المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 18 تشرين الثاني/2010

رسالة بطرس الثانية الفصل 2/المعلمون الكذابون/1-13

وكما ظهر في الشعب قديما أنبياء كذابون، فكذلك سيظهر فيكم معلمون كذابون يبتدعون المذاهب المهلكة وينكرون الرب الذي افتداهم، فيجلبون على أنفسهم الهلاك السريع. وسيتبع كثير من الناس فجورهم ويكونون سببا لتجديف الناس على مذهب الحق. وهم في طمعهم يزيفون الكلام ويتاجرون بكم. ولكن الحكم عليهم من قديم الزمان لا يبطل وهلاكهم لا تغمض له عين.  فما أشفق الله على الملائكة الذين خطئوا، بل طرحهم في الجحيم حيث هم مقيدون في الظلام إلى يوم الحساب، وما أشفق على العالم القديم، بل جلب الطوفان على عالم الأشرار ما عدا ثمانية أشخاص من بينهم نوح الذي دعا إلى الصلاح. وقضى الله على مدينتي سدوم وعمورة بالخراب وحولهما إلى رماد عبرة لمن يجيء بعدهما من الأشرار، وأنقذ لوط البار الذي هالته طريق الدعارة التي يسلكها أولئك الفجار، وكان هذا الرجل البار ساكنا بينهم يسمع عن مفاسدهم ويشاهدها يوما بعد يوم، فتتألم نفسه الصالحة. فالرب يعرف كيف ينقذ الأتقياء من محنتهم ويبقي الأشرار للعقاب يوم الحساب، وعلى الأخص الذين يتبعون شهوات الجسد الدنسة ويستهينون بسيادة الله. ما أوقحهم وأشد كبرياءهم! لا يتورعون من إهانة الكائنات السماوية المجيدة، مع أن الملائكة، وهم أعظم منهم قوة ومقدرة، لا يدينونهم بكلمة مهينة عند الرب.  أما أولئك فهم كالبهائم غير العاقلة المولودة بطبيعتها للصيد والهلاك، يهينون ما يجهلون. فسيهلكون هلاكها ويقاسون الظلم أجرا للظلم. يحسبون اللذة أن يستسلموا للفجور في عز النهار. هم لطخة عار إذا جلسوا معكم في الولائم متلذذين بخداعكم.

 

مسلمون يحرقون منازل أقباط في مصر

الاربعاء, 17 نوفمبر 2010/القاهرة - ا ف ب - اكد مسؤولون في الشرطة المصرية امس ان مسلمين احرقوا منازل تملكها اسرة رجل مسيحي بعد اشاعات عن اقامته علاقة بشابة مسلمة في قرية جنوب البلاد. وقال المسؤولون ان الشرطة «طوقت قرية النواهض في محافظة قنا (450 كلم جنوب القاهرة) واعتقلت عدداً من السكان المسلمين عقب احراق خمسة منازل ومتجر ومخزن تملكها اسرة قبطية». واضافوا «ان معظم المسلمين الذي يعتقد انهم شاركوا في تلك الاحداث من اقارب الفتاة». وتشهد مصر بين الحين والآخر صدامات بين الاقباط والمسلمين. واستهدفت اعمال شغب اقباطاً العام الماضي عندما احرق قرويون منازل اقباط وهاجموا مركزاً للشرطة بعد انباء عن اغتصاب قبطي لفتاة مسلمة. وعقب ذلك قتل مسلحون بنيرانهم ستة اقباط بعد قداس ليلة عيد الميلاد في مدينة نجع حمادي. ولم يتم الربط بين الحادثتين.

 

الحكومة الأمنية الإسرائيلية تقر خطة الانسحاب من الشطر الشمالي للغجر 

الاربعاء 17 تشرين الثاني 2010 /صادقت الحكومة الامنية الإسرائيلية على خطة الانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر، وتسليمه إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقال أمين سر الحكومة الامنية المصغرة زفي هوسر في بيان أن "اللجنة الوزارية الأمنية قررت اليوم الموافقة على مبادئ الاقتراح الذي قدمته الامم المتحدة واليونيفيل لانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من الشطر الشمالي لبلدة الغجر".وبموجب القرار، ستسحب إسرائيل قواتها من الشطر الشمالي لهذه البلدة، ولكن البيان لم يحدد متى سيتم هذا الانسحاب، لكنه إشار إلى أن قوات "اليونيفيل"، ستتسلم من القوات الإسرائيلية المنسحبة السيطرة الأمنية على الشطر الشمالي من البلدة.(أ.ف. ب.)

 

متحدث باسم اهالي الغجر: دخول اليونيفيل الى الشطر الشمالي سيكون على جثث سكان القرية 

وكالات/تظاهر سكان قرية الغجر على الحدود الاسرائيلية اللبنانية التظاهر احتجاجاً على القرار الإسرائيلي الانسحاب من الشطر الشمالي للقرية. وذكر الناطق بلسان المجلس المحلي نجيب خطيب إن دخول قوات اليونيفيل إلى الشطر الشمالي من القرية سيكون على جثث سكانها، مؤكداً أن تظاهرة الاهالي ستكون خطوة أولى أمام سلسلة خطوات سيتخذونها منعاً لتنفيذ القرار الإسرائيلي.

 

اليونيفيل: نحن بانتظار إشعار رسمي حول انسحاب اسرائيل من شمال الغجر

وطنية - 17/11/2010 أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سينغ، في رد على سؤال لمندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" حسين معنى حول الموضوع الإسرائيلي المتعلق بالإنسحاب من الجزء الشمالي من الغجر، "أن القائد العام لليونيفيل اللواء ألبرتو آسارتا تلقى إتصالا هاتفيا من المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يبلغه فيه بأن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد وافق من حيث المبدأ على إقتراح اليونيفيل لتسهيل إنسحاب الجيش الإسرائيلي من شمالي الغجر". وقال: "نحن بانتظار إشعار رسمي من أجل الحصول على مزيد من التفاصيل، ومن المهم أيضا معرفة موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة". أضاف: "إن هذه القضية قيد البحث منذ زمن طويل، وموقفنا واضح جدا، وهو أن اسرائيل ملزمة بالانسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر والمنطقة المتاخمة الواقعة إلى الشمال من الخط الأزرق وفقا لقرار مجلس الأمن 1701". ختم: "كنا قد بدأنا حوارا نشطا مع الطرفين على أساس إقتراح اليونيفيل لتسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة، وفي إطار جهودنا لتفعيل عملية الإنسحاب اقترحت اليونيفيل مؤخرا بعض الأفكار والآليات لدراستها من جانب الأطراف".

 

جعجع التقى طلابا من LAU - جبيل قدموا له الفوز بالانتخابات: على جماعة المواجهة مع الاستكبار العالمي أن يفكوا استكبارهم عنا أولا

وطنية - 17/11/2010 رأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "البعض في لبنان مصر على خوض مواجهة مع الاستكبار العالمي، ونحن مشتاقون لعيش حياة طبيعية، ولكن للأسف لا يمكننا ذلك بسبب اصرار البعض على خوض هكذا مواجهة لا يحق له أن يجر الجميع اليها".

وأوضح خلال استقباله وفدا طالبيا من جامعة LAU في جبيل قدم له الفوز بالانتخابات الطالبية، ان "مواجهة الاستكبار العالمي تخوضها دول كبرى لديها إمكانات ضخمة من موارد بشرية وطبيعية واقتصادية توازي في مكان ما هذا الاستكبار، إذا ما سلمنا جدلا بهذه النظرية، فيما لبنان هو من أصغر دول العالم ان من جهة موارده الأولية شبه المعدومة وعدد شعبه المحدود جدا أو من جهة سنين الحرب العشرين التي مر بها، فكيف نزجه بمعركة نسميها "المواجهة مع الاستكبار العالمي؟"

وقال: "على جماعة المواجهة مع الاستكبار العالمي أن يفكوا استكبارهم عنا قبل التخلص من الاستكبار العالمي، علنا نتخلص من ذاك الاستكبار المتواجد داخل لبنان كمرحلة أولى، باعتبار ان من يطمح إلى تحقيق أمر ما على مستوى العالم، فليبدأ بتنفيذه على مستوى اصغر في ضيعته او منطقته أو وطنه".

أضاف: "لو كان في إمكاننا عدم التطرق الى المواضيع السياسية في الوقت الراهن لا بل تداول أمور مفيدة كسبل تطوير نظامنا التربوي وتحديثه لأن لبنان قادر بفضل إمكاناته البشرية ان يكون جامعة الشرق الأوسط، أو البحث في سبل جلب أحدث التقنيات الطبية إليه لأنه من خلال خبرة الطاقة البشرية والجامعات التي عمرها اكثر من 150 عاما يستطيع أن يصبح "مستشفى الشرق الأوسط"، أو تعزيز القدرات لتطوير مشاريع استثمارية في السياحة البيئية والدينية، الى حل أزمة السير والبطالة وما شابه".

وأشار الى ان "رجل الأعمال أو الطالب اللبناني اذا ما وضع جهوده التي يبذلها في أي مجتمع خارجي، لتضاعف مردوده مرتين أو اكثر مما هو عليه في لبنان ولكن هذا وطننا ومن واجبنا الاستمرار في تكثيف الجهود لانقاذه حتى لا يبقى مرهونا في مواجهة وهمية اسمها مواجهة الاستكبار العالمي".

واذ شدد على ان "معركتنا الفعلية هي مواجهة استكبار الفقر والجهل واللاتوازن والضرر بالبيئة ومواجهة الاستكبار على الفقراء الذين ليس بقدرتهم أن يطببوا أولادهم وأنفسهم"، اعتبر ان "هدفنا تأمين ضمان صحي لكل الناس وحياة عادلة". وقال: "نحن نواجه استكبار الديكتاتورية، بمعنى أن يصبح لبنان مجتمعا حرا بكل ما للكلمة من معنى بحيث يستطيع ان يعيش الانسان انسانيته بالشكل الذي يريد، وهذا هو حلمنا وحلم كل انسان موجود على وجه الأرض، فلا يمكن أن يجرنا البعض لتمضية أيامنا وسنواتنا وعقودنا في معارك وهمية لن ينتج منها شيئ لأنها أكبر بكثير من أن تخاض في لبنان عدا عن انها في حاجة الى إجماع لبناني، وهذان العاملان غير متوافرين حاليا".

وتابع: "آسف لوضع الطلاب في لبنان الذين يتخرجون من جامعاتهم وهم على أمل بمستقبل زاهر، فيتفاجأون بطريق صعبة تحتاج الى تحضير بغية البقاء والصمود في هذا البلد". وذكر "بتضحيات أجدادنا وآبائنا ليستمروا في هذا الوطن، وما نقوم به أقل بكثير من تضحياتهم في كل مرحلة من المراحل التي مروا بها لنرث نحن وطنا، ولكننا لم نرث وطنا بكل ما للكلمة من معنى بل "مشروع وطن"، ومهمتنا تكمن اليوم في تحويل هذا المشروع الى وطن حقيقي وكامل".

وأوضح ان "الانتماء الى "القوات اللبنانية" ليس سهلا لأنه التزام للشعب وأموره، وطالما لدينا هذا الالتزام وهذه الارادة الصلبة لا يستطيع أحد أن يغلبنا".

وانتقد "النظرية الخنفشارية لدى البعض القائلة بأن الصراع القائم حاليا هو بين السنة والشيعة فلماذا لا نحيد أنفسنا عنه وكأن هذه البلاد ليست بلادنا ولا رأي لنا في ما يحصل وكأنه لا يجب ان نتخذ موقفا او اذا ما بقينا خارج الأحداث نحمي أنفسنا؟ ان هذه النظرية هي موقف ذمي بامتياز".

وختم جعجع: "من يبقى خارج الأحداث من دون تدخل لن يحصل في نهاية المطاف على اي شيء ولن يجد نفسه الا مهجرا أو مغتربا سواء في اوروبا أو كندا واميركا او في اوستراليا، لذا من المهم ان نستمر في القيام بدورنا على الرغم من كل شيء".

 

العماد عون في حديث لتلفزيون TV5 الفرنسي:

لا خطر من نشوب حرب أهلية ولن ننسحب من الحكومة

الرئيس الفرنسي يؤمن بالديموقراطية وأعتقد أن موقفه تجاهنا سيكون أفضل من السابق

وطنية - 17/11/2010 اجرى رئيس تكتل التغيير والاصلاح حديثا مع تلفزيون TV5 الفرنسي ودار الحوار الآتي:

سئل: جنرال، هناك قلق والبعض يقول بأنّ لبنان على أبواب حرب أهلية حقيقية.

اجاب: "كلا، ليس هناك خطر من نشوب حرب أهلية لأنّ المواجهة حتى الآن هي سياسية وتتصل بالعدالة الدولية".

سئل: وهذه العدالة هي ما تهدفون إليه مع حليفكم الشّيعي حزب الله؟ ولكن المحكمة الدّولية المكلّفة كشف جريمة اغتيال الرّئيس السّابق رفيق الحريري في العام 2005، تقولون بشأنها إنّ هناك شهود زور، وإنّ هذه المحكمة مسيّسة.

اجاب: "نعم، هذا الكلام صحيح. إذ كي تُحَقَق العدالة، يجب اتّباع طريق هؤلاء الشّهود الزّور، لأنّهم أنفسَهم ممكن أن يكونوا نتاج مكيدة مدَبّرة من منفّذي الجرم. إذ ما هو النّفع من أن يأتي شهودُ زور أمام محكمة دَولية إلا لتحوير العدالة؟"

سئل: نعم ولكن ما هو النّفع الّذي سيحصل عليه رئيس الحكومة اللّبنانية والّذي هو إبن الرّئيس المقتول، إن لم تُعلَن الحقيقة وتُنَفَّذ؟

اجاب: "هو يشعر بمشاعر الإنتقام، ويريد التخلص من أخصامه السّياسيين، ولكن على أيّ حال، تتزامن هذه المحكمة مع أكبر فضيحة على الأرجح في الشّرق الأوسط، وهي فضيحة مالية بدأت مع تسلّم الحريري الأب الحكم منذ العام 1993. لقد إكتشفنا أنّ هناك تبذيرا وسرقات من أموال الخزينة تقدر بعشرات مليارات الدولارات".

سئل: تياركم الّذي تقودونه، لديه خمسة أعضاء في الحكومة، حكومة الوحدة الوطنية، هل برأيكم سوف تنفجر هذه الحكومة بطريقةٍ ما؟

اجاب: "قد تنفجر أو تشل. حاليا، هي مشلولة".

سئل: ولكن قد تنهار الحكومة، إن قرّرتُم أنتم وحزب الله الإنسحاب منها.

