالم.

 

الكتائب تدعو الى مؤتمر وطني تأسيسي يطرح كل فريق فيه هواجسه ومخاوفه

مصادر النائب سامي الجميّل ملفّ العدالة وملف السلاح هما ملفان منفصلان عن موضوع النظام       

 ريبكا سليمان/اللواء

حمل الفصل القديم ? الجديد الذي قرأه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب " يوم الشهيد" تخويناً وتوصيفاً لشركاء الوطن "بالمتآمرين" والحاقدين، على مدى فصول خمسة صنفها نصرالله كرونولوجيا، الى القضاء على المقاومة· وفي فصله القديم - الجديد، استكمال لنهج كان بدأه سابقاً، وفق المراقبين الذين اعتبروه غير مقنع، حتى الى جمهور المقاومة <فلا جديد في ما قدمه في اطلالة 11 تشرين الثاني، بل تأكيد لمواقفه التي سبق وأعلن فيها صراحة رفضه للمحكمة الخاصة بلبنان الى حدّ الوصول للانقلاب عليها عبر "نداء" المقاطعة، ولا جديد في سياسة تخوين كلّ الآخر واعتباره متآمراً على المقاومة، ولا اي جديد في استراتيجية هدم الجسور التي دأب رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه على مدّها منعاً للفتنة وحفاظاً على الحقيقة والعدالة وصوناً للبنان·

اللافت كان تعمّد نصرالله "زج" موضوع النظام في لبنان في خطابه المعدّ سلفا للهجوم على المحكمة والشرعية اللبنانية والدولية، مرّة عبر اتهام فرنسا بطرح المثالثة بديلا من الطائف ومرّة عبر هجومه على "احد النواب الواعدين في قوى 14 آذار الذي تحدث عن نظام سياسي جديد ينقض أساس الطائف وهو اقرب إلى الفيدرالية " كما قال، سائلا:" أين قوى 14 آذار؟ أين الغيارى على اتفاق الطائف؟ لماذا بلعوا ألسنتهم من جديد؟ هذا يدل على المستوى السياسي الموجودين فيه، لو تكلم احد من المعارضة بهذا الكلام فما الذي كان سيحصل؟ وخصوصا المعارضة المسيحية، لو أحد من التيار الوطني الحر أو تيار المردة قال ما قاله كوشنير أو ما قاله ذاك النائب الواعد فما كان الذي سيحصل في البلد؟ الانقلاب على الطائف، المؤامرة على الطائف، ويأخذون الأمر من الرابية إلى طهران إلى السموات السبع· أليس هذا هو مستوى التركيبة السياسية في البلد؟"·

وفي هذا السياق، تشير مصادر النائب سامي الجميّل لـ?<اللواء> الى ان فريق 14 آذار ليس حزبا احاديا ذا موقف موّحد بل هو عبارة عن احزاب متعددة تجتمع حول ثوابت وطنية عدّة الا ان لكل منها رؤيته الخاصة وموقفه، وهي متفقة على الحوار والتفاهم واحترام الرأي الآخر"· ولفتت الى ان موقف حزب الكتائب من النظام الحالي معروف ومعلن وهو الحزب الوحيد على الساحة السياسية الذي يتجرأ ان يعترف بالمشكلة الحقيقية التي تمتد منذ 50 عاماً وهو الوحيد أيضاً الذي يطرح الحلول البديلة لتصحيح هذا الخلل عبر مؤتمر وطني تأسيسي للبنان جديد يجتمع حوله اللبنانيون على طاولة مستديرة ليفكرّوا سوياً بمستقبل لبنان على قدر طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم>·

اضافت: <بدل أن يجتمع اللبنانيون عام 1990 للتحاور لإعادة الثقة في ما ينهم بعد حرب طويلة، حصل اتفاق الطائف الذي غابت عنه ابرز القيادات المسيحية، من الرئيس أمين الجميل، والجنرال ميشال عون، والدكتور سمير جعجع، فتم حينها تقاسم السلطة بين من اجتمع في الطائف، وحُكم البلد منذ الـ1990 وحتى الـ2005 بنظام سياسي لا يلائم التعددية الموجودة في المجتمع اللبناني>·

واردفت: "الأمر نفسه تكررّ بعد 15 عاما من الوصاية السورية، وبعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005 ، اذ جلّ ما فعله اللبنانيون هو تأجيل المشكلة، ووصلنا الى حرب تموز فاتهمت فئة لبنانية فئة اخرى بالخيانة، وحصل تعطيل المؤسسات والاستقالة من الحكومة حتى الوصول الى التقاتل في 7 أيار فأتى اتفاق الدوحة الذي يوصف باتفاق التنازل بعد سيطرة فئة على فئة أخرى بقوة السلاح"·

ودعت الأطراف السياسية إلى <الاعتراف بأن هناك خللاً في النظام اللبناني>، مشيرة الى ان حزب الكتائب يدعو الى مؤتمر وطني تأسيسي يطرح كل فريق فيه هواجسه ومخاوفه والنظام الذي يراه مناسبا للبنان ليتم التوصل الى رؤية مشتركة نستطيع من خلالها بناء الدولة القوية والمحصنة التي نريدها جميعاً والتي تؤمن مصالح الجميع من دون أن تفرض فئة رأيها على فئة أخرى·

وإذ اعتبرت ان <البعض يستعمل كلمة فدرالية للتهويل على اللبنانيين وتخويفهم ، شرحت ان <هذا المصطلح مطاط وله تفسيرات وتطبيقات عدّة، لافتة الى ان " طرح الكتائب لا ينحصر بتسمية ولا هو نظام منزل، بل له نظرة واضحة بأن يكون للبنان نظام تعددي نظراً للمجتمع التعددي والمتنوع الثقافات الموجود فيه"·

وإذ رأت أن <ملفّ العدالة وملف السلاح هما ملفان منفصلان عن موضوع النظام>، اوضحت انه <لا يمكن للمؤتمر الوطني التأسيسي للبنان جديد الذي يدعو اليه حزب الكتائب ان يقوم في ظل وجود سلاح غير شرعي على الطاولة>، مضيفاً: "إن حلّ مشكلة النظام لن يحلّ مشكلة السلاح بل يجب على جميع المتحاورين أن يكونوا متساويين في الحقوق فلا يضع احد سلاحه على الطاولة أثناء الحوار

"· وأكدّت ان <امين عام حزب الله كرر نفسه في خطابه الاخير وهو وضع نفسه في موقع المتهم>، رافضة الدخول في سجالات حول المحكمة الدولية، داعية الجميع الى انتظار القرار الظنيّ، فاذا ما تبيّن من خلال الاثباتات والمعطيات الصلبة التي ستقدمها لجنة التحقيق ان حزب الله متورط في اي من عمليات الاغتيال، واذا ما ثبتت التهمة عليه فليحاكم ولتنفذ العدالة>، معتبرة <ان اي رفض لتسليم المتورطين في الجرائم سيجعل من الحزب خارجا عن القانون وملاحقاً من قبل العدالة الدولية>·

 

 شجار «عمر وحسين» يُسقط «طوني» شهيداً:

المسيحيّون في لبنان «أهل ذمّة» ... يتناتشون فضلات وظائف الدولة ومراكز القرار

الخارجية «حسينية» للشيعة.... وتخمة سنيّة في «المالية»... والمسيحيّون يتقاسمون «بيننا وبينهم»

