المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 10 تشرين الأول/10

إنجيل القدّيس لوقا 06/12-19

وفي تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا. وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.

 

عظيم من عظماء لبنان
وقائع إزاحة الستار عن تمثال للرئيس كميل شمعون باحتفال في دير القمر/09 تشرين الأول/10/اضغط هنا لقراءة التقرير

http://www.10452lccc.com/special%20events/chamounstatu09.10.10.htm

بالصوت والصورة من تلفزيون المر/وقائع إزاحة الستار عن تمثال للرئيس كميل شمعون باحتفال في دير القمر/09 تشرين الأول/10/اضغط هنا للإستماع ولمشاهدة وقائع الاحتفال

http://mtv.com.lb/Camile_Chamoun_Memorial_Statue/10_09_2010?type=1&filter=0

 

 

بالصوت من تلفزيون المر/مقابلة مع المحامي الياس الزغبي/09 تشرين الأول/10/اضغط هنا

http://www.clhrf.com/audio10/eliaszoghby09.10.10.wma

الزغبي تناول في المقابلةحقبة التزوير/ملف المحكمة الدولية وكذبة شهود الزور والقوانين المحلية والدولية/انقلاب حزب الله المستمر واحتمالات وقوع الحلقة الأخيرة منه/عقلية حزب الله المتأصلة بأخذ الرهائن منذ عام 82/سياسة سوريا تجاه لبنان المتنقلة بين الثابت والمتحول/الحالة الجولانية في الجنوب التي تمنع حزب الله من المقاومة/شعار السلاح يحتمي من السلاح التي مورست في برج أبي حيدر/هرطقة مذكرات التوقيف السورية/مقاضاة مواطنين لبنانيين لمسؤولين عن ممارسات حقبة الاحتلال السوري/دور 14 أذار الإستقلالي المقاوم/ذكرى 14 تشرين الأول ومحاولات تزوير التاريخ من قبل عون وحلفائه الحاليين – اعداء الماضي بتبرئة سوريا من الجريمة والباسها للحالة الإستقلالية

 

إزاحة الستار عن تمثال للرئيس كميل شمعون باحتفال في دير القمر

حرب: عرفته بالمثال للعدل السياسي الذي لم ينحدر الى المستويات التي نشهدها

شمعون: علمنا قيمة الوطن وكيف نحافظ عليه ونصونه وبقي كذلك حتى الرمق الأخير

رزق: ألهمنا كيف تكون الرئاسة والمسؤولية محبة وعطاء لان هذا ما يحتاجه لبنان

البستاني: حرص على التوازن وحسن الجوار مع كل الطوائف فكان يحترم ويصادق الآخر

وطنية - دير القمر - 9/10/2010 أقام حزب الوطنيين الأحرار، بالتعاون مع مجلس بلدية دير القمر، احتفالا في ساحة الشهيد داني شمعون في دير القمر، لمناسبة إزاحة الستار عن تمثال للرئيس الراحل كميل نمر شمعون.

وحضر الى جانب رئيس حزب الأحرار النائب دوري شمعون وعائلته، وزير العمل بطرس حرب ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والحكومة سعد الحريري، ممثل الرئيس أمين الجميل نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية شاكر عون يرافقه عضو المكتب السياسي المحامي جوزف عيد، ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الوزير السابق ماريو عون، الوزيرة منى عفيش، ممثل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الوزير أكرم شهيب، ممثل وزير الداخلية زياد بارود قائمقام الشوف جورج صليبي، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الآباتي مارسيل أبي خليل، ممثل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع قرينته النائبة ستريدا جعجع، رئيسة جمعية الأمير الوليد بن طلال الانسانية والاجتماعية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، النواب: روبير غانم، ايلي ماروني، ايلي عون، جورج عدوان، علاء الدين ترو، محمد الحجار، فادي الهبر، ومثل النائب مروان حمادة نجله كريم، وممثل النائب نعمة طعمة طوني انطونيوس، وعدد من الوزراء والنواب السابقين، منسق الأمانة العامة لقوى 14آذار النائب السابق فارس سعيد وأعضاء من الأمانة، ووفود من أحزاب: التقدمي الاشتراكي، الكتائب، المستقبل و"القوات اللبنانية".

وحضر ممثلون عن: قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، وقائد الدرك، والمدير العام لأمن الدولة، ومدير المخابرات، ومدراء عامون، ونقباء بينهم نقيب الصحافة محمد البعلبكي، وممثلون عن عدد من البعثات الدبلوماسية وبلديات ورجال دين وشخصيات مختلفة.

النشيد الوطني استهلالا، وتقديم من الدكتور الياس رزق، وشريط وثائقي جرى عرضه عن الرئيس كميل شمعون وأبرز المحطات السياسية والاجتماعية له.

البستاني

وألقى رئيس بلدية دير القمر انطوان البستاني كلمة قال فيها: "كميل نمر شمعون، إبن دير القمر، المحامي والدبلوماسي والسياسي ونائب الشوف ورئيس الجمهورية اللبنانية. اجتمعنا اليوم لتكريمه، إننا نشكركم لتكبدكم هذا العناء، وأهلا وسهلا بكم في دير القمر. كميل نمر شمعون، إن شرفة سينما دير القمر تفتقدكم اليوم، هذه الشرفة التي انطلقت منها أول انتفاضة حضارية وسلمية فتحت أمام لبنان عصر التطور والانفتاح والنمو الاقتصادي، وكنت على رأسها، بحنكتك السياسية وحسن المعاملة، تصادقت مع الزعماء العرب والأجانب، التقدميين والمحافظين، من أقصى الشرق الى أقصى الغرب. ولا غرو فإنك كنت وريث العظماء الذين حكموا لبنان من هنا، من دير القمر.

تابع: "إنك وريث فخر الدين المعني الثاني مؤسس لبنان الحديث والذي انفتح على العالم وعين الرجل المناسب في المكان المناسب، ووضع أسس العلاقات الدبلوماسية مع بلاد الشرق والغرب. وريث الأمير حيدر شهاب الذي أسس لبنان المعاصر بترتيبه أوضاع المناطق وهيكلية الدولة ونظام الضرائب والاقتصاد والزراعة. وريث الأمير بشير الثاني الكبير الذي حكم بعدالة وصرامة، والذي هيأ لبنان ليماشي التطور العلمي: ففتح الموانىء وحاول أن يلعب دورا بين الشرق والغرب، وأرسل الطلاب الى معاهد الطب الفرنسية في مصر، وتلقح ولقح اللبنانيين ضد وباء الجدري، وشيد مستشفى الكرنتينا. حالف محمد علي المصري وفرنسا وايطاليا والفاتيكان. وشيد الجسور وثبت الأمن على جميع الأراضي اللبنانية. إنك وريث داوود بك عمون واوغست باشا أديب اللذين وضعا أسس لبنان القرن العشرين. وعندما انتخبت رئيسا للجمهورية مارست الحكم على طريقة أسلافك إضافة الى نظرتك المستقبلية المحدقة بالقرن الواحد والعشرين، فأعليت شأن الاقتصاد والتجار والصناعة".

تابع: "ووطدت التعليم وأسست الجامعات وشجعت الثقافة وأنشأت المهرجانات الدولية وزرعت في العالم ممثليك في السفارات كلا حسب اختصاصه المتوازي مع الدولة المضيفة، ونشرت الأمن على جميع الأراضي اللبنانية، وعقدت المؤتمرات الدولية فصالحت الزعماء العرب في ما بينهم. والأهم الأهم أنك كإبن دير القمر والشوف، حرصت على التوازن وحسن الجوار مع جميع الطوائف، فكنت تحترم وتصادق الآخر، وكان الآخر يحترمك ويصادقك. كنت كبير القلب، فصفحت عن كل من أراد أذيتك، عملت بكل قواك لتجنب لبنان كوارث الحرب ومصائبها، ناشدت اللبنانيين والفلسطينيين أن لا ينجروا وراء أعمال تخريبية وحربية، لأنك كنت تعلم أنه إذا وقعت الواقعة كانت الكوارث ستلحق باللبنانيين وبالفلسطينيين على حد سواء".

أضاف: "لسوء الحظ لم يكن هناك آذان لتسمع، وحين وقعت الكارثة صببت جهودك كلها لتجنب دير القمر والشوف صولات الحرب، فلم تقطع أبدا خيوط معاوية بينك وبين كل الأطراف. وعندما لزم الأمر قاومت الاحتلالات بكل قواك وصمدت بالأشرفية بين أبنائها، وحملت في الوقت ذاته هم حرب الجبل وحصار دير القمر، فخلصت الأشرفية وخلصت دير القمر. لكل هذا تقول لك الدير اليوم، أهلا وسهلا بك مجددا في ربوعها، فكنت وما زلت وستبقى رمزا من رموزها. وكذلك يقول لك الشوف ويقول لك كل لبنان، شكرا كميل نمر شمعون".

رزق

وتحدث النائب السابق ادمون رزق، فقال: "ما دمنا معا فلا قوة تستطيع النيل من لبنان، والعزاء في وحدتنا واعترافنا كلانا بالآخر، والحرص على الوطن، إننا مدعوون لتأدية رسالة في الشرق لكي نكون نموذجا حضاريا يقول للعالم لا تخطىء تستطيع وأن تفرقنا مذاهب أن نتوحد ونشهد لحقيقة واحدة ان الانسان أخ الانسان".

أضاف: "يا كميل شمعون ألهمنا كيف تكون الرئاسة والزعامة والمسؤولية والوفاء والولاء والتضحية محبة وعطاء وهذا ما يحتاجه لبنان، ومن يقول بأن القوة الحقيقية هي في ما نمسك من صواريخ وأسلحة وذخائر وما نمتشق من سيوف، أليس الحسين من قال "أللهم إن كنت قد منعت عنا النصر فاجعل لما هو خير منه"، كان يعرف ان النصر بالمحبة والعقل والحضارة، هو خير من النصر بالسيف والمدافع وحاملة الطائرات والقاذفات والقنابل. ان ثورة لبنان يجب أن نحافظ عليها، فليبق الجبل رافدا لكل الشواطىء البعاد وعزة إباء وسيادة وحرية واستقلال، ولتبق أقمار الدير مشعشعة من الجبل وهاجة على مدن لبنان ليظل اللبنانيون المشاعل أمام العرب والعالم".

حرب

وقال الوزير بطرس حرب: "تقف الدولة اليوم بكاملها إجلالا للرئيس كميل شمعون، وبصفتي الشخصية، لما كانت تربطني به من صداقة ومعرفة ومواكبة، أقول عرفته بالرجل المثال للعدل السياسي الذي لم ينحدر يوما الى المستويات التي نشهدها هذه الأيام، عرفت فيه الأصالة الوطنية الشجاعة، المؤمن بلبنان وبالله وبأبدية وسرمدية وسيادة لبنان. وإن وقفت اليوم بينكم وفرض الكلام فلكي أحيي هذا الرجل والبيت الكريم، ودير القمر وجبل لبنان والشوف، وأملنا أن ينبت أمثال هذا الرجل رحمه الله وأبقاكم سالمين".

شمعون

والقى النائب دوري شمعون الكلمة الآتية: "لما سألني أحد أصدقائي عن مواصفات التمثال، وإذا كان حجمه صغيرا أو بقامته الطبيعية، أجبته أن تمثالا لعملاق السياسة اللبنانية يجب ان يكون بحجمه، على الأقل، مرة ونصف الحجم الحقيقي، ولو كان المكان يتسع لكنا كبرناه أكثر، ولو أردنا أن نعطيه ما يستحق من عظم، لكان رأس التمثال ناطح السحاب. كميل نمر شمعون كان حقا رجلا إستثنائيا بكل ما في الكلمة من معنى، أكان ذلك بحجمة السياسي أم بنبوغه أم بإخلاقه وعلمه وطيبة قلبه، كان "يزعل" ويعاقب ثم يسامح، كان يواجه الأخطار التي تحدق بلبنان بشراسة تفوق بكثير مواجهة الخطر الذي يقع عليه وعلى عائلته".

تابع: "لقد علمنا قيمة الوطن وكيف نحافظ عليه ونصونه، علمنا كيف نحب الناس ونحترمهم، كل ذلك ضمن أطر المودة والشهامة والأخلاق، وبقي كذلك حتى الرمق الأخير من حياته، كان رحمه الله، بالرغم أن جسده قد أنهكه السن والمرض، يأبى إلا أن يقوم عن كرسيه ليصافح كل من يزوره بالإبتسامة والكلمة المرحبة اللائقة".

وقال: "نحن اليوم في مسقط رأسه، غير بعيدين عن منزل أبيه، ولا عن أول مدرسة تعلم فيها، وبجانب سيدة التلة التي تعلق بها وبقيت أيقونتها حول عنقه حتى آخر يوم من حياته، كما نحن على مقربة من حقول دير القمر التي اصطاد فيها وأحب طبيعتها، أحب دير القمر وحببنا فيها، مفتخرا بماضيها وحريصا على حاضرها، ولما كانت الحروب قائمة وأهلها فاقدي الثقة بالمستقبل، شيد منزلا في أعلى تلالها، ليقول للديارنة والمنطقة بأجمعها أنه واثق بالمستقبل، وينظر إليه بكل إيجابية وعنفوان وجأش وصمود، متيقنا أنه بالنسبة لسنه قد لا يأتيه يوم ليسكن فيه".

تابع: "تعلق كميل شمعون بالشوف والجبل وبالتعايش بين طوائفه، كان دائما الزعيم السياسي الفريد من نوعه، إذ بقي حتى اليوم وبعد ثلاثة وعشرين عاما على وفاته، حيا في قلوب الناس وذاكرتهم، وإينما تنقلت في هذا الجبل أو حتى في جميع مناطق لبنان، مازال اللبنانييون يتكلمون عنه، منهم من عرفه أو من كان أهله يعرفونه كما لو أنه اليوم حيا بينهم. لا شك أنه كان لكميل شمعون أخصام كثر، كما كان له أصدقاء أكثر، ولكن كلاهما كانا يتفقان على أن هذا الرجل ليس من الرجال العاديين، وليس شخصا سيمر عليه التاريخ مرور الكرام، إن أحببته وإن بغضته فهناك واقع ليس بإمكان أحد أن ينكره، وهو ما ذخر به عهده من مشاريع وتشريعات وتطويرات حتى آخر سنة منه، عندما أصبح مشغولا بالدفاع عن إستقلال لبنان وعن بقائه كما كان دائما يردد ليبقى سيدا حرا مستقلا أبديا سرمديا".

اضاف: "هذه العبارات لم تكن لكميل شمعون مجرد محط كلام، كان يعني ويعمل بما تعنيه كل منها، خرج من الحكم وأنشأ حزبنا، وخاض معارك إنتخابية وسياسية، وقاوم وبقي يقاوم لأخر رمق من حياته، متمسكا بهذه المبادىء ومدافعا عن لبنان واللبنانيين جميع اللبنانيين. وما كان يطلب من الدفاع عن قضايا العرب لم يتأخر يوما، وبخاصة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، حتى لقب عن حق ب "فتى العروبة الأغر"، ولكنه لم "يبد" يوما أي قضية أو مصلحة على قضية لبنان ومصالح شعبه، وهذا ما نريده قدوة يحتذى بها لتصرف جميع السياسيين كي يسلم لبنان، ونتحاشى المشاكل والحروب الداخلية التي لم تنفع أحدا سوى الآخرين".

وختم: "كميل شمعون أسطورة، لكن لم يكن بإمكانه التوصل الى قمم النجاح والعظمة، لو لم يكن بجانبه زلفا، هذه الأم والزوجة المثالية التي بقيت صامتة مبتسمة متفهمة ما يواجهة من مشاكل وصعوبات. هنا وفي ساحة داني شمعون، لا يمكن أبدا أن أنساه وانغريد والملاكين طارق وجولين، وكل شهداء لبنان، آملا أن يصبح لبنان الدولة التي من أجلها عملوا وقضوا".

بعدها أزاح حرب وشمعون ونجله كميل ورزق الستارة عن التمثال.

 

شهود زور" 13 تشرين

الياس الزغبي، السبت

شهود الزور هم نتاج القاتل وليس القتيل. في كلّ جريمة، أو قضيّة جنائيّة، شاهد زور أو أكثر. منذ عمليّة الاغتيال الأولى، في فجر التاريخ (جريمة قابيل، لو كان عنده من يشهد)، الى آخر اغتيال (هل هناك آخر اغتيال على الجدول، في لبنان؟)، يبحث القاتل وفريقه عن شهود يضلّلون التحقيق، ولا يصحّ ذلك على أهل الضحيّة الذين يريدون الحقيقة فقط، ولا مصلحة لهم أو رغبة، في طمس هذه الحقيقة. هذا في الاغتيالات الفردية، السياسيّة أو الجنائيّة. ولكن، أن يكون هناك شهود زور على التاريخ وأحداثه الكبرى واغتيالاته الجماعيّة، فهذه بدعة لم نشهد لها مثيلا، الاّ في لبنان. حدث 13 تشرين الأوّل 1990، معروف ومدوّن، بوقائعه وحقائقه، بدمائه ودموعه وآلامه، في التاريخ السياسي والعسكري اللبناني المعاصر. عمليّة اغتيال جماعيّة، ضحاياها مئات القتلى والجرحى والمعتقلين والمفقودين، نجا منها مسبّبها بصفقة موصوفة. والمذهل أنّ الناطقين من بطانته كشفوا بكل صفاقة أنّه قرّر المواجهة، أي قرّر سقوط من وما سقط مع علمه المسبق بالنتائج الكارثيّة، بحجّة الحفاظ على الحقّ التاريخي  للبنان! فأيّ حق يحافظ عليه هؤلاء، اليوم، بتجيير وتزوير أساس هذا الحق؟

وظلّ أهل هذا الحدث، بين بيروت وباريس، 15 سنة، يُحيون ذكراه، بشهدائه وجرحاه ومفقوديه، ويدينون مرتكبه (النظام السوري وحلفاءه)، في صلواتهم ودعاءاتهم وأُمنيات قداديسهم وبياناتهم وحراكهم النضالي المدني، و... تصريحات قائدهم في المنفى المرفّه.

15 سنة، حفروا في قلوب ذوي الشهداء والمفقودين نقمة ولعنة على القاتل والخاطف، وحين حانت ساعة الرجوع السياسي، بعقد ابليسي خطير، مسحوا خطابهم وبلعوا لسانهم، وحوّلوا الجلاّد الى ملاك رحمة، وبحثوا عن قاتل وخاطف بين حلفاء الأمس، الأبرياء من دم الصدّيق، فـ"طلع معهم" أنّ المرتكب والمجرم من "ثورة الأرز"، من تيّار "المستقبل" ومسيحيّي "14 آذار"!نعم، منذ 5 سنوات الى اليوم، يحتفل العائد من منفاه الفاخر، بذكرى 13 تشرين، بعدما أدار مدفعه الى الوراء، تماما كما فعل بعد "حرب التحرير" المبرمجة، ويوظّف هذه المناسبة الانسانيّة والوطنيّة في القنص والقصف على أخصامه اليوم، مبرّئا من اتّهمهم وأصلاهم نارا من لسانه وبياناته عبر البحار على مدى 15 سنة، محاولا جرّ الذكرى الى موقع ليس موقعها.

والمثير أنّه يُقيم احتفاله قبل أو بعد اليوم الصحيح، وكأنّه يخشى وطأة الذكرى في يومها، لئلاّ تحدّق به عين هابيل من وراء دخان تلك الصبيحة السوداء.

زار مرتكبي مجزرة 13 تشرين مرارا، وتحالف و"تفاهم" مع من شاركوهم وغطّوهم في مواقع الرئاسة والوزارة والقيادة والأحزاب الرديفة، ولم يسأل سؤالا واحدا عن شهيد أو معتقل أو مفقود. برّأ ذمّة القاتل الحقيقي، وبحث عن قاتل مفترض، فلم يجده الاّ في قوى 14 آذار، مثل ذاك الذئب، في أقصوصة لافونتين، حين افترس الحمل بحجّة تعكيره مجرى الماء، قبل أن يولد البريء المسكين.

ومع التمادي في تشويه معنى هذه الذكرى الموجعة، يتنادى أهلها الأصحّاء الى وضعها في سياقها الصحيح، واحياء جوهرها ومعناها، في لقاء صلاة وايمان مساء 13 الجاري  في كنيسة مار الياس انطلياس، كي يُزيلوا الغبار الذي لوّث وجهها، ويفضحوا التشويه الذي لحق بها، في البازار الموصوف. في غمرة الضجيج عن "الشهود الزور" في التحقيق الدولي حول الاغتيالات، لا بدّ من فتح الملف الأشدّ خطرا، وهو التزوير التاريخي الكبير في حقائق 13 تشرين. القضيّة المزوّرة قضيّة وطن، وتاريخ لم يمرّ عليه الزمن، والمزوّرون معروفون بالأسماء والألقاب والرتب و"نبل" الخطاب و"أخلاقيّة" التعبير و"سموّ" الاهداف. قبل أن تبحثوا عن شهادات زور افتراضيّة لا تأخذ بها ولا تأبه لها محكمة لاهاي، تعالوا نفضح "شهادات" واقعيّة محسوسة تحاول تضليل وطن بكامله، وشطب ذاكرة وتاريخ، وتجويف معاني الشهادة والتضحية والشرف والوفاء، وتسميم أذهان قسم من اللبنانيّين. تعالوا نُنقذ أجيالنا من جاحديّ ماضيهم، ومزوّريّ حاضرهم، ومفخّخيّ مستقبلهم. قد ينجو المزوّر في القضايا الجنائيّة، بنفسه، وينال أسبابا تخفيفيّة ويستفيد من رحمة القانون والقضاء. أمّا مزوّر القضايا العامّة وحقائق التاريخ وعطاءات الشعوب والجيوش والشهداء، فليس أمامه باب خلاص ولا سبيل رحمة. لا مفرّ من حساب الأبرياء والشهداء، ولا مناص من حكم الأزمان والأوطان.

 

الهدف لبنان نفسه

النهار/علي حماده     

يشكل هدف "حزب الله" المعلن بانتزاع موقف لبناني جامع ضد المحكمة الدولية، ولا سيما من جانب اولياء الدم، اي القوى الاستقلالية، استحالة. فعلى الحزب ان يعرف ان التهديد والوعيد، والنزول الى الشارع، او حتى القيام بغزوات جديدة وصولا الى اسقاط الحكومة لن تغير موقف الاستقلاليين المتمسكين بالحقيقة والعدالة. وجل ما سيجنيه "حزب الله" من حملة التهديدات وبخاصة اذا ما تمادى ليصل به الامر مرة جديدة الى اسالة دماء لبنانيين الابرباء، انه سيؤكد اي تهمة في حقه قد تصدر في القرار الاتهامي بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. فكلما ازداد الحزب توحشا في مقاربته لموضوع الحقيقة والعدالة، وكلما امعن في ظلم الناس معنويا وماديا سيعمق الهوة التي تفصله عن معظم اللبنانيين، والتي تقسم البلاد الى فسطاطين متعارضين لا يربط بينهما شيء، بل انهما آيلان الى صدام حتمي لن يبقي حجرا على حجر.

ان الحملة الدعائية المغرضة التي ينظمها الحزب، ومعه دمشق وحلفاؤها في لبنان لا تقدم ولا تؤخر في شيء سوى انها تزيد الاستقلاليين اقتناعا بأن لا مناص من المواجهة ايا تكن الاثمان والتضحيات. فلبنان في الميزان. لا المحكمة ولا القرار الظني. بل لبنان نفسه. فالعنوان الحقيقي لكل ما يحصل هو الحرب على لبنان لابتلاعه بكسر ارادة الاستقلاليين اولا، ثم بكسر اسس الكيان وتدمير النظام، وتشتيت التنوع اللبناني بالاخضاع وفرض الاذعان بقوة السلاح. نعم، انها حرب على لبنان، ومن يعتقد ان الهدف يتوقف عند حدود القرار الظني، او المحكمة انما هو واهم. انها الحرب للاستيلاء على لبنان بأسره. هذا هو الهدف النهائي لـ"حزب الله" مما يضع اللبنانيين امام مسوؤلية تاريخية: هل يتركون بلدهم يسقط في براثن "حزب ولاية الفقيه"؟ انه السؤال الاساسي. ولا امر آخر يتقدم هذه المسألة. فالتمدد العقاري الخطير (آخره في جديدة المتن) وانتشار المشاريع الاسكانية المسلحة في جميع المناطق، واحتلال معظم مرتفعات السلسلة الغربية لجبال لبنان، ومواصلة احتلال العاصمة بيروت، ومحاصرة الجبل (انتبهوا الى ما يحصل في الشويفات وتخوم قرى الغرب)، والقرى والبلدات في البقاعين الغربي والاوسط، وتسليح مجموعات في الشمال، كلها اشارات الى ان ما يواجهه لبنان هو حرب منظمة هدفها الاستيلاء على بلاد الارز بكاملها. فعنوان "المقاومة" بات مثيرا للهزء بعدما صارت وظيفة السلاح قمع اللبنانيين والتحكم بمصائرهم وتحويل لبنان سجناً كبيراً.

ان المحكمة والقرار الاتهامي وحتى مهزلة ما يسمى "شهود الزور" هي قضايا فرعية، اما القضية الاساسية فهي مصير لبنان كله. فلم يسبق ان واجه بلدنا تهديدا بمستوى الخطر الوجودي الذي يواجهه راهنا. لقد حلّت المليشيات على انواعها وزالت ولم يسقط لبنان. وأتت الاحتلالات ورحلت وبقي لبنان وبقي اللبنانيون. واليوم تهديد اشد وامضى. فهل يفيق البلهاء من سباتهم؟ ثمة نوعان من المجرمين: الاول من يقتل. اما الثاني فمن يتفرج على القتل. ان الوقوف موقف المتفرج ولبنان يدفع دفعا الى السقوط، هو جريمة اشد مضاضة وايلاما.

من هنا ما كان خوفنا من مصدر التهديد نفسه بمقدار ما كان من البلهاء والمستقيلين في آن واحد.

 

اوباما ينذر الأسد: ستتحمل مسؤولية أي عنف يتسبب به "حزب الله" في لبنان  

ذكرت مصادر مطلعة ان مساعد المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط، فريدريك هوف، الذي وصل أمس (الجمعة) إلى دمشق حمل معه إنذاراً مباشرا من الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى نظيره السوري بشار الأسد، مفاده أن اوباما سيحمّل الأسد شخصياً المسؤولية عن أي عمل عسكري يقوم به "حزب الله" ضد أي فريق في لبنان، محذراً من تبعات ذلك على الأسد في واشنطن وانعكاس هذا الأمر على بلاده. وأوضح موقع "دبكا" العسكري الاستخباراتي الاسرائيلي أن هوف سيبقى في دمشق اياما للاطلاع على الوضع، لافتاً إلى ذلك سيضمن للرئيس الأميركي بقاء مبعوثه خلف الأسد ليرسل إليه المستجدات المتعلقة بلبنان وسوريا. ومن المنتظر ان يخضع الرئيس السوري لاختبار الأسبوع المقبل عندما يقوم حليفه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بزيارة إلى لبنان تستغرق يومين، اسهمت مسبقا في زيادة حدة التوترات في البلاد والمنطقة.

ويعدد الموقع الأسباب التي دفعت بالرئيس الأميركي إلى إرسال هذه الانذار ومنها:

أولاً، ضغط الرئيسان السوري والايراني على الأمين العام لـ"حزب الله" من أجل شن هجوم على مراكز السلطة في لبنان والاستيلاء عليها عبر إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري فور مغادرة الرئيس الايراني لبنان.

ثانياً، من شأن هذه العمل أن يتسبب بنشوب حرب أهلية أو يستدعي تدخلاً عسكرياً إسرئيلياً، وهما احتمالان يحاول الرئيس الأميركي منعهما.

ثالثاً، عندما طلب ديبلوماسيون أميركيون من وزراء الخارجية العرب الموجودين في قمة "سرت" المنعقدة في ليبيا، عدم اغلاق الباب أمام المحادثات الاسرائيلية – الفلسطينية المباشرة، تم اطلاعهم من جانب الوزيرين السعودي والمصري بأن هذه القضية متعلقة بالأزمة الموجودة في لبنان. وإذا وافقت واشنطن على التدخل بقوة للحفاظ على استقرار حكومة الحريري، فإنهما يعتقدان أنه يجب اعطاء الولايات المتحدة الوقت للخروج من المأزق المتعلق بالمسار الاسرائيلي- الفلسطيني المتعلق بمسألة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وبالتأكيد، فإن قمة "سرت" من خلال دعمها موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس امهلت واشنطن شهراً للدفع مجدداً من اجل احياء المحادثات مجدداً.

رابعاً، إن تعيين مساعد المبعوث الأميركي فريجيريك هوف ليتولى مهمة دمشق، ونقل رسالة التهديد التي حملها واللتين تمثلان خطوات أميركية مباشرة ضد سوريا، خطوة غير مسبوقة من ناحية اللهجة القاسية التي انتهجتها الديبلوماسية الأميركية مع أي حكومة عربية.

ونقل الموقع عن مصادر ديبلوماسية اعتبارها هذا النهج الأميركي بمثابة تحد، يشير إلى نية الرئيس اوباما احترام مسؤولية الرئيس السوري تجاه لبنان ضمن الحدود التي وضعتها واشنطن. هذا التحدي سيتطلب منه أن يكسر الصفوف مع الرئيس الايراني والأمين العام لـ"حزب الله" والتراجع عن الخطط الثلاثية التي تم رسمها من أجل تقويض حكومة الحريري، ما يعني أن الأسد سيثبت أن نفوذه على حسن نصر الله أقوى من النفوذ الايراني.

وستظهر الأسابيع المقبلة ما إذا كان انذار اوباما سيثمر، بحيث يتم انقاذ لبنان والمنطقة من خطر انتشار العنف، برغم أنه لم يوضح طبيعة التبعات التي ستنجم عن عصيان الأسد لتحذير اوباما.  المصدر : دبكا 

 

 سعدالله الخوري لـ"المركزية": تمويل المحكمة تحصيل حاصل وما يُحكى حديث سياسي خــــارج عن نطاق القـــانون

المركزية- أوضح الرئيس الاسبق لمجلس شورى الدولة يوسف سعدالله الخوري أن "كل ما يُحكى عن موافقة او عدم موافقة مجلس الوزراء او مجلس النواب في تمويل المحكمة الدولية هو حديث سياسي خارج عن نطاق القانون"، لافتا الى انه "لا يمكن الغاء المحكمة لأنها ولدت وأصبح لها شخصية معنوية مستقلة عن الامم المتحدة وعن الدولة اللبنانية".

وقال في حديث الى "المركزية": المحكمة الدولية موجودة شئنا ام أبينا، ووجودها مستقل عن الأمم المتحدة وعن الدولة اللبنانية وهي انبثقت عن اتفاقية دولية جرت بين لبنان وبين الامم المتحدة، ومن هذه الاتفاقية ولدت المحكمة". اضاف:" أعلنت منذ البداية ان انطلاقة هذه المحكمة غير دستورية، والحديث عنها والتفاوض مع الامم المتحدة بهذا الشكل كان غير دستوري، لانه حسب المادة 52 من الدستور فان رئيس الجمهورية اللبنانية هو من يتولى التفاوض بشأن مثل هذه الاتفاقيات الدولية، ورئيس الجمهورية في الامس واليوم وغدا حسب المادة المذكورة هو من يطلق عملية التفاوض ومن دون ارادته لا تصير".

وقال: "ولكن حصلت الاتفاقية بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة وأبرمت من الجهة الاخرى، واصبح لبنان ملزما تجاه الامم المتحدة، والامم المتحدة بدورها اصبحت ملزمة امام لبنان بمندرجات هذه الاتفاقية، وولدت المحكمة، وأصبح لها شخصية معنوية مستقلة عن الامم المتحدة وعن الدولة اللبنانية أي عن كلا فريقي العقد، واصبحت هي مسؤولة عن ملف اغتيال الرئيس الحريري وسائر الاغتيالات التي حصلت والتي كلفت فيها".

واشار الى "ان اي محكمة تضع يدها على الملف تكون مسؤولة وصلاحياتها تشمل الاصل والفرع، هذا حسب المبادئ العامة للقانون وحسب اصول المحاكمات الجزائية في لبنان والمبادئ العامة في كل الدول التي تسري لديها قاعدة الفصل بين السلطات". واعتبر ان "لا سلطة اخرى قضائية او سياسية او ادارية تأخذ شيئا من الملف الذي هو في يد المحكمة، والتي اصبحت وحدها السلطان المطلق فيما يختص بهذا الملف".

