المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 14 تشرين الأول/10

 

إنجيل القدّيس لوقا12/16-21

وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

برنامج اليوم: غداء في السرايا وزيارة الجنوب

المستقبل - الخميس 14 تشرين الأول 2010 - العدد 3800 - شؤون لبنانية - صفحة 4

يبدأ برنامج الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم بفطور عمل يقيمه عند الساعة السابعة والنصف صباحا في مقر اقامته ويضم نحو 25 شخصا. وعند التاسعة يعقد لقاء مع فاعليات ومرجعيات دينية في مقر الاقامة. وفي الجامعة اللبنانية، يلقي نجاد محاضرة عند العاشرة والنصف من قبل الظهر في مدينة الرئيس رفيق الحريري الجامعية في الحدث ويمنح شهادة دكتوراة فخرية في العلوم السياسية. وعند الاولى والنصف يقيم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الايراني في السرايا الكبيرة.

وعند الثالثة الا ربعا، يتوجه نجاد الى الجنوب على ان يعود الى القصر الجمهوري عند الثامنة والنصف لوداع الرئيس ميشال سليمان. وعند التاسعة الا ربعا مساء يغادر الرئيس الايراني القصر الجمهوري الى مقر الاقامة لينهي زيارته الى لبنان.

 

احتفال جماهيري حاشد لـ"حزب الله" وحركة "أمل" في الضاحية الجنوبية

نجاد: الديبلوماسيون الايرانيون الأربعة أحياء واسرائيل مسؤولة عنهم

نصرالله: ايران ضمانة للمقاومة والمستضعفين وما تريده عودة فلسطين من البحر الى النهر

المستقبل - الخميس 14 تشرين الأول 2010 - رأى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان "يد الغدر الاثمة امتدت الى صديق عزيز لنرى بعد ذلك كيف انهم يعملون الى توجيه التهم سعياً لذرع بذور الفتنة والتشرذم انهم يريدون الايقاع بين شعوب عاشت مع بعضها مئات السنين بمحبة وسلام لالحاق الاذى بينها خصوصا بين سوريا ولبنان". واعلن ان "اي شرارة جديدة تبدر من هذا الكيان لن تجدي نفعاً الا بتقصير عمر هذا الكيان الملطخ بالعار".واكد ان "لبنان هو راية العزة والاستقلال الخفاقة ودرة ناصعة في هذه المنطقة في نقاء الفكر وتسامي الروح وطهر السريرة لدى شعبه تتماهى مع جمال طبيعة هذه الديار فغدت نسيجا ليس له نظير وعطاء سماويا مباركا"، معلناً ان "الشعب الايراني سيكون على الدوام الى جانب بعضنا البعض في السراء والضراء، والى جانب كل شعوب المنطقة". وشدد على ان "الديبلوماسيين الأربعة الذين خطفوا في لبنان ما زالوا أحياء وهم اسرى لدى اسرائيل".

واعتبر في كلمة القاها خلال الاستقبال الشعبي الذي اقامه "حزب الله" وحركة "امل" تكريما له في ملعب "الراية" في الضاحية الجنوبية أمس، ان "زيارة لبنان الشامخ والالتقاء بمسؤوليه وشعبه الطيب كان لي بمثابة رؤية عذبة وجميلة. لبنان هو مدرسة المقاومة والصمود أمام جبابرة هذا العالم وهو جامعة الملاحم والجهاد في سبيل الأهداف الانسانية المقدسة. أشكر الله على أنه وفقني بزيارتكم أيها الشعب اللبناني العزيز. لبنان هو مهد العابدين والأحرار وهو واحة خضراء تزدان بالورود التي يفوح منها عطر الأديان والطوائف والمذاهب المتنوعة".

وقال: "في الحقيقة إن المستعمرين والمستعبدين السابقين بعد أن منيوا بهزيمة نكراء أمام ارادة الشعوب بادروا الى تغيير جلدهم وتلوين شعرهم لكن الأهداف المتوخاة ما زالت على حالها. وإن العدالة والعشق والحرية ورعاية حقوق الآخرين باتت أسيرة في قلوب الشعوب، وإن هؤلاء ألبسوا سلوكهم اللانساني لبوس الشعارات الانسانية البراقة".

اضاف: "من وجهة نظر هؤلاء فإن المسلم والمسيحي واليهودي وكل موحد حقيقي ينشد العدالة يعتبر على حد سواء وينظر اليه كعدو. إن أفكارهم المادية في حد ذاتها تتناقض مع الفطرة الالهية التي تسمو بالانسان نحو الحق. كما يتناقض الجهل والعتمة مع العلم والنور".موضحا "يقف عالمنا اليوم على عتبة تغيير كبير بدأت ملامحه من منطقتنا هذه بالذات. أنتم تدركون جيدا أن المتغطرسين والمهيمنين توسلوا القوة المادية كما توسلوا العنف من أجل بسط سيطرتهم ونفوذهم واتخذوا من منطقتنا منصة نحو اخضاع العالم برمته. هؤلاء لم يقفوا عند أي حد ولم يرضوا بأقل من تطويع المنطقة والعالم لارادتهم ولطالما وضعوا الآخرين في موضع المقصر والمدين وأنفسهم في موقع المحاسب والدائن، ولم تكن أنفس الشعوب وثرواتها ومقدراتها وكراماتها وثقافتها وخصوصا لدى شعوبنا تتمتع بأي حرمة لدى هؤلاء".

وشدد على ان "افكارهم المادية تتناقض مع القدرة الالهية تماما كما يتناقض الجهل مع النور. وقال:" لقد احتلوا فلسطين عنوة وزرعوا فيها كيانا غربيا وغير مشروع واوجدوا فيه تهديدا مستمرا لكل شعوب المنطقة". اضاف: "ارادوا الهيمنة، اطلقوا العنان لهذا الكيان الفاجر بارتكاب شتى انواع الجرائم من شتى بقاع العالم". وسأل: "هل تجدون في سجل الصهاينة غير الجرائم؟،ان قتل النساء والاطفال في فلسطين واستخدام الاسلحة المحظورة ومحاصرة غزة والاغتيالات المعلنة سلفا ومهاجمة المدنيين وقوافل المساعدات المدنية وارتكاب جرائم الحرب في لبنان وفلسطين وكل هذه الفظائع تحولت الى خبز يومي عندهم".

واوضح ان "الكيان الصهيوني هو تجسيد حي لافكار الدول المتغطرسة، ان تلك الدول تعتبر ان هذا الكيان الغاصب يمثلها وعملت على تزويده بالسلاح وحماية هذا الكيان لاذلال الاديان والقدسات السماوية في حين ان مقاومة الكيان الصهيوني يرونها جريمة لا تغتفر، اما الشعوب فهي في موقع آخر، فالناس في الغرب تتعرض للضغط ولولا ذلك لأفصحت عن رأيها بهذا الكيان الغاصب".

وذكّر بأن "ايجاد الخلافات في منطقتنا حيث ان يد الغدر الآثمة امتدت الى صديق عزيز لنرى بعد ذلك كيف انهم يعملون الى توجيه التهم سعيا لزرع بذور الفتنة والتشرذم. انهم يريدون الايقاع بين شعوب عاشت مع بعضها مئات السنين بمحبة وسلام لالحاق الاذى بينها خصوصا بين سوريا ولبنان"، منبهاً الى "الاعداء الذين يلعبون على حساسية المذهب والعرق. ففي العراق هناك شيعة وسنة واكراد ومسيحيون كانوا يعيشون متآخين قبل الاحتلال ولكن منذ قدوم المحتلين وتدخلاتهم بدأت الاختلافات والمواجهات في العراق"،موضحا " ان الاعداء لا يريدون لهذه الشعوب في منطقتنا الاستقرار"، ولافتاً الى " وعي الشعوب امام فتن الاعداء لانها تدرك ان رمز العزة هي الوحدة وهي ستفوت الفرصة على الاعداء".

وتابع: "لقد تذرعوا باحداث 11 ايلول المؤلمة لمهاجمة افغانستان والعراق. ان هدفهم من افغانستان والعراق وباكستان لم يكن ابدا كشف الذين تسببوا باحداث 11 ايلول بل كان احتلال المنطقة بعينها.ان معرفة حقيقة ما جرى في 11 ايلول وفحص الصندوق الاسود من شأنه حل المشكلات" معلنا" ان تشكيل فريق مستقل وحيادي لكشف حيثيات 11 ايلول المؤسفة هو مطلب كل شعوب المنطقة والعالم".

ووجه نصيحة لمحتلي افغانستان والعراق بـ"ترك المنطقة والاعتذار من الشعوب والتعويض على الخسائر، وقال:"اذا لم يتلقوا هذه النصيحة فإن شعوب المنطقة سوف تطردهم وتضع الجناة في قبضة العدالة".

وعن فلسطين، قال: "هناك الان الاحرار ممن اختطفوا ومع ذلك لا نسمع صوت من مدعي الوكالة الحصرية للدفاع عن حقوق الانسان. هناك في الوفد الايراني سيدة مؤمنة وشاب شجاع حاضر معنا اختطف الصهاينة زوج هذه السيدة ووالد الشاب".

اضاف: "اربعة ديبلوماسيين ايرانيين هم ذوو علم وعشق لبني البشر كانوا في لبنان بشكل قانوني وهم اليوم اسرى لدى الكيان الصهيوني. واستنادا الى الوثائق المؤكدة انهم ما زالوا على قيد الحياة وهم اسرى بصورة غير قانونية لدى الكيان الصهيوني. ان الكيان الصهيوني مسؤول عن سلامتهم وعلى مندوب الصليب الاحمر العمل على ترتيب خروجهم وسلامتهم".

وذكّر ان "الكيان الصهيوني مني بهزائهم مريرة خاصة من تموز 2006 وطرد بفعل المقاومة الباسلة والجيش الباسل".واشار الى "ملحمة اهل غزة التي بينت ضعف هذا الكيان اكثر من كل مرة".كما نبه الى ان "الصهيونية الجوفاء ربما تبادر الى شرور جديدة علها تجد طريقا للخلاص"، معلناً ان "اي شرارة جديدة تبدر من هذا الكيان لن تجدي نفعا الا بتقصير عمر هذا الكيان الملطخ بالعار".

ورأى ان "وجود الكيان الصهيوني ولو على شبر واحد على الارض الفلسطينية انما هو اعطاء فرصة للاجرام وليعي الجميع ان الدولة اليهودية تعني دولة عنصرية. وتعني تشريد اكثر من مليون وخمسمائة انسان من الفلسطينيين"، معتبراً ان "السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية هو الاعتراف بحق سيادة الشعب الفلسطيني وعودتهم الى ارضهم ورحيل المحتلين الى بلدانهم الاصلية،وان السبيل لحل القضية الفلسطينية ولإرساء سلام راسخ في المنطقة هو الاعتراف بحق السيادة للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم ورحيل المحتلين الى أوطانهم الأصلية لمصلحة قادة الكيان الصهيوني أن يعودوا الى منازلهم وأن يعيدوا فلسطين وإلا فإن أعاصير غضب الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب الحرة سيجعلهم أثرا بعد عين".