اجاب: "طبعا، ولكن ليست لدينا هذه النية حتى الساعة".

سئل: حسناً، ما الّذي قد يسبّب إنسحابَكم منها؟ هل ستضعون شروطاً؟

اجاب: "كلا. نقدر على شل الحكومة فنحن نملك أكثر من الثلث الزائد واحد فيه لاتّخاذ القرارات الأساسية فيها. إذا، لا فائدة لنا من الإنسحاب من الحكم حاليا".

سئل: لقد قاطعتم الجلسة الأخيرة من طاولة الحوار الّتي استهلّت عملَها منذ اغتيال الحريري. لقد قاطعتموها، والرّئيس سليمان دعا إلى جلسة جديدة قبل 22 تشرين الثّاني، هل أنتم جاهزون لحضورها؟

اجاب: "لم يتم اقتراح التّاريخ بعد، أعتقد أنّ هذه الجلسة لن تحصل. ولكن إن كانوا يريدون حضوري، يجب تغيير منحى هذا الحوار العقيم".

سئل: وأي منحى تقترحون؟

اجاب: "هناك قرارات أخرى يجب أن تُتّخذ داخل الحكومة. إذ أنّنا نذهب ونتحاور عن موضوع لا علاقة له بالواقع الحالي! والواقع الحالي المشتعل في لبنان هو المحكمة الدولية".

سئل: سبب مقاطعتكم لطاولة الحوار هو عدم البت بملف شهود الزّور في الحكومة.

اجاب: "نعم، تماما".

سئل: أتطالبون أن تُعقد هذه الجلسة؟ جلسة الحكومة للبت بالملف؟

اجاب: "بالطّبع. فَليأخذ الحريري قراره! نحن لم نأتِ ونجبره أن يقول "نعم" ويحاكم شهود الزّور. ولكنّنا نريد صورة واضحة عن موقف الأغلبية حيال شهود الزّور. إجاباتُهم وذرائعُهم لم تكُن مقنعة. فلنفترض أنّ هذا يحصل في فرنسا، أمن الممكن أن يقول رئيس الجمهوريّة للفرنسيّين إنّه لا يستطيع أن يُرسل شاهد زور إلى المحكمة لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى إنقسامٍ في البلد؟! إذاً أيّ بلد هو هذا الذي لا يستطيع إرسال شاهد زور إلى المحكمة؟ إجاباتهم ليست مقنعة".

سئل: حزب الله يقول إنّه سيقطع اليد التي ستعمل على توقيف أيّ عنصر من عناصر الحزب بسبب المحكمة الدوليّة؟

اجاب: "هذا يأتي في نطاق الإتّهامات الخاطئة. حزب الله يقول إنّه بريء، وهم يعملون على توريطه".

سئل: ولكن ما يقوله يأتي في خانة التّهديد؟

اجاب: "كلاّ ليس تهديداً، إنّما دفاعٌ عن النفس. هو لن يتهجّم على أحد، وكلّ ما يقوله هو إنّه في حال لم تُطبّق العدالة بالتساوي على الجميع سيقوم بالدفاع عن نفسه".

سئل: فرنسا تطالب بإيقاف تحويل السلاح من الخارج إلى داخل لبنان، إذ أنّ هناك إتهامات أميركية تقول بأن السلاح يأتي إلى لبنان من سوريا ومن إيران.

اجاب: "حتّى السّاعة، هناك أرض لبنانيّة لا تزال محتلّة، وهناك خمسمئة ألف لاجئ فلسطيني في لبنان. إذاً المشاكل مع إسرائيل لا تزال قائمة، والتسلّح هو نتيجة إحتلال إسرائيل لأرض لبنانيّة، كما أنّ الجيش اللبناني لا يتمتّع بالقدرات اللاّزمة لحفظ الأمن في الدّاخل اللبناني وللدفاع عن الحدود اللّبنانيّة. يجب فهم موقفنا من هذا المنطلق، فنحن لا نريد لا تحرير القدس ولا مهاجمة إسرائيل. هذا السلاح هو فقط للدفاع عن لبنان".

سئل: ولكن هذا السلاح يشكّل تهديداً أيضاً للّبنانيين، فقد رأينا ماذا حصل في العام 2008، وهناك تخوّف من أن يٌعاد المشهد ذاته، وهذا ما يتخوّف منه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فماذا قال لك عندما إستقبلك؟

اجاب: "معلوماتكم عن حقيقة الذي حصل في العام 2008 غير كاملة، والآن أعتقد أنّ الصّورة باتت أوضح بالنسبة للأوروبّيّين. أنتم تعلمون جيّداً أنّ الإسرائيليين يخترقون نظام الإتّصالات في لبنان بكامله، وهذا يعني أنّهم قادرون على التّنصّت على كلّ المخابرات. وما حصل يومها هو أنّ الحكومة اللّبنانيّة وبالرّغم من معرفتها العميقة للأسباب الموجبة، أرادت أن تنزع شبكة الإتّصالات التي أقامها حزب الله، شبكة لم تستطع إسرائيل إختراقها، وهي تُستعمل للتخابر خلال عمليّات المقاومة. لذلك كان هناك معارضة شديدة على إنتزاع هذه الشبكة".

سئل: إذاً لا يمكن أن تٌعاد الظروف نفسها وبذلك لا يمكن أن يُعاد المشهد نفسه أيضاً.

اجاب: "كلا".

سئل: ماذا قال لكم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عندما إستقبلكم يوم الإثنين الفائت؟ هل طالبكم بدعم المحكمة الخاصّة للبنان، أي أنّه لم يوافقكم الرّأي فيما يختصّ بهذه المحكمة؟

اجاب: "لقد طالب بدعم المحكمة الدّوليّة، ولكن أظهرت له بعض التّوضيحات بما يتعلّق بهذه المحكمة وسيأخذها بعين الإعتبار. لا أستطيع التكلّم عن هذه التّوضيحات لأنّي لا أتكلّم في الإعلام عن مضمون الإجتماعات التي أقوم بها مع مسؤولين سياسيين.

سئل: هل كان حريصاً على التوضيحات التي قدّمتها؟

اجاب: "بالطبع".

سئل: ألم يدِن سلوككم؟

اجاب: "مطلقاً. الرئيس الفرنسي هو رجلٌ يؤمن بالديمقراطيّة كما أنّه يفهم الوضع اللبناني جيدا. وأعتقد أن موقفه تجاهنا سيكون أفضل من السابق".

 

أحمدي نجاد تلقى اتصال تهنئة من سليمان: نأمل ان يصل لبنان لمستقبل اكثر اشراقا

نهارنت/إتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بنظيره الايراني محمود أحمدي نجاد مهنئاً إياه بحلول عيد الأضحى المبارك، بحسب ما أفادت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية.

واعتبر سليمان خلال الاتصال ان زيارة احمدي نجاد الى لبنان ادت الى تعزيز الاستقرار في البلاد، مشيراً إلى ان رفع مستوى العلاقات بين البلدين يصب بمصلحة السلام والامن الاقليميين. بدوره اعرب رئيس الجمهورية الايرانية عن امله في ان "يجتاز لبنان جميع المراحل ويصل الى مستقبل اكثر اشراقا من خلال حنكة ويقظة المسؤولين والجماعات اللبنانية".

 

تكتم عما دار في اتصال الحريري والاسد والذي دام لاكثر من ثلث ساعة

الحريري هنأ الملوك و القادة العرب

قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان الحريري الذي أنهى امس زيارته الى موسكو تلقى تأكيداً من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بدعم بلاده للحكومة اللبنانية والمؤسسات في لبنان واستقراره وسيادته واستقلاله ورفضه التدخل في شؤونه وأعاد مدفيديف التشديد على دعم روسيا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان «التي أُنشئت من اجل ان تتابع عملها الى ان يتم كشف المجرمين، خصوصاً انه يجب تنفيذ القرار الدولي الذي أنشأها». وأضافت ان الحريري أجرى من موسكو اتصالات عدة بعدد من القادة العرب لتهنئتهم بعيد الأضحى المبارك شملت خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي أمضى معه 25 دقيقة على الهاتف بُحثت خلاله تطورات لبنان والمنطقة أما أبرز هذه الاتصالات كان مع الرئيس الاسد و ذكرت صحيفة الحياة أن الى ان اتصاله بالأخير هو الثاني بينهما خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وهو ما دفع الحريري الى القول في حديث صحافي قبل ايام انه على تواصل مع القيادة السورية وإن علاقته معها «ممتازة».و علمت «الحياة» ان اتصال الحريري بالأسد الامس لتهنئته دام ثلث ساعة تناولا خلاله التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

وتكتمت المصادر نفسها عما دار في اتصال أول من امس، وقالت ان اتصالاً جرى بين الحريري وسليمان قبل توجه الأخير الى دمشق، لكنها لاحظت بأن ما يتردد في بيروت من حين لآخر بأن حالة من الفتور تسيطر على علاقة الرئيس اللبناني بنظيره السوري ليس في محله، والأمر نفسه ينسحب على علاقة الحريري بالرئيس السوري.

وفي هذا السياق، قالت مصادر لبنانية في بيروت لـ «الحياة» بأنه لا يمكن التعامل مع اتصال الحريري بالأسد على انه أنهى القطيعة القائمة بينهما، باعتبار انها لم تكن موجودة في الأساس، اضافة الى ان مسؤولين سوريين حرصوا في الآونة الأخيرة على توجيه رسائل بواسطة أصدقاء مشتركين الى اعضاء في الفريق السياسي لرئيس الحكومة، تضمنت «كلاماً جيداً»، وتخلل هذه الرسائل ايضاً اتصال جرى الخميس الماضي بين المسؤول السوري اللواء رستم غزالة ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن.

وكان الحريري اختتم بعد ظهر امس زيارته الى موسكو بلقاء مع الرئيس مدفيديف استمر ساعة ونصف الساعة تخللته خلوة مدة نصف ساعة وتوجه بعدها الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة. كما أجرى أول من امس محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس تخللها توقيع اتفاقين ثقافي وقضائي ولقاءات تناولت التعاون الاقتصادي والمالي والعسكري حيث تبلغ الجانب اللبناني موافقة الحكومة الروسية على منح الجيش اللبناني هبة عسكرية وصفها نائب رئيس الحكومة اللبنانية وزير الدفاع الياس المر بأنها «غير مسبوقة». وعلمت «الحياة» ان مدفيديف أبلغ الحريري استعداد روسيا لتقديم المساعدات المطلوبة للجيش اللبناني من اجل تقويته. وتناولت العراقيل التي تواجهها عملية السلام في المنطقة والتعثر الحاصل فيها حيث جدد الحريري دعوته روسيا والمجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لوقف تعنتها نظراً الى مخاطر ذلك على الاستقرار في المنطقة وتسببه في نمو مزيد من التطرف فيها. ووجه الحريري دعوة الى بوتين لزيارة لبنان، وعد الأخير بتلبيتها. وقالت مصادر الوفد الوزاري الموسع الذي رافق الحريري خلال الزيارة ان روسيا تريد شراكة سياسية واقتصادية وعسكرية مع لبنان وأنها تسعى الى التواجد بقوة في لبنان والمنطقة.

وينتظر ان يزور وفد عسكري لبناني موسع موسكو قريباً لإعداد اتفاقات تقنية ولوجستية حول تسلم لبنان هبة المروحيات الست والدبابات الـ31 والمدافع والقذائف والذخائر على أنواعها التي تلقاها لبنان من الجانب الروسي، بعد ان وقع الوزير المر أمس تعديلاً على الاتفاق العسكري السابق لأن إضافات طرأت عليه بعد الهبة التي أبلغها بوتين الى الوفد اللبناني. وقالت مصادر وزارية ان الأسلحة والذخائر ستسلم الى لبنان في مهلة قريبة تناهز الشهرين وسترافق التسليم بعثة عسكرية روسية الى لبنان لتدريب الضباط اللبنانيين على هذه الأسلحة. وأبدى الجانب الروسي استعداده لبيع مزيد من الدبابات للبنان بأسعار مخفضة اضافة الى الهبة

 

نصر الله يسوق نظرية المظلومية الدائمة مسترشدا بمدرسة غوبلز

هيثم الطبش ـ خاص يقال.نت

 لنفترض ان قوى 14 آذار قررت التعامل مع حزب الله على نفس  قاعدة تعامله معها، وراحت تأخذ كل ما يقال وينشر هنا وهناك وسلمت بأنه جدي ورسمت بالتالي السياسات والسيناريوهات بناء عليه، فإن ذلك سيدفع حكما باتجاه أخذ الكلام الأخير لرئيس اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي على محمل الجد. الجنرال الاسرائيلي عبّر عن قلقه من "قيام حزب الله بانقلاب عسكري والسيطرة على لبنان، لدى الإعلان عن نتائج المحكمة الدولية، وبالتالي تأثير ذلك على الواقع الأمني الذي تعيشه المنطقة". بوضع هذا الكلام في نفس قالب الاحكام التي يصدرها حزب الله، يتبيّن دون جهد كبير أن ما يجري حاليا من تهديد وتهويل في ملف المحكمة، وما يحكى عبر اعلام حزب الله عن سيناريوهات عسكرية ولوائح باسماء مطلوبين ستكون اهدافا لمرحلة العمليات، لا يبشر بالخير بل يؤكد قول رئيس الاركان، اشكينازي، وفي خضم المعركة كلها لم تظهر اصلا مؤشرات على ان حزب الله استند الى ما هو ملموس في استخلاص احتمالات اتهامه، بل الى ما نشرته صحيفتا "دير شبيغل" الالمانية و"لو فيغارو" الفرنسية وما سبق لاشكينازي قوله عن أن شهر ايلول (الذي اصبح ماضيا) سيحمل اتهاما من المحكمة للحزب في هذا الملف. لكن السؤال الأساس هل ننتهج ما يقوم به حزب الله ازاء قوانا السياسية ونواجهه بنفس السلاح؟

ثمة جوابان هنا اولهما مؤيد على اعتبار ان المواجهة بنفس الاسلحة تكون عادلة وتصيب الطرف الآخر بقدر ما يصيب هو اخصامه السياسيين. أما الثاني فمعارض بحجة ان قوى 14 آذار لم تكن يوما لتعتمد على الاسرائيلي وتصريحاته او معلوماته التي ينشرها مصدرا لبناء استراتيجيتها في التعامل مع الداخل كما يفعل حزب الله لأنها تعتقد بشكل راسخ ان ما يسوقه الجانب الاسرائيلي لا يهدف الا لشر هذ الوطن. وهي في هذا المجال تؤكد فكرها بالعمل بعكس حزب الله الذي يقول بالعداء لاسرائيل ويفعل عكس ذلك باعتماده على مصادرها.