أضاف:" من هنا لمعرفة اذا كان هناك شاهد زور أو لا، المحكمة هي التي تقرر، وتثبت هذا الامر".لافتا الى "ان كل ما يدور حول هذا الامر هو حديث سياسي، واذا كان هناك من بذور للفتنة لا بد ان نبتلعها، وتاليا اتمنى لو كان هناك امكان لالغاء هذه المحكمة حرصا على السلامة والاطمئنان، ولكن للأسف هذا الامر لا يمكن ان يحصل اطلاقا لا بارادة لبنان او الامم المتحدة او أي دولة او مجتمع آخر، لأن هذه المحكمة ولدت واصبح لها شخصية، والمحكمة تبقى قائمة بذاتها ولا يمكن لأحد ان يلغيها، وهي تبقى مستمرة حتى تستنفذ كل ما وجدت لأجله". وأوضح ان "تمويل المحكمة هو تحصيل حاصل، اي ان الدولة اللبنانية ملزمة بدفع ما يتوجب عليها وفقا للاتفاقية الدولية، وفي حال لم تدفع تكون نكرت هذا الاتفاق وعليها ان تتحمل المسؤولية بموجب بنود هذا الاتفاق تجاه الامم المتحدة وتجاه المجتمع الدولي.

واشار الى ان قضية التمويل لا تحتاج الى التصويت لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب، ومجلس النواب ملزم فقط برصد الاعتماد، ولا احد يستطيع رفض رصد هذا الاعتماد المتوجب على الدولة اللبنانية". وختم:" الدولة للبنانية ملزمة بتنفيذ موجباتها وعلى رأسها تمويل المحكمة الدولية بالنسبة المتوجبة عليها حتى تنتهي المحكمة من مهماتها، وتاليا هي ملزمة ان تلحظ الاعتماد اللازم سنة فسنة حتى تنتهي هذه المهمة، وهي ليست بحاجة الى قرار من مجلس الوزراء كما الموازنة العادية، او لقانون من مجلس النواب لان الالتزام اصبح موجودا، وكل ما يُحكى عن موافقة او عدم موافقة مجلس الوزراء او مجلس النواب هو حديث سياسي خارج عن نطاق القانون".

 

بيضون: سوريا مسؤولة عن أي انقلاب ايران بلد ضعيف وليست امبراطوريــة

المركزية - اعلن الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن "حديث البعض عن إسقاط مشروع الشرق الأوسط فيه وهم كبير"، مؤكدا أن "إيران بلد ضعيف مهما حاولت أن تصور نفسها إمبراطورية، وأن الحديث عن أن هناك محورا سوريا - إيرانيا هو الذي يقرر سياسة المنطقة، فكرة فيها الكثير من المبالغة". وأكد في حديث إذاعي أن "الدور السوري في لبنان مقياسه الإنفتاح الأميركي على سوريا، وليس حديث البعض عن عودة النفوذ السوري إلى تفاصيل السياسة اللبنانية"، مشددا على أن "الموقف السوري ستلحق به خسارة كبيرة في حال حصول عدم إستقرار في لبنان، وسيتم تحميل سوريا مسؤولية عدم الإستقرار. وقال: "هناك أطراف في لبنان اليوم يهددون بعدم الإستقرار، حتى أن الرئيس السوري قال إن الوضع في لبنان غير مطمئن، وهناك مسؤولون في لبنان يقولون أيضا أن البلد سيخرب"، لافتا الى "نتيجتين ستخرجان عن حصول أي إنقلاب مسلح على السلطة في لبنان: الأولى: تحميل المجتمع الدولي وأميركا المسؤولية لسوريا، فتخسر بذلك ما كسبته منذ العام 2007 إلى اليوم من إنفتاح عربي ودولي عليها. الثانية، وهي الأخطر، تقويض للدولة اللبنانية يعيد العامل الإسرائيلي الى لبنان وهذا لن يؤدي فقط إلى خسارة لدى حزب الله، بل لدى سوريا أيضا، في حين أن الرابح الأكبر سيكون إسرائيل".

 

تهديدات لمراسل "ام تي في" أعدّ تقريـــراً عن شراء أرض في منطقــــة الجديـدة بارود أكد دعمه عيد والمحطة والجميل استنكر

المركزية ـ مرة جديدة يتعرض الإعلام الى ضغوطات تحدّ من حريته فقد تلقى الزميل جورج عيد مراسل الـMTV الذي أعدّ تقريراً عن شراء جمعية مقربة من حزب الله لـ11 ألف متر مربع في منطقة الجديدة والفنار وعرضه في نشرة أخبار المحطة مساء الخميس 7 الجاري، تهديدات على هاتفه الخلوي من مجهول.

دعم بارود: وبعد علمه بالموضوع إتصل وزير الداخلية زياد بارود بعيد، واعداً بمتابعة الموضوع شخصياً واضعاً نفسه بتصرف الزميل عيد وقناة الـMTV داعماً إياهما في قول الحقيقة ونقل الأخبار بحرية تامة من دون أي تهديد أو تأثير. الرواية: واوضح عيدفي حديث صحافي ملابسات التهديدات التي تعرض لها فقال: انه خلال تصوير التقرير ترددت اكثر من مرة الى موقع التصوير سيارة من نوع "جيب شيروكي" في داخلها 4 اشخاص وبدأت تمر الى جانبنا باستمرار، وترجل شاب منها مطالباً بمعرفة ماهية العمل الذي يقوم به فريق العمل ومؤكدا انه سيبقى في المكان الى حين الانتهاء من التصوير وبصفة "متفرّج". وأشار الى ان الليلة قد انقضت ليستيقظ صباح الجمعة على اتصال وصفه بالمزعج استمر لثوان معدودة، يقول فيها المتصل "انك تلعب بالنار، ونحن نراقبك" اضافة الى كلام بذيء ثم اقفل الخط. وسأل "لماذا يراقبونني وما هو الهدف من تهديدي بعدم اللعب بالنار؟"

وكشف عيد ان المحطة ومسؤولين فيها تلقوا اتصالات "مزعجة" اضافة الى عدد من الرسائل الالكترونية التي وصلت الى بريده الخاص. واعتبر انه له يتم تهديده شخصيا فقط بل ان التهديد قد طال المحطة ايضا. وقال: ما جرى "لن يدفعنا الى التراجع بل الى الاستمرار اكثر وسيكون محفز لنا اذ لانه حين تكون "مصدر ازعاج" لاحدهم فذلك يعني انك تقول امرا صحيحا، وحين لا يجيب الشخص فذلك يعني انه مخطئ والسكوت هنا ليس علامة الرضى بل علامة الذنب".

واضاف "هذه المرة كان تهديدا ولا ندري ماذا سيكون في المرة المقبلة لكن في النهاية نقوم بعملنا، وان كانوا يريدون تحويلنا الى ابطال فهم يقومون عندها بغلطة وليس شيئا عظيما لأن عملنا هو البحث عن الحقيقة". وذكر ردا على سؤال انه يبدو ان هناك اصحاب رأي في لبنان يطالبون بحرية وسيادة لبنان واستقلاليته عن الدول المتحكمة بمصيره هم من يهددون، متسائلا عن اسباب ذلك الامر. واردف قائلا "لا انتماءات حزبية لدي، لدي فكر معين يلتقي مع عدة احزاب ومواقفي واضحة، فلم يكون هذا الموقف سببا للتهديد او اللوم او المس بكرامة الانسان". وعما يطلبه من الدولة اللبنانية، قال انه يطالبها بمزيد من الانتباه على الاقل في المناطق التي لها سيادة عليها كي تحمي المواطنين من صحافيين وعاملين وغيرهم.

الجميل: الى ذلك توالت ردود الفعل، فإعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ان شراء حزب الله 11 ألف متر مربع في منطقة الجديدة يندرج في اطار مخطط لتغيير واقع المنطقة الديموغرافي والسياسي، محذرا في حديث متلفز من تداعيات عمليات شراء الاراضي في شكل كثيف في لبنان والتي تهدف الى تغيير وجه بعض المناطق مستنكرا التهديدات التي تلقاها الزميل عيد . وأكد الجميّل ان لهذه العملية اهدافا سياسية واضحة مشيرا الى ان تغيير هوية منطقة الجديدة امر خطير جدا، محملا المسؤولية الى جميع المواطنين الذين يسهمون في بيع الاراضي بطريقة عشوائية لاهداف سياسية لان بيع 11 الف متر لمؤسسة تابعة مباشرة الى حزب الله ويرأسها وزير من حزب الله ليس امرا طبيعيا والشراء عندها يكون سياسيا لا عاديا.

"إعلاميون ضد العنف": بدورها اصدرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" بيانا تضامنيا مع مراسل MTV جورج عيد حذرت فيه من تمادي بعض الجهات المجهولة -المعلومة في ممارسة إرهابها الفكري والمعنوي والمادي على الحريات العامة والصحافيين والإعلاميين ووسائل الإعلام، اعتقادا منها بأن هذا الأسلوب يفسح في المجال أمامها لتصحير الساحة اللبنانية وتدجين اللبنانيين وإسكات الإعلام الحر وتخويف الصحافيين الاحرار بغية ثنيهم عن ممارسة رسالتهم.

 

"ملتزمون" استنكر التعرض للـ "ام.تي.في" واسف لاستمرار السجال الاعلامي المدمـّر

المركزية – ابدى تجمع "ملتزمون" اسفه لاستمرار السجال الاعلامي المدمر بين اطراف النزاع والمتفلت من كافة الضوابط الاخلاقية والقانونية، مستنكرا بشدة ما تعرضت له محطة الـ "ام.تي.في" من تهديد لبتها تحقيق مصور يفضح عملية شراء "حزب الله" اراضي في منطقة المتن الشمالي بطريقة ملتوية.

1- ابدى المجتمعون اسفهم لاستمرار السجال الاعلامي المدمر بين اطراف النزاع والمتفلت من كافة الضوابط الاخلاقية والقانونية. واستهجن المجتمعون المواقف الاعلامية المبشرة باحداث مقبلة والاتهامات المتبادلة حول التسلح، ودون اي اثبات حسي، ما يظهر لبنان بلدا سائبا تقطنه قبائل وجماعات متناحرة ومتقاتلة. ودعى المجتمعون الاجهزة المعنية للتحرك سريعا للحد من هذه التصريحات ومعاقبة المخالفين ايا كانوا لان هذه المواقف تضر بالسلم الاهلي والامن المجتمعي.

2- ابدى المجتمعون ارتياحهم لتجاوب السلطة مع صرخات الشعب الخائف، وحيوا فخامة رئيس الجمهورية على موقفه الاخير في مجلس الوزراء وتاكيده ان الاجهزة المختصة ستبقى العين الساهرة على امن وسلامة المواطن. كما حيا المجتمعون قائد الجيش للرسالة الواضحة بأن المؤسسة العسكرية في جهوزية تامة لمواجهة مفتعلي الفتن وكل من تسول له نفسه العبث بالامن. ان هذه المواقف المسؤولة اعادت الامل الى المواطن بان هناك سلطة ساهرة على راحته وبان المجرم والقاتل لن يفلت من العقاب والملاحقة.

3- استعرض المجلس ما تناولته وسائل الاعلام عن استياء وخوف المواطنين الذين يسكنون قرب الفندق الذي سينزل فيه الرئيس الايراني، من رؤيتهم عناصر "غير شرعية" بلباس موحد تتجول ليلا بشكل مريب ومزعج. ان هذه التحركات والدوريات الامنية والاستخباراتية من فبل "جماعة غير شرعية" تشكل تدخلا سافرا بمهام هي من صلب عمل القوى الامنية اللبنانية، كما يشكل هذا التصرف استخفافا بالسلطة واهانة لكرامة اللبنانيين. وتساءل المجتمعون: لماذا لا يستقبل كبار الزائرين في قصر الضيافة المشاد قرب القصر الجمهوري؟؟؟

4- استنكر المجلس بشدة ما تعرضت له محطة ام تي في من تهديد لبثها تحقيق مصور يفضح عملية شراء حزب الله اراض شاسعة في منطقة المتن الشمالي بطريقة ملتوية. ويدعو المجلس الاجهزة المختصة للاسراع في كشف الجناة والقبض عليهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه محاولة كم الافواه الحرة والشريفة.

ان الحريات العامة، وخصوصا حرية التعبير، هي من ميزات لبنان الاساسية ولن تتاثر ابدا بسياسة الترهيب هذه.

5- يدعو المجلس المواطنين للتنبه لما يتعرض له لبنان من هجمة شرسة ويائسة لفرض ثقافة الراي الواحد والفكر الواحد. فمن واجب المنظمات الاهلية والمدنية التكاتف والتعاضد والعمل معا لمواجهة هذا المخطط التدميري حفاظا على رسالة لبنان الحضارية والثقافية والابداعية، وكي يبقى موئل الحريات وارض المحبة ومساحة رحبة لتلاقي الحضارات وتفاعل الاديان.

 

لقاء تضامني مع لبنانيين صدرت في حقهم المذكرات السورية

المركزية - انطلاقا من تمسكها بالحرية والديموقراطية والسيادة والقوانين المرعية ، دعت كل من جمعيات المجتمع المدني الثلاث: "إعلاميون ضد العنف" و"مرصد الجمهورية" و"المجلس العالمي لثورة الأرز- لبنان" إلى لقاء تضامني مع اللبنانيين الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف سوريا.الزمان: الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الاثنين الواقع في 11 تشرين الأول 2010.المكان: نادي الصحافة- فرن الشباك- بناية الفا- الطابق السابع.

 

القوات": مراسل الMTV  جورج عيد يتعرض لمضايقات وتهديدات

وطنية - 9/10/2010 صدر عن الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية البيان الآتي: "منذ يوم البارحة ومراسل الـMTV جورج عيد يتعرض لحملة مضايقات وتهديدات على خلفية إعداده تقريرا عن شراء حزب الله قطعة أرض كبيرة في منطقة الجديدة. إن القوات اللبنانية إذ تنبه الى خطورة هذا الامر ومدلولاته، تؤكد لممتهني اساليب الترهيب والتعدي على الصحافيين ووسائل الإعلام أن خططهم لن تنجح في كبت الحريات وكم الافواه لأن لبنان والحرية صنوان لا يفترقان، ولأن الاعلام الحر سيبقى رسالة لبنان السامية واحدى علاماته الفارقة.

تدعو القوات اللبنانية السطات القضائية للتحرك لكشف هوية المتطاولين على رسل الكلمة الحرة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".

 

"الوطن" السعودية: اتصالات لاحتواء التوتر وتقرير نجار سيفاجئ المعارضــــــة

المركزية – كتبت صحيفة "الوطن" السعودية ان اتصالات بعيدة عن الأضواء تجرى في لبنان على مستوى المسؤولين الكبار لاحتواء التوترات في ظل قرار أركان الدولة تكليف الجيش ضبط الأمن ومنع أي محاولة للتعدي على الاستقرار العام. واضافت ان ذلك جاء بعد وقوع أحداث أمنية حصلت خلال الأسبوع الحالي وسجلت أمس أحداث أخرى أهمها معركة بين عمال سوريين وأفراد من الجيش اللبناني في مدينة النبطية الجنوبية. كما وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت اشتباكات مسلحة بين عناصر حزبية وأفراد من عائلة شمص استعملت فيها الأسلحة الرشاشة. وفي تطور لافت نقلت "الوطن" عن مصادر قضائية إن تقرير وزير العدل إبراهيم نجار في لبنان شهود الزور والذي سيعرض على مجلس الوزراء سيشكل مفاجاة بالنسبة إلى وزراء المعارضة، رافضة الإفصاح عن طبيعة المفاجاة.

 

مصادر لـ"كونا": زيارة نجاد للبنان تأتي باطار دعم الحكومــة والمقاومـــــة والجيش

المركزية_ أشارت مصادر دبلوماسية مواكبة لزيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لبنان، في حديث لوكالة الانباء الكويتية "كونا"، الى ان زيارة نجاد تحمل في طياتها "رسائل محبة لكل الشعب اللبناني وتأتي في اطار دعم الحكومة اللبنانية والمقاومة والجيش". ولفتت المصادر الى ان وفدا وزاريا كبيرا سيرافق الرئيس الايراني خلال زيارته هذه التي ستشهد توقيع 15 اتفاقية وبروتوكول تعاون مع الجانب اللبناني في مختلف المجالات. وعما اذا كان سيتم توقيع اتفاقية في مجال الدفاع والامن، اكدت المصادر ان الجانب الايراني سيعرب عن استعداده "لتلبية اي طلب لبناني يتعلق بتقديم المساعدات للجيش ووقوفه الدائم الى جانب لبنان وشعبه في مواجهة العدو الاسرائيلي الذي لم ينفك عن تعريض الامن والسلم في المنطقة للخطر بالاضافة الى دعمه في المحافل الاقليمية والدولية". واوضحت في السياق ذاته ان الجانب الايراني سيشدد امام المسؤولين اللبنانيين على "أهمية الحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان ووأد الفتنة كما سيؤكد اهمية استمرار الاجماع الوطني حول مقاومة اسرائيل وان ايران تقف الى جانب الشعب اللبناني دون تفرقة او تمييز".

 

وكالة تركية: أردوغان في سوريا الاثنين

المركزية - يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في زيارة لسوريا الاثنين المقبل لعقد محادثات مع كبار المسؤولين السوريين تشمل العلاقات الثنائية والملفات الاقليمية.

ونقلت وكالة "اخلاص" التركية للأنباء عن مصادر حكومية القول ان أردوغان سيلتقي خلال الزيارة الرئيس السوري بشار الأسد لاجراء محادثات يتصدرها ملف حزب العمال الكردستاني والجهود المبذولة للحد من نشاطات المنظمة المحظورة في تركيا، اضافة الى التطورات في الشرق الأوسط والتعاون الثنائي بين البلدين. وتأتي زيارة أردوغان بعد أيام قليلة من زيارة قام بها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لمدينة اللاذقية السورية، شارك خلالها في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى السوري التركي. ويقول مراقبون سياسيون ان الجبهة السورية التركية تواجه تحديا كبيرا يتمثل في احتدام الصراع حول مستقبل العراق لا سيما في ظل توافق البلدين بشأن وحدة التراب العراقي في ظل تنامي النفوذ الاسرائيلي في شمال العراق. ويرافق رئيس الوزراء التركي أردوغان خلال الزيارة وزير الداخلية بشير أتالاي وعدد من المسؤولين الأتراك.

 

صفير التقى في روما الاعلاميين والخازن وخليفة: سبب الدعوة الى السينودس نزوح ابناء الكنائس في الشرق

الحوار الاسلامي - المسيحي يعزز الاستقرار الاجتماعي في لبنان

على المسيحيين في لبنان والشرق أن يكونوا مواطنين صالحين ويلتزموا تعاليم المسيح

وطنية - روما - 9/10/2010 - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في مقر اقامته في المدرسة المارونية في روما مندوبي وسائل الاعلام الذين يتابعون انعقاد السينودس الخاص بمسيحيي الشرق الاوسط في حاضرة الفاتيكان في حضور المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المونسينيور طوني جبران.

في بداية اللقاء، عرض القيم البطريركي في روما الخوري جوزف صفير محطات من تاريخ المدرسة المارونية التي تعود الى اوائل علاقات الكرسي الرسولي والكنيسة المارونية سنة 1215 في عهد البطريرك أرميا العمشيتي، ومرحلة توقفها خلال الحرب العالمية الثانية، وإعادة انطلاقها سنة 2000.

ثم أدارت مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان حوارا مع البطريرك صفير جاء فيه:

سئل: ما هي برأيكم أسباب الدعوة الى السينودوس؟

أجاب:"أسباب الدعوة الى السينودس رؤية ابناء الكنائس في الشرق، على وجه الاجمال، ينزحون عن الشرق ويذهبون الى بلدان الغرب، طمعا بالراحة والاستقرار".

سئل: ما هي المشاكل التي يواجهها الوجود المسيحي في منطقة الشرق الاوسط؟ أجاب:"المشاكل كثيرة، قلة عدد المسيحيين الذي يتناقص يوما بعد يوم، وتعاظم التعصب لدى باقي الطوائف غير المسيحية، على الرغم من أن هناك بين المسلمين من يرغبون رغبة صادقة في التعايش مع المسيحيين".

سئل: هل هو انعدام الاستقرار السياسي وضيق مساحة الحريات العامة والدينية بصورة خاصة عن أنظمة بلدان المنطقة؟ أجاب:" هناك حقيقة لا يمكن إنكارها وهي عدم الاستقرار السياسي، وهذا يستتبع تضييق مساحة الحريات العامة وبصورة خاصة الحرية الدينية، وهذا ما نشاهده في معظم بلدان الشرق الاوسط".

سئل: هل تعزز هجرة المسيحيين تنامي الحركات الاصولية؟ أجاب:"أجل ان الاصولية تضيق ذرعا بالاديان وبالحرية الدينية، ولا تتورع عن الحد من الحرية الدينية. ولذلك ان هجرة المسيحيين تتكثف وتتكاثر".

سئل: هل يؤثر الصراع العربي - الاسرائيلي الذي يبقي منطقة الشرق الاوسط غير مستقرة، سلبا على الوجود المسيحي في المنطقة؟ أجاب:" اجل ان هذا الصراع العربي - الاسرائيلي له انعكاساته السلبية على المنطقة كلها. وهو له تأثيره السلبي على الوجود المسيحي. وهذا ظاهر لا يحتاج الى برهان".

سئل: هل يعزز انعدام فرص التنمية الشاملة والتقهقر الاقتصادي وانعدام فرص العمل هجرة المسيحيين؟ أجاب:" ان فقدان فرص العمل هي أقصى ما يمنى به انسان في بلده، فيضطر الى مغادرته بحثا عن عمل في سواه من البلدان".

سئل: هل يتقدم الحوار المسيحي - الاسلامي ويعطي اسهامات فعلية ملموسة في تعزيز الاستقار الاجتماعي الذي يطمئن المسيحيين، ويحد بالتالي من هجرتهم؟ أجاب:"ان الحوار الاسلامي - المسيحي ضروري، وان تقدم ببطء، وهو اذا تعزز، عزز الاستقرار الاجتماعي في لبنان".

سئل: هل تعمل الكنيسة وتشجع قيام قيادات سياسية شابة محل القيادات التي تورطت في لعبة الدم وفي الادارة الفاسدة للشؤون العامة؟ أجاب:" الكنيسة تعمل ما بوسعها عن طريق تثقيف الضمائر، وتنهى عن العنف، وتشجع قيام قيادات شابة، وتشجب لعبة الدم والفساد في الادارة".

سئل: هل تسهم الابرشيات الاغترابية في تعميق ارتباط المنتشرين بأوطانهم الشرقية الاولى، وفي تشجيع عودتهم اليها؟ أجاب:" ان الكنيسة بمن لها من كهنة خاصة تبذل ما بوسعها لكي تربط المغتربين بأوطانهم المشرقية، وهي ترغب في عودتهم اليها، ولكن الوضع رهن بالوضع الاقتصادي والعيش الكريم".

سئل: كيف يمكن تشكيل قوى ضاغطة من الرأي العام على الحكومات لكي تتبنى مخططات التنمية والنهوض الاجتماعي؟ وهل تشجع الكنيسة تشكيل مثل هذه القوى الضاغطة؟ أجاب:" لا تعتمد الضغط، بل الاقناع في عملها وسبل الاقناع كثيرة كحاجة السكان الى غذائهم من أيسر باب، وتأمين معاشهم ومعاش اولادهم، واذا كان هذا لا يتوفر لهم في بلدهم، اضطروا الى النزوح عنه الى غيره من البلدان".

سئل: يتميز لبنان بمناخ الحرية السياسية، والاقتصاد الحر، والتعليم الراقي، والاستشفاء المتطور، هل تسهم هذه العناصر في ترسيخ اللبنانيين عموما في ارض لبنان؟ أجاب:" هذا كله جيد جدا، غير ان اللبناني لا يمكنه ان يستفيد من هذه التسهيلات ان لم يتوفر له عمل يرضي طموحاته".

سئل: انتم ممن لا يخافون على مصير المسيحيين بسبب قلة عددهم في المنطقة، ما هي اسباب خوفكم على المسيحيين؟ هل من خلافاتهم السياسية؟ هل من عدم شهادتهم لقيمهم الانجيلية؟ أجاب:" ان قلة عددهم مبعث خوف، ناهيكم عن خلافاتهم المستحكمة في ما بينهم، وفتورهم من شهادتهم لقيمهم الانجيلية. المسلمون المؤمنون غير الاصوليين يعتبرون الوجود المسيحي ضروريا. واذا انتفى هذا الوجود، أثبت المسلمون انهم لا يقدرون على العيش مع سواهم من الناس، وهم منتشرون في كل بلدان الشرق والغرب".

سئل:ما هو دور المسيحيين الامثل في لبنان وسائر بلدان الشرق الاوسط؟ أجاب:" دور المسيحيين ان يكونوا مواطنين صالحين، ومثالا أعلى لسواهم من المواطنين، وان يظلوا ما ألزمهم به السيد المسيح بقوله:" انتم ملح الارض، فاذا فسد الملح لا يصلح لشيء بل يطرح خارجا ويدوسه الناس".

سئل: كيف يمكن للموارنة متابعة الدور الريادي الذي لعبوه على الصعيدين السياسي والثقافي في لبنان والمنطقة؟

أجاب:"اذا ظلوا متمسكين بقيمهم الدينية والانسانية".

سئل: السينودس سيدعو المسيحيين الى تعميق رسوخهم في اوطانهم في الشرق الاوسط، هل تعتقدون ان هذه الدعوة كافية لتحقيق هذا الهدف؟ أجاب: "أجل على كل شعب أن يبقى في بلد نشأته، ولكن اذا تعذر عليه العيش فيه، فيضطر الى مغادرته الى سواه من البلدان حيث يظن ان الحياة ستسهل عليه فيه".

سئل: هل حققت المؤسسة المارونية للانتشار بعض اهدافها من خلال تحريك اهتمام المنتشرين بالوطن الام؟ أجاب:" انها تسعى، الى تحقيق اهدافها، لكنه ليس عملا سهلا، وعلى المرء ان يسعى الى الخبر جهده".

سئل: هل تعتقدون عيش المحبة المسيحية والانفتاح على الآخر المسلم، وبناء الثقة الثابتة معه والعميقة، والانخراط اكثر في البيئة الشرقية وعدم الانغلاق، تشكل مصادر طمأنة للمسيحيين في الشرق الاوسط؟. أجاب:" لا شك في ان هذه الامور تساعد على العيش معا بطمأنينة، بعيدا عن التقوقع والتعصب".

سئل: ما هو الخطاب الذي يوجهه السينودس الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا؟ والى سائر شعوب الشرق الاوسط؟ أجاب: "ان الخطاب الذي يوجهه السينودس الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا وسائر الشعوب الشرق الاوسط هو السعي ، على الرغم من كل الصعوبات، الى العيش معا بتعاون وتساند ومحبة، وان مصيرهم، شاءوا أو أبوا، مشترك، يجب ان يواجهوه معا بشجاعة وإقدام".

وردا على سؤال قال البطريرك صفير:" الحرية هي من مكونات الانسان فما قيمة الانسان من دون حرية فاذا ذهبت الحرية نقص أمر أساسي من جوهر الانسان الذي هو مفطور على الحرية وعليه هو ان يختار مصيره وان يفتش على الحرية لكي يعيش بحريته ومسؤوليته وما قيمة المسؤول اذا كان معدوم الحرية؟".

الخازن وخليفة

كذلك التقى البطريرك صفير في مقر إقامته في المدرسة المارونية الوزير السابق وديع الخازن وعرض معه الأوضاع، والتقى أيضا الأباتي الياس خليفة.

 

سليمان استقبل ميقاتي ونعمان ووفدي المؤتمر الطبي المكسيكي اللبناني وجمعية بيروت ماراتون

وطنية- 9/10/2010 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع الرئيس نجيب ميقاتي للتطورات الراهنة على الساحة السياسية الداخلية. وتناول رئيس الجمهورية مع الوزير السابق عصام نعمان الاوضاع العامة السائدة. واستقبل الرئيس سليمان وفد المؤتمر الطبي المكسيكي اللبناني الاول في حضور سفير المكسيك لدى لبنان خورخي الفاريز فويرتو. والقى البروفسور كمال كلاب كلمة شكر فيها لرئيس الجمهورية رعايته هذا المؤتمر الذي له الى جانب هدفه العلمي دلالة مميزة وهي العودة الى الجذور وتعميق الروابط بين المتحدرين ووطنهم الام.

الرئيس سليمان

ورحب الرئيس سليمان بالوفد، مشيرا الى اهمية العلاقة بين المكسيك ولبنان مشددا على ان الجالية اللبنانية في المكسيك يجب ان تكون مفتاح العلاقة بين اميركا اللاتينية كلها ولبنان، مبديا افتخاره بما وصل اليه العديد من اللبنانيين المتحدرين، ومعربا عن ثقته بقدرة من ساهموا في بناء المجتمعات التي استضافتهم على المساعدة في بناء وطنهم الام.

وزار بعبدا وفد من جمعية بيروت ماراثون برئاسة السيدة مي الخليل التي دعت الرئيس سليمان الى رعاية وحضور انطلاق ماراثون بيروت لهذا العام في السابع من تشرين الثاني المقبل. وقدر رئيس الجمهورية للجمعية جهودها لافتا الى ان اهمية الماراثون لا تكمن في الوجه الرياضي الحضاري وحسب، بل هو يشكل مناسبة جامعة للبنانيين يتشاركون معا في هذا الموعد. ومن زوار القصر الجمهوري الوزير السابق العماد فكتور خوري.

 

جريح وتضرر سيارة بحادثي اطلاق نار في جرود الهرمل وبوداي

وطنية - 9/10/2010 ذكر المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين ان خلافا وقع في محلة القصر في جرود الهرمل بين ح.ي.جعفر من جهة وف.ناصر الدين وشقيقه م.ناصر الدين من جهة ثانية تطور الى اطلاق نار ما ادى الى اصابة سيارة الاخيرين وهي من نوع رانج روفر بطلقات نارية عدة من سلاح كلاشينكوف وفر مطلق النار الى جهة مجهولة. وفي حادث اطلاق نار آخر، تعرض المواطن ع.شمص في بلدة بوداي لاطلاق نار من قبل شخصين مجهولين ما ادى الى اصابته بطلقات نارية عدة في يديه ورجليه نقل اثرها الى مستشفى دار الحكمة. وافيد ان الخلاف هو لاسباب شخصية.

 

المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى استنكر الحملة على المؤسسات: الطعن بالمحكمة محاولة لتعطيل العدالة والضجة حول الشهود الزور مفتعلة

نأمل أن ينجح السينودس في تعزيز العلاقات الإسلامية - المسيحية

وطنية - 9/10/2010 - عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وحضور الأعضاء، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ محمد أنيس اروادي جاء فيه: "بعد دراسة المواد التي تضمنها جدول أعماله واتخاذ القرارات الخاصة بها، تداول المجلس في عدد من القضايا الوطنية والإسلامية العامة. وتوقف المجلس أولا أمام حملة الافتراء التي تتعرض لها المؤسسات الدستورية وبخاصة مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء، مبديا استنكاره الشديد لهذه الحملة التي توجه الضربات إلى مشروع الدولة وتطعن بشرعيتها وبدورها الوطني الجامع". ودعا المجلس إلى "وقف فوري لحملات التنابذ واتهامات التحريض والتخوين لما تتضمنه من تضليل وافتراء وتشويه للحقائق تلحق أفدح الأضرار بسمعة المجتمع اللبناني وتسيء إلى كرامة اللبنانيين وتعرض وحدتهم لأشد المخاطر". واستغرب "الحملة الشعواء على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومحاولات الطعن بها وبصدقيتها حتى قبل صدور القرار الاتهامي وأحكامها"، معتبرا الحملة "محاولة يائسة لتعطيل العدالة وعرقلة الكشف عن قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار". كما استغرب "الضجة المفتعلة حول ما يسمى بشهود الزور"، ورأى أنها "وإن كانت قضية تستحق الاهتمام على النحو الذي أشار إليه الرئيس سعد الحريري في تصريحه إلى جريدة الشرق الأوسط، إلا أنه لا يجوز استخدامها قنبلة دخان لتغطية التهجم على المحكمة ذات الطابع الدولي".

وشدد المجلس على "تمسكه بالسلم الأهلي"، محذرا من "مخاطر إثارة النعرات الطائفية والمذهبية"، مثنيا على "موقف الرئيس سعد الحريري بنبذ محاولات إثارة الفتنة". وأشاد ب"المساعي التي يقوم بها بصبر وأناة لقطع الطريق أمام العاملين على الفتنة". كما أشاد ب"موقفه المبدئي والعملي دفاعا عن الوحدة الوطنية بين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، وبالوحدة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم". ودعا "القيادات الوطنية على اختلافها إلى الاقتداء بهذا الموقف الأخلاقي السامي حتى يبقى لبنان قلبا واحدا وصفا واحدا في مواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي واعتداءاته". وتوجه المجلس بالنداء إلى القمة العربية في سرت في الجماهيرية الليبية "لتحقيق تضامن عربي صادق وفعال يكبح جماح الصلف الإسرائيلي ويضع حدا لاحتلاله أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية، ويعمل على استعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها حقه في تحرير كامل ترابه وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس". ولمناسبة انعقاد السينودس في الفاتيكان حول مسيحيي الشرق الأوسط، أعرب المجلس عن تمنياته ب"نجاح المؤتمر في تعزيز العلاقات الإسلامية - المسيحية في المنطقة العربية وفي العالم، وفي الدفاع عن الصروح الإسلامية والمسيحية التي تتعرض للانتهاك على يد الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل على تهويد القدس متحديا قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات منظمة اليونسكو، ويواصل بناء المستوطنات على حساب الحقوق الفلسطينية المغتصبة والاعتداء على المساجد وليس آخرها حرق مسجد الأنبياء في الضفة الغربية، غير عابىء بالاحتجاجات والاستنكارات الدولية".