وطلب من بعض دول المنطقة" أن تتماشى وتتضامن مع شعوبها وتسمح للناس أن تعبر بحرية عن رايها حول جرائم الكيان الصهيوني وأن تسمح للناس أن تقدم دعمها ومساهماتها للشعب الفلسطيني". موضحا "لا شك أن أي دولة أو شخص يسعى للاعتراف بالكيان الصهيوني سيكون معزولا ومدانا من شعوب هذه المنطقة، وليعلم حماة الكيان الصهيوني أن الطريق الأفضل والوحيد المتاح لهم لاحياء الصداقة والتعاون مع شعوب بالمنطقة هو أن يبادروا بأنفسهم لانهاء الاحتلال الصهيوني ويجب عليهم أن يبادروا الى انهاء سيطرة الصهاينة كما عملوا سابقا على فرض هذا الكيان وتقديم الاعتذار لشعوب المنطقة وتعويض الخسائر التي لحقت بها وإذا كانوا يشعرون أنهم مدينون للصهاينة فليبادروا الى دفع هذا الدين من جيوبهم ولا شك أن الشعب الفلسطيني قادر على ممارسة سيادته الفلسطينية بنفسه ولأركان الأمم المتحدة وقادتها أقول كفى تقصيرا وآن الآوان كي تثبتوا أنها منظمة للأمم المتحدة بالفعل، وبدلا من الاعتراف بالاحتلال فلتعترفوا بشرعية وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة سيادته".

وقال: "هذا ما تريده شعوب المنطقة ومناهضة هذه الارادة لم تحصد إلا الخيبة والفشل"، وأعلن بصوت عال "أن الكيان الذي اوكلت اليه مهمة السيطرة من النيل الى الفرات لصالح النظام الرأسمالي قد حبس خلف جدران بناها بنفسه"، مشيراً الى انه "تشكلت جبهة مقاومة الشعوب في تركيا وفلسطين والعراق سوريا وايران ولبنان كل هذه المنطقة"، ومعلنا بكل ثقة أن "الكيان الصهيوني يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط وليس هناك من قوى قادرة على انقاذه".

وتابع: "لبنان موطن الموحدين والأطهار ولكن الشياطين لا تستسيغ الوحدة والانسجام لأن في ذلك قوة للشعوب ومنعة لذا تعمل دوما على التشويش، ولكن أعلن بكل ثقة أنتم أيها الأحبة رمز العزة والانتصار وقد خبرتم هذه الثمرة الطيبة أي توحيد الكلمة وأدخلتم اليأس الى قلوب كل الشياطين، قضاياكم وقضايا الشعب الايراني واحدة لذا فنحن موجودون معكم في جبهة واحدة، عزة لبنان وتطوره هو عزة وتطور لنا ايضا، ونحن سنبقى دوما معا والى جانب بعضنا البعض في السراء والضراء، وخلال اللقاءات والتفاهمات مع المسؤولين اللبنانيين المحترمين وضعنا قواعد صلبة من أجل تطوير مطرد للعلاقات الأخوية في مجالات عدة وقد اتفقنا سوية على أن نتعاون أكثر من اي وقت مضى في مجالات الطاقة العلوم التكنولوجيا الصحة الزراعة الصناعة الثقافة والسياحة، ولا شك أن تطبيق هذه الاتفاقيات سيعود بالخير العميم على الشعبين والمنطقة بشكل عام".

وختم الرئيس الايراني: "لا يسعني في هذا الإطار إلا أن أتقدم بالشكر من الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وأتوجه بشكل خاص وشكر وتقدير من العزيز المجاهد أمين عام "حزب" الله السيد حسن نصر الله وأشكر كل المسوؤلين اللبنانيين والشعب اللبناني بأطيافه وطوائفه ونخبه وعلمائه وخاصة أتوجه بالشكر من الشباب اللبناني الباسل والمجاهد والغيور وأعلن في هذا المجال بكل فخر وصدق واعزاز بأن الشعب الايراني سيكون على الدوام الى جانبكم والى جانب كل شعوب المنطقة وأعلن بصوت عال أن النظام العالمي الآتي يجب أن يكون شاملا انسانيا وعادلا حتى يكون السلام والأمان في ظله راسخا على أساس العدالة في شتى أنحاء العالم وينبغي لكل الدول والشعوب ان تتمكن من المشاركة في ادارة شؤون العالم في جو آمن وهذا وعد إلهي وسيتحقق.ان الإرادة الالهية أن يأتي حفيد من أحفاد النبي محمد مع عيسى المسيح وثلة من الصالحين كي يأخذوا بيد نحو تحقق الدنيا العذبة والجميلة وإن عشاق البشرية المخلصين هم في طريقهم الينا وسيصلون من فورهم".

نصرالله

وكان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله استهل الاحتفال بكلمة قال فيها: "أرحب بكم أخاً عزيزاً وسنداً للمجاهدين والمظلومين. نشم فيك رائحة الخميني ونتلمس منك أنفاس قائدنا الخامنئي ونرى في وجهك وجوه كل الايرانيين الشرفاء من أبناء شعبك العظيم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

وتوجه نصرالله بكلمتين واحدة للعرب واللبنانيين وواحدة لنجاد والوفد المرافق، فأكد ان "هناك في لبنان وفلسطين ومنطقتنا العربية من يتحدث دائماً عن مشروع ايراني يفترضه في وهمه ويفترض مشروعاً عربياً لمواجهته، ويفترضون شكل ومضمون هذا المشروع الايراني من موقع سلبي ويعملون على إخافة حكومات وشعوب عالمنا العربي منه".موضحا ان "ما تريده ايران في فلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني في فلسطين، ما يريده العرب وما أرادوه خلال 60 عاما أن تعود أرض فلسطين لشعب فلسطين أن تعود من البحر الى النهر وأن يعود كل لاجئ وأن يقيم هذا الشعب دولته المستقلة على أرضه المحررة بالدم"، ومشدداً على ان "هذا هو مشروع ايران لفلسطين وهذا هو موقف الامام الخميني وقرار الخامنئي".

ولفت الى ان "ايران تتطلع أن يكون لبنان حراً مستقلاً موحداً سيداً عزيزاً شامخاً حاضراً في المعادلة الاقليمية وليس هناك مشروع ايراني آخر، وان الجمهورية الاسلامية مع لاءات العربي التي أطلقوها في زمان عبد الناصر ثم تخلى عنها الكثيرون".

وتابع: "أنا في هذه المسؤولية في "حزب الله" منذ عام 1992 أشهد أن ايران التي كانت دائما تدعمنا ولا زالت لم تطلب منا في يوم من الأيام موقفا ولم تصدر الينا أمراً بل كنا نحن الذين نطلب ونسعى ونسأل مع أننا نفتخر بإيماننا العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاع، ليس لدى ايران مشروعها الخاص ومشروعها للبنان هو مشروع اللبنانيين ومشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية". واشار الى ان "هناك من يروج أن ايران مصدر الفتنة وتسعى لتمزيق الصفوف"، معتبراً "اننا يجب نشهد أن ايران هي من أهم الضمانات الكبرى اليوم لوأد اللفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين". ولفت الى ان "ما تؤكد عليه ايران هو انه اذا أخطأ مسلم لا تحاسب المسلمين جميعاً وإذا أخطأ مسيحي لا تحاسبوا المسيحيين جميعاً وإذا أخطأ شيعي لا تحاسبوا كل الشيعة". واوضح ان "هذه ايران التي هي ضمانة المقاومة والمستضعفين".

 

باراك : لبنان قد يتوقف عن كونه دولة مستقلة

المستقبل - الخميس 14 تشرين الأول 2010

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال جولة في هضبة الجولان أمس، وعلى خلفية زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بيروت، أن لبنان قد يتوقف عن كونه دولة مستقلة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله خلال لقائه مع جنود لواء المدرعات 401 إن "أحمدي نجاد موجود في لبنان في زيارة تعكس الارتباط الكبير والمتزايد ل"حزب الله" ولبنان" . أضاف :"أن لبنان قد يتوقف عن كونه دولة مستقلة، وعلينا أن نراقب ونعبر عن رأينا حول ما يحدث سواء من الناحية الاستخبارية أو العسكرية، والجيش الإسرائيلي موجود والاستخبارات موجودة والعيون مفتوحة". ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى وضالع في التأهب الإسرائيلي لزيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان قوله :"إن زيارة أحمدي نجاد تجسد استكمال عملية تحويل لبنان إلى دولة تقع تحت الرعاية الإيرانية، وبذلك يكون لبنان قد ارتبط بمحور الدول المتطرفة التي تعارض عملية السلام وتدعم الإرهاب".أضاف :"أن الرئيس الإيراني وصل إلى لبنان كقائد عسكري جاء لاستطلاع جنوده، مخربي "حزب الله"، الذين يتم استخدامهم كذراع عسكري إيراني في المنطقة، وجميع هؤلاء الذين يتطلعون إلى السلام والحرية ينظرون بقلق إلى المناكفة الإيرانية، ولبنان الذي كان يستحق التمتع بالهدوء والازدهار أصبح خادم العدوانية الإيرانية بقيادة "حزب الله".

 

في ذكرى 13 ت1 1990 أسئلة دون أجوبة

ما مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية؟

 بيار عطا الله/النهار    

تمر ذكرى الاجتياح السوري في 13 تشرين الأول 1990 هذه السنة، دون أن يتذكر احد المعتقلين في السجون السورية، ومن بينهم بعض العسكريين والمدنيين والرهبان الذين فقدت اثارهم في ذلك اليوم الاسود، واستمرت مدة طويلة المطالبات الشعبية والاهلية والحقوقية بمعرفة مصيرهم. وكان الاهالي يعولون ضمناً على قيام علاقات جيدة بين الدولة السورية والنائب ميشال عون المستهدف الاول من الهجوم العسكري السوري في ذلك اليوم، لكي يتم التوصل الى تبيان الخيط الابيض من الاسود في قضية المعتقلين التي دخلت غياهب النسيان اسوة بقضية ترسيم الحدود وحل ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجة الخلل في الاتفاقـــات الموقــعة بين لبنان وسوريا.