نسوق كل هذا الكلام للقول أنه لا يجوز لطرف يعتمد في  بناء مواقفه على الجانب الاسرائيلي ان يتهم شركاءه بانهم اسرائيليون او عملاء او خاضعون لتنفيذ اجندات الآخرين.

والأكيد ان حزب الله ذهب بعيدا في هذا المجال من خلال اتهام الفرقاء الآخرين بالعمالة منذ العام 2006 ولا يزال والارجح انه اطلق هذه المعادلة واصبح ضحيتها على طريقة وزير الدعاية الالمانيه في عهد النازية الجنرال جوزثف غوبلز الذي كان يطلق الكذبة لجمهور النازية ويكررها دائما فيصدقها الناس.

اللبنانيون اليوم يعيشون في ظل دعاية حزب الله وادعائه المظلومية، واغراقه في ايهام الرأي العام بأنه المستهدف دائما تحت كل الشعارات، فهو هدف الحرب وهو هدف السلام الاقليمي، وهو هدف المحكمة الدولية، وهو هدف ايضا لمؤامرة خلية زرعتها مصر في الضاحة، وربما هو الهدف المستتر لعمليات قراصنة الصومال، ولن يفاجأ اللبنانيون إذا ما أطل نصر الله ليستقي من نفحات غوبلز فيقول ان الاستفتاء على الوضع النهائي في جنوب السودان انما يستهدف المقاومة ويسعى لتشويه صورتها. نحن نخشى ان يغرق "غوبلز العصر" لبنان في مزيد من الأزمات، وأغلب الظن أنه سيفعل، لكن عليه  التذكر دائما ان "الرايخ" بقوته وجبروته سقط في النهاية.

 

المفتي الجعفري دعا الحريري الى التحرر من الاملاءات: المحكمة الدولية ستأخذنا للفتنة

نهارنت/أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال خطبة عيد الاضحى المبارك في مسجد الامام الحسين، أن "العدالة الدولية وآليتها وهذه المحكمة المسيسة وهذه اللجنة الخاضعة للاملاءات الاميركية الصهيونية لن توصلنا الى الحقيقة بل ستأخذنا الى الفتنة"، مشيرا الى أن "هذه المحكمة صنعّوها لطمس الحقيقة وليس لكشفها، وللنيل من المقاومة وبالتالي للنيل من لبنان". ودعا المفتي قبلان الجميع خصوصا من يعنيهم الامر وبالتحديد رئيس الحكومة سعد الحريري الى التعقل والحكمة والتحرر من الاملاءات والوشوشات ووضع أمن لبنان وإستقراره في سلم أولوياته ومقدم اهتماماته وذلك من خلال التجاوب مع المساعي السورية-السعودية وبذل المستطاع لانجاحها واخراج البلد من دائرة الأخطار المحدقة وقطع الطريق أمام الذين مازالوا يراهنون على ايقاعه في الفتنة مجددا. إعتبر أنه إذا "كانت أيام الحج فرصة للتذخر بالايمان والتقوى والطاعة فيوم العيد هو يوم الانطلاق الى التصحيح وبناء الانسان وبناء المجتمع وبناء الامة من خلال الكلمة الطيبة والسلوك الحميد". وأشار المفتي قبلان الى أن "الاسلام حضارة وعلم وثقافة ومعرفة، والاسلام هو رحمة واخوة لا قوميات تفرق ولا عصبيات تمزق بل وحدة متماسكة متراصة فلنجتمع تحت رايته الخفاقة، راية الحق في وجه الباطل، والتسامح في وجه العداوات، والعدل في وجه الظلم".

وتوجه المفتي قبلان الى الجميع، قائلاً:" لمن لا يزال مرتهنا للخارج ومراهنا عليه عد الى وطنيتك عد الى اهلك وشعبك عد الى هويتك التي تفرض عليك ان تكون حرا كريما على ارضك وفي بلدك هذا البلد الذي يستحق منا ان نكون جميعا مواطنين صالحين ومنتمين اليه قولا وعملا"، لافتا الى أن "هذا البلد يوجب على كل مرجعية ويفرض على كل مسؤول وكل سياسي وكل معني فيه ان يخرج من انانيته وان يتحرر من مصالحه وان يتخلص من كل القيود الطائفية والمذهبية والمصلحية ليدخل في رحاب الوحدة الوطنية والمواطنة الصالحة والسياسة الصادقة مع الناس". وشدد على أن "محنة لبنان يجب أن تنتهي وهي لن تنتهي طالما بقي الانقسام وإستمر صراع المصالح على هذا النحو من الحدة وعلى هذه الوتيرة من التصعيد الذي لا نجد له مبررا اذا ما نظرنا الى ما يدور حولنا وما يجري من استهدافات لمنطقتنا العربية والاسلامية وما يحضّر لها من مشاريع فتنوية قد تبدأ من لبنان ولكن بالتأكيد لا احد يعرف اين تنتهي فحذار ثم حذار من الوقوع فيها والانزلاق في متاهاتها".

 

الحريري: القيادة اللبنانية لن تسمح بحدوث حريق بسبب القرار الاتهامي

نهارنت/استبعد رئيس الحكومة سعد الحريري يؤدي الاعلان عن القرار الاتهامي المرتقب عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى حدوث حريق في لبنان مشدداً على انّ "القيادة اللبنانية لن تسمح بحدوث مثل هذا الحريق"، وقال "إن الرئيس ميشال سليمان وانا رئيس الحكومة ورئيس البرلمان نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن نسمح بحدوث حريق يهدد لبنان". وإذ نفى الحريري في حديث ادلى به لصحيفة "فريميا نوفوستي" الروسية على هامش زيارته الحالية الى موسكو، وجود أي علم لديه بالقرار الاتهامي، اعرب عن خشيته من لجوء اسرائيل الى تفجير الوضع في الشرق الاوسط.  واشار الحريري الى "ان المباحثات التي اجريتها مع القادة الروس تركزت على الموقف الاسرائيلي المتصلب وانا اخشى من حدوث انفجار في المنطقة بسبب التعنت الاسرائيلي". واعتبر ان تجاهل اسرائيل لمبادئ السلام التي اقرت في مدريد وخاصة مبدأ الارض مقابل السلام ادى الى موجة من التطرف التي تشهدها المنطقة، معتبرا انه لو ان اسرائيل التزمت بهذه المبادئ لما كان هناك وجود لتنظيم القاعدة وفروعه في جميع ارجاء المنطقة. ووصف الحريري اسرائيل بأنها "مصدر التطرف في منطقة الشرق الاوسط" داعيا المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل وارغامها على الالتزام بالقرارات الدولية. ورفض الحريري اجراء مباحثات منفردة مع اسرائيل موضحا ان "لبنان عضو في الجامعة العربية وان مبادرة السلام العربية انطلقت من بيروت واذا ارادت اسرائيل السلام يتوجب عليها التفاوض مع العرب ككل". وشدد على ان التهديدات الاسرائيلية لن تخيف لبنان قائلا ان "لبنان خاض ستة حروب ضد اسرائيل وهو قوي بشعبه الذي عاش وسيعيش الاف السنين فوق هذه الارض". وبرر الحريري حاجة لبنان للسلاح من أجل الذود عن الامن والسلام موضحا ان روسيا ستقدم للجيش اللبناني 31 دبابة من طراز "تي 71" وست طائرات مروحية و36 مدفعا من عيار 130 ميلليمترا اضافة الى كمية كبيرة من الذخائر.

 

تقرير/ «الحرب الباردة» مع طهران... بدأت: لا ضربة عسكرية ولا حرب أهلية في لبنان

واشنطن - من حسين عبدالحسين/الراي

بعيدا عن الاضواء، وصل وفد اسرائيلي رفيع المستوى الى العاصمة الاميركية وعقد اجتماعات مع مسؤولين اميركيين. على عكس الاعتقاد السائد، لا تنوي اسرائيل توجيه ضربة عسكرية الى ايران، ولا هي تدفع اميركا على القيام بذلك. على صعيد مشابه، لا نية اسرائيلية، حسب مسؤولين اميركيين شاركوا في اللقاءات، لاثارة اي مواجهات «على الحدود الشمالية» مع «حزب الله»، كما يسود اعتقاد ان لا مصلحة لاي طرف في دفع لبنان الى آتون الحرب الاهلية.

وعلمت «الراي» ان رئيس الوفد الاسرائيلي افتتح الاجتماع بالاشادة بسلسة النجاحات «التي حققها العالم في مواجهة ايران ومخالبها في المنطقة». وقدم الاسرائيليون معلومات استخبارتية تطابقت والمعلومات الاميركية ان «البرنامج النووي الايراني متعثر جدا في الوقت الحالي»، و «ان اي ضربة عسكرية ستقلب موازين الرأي العام الايراني والعالمي لمصلحة النظام في طهران». تقول الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية ان «النموذج الايراني المستخدم وهو الذي ابتاعته ايران من شبكة عبد القادر خان الباكستاني قديم جدا»، وان «عملية التخصيب الايرانية تواجه مشاكل مستمرة» وانه « في غياب ضرورة توجيه ضربة تعوق انتاج القنبلة النووية الايرانية، تصبح العقوبات الاقتصادية مفصلية لضعضعة النظام» .

يقول مشاركون في الاجتماعات الاميركية الاسرائيلية ان الطرفين استعرضا النجاحات التي حققاها في مواجهة ايران. «فيروس ستكسنت، الذي نجحت الاستخبارات في زرعه في اجهزة كمبيوتر تم توريدها الى ايران في سبتمبر لاستخدامها في البرنامج النووي، كان بمثابة حصان طروادة، وقام بارسال معلومات اساسية في الشبكة الايرانية الى جهات غربية، اكدت تعثر البرنامج الايراني»، حسب مسؤول اميركي مشارك. اليوم، حسب المسؤول الاميركي، «صارت سياسة التهويل مفهومة اكثر، صدام حسين لم تكن بحوزته اسلحة دمار شامل، ولكنه اوهم العالم بذلك من اجل اخافة خصومه في المنطقة فقط لا غير، وهذا ما تفعله ايران». انتصار آخر حققته واشنطن وتحالفها في مواجهة طهران، وهو التوصل الى فرض عقوبات اقتصادية اممية على ايران. «حتى المؤسسات المالية في لبنان، المحسوب احد حلفاء ايران في المنطقة، اضطرت الى قطع صلاتها بالمؤسسات الايرانية او المجازفة بعزل نفسها عالميا».

عند الحديث عن العقوبات، توجه المسؤولون الاسرائيليون الى نظرائهم الاميركيين بالقول، «هناك 16 شركة ما زالت تتعامل مع ايران، ونحن نلاحقها ونفضحها علنا، ايران تستود ما يقارب نصف حاجتها للنفط المكرر، ومخزون هذه المادة، كما مخزون العملات الاجنبية في المصرف المركزي الايراني، انخفض الى مراحل غير مسبوقة».

المسؤولون الاسرائيليون اعربوا عن ارتياحهم «للتحالف الدولي الذي نجحت واشنطن في بنائه... عندما تسمع (رئيس ايران محمود) احمدي نجاد يصف روسيا بانها باعت نفسها للشيطان، تدرك ان ايران بدأت بالتراجع مرغمة امام مجتمع دولي مصمم على مواجهة حيازتها اسلحة نووية».

في لبنان، «حزب الله» في مأزق. يقول المسؤول الاميركي: «بعيدا عن المهرجانات الخطابية، اتفاق نيسان 1996 كان يميل لمصلحة سورية وحزب الله اكثر بكثير من القرار 1701، حدود اسرائيل الشمالية اليوم هادئة اكثر من اي وقت سابق، وحزب الله يدرك ان اشعاله حربا جديدة مع اسرائيل ستكون طاحنة ولن ينفع اعتذار نصرالله الى اللبنانيين هذه المرة».

ويضيف: «اما في حال استخدم حزب الله القوة داخل لبنان، فان الذهاب الى حرب اهلية سيحول لبنان الى ساحة حرب استخباراتية لن تكون في مصلحة الحزب... لذا، لا حربا اهلية في لبنان». «الراي» سألت عن مضاعفات صدور قرار ظني، واذا تم التطرق الى هذا الموضوع بين الاميركيين والاسرائيليين، فاجاب المسؤول : «هناك اجماع دولي لمصلحة كشف الفاعلين في جريمة اغتيال (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق) الحريري، اسرائيل تأخذ احتياطاتها من اي مغامرات قد يقوم بها حزب الله لتحويل الانظار عن القرار، ولكن حتى في ميزان حزب الله، مواجهة القرار اقل كلفة بكثير من اشعال الجبهة مع اسرائيل».

اما عن سورية، فقال المسؤول ان «الحكمة المشتركة بيننا وبين الاسرائيليين مفادها ان سورية اختارت الابقاء على التحالف مع ايران، ربما للاحتماء بطهران في حال ثبوت تورطها في اغتيال الحريري». لكن على كل حال، «تم استهلاك سياسة الانخراط، وصار ديبلوماسيينا (الاميركيين) يقولون في العلن اننا قمنا بتقديم الخيارات الى دمشق، وان سورية لم تأخذ الخيار الاميركي حتى الان، بل فضلت الخيار الايراني». «الراي» اثارت زيارة السناتور جون كيري الاخيرة الى دمشق، وسألت ان كانت الزيارة تأتي في سياق حصول اي تقدم على صعيد مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية، فاجاب المسؤول : «السناتور كيري يحاول الحفاظ على ماء الوجه، ذهب الى سورية ليطلب من (الرئيس بشار) الاسد اعادة طالبين اميركيين حائزين منحة فولبرايت ويدرسان العربية في دمشق». واضاف: «سورية تحاول ان تحصل على انتباه اميركا، وبغياب امكانية اشعال حروب، عمدت دمشق الى اختلاق مشاكل ثانوية، وقامت بترحيل الطالبين الى عمان، والسناتور كيري اثار الموضوع مع الاسد، الذي وعد بالسماح بعودتهم، وحتى هذا المطلب الصغير لم يلبه السوريون».