 

صقر دعا نجاد الى لقاء قيادات 14 آذار توضيــح المواقـــف يبدد الهواجس

المركزية – دعا عضو تكتل "لبنان أولا" النائب عقاب صقر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عبر "المركزية" الى "لقاء قيادات 14 آذار مجتمعة إذا أمكن، لنقاش مباشر وصريح والى عقد لقاء حواري مع طلاب وكوادر لبنانيين بمن فيهم طلاب وكوادر 14 آذار والصحافيين اللبنانيين لتبادل وجهات النظر والاطلاع على أراء الرئيس نجاد ضمن نقاش واسع"، متمنيا من السفارة الإيرانية في لبنان أن "تعمل لعقد مثل هذا النوع من اللقاءات التي تساهم في تبادل وجهات النظر وتوضيح الصورة لمعرفة آراء الرئيس نجاد التي تدور حولها التباسات كبيرة على الساحة اللبنانية". وأبدى استعداده "للمساعدة في اللقاء الصحافي والشبابي مع دعوة مفتوحة لمختلف القوى اللبنانية خصوصا أن الشعب اللبناني لا يزال يذكر حتى اليوم الزيارة التاريخية للرئيس محمد خاتمي للبنان وما أنتجته الحوارات التي سبقتها ولقاءاته في لبنان من أجواء ومناخات ودية بين لبنان وإيران ساهمت في تبديد الكثير من الهواجس والصور النمطية". وتوقع أن تلقى دعوته "تجاوبا كبيرا لأن قوى 14 آذار بقياداتها وكوادرها وجمهورها منفتحة على كل أنواع الحوار وهذا النوع من اللقاءات بالتحديد لأنها تساهم في تبديد الكثير من الهواجس وتطرح الأمور بصراحة وجدية وجرأة أحوج ما يكون إليها لبنان اليوم"، مشددا على "ضرورة أن توضح إيران مواقفها بما يعمق الفهم المتبادل بين الطرفين وصولا الى وجهات نظر واضحة في ظل حوار هادف وبناء". وعن تقرير وزير العدل ابراهيم نجار عن شهود الزور، أعلن صقر "أننا نلتزم مضمونه لأنه يشكل خارطة طريق لكيفية معالجة هذا الملف ومن جهتنا سنضع الرأي العام اللبناني أمام الحقائق الكاملة حتى يكون البحث على نور وألا يكون مجرد تراشق وادعاءات لا تفيد الحقيقة التي نسعى إليها في هذا الملف وكل الملفات الأخرى، اما كيف سينظر القضاء اللبناني الى هذا التقرير فهذا شأنه"، مشددا على "وجوب محاسبة هؤلاء بصفة مزورين على الأقل لمعرفة من حرضهم ومولهم وفبركهم للوصول الى الحقيقة الكاملة كائنا من يكون خلفها"، معتبرا ان "التزوير الذي خضع له هذا الملف اعلاميا وسياسيا يوازي إن لم يكن أكبر من تزوير المزورين الذين يتناولهم".

 

تسابق دولي على تحذير لبنان من عقد أي صفقة أسلحة مع إيران

النهار/كتب خليل فليحان:استغربت مصادر وزارية توقيع عقد لبيع اسرائيل 20 مقاتلة اميركية من نوع "اف – 35"، تعتبر من السلاح المتطور جدا، وليس من دولة في منطقة الشرق الاوسط تمتلكها. وانتقد الصفقة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أعتبر انها "تحدث خللا حقيقيا في الامن والاستقرار في المنطقة. ويعود سبب الاستغراب الى الدعم الاميركي المطلق لاسرائيل، فيما تعرقل مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين عن طريق رفض تمديد مدة تجميد البناء الاستطاني لمدة شهرين، رغم الحاح الرئيس الاميركي باراك اوباما على دعوة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى التجاوب مع رغبته انقاذا لعملية المفاوضات.

وسألت: ألم يكن الاجدى بالولايات المتحدة استعمال تلك الصفقة وسيلة للضغط على الدولة العبرية لتمديد تجميد الاستيطان انقاذا لعملية المفاوضات التي لم تدم سوى ثلاث جولات بعد مباشرتها في الاول من ايلول الماضي؟ ورب قائل انه ليس في وسع اوباما اللجوء الى تلك الخطوة بسبب اقتراب موعد الانتخابات النصفية للكونغرس وتخوفه من قرار اللوبي اليهودي في اميركا العمل ضده. ورأت انه في ظل هذا الاستسلام لمشيئة نتنياهو، من الواجب وقف المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين لانهم يضربون عرض الحائط ليس فقط طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بل ايضا طلب اوباما، وفي مثل هذه لحال لن تبقى مساحة لانشاء دولة فلسطينية مستقلة هي الهدف من تلك المفاوضات، رغم الظروف الشاقة التي تجري فيها في ظل الممارسات الاسرائيلية على الطاولة وميدانيا.

ولفتت الى أن لبنان يدفع أيضا ثمن التقديمات الاميركية للاسرائيليين والمعاملة التي يلقونها من واشنطن في كل المجالات، بدليل أنه يمنع عليه عقد صفقة اسلحة مع ايران ليتمكن من التصدي لأي عدوان اسرائيلي جديد عليه، في وقت تمتنع وزارة الدفاع الاميركية عن مده بأي سلاح صاروخي يمكن أن يشكل اي خطر على اسرائيل وجنودها وفقا لبرنامج التسلح المعمول به والذي اصبحت قيمته نحو 800 مليون دولار، والاهم ان البرنامج قد يتوقف اذا حصل الجيش على اسلحة ايرانية. وقالت ان الدليل على ذلك ارتفاع وتيرة التنبيهات الاميركية والبريطانية للمسؤولين من عقد أي صفقة خلال زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد لبيروت كلما اقترب موعدها، وتذكير واشنطن ولندن ونيويورك بقرارات مجلس الامن حول العقوبات المفروضة على طهران، وبالاخص القرار 1747 الصادر في آذار 2007 والذي يفرض حظرا على نقل السلاح من ايران وإليها.

ويشير السفراء الذين يبلّغون المسؤولين لفت حكوماتهم الى انه في حال لم تلتزم الحكومة ما ينص عليه ذلك القرار مع محظورات أخرى، يمكن ان تلحق عقوبات بلبنان لانه يخرق تلك القرارات، وخصوصا انه عضو غير دائم لدى مجلس الامن.

وذكرت أن الحكومة لا تحسد على موقفها، اذ تطلب منها اميركا وبريطانيا ومنظمة الامم المتحدة عدم عقد اي صفقة سلاح مع ايران، وفي الوقت نفسه لا تسلم القوات المسلحة اي اسلحة تجعلها قوة يمكن ان تتصدى لاي اعتداء اسرائيلي لطالما هدّد المسؤولون من سياسيين وعسكريين بالاستعداد لشنه، وان قوات خاصة تتدرب لمواجهة مقاتلي "حزب الله"، فيما ابدى الرئيس نجاد كل الاستعداد لتزويد الجيش ما هو متوافر لديه من اسلحة تقوي دفاعاته في وجه  اسرائيل وتسانده عسكريا في حال الاعتداء عليه.

ولاحظت ان هؤلاء السفراء امتنعوا عن اعطاء المزيد من التفاصيل عما اذا كان مجلس الامن ينوي تنفيذ عقوبات بحق لبنان المنصوص عليها، سواء في القرار 1747 او في القرار 1929، وهو العضو غير الدائم، ولدى الاستفسار منهم عن ذلك، اكتفوا  بأجوبة مقتضبة: "لم نتلق أي تعليمات جديدة في هذا الصدد، لكن من الافضل للبنان العضو غير الدائم لدى المجلس عدم خرق قراراته حول العقوبات المفروضة على ايران لعدم تجاوبها مع مطالب الدول الست والوكالة الدولية للطاقة الذرية لجهة التحقق مما اذا كانت المساعي الايرانية النووية ستتوصل الى التخصيب النووي للاستعمال العسكري.

 

أحمدي نجاد لن يلقي حجارة على اسرائيل

النهار/طهران - ي ب أ - نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست ما تردد عن احتمال ان يرمي الرئيس محمود أحمدي نجاد حجارة على الجانب الإسرائيلي من الحدود لدى زيارته جنوب لبنان الأسبوع المقبل، معتبراً ان نشر مثل هذه الأخبار محاولة إعلامية إسرائيلية لمنع أحمدي نجاد من زيارة لبنان. ونقلت عنه وكالة "ايلنا" العمالية ان "التصريحات التي يطلقها الصهاينة والمحاولات التي تبذلها وسائل الإعلام العميلة لمنع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من زيارة لبنان، غير مجدية". وشدد على أن الزيارة "ستتم في موعدها، ولا شيء سيؤثر في قرار الرئيس الإيراني في أي شكل من الأشكال". واعتبر ان التصريحات الصادرة عن إسرائيل وبعض الدول الغربية عن زيارة الرئيس الايراني "تظهر مدى ضعفها وقلقها من تعزيز استقرار المنطقة، وتدل أيضا على ارتفاع شعبية أحمدي نجاد وقوة إيران في المنطقة". و تطرق الى الملف النووي الايراني، فشدد مجددا على انه "لا مفر للعالم من قبول إيران قوة نووية سلمية". وكرر ان عقوبات الأمم المتحدة على بلاده لرفضها تعليق النشاطات النووية "مجرد ذريعة لأن إيران كانت مهددة بعقوبات قبل ان يوجد فيها أي نشاط نووي".(ي ب أ)

 

تبحث النزاع العربي -الإسرائيلي والوضع في السودان انطلاق أعمال القمة العربية الاستثنائية في مدينة سرت الليبية

"المتابعة العربية" تجتمع بعد شهر للنظر في بدائل عملية السلام 

  سرت (ليبيا) - العربية، وكالات/بدأت اليوم، السبت 9-10-2010، في مدينة سرت الليبية، أعمال القمة العربية الاستثنائية، بمشاركة 14 زعيما عربيا.

وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الكلمة الافتتاحية أن القمة ستناقش النزاع العربي - الإسرائيلي والوضع في السودان.

وتناول في كلمته مشروع إصلاح الجامعة العربية، وأداء الوكالات المتخصصة التابعة للجامعة في مختلف القضايا. وكانت لجنة المتابعة العربية قررت أمس خلال اجتماعها بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاجتماع بعد شهر للنظر في البدائل التي طرحها الرئيس محمود عباس، وهي بدائل تم التكتم بشأنها إعلامياً. وأيّدت اللجنة قرار القيادة الفلسطينية بوقف محادثات السلام مع الإسرائيليين حتى تجميد الاستيطان، محمّلة إسرائيل مسؤولية توقف المفاوضات مع الفلسطينيين. كما دعت واشنطن إلى مواصلة جهود رعاية المفاوضات وممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان. وقال نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لرويترز، إن لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعاً آخر في الأسابيع القليلة القادمة لدراسة "البدائل" والأفكار التي قدمها الرئيس الفلسطيني، من دون تحديد ماهية البدائل التي طرحها عباس في الاجتماع المغلق، لكنه نفى أنباء تحدثت عن توصية بالعودة للمفاوضات غير المباشرة ومنح واشنطن مهلة شهر واحد لحل الأزمة. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي رأس الاجتماع للصحافيين إن اللجنة توافق على قرار عباس بوقف المحادثات. وأضاف أن اللجنة تحث الجانب الامريكي على مواصلة جهوده لإعداد ارضية وظروف ملائمة لاستئناف عملية السلام وإعادة عملية السلام الى المسار الصحيح، بما في ذلك وقف المستوطنات. وقال إن اللجنة ستلتقي في غضون شهر لدراسة البدائل التي اقترحها عباس. ويسعى وزراء الخارجية العرب لإيجاد سبل لتجنب انهيار المحادثات التي انطلقت بوساطة أمريكية قبل نحو خمسة أسابيع. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في وقت سابق أمس الجمعة قبل الاستماع لعباس "المفاوضات ليست متواصلة الآن ونجتمع في اطار عدم تواصل المفاوضات نظراً للموقف السلبي جداً لإسرائيل وعدم مساعدتها في المفاوضات". وشدد على أن اللجنة لن تنصح الرئيس الفلسطيني بخطوته التالية وأنها فقط ستستمع. كما ذكر أبوردنية سابقاً أن عباس أبلغ وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي الخميس الماضي بأن اسرائيل لابد أن توقف الانشطة الاستيطانية بشكل كامل كي يمكن للعملية السلمية أن تنجح. وتوقفت المحادثات التي انطلقت في واشنطن قبل خمسة اسابيع يوم 26 سبتمبر (ايلول) عندما رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد وقف للبناء بالمستوطنات اليهودية أعلنه في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي. وكان عباس قال إنه يريد مواصلة التفاوض لكنه لا يستطيع ما لم يتم تجميد البناء لمدة ثلاثة الى أربعة اشهر أخرى لمنح السلام فرصة. وفي تصريحات للإذاعة الاسرائيلية قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم إن الفلسطينيين تفاوضوا مع اسرائيل في الماضي دون تجميد البناء الاستيطاني وبإمكانهم أن يفعلوا ذلك مجدداً إذا كانوا جادين.

ويعتبر الفلسطينيون التوسع الاستيطاني تهديداً لفرص إقامة دولة قابلة للحياة على أراض احتلتها اسرائيل في حرب 1967 ومؤشراً على سوء نية. ويقول نتنياهو إنه سيكون من المؤسف أن يخرج عباس من المفاوضات بسبب موضوع يقول انه لا علاقة له بالنتيجة المرجوة من المحادثات وهي اتفاق سلام ينهي 60 عاماً من الصراع وينشئ الدولة الفلسطينية.

 

الراي: 16 الجاري موعد الانقلاب على الدولة من خلال افتعال مشاكل وتوترات

09 تشرين الأول 2010/نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر ديبلوماسية عربية في مجلس خاص تحذيرها من تدهور الاوضاع في لبنان "في اتجاه فرض قوى الامر الواقع التي تحمل السلاح اجندتها السياسية بالقوة". وذهبت المصادر الى تحديد تاريخ 16 تشرين الأول الجاري منطلقا لما اسمته "بدء مشروع الانقلاب على الدولة والحكومة من خلال افتعال مشاكل وتوترات امنية في مناطق يمكنها اثارة الحساسيات مثل الطريق الجديدة في بيروت او مدينة طرابلس". ورأت المصادر أن المعنيين بمتابعة الملف اللبناني من قوى عربية واقليمية ودولية تبلغوا في شكل مباشر وغير مباشر ان "حزب الله" والقوى المتحالفة معه لن يسمحوا بأي تسوية سياسية لا تتفق مع هدف اسقاط المحكمة الدولية، وانهم سائرون في تنفيذ أجندتهم لتغيير شكل السلطة في حال لم ينجحوا في اسقاط المحكمة.

 

فيلتمان إلى الرياض والقاهرة لبحث الأوضاع في لبنان

نهارنت/أفادت صحيفة "السفير" أن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان سيتوجه الأسبوع المقبل الى الرياض والقاهرة لعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين السعوديين والمصريين تتناول بشكل رئيسي التطورات على الساحة اللبنانية، كما جهود عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومسار تشكيل الحكومة العراقية.

وتأتي هذه الزيارة المزدوجة ضمن جولة إقليمية ستشمل أيضاً المغرب وليبيا، وتلي مباحثاث الشهر الماضي في نيويورك بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظيرها السوري وليد المعلم التي ركزت أيضاً على الوضع اللبناني في جزء رئيسي منها، إضافة الى جهود السلام الأميركية. وأفادت الصحيفة أيضاً أن المبعوث الرئاسي الفرنسي المختص بتحريك المسار السوري الإسرائيلي جان كلود كوسران يزور العاصمة الأميركية حيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الأميركيين لبلورة أفكار حول المسار السوري الإسرائيلي.

وفي المقابل نقلت الصحيفة عينها عن مصادر تركية في واشنطن تأكيدها أن كلينتون لم تطرح مع نظيرها التركي أحمد داوود اوغلو، خلال اللقاء الذي جمعهما على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في 23 ايلول الماضي، قضية الوساطة التركية في المفاوضات السورية الإسرائيلية، وأن الإدارة الأميركية لم تطلب رسمياً حتى الساعة استئناف أنقرة لهذه الوساطة. وذكرت هذه المصادر أن الحكومة الإسرائيلية تعلم أن أنقرة جاهزة وراغبة لإعادة تحريك هذا المسار و"ننتظر منها" مبادرة تؤشر إلى موافقتها على هذه الخطوة.

لكن المصادر نفسها اعتبرت أن حادثة الاعتداء على سفينة المعونات التركية "مرمرة الزرقاء" في أيار الماضي "لا يجعل من السهل" على الحكومة التركية لعب هذا الدور مجدداً.

وأعادت هذه المصادر التأكيد على ضرورة اعتذار الحكومة الإسرائيلية من أنقرة بالقول "إسرائيل على وشك خسارة واحد من أفضل أصدقائها إذا لم تعتذر"، مشيرة الى أن الحكومة التركية تنتظر أن تتخذ إسرائيل الخطوة الأولى.

 

السياسة" الكويتية: قوى "8 آذار" ترعى "شهود الزور" وتحميهم 

أشارت مصادر حكومية في "14 آذار" لـ"السياسة" الكويتية إلى أن "الأكثرية ليست أبداً ضد محاكمة "شهود الزور" كما يصور فريق المعارضة، بل على العكس من ذلك فإنها تعتبر أن معرفة حقيقة هؤلاء سيؤدي إلى الكشف عن الكثير من خفايا وخبايا الأمور التي تشكل مثار خلاف بين الموالاة والمعارضة". وقالت: "إن المطلوب أن يفتح ملف كل "شهود الزور" الذين ضللوا التحقيق، وليس أن توجه أصابع الاتهام إلى أشخاص محددين، باعتبار أنهم وحدهم الذين قاموا بهذا العمل خدمة لمصالح الآخرين"، مشددة على أن وزراء "14 آذار" سيطرحون في جلسة الثلاثاء في حال طرح هذا الموضوع موقفهم وسيدلون بمداخلات تضع النقاط على الحروف، وسيؤكدون للفريق الآخر أن الأكثرية ليس لها أي علاقة بـ"شهود الزور"، وأن هناك في قوى "8 آذار" من يقف وراء هؤلاء ويرعاهم خدمة لمصالحه وعلى حساب الحقيقة.

 

"الأنباء" الكويتية: نجاد يتعامل مع لبنان كأنه قاعدة ايرانية على المتوسط  

نشرت "الأنباء" الكويتية ما أسمته "قراءة سياسية تقييمية خاصة أجرتها قوى "14 آذار" حول خلفيات زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان وأهدافها"، لتخلص إلى أن "الفريق اللبناني الآخر يريد التأكيد على اعتراضه على الزيارة وما قد يرافقها وما قد ينتج عنها". وبحسب القراءة، فإن نجاد ليس أكثر شعبية في لبنان والمنطقة مما كان عليه الرئيس جمال عبدالناصر، ولا أقل طموحاً إقليمياً مما كان عليه الزعيم العربي الكبير. كذلك ليس وضع لبنان اليوم أقل حرجاً مما كان عليه أواخر الخمسينيات، ولا انتماؤه العربي أقل مما كان عليه آنذاك. كما أنه ليس أكثر شعبية واحتراما في إيران والعالم العربي من الرئيس محمد خاتمي. ورأت أن نجاد يأتي اليوم بعد أن مهد لزيارته بمواقف وعدت بتغيير وجه المنطقة انطلاقاً من لبنان، وبانحيازه الفاضح لفئة من اللبنانيين ضد أخرى، وبتعامله مع هذا البلد و"كأنه مجرد قاعدة إيرانية على شاطئ المتوسط. هذا بتعارض صدامي مع الإجماع العربي والإرادة الدولية، وفي ظل بحث اسرائيلي عن ذريعة للهروب إلى الأمام". وختمت "14 آذار" بالقول: "إننا نميل إلى الاعتقاد أن القيادة الإيرانية ستحاول التخفيف، إلى أقصى حد ممكن، من السلوك الاستفزازي أثناء الزيارة، لأنها غير مطلقة اليد في المناورة".

 

المعلم يؤكد التنسيق مع السعودية: الوضع في لبنان مقلق

نهارنت/أكدت دمشق على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم استمرار التنسيق بين سوريا والسعودية حيال الوضع اللبناني. وقال المعلم في حديث لصحيفة "السفير"، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية المقرر عقدها، اليوم، في مدينة سرت الليبية، أن الجهد السوري السعودي مستمر من اجل استقرار لبنان، "لكن لبنان وحده قادر على إزالة أسباب عدم الاستقرار".  ورداً على سؤال، قال المعلم إن الوضع في لبنان مقلق. مكرراً بذلك ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد عبر إحدى القنوات التركية. وفي حديث لقناة "الجزيرة"، أوضح المعلم أن أهداف سوريا في لبنان واضحة ولا تخرج عن التهدئة والاستقرار، والجهود السورية والسعودية متواصلة مع الأطراف اللبنانية كافة لأن استقرار هذا البلد مهم للجميع.

وأضاف أن سوريا تتمتع بعلاقات جيدة ليس فقط مع حزب الله ولكن أيضاً مع رئيس الحكومة سعد الحريري، معرباً عن التزام بلاده بنتائج القمة السورية السعودية اللبنانية.

ورداً على سؤال قال المعلم "أن لا شأن لدمشق بالمحكمة الدولية، لكن يمكن القول إن من يهتم باستقرار لبنان فعليه العمل كي تبتعد المحكمة عن التسييس الخارجي"، وأتهم أطرافاً خارجية بالتلاعب في التحقيق الدولي والقرار الاتهامي، محذراً تلك الأطراف من اللعب بمعادلة استقرار لبنان. وقال المعلم "من المفيد التحذير لأننا نشعر أن تسييس القرار الظني وتسريب معلومات إلى الإعلام حوله قبل صدوره، مؤشر على استخدامه كأداة سياسية. نحن نقول إذا تم ذلك، فهذا يعني التضحية بالاستقرار" في لبنان. وحول طلب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من سـوريا عدم الإضرار باستقرار لبنان من خلال علاقتها بـ"حزب الله"، قال المعلم: "قلت للسيدة كلينتون بدقة، إنه ما دام هناك احتلال يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بشرعية المقاومة، و"حزب الله" هو حركة مقاومة لبنانية، ونحن لا ننكر علاقتنا مع "حزب الله"، لكن من غير المعقول استخدام هذه العلاقة والاحتلال ما زال قائماً على اراض في جنوب لبنان، ونحن في سوريا لا نساوم أحداً على علاقاتنا مع حركات المقاومة أو الدول الأخرى".

 

اهتمام رسمي داخلي لزيارة نجاد وتشويش غربي عليها

نهارنت/تحظى زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بالاهتمام الرسمي الكامل. وعلم ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيقيم على شرف احمدي نجاد مأدبة غداء في السرايا، على رغم ان اوساطاً نيابية في "تيار المستقبل" لاحظت ان "الفريق السياسي للرئيس نجاد، اي "حزب الله"، لا يتعامل مع رئيس حكومة لبنان بالاهتمام الواجب لموقعه مثلما يتعامل الرئيس الحريري مع الرئيس الايراني كما يقتضي الواجب في العلاقات بين الدول". ووصف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط زيارة نجاد بــ"الجيدة والمفيدة"، وقال في حديث لصحيفة "السفير" إنها تشكل دعماً واضحاً للمقاومة، ومن المفيد التواصل مع الرئيس نجاد، والتأكيد أمامه على أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية والحوار الداخلي، بعدما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه. الى ذلك، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست ما تردد عن احتمال ان يرمي نجاد حجارة على الجانب الإسرائيلي من الحدود لدى زيارته جنوب لبنان، معتبراً ان نشر مثل هذه الأخبار محاولة إعلامية إسرائيلية لمنع أحمدي نجاد من زيارة لبنان. ونقلت عنه وكالة "ايلنا" العمالية ان "التصريحات التي يطلقها الصهاينة والمحاولات التي تبذلها وسائل الإعلام العميلة لمنع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من زيارة لبنان، غير مجدية"، مشدداً على أن الزيارة "ستتم في موعدها، ولا شيء سيؤثر في قرار الرئيس الإيراني في أي شكل من الأشكال". واعتبر ان التصريحات الصادرة عن إسرائيل وبعض الدول الغربية عن زيارة الرئيس الايراني "تظهر مدى ضعفها وقلقها من تعزيز استقرار المنطقة، وتدل أيضا على ارتفاع شعبية أحمدي نجاد وقوة إيران في المنطقة". هذا وشدد متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية على أهمية الزيارة جاد للبنان بدءاً من 13 الجاري، مبينا أنها ستتم في ظرف حساس جداً نظراً إلى الإمكانات الكثيرة الموجودة لدى كلا البلدين. وأشار إلى أن تعزيز العلاقات بين إيران وسوريا ولبنان والعراق "في إمكانه تقوية جبهة الصمود وإحباط المؤامرات التي تحاك لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة"، مؤكداً أن إيران "تولي اهتماماً بالغاً جداً للبنان في سياساتها الخارجية"، كما شدد على أهمية "مواجهة الفتن التي يثيرها كيان الاحتلال الصهيوني والتصدي لها من عناصر التقارب بين طهران وبيروت". وفي المقابل، أفادت صحيفة "النهار" ان وتيرة التنبيهات الاميركية والبريطانية للمسؤولين في شأن عقد اي صفقة سلاح خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد لبيروت، قد تكثفت. وأفاد سفراء غربيون أنه "من الأفضل للبنان العضو غير الدائم في مجلس الأمن عدم خرق قراراته المتعلقة بالعقوبات المفروضة على ايران لعدم استجابتها مطالب الدول الست والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ويتوقع المراقبون ان يطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مناسبة جماهيرية ستجمعه والرئيس نجاد. وأبلغت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيلي رسمياً رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري تحذيرات رسمية باسم بلادها إزاء ما أسمتها "الزيارة الاستفزازية" للرئيس الإيراني الى لبنان، وأعلنت دعم واشنطن للمحكمة وللالتزام بدعم سيادة لبنان واستقلاله، وشددت على ضرورة أن تعمل المحكمة الدولية في الوقت المخصص لها من دون تدخل خارجي.

وأفادت صحيفة "السفير" انه يتوقع أن تتابع وزارة الخارجية الاميركية مواقفها المتحفظة على زيارة نجاد، بالتزامن مع متابعة السفارة الاميركية في بيروت لتفاصيلها اللوجستية. وعلم أن وزارة الخارجية الاميركية حصلت على تطمينات لبنانية بأن هذه الزيارة "ستكون مضبوطة في إيقاعها".

وعلم أن عدداً من السفراء الأجانب المعتمدين في بيروت تمنوا على دوائر القصر الجمهوري عدم دعوتهم الى لقاءات رسمية على شرف الرئيس الإيراني كي لا يضطروا الى المغادرة في حال كانت هناك مواقف لأحمدي نجاد ينددون بها. الى ذلك ، وقّع وزيرا الطاقة اللبناني جبران باسيل والإيراني مجيد نمجو بالأحرف الأولى على مذكرتي تفاهم بين لبنان وإيران في مجال الطاقة والكهرباء والمياه والنفط، فتحت بموجبهما الحكومة الإيرانية اعتماداً مالياً بقيمة 450 مليون دولار أميركي على شكل قروض ميسرة وطويلة الأمد تتيح للحكومة اللبنانية الاستفادة منها في كل المجالات الحيوية من كهرباء وماء وصرف صحي وبناء سدود، وستتبعها اتفاقية لاحقة تشمل مجال النفط، على أن يتم التوقيع الرسمي على هاتين الاتفاقيتين مع الوزيرين المختصين أثناء وجود الرئيس نجاد في القصر الجمهوري.

 

جنبلاط: أنا قلق من الاحتقان الداخلي المخيف وزيارة نجاد مفيدة

نهارنت/علّق رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط على دخول الامم المتحدة على خط شهود الزور، وقال في حديث لصحيفة "السفير": "إن موضوع شهود الزور هو موضوع محلي، وكما سبق وقلت يجب أن يستكمل البحث فيه وكشف تفاصيله. لكن أنا قلق من الاحتقان الداخلي المخيف، وهذا يتطلب وعي الجميع لمخاطره". وأضاف جنبلاط "الأبواب الداخلية ليست مغلقة، وإذا كنت أقول أن لا إشارات إيجابية حتى الآن، فليس معنى ذلك أن هناك إشارات سلبية". ووصف جنبلاط زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بــ"الجيدة والمفيدة"، وقال: "إنها تشكل دعماً واضحاً للمقاومة، ومن المفيد التواصل مع الرئيس نجاد، والتأكيد أمامه على أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية والحوار الداخلي، بعدما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه".

 

عشرات الدعاوى يقدمها مواطنون الاثنين على عدد من الشخصيات في 8 آذار

نهارنت/أفادت صحيفة "النهار" ان دعاوى بالعشرات سيبدأ بتقديمها الاثنين عدد كبير من المواطنين على عدد من الشخصيات الامنية والسياسية في قوى 8 آذار عرف منهم المدير العام السابق للامن العام اللواء الركن جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج والنائب السابق ناصر قنديل. وفهم ان جهوداً بذلت في السابق من اجل ارجاء هذه الدعاوى، ولكن في ضوء ما حصل في الاسابيع الاخيرة تقرر ان يلاحق كثيرون ممن تضرروا في حقبة ما قبل عام 2005 حقوقهم عبر القضاء. وأشارت الصحيفة الى انه ووسط ضغط مستمر من فريق 8 آذار ينطوي يومياً على ملاحقة تقرير وزير العدل عن "شهود الزور" والذي سيعرض على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، بدت الامور تأخذ اتجاهين: اتجاه تهدئة لتهيئة الاجواء السياسية قبل الجلسة، واتجاه اعداد ملف كبير ستطرحه قوى 14 آذار في اليومين المقبلين متضمناً معطياتها عن كل تفاصيل "شهود الزور".

 

صفير يفتح ابواب بكركي لحزب الله ويقول لفرنجية: أنت أكثر صدقاً من الآخرين

نهارنت/اشارت صحيفة "السفير" الى ان البطريرك الماروني نصر الله صفير في اللقاء الذي جمعه مؤخراً مع رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية أعرب صراحة أمام زائره عن "قرفه" من الحالة السائدة وعن "حفلات التكاذب" التي يشهد عليها يومياً. ولفتت الصحيفة الى ان صفير لامس خط المصارحة الموجعة عندما "فضفض" على مسمع من فرنجية عن استيائه من انقلاب البعض على مواقفهم ذاهباً إلى حدّ القول لفرنجية "أنت أكثر صدقاً من الآخرين... على الأقل أنت رجل مبدئي ولا تكذب كما غيرك". واشارت الى ان "الوسيطين" رئيس المجلس العام الماروني الوزير الاسبق وديع الخازن وحبيب سعد لا يكلان، وبمبادرة ذاتية منهما من محاولة تحريك المياه الراكدة على خط بكركي ـ حارة حريك.

واشارت الصحيفة الى ان البطريرك صفير كرر أمام زائريه قبل ايام قناعاته بأن "حزب الله جزء من نسيج المجتمع اللبناني وهو كغيره من بقية الأحزاب اللبنانية، لكن الفارق أنه يملك ورقة السلاح".  وأبدى سيّد بكركي إصراره على "أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع ولا يستسيغ فكرة أن يتغلّب فريق على آخر... لأن الجميع أولادي". مستذكراً مواقفه الداعمة للمقاومة من البيت الأبيض "حيث يحق لكل شعب أرضه محتلة أن يقاوم بوجه المحتل". واشارت الصحيفة الى ان الرسالة الأوضح التي اطلقها صفير امام وديع الخازن كانت باتجاه "حزب الله" ومضمونها ان "أبواب بكركي مفتوحة أمام الجميع خصوصاً "حزب الله"، وهو مرحّب به في أي وقت... الدار دارهم ونحن ناطرينهم".

 

بري زار سوريا ليل امس الاول والتقى كبار المسؤولين فيها

نهارنت/تردد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري زار العاصمة السورية، ليل أمس الأول، واجتمع بكبار المسؤولين فيها، بحسب ما ذكرت صحيفة "السفير" . 

