المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 28 تشرين الثاني/2010

مزمور 82/1-8/القضاة الأشرار

إلى متى تقضون بالجور وتنحازون إلى الأشرار؟ أحكموا للذليل واليتيم، وانصفوا المسكين والفقير. أنقذوا الوضيع والبائس ونجوهما من أيدي الأشرار. بجهل وبلاهة تسلكون في الظلمة فتضطرب جميع أسس الأرض. أنا قلت أنتم آلهة وبنو العلي كلكم. لكنكم مثل البشر تموتون، ومثل أي عظيم تسقطون. قم يا الله واقض في الأرض، فجميع الأمم ملك لك.

 

صفير زار المقر البطريركي في ايليج- ميفوق وعمشيت وعبادات ولحفد وجبيل: يعرف القيمون على مقدرات الوطن وعلى راسهم الرئيس سليمان كيف يذللون الصعاب

لقد تعود اللبنانيون التغلب على المصاعب والخروج منها اقوى من ذي قبل

وحدة الاتجاه والرأي ورص الصفوف حول قضية ندافع عنها هو خير ضمانة لربحها

الحواط: نرفض وندين كل تحامل وافتراء على شخصكم ومواقفكم وكل تشكيك وتشويش على دوركم الوطني

وطنية - جبيل- 27/11/2010 زار البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير دير سيدة ايليج التاريخي في ميفوق الذي احتضن الكرسي البطريركي من العام 1121 الى العام 1440 وتعاقب عليه 18 بطريركيا، لمناسبة اليوبيل المئوي السادس عشر لوفاة مار مارون ، يرافقه امين سر البطريركية المارونية المونسيور يوسف طوق، القيم البطريركي الاب جوزف البواري وامين سر البطريرك الاب ميشال عويط.

واندرجت هذه الزيارة في اطار رغبة صفير القيام بجولة على المقار السابقة للبطريركية وشكلت الاولى من نوعها التي يقوم بها بطريرك الى هذا الدير المقدس منذ 570 عاما وتحديدا منذ عام 1440 عندما انتقل البطريرك يوحنا الجاجي تحت وطأة مضايقات المماليك من ايليج الى وادي قنوبين حيث اقام كرسيا بطريركيا. وقد رفعت هيئات المجالس البلدية والكهنوتية والراعوية لافتات الترحيب التي تعظم دور البطريرك صفير وتمجده، وازدانت الساحات العامة والطرق بصوره والاعلام اللبنانية والبابوية في قضاء جبيل بجرده ووسطه وساحله. واحتشد المواطنون من كل البلدات والقرى لمواكبته حيث قرعوا الاجراس ونثروا الزهور والارز في كل المحطات.

عمشيت

وكانت المحطة الاولى للبطريرك صفير في ساحة الجيش اللبناني في عمشيت حيث أعدت البلدية والهيئات الاهلية استقبالا حاشدا ، شارك فيه النائب وليد الخوري ، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان النائب السابق ناظم الخوري، ومستشار الرئيس للشؤون الخارجية السفير بهجت لحود، المطرانان بشارة الراعي وطانيوس الخوري ، الرئيس الفخري لرابطة المخاتير غطاس سليمان ومخاتير البلدة، رئيس اقليم جبيل الكتائبي المهدنس روكز زغيب، منسق القوات اللبنانية شربل ابي عقل، مدراء المدارس والاخويات الرسولية والكهنة والرهبان وحشد من أبناء البلدة.

بداية، كلمة ترحيبية من عضو البلدية يوسف لحود الذي سلط الضوء على دور بكركي التاريخي وسيدها البطريرك صفير وتلا قصيدة للمرحوم اسعد لحود لحود.

والقى رئيس البلدية الدكتور انطوان عيسى كلمة وصف فيها زيارة البطريرك صفير الى عمشيت ب "التاريخية وخصوصا وان هذه البلدة هي بلدة البطريرك ارميا العمشيتي والمؤمنين الطيبين وبلدة الرئيس العماد ميشال سليمان الذي لطالما احبكم وثمن مواقفكم الوطنية ولعل ابرزها وحدة لبنان وسيادته وحريته". وأكد "وقوف عمشيت والبلدات اللبنانية الى جانب البطريرك صفير وتأييدها لارائه الوطنية الثابتة ثبات الجبال ومواقفه الصلبة صلابة الارز في سبيل ان يبقى لبنان وطن الرسالة والمثال الذي يحتذى به في الشرق والغرب"، وأشار الى ان "إصرار اللبنانيين على النهوض بوطنهم وايمانهم بحكمة وصبر وعناد قادتهم الوطنيين والروحيين وعلى رأسهم ضمير لبنان البطريرك صفير قد جنبه ويجنبه السقوط في جهنم الانعزال والتطرف والشمولية لصالح الارتفاع ولو الخجول الى سماء الانفتاح والاعتدال والتعددية". وقدم الدكتور عيسى الى البطريرك صفير عصا البطريركية المصنوعة من خشب السنديان.

صفير

والقى البطريرك صفير كلمة قال فيها:"اننا نشكر لحضرة رئيس بلدية عمشيت الدكتور انطوان عيسى الكلمة القيمة التي القاها ترحيبا بنا ، ونسأل الله ان يوفقه بوصفه رئيس بلديتها في ما يقوم به لخير البلدة وابنائها. ونشكر سيادة اخينا المطران بشارة الراعي السامي الاحترام الذي ابى الا ان يستقبلنا هو وابناء ابرشيته ، وفي مقدمها بلدة عمشيت ، مقر المطرانية ، كما تعودوا ان يستقبلونا بمجالي التكريم والترحيب ، يوم كنا مطرانا ونائبا بطريركيا على هذه المنطقة العزيزة علينا . وحسبها فخرا انها اعطت لبنان اليوم رئيسه الذي ندعو له بالتوفيق في قيادة سفينة الوطن في بحر هائج".

وأضاف:" عهدنا بأبناء عمشيت والمنطقة ان نعرف انهم متمسكون بايمانهم بالله ، وبالثوابت الوطنية ، وهذا تراث سيتركونه من بعدهم لابنائهم واحفادهم ، ارثا ثمينا. واذا كانت المعوقات تعرقل اليوم مسيرة الوطن ، فسيعرف القيمون على مقدراته، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية القائد ميشال سليمان، ابن عمشيت البار، الذي يقود سفينة الوطن في بحر هائج ، بما اتصفوا به من وطنية صافية، كيف يذللون العوائق ويتغلبون على المصاعب. وطننا اليوم يمر بمصاعب جمة، اصبحت معروفة، ولا حاجة الى تعدادها. ولكن اللبنانيين تعودوا منذ اليوم ان يتغلبوا على المصاعب، ويخرجوا منها اقوى من ذي قبل . وهم الذين ذلل اجدادهم البحر، فغزوه بجرأة نادرة، واستوطنوا بلدانا جديدة بالنسبة اليهم ولا تزال الرواية تتكرر اليوم، كما في ما مضى من التاريخ، الا انهم يعتبرون من الفاتحين، الماهدين، المسالمين الذين يسهمون في اعمار البلدان التي توطنوها في القارات الخمس".

وختم:"اننا إذ نشكر لابناء عمشيت، ترحيبهم بنا، نسأل الله، بشفاعة السيدة العذراء، أن يباركهم ويبارك بلدتهم ويطيل أيامهم على خير وعافية، ويبقي عمشيت بلدة تفاخر بمن انجبت، عبر التاريخ ، وفي هذه الحقبة الاخيرة منه من رجال علم وفروسية ووطنية صادقة، ويحفظكم جميعا على أحسن حال وأهنأ بال".

عبادات

وكانت المحطة الثانية في عبادات حيث زار البطريرك صفير كنيسة مار اوسابيوس الاثرية وصلى فيها. والقى كلمة شكر فيها لأبناء البلدة استقبالهم، مستذكرا الايام الماضية التي امضاها في قضاء جبيل ، داعيا الى "التعلق بالايمان بالله للتغلب على الصعوبات التي يعاني منها الوطن".

لحفد

وكانت المحطة الثالثة في لحفد حيث زار البطريرك صفير كنيسة ذخائر الطوباوي الاخ اسطفان نعمة وبيته الوالدي ومتحفه وشرب من مياه نبع الغرير المقدسة. وكان في استقباله النائب السابق شامل موزايا، النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية المدبر الاب اميل عقيقي ، المدبر الاب ايوب شهوان، رئيس دير مار مارون عنايا وبيت الطوباوي نعمة الاب ميلاد طربيه  رئيس دير سيدة المعونات في جبيل الاب شربل بيروتي ، رئيس البلدية بطرس غانم وحشد من ابناء البلدة.

وألقى البطريرك صفير كلمة قال فيها:"نشكر لكم استقبالكم وبخاصة في هذا المكان المخصص لاحد ابنائكم الذي هو اليوم طوباوي ونأمل ان يكون يوما قديسا يعلن على مذابح الكنائس. اننا نسأله ان يبارك بلدته لحفد وان يبارككم جميعا، وان تسيروا على الخطى التي سار عليها فنصبح معكم قديسين وهذا هو المطلوب منا جميعا. نسأل الله ان يبارككم ويبارك عيالكم ويبارك بلدتكم لتعطي الكنيسة دائما قديسين وطوباويين".

ثم أهدت الرهبانية اللبنانية المارونية الى البطريرك صفير مجسما يشكل تلة مار اسطفان وكنيستها والتي تتماهى مع الارزة اللبنانية وتحوي في جذورها الطوباوي اسطفان، إضافة الى بركتين من نبع الغرير الذي تم اكتشافه على يد الطوباوي اسطفان وكمشة تراب من المكان المقدس.

ميفوق

وكانت المحطة الرابعة في ميفوق حيث ترأس البطريرك صفير في سيدة ايليج قداسا احتفاليا، عاونه فيه المطرانان بولس مطر وبشاره الراعي ورئيس الدير الاب بول زيادة، وشارك فيه المطارنة: يوسف بشاره، الياس نصار، منصور حبيقة، طانيوس الخوري، سمعان عطالله، يوسف ضرغام ولفيف من الكهنة، وحضره المنسف العام ل 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، الامين العام السابق للكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، القائمقام حبيب كيروز، المدير العام للشؤون العقارية بشارة القرقفي، رئيس البلدية يوسف اديب وهبة وحشد من ابناء المنطقة. وخدمت القداس "جوقة الصوت العتيق" بقيادة الاب ميلاد طربيه.

بعد الانجيل ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان :" علينا بالصبر حتى مع ذواتنا " ( القديس يوسف مارللو ) واستهلها بالقول:" يطيب لنا ، في هذه السنة التي نحتفل فيها بمرور الف وستمائة سنة على وفاة ابي طائفتنا القديس مارون، أن نأتي الى هذا المكان الذي التجأ اليه البطاركة الموارنة، ايام الضيق والشدة. ومعلوم ان الموارنة اعتصموا في هذه الجبال، ليحافظوا على حياتهم وايمانهم بالله وتقاليدهم. وعلينا في الوقت ذاته ان نستذكر قول القديس يوسف مارللو :" علينا بالصبر حتى مع ذواتنا". وقيل قديما "الصبر مفتاح الفرج". وتذكرنا الكنيسة في هذه السنة بما قاساه القديس مارون والموارنة على وجه الاجمال من مشقات وضيقات ليحافظوا على هذا الايمان والتقاليد والعادات التي الفوها".

وقال:"كانت حياة القديس مارون حياة تقشف ونسك وصلاة وعبادة . وعلى نهجه سارت كنيستنا المارونية التي هو اسسها مع كوكبة من الرهبان والمتوحدين الذين تجمعوا حوله واخذوا أخذه في الحياة وأصبح أبا لطائفة كبيرة من المؤمنين والموارنة اليوم منتشرون في العالم كله. ولهم في لبنان بخاصة كنائسهم ونشاطهم ومعاهدهم وجامعاتهم، وهم محافظون على عقيدتهم الايمانية، وهي عقيدة القديس مارون التي تقول :" ايمان بطرس ايماني ". ولكننا لا نتجاهل ما يعتور مسيرتهم ، خاصة في هذه الايام من صعوبات في لبنان وفي بلدان الشرق الاوسط ، والصحف ووسائل الاعلام تنقل كل يوم ما يصيبهم ويصيب سواهم من المسيحيين من افتئات على مسيرتهم وعقيدتهم، وهذا ما سبق للسيد المسيح ان نبه اليه اتباعه بقوله لهم: "سيكون لكم في العالم ضيق، لكن تقووا انا غلبت العالم".

وأضاف:"إن أدهى ما نصاب به في هذه الايام، هذا الانقسام في الرأي والتباعد القائمين بين فئة وفئة من الموارنة على وجه الخصوص والسيد المسيح يقول لنا:" ليكونوا واحد كما انا وانت، ايها الاب واحد". ووحدة الاتجاه والرأي ورص الصفوف، حول قضية ندافع عنها هو خير ضمانة لربحها. وجاءت هذه السنة اليوبيلية لتذكرنا بان القديس مارون الذي اعتزل الدنيا على جبل قورش في سوريا، جاء الى لبنان في كفرحي وأسس كنيسة لا تزال قائمة ومزدهرة في لبنان والعالم . والموارنة اليوم منتشرون في معظم بلدان الغرب وبعض بلدان الشرق ، ولهم دور عبادتهم ومؤسساتهم التربوية والاجتماعية وهم يفاخرون ، على وجه الاجمال بانتمائهم الى ابينا القديس مارون ونهجه في الحياة . ويجدر بنا في هذه السنة على الاخص ان نجدد ايماننا بالله واتكالنا عليه لنجتاز هذه المحنة القاسية التي نمر بها ، والله لن يتركنا نتخبط في صعابنا ، اذا عرفنا كيف نعود اليه بالتوبة الصادقة ، ونلتمس منه المعونة فهو لا يصم اذانه عن نداءاتنا".

وتابع:"يجدر بنا ايضا في هذه السنة اليوبيلية ان نجدد اكرامنا للقديس مارون ، الذي سيأخذ تمثاله مكانه في الجدار الخارجي لكاتدرائية مار بطرس في روما بعد قليل الى جانب عدد وفير من القديسين ،وهذه لفتة كريمة من قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الذي خص كنيستنا بهذا التقدير وعلينا ان نكل امرنا لله الذي يسهر على جميع الناس ويقودهم على طريق الخلاص . واذا كنا اخترنا هذا المكان للاحتفال فيه في هذا العام بالقديس مارون ، في هذه السنة اليوبيلية ، فلان هذا القديس احب العزلة للانقطاع الى التأمل والصلاة فلجأ الى هذا المكان الذي نحن فيه الان . فلنقبل على القديس مارون في هذه السنة الستمائة بعد الالف اليوبيلية التي مرت على انتقاله الى السماء ونطلب شفاعته ليحمي الطائفة التي تفاخر بحمل اسمه ويحمي هذا البلد من الفتن والحروب والانقسامات وينعم علينا بالطمأنينة والاستقرار والسلام".

تكريس لوحة البطاركة

وفي نهاية القداس ألقى رئيس البلدية يوسف اديب وهبة كلمة شكر فيها للبطريرك صفير زيارته، منوها ب "مواقفه الوطنية التي اضاءت شعلة الاستقلال الثاني ورسخت حق لبنان في قيام دولة حرة مستقلة عادلة على رأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان".

ثم كرس البطريرك صفير لوحة البطاركة الذين جلسوا على كرسي سيدة ايليج وضمت 18 بطريركا هم : بطرس الاول ، ارميا الدملصي، غريغوريوس الحالاتي، شمعون الرابع ، يعقوب الراماتي، جبرائيل حجولا، يوحنا اللحفدي ، داوود الجاجي ، بطرس الثاني، يوحنا بطرس الجاجي، بطرس الثالث، يوحنا العاقوري، ارميا العمشيتي، يوحنا الجاجي الثاني، دانيا الشاماتي، شمعون الخامس، يعقوب الثاني، دانيال الحدشيتي.

وغرست شجرة أرز باسمه في حديقة أرز الشهداء وتقبل تهاني الحاضرين. ثم زار دير القطارة برفقة الاب انطوان خليفة وشارك في مأدبة غداء اقيمت على شرفه في دير ميفوق والتقى بعدها الاكليروس كهنة ورهبانا.

جبيل

واختتم البطريرك صفير جولته بزيارة مدينة جبيل حيث اعدت البلدية استقبالا حاشدا له في الساحة العامة على الطريق الروماني ، شارك فيه النواب السابقون : منصور غانم البون وفارس سعيد، اميل نوفل ممثلا بنجله الدكتور جورج ، ممثلون لاحزاب 14 اذار ، رؤساء بلديات جبيل السابقين ، القائمقام كيروز ، رئيس المجلس الثقافي الدكتور نوفل نوفل ، وفعاليات سياسية واجتماعية وروحية ومخاتير المدينة .

الحواط

بعد النشيدين الوطني والبلدي وتقديم من الدكتور وديع ابي شبل وقصيدة من الزميل جورج كريم ، القى رئيس البلدية زياد الحواط كلمة جدد خلالها باسم المجلس البلدي والاهالي للبطريرك صفير "العهد والوعد بان نظل اوفياء امناء للمبادىء التي رسختها في قلوبنا وعقولنا قولا وفعلا ، ولتعاليم المحبة والتسامح التي بشرتنا بها ، ولرسالة الحوار والانفتاح والعيش المشترك التي التزمتم بها ، وللخط التاريخي الذي سارت عليه البطريركية المارونية منذ نشأة لبنان فكانت هي الثابتة في مبادئها ورسالتها ونهجها رغم كل المتغيرات والصعوبات . لقد امضيتم ربع قرن حتى الان في سدة البطريركية كنتم في خلالها قدوة ومثالا ، لم تساوموا على المبادىء والقناعات لم ينل من عزيمتكم اي ترهيب او ترغيب ". وخاطب صفير قائلا : انتم صلابة في الموقف وعنادا في الحق وحكمة في التصرف وبعد نظر في الرؤية انتم الذين وضعتم حجر الاساس لمسيرة الاستقلال واطلقتهم شرارتها الاولى في العام 2000 ورسختم ركائزها عام 2005 ، انتم الذين قدتم عملية المصالحة التاريخية في الجبل ورسمتم خريطة طريق العودة للمهجرين الى ارضهم وتراثهم وكنائسهم وقبل كل ذلك انتم يا غبطة البطريرك من رعى ودعم الوفاق الوطني وساهم مساهمة فعالة في ولادته . واضاف: صاحب الغبطة ، نحن نرفض وندين كل تحامل وافتراء على شخصكم ومواقفكم وكل تشكيك وتشويش على دوركم الوطني ، ولاننا مؤمنون بالله ولبنان ولانكم الراعي الصالح الذي يقود قطيعه الى الارض الخصبة بوجود فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ، نكبر به وندعمه ، ابن هذه المنطقة الابية وهو الربان الحكيم الذي يقود السفينة الى الشاطئ الامان كلنا ثقة واطمئنان لان قضيتنا ووجودنا في اياد امينة وفي عهدة فخامة الرئيس ، رمز الوحدة والوفاق والاعتدال وكنتم يا صحاب الغبطة اول الداعمين له في خطه الوفاقي هذا وما زلتم . ان جبيل ، مدينة الوفاق والعيش المشترك تفتح قلبها للجميع ، وتتسع للجميع ، وما الانجازات التي نفتخر بتحقيقها سوى ترسيخ لنهجنا الانفتاحي لان الانماء لا لون سياسي او طائفي له . من هنا نعاهد ابناء جبيل ببركتكم يا صاحب الغبطة على الا نوفر جهدا او نتراجع عن مطلب كي تكون جبيل للجميع احلى واحلى واحلى خصوصا بعدما كانت لكم اليد الفضلى بتحقيق الحديقة العامة على ارض تابعة للبطريركية المارونية في جبيل .

رد البطريرك

ورد البطريرك صفير بكلمة قال فيها: اني اشكر لكم استقبالكم ايانا واشكر خاصة حضرة رئيس بلدية جبيل السيد زياد الحواط المحترم الذي خصنا بكلمة نشكرها له جزيل الشكر . ان الاستقبال الذي خصصتمونا به وقد تعودنا ان نلقاه منكم منذ زمن بعيد يوم كنا مطرانا على منطقتكم وما كانت جبيل الا لتستقبل كل الوافدين اليها ايا كانوا على الرحب والسعة واكرامكم رجال الدين دليل على تمسكم بالايمان الذي تركه لكم من سبقكم في هذه المدينة من اباء واجداد وهو خير اثر وذكر . واضاف: جبيل العريقة بتاريخها تعودت منذ زمن بعيد ان تستقبل جميع الوافدين اليها من البحر والبر على الرحب والسعة وقد تعود ابناؤها منذ ما قبل السيد المسيح وبعده استقبال كل الوافدين اليها من وراء البحار ومن اليابسة ولذلك ان البحر طبعهم بطابع خاص وهو حب المغامرة والجراة عليها والتطلع الى البعيد واكتشاف كل جديد وذلك منذ عهد الفينيقيين حتى يومنا هذا . وهذه نزعة خاصة بهم وقد الف ابناء جبيل العمل وصبروا عليه واستهانوا كل صعب في سبيل غد افضل وهذا ما يدفع المرء الى تحسين اوضاعه والتطلع الى ما هو افضل منها وهذه احسن عادات واشرف فضائل ورثوها عمن سبقهم الى هذا الشاطئ الذي عودهم الجراة على ركوب الامواج ومواجهة المخاطر بعزيمة قدت من صخور لبنان. وختم: ابناء جبيل حريصون على المحافظة على ما تركه لهم السلف الصالح من عادات وتقاليد وفي مقدمها حسن استقبال الزائر وحسن التعاطي معه لا بل التالف واياه في سبيل التقدم والخير .

بعد ذلك سلم الحواط مفتاح مدينة جبيل الى البطريرك صفير الذي استذكر الرئيس بشارة الخوري في مثل هذه المناسبة عندما قال افتتحنا قلوبكم قبل ان نفتتح مدينتكم .

 

ليبرمان : إسرائيل تعاونت في التحقيقات باغتيال الحريري

وكالات/أكد وزير خارجية اسرائيل، أفيغدور ليبرمان، ما سبق أن ذكرته صحيفة هآرتس قبل يومين، حول حصول لجنة التحقيق الدولية على مساعدة من تل أبيب. أما الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، فأعرب عن «الأمل في كشف قتلة الحريري»، وسط أصوات إسرائيلية أعربت عن خشيتها على منشآت الغاز في عرض البحر، وأن تصل إليها صواريخ حزب الله الدقيقة. ونقل موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية على الإنترنت إقرار ليبرمان بمساعدة إسرائيل للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه الاثنين الماضي ووزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إذ قال ليبرمان إن »تعاون إسرائيل مع المجتمع الدولي، بخصوص قضية الحريري، كان حقاً تعاوناً مفتوحاً وجرى بكل شفافية وإخلاص»، مضيفاً إن «رسالة الأسرة الدولية مهمّة جدّاً، لتعزيز الحكومة اللبنانية ومواجهة ابتزاز حزب الله». وبحسب ليبرمان «يجب أن نحارب ابتزاز حزب الله بالقول له، إنك لا تستطيع إيقاف التحقيق الدولي عبر التهديدات». بدوره، قال بيريز، إن «العالم المتحضر يطالب بالكشف عن قتلة والد رئيس الوزراء اللبناني، إلا أن حزب الله يعلن أن ذلك سيمثّل كارثة بالنسبة إلى هذا البلد، أما نحن في إسرائيل فنتابع بأسف شديد ما يحدث هناك، ونأمل أن يتغلب لبنان على أزمته التي أحدثها حزب الله».

جاءت أقوال بيريز خلال مؤتمر صحافي جمعه أول من أمس ونظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في كييف، وأضاف بيريز »لا نزاع بين إسرائيل ولبنان، بل إن الدولة العبرية نفّذت ما ينصّ عليه القرار الدولي (1701)». إلى ذلك، قال وزير البنى التحتية الإسرائيلية، عوزي لانداو، خلال مؤتمر «اكتشافات الغاز، انعكاسات استراتيجية»، الذي نظّمه مركز دراسات الأمن القومي قبل أيام في تل أبيب، إن «التهديدات الماثلة أمام اكتشاف الغاز الإسرائيلي، تأتي من لبنان ومن حزب الله، المرتبط أساساً بالإسلام الراديكالي». وبحسب لانداو «تمر إسرائيل بمرحلة تاريخية، إذ إن الولايات المتحدة الأميركية تستعيض عن سياساتها بدبلوماسية عدم استخدام القوة، وبالتالي يجب علينا أن ندرك كيف نحافظ في هذه المرحلة على تطوير قطاع الطاقة لدينا وحمايته، وحماية المخزون (المكتـــشف من الغاز) على أن يبقى مضموناً ومحمياً من الأزمات». وأكد الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، اللواء غيورا ايلاند، «وجود تهديدات استراتيجية مرتبطة بمنشآت الغاز الإسرائيلية في عرض البحر»، مشدداً على «وجوب حماية هذه المنشآت من الأخطار المحدقة بها»، وأضاف إن «حزب الله في طريقه للحصول على صواريخ متطورة ودقيقة، مع هامش خطأ لا يتجاوز عشرة أمتار، تمكّنه من الوصول إلى أي هدف يريده في تل أبيب». وتوقّع ايلاند أن «يطلق حزب الله النار على أهداف بنىً قومية في إسرائيل، بما يشمل خزانات النفط والغاز ومنشآت التنقيب في عرض البحر، القابلة للاحتراق والانفجار، فيما هم في إسرائيل لم يحدّدوا، إلى الآن، الجهة المسؤولة عن توفير الحماية لهذه المنشآت». وتحدث في المؤتمر أيضاً، العميد في الاحتياط نوعم فايغ، الذي شغل في السابق منصب نائب قائد سلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي، فشدّد بدوره على أنّ «التهديدات التي تتوقعها إسرائيل حيال منشآتها من الغاز، متصلة أساساً وبنحو رئيسي، بالقدرة الصاروخية الدقيقة التي بات يمتلكها حزب الله». (وكالات)

 

ما همّهم

مارون خليل/الديار

حملوا الكلمة، ومشوا في بقاع الأرض، وكانت زادهم الوحيد في طريق وعر، أشواكه تُدمي، وعبوره كالسير على طريق الجلجلة. من جبل الزيتون أتوا، حاملين البشارة، معتصمين بالتسامح والغفران، يديرون الخدّ الأيسر لمن يضربهم على الأيمن. حملوا عكاز الخلاص، وعبروا وادي ظلال الموت إلى الحياة، وممن يخافون طالما أنهم سائرون في النور؟

هؤلاء هم المسيحيون.. أتوا من أقاصي الأرض، وأينما حلّوا يلاحقهم الإضطهاد، تلاحقهم البغضاء، وكأنما ما كُتب قد كُتب، فصلبانهم كبيرة، والهيرودوسيون كثر، والذبح مستمر كي لا يأتي المخلّص. الهيرودوسيون والفريسيون وقتذاك، خافوا على قصورهم من الملك الجديد، فولد في مزود، حملوا السيوف والحراب في وجهه، فحمل الكلمة ليبشرهم بالملكوت، وبأن أمجاد الأرض باطلة أمام مجد السماء. هؤلاء، موجودون اليوم، يخافون المسيحيين العزّل إلاّ من المحبة والتسامح، يخافون منهم مع أنهم لم يكونوا إرهابيين يوماً، ولا سفاحين، ولا يعشقون رؤية الدماء. تهجّر المسيحيون طوال مسيرتهم الخلاصية، وهُجّروا على أيدي الشعوب والأعراق المختلفة، وذُبحوا وقُتلوا ليشهدوا للحق، فسكنوا الجبال والتلال وتلحّفوا أوراق الأشجار، وباتوا في المغاور، ولم يتعبهم التعامل مع الأرض، فهم منها وإليها عائدون، فاستصلحوها، وزرعوها، وأماتوا القمح فيها لينبت سنابل كثيرة.