في مراجعة ملف المعتقلين اللبنانيين لدى السلطات السورية في 13 تشرين الاول 1990، أصبح ممكنا الحديث عن كشف مصير قسم من هؤلاء العسكريين، ضباطا وافراداً، بعدما تم العثور على رفاتهم في المدفن الجماعي في وزارة الدفاع الوطني والذي تم الكشف عليه بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، وتبين أنه ضم رفات العديد من شهداء الجيش الذين سقطوا على مختلف الجبهات والمعارك التي خاضها الجيش، ومنها معارك 13 تشرين الاول 1990 حيث استمرت بعض وحدات الجيش في المقاومة وقتال القوات السورية رغم لجوء رئيس الحكومة العسكرية انذاك الى السفارة الفرنسية واصداره أمراً بوقف القتال واسناد الأمرة الى قائد الجيش المعين العماد اميل لحود.

جهاد عيد

لكن الكشف عن المقبرة الجماعية لم يحل مشكلة المعتقلين او الاسرى في يوم 13 تشرين، ذلك ان ثمة من لا يزال مصيرهم مجهولاً، وفي مقدمهم الجندي النصير جهاد عيد الذي لا تزال والدته صونيا معتصمة وتنشط للمطالبة بمعرفة مصيره، وهي التي تملك ورقة أو أمر مهمة او بلاغاً صادراً عن قيادة الجيش مطلع التسعينات يشير الى وجود ابنها في السجون السورية. وما تذهب اليه صونيا عيد من اعتقاد ليس وهما، بل هو امر مبرر، اذ لم يتم العثور على رفات جهاد (في ما لو كان شهيداً) بين رفات الشهداء الذين عثر عليهم في المقبرة الجماعية في وزارة الدفاع، كما ان لا دليل على وفاته رغم كثرة الادلة والمقابر الجماعية التي تم العثور عليها في انحاء متفرقة في لبنان.

ويقول ناشطون في حقوق الانسان ان من حق السيدة الجليلة التي اضناها التعب والحزن على ابنها ودفعت في سبيل معرفة القليل من الاخبار عن فلذة كبدها الكثير من الاموال والمقتنيات، ان تتمسك بانتظار ابنها ما دام احد لم يعثر عليه ميتا، وما دامت تملك الكثير من الاخبار عن ذلك المعتقل اللبناني الذي يسمى "الاعرج" والذي نقلت اخباره الى والدته من معتقلين سابقين مفرج عنهم من السجون الامنية السورية.

الابوان شرفان وابو خليل

وعلى مثال قصة جهاد عيد وحسرة عائلته، تستمر معاناة قسم لا يستهان به من عائلات المعتقلين في ذلك النهار، وفي مقدمهم الراهبان الانطونيان البر شرفان وسليمان ابو خليل اللذان فقدت آثارهما في ذلك اليوم الاسود وسط دخان المعارك والقصف، علما انه عقب انتهاء المعارك شاهدهما سكان جوار الدير وتحدثوا معهما، ليختفيا بعدها، في حين تستمر الرهبانية الانطونية في اقامة الصلوات على نية الافراج عنهما او معرفة مصيرهما، وهما اللذان كانا اعزلين في دير القلعة في بيت مري.

ورغم الوساطات الكثيرة والقرائن الواضحة التي اثبتت بما لا يقبل الجدل ان الراهبين لم يقتلا في المعارك العسكرية، الا ان اي خيط ابيض او اسود لم يتم التوصل اليه، مما دفع العماد عون في احد تصريحاته الصحافية الكثيرة من العاصمة الفرنسية الى وصف اختفائهما القسري بانه لا يقبل اي دليل، وان القوات السورية النظامية في امكانها الكشف عن مصيرهما من خلال اتصالات بسيطة"، لكن مواقف عون لم تجد نفعاً في الكشف عن مصيرهما. وحتى تدخل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لدى السلطات السورية اثناء زيارته التاريخية لسوريا لم تؤد الى اي نتيجة.

أمل اهالي المعتقلين في سوريا خيرا من زيارة عون الاولى للعاصمة السورية، واعتبروا ان مصالحة قائد الجيش السابق مع سوريا ستؤدي الى عودته مع افواج المعتقلين، وخصوصاً من تبقى من عسكريي الجيش الذين فقدوا في معارك 13 تشرين الأول.

وازداد اقتناع الاهالي بأمكان حل هذه المأساة الانسانية لعلمهم بالعناية التي اولاها عون للملف منذ ما قبل الاجتياح السوري عام 1990 عندما افتتح مكتباً في قصر بعبداً او قصر الشعب كما دعاه، وطلب من جميع من لديهم معتقلين في سوريا ان يقوموا بتعبئة استمارات عن حالة انسبائهم في احدى دوائر القصر.

وشكل الاجتياح في 13 تشرين والاعتقالات التي واكبته ملفاً جديداً اضيف الى ملف المعتقلين. وقيل لمن سأل عن الملف وتطوراته، ان قضية المعتقلين من اختصاص السلطات الرسمية اللبنانية، وكانت أحدث تجلياته اللجنة المشتركة التي شكلتها الحكومتان اللبنانية والسورية وتوصلت الى تقرير غامض لم يعرف عنه شيء، وان يكن يرجح ان التقرير سوف يتولى تصفية القضية وقفلها وطمر ملفات عشرات المعتقلين اللبنانيين الذين اعتقلوا قبل 13 تشرين الاول 1990 وخلاله وبعده، ولم يتسنَ لاهاليهم معرفة شيء عن مصيرهم، خصوصاً بعدما دخل الملف بازار التسويات السياسية بعد ادراجه على السنة السياسيين في معظم خطاباتهم، وخصوصاً النائب ميشال عون، وصولاً الى خطاب القسم والبيان الوزاري، وكله لم يكن سوى حبراً على ورق.

 

بيروت أوبزرفر": عملاء للنظام السوري قد يخطفون "المطلوبين" اللبنانيين

المركزية_ نقل موقع "بيروت أوبزرفر" الالكتروني عن مصادر مطلعة تخوفها من عمليات خطف قد تطاول الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في مذكرات التوقيف السورية والمقيمين في لبنان, بهدف تسليمهم للقضاء السوري ومحاكمتهم. وكشفت المصادر "أن أبرز المرشحين المعرضين للخطف هم المتشددون في فريق 14 آذار، الذين يعملون وراء الكواليس والواردة أسماؤهم في مذكرات التوقيف"، مشيرة إلى ورود معلومات عن احتمال أن تكون المجموعة المكلفة تنفيذ عمليات الخطف هذه، مؤلفة من عناصر تابعة للحزب "السوري القومي" و"الحزب الشيوعي". وأضافت المصادر "أن قيادة الحزبين منزعجة جداً من انشقاق حركتي "اليسار الديموقراطي" و"الإنقاذ الشيوعية" عن “الحزب الشيوعي"، بسبب رفضهما ربط الحزب بالمحور السوري- الإيراني، وانضمامهما إلى قوى "14 آذار" ومناداتهما بالحرية والسيادة والاستقلال وقدمتا لأجل ذلك، الشهيدين جورج حاوي وسمير قصير، وأشارت إلى محاصرة ومراقبة منازل أعضاء قيادة الحركتين في شكل سري في انتظار ساعة الصفر للانقضاض عليهم واعتقالهم في حال قررت قوى "8 آذار" تنفيذ انقلابها على الدولة والتحرك عسكرياً في الشارع. يذكر أن "الحزب الشيوعي" قام ببيع حزب الله ترخيص جريدة "الأخبار" وقام أيضاً بتلزيمه إذاعة "صوت الشعب" في مقابل مساعدات مالية شهرية".

 

سعود الفيصل: زيارة نجاد للبنان احدثت زخما كبيرا وإن شاء الله تكون نتائجها بنفس الزخم لجهة السلم اللبناني

وطنية - 13/10/2010 قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، ردا على سؤال حول زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد للبنان، ان "الزيارة أحدثت زخما كبيرا في لبنان، لكن المهم هو النتيجة، وإن شاء الله تكون نتائج الزيارة بنفس هذا الزخم فيما يتعلق بالسلم اللبناني". بدوره قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقب اللقاء، إن "الرئيس مبارك تلقى رسالة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز،، نقلها الأمير سعود الفيصل تتعلق أساسا بالوضع العربي العام، عقب انعقاد القمة العربية الاستثنائية بسرت".

 

أحمدي نجاد في لبنان: لاخوش ولا آمديد

ايلاف/أحمد أبو مطر/الأربعاء 13 أكتوبر

وصل ممثل ولي الفقيه الإيراني أحمدي نجاد في زيارة مفروضة إجباريا على الدولة اللبنانية التي يتحكم في مصيرها سلما أم حربا، هدوءا أم توتيرا، حزب ولي الفقيه اللبناني (حزب الله)، وهذه التسمية ليست فرضا أو تلفيقا منّي، ولكنها واردة نصّا صريحا في البيان التأسيسي للحزب الذي صدر في السادس عشر من فبراير 1985 بإسم (الرسالة المفتوحة) في "حسينية الشيّاح"، إذ ورد فيها حرفيا: (إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منّا يتولى مهمته في المعركة وفقا لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد. نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران. نحن نعتبر أنفسنا، وندعو الله أن نصبح جزءا من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف).

وعاد السيد حسن نصر الله لتأكيد هذا الإرتباط بإيران في خطابه في ذكرى ما أطلق عليه "النصر الألهي" أو "يوم المقاومة والتحرير" في السادس والعشرين من أغسطس 2007، إذ قال حرفيا:(أنا أليوم أعلن وليس جديدا، أنا أفتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه، الفقيه العادل، الفقيه العالم، الفقيه الحكيم، الفقيه الشجاع، الفقيه الصادق، الفقيه المخلص). و أكّد ذلك أيضا بوضوح أكثر إبراهيم السيد أمين، حين كان الناطق الرسمي للحزب بقوله: (نحن في لبنان لا نستمد عملية صنع القرار السياسي لدينا إلا من الفقيه، والفقيه لا تعرّفه الجغرافيا بل يعرّفه الشرع الإسلامي....نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران. نحن نعتبر أنفسنا - وندعو الله أن نصبح – جزءا من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف، ونحن نطيع أوامره ولا نؤمن بالجغرافيا، بل نؤمن بالتغيير)، مع التذكير بأنه بعد مرور ثلاثين عاما على إعلان الخميني نظرية ولي الفقيه المرفوضة من غالبية الشيعة العرب، لم يتمّ تشكيل هذا الجيش ولم يحرر مترا من القدس.

ولماذا يتناسى المصفقون لنظام الملالي فضيحة (إيران كونترا- إيران جيت) عام 1985 التي شحنت بموجبها الأسلحة لنظام الخميني من خلال إسرائيل أثناء الحرب العراقية الإيرانية؟. والخطير في الأمر أنّ نظرية ولي الفقيه الدخيلة على المذهب الشيعي لا تعترف بالتعددية السياسية والدينية ولا الحريات الديمقراطية، وهدفها الإستراتيجي هو فرض رؤيتها الفقهية في أية بقعة من العالم حتى لو عن طريق الإحتلال، بدليل أنّ ملالي الولي الفقيه مستمرون في إحتلال الأحواز العربية المحتلة منذ عام 1925 والجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة منذ عام 1971، ويهددون دوما بإعادة إحتلال مملكة البحرين على اعتبار أنها محافظة إيرانية، وينشرون الفوضى والمشاكل عبر أزلامهم وعناصر أمنهم في العديد من الدول خاصة دولة الكويت.