ابتسام شديد /الديار

«تشاجر عمر السني مع حسين الشيعي، فسقط طوني المسيحي شهيدا»... عبارة وردت في مشهد كوميدي قبل فترة اوردها سياسي مسيحي في حلقة مسيحية ضيقة كان عنوانها الوضع المسيحي وتأثير الانقسام الحاصل بين اللبنانيين على الوضعية المسيحية. في الحلقة «الحوارية» حول شجون المسيحيين وشؤونهم اجماع على ان ما يحصل حاليا لم تشهد له الصيغة اللبنانية مثيلا وان الاوضاع باتت تنذر بالعودة الى ايام المتصرفية والقائمقاميتين لكن هذه المرة بأشكال مختلفة عن سابقتها لأنها ستكون خالية من الوجود المسيحي وكذلك من الوجود الدرزي والإثنان شكلا سابقا العمود الاساسي لحقبة المتصرفية. وبقدرة الامر الواقع اليوم تحوّل الوضع حاليا الى قائمامية سنية تقابلها قائمقامية شيعية والاثنتان كاملتا الاوصاف والمعدات والفاعلية مع شبكات تواصل إقليمية متينة تؤمن لهما الحياة والإستمرار فيما الباقون يستمرون لزوم ما لا يلزم للزينة والوحدة الوطنية اللفظية تقتصر ادوارهم على الصراع من اجل البقاء والاستحماء من الاخطار بالتبعية واللجوء الى احدى القوتين الاساسيتين. في الحلقة الحوارية ايضا تثبيت لاضمحلال «المارونية السياسية» التي هزمت الى غير رجعة فورثتها الشيعية السياسية الهادرة وتقاسمتها مع السنية السلفية، فيما انصرف ما تبقى من الفاعليات المسيحية السياسية الى «تناتش» فضلات في وظائف الدولة وفي مراكز القرار، ففي وزارة المال مثلا تظهر الارقام والاحصاءات التي في حوذة الطبقة السياسية المسيحية المعنية دفقا وظائفيا سنيا في هذه الوزارة حيث وصلت جداول الموظفين الجدد في ملاك الوزارة من غير المسيحيين الى المئات، وفي وزارة الخارجية لا يبدو المشهد مختلفا بعد ان تحولت الخارجية في السنوات الماضية الى «حسينية» للشيعة عموما ولحركة امل خصوصا حيث المراكز «الحرزانة» للسفراء والقناصل في الخارج ذات المردود المالي الدسم خصصت بالكامل للمحسوبين حركيا او مذهبيا فيما وزير القوات ابراهيم نجار يحمل ملفات التعيينات والتشكيلات القضائىة في وزارة العدل الى امام ابواب عين التينة لنيل الموافقة والقبول حيث يتقاسم ما هو للمسيحيين «بيننا وبينهم» فيما حصة المسلمين شيعة وسنة لهم وحدهم. وحال وزراء الاصلاح والتغيير او مسؤولي التيار الوطني الحر ليست احسن حالا فهم يرفعون الصوت عاليا مهددين بفضائح وارقام الفساد ويقفون بالتالي في طابور «العاجزين» عن التسلل الى وظائف الدولة او تأمين خدمات وابواب عمل تحد من هجرة الشباب المسيحيين وحجة هؤلاء دائما «ان الدولة برمتها تحتاج الى اصلاح وتغيير» حتى لا يقول بعضهم ان المسيحيين فاتهم القطار المفترض ان يستقلوه في التوقيت والزمان المناسبان.

لماذا حلّت النكبات والمآسي بالمسيحيين، علما ان لبنان انشئ خصيصا لهم كما يقولون؟

سؤال طرحته الاوساط المجتمعة تحت سقف النقاش المسيحي، فيأتي الجواب من قيادي مسيحي عايش المراحل السياسية الماضية بتفاصيلها ليقول:

«انها اللعنة التي تصيب الرؤوس الحامية، فالوطن تحوّل الى مزرعة للقادة المسيحيين ولعائلاتهم وورثتهم، فبدا هؤلاء كالأفاعي «محشورين» في كيس واحد كل واحد يريد إلغاء الاخر فيما هموم الجماهير والقواعد المسيحية في اسفل اهتماماتهم وللدلالة على مآثر الافاعي فإن التاريخ الحديث يشهد بمهارة القتل والغدر ابتداء من معارك توحيد البندقية في الصفرا، مرورا بمجزرة اهدن وصولا الى حرب الإلغاء، هذه الحروب جميعها اوصلت المسيحيين الى حالة من الإرباك واليأس ودفعت بهم الى القرف ونبذ السلاح وحامليه.

وبعد الهزائم التي لحقت بالجميع لم يتوقف الإبداع المسيحي عن حدود الهزيمة واخذ العبر والدروس، فانتقل الجميع الى خوض معركة الطائف فريق مع عقد الاتفاق وآخر ضده والإثنان ينطلقان من عنوان واحد هو النكد السياسي فيما هموم طائفتهم في غير مكان. لذلك عندما جاء «غول الصلاحيات» كانوا غافلين عنه فالتهم ما لقيصر وترك المسيحيين مؤسسي الكيان على قارعة الوطن لا حول لهم ولا قوة ولم يترك لهم الخيار سوى الإلتحاق بركب من شلّحهم الصلاحيات والامتيازات. فالصلاحيات الرئاسية جعلت الرئيس الماروني اشبه بـ «المطران على مكة» او في احسن الاحوال يشبه ملكة بريطانيا حيث يراقب عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية وكلتا هما نشيطتين زاخرتين بالقرارات التي تحدد المسارات الكبرى للدولة اللبنانية. وهكذا وضع الطائف رئاسة الجمهورية في قالب «من ذهب» فأصبح الرئيس الماروني رئىسا لكل لبنان فيما رئىس الحكومة هو للطائفة السنية تعجز ابواب الجحيم عن زحزحته من السراي الكبير، كما حصل مع الرئيس فؤاد السنيورة حيث تحوّل المقر الى قلعة يرابط فيها اهل السنة «والويل لمن يقتحم معاقل الطائفة».

وما يحصل عند السنة تطبق عليه الحسابات لدى الشيعة فعندما قررت الاكثرية استبدال الرئىس نبيه بري بآخر من المعارضة، لكن شعار «يا غيرة الدين» فعل فعله وخنق الافكار الشيطانية لدى الاكثرية في الصدور، وهكذا تثبت ان ساحة النجمة اصبحت مطوّبة بالكامل للشيعة فيما جارتها السراي الكبير لأهل السنة والطائفتان اللدودتان تمتلكان جيشا شرعيا من الموظفين داخل المؤسسة الرسمية، اضافة الى السلاح الظاهر والمستتر داخل كل طائفة.

العرض المسيحي لوضع المسيحيين مقارنة مع الطوائف الاخرى يظهر معادلة تراجع في الدور والحضور والفاعلية. يرى السياسيون المسيحيون ان القيادات المسيحية باتت «تطبّل» في اعراس الاخرين فالرئىس بات توافقيا لكل لبنان يرى شؤون اللبنانيين سواسية فيما اقرانه الرؤساء كل يعمل وفق مصالح طائفته ومنطقته فإذا قامت السلطات الإماراتية مثلا بطرد أبناء الجالية الشيعية فإن الرئىس نبيه بري يستنفر كامل طاقاته وعلاقاته للمعالجة، واذا حصل اي اشكال امني في مجدل عنجر او وادي خالد فإن الرئيس الحريري وتيار المستقبل يستنفران كل المقومات اما غزو الاشرفية او عين الرمانة فهي مسألة فيها نظر...

التراجع المسيحي في السياسة و الادارة ولّد الإحباط لدى شرائح ومكونات المجتمع المسيحي فسقط المسيحيون «ضحية» اغراءات الهجرة و«الارقام» المادية التي عرضها التجار والسماسرة يحضّهم على بيع اراضيهم في المناطق البعيدة والقريبة حيث فعلت الاسعار المرتفعة للعروضات فعلها في نفوس اليائسين من اللبنانيين.

الخلاصة الموضوعية لجلسة القياديين المسيحيين توصلت الى نتيجة حاسمة بأن القيامة لدى المسيحيين باتت شبه مستحيلة خصوصا اذا لم يتدارك اصحاب الشأن العلمانيين والدينيين الإسراع في معالجة ما وصل اليه المسيحيون فعلى الاوقاف المسيحية ان تضع خطة طوارئ لمكافحة الوباء الذي كاد ان يقضي على اخر وجود مسيحي في هذا الشرق وان يقوم لوبي مسيحي لبناني بشراء الاراضي من المسيحيين اصحاب الحاجات المادية الضرورية... وللحديث صلة.