وها هم اليوم يُضطهدون، يُهجّرون، يُذبحون، ويُقتلون، وأمم الأرض كلها تقف متفرجة على صلب شعبٍ، يحمل السلام راية، والمحبة أيقونة، لا بل تقف شعوب الأرض حاملة إسفنجة من خلّ، وحربة من بغضاء ليتمّ المكتوب. هؤلاء هم المسيحيون.. أُقتلوهم، إذبحوهم، ورغم ذلك فهم مستمرون في رسالتهم، وينتشرون، ويكبرون بالإيمان والنعمة والحكمة، ويتغلغلون في الأرض مثل ينابيعها، وفي الفضاء هم النجوم اللامعة في سماء العالم معرفة وعلماً. وما همّهم.. طالما أن طريقهم هو الخلاص.

 

يستحيل على حملة السلاح الحسم

النهار/علي حماده     

يمكن القول ان لبنان بلغ المرحلة النهائية التي تسبق صدور القرار الاتهامي. هذا ما بات يعرفه الجميع وفي الطليعة الطرف المعني بالمعركة ضد المحكمة الدولية اي "حزب الله" وسوريا. ولذلك فإن الايام المقبلة ستكون حافلة بالكثير من التطورات على صعيدي "البروباغاندا" السياسية والتحركات الميدانية. فالقرار الاتهامي ليس تفصيلا بسيطا، وخصوصا اذا تبين كما يجب ان يكون انه يتضمن قرائن ووقائع وادلة صلبة تؤهل الملف ليسلك طريقه نحو مرحلة المحاكمات.

ولعل مسارعة وزير الاتصالات وكذلك رئيس لجنة الاتصالات النيابية ومعهما عدد من المستشارين التقنيين المحسوبين عليهما الى عقد مؤتر صحافي زعم الكشف عن تمكن اسرائيل من اختراق الشبكة الخليوية اللبنانية وصولا الى برمجة خطوط رديفة لافراد ومسوؤلين في "حزب الله" تحسبا لاحتمال استخدام الادعاء العام في المحكمة الخاصة بلبنان بيانات اتصالات خليوية، يميط اللثام عن حجم الارتباك الذي يعانيه الطرف الذي يشاهد يوما بعد يوم كيف ان احجية جريمة 14 شباط بدأت تتفكك.

ومن الغريب ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وقد سبق ان زعم ان حزبه عصي على كل اختراق يراقب هذه الايام كيف ان "بروباغاندا" الحزب المباشرة وغير المباشرة شرعت في اظهار "اختراقات" خارقة للاسرائيليين!

اننا في المرحلة الاخيرة قبل صدور القرار الاتهامي. لا تسويات حقيقة سابقة له مهما حصل. انما التسويات تكون على معالجة تداعيات القرار وليس على نقضه او التبرؤ منه. هذا لن يحصل حتى لو بلغنا مرحلة قلب الطاولة التي يهدد بها الحزب المشار اليه صبح مساء.

والاساس هنا ان التنازل عن الحقيقة، وتالياً العدالة ليس الحل في لبنان. والقوة لا تشكل حلاً لا تلويحا ولا استخداما. وساعة ينقض المستقوي بسلاحه على الناس، وعلى النظام وتوازنات الكيان لن يجد في مواجهته بضعة مسوؤلين سياسيين بل سيكون في مواجهة شعب لا يستهان به متى تملكه الغضب من الظلم المديد الذي لم يتوقف منذ سنوات. ان النصيحة الصادقة التي يمكن اسداؤها الى من يعنيهم الامر هي ان يعتمدوا التهدئة فلا ينزلقون في متاهات الصراع الاهلي الذي نؤكد ان اي فريق مهما بلغ شأنه اعجز من ان يحسمه في ظروف عادية، فما بالك في الظروف الدراماتيكية التي نحن بإزائها اليوم؟

يستحيل على حملة السلاح ان يقضوا على ارادة شعب مؤمن بأنه مظلوم، او معتدى عليه ليس بالاغتيال فحسب، بل بجعل السلاح اداة لقمع الاخ لأخيه. هذا لا يمكن ان يستمر طويلاً. وسينتهي بكارثة على الوطن. و كما سبق ان قلنا ان معظم اللبنانيين لا يرون ان هناك مقاومة، بل ميليشيا تستخدم سلاحها خدمة لأجندة خارجية، وطمعا بسيطرة داخلية. هذا لا يمكن ان يدوم، ولن يدوم. ان التسوية الوحيدة الممكنة تبدأ بإطلاق جولة حوار على مستويين: الاول التفاهم على حفظ البلد من تداعيات القرار الاتهامي في حال اتهامه افراد وقيادات معينة على قاعدة ان لا معصومية لأي فريق ايا يكن. والثاني العودة الى طاولة حوار موازية تبحث جديا في هذا السلاح الذي نفد صبر الناس منه بعدما صار سلاح قمع، وظلم، وتعد على معظم اللبنانيين في الداخل. خلاصة القول: لا بد من عودة الجميع سواسية الى كنف الكيان والنظام والقانون.

 

مُبصرون لا يُبصرون ... وسامعون لا يسمعون ولا يفهمون»

نجوى مارون /الديار

إلى متى سيبقى المسيحيون يلومون الطوائف الاخرى على ما وصلوا إليه من انحدار؟ الى متى سيظلّون يُبرّرون افعالهم متهمين الآخرين بضربهم واخذ صلاحياتهم وتهميشهم؟

ليعترف المسيحيون ولو لمرة واحدة، انهم هم من ضلّوا الطريق، انهم هم من كانوا متراخين ومتنازلين عن حقوقهم ومكتسباتهم، انهم هم من سلّموا - لهذا الغير الذي يتهمونه - رقابهم على طبق من فضة، انهم هم من كانوا يلعبون بمصير اولادهم، انهم هم من قامروا بمستقبل أحفادهم، انهم هم من استسلموا للمغريات الباطلة، انهم هم من زحفوا وراء شهواتهم، انهم هم من ركعوا أمام ابواب جهنّم. ليقف المسيحيون ولو لمرة واحدة، وقفة عزّ وشموخ، وليعترفوا «انهم كانوا نياماً»، وان شياطين العالم استطاعت سحقهم من جراء ضعفهم وتخاذلهم وغبائهم «لانهم مبصرون لا يبصرون وسامعون لا يسمعون ولا يفهمون». ليعترف المسيحيون في لبنان والعالم ولو لمرة واحدة، انهم ليسوا احراراً، انهم «لا يعرفون الحق الذي يُحرّرهم».. «أنتم من أب إبليس وتريدون أن تعملوا شهواته... الذي من الله يسمع كلام الله.. لذلك أنتم لا تسمعون لأنكم لستم من الله».

ها هم المسيحيون في الغرب مشتتون، ضائعون رغم ادعاءاتهم انهم يعيشون بأمان واستقرار وبحبوحة. الكنيسة في الغرب انقسمت وافرزت «جماعات متجددة»، محصّنة بأمكنة تسميها «كنائس» ولها طقوسها الغريبة؟ واللافت، ان من تبقى من «أبناء النور» لا حول ولا قوة له، حتى ان المسؤولين الروحيين عن هؤلاء تخلّوا عن «حبة الخردل» وتركوا الأشرار «يخطفون الزرع»، وجعلوا الشياطين تتكاثر تحت شعار الكنيسة مشوّهين كلام السيد المسيح وسيرته ومسيرته. وللأسف الشديد، انتشرت هذه الجماعات وهذه «الكنائس» البدع غرباً وشرقاً كالنار في الهشيم، ووصلت شياطينها الى لبنان، وهم يسرحون ويمرحون ويتغلغلون بين «أبناء ملكوت السماء» ولا من يسأل او يتابع...

وهؤلاء الشياطين يستغلّون وضع المسيحيين الغائبين عن الوعي، إما على قلة خبرتهم او انشغالهم بتأمين لقمة العيش، او سكرهم بملذات هذه الدنيا الفانية، او لهوهم بالقضايا السياسية، ويعمل هؤلاء «المتجدّدون» على توسيع نشاطاتهم على جميع الاصعدة وعلى مرأى ومسمع من المسؤولين الروحيين والسياسيين. ونسأل بعد لماذا وصل المسيحيون الى هذه الحالة المزرية؟ ماذا فعل المسؤولون الروحيون والسياسيون ليقفوا في وجه هذا المدّ التخريبي للكنيسة الأصلية وأبنائها؟ ماذا يفعلون غير الكلام والنداءات وإصدار البيانات الاستنكارية أو التضامنية؟ ما هي خطتهم للمحافظة على الكنيسة الواحدة ضدّ هذا الشرّ المتمادي على أبنائهم؟

لهؤلاء نقول، ان لبنان والارزة باقيان مع المسيحيين أو من دونهم، فكفى مسرحيات وادعاءات واستعراضات، فهذا كلّه لن يُعيد الى المسيحيين حقوقهم، ولن يُعيدهم الى درب النور، فاتركوا مذبح الرب للصلاة والخشوع والتأمّل والتعبّد، اتركوا القربان المقدس يرتاح في بيته بسلام، واتركوا للمسيحيين هذا المكان ليلتجأوا إليه لأنه المكان الوحيد الذي يشعرون فيه انهم بأمان وانهم برفقة «آب ضابط الكل».

وما يستفزّك ان كل الروحيين والسياسيين يؤكدون ويكرّرون ان هناك مخططاً لتهجير المسيحيين من الشرق الاوسط ويدعون المسيحيين الى الانتباه والوعي. من هو الذي عليه ان ينتبه وان يعي المخاطر؟ من عليه ان يفكّر لمواجهة هذا المخطط؟ من عليه ان يتحرّك؟ ومن عليه ان يُشهر سيف الحق في وجه هذا الدمار اللاحق بالمسيحيين؟

التذكير ببعض ما جاء في «بروتوكولات حكماء صهيون» رغم كل اللغط الذي دار حول هذا الكتاب الذي تُرجم الى كل لغات العالم والذي اعتبره الصهاينة تشويهاً لصورتهم، فيما اكد كاتبوه انه وثائق تتصف بمصداقية عالية، وان من كتبها هم مؤسسو الحركة الصهيونية العالمية، فالتذكير ببعض ما جاء في هذا الكتاب عن المسيحيين تحديداً، قد يُنعش ذاكرة المسؤولين الروحيين والسياسيين، ويضع المؤمنين المسيحيين أمام مشهد مأساوي لما آل إليه وضعهم في لبنان والعالم من جراء مخطط صهيوني يعمل على تدميرهم.

هذا غيض من فيض عمّا جاء في «بروتوكولات حكماء صهيون» عن المسيحيين:

- «علينا ان ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين، وان نضع مكانها عمليات حسابية ضرورية مادية، لكي نحوّل عقول المسيحيين عن سياستنا، وعلينا ان نُبقيهم منهمكين في الصناعة والتجارة»..

- «من المسيحيين اناس قد اضلّتهم الخمر، وانقلب شبابهم مجانين بالكلاسيكيات والمجون المبكر الذي اغراهم به وكلاؤنا ومعلّمونا وخدمنا ونساؤنا في أماكن لهوهم».

- «كونوا اطباء واقتلوا الاجساد وكونوا كهنة واقتلوا الروح».

- «الدين المسيحي يجب ان يضمحل، فمتى اصبحت الكنيسة فقيرة ستخسر تلقائياً نفوذها لتصبح ثروتها إرثاً لاسرائيل».

- «تقدّم المسيحيين وحضاراتهم تحت سيطرتنا، وعلينا ان نُقيم أمامهم أمنع الحواجز التي يحتجب اليهود خلفها مما يساعد على تحقيق مخططاتنا».

- «ان العدو الاول والطبيعي لليهود هو الكنيسة الكاثوليكية، ولذلك نحن اليهود قد تعلّقنا بجذع هذه الشجرة الملعونة التي هي حقاً عنوان الجحود، وما علينا إلا ان نضرم نار الصراع والخلافات بين مختلف المذاهب المسيحية. علينا ان نكافح في بادئ الامر دون هوادة، وعلى جميع الصعد، رجال الدين الكاثوليك، يجب ان نُعرّض الكهنة في حياتهم الخاصة، الى السخرية واللعنات والفضائح حتى يصبحوا موضع احتقار وسخرية العالم». - «عندما يحين الوقت لهدم السدة البابوية، ثمة يد خفية ستعطي الايعاز بالهجوم على الفاتيكان».

وبعد، ماذا نقول أمام هذا الحقد الأعمى وأمام هذا الاخطبوط القاتل...؟ «أيها الآب البار ان العالم لم يعرفكَ ... ولكن ثقوا ... أنا قد غلبت العالم» !

 

مسيحيّو الشرق عرب وليسوا بجالية اجنبية

الديار/أوديت أيوب

عندما نشرت احدى الصحف الدانمركية رسما كاريكاتوريا مسيئاً للنبي محمد يظهر فيه على انه ارهابي، ابدى المسلمون غضباً شديداً في كل انحاء العالم وقاموا باحتجاجات عنيفة في العالم الاسلامي وتم تهديد الرسامين الذين صوروا الصورة بالقتل. رافق ذلك ادانة من المراجع الاسلامية للتشهير بالمسلمين وبديانتهم كما توصلت بعض الدول العربية والاسلامية الى مقاطعة المنتجات الدنمركية وانضم رجال الاعمال والشركات في الدول العربية لتطبيق هذا الاجراء نزولا عند الرغبة الشعبية. لم يسكت المسلمون على اهانتهم وهذا حقهم لان الحرب ضد الارهاب تستهدف القاعدة وليس الاسلام. بل اظهروا قدرتهم على الدفاع عن دينهم وعلى ترك طابع مؤثر ما دفع بصاحب الصحيفة الى الاعتذار كما الدولة الدنمركية... وكل هذه الاحتجاجات «لرسمة كاريكاتورية».

يقتل المسيحيون في العراق وتحرق الكنائس ويعاقبون على ذنب لم يقترفوه فالمتطرفون يتهمونهم بالعمالة للقوات الاميركية والمجتمع الدولي لا يتحرك لوقف هذا الاضطهاد الذي يهدد الوجود المسيحي في بلاد كانت مهدا للحضارة الانسانية. لا بل يظهر المجتمع الدولي بصورة غير مبالية ازاء ما تتعرض له هذه الفئة من الشعب العراقي ولا تقوم القوات الاميركية باي جهد لحمايتهم وكيف يمكن ان نتوقع منهم اي خير وهم مزقوا العراق.

القتل والترهيب اللذان بدآ منذ آب العام الماضي في حق المسيحيين العراقيين يهدف الى تهجيرهم وللاسف بدأ ذلك يتحقق نظرا لمخاوف المسيحيين بأنهم سيظلون مستهدفين طالما ليس هناك من يحميهم. هذا الظلم الذي لحق بالمسيحيين لا يمكن السكوت عنه خصوصا انهم فئة مسالمة منتجة لصالح العراق فكرياً وصناعياً واجتماعياً. فهم افضل من هيأ وسائل التعليم وفتح المدارس منها مدارس الدومينيك في الموصل والجزويت في بغداد.

المؤلم ان هذه الحملة التي تستهدف المسيحيين ظاهرها حقد ديني وتطرف اسلامي اصولي لكنها تخدم اسرائيل في المدى الطويل التي تسعى لتهجير المسيحيين من الشرق بعد ان طردتهم من بيت لحم والآن تريد تفريغ العراق منهم.

وفي مصر، يتعرض الاقباط الى مضايقات مستمرة ويعاملون بعنصرية تامة آخرها كان الاشتباك الحاصل بين الاقباط والقوات المصرية على خلفية بناء كنيسة. فقد تم حجز 156 قبطيا بعد هذه الحادثة وتتم الجلسات من دون حضور المحامين فضلا عن ان الكنيسة المصرية تكلمت مرارا عن التمييز الديني بحق المسيحيين في مصر.

متى يستفيق المجتمع الدولي على هذه الجريمة البغيضة التي تطال فئة بامها وابيها في العراق؟ متى يتخذ القادة المسلمون موقفاً صارماً لوقف هذه الاعتداءات؟ فلا يكون التنديد والاستنكار لاضطهاد المسيحيين بالكلام فقط.

 

معلومات عن صدور القرار الاتهامي يوم الخميس في 2 كانون الاول

نهارنت/كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الديار" ان وزارة الخارجية اللبنانية تلقت عبر الحقيبة الديبلوماسية من سفارتها في هولندا ان القرار الاتهامي سيصدر يوم الخميس في 2 كانون الاول. واشارت الى ان السفير اللبناني في هولندا زيدان الصغير اكد بأن القرار سيصدر في 2 كانون الأول وان معلوماته مستقاة من خلال اتصالاته وعلاقاته الديبلوماسية مع عدد من سفراء الدول الكبرى. 

 

لبنان لم يتبلغ رسميا موعد صدور القرار الإتهامي والوضع السائد باق

نهارنت/نفت وزارة الخارجية والمغتربين مضمون الخبر الوارد في صحيفة الديار اليوم بتاريخ 26/11/2010 بعنوان "القرار الظني سيصدر يوم الخميس في 2 كانون الاول"، جملة وتفصيلا وتمنت من الصحيفة الموقرة توخي الدقة والموضوعية عبر التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها". كذلك نفت مصادر ديبلوماسية ما تردد عن أن موعد صدور القرار الإتهامي سيكون في 2 كانون الاول المقبل،مؤكدا على أن مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان هو المنوط بتحديد موعد صدور القرار. وكشفت المصادر في حديثها الى وكالة الأنباء "المركزية"، أن الخارجية اللبنانية لم تتبلغ من سفيرها في لاهاي ولا من أي جهة ديبلوماسية،الموعد المحدد،لافتة الى أن "التكهنات بمواعيد هي من الاجواء التي أشيعت في أروقة المحكمة، و أن التمنيات في صدور القرار في كانون الاول المقبل، هو بالتزامن مع تعديل نظام الإجراءات الإاثبات لجهة المحاكمات الغيابية". وأضافت:" إن مكتب الاعلام الخاص برئاسة المحكمة وقلمها والغرف لا يمكنه خرق النظام بالتواصل مع مكتب بلمار والتحدث بإسمه"، مذكرا بالإحتمال الكبير في إبقاء القرار الإتهامي سريا. وأشارت الى أن المتهمين قد لا تعرف هوياتهم الا مع بدء المحاكمة الاكثرية والقرار الإتهامي. وفي السياق عينه نفى كل من وزير العدل إبراهيم نجار ووزارة الخارجية ما تردد عن تحديد موعد القرار. وفي المقابل أكد مصدر في الأكثرية في حديث الى الوكالة عينها، أن التعويل على المبادرة السعودية السورية وصل الى حائط مسدود في الوقت الراهن،مشيرا الى ان الوضع السائد باق الى أجل غير مسمى. واذ لفت المصدر الى أن قوى 8 آذار هي من تتحدث عن تداعيات القرار الاتهامي على الارض، سأل:"ما هي هذه التداعيات وعلى من سيهجمون؟ على الدولة أم على المواطنين". وأضاف:"ماذا سينتفعون من تكرار سيناريو 7 ايار ؟مؤكدا أنه حتى لو سارت تظاهرات سلمية لن يستطيعوا تغيير حرف في القرار الإتهامي.

كما شدد على ضرورة إنتظار القرار الإتهامي، وتقبل مفاعيله محليا ثم التخطيط على كيفية التعامل معه.

 

مسودة القرار الاتهامي باتت جاهزة ويرجحً أن يعلنه بلمار في أي لحظة

بيروت اوبزارفر/كشف مصدر دبلوماسي غربي لصحيفة "اللواء" عن اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي المرتقب عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، موضحا انّ الوساطة السعودية التي قادها الملك عبدالله بن عبد العزيز، هي التي أخّرت نوعاً ما موعد صدوره، لإيجاد مخارج تسوية، تجنّب لبنان الفتنة التي قد تتأتى عن القرار.واعلن المصدر أنّ مسودّة القرار الاتهامي باتت جاهزة، ومن الجائز في أي لحظة الإفراج عنها، ورجحً أن يعلن قاضي التحقيق الدولي دانيال بلمار، عن موعد القرار الاتهامي في أي لحظة، نافيا ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً على لجنة التحقيق الدولي لاستصدار القرار الظني في القريب العاجل. واذ رفض الإشارة إلى الجهة التي يتهمها قرار المحكمة الدولية الظنّي، لفت المصدر إلى أنّ التحقيق لا يلحظ في تقريره أسماء دول، أو منظمات، إنما أفرادا قد يكونون عناصر في منظمات سياسية لبنانية وربما غير لبنانية. من جهتها، نفت مصادر في الأكثرية النيابية عبر "اللواء" علمها بأي موعد محتمل للقرار الظنّي، واشارت إلى أنّ إصدار القرار الظنّي وموعده، خاضع لرؤية قاضي التحقيق الدولي دانيال بلمار، معتبرة ان التواريخ المتداولة في الإعلام، تبقى مجرّد تكهنات وتحليلات لا يمكن البناء عليها بأي شكل من الأشكال

 

علوش: طهران هي التي تتحكم فعليا في توجهات حزب الله وعون وهي صاحبة القرار في اندلاع الفتنة

بيروت اوبزارفر/اعتبر عضو المجلس السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان جزءا من الحشد الشعبي لاستقبال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جاء بمثابة ردة فعل طبيعية على زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان، لافتا الى ان وجود حراك تركي ـ سوري ـ ايراني يهدف الى اقامة حلف جديد في المنطقة مبني على الوحدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية في مواجهة التعنت الاسرائيلي. ورأى علوش في حديث لـ"الأنباء" الكويتية ان اي قرار باندلاع فتنة في لبنان لن يكون قرارا لبنانيا داخليا وانما هو قرار اقليمي وتحديدا ايرانيا، باعتبار ان طهران هي التي تتحكم فعليا في توجهات حزب الله والنائب ميشال عون.وقال علوش:" ايران هي صاحبة القرار في اندلاع الفتنة في لبنان أو عدمها وذلك وفقا لتقدم وتراجع موقعها في الصراع مع المجتمع الدولي

 

لا نية لدى جنيلاط بسجال مع الحريري وموقفه من المحكمة الدولية تعبير عن خوفه من تداعيات القرار الإتهامي

بيروت اوبزارفر/أكدت مصادر التقدمي الإشتراكي أن لا نية لدى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنيلاط بالدخول في سجال مع رئيس الحكومة سعد الحريري ، موضحة ان كل المواقف التي أطلقها عن المحكمة الدولية  تعبير عن خوفه من تداعيات القرار الإتهامي على لبنان في المرحلة الراهنة وهي بالتالي ليست موجهة  للحريري لأنه على علاقة جيدة معه.