 

المشنوق يدعو الرئيس الحريري إلى الاستقالة

طالب عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب نهاد المشنوق رئيس الحكومة سعد الحريري بالاستقالة من منصبه، وقال: "أنا كمواطن أدعو الرئيس الحريري الى الاستقالة لحفظ مكانة رئاسة الحكومة، وأن لا يشكل حكومة أخرى إلا إذا كانت قادرة على الانتاج". وفي حديث لمحطة "lbc"، قال المشنوق: "رئاسة الحكومة تتعرّض كل يوم للهجوم، وأصبحت هذه الحكومة غير منتجة بسبب الصراع السياسي، وبالتالي فإنه ما بات مطلوبا من الرئيس الحريري من قبل البعض الانتحار سياسياً وليس التسوية، وهذا ما ليس مقبولاً"، مؤكدًا ان "استقالة الحكومة تؤدي الى تفاهم جدي "من أوّل وجديد"، إذ لا يجوز تعريض الحكومة ورئيسها الى هذا الكمّ من الاهانات. اما تشكيل الحكومة الجديدة، فبدون رضا سعد الحريري سيكون كلاماً فارغًا لا يؤدي الى نتيجة، والواقع على الارض يقول إن الرئيس الحريري هو اكبر رئيس كتلة وهو زعيم السنّة الاوحد ولا يمكن لأي عاقل ان يفكر بتشكيل الحكومة غير سعد الحريري".

وبشأن ملف "شهود الزور"، قال المشنوق: "هناك كذبة يتم تسويقها يومياً وهي كذبة شهود الزور، وهذه الكذبة هدفها تحويل أنظار الجميع باتجاه واحد وتغيير الموضوع الأساسي المتعلّق بالجرائم التي حصلت في لبنان، فيما المشكلة الحقيقية هي في الاغتيالات التي حصلت وليس في موضوع شهود الزور". وأضاف: "الرئيس الحريري تحدث عن شهود الزور اعتقادًا منه أن هذه خطوة سياسية قد تفتح آفاقًا إيجابية لكن تبيّن أن كلامه استجلب حملة وتعدٍّ عليه في موقعه".

وأردف المشنوق: "السؤال الحقيقي هو أمن الناس واستقرارها عبر اعتماد المرجعية الدولية بوقف الاغتيالات، والمحكمة الدولية أُنشئت من أجل تحقيق العدالة للأحياء قبل الشهداء، فالعديد من الشهداء سقطوا في سبيل لبنان وبالتالي يجب كشف حقيقة هذه الجرائم، خاصةً أن هناك 5 رؤساء اغتيلوا إضافة إلى نواب وصحافيين وشخصيات، أفلا يكفي ذلك لوقف هذا الأمر؟ ثم يقابلوننا بشهود الزور، فما قيمة شهود الزور بالقرار الاتهامي؟  بالنسبة لي ليس هناك شهود زور إلا عندما يقول القاضي ذلك لأنه هو الجهة الصالحة للقول اذا كان هذا الشخص شاهد زور او لا، وكلام محمد زهير الكذاب لا الصديق كانت نتيجته اعتباره متهمًا فأين يكون شاهد زور؟ وهناك سياسيون أدلوا بإفادات في الوقت السابق واليوم إذا ما تم استدعاؤهم للتحقيق قد يدلون بإفادات مغايرة فهل هؤلاء شهود الزور؟". وتابع المشنوق: "يقولون لك إن 7 أيار يوم مجيد وإن برج أبي حيدر يوم حميد وإن عائشة بكار لا أعرف ماذا.. فما هذا الكلام؟ لا يوجد إلا الله لا يخطئ، فما هذا التهديد عند كل أمر؟ من سيكون معهم إذا واصلوا التهديد؟ يتحدثون لك وكأنهم لا يخطئون وكلهم معصومون عن الخطأ، هم يريدون أن نكون كحالة السودان مع المحكمة الدولية، لكن لا، إذ يجب أن يكون هناك لحظة تقف فيها الأمور عما سائرة عليه اليوم". وحول مواقف النائب وليد جنبلاط، قال المشنوق: "وليد بك له اسلوبه، بعض الاحيان تقبله، وبعد الاحيان تفهمه، ولكن من الصعب جداً ان تقبله وتفهمه في نفس الوقت، ونحن نفهم وليد بك ونفهم خوفه على جبله وطائفته، وهذا رأيه، ولكن بعض المواقف أبعدته عن موقع الوسط". وحول إمكانية حصول 7 أيار جديد، علّق المشنوق: "لن يكون هناك 7 ايار جديدً، لأنه في 7 ايار سوريا كانت شريكة في القرار وشريكة في الاستثمار وشريكة في النتائج، اما الآن فسوريا وإن كنّا نختلف معها في السياسة ولكن هي معنية بالاستقرار".

 

المطروح حاليًا في البلد "ليس أن تُقاسم سوريا "حزب الله" نفوذه في لبنان، إنما أن يتقاسما معًا النفوذ الذي نمتلكه نحن

سوريا قابلت اليد المدودة بـ"لكمة".. عون يريد جر حزب الله إلى عمل عسكري ضد القوات.. ونأمل أن يتصرف نجاد "كرئيس دولة"

جعجع لـ”NOWLebanon”: يسعون لدكّ المحكمة "بقميص الشهود" وتقرير نجار "نظري" 

حنين غدار - بسـام النونـو، السبت 9 تشرين الأول 2010

(Aldo Ayoub)

بعدما كان قد حذر عام 2009 من أن الجمهورية في خطر لأن البعض يريد وضعها "على طريق الفيلة"، رأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّنا "بتنا اليوم في منتصف هذا الطريق"، مشيرًا إلى أنّ "المشكلة الرئيسية التي يعيشها البلد حاليًا إنما سببها "فريق الدبابير الفايع" من كل الجهات ضد المحكمة الدولية".

جعجع وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” أكد في المقابل أنّ "أي بحث جدي وعلمي ومنطقي في أي ملف متصل بعمل المحكمة الدولية غير ممكن قبل صدور قرارها الظني"، موضحًا أن الدراسة التي أعدها وزير العدل "محدود نطاقها بمسألة تحديد صلاحية النظر بما سُمّي ملف "شهود الزور" بين لجنة تقصي الحقائق ولجنة التحقيق الدولي والقضاء اللبناني"، ووضع جعجع هذه الدراسة في الإطار "النظري لأنه حتى ولو حُسمت صلاحية القضاء اللبناني في هذا المجال، إلا أنه لا يستطيع أن يحكم على شخص ما بصفته "شاهد زور" طالما أن التحقيقات لم تنته، وطالما أنّ القرار الظني لم يصدر".

وفي معرض إستغرابه الخطوة التي أقدم عليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والتي لوّح في خلالها بمقاطعة وزرائه جلسات مجلس الوزراء إذا لم يتم إدراج ملف "شهود الزور" على جدول أعمال المجلس، أوضح جعجع أنّ "مجلس الوزراء كلف منذ شهر ونصف وزير العدل إعداد دراسة حول الموضوع الذي أسموه "شهود الزور"، والوزير إبراهيم نجار أعد هذه الدراسة وأودعها منذ 15 يومًا لدى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكنهما فضلا التريث في طرحها على طاولة مجلس الوزراء ريثما تتأمن أجواء ملائمة لذلك، من منطلق عدم إمكانية الخوض في مناقشة هكذا ملف في ظل جو سياسي متوتر، وإذ بالرئيس بري "وبخفة دمه" المعهودة يقدم على هذه الخطوة، وهو نفسه يعلم أن دراسة وزير العدل هي في الواقع منجزة وجاهزة للمناقشة".

إلا أنّ جعجع لفت في الوقت نفسه إلى أنه "إذا كان لا بد من أن تُمنح بطولات أو “Credit” في هذا المجال، فأنا أفضل أن تكون من نصيب الرئيس بري"، موافقًا بهذا المعنى على مقولة إن الرئيس بري "قطفها" بعدما تيقّن من أن دراسة وزير العدل باتت على وشك المناقشة في مجلس الوزراء، وأردف جعجع قائلاً: "بيطلعلو الرئيس بري".

وفي إطار قراءته لما يثار حول ملف "شهود الزور"، رأى جعجع أنه "تاريخيًا كان هناك قميص عثمان، أما اليوم فقد بات هناك قميصان، الأول "قميص عثمان"، والثاني "قميص الشهود" الذي يستعمل راهنًا في إطار محاولة دكّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مجددًا التشديد في هذا المجال على "عدم إمكانية إطلاق مسمى "شهود الزور" قبل صدور القرار الظني عن المحكمة، نظرًا لاستحالة معرفة صدقية هذا الشاهد أو ذاك قبل أن يتضح مضمون القرار الظني"، وسأل جعجع في هذا السياق: "إذا تبيّن أنّ القرار الظني لم يأخذ بشهادة أحد من الذين يعتبرونهم اليوم "شهود زور"، فهل يمكن الإستمرار في اعتبارهم شهود زور ضللوا التحقيق؟"، مشددًا في ضوء ذلك على أن "التحقيق الدولي هو وحده الكفيل بتبيان من تنطبق عليه صفة شاهد الزور".

وتعليقًا على قول اللواء المتقاعد جميل السيد إنّ إيقافه على ذمة التحقيق الدولي جاء بناءً على شهادات "شهود الزور"، تساءل جعجع: "كيف علم السيد على أيّ أساس تم توقيفه؟"، موضحًا أنّ "أحدًا لا يمكنه أن يعلم الموجبات الحقيقية لعملية التوقيف إلا قاضي التحقيق المعني بقرار التوقيف، كما لا يمكن الحديث عن براءة جميل السيد طالما أن المحكمة لم تقل كلمتها النهائية".

إلى ذلك، إستغرب جعجع صدور مذكرات التوقيف السورية بحق عدد من الشخصيات السياسية والقضائية والأمنية والإعلامية اللبنانية "عشية طرح دراسة وزير العدل في مجلس الوزراء، وقال: "كأنهم يريدون "القوطبة" على الموضوع لأنهم لا يريدون في حقيقة الأمر قضية شهود الزور إنما قميص الشهود"، وإذ أكد أن "هذه المذكرات تفتقد إلى أبسط منطق قضائي، وتشوبها عيوب شتى إن لجهة الصلاحية أو الحصانة أو التوقيت بالإضافة إلى اعتبارات كثيرة أخرى"، إعتبر جعجع أنّ صدور هذه المذكرات بالمعنى السياسي جاء بمثابة "لكمة وجّهها الجانب السوري بشكل مباغت إلى الرئيس ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري بينما هما ينتهجان سياسة اليد المدودة تجاه دمشق"، لافتًا إلى أنّ مجريات الأحداث تظهر أنّ "نظرية التعاطي من دولة لدولة مع سوريا، هو حلم موجود في رأسنا نحن فقط ولم يصل بعد إلى دمشق".

وعما إذا كان يعتبر أنّ صدور المذكرات السورية مؤشرًا إلى انفراط عقد الاتفاق السوري – السعودي بشأن لبنان، أجاب جعجع: "هذا يتوقف على طريقة تصرف الجانب السوري في الفترة المقبلة، فإذا أحسّ بفداحة الخطوة التي أقدم عليها وقرر سحب المذكرات أو استردادها، وهي بطبيعة الحال لا تملك مواصفات مذكرات التوقيف الحقيقية، فسيدل ذلك على أنّ الاتفاق السوري مع السعودية لا يزال ساريًا، أما إذا إستمر السوريون بالإتجاه نفسه، فلا أدري إن كانت الممكلة العربية السعودية قادرة على مواكبة أداء كهذا من الجانب السوري"، مرجحًا في هذا السياق "أن يكون السوريون قد حددوا خياراتهم على المستوى الاستراتيجي بالاتجاه الآخر" واستند جعجع في ذلك إلى عدة مؤشرات من بينها "الصورة التي جمعت الرئيسين بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد في طهران، بالإضافة إلى الموقف السوري الحاسم والواضح من المحكمة الدولية، وكذلك الأمر بالنسبة لدفع جماعتهم في لبنان باتجاه التصعيد بوجه الحكومة وتحديدًا ضد الرئيس سعد الحريري وضد كل النظام القائم"، مشيرًا إلى أنّ "حسم السوريين خيارهم الإستراتيجي في هذه المرحلة وجد ترجمته على المستوى الداخلي من خلال أول مؤتمر صحفي عقده اللواء جميل السيد، لأن السيد يعكس من خلال تصرفاته الأجواء التي يعيشها في الغرف المغلقة، طبعاً ليس مع الروس أو الصينيين، إنما مع الجهة التي يتعاطى معها، وهذا ما تأكد في وقت لاحق من خلال مجموعة المواقف التي سمعناها على لسان الرئيس السوري ووزير خارجيته".

وإذ لفت إلى أنّ المطروح حاليًا في البلد "ليس أن تُقاسم سوريا "حزب الله" نفوذه في لبنان، إنما أن يتقاسما معًا النفوذ الذي نمتلكه نحن"، أكد جعجع أن "هذه المحاولة لن يكتب لها النجاح، لأن هناك وقائع على الأرض لا يستطيع أحد تغييرها، فهُم بمقدورهم أن يرعبوا كتيرًا من الناس إلا أنهم لن يتمكنوا من أن يرعبوا كل الناس كل الوقت".

أما عن السيناريوات التي يراها محتملة في الفترة المقبلة، فأعرب جعجع عن اعتقاده بأن "التحركات على المدى المنظور ستكون على المستوى السياسي"، مشيرًا إلى أن "الفريق الآخر سيحاول بدايةً أن يصل إلى مبتغاه من خلال أساليب الضغط السياسي"، من غير أن يستبعد إمكانية "أن يعمد الفريق الآخر إلى ضربة "تحت الزنار" عبر إقدامهم على إسقاط الحكومة".

وعن تصوره بالنسبة لموقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط إذا ما قرّرت المعارضة إسقاط الحكومة، أجاب جعجع: "بصراحة أنا أشك في أن يذهب وليد جنبلاط إلى هذا الحد "بالشخصي" ضد سعد الحريري، كما لو أنه لا يوجد "خبز وملح" ولا تاريخ مشترك على مدى عشرات السنين بينه وبين آل الحريري".

وردًا على سؤال عما إذا كان سيلتزم نصيحة النائب ميشال عون بأن "يقعد عاقلاً ولا يحركش بالسلاح"، تبسّم جعجع وأجاب: "فليتوجه الجنرال عون بهذا الكلام إلى نفسه وإلى حلفائه، لأنّ الذي يحركش بالسلاح هو الذي يملك السلاح، أما أنا فلم "أقعد عاقلاً" منذ العام 2005 وسأبقى كذلك، وقضية التسلح لم تراودنا لأية لحظة لأننا نعيش اليوم في دولة، ولو بالحد الأدنى، مسوؤلة عن أمن لبنان واللبنانيين، ونحن بكل صراحة لسنا مسؤولين عن الأمن الداخلي ولسنا قادرين ولا مستعدين لتحمل تبعات وأعباء هذه المهمة، عدا عن أن ذلك يطيح بكل نظريتنا القائمة على أننا بتنا اليوم نعيش تحت مظلة الدولة وعلينا أن نكمل مسيرتنا على هذا الأساس، وإذا كان لدى أيّ منا حلم يريد تحقيقه فما عليه سوى أن يجمع له ما استطاع من أدوات سياسية تساعده على تحقيق حلمه، في حين أن الدولة هي المسؤولة عن السلم الأهلي وهذا ما نسمعه يتكرر على لسان رئيس الجمهورية وقائد الجيش، وبطبيعة الحال رئيس الحكومة". 

وفي هذا المجال، استبعد جعجع لجوء قوى المعارضة إلى الشارع مجددًا "لأن هذا الجانب يبدو ثابتًا حتى اللحظة في الإتفاق السعودي – السوري"، وأضاف: "من جهة أخرى أجرى حزب الله حساباته وتبيّن له أنّ تحريك الأرض هذه المرة لن يكون لصالحه ولن يمنحه أية نتيجة، بل ستكون نتائجه عكسية"، مجددًا الإشارة إلى "معطيات جدية ومسؤولة بأنّ الدولة لن تسمح هذه المرة للبنانيين المسلحين بأن ينقضوا على اللبنانيين العزّل"، وذكّر جعجع في هذا المجال بـ"ردة الفعل الرسمية والسياسية" في مقابل مشهد استباحة المطار قبل مدة، مشددًا على أنّ ما جرى "لم يمرّ بلا ثمن، فقد جرى طرحه على مجلس الوزراء ووصلت الأمور إلى حد إجراء تحقيقات في هذا الموضوع، لدرجة أنّ الفريق الآخر بات يدافع عن نفسه ويتنصل من أدائه في المطار، بغض النظر عن بعض المواقف التي جاءت في معرض التحدي لكنها سرعان ما عادت وانكفأت".

وإذ أعرب عن ثقته بأن "المرحلة المقبلة لن تخرج عن إطار الضغط السياسي"، أكد جعجع في المقابل أنه لم يُكوّن "تصورًا واضحًا" لما ستؤول إليه الأمور في حال فشل هذا الضغط في تحقيق مآربه "لسبب بسيط هو أن الفريق الآخر لم يـتخذ خيارًا واضحًا بعد في هذا المجال ولا يزال في طور تدارس خياراته"، وأضاف: "أعتقد أنّه في ضوء المعطيات الرسمية والسياسية والشعبية التي رصدها الفريق الآخر فإنه يبتعد أكثر فأكثر عن خيار استعمال العنف بالداخل، أو على الأقل هذا ما أتمناه"، لافتًا الإنتباه في هذا المجال إلى ما خرج به البيان المشترك إثر اجتماع الأسد – أحمدي نجاد في طهران لجهة "التمسك بالاستقرار في لبنان".

وفي ما خصّ زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بيروت، تمنى جعجع أن تبقى في "الإطار الرسمي، أي زيارة دولة إلى دولة"، وعلى هذا الأساس رحب جعجع بزيارة أحمدي نجاد "أما إذا ذهبت الزيارة باتجاهات أخرى كأن يقوم الرئيس الإيراني بنشاط سياسي على الساحة الداخلية أو أن يستخدم لبنان لتوجيه رسائل باتجاه الشرق أو الغرب فعندها تكون الزيارة قد خرجت عن إطارها الرسمي وعن اللياقات المفترض أن تسود بين دولة ودولة"، معربًا في هذا السياق عن أمله في "أن يتصرف الرئيس أحمدي نجاد كرئيس دولة صديقة ويراعي وضع لبنان وسياسته الخارجية ويأخذ بعين الإعتبار مجمل الشرائح اللبنانية وتعدد الأراء السياسية في لبنان".

على صعيد آخر متصل بالساحة المسيحية، سيما لناحية الدعوة التي وجهها إلى شباب وشابات "التيار الوطني الحر"، أوضح جعجع قائلاً: "هناك شريحة من الشباب والشابات إنتسبوا إلى التيار لقناعتهم بمبادئ معينة، وأتذكر إبان اعتقالي كيف كانوا يُزجّون في السجن، ليس في سبيل إيصال فلان إلى النيابة أو الوزارة أو ليؤمنوا مصلحة شخصية هنا أو هناك، بل إنطلاقًا من قناعات معينة تُرجمت في كتاب "الأورونج" عام 2005، وهذه الشريحة من شباب التيار لديّ إيمان وأمل بها ولذلك وجهت لها النداء، أما الجنرال عون والمجموعة الصغيرة التي تتحلق حوله فلا أمل لدي بهم لأنهم باتوا في مكان آخر لاعتبارات ومنطلقات أخرى"، وجدد جعجع في هذا السياق دعوته إلى شباب وشابات التيار الوطني متوجها إليهم بأن "يعودوا إلى كتابهم "الأورونج" ويقرأوا في مضمونه وسيجدوننا نقرأ معهم"، معتبرًا في هذا المجال أنّ "الشارع المسيحي بمجمله بات ولاؤه وقلبه في صلب 14 آذار، خصوصًا في هذا المرحلة، أي أنه لم يعد هناك شارع مسيحي آخر بالمعنى السياسي أو الأيدولوجي، إنما هناك شارع مسيحي آخر بالمعنى الحزبي الضيق".

وعن الصدى الذي لاقاه عقب الدعوة التي وجهها إلى شباب وشابات "التيار الوطني"، أكد جعجع أن نداءه "لاقى صدى إيجابيًا لدى من كانوا قد عمدوا خلال الفترة السابقة إلى الإبتعاد قليلاً عن التيار، أما في ما يتعلق بمن هم داخل التيار فالوضع لا يزال غامضًا ولم نستطع بعد تقدير حجم تجاوبهم وسط حالة من الأخذ والرد سائدة في الوقت الراهن".

وعن تصدي عون لدعوته عبر سرد واقعة زيارته في المعتقل، قال جعجع: "اليوم أستطيع أن أقدر أن هذه الزيارة أتت في إطار سعي الجنرال عون إلى اتخاذ موقع المدافع عن المسيحيين ولذلك كان لا بد له من أن يزور سمير جعجع في المعتقل ليقول من خلال هذه الخطوة إنه يخوض معركة عن المسيحيين تقتضي الترفع عن الخلافات الشخصية، وهي كانت زيارة شخصية لم نتطرق في خلالها إلى السياسة".

وعن علامات الإستفهام التي رسمها عون حول رفض سمير جعجع التحالف معه عام 2005 طالما أنه مؤمن بكتاب "الأورانج"، أجاب جعجع: "لأن عون وقف حينها ضد 14 آذار وعقد تحالفاته بشكل مخالف لمبادئ كتاب "الأورانج"، أما نحن وإن كنا قد عقدنا تحالفات إنتخابية على أساس الحلف الرباعي في منطقة أو منطقتين، إلا أنّ تحالفنا العريض كان مع 14 آذار، وبالتالي أنا منذ تلك اللحظة كنت مع مجموعة المبادئ المعلنة في كتاب "الأوروانج" في حين أن الجنرال عون كان هو ضدها من خلال تحالفاته السياسية"، مضيفًا: "مثلما أعادوا الجنرال من فرنسا قبل الانتخابات، عرضوا عليّ أيضًا أثناء وجودي في المعتقل أن أخرج قبل الانتخابات شرط أن أتحالف مع لائحة عمر كرامي في الشمال وأن أتخلى عن تحالفي مع وليد جنبلاط وسعد الحريري، إلا أنني رفضت العرض، فهل يلومني الجنرال على تمسكي بمبادئ هو تخلى عنها؟". 

أما فيما خصّ الضخ الإعلامي باتجاه الحديث عن تسلح "القوات اللبنانية"، فقد أكد جعجع أنه "فارغ من أي مضمون ولا أساس له من الصحة وإلا لكانوا قدموا معطيات عن ذلك إلى الأجهزة الأمنية"، مذكرًا في هذا المجال "بتأكيد رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء أن الأجهزة الأمنية أفادت ألا معلومات لديها عما يثار عن عمليات التسلح"، وسأل جعجع في المقابل من يسرب معلومات عن تسلم الجيش اللبناني خرائط عن تسلح القوات: "أين هي هذه الخرائط؟ فلينشروها أم أنهم يريدون إتهام الجيش بالتواطؤ في هذه القضية؟". 

وفي إطار شرحه الغاية التي تقف وراء شائعات تسلح "القوات"، رأى جعجع أن "الجنرال عون تراوده منذ مدة فكرة أن يدفع "حزب الله" باتجاه الدخول إلى المناطق المسيحية لضرب "القوات" بشكل من الأشكال، تقريبًا كما جرى على الساحة الدرزية عام 2008 بمعنى أنه حين دخل الحزب على المناطق الدرزية اضطر وليد جنبلاط للذهاب إلى طلال ارسلان، وهذه الصورة يحاول الجنرال عون تظهيرها على الساحة المسيحية من خلال جر "حزب الله" إلى عمل عسكري ضد "القوات" فيضطر حينها سمير جعجع وسائر المسيحيين للجوء إلى الجنرال عون طلبًا للحماية بصفته حليف حزب الله".

وردًا على سؤال، شدد جعجع على كون "14 آذار هي الحركة الوحيدة في تاريخ لبنان التي عبرت عن الأكثرية اللبنانية الصامتة إلى جانب القوى الحزبية التي انضوت تحت لواء هذه الحركة"، موضحًا أن "أكبر دليل على استمرارية 14 آذار هو هذا النَّفَس الذي نلمسه لدى الناس خلال جولاتنا المناطقية بحيث نجدهم متيقظين ويطالبوننا بتفعيل آليات عمل 14 آذار"،  أما على المستوى السياسي فلفت جعجع إلى أنه "وعلى الرغم من وجود نوع من المحدودية بحركة 14 آذار السياسية في ضوء تسلم الرئيس سعد الحريري سدة رئاسة حكومة الإئتلاف الوطني، إلا أنّ ذلك لا يعني أن 14 آذار إنتهت"، مشيرًا إلى أنه "بعدما تخطت الأمور في البلد حدودًا معينة خلال الأسابيع الماضية عادت 14 آذار لتظهر بأفضل أحوالها"، وأضاف: "فيما يتعلق بـ14 آذار أنا متفائل تمامًا بغض النظر عن كل الحركة السياسية التي نشهدها حاليًا".

في المقابل أكد جعجع أن مواجهة ما يتعرض له لبنان ستكون من خلال "الثبات على مواقفنا وترجمة قناعاتنا"، لافتًا إلى أن "الأداء المستفز الذي شهدناه خلال الأسبوعين الماضيين دفعنا إلى تكثيف وتيرة عملنا لأننا رأينا أنّ هناك خطرًا جديًا على البلد لجهة محاولة إرجاعه إلى مرحلة ما قبل العام 2005 وهذا خطر يجعلنا كلبنانيين نتعاطى معه ليس من زاوية العمل السياسي الضيق إنما من منطلق كونه خطرًا سياديًا وكيانيًا يتهدد البلد"، وتوجه جعجع في هذا المجال إلى اللبنانيين بأنهم "باتوا اليوم أمام خيارين، إما أن نواصل المسيرة التي بدأناها منذ العام 2005 على الرغم من كل شوائبها، أو نعود إلى الوضعية التي كنا عليها قبل العام 2005 والتي هي وضعية ساقطة لا علاقة لها باللبنانيين ولا بلبنان الكيان ولا بلبنان النظام ولا بلبنان الدولة".

 

كشف متفجرات مرسلة من قبل النظام الإيراني إلى أفغانستان زنتها 20 طنًا

إن كشف وتوقيف متفجرات مرسلة من قبل الفاشية الدينية الحاكمة في ايران الى افغانستان بزنة حوالي 20 طناً يأتي بمثابة جزء آخر من مخططات حكام إيران الشريرة بهدف إثارة الحروب وتصدير الارهاب والقتل وزعزعة الامن إلى المنطقة بأسرها. وتم توقيف هذه المتفجرات يوم الثلاثاء 5 تشرين الأول/اكتوبر الحالي في محافظة «نيمروز» (غربي أفغانستان) على الحدود مع إيران وهي معبأة في صناديق بعلامات الاغذية والدمية وأدوات المطبخ. ويتم استخدام هذه المتفجرات في صنع الغام الطرق. وتزامناً مع ذلك اتخذ ضلوع نظام الملالي الحاكم في ايران في التفجيرات والعمليات الإرهابية الإجرامية في العراق أبعاداً جديدة بحيث أصبح القادة العسكريون والمسؤولون الأمريكان في العراق يعربون عن قلقهم حيال التدخلات الارهابية والتطرفية المتنامية للنظام الايراني في العراق. فاتهم الدكتور طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي يوم 28 أيلول/سبتمبر الماضي النظام الايراني بتدخل سافر والتدريب والتمويل والدعم المباشر للهجمات الارهابية في العراق قائلاً إن بعض الأطراف الشيطانية أضعفت بلده وقامت بتوسيع نطاق الفوضى والخلافات.

إن نظام الملالي المتداعي الحاكم في ايران والعاجز عن مواجهة الازمات السياسية والاقتصادية المتزايدة والنقمة الشعبية المتفاقمة لجأ الى تصدير الارهاب والأزمة الى المنطقة والعالم. إن محاولة السيطرة على المنطقة تأتي جزءاً لا يتجزأ من كيان نظام الملالي الحاكم في إيران. ان الحل الوحيد لمواجهة وإحباط هذه التدخلات المثيرة للحروب والإرهابية للنظام هو اعتماد سياسة حازمة تجاه نظام الملالي الحاكم في إيران وفرض العقوبات الشاملة عليه ودعم مطالب جميع الشعب الايراني لإسقاط هذا النظام العائد الى عصور الظلام وتحقيق الديمقراطية والسلطة الشعبية في إيران.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس

7 تشرين الأول/أكتوبر 2010

 

 سباق القرار الظنّي وشهود الزور: أيّام الحريري الأصعب

نقولا ناصيف (الأخبار) السبت 9 تشرين الأول 2010

يكاد استعجال فتح ملف شهود الزور يُسابق إصدار المحكمة الدولية القرار الظني. كلاهما عدوّ الوقت، ويستخدمه كل من طرفي النزاع، رئيس المجلس نبيه برّي وحزب الله من جهة وتيّار المستقبل من جهة أخرى، كأنه يخوض به معركة إسقاط الطرف الآخر لكل من ملف شهود الزور والقرار الظني طبيعة مختلفة لأحدهما عن الآخر، وإن بدوَا ملحّي الاستعجال. بمقدار ما يحتاج ملف شهود الزور إلى مسار طويل لكشف حقيقة هؤلاء والمتورّطين في التلاعب بهم وتوجيه التحقيق الدولي، يفضح القرار الظني المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري ويضع التوازن الداخلي في مخاض جديد، والفريقين المعنيين أمام أحد احتمالين: التسوية أو الانفجار، تبعاً لملاحظات أبرزها:

1 ـــــ أن الموعد المقرّر مبدئياً لصدور القرار الظني هو كانون الأول المقبل، ما لم يدفع التشنّج الداخلي إلى تسريع صدوره بغية ممارسة مزيد من الضغوط على معارضي هذا القرار. وتأتي سلسلة المواقف الأخيرة، الصادرة عن أكثر من مرجع في الأمم المتحدة، خير معبّر عن تلك الضغوط التي تريد أن تنأى بالقرار الظني وشهادات الزور والتمسّك بالمحكمة الدولية عن كل ما يثار من حولها في لبنان. فضلاً عن تضاؤل فرص تأجيل القرار الظني إلى أبعد من المهلة المقرّرة له بعد أقل من شهرين، كأحد مؤشرات إخفاق المسعى السعودي في تأخير إصدار القرار الظني.

وتمثّل هذه المعطيات عناصر قوة للمتشبّثين في الداخل بالمحكمة الدولية للصمود أكثر في المواجهة بينهم وبين قوى 8 آذار وسوريا. وهو مغزى اعتقاد مناوئي رئيس الحكومة سعد الحريري بتعويله على عامل الوقت وانتظار صدور القرار الظني، يذهب بعد ذلك إلى تسوية محتملة معهم بحملهم على الرضوخ للقرار، وإرغامهم على تقديم تنازلات.

2 ـــــ رغم أن التقرير المتوقع لوزير العدل الدكتور إبراهيم نجّار يرضي جزئياً المعارضة بوضع ملف شهود الزور بين يدي القضاء اللبناني، إلا أن الآلية الطويلة والمعقدة التي ستلي مباشرة فتحه، لن تقف عقبة في طريق القرار الظني.

وبحسب المطلعين على العناصر الرئيسية لتقرير وزير العدل، فهو ينطوي على البنود الآتية:

ـــــ يقدّم تعريفاً لشهود الزور ومفهوم شاهد الزور في القانون اللبناني، والحال التي توجب إعطاء هذه الصفة.

ـــــ يتيح القانون اللبناني، قبل أن يصدر أي حكم عن المحكمة، إلصاق صفة شاهد زور بمَن يقدّم إفادة كاذبة، أو يشهد بالباطل، أو يحجب معلومات. ويمكن ملاحقته نتيجة لذلك قبل صدور الحكم.

ـــــ يجزم بصلاحية القضاء اللبناني النظر في ملف شهود الزور ومتابعة السير فيه، قبل صدور الأحكام النهائية عن المحكمة.

ـــــ يأتي على ذكر شهود الزور المعروفين، وأخصّهم محمد زهير الصديق وهسام هسام، ويعرض التدابير المتخذة في حقهم، وادعاء القضاء اللبناني عليهم.

ويُنتظر أن يكون تقرير نجّار في حوزة الوزراء قبل 48 ساعة من انعقاد مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، عملاً بالنظام الداخلي لمجلس الوزراء الذي يناقشه لاتخاذ قرار في شأنه. وهو بذلك مدعو إلى أكثر من عرض التقرير وأخذ العلم به. وتتوقع المعارضة انتهاء الجلسة بطلب رئيس الحكومة إلى النيابة العامة التمييزية تحريك دعوى الحقّ العام على شهود الزور، وإحالة الملف على النيابة العامة الاستئنافية لمباشرة التحقيق. بيد أن هذه الآلية تنطوي بدورها على مسار شاق لن يفضي إلى نتيجة ملموسة حتى موعد صدور القرار الظني، وقد لا يحقق نتائج جدّية ومهمة توازي ما ينتظره الجميع من القرار الظني، وهو اتهام أعضاء في حزب الله باغتيال الرئيس السابق للحكومة.