 

إقتراع المغتربين بند إصلاحي ساخن يُفتح قبل أوانه

وقانون انتخابات 2013 تحدّده المصالح الطائفية والتوازنات

الديار/ايلين عيسى

على رغم كل الوعود والجهود والدراسات يبدو ان اصلاح قانون الانتخابات في لبنان يحتاج الى عشرات الدورات كي يتقدم ببطء شديد وغير مضمون لأن دون الوصول الى هذا الإصلاح مصالح فئوية وطائفية وسياسية تلعب فيها التوازنات دورا كبيرا.

فقبل موعد كل دورة انتخابية سواء كانت نيابية او بلدية يكثر الحديث عن وجوب إدخال اصلاحات على قوانين الانتخابات تجعل من هذه القوانين اكثر انصافا وقدرة على التمثيل الحقيقي وتمنع التزوير والتلاعب الى حدّ كبير. وكانت المحاولة الاساسية في هذا المضمار ما قامت به الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس والتي وضعت تصورا متكاملا يشمل تقسيم الدوائر الانتخابية والتمثيل النسبي واصلاحات اخرى تشمل طرق الاقتراع وسن المقترعين والمال الانتخابي. اما المحاولة الثانية، فكانت في القانون الذي كاد ان يولد قبل انتخابات 2009 والذي تضمّن اصلاحات تنصّ على النسبية وخفض سن الاقتراع والكوتا النسائىة واقتراع المغتربين. ولم يطبّق من هذه الاصلاحات سوى اجراء الانتخابات في كل لبنان في يوم واحد. وقد وعدت الحكومة كما يحصل دائما على مدى الدورات السابقة بأن تضع «في المرة المقبلة» قانونا متطورا. ومما وعدت به هذه المرة هو تأمين اشراك المغتربين في عمليات الاقتراع وخفض سن الاقتراع. ومعلوم ان بند خفض سن الاقتراع لم يقرّ بسبب المعارضة التي لاقاها من قبل القوى المسيحية.

واليوم وزير الداخلية زياد بارود يعلن انه سيجهّز الجانب القانوني الخاص بتمكين المغتربين من الاقتراع في العام 2013 ويقوم بما هو مطلوب من وزارته في هذا المجال، في حين كان وزير الخارجية علي الشامي اعلن قبل فترة ان الامكانات لا تسمح باقتراع المغتربين في الدورة الانتخابية المقبلة التي يفصلنا عنها 3 سنوات ونصف السنة.

وتقول مصادر معنيّة ان هذا الامر فتح الباب قبل الاوان على صراع حول بند ساخن في الإصلاح الانتخابي، الا وهو اقتراع المغتربين الذي يشكل مادة خلافية طائفية في الاساس. فرئىس الجمهورية ميشال سليمان محرج اذا لم يف بوعده بجعل المغتربين قادرين على الاقتراع فيما هذا الملف سيواجه وقد ووجه بمعارضته من الجانب الاخر وتحديدا الجانب غير المسيحي لأن إدخال المغتربين في عداد الناخبين سيغيّر الكثير من موازين القوى الطائفية كما قد يفعل اقرار خفض سن الاقتراع في المقابل، ولكن طبعا بنسب متفاوتة جدا.

لذا ترى المصادر ان الكلام الذي سيصدر حول اصلاح القانون الانتخابي الموعود سيظل كلاما قبل اوانه، لأن وقته يحين فقط قبل الانتخابات بأشهر او اسابيع. وحين تلعب المصالح والتوازنات دورها، وتطير معها الاصلاحات ومن يصلحون...

 

تساؤلات عمّا ينتظر الساحة الداخلية بعد الأعياد

مصادر نيابية في 14 آذار: «7 أيار» سياسي تعدّه المعارضة يقوم على إسقاط الفريق العرّاب للمحكمة الدولية

الديار/فادي عيد

تكثر الأسئلة في الأوساط السياسية والشعبية عمّا ينتظر الساحة الداخلية من تطورات مقبلة قد تشهدها بعد انتهاء المهلة التي فرضتها عطلتا الأضحى وعيد الاستقلال على مجلس الوزراء، خصوصاً وأن الضبابية لا تزال عنوان العقدة الماثلة على طاولة مجلس الوزراء والمتمثلة بملف «شهود الزور» بانتظار ظهور «الدخان الأبيض» من الجهود السورية والسعودية.

وفي معرض الإجابة عن هذه التساؤلات، توقعت مصادر نيابية في 14 آذار تفاقم المأزق السياسي بعد المراوحة الحالية وذلك في ظل عودة المناخ التخويني الى الأوساط السياسية والاعلامية في آن، على الرغم من تسليم كل الأطراف بضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه تأزيم وتوتير الوضع السياسي خلال عطلة الأعياد الطويلة. وعزت هذا التشاؤم الى انعدام المؤشرات على احتمال حلحلة ما على مستوى العلاقة ما بين «حارة حريك» و«بيت الوسط». مشيرة الى ان التصويب على المحكمة الدولية قد وصل الى مرحلة خطرة، وقد ساهم بإطلاق موجة من ردود الفعل الدولية المندّدة بالمسار الذي سلكته قيادة «حزب الله» مع التحقيق الدولي وصولاً الى مقاطعتها المحكمة واعتبارها اسرائيلية - اميركية تستهدف تنفيذ ما لم تتمكن حرب الـ2006 من تحقيقه. وأضافت ان الحراك اللبناني في العواصم الأوروبية وتحديداً زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى موسكو، وزيارة رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون الى باريس سيكشف، وخلافاً لبعض التوقعات، مدى تمسّك الموقف الدولي بالمحكمة الخاصة بلبنان، حيث ان موسكو وباريس قد أعلنتا في مناسبات عدة سابقة دعمهما لاستمرار عمل المحكمة الدولية وبأهمية عدم تسييسه بالتزامن مع دوره في الحفاظ على الاستقرار في لبنان، ذلك ان لا تعارض ما بين تحقيق العدالة وحفظ الأمن.

ومن هنا، تابعت المصادر نفسها، فإن حالة الترقّب السائدة لن تطول لأن المواجهة قد بدأت بالفعل من خلال حرب الحملات التي ابتعدت فيها المعارضة عن ملف «شهود الزور» وعمدت الى استكمال حربها على كل فريق الأكثرية في مسعى لتصوير الاشتباك الداخلي وكأنه ناجم عن مجموعة سياسات أمنية واقتصادية ومالية واجتماعية نفذها هذا الفريق منذ العام 2005. ويعكس هذا الأسلوب المستجدّ سيناريو متطور لـ«7 أيار» السابق يقوم على تجريد الطرف الآخر من كل أوراق القوة لديه عبر سحب الدعم الشعبي والسياسي له نتيجة الفضائح التي يجري الحديث عن كشفها والتي وصلت في بعض الحالات الى مرحلة الخيانة العظمى مع ما لهذه الكلمة من معان خطيرة ترتب على أي فريق يتعرّض لها ان يرد ليدافع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة لديه لأن وجوده السياسي بات على المحكّ.

وكشفت المصادر النيابية في 14 آذار ان تحول «حزب الله» في التصعيد نحو التخوين والتهديد أتى بعدما تبين ان دخوله في مواجهة مع المجتمع الدولي من خلال مقاطعة المحكمة دونه أخطار قد تكون لها ارتدادات على أكثر من عاصمة في المنطقة، ولذلك لجأ الى التغيير في حملته لإسقاط المحكمة من مهاجمة مجلس الأمن الدولي الى الهجوم على الطرف الآخر في الداخل للوصول الى مبتغاه في إسقاط الموقف اللبناني الرسمي الداعم للمحكمة عبر إسقاط الفريق السياسي الذي عمل لولادة هذه المحكمة منذ العام 2005.