في ختام اللقاء الاميركي الاسرائيلي، كان هناك تقييم و«تربيت على الكتف، فبغض النظر عما يتم تداوله في الاعلام، العراق مستقر وحكومته حليف اساسي لواشنطن، وطهران تختنق ماليا، وتركيا تبتعد عن طهران ودمشق، اما دمشق فمتوترة في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتعمل على تشكيل اكبر فريق دفاع في حال تم توجيه اصابع الاتهام بتورطها، وحزب الله يهدد ويتوعد ولكن لا يمكنه المبادرة لاسباب كثيرة ومعقدة». يقول المسؤول الاميركي: «لا حروب مقبلة في منطقة الشرق الاوسط، دخلنا زمن السلم، والمواجهة ستنحصر بالديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية والمواجهات الاستخباراتية، اما اذا بادرت ايران او اي من حلفائها بشن حروب، فان ردة الفعل الاميركية ستكون هائلة ومبررة في عيون الراي العام العالمي، وهم يعرفون ذلك». ويختم: «بدأت الحرب الباردة مع طهران، ولنر من سيبقى واقفا الى النهاية».

 

قمة الأسد - سليمان: الحفاظ على الهدوء والسعي لحلول ناجعة تضمن استقرار لبنان

موسكو - وليد شقير، بيروت - «الحياة»

حركت القمة اللبنانية - السورية التي عُقدت امس في دمشق بين الرئيسين العماد ميشال سليمان وبشار الأسد ومعها الاتصال الذي تلقاه الأسد من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الجمود المسيطر على الوضع اللبناني بسبب الاختلاف على ملف «شهود الزور» في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وأنعشت الآمال المعقودة على قدرة التفاهم السوري - السعودي، في ظل الاتصالات الناشطة بين دمشق والرياض، في استيعاب التأزم الداخلي والضغط باتجاه ترسيخ التهدئة والحفاظ على الاستقرار العام وحمايته من أي اهتزازات سياسية أو أمنية. وفيما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» ان الرئيسين الأسد وسليمان تبادلا التهاني بعيد الأضحى المبارك وأن محادثاتهما تناولت خلال اللقاء «آخر التطورات على الساحة اللبنانية وأهمية الحفاظ على الهدوء والسعي لإيجاد حلول ناجعة لكل المشكلات التي تواجه لبنان، بما يضمن تعزيز وحدته الوطنية والحفاظ على أمنه واستقراره. كما جرى بحث العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين ومستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية»، علمت «الحياة» ان اتصال الحريري بالأسد دام ثلث ساعة تناولا خلاله التطورات السياسية في لبنان والمنطقة. كما علمت «الحياة» ان الاتصال الذي جرى بين الحريري ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان استغرق 25 دقيقة بُحثت خلاله تطورات لبنان والمنطقة.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان الحريري الذي أنهى امس زيارته الى موسكو تلقى تأكيداً من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بدعم بلاده للحكومة اللبنانية والمؤسسات في لبنان واستقراره وسيادته واستقلاله ورفضه التدخل في شؤونه وأعاد مدفيديف التشديد على دعم روسيا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان «التي أُنشئت من اجل ان تتابع عملها الى ان يتم كشف المجرمين، خصوصاً انه يجب تنفيذ القرار الدولي الذي أنشأها».

وأضافت ان الحريري أجرى من موسكو اتصالات عدة بعدد من القادة العرب لتهنئتهم بعيد الأضحى المبارك شملت خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الأسد، مشيرة الى ان اتصاله بالأخير هو الثاني بينهما خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وهو ما دفع الحريري الى القول في حديث صحافي قبل ايام انه على تواصل مع القيادة السورية وإن علاقته معها «ممتازة».

وتكتمت المصادر نفسها عما دار في اتصال أول من امس، وقالت ان اتصالاً جرى بين الحريري وسليمان قبل توجه الأخير الى دمشق، لكنها لاحظت بأن ما يتردد في بيروت من حين لآخر بأن حالة من الفتور تسيطر على علاقة الرئيس اللبناني بنظيره السوري ليس في محله، والأمر نفسه ينسحب على علاقة الحريري بالرئيس السوري.

وفي هذا السياق، قالت مصادر لبنانية في بيروت لـ «الحياة» بأنه لا يمكن التعامل مع اتصال الحريري بالأسد على انه أنهى القطيعة القائمة بينهما، باعتبار انها لم تكن موجودة في الأساس، اضافة الى ان مسؤولين سوريين حرصوا في الآونة الأخيرة على توجيه رسائل بواسطة أصدقاء مشتركين الى اعضاء في الفريق السياسي لرئيس الحكومة، تضمنت «كلاماً جيداً»، وتخلل هذه الرسائل ايضاً اتصال جرى الخميس الماضي بين المسؤول السوري اللواء رستم غزالة ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن.

وكان الحريري اختتم بعد ظهر امس زيارته الى موسكو بلقاء مع الرئيس مدفيديف استمر ساعة ونصف الساعة تخللته خلوة مدة نصف ساعة وتوجه بعدها الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة.

كما أجرى أول من امس محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس تخللها توقيع اتفاقين ثقافي وقضائي ولقاءات تناولت التعاون الاقتصادي والمالي والعسكري حيث تبلغ الجانب اللبناني موافقة الحكومة الروسية على منح الجيش اللبناني هبة عسكرية وصفها نائب رئيس الحكومة اللبنانية وزير الدفاع الياس المر بأنها «غير مسبوقة».

وعلمت «الحياة» ان مدفيديف أبلغ الحريري استعداد روسيا لتقديم المساعدات المطلوبة للجيش اللبناني من اجل تقويته. وتناولت العراقيل التي تواجهها عملية السلام في المنطقة والتعثر الحاصل فيها حيث جدد الحريري دعوته روسيا والمجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لوقف تعنتها نظراً الى مخاطر ذلك على الاستقرار في المنطقة وتسببه في نمو مزيد من التطرف فيها. ووجه الحريري دعوة الى بوتين لزيارة لبنان، وعد الأخير بتلبيتها. وقالت مصادر الوفد الوزاري الموسع الذي رافق الحريري خلال الزيارة ان روسيا تريد شراكة سياسية واقتصادية وعسكرية مع لبنان وأنها تسعى الى التواجد بقوة في لبنان والمنطقة. وينتظر ان يزور وفد عسكري لبناني موسع موسكو قريباً لإعداد اتفاقات تقنية ولوجستية حول تسلم لبنان هبة المروحيات الست والدبابات الـ31 والمدافع والقذائف والذخائر على أنواعها التي تلقاها لبنان من الجانب الروسي، بعد ان وقع الوزير المر أمس تعديلاً على الاتفاق العسكري السابق لأن إضافات طرأت عليه بعد الهبة التي أبلغها بوتين الى الوفد اللبناني. وقالت مصادر وزارية ان الأسلحة والذخائر ستسلم الى لبنان في مهلة قريبة تناهز الشهرين وسترافق التسليم بعثة عسكرية روسية الى لبنان لتدريب الضباط اللبنانيين على هذه الأسلحة. وأبدى الجانب الروسي استعداده لبيع مزيد من الدبابات للبنان بأسعار مخفضة اضافة الى الهبة.

 

مقترحاً على "جماعة المواجهة مع الاستكبار العالمي" ان يفكوا استكبارهم عنا

جعجع: الموقف القائل ان الصراع الآن هو بين السنة والشيعة هو ذمي بامتياز

موقع القوات اللبنانية

شدد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على "ان البعض في لبنان مصرٌّ على خوض مواجهة مع الاستكبار العالمي، ونحن مشتاقون لعيش حياة "طبيعية" ولكن للأسف لا يمكننا ذلك بسبب اصرار البعض خوض هكذا مواجهة لا يحق له أن يجر الجميع اليها". وشرح "ان مواجهة الاستكبار العالمي تخوضها دول كبرى لديها امكانيات ضخمة من موارد بشرية وطبيعية واقتصادية توازي في مكان ما هذا الاستكبار _ اذا ما سلّمنا جدلاً بهذه النظرية_ فيما لبنان هو من أصغر دول العالم ان من جهة موارده الأولية شبه المعدومة وعدد شعبه المحدود جداً أو من جهة سنين الحرب العشرين التي مرَّ بها، فكيف نزجّه بمعركة نسميها "المواجهة مع الاستكبار العالمي؟".

جعجع اقترح "على "جماعة المواجهة مع الاستكبار العالمي" أن يفكّوا استكبارهم عنّا قبل التخلص من الاستكبار العالمي، علّنا نتخلص من ذاك الاستكبار المتواجد داخل لبنان كمرحلة أولى، باعتبار ان من يطمح بتحقيق أمر ما على مستوى العالم فليبدأ بتنفيذه على مستوى اصغر في ضيعته او منطقته أو وطنه".

جعجع، وخلال استقباله وفداً طالبياً من جامعة LAU في جبيل قدّم له الفوز بالانتخابات الطالبية، تمنّى "لو كان بإمكاننا عدم التطرق الى المواضيع السياسية في الوقت الراهن، لا بل التداول في أمور مفيدة كسُبل تطوير وتحديث نظامنا التربوي لأن لبنان وبفضل امكانياته البشرية قادر ان يكون "جامعة الشرق الأوسط"، أو البحث في كيفية جلب احدث التقنيات الطبية اليه لأنه من خلال خبرة الطاقة البشرية والجامعات التي عمرها اكثر من 150 سنة يستطيع لبنان أن يُصبح "مستشفى الشرق الأوسط" ، أو تعزيز القدرات لتطوير مشاريع استثمارية في السياحة البيئية والدينية، الى حلّ أزمة السير والبطالة وما شابه...".

وأشار الى ان "رجل الأعمال أو الطالب اللبناني اذا ما وضع جهوده التي يبذلها في أي مجتمع خارجي لتضاعف مردوده مرتين أو اكثر مما هو عليه في لبنان ولكن هذا وطننا ومن واجبنا الاستمرار في تكثيف الجهود لانقاذه حتى لا يبقى مرهوناً في مواجهة وهمية اسمها مواجهة الاستكبار العالمي".

واذ شدد على ان "معركتنا الفعلية هي مواجهة استكبار الفقر والجهل واللاتوازن والضرر بالبيئة ومواجهة الاستكبار على الفقراء الذين ليس بقدرتهم أن يُطببوا أولادهم وأنفسهم"، اعتبر "ان هدفنا تأمين ضماناً صحياً لكلّ الناس وحياة عادلة". وقال: "نحن نواجه استكبار الديكتاتورية، بمعنى أن يُصبح لبنان مجتمعاً حراً بكل ما للكلمة من معنى بحيث يستطيع ان يعيش الانسان انسانيته بالشكل الذي يريد، وهذا هو حلمنا وحلم كلّ انسان موجود على وجه الأرض، فلا يمكن أن يجرنا البعض لتمضية أيامنا وسنواتنا وعقودنا في معارك وهمية لن ينتج عنها شيئاً لأنها أكبر بكثير من أن تُخاض في لبنان عدا عن انها بحاجة الى إجماع لبناني وهذان العاملان غير متوافرين حالياً".

وأسف جعجع "على وضع الطلاب في لبنان الذين يتخرجون من جامعاتهم وهم على أمل بمستقبل زاهر، فيتفاجئون بطريق صعبة تحتاج الى تحضير بغية البقاء والصمود في هذا البلد"، مذكراً بتضحيات أجدادنا وآبائنا ليستمروا في هذا الوطن، ومشيراً الى ان "ما نقوم به أقل بكثير من تضحياتهم في كل مرحلة من المراحل التي مروا بها لنرث نحن وطناً، ولكن صراحةً لم نرث وطناً بكل ما للكلمة من معنى بل "مشروع وطن" ومهمتنا تكمن اليوم في تحويل هذا المشروع الى وطن حقيقي وكامل".

جعجع أوضح ان "الانتماء الى القوات اللبنانية ليس سهلاً لأنه التزام بالشعب وأموره وطالما لدينا هذا الالتزام وهذه الارادة الصلبة لا يستطيع أحد أن يغلبنا".

وانتقد "النظرية "الخنفشارية" لدى البعض القائلة بأن الصراع القائم حالياً هو بين السنّة والشيعة فلماذا لا نُحيّد أنفسنا عنه، "وكأن هذه البلاد ليست بلادنا ولا رأي لنا في ما يحصل وكأنه لا يجب ان نتخذ موقفاً او اذا ما بقينا خارج الأحداث نحمي أنفسنا"، واصفاً هذه النظرية بأنها "موقف ذميّ بامتياز".

واعتبر ان "من يبقى خارج الأحداث دون تدخل لن يحصل في نهاية المطاف على اي شيء ولن يجد نفسه الا مهجّراً أو مغترباً سواء في اوروبا أو كندا واميركا او في استراليا لذا من المهم ان نستمر في القيام بدورنا على الرغم من كلّ شيء".

 

عون التزم سقف الديبلوماسية الفرنسية كي يلتقي ساركوزي

كمال ريشا /الراي

قالت مصادر مواكبة للتحضيرات لزيارة العماد ميشال عون الى فرنسا ان هذه الزيارة تمت بناء على طلب وإصرار القيادة السورية التي سعت جاهدة بواسطة من خلال امين عام قصر الإليزيه، "غيان"، لتأمين موعد في قصر الاليزيه للعماد عون. واضافت المصادر ان التحضير للزيارة جاء في إطار الجهود الفرنسية لاستقبال قيادات لبنانية من مختلف التوجهات السياسية عموما والمسيحية خصوصا، مشيرة الى ان القيادة الفرنسية طلبت من العماد عون الالتزام بأجندة الزيارة والمباحثات التي سيجريها مع الرئيس ساركوزي.

ولخصت المصادر الموقف الفرنسي من عون بأن المطلوب من العماد ان لا يتنكر لورقة التفاهم مع حزب الله بل ان يتوقف عن استعداء الطائفة السنية مجانا والجمهور المسيحي والكنيسة المارونية بطريقة فظة وممجوجة. وأضافت المصادر ان الديبلوماسية الفرنسية ابلغت العماد عون في مرحلة التحضير للزيارة ان شعبيته الى تراجع وان الهجمات التي يشنها على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقوى 14 آذار مع جوقة الشتامين من التيار العوني تؤدي الى زيادة الشرخ في لبنان والى وضع المسيحيين رأس حربة في مشروع صدام داخلي وواجهة للمشاريع التي تضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي. وفي شأن المحكمة ذات الطابع الدولي والقرار الاتهامي المرتقب، ابلغت الديبلوماسية الفرنسية العماد عون ضرورة الالتزام بالمحكمة والتعاطي معها بوصفها شأنا قانونيا بحتا وليس سياسيا. وتاليا، فإن على اللبنانيين عموما ان يتعاطوا مع المحكمة من هذا المنطلق وليس من باب التشكيك في صدقيتها، خصوصا ان فرنسا تدعم المحكمة وتعتبر انها كانت في أساس المطالبة بها وإقرارها في مجلس الامن الدولي. وابلغت الديبلوماسية الفرنسية عون ضرورة البحث عن سبل التعاطي مع القرار الاتهامي والحد من تداعياته محليا وليس من خلال التحريض على المحكمة او على القرار الاتهامي. وأشارت المصادر ان عون اعلن استعداده الالتزام بأجندة الديبلوماسية الفرنسية من اجل ترسيخ الهدوء في لبنان وعلى هذا الاساس تمت الموافقة على زيارة قصر الاليزيه.