وأشار المصدر لـ"اللواء" الى أن المهم في المرحلة الراهنة ليس توقيت صدور القرار بل التزام القوى السياسية بالمسؤولية في التعاطي مع تبعات هذا القرار بالتوازي مع المساعي السورية السعودية التي يعول لبنان عليها من أجل الوصول الى تسوية تنقذ البلد من الأزمة التي نعيشها. وفي ما يتعلق بزيارة الحريري الى طهران، اعتبر المصدر ان هذه الزيارة ممتازة وستساهم في تفعيل وزيادة الثقة بين الإيراني واللبناني وخصوصا في ظل المساعدة الايرانية للبنان

 

مصادر قريبة من حزب الله تتوقع أن يحمل الأسبوع المقبل مفاجآت إيجابية على صعيد التسوية السورية - السعودية

بيروت اوبزارفر/نقلت "اللواء" عن مصادر قريبة من حزب الله أن الأسبوع المقبل سيحمل مفاجآت إيجابية على صعيد التسوية السورية - السعودية وان إحتمال صدور القرار الإتهامي لن يكون قبل العاشر من الشهر المقبل. وأوضحت المصادر أن المفاوضات السورية - السعودية لم تنته بعد، وان صيغة التسوية تنطوي على إتفاق مكتوب ،يبلغ إلى الأطراف اللبنانية، مشيرة الى أهمية الموقف الذي سيعلنه الأمين العام لحزب الله الأحد

 

سليمان للأسد: الحريري مستعد للتخلي عن المحكمة ويحتاج إلى مَن يساعده

بيروت اوبزارفر/كشفت صحيفة "الأخبار" ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أبلغ نظيره السوري بشار الأسد، في القمّة التي جمعتهما في دمشق في 16 تشرين الثاني، أن "رئيس الحكومة سعد الحريري مستعدّ لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية والقرار الظني يلاقي هواجس سوريا وحزب الله من استهداف سلاح المقاومة، وأن الحريري أكثر استعداداً للذهاب إلى أبعد من الموقف الذي كان قد اتخذه في 6 أيلول، عندما برّأ سوريا من اغتيال والده واعترف بوجود شهود الزور". وكشف الرئيس سليمان أيضاً أن رئيس الحكومة أفصح له عن هذا الاستعداد، إلا أنه يحتاج إلى مَن يأخذ بيده إلى هذا الخيار ويساعده، لا أن يستفزّه ويمارس عليه ضغوطاً

وبحسب "الأخبار"، قال سليمان للأسد إن الحريري غير قادر، بمفرده، على اتخاذ قرار بذلك يعدّه مكلفاً بالنسبة إليه، ولذا يريد غطاءً سعودياً يقيه مفاعيل التخلّي عن القرار الظني والمحكمة الدولية بذريعة تسييسهما، ويفضّل أن يكون ذلك من ضمن تسوية سعودية-سورية ترعى هذا التوجّه، فيشارك في وضعها موضع التنفيذ

وكشفت الصحيفة ان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، "استبق رئيس الجمهورية إلى حمل هذا الموقف، نقلاً عن الحريري، إلى معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف، عندما اجتمع به في دمشق في 9 تشرين الثاني، مؤكداً استعداد الحريري للتخلي عن موقفه من القرار الظني والمحكمة الدولية"، لافتة الى ان ما حمله سليمان وجنبلاط تَطابَقَ مع ما كان سمعه الرئيس السوري من مستشار الملك السعودي ونجله الأمير عبدالعزيز، في آخر لقاء جمعهما في دمشق، قبل مرض والده الملك، وهو أن رئيس الحكومة اللبنانية سينفّذ إرادة الملك عبد الله في أي تسوية يبرمها مع الأسد

من ناحية اخرى، كشفت "الأخبار" ان رئيس الجمهورية قدّم لنظيره السوري، في قمّة دمشق، عرضاً مسهباً عن الدوافع التي حملته على الاضطلاع بدور توافقي سبق جلسة مجلس الوزراء في 10 تشرين الثاني، وسعيه إلى الحؤول دون التصويت على إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي. أوضح أيضاً أن التصويت كان سيفضي إلى انقسام مجلس الوزراء، وإلى إحراج رئيس الحكومة الذي كان قد أخطر رئيس الجمهورية، قبل انعقاد الجلسة، أنه سيغادرها فوراً إذا طرح ملف شهود الزور على التصويت

ولفتت الصحيفة الى ان سليمان كان قد أجرى في 15 تشرين الثاني مكالمة هاتفية مع الأسد، في اليوم السابق لزيارته دمشق. كانت المخابرة الثالثة بين الرئيسين خلال أسبوع، ناقشا عقد قمّة بينهما، وكانت في حصيلة جلسة مجلس الوزراء التي انتهت إلى قرار وزراء 8 آذار تعليق اجتماعات السلطة الإجرائية إلى أن يتم التفاهم على المسار الذي ينبغي أن يشقه ملف شهود الزور واشارت الصحيفة الى انه في قمّة دمشق سمع سليمان من الأسد تقديراً لمواقفه، خصوصاً أن خيار الحؤول دون التصويت في مجلس الوزراء كان بمعرفة مسبقة من القيادة السورية التي لم تكن تميل، يومذاك، إلى رفع نبرة التصعيد، ولا إلى تشجيع انقسام مجلس الوزراء، وكانت تسعى إلى منح حوارها مع السعودية مزيداً من حظوظ الاتفاق

وبحسب "الأخبار"، لم يلمس رئيس الجمهورية شكوكاً سورية في طريقة تعامله مع الخيارات التي تعدّها القيادة السورية استراتيجية ووثيقة الصلة بالعلاقات اللبنانية-السورية وبحماية سلاح المقاومة، خصوصاً حيال موقفه من المحكمة الدولية الذي أبرَز جدّية مخاوفه من احتمال تسييسها

 

اردوغان يتواصل مع الاسد ولا وجود لمشروع تركيً أو مبادرة للبنان

نهارنت/أكدت مصادر سياسية وثيقة الصلة بقيادات لبنانية التقت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل مغادرته بيروت الى أنقرة، أنه سيتحرك باتجاه دمشق وطهران لتوفير الحماية للبنان من أي انتكاسة أمنية، لأنه مهتم بالحفاظ على التهدئة والاستقرار فيه. واشارت المصادر لصحيفة "الحياة" الى ان اردوغان سيتصل بالرئيس السوري بشار الأسد، لإطلاعه على نتائج محادثاته في بيروت وأنه في ضوء هذا الاتصال سيتقرر ما اذا كان سيزور العاصمة السورية أو يرسل موفداً خاصاً عنه، أو أن يوفد الأسد موفداً عنه الى تركيا. واوضحت المصادر ان اردوغان قال ان تركيا ليس لديها مشروع خاص بلبنان أو استعداد لإطلاق مبادرة في هذا الشأن، لكنها ترى انه من غير الجائز المسّ بالوضع الأمني أو تهديد الاستقرار العام فيه، وأنها ستلعب دوراً لدى سوريا وإيران لما لديهما من تأثير على أطراف لبنانيين رئيسيين يمكن ان يدفع باتجاه تكريس التهدئة. ورأى أردوغان أن لا مصلحة لأحد في إضعاف المظلة السورية-السعودية التي يفترض ان تشكّل حماية أمنية وسياسية للبنان، مشيراً الى تحريك عجلة الحكومة وعدم تعطيلها باعتبارها مسألة رمزية. واكّد اردوغان على ان العلاقة السورية-التركية لن تكون على حساب لبنان بالرغم من انه ابدى ارتياحه الى المسار الذي بلغته هذه العلاقة. ولفت الى ان الوضع اللبناني يجب ان يكون متماسكاً وممسوكاً حتى لو صدر القرار الاتهامي في اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، نظراً الى ان هناك إرادة إقليمية ودولية بعدم تفجير الوضع، لكن هذه تبقى تطمينات لا بد من ان تتضافر الجهود لتصبح ضمانات غير قابلة للخرق. 

 

مؤشرات جدية لاستئناف التواصل بين الاسد وعبدالله حول لبنان

نهارنت/اكّدت اوساطاً دبلوماسية عربية وجود "مؤشرات جدية" لامكانية استئناف التواصل المباشر والفاعل بين الملك السعودي عبدالله والرئيس السوري بشار الاسد حول لبنان في فترة قريبة جداً. واشارت الاوساط عن تواصل جرى في الساعات الماضية، اخذ شكل الاطمئنان من قبل الأسد على صحة عبد الله. 

 

ابادي: السياسة الايرانية تهدف الى احباط مخطط اثارة الفتنة المذهبية في لبنان

نهارنت/اكّد السفير الايراني غضنفر ركن ابادي ان زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري الى ايران اليوم تأتي لـ" كسر كل الحواجز النفسية واعادة الامور الى مجراها الطبيعي وتعزيز التعاون في كل المجالات". واشار لصحيفة "النهار" ان السياسة الايرانية تهدف الى احباط مخطط اثارة الفتنة المذهبية في لبنان والانفتاح على كل الاطراف السياسيين.

واوضح ابادي ان "نحن في ايران نريد التوصل الى معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي اغتيل مظلوماً، ومن الضروري معرفة مرتكبي الجريمة في اسرع وقت، اذ ان العدل هو العدل في اي مكان" وذلك ردّاً على المحكمة الدولية . وعن تبني ايران موقف "حزب الله" في موضوع المحكمة الدولية، اشار ابادي الى "لا ندخل في السجال حول المحكمة الذي هو شأن داخلي لبناني، والوصول في اسرع وقت الى معرفة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو في مصلحة الجميع، في حين تعمل اسرائيل على اثارة النعرات المذهبية وتحاول زج المحكمة والقرار الظني في اطار التحريض على النعرات الطائفية والمذهبية". وشدّد على ان هناك مواضيع كثيرة موضع اهتمام مشترك ليس بين لبنان وايران فحسب بل بين لبنان ودول المنطقة التي هي اولى بأن تحلّ مشاكل المنطقة. وذكر ان "هناك اتصالات ايرانية – عربية وبشكل خاص مع السعودية وبالطبع مع سوريا".

وعن مدى مساهمة ايران في اعطاء زخم للاتصالات السعودية – السورية ولاي مرحلة وصلت اليها هذه الاتصالات، نوّه ان "هذا من اسرار الاتصالات، ولكن ان شاء الله ستسمعون قريباً اخباراً سارة". وذكر ابادي ان مسألة الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة المخطوفين لا تزال عالقة منذ اعوام عدة وهذا الملف يحول دون اللقاء مع رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. واوضح ان جعجع كان مسؤولاً في منطقة الشمال عند خطف الدبلوماسيين ولم يكن مسؤولاً في مكان الحادث، لكن "من خطفهم سلّمهم الى اسرائيل".

واكّد ابادي ان ايران ترحّب بالتحرّك التركي في اتجاه لبنان والمنطقة ولا تختلف على هذا التحرك بل هي مسرورة جداً منه، مستغرباً الحديث عن حساسية ايرانية تجاه الزيارة.

مشدّداً على "ان موقف الرئيس اردوغان من اسرائيل هو دعم لسوريا وايران". واوضح ابادي انه لم يكن مدعواً الى استقبال اردوغان لان الحضور كان مقتصراً على السفراء العرب وسفراء الاتحاد الاوروبي. 

 

ايران تنتقد تصريحات ابو الغيط ضد سياستها في لبنان والمنطقة

نهارنت/انتقدت ايران وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي اكد ان طهران يجب الا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الخليجية ولبنان والعراق، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن "مصدر مطلع في وزارة الخارجية" قوله انه "يوصي ابو الغيط بان يفكر بارساء الامن وحقوق مصر التي تعرضت لاعتداءات الكيان الصهيوني بصورة مكررة بدلا من اتباع سبيل اصحاب النوايا السيئة ومشاريعهم الاستعمارية القائمة على خلق الخلافات بين البلدان الاسلامية".

واضاف المصدر الايراني ان تصريحات وزير الخارجية المصري "حول العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعض البلدان العربية تعود الي تأثيرات الاوضاع الداخلية السيئة في بلاده". وتابع ان هذه التصريحات "ترمي الى تحريف الرأي العام عن الاهتمام بالانتهاكات المتكررة للحقوق الاساسية للشعب المصري". وكان وزير الخارجية المصري حذر في مقابلة مع صحيفة الشرق القطرية الجمعة، ايران من التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج والعراق ولبنان. وعبر ابو الغيط عن رفضه استخدام طهران للبلاد العربية ككروت واوراق في تنافسها مع القوى الغربية. واضاف "لا يجب السماح بالتدخلات الايرانية في الشأن الداخلي لدول الخليج يجب ان يترك العراق في حاله ويجب ان يترك لبنان لحاله ويجب الا تتعرض ايران للبحرين بأي شكل من الاشكال". واكد ابو الغيط "نقول لاخوتنا في ايران اذا ما كانت هذه الاشارات والايحاءات والايماءات صحيحة فيجب ان يتوقفوا". وقال الوزير المصري ان امن دول الخليج يأتي اولا ومصر تعطيه اكبر قدر من اهتمامها. وصرح المصدر الايراني ان البلدان القوية في منطقة الخليج "تمتلك القدرات اللازمة لصون الامن والمصالح الاقليمية وهي وحدها التي تمتلك الصلاحية للبت في هذا الموضوع". 

 

اتجاه لعقد جلسة لمجلس الوزراء ذات طابع اداري قبل نهاية السنة

نهارنت/نقل زوار قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان ثمة اتصالات لعقد هيئة الحوار الوطني متسائلاً: "اذا لم تنعقد الهيئة في وجود ازمة فمتى تنعقد؟".

واكّدت معلومات لصحيفة "النهار" ان مسعى يبذل لعقد جلسة لمجلس الوزراء ذات طابع اداري قبل نهاية السنة من اجل التمديد الروتيني للعقود المبرمة مع المتعاقدين والاجراء والمياومين في الادارات والمؤسسات العامة واقرار بعض التعيينات وخصوصاً في منصب المدير العام للامن العام بعد خلوّه في الرابع من الشهر المقبل نتيجة احالة اللواء وفيق جزيني على التقاعد، على ان يعاد تعيينه بصفة مدنية لا عسكرية كما حصل سابقاً مع اللواءين المتقاعدين جميل السيد في الامن العام وادوار منصور في مديرية امن الدولة. 

 

الحريري: ايران معنية بمساعي تأمين استقرار لبنان ولم نتهم «حزب الله» بقتل رفيق الحريري في الأساس

طهران - «الحياة»

يبدأ اليوم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارة رسمية لطهران، على رأس وفد وزاري واقتصادي وإداري رفيع، وتستمر الزيارة يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين ويجري معهم محادثات رسمية تتناول العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية. ويضم الوفد الوزراء: بطرس حرب وطارق متري وسليم وردة وحسن منيمنة وسليم الصايغ ومحمد فنيش وعلي عبد الله. وعشية الزيارة، أكد الحريري في حديث الى وكالة «الأنباء الايرانية» (ارنا) أنه لم يتهم «حزب الله» في قضية اغتيال والده الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وشدد على «أهمية التواصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول العربية من أجل إيجاد أرضية مشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بالطرفين».

وعن تقويمه للعلاقات الإيرانية - اللبنانية، لا سيما بعد زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد لبنان، قال الحريري: «إن العلاقات تاريخية. ونتطلع الى أن تكون علاقات بين دولتين تحترم كل منهما سيادة الدولة الأخرى ومصالحها، وتنطلق من هذا الاحترام لبناء علاقات بين المؤسسات في كل من الدولتين لزيادة مساحة اللقاء بينهما ومساحة المصالح المشتركة التي تعود بالفائدة على كل من الدولتين».

وشدد الحريري على ان الدور الايراني في المنطقة «طبيعي ينطلق من الوزن التاريخي والسياسي والاقتصادي لدولة بهذا الحجم وبهذه العراقة الحضارية في الجوار العربي». وقال: «نرى أن ما يجمع بين إيران والعرب من تاريخ وثقافة وجغرافيا ومصالح يحتم عليهم التواصل وإيجاد الأرضية المشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بهم وعلى رأسها المخاطر التي تنبع من تعنت إسرائيل في رفضها لحق الفلسطينيين في العودة الى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على رغم مبادرة السلام العربية التي أقرت في مؤتمر القمة العربية في بيروت على أساس مرجعية مؤتمر مدريد».

وحذر من «أن ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن معاً»، وقال: «من هذا المنطلق أرى أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان الذي ينظر بإيجابية تامة الى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه، استكمالاً لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الأسد لبيروت في الصيف الماضي».

وعن موقفه من التسريبات المتتالية حول القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما إذا كان حديثه الى صحيفة «الشرق الأوسط» حول شهود الزور وما تسببوا به من تضليل للتحقيق الدولي، وإضرار بعائلته وبالعلاقات اللبنانية - السورية، ينسحب على التهمة الموجهة الى «حزب الله» أيضاً، قال الحريري: «إن مسألة الشهود الزور تعالج في إطارها القانوني. أما في ما يخص التسريبات حول القرار الاتهامي فنحن قلنا بوضوح إنها لا تخدم العدالة». وأضاف: «في كل الأحوال نحن لم نتهم حزب الله في الأساس كي يكون هذا السؤال قائماً».

ركن ابادي

وكان السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي رافق الوفد الاعلامي الذي سبق الحريري الى طهران وقال في دردشة معه ان زيارة الحريري «مهمة وتاريخية، فهي أول زيارة له كرئيس للحكومة لطهران»، مذكراً بأنّ «الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان أول رئيس حكومة لبنانية يزور إيران».

وعما اذا كانت الزيارة ستنعكس إيجاباً على الداخل اللبناني وتسفر عن تنفيس للاحتقان الداخلي، قال ركن أبادي: «بالطبع، وسيلمس اللبنانيون أجواء وانعكاسات إيجابية لهذه الزيارة خلال الأيام القليلة المقبلة»، مشدداً في هذا السياق على أنّ «إيران ليست مع فريق من اللبنانيين ضد فريق آخر إنما هي مع كل لبنان وتقف إلى جانب المظلومين في مواجهة الكيان الإسرائيلي».

وإذ لفت إلى أنّ بلاده «تريد كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولكن بأفضل الأساليب القانونية المعتمِدة على الإثباتات ومن دون تسييس»، اكتفى السفير الإيراني رداً على سؤال عما إذا كانت إيران تعتبر أنّ أي قرار اتهامي يتهم «حزب الله» هو قرار مسيّس، بالقول: «رأيتم ماذا جرى في خلال السنوات الماضية».

ورداً على سؤال قال ابادي:« رفيق الحريري اغتيل وهو مظلوم ونحن نقف مع المظلوم». وعما اذا كانت ايران تدعم موقف «حزب الله» ضد المحكمة الدولية، قال: «نحن لا ندخل في هذه التفاصيل».

ويتخلل زيارة الحريري توقيع اتفاقات تعاون ثنائي في مجالات تجارية واقتصادية، اما في المجال العسكري فقال ركن أبادي: «هذا الموضوع رهن بمجريات المحادثات والاجتماعات بين الجانبين، ويجب أن يأتي بناءً على طلب رسمي من الدولة اللبنانية».

وعن تقويمه لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبنان، وضعها أبادي «في سياق مكمل لزيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد لبنان»، موضحاً أن إيران «تدعم كل الجهود والمواقف العربية والإقليمية المضادة لإسرائيل».

حديث لـ«واشنطن بوست»

ونقلت وكالة «يونايتد برس» حديثاً للحريري مع صحيفة «واشنطن بوست» نشرته امس، ذكر فيه بأنه أعرب للرئيس الإيراني أحمدي نجاد لدى زيارته بيروت «عن رفضه أن يكون لبنان جزءاً من محور وأكدت أن لبنان جزء من الجامعة العربية».

وفي الشأن اللبناني، قال ان ما يحاول التركيز عليه «كيفية الحفاظ على هذا البلد وعلى وحدة اللبنانيين وهما مهمتان صعبتان للغاية»، مؤكداً انه يسعى إلى تحقيق العدالة لبلاده «فلا شيء يعيد لي والدي». وعن «حزب الله» قال إنه «حزب سياسي، ونحن مختلفون سياسياً ولكن لا يعني أنه لا يمكننا التحاور».

ورداً على أن «حزب الله» يريد منه أن يقول أنه يرفض نتائج المحكمة الدولية، قال ان «المحكمة شكلتها الأمم المتحدة بموجب القرار 1757. لا شيء أقوله أو أفعله سيغير شيئاً، وما يجب القيام به هو تهدئة النفوس والشوارع والخطابات والحديث عن كيفية عدم جعل الموضوع أكبر مما هو عليه. مع هذا الحوار يمكننا الخروج بما سيوحّد اللبنانيين بدلاً من تقسيمهم. هذا هو توجّهي». وسئل: «هل تعتقد أن المحكمة لا تزال وسيلة مشروعة لمحاكمة قتلة والدك؟»، فأجاب: «نعم».

 

جنبلاط مضطر لتقديم إثباتات على خياراته الجديدة التي ليست في مصلحة البلد»

فتفت لـ «الراي»: ليس مطلوباً تدخل إيراني بل عدم التدخل السلبي في لبنان

 |بيروت - من محمد بركات/الراي

وضع النائب أحمد فتفت زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لإيران في سياق «بناء أحسن العلاقات بين البلدين ضمن تأمين احترام سيادة لبنان واستقلاله»، مؤكدا أنّه «ليس مطلوبا تدخل إيراني في الشؤون اللبنانية، بل ألا يكون لطهران دور سلبي في مداخلاتها اللبنانية، وأن تكون منفتحة بقدر ما يذهب اليها الرئيس الحريري مع وزرائه منفتحين على أحسن العلاقات مع الجمهورية الإسلامية».

واكد فتفت (من كتلة الحريري) تعليقاً على دعوة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الى «شجب المحكمة الدولية بالاجماع في مجلس الوزراء ورفض قرارها الاتهامي المرتقب» أنّ «موضوع التحقيق الدولي والمحكمة الخاصة بلبنان والقرار الاتهامي شأن يخص المجتمع الدولي وليس الحكومة اللبنانية»، لكنّه اعتبر أنّ «جنبلاط مضطر بين كل فترة وأخرى الى تقديم اثباتات وشواهد على صحّة توجهاته السياسية الجديدة، وهذه خياراته، لكننا لا نرى أنّها في مصلحة البلد».

وجاء كلام فتفت في حديث الى «الراي» في ما يأتي نصه:

• يشهد لبنان هذه الأيام كلاماً كثيراً عن المسعى السوري السعودي والدور الاسنادي لقطر وتركيا وربما إيران ولكن من دون نتائج... ما حقيقة ما يجري؟

- بالتأكيد هناك مسعى سوري - سعودي، وهذا ليس سراً بل امر معلن، وهذا المسعى أدى في ما أدّى اليه الى جو من التهدئة في البلد ساهم في لجم التهديدات التي كانت تطلق صباحا ومساء بالنزول الى الشارع، اضافة الى أنه ساهم في تغيير بالخطاب السياسي.

ففي الخطاب الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، تحدّث عما بعد القرار الاتهامي، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم قال ان سورية تقبل بقرار اتهامي فيه أدلة واضحة وملموسة ولا تقبل بقرار ظنّي، وهذا في الحقيقة يتقاطع مع موقفنا، وأدّى الى تقاطعات في وجهات النظر بين موقفنا ومواقف الاطراف الاخرين الذين يسعون الى مساندة المسعى السوري - السعودي على امل ايجاد مخرج حقيقي للأزمة اللبنانية يؤمن البناء على ثوابت الطرفين بوضوح، ويؤمن في الوقت نفسه العدالة واستقرار النظام السياسي في لبنان بشكل محترم.

• يلاقي لبنان القرار الاتهامي بما يشبه الشلل، الحكومة لا تجتمع، الحوار معلق، وقنوات الاتصال الداخلية معلقة، مَن يتحمل مسؤولية ذلك؟

- بالطبع يتحمل مسؤولية التعطيل مَن أعلن التعطيل، وهو طرف سياسي معروف وعلى رأسه العماد ميشال عون الذي قاطع جلسات الحوار في بعبدا، وقاطع رأس الدولة واعلن بعدها مقاطعة وزرائه جلسات مجلس الوزراء. وهذا ليس تفصيلا، فهناك قضايا في مجلس الوزراء يجب بتّها، وهي أهم من المواضيع الخلافية التي تمنع من الالتقاء، وأهم من ملف شهود الزور. قضايا مثل الملف المعيشي والانمائي. واليوم هناك ملف سياسي ووطني حساس يجب بتّه هو ملف قرية الغجر (الحدودية التي أعلنت اسرائيل نيتها الانسحاب منها)، وهو أمر نحتاج الى قرار سياسي فيه بأسرع ما يمكن.

• يغادر الرئيس سعد الحريري (اليوم) في زيارة لطهران... هل تراهنون على دور إيراني «استيعابي» لتداعيات القرار الاتهامي؟

- زيارة طهران هي زيارة رسمية هدفها بناء أحسن العلاقات بين البلدين، بالتأكيد ضمن تأمين احترام سيادة لبنان واستقلاله. ثانيا ليس المطلوب تدخل إيراني في الشؤون اللبنانية، بل المطلوب ألا يكون لإيران دور سلبي في مداخلاتها اللبنانية، وأن تكون منفتحة بقدر ما يذهب اليها الرئيس الحريري مع وزرائه المنفتحين على أحسن العلاقات مع الجمهورية الاسلامية.

• ما رأيك في دعوة النائب وليد جنبلاط الى عقد اجتماع للحكومة لشجب المحكمة الدولية بالاجماع ورفض القرار الاتهامي؟

- الرئيس الحريري رد بوضوح على هذا الكلام، ومغزى كلامه ان موضوع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية والقرار الاتهامي هو شأن يخص المجتمع الدولي وليس الحكومة اللبنانية، خصوصاً أن لبنان ملتزم قانونياً وسياسياً ودستورياً بقرارات الامم المتحدة، من خلال مقدمة الدستور التي تعلن بوضوح ان لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية، وهذا امر ليس ذا بحث. لكن يبدو كذلك أنّ النائب جنبلاط مضطر بين كل فترة وأخرى الى تقديم اثباتات وشواهد على صحّة توجهاته السياسية الجديدة، وهذه خياراته، لكننا لا نرى أنّها في مصلحة البلد.

• صدرت قراءات عدة لمضمون تقرير شبكة «سي. بي. سي»... لماذا زُج باسم العقيد وسام الحسن في تقديركم؟

- لا أعرف، وموقفنا في هذا الموضوع واضح جدا، وليس من اليوم بل منذ أعوام، وهو أن لا تعليق على ما يصدر في الصحف ووسائل الاعلام حول التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، ونحن ننتظر القرار الاتهامي الذي يصدر رسمياً عن المحكمة.

 

قوى الامن القت القبض على السجين الفار وليد اللبابيدي

وطنية- 27/11/2010 افاد مندوبا الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس محسن السقال وعبد الكريم فياض ان قوة من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي تمكنت من القاء القبض على السجين الفار وليد اللبابيدي الذي كان فر امس خلال وجوده في مستشفى الرهبان في زغرتا للمعالجة. وفي التفاصيل ان معلومات توفرت عن وجود اللبابيدي في بيروت امس، وبدأ فرع المعلومات منذ العاشرة ليلا بتعقبه، وتمكن اليوم من اعتقاله وهو يمر مشيا عند مستديرة ابو علي في طرابلس حيث نصب كمينا له. وقد تم نقله الى شعبة المعلومات في بيروت لاجراء المقتضى القانوني.