 

هل يعتذر "حزب الله" من ميلاد عيد ؟

علي حماده/النهار

عندما ألقي القبض على المهندس في شركة "الفا" ميلاد عيد، انطلقت ماكينة بروباغاندا هائلة تصدرتها وسائل اعلام قوى 8 آذار، وسياسيوها نوابا ووزراء وحزبيين وصولا الى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصيا الذي تناول موضوع الخروق الاسرائيلية في قطاع الاتصالات ليبني عليها قسما اساسيا من هجومه على المحكمة الدولية. وحفلت وسائل اعلامية عدة بروايات "جميس بوندية عن المهندس ميلاد عيد وصلت الى حد تحميله قدرات خارقة على تغيير خريطة الداتا في قطاع الاتصالات في لبنان لمصلحة الاسرائيليين. والاخطر من ذلك كله ان الجهة التي كانت تشكو الاتهامات السياسية، وملاحقة الضباط الاربعة في السابق واحتجازهم "ظلما" لم توفر المهندس عيد من اتهاماتها المسبقة، وصفته صحف محترمة بعبارة "العميل "، وذلك قبل ان يتم توجيه اي اتهام صريح له بالعمالة لاسرائيل. وحيكت الروايات من كل نوع حول الرجل، بهدف وضع موضوع الاتصالات في صدارة الحملة لضرب التحقيق الدولي، ومن خلاله المحكمة نفسها. قبل ايام حكمت محكمة التمييز العسكرية ببراءة المهندس ميلاد عيد، واطلق سراحه ليعود الى حياته الطبيعية بعدما جعلوا منه "سوبرمان " الاتصالات العامل لحساب الاسرائيليين، وبالتالي حاولوا ان يعبروا من الافتراء الى المحكمة نفسها. وخلال اسابيع عدة قامت حملة على كل القطاع وجرى رميه بعامليه بشبهة العمالة لاسرائيل. عاد ميلاد عيد الى الحرية ليكشف بخروجه وبراءته حجم الافتراءات، والبروباغاندا المخيفة التي تستهدف العدالة في لبنان، وفي الوقت عينه انكشف جانب مهم من الحملات وظهرت للعيان خطورة انزلاق البلاد الى "البارانويا" الامنية التي عزتها الروايات. كم كنا نود لو ان هذه القيادات وفي مقدمها السيد حسن نصرالله توجهوا الى المهندس ميلاد عيد ليعتذروا لانهم وظفوا قضيته في سياق حملة خاطئة، وتسببوا بأذيته الشخصية. وفي النهاية بانت حقيقة الحملة التي ما افادت "حزب الله" بشيء سوى بترسيخ الشبهات عليه في اذهان الناس".

ان البريء من دم الشهداء لا يهدد بقتل ابنائهم وجماهيرهم. والرافض شبهة او تهمة ممن يسميهم "شهود زور" لا يغرق البلاد في بحر من الافتراءات والروايات الخيالية، ويصل الى حد تسخير اعلى المنابر وارفعها للنيل من الناس. فالى القادة الكبار رسالة واحدة عشية عيد الاضحى المبارك: اعتذروا لميلاد عيد ولكل من افتريتم عليهم بالتصريح وبالهمس والغمز...

 

استغراب لفتح ملفات جانبية مع دعم فرصة المساعي

البحث في التسوية يتركز على ما بعد القرار الظني

النهار/روزانا بومنصف

قبل انطلاق حملة الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله على المحكمة الخاصة بلبنان، نسب الى رئيس الوزراء سعد الحريري قوله لنصرالله في اللقاء الاخير الذي جمعهما انه في حال وُجِّه الاتهام الى افراد في الحزب وفق ما تتداوله وسائل الاعلام، فانه - اي الحريري - لن يوجه الاتهام الى الحزب، ويفضل لو يتنصل هذا الاخير من عناصر غير منضبطة قد تكون تورطت في هذه العملية. ومع ان اوساط الحريري نفت مضمون هذا الكلام، فان الحملات التي شنها السيد نصرالله في سلسلة اطلالاته حرصت على الرد ان الحزب حديدي ولا عناصر غير منضبطة فيه او خارجة على نظامه او صفوفه. وقد قوبل الكلام الذي نسب الى الحريري والذي لم ينفه شخصيا بانتقاد من اوساط عدة اعتبرت انه قدّم اوراقا مجانية لم يكن اوانها مناسبا، بدليل ما حصل لاحقا. واليوم وبعدما مضي ما يقارب الخمسة اشهر على هذا اللقاء الذي عقد في 26 حزيران، يعود الكلام على تسوية سعودية سورية تكاد تقارب النقطة التي رُفضت سابقا، وهي تلحظ وفق مطلب الحزب تنصل الرئيس الحريري من اي اتهام يَرِد في مضمون القرار الظني، على رغم التفسيرات المختلفة لهذه الكلمة. اذ ان الحريري لا يمكنه التنصل من المحكمة او ما يصدر عنها، من منطلق ان لبنان هو من طالب بها وبالحقيقة، لكن يمكنه ألا يتبنى ما يرد في القرار لانه ليس مسؤولا عن مضمونه بل ان المدعي العام للمحكمة هو المسؤول عنه، وهو لن يعمل بمضمونه او يتعاطى معه على انه التسليم بالحقيقة، شأنه شأن الجميع، باعتبار ان القرار الظني هو مرحلة اولى في مسار المحكمة، وهو ليس حكما ولا ادانة. وتاليا يمكن الحريري ان يقيم مسافة مع القرار الظني ولكن لا يمكنه نزع الشرعية عنه او التنكر لما يمكن ان يرد فيه علما انه سبق ان قال ان اتهام افراد في الحزب لا يعني بالنسبة اليه اتهام الحزب.

فهل كانت الاشهر الخمسة الاخيرة بكل ما حملته من توتر وسيلة للعودة الى نقطة الانطلاق في المعالجة مع فارق رئيسي هو دخول سوريا والسعودية على خط ايجاد تسوية كانت ممكنة ومحتملة بين الافرقاء اللبنانيين وحدهم من دون اي تدخل او مساعدة من الخارج الاقليمي.

 ما بات واضحا ان البحث في هذه المرحلة بات يتناول مرحلة ما بعد صدور القرار الظني. وتقول بعض المصادر ان وسائل عدة اعتمدت من اجل تغيير مسار الامور بممارسة ضغوط لوقف المحكمة او لوقف القرار الظني. ومع ان معالم التسوية لا تخرج عن هذا الاطار المتداول باعتباره الوحيد المحتمل والممكن، فانه يعتقد انه كان على الحزب ان يجرب كل هذه الوسائل حماية لنفسه امام جمهوره وامام الراي العام اللبناني والخارجي، بصرف النظر عن الانعكاسات الكبيرة لذلك على الوضع في البلاد على صعد عدة، علما انه ليس اكيدا ان تسوية مماثلة قد باتت قاب قوسين من اعتمادها او تبنيها. لكن لفت اوساطا معنية عدة ما تعتبره تبدلا في الموقف السوري بناء على الموقف الاخير لوزير الخارجية السوري وليد المعلم وتمييزه بين القرار الظني والقرار الاتهامي، مما يعني ان سوريا عادت لتميز موقفها عن "حزب الله" بعض الشيء كما قبل اشهر قليلة، على عكس التطابق الكلي في الموقفين في الاشهر الثلاثة الاخيرة. وذلك من دون الجزم باسباب هذا التبدل وما اذا كان يتعلق بالموقف الاميركي الاخير من سوريا او بالتماسك الذي اظهرته المملكة السعودية او بالمخاوف من اعتداء اسرائيلي. وفي اي حال، يبدو مستغربا على نحو واسع هذا الضجيج في فتح ملفات جانبية من حرب تموز 2006 الى ملف تداعيات "شهود الزور" الى محاولة محاكمة عهود الرئيس رفيق الحريري في الوقت الذي قال الامين العام السيد نصرالله في خطابه الاخير الاسبوع الماضي انه يعطي المساعي التي تجري على خط المملكة السعودية وسوريا فرصة، ما لم يكن فتح هذه المشاهد الجانبية محاولة من الحزب وحلفائه لتعزيز موقعهم في اي تسوية.