 

مرجعية "دمشق"!

أيمن شروف/الراي

في طريقة تفكير ساسة البلد، الكثير من التقاطع الذي يجمع في ما بينهم، على الأقل لدى أولئك الذين عاشوا "عبثية" الحرب الأهلية وانغمسوا فيها، لا بل تلهّوا في محاولة خلق أوتكريس مواقع لهم في فترة الوصاية السورية. عادوا كل منطق، لمجرد حفظ أنفسهم. حري بالمرء أن يقوم بين الحين والآخر بمراجعة ذاتية لما أقدم عليه خلال فترة معيّنة، وقد يصل إلى استنتاج الكثير من العبر، أو قد لا يصل، باعتباره ذلك السياسي المحنّك، الذي لا يخطئ التقدير ولو مرّة. وحري، أيضاً، أن يقوم أولئك بالوقوف أمام التجارب، ليس من باب "إرتكابهم أخطاء" (لا سمح الله) بل من باب استشراف المستقبل من خلال نقد الماضي. هذا النقد، نحن بأمسّ الحاجة إليه اليوم، في هذا الظرف المصيري الذي يمرّ به لبنان، علّ دروس الماضي القريب تكون القدوة في الخروج من النفق الذي ساهمت الطبقة السياسية على اختلافها وبنسب متفاوتة في إدخالنا فيه.

لكن "لا حياة لمن تنادي"! هم أنفسهم الذين ارتبطوا بالوصاية السورية، عادوا اليوم لاستعادة ذلك الواقع، الذي جعل من "عنجر" عاصمة السياسة اللبنانية، مع تغيير جغرافي بسيط، فرضه اللبنانيون عليهم، بعد أن أخرجوا القوات السورية من لبنان عام 2005. لم يتغيّر الكثير، انتقل أمر اليوم بالنسبة لهؤلاء الساسة من "عنجر" إلى "ريف دمشق".

والحال، بعد أن كثر الحديث عن التفاهم "السوري ـ السعودي"، خرج من يحلل بأن هذا الواقع هو إعادة تكريس للدور السوري في لبنان. لا بل وصلوا إلى حد القول أن هناك قراراً مركزياً يبدأ في واشنطن وينتهي في الرياض يقضي بتلزيم لبنان إلى سوريا من جديد. فجأة انتهت لدى البعض "الطموحات الاستقلالية"، وعادت لدى البعض الآخر "أوهام" الاستزلام من جديد، لحصد مكانة سياسية من هنا، أو الحصول على شرف العمل كساعي بريد من هناك، مهمته نقل الرسائل "الدسمة" من دمشق إلى بيروت. وفي هذين الطموحين، صورة واضحة عن فكر هؤلاء القائم على مصلحة شخصية، وبأحسن الأحوال، مصلحة طائفية (كل تبعاً لانتمائه وحدود طموحاته).

في المشهد القائم منذ سنتين، أي منذ ما يسمى "تسوية الدوحة"، خير دليل على أن هناك الكثير من السياسيين يحددون بوصلتهم بطريقة لا تمت إلى مصلحة الوطن بصلة. هم قد يكونون، في مكان ما، ينتقدون البطريرك الماروني الياس الحويك الذي بارك قيام دولة لبنان الكبير التي أعلنها الجنرال غورو عام 1920، على اعتبار أن هذه البقعة جزء لا يتجزأ من سوريا، ودائماً بحسب "الجغرافيا والتاريخ". من هذا الواقع، بإمكان المرء استخلاص الآتي: التسويات التي تحصل في لبنان تكون في معظمها خارجة عن إرادته كون قادة هذا الوطن بمعظمهم يرمون بمرجعيتهم إلى خارج الحدود. الحركات الثورية غالباً ما يستفيد منها البعض لحسابات شخصية، متناسياً مطالب شعب بأكمله، فينحني ويتراجع ساعة يشعر بالخوف على "منصبه" أو مكانته. الاحتكام إلى المصلحة الوطنية هو "محرم" لدى البعض وممنوع على البعض الآخر. فكرة الدولة غائبة. في المحصلة، تبقى الإشارة إلى أن أكثر "الاستخلاصات" دلالةً، هي أن على اللبنانيين إدراك حقيقة لا بد منها، مفادها أن معظم من أوصلوهم برضاهم إلى "كرسي الزعامة" يقولون بمرجعية "دمشق أولاً"، ولهم ( أي للبنانيين) أن يرتضوا بالواقع أم أن ينقلبوا عليه.. سلمياً.

 

في ذكرى إستشهاده ماذا يقول الرفاق...؟

المحامي انطوان ريشا:  لقد ارادوا بقتل الشيخ بيار إسكات صوت القائد الطموح الهادف الى التغيير ورسالتي له بعد اربع سنوات على إستشهاده

"لبنان ما زال في خطر وبحاجة دائماً اليك..."        

 صونيا رزق – موقع الكتائب

17 Nov. 2010   

لم يكن يعلم أن الشعارات الأخيرة التي أطلقها والتي دعا فيها الى حب لبنان والدفاع عنه كي يراه كما يحلو له ، كانت ستكون آخر كلماته ليغطّ بعدها في صمت ابدي دفاعاً عن لبنان الاحّب الى قلبه انه بيار امين الجميّل الشاب الواعد او تلك الثورة المتمردة على التسويات والداعية دائماً وابداً الى قول الحقيقة الصعبة في نبرة خطابية إستقطبت المؤيدين والمعارضين على السواء. في الذكرى الرابعة لإستشهاده، ماذا يقول عنه الرفاق المحبّون؟ نائب رئيس مجلس الشورى في حزب الكتائب المحامي انطوان ريشا يتذكر الشيخ بيار الذي لم يغب عن باله ابداً، ويصف تلك الصداقة التي جمعته بالشهيد من خلال كلمات حملت الحنين ووجع الفراق والدمعة. يقول المحامي ريشا:" بدأت علاقتي تتوطد بالشيخ بيار منذ الانتخابات البلدية الاولى في العام 1998 حين كنا في المعارضة الكتائبية، وكان ُطلب منا التحضير لهذه الانتخابات ، وحينها تعرفت على الشيخ بيار الذي طلب منا التنسيق لأنجاح هذه الانتخابات ، ويومها رأيت فيه الانسان القادر على العمل بخطى اكيدة وثابتة إن في السياسة العامة او في العمل الحزبي، وبعد عملنا الدؤوب توصلنا كحزب الى تحقيق انتصارات في الاطار البلدي في مناطق المتن وبعبدا، ووضعنا الاسس للعمل البلدي ثم خضنا الانتخابات النيابية التي اوصلت الشيخ بيار الى الندوة البرلمانية، فإستمر منذ وصوله الى لبنان في تقديم عطاءاته على الصعيدين الوطني والحزبي الى حين إستشهاده.

ووصف المحامي ريشا الشهيد بيار بالانسان الذي يحترم من يكبره سناً وخبرةً ، اذ كان يستمع بإصغاء الى من يملك التجربة ، قائلاً :" الشهيد بيار كان سريعاً في إلتقاط الفكرة والرؤية والنظرة الى البعيد والتطلع نحو المستقبل، لافتاً الى السنوات الاولى التي دخل فيها الى المجلس النيابي كنائب عن منطقة المتن والى عمله المتواصل في سبيل تقديم ما هو افضل لمنطقته بصورة خاصة ، متذكراً تلك السنوات الصعبة التي ناضل من اجلها الشيخ بيار.

ويشير ريشا الى اليوم الاول لتوزير الشيخ بيار فيتذكر:" إستقبلنا خبر توزيره بفرحة كبرى، اذ كان مهتماً بوضع المشاريع والتحضيرات وكان متحمساً كثيراً لخدمة لبنان على كل الاصعدة ، وفور اعلان توزيره عقد اجتماعاً لكادر وزارة الصناعة وطلب من الجميع وضع الخطط وشكّل فريقاً ليعاونه ، وقال لنا" لقد حصلنا على وزارة هامشية لكننا سنفعل منها وزارة اولية"، وتحدث مع وزير الصناعة حينها بسام يمين الذي كان سيستلم منه الحقيبة بعد ايام طارحاً معه شؤونها وشجونها.

ويتابع ريشا:" فور إستلام الشيخ بيار حقيبة الصناعة قال للموظفين : " لا املك اي خبرة في المجال الصناعي فأنا آت من عالم المحاماة ولكني اعدكم بأننا سنتعاون وسنحقق انجازات والنجاح سيكون شعارنا،وآمل من الجميع ان يمد يد العون وان تعطوا ما لديكم لانه سيكون هنالك معيار للتقدير والكفاءة، ويلفت ريشا الى ان رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة طلب من الوزراء تقديم برنامج عمل لوزاراتهم في آواخر تموز من العام 2005 ، وعلى الفور قمنا مع الوزير بيار الجميّل كفريق عمل متجانس في وزارة الصناعة ووضعنا برنامج عمل خلال شهر واسبوع تحت عنوان " كتاب صناعة لشباب لبنان 2010 "، وقد حوى هذا الكتاب اهم الدراسات لتطوير الصناعة، اذ وضع مشروعاً لخّص طريقة الحل لمشاكل الصناعة في لبنان على ثلاث مراحل، المرحلة الاولى أطلق عليها تسمية " خطة الطوارئ لإطلاق الطاقات الموجودة وغير المستغلة"، اذ كان يعتبر ان هنالك قضايا يمكن ان ُتحل ضمن مئة يوم ومن ضمنها معالجة موضوع الكهرباء للصناعيين، وكان يعتبر هذا الموضوع مهماً ويشدّد على ضرورة حلّه بأسرع وقت ممكن، لافتاً الى إفتخاره بشعار " اذا بتحب لبنان حب صناعتو" الذي كان اول من اطلق هذا الشعار، كما كان يفتخر بإرتداء الملابس ذات الصناعة اللبنانية ويتباهى خصوصاً حين يكون مصدرها من معمل صديقه شارل عربيد، ويردّد دائماً:" لماذا لا ننافس المنتوجات الاجنبية على مختلف الاصعدة ومنها النبيذ مثلاً والملابس، ويشدد على نجاح التسويق، كما كان يتطلع الى المنتوجات الزراعية من ناحية العمل على تصنيعها ، اذ كان معجباً بالتجربة الفرنسية من ناحية مراقبة مصدرها.

ورداً على سؤال حول الصفات الخلقية التي كان يتمتع بها الشهيد بيار ، قال المحامي ريشا:" بيار كان يتمتع بأخلاق حميدة نادرة قّل ما نجدها اليوم في مسؤول سياسي مع احترامنا لكل المسؤولين والناس العاديين ، اذ كان يدرك السبل الايجابية في التعاطي ، لقد كان ودوداً محبّاً غيوراً على كل محبيه ورفاقه ولا يترك اي مناسبة إلا ويؤكد فيها تعلقه بالناس الاحّب الى قلبه، ولم يكن مرة خارجاً عن السمع او بعيداً عن مطالب الناس ولم يقفل مكتبه في وجه احد، بل كان يستقبل الجميع من دون ان يصّد الابواب وهذا بشهادة الجميع، وذكّر ريشا بالفترة التي رافقت حرب تموز اذ طلب منا الشيخ بيار بالتواجد الدائم في البيت المركزي في الصيفي لإنشاء هيئة الطوارئ الكتائبية لتقديم المساعدات والمستلزمات الى المناطق المنكوبة حينها، مؤكداً ان هذا الاندفاع كان يجعلنا نعمل بشغف وحماسة اكثر، مشيراً الى ان الشهيد بيار كان متواضعاً الى درجة كبيرة، وكان نبيلاً وفارساً بكل ما في الكلمة من معنى اذ كان يتحلى بالايمان ويمارس ايمانه المسيحي من خلال الالتزام الديني وهذا ما يميز آل الجميّل بصورة عامة، وقد ورث ذلك عن جده المؤسس الشيخ بيار بصورة خاصة.

وعن العمل الحزبي والنضالي في سبيل إعادة الحزب الى سابق عهده ، يقول ريشا :" لقد جمع الشهيد بيار حزب الكتائب المشتت آنذاك خلال فترة بسيطة وزار عدداً كبيراً من الاقسام والاقاليم الكتائبية، لكن للاسف لم يترك له خصومه الذين اغتالوه فرصة تحقيق مهمته بزيارة ما يقارب اكثر من مئة قسم كتائبي لإعادة الشمل ، متذكراً تلك الفترة حين جمع الرفاق طالباً منهم النزول على الارض والى البيت المركزي تحديداً الذي يجمع الكتائبيين دائماً ، وحينها وضع خطة لفترة شهرين لزيارة بيوت الكتائب تولت حينها الامانة العامة في الحزب تدبير هذه الزيارات، وقد بدأها الشيخ بيار بزيارة قسم الكحالة مروراً بزحلة وتربل والفرزل في تاريخ 4 تشرين الثاني ، ثم تبعها بزيارة قسم شكا وكانت آخر زياراته في تاريخ 18 تشرين الثاني اي قبل ايام من إستشهاده ،لكن القدر كان له بالمرصاد فإستشهد على يد اهل الغدر في 21 تشرين الثاني في ذكرى الاستقلال التاريخ الاحّب الى قلبه.

ورداً على سؤال حول ما اذا كانت أصداء الاغتيال تلاحقه حينها او كانت تصله معلومات عن تعرضه للخطر او ما شابه اذ كانت حينها فترة متواصلة من عمليات الاغتيال التي طالت قياديي ثورة الارز ، قال ريشا:" الشيخ بيار لم يكن يشعر بأي خوف يلاحقه بل كان يخاف على والده الرئيس امين الجميّل وكان يعتقد ان الرئيس الجميل قد يتعرض للخطر وكان يخاف عليه كثيراً ، لكن هو لم يكن يشعر يوماً بأنه سيتعرض للاغتيال ولم يفكر بالموت لحظة بل كان يضّج بالحياة والاحلام والامال.

وحول وجود اي معلومات جديدة عن هوية المجرمين الذين نفذوا عملية الاغتيال يؤكد ريشا:" للحقيقة لم تردنا اي معلومات عن هوية هؤلاء القتلة ونحن في انتظار القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية وفي انتظار معرفة من قتل كل شهداء ثورة الارز، ونأمل ان نعرف من قتل بيار وانطوان وكل الذين دافعوا عن استقلال لبنان الجديد".