وردة: الحوار بين اللبنانيين قدر لا مفر منه وتعطيل الحكومة تعطيل لمصالح الناس

مقاطعتهم الحوار تجعلنا نسأل كيف الوصول الى حل في حين تغلق الابواب؟

مساعي حل الازمة مشكورة لكنها لن تجدي بوجود فريق يضرب عرض الحائط لغة المؤسسات

وطنية - 27/11/2010 رأى وزير الثقافة سليم وردة "أن الفريق الآخر يسعى اليوم الى تعطيل الحكومة ويتناسى ان هذا التعطيل سيؤدي الى تعطيل لمصالح الناس ولشؤونهم الحياتية".

كلام وردة جاء خلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في العشاء السنوي الثالث الذي أقامه موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني في فندق "ريجنسي بالاس" في أدما، وحضره ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري النائب عمار حوري، النواب: سارج طورسركسيان، خضر حبيب، عقاب صقر، طوني زهرا، جوزف المعلوف، نديم الجميل وسامر سعادة، منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، عضو الامانة العامة ميشال مكتف، امين السر العام في "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، الإعلامية الدكتورة مي شدياق وفاعليات.

واعتبر "انه بعد فشل حجة شهود الزور بعرقلة عمل المحكمة ومنع صدور القرار الاتهامي، ينتقلون الى ملف الاتصالات لاسقاط فاعلية قرائن الاتصالات التي يفترضون أن القاضي بلمار ارتكز عليها في القرار الظني". وشدد على "ان تحقيق العدالة لم يكن يوما للانتقام من أحد أو للنيل من أحد، وانما لردع المجرمين".

وأشاد ب"الدور الذي يلعبه الموقع الالكتروني بتبنيه الكلمة الحرة والجريئة التي تظهر موقف الحزب من دون مواربة ولا خوف". واعتبر "ان أعظم الانجازات إن لم يقترن بالاعلام يبقى قاصرا عن مسامع الناس، وان أعظم القضايا المحقة إن لم تقترن بالتوعية تبقى افكارا غير قابلة لتطوير المجتمع".

وقال: "ان نعيش اليوم في نظام جديد لعالم يدرك اهمية المعلومة والخبر والرأي، يجب ان يكون بمتناول الانسان اينما يكون في العالم. نحن نطل على عالم يطبع حياتنا بتطورات لا يمكن تجاهلها، فنغوص في عالم المعلوماتية المثير الذي بات يتحكم بكثير من امورنا، والذي اصبحت فيه المواقع الالكترونية المصدر الاول للخبر للكثيرين منا. هكذا يصير الاعلام اهم الاسلحة للدفاع عن قضايانا المحقة ولرد الاتهامات ودفع الاكاذيب وتبيان الحقائق للرأي العام".

وشدد على "ان الاتهامات لا تطال القوات وحسب، بل كل قوى 14 آذار والقوى السيادية من زعامات واحزاب، وكذلك المحكمة الدولية، في مسعى لتقويض المؤسسات وضرب صدقية المحاكمة الدولية وكل المؤمنين بها والمراهنين عليها لكشف قتلة شهداء ثورة الأرز وسوقهم الى العدالة. إن المحكمة الدولية كانت ولا تزال مطلبا أساسيا لكل الساعين الى بناء الدولة على اسس سليمة، لأن المدخل الى ذلك يكون عبر ايقاف مسلسل الاغتيالات وعدم القبول بتشريع القتل في العمل السياسي. إن تحقيق العدالة لم يكن يوما للانتقام من أحد أو للنيل من أحد، وانما لردع المجرمين".

وتطرق الى "مقاطعة قوى 8 آذار للجلسة الاخيرة لهيئة الحوار الوطني في بعبدا"، مذكرا "ان القوات اللبنانية نبهت مرارا وتكرارا الى خطر استمرار وجود سلاح خارج إطار مؤسسات الدولة، وهي لهذا السبب شاركت في اجتماعات طاولة الحوار الوطني للتوصل الى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من التطاول على سيادته". وشدد على "ان مقاطعة الحوار تجعلنا نسأل كيف الوصول الى حل في حين تغلق الابواب؟ وللذين لا يعرفون خصائص وطن الأرز نقول: إن الحوار بين اللبنانيين قدر لا مفر منه وخيار ثابت لنا".

وتحدث عن "محاولة عرقلة عمل الحكومة"، قائلا: "كما عطل الحوار، يشلون اليوم عمل الحكومة، متناسين أن شلل الحكومة هو تعطيل لمصالح الناس ولشؤونهم الحياتية. الحجة في التعطيل طلب احالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي كشفا لتضليل التحقيق، لكن السبب الحقيقي للتعطيل هو زعزعة الثقة بالمحكمة الدولية لوقف عملها والضغط على رئيس الحكومة والحكومة لرفض القرار الاتهامي ومحتواه قبل صدوره. إننا نطمئن الجميع الى أن المحكمة الدولية مستمرة في عملها حتى كشف الفاعلين، وإن القرار الاتهامي يحكم عليه بعد صدوره. والتعامل مع هذا القرار لا يكون بالتهديد والوعيد والتخمينات والتسريبات الاعلامية، وانما بالانتظار الهادىء والقراءة المتأنية المسؤولة لحيثياته".

أضاف: "بعد فشل حجة شهود الزور بعرقلة عمل المحكمة ومنع صدور القرار الاتهامي، ينتقلون الى ملف الاتصالات لاسقاط فاعلية قرائن الاتصالات التي يفترضون أن القاضي بلمار ارتكز عليها في القرار الظني".

وفي موضوع المساعي العربية والمبادرات الاقليمة والدولية لحل الازمة في لبنان، قال: "لكل المراهنين على الدور السوري السعودي أو الايراني التركي أو الاميركي الفرنسي في ايجاد الحلول لازماتنا نقول ان كل المساعي الحميدة من أصدقاء لبنان مشكورة، لكنها لن تأتي ثمارها طالما أن فريقا من اللبنانيين يضرب بعرض الحائط أصول الحياة الديمقراطية ولغة المؤسسات".

ختم وردة: "القوات اللبنانية تعاهد اللبنانيين العمل الدؤوب في كل الميادين وعلى كل الصعد والمستويات، في عملها السياسي والحكومي والحزبي والاعلامي، لبناء ثقافة مواطنية حرة، واعية وجامعة، لما فيه خير لبنان وخير اللبنانيين".

حوري

والقى ممثل رئيس الحكومة النائب عمّار حوري الكلمة الآتية: "إسمحوا لي، ومن على هذا المنبر، منبر "القوّات اللبنانيّة"، أن أقول وبإسم سعد رفيق الحريري: "الوجود المسيحي في لبنان ضرورة للبنان. وحماية المسيحيين في لبنان مسؤوليّة وطنيّة هي على عاتق المسلمين قبل المسيحيين. العيش المشترك في لبنان الذي اتفقنا عليه في "الطائف" هو قدس الأقداس، هو قدرنا في هذا الوطن ولن نقبل أن يمس. هذا العيش المشترك الذي بموجبه أوقفنا العداد كما قال رفيق الحريري. لا نريد أن نعد بعد اليوم. لا أهميّة للعدد، الأهميّة هي بوجودنا المشترك مسلمين ومسيحيين". باختصار... يتحدثون عن الملف المالي. نعم، نحن من يريد أن تفتح الملفات الماليّة منذ الطائف وحتى اليوم. ولكن إسمحوا لي أن أقول لكم: "إن الأرقام لا تكذب، لكنّ بعض الكذابين يرقمون".

بعض الكذابين يحاولون أن يزوّروا التاريخ، يحاولون أن يشوّهوا الشهداء، يحاولون أن يعتدوا على تاريخ الوطن، نقول لهم: "فشروا، تاريخ الوطن أكبر من الجميع ولبنان أكبر من الجميع".

لن أطيل، ولكن ختاماً أقول: "نحن أصحاب "ثورة الأرز". هذه الثورة التي مشينا فيها معاً "قوّات لبنانيّة" و"تيار مستقبل" و"حزب الكتائب" وكل الشرفاء في هذا الوطن. قدرنا أن نبقى معاً، ومسيرة الحريّة والسيادة والإستقلال ستبقى دائماً راياتها منتصرة راياتها عالية".

وإلى مي شدياق أقول: "الحقيقة والعدالة آتية. المجرم سينال عقابه العادل".

لن نقبل إلا بالحقيقة، وإلا بالعدالة... لن تذهب دماء شهدائنا هباء... دماء الشهداء لن تذهب هدرا، لا الذين هم في عليائهم ولا الشهداء الأحياء، ومي في طليعتهم...

صقر

والقى النائب عقاب صقر كلمة جاء فيها:"هناك أناس تستطيع خلال ساعتين الوصول إلى معراب، نقول لهم: "لو تطاولتم وركب ع راسكم 10 روس راس راس، ما بتوصلو ع كعب كعب معراب". من أراد أن يدخل إلى معراب فعليه أن يمر في بيت الوسط وبكفيا وكل لبنان. وأخيرًا أريد القول: يهدّدوننا بقوّاتٍ مسلّحة وغير مسلّحة، لا يمكن أن يخاف من معه "قوّات لبنانيّة" بالحرف والكلمة".

زهرا

والقى النائب أنطوان زهرا كلمة قال فيها:"بين "الخوش أمديد" و"الخوش غالدينيز" و"شلونك" و"ازيّك" أريد أن أقول": "السلام لكم أيها اللبنانيون". وأتذكّر في الواقع في هذه الزحمة من "الخوشات" زيارة البابا "الأبيض" لبنان، عندما قلنا له "Jhon Paul II We Love You" قال لنا تكلموا معي بلغّتكم... هذا إنسان عظيم... وعلى ذكر الأمجاد، أيضًا هناك مجموعة معادلات ستضللنا بدأنا بالـ"س - س" فجأة دخلت الـ"ألف" والآن الـ"تاء" وسنستهلك جميع أحرف الأبجديّة، ولكن صدقوني عبثًا يبني البنّاؤون إذ لم نبنِ نحن البيت، لقد حان الوقت أن ندرك أنه يجب أن نبني نحن الإستقرار لا أناس من الخارج، وخصوصًا عندما يرفضون الحضور إلى الحوار الوطني ويرفضون الحضور إلى مجلس الوزراء ويعطلون جميع المؤسسات لنكون خاضعين لشروطهم. وعندما يقومون بزيارة للخارج يقولون يجب أن نتحاور كي لا يفرض علينا حلول من الخارج. برأيكم أين يكون عقلهم عندما يكونون في لبنان؟ إلا إذا كان هذا الشيء يؤكّد أنه يوجد "مايسترو" واحد، و"سيّد" واحد، وكل الباقين يسعون لمصلحة مشروعه عن إدراك أو غير إدراك. وللأسف يحرقون مجتماعاتنا ويكذبون ويختلقون الاقاويل... وفي النهاية لا نعرف لصالح أي رب عمل هم يعملون؟".

طورسركيسيان

والقى النائب سيرج طور سركيسيان كلمة جاء فيها: "أولا، تحيّة لكم ولأصدقائي بصورة خاصة في "القوّات اللبنانيّة". خضنا معركة قوية في الـ 2009 ولولاكم ولولا جهود "القوّات اللبنانيّة" لما كنّا انتصرنا في الأشرفيّة. يحاولون أن يقولوا ان "القوات" لا غطاء مسيحي لها، من دون "القوّات اللبنانيّة"، لا نبض مسيحي في لبنان ولا يتعبنّ أنفسهم. ومن دون هذا الموقف القوّاتي بصورة خاصّة، لن نصل إلى نتيجة في لبنان، لا على الصعيد السياسي ولا على صعيد "14 آذار" بصورة خاصة... لبنان منزوع السلاح هو لبنان الذي نريده، لبنان المؤسسات هو لبنان الذي نريد، لبنان الذي نريده لأولادنا وطبعا لنا جميعا هو الـ"لبنان" المثالي. ولكن للأسف يريدون لبنان الدمار، لبنان الأسود، ويريدون أن يردونا إلى الوراء. نحن نريد أن نتقدّم إلى الأمام، وطبعاً ان المستقبل لنا ودائمًا يداً بيد معكم ومع القوّات اللبنانيّة"ً.

حبيب

وقال النائب خضر حبيب:"أشكر القيمين على إنشاء هذا الموقع القيّم، لبنان يتميّز حقيقةً بحريّة التعبير، وبما أنني نائب في "تيار المستقبل" أريد أن أقول اننا و"القوّات اللبنانيّة" في الخندق نفسه، وسنكمل المسيرة في إذن الله إلى نهايتها مع "القوّت اللبنانيّة" للوصول إلى الإستقلال الحقيقي. الأزمة التي نمر فيها اليوم سنمرّها في أسرع وقت ممكن، ونتمكن من معرفة الحقيقة ومن الذي اغتال جميع الشهداء الأحياء والأبرار، وكي نصل الى العدالة. ان كل الذي أردت قوله هو أننا نشكر "القوّات اللبنانيّة" على إنشاء هذا الموقع".

مي الشدياق

والقت الاعلامية مي شدياق كلمة جاء فيها:" لقد جمعتنا الشهادة وسيجمعنا المستقبل. جمعتنا "القوّات" والحقيقة ستجمعنا. ولن تمرّ سوى أيام قليلة قبل أن تتضح الحقيقة بغض النظر عن هذا الغبار الذي يحاولون نشره حول التحقيق قبل صدوره، وحتى في ما يتعلّق في الإتصالات، وحتى في التحقيقات التي نراها على تلفزيونات بعضهم الذي يحاول أن يقول لنا ان أي إستناد في التحقيق على الإتصالات الهاتفيّة باطل لأن هناك توأمة عليها، وهناك مراقبة عليها، وهناك إمكان لخرقها، وهناك وهناك وهناك... أنا فقط أريد أن أقول له: من الأمكن أن تنقلب عليه الأمور. طالما هذا الفريق لديه جميع المعطيات، طالما يدرك كيف يخترقون الإتصالات، إذا لقد أدركنا الآن لماذا قامت قيامته عندما أرادوا أن يوقفوا كاميرات المراقبة على المطار في 5 أيار 2008، أدركنا كيف كانت تراقب خطوط الهواتف التي أدّت إلى معرفة مكان أنطوان غانم الذي قرر وقبل ساعة واحدة فقط أن يقصد المكان الذي استشهد فيه. وعلمنا أيضا كيف تمّ كشف مكان جبران التويني، وكيف علم بوصوله إلى لبنان. أدركنا كيف الرئيس الحريري، وأدركنا كيف كل الشهداء تم التنصت على إتصالاتهم قبل أن يتم اخذ قرار القضاء عليهم وتجهيز السيارات المفخخة ووضع العبوات الناسفة تحت مقاعدهم. لذا فليعذروني، وليهدؤوا قليلا... كنّا نعتقد أنهم على مستوى عال من المعرفة، تبيّن أنهم يبيعون أنفسهم بـ"ثلاثين من الفضّة". لذلك نقول لهم أن الحقيقة ستنجلي مهما فعلوا، فليرتاحوا ويصمتوا... أتدركون لقد قالها يوما الدكتور سمير جعجع وتذكرت ما قاله الآن قال للذين يغرقون: "Stop Digging" لأنهم كلما قاموا بعمل ما، كلما حفروا حول أنفسهم وغرقوا أكثر، لذلك كفى. نحن لن نتحرّك نحن في انتظار الحقيقة كي تظهر ولكن هم كلما تحرّكوا كلّما غرقوا أكثر".

صافي

وكانت كلمة لرئيس الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" الدكتور هاني صافي أكد فيها "أن الموقع الالكتروني يشكل ركنا أساسيا من أركان إعلام القوات، تستند اليه الدائرة الاعلامية وينقل الصورة الأمينة لرأيها وموقفها، وان إعلام القوات ينطلق باستمرار من الإلتزام الوطني والسياسي والأخلاقي للحزب في مقاربته المسائل السياسية والوطنية".

ابي نجم

من جهته، أكد رئيس تحرير الموقع طوني ابي نجم "أن موقع القوات اللبنانية الالكتروني هو موقع شهداء القوات وشهداء ثورة الارز وموقع المعتقلين في السجون السورية وفي مقدمهم بطرس خوند وموقع كل المؤمنين بحرية لبنان واستقلاله".

 

سليمان استقبل عدائي "سباق الاستقلال الرابع" وبييتون وصادقي: التحدي الاساسي انجاح صيغة العيش المشترك والنموذج الديموقراطي

قدرنا منذ العام 1943 الى اليوم هو الاتفاق في ما بيننا

وطنية - 27/11/2010 جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاشارة الى "ان امامنا تحديات متعددة ابرزها الحفاظ على صيغة العيش المشترك الذي ينظم الحياة بين اللبنانيين، ليس فقط على تقاسم الحصص، وانما على المشاركة في المسؤولية ايضا"، لافتا الى "ان التحدي الاساسي هو انجاح هذه الصيغة وانجاح النموذج الديموقراطي اللبناني القائم على التنوع"، مشيرا الى "اننا نريد وطنا يعيش فيه ابناؤنا ويطمئنون الى غدهم ومستقبلهم"، مؤكدا "ان قدرنا منذ العام 1943 هو الاتفاق في ما بيننا".

سباق الاستقلال الرابع

كلام الرئيس سليمان جاء خلال رعايته سباق الاستقلال الرابع واستقبال العدائين الذين انطلقوا من قلعة راشيا في اتجاه القصر الجمهوري تحت عنوان "نركض معا من اجل السلام في الحرية"، وهو السباق الذي ينظمه نادي المعهد الانطوني.

الوصول

وفور وصوله، سلم طليع العدائين الى سليمان العلم اللبناني الذي وقع عليه رؤساء بلديات القرى والبلدات التي سلك طرقاتها العداؤون، وتوج رئيس الجمهورية هذه التواقيع بتوقيعه على العلم.

الاب عازار

والقى الاب بطرس عازار كلمة شكر فيها لسليمان رعايته ككل سنة هذا الاحتفال، مشيرا الى "المعاني الوطنية التي يحملها لدى الشباب اللبناني"، لافتا الى "معنى الاخوة وفرح اللقاء في البلدات التي سلكها العداؤون"، متمنيا "ان يبقى القصر الجمهوري بيت الجميع وجامع اللبنانيين وموحدهم، كي يرتاح اللبنانيون ويبقى لبنان سيدا حرا مستقلا وصانع السلام في الحرية".

سليمان

ورحب سليمان بالحاضرين والعدائين، وأشار الى "ان المشوار من راشيا الى بعبدا يعبر عن تاريخ لبنان ومكوناته وتلاوينه البشرية والجغرافية والحضارية".

وقال: "امامنا تحد كبير، هو المحافظة على الصيغة اللبنانية وانجاحها، لانه عندما نقول استقلال، نقول ميثاق العيش المشترك الذي نظم الحياة السياسية بين اللبنانيين، ليس فقط على تقاسم الحصص وانما ايضا بتوزع المسؤولية وتحملها. والتحدي هو انجاح هذه الصيغة وانجاح تجربة الدولة الديموقراطية والنموذج الفريد في العالم، حيث ينص الدستور على اشتراك الطوائف في الحياة السياسية".

ولفت الى "ثلاثة تحديات اساسية هي اولا في وجه يهودية دولة اسرائيل ونموذجها العنصري، والثاني في وجه الارهاب الذي لا يعترف بالآخر، والثالث في وجه ما بدأ يظهر في بعض دول الغرب وفي اوروبا عن صعوبة اندماج المهاجرين، وتاليا فشل التعددية والتنوع الثقافي. وعلينا في لبنان اثبات اننا نستطيع انجاح تجربتنا".

أضاف: "علينا ان نتفق في ما بيننا وقدرنا منذ العام 1943 الى اليوم هو الاتفاق. لذلك، علينا اختصار الطريق وايجاد القواسم المشتركة بيننا وهذه هي الديموقراطية".

وتوجه الى الشباب المشاركين بالقول: "عليكم انتم الشباب صنع المستقبل وان تعرفوا الا استقرار ولا ازدهار الا في ظل العيش المشترك. نريد وطنا يعيش فيه ابناؤنا وابناؤكم من بعدكم. وكما بنى شبابنا وشاباتنا الذين هاجروا في الخارج فانهم يستطيعون البناء في الداخل ايضا".

ونوه ب"روح التضحية والعطاء لدى هؤلاء الشباب"، شاكرا جميع الذين نظموا وشاركوا وساهموا في انجاح هذا السباق".

بييتون

وكان سليمان عرض مع السفير الفرنسي دوني بييتون للعلاقات الثنائية ومواصلة تعزيزها في شتى المجالات والميادين.

صادقي

واستقبل سليمان ممثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الدكتور محمد صادقي في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته. وقدم اليه الممثل الجديد للصندوق نواف الدبوس الذي اطلع سليمان على خطة عمل الصندوق للعام المقبل.

 

ندوة حول تاريخ الموارنة في اليوم الاول لمعرض الاعلام المسيحي

ممثل وردة:المارونية السياسية صورة مشرفة لطائفة تحملت دورها في سبيل لبنان

الخازن: الحضور المسيحي في لبنان يشكل عامل استقرار وتوازن داخل النظام السياسي الطائفي

وطنية - 27/11/2010 شهد اليوم الأول لمعرض الاعلام المسيحي التاسع الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان في دير مار الياس – انطلياس، سلسلة من النشاطات لاسيما منها ندوة حول كتاب "الموارنة جذور ... وتاريخ" للأستاذ الياس عطالله في قاعة مسرح الأخوين الرحباني، شارك فيها مدير الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في وزارة الثقافة حنا العميل ممثلا الوزير سليم وردة،الاعلامي داني حداد ممثلا الوزير ميشال فرعون، النائب الدكتور فريد الخازن، المحامي جوليان عطالله ممثلا الاب الدكتور انطوان ضو، وحضور راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المطران سمعان عطالله، سيمون عواد ممثلا رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وحشد من الأصدقاء والأقارب .

بعد كلمة ترحيب من رئيس الاتحاد الأب طوني خضرا، قدم الشاعر الياس خليل المشاركين بقصائد شعرية من وحي المناسبة. ثم ألقى جوليان عطالله كلمة رأى فيها أن هذا الكتاب "محاولة لقراءة خاصة لتاريخ الموارنة في محيطهم المشرقي الواسع، أن هذه الحقيقة التاريخية الطويلة جدا أراد المؤلف أن يستعرضها ويفسرها ويحللها للتأكيد على أهمية الحضارة الكنعانية". وأضاف : "انطلق المؤلف في تاريخه منذ نشوء الانسان الأول الى الحاميين والساميين فالى الكنعانيين شعب وحضارة وأرض، الى أحفادهم الفينيقيين الى الموريين واليونان والبيزنطيين والمردة والجراجمة والعرب وصولا الى الموارنة. وتابع المؤلف تأملاته في سير النساك والرهبان والبطاركة القديسين، الى أن عرض لنا "سلسلة البطاركة الموارنة من أولهم في العصر العربي مار يوحنا مارون الى آخرهم البطريرك مار نصرالله صفير وعددهم ستة وسبعون"، مؤكدا "ضرورة متابعة مسيرتنا التاريخية في صنع المستقبل بصدق واخلاص وايمان ورجاء".

الخازن

من جهته، اعتبر النائب الخازن ان "الكتاب بحث تاريخي علمي لكشف وتوضيح هوية الشعب الماروني وجذوره الحقيقية عبر التاريخ بعيدا من الاصطفافات الدينية والاجتماعية والشعوبية والمصالح الخاصة"، معتبرا "أن الكاتب يكتب لا كمؤرخ فحسب بل كقضية يدافع عنها بمعرفة واقناع، ويشكل مضبطة اتهام لكتاب ومؤرخين تناولوا الكنعانيين والمردة والموارنة".

ورأى ان "الكنعانيين والمردة أخذوا الحيز الأكبر من عملية التصحيح، فالحضارة الكنعانية بحسب المؤلف هي الحضارة الأم في غربي الجزيرة العربية، وبالتأكيد هي الحضارة الأساس في غربي الكرة الأرضية، اما المردة وهم بحسب الكاتب الشعب الذي منه الموارنة فلهم مكانة خاصة في التاريخ الذي يتناوله المؤلف وفي الجغرافيا في قلب الجبل اللبناني، وتحديدا في بسكنتا وكسروان".

ولفت الى أن الكتاب "يتضمن عرضا مفيدا لأبرز الأحداث الملازمة لنشأة الموارنة قبل الميلاد وبعده. إنه قضية الموارنة كشعب أراد الحرية وكحركة مسيحية خلقيدونية واضحة الهوية التاريخية والوجود الحضاري".

وأشار الى أن الكتاب "يتجاوز واقع الجذور والتاريخ، انه دور فاعل في محيطهم وعلى المستويات كافة، إنه محطة فاصلة في المرحلة المعاصرة تبدأ مع نشوء دولة لبنان الكبير في 1920 ومع هذا التحول دخل الموارنة في مسار تاريخ مختلف عن ذاك الذي خبروه في زمن الامبراطوريات".

وختم الخازن: "اذا كان الموارنة في بدايات نشوء كنيستهم جماعة ديرية، فان الموارنة في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين باتوا جماعة سياسية تحمل مشروعا تمثل بقيام دولة لبنان الكبير. اما مرحلة ما بعد الحرب فكان الاستهداف السياسي والقانوني للمسيحيين أبرز سماتها لاسيما مرسوم التجنيس في 1994، أما اليوم فان الحضور المسيحي في لبنان على رغم التحديات التي تواجهه يشكل عامل استقرار وتوازن داخل النظام السياسي الطائفي، وهو نظام سياسي غير مستقر ومعرض للهزات الآتية من تطورات وأحداث تتجاوز قدراته".