زيارة مفروضة على الدولة اللبنانية

لم يعلن في أية وسائل إعلامية عربية أو اجنبية أو إيرانية عن أساس هذه الزيارة، هل هي بدعوة من الحكومة اللبنانية أو بطلب من الحكومة الإيرانية وافقت عليه الحكومة اللبنانية، لأن هذين المبدأين هما أساس كافة الزيارات الرسمية الدولية. لذلك المرجح تبعا لمجريات الحالة اللبنانية ومستجداتها الطارئة، أنّ الزيارة كانت بطلب من حزب الله لأحمدي نجاد، وبالتالي لم تستطع الحكومة اللبنانية أن ترفض هذا الطلب ليس خوفا من الحكومة الإيرانية، بل من وكيلها المعتمد رسميا في لبنان وهو حزب الله بزعامة وكيل الولي الفقيه السيد حسن نصرالله، لأن ردّ الحزب أصبح علامة مسجلة في الثامن من مايو 2008، عندما اجتاح بيروت بطريقة أكثر وحشية وتخريبا من الإجتياح الإسرائيلي عام 1982. هذا الإجتياح الذي وصفه الكاتب اللبناني الشجاع الدكتور رضوان السيد قائلا: " الاستيلاء على بيروت من جانب مسلحي حزب الله، قرار إستراتيجي إيراني أما تنفيذه بهذه الطريقة الحاقدة، فالمقصود به الإذلال والقهر، وإكمال إزالة الدولة والمؤسسات، وحزب الله تقدم السنة الى الواجهة. وبيروت الآن بين مشهدين أو واقعتين. واقعة القهر الميليشياوي في الثمانينات من القرن الماضي، وواقعة حماس في غزة».

لذلك فلا تستطيع أية حكومة لبنانية برئاسة سعد الحريري أو أي رئيس آخر أيا كانت هويته أو إنتماؤه السياسي أن يرفض طلبا أو توجها لحزب الله، الذي هو فعلا دويلة داخل الدولة اللبنانية، إلا أنّه أقوى وأكثر تخويفا ورعبا من كافة أجهزة الدولة اللبنانية مجتمعة بما فيها الجيش اللبناني. وذلك بدليل ممارسات الحزب داخل لبنان، وأهمها سيطرته شبه الكاملة على مطار بيروت وتركيبه كاميرات خاصة به لتصوير كل حركة داخل المطار، وأيضا شبكة اتصالاته الخاصة التي لا علاقة لها بشبكة الاتصالات اللبنانية الرسمية، وقبل أسابيع قليلة دخوله غير القانوني لمطار بيروت بمئات من عناصره ومسلحيه لإستقبال اللواء جميل السيد، بشكل يدلّل على أن ّ الحزب هو المسيطر على المطار، ثم مرافقته لجميل السيد في موكب مسلح محاط بألاف من أعضاء الحزب، وكأنهم في زفة عرس شعبية مسلحة، غير آبهين بالسلطة والجيش والأمن اللبناني، دون أن تتمكن أية جهة لبنانية من سؤال الحزب بأي حق يدخل المطار ويتجول بالسلاح المئات من عناصره، وغير هذه المظاهر التي تجعله القوة الوحيدة المتحكمة في حاضر لبنان ومستقبله.

شوارع بيروت كأنها شوارع طهران

والدليل الحاضر الآن في شوارع بيروت التي ملأها الحزب بصور أحمدي نجاد وبشعارات مكتوبة باللغة الفارسية، وهذا لا تسمح به أية قوانين في العالم، إلا أنّ قوانين حزب الله فوق الجميع بما فيهم الدولة اللبنانية. ويكفي تذكير الحزب أنه منذ احتلال الأحواز العربية منذ عام 1925 تمنع كل الحكومات الإيرانية المتعاقبة بما فيها حكومات ولي الفقيه منذ عام 1979 أبناء عرب الأحواز من استعمال لغتهم العربية، أو تسمية أطفالهم بأسماء عربية، وتفرض عليهم أسماء فارسية، بينما دولة إسرائيل منذ عام 1948 تسمح للفلسطينيين بإستعمال لغتهم العربية، التي أنتجت ثقافة وإبداعا باللغة العربية لا يقل في عمقه ومستواه عن إبداع وثقافة أية عاصمة عربية. هذا وقد ملأت منشورات ويافطات الحزب وحركة أمل الشوارع تطالب الجماهير بالخروج الحاشد لإستقبال البطل المنقذ أحمدي نجاد، بينما لم تحّظ زيارة الرئيس بشار الأسد لبيروت يوم الثلاثين من يوليو 2010 بأي إهتمام من الحزب وحركة أمل.

زيارة مرفوضة لبنانيا وعربيا ودوليا

إنّ كافة المؤشرات والدلائل تقول بأنّ هذه الزيارة مجرد استمرار لإستفزازات أحمدي نجاد الخطابية، خدمة للمخططات الإيرانية وليس لمصلحة التوافق الداخلي اللبناني، فهو يبحث عن أية عاصمة تستقبله فقط ليعيد غوغائياته التي لا تخدم أية قضية عربية، مثل استنكاره المتكرر للهولوكست، وتهديده بتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود، وهو بهذا يخدم إسرائيل، من خلال جلب المزيد من الدعم الدولي لها بإعتراف الباحثين الإسرائيليين الذين يؤكدون أنه لم يخدم إسرائيل في السنوات الماضية مثل ما خدمتها تصريحات أحمدي نجاد، التي هي لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، لأنها مجرد غوغائيات ينطبق عليها المثل العربي (أسمع جعجعة ولا أرى طحنا). فهو يريد القول للعالم أننا هنا في لبنان وبيدنا قرار الحرب والسلم فيها، إعتقادا منه أنّ هذا سيخيف إسرائيل، بينما أية اضطرابات وانقسامات لبنانية داخلية، فهي تخدم إسرائيل وأمنها، فمن استفاد من اجتياح حزب الله لبيروت في مايو 2008، وهو لم يطلق رصاصة واحدة عبر الحدود الإسرائيلية منذ تموز 2007، بالعكس يعتقل كل من يفكر في إطلاق الرصاص، فقد هدأت الحدود تماما بعد تطبيق القارا الدولي رقم 1701. هذا بدليل حجم الرفض اللبناني العلني لهذه الزيارة، بينما زيارة رئيس الوزراء الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي لبيروت في مايو 2003 لم تثر أية احتجاجات أو رفض، لأنه رجل كان يسعى للإصلاح والديمقراطية في داخل إيران بعيدا عن نفوذ الملالي، لذلك تمت الإطاحة به عبر انتخابات يسيّرها الملالي كما يريدون.

ومن مخاطر هذه الزيارة أنّ أحمدي نجاد سيصطحب معه أكثر من مائة وخمسين شخصية إيرانية، تؤكد المعلومات أنّ أغلبهم من رجال المخابرات والأمن والعسكر الإيرانيين، الذين لن يغادر أغلبهم بيروت معه، بل سيبقون في صفوف حزب الله، ولا تستطيع أية جهة لبنانية رصد ذلك أو محاسبة من أبقاهم عنده وفي حمايته. وبالتالي لا يعرف أحد سوى حزب الله الدور الذي سيقوم به هؤلاء العشرات من المخابرات الإيرانية. لذلك ستقاطع غالبية الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في بيروت حفل العشاء في القصر الجمهوري اللبناني وكذلك كافة الشخصيات السنّية والمسيحية ورجال الأعمال، ولن يحضره سوى سفراء سوريا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وربما كوبا.

توقعات ما بعد الزيارة

لن ينتج عن هذه الزيارة سوى زيادة سطوة حزب الله على الوضع الداخلي اللبناني المتأزم بسبب تداعيات المحكمة الدولية، التي يعارضها الحزب والنظام السوري، مع أنّ المنطق يقول: أيا كانت ملابسات تسييس المحكمة وشهود الزور، فمن المنطقي أن يتعاون معها حزب الله والنظام السوري، كي يكشفا تسييسها ويثبتا براءتهما من دم رفيق الحريري، إذ أنّ من يعارض محكمة ما توحي معارضته بأنه يخاف من الإدانة. لذلك فالمتوقع بعد انتهاء هذه الزيارة أن يصعّد حزب الله التوتير الداخلي اللبناني، الذي ربما ينتج عنه اجتياح ثان لبيروت لإسقاط حكومة سعد الحريري التي تصرّ على استمرارية عمل المحكمة الدولية، وبسقوط الحكومة سيضع الحزب يده على أغلب مؤسسات الدولة اللبنانية، خاصة أنه تمّ رصد تعبئة واستعدادات أمنية وعسكرية للحزب حتى في بيروت الشرقية من خلال بعض حلفائه مثل جماعة العماد ميشيل عون. وكذلك ينشر الحزب مئات من مسلحيه علنا في كافة الشوارع المحيطة بفندق"الحبتور" في بيروت الشرقية، حيث تمّ حجز الفندق بكامله لنجادي والمائة وخمسين رجل المرافقين له، وتمّ إخلاء الفندق من غالبية موظفيه والعاملين فيه، وإستبدالهم بعناصر من الحزب في كافة أعمال الفندق. لذلك فالقادم على لبنان اعظم وأجرم مما مضى، وكله بسبب تدخل الأجندات الإقليمية من خلال ممثلها الشرعي الوحيد حزب الله.

 

سليمان خلال مأدبة الغداء التكريمية على شرف نجاد: لبنان يحفظ لايران وقوفها معه في مواجهته الإعتداءات الإسرائيلية

إجتماعنا أكد تعزيز علاقة التعاون والصداقة القائمة بين بلدينا

وطنية - 13/10/2010 - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في كلمة خلال مأدبة الغداء التي أقامها على شرف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في بعبدا، ان "لبنان يحفظ لايران وقوفها الدائم معه وإلى جانب قضاياه المحقة في مواجهته الإعتداءات الإسرائيلية الدائمة"، وقال: "لقد وفرتم للبنان الدعم إثر عدوان تموز 2006، إذ تمكن من التصدي للعدو ودحره". أضاف: "تمكن لبنان من التصدي للعدوان بفضل تضامن جيشه وشعبه ومقاومته ومن ضمن إمكاناته التي تعمل الدولة اللبنانية على تعزيزها ووضعها ضمن استراتيجية دفاعية شاملة". وأكد ان لبنان "الذي يسعى لاجبار إسرائيل على تطبيق القرار 1701، يحتفظ بحقه في استرجاع أو تحرير أراضيه بجميع الطرق المتاحة والمشروعة"، وقال: "علينا ان نبقى مع ذلك في غاية التنبه من إسرائيل التي تعمل على زرع الفتنة في لبنان والتفرقة بين أبنائه". وشدد على "أن المحافظة على بلدنا هي في وحدتنا الوطنية وفي المؤسسسات الشرعية وفي أسسس العيش المشترك ووفق الوفاق الذي قام عليه لبنان منذ إنشائه". وقال: "إلى جانب التعاون السياسي يسعدنا أن يأخذ التعاون جوانب أخرى، وقد وقعنا هذا الصباح على مجموعة كبيرة من الإتفاقات"، مشيرا الى "أن إجتماعنا أكد تعزيز علاقة التعاون والصداقة القائمة بين بلدينا".