وفي الختام ورداً على سؤال : لماذا ُقتل بيار..."، يقول ريشا:" لقد هدفوا بقتل بيار الى إسكات الصوت اللبناني غير المرتهن للخارج ، قتلوا بيار لانه كان احد ابرز رموز ثورة الارز، لقد ارادوا قتل القائد الطموح لان طموحه كان سيؤدي به الى التغيير، قتلوه لانه اراد إرجاع حزب الكتائب الى سابق عهده ،ارادوا ان يقتلوا اندفاع بيار، لكن اليوم اردّد له ما كنت اقوله له دائماً :" لبنان في خطر وما زال بحاجة اليك...". وعن الرسالة التي يوجهها له في الذكرى الرابعة لإستشهاده ، يختم بالقول: "مسيرتنا مستمرة وعلى خطاك سائرون وستبقى حياً فينا الى الابد...".

 

الكلام التخويني بلغ منحى رسميًا يذكر بفترة ما قبل 14 شباط 2005

فتفت: نلتقي مع ما قاله الأسد والمعلم حول وجوب تضمن القرار الإتهامي أدلة قاطعة... ونأمل أن يحذو الفريق الآخر حذوهما

الاربعاء 17 تشرين الثاني 2010 /لبنان الآن

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت على أنّ جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بيّنت أنّ "كل الضغوط التي مارستها قوى 8 آذار لم تستطع أن تحقق لها مكاسب سياسية"، لافتًا في الوقت عينه إلى أنه "وعلى الرغم من أنّ الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله حمل في جزئه الأول تكراراً للغة التهديد والوعيد والتخوين، إلا أنّ الجزء الثاني من هذا الخطاب كان مهماً لجهة تمحوره حول مرحلة ما بعد القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المحكمة الخاصو بلبنان، وهي ربما اشارة مهمة جداً خصوصّا وأنه اقترن باعراب السيد نصرالله عن ثقته بالمبادرة السورية - السعودية وهو كلام لم نكن نسمعه في المرحلة السابقة".

فتفت، وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” أضاف: "يبدو أنه باتت لدى حزب الله قناعة بوجود أمور لا يمكنه التأثير بها، من بينها صدور القرار الاتهامي وأنّ قرار التفجير ليس بيده إنما هو يحتاج إلى غطاء إقليمي غير متوفر له في هذه المرحلة وهو ما ينسحب ايضاً على مسألة إسقاط الحكومة"، معتبرًا في ضوء ذلك أنّ "لبنان دخل مرحلة هدنة ستستمر أقله إلى ما بعد الزيارة المتوقع أن يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري نهاية الشهر الجاري إلى طهران".

إلا أنّ فتفت الذي لفت إلى أنّ جمودًا سياسيًا سيطغى على الفترة المقبلة، لاحظ وجود "تناقض في كلام السيد نصرالله فهو يدعو إلى الحوار والمصارحة من جهة ويعطل مع حليفه النائب ميشال عون طاولة الحوار ويسعى لتعطيل مجلس الوزراء من جهة ثانية"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الفريق الآخر "وبعد فترة حافلة بالتهديدات أطلق حملة تخوين كبيرة باتجاه الرئيس فؤاد السنيوره وفريق سياسي معين من ضمن "تيار المستقبل" وتحالف 14 آذار، ربما لأنّ البعض يحاول أن يحمل هذا الفريق مسؤولية الموقف الصلب للرئيس سعد الحريري". وأوضح فتفت في المقابل أنّ "مواقف الرئيس الحريري تنبع من قناعاته نفسها وليس من تأثير احد عليه، وهو ما زاد وتيرة الكلام التخويني في الفترة الاخيرة إلى أن بلغ حد التطاول على رئيس الحكومة عبر وزير الاتصالات شربل نحاس"، مشددًا على "خطورة هذا الأمر كونه يأتي هذه المرة في المنحى الرسمي لا الشعبوي والاعلامي ويشبه إلى حد بعيد جداً مرحلة ما قبل 14 شباط 2005".

وفي هذا الإطار، أكد فتفت على "حق كل من يصار الى تخوينه أن يعتبر أنه يتعرض لعملية اغتيال سياسي بحيث يصبح مطلق التهديد والتخوين مسؤولاً عما يمكن أي عمل أمني يتعرض له الشخص المستهدف"، داعيًا في الوقت عينه "من يطلق الإتهامات التخوينية إلى أن يظهر ما لديه من أدلة وإثباتات وأن يحيلها الى القضاء فورا، وإلا فإنه يكون يمارس عملية تخوينية لا تؤدي سوى الى الفتنة ولا تخدم إلا اسرائيل بما يجعل العمالة في مكان آخر".

وعن الحوار السعودي – السوري، لفت فتفت إلى "الساحة اللبنانية حساسة تجاه طبيعة العلاقات العربية - العربية، فاذا كانت هذه العلاقات سيئة سيكون انعكاسها سيئاً على لبنان والعكس صحيح"، وأضاف: "نرى اليوم في مجالات عدة حداً ادنى من التعاون السعودي السوري ولعل التهدئة ومنع التفجير على الصعيدين الحكومي والامني يعتبران نجاحاً اولياً لهذا التعاون، ولكن يبدو أن فريقًا سياسيًا لم يكن قادرًا على قراءة هذا المعطى ما جعله يهدد بأمور كثيرة قبل أن يتبين له أنه غير قادر على ذلك لكونه لا يملك التفرد بالقرار إذا لم يكن يحظى بالغطاء السياسي ليترجم تهديداته"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "الحوار السعودي - السوري بمثابة ضابط ايقاع في هذه الفترة الفاصلة عن صدور القرار الإتهامي عن المحكمة الدولية لئلا تنحدر الامور باتجاه الأسوأ سياسياً وامنياً".

أما في ما يتعلق بالمرحلة التي ستلي صدور القرار الاتهامي، فقد أكد فتفت أنّ "قوى 14 آذار تدارست هذه المرحلة وقررت ان تبقى على استعداد لها من خلال التواصل القائم والمستمر بين مختلف مكونات هذه القوى لتكون حاضرة سياسياً لهذه المرحلة كما لكل المراحل"، مشددًا في هذا السياق على وجوب أن "تؤخذ الامور على محورين، الاول وهو محتوى القرار الاتهامي لجهة تضمنه أدلة واضحة وقاطعة"، وهنا، أضاف فتفت: نحن نلتقي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي طالب بقرار يتضمن أدلة قاطعة ويقبل به الجميع، وسبق للرئيس بشار الاسد أن قال كلاماً مماثلاً في حين كان الفريق الآخر في لبنان يرفض هذا القرار رفضاَ باتاً"، موضحًا في هذا المجال أنّ الرئيس السوري ووزير خارجيته "إنما يشددان بذلك على نقطة واحدة تشدد عليها قوى 14 آذار، وهي عدم القبول بقرار اتهامي يوجه اتهامات مبهمة، إنما المطلوب قرار اتهامي مع ادلة قاطعة"، كما ذكّر فتفت "بتأكيد الوزير المعلم أنه إذا اتهم مواطن سوري بأدلة قاطعة فسيحاكم بوصفه خائناً"، معربًا عن أمله في "أن يحذو الفريق الآخر في لبنان حذو الاسد والمعلم وأن يتخذ موقفًا مماثلاً".

أما المحور الثاني فأوضح فتفت أنه يتعلق "بكيفية تعاطي الطرف الآخر مع فحوى قرار اتهامي واضح يتضمن أدلة قاطعة"، مشيرًا في هذا الإطار إلى أنّ "قوى 14 آذار ستلجأ إلى التنسيق التام في التعاطي مع التطورات من منطلق مسؤوليتها الوطنية، كما أنّ الرئيس سعد الحريري هو رئيس حكومة لبنان وسيكون عليه أن يتصرف انطلاقاً من مسؤولياته الكبيرة والحكمة التي يجب ان يتحلى بها كل مواطن ومسؤول للحفاظ على لبنان وصون مصالحه العليا، مع الاصرار الدائم على أنّ الحقيقة والعدالة هي في أساس المصلحة الوطنية".

 

الفرصة الوحيدة

إيلي فواز /لبنان الآن  

 كان ظهور السيد حسن نصرالله على شاشات التلفزة فيما مضى يمثل الحدث بذاته. كانت الطرقات تخلو من المارة، بعضهم طبعا خوفا من طيش رصاص الفرح الذي كان يرافق اطلالاته، ولكن الغالب الاعم كان يتمسمر امام الشاشة الصغيرة في انتظار ما في جعبة الرجل.

لم يعد الامر كذالك. فحتى شوارع الضاحية لم تعد تكترث لما سيقوله امين عام "حزب الله". ربما لان اكثرية الناس سئمت العنف الكلامي، وسئمت التهديد والتهويل، ما خلا البعض طبعا، وربما ايضا لان كلام السيد لم يعد يأتي بجديد، بل على العكس تماما اصبح يفتقد للمنطق ويتسم بالتضليل ويعول على نظريات المؤامرة.

رسالة كسينجر التي تلاها السيد على مسامع اللبنانيين في خطبة يوم الشهيد تدخل في خانة التضليل المتعمد وتعود بنا الى سنين خلت حيث كانت بيروت "الحرب الاهلية" لا تتكلم الا عن مؤامرة كسينجر، ان في تقسيم المنطقة دويلات طائفية أو في السعي الى "ترانسفر" لمسيحيي لبنان في مراكب تأخذهم للغرب وكل ذالك من اجل حماية اسرائيل. ولكن سرعان ما اتضح ان رسالة كسينجر التي استشهد بها السيد وهمية كما المؤامرة التي اقترنت باسمه. فالمسيحيون ما زالوا في لبنان ولو بعدد اقل ونفوذ اصغر لا علاقة لكسينجر باسبابها، واسرائيل لم تكن يوما بحاجة الى حماية الغرب لها من العرب، بل على العكس تماما العرب واللبنانيون هم من كانوا وما زالوا بحاجة الى الحماية من اسرائيل ومكينتها العسكرية المتعاظمة اذا ما افلتت من عقالها، بالرغم من "الانتصار الالهي" لحزب الله في الـ 2006.

يقول السيد في معرض حديثه الاخير ان كل الاحداث التي تتالت على لبنان فصولا منذ العام 2000، بداء من القرار 1559 الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى حرب تموز وصولا الى انشاء المحكمة الدولية، تهدف الى القضاء على "حزب الله" ودائما بالتعاون مع "جماعة 14 آذار"، ومع الرئيس فؤاد السنيورة. كيف يدعم السيد اقواله؟ بالاستناد الى رسالة كسينجر الوهمية وبمقتطفات قرأها في الصحف اللبنانية لمذكرات بوش وبلير.

لا بأس، ليكن الكلام الذي قاله امين عام "حزب الله" موضوع نقاش بما انه يعني مصيرنا جميعا على حد تعبيره، والسؤال الاول الذي يتبادر الى الاذهان  اليس القرار 1559 هو ترجمة لبنود اتفاق الطائف التي لم تتطبق على مدى سنين طويلة؟ ثم كيف تتحول المطالبة بانسحاب جميع القوات الاجنبية المتبقية من لبنان، بما فيها سورية واسرائيل، والدعوة الى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها وتأييد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع أراضي لبنان، وتاييد عملية حرة ونزيهة في الانتخابات الرئاسية من دون تدخل او نفوذ اجنبي الى مؤامرة ضد "حزب الله"؟

واذا كان فعلا للنقاش من مساحة هل من احد ليفسر لنا كيف يتحمل الرئيس السنيورة خطأ تقدير "حزب الله" ردة فعل اسرائيل على خطف جنديين لها؟ وبالتالي من يتحمل مسؤولية تدمير تفاهم نيسان الذي اعطى "حزب الله" قدرة على مواجهة اسرائيل عسكريا من دون اتخاذ المدنيين اسرى لديها، وبالتالي ساهم عمليا بانسحاب اسرائيل من الجنوب عام 2000؟ ومن يتحمل عبء تحويل لبنان برمته اهدافا شرعية للمكينة العسكرية الاسرائيلية؟ والسؤال الاهم كيف يعقل، في ظل كل المعطيات التي يملكها الحزب عن مدى تورط جماعة 14 آذار مع اسرائيل في محاولات القضاء على "حزب الله" ان يفكر حتى بالتعاون معها؟ و بعد كل ذالك، هل يمكن للبناني ان يقتنع ان هناك فرصة ذهبية لانقاذ البلد او وجود النية حتى عند الافرقاء بذالك، بينما امين عام "حزب الله" ما زال يهدد بقطع الايدي ويؤكد ان كل الخيارات متاحة للدفاع عن شرف وكرامة الحزب؟ وكيف يثق اللبناني بنافذة الامل التي بالكاد فتحها السيد نصرالله، وهو يدري ان مستقبله لم يعد رهنا بارادات القيادات اللبنانية بل بمآل المساعي السعودية السورية؟. وماذا اذا فشلت تلك المساعي؟ إن الفرصة الوحيدة المتاحة لدى اللبنانيين كي يسلم وطنهم تكمن في تعاون الجميع مع المحكمة الدولية، وقرارات الامم المتحدة لا سيما 1701 وفي تسليم "حزب الله" سلاحه للجيش اللبناني ضمن استراتيجية دفاعية تؤمن من خلالها القوة الشرعية حصرا حماية لبنان، اما كل ما عدا ذالك حرب اهلية مؤكدة.

 

وليد البستاني عضو "فتح الإسلام" الفار من سجن رومْية... يعاني "انفصام الشخصية" وكان ينتظر "العفو العام" ليعود إلى الدنمارك

دار الحياة/تابع وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود تطورات حادثة فرار سجين من سجن روميه المركزي، وأوعز باتخاذ الاجراءات اللازمة والتحرك السريع للقبض على السجين الفار وليد البستاني الذي ينتمي إلى "فتح الإسلام"، كما كلف المفتشية العامة لقوى الامن الداخلي المباشرة فوراً بإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات عملية الفرار والتخطيط لها، وتحديد المسؤوليات ليصار بعدها الى اتخاذ التدابير المناسبة في حال وجود تقصير ما".

وكانت القوى الامنية اللبنانية بدأت عملية بحث الثلثاء عن موقوف من فتح الاسلام فر من سجن رومية كما اعلنت الشرطة. وقال ناطق باسم الشرطة إن "عنصرين من فتح الاسلام حاولا الفرار من سجن رومية صباح اليوم" الثلاثاء. واضاف ان الشرطة تمكنت من اعتقال السجين السوري منجد الفحام بعدما سقط ارضا واصيب بكسور وجروح اثناء تدليه من على سور السجن. وتابع ان القوى الامنية تبحث عن سجين ثان يدعى وليد البستاني الذي يبدو انه تمكن من الفرار من السجن الواقع على بعد 12 كلم شمال شرق بيروت.