العميل

بدوره، قال العميل: "تمكن الكتاب من تحقيق الوثائق والمخطوطات وقرارات المجامع المارونية عن فترات تاريخية لم تكن معروفة، كما قدم تفاصيل عن خلفيات ومواقف ارتبطت سياسيا بالواقع الديني والطائفي في لبنان"، ورأى ان "اصدار هذا الكتاب يبدو ضرورة مارونية ووطنية لأن فهم الأدوار السياسية عبر التاريخ الحديث يعيد رسم صورة ما أطلق عليه تعبير المارونية السياسية، إنها حتما صورة مشرفة لطائفة تحملت دورها دائما في سبيل مصلحة لبنان والعيش المشترك معا".

ولفت الى أن "الجذور المارونية التاريخية قد تتشابه في الكتب لكن تاريخ الحركة الدينية والعقيدية والفكرية السياسية في منطقة تعج بالطوائف والمذاهب والأقليات يبدو ضروريا لتعزيز فهم طبيعة العلاقات بين هذه المجموعات الدينية ولاسيما في الأوقات العصيبة".

وهنأ الكاتب على كتابه، متمنيا ان يعطى الكتاب حقه من الدراسات النقدية والتحليلية ليجد موقعه بين الكتب التاريخية التي تتناول أصول المجموعات الدينية في لبنان.

عطالله

ختاما، قال عطالله أنه سلط الضوء على تاريخ لبنان القديم من خلال تاريخ الموارنة وجذورهم الكنعانية الحامية لتنطلق ثورة علمية وتاريخية في مسيرة تاريخ لبنان وتاريخ الموارنة الآموريين الكنعانيين .

وعالج الحضور الانساني على الأرض اللبنانية انطلاقا من الشعب الآموري الكنعاني الذي كان أول من استوطن الأرض اللبنانية الحالية حوالى 3500 ق.م. وطرح تساؤلات عدة أجاب عليها عله يسد الفراغ القائم في المكتبات العالمية والعربية.

هذا، وأقيم مساء ريسيتال موسيقي تكريما للمرأة شاركت فيه جوقة سانتا ماريا ومرشد جماعة الصلاة المريمية والجوقة الأب فادي بو شبل المريمي.

البرنامج

أما برنامج اليوم السبت فيتضمن الى النشاطات الترفيهية، ندوة لجماعة الصلاة والرسالة حول كتاب "التشخيص النفسي –رسومات وتحليل" للدكتور جوزف عاقوري، يشارك فيها الأب ايلي الغزال، الأب معين سابا، دانيال الليطاني، تقدم الندوة الاعلامية رانيا بارود، وندوة بعنوان "المرأة في وسائل الاعلام والاعلان" يشارك فيها الدكتورة ميرنا مزوق، القاضي الرئيس جوني القزي، جوسلين خويري التي سيتم تكريمها خلال الندوة.

ويتخلل البرنامج أيضا أمسية شعرية بعنوان: مريم والراهبة يشارك فيها الشعراء : عصام العبدالله، هدى النعماني، موريس عواد وشوقي بزيع، يليها حفل تكريم مؤسسة رابطة سيدات دير الأحمر والوجوه النسائية:الأخت ماري روز أبو جودة، الأخت جنفياف طراف.

قدمت الإحتفال: الإذاعية هلا حداد، كما يوقع الخوري ناصر الجميل مجموعة من الكتب حول الكنيسة في التاريخ الجزء الأول والثاني وجنى الستين.

هذا، ويستمر المعرض الى الخامس من كانون الأول المقبل، يفتح أبوابه من العاشرة صباحا حتى التاسعة مساء.

 

الجميل دعا الحكومة الى الاجتماع لشجب الموقف الاسرائيلي من القدس

وطنية - 27/11/2010 دعا رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل مجلس الوزراء اللبناني الى الانعقاد سريعاً لاتخاذ موقف شاجب وبالاجماع ضد اتجاه اسرائيل لجعل المدينة المقدسة، القدس، عاصمة لا لدولة اسرائيل فقط بل لكل الشعب اليهودي في العالم. وقال الجميل خلال لقاء وفود شعبية من كسروان وبيروت والمتن وبعبدا تطرق معهم الى امور انمائية وحياتية تخص مناطقهم: "ان مثل هذه الخطوة التي تشكل تحدياً لكل الاديان وللعرب وللمسيحيين والمسلمين والعالم لاسيما للامم المتحدة والفاتيكان، يجب ان تكون حافزاً لحكومة الوفاق الوطني لان تتخطى خلافاتها العبثية والاجتماع واتخاذ مبادرة ذات بعد عربي لمنع حصول هذا الامر خصوصاً ان اقرار مثل هذا المشروع من شأنه ان يقضي على مفاوضات السلام العربية-الاسرائلية".

 

 

إيران ستسوّق أي تسوية عربية

أوساط «مستقبلية»: ما بعد زيارة الحريري غير ما قبلها وستكون لطهران اهتمامات بمطالب الدولة وحاجاتها

فادي عيد /الديار

ترتدي مبادرة رئيس الحكومة سعد الحريري باتجاه ايران التي يزورها بشكل رسمي على رأس وفد موسع، ابعادا تتخطى مضمون الزيارة وتكتسب دلالات عدة من حيث كونها سترسم اتجاها للعلاقات اللبنانية - الايرانية على اكثر من مستوى، خصوصا لجهة الحد من الإلتباس حول الدور الإيراني الداعم لفريق من اللبنانيين يقف على مسافة من الرئيس الحريري، في ظل الانقسام والتباعد في المواقف من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وبينما تطرح التصورات المسبقة لطبيعة المحادثات التي سيجريها الحريري مع القيادة الايرانية على اكثر من صعيد محلي واقليمي ودولي، اعتبرت اوساط وزارية قريبة من رئيس الحكومة ان جولة الحريري في طهران واجتماعاته التي تستمر يومين تحمل مجموعة رسائل الى الداخل كما الى الخارج، ذلك ان الجمهورية الاسلامية باتت على تماس واضح مع الازمة اللبنانية بكل تفاصيلها الدقيقة، واعربت عن دعمها الاكيد للدولة بشكل عام الى جانب علاقتها الخاصة بـ «حزب الله» من خلال المواقف التي اطلقها اولا رئيسها محمود احمدي نجاد في زيارته الاخيرة الى بيروت، وثانيا عبر حركة سفيرها «الناشط» باتجاه كافة الفاعليات السياسية المعارضة والموالية على حد سواء في الاسابيع الماضية، وبرز الوحيد من بين الديبلوماسيين العرب والغربيين الذي يملك خطابا تفاؤليا باقتراب الحل للمأزق الداخلي وبقدرة لبنان على تجاوز مشاكله وعلى الصمود في وجه الخطر الاساسي الذي يواجهه وهو الخطر الاسرائيلي.

واذا كان العنوان الرئيسي للزيارة الرسمية للرئيس الحريري يتركز على توقيع اتفاقيات ثنائية مع طهران، فان الاوساط الوزارية لم تغفل الاشارة الى ان الزيارة الاولى التي يقوم بها ستشكل محطة في سياق تطوير العلاقة مستقبلا على المستويين السياسي والاقتصادي مع ما يعنيه ذلك من تحول نوعي في طبيعة الدور الايراني بالملف اللبناني، خصوصا وان الدعم الواسع الذي بدأ مع عملية اعادة اعمار المرافق والقرى التي دمرها العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 سيتطور قريبا الى اهتمام شامل بالمطالب اللبنانية وحاجات الدولة في اكثر من ميدان، وذلك من خلال ترجمة وعود الدعم الاكيد التي عبّر عنها الرئيس الايراني في زيارته التاريخية الى لبنان.

وانطلاقاً من هذه الصورة، تعوّل الاوساط نفسها على دور ايجابي من قبل طهران يشكل ركيزة في الجهد العربي الجاري لتطويق الخلافات اللبنانية، نظرا لدور ايران الفاعل من خلال علاقتها المميزة والاستثنائية مع «حزب الله»، وبالتالي قدرتها على تدعيم اي تسوية مرتقبة من جهة، ونزع فتيل اي تأزم داخلي من جهة اخرى، وتوقعت بالتالي انطباعات جيدة وتأثيرات ايجابية لهذه الزيارة بمجرد حصولها، كون الانفتاح من قبل الرئيس الحريري باتجاه ايران يعتبر الخطوة الاولى في مسار تعميق الثقة والتفاهم بين طرف سياسي فاعل في فريق 14 اذار وذلك على الرغم من انقطاع كافة العلاقات بين هذا الفريق وتحديداً بين زعيم الموالاة وحليف ايران الاساسي في لبنان وهو «حزب الله» الذي يقاطع رئيس الحكومة ومجلس الوزراء ووصل الى حد مقاطعة «الحوار الوطني» ويشن الحملات القاسية على رئيس الحكومة.

واضافت الاوساط ان الوضع الداخلي بعد زيارة الحريري الى ايران سيكون مختلفاً عما هو عليه الآن، وعزت ذلك الى قدرة طهران من خلال تفهمها الكامل لمواقف القوى الداعمة للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وحديثها الديبلوماسي عن اهمية الحقيقة رغم اعتبارها بوجود دور اميركي واسرائيلي متآمر على المقاومة تحت ستار العدالة الدولية. وتوقعت بالتالي تنامي الدور الايراني «الاطفائي» للازمة والذي يمهد له حراك سفيرها غضنفر ركن ابادي بالتوازي مع عودة الحيوية الى المبادرة السعودية - السورية، وان تكون لهذا الواقع ترددات ملموسة على الساحة الداخلية تصب في اطار تبريد الاجواء السياسية كمرحلة اولية.

 

دنت الساعة لجمع المسيحيين حول رئيسهم: الخطأ العظيم في عدم الثبات وليس في زرع النبات؟!

الديار/عيسى بو عيسى

أما وأن واقع الحال اللبناني قد رسم خطوطه الطائفية وحتى المذهبية وربطها بالمدى الجغرافي والسـياسي للدول الداعمة لكل طائفة ومذهب مما وضع طربشاً يشبه ويعطي الى حد بعيد صفة «الحمـاية» الخارجية لـكل فريق، وهذا ما أكدته مواربة الزيارات الخارجية لكل من الرئيس الايراني ورئيس الوزراء التركي وبغض النظر عن امكانية الربـط بـين اهـداف الزيارتين فان الصورة التي تكونـت لدى عامة النـاس حتى ولو كانت غير صحـيحة ودقيقة ان احـمدي نـجاد جاء لدعم الطـائفة الشيعية واردوغان لنجدة الطائفة السنية، هذا اقله في الشكل اما في المضامين وهي الأكثر خصوبة من يحث الانتماء اللاارادي لكل مذهب لأحد الزعيمين، واذا ما تم التسليم بهذه القاعدة التي ربما ستتبلور مع الأيام القليلة القادمة لمعرفة أهداف الزيارات فان أياً من الزعيمين الايراني والتركي لم يصدر منهما اي ايحاء عن فحوى جولاتهما باستثناء ما يمكن تقديره

من جانب أوساط مسيحية مستقلة بأن توقيت الزيارات جـاء وفق مقـتضيات الواقع القائم بين المسلـمين السـنة والشيعة علـى خلفية اتهام الشيعة بقتل زعيم سني اما وبخلاف ذلك فإن هذه الاوساط كانت لتستبعد هذه الجولات الكبـيرة من عمالقة دول الشرق الاوسط نحو بلد صغير مثل لبنان لو حصل مكروه ما للمسيحيين فيه. وبخلاصة الامر فان مبتغى هذه الزيارات هو درء الفتنة بين المسلمين بعيداً عن دعم الدولة المركزية التي يترأسها رئيس مسيحي، وبمعنى آخر فان المسيحيين قد بانت رؤوسهم مكشوفة كعناصر مكونة لهذا الوطن الذي هم من رعاة مؤسسيه، واذا كان الآن ليس من الوارد الحديث والخوض عن مدى تقلص النفوذ المسيحي داخل ادارات ومؤسسات الدولة على اعتبار ان ما هو قائم الآن اهم من كل طلباتهم ومتطلباتهم وحاجاتهم وهو تمرير مرحلة هذا الصراع الجديد الذي تم اختراعه من الغرب وهو ضرب السنة بالشيعة دون الالتفات الى الشظايا التي ستصيب المسيحيين في وجودهم الذي يشكل المكان والملجأ الوحيد للمسيحيين في عموم الشرق، واذا كان للموارنة خصوصاً والمسيحيين عموماً لهم بتأسيسهم لبنان الكبير الفضل الاكبر على اخوانهم في الوطن من باقي الطوائف باحتضان هذه الشرائح ضمن حدود معينة فان هذا التدرج السريع في الديموغرافيا والنفوذ داخل السلطة يقترب من الهاوية فان المسيحيين وحسب هذه الاوساط يحاولون الآن الحد من هذا التدحرج والحفاظ على هذا الظلم والاكتفاء بالمجد الغابر لكن الفعل المطلوب في هذه المرحلة هو مواجهة المخاطر المتبقية على وجودهم قبل أن يحاولوا رفع الراية البيضاء على اعتبار انهم بالفعل ملحقون بطوائف اخرى هي بدورها متحولة وليس بمؤسسات ثابتة تسمح لهم بفترةمن الراحة تمهيداً للغوص من جديد في مغامرة انقاذ ما تبقى من رصيدهم، وهذا الملاذ الحقيقي المتوفر والمتبقي والثابت هو موقع رئاسة الجمهورية بعيداً عن الشخص الذي يسكن في بعبدا مع العلم ان سيده الحالي العماد ميشال سليمان ومهما طالته شظايا الملحقين من طائفته بطوائف اخرى وحتى لو ذهبت المغالاة الى حد القول ان نصف العهد على وشك الانتهاء زمنياً وفي هذا الكلام بالذات كمن يريد تعداد الايام وليس فترة الهدوء التي ينعم فيها اللبنانيون، او انهم يظنون ان هذا الهدوء الذي يحمل في طياته اقتصاداً وسياحة وانماء مجرد هدوء اقليمي مفروض على البلد، فاذا كان المقياس هو هذه «المسطرة» من العجرفة فان ست سنوات وتسع أخرى لن تقنع هؤلاء الملحقين بغيرهم بأهمية ما تحقق او يظن هؤلاء ان الناس تريد منابر ومراحل وتحايل يأكلون منها زادهم بديلاً عن التطلع نحو عيش الناس اقله تحت صفة الهدوء الذي لم يأت منّة من أحد انما لو أراد رئيس الجمهورية رئيس المؤسسات كلها التقوقع والنجاح وفق نظرياتهم لكان اسهل الامور عليه ان يخلع بزته الوفاقية ويعتمر الالوان المعتادة لديهم ويعمل على الاصطفاف هنا أو هناك مع هذا الفريق أو ذاك وعندها خذوا ايها اللبنانيون من الهدوء ما يدهشكم، وتعتبر هذه الاوساط ان خلفية العقل المسيحي لطالما تم التعويل عليه من قبل المسلمين والعرب منذ مئات السنين وهذه واقعة في الزمان والمكان، ولكنها ستسأل اين هو اليوم العقل المدبر للطائفة المسيحية كي يسير الناس وراءه فاذا كان المطروح من هذه الاقمشة نفسها فحرير سوف يلبس المسيحيون في حين ان المطلوب هو ان تجتمع معظم القوى والمرجعيات المسيحية في شبه مشروع موحد يتم عرضه على رئيس الجمهورية سبيلا لرسم استراتيجية او توجه مسيحي للتعامل مع الوضع القائم شريطة رمي صفات النكاية والآحادية جانباً، اما البديل عن هذا التوجه فهو الدعوة الى التطلع نحو ساعة اليد لتعداد الايام نحو دنو الساعة لان المسألة ليست قضية مزاح يتحكم فيها الرهان على الآخرين سبيلا نحو جمع الكلمة لان الخطأ لا يكمن في مسألة الثبات في هذا الوطن بمقدار ما تزرع من نوع النبات الدائم الموجود في هذا الشرق حيث الجذور المسيحية بحيث لا يمكن اقتصار الفعل المسيحي على تشكيلهم جمعية للصليب الاحمر تعنى بالجرحى من ابناء الوطن الآخرين بل على المسيحيين ان يكونوا فاعلين مشاركين حقيقيين في القرار التنفيذي في البلاد والطريق الى التقاط هذا القرار يكون بتعزيز موقع الرئاسة المسيحي الوحيد في الشرق الاوسط والالتفاف حوله تمهيداً لما بح صوت العماد سليمان نحو تحقيقه وهو التقاط بعض الصلاحيات ما دامت زنود المسيحيين الآخرين يتم نفخها من حلفائهم وليطالبوهم ما داموا حلفاء ومتفاهمين معهم بتعزيز موقع الرئاسة وليس شخص الرئيس بديلا عن «طلب» خدمات شخصية لا تقدم ولا تؤخر في بلورة صورة حقيقية عن مصير المسيحيين في لبنان ودورهم ومستقبلهم وامكانية الغرق في الاغلبيات، ولا تخف هذه الاوساط مدى المسؤولية الملقاة على الاحزاب المسيحية والكنسية في ملاقاة رئيس الجمهورية لبناء رؤية مستقبلية قبل ان يفوت الاوان ويحصل الاندثار ونقول:

انها فرصة حقيقية لدى هذه الاحزاب مجتمعة في محاولة التغلب ولو لمرة واحدة على انانياتها والانخراط في المشروع الثابت لضمان وجودهم بدل التلاعب بتناقضات لا قيمة لها تحصل ضمن الحقل الواحد لتتشابه مع ذاك الذي يمشي مع ظله فيراه صباحا كبير الحجم ثم ما يلبث ان يتلاشى مع حلول العصر فيما بدائل الثبات حاضرة ضمن الكادر المؤسساتي الذي يشكل خطا متوازيا عن التفوق العددي والمادي، ولا يجب على المسيحيين ان يدخلوا عامل الخوف الى قلوبهم اقله استناداً الى تاريخهم القديم حيث عادوا من بعده واستلموا دولة بكامل سلطاتها وما من احد نزع منهم هذه المكونات سوى المسيحيين انفسهم بحروبهم الفارغة من اي هدف ونتيجة ولو كانت لديهم انذاك ما يجدر بهم اليوم التحلي به من صفات العقلنة وبرودة الرأس واللجوء الى المؤسسات والدولة لما كانوا اليـوم يحـاولون الدخول الى السلطة الاجرائية من خرم الابرة... وما أصعبها من محاولة؟!

 

هكذا ستردّ إيران من خلال "حزب الله" على منظومة الدفاع الصاروخية! 

طارق نجم/موقع 14 آذار

بعد ان تمكن من غزو العالم المعروف في عصره، قال الإسكندر "المنتصرون في أرض المعركة هم من استطاعوا تطوير وسائل قتالية جديدة أو امتلكوا أسلحة اكثر حداثة". هذه المقولة التي يرجع تاريخها الى اكثر من الفي عام، قد تفسر سباق التسلح المحموم الذي يعيشه الشرق الأوسط، والبحث الحثيث للأطراف المتصارعة عن ادوات متقدمة وتكتيكات غير مسبوقة في القتال، وذلك بغية تحقيق تفوق نوعي على الخصم في أرض المعركة.

لدى مراجعة الإستراتيجية الجديدة التي تم تبنيها من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الأسبوع الماضي خلال قمة لشبونة والتي نشرت لاحقاً، نلاحظ أنه جرى التشديد في الوثيقة (وبالتحديد في البندين رقم 8 و 9) على أن التهديد التقليدي لأمن دول الناتو لا يمكن تجاهله خصوصاً في المنطقة القريبة نسبياً من اوروبا. وهذا الخطر متمثل في أحد جوانبه بالصواريخ البالسيتية وفي جانب آخر بالأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل المحملة في هذه الصواريخ، والتي من المرجح أن تشهد انتشاراً ابتداءً من العقد القادم، الى جانب التهديدات الارهابية والألكترونية والجريمة المنظمة بالطبع.

ولدى التدقيق في هذين البندين فإن الوصف اكثر ما ينطبق هو على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها هي الوحيدة في المنطقة التي تملك مشاريع لصواريخ بالسيتية بعيدة المدى وكذلك لديها برامج اسلحة غير تقليدية (نووية وكيماوية). فالجمهورية الإسلامية وإن كانت غير قادرة حالياً على الوصول إلى أهداف في أوروبا ، لكن هذا وضع قد يتغير مع الوقت وربما في القريب العاجل اي مع العام 2012 اذا ما تقرر البدأ بإنتاج هذه الصواريخ متوسطة المدى المطورة نسبياً. وكانت ايران منذ العام 2009 أعلنت نجاح تجربتها مع سجيل 2 والذي يصل مداه الى 2000 كلم ويعمل بالوقود الصلب، مما اثار خشية الدول الأوروبية من البرنامج البالستي الإيراني لأن مدى سجيل2 يلامس حدودها الجنوبية، وهو قابل للتطوير والتعديل. وبما أنّ مفهوم الناتو لمنظومة الدفاع الصاروخي يعتمد أولاً على نشر انظمة صواريخ على متن سفن حربية في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط، ثم في وقت لاحق نشر صواريخ اعتراضية على اليابسة قادرة على تدمير الصواريخ البالستية في الجو. هذا النظام ستحمله بالدرجة الأولى السفن الأمريكية من طراز Aegis، وهو ينطوي على بعض نقاط الضعف التي يمكن ان تستغلها ايران لضرب هذه المنظومة.

 

حزب الله رأس الحربة في الخطة الإيرانية للتصدي لمنظومة الدفاع الصاروخي.. ولبنان هو القاعدة الخلفية لإيران

موقع 14 آذار /طارق نجم

وقبل تبني هذا المفهوم الجديد بأسبوع، قدّم مايكل أيسنستاد Micheal Einsenstadt، تقريراً عن احتمالات التعاطي العسكري الإيراني مع هذه المنظومة الجديدة التي ينوي الناتو نشرها على السفن الأمريكية في حال نشوب حرب مع الغرب واسرائيل. ووفق التقرير الذي نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى The Washington Institute for Near East Policy بتاريخ 19 تشرين الثاني 2010، فإنّه من المتوقع ان يلعب حزب الله دور رأس الحربة في خطة التصدي الإيراني للدفاع الصاروخي الخاص في الناتو. الكاتب الأمريكي مايكل أيسنستاد هو مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد، وخبير في شؤون الشرق الأوسط، ومحلل عسكري عمل لصالح الحكومة الأمريكية في العراق وإسرائيل والأراضي المحتلة والأردن. وكذلك، فإنه يتقن اللغتين العربية والعبرية، الى جانب الفرنسية والإنكليزية.

شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin المطورة لنظام Aegis أعلنت عام 2009 عن نجاح هذه المنظومة الحديثة المضادة لصواريخ البالستية من خلال الجمع بين الرادارSPY 1 وAegis مما سيقدم فعالية أكبر وكلفة اقل لصالح البحرية الأميركية في رصد كل التحركات الجوية وصولاً الى الفضاء. وفي أيلول 2010، ذكرت Lockheed Martin بأنه تم تجهيز 23 سفينة Aegis بمنظومة الدفاع الصاروخي: 20 منها في البحرية الأمريكية وثلاثة في البحرية اليابانية، وذلك في سبيل التصدي للصواريخ البالستية.

ويشير أيسنستاد في تقريره الى أنّ خطة حلف شمال الاطلسي الإقليمية للدفاع الصاروخي على سفن Aegis فضلا عن رادار X Band من خلال نشرها في بلغاريا أو تركيا في العام 2011 ومن ثم توسيعها تجاه رومانيا وبولندا. وبالتالي، فإن أي سعي ايراني لضرب اوروبا بالصواريخ سيحبط ما دام هذا النظام موجوداً وخصوصاً على سفن. وهنا يأتي دور حلفاء طهران في المنطقة أي حزب الله اللبناني وسوريا.

تقرير معهد واشنطن يعتبر بأن حزب الله هو أوثق حليف لطهران في جهودها الرامية إلى تقويض اسرائيل، وفي ردع الهجمات على طموحاتها النوويه، وكذلك إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية الإقليمية. لذا فحزب الله هو جزأً لا يتجزأ من الترسانة الإيرانية الرادعة في وجه إسرائيل. تحقيقاً لهذه الغاية، قدمت طهران ما يزيد عن 40 ألف صاروخ، فضلاً عن طائرات استطلاع بلا طيار وآليات جوية موجهة عن بعد من طراز مرصاد وأبابيل. هذا بالإضافة إلى صواريخ سي802 المضادة للسفن والتي يمكن إطلاقها من الشاطئ. ويعتقد أن تكون سوريا قد قدمت للحزب صواريخ قصيرة وبعيدة المدى وبالتحديد من طراز سكود سي لتعزيز قوته حيث تلقى عدة طواقم من حزب الله التدريبات اللازمة على هذه الصواريخ الروسية الصنع في الداخل السوري. كما أكدّ هذا التقرير أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، نفذّ حزب الله عدد من العمليات الحساسة للغاية بالتعاون مع الاجهزة الأمنية الإيرانية ومنها: سلسلة من التفجيرات التي وقعت في باريس في عام 1986، بهدف الضغط على فرنسا لوقف مبيعات الأسلحة إلى العراق، إغتيال عدد من قادة المعارضة الكردية - الايرانية في برلين عام 1992، تفجير ثكنة أبراج الخبر ضد القوات الامريكية في المملكة العربية السعودية عام 1996، وأخيراً وليس آخراً تسليح وتدريب الشيعة المسلحين المتورطين في هجمات على قوات التحالف في العراق منذ عام 2003. في الحالات التي سبق ذكرها، عملت أجهزة أمن حزب الله بشكل دائم على دعم أهداف الأمن القومي الإيراني، من هنا ليس من المستبعد أن يعمد حزب الله على مساعدة إيران (وربما سوريا) في التصدي لأنظمة الدفاع الصاروخية التابعة لحلف شمال الأطلسي في شرق البحر المتوسط خلال اي من الأزمات أو الحروب القادمة.