 

نجاد: المحادثات بناءة ومهمة للغاية

نريد لبنانا واحدا قويا ونعارض الخروقات الصهيونية

ورد الرئيس الايراني شاكرا الحفاوة اللبنانية التي لقيها اثناء استقباله وكأنني في بيتي ووطني وبين اخوتي، مؤكدا ان لبنان يمثل العزة والحرية لكل الشعوب في المنطقة". وقال:" ان لبنان غير معادلات الاعداء في المنطقة (..) ونحن ندعم الكفاح المرير للشعب اللبناني. فنحن في الحقيقة شعبان، نحب ونطلب العدالة، ولدينا مصالح مشتركة واعداء مشتركون، وشاء الله ان يمن علي ان ازور هذا البلد الطيب". ووصف نجاد المباحثات ب"البناءة والمهمة للغاية"، وقال:" وفيما يتعلق بالتعاون فان لا محدودية له(..) ودوليا وجهات نظرنا مشتركة وتتطابق مع بعضها البعض. ونحن نطلب ان يعيش ابناء المنطقة وهم احرار، كما اننا نعشق التعايش السلمي وندعو اليه، لكن نحن نعارض كل الخروقات التي يقوم بها الكيان الصهيوني".

ولفت نجاد في الشأن الفلسطيني، الى وجوب حل القضية الفلسطينية على اساس العدالة وان يعود الفلسطينيون الى وطنهم المحتل، كما انه لا بد ان تتحرر فلسطين، ونؤكد بجد واصرار على تحرير الاراضي المحتلة في لبنان وسوريا، ونريد لبنانا واحدا متحدا قويا ومتطورا". وختم نجاد كلمته بالاشارة الى ان الشعب اللبناني والشعوب في المنطقة كافة، قادرة على تسيير امورها بمفردها وبمقدورها السير مع بعضها البعض بعلاقات على اساس العدالة، وقال:" ان منطقتنا ليست في حاجة الى التدخلات الخارجية".

هدية ايرانية وفي ختام المؤتمر، قدم نجاد هدية الى لبنان، وهي عبارة عن جهاز من صنع ايراني، لا يملكه سوى 6 دول في العالم.

 

سليمان في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الايراني: نشكر ايران على وقوفها الدائم الى جانب لبنان في وجه الاعتداءات

أكدنا صيانة الوحدة الوطنية والعيش المشترك وتعزيز السلم الاهلي

وطنية - 13/10/2010 - قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الايراني "ان المحادثات كانت معمقة استعرضت واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها بين دولة ودولة". وشكره على "وقوف ايران الدائم الى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية والتهديدات كما شكره على الدعم الذي قدمته ايران اثر عدوان تموز 2006". وأعلن الرئيس سليمان انه "تم التأكيد على صيانة الوحدة الوطنية والعيش المشترك وتعزيز الاستقرار والسلم الاهلي"، كما أكد "حرص لبنان على الاستمرار في العمل من اجل ارغام اسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية، وخصوصا القرار 1701 في جميع مندرجاته ولا سيما الانسحاب الكامل غير المشروط من الاراضي اللبنانية المحتلة، مع الاحتفاظ بحقنا في تحريرها بجميع الطرق المشروعة". وأعلن انه "تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات في مجالات الزراعة والاتصالات والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والطاقة والمياه"، مشيرا الى اتفاقيات اخرى قيد المتابعة، وذلك "في اطار تعزيز فرص الاستثمار وتوسيع آفاق التعاون". وقال انه "تم التأكيد على أهمية التمسك بالحقوق العربية من استعادة كل الاراضي العربية المحتلة ورفض التوطين"، مشددا على "عودة الفلسطينيين الى اراضيهم وعلى ضرورة استمرار العمل للوصول الى حل عادل وشامل للشرق الاوسط استنادا الى مقررات قمة بيروت العربية".

 

الرئيس الايراني وضع إكليلا على نصب الشهداء في بيروت

وطنية - 13/10/2010 وضع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إكليلا من الزهر على نصب الشهداء في ساحة الشهداء وسط بيروت، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر ووزير الشباب والرياضة علي عبدالله وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومحافظ مدينة بيروت ناصيف قالوش ورئيس مجلس بلدية بيروت بلال حمد وقائد منطقة بيروت العسكرية. ولدى وصول الرئيس نجاد والوفد الرسمي المرافق الى ساحة الشهداء، كان في استقباله الوزير المر، وعرضا حرس الشرف الجمهوري، ثم توجه الرئيس الضيف يرافقه الوزيران المر وعبدالله الى نصب الشهداء حيث وقف نجاد أمام النصب ليضع اكليلا على نصب الشهداء، ويعاونه جنديان من لواء الحرس الجمهوري. وعزفت موسيقى الجيش لحن الموت ولازمه نشيد الشهداء ولازمه النشيد الوطني اللبناني، ثم قدم الوزير المر الى الرئيس الايراني الشخصيات المدعوة الى المناسبة، ليكون في وداعه بعد انتهاء المراسم.

 

كلينتون تعليقاً على زيارة أحمدي نجاد: نرفض محاولات زعزعة إستقرار لبنان.. ومصممون على دعم الحكومة

الاربعاء 13 تشرين الأول 2010

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أنَّّ "الولايات المتحدة ترفض أي محاولات لـ"زعزعة استقرار" لبنان، وذلك رداً على سؤال حول زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى هذا البلد. وفي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاجي في بريشتينا، أضافت كلينتون: "نرفض أي محاولات ترمي إلى زعزعة الإستقرار أو تأجيج التوترات في لبنان"، أملةً في "ألا يقوم أي زائر بأي عمل أو يقول أي شيء من شأنه أن يزيد التوتر أو عدم الإستقرار في هذا البلد". وشددت كلينتون على أنَّ "الولايات المتحدة تدعم سلامة وسيادة لبنان"، قائلةً: "نحن جد مصممون على دعم الحكومة اللبنانية التي تواجه تحديات عدة"، لافتةً إلى أنَّ "التوازن داخل لبنان يجب أن يبقى".  وكانت وصلت وزيرة الخارجية الاميركية اليوم الأربعاء إلى بريشتينا في آخر محطة من جولة على دول البلقان.

 

جعجع: زيارة الرئيس الإيراني لائقة وبروتوكولية وخطابه معتدل

الاربعاء 13 تشرين الأول 2010

نفى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع حدوث أي إشكال مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط على هامش مشاركتهما في مأدبة الغداء على شرف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، واصفاً العلاقة بينهما بـ"العادية والطبيعية". وفي دردشة مع الصحافيين قبيل مغادرته قصر بعبدا، إعتبر جعجع أنَّ "زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان لائقة وبروتوكولية، من رئيس دولة إلى رئيس دولة"، مؤكداً أنَّ خطاب أحمدي نجاد "معتدل"، وأضاف: "يا ليت الجميع يقتدون به وبخطاباته"، واصفاً من جهة ثانية إتّصال الرئيس الإيراني بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز عشية زيارته إلى لبنان بـ"التصرف الحسن". وإذ نفى علمه بـ"أي إجتماع يعقد بين قوى "14 آذار" والرئيس الإيراني"، أشار جعجع إلى أنَّ "لا مانع من الإجتماع به". وعن عدم وضع فيتو على أي جهة سياسية للمشاركة في مأدبة الغداء على عكس ما حصل خلال القمة الثلاثية في قصر بعبدا، رأى جعجع أنَّ "هذا الأمر إيجابي على عكس القمة الثلاثية".  وفي مجال آخر، أوضح جعجع أنَّ "ما يجري حالياً ليس هدنة، بل إنَّ المطلوب هو الإلتزام بالمؤسسات"، مذكّراً بما سبق وقاله لجهة أنه "ليس هناك من شهود زور، بل شهود فاقدي المصداقية أو مشكوك بمصداقيتهم". وعن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، إعتبر جعجع أنَّ "مسار الجلسة كان إيجابياً"، قائلاً: "إن شاء الله تكون كل جلسات مجلس الوزارء على هذا النحو".

 

انفجار سيارة امام سني مؤيد لحزب الله في لبنان قبل ساعات من وصول الرئيس الايراني

نهارنت/انفجرت قنبلة موضوعة تحت سيارة امام سني معروف بمواقفة المؤيدة لحزب الله فجر الاربعاء في شمال لبنان قبل ساعات من وصول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في زيارة مثيرة للجدل للبنان، على ما افادت اجهزة الامن. ولم يسفر الانفجار عن اصابات وقال مسؤول في الاجهزة الامنية لفرانس برس ان "سيارة الشيخ مصطفى ملص وهي من طراز فولفو احترقت كليا وتحطم زجاج منزله". والشيخ ملص رئيس "اللقاء التضامني الوطني في الشمال وعضو في تجمع العلماء المسلمين الذي يضم سنة وشيعة. وكان انتقد في بيان الثلاثاء "محاولات البعض التشويش على زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان وصبغها بلباس طائفي ومذهبي"، وفق ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للانباء.

وملص وهو امام مسجد المنية موقوف حاليا عن الخطابة اثر احتجاج بعض السكان على خطبه التي اعتبرت شديدة الانحياز لحزب الله.

 

فيلتمان: الذين يطرحون تساؤلات حول المحكمة هم نفسهم الذين تلاعبوا بالأدلة

نهارنت/جدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان لصحيفة "الحياة" التزام الادارة الاميركية سيادة لبنان واستقراره، مشيرا الى أن بلاده ليست في سوق مع سوريا، وقال نحن نريد علاقة أفضل مع سوريا انما للوصول لهذه الغاية على سوريا ان تفهم انه لا يمكن أن تحجم هي وأصدقاؤها في لبنان مؤسسات الدولة اللبنانية. وشكك فيلتمان في صدقية الذين يطرحون تساؤلات حول المحكمة الخاصة في لبنان معتبرا أنهم الأشخاص انفسهم الذين تلاعبوا بالأدلة بعد حصول اغتيال الرئيس الحريري. واستبعد فيلتمان أن تكون زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان لتعزيز الاستقرار سائلاً لماذا ينظم الرئيس الايراني أنشطة خلال زيارته يدرك أي مراقب في لبنان أنها قد تثير تشنجا؟.