 

دمشق لا "تتصدّى" لقرار إتهامي

غسان حجار /النهار

تحدث وزير الخارجية السوري وليد المعلم أول من أمس امام عدد من القناصل، متناولاً الشأنين اللبناني والعراقي، واذ اعتبر ان "المحكمة الخاصة بلبنان شأن لبناني ولا يخص سوريا"، ميز ما بين القرار الظني والقرار الإتهامي، فقال "لابد من توضيح لغط تستخدمه وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، فهناك فارق كبير ما بين القرار الظني الذي يرمي الشكوك يميناً وشمالاً، والقرار الإتهامي الذي يقدمه المدعي العام ويكون مبنياً على أدلة قاطعة، وهذا القرار لا أتصور ان أحداً سيقف ضده. من هنا نسمع اسرائيل تتحدث عن القرار الظني للعبث بلبنان". في الواقع انني سمعت للمرة الأولى خطاباً يميز ما بين القرار الظني والقرار الإتهامي، والوزير المعلم يستند بالطبع الى معطيات قانونية في هذا المجال، على قاعدة ان الظنّ يسبق الإتهام. واذا كان الفارق واضحاً لدمشق، فإن هذا الوضوح من المفترض ان ينتقل الى حلفائها ومناصريها في لبنان. فالقرار الظني "يرمي الشكوك"، وهذا ضروري في كل مراحل التحقيق، وفي كلّ جريمة، اذ ان الشك هو المدخل الى اليقين، واثارة الشكوك تكون المرحلة التمهيدية لكل أنواع الدفاع، لنفي هذه الشكوك- التهم الأولية واسقاطها، أو لعجز المشكوك فيهم عن ذلك، مما يقود الى القرار الإتهامي لاحقاً. في كلام الوزير المعلم رضى وقبول بالقرار الإتهامي وعدم تشكيك في صدقيته، مما يعني ضمناً قبولاً بالعدالة الدولية، وبالمحكمة الخاصة بلبنان، لأن قوله "ان أحداً لن يقف ضده اذا كان مبنياً على أدلة قاطعة"، ينفي عن المحكمة الصفة الإسرائيلية، والإنحياز، والرضوخ لتدخلات سياسية خصوصاً أميركية، فكيف يكون القرار الإتهامي مقبولاً من سوريا، اذا كان صادراً عن "محكمة اسرائيلية" (؟)، ولا تقف دمشق في وجهه مع مناصريها في لبنان، اذا كان "القرار الإسرائيلي" يستهدفهم، لأنه بالتالي يستهدفها وسياساتها ودورها في لبنان وفي المنطقة؟

واذا كانت اسرائيل، على قول الوزير المعلم، "تتحدث عن القرار الظني للعبث بلبنان"، واذا كانت هذه الحقيقة معروفة من الجميع، فلماذا الإنزلاق الى متاهة الفتنة والعنف وقلب الطاولة والإنقلاب على النظام؟ أليس هذا ما تبتغيه اسرائيل؟ وهل يقبل "حزب الله" بالوقوع في هذا الفخ الذي تتحدث عنه دمشق؟ انه فعلاً العبث بلبنان، والذي تدفعنا اليه اسرائيل كل يوم، وما اندفاعنا المتزايد في اتجاهه، مهرولين، ومفاخرين، سوى السقوط المدوي، فما لم تتمكن الدولة العبرية من النيل منه في لبنان عبر حروبها المتتالية، يبدو انها ستفوز به في زمن السلم وفي "صراع الأخوة".

 

من أين لكم هذا؟" سؤال بلا جواب منذ عام 1953

هل يستطيع رئيس الجمهورية إصلاح ما أفسده الدهر؟

اميل خوري/النهار

الكلام على الفساد والفاسدين والمفسدين بات موسمياً وفي كل عهد، لكن هذا الكلام يبقى كلاماً... وإن كان قد تحوّل اليوم اتهامات عشوائية تطلق بدون أدلة، وهو ما لم يكن يحصل في الماضي، لأن النواب كانوا يتحاشون اتهام أحد من دون دليل وإلا واجهوا القضاء، بل كان اتهامهم يبدأ بسؤال أو استجواب يوجه الى الحكومة ثم الى طلب تأليف لجنة تحقيق برلمانية تنتهي بإدانة مَن يستحق الادانة، وهو ما كان يفعله بصورة خاصة العميد ريمون إده، المعروف بدقته في إعداد ملفاته إعداداً جيداً، حتى إذا قال لفلان أنت سارق قدم البراهين والأدلة، وليس كما هو حاصل اليوم من كلام وإطلاق الاتهامات جزافاً ليس من مجلس النواب بل من المحطات الاذاعية والتلفزيونية لإسماع الصوت فقط أو بقصد التضليل والتشويش.

لقد صدر المرسوم الاشتراعي الرقم 38 في شباط 1953 المعروف بقانون "من أين لك هذا" لكنه ظل بدون تطبيق دقيق، لأن تطبيقه مرعب... ورغم الطلب من الرؤساء والوزراء والنواب وكبار الموظفين وكل قائم بخدمة عامة ان يقدموا تصاريح بأموالهم المنقولة وغير المنقولة، فإن بعضهم يدخل الحكومة أو مجلس النواب بسيارة من طراز قديم ويخرج بسيارات من طراز حديث، ويأتي من منزل متواضع ويعود الى فيلات وقصور أو يصير صاحب شركات أو شريكاً فيها ويتحدى من يتهمه بالإثراء غير المشروع بأنه مستعد للكشف عن حساباته، وهو يعلم أنها خاضعة للسرية المصرفية ليس في لبنان فحسب، بل في الخارج ايضاً، كما انه يتحدى بالقول انه مستعد لطلب رفع الحصانة عنه كي يحاسب، وينتهي السجال بين المتهَم (بفتح الهاء) والمتهِم (بكسر الهاء) ببقاء كل شيء على حاله، لأن الفساد هو الأقوى من كل شيء ووحده صامد في لبنان...

ويذكر انه في العام 1953 فاحت روائح الفساد والرشوة والاموال المختلسة في معظم الوزارات، الامر الذي حدا بـ"الجبهة الاشتراكية الوطنية" المؤلفة من: كميل شمعون، اميل البستاني، كمال جنبلاط، غسان تويني، بيار إده، عبد الله الحاج وديكران توسباط الى تقديم مشروع قانون الاثراء غير المشروع، وعند صدوره أذيع مضمونه من محطة الاذاعة اللبنانية التي لم تكن هناك محطة سواها، وأنصت اليها الناس وكأنهم ينصتون الى بلاغ رقم واحد يصدر عن قيادة الانقلابات العسكرية. وفي هذا القانون بنود تعيد المال المسلوب وتحاسب كل من عبث بأموال الشعب ومعاقبة كل من أثرى إثراء غير مشروع، ومع ذلك، استمر إهدار الاموال العمومية وتفاقم الفساد، لأن كل مرتكب استطاع أن ينفد بريشه، فلا عقاب ولا محاسبة وهذا ما جعل لبنان يحل في المرتبة 130 في تقرير هيئة "الشفافية ومكافحة الفساد الدولية" لعام 2009، وذلك بسبب ضعف أجهزة المكافحة والبطء الشديد في العمل القضائي، وأخذ الناس بعد ذلك يسمعون بـ"قانون من أين لك هذا"، ويسمعون فقط تصريحات تصدر عن مسؤولين من حين الى آخر تصف الفساد السياسي بأنه داء أكبر من الفساد الاداري وان استمرار غرق لبنان في وحول الفساد مرتبط بما يدره هذا الفساد على جزء من مكونات السلطة والفئات التي ترتبط بها من منافع بحيث أن الدولة تهدر ما يقارب المليار ونصف المليار دولار سنوياً كنتيجة للفساد المعمم على الصعد الحكومية كافة، والقول ان فاتورة الفساد تعوّق التنمية المستدامة والانماء المتوازن، ثم المطالبة بأن تضطلع بمكافحة الفساد مرجعيات مسؤولة بعدما بلغت كلفة الفساد نحو ثلاثة ملايين دولار يومياً... أو المطالبة برفع السرية المصرفية عن أموال كل مسؤول وكل شخص عند دخوله النادي السياسي، لأنها الطريقة الناجعة لمكافحة الفساد، وليس بتقديم تصاريح بممتلكات وأموال منقولة وغير منقولة ضمن ظرف مختوم لم يفتح ولا مرة لمعرفة ما اذا كانت هذه الاموال والممتلكات زادت أو نقصت... ولا تم حتى تشكيل لجان تحقيق برلمانية للنظر في شكاوى الفساد ولا أقر المشروع الذي تقدمت به حكومة الرئيس فؤاد السنيورة للتدقيق في حسابات كل الوزارات والادارات العامة منذ العام 1992 وتكليف شركات عالمية متخصصة لهذه الغاية، فظل الكلام على الفساد مادة للمتاجرة السياسية وللمزايدات...