مقرات استطلاع وتخريب إيرانية في شرق المتوسط...واداوت متنوعة من القوارب الناسفة الى الغواصات والصواريخ

أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كان حذر مؤخراً من أنه إذا فرضت اسرائيل حصاراً على لبنان في أي حرب مستقبلية، فإن الحزب سيهاجم االسفن والبحرية الاسرائيلية العسكرية والمدنية من دون إنذار، وهذا بحد ذاته إشارة الى قدرته في هذا المجال. وبامكان حزب الله والإيرانيين اللجوء الى مجموعة واسعة من الوسائل كالسفن المدنية والقوارب الصغيرة التي قد تنطلق من الشواطىء اللبنانية، بالإضافة الى الطائرات بدون طيار استطلاع تنطلق من على متن السفن. وهذا يتوافق تماماً مع ما أعلن مطلع هذا الشهر أن حزب الله قد حصل على ما يشبه الأسطول الجوي من ايران، والذي يتالف من طائرات هجوم وعدة أشكال من الأجسام الطائرة من دون طيار والموجهة عن بعد. وهذا الخبر الذي سربته صحيفة السياسة الكويتية، ورد فيه انّ مصادر قريبة من قيادة حزب الله العسكرية اكدت ان لدى الحزب حالياً ما لا يقل عن ثلاثة أنواع مختلفة من هذه التي يمكن ان تصل الى مسافات بعيدة وتهاجمة اهداف محددة. وهذه هي جزء من الـ"مفاجآت" التي وعد بها نصرالله.

وبالعودة الى التقرير الأمريكي، فإن كاتبه يتوقع أن العون الذي سيقدمه حزب الله لايران يتمثل باستهداف سفن Aegis البحرية للدفاعات الصاروخية التابعة لحلف شمال الاطلسي من خلال إجراء عمليات استطلاع بحرية وعمليات تدمير وتخريب. وكذلك قد يتم اللجوء لجنود إيرانيين للعمل مباشرة من خلال لبنان واستعمال معدات وتجهيزات اكثر تطوراً وفق ما يسمى بحرب العصابات البحرية. وعلى الرغم من أنّ قوات حزب الله البحرية تفتقر للخبرة القتالية لأن نشاطها ارتكز على تهريب السلاح البحري القادم الى غزة ولبنان، ومع ذلك فقد تلق افراد من الحزب منذ حرب تموز 2006 تدريبات مكثفة على يد البحرية الايرانية بالإضافة الى معدات حديثة وزوارق سريعة وفعالة للغاية. ويمكن لهذه الوسائل ان تتخذ الأشكال التالية:

- قوارب عبوات ناسفة: استخدمها سلاح البحرية الايطالية خلال الحرب العالمية الثانية، لإغراق الطراد البريطاني HMS York في كريت. وكانت القاعدة لجأت لنفس الأسلوب في هجومها الانتحاري في تشرين الأول من العام 2000 على المدمرة الأمريكية كول في اليمن.

- القوارب المسلحة، الطوربيدات البشرية، والغواصات الصغيرة: إيران وحزب الله قد يهاجمان السفن العسكرية الغربية من خلال استخدام زوارق سريعة مسلحة برشاشات وقذائف صاروخية وصواريخ من طراز 107 ملم مثلاً، وألغام. ويمكن أن تستخدم أيضا الطوربيدات البشرية أو الغواصات الصغيرة. وتعتبر القوات الايرانية رائدة في هذه الهجمات منذ الحرب الإيرانية-العراقية.

- الطائرات بدون طيار: ورغم ان محاولات حزب الله لاستخدام مثل هذا الأسلوب كان فاشلاً خلال حرب 2006 مع اسرائيل، مازال هناك امكانية كبيرة لإطلاق مثل هذه الأسلحة من لبنان أو من على قوارب. وهي قادرة على ايصال الحمولات الصغيرة بدقة تامة، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن اختراق الدفاعات حول السفن الغربية وراداراتها الحساسة.

- صواريخ قصيرة المدى: وهذا بديهي نظراً للعدد الهائل من هذه الصواريه التي يملكها حزب الله ، وبالتحديد من طراز M600 والتي ربما تفتقد للدقة ولكن سبق لايران واستخدمتها ضد اهداف بحرية خلال تدريبات في الخليج. كما يمكن لصواريخ Yakhont300 التي من المرجح أن سوريا تسلمتها من روسيا ان تشكل تهديدا أكبر بكثير على سفن Aegis إذا تم نقل هذه الصواريخ الى حزب الله.

وبحسب كاتب التقرير، فإنّ حزب الله قد يحصل على نوع من المساعدة من الجيش اللبناني، على غرار ما حدث في تموز 2006 خلال ضرب حزب الله للمدمرة الإسرائيلية حانيت قبالة شواطىء بيروت، والتي لم تكن للتتحقق لولا المعلوامت والإحداثيات التي تكون قد قد قدمت في حينه من خفر السواحل والرادارات التابعة للجيش. وأخيراً، يمكننا القول أنّ هذا السيناريو الإيراني يمكن ان يعتمد ايضاً في حال قيام حرب إسرائيلية – إيرانية وليس فقط في حالة إعتداء إيرانم على أوروبا، حيث من المحتمل ان يستعان بسفن Aegis لتحديد مسارات الصواريخ والأجسام الطائرة التي قد تتطلق او تتوجه نحو الكيان الإسرائيلي.

 

اللهم فاشهد

محمد سلام/لبنان الآن

تعيش منطقة الشرق الأوسط حاليا حقبة رسم جغرافيتها السياسية الجديدة، ما يعني أن خيار "الترقيع" الذي عاشته منذ اتفاقية سايكس بيكو (1916) وحتى الآن قد استنفذ ولم يعد قادرا على حماية تماسك كياناتها، لذلك وجب الانتقال إلى خيار بديل يتراوح ما بين حدين: (1) ترسيم داخل حدود كيانات سايكس بيكو و(2) ترسيم خارج حدود سايكس بيكو.

اتفاقية سايكس بيكو التي تم التوصل إليها في أيار/مايو العام 1916 أرست تقاسم النفوذ بين بريطانيا وفرنسا في منطقة "الهلال الخصيب" بعد سقوط الامبراطورية العثمانية، وأسس هذا التقاسم لاحقا لقيام الكيانات السياسية الموجودة حاليا في هذه المنطقة، ومن ضمنها دولة إسرائيل.

خسر العرب، بموجب مفاعيل سايكس بيكو، فلسطين، وعربستان، التي احتلتها إيران في العام 1925 وأسمتها الأحواز وضمتها إلى أراضيها. كما خسر العرب لتركيا لواء الإسكندرون السوري.

ماذا استجد كي تدخل المنطقة حقبة رسم جغرافيتها السياسية الجديدة؟ هل السبب هو خسارة فلسطين وقيام إسرائيل على أرضها؟

إسرائيل أعلنت عن نفسها في العام 1948، و"استكملت" احتلال ما كان قد تبقى من أرض فلسطين في العام 1967، ثم قبلت في العام 1993 باتفاقيات أوسلو بهدف معلن، وإن غير محقق حتى الآن، وهو قيام دولة فلسطينية. وإسرائيل انسحبت لاحقا من غزة، ومن غالبية جنوب لبنان الذي لم تضم أراضيه بموجب تشريع من الكنيست، ولم يبق محتلا أو متنازعا عليه سوى مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، ومرتفعات الجولان السورية الهانئة باستقرارها منذ العام 1974، وأراضي "السلطتين" الفلسطينيتين، سلطة "حماس" في إمارة "غزستان" وسلطة محمود عباس في "الضفيفة" الغربية.

إسرائيل لم تحتل أراض عربية إضافية منذ العام 1967. فلماذا تدخل المنطقة الآن في حقبة رسم جغرافيا سياسية جديدة؟

ونزاع الحدود مع إسرائيل ما زال محصورا فقط بالشطرين السوري واللبناني من جغرافية "الهلال الخصيب" الذي كان يمتد أساسا إلى عربستان "العربية" في إيران قبل أن تتحول أحوازا إيرانية.

وإذا كان النزاع محصورا فقط بالشطرين السوري واللبناني، فلماذا تدخل المنطقة كلها حالة ترسيم جيوسياسية جديدة؟

إسرائيل هي جزء من السبب. ولكن الجزء المتبقي، الأكبر مساحة والأكثر أهمية بالنسبة للعالم، هو إيران.

س= لماذا إيران هي السبب. هل لأنها تسيطر على عربستان (الأحواز) وجزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى العائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة؟

س= ولماذا تركيا ليست هي السبب مع أنها تسيطر على لواء الإسكندرون؟

ج= سيطرة تركيا على لواء الإسكندرون "مستقرة"، إذا صح التعبير، منذ بدأت بموجب استفتاء للسكان في العام 1939. ولم تضم تركيا أي أراض عربية إضافية إليها منذ تاريخ ذلك الاستفتاء الذي شكك العرب بنزاهته، ولكن عصبة الأمم اعترفت به. حافظت سوريا على لواء الإسكندرون ضمن خارطتها الرسمية وكتبها الدراسية، ولكن لوحظ مؤخرا أن الإسكندرون لم يعد ضمن الخارطة السورية الرسمية المعتمدة في الكتب المدرسية، مع أنه لم يصدر أي بيان سوري رسمي بهذا الصدد.

ج= إيران، وهنا القصة كلها. إيران الخمينية التي حكمت منذ العام 1979 تمددت عبر نظرية تصدير الثورة إلى كل دول الخليج العربية، من اليمن إلى الكويت، مرورا بالبحرين والإمارات ولا ندري إذا كانت سلطنة عمان قد سلمت منها، حتى الآن.

وتمددت إيران، أيضا عبر نظرية تصدير الثورة، إلى عمق "الهلال الخصيب". في العراق حرثت ونثرت بذارها وبدأت تحصد علنا. في الأردن حاولت، وما زالت تحاول.

في سوريا حاولت أن تكون أم النظام البعثي "العلماني" بغض النظر عما إذا كانت قد حققت نجاحا كليا أو جزئيا، وبغض النظر عما إذا كان باستطاعتها الاستمرار في القيام بهذا الدور.

في فلسطين، وما أدراك ما فلسطين، أقامت ثورة إيران قواعد، لا "قاعدة" واحدة.

في لبنان حكمت إيران إلى درجة أن رئيسها تمكن من القيام بزيارتين منفصلتين لبقايا الدولة المشرذمة. زيارة رمزية لقصر جمهوري وسرايا، وزيارات واقعية جدا لأقضيتها، إضافة إلى مآدب فطور تحلق حول صحونها من شاء إشباع البطون وإفراغ العقول.

في لبنان، استوى أحمدي نجاد على عرشه في قصره حيث استقبل محافظ ولاية لبنان السيد حسن نصر الله.

في السودان، الشمالي العربي المسلم، تدير إيران ما تبقى من مزارع لتنظيم "القاعدة" بتوكيل من قادة الـ400 قاعدي أو أكثر المتواجدين على الأرض الإيرانية بحماية الحرس الثوري الإيراني من ضمن تحالف تأسست لبناته الأولى في اللقاء الذي عقده عماد مغنية مع أسامة بن لادن في ثمانينات القرن الماضي.

 لذلك، مثلا، عندما تضطرب مصالح إيران في العراق، ينشط "إرهاب" "القاعدة الجديدة" ضد المسلمين والمسيحيين معا.

لذلك، عندما تضطرب مصالح إيران مع روسيا ينشط "إرهاب" "القاعدة الجديدة" في القوقاز.

لذلك، عندما تضطرب مصالح إيران مع السعودية ينشط "إرهاب" "القاعدة الجديدة" في اليمن، على الحدود السعودية.

لذلك، عندما تضطرب مصالح إيران مع مصر ينشط "إرهاب" "القاعدة الجديدة" في شبه جزيرة سيناء.

لذلك، كانت "الجهاد الإسلامي" تفجر أهدافا إسرائيلية في لبنان، وفي الوقت نفسه تفجّر أهدافا عربية في الخليج، مستخدمة الإسم نفسه. وليس أدلّ على ذلك من تفجيرات كانون الأول/ديسمبر  العام 1983 في الكويت ومحاولة اغتيال أميرها الشيخ جابر الأحمد الصباح والتي أوقف نتيجتها المدعو الياس صعب، واسمه الحقيقي مصطفى بدر الدين.

فإذا كان تفجير هدف إسرائيلي في لبنان هو عمل "مقاوم" في أهدافه النهائية، فماذا تكون محاولة اغتيال أمير الكويت؟ مقاومة أيضا؟ وأي مقاومة؟ مقاومة من لمن؟

وبعد الهجوم الأميركي على أفغانستان في العام 2001 تم التخلي عن اسم "الجهاد الإسلامي" الوهمي، وبدأت "القاعدة الجديدة" تنشط إرهابا في الخليج العربي، في الخُبر السعودية كما في غيرها، وفي بقية دول العالم.

لذلك، عندما تتعرض مصالح إيران في لبنان للتهديد بواسطة شبح المحكمة الدولية الخاصة، سيضرب "إرهاب" "القواعدالجديدة" في غير بقعة.

لذلك يرفضون المحكمة الدولية، بكل مندرجاتها، ليس لأنها مسيسة أو إسرائيلية أو أميركية ... بل لأنها تهدد قواعد إيران في لبنان.

و"القاعدة الجديدة" منتشرة في لبنان. في صيدا وزعت 800 قطعة سلاح تسلمها "القاعدي" الصغير أ.س من مسؤوله ح. ح. وتولى توزيعها على عناصره غير الصيداوية أركان حربه ح.ق. و ب.ن، بإشراف ن.ع. وبمشورة المستشار السياسي غ.ع.

الملفت في هيئة أركان حرب "القاعدي" الصغير أن جميع أعضائها ليسوا من صيدا، ولا من نسيج المدينة. أما حملة السلاح فحدث ولا حرج، ويضمون بين صفوفهم ما يقارب 23 "ولدا" فلسطينيا من شريحة ما يعرف بفلسطينيي البلد، أي الفلسطينيين المقيمين في الجزء القديم من مدينة صيدا.

بعض الحركات الإسلامية الصيداوية أوصلت إلى "القاعدي" الصغير وأسياده رسالة واضحة: "اتقوا الله في عباد الله. إذا تورطتم في الخطيئة فلن يواجهكم أحد. تحتلون، تسيطرون، وصباح اليوم التالي ... أمر آخر. لن يكون 7 أيار آخر، ولن يسيل دم فئة واحدة. من يريد تفادي فتنة شيعية-سنية عبر نشر فتنة سنية-سنية سيدفع هو الثمن أولا".

بعض الحركات والتنظيمات الفلسطينية الجديّة، من إسلامية وغير إسلامية، أيضا أوصلت رسالة واضحة إلى "القاعدي" الصغير وأسياده معا: "إذا كنتم تعتقدون أن بإمكانكم إفتتاح دكان فلسطيني في البلد (صيدا القديمة) فأنتم تقامرون بوجه سوبرماركت بل ربما بوجه مول فلسطيني، لا يبعد أكثر من شبر واحد عن دكانكم. وإذا فتح مول واحد، فمن يضمن عدم انتقال المنافسة إلى بقية المولات ... في كل لبنان. إتقوا الله في عباد الله".

في بيروت، تتحرك القواعد الصغيرة في الطريق الجديدة، وعائشة بكار وغيرهما، يتشدق المنتفخون الجدد من صحون فطور أحمدي نجاد بتصريحات وإيحاءات، وكلهم يعلمون إلى أين المصير ... إذا ارتكبوا الخطيئة.

في طرابلس، الإرهابي المفترض أو المزعوم عمر بكري فستق يتم توقيفه نتيجة خلاصة حكم قضائي غيابي بالسجن، يعين له محام من وكلاء "القاعدة" الجدد، فيخرج بكفالة خمسة ملايين ليرة مع أن من يتم توقيفه بجرم دهس أو حادث سيارة في دولة لبنان يُرفض إخلاؤه بكفالات تصل ... إلى 25 مليون ليرة.

"القاعدي الجديد" البكري، الذي يسمى داعية، ربما شفع اسمه لأنه فستق، والفستق من صنف البقول، والبقول تضم العدس. ربما شفع له ذلك المسكين أحمد أبو عدس، من قبره المجهول، الذي لا يعرف مكانه إلا من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبقية الشهداء.

لكل ذلك، سيعاد ترسيم الجغرافيا السياسية في كل المنطقة. الشرط الوحيد لخروج لبنان سالما من هذا المسار المؤلم هو أن يقرر من كان قد وقع في الخطأ في أيار/مايو العام 2008 أن لا يقع في الخطيئة هذه المرة.

وإذا وقعت الخطيئة في لبنان، سيتجاوز الترسيم الجيوسياسي الجديد في الشرق الأوسط حدود أحواز العام 1925 في إيران ... وفي كل الأحوال، ستبقى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سواء بأحواز أو بعربستان. 

اللهم فاشهد، لقد بلغت.

 

شجبٌ واستنكار

عمــاد مـــوســـى

 الجمعة 26 تشرين الثاني 2010

حالياً، ولفترة محدودة، يستثمر النائب وليد جنبلاط ذكاءه السياسي في المكان الغلط، والتوقيت السيء موزعاً نصائحه المستنكرة على أولياء الدم والوزراء والسياسيين، معززاً بوعيه الجديد موقع متهمي أنفسهم بجريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، منحازاً إلى منطق الإستقواء والإبتزاز السياسي المستمر عرضاً متواصلاً على شاشات كبرى وصغرى و21 إنشاً.وآخر ما أنتجه رأس رئيس "اللقاء الديمقراطي" (عنوان بلا مضمون) دعوته مجلس الوزراء إلى شجب المحكمة الدولية بالإجماع (وليس بأكثرية الثلثين) وإلى رفض قرارها الاتهامي المرتقب" بعدما كانت المحكمة لازمة في تصريحات جنبلاط تلي كل "كوبليه". وعلل زعيم كليمنصو والمختارة طلبه العاجل والملحّ بأن "المحكمة تهدف الى زعزعة استقرار لبنان بدلاً من ان تقيم العدالة فيه، معتبرا ان الشائعات والتقارير الاعلامية المتعلقة بعملها وما توصلت اليه «اصبحت بمثابة مسلسل درامي خطير يهدد استقرار لبنان».

لعمري ـ وعمر سواي. إن الدراما الحقيقية هي مسلسل التوبة المتمادية. وزعزعة الإستقرار في لبنان هي في مسلسل الإغتيالات المترافق مع صكوك براءة يمنحها المستهدف والقتيل لمتهم نفسه بنفسه. أما مسلسل التسريب، عبر محطة الـ"سي. بي. أس" الكندية أو عبر مجلة  "ديرشبيغل" الألمانية، فتوقفه دعوى قضائية واحدة مرفوعة من متضرر أُسيء إلى شخصه أمام أي محكمة ألمانية أو كندية، من العقيد وسام الحسن إلى سائر المتضررين.

بدلاً من شجب المحكمة كان الحريّ بوليد بك أن يدعو الحكومة إلى شجب تصريحات متهمي دانيال بيلمار بالعمالة لإسرائيل وأمريكا من الدائرين في فلك الأحزاب الشمولية.

وإلى شجب التطاول الأرعن على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأكثر دماثة من محمد رعد بالتأكيد.

وإلى شجب الإعتداء على محققين محترمين من قبل نسوان الحزب إخوات الرجال وإلى شجب التعطيل المتعمد لمسار الحكومة بذريعة أن إحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي بات المعبر الإجباري للحياة والآخرة.

وإلى شجب الخفة في التعاطي مع الإنسحاب الإسرائيلي من الشطر الشمالي لبلدة الغجر.

وإلى شجب ما تتعرّض له أمبرطورية الهاتف من إختراقات.

وإلى شجب كل هذا التكاذب بين لبنان وسورية المنطلق من تناسي ملف المخفيين قسراً وترسيم الحدود بين البلدين.

وإلى شجب التحقيقات التي تجريها ضابطة "حزب الله" العدلية.

وإلى شجب الصبيانية والخفة والمماحكة في التعاطي مع الإستراتيجية الدفاعية وطاولة الحوار وكراسيها.

وإلى شجب إحالة قرار لبنان الداخلي إلى الأخوة الناضجين والممانعين والوسطاء الناصحين.   

وإلى شجب مشهد انقسام الجماهير اللبنانية بين جمهور خوش آمديد وجمهور خوش غالوديك وبين الجمهورين جمهور يحلم ببلد آخر.

شجب العدالة الدولية كما يطرحه وليد بك مسلسل صالح للعرض في جمهوريات الموز وراوندا وكوريا الشمالية والسودان وأرض الصومال في عصر عيدي أمين دادا وبوكاسا وما يعادلهما.

 

العودة إلى وقائع حرب تموز تكشف الحقيقة وتحسم السجال

لبنان رفض المشروع الأميركي - الفرنسي وطرح مشروعاً بديلاً

النهار/اميل خوري     

ما هي الحقيقة في السجال بين "حزب الله" والرئيس فؤاد السنيورة حول ملابسات حرب تموز 2006؟ هل صحيح كما يدّعي الحزب ان حكومة السنيورة كانت تماطل لعدم وقف العدوان الاسرائيلي واصدار قرار وقف اطلاق النار، استناداً الى كلام قاله مسؤول فرنسي لأحد قياديّي الحزب؟

بالعودة الى وسائل الاعلام التي كانت تغطي وقائع تلك الحرب، يتبين ان تبايناً في المواقف ظهر بين الديبلوماسي الأميركي ديفيد ولش والرئيسين نبيه بري والسنيورة بسبب تمسكهما بوقف نار فوري وتمسك مجلس الوزراء بالنقاط السبع في مواجهة المشروع الأميركي – الفرنسي، والتأكيد ان لبنان لن يسلّم لاسرائيل بما عجزت عن تحقيقه بالحرب، وهذا المشروع يشمل: ترسيم الحدود وإقامة منطقة عازلة واعادة فتح المطار والمرافئ وتطبيق الطائف والقرار 1559، وينص أيضاً على وقف القتال ويعطي اسرائيل حق الرد وحظراً دولياً عسكرياً على تصدير السلاح للبنان الا ما تأذن به الحكومة ويقترح أيضاً انتشاراً لقوات متعددة الجنسية جنوب الليطاني وفق الفصل السابع.

 وقد رفض لبنان هذا المشروع في مجلس الامن لأنه لم يأت على ذكر مزارع شبعا ولا على عودة المهجرين ولا على انسحاب اسرائيل الى ما بعد الحدود الجنوبية. وقد أكدت هذا الموقف الصحف الصادرة صباح 6 آب 2006، واشار بعضها الى ان المشروع ملتبس وسبب تباعداً بين بيروت وواشنطن حول آلية الحل، وقالت ان لبنان يخوض مفاوضات "الحديد النار" ويقترح مشروعاً بديلاً، وأورد بعض الصحف أيضا معلومات عن مضمون المحادثات التي أجراها الرئيس السنيورة مع وزيرة الخارجية الأميركية يومها كوندوليزا رايس، وكيف تم رفض المشروع الأميركي، وكيف تمسك الرئيسان بري والسنيورة برفضه، وكذلك حزب الله الذي أعلن قيادي فيه "مساندته موقف الحكومة ورفضه أي وقف للنار طالما هناك احتلال لأي شبر من الاراضي اللبنانية" وهذا يدل على أن موقف حكومة الرئيس السنيورة برفض المشروع الأميركي – الفرنسي كان بموافقة الجميع بمن فيهم "حزب الله" وحركة "أمل"، وان مجلس الوزراء الذي انعقد في 5 آب برئاسة الرئيس إميل لحود قرر رفض هذا المشروع بالاجماع بعد أن ابلغهم بتفاصيله الرئيس السنيورة الذي كان قد أجرى مفاوضات طويلة مع الديبلوماسي الأميركي ديفيد ولش.

وكان لبنان الرسمي قد فوجئ بصيغة المسوَّدة الأولية للمشروع التي تم توزيعها في مجلس الأمن من الجانبين الاميركي والفرنسي بالتوافق مع البريطانيين، ليس لأنها أخذت بكل المطالب الاسرائيلية في مقابل اغفالها خطة السنيورة السباعية وبعض الملاحظات اللبنانية، بل لأنها حاولت تزوير الموقف اللبناني وتشويهه، عبر ابلاغ الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن رسمياً بانها حظيت بموافقة الحكومة اللبنانية. وقد استدعى ذلك رداً سريعاً من الجانب اللبناني، عبر اعلان مجلس الوزراء رسمياً وبالاجماع تمسكه بخطة البنود السبعة، وان ليس في لبنان "من يفرّط بأي شيء له علاقة بالسيادة والحق والكرامة الوطنية".

وعلى أثر ذلك، شرح الرئيس السنيورة في اتصال مع الوزيرة الأميركية رايس وعلى مدى ثلاثة أرباع الساعة موقف الحكومة اللبنانية من مسوَّدة مشروع القرار الموزع، وهو انها تولد مشكلات جديدة في كل الاتجاهات، وان المطروح لا يحل مشكلة لبنان ولا اسرائيل بل يفاقم المشكلات في لبنان أكثر من السابق، واقترح السنيورة انسحاب اسرائيل مباشرة الى ما وراء الحدود وان تنتشر قوة من الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، ويكون هو السلطة الوحيدة، مقابل انسحاب اسرائيل الى ما وراء الخط الازرق، واعتبر السنيورة ان المشروع الفرنسي – الاميركي بالصيغة المطروح فيها، بمعنى ان تبقى اسرائيل في شبعا والمناطق التي دخلتها بعد 12 تموز، لا يحل المشكلة ولبنان معترض اعتراضاً كاملاً عليه.

وقد أفضت الاتصالات المفتوحة بين الرئيس بري والرئيس السنيورة الى ابلاغ الموفد الأميركي موقفاً موحداً يقوم على: اعلان وقف نار فوري وانسحاب اسرائيل الى الخط الأزرق وانتشار الجيش اللبناني وقوة الطوارئ حتى الحدود. وقد حاول الديبلوماسي الاميركي ولش الاستفسار حول نقطتين اساسيتين، أولاهما حول ما اذا كان كافياً الحصول على تعهد من الأمم المتحدة بالانسحاب الاسرائيلي من المزارع مقابل التزام لبنان نزع سلاح "حزب الله"، فجاء الرد سلباً من الرئيس بري والرئيس السنيورة، والنقطة الثانية تتعلق بالقوة الدولية، حيث تبلغ ولش من بري والسنيورة موقفاً رافضاً لقوة متعددة الجنسية، وأصرّا على أن تكون قوة من الأمم المتحدة، وعندما سأل ولش عن الموقف الايراني أجابه الرئيس بري: "اطمئنوا، ايران ستلتزم ما يُجمع عليه اللبنانيون والمشكلة هي اننا نحن من يرفض المتعددة الجنسية".