واعتبر فيلتمان ان ايران تلعب دوراً مزعزعاً للاستقرار فهي ترسل أسلحة الى حزب الله ، كما أنها دعمت الحزب حين وجه سلاحه باتجاه الشعب اللبناني في 7 أياراملاَ في أن يعتمد احمدي نجاد نهجاً مختلفا كرئيس، وينقل سياسة ايران في اتجاه أفضل نحو لبنان الدولة وليس نحو حزب الله كدولة داخل الدولة.

 

فيلتمان: أتمنى على نجاد أن يتعلم من زيارته لبنان قيم الحرية والديمقراطية

نهارنت/أكّد نائب وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان أنّ الولايات المتجدة الأميركية "لا علم لها بالقرار الظني ولا تتدخل بعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لافتا الى ان "حزب الله" هو من يريد تسييس المحكمة.كذلك شدّد فيلتمان في مقابلة خاصة لقناة العربية ان الولايات المتحدة الاميركية تريد سلاما شاملا في المنطقة يضم سوريا ولبنان، إذ إنّ "لبنان يستحق الاستقرار والعدالة ولا يمكن الاختيار بين الاثنين"، موضّحا أنّ "مواقف واشنطن هي لدعم سيادة لبنان واستقلاله وحريته، كما أنها لدى محاورتها الدول المجاورة للبنان لا تقيم اي تسوية على حساب اللبنانيين او سيادتهم او حقوقهم". وعن زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان رأى فيلتمان الى انه من حق لبنان ان يقيم علاقة مع من يريد، لافتا الى ان الزيارة رسمية جاءت بناء لدعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ونفى فيلتمان أن يكون لدى الولايات المتحدة معلومات عن امكانية شن اسرائيل عدوان على لبنان تزامنا مع هذه الزيارة إلا أنه تمنى على نجاد ان "يتعلم من زيارته لبنان قيم الحرية والديمقراطية".

 

مستشار نجاد: الزيارة تاريخية وتهدف إلى تأكيد وقوف إيران جانب لبنان بوجه التهديدات الصهيونية

نهارنت/اكّد مستشار الرئيس الإيراني وسفير طهران في دمشق أحمد موسوي أن زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان تأتي تلبية لدعوة الرئيس اللبناني ميشال سليمان ولتقديم الشكر والتقدير للبنانيين على وقفتهم الشجاعة في مواجهة الغطرسة الصهيونية. واشار لصحيفة "الوطن" السورية ان هذه الزيارة التاريخية تهدف إلى تأكيد وقوف إيران حكومة وشعباً وبكل ما أوتيت من قوة إلى جانب لبنان بكل مكوناته وطوائفه بوجه التهديدات الصهيونية المستمرة التي تظهر تارة عبر العدوان العسكري السافر، وتارة أخرى من خلال الفتن والمؤامرات التي تحوكها الدوائر الغربية المشبوهة.

 

اسرائيل تدعو لاغتيال نجاد في لبنان اذا رمى حجراً

دعا عضو الكنيست الاسرائيلي في "حزب الاتحاد الوطني الاسرائيلي، آرية إلداد، الى إغتيال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اذا رمى حجراً. كما ذكرت صحيفة "يديعوت احرنوت" انه إلداد اوضح بأنه لو كان هناك جندي يهودي يستطيع اغتيال هتلر في العام 1939 لاختلف تاريخ الإنسانية. مضيفاً، إن كان الرئيس الإيراني في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي في اليوم الذي جاء ليلقي عليهم الحجارة فممنوع أن يعود حياً لبيته. كما شبّه نجاد بالزعيم النازي "أدولف هتلر".

 

الجنوب ينتظر نجاد: 150 ضابطا ايرانيـا واجراءات امنية استثنائية تراعي خصوصـية الضيـــف "اليونيفيل" تجوب الحدود ومستعدة للمساعدة عند الحاجة

المركزية - مع وصول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان في زيارة تستمر 3 أيام، وقبيل توجهه الى الجنوب غدا توجهت من بيروت صباح اليوم فرقة تضم ضباطا من الجيش الايراني عبارة عن سرية حراسة خاصة بالرئيس نجاد تتولى حمايته الشخصية في بنت جبيل وقانا، ويبلغ عديدها حسب ما ابلغت مصادر عليمة الى "المركزية" 150 ضابطا باشروا فور وصولهم بالتنسيق مع عناصر من حزب الله عملية بحث وتفتيش دقيق شملت جوانب الطرقات المؤدية الى البلدتين وساحتيهما وشرفات المنازل وسطوح الابنية المشرفة عليهما، فيما اتخذ بعضهم مواقع حراسة ثابتة في محيط الملعب الرياضي في بنت جبيل حيث سيقام إحتفال الثالثة والنصف من بعد ظهر غد يلقي خلاله نجاد كلمة، وكذلك في محيط مكان وقوع مجزرة قانا حيث سيضع اكليلا من الزهر على اضرحة الشهداء، وتقام له مراسم استقبال. وفي وقت، انجزت اللجان المشتركة في حركة أمل وحزب الله صباح اليوم كل الاستعدادات والتحضيرات وطلبت من المواطنين التجمع على طريق صيدا - صور - قانا - بنت جبيل لاستقبال الرئيس الضيف. أكدت مصادر امنية لبنانية لـ "المركزية" ان الاجراءات الامنية المتشددة المواكبة طبيعية نظرا الى التهديدات الاسرائيلية الاخيرة المرافقة للاعلان عن زيارته الجنوب، الى جانب خصوصية نجاد على المستويات الاقليمية والدولية ما يتطلب خطة أمنية دقيقة ومنظمة. وفي ما خص التظاهرة التي تعدها شخصيات سياسية ونيابية إسرائيلية على الحدود مع لبنان قرب بوابة فاطمة لحظة وصول نجاد الى بنت جبيل، قالت المصادر ان الجيش اللبناني والقوى الامنية في أعلى درجات التأهب لمواجهة أي طارئ او استفزازات اسرائيلية كإطلاق البالونات بألوان العلم الاسرائيلي في إتجاه الاراضي اللبنانية. وأشارت الى ان جيش الاحتلال وضع قواته في حال استنفار في مواقعه المشرفة على البلدات والحدود اللبنانية في الجنوب ولوحظ انه عمل خلال الساعات الـ 24 الماضية على تحصين موقعه في ظهر الجمل في الجانب الاسرائيلي مقابل بلدة راميا الحدودية حيث شوهدت جرافة بوكلن تقوم بتحصين الموقع وسط حراسة مؤللة للعدو الذي عزز تمركزه في مواقعه في تل رياق المشرف على بوابة فاطمة الحدودية وفي العباسية والغجر ومزارع شبعا، كذلك كثف من دورياته المؤللة في الجانب الاسرائيلي بمحاذاة الشريط الشائك الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة. ولفتت المصادر الى ان طيران الاستطلاع الاسرائيلي لم يغب عن التحليق فوق الجنوب خصوصا مدينة بنت جبيل، مشيرة الى ان هذا الطيران هو من دون طيار ومهمته التجسس والاستطلاع ورصد التحركات داخل الاراضي اللبنانية. اليونيفيل: من جهتها كثفت القوات الدولية دورياتها في الجانب اللبناني على طول الخط الحدودي وشوهدت دوريات مؤللة تجوب الطريق الممتد من بوابة فاطمة صعودا نحو كفركلا والعديسة وصولا الى ميس الجبل والطيبة وحولا امتدادا من القطاعين الغربي والشرقي. وحسب مصادر امنية فإن هدف هذه الدوريات يتعلق في جانب منه بزيارة نجاد من دون ان تكون اليونيفيل معنية باتخاذ أي اجراءات امنية في هذا الصدد وهو ما أكده اليوم نائب المتحدث باسم "اليونيفيل" اندريه تننتي الذي قال: ان كافة الجوانب الامنية المتعلقة بزيارة الرئيس الايراني هي في يد السلطات اللبنانية. وأضاف: "ان الجيش اللبناني هو المسؤول الاول عن الامن والقانون في منطقة عمل اليونيفيل بين نهر الليطاني والخط الازرق"، لافتا الى "استمرار اليونيفيل في القيام بعملياتها ونشاطاتها في منطقة عملياتها ومن ضمنها تلك التي يتم تنفيذها مع الجيش اللبناني". وختم تننتي: "ان اليونيفيل تبقى مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني اذا طلب منها ذلك".

 

الرئيس الإيرانيّ يزور البلد الذي امتنع عن التصويت سلباً أو إيجاباً على العقوبات

خاتميّو لبنان يرحّبون بنجاد ممثّلاً للدولة لا للنظام

المستقبل - الاربعاء 13 تشرين الأول 2010 - وسام سعادة

ينبغي أن تكون زيارة الرئيس الإيرانيّ محمود أحمدي نجاد إلى لبنان محطة حيوية لصنع التمايز بين رؤى الحركة الإستقلالية للديبلوماسية اللبنانية، وللديموقراطية اللبنانية، وللتعددية الثقافية اللبنانية، وللعروبة الحضارية اللبنانية، وبين ما يناقض هذه الرؤى.

فالديبلوماسية تعني في هذا المقام حسن تفريق المستوى الرسميّ الصرف للعلاقات اللبنانية الإيرانية من دولة إلى دولة عمّا عداه، مع الترحيب بالحيّز التي تنأى به الجمهورية الإسلامية عن الإنقسامات اللبنانية، والتأهّب دائماً لإنتقاد أي معطى تدخّلي، خطاباً كان أو ممارسة.

وفي هذا الإطار لا بدّ من التذكير بأن لبنان الرسميّ الذي يستقبل الرئيس الإيرانيّ اليوم، هو نفسه الذي استطاع الحفاظ على حياده تجاه سياسة المحاور المتخطية دائرة الصراع العربيّ الإسرائيليّ، وذلك بإمتناعه عن التصويت في مجلس الأمن سلباً أو إيجاباً في شأن العقوبات على إيران. أمّا علّة هذا الإمتناع، أي إنقسام التصويت الحكوميّ وقتها، فيبقى من هذه الناحية شأناً لبنانياً صرفاً. واليوم فإنّ لبنان الرسميّ بحدّ ذاته يستقبل محمود أحمدي نجاد ويرحّب به ضيفاً مكرّماً، وهذا يعني لبنان الرسميّ كلّه، بحصيلته الديبلوماسية الممتنعة عن التصويت سلباً أو إيجاباً في موضوع العقوبات، وبجناحيه الرافض أو المحايد تجاه هذه العقوبات.