الواقع ان العلة الاكبر من الفساد هي في عدم المحاسبة سواء بتطبيق قانون من اين لك هذا، أو برفع السرية المصرفية عن كل مرتكب أو تشكيل لجنة تحقيق دائمة، فلا تظل عملية الاصلاح مجرد "اسطوانة" تدار في كل عهد ومكافحة الفساد "همروجة" موسمية تجعل المكافحة تصيب النظافة، والنظيفين ولا تأبه لما حذر منه رئيس  البنك الدولي قبل سنوات بوصفه لبنان بـ"السفينة المثقوبة" التي ينبغي العمل على سد ثقوبها وإلا تعرضت للغرق. فكانت النتيجة ان زادت الثقوب فيها... حتى ان صندوق النقد الدولي لا يعطي قروضاً لأنظمة منخورة بالفساد اذا لم تصحح مسارها الاقتصادي ولم تقضِ على الفساد، أو إذا استمرت الاختلاسات والرشى لا لشيء سوى أن تركيبة لبنان المذهبية الدقيقة لا تتحمل ذيول فتح ملفات قد تطاول رؤوساً لا تحميها مواقعها فحسب بل مراكزها السياسية والحزبية والمذهبية. فكان ان غطى كل عهد أخطاء وارتكابات العهد الذي سبقه، فشجع ذلك على الفساد وعلى الاهدار في الانفاق، وما دام لا أحد يحاسب أحداً وما دام كل عهد لا يفتح ملفات عهد سابق بل يعتمد سياسة "عفا الله عما مضى" فإن الفاسدين والمختلسين يعودون بعد خروجهم من الحكم، أو من موقعهم المسؤول مكرمين ومطمئنين ولا يخافون فتح ملفاتهم لمقاضاتهم أمام المحاكم كما يحصل في الدول الراقية والمتحضرة التي يحاسب فيها الفاسد والمختلس والمرتشي ولو بعد سنين.

فالعيب اذاً ليس في حصول فساد أو اختلاس وهذا يحصل في كثير من الدول، إنما العيب هو في عدم المحاسبة، لأن هذه المحاسبة قد تفتح في لبنان أزمة سياسية ومذهبية حادة يصعب الخروج منها، وهو ما جعل كل ملف عن فضيحة يُفتح ثم يُغلق...

والاصلاح الذي بات "أنشودة" كل عهد، ظل شعاراً ولم يتحول قراراً، ويضيع في السجال حول أن يكون الاصلاح الاداري قبل الاصلاح السياسي أم يكون الاصلاح السياسي هو المدخل للاصلاح الاداري، وهذا السجال يؤكد انه لا يمكن أن تكون في لبنان ادارة مدنية سليمة في ظل نظام سياسي غير سليم وطائفية مقيتة مستشرية وشرسة... فعملية اصلاح ناجحة لن تحقق اذا لم تقم على قواعد قانونية ومعايير اخلاقية الى جانب معايير الكفاية والجدارة، بل تظل عملية فاشلة أشبه بالخلايا السرطانية التي تفتك بجسم الدولة. فمنذ عهد بني عثمان الى عهد الاستقلال الى يومنا هذا، كان الاصلاح ومكافحة الفساد أشبه بذاك الاعرابي الذي طلب من خادمه ان يمسح الغبار عن المقاعد وإذ بما يمسح به أقذر مما يمسح"... وهذا ما جعل السؤال: "من أين لك هذا"منذ 1953 الى اليوم بلا جواب... فهل يستطيع الرئيس سليمان اصلاح ما افسده الدهر والحصول على جواب عن هذا السؤال المزمن؟...

 

الظاهرة المرضية

االنهار/راشد فايد     

من أخطر ما تتعرض له الحياة السياسية، على ضحالتها، والرأي العام، المتميز بالقلق اليومي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هو الشعبوية.

فاللبنانيون الذين يعانون "ماكارثية" (نسبة الى السناتور جوزف رايموند ماكارثي الذي أطلق مايسمي "مطاردة السحرة" التي استهدفت شخصيات أميركية اتهمها باعتناق الشيوعية وتعرضت لاضطهاد سياسي اجتماعي اضطر كثيرين منها الى الهجرة أو الاختباء) التخوين والعمالة التي يعممها "حزب الله" نهجاً في التعامل مع نصفهم، إن لم يكن أكثر، يتعرضون مجدداً لشعبوية أخطر منها، (والاولى نمط من الثانية) تجعل المغالطات حقائق، وتعمق عداوات داخلية لن تكون آثارها محصورة في اليوم الراهن، وتحاول اغتيال العقل بتركيب وقائع لم تكن في ماض ولا في راهن.

الشعبوي، في كل زمان، هو شخص له جماهير عريضة تنتظر كلامه وإشاراته. تصدقه سلفاً. يقول لها ما تريد سماعه، تنتظر كلامه، تحليلاته وإشاراته. يبيعها الأحلام، ويصور لها أنها قاب قوسين أو أدنى من الانتصار وان الأعداء عند حافة الهزيمة أو الانهيار، وأنها هي الملائكة والأصدق والأشرف وأن خصومهم هم الشياطين.

لا تعف الشعبوية عن تحريف وقائع صنعتها بنفسها، ولا عن زعم تمنع  لم تنتهجه، ولا تترفع عن السطحية والشعارات التحشيدية والصراخ العالي، والتهديد بالويل، دماراً ودما وفتنة، متوارية خلف إصبع يرتفع كلما احتاجت الصدقية المفترضة إلى دعم.

يزداد الخوف على الديموقراطية كلما زاد النفس الشعبوي في تصعيده: حيناً يستخدم دور الضحية، وحيناً يتذكر قوة منحولة وينحو أكثر الأحيان نحو التطرف في الموقف، واللاتسامح مع الخصم ورفض الآخر (في الشأن الداخلي).

تستعين الشعبوية بالغيبي والعاطفي بديلاً من البرهنة والعقل، ويدعي صاحبها التماهي مع جمهوره لسد نوافذ عقولهم على الأفكار المناقضة لرؤيته.

يمهد للشعبوية، عادة، زعم القداسة لحاملها، بالترهيب من جهة، والسمات الكاريزمية، دينية ومدنية، من جهة أخرى.

يرفد ذلك إعلام يتبع المنطق نفسه، سطحية وإدعاءات وقلب حقائق، عمودياً وقطعياً: الخير عندنا ومنا، والشرّ فيكم ومنكم. لا مكان للمحاججة ولا حاجة إلى إثبات، وإن ألح متسائل لا مانع من استقطاع فقرة من نص والاستشهاد بها، أو تركيب صورة.