وكان الرئيس بري لدى اطلاعه على مسوَّدة المشروع الفرنسي – الاميركي، قد عبّر عن دهشته لهذا التبني الفاضح للمطالب الاسرائيلية وقال ان تجميد الاعمال الحربية في المرحلة الاولى يعني تكريس احتلال اسرائيل لما احتلته من أجزاء صغيرة، وأكد في تصريح له انه اذا بقي جندي اسرائيلي واحد على متر واحد من أرضنا، فكلنا مقاومة حتى تحرير الارض وليتحمل الاسرائيليون تبعات "المستنقع اللبناني"، وجدد اشادته بموقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قائلاً: "كلنا اليوم خلف الحكومة ورئيسها، ونتبنى النقاط السبع التي طرحت في روما ونرفض المشروع الذي طرح في مجلس الأمن".

وقال قيادي في "حزب الله" تعليقاً على هذا المشروع في تصريح له أيضاً: "ان الأميركيين يسعون عبر مجلس الأمن الى اعطاء فرصة للاسرائيليين للقيام بتحصينات في بعض النقاط التي احتلوها بعدما فشلوا في القيام بذلك على مدى أكثر من 25 يوماً حتى يتمكنوا من التقدم في اتجاه نقاط أكثر تقدماً، لكن المقاومة لن تسمح لهم بذلك".

وظل الرئيس السنيورة خلال تلك المرحلة على تواصل مع وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الموجود في نيويورك، وطلب منه تعميم ملاحظات لبنان خطياً على الاعضاء الدائمين وغير الدائمين، وكذلك تسليمهم مسوَّدة قرار لبناني يقوم على أساس البنود السبعة، بعدما كان قد تبلغ من الوزير متري ان بعض الأعضاء الدائمين وغير الدائمين فوجئوا بأن مشروع القرار الذي وزعه الفرنسيون والأميركيون كان معطوفاً على تأكيدات بأنه حظي بموافقة لبنان، وهذا ما جعل الرئيس السنيورة يطلب من الوزير متري تصحيح المعلومات المنقوصة أو المغلوطة والمشوهة المسربة على لسان الحكومة اللبنانية. هذه هي الوقائع التي اوردتها وسائل الاعلام في حينه عن حرب تموز، وتُبيِّن الحقيقة التي تنقض ما جاء بخلافها في تصريحات قياديين في "حزب الله"، وهي وقائع تؤكد أن الرئيس السنيورة رفض المشروع الأميركي – الفرنسي، وكان موقفه هذا موضع اشادة من الرئيس بري، لقوله: "كلنا خلف الحكومة ورئيسها، ونتبنى النقاط السبع التي طرحت في روما ونرفض المشروع الذي طرح في مجلس الأمن"، ولم يكن موقف "حزب الله" خلاف ذلك.

يقول وزير سابق تعليقاً على السجال حول حرب تموز وحول غيرها من المواضيع: ليت من يشاركون فيه يعودون الى تصريحاتهم وأحاديثهم السابقة في وسائل الاعلام والى المحاضر في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب قبل ان يناقضوا انفسهم بأنفسهم ويقلبوا الحقائق.

 

عن ضيفين ولبنانَين

سليم نصار/النهار

بعكس الزيارة التي قام بها للبنان الشهر الماضي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، فإن زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، كانت منسجمة مع موقف لبنان الرسمي. لهذا اقتصرت حفاوة الترحيب على المسؤولين، وعلى بعض غلاة السنة ممن توقعوا من اردوغان تحويل الزيارة الى مظهر استقواء لموازنة دور احمدي نجاد.

ويستدل من طبيعة الزيارة التي قام بها اردوغان للقوات التركية العاملة في "اليونيفل" انه حريص على دعم القرار 1701 وكل ما يعزز الشرعية الدولية في الجنوب اللبناني. ومن المؤكد ان هذه السياسة تناقض سياسة الرئيس الايراني الذي اقترح في خطبه تحويل لبنان الى ساحة مواجهة عسكرية وحيدة ضد اسرائيل. بينما يرى اردوغان ان الولاءات للخارج، تجعل من الوضع الداخلي اللبناني اسيرا لقوى خارجية تتدخل دائما لاعاقة تحقيق الاصلاحات المطلوبة في مؤسسات الدولة.

وحول هذه المسألة بالذات تتطلع تركيا الى لبنان كنموذج مشابه لتركيبتها السكانية التعددية المؤلفة من خليط كبير من القوميات والاعراق. ولكن وزير الخارجية احمد داود اوغلو عرف كيف يبعد بلاده عن الصراعات الخارجية لئلا تنقلب الى صراعات داخلية. وهو بالطبع يدرك ان المجتمع التركي المركب من اثنيات كردية وعلوية واذرية وبوسنية والبانية، يمكن ان يتعرض لنزاعات داخلية في حال رفضت الدولة انصهار هذه العناصر وترسيخ وجودها. وعليه قرر اعتماد سياسة الانفتاح على كردستان ومصالحة ارمينيا واليونان.

الجالية الارمنية في لبنان تظاهرت ضد الزيارة للتعبير عن احتجاجها على المذابح التي وقعت سنة 1915. لكن اردوغان احال هذه المسألة للمراجعة وتقصي الحقائق منذ زيارة الرئيس عبدالله غول لعاصمة ارمينيا يريفان خريف سنة 2008. يومها دعي الرئيس لحضور مباراة كرة القدم بين فريقي البلدين بحضور الرئيس الارمني سرج سركيسيان.

وحدث اثناء لقاء الرئيسين ان شكلت لجنة مشتركة من اجل مراجعة احداث تلك الحقبة التي تعرض الارمن خلالها للقتل والطرد. وادعت تركيا في حينه ان الارمن انحازوا الى جانب روسيا، وان عدد القتلى كان مضخما بهدف استدرار عطف العالم المسيحي.

الموضوع الثاني الذي راجعته اللجنة المشتركة كان موضوع الترويج لمنتدى امن القوقاز والدخول في عضويته.

وطمأن الرئيس غول نظيره سركيسيان الى ان تركيا لا ترمي الى اقصاء ارمينيا او عزلها بدليل انها اعترفت باستقلالها فور انفصالها عن الاتحاد السوفياتي. ثم شجعه على الانتماء الى هذا المنتدى المعني بحل قضايا دول القوقاز وتنمية التعاون الاقتصادي بين بلدانها. كما حثه ايضا على الانضمام الى منتدى البحر الاسود الاقتصادي، علما بأن ارمينيا لا تطل على البحر الاسود.

يعيش في تركيا اليوم اكثر من خمسين الف ارمني يعملون من دون اذن عمل. وقد غضت حكومة اردوغان النظر عن مخالفاتهم فلم تعاقبهم او تطردهم. كل هذا بغرض تمتين التقارب الارمني – التركي لعل هذه الخطوات تساعد على حل قضية كرباخ.

قبل خمس سنوات، كتب اردوغان رسالة الى الرئيس الارمني آنذاك روبرت كوتشاريان يطلب فيها موافقته على تشكيل لجنة مشتركة تضم مؤرخين واكاديميين بهدف مراجعة ارشيفي البلدين على أمل توضيح هذا الموضوع الشائك.

وكتب له في الرسالة انه من المستحسن عدم استخدام عبارة "الابادة الجماعية" قبل تحديد الاحداث التي وقعت سنة 1915. واستند الى الارشيف التركي لنفي حصول مجازر جماعية ارتكبت ضد الارمن. ووصف ما حصل أنه مجرد معارك اسفرت عن مصرع العديد من الارمن والاتراك الذين كانوا مواطنين داخل الامبراطورية العثمانية. ويبدو ان بعضهم تأثر بالتحريض الخارجي (يعني روسيا) وقام بعملية تمرد مسلح اخمدته الدولة بقسوة.

وفي آخر الرسالة اعرب اردوغان عن استعداده لمراجعة تاريخ بلاده خلال تلك الحقبة. وتساءل ما اذا كان الارمن على استعداد لمراجعة تاريخهم والقبول بتحكيم المؤرخين؟!

في مختلف المواقع اللبنانية التي زارها، حرص رئيس الوزراء التركي على اظهار سياسة بلاده من خلال معارضتها القوية لمواقف اسرائيل. وقد تجلت هذه السياسة في عبارات الاستفزاز التي وجهها اردوغان للرئيس شمعون بيريس في مؤتمر دافوس. ثم ترسخت اكثر فأكثر بعد عملية "الرصاص المصبوب" في غزة. ولما تعمد نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون اهانة سفير تركيا، اضطر نتنياهو لتقديم اعتذار الى انقرة عن المعاملة السيئة التي ابداها نائب الوزير. وكادت هذه الواقعة تحدث شرخا سياسياً بين الوزير ليبرمان ونتنياهو لولا تدخل بيريس.

في مطلق الاحوال، فان اعتراض القافلة البحرية التركية المتوجهة الى غزة، كان السبب المباشر الذي استثمره الوزير احمد داود اوغلو لصوغ سياسة خارجية تنسجم مع تطلعات "حزب العدالة والتنمية". يقول المؤرخون ان مؤسس الجمهورية كمال اتاتورك، وضع سياستها تحت وطأة الشعور بالحصار من كل الجهات. ذلك ان تركيا عقب الحرب العالمية الاولى كانت محاطة بدول معادية مثل اليونان وايران والدول العربية. ومن اجل بناء قوة ردع وتخويف، اضطر اتاتورك الى انشاء جيش قوي اصبح اداة الحماية والدفاع عن النظام الجديد.يقول الوزير اوغلو ان تركيا خرجت تدريجياً من الاحساس بالحصار بعدما طورت نظرية تدعو الى ازالة الصراعات في المنطقة. وفي رأيه، ان البنية المركبة للمجتمع التركي قد تجعل من السهل انتقال النزاعات الخارجية لتصبح نزاعات داخلية، خصوصاً ان نسيجها القومي – الاجتماعي يتألف من عناصر مختلفة.

وفي ضوء هذا الواقع، وضع اوغلو انقره في موقع مركزي اقتصادي سياسي للافادة من ثلاثة محيطات جغرافية هي: الشرق الاوسط والبلقان والقوقاز.

واستهل نشاطه بانشاء منطقة التجارة الحرة بين تركيا وسوريا ولبنان والاردن، متوقعاً ان يدشن هذا المشروع الحيوي مطلع السنة المقبلة. ورأى في انضمام لبنان الى هذه المجموعة نقلة نوعية تريحه من اعبائه الاقتصادية وتفتح له ابواب السياحة والتنقل والتجارة بين اكثر من 14 دولة.

ولكن هذه التطمينات لا تمنع تركيا من القلق على استقرار لبنان، خصوصاً في ظل التوتر القائم بسبب المحكمة الدولية وما يرافقها من خلافات يخشى ان تتطور الى الاسوأ. وقد تطوع اردوغان للعمل على ازالة العثرات القائمة في طريق حكومة الوحدة الوطنية بعدما بلغه ان لبنان يمر بعاصفة سياسية خطيرة ربما تقوض روابطه الوطنية. اما بالنسبة لوضع ايران داخل هذه المنظومة، فان تركيا تتوقع استمرار التوافق بينهما، كونها مستعدة للانضمام الى منطقة السلام. اي المنطقة الخالية من السلاح النووي والذي عارضته انقره على الجبهتين الاسرائيلية والايرانية. وهي تتوقع حل مشكلة طهران بالوسائل الديبلوماسية لأن ضغوط العقوبات الاقتصادية لن تؤثر على الاتفاقات المعقودة مع الصين والهند وروسيا وتركيا.

من هذه الزاوية يتطلع اردوغان الى المشكلة القائمة بين ايران وخصومها. وقد نقل رؤيته الى فرنسا والمانيا وكل الدول التي طلبت وساطته. وقال لها ان العقوبات التي فرضت على ايران مرات عدة لم تمنع البضائع الاميركية والفرنسية والالمانية من الوصول اليها، بما في ذلك سيارات المرسيدس الالمانية والبيجو الفرنسية. وعليه يرى رئيس وزراء تركيا ان الديبلوماسية تظل الوسيلة الفعالة لمنع المنطقة من الانفجار.

يبقى السؤال المهم المتعلق بعودة العلاقات بين تركيا واسرائيل، وما اذا كانت الوساطة الاميركية ستثمر ام لا؟!

يقول الرئيس عبدالله غول ان العلاقات المقطوعة مع اسرائيل لن تستأنف الا اذا ارتضت اسرائيل بمنح الفلسطينيين حقوقهم في اقامة دولة مستقلة، والا اذا تم تطبيق المبادرة العربي. وهو كثيراً ما يحيل المتسائلين على الموقف الشجاع الذي اعلنه السلطان عبد الحميد الثاني (1887م) يوم رفض الاستيطان بكل اشكاله. وقد اتخذ في حينه اجراءات استثنائية لمنع تنفيذ المخطط الصهيوني. واصدر عدة قوانين ادارية وسياسية تحول دون وصول اليهود الى اهدافهم. وجاء في بداية تلك الاجراءات ربط سنجق القدس مباشرة بالباب العالي كي يشرف بنفسه على منع تغلغل النفوذ الصهيوني في فلسطين.

على اثر المذابح التي قامت بها الحكومات القيصرية الروسية ضد اليهود، وتهجير اعداد كبيرة منهم، بدأ هؤلاء المطرودون يتوجهون نحو فلسطين. وحاول الصهاينة للمرة الثانية الضغط على السلطان عبد الحميد الثاني، مستغلين الضائقة المالية التي تمر بها الدولة العثمانية. وتدخلت بريطانيا والمانيا من اجل حل ضائقته المالية مقابل فتح باب الهجرة الى فلسطين والسماح لليهود باقامة مستوطنات فيها. ودوَّن هرتزل في مذكراته جواب السلطان عبد الحميد على العرض المالي الذي قدمه له، بقوله: "لا اقدر ان ابيع ولو قدماً واحداً من فلسطين. لأنها ليست لي بل لشعبي".

ونتيجة ليأس الصهيونية من الحصول على موافقة رسمية من السلطان، عمد هرتزل الى مضايقته والتآمر على حياته. ويجمع المؤرخون على القول أن المواقف الصلبة التي وقفها السلطان عبد الحميد الثاني، هي التي أدت الى خلعه. وقد كتب في مذكراته تفاصيل تلك المرحلة الصعبة. ولكن اردوغان ورفاقه في الحزب يحتفظون بتلك المذكرات، ويؤكدون لانصارهم، انهم ملتزمون المحافظة على موقف السلطان!

(كاتب وصحافي لبناني مقيم في لندن)      

 

الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في الحرب المقبلة

نزار عبد القادر/الديار

ستنشر «الديار» اعتباراً من يوم الثلثاء المقبل الموافق 30 تشرين الثاني وعلى حلقات دراسة موثقة عن استراتيجية اسرائيل لشن حرب جديدة ضد لبنان وحزب الله، والتي قد تشمل جزءاً من الاراضي السورية، مع تجنب الدخول في تحويلها الى مواجهة شاملة مع سوريا. سأحاول في تحليل الديار اليوم عرض بعض الخطوط الكبرى والاساسية لمضمون هذه الدراسة وفق الاتي:

تكاثرت خلال هذه السنة التساؤلات والتكهنات حول امكانية وتنوع حرب اسرائيلية جديدة على لبنان، قد تنجر للمشاركة فيها سوريا، مع امكانية تدخل ايراني. وتأتي هذه التكهنات على خلفية اعادة بناء حزب الله لقدراته العسكرية والصاروخية. زاد في ارتفاع منسوب هذه التوقعات الدراسات والتقارير الغربية حول امكانية قيام اسرائيل بعملية عسكرية ضد منشآت ايران النووية، بالاضافة الى تكثيف الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية والمترافقة مع تهديدات مباشرة للبنان. اذا قررت اسرائيل شن مثل هذه الحرب المدمرة على لبنان، فانها ستركز على العناصر الاتية:

اولا: من المتوقع ان تكون حربا واسعة بالمقارنة مع حرب 2006 مع احتمال ان تشمل سوريا.

ثانيا: ستركز اسرائيل في تحديد اهداف الحرب على البعد السياسي للحرب.

ثالثا: ستشكل الدروس المستقاة من حربي 2006 وغزة مصدراً اساسياً للتغييرات التي ستدخلها اسرائيل على استراتيجيتها العسكرية.

رابعا: ستخوض اسراذيل الحرب ضد حزب الله على اربع مستويات: السياسي، الاستراتيجي، العملاني، والتكتي، سيتركز مضمون هذا البحث على البعدين الاستراتيجي والعملاني.

بدأت الاستعدادات لخوض حرب جديدة منذ الايام الاولى لانتهاء المواجهات في آب 2006، مع اعتماد فرضية التحضير لحرب تقليدية وذلك على ضوء الاستراتيجية الدفاعية التي اعتمدها حزب الله في مواجهته للهجوم الاسرائيلي في حرب 2006.

جرى التحضير لخوض الحرب من خلال التركيز على تحسين القدرات العسكرية، وهي تشمل تحسين اداء القوات الجوية بعد استيعاب الدروس المستقاة من الحرب الجوية على غزة، وجرى ايضا اعداد القوات البرية لخوض حرب تقليدية واسعة، مع التركيز على ضرورة تجاوز كل العقبات والمشاكل التي واجهتها القوات البرية في حرب 2006. وعملت القيادة العسكرية على تحضير وتدريب بعض فرق الاحتياط للمشاركة في الحرب بفعالية. كما اهتمت القيادة العسكرية بوضع خطط عملانية جديدة، مع اهتمام خاص لتدريب مختلف الرعائل القيادية على تنفيذ المهمات المنوطة بها في سيناريو الحرب.

واهتمت القيادة بأن تشمل عمليات الاعداد العسكري البحرية الاسرائيلية، وخصوصاً لجهة توفير الحماية للمراكب ضد الصواريخ الموجهة التي يستعملها حزب الله.

أما على الصعيد الدفاعي فقد جرى العمل على تطوير وتفعيل القدرات الدفاعية المضادة للصواريخ. ان احتمالات وقوع حرب جديدة على لبنان كانت خلال هذا العام موضع اهتمام مؤسسات الدراسات ووسائل الاعلام، ويذهب معظم الباحثين الى اعتبار ان الحرب واقعة لا محالة، ولكن هناك اختلافات في آرائهم حول مسببات وظروف وتاريخ اندلاعها. ويرجح بعض الباحثين ان تقع هذه الحرب خلال عام 2011، ويربط اخرون موعد الحرب بانجاز اسرائيل لنشر شبكة الدفاع ضد الصواريخ القصيرة المدى - نظام القبة الحديدية.

في رأيي الشخصي لا تتوافر الاسباب الموضوعية لوقوع حرب جديدة في المدى المنظور، خصوصاً وان اسرائيل تبدي درجة معقولة من التفهم والرضى عن حالة الاستقرار القائمة على الخط الازرق.

يبدو بوضوح بأن اسرائيل قد تحضرت في الفترة ما بين 2006 و2010 لخوض حرب واسعة ومن اجل تحقيق اهداف بالغة الأهمية بالنسبة لامنها الاستراتيجي. لا تقتصر هذه الاهداف على فكرة اضعاف حزب الله، بل ستتوسع من اجل تغيير الواقع الجيو - ستراتيجي القائم. لا تطمع اسرائيل في تحقيق انتصار حاسم ونهائي على القوى الاقليمية «الممانعة»، ولكنها سترمي الى تحقيق انتصار حاسم على المستوى العملاني، بحيث يمكن ترجمته الى احداث تغيير عميق في مواجهة حزب الله، وفي علاقاتها مع لبنان. من هنا يرجح ان يتركز الهجوم الاسرائيلي على تدمير الجزء الاكبر من قواعد حزب الله وقدراته العسكرية، والعمل على خفض مستوى الدعم السوري للمقاومة، مع الحؤول دون الذهاب لمواجهة شاملة مع سوريا، وممارسة اعلى الضغوط العسكرية والسياسية على لبنان كخطوة على تغيير المعادلة القائمة بين الدولة وحزب الله، وبالتالي قطع المساعدات السورية والايرانية عن المقاومة.

على ضوء القصور العسكري الاسرائيلي في حرب 2006 ستعمد اسرائيل الى اعتماد خيار عسكري استراتيجي يقضي باستعمال قوة مشتركة كبيرة (من القوات الجوية والبرية والبحرية) للتحرك بسرعة من اجل التصدي لصواريخ حزب الله وازالة او تخفيف خطرها على المدنيين. وتتبع ذلك بسلسلة من الهجمات الجوية لتدمير البنى الاساسية اللبنانية، على ان تتولى القوات البرية مهمة محاصرة وتنظيف القرى الجنوبية من مقاتلي حزب الله. من المتوقع ان يشارك الجيش اللبناني في العمليات فور اجتياز اسرائيل للخط الازرق.

لا يمكن استبعاد ان تتحول بعض المواقع العسكرية السورية وعدد من البنى الاساسية لهجمات جوية اسرائيلية، خصوصاً اذا عمدت سوريا للقيام بتحركات عسكرية باتجاه الحدود اللبنانية، او عند توافر معلومات لدى اسرائيل عن وجود قواعد عسكرية لحزب الله داخل سوريا.

وستتخذ اسرائيل كل الخطوات التحضيرية لمواجهة اي تدخل ايراني في مسار الحرب ضد لبنان وسوريا.

يبدو بوضوح ان الخيار الاسرائيلي يقضي بتوسيع نطاق الحرب واستعمال القدرات الجوية والبرية المتفوقة من اجل التوغل داخل لبنان بهدف تحقيق انجاز عسكري واضح على الارض، وذلك ضمن فكرة تحقيق نصر واضح يؤدي الى معادلة سياسية / أمنية جديدة مع لبنان.

تعتبر القيادة الاسرائيلية بأنه بات من الصعب جداً احتواء تهديدات حزب الله بالوسائل المتوفرة حاليا، اي نشر قوات يونيفيل والجيش اللبناني ما بين الخط الازرق ونهر الليطاني، وان حجم التهديد بات يتطلب اعتماد استراتيجية عسكرية جديدة لمواجهة خطر الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى. وتقضي الاستراتيجية هذه باستعمال القدرات الجوية والبرية لتغطي الجنوب بأكمله، مع امكانية القيام بعمليات «جراحية» في العمق اللبناني بواسطة قواتها الخاصة. وتعتقد القيادات الاسرائيلية بأن الدمار الكبير الذي سينتج عن العملية العسكرية سيخلق واقعاً على الارض يقنع الدولة اللبنانية وحزب الله لقبول ترتيبات امنية جديدة افضل من القرار الدولي 1701. ستشن القوات الاسرائيلية هجوماً كاسحا (Blitz krieg) بواسطة ثلاث او اربع مع عدد من الوية النخبة والمشاة. المعلومات تؤكد ان هذا الهجوم لن يتوقف عند مجرى نهر الليطاني بل سيمتد الى عمق 40 كلم، ويرجح ان تصل ال خط الاولي - جزين - مشغرة - القرعون - امتداداً الى الحدود السورية، مع امكانية تفادي الدخول الى مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة. وتبلغ منطقة العمليات 3500 كلم مربع.

ستعتمد اسرائيل في هجومها على ثلاثة محاور طولية: المحور الساحلي ومحور بنت جبيل - النبطية - جزين ومحور مرجعيون - ضهر الاحمر- القرعون. وهناك عدد من المحاور العرضية لتوسيع عمليات الانتشار والبحث عن مقاتلي حزب الله.

ستترافق الحرب الجوية والبرية مع عمليات دفاعية تقوم حول نشر شبكات صواريخ ارو وباتريوت والقبة الحديدية لاعتراض صواريخ حزب الله، والصواريخ السورية في حال دخول سوريا الحرب.

نتائج الحرب

سيترتب على الحرب نتائج سياسية وأمنية على المستويين اللبناني والاقليمي تؤدي وفق الرغبة الاسرائيلية الى تبدّل في موازين القوى السياسية والامنية. سيواجه لبنان خسائر فادحة سواء في حجم الخسائر البشرية او في حجم دمار البنى الاساسية. تعتبر هذه الحرب اخطر مواجهة عسكرية تخوضها اسرائيل منذ حرب رمضان 1973، وستترتب على الانتصار او الفشل نتائج استراتيجية كبرى. وان همّ اسرائيل الاول الا تعطي لحزب الله امكانية اعلان انتصار عسكري جديد.

يبقى السؤال حول قدرة اسرائيل على احتلال الجنوب لفترة طويلة هي الفترة اللازمة لتحويل انجازاتها العسكرية على الارض الى انجاز سياسي يؤدي الى اخلاء الجنوب من الجناح العسكري لحزب الله، وتحقيق «جوار مسالم» مع الجنوبيين».

 

صورة سوداوية لدى العاصمة الفرنسية حول مستقبل لبنان في حال المواجهة

باريس تميل إلى تأجيل صدور القرار الظني والاتصالات السورية ــ السعودية تتقدّم بصمت

جوني منيّر/الديار

في الأساس الانتظار عامل يحرق الاعصاب، فكيف إذا كان هذا الانتظار يتمحور حول مصير اللبنانيين ومستقبل بلادهم.

ووفق قاعدة الانتظار ينقسم اللبنانيون الى ثلاث فئات، منهم من ينتظر صدور القرار الظني بفارغ الصبر وهي الفئة التي يشكل تيار المستقبل ركيزتها الاساسية، ومنهم من ينتظر نتائج الاتصالات السورية - السعودية وهي الفئة التي يشكل عمادها حزب الله، ومنهم من ينتظر معجزة ما او حلا سحريا يبعد لبنان وساحته عن الغيوم السوداء والصراع العنيف وهي الفئة التي تتألف منها النسبة الاكبر من المواطنين اللبنانيين.