سيكون على القضاء اللبناني، وهو يضع يده على الملف، الادعاء على شهود الزور الفارين والمعتقلين في السجون اللبنانية، ثم إصدار مذكرات تبليغ، ثم المحاكمة الغيابية بسبب عدم مثول الصدّيق وهسام، وكلاهما يحمل مفاتيح رئيسية لكشف هوية المتلاعبين بهم، ثم استدعاء شهود على شهود الزور للتحقيق معهم والحصول على معلومات تتصل بالأدوار التي اضطلع بها شهود الزور.

وهكذا، من دون التعويل على شهادات الزور التي يملك القضاء اللبناني والمحكمة الدولية وثائقها، سيكون من المتعذّر في فترة قريبة التوّصل إلى الحقائق الغامضة التي رافقت التحقيق الدولي واعتقال أربعة من الضباط الكبار وتوجيه اتهام مباشر إلى سوريا باغتيال الحريري الأب وإدارة مرحلة سياسية برمتها. والأحرى أن الأمر سيمسي أكثر تعقيداً، إذا تبنّى تقرير وزير العدل وجهة نظر الأمم المتحدة بعدم التصرّف بهذه الوثائق وإبقائها قيد الكتمان؛ لكون التحقيق الدولي في اغتيال الحريري الأب لم ينتهِ بعد. عندئذ يبدأ القضاء اللبناني الخوض في هذا الملف من الصفر، في وقت يُسابق فيه سياسياً وأمنياً عاصفة مستعجلة هي صدور القرار الظني.

3 ـــــ تمثّل سوريا طرفاً رئيسياً ومحورياً في النزاع الداخلي على المحكمة الدولية، بشقّي شهود الزور والقرار الظني، وهي جهرت بانحيازها إلى الفريق الذي يطالب بإلغاء القرار الظني سبيلاً إلى إلغاء المحكمة الدولية، من خلال موقف وطني عام يرفض القرار قبل صدوره. وهي وجهة نظر حزب الله. ولا تقف دمشق في هذه الأزمة على مسافة واحدة بين حزب الله ورئيس الحكومة، بل فتحت باباً واسعاً على مأزق حاد بينها والحريري وضعت ـــــ أو تكاد ـــــ علاقتها به على المحك، سواء بإصدارها مذكرات توقيف غيابية في حقّ عدد من أبرز معاونيه وصانعي قراراته، أو بإيصاد أبواب الحوار المباشر وغير المباشر معه.

يُضفي ذلك على المواجهة الحالية بعداً سياسياً، ملازماً للبعد القضائي. وإذا كان الأخير يتوخى توجيه ضربة قاتلة إلى آخر ما بقي من مرحلة 2005ـــــ 2008، هي التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، يرمي البعد السياسي إلى دفع الحريري لمرة أخيرة ـــــ قد تكون الفرصة الأخيرة ـــــ إلى تحديد خياره في التحالف مع سوريا بكل الأكلاف الباهظة التي يتطلّبها، أو يتخلى عن هذا التحالف، ويعود بنفسه إلى ما قبل 19 كانون الأول 2009، حينما زار دمشق لأول مرة، وصَالَحَ الأسد وأقنع نفسه قبل جمهوره ـــــ بناءً على طلب الرياض ـــــ بأن سوريا ليست قاتلة والده بعد كل ما قاله عن ذلك بين عامي 2005 و2008، وعن دورها المباشر في جريمة الاغتيال.

واقع الأمر، خلافاً لرئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لم يقل رئيس الحكومة مرة في الأشهر الـ11 الأخيرة إنه في صدد تحالف مع سوريا. اكتفى دائماً بالإعراب عن رغبة في علاقات شخصية، أو علاقات من دولة إلى دولة، أو علاقات متوازنة... تبعاً لذلك، لم تكفل علاقته الشخصية بالأسد، وكلامه المتكرّر عن الثقة المتبادلة بينهما، إبقاء الاتصال الشخصي على الأقل، ولم تُتح تجاوز أزمة الخلاف مع الرئيس السوري.

قد يكون الأصحّ، في اعتقاد مطّلعين عن قرب على علاقة الرجلين، أن الأسد قَصَرَ البعد الشخصي مع الحريري على الزيارة الأولى للأخير لدمشق، وتعرّفه لأول مرة إلى رئيسها. نظرت سوريا إلى المصالحة الشخصية على أنها محاولة لاحتضان الحريري الذي توخى يومذاك التخلّص من كل الاتهامات التي كان قد ساقها ضدها حيال اغتيال والده، وفتح صفحة جديدة في علاقتها به وبشارعه السنّي.

بذلك، بات رئيس الحكومة يواجه الآن مأزقين جعلاه في الأسابيع القليلة الأخيرة يعيش الأيام الأصعب في حياته السياسية القصيرة: أزمة الاستقرار الداخلي مع حزب الله، وأزمة العلاقة مع سوريا.

كلا المأزقين متلازمان:

ـــــ الخيار بين المقاومة والمحكمة الدولية، ما دام القرار الظني يتهم حزب الله باغتيال الرئيس السابق للحكومة، ويستهدف تالياً سلاح المقاومة.

ـــــ الخيار بين العلاقات المميّزة اللبنانية ـــــ السورية بكل متطلباتها، او الانصراف عنها إلى موقع مناوئ. ولا تعني هذه الاكتفاء الظاهري بها، بل التزام موجباتها في السياسة الخارجية والأمن والمقاومة في نطاق الصراع مع إسرائيل. بل في الواقع لا تستسيغ سوريا، في معرض الحديث عن علاقات مميّزة بين البلدين، إظهار هذه كأنها تعبير عن حسن جوار بين دولتين، بل تطابق استراتيجيات إقليمية تضع أمنهما واستقرارهما المحلي والإقليمي في سلّة واحدة.

ـــــ استمرار الشكوك في معظم المحيطين برئيس الحكومة على أنهم يضطلعون بأدوار سلبية، سواء في علاقته بدمشق أو في الخيارات التي يقتضي أن تؤول إلى بناء تحالف متين وموثوق به بينه وسوريا، على غرار ذاك الذي شهدته علاقة والده بها.

ـــــ تأكيد دمشق أنه لا أحد، وخصوصاً الحريري، يسعه الاعتماد على دور مساعد أو وسيط أو مهدئ تقوم به لحفظ الاستقرار الداخلي، والتوازن بين الأفرقاء المحليين، وتحديداً بين رئيس الحكومة وحزب الله، في حال صدور قرار ظني يتهم الحزب باغتيال الحريري الأب، من غير أن يستبقه نجله رئيس الحكومة بموقف يرفضه سلفاً.

دون ذلك يكون الأوان قد فات تماماً.

 

المعلوف: الهيكل سيسقط على رؤوس الجميع ... ونتمنى على "السيّد" نصرالله الخروج بموقف "هادىء ومسؤول"  

 سلمان العنداري

علّق عضو كتلة "نواب زحلة" النائب جوزيف المعلوف على الحركة التي يقوم بها السفير السعودي علي عوض العسيري في لبنان في اطار محاولات تقريب وجهات النظر بين الافرقاء الداخليين، مُثنياُ على دعوته اللبنانيين الى تحقيق مصالحة وطنية أخوية شاملة وصادقة تمكنهم من معالجة كافة الملفات وتحقيق العدالة وتثبيت الاستقرار.

المعلوف وفي حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر ان "المملكة العربية السعودية تسعى عبر مبادراتها الى حلحلة الامور العالقة في لبنان، حيث لعبت دوراً اساسياً في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفي تثبيت الاستقرار والامن في البلاد عبر تفاهمها مع سوريا، ودعمها لمفاعيل القمة الثلاثية التي عُقدت منذ اسابيع في قصر بعبدا الرئاسي بين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد وفخامة الرئيس ميشال سليمان".

ورأى ان "الرياض تعمل وفق ما تم الاتفاق عليه في القمة الثلاثية الاخيرة تحت شعار حماية لبنان والحفاظ على امنه واستقراره، ونحن نتمنى على الطرف السوري ان يبذل مزيداً من الجهود لترسيخ التهدئة الداخلية، ولتمتين التفاهم مع الرياض".

وفيما يتعلق بملف ما يسمى " شهود الزور" وطريقة التعاطي معه، رأى المعلوف ان "معالي وزير العدل ابراهيم نجار أعدّ تقريراً مفصّلاً حول هذا الملف، ولكنه بحاجة الى بعض التحديث والتطوير في بعض النقاط بعد موقف الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاخير، و مطالعة مساعدته القانونية باتريشيا اوبريان، وبعد اصدار القضاء السوري مذكرات توقيف بحق عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية والامنية، على ان يتم التعاطي مع هذه المسألة من منظار قانوني بحت، وان تتم مناقشة القضية بكل موضوعية وانفتاح على طاولة مجلس الوزراء". المعلوف وفي حديثه، اعرب عن امله في ان "يتحلى كل الافرقاء بالمسؤولية وبالنضوج والعقلانية السياسية في طريقة تعاطيهم وتفاعلهم مع الاحداث الجارية على الساحة الداخلية في هذه اللحظة الدقيقة والحساسة، لأن اي تصعيد متعمّد من شأنه ان يأخذنا الى المجهول". وطالب المعلوف الفريق الآخر "باحترام بعض الثوابت والقضايا الاساسية التي تؤمن بها شريحة واسعة من الشعب اللبناني، وفي طليعتها المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، على اعتبار ان العدالة تؤدي الى الاستقرار وتُشعر اللبنانيين بالامن والراحة، وان عدم تحققها سيُبقي ثقافة القتل والاغتيال مشرّعة بدون اي عقاب".

ولفت المعلوف الى ان "القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية لم يصدر بعد، وان كل التكهنات والتسريبات والتحليلات المتداولة في هذا الاطار لن تجدي نفعاً ولن تغيّر مسار التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الدولية برئاسة دانيال بلمار". ودعا كل الاطراف السياسية اللبنانية الى التعاطي بجدية ومسؤولية وبجهوزية تامة مع اي قرار اتهامي يمكن ان يصدر ضمن اطر القانون الدولي والقوانين المحلية، و الى حوار هادىء وبنّاء وصريح بين كل الافرقاء في حال وُجّهت التهم الى بعض الجهات الداخلية، او في حال انفجرت الاوضاع من الناحية الامنية على خلفية قرار المحكمة". واضاف: "علينا العمل سوياً لاستعادة ذهنية الاستقرار المفقودة في البلاد، اذ ان الوعي مطلوب اكثر من اي وقت مضى لادراك مخاطر بعض الممارسات، ولتخطي التجربة الصعبة التي نخوضها اليوم". وعن خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي يُلقيه اليوم، توقّع المعلوف ان يتّسم موقف السيد نصرالله "بالهدوء السياسي"، داعياً اياه "الى التعاطي الجدّي والمسؤول مع الاستحقاقات التي تواجه لبنان بروحية الشراكة، لان الهيكل سيسقط على الجميع اذا لم يتم تدارك الامور بسرعة".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

إشكال مسلح في ضاحية بيروت الجنوبية

نهارنت/وقع اشتباك صباح الجمعة، بالأسلحة الرشاشة بين عناصر حزبية وأشخاص من آل شمص قرب روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت على خلفية محاولة العناصر ازالة "سبيل للمياه" مقام على نية حسن نايف شمص الذي كان توفي قبل خمس سنوات بعدما صدمته سيارة للدفاع المدني. وذكرت وكالة "الأنباء المركزية" انه "تردد ان العناصر الحزبية تابعة لحزب الله»، وأن الوضع شهد حالاً من التوتر، إلا أن الأمور عادت الى طبيعتها بعد اتصالات". 

 

قمة لبنانية ـ سورية في دمشق قبيل زيارة نجاد

نهارنت/كشفت مصادر لبنانية شبه رسمية لصحيفة "الأنباء" الكويتية، ان تشاوراً يومياً يحصل بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان والقيادة السورية بشأن مختلف التطورات، ولم تستبعد المصادر عقد قمة لبنانية ـ سورية في دمشق قبيل وصول الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى بيروت وكانت صحيفة "السفير" قد أشارت أمس الجمعة الى ان هناك احتمال تطوير التشاور بين الرئيس سليمان وبين القيادة السورية في اتجاه عقد قمة ثنائية في دمشق، اذا ارتأى الجانبان ذلك قبيل وصول نجاد الى بيروت. 

 

مؤتمر في الفاتيكان لبحث مصير 17 مليون مسيحي في المشرق

سليم نصار *الحياة

عندما اطلع البابا بنديكتوس السادس عشر على برنامج زيارته لبريطانيا، ادرك ان الملكة اليزابيث الثانية حريصة على محو تلك الحقبة المظلمة من تاريخ علاقات الكنيستين، الكاثوليكية والانغليكانية.ذلك ان برنامج الدعوة الرسمية اشتمل على زيارة الموقع الذي أُعدم فيه السير توماس مور بأمر من الملك هنري الثامن (تموز/ يوليو 1535). وكان حكم الإعدام بقطع الرأس عقب محاكمة صورية، الجزاء الذي ناله توماس مور لأنه تجرأ على رفض الارادة الملكية. وبما انه كان ينتمي الى الطائفة الكاثوليكية، فقد طوّبه الفاتيكان قديساً.

تمت زيارة البابا لهذا الموقع برفقة أسقف كانتربري الدكتور روان وليامز، الذي استقبله في قاعة «قصر لامباث» كشهادة علنية على محو مئات السنوات من العداء بين الكنيستين.

وكما حقق المصالحة مع الكنيسة الانغليكانية هكذا فعل البابا مع الكنيسة الارثوذكسية اثناء زيارته لقبرص. ومن نيقوسيا اطلق الوثيقة التي سيناقشها سينودس الأساقفة الذي يعقد غداً الاحد (10 – 10 – 2010) في حاضرة الفاتيكان. ومن خلال رحلاته الى تركيا والأردن وفلسطين، استطاع البابا بنديكتوس السادس عشر تأمين حضور اساقفة وممثلي طوائف اخرى من بلدان الشرق الاوسط.

وكانت السكرتارية العامة لسينودس الاساقفة قد طلبت من الكنائس الكاثوليكية في الشرق الاوسط، الاجابة بوضوح عن أحوالها في المجتمعات ذات الغالبية المسلمة، مثل تركيا وإيران والعراق ومصر. ومن المتوقع ان تناقش هذه الاجابات على امتداد اسبوعين هذا الشهر، بين الاساقفة وممثلي الجماعات الاسلامية واليهودية.

واستند البابا في مبادرته الى اعلان المجمع المسكوني الثاني الذي يقول: «تنظر الكنيسة بتقدير الى المسلمين الذين يعبدون الله الاحد القيوم والقدير، فاطر السموات والارض».

وعلى هذا الاساس، تمت في السنوات الاخيرة لقاءات مع جمعيات اسلامية في كولونيا (المانيا). وخلال زيارته لأسطنبول حرص البابا على زيارة «المسجد الازرق» كدلالة على رغبته في فتح حوار ديني مع قادة الديانات الاخرى. وهذا ما فعله السنة الماضية اثناء زيارته مسجد الحسين بن طلال في عمان (الاردن).

وبسبب حرصه على إطلاع كل القيادات المسيحية المهتمة بقضية الشرق الاوسط، عقد البابا اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء زيارته روما، باعتباره الصديق الشخصي لبطريرك روسيا الاتحادية ألكسي الثاني. ونقل بوتين الى البطريرك رسالة شفهية تتعلق بفكرة زيارة موسكو من اجل إحياء مبادرة السلام المتعثرة. وعقد البابا وبوتين لقاء منفرداً استمر نصف ساعة، فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يجتمع مع وزير خارجية الفاتيكان دومينيك مامبرتي. وجاء في البيان المشترك الذي اصدره الفريقان ما خلاصته: ان الاثنين ابديا اهتماماً خاصاً بمسائل التطرف والتعصب وكل السلبيات التي تشكل تهديداً للسلام بين الشعوب.

ومع ان الوثائق المعدّة للمراجعة والنقاش ستكون بعيدة من الشؤون السياسية والعقائدية، إلا ان معضلاتها الاجتماعية ستؤثر في مصير اكثر من 17 مليون مسيحي في المنطقة، بينهم خمسة ملايين كاثوليكي. ويتبين من نصوص المساهمات التي رفعت الى اللجنة التحضيرية، عمق الهواجس التي تقلق مسيحيي الشرق الاوسط.

ومن مصادر هذا القلق المتنامي يطل عنوان الجلسة الثانية على النحو الآتي: «لقد صرنا بقية صغيرة بفعل التاريخ. وانما نستطيع بفضل سلوكنا ان نصبح اصحاب حضور كبير. خصوصاً ان حالات اليأس لم تولد من فراغ، بل جاءت نتيجة عدم الحسم في الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي على امتداد ستين سنة. وكان طبيعياً ان ينتج من اختلال توازن القوى وضع من التردي قاد الى هجرات جماعية نال منها المسيحيون النصيب الاكبر».

عقب الاعتداءات المتكررة على مسيحيي العراق في مدنية الموصل وغيرها، اضطر البابا بنديكتوس السادس عشر الى اطلاق نداء دعا فيه الى ضرورة توفير الحماية للعائلات التي تعرضت للاضطهاد والطرد. وذكر تقرير صدر عن الامم المتحدة، ان هناك اكثر من خمسة آلاف شخص فروا من الموصل خلال فترة لا تتعدى العشرة ايام. وحذر التقرير من انخفاض نسبة المسيحيين الذين تضاءلت أعدادهم منذ سبعينات القرن الماضي بسبب تردي وضعهم الاقتصادي، وانعدام الامن، والقتل على الهوية من جانب جماعات ارهابية متعصبة. صحيح ان هجرة المسيحيين الى الولايات المتحدة والسويد والمانيا بدأت قبل غزو العراق، ولكن الصحيح ايضاً ان السنوات السبع الاخيرة شهدت نزوحاً جماعياً باتجاه سورية، اضطر رجال الامن الى التدخل لمنعه. كما اضطر بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث، الى رفع الشكوى الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وعد باتخاذ اقسى التدابير الامنية. ولم تثبت حال الهدوء اكثر من شهر واحد واضطرت الدولة بعد ذلك الى ارسال قوة من الجيش لحماية الطلاب في المدارس.

وفي الورقة التي قدمت الى الفاتيكان، معلومات موثقة تشير الى هرب ثمانين الف نسمة من السريان الكاثوليك الى سورية والاردن ولبنان وتركيا وأستراليا. كما تشير ايضاً الى ان عدد المسيحيين العراقيين كان 750 الف نسمة قبل الغزو الاميركي. لكنه انخفض بنسبة الثلثين خلال السنوات السبع الاخيرة بحيث اصابت موجات الهجرة الضخمة الاشوريين والصابئة واليزيديين والمندائيين.

وتعاني الحكومة السورية من نتائج هذه المأساة لأنها استقبلت اعداداً كبيرة من العراقيين المشردين ينتمون الى مختلف المذاهب. وقد اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في مكتب دمشق، انها شهدت خلال السنة الماضية هجرة اكثر من 57 ألف عراقي كلاجئين انسانيين.

في رسالته الى المسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك، دعا رئيس مجلس الحوار بين الاديان الكاردينال جان – لوي توران، السلطات في دول الشرق الاوسط، الى تطبيق العدالة الحقيقية لوقف موجات العنف. وطالب بعدم استغلال الدين لأغراض سياسية، متمنياً ان يكون شهر الصوم فرصة لتوثيق العلاقات بين العائلات الروحية.

ومع ان لبنان كان يعتبر البلد الوحيد في هذه المنطقة، الذي يضم اكبر وجود مسيحي فاعل، إلا ان الحرب الاهلية (1975 – 1989) فرضت هجرة اكثر من مليون ونصف مليون لبناني، بينهم نسبة 58 في المئة من المسيحيين. ثم جاء اتفاق الطائف ليعيد توزيع السلطات بين الطوائف ويجعل مقاعد البرلمان مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. ومع تعديل الصلاحيات الدستورية سلبت من رئيس الجمهورية الماروني كل امتيازاته السابقة ومنحت لمجلس الوزراء مجتمعاً.

وبحسب مؤسسات الإحصاء، فإن الارقام الاخيرة تشير الى تحقيق الطائفة الشيعية، اكبر نسبة نمو على الاطلاق بحيث بلغ تعدادها مليوناً و 350 ألف نسمة. في حين تراجع دور المسيحيين وتقلص عددهم بحيث وصل الى 13 في المئة من عدد السكان. علماً ان نصف المقاعد المسيحية في البرلمان يحددها الصوت المسلم، وخصوصاً في الجنوب والبقاع والشمال.

في مناسبة عيد مار مارون، دعا البطريرك نصرالله صفير في شباط (فبراير) الماضي الى قداس حضره الرئيس ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري. واستغلت سورية هذه المناسبة لتوجيه دعوة الى الرئيس السابق اميل لحود والجنرال ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، لحضور قداس في بلدة «براد»، مسقط رأس مار مارون ومكان دفنه. وكانت الدولة السورية تريد التذكير بأن مؤسس المارونية جاء من سورية، وأن ممثليه الوطنيين التحقوا به في «براد» للاحتفال بذكرى مرور ألف وستمئة سنة على وفاته.

وفي الكلمة التي ألقاها المطران بولس مطر في كنيسة مار جرجس المارونية في بيروت، استعار عبارة البابا يوحنا بولس الثاني الذي وصف دور لبنان بأنه: «رسالة التعايش»، ومع ان الكنيسة المارونية انطلقت من شمال سورية، إلا ان بيروت – في نظره – هي مدينة كل الكنائس، لأنها صارت بامتياز مساحة التلاقي الارحب بين المسيحية والاسلام. كما صار لبنان - في رأي البابا السابق - اكثر من وطن، لأنه موقع الحرية والمساواة والكرامة الوطنية.

الشهر الماضي، اثارت مسألة اختفاء كاميليا شحاتة في مصر، حفيظة الأقباط الذين تعرضوا لتهجمات الجماعات الاسلامية المتعصبة. وبما ان كاميليا هي زوجة احد الكهنة في دير مواس في محافظة المنيا جنوب مصر، فقد تحولت قضيتها الشخصية الى مشكلة طائفية بين المسلمين والمسيحيين.

وخشية ان تتحول الخلافات الشخصية الى نزاعات يومية، تدخل بابا الأقباط الارثوذكس والكرازة المرقصية الانبا شنودة الثالث، ليطالب المتوترين والمتشددين بالتعقل وإنصاف الأقباط. كذلك تبارى عدد من الكتاب والمفكرين في استذكار الدور الريادي الوطني الذي قام به أحبار الأقباط والسياسيون منهم. ذلك ان البابا شنوده مثلاً، بقي لمدة اربعين سنة رمزاً وطنياً لكونه رفض ضغوط انور السادات للتطبيع مع اسرائيل. كما رفض السماح لأي مصري مسيحي بزيارة الاراضي المقدسة تحت الاحتلال. وتذكر بعض الكتاب دور مكرم عبيد باشا، سكرتير عام «حزب الوفد» والشخصية الفريدة التي ساهمت في صهر الأقباط داخل الحركة الوطنية المصرية.

الأنبا شنوده الثالث يقول ان عدد اقباط مصر يصل الى 12 مليون نسمة. في حين تقول الاحصاءات الموضوعية ان التهجير والاعتداءات اوصلت العدد الى ثمانية ملايين. وهم يتوقعون ان تخف موجة النزوح اذا نجح سينودس الاساقفة من اجل الشرق الاوسط في رأب التصدع وإزالة التوتر ومعالجة مستقبل التعايش بما لا يرضي اسرائيل وأسامة بن لادن الطامح الى بناء شرق اوسط جديد خال من 17 مليون مسيحي.

المعالجة التي طرحها امين عام الامم المتحدة السابق بطرس غالي، تركزت على الاستيعاب والمشاركة وتطبيق قواعد المواطنة وفقاً لنصوص الدستور الذي يكفل المساواة والحقوق لكل مواطن مصري.

وحول هذا التحرك القاتل ضد الأقليات في المنطقة، كتب المطران جورج خضر يقول: «ان الحل في ايدي المسلمين العاقلين الأطهار والأقوياء معاً. ازاء الفظائع التي ترتكب ضد المسيحيين، لا يستطيع الوجدان الاسلامي ان يبقى متفرجاً، خصوصاً ان الألسنة والاقلام تتكلم من زمان طويل جداً عن سماحة الاسلام». ثم يتساءل: هل يبقى هذا في حدود الامنيات ام تصبح المجتمعات الاسلامية حقاً مجتمعات حرة لكل مخلوق عاقل؟

* كاتب وصحافي لبناني

 

النداء اللبناني -باريس": لهذه الأسباب نتحفظ على زيارة نجَّاد الى لبنان

السبت 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

يعتزم رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد أحمدي نجاد زيارة لبنان خلال الايام القليلة المقبلة. وكان اللبنانيون سيرحبون بهذه الزيارة لو أن توجهاته لم تعمِّق وتزيد خطورة سياسات النظام الايراني في لبنان وحوله. ذلك أنه الرئيس الأكثر تطرفاً بعامة، ومع لبنان بخاصة، في جمهورية استهدفت منذ إنشائها وبالتحالف الوثيق مع النظام السوري ومع حزب الله الذي رعت ولادته وتنمية قوته باكراً، تحويل وطننا الى رأس جسر للتمدد السياسي والايديولوجي والعسكري والامني في مشروع لهيمنة اقليمية شاملة. هيمنة تنطلق من منظومة تخلط بين اعادة تأسيس متمذهبة لمركزية اسلاموية استعادية انصرم زمنها، وبين شوفينية قومية متعالية. وهكذا وجدنا طهران بعد، ومع، دمشق ودولة اسرائيل العدوانية وقوى اقليمية ودولية أخرى تتقاطع وتتناوب على استخدام لبنان كساحة، متوسلة محاولة استتباع جماعاته الاهلية وإذكاء العصبيات. ساحة لصراعات دفع اللبنانيون ويدفعون ثمنها دماً واقتصاداً ومجتمعاً، بين قوى قد تنتهي بالتوافق على حسابهم. كما كان اللبنانيون سيرحبون بالرئيس الايراني اجمل ترحيب، لو أنه ونظام الجمهورية الاسلامية كانا يحترمان الحدود الوطنية المكرسَّة للدول العربية وسيادتها، وكانا يساعدانها على بناء اجماعات وطنية تؤمن استقرار وتطور مجتمعاتها وأسباب حل مشاكلها بصورة سلمية، وليس العكس. كما كانوا سيستقبلونه كرئيس لدولة صديقة لو أن قيادتها الحالية كانت تسير على دروب الديموقراطية والحرية والتنوير واستلهام المساهمات الكبيرة لشعب ايران في التاريخ الثقافي والحضاري للمنطقة والعالم، لصياغة عالم اكثر عدلاً واستقراراً وتعددية، ولإيجاد تسوية سياسية لقضايا المنطقة وبالدرجة الاولى منها القضية الفلسطينية على قاعدة بناء دولة فلسطينية سيدة ومستقلة تعذر حتى الآن انجازها بسبب العدوانية الاسرائيلية والتحالف الايراني-السوري الذي شق وحدة الفلسطينيين ويسعى الى الإجهاز على قيادتهم التاريخية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.

مشكل هذه الزيارة أن منظميها لم يقصدوا منها، زيارة صداقة للدولة اللبنانية. بل هي زيارة تستكمل منطق زج لبنان نهائياً في "جبهة المقاومة والممانعة" التي ترعاها طهران،وتستهدف عزله عن العالم وتعطيل القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 1701، والاسهام في الحملة على المحكمة الدولية التي تعتبرها طهران اسرائيلية-امريكية. وهي الى ذلك وببرنامجها"الشعبي" زيارة تعميق للتوتر الداخلي بما تمثله من تدخل لتغليب قوة ومنطق طرف اهلي دون غيره، ولتهميش الدولة وآخر هيئاتها ومؤسساتها وقواها العسكرية والامنية واخضاعها.

النداء اللبناني - باريس

 

صمود الحريري يحمي المحكمة ويحصّن الأكثرية

نزار عبد القادر /الديار

لم تقتصر مفاعيل عاصفة شهود الزور، التي بدأت بالانحسار، على التفاعلات اللبنانية حول مذكرات التوقيف التي اصدرها المحقق الأول في دمشق بحق 33 شخصاً، بل توسعت لتصل بعض مفاعيلها الى لاهاي ونيويورك، وان تشغل القيادات السعودية والسورية والمصرية. على المستوى اللبناني يبدو ان العاصفة قد استنفدت مفاعيلها القانونية بعدما جرى استيعاب الصدمة التي ولّدتها مذكرات التوقف السورية. ولقد تبين ان مذكرات التوقيف لا تقف على أرضية قانونية صلبة حيث تحدث وزير العدل اللبناني الدكتور ابراهيم نجار عن مخالفتها لأكثر من مادة في الاتفاقية القضائية المعقودة بين لبنان وسوريا، بالاضافة الى انها تمثل خروجاً على السيادة اللبنانية لأن الجرم قد وقع على الاراضي اللبنانية وبان القضاء اللبناني يبقى صاحب الصلاحية للنظر فيه. يبدو من الاجتهادات والنصوص القانونية بأن القضاء السوري قد أخطأ في أكثر من جانب في تفاعله مع الدعوى المقدمة من اللواء جميل السيد، وخصوصاً لجهة عدم مراعاته لاصول التبليغ، وخصوصاً لجهة احترام الحصانة التي يتمتع بها نائب والقضاة وبعض الموظفين الامنيين. وكان من المفترض ان لا يرد المحقق السوري على المطالعة التي وضعها القضاء اللبناني حول عدم قانونية القبول السوري للدعوى والسير قدماً في اجراءات التبليغ باصدارمذكرات توقيف، اعتبرت متسرعة وخارجية عن اصول المحاكمات الجزائية من قبل عدد كبير من الخبراء القانونيين.

في رأينا هناك مجموعة كبيرة من الأخطاء التي ارتكبت من قبل المحقق السوري، ومن ابرزها قبوله دعوى تتناول هذا العدد الكبير من الاشخاص من جنسيات مختلفة، واتهامهم بالضلوع بتقديم افادات كاذبة، وبالتالي اطلاق عليهم لقب شهود زور

لا تستند الاتهامات التي ساقها اللواء السيد ضد معظم هؤلاء الاشخاص على قرائن أو مضامين تسمح بقبول الدعوى ضدهم، حيث لم يستطع صاحب الدعوى الحصول على نسخ من افادات الاشخاص الذين استمعت اليهم لجنة التحقيق الدولية، وانه حتى في حال حصوله على هذه الافادات فانه لا يمكن اعتبار افاداتهم مغلوطة، او كاذبة او تشكل افتراء غير مبرر ضد اللواء السيد ورفاقه في غياب امكانية قياسها على القرائن والادلة الثابتة التي توصل اليها التحقيق في جريمة اغتيال الرئىس الحريري، والجرائم الاخرى الملحقة بهذه الجريمة.

من هنا تبدو ان الجهة الوحيدة القادرة على فرز شهادات هؤلاء الاشخاص وتصنيفها بالصادقة، أو الكاذبة هو المدعي العام الدولي دانيال بلمار في هذه المرحلة بالذات، ولكن يبقى الحكم النهائي في هذا الامر متروكاً لقرار المحكمة الدولية نفسها.

ولا بدّ في هذا السياق ان نشكك في أن يكون للقضاء السوري الادعاء بأن تكون له صلاحية الولاية الدولية للنظر في جرائم واقعة خارج الاراضي السورية. ولا يمكن في مثل هذه الحالة أن يكون له الحق في ارسال مذكرات التوقيف الى دوائر «الانتربول» لتوقيف الاشخاص الذين تتناولهم الدعوى التي اجترح الحق القانوني للنظرفيها.

كان من الطبيعي ان تستنفر القضية اركان المحكمة الدولية وقضاتها، وان يسارع المدعي العام الدولي بلمار الى استئناف قرار قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين الذي اعتبر فيه ان المحكمة هي صاحبة الصلاحية للنظر في طلب اللواء السيد الرامي للاطلاع على بعض الافادات في الملف. وكان من الطبيعي أيضاً أن تستنفر الامور نظراً لدقة الموضوع وخطورته على سمعة واجراءات المحكمة، الامين العام للامم المتحدة، والذي يمثل الجهة المسؤولة تجاه مجلس الأمن الدولي عن الاشراف على سير وسلامة مسار المحكمة الدولية.

لم يقتصر تصريح الامين العام على مساندة القاضي بلمار في اعتراضه على قرار القاضي فرانسين بل ذهب ليؤكد الحرص على حماية المحكمة، واستمرارها في العمل من اجل تحقيق العدالة، كما كان واضحاً في الاشارة الى مسؤولية الدولة اللبنانية في الاستمرار في تمويلها.