الى تشويه الخصم وتتفيهه، يستعين الشعبوي بالاوهام يبيعها من ناسه. فالنصر آت لا محالة، والخصم منهزم بالتأكيد. والأمر، أساسا، يحتاج الى ثوب منقذ، وشعب مطواع يسهل استنفار غضبه: يذكر التاريخ اقتراح رئيس الاكوادور (اللبناني الأصل 1996 - 1997) تشكيل حكومة من الفقراء فيما هو كان محاطا بأكبر أثرياء البلاد. وفي فنزويلا، وهي أكثر بلدان العالم فسادا وحيث تستشري الرشوة، يستخدم تشافيز الريع النفطي لشراء الذمم في الداخل وتعزيز النفوذ في المحيط اللاتيني الأميركي وفي تصدير "الثورة البوليفارية" التي يدعي الاستناد اليها. وتشافيز خطيب مفوّه، لا يمل الكلام، إلى حد أن الملك الإسباني خوان كارلوس المعروف بأدبه الجم صرخ في وجهه في اجتماع علني "أليس بمقدورك أن تصمت؟". ولتشافيز برنامج أسبوعي مفتوح في التلفزيون الفنزويلي قد يصل أحيانا إلى سبع ساعات متواصلة من الحديث، وقد كشفت دراسة منشورة عام 2008 أن الرجل خصص 2544 ساعة منذ وصوله الى السلطة للحديث في وسائل الإعلام السمعية البصرية، أي ما قدره 318 يوما من أيام العمل، ما تجاوز كل الأرقام القياسية منذ ظهور الأجهزة الإذاعية. وإذا كانت الخطابة ليست خاصية للزعماء الشعبويين وحدهم، فبعض الحكام الديموقراطيين العقلانيين عرفوا أيضا بالبلاغة وجمالية التعبير كما هو شأن ابرهام لينكولن في أميركا و الجنرال ديغول في فرنسا، إلا أن دور الخطابة هنا هو التأجيج العاطفي والتعبئة الشعاراتية لتمويه الإشكالات القائمة وصرف النظر عن التحديات الحقيقية المسكوت عنها، ولا سيما التقدم الاجتماعي والاقتصادي وآقاق العلم والمعرفة. ذلك يعيد النقاش الى ما يشهده لبنان ويذكر به. فالظاهرة المرضية هي نفسها ولو تبدل الزمان وتغيرت الجغرافية.

 

شيخ العقل أم صلاة العيد في مقام الامير عبدالله التنوخي واستقبل مهنئين بينهم ممثلا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة:

نناشد القيادات استلهام معنى التضحية لمقاربة الوضع الدقيق

لتمتين الجبهة الداخلية وتحصينها وحمايتها بالوحدة الوطنية

السيد: الامل يكبر في وصول المبادرة السعودية السورية الى نتائج مطلوبة انما علينا مساعدة انفسنا

وطنية - 16/11/2010 - أم شيخ عقل طائفة الموحدين الشيخ نعيم حسن صلاة عيد الاضحى المبارك في مقام الامير عبدالله التنوخي في عبيه، بحضور عدد من الفاعليات الروحية والزمنية وحشد من رجال الدين.

بعد الصلاة القى الشيخ حسن خطبة العيد وجاء فيها:" الاضحى دعوة الى القرب من الله تعالى بتقديم قربان الطاعة والرضى والعمل الخالص لوجهه الكريم. لذلك هو في الحقيقة دعوة الى القيام برحلة لملاقاته بقلب خلا الا من الانس به. قال تعالى (يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)الانشقاق 6. وقال عز من قائل(واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق)الحج 27.

ان غاية هذه الرحلة المباركة هي التسليم لارادة الله تعالى ويعبر عنه صباح العيد بالنحر، واجله ما يتقبله عز وجل من عباده الطائعين. قال تعالى (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) الحج 37. والتقوى يراد بها الاخلاص في الطاعة، والاحتراز من نوازع المعاصي، وصيانة النفس عن الهوى المائل بها عن نعمة الحق والهداية، والمحافظة على آداب الدين، وقيل هي ترك حظوظ النفس ومباينة الهوى. فاذا ادرك العبد بصيرته فحوى حكمة الله من هذه المناسك، لتيقن انه لا بد له، في كل لحظة ، ان يبذل ما في الوسع والطاقة وصولا الى صفاء القلب من الاكدار ، وتنقية اعمال الجوارح من الاوزار، والسعي بالشوق والمحبة الى اقتباس لطائف الانوار، ولا يتم له هذا الا باستشعاره سر الاضحى ومقاصده السامية.

إن المؤمن الموحد ليأنس بالله وبأخيه في الله لتكون ثمة الفة ومشاركة روحية. فالاخ للآخ، في هذا المعنى، سند وعضد، يشد به ازره ويحصن بمحبته دينه ويقوى معه وبه على فعل الخير، ويستكمل بالمحافظة عليه ايمانه ممتثلا الحديث الشريف "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

علينا ان نرتقي بعقلنا ومسالكنا الى الحد اللائق الذي يحقق في ذواتنا ثمرة الفضيلة. فلا شيء في هذه الحياة الدنيا يضاهي جمال الحق واتباعه فيما يرضي الله استجابة للغاية الشريفة من رسالته التي أداها الرسل المنتجبين صلوات الله عليهم. ان اتباع الحق هو الخير الاعظم لذات المرء، خصوصا لكونه عضوا في المجتمع فيعم النفع ويتأسس الاصلاح. علينا بهذا النور ان نشهد للقيم الاخلاقية النبيلة، ونعطي المثال الصالح في الصدق والخير والعدل والمحبة والاتزان، وفي الحلم والتواضع والايثار والكرم، وفي التقوى والحياء وبساطة الروح والعمل الصالح. واعتقادنا انه لا يصح اصلاح اجتماعي ، ولا تترسخ منعة انسانية خارج حقل الشهادة الروحية والعملية لتلك القيم. هذا معنى من معاني الاضحى على المؤمن الموحد ان يحققه في ذاته وفي سائر سكناته وحركاته، تحقيقات للغاية من وجوده، وتجسيدا لسمو تلك القيم فوق كل انانية. وآمالنا في ان يؤثر هذا الموقف الاخلاقي ايضا في اداء كل من يتعاطى الشأن العام، وكل من يتقلد مسؤولية خدمة الناس والعمل على تدبير شؤونهم بما يمليه الواجب والعدل والضمير.

وفي هذه المناسبة تنقضي اربعة اعوام على مسيرة المجلس المذهبي ومشيخة العقل، اجدد الدعوة الى الصفوة الافاضل في طائفتنا الكريمة، لتكون عونا لنا، من اجل جمع الشمل وحفظ الكيان، والسعي الى الافضل في مجتمعنا التوحيدي وتطويره. ان تنمية الاوقاف وازدهارها هي امانة نحرص عليها لخدمة ابناء طائفتنا جميعا من دون استثناء. وان ما يشاع وما يقال من هنا وهناك لن يؤثر على نيتنا الصافية في ممارسة واجباتنا وعزيمة التضحية لخدمة اهلنا ومجتمعنا.

ولا يسعنا، من حيث التزامنا الروحي والانساني، الا ان نناشد مختلف القيادات في وطننا العزيز بأن يستلهموا معنى التضحية لمقاربة الوضع الدقيق الذي يهدد بلدنا بما تتعوذ بالله ونستغيثه من حدوثه. إننا نهيب بالجميع التزام الهدوء واجتناب العنف الكلامي الذي يزيد في احتمالات التصادم وتعميق الانقسامات والضغائن في النفوس. وهل يغيب عن بال احد منهم ان اجواء التصعيد مخاطر تهدد الوطنية ، وتدفع باتجاه تفكك الدولة ، وتنذر باقحام لبنان في لجج الفوضى والانحلال؟ وهل من الضروري التذكير بان في هذا المنحى - لا سمح الله - خدمة كبرى للعدو المتربص بالبلد وشعبه وجيشه ومقاومته، لا بالترصد الاستخباراتي والمعلوماتي وحسب، بل بكل امكان عملاني؟ ان من اول اسباب القوة التي يجب ان نتحصن بها ضد كل اعتداءات او مؤامرات هو العمل الدؤوب والجاد والصادق من اجل تمتين الجبهة الداخلية وتحصينها وحمايتها بالوحدة الوطنية القائمة على دروس التاريخ وعبر الازمنة.