وخاضت حركة "فتح الاسلام" معارك ضارية ضد الجيش اللبناني في صيف 2007 في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، شمال لبنان، انتهت بدخول الجيش الى المخيم الذي دمر في شكل شبه كامل. وتسببت المعارك بمقتل 400 شخص بينهم 168 جنديا لبنانيا. وتمكن بعض قادة التنظيم، ومن بينهم شاكر العبسي، من الفرار رغم حصار الجيش للمخيم. واطلقت السلطات حملة مطاردة للمجموعات الاصولية بعد انتهاء المعارك.

وتنظيم فتح الاسلام متهم ايضا بالوقوف وراء تفجيرات استهدف حافلة في منطقة مسيحية بشمال شرق بيروت ادت الى وقوع ثلاثة قتلى عام 2007. والسنة الماضية تمكن احد عناصر فتح الاسلام من الفرار من سجن رومية لكن تم اعتقاله بعد يوم. وسجن رومية معد أساسا لاستقبال 1500 سجين، لكنه يؤوي اليوم اكثر من اربعة الاف سجين اي 65 في المئة من نسبة المساجين في لبنان. وفي مقابلة أجرتها "الحياة" مع الفار وليد البستاني، داخل سجن رومية، نُشرت في 27/11/2008، ضمن تحقيق بين بيروت وكوبنهاغن، ورد أن البستاني "لا يتردد [] في الكلام عن كيفية التحاقه بتنظيم «فتح الإسلام»، نظراً لقناعته التامة بأحقية قضيته «الجهادية». ولد عام 1964 في ببنين - عكار. والتحق في صفوف «حركة التوحيد الإسلامي» أيام الحرب قبل أن يهرب إلى ليبيا عام 1986، بعد خطف شقيقه على يد القوات السورية وإدراج اسمه على لائحة المطلوبين، ومن ثم هاجر إلى الدنمارك، حيث بقي هناك إلى ما بعد وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد.

وإن كان البستاني يقول أنه تعرف إلى كل من إبراهيم وأسعد في سجن رومية، ولم يكن على معرفة شخصية بهما في العاصمة الدنماركية التي قطنوها طوال تلك السنوات، إلاّ إنه يؤكد صداقته المتينة مع مصطفى رمضان. ويُدرج علاقته به في كونهما ينتميان إلى الفكر «السلفي الجهادي»، الذي اكتسبه البستاني من شيخ يدعى «أبو سعود»، في مسجد «التوبة» في كوبنهاغن. ويوضح أن «السلفيين الجهاديين» يهدفون إلى محاربة القوات الأميركية في أفغانستان والعراق، الذي كان يأمل في الوصول إلى أراضيه من أجل «أداء واجبه»، إلاّ أن إدراج اسمه على لوائح المطلوبين في سورية، جعله يتريث في الالتحاق بـ «المجاهدين»، وذلك بطلب من رمضان نفسه، ومقتل هذا الأخير أثّر سلباً على وصول البستاني إلى العراق.

بعد عام 2002 بدأ البستاني بزيارات متقطعة إلى لبنان، «بهدف الاطمئنان على عائلته الجديدة»، أي زوجته الثانية التي اقترن بها في العام نفسه، عبر ذويه، وكان يسكن منزلهم، الذي يفصله شارع عريض وممر مجرى نهر جاف، عن منزل أهل شهاب القدور «أبو هريرة».

وعام 2006 عاد للاستقرار في لبنان، وما لبث أن التحق بتنظيم «فتح الإسلام»، بعد أن لمس تقاطع مصلحته معهم وهي «الجهاد في بلاد الرافدين»، ومحاربة «عملاء سورية وإيران المتضامين مع المخطط الأميركي والمتمثل بالهلال الشيعي في المنطقة»، إضافة إلى «محاربة اليهود» و «الدفاع عن أهل السنة في لبنان».

ولا ينفي البستاني تورطه مع «فتح الإسلام»، لافتاً إلى أنه لا يوجد خلف القضبان من «كان يتمشى في الشارع وأُلقي القبض عليه»، إلاّ أنه يعتبر أنه تمّ إلحاق الأذى به مرتين: الأولى في تضخيم الدور الذي نُسب إليه مؤكداً أنه لم يكن «قيادياً» في التنظيم. والثانية باتهام التنظيم بأنه يتحرك بطلب من السوريين، ويوضح أن حركتهم مرتبطة بـ «القاعدة»، معتبراً أن هذه ليست تهمة إذ أن «القاعدة» تنظيم يحمل فكراً اسلامياً صحيحاً يهدف إلى «محاربة الاحتلال وكل من يتعرض لأهل السنة».

ويأسف إلى ما آلت إليه الأمور جراء «التورط في معركة مع الجيش اللبناني»، مؤكداً أن تطورات هذه المرحلة كانت بسبب «اختراق التنظيم من قبل المخابرات السورية». يكرر البستاني ولاءه لـ«القاعدة» ويعتبره أمراً مشرفاً على خلاف اتهامه بالانتماء إلى سورية «التي يُبغضها أكثرية اللبنانيين».

هو أب لسبعة أولاد، خمسة من زواجه الأول، وطفلان من زواج ثانٍ. وتؤكد زوجته الثانية أن تحركاته خارج السجن كانت عادية، وأنه «استغل» بسبب طيبة قلبه. وتقول أن يومياته في لبنان مشابهة لما كان يقوم به في كوبنهاغن «يذهب إلى نادٍ رياضي ويعود بعد ساعات قليلة متعرقاً، يأخذ حماماً ويأكل ويمضي وقته مع أطفاله، وفي الدنمارك كان يومياً يقضي وقته من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة العاشرة والنصف عند أولاده من زواجه الأول».

وتشير إلى أنها لا تعلم أي شيء عن أصدقائه، في البلدين إذ أنها «لا تنكشف على رجال»، فهي تحتجب في غرفتها إذا ما دخل زائر، «وهو أمر نادر». وتقول أنه كان يملك مسدساً، «اعتقد أنه مرخص، من أجل حمايتنا»، كان يغيره باستمرار، ولكنه تخلى عنه قبل أحداث البارد بفترة طويلة، وقبل ذلك قام «ببيع» كمبيوتره المحمول.

وتروي أنهما «اضطرا إلى ترك منزلهما في مخيم البداوي، قبيل أحداث البارد، بعد أن تمّ توقيف زوجها ليوم واحد للتحقيق معه بسبب إثارته موضوع «بيان على الانترنت يكشف نوايا الشيعة في لبنان»، في المسجد. ولأن «المخابرات» انتشرت في المنطقة وكانت تقوم بحملة اعتقالات وتوقيفات، ترك البستاني منزله وعاد بعد أيام لينقل عائلته إلى شقة في منطقة القلمون، منع خلالها زوجته من الاتصال بأي كان، حتى بشقيقته التي تسكن المنطقة نفسها. «الشقة كانت فارغة إلاّ من بعض الأغطية والوسادات وجرة غاز موصولة على غاز صغير. والتزمت جزءاً منها لم أكن أخرج منه، وكنت اعلم أن هناك آخرين ولكن لم أعرف عددهم أو شكلهم ولكنهم لم يكونوا كثراً، إذ أن كمية الطبخ التي كنت أطهوها ليست كبيرة»، تقول أم رضوان. خروجها وطفليها «من أجل إحضار بعض الحاجيات»، حال دون ضبطها خلال مداهمة «شقة القلمون»، وذلك قبل يوم واحد على بداية معارك مخيم نهر البارد. ومن بعدها «اختفى وليد ولكنه كان يتصل كل أربعة أيام ليطمئن زوجته». ويقول عن هذه المرحلة بأنه اختبأ في الجبال، وكان يتابع الأخبار من بعيد «مندهشاً كيف تحولت المعركة ضد الجيش اللبناني». البستاني ينتظر «العفو العام»، لأنه «لم يؤذِ أحداً ولم يشارك في أحداث البارد»، وعندها «سأقوم بأخذ عائلتي والسفر مجدداً إلى الدنمارك»، لائماً الحكومة الدنماركية، التي يزوره ممثلون لها كل ثلاثة أشهر أو أكثر ويمدونه بدوائه إذ أنه مصاب «بانفصام الشخصية»، يقولها البستاني بكل هدوء. ويكمل: «لا بد من مراجعة دقيقة لما حصل، لمعرفة الخلل الذي أصاب التنظيم وسمح للمخابرات السورية باختراقه».

 

وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس: توجيه ضربة عسكرية لإيران سيوحد صفها 

واشنطن - وكالات : قال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس يوم الثلاثاء إن العقوبات المفروضة على إيران تسبب لها آثارا موجعة وربما انقسامات في قيادتها وذلك في سياق حديثه ضد توجيه ضربة عسكرية ضد برنامج طهران النووي. ووافقت إيران على الاجتماع مع ممثل للدول الست الكبار للمرة الأولى في أكثر من عام بشأن جهودها لتخصيب اليورانيوم لكن دبلوماسيين ومحللين لا يرون أن هناك فرصة تذكر لتحقيق انفراجة في النزاع القديم. وقال جيتس إنه لا يرى خيارا يذكر غير انتهاج استراتيجية سياسية تشمل فرض عقوبات وعبر مجددا عن مخاوفه من ان توجيه ضربة عسكرية سيؤخر قدرات إيران النووية عامين أو ثلاثة أعوام. وأضاف جيتس أن العقوبات (تسببت في آثار موجعة بدرجة أكبر بكثير مما توقعت القيادة الإيرانية) ولمح إلى أن العقوبات ربما تسبب شقاقا بين الرئيس محمود أحمدي نجاد والزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وأضاف في حديث لمجلس إدارة صحيفة وول ستريت جورنال (بل إن لدينا بعض الأدلة على أن خامنئي بدأ الآن يتساءل عما إذا كان أحمدي نجاد يكذب عليه بشأن تأثير العقوبات على الاقتصاد.. وما إذا كان يحصل على الرؤية الصحيحة فيما يتعلق بحجم المشاكل التي يعانيها الاقتصاد). وجدد موقفه بأن هناك تأثيرا للعقوبات. ويعتقد الغرب أن إيران تستخدم برنامجها لتخصيب اليورانيوم في صنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران. وقال كل من إسرائيل والولايات المتحدة إن جميع الخيارات مازالت مطروحة على المائدة للتعامل مع الطموحات النووية لطهران. وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأسبوع الماضي موجها الدعوة إلى الغرب لإقناع إيران بأنه سيكون مستعدا للقيام بعمل عسكري لمنع طهران من إنتاج أسلحة نووية. وقال إن العقوبات الاقتصادية فشلت حتى الآن في أداء هذه المهمة. واختلف جيتس علانية مع نتنياهو بشأن الحاجة إلى توجيه تهديد عسكري. ورغم أنه سلم بأن الزعماء الإيرانيين (مازالوا مصممين على امتلاك أسلحة نووية) إلا أنه قال إن العمل العسكري ليس هو الرد في المدى البعيد. وقال جيتس (الحل العسكري فيما يتعلق بي ... سيوحد أمة منقسمة. سيجعلهم مصممين تماما على الحصول على أسلحة نووية. وسيتمادون فحسب ويصبحون أكثر سرية). وأضاف (الحل الوحيد في الأمد البعيد لتجنب قدرات أسلحة نووية إيرانية هو أن يقرر الإيرانيون أن ذلك ليس في مصلحتهم. كل شيء آخر هو حل قصير المدى). وبدأت القوات الجوية الإيرانية الثلاثاء مناورات عسكرية تستمر خمسة أيام تهدف إلى اختبار الدفاعات الإيرانية ضد الضربات الجوية. وقالت طهران إنها أكبر مناورات من نوعها تجريها على الإطلاق.

 

أوباما يضغط على القاهرة للانسحاب من التعاون الاقتصادي مع طهران

اتهامات لمصر بمساعدة إيران فى التحايل على العقوبات الدولية

محمد حميدة من القاهرة/ايلاف

مارست الادارة الاميركية ضغوطاً مستميتة على القاهرة في الوقت الراهن، للحيلولة دون التعاون الاقتصادي القائم بين مصر وايران. وكشفت دوائر صحافية ان "بنك مصر ايران للتنمية"، يعد محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

القاهرة: اتهمت صحيفة "ذا اتلانتك" الأميركية مصر بمساعدة طهران في التحايل على العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي من خلال احد البنوك المملوكة بشكل مشترك للدولتين. وطالبت الصحيفة الرئيس اوباما بالضغط على القاهرة للانسحاب من " بنك مصر إيران للتنمية"، الذي كثف من تحويلاته المالية لإيران فى القترة الأخيرة، ومعالجة المخاوف السياسية والاقتصادية والعسكرية التي دفعت القاهرة لتوسيع التعاون المالي المشترك  مع إيران .

وقالت الصحيفة فى تقرير لها اليوم انه على الرغم من الانتقادات المصرية للبرنامج النووي الإيراني، وإلقائها القبض على خلية حزب الله وقبل ذلك وقوفها مع العراق فى الحرب العراقية – الإيرانية، إلا أنها توسع علاقاتها المالية مع إيران من خلال مؤسسة مالية مشتركة مملوكة للطرفين "بنك مصر إيران للتنمية".

وسيلة للتحايل

وأضافت ان هذا البنك الذي تأسس قبل اندلاع الثورة الإسلامية بأربعة أعوام أصبح اليوم وسيلة ايرانية جديدة للتحايل على العقوبات الاقتصادية بمساعدة سخية من مصر، الأمر الذي يصعّب الأمور على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على مسار تفعيل العقوبات الدولية ضد إيران، حتى فى البلدان التي تبدو حلفاء في الجهود المبذولة لردع إيران.

وتملك مصر 59،86 في المائة من بنك مصر إيران للتنمية، موزعة بالتساوي بين البنك الوطني للاستثمار المملوك للدولة وشركة مصر للتأمين وهي مملوكة جزئيا للدولة أيضا. فيما تبلغ حصة إيران 40،14 فى المائة في البنك بقيمة 80 مليون دولار، من قبل شركة إيران للاستثمار الأجنبي، وهي الذراع الاستثمارية لصندوق الاستقرار النفطي الإيراني، احد مصادر الثروة السيادية التي تدر الإيرادات للحكومة الإيرانية باستثماراته في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الجنوبية وما وراءها.