لا يمكن وضع تدخل الامين العام للامم المتحدة من اجل حماية الاجراءات القانونية للمحكمة على انه تسييس للمحكمة او على انه تدخل في مسار التحقيق من اجل التأثير على سير المحاكمة. يأتي هذا التدخل في اطار تأمين شبكة أمان ضد التدخلات الخارجية والتي ستؤثر حتماً على سلامة الاجراءات المتبعة قبل صدور القرار الاتهامي وقبل فتح المحاكمة.

شكلت مجموعة من التطورات المتلاحقة عنصر ضغط سياسياً على الرئىس سعد الحريري وعلى قوى 14 آذار وكانت لهذه التطورات مفاعيل سياسية اشعرت الرئىس الحريري وحلفاءه بانهم مطوقون سياسياً، وكأن حلفاءهم الاقليميين والدوليين قد تخلوا عنه. وجاء تصريح الرئيس الحريري لصحيفة الشرق الاوسط ليؤشر الى قدر من التراجع في مواقفه المعلنة حول المحكمة الدولية ومستقبلها. لكن يبدو انه قد نجح في استيعاب الصدمة السلبية التي تسبب بها تصريحه لصحيفة الشرق الاوسط، بعدما شعر بأن الاخرين قد رأوا فيه مؤشرا الى الوهن النفسي والسياسي الذي بات يشعر به، وذلك نتيجة ادراكه بأنه مطوّق سياسياً، وبأنه لا بدّ من تشديد الطوق عليه لإجباره على تقديم المزيد من التنازلات التي تهيئ الاجواء اللازمة للمطالبة بالغاء المحكمة الدولية، والاستعاضة عنها بمحاكمة تجري امام المجلس العدلي، بحيث تتحوّل دعوى النظر في جرائم الاغتيال وجرائم شهود الزور الى دعوى واحدة.

لكن يبدو ان الرئيس الحريري قد أدرك بصورة مبكرة مخاطر الانزلاق الذي قادته اليه نصائح تلقاها من بعض الجهات الاقليمية وبعض «الاصدقاء» المحليين، وجهد مع حلفائه لاعادة تماسك موقفهم من مجمل القضايا المثارة دفعة واحدة والتي تهدف جميعها الى اغتيال المحكمة الدولية بدءاً من شهود الزور، ومرورا الى القرار الظني واستقلالية المحكمة، ووصولاً الى قطع المساهمة اللبنانية في تمويل المحكمة.

هناك أزمة كبيرة تتربص بالرئيس الحريري وبمستقبل الحكومة، ويجري استغلال هذه الازمة من قبل حزب الله وحلفائه من اجل تحقيق المزيد من المكاسب السياسية، ويأتي في طليعتها تفكيك الاكثرية النيابية الداعمة للرئيس الحريري، بما يفتح الباب لمساومته للاختيار ما بين الحكم او المحكمة. وتوضحت صورة وحقيقة وجود مثل هذا السيناريو من خلال بعض المعلومات التي نقلها احد الصحافيين المعروف عنهم نقل الرسائل السياسية من بعض مراكز النفوذ في دمشق الى بيروت.

يبدو اننا نقف الآن امام معادلة جديدة قد تعيد التوازن الى ما كان عليه الوضع قبل التداعيات التي حصلت جراء الهجمة الاخيرة للواء السيّد مدعوماً من حزب الله والتيار الوطني الحر. ويمكن ان يشجع تراجع الازمة الرئيس الحريري وقوى 14 آذار على الصمود ورفض المساومة على موضوع المحكمة الدولية سواء لجهة طلب الغائها او تمويلها او لجهة فصل قضية شهود الزور عن ملف التحقيق الدولي. ويجب ان تدرك قوى 14 آذار أهمية الصمود وعدم تقديم اية تنازلات لحماية مواقعها في السلطة والحفاظ على قواعدها الشعبية، والتي ما زالت تمثل الاكثرية. ان اي تراجع لا تفهمه هذه القواعد الشعبية سيؤدي الى ضعضعتها وتفككها، وسيفتح الباب لتداعيات سياسية تؤدي الى استقالة الحكومة وانفراط عقد تحالف 14 آذار.

 

الأجواء مُشابهة للمرحلة التي سبقت اغتيال الحريري والطابور الخامس يُثير الهواجس من دخوله على الخط

الديار/صونيا رزق

تلوح في الاجواء السياسية مشاهد اليمة ماضية حاول اللبنانيون نسيانها لكنها تعود لهم اليوم بالمرصاد في ظل التباعد المستشري بين الجميع، والتخوّف من انهيار الوضع وحدوث شرخ لا يلتحم ابداً بين الاطراف اللبنانيين. لذا يبدو ان تحقيق الوفاق من جديد داخل الصف اللبناني اصبح من المعجزات، وإن تمّ يكون بمصالحة وقتية على ارضية المصالح المشتركة، مما يؤكد ان الوضع السياسي اللبناني اليوم في أسوء مراحله . كما ان التصعيد الكلامي طوال الاسبوع الحالي أثار المخاوف بين اوساط اللبنانيين على أعتاب مرحلة دقيقة وخيارات صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فالأجواء ملبّدة بسبب ترّقب صدور قرار المحكمة الدولية في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبات الوضع أقرب إلى أجواء فقدان الثقة نتيجة الاتهامات المتبادلة والتهديد بالتصعيد وربما بالمواجهة، خصوصاً أن التصريحات النارية المتبادلة مهّدت الطريق أمام طرف ثالث او طابور خامس للدخول على خط النزاع والمساهمة في إشعال الفتنة، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى زعزعة الاستقرار من جديد .ويبدو ان الاسابيع المقبلة ستحمل الكثير من المتغيرات التي ستمتد لتشمل المنطقة بسبب تسريبات عن مفاجآت سلبية ستؤدي الى كوارث، خصوصاً بعد تزايد الحديث عن تفشي ظاهرة السلاح في عدد من المناطق اللبنانية في ضوء الحوادث الامنية المتنقلة، والتحذيرات عن عودة مسلسل الاغتيالات من خلال المعلومات الأمنية التي جاءت على لسان عدد من المصادر الداخلية والخارجية التي اشارت الى دخول رئيس الحكومة سعد الحريري دائرة الخطر، والى وجود مخطط لاغتياله ،كما برز إسما الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في هذا الاطار ايضاً، مما يعني عودة اغتيال قياديين في فريق الاكثرية على غرار ما شاهدناه بعد شباط 2005، اي ان اجواء اليوم مشابهة لمرحلة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.

كما تتزايد الهواجس اكثر بين الاوساط الشعبية من عودة مسلسل التفجيرات، خصوصاً بعد التخوف الذي ابداه النائب وليد جنبلاط وجعله ُيحّذر من احتمال وقوع خلل امني كبير، بالاضافة الى ما ُيحكى في الكواليس السياسية ونقلاً عن مصادر محلية واقليمية عن قدوم مجموعات ارهابية عبر الحدود الى لبنان لتنفيذ هذه العمليات.

اذاً كل الظروف مواتية ومحضّرة لمرحلة الاضطراب الامني وباتت تؤكد أن الأحداث الامنية المتوقعة لن تكون عابرة بل ستساهم بخلق مرحلة جديدة في إحداث اختراقات واسعة وإرباك الساحة الداخلية، وُيحكى انه تم الاتفاق بين اركان فريق 8 آذارعلى تأجيل تحركاتهم الى ما بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان .

وما يساهم في عودة شبح الحرب هو أن الظروف السياسية اللبنانية تشكل دائماً بيئة حاضنة للفلتان الامني، ومن ابرزهذه الظروف التناقضات بين أركان الطبقة السياسية وإنفتاحها المستمر على الخارج ،وتلبيتها تحقيق ما ُيخطّط له هذا الخارج. كما ان الخطاب المذهبي الذي نسمعه بإستمرار يشكل تهديداً جوهرياً ومنفذاً واسعاً لعودة مشاهد الماضي الاليم، ويضع البلاد امام منزلق خطير سيكون من الصعب تدارك أثاره لانها ستقضي على اسس الوحدة والتعايش المعرضين كل فترة للاهتزاز. لذا تتجه الانظار اليوم الى الاسابيع القليلة المقبلة لما ستحمله من مفاجآت، خصوصاً انها تأتي من ضمن الاجواء الخريفية التي تنذر بعواصف غير متوقعة.

 

«التوازنات السياسية تحفظ موقع المرّ في التعيينات الإدارية»

مصادر مواكبة : الكتائب تُحضّر لائحة بمطالبها في الإدارة

وسليمان يترقّب الظروف المناسبة لتفعيل المؤسسات

فادي عيد /الديار

أعادت الزيارة التي قام بها رئىس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني الى مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة طرح موضوع التعيينات الادارية وخصوصاً في هذه المصلحة لناحية تعيين مدير اصيل ان كفّ وزير الداخلية والبلديات يد المدير السابق فرج الله سرور في مقدمة لإحالته الى التفتيش المركزي، بعد أن كلّف لجنة للتدقيق في المخالفات المرتكبة في هذه المؤسسة لرفعها اليه. واذ يعتبر نواب في تكتل «التغيير والاصلاح» بأن هذا المنصب سيكون من نصيب احد المقربين منهم، قالت اوساط مواكبة لملف التعيينات الادارية بأن هذا الموقع سيكون لصالح شخص يسميه النائب ميشال المر بهدف عدم المس بالتوازنات الادارية القائمة، بحيث أن المدير السابق سرور الذي كان انتقل الى ضفة الثامن من آذار، فإن ذلك لا يعني بأنه اضحى من ضمن «الكوتا» المحسوبة على هذا الفريق. وتابعت الاوساط بأن النائب ميشال المر أبلغ وزير الداخلية الحالي منذ توليه حقيبة الداخلية رفع الغطاء السياسي عن سرور نظراً للكلام المتداول حول الفساد الحاصل في هذه الإدارة كما ابلغه بأنه يرفع الغطاء ايضاً عن مدير آخر تابع لوزارة الداخلية في ذلك الحين، وهو يؤيد اي إجراء مسلكي بحقهما، لأنهما خيّبا ظنه مسلكياً وادارياً. من هنا فإن اللقاءات التي عقدها بعض النواب العونيين مع النائب المر ما بعد الانتخابات النيابية والاختيارية كانت تطرقت في بعض جوانبها من قبلهم الى ضرورة ملء عدة مناصب ادارية شاغرة في المنطقة، طالبين منه السعي مع المراجع المختصة للإسراع في هذا الموضوع، دون التوقف امام الهوية السياسية لهؤلاء الاشخاص، نظراً للتجاوب والتسهيلات التي ترجمها اتحاد بلديات المتن الشمالي وسائر البلديات المؤيدة له في التعاطي مع جميع المواطنين دون أي تمييز سياسي او انتخابي.

وفي حين تخوفت مصادر في 8 آذار و«التيار العوني» من أن تكون زيارة النائب قباني جاءت استطلاعية كمقدمة لتعيين احد المحسوبين على تيار «المستقبل» في هذا المنصب، تحدثت معلومات بأن الزيارة أتت لتأمين غطاء نيابي للجنة التحقيق المكلفة التدقيق في المخالفات المرتكبة في مصلحة تسجيل السيارات، وان لا نية لدى تيار «المستقبل» بتعيين اي شخص محسوب عليه في هذا الموقع لاسيما وانه يعتبر ان هذا المنصب من «الكوتا» المحسوبة للنائب ميشال المر. مضيفة بأن التعيينات الادارية في المناصب والمناطق المسيحية ستأتي على خلفية قبول رئيس الجمهورية بها. مشيرة الى ان الرئىس سليمان يدرس امكانية تفعيل بعض المناصب الادارية عندما تسمح الظروف السياسية بذلك. وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر كتائبية بأن حزب الكتائب اعدّ لائحة بالمناصب المسيحية في الادارات الرسمية معتبراً بأن نتائج الانتخابات البلدية التي أتت لمصلحة قوى الرابع عشرمن آذار عدا عن المتن الشمالي التي اتت لصالح النائب ميشال المر، تؤدي الى تفعيل حظوظها كقوى سياسية كي تأتي التعيينات الادارية المقبلة منسجمة مع حجم حزب الكتائب سياسياً.

 

طهران تنفي نية أحمدي نجاد رمي الحدود الإسرائيلية... بحجر

| طهران من أحمد أمين |الراي

أعربت كابول عن اسفها بسبب ما نسبته لطهران من قيامها بارسال كمية من المتفجرات الى ولاية نيمروز الافغانية، حيث تبين ان هذه المتفجرات ليست سوى «مفرقعات العاب استوردها شخص افغاني من الصين». وقال سفير ايران في افغانستان فدا حسين مالكي «ان التحريات اثبتت ان الشحنة المستوردة من الصين الى افغانستان، هي عبارة عن العاب نارية تستخدم في الاعياد والافراح». وكان مسؤولون امنيون محليون افغان، اتهموا ايران بادخال نحو 20 طنا من المتفجرات الى ولاية نيمروز، وعلى الفور سارعت وسائل الاعلام الغربية الى اتهام ايران بارسال هذه الشحنة من «المتفجرات تحت غطاء العاب اطفال» الى مسلحي «طالبان». من ناحية اخرى، اعرب الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر، عن تبرم واشنطن من توقيع اتفاق يتيح استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين ايران ومصر، وقال: «نشدد على جميع الدول، بما فيها مصر، عدم السعي الى عقد اتفاقات اقتصادية جديدة مع ايران قبل ان تحترم الاخيرة التزاماتها الدولية».

على صعيد آخر نفى الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست، عزم الرئيس محمود احمدي نجاد القيام خلال زيارته المرتقبة للجنوب اللبناني برمي الحدود الاسرائيلية بحجر، وقال في تصريح صحافي على هامش افتتاح المعرض الخامس للكتاب في مدينة اصفهان «ان هذا الامر لاصحة له، والترويج لمثل هذه الانباء يرمي الى اثارة الشكوك حول الهدف الرئيس للزيارة»، مؤكدا «ان الزيارة ستتم وفقا للبرنامج المعد سلفا، وسنعلن في وقت لاحق تفاصيلها».

وتابع «ان زيارة الرئيس احمدي نجاد الى لبنان تكتسي اهمية خاصة، لكونها ستتم في ظرف حساس للغاية نظرا للامكانات الكثيرة الموجودة لدى كلا البلدين»، لافتا الى «ان تعزيز العلاقات بين ايران وسورية ولبنان والعراق بامكانه تقوية جبهة الصمود، واحباط المؤامرات التي تحاك لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة».

من ناحية ثانية دعا الناطق، واشنطن الى اعادة النظر في سياستها الخارجية، موضحا «ان الاميركيين جربوا مرار سياسة العقوبات ضد شعبنا ولم يحصلوا على نتيجة، واليوم فان هذه العقوبات فقدت تأثيرها».

ونفى ان تكون الانشطة النووية لبلاده هي السبب في فرض العقوبات ضدها، وقال «ان القضية النووية مجرد ذريعة لان ايران كانت تواجه العقوبات منذ 30 عاما، واذا ما كانوا صادقين في ادعاءاتهم فلماذا فرضوا العقوبات على ايران قبل القضية النووية»؟

وعن العلاقات بين ايران وجاراتها، قال مهمانبرست «ان سياسة ايران قائمة على اقامة علاقات ودية مع الدول الصديقة في المنطقة لمواجهة زعزعة الامن فيها، ولانسمح لاي كان ان يدلي بتصريحات تسيء الى هذه العلاقات».الى ذلك، ترددت في اروقة مجلس الشورى الاسلامي احاديث عن احتمال قيام الرئيس الايراني بتنحية وزير خارجيته منوشهر متكي، بعد ان بادر احمدي نجاد تحت طائلة الضغوط الداخلية ورفض المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي لاي نشاط مواز لانشطة وزارة الخارجية، الى تعليق مهام الافراد الذين اختارهم ليمثلوه في عدد من الدوائر الديبلوماسية. وكانت مثل هذه الاشاعات اثيرت في عامي 2006 و2007، ويبدو ان تدخل بعض كبار المسؤولين حال دون تحولها الى امر واقع. وترى اوساط اعلامية ايرانية، ان امتناع احمدي نجاد عن تغيير متكي كل هذه الفترة، حيث كان سلمه حقيبة الخارجية منذ عهده الرئاسي الاول، ناجم عن خشيته من اصطدام قراره برفض برلماني، اذ ان متكي وجراء قربه من رئيس المجلس علي لاريجاني، يحظى بقبول نيابي واسع.ولا تستبعد تلك الاوساط، ان يحاول احمدي نجاد سحب البساط من تحت اقدام النواب، من خلال اختيار رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي لمنصب وزارة الخارجية.وتحظى سياسة احمدي نجاد بقبول بروجردي الذي يعد من النواب الاصوليين، واحد السياسيين المؤمنين بنظرية المؤامرة، وقد نفى في تصريح سابق لـ «الراي» وجود شخصية باسم «ابو مصعب الزرقاوي»، مؤكدا «انها شخصية خيالية» صنعـتها العقلية الاميركية لاهداف تحقق لها مصالحها في حربها على العراق. 

 

إشكال بين عمال سوريين وجندي في الجيش اللبناني

 |بيروت - «الراي»|وقع تلاسن بين الجندي في الجيش اللبناني مصطفى الشعار وعمال سوريين قرب ضريح العالم حسن كامل الصباح في النبطية، أدى إلى قيام السوريين بإفراغ دلو من الماء على الجندي الشعار لدى مروره على دراجة نارية. وعلى الأثر، تدخل الجيش اللبناني وحل الإشكال، الذي يأتي على خلفية قيام العمال السوريين في حي السراي في النبطية قبل أسبوع برشق أهالي الحي بالحجارة، ما أدى لجرْح 5 مواطنين لبنانيين، وتدخُّل الجيش الذي أوقف رهن التحقيق 13 عاملاً سورياً و5 لبنانيين من أبناء الحي.

 

القضاء تسلّم المذكرات السورية ودعاوى مضادة ابتداء من الإثنين

تحذير غربي من اتفاق عسكري مع إيران

واشنطن تدعم المحكمة ودمشق ترفض تسييسها

النهار/تبدو الايام الفاصلة عن جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل والتي تليها زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء والخميس، حافلة بالعناوين. وبرز من طلائعها الموقف الاميركي اللافت الذي عبّرت عنه سفيرة الولايات المتحدة في لبنان مورا كونيللي امس وتضمن "قلق" بلادها من "اي عمل من شأنه ان يقوّض السيادة والاستقرار في لبنان"، مجددة دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان. وعلمت "النهار" ان تقرير وزير العدل ابرهيم نجار عن "شهود الزور" والذي سينطلق البحث في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا على اساسه، يجري اعداده حالياً على اساس تحديثه انطلاقاً من معطيين: تبلّغ القضاء اللبناني امس مذكرات التوقيف السورية التي تشمل 33 شخصية لبنانية ونيابية رسمية وقضائية واعلامية، والموقف الاخير للامم المتحدة من المحكمة الخاصة بلبنان والذي صدر عن الدائرة القانونية في الامم المتحدة عن وجوب عدم اعطاء اي طرف اياً تكن صفته مستندات كانت جمعتها لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. اما زيارة الرئيس الايراني للبنان فستحظى بالاهتمام الرسمي الكامل. وعلم ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيقيم على شرف احمدي نجاد مأدبة غداء في السرايا، على رغم ان اوساطاً نيابية في "تيار المستقبل" لاحظت ان "الفريق السياسي للرئيس نجاد، اي "حزب الله"، لا يتعامل مع رئيس حكومة لبنان بالاهتمام الواجب لموقعه مثلما يتعامل الرئيس الحريري مع الرئيس الايراني كما يقتضي الواجب في العلاقات بين الدول".

مجلس الوزراء

ووسط ضغط مستمر من فريق 8 آذار ينطوي يومياً على ملاحقة تقرير وزير العدل عن "شهود الزور" والذي سيعرض على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، بدت الامور تأخذ اتجاهين: اتجاه تهدئة لتهيئة الاجواء السياسية قبل الجلسة، واتجاه اعداد ملف كبير ستطرحه قوى 14 آذار في اليومين المقبلين متضمناً معطياتها عن كل تفاصيل "شهود الزور". فيما علمت "النهار" ان دعاوى بالعشرات سيبدأ بتقديمها الاثنين عدد كبير من المواطنين على عدد من الشخصيات الامنية والسياسية في قوى 8 آذار عرف منهم المدير العام السابق للامن العام اللواء الركن جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج والنائب السابق ناصر قنديل. وفهم ان جهوداً بذلت في السابق من اجل ارجاء هذه الدعاوى، ولكن في ضوء ما حصل في الاسابيع الاخيرة تقرر ان يلاحق كثيرون ممن تضرروا في حقبة ما قبل عام 2005 حقوقهم عبر القضاء.

السيد حسين

وأبلغ وزير الدولة عدنان السيد حسين، وهو من الفريق الوزاري لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، "النهار" امس "ان فخامته يلعب دوراً في ايجاد مناخ التهدئة بالتنسيق مع كل المسؤولين المعنيين بالشأن الوطني العام. وهناك حرص على استمرار مظلة قمة بعبدا الثلاثية لمعالجة كل الشؤون في اطار السلم الاهلي واستمرار عمل المؤسسات ووحدتها في معالجة القضايا المطروحة. وهناك ثقة بالجيش وقوى الامن لتقوم بدورها في كل الظروف". واوضح "ان هناك اتصالات تصب في اعادة الامور الى نطاق المؤسسات، اما القضايا الصعبة ذات الاشكالات فتحل في اطار مجلس الوزراء ومجلس النواب ضمن التوافق الوطني".

واشار الى ان موعد جلسة هيئة الحوار الوطني "لا يزال مقرراً في 19 من الجاري على رغم انه جرى التشاور في امكان تقريبه سابقاً نظراً الى انه يكتسب اهمية مضاعفة في هذه الظروف للتقريب بين القيادات في الامور الوطنية المصيرية".

وعن زيارة الرئيس احمدي نجاد قال: "ان الرئيس الايراني يصل الى لبنان في اطار زيارة رسمية وتالياً هناك مصالح مشتركة وصداقة بين البلدين نحن حريصون عليها. كما سيجري توقيع اتفاقات في مجالات اقتصادية وثقافية وتجارية. وكل اللبنانيين مهتمون ايجاباً بهذه الزيارة بعيداً من اي انقسام او تحريض طائفي، باعتبار ان الزيارة تأتي في اطار العلاقات الطبيعية بين لبنان وسائر دول العالم باستثناء العدو الاسرائيلي".

وافاد ان جلسة مجلس الوزراء المقبلة لن تقتصر على تقرير الوزير نجار، بل ستتضمن متابعة مشروع موازنة سنة 2011 الذي يتطلب نقاشاً طويلاً في كل بند من بنودها، علماً اننا لم نبدأ بعد إلا بدراسة الأرقام مع تأجيل بند تمويل المحكمة، الأمر الذي يستدعي مزيداً من الجلسات".

السلاح الايراني

وعلمت "النهار" ان وتيرة التنبيهات الاميركية والبريطانية للمسؤولين في شأن عقد اي صفقة سلاح خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد لبيروت، قد تكثفت.

وأفاد سفراء غربيون أنه "من الأفضل للبنان العضو غير الدائم في مجلس الأمن عدم خرق قراراته المتعلقة بالعقوبات المفروضة على ايران لعدم استجابتها مطالب الدول الست والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

"حزب الله"

وفي اطلالة علنية أولى له منذ أكثر من سنتين، ظهر أمس الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امام منزله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت وهو يزرع شتلة في اطار حملة بيئية استهدفت زرع مليون شجرة وقامت بها مؤسسة "جهاد البناء" التابعة للحزب.

ويتوقع المراقبون ان تلي هذه الاطلالة العلنية، اطلالة أخرى في مناسبة جماهيرية ستجمع السيد نصرالله والرئيس أحمدي نجاد الأسبوع المقبل.

سياسياً، اعتبر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم "أن شهود الزور ومفبركيهم خربوا البلد سياسياً واقتصادياً وباعدوا بين الناس وهيأوا بنية الفتنة وسهلوا عدوان اسرائيل في تموز 2006 وضللوا التحقيق وحاولوا طمس الحقيقة وأوجدوا سوءاً في العلاقة بين لبنان وسوريا وظلموا أشخاصاً هم الضباط الأربعة ووتروا الواقع الميداني في البلد، كل ذلك من تضليلهم للتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري"، وأضاف: "اذا كان البعض يراهن على ان التأخير في مسألة شهود الزور يمرر اتهامات الزور فهو واهم، لأن لا مكان لأي اتهام لا يستند أولاً الى نتائج التحقيق مع شهود الزور ومفبركيهم". واعتبر ان المسؤولية أصبحت الآن عند مجلس الوزراء "وخلال الأسبوع المقبل سيحسم أمره".

صقر

وقال عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر لـ"النهار" انه سيعقد خلال اليومين المقبلين مؤتمراً صحافياً يقدم خلاله "بالأدلة والاثباتات والأرقام والمنطق وليس البروباغندا كل الوقائع المتصلة بشهود الزور"، واصفاً سلوك الفريق الآخر "بالاستغلال الى الحد الأقصى". وأشار الى ان توقيت المؤتمر يأتي عشية بحث مجلس الوزراء في تقرير الوزير نجار "لتوضيح الأمور للرأي العام وشركائنا في الوطن اذا ارادوا معرفة الحقيقة".

السفيرة الأميركية

وجالت السفيرة كونيللي على الرئيسين سليمان والحريري وصرّحت بأن الولايات المتحدة "تحذو حذور الأمين العام للأمم المتحدة وحكومات فرنسا، تركيا، مصر والمملكة العربية السعودية في مواقفهم لناحية دعم عمل المحكمة الخاصة بلبنان. نحن نعتقد انه ينبغي السماح للمحكمة بأن تستكمل عملها حسب الجدول الزمني الخاص بها ومن دون تدخل خارجي".

المعلم

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية أمس، أن أهداف بلاده في لبنان واضحة ولا تخرج عن التهدئة والاستقرار، وان الجهود السورية والسعودية متواصلة مع الأطراف اللبنانيين كافة، لأن الاستقرار مهم للجميع. وأضاف أن سوريا تتمتع بعلاقات جيدة ليس فقط مع "حزب الله"، ولكن ايضاً مع رئيس الحكومة سعد الحريري، معرباً عن التزام بلاده نتائج القمة السورية – السعودية – اللبنانية. وعن قضية المحكمة الخاصة بلبنان كرر أن دمشق لا شأن لها بالمحكمة، ولكن يمكن القول إن من يهتم باستقرار لبنان عليه العمل كي تبتعد المحكمة عن التسييس الخارجي. واتهم اطرافاً خارجيين بالتلاعب بالتحقيق والقرار الظني، محذراً هؤلاء الأطراف من اللعب بمعادلة استقرار لبنان، لأن عليمهم أن ينظروا الى لبنان كبلد حر ومستقل. (أ ش أ)

 

هل يكون تقرير نجار منطلقاً لحل أم بداية خلاف جديد؟

المحكمة قد لا تفرج عن إفادات الشهود إلا بعد القرار الظني

النهار/اميل خوري     

هل تكون جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل بداية الانطلاق لمعالجة قضية الشهود الزور، ام بداية خلاف حول طريقة المعالجة التي تطرح اسئلة وتساؤلات عدة منها:

1 - هل يطلب بعض الوزراء مهلة لدرس تقرير وزير العدل ابرهيم نجار وابداء ملاحظات عليه تمهيداً لاتخاذ موقف منه؟

2 - هل يصير اتفاق في مجلس الوزراء على ما تضمنه هذا التقرير، ام ان خلافا سيقع في شأنه فتزداد القضية تعقيداً؟

3 - هل يحصل اتفاق على تحديد اسماء الشهود الزور المطلوب ملاحقتهم امام القضاء، ام ينشأ خلاف على تحديدهم؟

4 - هل تحال قضية الشهود الزور على المجلس العدلي باعتبار ان ما قاموا به يشكل تهديداً للأمن القومي ويسيء الى العلاقات بين لبنان وسوريا والى صدقية التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ام ان هذه القضية ليست في هذا المستوى وللمحاكم العادية ان تنظر فيها؟

5 - هل ينحّى القضاة الذين هم طرف في النزاع حول قضية الشهود الزور ويكلف سواهم التحقيق على ان يتقرر مصيرهم في ضوء ذلك؟

6 - هل يسأل القضاء اللبناني القضاء الدولي ما اذا كانت له صلاحية النظر في قضية الشهود الزور؟ فإذا كان الجواب ايجابيا تركت له مهمة القيام بذلك، اما اذا كان الجواب سلبيا، فالقضاء اللبناني يتولى عندئذ هذا الامر.

7 - هل يطلب القضاء اللبناني من القضاء الدولي تسليمه نسخا عن افادات هؤلاء الشهود، وما العمل اذا كان جوابه ان هذه الافادات تبقى سرية الى حين صدور القرار الظني؟

8 - هل يطلب القضاء اللبناني من القضاء الدولي تأخير اصدار القرار الظني الى حين ينتهي التحقيق مع الشهود الزور لئلا يكون لنتائجه تأثير على بعض ما يتضمنه القرار، ويطلب من القضاء السوري سحب مذكرات التوقيف بحق لبنانيين؟

يقول وزير سابق ان المهم في موضوع الشهود الزور هو ان يكون للقضاء اللبناني وللحكومة مواقف تمليها مصلحة لبنان قبل اي مصلحة اخرى وان يشعر الضباط الاربعة بان الحكومة جادة في معاقبة من افترى عليهم وجعلهم يمضون في السجن ما يقارب الاربع سنوات، وان يشعر "حزب الله" بان الحكومة لن تقبل بأن يكون كبش فداء في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه اخفاء للحقيقة وتجهيلا للقتلة الحقيقيين الذين يصعب الوصول اليهم وملاحقتهم. حتى اذا كان للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان موقف يتعارض وموقف الحكومة اللبنانية او القضاء اللبناني، فإن الكرة لا تعود في الساحة اللبنانية، بل تصبح في ساحة المحكمة الدولية، ولا يعود لبنان معرضا لخطر فتنة داخلية تسيل فيها دماء لتنتهي هذه الفتنة بعبارة "مضى ما مضى". ولا يستبعد الوزير نفسه ان تتدخل اللعبة السياسية في سير القضاء وان تتعارض المصالح السياسية مع العدالة تحقيقا لاهداف معينة. ويكون الخوف ايضا من اشعال حرب في لبنان والمنطقة لمواجهة الحقيقة والعدالة، فيتخلى اصحاب الحق عن حقهم لتفادي كل ذلك، خصوصا انه سبق ان جرت تسويات وعقدت صفقات على حساب الحقيقة والعدالة ومنها حادث طائرة لوكربي. ويربط الوزير نفسه بين ما يجري في لبنان والمنطقة او ما يجري في المنطقة وينعكس على الوضع في لبنان. وفي اعتقاده ان التوصل الى حل الازمة الوزارية في العراق ينعكس ايجابا على التجاذبات السياسية الحادة في لبنان وعلى الامن والاستقرار فيه، في حين ان استمرار هذه الازمة وتفاقمها يؤثر سلبا على الوضع في لبنان. وكذلك الامر بالنسبة الى مسار المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية توصلا الى تحقيق سلام شامل في المنطقة. فتحقيق هذا السلام يحل كثيرا من المشكلات في لبنان والمنطقة بما فيها الخلاف حول المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان. كما ان التوصل الى تفاهم مع ايران على برنامجها النووي يساعد ايضا على حل المشكلات الكثيرة. وما ينبغي ان يجعل المسؤولين والزعماء السياسيين في لبنان يتحملون المسؤولية الوطنية والتاريخية هو العمل بكل طاقاتهم وجهودهم لتجنيب لبنان فتنة داخلية ايا يكن السبب والا يجعلوه مرة اخرى ساحة مفتوحة لحروب الآخرين.

حتى اذا كان لاسرائيل اهداف لا تستطيع الوصول اليها الا بالحرب، فانها تكون هي التي تتحمل هذه المسؤولية وليس لبنان ولا اي دولة عربية. ولكن لا شيء يدل حتى الآن على ان اسرائيل لها مصلحة في تحقيق سلام تدفع ثمنه وهو ما لا تريده خصوصا مع وجود حكومة يمينية متطرفة. لذا تحاول ان تندلع نيران الحرب في لبنان، وان تبدأ بفتنة داخلية شيعية – سنية يشعلها القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه خصوصا اذا كان هذا القرار يستند الى ادلة قوية والى مستمسكات لا شك فيها.