نغتنم هذه المناسبة لنتضرع الى الله بأن يصلح احوالنا ويجمع صفوفنا ويقرب بيننا حتى نعود صفا واحدا في حماية لبنان من المطامع، ويدا واحدة في بناء بلدنا العزيز وحماية مجتمعنا من آفات العنف والتناحر التي ما فتأت تجلب الضرر والاحزان للمواطنين الى أي جهة انتموا وأنه لا سبيل امام اللبنانيين إلا الحوار ، والحوار الهادىء الصبور ولغة المحبة والتسامح والاحترام المتبادل من أجل الخروج من المأزق ومعالجة القضايا الخلافية بما يعطي لكل حق حقه ويوفر الطمأنينة لجميع الفرقاء والشركاء في الوطن.

نعم، يريح بالنا ويهدىء روع قلبنا، اقدام الاشقاء، بمحبة، على السهر في مساعدة لبنان، واستدراك الخطر الداهم، واستباق اي مفاجأة والمبادرة الى اللقاء والتشاور والتداول بما يمكن ان يدرأ الخطر، ويحفظ الاستقرار. ولكن على اللبنانيين ان يؤدوا الدور الفاعل لتلقف هذا الاحتضان المحمود. عليهم ان يبتكروا ما يجعل من حرص الدول على استقرار الاوضاع في بلدهم ما ينقذ سلامة لبنان ، لا ان يكون هذا الحرص بابا من ابواب تزكية الصراع والاصطفافات الانقسامية. هذا هو التحدي الذي يواجه اللبنانيين اليوم، وعليهم ان يكونوا على مستوى قامة وطنهم في تاريخه العريق ودوره الرسالي في عين الحضارة، والا - معاذ الله - اقاموا الشاهد على عدم استحقاقه لهم وطنا.

لا بد لنا من التعبير عن امتناننا للمواقف الحكيمة لفخامة الرئيس، وللعديد من القيادات العاملة بجهد على حد ميزان صعب ودقيق من اجل مصلحة البلاد العليا ووحدتها الغالية. ونشد على يد جيشنا الوطني وقيادته الواعية الساهرة، سائلين الله تعالى ان يمنحهم قوة الصمود، والفلاح.

وفي الوطن العربي، لا يسعنا في مناسبة العيد، الا ان نستذكر بأسى ما آل اليه واقع القضية الفلسطينية ، بعد ان ثبت على مر السنين ان لا نية مطلقا لدى العدو الاسرائيلي لفتح باب السلام الحقيقي لاعادة الحقوق والارض لاصحابها، بل ها هي ممارسات تهويد القدس ومواصلة الاستيطان ومصادرة الاراضي وغيرها، اقل ما يجب ان تقابل به موقف عربي واسلامي موحد، وايجاد ضغط دولي يمنع استمراره، كما ويحتم تحقيق المصالحة الفلسطينية وتكريس مسيرة التلاقي العربي - العربي، وتعزيز الوحدة الاسلامية، واعلاء مفاهيم تعايشها مع مختلف الديانات. واذ لا بد ان نبدي في هذه المناسبة تعاطفا مع الشعب السوداني الشقيق المهدد بخطر التقسيم، ومع الشعب العراقي الذي يعاني من موجات التطرف والارهاب، آملين ان تكون مساعي الدول العربية لرأب الصدع في هذين البلدين الشقيقين قادرة على وقف التدهور واعادة الطمأنينة والاستقرار الى ربوعها.

نسأل الله تعالى ان يجعله عيدا مباركا، ونتوجه الى اخواننا في الايمان والاسلام وجميع اللبنانيين بأطيب التهاني في هذه المناسبة الدينية المقدسة ، اعادها الله عليكم بالخير واليمن والبركات. انه سميع مجيب . وكل عام وانتم بخير".

استقبالات

وغصت دار طائفة الموحدين الدروز في فردان، لمناسبة العيد، بالمهنئين الذين استقبلهم شيخ العقل الشيخ نعيم حسن ورؤساء لجان واعضاء المجلس المذهبي ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا ومستشارو وقضاة المذهب.

وتقدم المهنئين ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزير اكرم شهيب، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائب عمار حوري، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، ممثل الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله السيد ابراهيم امين السيد على رأس وفد، ممثل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون النائب آلان عون، ممثل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط مستشاره الشيخ بهيج ابو حمزة، الوزير عدنان السيد حسين، النواب: دوري شمعون،آغوب بقرادونيان، عماد الحوت على رأس وفد من الجماعة الاسلامية، تمام سلام، روبير غانم، عاطف مجدلاني، حكمت ديب، وعدد من الوزراء والنواب السابقين، رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس سليم صهيون، ممثل عن البطريرك غريغوريوس الرابع لحام المطران ميخائيل ابوس، ممثل المتروبوليت الياس عودة الارشمندريت الكسي مفرج، ممثل المطران بولس مطر المونسينيور ميشال عون، ولجنة الحوار الاسلامي - المسيحي برئاسة محمد السماك، وعدد كبير من السفراء والبعثات الدبلوماسية ورئيس الاركان اللواء شوقي المصري وممثلين عن القيادات الامنية، الوزير السابق محمود عبد الخالق ممثلا الحزب السوري القومي الاجتماعي ووفود حزبية اخرى وفاعليات ومدراء عامون وهيئات اجتماعية واهلية ونقابية وروحية مختلفة.

من جهة ثانية، تلقى الشيخ حسن اتصالا للتهنئة بالعيد من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومعايدة من الرئيس نبيه بري، واتصالات تهنئة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، وعدد ن الشخصيات .

السيد

بعد تقديم التهنئة قال السيد ابراهيم امين السيد:"انها مناسبة عيد نسأل الله تعالى ان يعيده علينا جميعا وعلى كل اللبنانيين والمسلمين في العالم بالعزة والنصر والبركة. وفرصة لان نتشرف باسم سماحة امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله وقيادة الحزب لتقديم آيات التهنئة والتبريك لسماحة شيخ عقل الدروز في الاضحى المبارك.

ونقلنا من سماحة الامين العام الى سماحة شيخ العقل تحيات التقدير والاحترام والمعايدة. وهذا اللقاء استمرار للتعاون والاحترام في ما بيننا".

وردا على سؤال حول مرحلة ما بعد الاعياد في ظل بعض الهواجس قال:" صحيح ان ثمة ازمات ومشاكل وهواجس وقلق تعيشه الساحة اللبنانية ويعيشه اللبنانيون، والبعض منه ذات اسباب موضوعية تتعلق بازمات الصراعات الداخلية في لبنان وربما ايضا التدخلات الخارجية الوقحة التي تريد للبنان ان يقع تحت تأثير هذا المخطط لتحقيق الفتنة واللا استقرار في البلد. اننا نراهن على وعي اللبنانيين وتعقلهم وان يحملوا مسؤولية مشتركة في ان ينهضوا ويخرجوا لبنان من هذا المأزق والمشاكل ويضعوا حدا للتدخل الخارجي كي يتمكنوا من حل مشكلاتهم بوعي ومسؤولية".

وحول التوقعات لنتائج المعالجات على مستوى السعودية وسوريا قال:" ليس لدينا اي طلبات واننا رحبنا بالمبادرة الكريمة التي بدأت منذ اللقاء الذي حصل في القصر الجمهوري بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد والرئيس ميشال سليمان وانبثقت عنه مبادرة وسعي للوصول الى حل للمشكلة والازمات التي انتجتها التدخلات الخارجية، والامل ما زال موجودا وكبيرا كي تحقق هذه المبادرة النتائج المطلوبة وتصل ان شاء الله الى نهاياتها الكريمة والناجحة، والامل يكبر في وصول المبادرة الى نتائج مطلوبة انما علينا مساعدة انفسنا واللبنانيون يساعدون انفسهم لملاقاة مبادلات من هذا النوع لتهيئة المناخ والفرص المناسبة للمبادرة، لا ان يضع اي طرف من الاطراف عراقيله او حساباته او اعتباراته السياسية او الشخصية مقابل مصلحة وطنية وقومية كبرى من هذا النوع