 وتقول الصحيفة ان طهران أنشأت صندوق الاستقرار في 1999، ويقوم النظام بضخ أموال كبيرة فى الصندوق عندما ترتفع أسعار النفط من خلال شركة إيران للاستثمار الأجنبي، وتسحبها عندما تنخفض أسعار النفط  لتعويض النقص، مشيرة الى ان الجمهورية الإسلامية في مواجهة العقوبات الدولية الشديدة قامت بسحب أموال طائلة في الآونة الأخيرة.

مقاومة العقوبات

وأكدت ان صندوق الاستقرار عندما بدا واضحا فى آب/أغسطس انه ساعد الإيرانيين فى مقاومة العقوبات الدولية، وضعت وزارة الخزانة الأميركية شركة إيران للاستثمار الأجنبي على قائمة المعاملات الإيرانية، وهو تصنيف إداري يجعل من غير القانوني بالنسبة للأميركيين القيام بأعمال تجارية مع الشركة لأنها "مملوكة بالكامل لحكومة إيران."

وأوضحت الصحيفة ان النظام الإيراني يتطلع إلى ممارسة تأثير مباشر في بنك مصر إيران للتنمية، مشيرة إلى ان احد الأعضاء الأربعة الذين سمتهم طهران لعضوية مجلس إدارة البنك هو "الدكتور إبراهيم داود جعفري" المعروف باسم داود  دانش جعفري، الوزير الإيراني السابق للشؤون الاقتصادية والمالية فى الفترة ما بين 2005 حتى 2008.

وتابعت بقولها: "شركة إيران للاستثمار الأجنبي تضع البنك المصري كوسيلة للتحايل على العقوبات الدولية "، مضيفة ان البنك في عام 2009، عندما بدأ المجتمع الدولي بحث سبل معاقبة الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي غير المشروع، قام بتحويل 50 مليون دولار إلى إيران. وفي تموز/يوليو من هذا العام، ومع إصدار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة العقوبات على إيران، قال العضو المنتدب لشركة إيران للاستثمار الأجنبي مهدي رضوي أن بنك مصر إيران سيفتح فرعه الرسمي الأول في إيران"، الأمر الذي سيمكن إيران من إجراء تحويلات مالية غير مقيدة"، على حد قول الصحيفة.

الضغط على القاهرة

وحثت الولايات المتحدة على معالجة هذه القضية مع القيادة المصرية، إذ كانت تريد ان يظل نظام العقوبات الدولية ضد إيران سليما. وطالبت الرئيس أوباما بإرسال دبلوماسييه للضغط على مصر لتنسحب بهدوء من مشروعها المشترك مع إيران. "غير انه نظراً للفترة الطويلة التي كان يتطلبها الامر لاقناع القاهرة بذلك، سعى للبيت الأبيض الى امكانية التعامل مع هذا الموضوع من خلال وزارة الخزانة، حيث ان بنك مصر إيران لديه علاقات قوية مع ثلاثة بنوك أميركية هما نيويورك ميلون، وسيتي بنك، وجيه بي مورغان تشيس".

وتابعت الصحيفة نصيحتها قائلة: " إذا وضعت وزارة الخزانة الاميركية بنك مصر إيران للتنمية على قائمة المؤسسات التي تسيطر عليها إيران، والتي يحظر على الأميركيين القيام بأنشطة تجارية معها، ستنقطع العلاقات على نحو فعال بين بنك مصر إيران وهذه البنوك الأميركية. وأيا كان المسار الذي ستسلكه الولايات المتحدة مع بنك مصر إيران، فان البيت الأبيض وربما الكونغرس بحاجة الى النظر الى الصورة الأكبر للتعاون بين إيران ومصر وتحديد المخاوف الاقتصادية والسياسية أو العسكرية التي دفعت مصر لتوسيع هذا المشروع المشترك المثير للقلق".

 

المذاهب الإسلامية في لبنان تنصهر في بوتقة الاحتفال

عيد الأضحى لدى الدروز.. صيام وقيام ولا حج إلى مكة

ركان الفقيه من بيروت/ايلاف

انصهر المجتمع الاسلامي في لبنان بمختلف طوائفه ومذاهبه الاسلامية في بوتقة الاحتفال بعيد الاضحى، غير أن كل فريق انصبغ بما يميزه من تقاليد خاصة للاحتفال بتلك المناسبة، وفي محاولة من "ايلاف" لرصد طقوس الأطياف المذهبية في لبنان، اتضحت العديد من الأسرار.

 بيروت: يحظى عيد الاضحى لدى طائفة الموحدين الدروز في لبنان بأهمية دينية خاصة ومميزة جداً، ناهيك عن قيمته الاجتماعية الكبيرة. فالدروز يعتبرون من الطوائف الإسلامية التي انشقت عن الدعوة الإسماعيلية، خلال عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله. وتعود الإسماعيلية في جذورها إلى المذهب الشيعي، لكنها تتوقف عند الإمام السادس جعفر الصادق، وتؤمن بإمامة إبنه إسماعيل، بينما تؤمن الطائفة الشيعية بإثني عشر إماما وآخرهم المهدي "المنتظر".

وتتأسس عقيدة الدروز على القرآن الكريم وتفاسيره، تأثراً بالمنحى الشيعي الإمامي، خصوصاً أن الإنقسام الرئيس في الإسلام، يتمحور حول تحديد دور الإمام، أي المذهب السني الذي يقول باقتصار دوره على الإدارة السياسية للأمة وتنظيم شؤونها، والمذهب الشيعي الذي يعطي للإمام دوراً دينياً إلى جانب دوره السياسي، أي شرح حقائق الرسالة السماوية، إضافة إلى توليه مسؤولية الإدارة السياسية للأمة.

ويتزامن حلول عيد الأضحى مع أداء المسلمين فريضة الحج إلى مكة المكرمة في استعادة لقصة النبي إبراهيم، الذي يعتبره الدروز أحد الأنبياء التوحيديين الخمسة الكبار في التاريخ الإنساني، إلى جانب نوح وموسى وعيسى ومحمد. ويبدأ الاستعداد للاحتفال بالأضحى عند الدروز في اليوم الأول لشهر ذي الحجة، ويستمر حتى اليوم العاشر منه. حيث يتوافد أبناء الطائفة إلى الخلوات لسماع الشعر الروحي والوعظ الديني، ويعودون إلى منازلهم، ليبدأ بعدها رجال الدين في الطائفة تلاوتهم الخاصة للقرآن، والتفاسير التي توضح أسرار الحكمة الإلهية للرسالة السماوية، وهي نصوص من التراث الإسلامي، تتعلق بقصص الزهاد والعباد والمتصوفة المعتدلة.

أسرار خاصة بالطائفة

يوضح الشيخ غسان الحلبي مستشار مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، أن لعيد الأضحى أهمية كبيرة لدى أبناء الطائفة مشيراً إلى أن ما يشاع عن أسرار خاصة بالطائفة، ما هو في الحقيقة إلا تدقيق في المعنى اللطيف لأوامر الدين ونواهيه، وتتعلق في كيفية تهذيب الجوارح البشرية، ويعطي مثالاً على ذلك "اعتبار رواتب الدولة شبهة، والتدخين من المحرمات، والنهي عن الانصراف إلى قضاء ساعات في مشاهدة التلفاز". وشرح التأثير السلبي لهذه الشبهات على بصيرة المرء وروحانيته وصفاء قلبه وخواطره، والتعمق في فهم الدعوة القدسية التي أرادها الله نوراً لبني البشر.

يصوم أبناء الطائفة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة بالامتناع عن كل طعام وشراب طوال النهار والليل، ولكن ذلك أمر اختياري وليس واجباً دينياً شرعياً. ويصل التعبد لدى أبناء الطائفة ذروته خلال الليلة الأخيرة للأيام العشرة المذكورة، حيث يسهرون ويواصلون التلاوة حتى الصباح. وفي صبيحة اليوم الأول للعيد يعود الجميع إلى منازلهم وتذبح الأضاحي التي تقدم بغالبيتها إلى دور الأيتام الخاصة بأبناء الطائفة.

يشرح الشيخ الحلبي المعنى الديني لتلك الطقوس قائلاً: "إن رجال الدين والمريدين من أبناء الطائفة يؤدون الفرائض، مع إحياء تلك الليالي بتلاوة القرآن والتفاسير والصوم والصلاة (السجود والقراءة) وزكاة أموالهم والمجاهدة، وكل ذلك من أجل أن تكون النفس ونوازعها بإمرة العقل الطائع لله الحق، وصافية لاستكمال معنى الأضحية، وشكر الله على تمام العبادة بالقول والإحساس".

فروقات بين المذاهب

لا ينفي إجماع المذاهب الإسلامية على الأهمية الدينية والاجتماعية لعيد الأضحى، وجود فروقات تميز هذه المذاهب بعضها عن بعض في كيفية أداء الفروض الدينية الخاصة بكل منها. وهذا ما يظهر جلياً في التشابه بين المذهبين السني والشيعي، واختلافها عن المذهب الدرزي، ويتمثل الاختلاف بداية بالحج إلى مكة المكرمة من قبل اتباع المذهبين الأولين وتنفيذهم العديد من المناسك المتعلقة بالحج، وأداء صلاة صبحية اليوم الأول للعيد في المساجد والمناطق المفتوحة. بينما لا يؤدي أبناء الطائفة الدرزية فريضة الحج إلى مكة، علماً أن ثمة مخطوطات قديمة، تبين أن العديد من شيوخ الدروز في زمن السيد عبدالله التنوخي، كانوا يذهبون لأداء مناسك الحج، ويقتصر أداء فروضهم الدينية المتعلقة بالأضحى على الذهاب إلى الخلوات التي هي بمثابة المساجد بالنسبة إليهم، واستباق العيد بالصوم الاختياري والمجاهدة وإحياء ليلة الوقفة بديلاً لصلاة الصبح في المساجد لدى المذهبين السني والشيعي.

لكن يكاد الاختلاف في أداء الفروض الدينية بين المذاهب الإسلامية أن يذوب عند الانتقال إلى البعد الاجتماعي للعيد والذي يتحول إلى سلوك اجتماعي واحد لدى جميع تلك المذاهب لجهة المساعدة للفقراء، وتبادل الزيارات والتهنئة بالعيد، ومواساة الذين فقدوا أحد أفراد عائلتهم.

ويلفت المفتي الجعفري لمنطقة الهرمل الشيخ علي طه (شيعي) إلى أن الفروق بين الشيعة والسنة بالنسبة إلى عيد الأضحى بسيطة جداً ومجرد اجتهادات فقهية خاصة بكل مذهب من المذاهب الخمسة (الشافعي، المالكيِ، الحنفي، الحنبلي والجعفري) بل إنها خلافات فقهية داخل المذهب نفسه. ويشير طه إلى أن الجانب الاجتماعي للعيد يبقى في الاهتمام بالفقراء والمحتاجين عبر زيارتهم وتقديم المساعدة لهم.

ويوافقه الرأي إمام مسجد شهاب في العاصمة بيروت الشيخ مصطفى سوبرة (سني) حول غياب الخلاف بين المذهبين حول معنى وشعائر عيد الأضحى، باستثناء افتعال التباين من قبل بعض مراجع الشيعة برأي سوبرة حول تحديد نهار العيد، على الرغم من عدم وجود أي مبرر فقهي لذلك، ولا يؤدي سوى إلى زيادة الشرخ والفرقة بين المسلمين.

احتفالات الماضي

وفي محاولة للوقوف على الفارق بين طقوس الاحتفال بعيد الاضحى في الماضي والحاضر تتنهد أم عبد الله وهي ترتب منديلها الأبيض، تغطي رأسها جيداً وبعض من وجهها الممتلئ. ترتسم معالم الحزن على الجزء المكشوف منه، هو إحساس يطبع يومياتها الرتيبة في حانوتها الصغير، عند أطراف حي وطى المصيطبة البيروتي، بعد أن باتت أيام طفولتها وصباها في قريتها الشوفية في جبل لبنان، مجرد ذكرى تستعيدها بين الحين والآخر. تواجه صخب الحياة اليومية في العاصمة بيروت التي تحولت أشبه بطاحونة تسحق ساكنيها، فتأخذ في طريقها كل شيء، بما في ذلك لحظات الفرح الجميلة التي كان يحملها قدوم عيد الأضحى إلى أبناء القرية، عندما كان يحول الجميع إلى عائلة واحدة، يسودها التضامن والتآلف وتقاسم الأفراح والأتراح.

تجد أم عبد الله في السؤال عن معنى عيد الأضحى فرصة للترحم على الماضي الجميل، حيث كان للعيد بهجته التي لا توصف. تسترجع الذكريات التي تحتفظ بها عن العيد الذي كان المناسبة الدينية والاجتماعية الأهم لدى طائفة الموحدين الدروز. وتروي المرأة الستينية بفرح كبير، كيف كانت تنتظر بداية شهر ذي الحجة من كل عام والتي تسمى "عشور العيد"، حيث كان أبناء القرية يبدأون الاستعداد للاحتفال بالعيد الذي يحل في العاشر من الشهر نفسه. كانوا يباشرون زيارة الخلوات والمزارات والمقامات، ويبلغ الجميع ذروة السعادة أثناء الليلة التي تسبق صبيحة العيد "الوقفة" وأول أيامه. عندما يكون الأطفال والشباب وجميع الناس، قد ارتدوا أجمل ما عندهم من الثياب وصنع الحلوى "نقل العيد"، وذبح الأضاحي من الماشية. وتتحول أيام العيد الثلاثة إلى تبادل متواصل للزيارات، وخصوصاً بين الأقارب والأصدقاء لمعايدتهم وتصفية القلوب، إضافة إلى زيارة الشيوخ الكبار للطائفة بغية التهنئة والتماس البركة.

 

زهرا: لا أحد ينتظر الكلام عن تسوية بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

نهارنت/أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا ان لا أحد ينتظر الكلام عن تسوية بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي خرجت عن نطاق سيطرة الدول وأصبحت في عهدة المجتمع الدولي وخارج التجاذبات السياسية الضيقة. وأوضح زهرا، في حديث لـ"صوت لبنان"، ان المقاومة السلمية هي التمسك بالموقف المحتكم إلى الدستور والقانون والمؤسسات،مشيراً الى ان أحداث "7 أيار" انتهت إلى مفاوضات وتعديلات سياسية، مشدداً على تمسك "14 آذار" بأنها ليست مستعدة للتفاوض لا بشأن المحكمة ولا بشأن تعديل الطائف.

ولفت زهرا ان على الفريق الآخر ان يعرف انه لن يحصل على اي مكسب باستعمال القوة، وان عليه الإحتكام إلى القانون والمؤسسات