وليس خافيا ان حال الخوف التي تظلل الواقع اللبناني ادت الى شلل في الاسواق وتراجع كبير في الحركة التجارية رغم مرور عيد الاضحى والدخول في مرحلة اعياد الميلاد ورأس السنة. لا بل ان هذا الخوف جمّد الحركة العقارية وأنتج ضغوطا على سعر الليرة اللبنانية نتيجة الطلب المستمر على الدولار الاميركي.

ففي لبنان هنالك من ينتظر صدور القرار الاتهامي قبل نهاية السنة الحالية. ويبدو ان المعلومات التي يتداولها اركان الفئة الاولى او بعض قيادات ما تبقى من فريق 14 اذار، بأن هذا الموعد نهائي وان مدعي عام المحكمة القاضي دانيال بلمار سيرفع القرار الاتهامي خلال شهر كانون الاول الذي ستكون لديه مهلة شهر واحد للاطلاع عليه واصداره او رفضه.

لكن في المقابل ووسط الصمت المطبق لحزب الله حول كل التسريبات التي صدرت وحول الاحتمالات التي يحضر لها، فإن خطوطه ما تزال تتابع خفايا الاتصالات السعودية - السورية.

وعلى عكس ما راج لدى الاوساط السياسية اللبنانية، بأن هذه الاتصالات توقفت نتيجة مرض الملك السعودي وانتقاله الى الولايات المتحدة الاميركية للمعالجة، فإن معلومات يجري تداولها على نطاق ضيق جدا، اشارت الى ان هذه الاتصالات اصبحت اكثر جدية حيث أتاح وجود الملك السعودي في الولايات المتحدة الاميركية ومعه نجله الامير عبد العزيز التواصل مع كبار المسؤولين الاميركيين حول ما جرى التوصل إليه على الخط السوري - السعودي.

وتؤكد هذه المعلومات المحدودة التداول، ان ثمة بريق تفاؤل موجود من خلال عرض بعض الافكار التي طرحت، والتي ينتظر ان يعاود مستشار الملك السعودي الامير عبد العزيز حملها الى دمشق هذه المرة برعاية اميركية.

ويبدو ان الموقف الفرنسي بات يشكل عاملا مساعدا لانجاح هذه المفاوضات بعد ان شهدت باريس تعديلا ملحوظا في موقفها. فبعد ان كانت تشكل رأس حربة في الهجوم على حزب الله من خلال القرار الاتهامي، بدت الادارة الفرنسية اكثر حذرا في مقاربة هذا الملف وسط قلق واضح لديها مما قد تؤول اليه الاوضاع في لبنان. ولذلك كانت دعوتها للعماد ميشال عون، وفي هذا الاطار تدخل ايضا الزيارة التي من المفترض ان يقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس وبدا الرئيس الفرنسي حريصا على حسابات اكثر دقة في تقدير ما ستؤول إليه الساحة اللبنانية لا بل قيل ان باريس ابلغت واشنطن ان الشرق الاوسط قد لا يتحمل حسابات اخرى كتلك التي رافقت غزو العراق.

فيومها باريس العارفة اكثر من الاميركيين بطبيعة الشرق الاوسط وتفاعل شعوبها والخليط المعقد لشعوب هذه الدول، عارضت الغزو الاميركي، لكن واشنطن لم تسمع، وجاءت النتيجة كارثية لتباشر واشنطن انعطافتها من خلال ما عرف يومها بتقرير بايكر، هاملتون. وتقول باريس ان عامل الغموض الذي يكتنف رد فعل حزب الله في حال اتهام عناصر منه يحجب وضع حسابات دقيقة لضمان استقرار الوضع على الساحة اللبنانية. وبدت باريس اكثر ميلا لتأجيل صدور القرار الاتهامي بضعة اشهر، وحسب العارفين فإن هذا التوجه بات جديا وهو سيشكل مناخا ممتازا لانجاح الاتصالات على الخط السوري - السعودي.

لكن ما صدم باريس ان مسؤولين كبار في الدولة اللبنانية ارسلوا الى العاصمتين الفرنسية والاميركية رسائل تدعو الى الاسراع في اصدار القرار الاتهامي وكأنهم لا يحسنون وضع حسابات تتعلق بما ستؤول إليه الاوضاع.

فالعاصمة الفرنسية التي تستقبل العديد من الشخصيات اللبنانية وغير اللبنانية لجلاء الصورة، سمعت بوضوح من احدى الشخصيات التي زارتها ان صدور القرار كما يجري تداوله سيعني الانتقال الى المواجهة فورا، ولا احد يستطيع ان يضمن الاستقرار بعد اليوم.

ونقلت هذه الشخصية بأن حزب الله تحضر لكل الاحتمالات، فصمت الرئيس الحريري بعد صدور هكذا قرار له خطة تحرك، والتحفظ عليه له خطة تحرك اخرى، ورفضه القرار له خطة عمل مختلفة.

ويبدو ان العاصمة الفرنسية حصلت على معلومات استخباراتية تتحدث عن سيناريو دراماتيكي قد يحصل داخل المؤسسات الرسمية في لبنان، وهو ما سيفتح الباب امام عودة الفوضى وربما الخلايا الارهابية وحقبة من المفترض ان تكون قد ولت من دون رجعة، في كل الاحوال فإن المسؤولين الاسرائيليين تحدثوا بوضوح عن هذا الاحتمال بما يشبه التمني والسعي لوصول لبنان اليه، على اساس انه قد يشكل الحل المطلوب لمعضلتهم على الحدود الشمالية، وهو ما سيمهد لحرب اسرائيلية جديدة على لبنان تؤدي الى انهاء حزب الله ونقل لبنان وسوريا الى واقع سياسي وديبلوماسي جديد معها.

لكن هذه الصورة القاتمة هي التي جعلت باريس تفكر بصوت عال مع واشنطن حول ضرورة وضع حسابات دقيقة. وتشكل المبادرة السعودية - السورية مدخلا ممتازا لحسابات هادئة.

 

عون: "حزب الله" لم يخطف احدا منذ تأسيسه وهناك 1400 قتيل دافعوا عن الجنوب لا يجوز اتهامهم بالجريمة وتشويه سمعتهم

لا تخافوا فما من خطر يهددكم ولن يعتدي عليكم أحد

من يمنع العدالة هو من يغطي الشهود الزور ويعطيهم الحصانة

مراد: آن الأوان لاتخاذ مواقف تجاه الحكومة والا نستمر شهود زور فيها

وطنية - 27/11/2010 التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون اليوم في دارته في الرابية اعضاء بلدية المتين ومشيخا برئاسة زهير ابي نادر والمخاتير فيها، وقد تمثلت كل أحزاب وفاعليات البلدة، بحضور هيئة قضاء التيار الوطني الحر في المتن. وقال العماد عون أمام الوفد: "نتمنى ان يكون القضاء عادلا والا تطول القضية، القضية ليست بين بتغرين والمتين، هي قضية طمع شخص يحب أن يسيطر على المنطقة، ولكن هناك أشخاص من المحيط القريب والبعيد يستطيعون أن يؤثروا قبل القضاء لتكون الخاتمة سعيدة. واذا وصلت للقضاء وأراد أن يبت فيها سيصل الى العدالة. في النهاية الحقيقة تكلف كثيرا، ولكن ستنتصر. هذا هو حقكم وسنحصله لكم ولسنا نحن من سيحصله أولا بل القضاة وثم نحن سندعمهم ليكونوا مستقلين في هذا القرار". وعن المحكمة الخاصة بلبنان قال: "لدينا مجموعة من الشهود الزور شهدوا وحولوا المحكمة عن مسارها وضللوا التحقيق وتسببوا بسجن 4 ضباط كانوا مسؤولين عن الأمن في لبنان. وفي العام 2009 أخذت المحكمة قرارا بتبرئة الضباط الأربعة الذين قضوا 4 سنوات في السجن، وهنا اعتراض على الشهود الزور، القضاء يعتبر انه عندما يكون هناك شهود زور، حجم المسؤولية هي بحجم الأذى الذي سببه للضحية. المحكمة الدولية اعلنت عدم صلاحيتها في الحكم، في هذه الحالة تعود الصلاحية الى المحكمة اللبنانية مع قضاة لبنانيين والجريمة حصلت على الأرض اللبنانية، لم يبت الموضوع في الحكومة. كل منا يمكن أن يتعرض الى الحالة نفسها، الى أين يذهب؟ فليس لدينا قضاة ليحكموا أو سلطة لتحكم، السلطة تتسلط على الناس ". وتابع: "لا تخافوا من الخطر فما من خطر عليكم. لن يعتدي عليكم أحد ولن يدخل عليكم أحد. أنني أسمع البعض يقول "انتم تمنعون العدالة"، من يمنع العدالة؟ نحن نقول نريد العدالة، من يقول اننا نمنع العدالة هو من يقف حاجزا أمام العدالة وبوجه الطريق التي تصل الى اكتشاف المجرم. من يمنع العدالة هو من يغطي الشهود الزور ويعطيهم الحصانة محليا وخارجيا. من يقوم بالمؤامرة هو من يغطي الحقيقة ".

اضاف: "وعن التقرير الذي بثته القناة الكندية عن رئيس فرع المعلومات الذي كان حينها مسؤولا عن أمن الرئيس الحريري، وقد تغيب نهار الحادث ولم يكن سبب التغيب الحقيقي ما أعطاه هو للقضاة، هذا ما قيل في مضمون التقرير، عادة في مثل هذا الموضوع يطلب من قاضي التحقيق أن يحقق معه ولكن لم يحقق معه.. هذا الخبر هل يستحق التوسع في التحقيق أو لا؟ هل نريد أن نخوف الناس من بعضها، هناك فجور، لا نرى لا قضاء ولا قانونا ".

وقال: "نسمع دائما ان "حزب الله" يريد السيطرة على الدولة، "حزب الله" سيهاجمنا، ومن سيحمينا منه. هذا الحزب تأسس سنة 1982، وكان هناك "أمل" قبل الإنقسام، ولكن منذ تأسيسه لغاية اليوم لم يخطف احدا من اللبنانيين، إذا كان لديكم مخطوف عنده فقولوا لنا. "حزب الله" هو أحد مكونات الوطن وهم قسم من اللبنانيين وأعطوا دما، هناك 1400 قتيل بين مقاتل ومدني دافعوا عن ارض الجنوب، لا يجوز لاي كان أن يتهمهم بالجريمة أو يشوه سمعتهم. هذه ضربة لشخص وضربة لمؤسسة تدافع عن ارضها، الناس لا يعرفون كلهم ما هو الحق الطبيعي وما هو القانون. في الجنوب دافعوا عن أنفسهم، شرعة الأمم المتحدة تقول ان الذي تحتل ارضه له الحق بالدفاع ويسترد ارضه بجميع الوسائل المتوفرة لديه، نحن اللبنانيين معتدى علينا، يصوروننا كأننا معتدين على إسرائيل او على الداخل اللبناني. اليوم القضية تؤثر على حياتنا اليومية، كل يوم نسمع أحدا يتحدث وكأنكم ستقومون صباحا وترون ان ضيعتكم احتلت ومسلحين يخرجونكم منها. ليس لدينا مشكلة، بل المشكلة اذا حدثت سيقوم بها أحد من الداخل ولن يأتي أحد من الخارج، يجب أن نكون واعين وننتبه" .

وتابع: "أما القضية الثانية فإن لبنان منهوب، فهناك ديون وسرقات بعد ال90 صفروا الحسابات سنة 1992، وانطلاقا منها قالوا ان الحسابات ستكون صحيحة، ولغاية اليوم ليس هناك من حساب صح، المال مسروق من الخزينة وغير مبرر. أما الهبات فلا نعرف كيف صرفت ولم تدخل الى الخزينة، ولم تصرف وفق القواعد العامة. بلد يعيش بدون محاسبة عامة، هذا ما أوصلنا لهذه الدرجة، مثل كل انسان يصرف في منزله بدون محاسبة ويخرب بيته من دون أن يعرف. كنا نتمنى لو صرفت الأموال على المشاريع ولكنها ذهبت هدرا وبالتأكيد دخلت الى الجيوب" .

اضاف: "اغتيال شخص يخض البلد انما صرف اموال الخزينة يجب ان يؤدي الى خضة على المستوى الشعبي وتراكم الديون يخرب البلد ويخربنا جميعا. في الجيش كثر منا استشهدوا في سبيل الوطن، ولكن لم نر أحدا استشهد في سبيل شخص، ليفهم الجميع ان لبنان لن يستشهد في سبيل أحد، أولاده افتدوه بالدم ليبقى وطنا للجميع، لذلك انقاذ الوطن أهم من انقاذ أي شخص آخر. قضية المال المسروق قضيتكم، أنتم تدفعون الضرائب ويجب ان تلاقوا الضرائب على تزفيت الطرق، على التعليم والإستشفاء والطبابة والأدوية. هذه اموالكم يجب ان تصرف على القطاع العام، الزفت الذي ترونه على الطرق ليس هبة، بل من اموالكم، وكل الأمور الإجتماعية هي من اموالكم. لا تفكروا ان الضرائب خوة، بل يجب ان تلاحقوا أين صرفت. نتمنى أن تهتموا على المستوى العام ولا تقولوا "كل عمرك يا زبيبة فيكي هالقشة" تبقى القشة موجودة لأن لا احدا يرفعها، ولكن من اليوم سنرفع القشة. سيكون مستقبلنا ايضا خاطئا إذا اردنا أن نكمل على هذا الطريق، الإنسان يصنع مستقبله، يجب ألا نقبل كل ما كان موجودا، نحن سنقرر مستقبلنا، لا تكونوا محبطين، ولا تسمعوا ما يقوله بعض الفاسدين الذين يقولون "كل الناس تشبه بعضها"، هذه التعابير ليست صحيحة، هم فاسدون ويريدون ان يكون كل الناس فاسدة، هناك سياسيون أوادم، أمنيتنا لكم أهل المتين أن تكونوا محفزين للمشاركة في الحياة العامة. كل أربع سنوات يجب أن تجددوا لأشخاص تثقون بهم، وعملوا بإخلاص للبلد، كي يكون خياركم صحيحا، يجب أن تتابعوا لتعرفوا من يدافع عنكم وعندئذ يجب أن تنتخبوا. اليوم ليس هناك من انتخاب بل هناك اقتراع، فالكثير يضغط عليهم أو يدفع لهم، وهذه عملية اقتراع فقط بدون قناعة بالشخص ".

مراد

ثم التقى العماد عون الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي قال بعد اللقاء: "زيارتنا للعماد عون لها أسباب عدة منها تهنئته على مواقفه الوطنية العظيمة التي تابعناها خلال زيارته الى فرنسا. والحقيقة ان مواقف العماد عون وطنية وهو يطرح الطرح الصحيح، ويطرح حلولا وطنية نأمل أن تسمع نصائحه من أطراف المعارضة وليس من الموالاة، خصوصا ما يتعلق بالمعادلة التي يطرحها على الساحة اللبنانية، هذا الوضع المتأرجح والجامد الذي نشهده اوصلنا الى مرحلة من القلق يعيشها الشعب اللبناني، قلق سياسي، أمني، معيشي وحياتي. هذه الأوضاع لا يجوز أن تستمر على هذا الشكل، وخصوصا أقوال فيلتمان ومثله بعض اللبنانيين الذين يستمعون اليه من التهديد بالمحكمة الدولية والتهويل بها سيؤدي الى تدمير "حزب الله" والمقاومة واستقرار البلد، هذا الكلام يجب الا يستمر وأن تتخذ المعارضة موقفا من هذه التهديدات ".

اضاف:" يبدو ان الموالاة ينطبق عليها القول "فالج ولا تعالج" ويظهر انه ليس من موقف ستتخذه، وبالتالي المطلوب من المعارضة ان تأخذ موقفا، فالمحكمة مسيسة ربما هناك تقاطع بين المصالح الأميركية والصهيونية بتوقيت موعد إصدار القرار الظني ولا يجوز أن نقف متفرجين عما يحصل وعما يحضر لنا. لقد قطعنا الأمل من أن يأخذوا موقفا في رفض قرار المحكمة بعد أن عفنت وبرهنت انها قوية معادية لاستقرار البلد. آن الأوان لان نتخذ مواقف تجاه الحكومة والا نستمر شهود زور فيها. رئيس الحكومة لا يسأل، يختصر البلد بشخصه وبالتالي يدور بالحكومة من بلد الى آخر. يجب ان تأتي حكومة أخرى تأخذ موقفا من هذه المحكمة ومن هذه القضايا المحقة".

سئل: لقد سمعنا الرئيس الحريري يقول انه إذا حصلت حوادث في البلاد سأحكم من الخارج؟

أجاب: "هو يحكم من الخارج اليوم، ماذا يفعل، مرة في اليونان، وفي تركيا وفي السعودية وفي قطر، هو معظم الوقت في اليونان وماذا يفعل على يخته؟. لا يجوز أن يحكم البلد بالريموت كونترول وبهذا الشكل الذي يديره الرئيس سعد الحريري".

سئل: اليوم نسمع تقارير خارجية وعربية تحتم وقوع الحرب في لبنان، وكأن المحكمة الدولية تمهيد لهذه الحرب؟ أجاب: " هذا ما عنيته في تقاطع المصالح بين الولايات المتحدة الأميركية الحريصة على المحكمة، وفيلتمان يهدد بها بشكل مستمر، وبين اشكنازي والأركان الصهيوني، فإذا لم تستطع المحكمة أن تطال المعارضة وسلاح المقاومة فسيقوم العدو الصهيوني تحت غطاء تطبيق القرارات الظنية بهجومات على لبنان ".

 

ارسلان أولم على شرف السفير السوري في خلدة: لن نسلم لبنان لإسرائيل مهما غلت الأثمان

الحوار الداخلي أكثر من ضروري اذا كان على قاعدة الصدق

علي: متفائل بالجهود السورية- السعودية وبالجهود العربية عامة الغيورة على أمن لبنان وإستقلاله

وطنية - خلدة - 27/11/2010 أولم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان في دارته في خلدة، على شرف السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، فأقام عشاء تكريميا، حضره الى السفير السوري رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، الوزير غازي العريضي، النواب فادي الأعور وأسعد حردان وعاصم قانصو، النواب السابقون: اميل اميل لحود، عبد الرحيم مراد، ايلي سكاف، فيصل الداود ومروان أبو فاضل.

كما حضر رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني وفاعليات اقتصادية واجتماعية وسياسية واعلامية. وكان في الاستقبال الى النائب ارسلان والدته الأميرة خولة وعقيلته الأميرة زينه.

ارسلان

وألقى النائب ارسلان كلمة قال فيها: "أستمحيكم عذرا لأرحب بإسمكم بالأخ العزيز سفير الجمهورية العربية السورية الأستاذ علي عبد الكريم علي والسيدة الفاضلة قرينته لحلولهما بيننا أهلا أعزاء وأشقاء لهم مكانة مميزة في قلوبنا، هي نفسها مكانة الصلة المقدسة، الصلة المصيرية القومية اللبنانية - السورية الثابتة من الأبد والى الأزل بإذن الله عزّ جل. نرحب بممثل الأِباء العربي ، ممثل الكرامة العربية في زمن عزّت فيه الكرامة واضمحل الإِباء، نرحب بالممثل الشخصي للرئيس المقدام البعيد النظر، الرئيس الجسور العاقل، الرئيس المقاوم الأول في معركة الدفاع عن الهوية العربية والوجود العربي، الرئيس المخلص المقتدر، الأخ العزيز والصديق الصدوق سيادة الرئيس الدكتور بشّار الأسد، رجل الدولة المرموق وقائد مسيرة الصمود القومي في وجه الحملة البربرية العنصرية التي تستهدف وجودنا وحضارتنا وثقافتنا. فأهلا وسهلا بكم يا سعادة السفير في بيت بشّار الأسد".

وتابع:" لقد أثبتت الظروف والوقائع صحة خيار الوحدة المصيرية، اللبنانية السورية. لقد أثبتت الظروف والوقائع أن الخيار الاستراتيجي الذي تعتمده سوريا الأسد ولبنان المتضامن قوميا ومصيريا مع سوريا الاسد هو الخيار الصحيح، وما مر يوم الا وأثبتت لنا الوقائع أن هذا الخيار الاستراتيجي هو الصحيح، وأن هذا الخيار يجسد الواقعية السياسية بعينها، وأن أي خيار آخر يهدّد الوجود القومي بالزوال لأنه فعل متهور غير عاقل" . واشار الى "ان الواقعية السياسية هي أن تدافع الأوطان عن وجودها، نعم هكذا تربينا في هذا البيت على يد بطل الاستقلال، بطل المالكية والناصرة الأمير مجيد أرسلان، نقولها بالفم الملآن، الواقعية السياسية هي أن تدافع الأوطان عن وجودها قبل أي شيء آخر، وأول الدفاع عن الوجود هو مقاومة العدو بالفعل وليس بالقول. إن الواقعية السياسية كما الخيار اللبناني الصحيح تتجسد بالمقاومة المظفّرة وبمنظومة الدفاع الوطني المقدسة: الشعب - الجيش - المقاومة. لن نحيد أبداً عن هذه الواقعية السياسية لأننا لن نسلم لبنان الى إسرائيل".

أضاف أرسلان: "إن هذا الدرب الاستراتيجي القويم، درب سوريا الأسد، درب لبنان المتحالف مع سوريا الأسد شكّل نقطة الدائرة وقلب الجاذبية في تشكيل تكتل الشرق الجديد، مثلث سوريا-ايران-تركيا، حيث للبناننا الحبيب موقع القلب. هذا ما أكدته زيارتا كل من رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور محمود أحمدي نجاد ورئيس الحكومة التركية الرئيس الطيب أردوغان. لقد إستمعنا اليهما، وإستمعنا جيداً، ان الدولة الايرانية والدولة التركية تعتبران أن إسرائيل التي تهدد المنطقة بأكملها باتت تشكل خطراً داهما على كل منهما. فهل يجوز أن يتهرب بعض اللبنانيين من رؤية الحقيقة كما هي ساطعة مُشعة فلا يرون أن الخطر المداهم يتمثل بإسرائيل؟. إنه التهور بعينه" .

واكد "اننا لن نسلم لبنان لإسرائيل مهما غلت الأثمان، لا عبر المواجهة التقليدية ولا عبر المحكمة الدولية التي تُثبت يوما بعد يوم عن وجهها الاسرائيلي الخالص".

وقال:" منذ خمس سنوات ونحن نحذر من الوقوع في آتون لعبة الأمم، وها أن اللعبة بلغت حدا مفصليا عبر تقرير أشكينازي المشؤوم الذي وضعه الاسرئيليون ويعلنون عن مضمونه تباعا وهو الوجه الآخر لعملة واحدة وهو القرار 1559. إنه الهجوم الاسرائيلي علينا عبر الداخل اللبناني، هذه هي الحقيقة المؤلمة" .

اضاف: "كفى تسلحا بالأوهام، فللذين يتحمسون لسلاح المحكمة أقول: مهما كنتم تكرهون المقاومة، فاعلموا جيدا أن إسرائيل تكرهكم أكثر بكثير مما أنتم تكرهون المقاومة. الحوار الداخلي أكثر من ضروري اذا كان على قاعدة الصدق".

السفير علي

ورد السفير علي بكلمة جاء فيها: " لبنان وسوريا لا يحتاجان مني لأن أتحدث عن عمق العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين والتي تحتم هذه العلاقة على الشعبين كل الشعبين ان يريا المستقبل المحدق بهما الذي يستوجب منا جميعا ان نكون في اوج الصحوة لأن هذين البلدين وهذه المنطقة بأكملها هي هدف لمخططات تريد تفكيك المنطقة، ان تفتتها وتضعفها، أن تكون مجالا لأطماعٍ الصهيونية رأسها وهنالك أطماع أخرى تتكامل مع هذه الأطماع، لكن وعي الشعب وطلائعه المتقدمة التي تضم هذا البيت الكريم، نخبة متميزة منها، هي الضمانة والتفاؤل ".

اضاف: "إن عمق العلاقة الأخوية بين سوريا ولبنان والمقاومة التي يجسدها الرئيس الأسد وتجسدها المقاومة الوطنية في لبنان ويجسدها هذا التلاحم الذي يشكله الثالوث: الجيش، الشعب والمقاومة والإنتصارات التي حققتها هذه المقاومة وحققتها السياسة المنفتحة المسؤولة التي يقودها السيد الرئيس بشّار الأسد بالإختراق الايجابي في العلاقات المسؤولة المستنيرة التي انفتحت على جيرانها في تركيا وفي ايران وقبل ذلك وبعده في العلاقات العربية - العربية وفي الانفتاح على العالم كله لنستقوي بالعقلاء وبالغيورين على الكرامة وعلى المصالح وعلى العدل والحرية والكرامة التي هي مصلحة للانسانية جميعا. نحن نتفاءل بالحوار اللبناني - اللبناني ان يقوي هذا البلد وان ينأى به عن الوقوع في الفتنة التي يراد له ان يقع فيها سواء عبر مخططات تأخذ لبوسا أكثر من لابوس او عبر الأطماع الاسرائيلية المباشرة وعبر الاحتلال الذي لا يزال على جزء غال من هذه الأرض كما على الجولان السوري الغالي وعلى الأراضي الفلسطينية الغالية أيضا ".

وقال: "أنا منحاز الى التفاؤل بالجهود السورية - السعودية والجهود العربية عامة وبالجهود الغيورة على أمن لبنان وإستقلال لبنان ومصلحة الجميع ان يكون منحازا للتفاؤل والوعاة كثر والغيورون كثر وانا أنظر الى مستقبل آمن مزدهر مستقر والى علاقة أخوية تنتج وفاقاً وأمناً وإستقراراً ونجاحاً والمستقبل لنا بإذن الله وكلنا ان شاء الله معاً في الدفاع عن الحقوق والكرامة وعن العلاقة الأخوية المتجذرة بين بلدين شقيقين توأمين".