بيدَ أن هذه المقاربة الديبلوماسية لا تتناقض، بل تتواءم، في الوعي المطلوب من الحركة الإستقلالية، مع مقاربة مدنية ديموقراطية، أي مقاربة يبرز فيها المجتمع المدنيّ اللبنانيّ الخاضع منذ أشهر للترهيب المنهجيّ، نصيراً للمجتمع المدنيّ الإيرانيّ المقهور، وللثورة الخضراء المهزومة. فلبنان يحترم حرية الشعب الإيرانيّ في إختيار ممثّليه، لكن معنى ذلك يتبدّل بين الحيّز الديبلوماسيّ الرسميّ وبين الحيّز المدنيّ الديموقراطيّ. في الحيّز الأوّل لا يسع اللبنانيين، إستقلاليين كانوا أم ممانعين، إلا أن يرحّبوا بنجاد بوصفه رئيساً للجمهوريّة الإسلامية. وفي الحيّز الثاني، المدني الديموقراطي، لا يمكن للإستقلاليين اللبنانيين إلا أن يقارنوا بين تلاعب "الحرس الثوريّ" بنتائج الإنتخابات الرئاسية الإيرانية ثم قمع هذا الحرس للحركة الإحتجاجية الجماهيرية، وبين إنقلاب قوى 8 آذار في لبنان على نتائج انتخابات حزيران 2009 التشريعية.

من هذه الناحية، ليست القضية محصورة بالمقابلة بين زيارة الرئيس خاتمي المؤلفة لقلوب اللبنانيين، وزيارة الرئيس نجاد التي تأتي في سياق مختلف تماماً. إنّما القضية الأساس، هي أنّ الإستقلاليين هم الخاتميّون في حال لبنان. المعادلة يمكن تخريجها كالتالي: "الخاتميّون اللبنانيّون" يرحّبون بنجاد كرئيس لدولة، لا كممثّل لنظام. هذا في حين أنّ "النجاديين اللبنانيين" يرحبّون بنجاد كممثل لنظام لا كرئيس لدولة.

و"النجاديّون اللبنانيّون" يدرجون هذه الزيارة كمحطة في إطار مشروعهم الهيمنيّ الفئويّ على لبنان، وعلى أساس من أيديولوجيا نصف شعبوية نصف شموليّة، تبرز بين الفينة وبين الفينة نزعات فاشية لا لبس فيها. وعلى صعيد النسيج الثقافي والإجتماعيّ اللبنانيّ، يريدون لهذه الزيارة أن تستكمل عملية تحويل التشيّع اللبنانيّ من طائفة تعدّدية تواصلية إلى طائفة أحادية مغلقة، أي إلى طائفة إثنية.

أمّا الإستقلاليّون اللبنانيّون، الخاتميّون، فليتهم كانوا قادرين على إيصال وجهة نظرهم بالشكل الصحيح إلى الرئيس نجاد، ليحذّروه من مضاعفات التناقض الذي يقوم عليه المشروع الفئوي الهيمنيّ الذي يدعمه في لبنان. فمشروع "حزب الله" أكثر فئوية من أي مشروع فئويّ سابق في لبنان، كونه يستهدف تحويل طائفة إلى إثنية، وكون معظم الخواص الإثنية التي يريد تكريسها في هذه الطائفة هي خواص دخيلة على معاشها وشعائرها. وهذا المشروع يريد الجمع بين متناقضين: عزل طائفة ضمن خواص إثنية مقحمة على أساس هندسة إجتماعية قسرية وبمنطلقات أيديولوجية شمولية، ثم السعي إلى إحلال منطق الهيمنة الشاملة انطلاقاً من هذا العزل. أقل ما يقال في هذا التناقض الذي يقوم عليه المشروع الفئوي الهيمنيّ الذي يمثّله "حزب الله." أنّه تلاعب خطير في البصمات الوراثية للجماعات الأهلية اللبنانية.

والإستقلاليّون الخاتميّون اللبنانيّون، لهم أن يغتنموا هذه الزيارة لينافسوا نجاديي لبنان في محبّتهم للشعب الإيرانيّ، والحضارة الإيرانية ومنجزاتها الخالدة الروحية والفكرية والإبداعية، رافضين كل نزعة عنصرية معادية للفرس. طبعاً لا يمكن للإستقلاليين اللبنانيين أن ينافسوا نجاديي لبنان في محبّتهم للثورة الإسلامية الإيرانيّة، لكن هنا أيضاً ثمّة ما يقوله الإستقلاليّون: فمهما كانت نقدية مقاربتهم للمسار الذي أخذته الثورة الإيرانية، وللكيفية التي من خلالها راحت تأكل أبناءها، إلا أنّه لا يمكن بأية حال إختزال مسار هذه الثورة، أي مسار شعب بأسره، في شخص واحد، خصوصاً إذا كان هذا الشخص هو محمود أحمدي نجاد. إذا كان السيد حسن نصر الله يستقبل نجاد كـ"خلاصة" للثورة الإيرانية، فعلى الإستقلاليين اللبنانيين، النقديين لهذه الثورة ككل، أن يشدّدوا في الوقت نفسه على رفضهم اختزالها في "منعطفها النجاديّ".

النجاديّون اللبنانيّون يريدونها زيارة "من ثورة إلى ثورة"، بل من "انقلاب حاصل إلى انقلاب قيد التحضير"، وهم يرون في نجاد "خلاصة الثورة الإيرانية". الإستقلاليّون اللبنانيّون يريدونها زيارة "من دولة إلى دولة"، على أساس الندّية الديبلوماسية والمصالح المتبادلة والإنفتاح الثقافيّ، وفي ما عنى الثورة ينبغي أن يكون موقفهم مزدوجاً تماماً: الترحيب بنجاد كرئيس لدولة لا كممثل لثورة، وعدم قبول إختزال الثورة الإيرانية في شخص محمود أحمدي نجاد.

 

نجاد يشعل الفتنة أو يطفئها

عبد الوهاب بدرخان (النهار)

ما حاجة محمود احمدي نجاد الى إلقاء حجر على العدو الاسرائيلي، عند بوابة فاطمة، طالما انه جهز عشرات آلاف الصواريخ لاطلاقها – في الوقت المناسب – تحقيقا لـ"نصر" آخر جديد على هذا العدو. كان الحجر مجرد فكرة مغرية باستعراضيتها، لكن الدواعي الامنية المفهومة غلّبت استبعاده.

لكن حلول نجاد في الربوع اللبنانية يحمل رسائل في اتجاهات عدة. فهو قد يقول علنا وصراحة، وقد يكتفي بالاشارة، ان "الخريطة تغيرت" ولم يعد الشرق الاوسط كما تعرفونه، بل يفترض ان تودعوا صيغته السابقة، لان ايران استطاعت ان تجعل من آخر دولة محاربة فيه دولة المواجهة الاولى والوحيدة للاستكبار الاميركي والاستعمار الصهيوني.

قد يقول نجاد للعرب، علنا وصراحة، وربما يكتفي بالاشارة، ولن يكون مخطئا على اي حال، انكم رهنتم القضية الفلسطينية عند الولايات المتحدة وقد خذلتكم، وراهنتم على المفاوضات وقد ابلغكم الفلسطينيون انهم يئسوا منها، وتراهنون على ضربة عسكرية لايران او حرب عليها وتشاركون فيها اميركا واسرائيل بشكل او بآخر لكنكم تجازفون بفتح ابواب صراعات داخل بلدانكم وخارجها، فاذا ازفت الساعة ورأت ايران انها مضطرة للتصرف "عليها وعلى اعدائها" فإنها لن تتوانى.

وقد يقول نجاد للبنانيين، علنا وصراحة، او يكتفي بالاشارة، ان "حزب الله" ليس مجرد حزب او فصيل او جماعة مقاتلة وانما غدا قائد الامة التي حاولت طوال ستين عاما قهر العدوان الاسرائيلي وتعسفه لكنها اخفقت، الى ان جاءت الثورة الاسلامية في ايران وغيرت المعادلة، والى ان جاء "حزب الله" وانجز ما عجزت عنه دول المنطقة. ولذلك فان اي وقائع داخلية او اقليمية، واي قواعد سلوك مثل اتفاق الطائف، واي عقبات مثل المحكمة الدولية، او اي اعتبارات اخرى عارضة، لا ينبغي بل لا يمكنها ان تغير مسار هذه المواجهة التاريخية. واستطرادا، من شأن اللبنانيين ان يعرفوا انهم مدعوون، منذ اليوم، الى الاعتراف بان معادلة "س- س" اصبحت واقعيا "س – أ – س"، فاما توافق سوري – ايراني – سعودي على شروط الاستقرار في لبنان، والا فلا استقرار، وليتحمل كل طرف مسؤوليته. وسواء قال نجاد او لم يقل، تصريحا او تلميحا، فإنه ليس زائرا عاديا لبلد "صديق" وانما لبلد بات حلفاؤه واتباعه فيه فوق الدولة وكل مؤسساتها، وفوق القوانين واعراف التعايش الى حد انهم لا يفوتون فرصة لتأكيد انهم يستطيعون السيطرة على البلد في ظرف ساعات قليلة ومن دون مشاكل، بل الى حد انهم يفصحون علنا عن نيتهم تغيير النظام والانقلاب عليه حتى اصبحوا على اهبة تخيير مواطنيهم بين الرضوخ والرحيل.

هي زيارة لدولة "حزب الله" اذاً، وسيتخللها بعض البروتوكولات لرموز الدولة – الديكور التي لم يقرر الحلفاء بعد التخلص منها، ولا يزال محافظا عليها طالما انها تلعب لعبته ولا تخرج عن اطارها. ولعل الجميع سمع من المراجع الايرانية ان طهران تدرج زيارة نجاد في اطار "التهدئة"، ولا يمكن تصور اي "تهدئة" تأتي من تلقائها او من فراغ، بل تستلزم حوارا بين اطراف معترفة سلفا بحقوق بعضها بعضا، وحوارا لا تستحضر فيه الصواريخ والاسلحة على الطاولة. سمعنا من السعودية دعوة واضحة وملحة الى الحوار، ولم نسمع دعوة مماثلة من سوريا التي لا تعتبر ولا تعترف بأن اللبنانيين مؤهلون لان يتحاوروا ويتفقوا الا معها وعبرها، والا فلا حوار ولا اتفاق. ولا يمكن المراهنة على الرئيس الايراني كي يدعو الى الحوار فهو لا يحاور معارضيه في بلاده بل يرسل الميليشيات للتنكيل بهم في الشارع او لزجهم في السجون وتنظيم محاكمات لهم لا علاقة لها باي شرع او قضاء حق.