 

عوامل القلق تسابق الضوابط للحفاظ على الاستقرار طبيعة الحملات تنبئ بهدف أبعد من المحكمة

  النهار/روزانا بومنصف 

ينقل عن مراجع سياسية عليا  قولها لدى سؤالها عن السيناريوات التي يتم تداولها حول اهتزاز الوضع الداخلي في سعي " حزب الله " الى مواجهة المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أن ليس من مصلحة سوريا ضرب الاستقرار في لبنان او وقوع فتنة فيه، وان هناك حدودا للاهتزاز قد لا يكون ممكنا او مسموحا تجاوزها. وتقول هذه المراجع ان استقرار لبنان جزء من الامن السوري، بحيث ان ما يمكن ان يحصل ستكون له انعكاساته على دمشق بقوة إذ ان التيارات الطائفية التي يمكن ان تعصف بلبنان لن توفر سوريا في هذه الحال، بل يخشى امتدادها اليها . ويعتبر البعض ان هناك رسالة عربية كان لها مغزاها تلت صدور مذكرات التوقيف السورية في حق مسؤولين لبنانيين، تمثّلت في الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط للرياض ولقائه نظيره الامير سعود الفيصل الذي كان بعيدا عن الواجهة منذ بعض الوقت لأسباب صحية، وخصوصا في ملف لبنان . وقد صدر بيان أكد دعم القاهرة والرياض للمحكمة معتبرا أن محاولات تعطيلها لن تحقق اهدافها، فيما تحدثت معلومات عن رفض دمشق زيارة كان يعتزم ان يقوم بها الفيصل لدمشق لهذه الغاية. وهذا دخول عربي له رمزيته على خط تصاعد وتيرة الازمة، اذ ان للعامل الاقليمي دوره في ما يجري راهنا وفي المرحلة القريبة المقبلة .

لكن عوامل القلق تستمر قائمة بقوة حتى لدى المراجع المطمئنة الى عدم اهتزاز الاستقرار، وهي تعبّر عنها ولا تخفيها أمام زوارها، أو أحيانا على نحو علني ايضا . فهي تبقي كل الاحتمالات مفتوحة. هذا الامر ترده مصادر متابعة الى كون الاطمئنان ليس اكيدا مئة في المئة حتى لو كانت دمشق تقول انها تدفع في هذا الاتجاه من حيث المبدأ، لان الحسابات لدى الدول قد لا تكون واضحة تماما وفق ما يتم التعبير عنها علنا، او ربما لان سوريا قد لا تكون تتحكم في كل الاوراق الموجودة في لبنان، ولو ان كثرا من الافرقاء يدورون في فلك سياستها، او لان سوريا تنفخ في البارد وفي الحار في الوقت نفسه.

أضف الى ذلك ان هامش السماح باهتزاز الوضع الداخلي للضغط قد لا يكون واضح المعالم  والحدود كليا أي ما هو مسموح وما ليس مسموحاً به، وهل اللجوء الى اعتصام مماثل للاعتصام الذي أقامه "حزب الله"  في وسط العاصمة لمدة سنة ونصف سنة من ضمن هذا الهامش؟ او هل اقفال مطار بيروت من ضمنه او ربما حوادث امنية متفرقة، علما ان ما يقع في مناطق خارج بيروت يرسم علامات استفهام مقلقة؟ هذه التساؤلات تفرض نفسها باعتبار أن دمشق تدعم "حزب الله"  في معركته في مواجهة المحكمة الدولية واطاحتها، علماً ان الظروف الراهنة مختلفة في الاعوام الماضية من حيث خروج سوريا من عزلتها الى علاقات جديدة عربية وغربية وحتى اميركية، ليس واضحا مدى رغبتها في اطاحتها او العودة بها الى الوراء او اللعب من ضمنها . وما حصل بالنسبة الى مذكرات التوقيف السورية انها بدت تعبر عن انحياز او تبن سوري لم يعد خافيا في موضوع المحكمة. فأن يكون مثلا أشخاص من محيط الرئيس الحريري ممن كانوا يرتبون الزيارات الاخيرة للحريري كما اعادوا وصل التنسيق الامني مع دمشق مطلوبين في مذكرات التوقيف، فانما يعني ذلك عدم الترحيب بهم في دمشق والاستغناء عن المهمات التي يقومون بها على رغم التعاون الذي حصل. الامر الذي لا يمكن عزله عن اثارة مشكلة معقدة على خط التواصل مع العاصمة السورية بارادة سياسية مسبقة منها، ولو تمسك الحريري بمبدأ الاستمرار في تحسين العلاقات بين البلدين، علما أن مراقبين يلفتون الى تبدل سوريا لجهة انفتاحها على تسريب ما يقال انه محاضر عن اللقاءات التي عقدها الحريري مع الرئيس السوري لا تنفيها دمشق. وهذا الامر لافت ان دمشق من الدول التي لا تكشف شيئا عن اللقاءات التي تعقدها، ويعد  الامر من ابرز المؤشرات لما يتخطى محاولة الاحراج والضغط الى السير بسياسة واحدة ازاء الحريري جنبا الى جنب مع حلفائها في لبنان .

وهناك عوامل أخرى مثيرة للقلق بالنسبة الى المراقبين في هذا الاطار تتصل بالحملات التي يقوم بها العماد ميشال عون، سواء في حملاته المستمرة على مسؤولين في قوى الامن الداخلي او في حملاته المستجدة على حزب "القوات اللبنانية". فاثارته الغبار في هذا الجانب، وان يكن متصلا في اعتقاد البعض  بتوقيف العميد فايز كرم او بما يتهم به عون "القوات اللبنانية" كما لو انه يعطي تبريرات استباقية لما سيحصل ويمكن ان يشمل المناطق المسيحية او يجمدها تحت هذا العنوان لمنعها من ابداء اي اعتراض،  يثير تساؤلات مقلقة بدورها عما يتم التحضير له. لكن الاسئلة التي ينبغي ان تطرح في رأي المراقبين وفي حال كانت المحكمة هي الهدف وليس أي أمر آخر، باعتبار ان هناك شكوكا كبيرة باستهداف ما هو ابعد من المحكمة، اذا كان اي استهداف للاستقرار يمكن ان يطيح المحكمة او العكس مع تبعات كبيرة جدا لاي من الاحتمالين. وكما يقول سياسي مخضرم ان  ما حصل في لبنان اخيرا ترك أمرين باتا في الضمائر هما الاتهام الظني والفتنة. لذلك الوضع غدا صعبا في كل اوجهه. 

روزانا بومنصف 

 

العصيان المدني سبيل المعارضة إلى التقدم وصولاً إلى التسوية حول المحكمة والطائف

النهار/هيام القصيفي     

بدا واضحا ان سلسلة المحاولات التي جرت منذ العام 2005، لعرقلة عمل لجنة التحقيق الدولية اولا ومن ثم المحكمة الدولية، لم تنجح في تعطيل هذا المسار الذي يترسخ يوما بعد آخر. ولم تفلح لا حرب تموز العام 2006 ولا 7 ايار العام 2008، ولا كل المناورات والاشتباكات، في وقف المسار الدولي الذي دعم فكرة لجنة التحقيق ومن ثم قيام المحكمة وتمويلها.

ولم تسفر كل تلك المحاولات التي تنوعت طرق التعبير عنها، ميدانيا وسياسيا، عن اي نتيجة تذكر في ما يتعلق بالتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري مع اقتراب صدور القرار الاتهامي. ولعل جلّ ما ادت اليه هو ان المعارضة اقتربت اكثر فأكثر من السلطة المركزية وصارت بعد 7 ايار واتفاق الدوحة جزءا اساسيا من التركيبة القائمة.

ولأن كل التجارب سبق ان اثبتت عدم جدواها، فان اي محاولة لتكرار ما يشبهها يمكن ان يؤدي في ظل الظروف الاقليمية الراهنة، ومع دخول مصر وتركيا بقوة الى مسرح الحدث اللبناني، الى تفجير اقليمي ليس من المعروف اذا كان أحد من الاطراف الدوليين والاقليميين يسمح به.

وفي ظل الهجمة التي يتعرض لها رئيس "تيار المستقبل" والحكومة من اجل وقف عمل المحكمة والتي تدخل البلاد في مأزق عميق، يجري تداول سيناريو من نوع مختلف عما سبق أن خبره اللبنانيون. وعنوان هذا السيناريو فرط مكونات الدولة التي بنيت العام 1989، وليس ضرب التركيبة التي نشأت بفعل أحداث العام 2005 فحسب.

وفي مقومات هذا المخطط قيام عصيان مدني كبير وشامل ، بطريقة تدريجية وتصاعدية، يترافق مع اضطرابات محلية ومتنقلة، في شكل لا يدخل البلاد في أتون مشتعل، انما يبقيه تحت سقف التوتر، ويفكك تدريجا مقومات الحكم والدولة معا. ويهدف العصيان الى تفريغ الدولة شيئا فشيئا من مضمونها ووضع اليد على المرافق الاساسية، وشلّ السلطة المركزية ومنعها من القيام بعملها. واذا سلمنا جدلا ان مناطق الجنوب والبقاع الشمالي، ستتجاوب حكما مع اي شكل من أشكال العصيان المدني، والتحلل من السلطة المركزية، فان مناطق الجبل الدرزي في الشوف وعاليه وبعبدا ستكون محايدة، على قاعدة " لا معلق ولا مطلق".

 في حين ان ثمة مناطق اخرى ستشهد صراعا، قد يأخذ اوجها مختلفة، بين مؤيدي الانضمام الى العصيان او التزام الدولة بدءا من عكار والمنية والضنية وطرابلس. والاحداث الاخيرة التي شهدتها عاصمة الشمال بدأت تنذر بأن الارض هناك صالحة للاستخدام في اي تحضير لتحرك المعارضة الشامل. وكما هي حال الشمال كذلك حال البقاع الغربي وزحلة حيث يمكن الاضطرابات ان تتمدد. أما السؤال الكبير فيطرح حول وضع المناطق المسيحية بدءا من زغرتا وصولا الى طريق الشام التي تمر في بعبدا، ولا سيما ان الجو المسيحي عاد يتوتر على خلفية السجالات التي اندلعت في صورة عنيفة بين رئيس تكتل " التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وبين وسائل الاعلام التابعة لهما.

أما بيروت فتبقى مطوقة ومحكومة بالضغط والتوتر، من دون الوصول الى ما يمكن ان يشعل فتيل انفجار من شأنه إحداث ارتدادات على الشرق الاوسط برمته.

ولان السيناريو الموضوع لا يهدف حكما الى قلب الطاولة دفعة واحدة، ولا الى الدخول في تفجير أمني صاخب ، يدرك المعنيون ان اي عصيان مدني واي حركة تدريجية تهدف الى قلب النظام القائم لا بد ان تصل في نهايتها الى الجلوس مجددا على طاولة المفاوضات او اي نوع من انواع الحوار. لكن اي حوار هذه المرة، سيكون محكوما بأمرين جوهريين هما: مصير النظام القائم الذي اقره الطائف، اضافة الى مصير المحكمة الدولية. وهذان الامران جوهريان في الطروحات التي ترفعها قوى 14 آذار، مما يرسخ أكثر الانقسام الحاد بين المعارضة والموالاة. وامام مجرى الاحداث كلها، ثمة سؤالان اساسيان: أي دور للجيش في ما يمكن ان تذهب اليه الامور؟ مع العلم ان الجيش يكرر تطميناته بقمع الفتنة ، لكن هذا الكلام لم يمنع وقوع 7 ايار ولا أحداثا أمنية أخرى. وكذلك أين سيكون موقف رئيس الجمهورية في مقابل تحلل سلطة الدولة وتفككها؟ أما الاطراف الاقليميون والدوليون فأظهرت الاحداث الماضية انهم لم يتدخلوا فيها سوى من باب اصدار المواقف والتصريحات من دون اتخاذ أي خطوات عملية. وهذا الوضع تدرسه المعارضة وترصد احتمالاته لتحديد التوجهات من دون ان تتوافر لها أجوبة وتحليلات واضحة حتى اليوم.

 

«شهود الزور» في قضية اغتيال الحريري بين التوظيف السياسي والقنوات القضائية

السبت, 09 أكتوبر 2010

بيروت - سناء الجاك

الحياة

«شهود الزور» في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري وفق السجلات القضائية الرسمية، هم: هسام هسام ومحمد زهير الصديق وإبراهيم جرجورة وأكرم شكيب مراد وأحمد مرعي وعبدالباسط بني عودة. وقد بات معروفاً ان هؤلاء أدلوا بإفادات «ذات صدقية متدنية» و«غير صحيحة»، كما جاء في تقارير لجنة التحقيق الدولية.

أما في السجالات السياسية بين طرفين لبنانيين أحدهما يعترض على المحكمة الدولية وآخر يصرّ على التمسك بها، فيصبح عدد «شهود الزور» اكثر بكثير من هؤلاء الستة. وآخر الغيث مذكرات توقيف سورية عممها مساء الأحد الماضي مكتب اللواء السابق جميل السيد، وهو أحد الضباط الأربعة الذين أوقفوا لمدة ثلاثة أعوام وثمانية أشهر كمشتبه بهم في جريمة اغتيال الراحل رفيق الحريري، بناء على دعوى سابقة كان قد تقدم بها السيد ضد شهود الزور وشركائهم.

وشملت هذه المذكرات 33 شخصية سياسية وقضائية وأمنية وإعلامية لبنانية، جلهم من فريق العمل السياسي لرئيس الحكومة سعد الحريري.

وفي حين استبعد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن «يعمد الانتربول الدولي الى تنفيذ مذكرات التوقيف السورية، نظراً لارتكازها الى خلفيات سياسية». قال المحامي فؤاد شبقلو لـ «الحياة» ان «مذكرات التوقيف لم تصنف جميع من سطرت بحقهم على أنهم شهود زور. انما تعددت التهم، فاعتبرت مثلاً ان الوزير السابق شارل رزق سهل عمل المحكمة، وان النائب السابق باسم السبع أدلى بتصريحات داعمة للمحكمة». وأضاف أن «لهذه المذكرات قيمة قانونية في سورية وعند الحدود وفي بعض الدول التي تتوافق سياسياً مع سورية. لكن الانتربول لن يتولى تعميمها على الأرجح انطلاقاً من عدم أخذه بمذكرات التوقيف الصادرة عن دول لا تراعي حقوق الإنسان او ذات انظمة شمولية الا بعد التدقيق بها، ما يعني ان نفاذها يبقى معلقاً عالمياً».

لكن بعيداً من السياسة وتجاذباتها، للمسألة وجهة سير أمنية وقضائية. ويصف مسؤول امني لبناني رسمي ملف «شهود الزور» بأنه «كذبة كبيرة»، ويقول لـ «الحياة» ان هناك «من يربط مصير المحكمة الدولية بهذا الجزء الثانوي ويخترع هذه الكذبة الكبيرة لخلق ازمة في البلد» ويضيف: «في كل تحقيق يدلي بعض الأشخاص بمعلومات غير صادقة او كيدية او لغاية انتفاعية او ما الى ذلك. كذلك هناك افادات تفيد التحقيق واخرى لا تفيده ولا يتم استخدامها. وفي القانون لا توجد تسمية شهود الزور في الشكل الذي يطرح في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي هذه المرحلة من التحقيق».

اما القاضي والمدعي العام السابق الوزير السابق عدنان عضوم (الذي كان يتولى حقيبة وزارة العدل عندما وقعت جريمة الاغتيال) فيقول: «هؤلاء لا يعتبرون شهود زور، انما هم مرتكبو جرم الافتراء. وهذا الجرم هو من ضمن الجرائم المتعلقة بالإدارة القضائية ويقع تحت الباب نفسه مع شهود الزور. والافتراء جريمة مختلفة لها عناصرها وطبيعتها الخاصة، وبالتالي فإن تسمية «شهود زور» هي خطأ شائع. والتوصيف بأن هؤلاء مفترون يصوب النزاع الكلامي في هذا الموضوع. فالشخص الذي يأتي الى قاضي التحقيق او الى المحكمة ويدلي بشهادة مرتبطة بواقعة معينة او جريمة ويتنكر للحق او يشهد بالباطل او يختلق الأدلة او يحرّف الوقائع كلها او بعضها، وهو يعلم بأنه يفتري ويملك الارادة والنية للافتراء، فهو بذلك يرتكب جريمة مستقلة وقائمة بذاتها وعقوبتها تصل الى عشر سنوات. اذا كان الجرم يشكل جناية».

واعتبر أن «الاتهام السياسي» الصادر عن بعض المسؤولين يصنف افتراءً. وقال: «لا يوجد في الموضوع القضائي ما يسمى اتهاماً سياسياً. وعند حصول جريمة يصبح كل تصريح او اعلان في شأنها مسؤولية السلطة القضائية كونها الوحيدة المختصة بإجراء التحقيق والإعلان عما يجرى.

واي اعلان او اتهام خارج السلطة القضائية يعتبر تدخلاً في شؤون التحقيق ويعتبر أن صاحبه ارتكب جريمة افتراء، فإعلانات السياسيين عن أفعال مادية مباشرة متعلقة بجريمة الاغتيال تشكل عنصراً من عناصر الافتراء، الا اذا تم التراجع عنها قبل صدور القرار الاتهامي تخفف العقوبة».

ويقول المحامي فؤاد شبقلو إنه «يحق للقضاء اللبناني ان يحقق مع شهود الزور ولكن بعد صدور القرار الاتهامي ومن ثم الحكم النهائي من المحكمة. ذلك ان شاهد الزور يعاقب بدرجة معينة اذا كان تحت القسم، أو إذا لم يكن قد أقسم، وإذا اعتمدت شهادته في القرار الظني او قرار الإدانة، واذا لم تعتمد، واذا تراجع عن إفادته قبل القرار الاتهامي يختلف الأمر. كما ان مضبطة الاتهام تبين دور كل شاهد زور ومدى تأثيره في قرار لجنة التحقيق ومدى الأخذ بإفادته في قرار الإدانة. وعلى ضوء كل حالة ووصفها الجرمي تحدد العقوبة. من هنا لا يمكن معاقبة شهود الزور الا بعد انتهاء التحقيق واعلان القرار الاتهامي لمعرفة صدقية شهود الزور. وعلى ضوء ذلك يتولى القضاء اللبناني محاكمتهم وفقاً للجرم الموصوف بحقهم».

عضّوم يحمل وجهة نظر مختلفة ويقول: «ملاحقة المفتري ووجوب اجراء التحقيق في افترائه لا تنتظر ادعاءً شخصياً ويمكن النيابة العامة ان تتحرك عفواً وتحقق لمعرفة مدى صحة ما قاله المفترون. واذا لم تتوافر عناصر الافتراء يحفظ التحقيق». ويشير الى ان «جريمة الافتراء لا تحتاج حلف اليمين لتتم ملاحقة المفتري. كما لا تحتاج الى قرار اتهامي او حكم بالتجريم من المحكمة الدولية، لأنها جريمة قائمة بحد ذاتها». ونبه الى ان «وجهات النظر في طرف الإثبات تختلف من نص قانوني او تشريعي الى آخر».

المرجع الأمني الرسمي يوضح أن «لا احد يعرف ما هي الإفادات التي أعطاها هؤلاء الاشخاص الى التحقيق، ولا احد يعرف ما اذا كانت الإفادات متطابقة مع ما يثار في الإعلام. وليس صحيحاً ان جميع شهود الزور اعطوا معلوماتهم الى التحقيق اللبناني، هسام هسام لم يذهب الى التحقيق اللبناني، بل ذهب مباشرة الى التحقيق الدولي، وكذلك محمد زهير الصديق. كما ان التحقيق الدولي لن يأخذ بكل ما ورد في ملفات التحقيقات  اللبنانية التي ارسلت الى لاهاي، لن يؤخذ منها الا ما يتوافق مع سير التحقيق. والمحقق لن يبني معلوماته على معلومات غير مطابقة للوقائع». ويضيف: «هناك حقائق تتعلق بجريمة الاغتيال لا يمكن دحضها، منها الذهاب ليل 14/15 شباط (فبراير) 2005 (اي بعد ساعات من اغتيال الحريري) بكل التجهيزات اللازمة لرفع السيارات ومن ثم غسل ساحة الجريمة. وهناك شريط احمد ابو عدس لتضليل التحقيق. وما يحمله من إدانات. وهناك ضخ المعلومات عن الحجاج الاوستراليين. ونحن نعرف من كانت لديه القدرة آنذاك على هذه الأمور». ولا يجد المرجع الأمني تفسيراً لما حصل ويحصل الا عبر مقولة «كاد المريب ان يقول خذوني».

ويؤكد عضوم ان «السيارات التي كانت في موقع الجريمة نقلت وحفظت بأمان حتى فحصتها لجنة فيتزجيرالد، وان التحقيق في شريط ابو عدس أكد وجود هذا الانسان وارتباطه مع كل من خالد طه وزياد رمضان بنشاطات معينة. لكن فحص الحمض النووي اظهر أن لا وجود لجثثهم في موقع الجريمة. كما ان التقرير عن وجود مادة تي ان تي في ثياب الحجاج الاوستراليين جاء في تقرير نقلته الينا السفارة الاوسترالية، لتعود السفارة وتعتذر عن المعلومة هذه وتفيد بأن هناك مادة كيميائية في ثيابهم لكنها ليست تي ان تي».

ويرى المرجع الأمني ان «المطلوب كان ان ينسى الناس بعد أيام من الجريمة من دون تحقيق فعلي. لكن الأمور لم تسر كما كان يشتهي المرتكبون، ووصلنا الى التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، التي وافق عليها جميع الأطراف في لبنان، وان اعترضوا او اختلفوا على التفاصيل، كما كان المعترضون يصرحون آنذاك. واليوم نسمع ان المطلوب هو القضاء على المحكمة كلياً. وكأن هناك من ترك المبدأ ليبني على التفاصيل، لأنه لا يريد للعدالة ان تأخذ مجراها. ومعركة ما يسمى «شهود الزور» في هذا السياق هي قنابل دخانية لا اساس لها في منطق الأمور وفي قلب التحقيق ولا في القانون».

ويزيد: «كما ان المحققين ليسوا اغبياء ليأخذوا بإفادات غير صحيحة او تم تلقينها لمن يدلي بها. فهم محترفون ويعرفون المعلومات المتطابقة او تلك المتناقضة التي لا يؤخذ بها. ولكن يبدو ان هناك من يعيش أزمة كبيرة ولا يجيد ادارة معركته ويتخبط من محاولة الى أخرى. وليس هناك ادنى شك في ان الهدف هو القضاء على المحكمة. ويدل على ذلك اغتيال الرائد وسام عيد، عام 2008، الذي عمل مع لجنة التحقيق واستطاع تركيب برنامج تقني من الداخل افاد التحقيق كثيراً وأعطى نتائج مهمة جداً. كذلك محاولة اغتيال العقيد سمير شحادة».

أما عضّوم فيرى ان «الظروف التي فرضها اغتيال الرئيس رفيق الحريري كونه شهيداً كبيراً، دفعت جميع الأطراف السياسيين في لبنان إلى الاعتراف بالمحكمة الدولية. كما ان التأثير النفسي المرافق للجريمة عطل احكام العقل لتندفع الاتهامات عاطفياً نحو جهة معينة. بالتالي كان مستحيلاً مواجهة لجنة تقصي الحقائق ولجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية، او الاعتراض على ذلك. وهكذا انشئت المحكمة بموجب القرار 1757 وتحت الفصل السابع، بعد مخاض عسير ومخالف للدستور والقانون في لبنان، على رغم ان المحكمة بحسب المناقشات في مجلس الامن كان يجب ان تأتي ذات طابع دولي، اي باتفاقية بين الأمم المتحدة والدولة اللبنانية. لكن القبول بالمحكمة الدولية يبقى مشروطاً بأن تعمل ضمن معايير العدالة الجنائية لا ان تسيّس. وقد تجلى موضوع التسييس مع القاضي ديتليف ميليس الذي وجه اتهاماً الى السوريين والجهاز الامني اللبناني وتم على اساسه توقيف الضباط الاربعة (اللواء جميل السيد واللواء علي الحاج والعميد ريمون عازار والعميد مصطفى حمدان) وعدد من المنتمين الى جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية وبعض الاشخاص، ليطلق سراح الجميع بعد حوالى أربعة اعوام ويوجه الاتهام الى «حزب الله». حينئذٍ طرحت الاسئلة عن سبب تغير وجهة الاتهام وعن عمل المحكمة التي لم تراعِ نقطة اساسية ترتبط بعلاقة اسرائيل بالجريمة. وكثيرة هي المعطيات التي توجب رفض المحكمة».

ويؤكد شبقلو أن «لدى المحكمة الكثير من المعلومات، فقد تم التحقيق مع رؤساء جمهوريات (احدى جلسات الاستماع الى الرئيس السابق اميل لحود استغرقت تسع ساعات) وضباط ومسؤولين حزبيين في لبنان والمنظمات الفلسطينية واسرائيل ومصر وقبرص وسورية وغيرها. وكل هذه الأطراف ضخت الكثير من المعلومات، ولم يجد المحققون اي عقبة في التحقيقات».

في استشراف مصير التحقيق والمحكمة

ويشير المرجع الأمني الى «ان ملف الضباط الاربعة لم ينته، ولا يفيد خلق جو التوتر او العبث، وليس بالضرورة ان يكون دورهم محصوراً بالجريمة الاساسية، ولكن بجرائم ملحقة بالجريمة الاساسية، وخلق جو مؤاتٍ، والعبث بمسرح الجريمة، ومن دون أن يكونوا على علم بذلك انما ينفذون اوامر من دون ان يعرفوا الى اين يؤدي المخطط. بالتأكيد لا شيء سيراوح مكانه وكل الامور ستنكشف، ولن يفيد الاقتتال بين اللبنانيين في الحؤول دون ذلك».

ويرى عضوم ان «اتهام اي طرف بجريمة اغتيال الحريري بخفة وتبسيط يخالف المنطق، فهي جريمة منظمة بأعلى معايير المهارة والتحضير والتنفيذ. وهي مدروسة بطريقة تشمل مداخل ومخارج وآلاف العناصر، وكلها امور يصعب ان ترتكبها جهة واحدة. فهي جريمة سياسية وارهابية وفردية، ولا يمكن وفق الاستنتاج السياسي الا ربطها بالقرار 1559».

ويشير شبقلو الى ان تبسيط الامور غير وارد في جرائم من وزن جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري. ويقول: «موضوعياً ومعنوياً لا يمكن أحداً معرفة ساعة الصفر لتنفيذ الجريمة او تفاصيل التنفيذ. لكن هناك من يتورط في الجرائم اللصيقة بالجريمة الأم. وعادة يطلب الى كل متورط تنفيذ جزء من العمل من دون ان يعرف ماذا يحصل وما هو الهدف الفعلي من المهمة الموكلة اليه». ويؤكد ان «الإعداد لهكذا جريمة تنفذه خلايا مستقلٌ كل منها عن الأخرى».

عن احتمال تعليق استمرار المحكمة الدولية، يقول شبقلو: «فقط اذا اخذت الحكومة اللبنانية قراراً بأن المحكمة تؤثر على السلم الأهلي وعلى استقرار  لبنان والمنطقة. وهي الأسباب التي قامت لأجلها المحكمة، وطلبت من الأمم المتحدة الغاء المحكمة ولمجلس الامن وحده وبناء لطلب من الامين العام حق الغاء المحكمة». اما عضوم فيقول: «هذه المحكمة لها مهلة ثلاث سنوات قابلة للتمديد بالاتفاق بين لبنان والامين العام للأمم المتحدة بعد اطلاع مجلس الامن. واذا صدر القرار الاتهامي وابتدأت المحاكمات وانتهت مهلة السنوات الثلاث، واذا طلب لبنان عدم التمديد، يتم تعطيل المحكمة». ويضيف: «تنص المادة 20، اتفاقية المحكمة انه يمكن بالتوافق ما بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة تعليق نفاذ عمل المحكمة التي لم تنشأ اصلاً ضمن الاصول الدستورية ليصار الى اعادة النظر بالإجراءات الواجب اتمامها كي تأتي وفق الاصول والاحكام الدستورية. وكذلك يمكن تعليق نفاذها الى حين الانتهاء من بت دعاوى الافتراء وشهود الزور».

السيد نصرالله يدعو لاستقبال كثيف للرئيس نجاد، ويعتبر ان التحقيق الدولي سياسياً 
تقرير خاص موقع قناة المنار - محمد عبد الله 
 09/10/2010 
اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال مؤسسة جهاد البناء في ختام حملة غرس مليون شجرة لعام 2010، واكد سماحته انه سيتناول في كلمته عن مواضيع ثلاثة: أولا عن موضوع المناسبة، حملة المليون شجرة والخلفيات والآفاق، والثاني يرتبط بالزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى لبنان، والثالث يرتبط بالتطورات الموجودة في البلد والمنطقة خصوصاً في ما يتعلق بالمسألة التي هي الآن موضع اهتمام الجميع وهي مسألة المحكمة الدولية وشهود الزور وتداعياتها.
وفي موضوع المناسبة شدد سماحته على الجهد الذي تقوم به مؤسسة جهاد البناء واعتبره بانه جهد متقدم وكبير من خلال اعلان وتنفيذ حملة المليون شجرة، واوضح انه هنالك جهات كثيرة شاركت في هذا الجهد مشيراً الى انه هناك حرص على تعميم هذه الثقافة وألا يكون هذا الأمر مجرد فعل تقوم به مؤسسة بل هذا الأمر وطني وبحاجة لتعاون الجميع في الميدان.
وتوجه سماحته بشكر خاص للإخوة في سوريا، حيث كشف انه ومنذ سنوات كان هذا الأمر بمبادرة من الرئيس السوري بشار الأسد وتطور هذا التعاون عاماً بعد عام إلى أن وصل إلى هذه المرحلة اليوم، واشار الى ان الامر لا يقتصر على مؤسسة جهاد البناء وان الإخوة في سوريا مستعدون للتعاون بلا حدود على مستوى هذا المشروع.
واشار السيد نصرالله إلى أن التهديد المناخي اليوم هو من أهم التهديدات التي تواجه البشرية في سلامتها وأمنها ووجودها بل لعله الأهم، لأنه بدأ يخرج عن سيطرة حتى الدول العظمى، واوضح ان التهديد النووي تهديد كبير ولكنه تحت السيطرة، ولكن مما يشهده العالم اليوم من تبدلات خطيرة والكوارث الإنسانية نتيجة التغيرات المناخية. وفي لبنان - بحجمه الصغير – اعتبر سماحته انه قد لا يكون بلدنا متأثراً في مواجهة هذا التهديد الكبير لكن اشارر الى ان هذا الامر لا يسقط المسؤولية التي يعنى فيها بلدنا، وقال: "عندما نهتم بهذا الملف شعبياً سنحصل على كل البركات المودعة بهذه الشجرة".
واذا اعتبر السيد نصرالله اننا الذين نتغنى بلبنان الأخضر لكن اشار الى ان التصحر الطبيعي وغير الطبيعي في لبنان بدأ يظهر والكل مسؤول هنا وعلينا تحمل المسؤولية واكد انه يجب التعاطي مع موضوع الشجرة والتشجير والأحراش على أنه جزء من الأمن القومي اللبناني.
واذا اشار الامين العام لحزب الله الى ان لبنان يحتاج لهذه الشجرة، يحميها لتحميه، شرح سماحته كيف ان الاسرائيليين ومنذ العام 1978 في المنطقة المحتلة يتعمدون قطع الأشجار على الطرقات، لأنها تعطي ميزة دفاعية للمقاومة اللبنانية. 
وكشف السيد نصرالله انه وبعد 25 أيار/مايو في العام 2000، تجول مع الشهيد الحاج عماد مغنية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وقال: "من الملفت أننا وقفنا على التلال ونظرنا من الحدود إلى داخل فلسطين المحتلة، فوجدنا اللون الأخضر، ومنذ الحدود إلى الداخل اللبناني هنالك يباس وقليل من الأشجار التي تم الحفاظ عليها". 
ودعا سماحته للتصرف مع هذا الموضوع بمسؤولية وطنية كبرى، موضحاً ان هذا الامر يرتب مسؤولية باتجاهين: توسيع رقعة انتشار الأشجار وحماية الموجود وما سيوجد.
واذا اوضح سماحته انه بعض الحرائق مخطط لها ويجب البحث عن الأيدي الإسرائيلية خلفها خصوصاً في بعض المناطق اشار الى ان الأشجار جزء من الصدقات الجارية وقال: "أردنا من خلال زرع الشجرة رقم مليون إيصار الرسالة التالية: لو كل واحد منا زرع شجرة أمام منزله وتكفل بحفظها كيف يصبح شكل البلد كله؟". 
موضوع زيارة الرئيس الايراني للبنان:
وفي الموضوع الثاني، أي زيارة الرئيس أحمدي نجاد إلى لبنان، اكد الامين العام لحزب ان هنالك كلام يجب أن يقال قبل الزيارة، لأن الرئيس نجاد يأتي كرئيس لإيران وكممثل للثورة الإسلامية المباركة وليس ليعبر عن فترة رئاسته بل عن تاريخ الثورة منذ انتصارها على نظام الشاه.
واوضح سماحته انه ومنذ انتصار الثورة في إيران، تقدم الجمهورية الاسلامية المواقف الحاسمة والمتقدمة إلى جانب الحكومات العربية في الصراع العربي-الإسرائيلي، وان الثورة الإسلامية حذفت أقوى حليف لإسرائيل في المنطقة وهو نظام الشاه.  
واكد الامين العام لحزب الله ان هذا الإنجاز كاف لنقول شكراً وألف شكر لإيران، اونه يجب أن يسجل للرئيس الراحل حافظ الأسد موقف استراتيجي المتقدم انطلاقاً من رؤيته الواسعة للصراع، وعلى طول الخط الثورة الإسلامية تحولت الى حليف استراتيجي لحركات المقاومة ولم توفر أي سبيل للدعم رغم تعرضها للإتهامات وللضغوطات.   
واوضح الامين العام لحزب الله انه وحتى لو كان هنالك خطوطاً سياسية داخل إيران وتداول السلطة لكن نقطة الإجماع هو الموقف حول فلسطين والقدس والنظر إلى القضية الفلسطينية. واشار الة ان وجود الرئيس احمدي نجاد في الرئاسة ساعد على ان يكون مستوى الدعم الإيراني للمقاومة في المنطقة أكبر بكثير. 
وكشف سماحته انه تحدث منذ مدة مع الرئيس احمدي نجاد عندما كان يحضر مشروع الزيارة عن وضع حجر الاساس لبعض المشاريع التي تقوم بها ايران في لبنان وقال ان الرئيس الايراني قال له: "أنا، أي مراسم يمكن أن يشعر من خلال الشعب اللبناني أنني "أربحه الجميل" لا أريدها، فنحن قمنا بواجبنا تجاه هذا الشعب، ونحن يجب أن نشكر الشعب اللبناني على الإنتصار الكبير الذي اهداه للأمة".
كما وكشف الامين العام لحزب الله انه وفي منتصف الحرب في ال 2006 والتي كنا على يقين من انتصارنا، وانه أثناء الحرب كنا نحضر ليوم وقف اطلاق النار، وقال انه تكلمنا مع الإخوة الإيرانيين وانه قال لهم : "نتمنى أن تساعدونا نقداً". واشار السيد نصرالله انه لو أعطيت هذه الأموال للدولة كان مصيرها سيكون كمصير بعض الهبات التي قدمت، واننا كنا سندخل ببيروقراطية وببطء وكنا نعرف أن الناس سيعودون قوافل ولن ينتظروا أحداً إلى قراهم وكنا نعرف حجم الدمار. واعتبر سماحته ان ما أنجز بعد حرب تموز لا نظير له في تاريخ الحروب في العالم وانه لا نزال ندفع للعديد من العائلات التي لم يكتمل إعادة بناء منازلها، وان هذه الأموال هي إيرانية.
واكد انه بعض الناس لم تأخذ حتى الآن بدل ترميم من الدولة اللبنانية وقال: "نحن ساعدنا الناس ودفعنا لهم كامل أعمال الترميم، وهذا من خلال الطريقة الحزب اللهية".
السيد نصرالله اشار الى ان ايران قدمت أموالاً كثيرة من خلال الدولة أو من خلالنا وما زالت تقف إلى جانبنا، وتسأل بالقول: "الدولة التي تقف إلى جانب لبنان بمواجهة أكبر تداعيات لحرب حصلت على لبنان بماذا يجب أن يقابلها اللبنانيون؟ بالشكر والتقدير والإحترام وإن كانت هي لا تريد أن تمنن أحداً، اليوم نجاد ضيف لبنان الرسمي ولا يأتي إلى هنا بدعوة من طائفة أو جهة بل من لبنان الرسمي وعلينا التعاطي بالأخلاق وحسن الضيافة اللبنانية وأن نكون كباراً في التعاطي مع مسائل بهذا الحجم".
واكد الامين العام لحزب الله ان ايران مستعدة لمساندة لبنان رغم كل الصعوبات التي تعيشها، واوضح انه ونتيجة المحبة والتقدير للبنان، فاننا نجد ان الإيرانيين مستعدين للمشاركة في مشاريع وصولاً لمسألة المساعدة في تسليح الجيش، وقال : "هنا أريد أن أريّح اللبنانيين، وللأسف الجديد، نحن نطلب من الآخرين فيضعون الشروط ونرفضها، وبالموضوع الإيراني هو يعرض علينا ونحن نضع الشروط وهذا غريب وهذا يؤكد أن الخلفية السياسية هي المتقدمة".
وتابع القول: "تقولون أن لديكم نقص في التسليحات، وهنالك دولة مستعدة للمساعدة، إذا لا تريدون فليكن، لا داعي لأن يغضب أحداً... هنالك وقائع معينة، الجيش السوري يمكنه الخروج من لبنان ولكن من يمكنه إخراج سوريا من لبنان؟".
واذا دعا السيد نصرالله للمشاركة الواسعة في الإحتفال الجماهيري التكريمي في ملعب الراية في اليوم الأول لزيارته، اواضح ان الرئيس احمدي نجاد يريد الذهاب إلى الجنوب وانه في البرنامج لا وجود لما قيل أن نجاد سيرمي حجراً وان هذا الموضوع لم يكن مطروحاً، وقال كنا نرغب أن يقوم نجاد بزيارة البقاع أيضاً ولكن ضيق الوقت لم يساعد على ذلك، وتوجه الى اللبنانيين والفلسطينيين، إلى استقبال نجاد بكثافة وبصبر.
موضوع المحكمة الدولية وشهود الزور:
وفي الموضوع الثالث حول المحكمة الدولية وشهود الزور واتهام أفراد من حزب الله وما شابه، اكد السيد نصرالله ان لبنان كان مستقراً وحكومة الوحدة كانت "ماشية وشغالة"، رغم الإختلاف داخل الحكومة حول موقف لبنان من العقوبات ضد ايران، وتحدث ان الرئيس الحريري زاره ولكن ابلغني انه اخر الشهر أن بلمار سيصدر قرار ظنياً يتهم كذا وكذا، واتفقنا على استمرار التواصل.
وتابع ان رئيس اركان جيش الاحتلال غابي اشكنازي خرج في الإعلام وبشر الإسرائيليين بأنه سيكون هنالك اتهام لحزب الله وبأن لبنان سيواجه أياماً صعبة، وبعد كلام اشكنازي الموضوع صار له منحاً آخر، واشار الى انه وبالدرجة الأولى الإسرائيلي هو أول من بدأ بتوظيف قرار ظني صادر عن بلمار.
واذا اكد السيد نصرالله اننا كلنا نريد الحقيقة، وانه لا يجب أن يتهمن أحد الآخر بعكس ذلك، اوضح اننا  نريد الحقيقة الحقيقة لا ما هو مزور باسم حقيقة، ونريد العدالة الحقيقية وليس الظلم باسم العدالة، واعتبر ان الطريق إلى العدالة هي الحقيقة ودون الحقيقة سيكون هنالك ظلم كالظلم التي طال عدداً من الموقوفين والضباط الأربعة وحلفاء سوريا، وتوجه بالقول أريد أن أسأل سؤالا هادئاً: هل التحقيق الدولي يوصل إلى الحقيقة التي تؤدي إلى العدالة؟  واعتبر ان النقاش بيننا ليس من يريد الحقيقة ومن لا يريدها، وقال: "بل أدعي الحقيقة التي أنا أفترضها أن اسرائيل هي التي اغتالت الحريري ولنا مصلحة كبيرة جداً في معرفة الحقيقة، ولكن هل يوصل هذا التحقيق للحقيقة؟ التجربة التي رأيناها حتى الآن، من موضوع شهود الزور، تجربة مؤلمة جداً وفي النهاية، سعد الحريري توجه بكلام إلى الشرق الأوسط حول شهود الزور وهو مشكور عليه".واعاد السؤال: "هل هذا الطريق يوصلنا إلى الحقيقة أو الى التزوير وإلباس الجريمة وتبرئة القاتل وتجريم الأخ والصديق وبغطاء ومطالبة من بعضكم". وتابع: "لماذا يصر بلمار على ألا يسلم شهادات شهود الزور للواء السيد؟ لماذا؟ لماذا هذا الإصرار على حماية شهود الزور من قبل السيد بلمار والأمم المتحدة، فنحن كنا نطالب بمحاكمتهم، ولكنهم اليوم يحمونهم، بلمار يحمي شهود الزور غير الحماية الداخلية".
واشار السيد نصرالله الى ان البعض في لبنان قال أنه ليس هنالك شهود زور، وانه وبعد شهر ونصف قام وزير العدل بإعداد الملف، وان المماطلة كانت واضحة. واعتبر سماحته ان خطوة الرئيس بري الأخيرة كانت موقفاً متقدماً وقامت بصدمة إيجابية في البلد. واذا اوضح انه في الثلاثاء المقبل سيناقش الملف في الحكومة اللبنانية اعتبر ان هنالك من يريد أن يماطل، وان على جلسة الحكومة المقبلة يجب أن تدرس هذا الموضوع ويجب عدم المماطلة، واشار الى ان موقف وزراء كتلة التنمية والتحرير هو موقف كل وزراء المعارضة وقال: "يجب أن يبت هذا الأمر في الجلس المقبلة للمصلحة الوطنية، وعلينا أن نتابع ألا تحصل مماطلة في القضاء عندما ينتقل إلى القضاء".
وتابع الامين العام لحزب الله القول: "الإحتمال يكفي لفتح تحقيق، وهم ادعوا حجة أننا لم نعطيهم كافة القرائن، ولكن القرائن التي قدمناها لا التحقيق الدولي درسها ولا القضاء اللبناني، لدينا كل الشواهد التي تقول أن التحقيق الدولي سياسي وليس مسيساً لأن المسيس يعني أنه قضائي ولكنه سيّس، على العكس إنه تحقيق سياسي ألبس لباس القضاء.  
وحول القرار الظني التي تحدث عنه الإسرائيلي والأميركي والفرنسي والبريطاني والصحف.... إذا هنالك شهود على القرار الظني ما هي الضمانة ألا يكونوا شهود زور، فقانون المحكمة يحمي الشهود". 
واذا تسأل لماذا لم يسأل أحد عن إمكانية أن تكون اسرائيل قد لعبت في "داتا" الإتصالات، وهل ان هذا الدليل يستند إليه في قضية هي من أخطر القضايا في العقد الماضي؟ اكد انه سيكون له مؤتمر صحافي حول موضوع الإتصالات، مشيراً الى ان هنالك ما هو مذهل تعرف عليه في الأشهر الماضية، وقال: "نحن نعرف أننا بريئون، لسنا هنا لنهبط الجدران على أحد، ولسنا نحن من يسيّس المحكمة ".
واذا دعا سماحته الى العمل معاً لنرى كيف نمنع هذا العدوان على المقاومة، وكيف نمنع أميركا وإسرائيل من استغلال المحكمة لإتهام المقاومة، طالب بمناقشة هذا الموضوع بدلا من الإستسلام للإدارة الدولية، وتسأل: "ومن يقول أن التداعيات والآثار سأتحكم بها أنا وأنت؟ من يعلم أو لا يعلم بأن من يصر على اصدار هذا القرار الظني هو جزء من مخطط للمنطقة؟ يجب مناقشة الأمور بهذه الطريقة". وللذين يتحدثون عن ان حزب الله سيقوم بانقلاب اكد السيد نصرالله اننا لو أننا كنا نريد إمساك السلطة في لبنان لكنا فعلنا ذلك في الـ2005 أو في 15 آب 2006 ولكننا لم نفعل ذلك. وتابع القول: "لماذا التحدث عن انقلابيين والهروب من الموضوع الأساسي عبر لغة التحريض؟ لا يجب الذهاب للمواضيع الأساسية، بل الموضوع الأساسي هو الإرادة الدولية باستغلال المحكمة الدولية. وقد دعا الامين العام لحزب الله في كلمته الى التضامن لمنع بدء المخطط الجديد للبلد، مشيراً الى ان أميركا واسرائيل بالطبع لا تريدان ذلك ومشيراً الى ان البعض سيقوم برمي الزيت على النار، وسيتحدث البعض عن الفتنة، وقال : "لكن هل نستسلم أو علينا المواجهة والتعاون مع أي صديق". واشار السيد نصرالله الى ان المستفيد الوحيد من هذا الموضوع (القرار الظني) هو الإسرائيلي ومن يدعمه ومن يزود اسرائيل بأحدث طائرات لتغيير المعادلات في المنطقة ومن يضغط على الفلسطينيين وعلى العرب لكي يتحملوا المهانة والمذلة التي شاهدناها في الأيام الأخيرة، سواء مشهد الأسيرة التي يرقص إلى جانبها الإسرائيلي، او الطفل الصغير التي صدمته سيارة المستوطن أو الغارة على بيوت المجاهدين، أو ما يجري في القدس...". واكد سماحته انهم يشغلون لبنان بالمحكمة، إيران بالعقوبات، سوريا بالضغوط، سودان مشاكل، مصر لا احد يعرف شيئاً، وفي ظل انشغال كل البلدان العربية يريد الإسرائيلي فرض الشروط على الفلسطينيين. ودعا في ختام كلمته وبكل صراحة وهدوء لمقاربة الموضوع بهذه المنهجية لأنها صحيحة وسليمة.  وتأتي إطلالة السيد نصرالله خلال الاحتفال الذي تقيمه مؤسسة جهاد البناء في الضاحية الجنوبية لمناسبة زرع الشجرة، الرقم مليون في لبنان والتي تولى السيد زرعها بنفسه.
وتم بداية الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن هذا الإنجاز قبل كلمة السيد ركزت على أهمية "المقاومة البيئية بمعنى الحفاظ على البيئة ومقاومة التصحر الذي بدأ يزحف على بلدنا والمنطقة طبيعياً وفكرياً، وعنوان هذه المقاومة الشجرة التي استهدفت بالتجريف والحرق من قبل العدو الاسرائيلي لأنها كانت المأوى والمخبأ للمقاومين".

 حرب: المذكرات السورية رسالة سياسية لرئيس الحكومة وسقوط المحكمة ترخيص بالقتل

نرفض تحويل قضية شهود الزور وسيلة ضغط لتطيير المحكمة الدولية واذا استند القرار الاتهامي لشهاداتهم فسنكون ضده

وطنية - 9/10/2010 دعا وزير العمل بطرس حرب الى التعامل مع الأمور بجدية وايجابية، نافيا أن يكون هناك فريق منتصر أو فريق منهزم انما لبنان سيكون المنهزم.

واكد في حديث الى برنامج "صالون السبت" من صوت لبنان أن "توزيع المسؤوليات لا يؤدي الى نتيجة"، مشددا على أن "الاوضاع في البلد لن تستقيم اذا كان هناك فريق يريد أخذه الى اتجاه والفريق الآخر لا يشاركه بذلك".

واعتبر أن "في سقوط المحكمة تزداد أزمات لبنان وينعدم الاستقرار وتزول الحريات العامة كذلك النظام الديموقراطي والحياة المشتركة"، واضعا ذلك في اطار "الترخيص للقتل".

ودعا الى "التفاهم مع بعضنا البعض في أمر لا علاقة لنا فيه"، وسأل: "اذا لم تستطع مواجهة الأمم المتحدة لأن هذه القضية أصبحت دولية لسبب ما ترتد على الطرف الآخر اللبناني وبالتالي تهدد الاستقرار في البلد ما يحقق أهداف اسرائيل".

وقال: "اذا كانت مخاوف الطرف الآخر صحيحة وتبين أن القرار الاتهامي الذي سيصدر غير مستند الى عناصر جدية وقرائن وأدلة سيكون الجميع ضد هذا القرار"، مشيرا الى انه "اذا استند القرار الاتهامي الى شهود الزور، فمن المؤكد أننا سنكون ضده. نحن نريد معرفة من قتل أهلنا وأخوتنا".

وشدد على "أن كل قوى الرابع عشر من آذار ستقف الى جانب "حزب الله" وستقاتل القرار والمحكمة الدولية في حال لم يكن القرار مبينا على الأدلة والقرائن"، مؤكدا "رفض اللعب بالعدالة في لبنان".

ولفت الى أنه في حال تبين "أن أحدا ارتكب الجريمة مقرونا باثباتات جدية فهنا تقع المشكلة"، رافضا "تأييد القضاء اذا حكم لمصلحتهم ومهاجمته في حال لم يحكم لمصلحتهم".

وذكر أنه "في حياتنا المشتركة ضمن اطار هذه الدولة ذات النظام الديموقراطي والبرلماني هناك ضوابط وضمانات وأهمها هو القضاء المستقل".

وأيد "مطالبة مواطن بحقه انما ضمن الأصول وليس من خلال اتهام ومهاجمة واهانة قاض"، مشددا على "ضرورة عدم اللعب بقيم الدولة".

واذ رأى أن "كل البلاد تمر بالامتحان الصعب"، لفت الى "أن التغاضي عن الاعتداءات على القضاء لن يبقيه قابلا للحكم بالعدالة بين الناس".

وقال ان "رد الوقار والاحترام للقضاء يأتي من جانب السلطة والقضاء واعادة بث ثقافة احترام المؤسسات والسلطات في لبنان".

واعتبر أن "لا وجود لسلطات في لبنان انما السلطة هي الحزب والطائفة ما يؤدي الى دويلات".

واعتبر أنه "خلافا للمبادىء الدستورية المتعارف عليها في نظامنا والعالم، تحول مجلس الوزراء الى مكان تتخذ فيه القرارات في حال تم الاتفاق عليها وتتعطل القرارات الكبرى اذا لم يتم الاتفاق". واشار الى أن "مجلس الوزراء يحاول تمرير أمور البلاد اما الخلافات السياسية فيحاول وضعها قدر الممكن جانبا".

وقال:"كنا ندرك منذ اليوم الأول أن الطريق لن تكون سهلة وهذا الزواج ليس زواج متعة انما زواج عذاب، الذي كان السبيل الوحيد لامكان تشكيل حكومة لأن هناك فريقا بين اللبنانيين قادر على تعطيل كل المؤسسات والبلاد".

وأكد أن "الخطأ ارتكب قبل الدوحة من خلال استباحة فريق وفرض رأيه بالقوة على الفريق الآخر وعطل الدولة وفرغ رئاسة الجمهورية وعطل الحكومة ومجلس النواب وبالتالي دفع اللبنانيين الى الذهاب الى تسوية الدوحة والتي تتناقض المبادىء الدستورية".

وشدد على "ضرورة العودة الى الأصول والمبادىء واتفاق الطائف والقيم التي قامت عليها الجمهورية اللبنانية والبحث عن ادارة خلافاتنا في شكل ديموقراطي حتى لا يسقط لبنان"، ورأى ان "العلاقات السنية - الشيعية في وضع مواجهة".

وحول المذكرات السورية، اوضح أن "القضاء اللبناني شامل الصلاحيات على أي جريمة تحدث على الأراضي اللبنانية".

وقال ان "الدعوى اقيمت في سوريا لأن اللواء جميل السيد أعلن أنه لا يثق بالقضاء اللبناني"، معتبرا ان "تحايلا على القانون قد حصل لاعطاء صلاحية لقاضي التحقيق في الشام للبحث في ملف شهود الزور واصدار مذكرات توقيف في حق لبنانيين".

وأكد أنه "ليس مبررا من اعتبر أنه ظلم بالسجن أربع سنوات أن يبحث عن حقه بطريقة غير قانونية"، رافضا استباحة السيادة الوطنية لا من قبل المدعي ولا من القضاء الذي لجأ اليه.

وقال: "إن قاضي التحقيق في الشام قبل الدعوى مع ادراكه أنه ليس من صلاحيته وهكذا تقول الاتفاقية القضائية مع لبنان"، موضحا أن "أصول المحاكمات الجزائية اللبنانية السورية تنص على ضرورة التبليغ قبل الاجراءات".

وسأل: "كيف تتم المحاكمة بطريقة غيابية، وكيف يسمح بمذكرات توقيف من دون تبليغات؟ اضافة الى منع القانون اللبناني تبليغ النائب دعوى من دون المدعى عليه ومن دون رفع الحصانة عنه".

وشدد على أن "لبنان دولة مستقلة والجريمة المزعوم وقوعها حدثت في لبنان وهذه صلاحية مكانية للقضاء اللبناني أما المرتكبون الاساسيون في هذه الجريمة حسب الدعوى ليس هسام هسام انما القضاء اللبناني في اشارة الى القاضي سعيد ميرزا كذلك قوى الأمن الداخلي عندما نقول أشرف ريفي وفرع المعلومات عندما نقول وسام الحسن".

ورأى أن "المذكرات السورية ليست قضائية انما سياسية وقاضي التحقيق أخذ توجيهات"، واضعا اياها في اطار "رسالة سياسية لرئيس الحكومة لأنه يبدو أن المطلوب لم يعمل عبر حسم خيارات الحريري".

ورأى أن "حزب الله هو الناطق باسم الثامن آذار وعندما يرغب "حزب الله" باسقاط الحكومة فهو تعبير عن رغبة النائب ميشال عون ورئيس مجلس النواب أيضا".

وأكد أن "الوضع اللبناني غير مستقر وخلاف اللبنانيين في ما بينهم في ادارة شؤون البلاد وانقسام اللبنانيين طائفيا ومذهبيا وانشطار لبنان على صعيد التقاليد والثقافة المشتركة كلها تشجع من له طموحات بأن يمد نفوذه في لبنان".

وقال: "ليس من مصلحة لبنان أن تقوم علاقة بالشكل التي كانت عليه في الماضي أو بالشكل الذي يمكن أن تصبح عليه العلاقة اللبنانية - السورية اذا ما استمرت الحالة على ما هي عليه"، ورفض "لوم أحد على ذلك فيما اللبنانييون يبحثون في كيفية تصفية حساباتهم في ما بينهم".

وحذر من أنه "في حال استمرت الحالة على ما هي، فأكثر الناس تمسكا بوجود النظام اللبناني يصبحون أكثر الناس مطالبة بحلول خارج اطار النظام اللبناني الواحد"، واصفا ذلك ب"الكابوس".

واذ رأى "أن للرئيس بري مخاوف كبيرة اذا استمرت الحالة على ما هي عليه كما اعتباره حسم الموضوع قبل انفلاته ومن هنا جاء موقف بري". وقال "ان الرئيس بري اراد الاعلان عن موقفه هو وحركة "أمل" من دون تنسيق مع "حزب الله" أو حليفه النائب ميشال عون وعندما طرح ملف شهود الزور في مجلس الوزراء اتصل "حزب الله" بقيادته للسؤال عن الموقف".

وتوقع حرب أن "يدور نقاش سياسي بعد جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل وفي جانب منه قانوني".

وأشار الى أن "قسما سيسأل كيف ستكمل المحكمة ولم يحكم على شهود الزور"، مشددا على أن "القضاء الدولي مستقل ويحدد أصول الملاحقة ونتيجة التحقيقات يعلن اهمال هذه الشهادة اذا كانت كاذبة ويأخذ بأخرى اذا كانت صادقة، وفي المرحلة الأولى قاضي التحقيق الأول ومن ثم المحكمة، وبالتالي فان القضاء الدولي لا يحتاج الى انتظار القاضي اللبناني حول شهود الزور".

ودعا الى التعاطي مع ملف شهود الزور "بشكل قانوني وعدم مزج السياسة بالقانون"، مبديا خشيته من أن "يخلق الطرح مشكلة قانونية جديدة وتكمن في سؤال هل ننتظر المحكمة الدولية لتقرر من هو شاهد الزور لاسيما وأن لديها الافادات الموثقة والتي تؤهل المرجع القضائي لتحديد شهادة الزور ام يجب تأخير المحكمة الدولية بانتظار القضاء اللبناني الاعلان عن شاهد الزور وهذه مرحلة النقاش المقبلة، وبالتالي مشكلة جديدة".

وتخوف من أن "تستعمل عملية شهادة الزور لغير غاياتها القانونية انما لغايات سياسية وتدخلنا في جدل جديد وخلاف جديد حول المحكمة الدولية لناحية التمويل أو توقيفها".

وأشار الى أن "مجلس الأمن الذي ستكون صدقيته على المحك سيجد تمويلا من مصادر أخرى".

واذ رأى أن "موقف حزب الله تطور بطريقة دراماتيكية"، قال: "ان الحزب يرفض صدور قرار حتى عن قاضي التحقيق يتهم الحزب بصرف النظر عن محتوى الاتهام، وما استند اليه وهنا الخطورة".

واعتبر أن "هذا التطور في موقف "حزب الله" يجعل الرئيس بري أسيرا لحلفه مع الحزب".

وردا على كلام النائب محمد رعد، شدد على "أننا نستقوي بمواقفنا ومبادئنا وليس من دولة في العالم اليوم تقف الى جانبنا اليوم وليس هناك من يمدنا بالسلاح والأموال والصواريخ".

كما رفض تحويل قضية شهود الزور ل"وسيلة ضغط لتطيير المحكمة الدولية"، ورفض بناء علاقات مع سوريا شبيهة بنموذج مذكرات التوقيف غير القانونية، مؤكدا "التصميم على بناء علاقات ممتازة مع سوريا انما في اطار المحافظة على استقلال سيادة وحرية القرار السياسي في لبنان، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية".

وذكر ب"التوافق في البيان الوزاري حول حصرية المسؤولية السياسية وحفظ الأمن بالسلطات الشرعية".

وقال: "ان النائب ميشال عون يرى في حصول مواجهة عنصرا ايجابيا يقلب الطاولة ويبعد اخصامه"، لافتا الى "أن الجنرال عون لم يأخذ يوما في الاعتبار الدعوة الى التهدئة وكأنه يدفع الناس الى المواجهة وليس التهدئة". ولفت الى أن "حزب الله" لم يعد يحتاج لانزال سلاحه الى الشارع، لأن ظاهرة السابع من ايار كانت رسالة بأن السلاح موجود".

ومن جهة اخرى أكد الوزير حرب أن هناك حلولا للضمان، ودعا "من يفرح بالفشل الى الانضمام الى المصفقين والراقصين على قبر المجتمع اللبناني".

وحول تلويح الاتحاد العمالي العام بالاضراب، قال: "ان ذلك جزءا من الحريات النقابية"، مشيرا الى "أن زيادة 25 في المئة على الأجور غير واردة". وكشف أنه سيعقد الاسبوع المقبل مؤتمرا يعلن في خلاله خطة اصلاحية لتبسيط المعاملات الادارية في وزارة العمل.

أما حول مشروع ضمان الشيخوخة، فاعلن انه على مشارف الانتهاء منه لاحالته الى مجلس النواب اضافة الى العمل على المكننة والاصلاحات في الضمان الاجتماعي والعجز في صناديق المرض والتعويضات العائلية.

 

ابي نصر في مؤتمر الاحزاب الديموقراطية المسيحية: لا يدوم تطرف في لبنان والمزاج العام منحاه الاعتدال

المسيحيون وعلى رأسهم الكنيسة المارونية ليسوا أصحاب مشروع سياسي او مشروع لوطن ديني بل دعاة بناء وطن ديموقراطي

وطنية - 9/10/2010 واصل مؤتمر منظومة الأحزاب الديموقراطية المسيحية في العالم IDC وأحزاب الوسط الأوروبية PPE المنعقد في مراكش بالمغرب اعماله لليوم الثاني.

والقى رئيس وفد الإتحاد المسيحي الديموقراطي اللبناني النائب نعمة الله ابي نصر في المؤتمر كلمة قال فيها: "من عمق التجربة اللبنانية وخصوصيتها نخاطبكم، فلبنان المتعدد الطوائف يتقاسم مع الشرق قيم الأديان السماوية ويشاطر الغرب في قيم الدولة العصرية. ونحن وإن كنا لا ندعي لأنفسنا بلوغ أعلى مراتب الديموقراطية، إلا أننا مصممون على بلوغها، ونقدر أكثر فأكثر معنى أن يكون الانسان حرا في اختيار من يولى شؤونه، عندما نرى من حولنا استخفافا برأي الناس وتجاهلا لقرار في اختيارهم من يمثلهم" .

اضاف: "لقد أثبتت تجارب التاريخ اللبناني أنه لا يدوم تطرف في لبنان، فالمزاج العام منحاه الإعتدال وهذه سمة طورتها مئات السنين من الحياة المشتركة، تصلح نموذجا راقيا لحل مشاكل المجتمعات التعددية، بما يضمن للدولة وحدة الأرض، وللمجموعات الدينية والاتنية حرية الوجود والمعتقد بالتفاهم والشراكة مع بعضها البعض، لا بالصراع والمواجهة" .

وتابع: "هذا هو جوهر الخصوصية اللبنانية الذي أبرزه الإرشاد الرسولي، فدعا إلى الحفاظ على الوحدة التي لا تلغي الحرية، ولطالما كان المسيحيون في لبنان والشرق سباقين في الدفاع عن الحرية ومد جسور الحوار مع محيطهم على قاعدة احترام حق الآخر في الاختلاف. ولذلك لم يكن المسيحيون وعلى رأسهم الكنيسة المارونية أصحاب مشروع سياسي خاص بهم ولا أصحاب مشروع لوطن ديني بل دعاة بناء وطن ديموقراطي يضمن لهم كما لسواهم الحرية بجميع مضامينها، على أسس العدالة والمساواة".

واشار ان "الديموقراطية المسيحية كانت دائما السباقة في احترام حقوق الإنسان، ومن اجل ذلك، لا بد من أن نعمل من أجل تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية، فالفقر هو مصدر مآسي المجتمعات على أنواعها، بدءا بتجارة وتعاطي المخدرات الى تنامي الأصولية والتعصب وممارسة العنف وارتكاب الجرائم التي يغلب عليها طابع الإرهاب الذي اصبح اليوم آفة المجتمعات في العالم كله" .

واكد ابي نصر أن "عالم اليوم بحاجة إلى الحوار أكثر من أي وقت مضى كي لا تحولنا العولمة إلى مربعات ثقافية متصادمة يتغلب فيها الأقوى على الأضعف. والحوار المطلوب متعدد الجوانب وهو يشمل مسائل الأمن والتعاون الاقليمي والدولي ومختلف قضايا التنمية، لأنه لم يعد بإمكان أي دولة أن تعزل نفسها عن بقية العالم، فشعوب الأرض أصبحت تسكن كلها بيتا واحدا بمنازل كثيرة" .

وتابع: "كيف يكون غرب البحر المتوسط آمنا، إذا كان شرقه مضطربا، وكيف لا يهدد الجنوب الفقير الشمال الغني، وهل يمكن الفصل بين الحرية والأمن؟ وهل تتحقق التنمية الإقتصادية والإجتماعية في ظل الإستبداد والفوضى؟ هذه الاسئلة طرحتها اوروبا على نفسها بعد الحرب الكونية الثانية فأدركت أهمية السلام والأمن بين الشعوب فأعادت بناء مجتمعها على أسس الديموقراطية والإصلاح الإقتصادي والإجتماعي، فحققت ما تنعم به اليوم من حرية وازدهار. ونحن في شرق البحر المتوسط من حقنا أن نتطلع ايضا الى السلام، لننعم بالإستقرار ولكن هل من سلام بلا عدالة؟

وقال: "كيف يكون السلام ومدينة السلام مسرح للعنف والأرض المقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود تنزف كل يوم. كيف يكون السلام والشعب الفلسطيني محروم من إقامة دولته المستقلة وأرضه محتلة وأهله مشردون لاجئون ؟ كيف يكون السلام وسجون الأنظمة والحكام ملأى بمطالبين بحقٍ مهدور ومضطهدين بسبب حرية المعتقد والتعبير. كيف يكون السلام والدول القادرة والغنية تصدر الى الشعوب الضعيفة والفقيرة كل أنواع الأسلحة لتتقاتل في ما بينها فتزداد فقرا ".

واكد "اننا نؤمن بالتجربة الديموقراطية في الغرب لكنها تجربة لا تكتمل ولا يمكن حمايتها وتحصينها إلا بتعميمها على بقية الشعوب. فهل بذل الغرب ولا سيما الغرب الأوروبي جهودا حقيقية فاعلة لتحقيق السلام والإزدهار في الشرق وفي أفريقيا؟".
وحيا الأحزاب والقوى الديموقراطية الناشطة في أوروبا "التي تقف بوجه الظلم ونطالبها بمزيد من التعاون والدعم لتطوير الحياة السياسية في بلداننا، انسجاما مع مبادئها القائمة على احترام الحقوق الأساسية للانسان" . وختم: "ارادتنا الصادقة في التعاون للعمل من أجل الإنماء المستدام في دول أفريقيا والشرق الأوسط، لكن ذلك لن يتحقق الا بحلول السلام، سلام عادل وشامل، سلام يعيد للبنان كامل أرضه وكامل سيادته، سلام يقيم للشعب الفلسطيني دولته المستقلة ويعيد اللاجئين إلى أرضهم، سلام يحرر أرض الجولان السورية المحتلة، سلام يوحد العراق ويعيد إليه استقلاله ليبني دولة ديموقراطية تتعاون مع محيطها، سلام يعطي الأمن والأمان لكل دول شرق البحر المتوسط. هذه هي رسالة الإتحاد المسيحي الديموقراطي اللبناني الى المؤتمرين الأعزاء لنبني معا مستقبلا اكثر استقرارا وعالما أكثر إنسانية