رغم كل شيء، اهلا بالرئيس نجاد ضيفا وزائرا، فخلافاته مع معارضيه تبقى شأنا ايرانيا يستطيع ان يطمئن الى ان اللبنانيين لا يتدخلون فيه. لكنهم منقسمون بطبيعة الحال ازاء "رسائل" زيارته، ما سبقها وما سيعقبها، ومنقسمون حول اداء حلفائه ودورهم في ما يتعدى المقاومة التي يحتكرونها، ومنقسمون حول السعي المتزايد لحبس لبنان في القفص الايراني، وحول فرض شكل من اشكال ولاية الفقيه عليهم، وحول زجهم عنوة ومصادرة بلدهم في استقطاب "الممانعة" التي لا طموح لها ولاقطابها في النهاية سوى ان تحظى بالرضا الاميركي. فاللبنانيون لا يأبهون بان يكون لايران النفوذ الذي تراه او تستطيعه حيثما كان ذلك ممكنا لكنهم متأكدون بان اي قوة خارجية لا يمكنها ان تنعم بهيمنة مستقرة ودائمة على لبنان سواء كانت اميركية او حتى اسرائيلية، سورية او حتى ايرانية.

لكن المشكلة ان نجاد لم يأت ضيفا وزائرا، وانما يأتي محاربا، ويأتي ليقول للعرب والاميركيين والاسرائيليين: ايران اصبحت هنا، في عقر دار العرب، وعلى خط المواجهة الاول مع اسرائيل واميركا، وداخل النسيج السياسي الفلسطيني، كما هي داخل الحكم العراقي. وكما لم يستشر العراقيون، كذلك لم يستشر اللبنانيون ولا الفلسطينيون، فكلما زادت مآسي العرب كلما زادت اوراق النفوذ الايراني، وبالتالي كلما ازداد حلفاء ايران تجبرا وتطرفا. المهم في ما بعد الزيارة، بل بمعزل عنها، ان يعود حلفاء ايران المحليون الى الرشد، والى الارض بعدما حلقوا عاليا جدا بالتهويلات والتهديدات، وبعدما ذهبوا بعيدا في التلاعب بالحقائق والوقائع. وليبرهنوا للبنانيين ان رسالة نجاد اليهم هي بالفعل رسالة تهدئة وواقعية، على قاعدة التوافق لا على اساس الاخضاع، وعلى قاعدة الاعتراف بالحقائق في ملفات الاغتيال وشهود الزور والمحكمة الدولية لا على اساس التخادع والتضليل والتكشير عن الانياب. اذا لم يحصل اي تغيير ايجابي وعقلاني في اداء حلفاء ايران، فلن يبالغ من يقول ان نجاد جاء لاشعال الضوء الاخضر لافتعال الفتنة الداخلية.

 

أهلا بنجاد

طارق الحميد (الشرق الاوسط)

على عكس كل ما يقال اليوم عن زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان، فقناعتي أنها زيارة مهمة، فمن شأنها أن تساهم في يقظة الوعي المغيب بلبنان والمنطقة، حول حقيقة حزب الله وتبعيته لطهران، وخطورة الانسياق خلف الشعارات الإيرانية. فحزب الله يحتفي اليوم برجل يعاديه نصف الشعب الإيراني، وينتقده المحافظون الإيرانيون أكثر مما ينتقده الإصلاحيون، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، والانهيار الواضح للدبلوماسية الإيرانية، سواء في المنطقة، أو على المستوى الدولي. فنصر الله، الذي يحاول جاهدا وبكل ما أوتي من قوة، من أجل تضييع دم رفيق الحريري، ويمعن في إفساد العملية السياسية برمتها في لبنان، يحتفي اليوم بنجاد الذي يشاركه نفس التوجهات، وهو ما يتضح جليا سواء بين الفلسطينيين أو في العراق ولبنان، وحتى في إيران نفسها. كما أن نصر الله يحتفي اليوم بضيف يشاركه نفس العداء لجل الدول العربية، والمجتمع الدولي. ولذا، فإن أفضل وصف سمعته عن لقاء حسن نصر الله وأحمدي نجاد هو ما قاله لي شخصية لبنانية لماحة بأنه سيكون «لقاء المطلوبين للعدالة» العدالة الدولية، والداخلية، سواء في إيران أو في لبنان.

صحيح أن البعض يرى في زيارة نجاد تعميقا للأزمة الطائفية في لبنان والمنطقة، إلا أن إحدى إيجابيات الزيارة، ومن باب «رب ضارة نافعة»، أنها ستساعد على فرز الخطوط، وتبين أين يقف الحزب، وأين تقف إيران الولي الفقيه. فكثير بيننا، سواء في المنطقة أو لبنان، كانوا مخدوعين بحزب الله وإيران، وذلك بفضل شعارات واهية سخرت لها ماكينة إعلامية مضللة، ودول عربية ذات رؤى ضيقة، تشاركها في ذلك أحزاب انتفاعية، سواء إسلامية أو خلافه، وبالتالي فإن هذه الزيارة ستساعد على تمييز المواقف بوضوح.

وعندما نقول إن بيننا مخدوعين فتلك حقيقة، والدليل حجم الصدمة التي أصابت العالم العربي، وقبله لبنان، يوم احتل حزب الله الشق السني من بيروت، ونفس الصدمة يوم خرج نصر الله مهاجما لمصر، وحين خرج أيضا يفاخر بكونه فردا في حزب الولي الفقيه، ولا أنسى يومها ما قاله لي مسؤول إيراني سابق، ومؤثر إلى اليوم، حين زارني في مكتبي وأمسك بعدد صحيفة «الشرق الأوسط» (27 مايو 2008) مشيرا إلى عنوان يقول «حسن نصر الله: أفتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه العادل العالم الحكيم الشجاع الصادق المخلص». يومها قال لي ضيفي: «لقد أوقعتموه في الفخ.. إنها غلطة العمر لنصر الله»! ولذا، فإن كثيرا في منطقتنا، دولا وأفرادا، يحتاجون أحيانا إلى بعض الصدمات ليشعروا بما يحاك ضدهم، وزيارة نجاد هي إحدى تلك الصدمات المفيدة. فمن شأنها أن تساعد اللبنانيين والعرب على الرؤية الواضحة ليتمكنوا من تمييز الخطر الذي يمثله حزب الله على لبنان من خلال تبعيته لإيران، كما أن من شأن الزيارة أن تساعد اللبنانيين، وتحديدا عقلاء الشيعة، لتشريع أبواب النقاش حول خطورة اختطاف لبنان من قبل إيران. ملخص القول أن زيارة نجاد للبنان جعلت اللعب على المكشوف، وهذا أمر جيد، ومفيد!

 

63% من اللبنانيين لا يثقون بأحمدي نجاد... Persona Non Grata 

طارق نجم:

فاخر موقع عصر إيران الألكتروني بعرض جدول أعمال زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد متوقفاً عند افتتاح "متنزه ايران" الذي بني في مدينة مارون الراس الحدودية اللبنانية. وافاد الموقع المقرب من المتشددين والناطق بالفارسية والعربية، بأنّ حزب الله رفع حديثاً العلم الاحمر لضريح الامام الحسين (ع) في "متنزه ايران" واصفاً المكان بأنه يتمتع بامكانية مشاهدة الزوار لمناطق في داخل فلسطين المحتلة بواسطة كاميرات ركبت على برج بوسط المتنزه. كما يضيف التقرير أنّ أي زائر للمتنزه يتصور بأن محافظات ايران انتقلت الى الحدود مع فلسطين المحتلة لأنه تمّ وضع لوحات فيه تحمل اسماء طهران وتبريز وشيراز واصفهان واردبيل وهمدان ويزد وغيرها مع مواصفات كل محافظة ايرانية وسكانها، كما يتاح له ان يمارس لعبة الـPaint Ball! سذاجة من قدموا التقرير واضحة، والغريب أن التصفيق الذي يستجديه منظمو حفل الإستقبال لا تكاد تتعدى حماسته حدود جماعة المنتفعين من تقديمات نجاد من الأموال الطاهرة التي سلخت من جلود الإيرانيين بعد ان بات ثلثهم تحت خط الفقر. كما أن ناشر التقرير لم يشر أبداً إلى مشاعر اللبنانيين تجاه هذا المنتزه الجديد ولم يتطرق بالطبع لموقفهم من احمدي نجاد وزيارته لبلاد الأرز حيث لا يتوسم اللبنانيون الخير الكثير من هذه الزيارة.

وبالمقابل أثبتت إستطلاعات الرأي التي أجريت في سبع دول عربية أنّ إيران وسياستها تلقى معارضة متزايدة في الأوساط الشعبية لتلك البلدان بغض النظر عن سياسات حكوماتها.

63% من اللبنانيين ثقتهم معدومة بنجاد...و17% من العراقيين الشيعة فقط يعتبروه شخصية إيجابية !

منذ تشرين الثاني 2009 وحتى الآن، أجريت خمس إستطلاعات رأي مستقلة، تتمتع بمصداقية مشهود لها عالمياً وأشرف عليها متخصصون، حول رأي العالم العربي بإيران. وأظهرت أربعة منها آراء سلبية واضحة من قبل الشعوب العربية تجاه إيران، وأحمدي نجاد، وكذلك برنامجها النووي. فقط واحدة من هذه الاستطلاعات أظهرت ميلاً ايجابياً طفيفاً. وبالرغم من تحفظ العرب على مواقف أوباما بعدما عقدوا عليه آمال عريضة، تبين أنهم رفضوا سياسة الجمهورية الإسلامية.

من بين الإستطلاعات التي أجريت في كل من السعودية ومصر والأردن والمغرب ولبنان والامارات والعراق، كان الإستطلاع التابع لجيمس زغبي هو الوحيد الذي أفاد عن مواقف إيجابية تجاه مشروع ايران النووي فأيدته بنسبة 57%. ولكن الإستطلاعات الثلاثة الأخيرة وهي التي قامت بها مراكز دراسات PewPoll،Pechter Middle East Polls ، Doha Debates YouGov/Siraj، أشارت إلى أنّ الغالبية العظمى أعربت عن آراء سلبية تجاه إيران، حيث توزعت كالتالي: 66% في مصر و63% في الأردن و60% في لبنان. وقد كانت الآراء عن أحمدي نجاد هي الأكثر سلبية، حيث قال 72% من المصريين أنّ ثقتهم معدومة بأحمدي نجاد، كما أيدهم 66% من المستجيبين في الأردن، و63% في لبنان قالوا الشئ نفسه.

وفي التقرير الذي كتبه ديفيد بولوك لصالح معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في أيلول 2010 ونشرته مجلة Foreign Policy، تبيّن أنّ السعوديين (بنسبة 57%) يفضلون فرض عقوبات أشد صرامة على إيران مقابل ثلث المستطلعين اللذين قالوا أنهم يوافقون على شن "ضربة عسكرية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية". وقد ربط الكاتب الأمريكي موقف السعوديين المتشدد تجاه الجمهورية الإسلامية بقرب الخطر الإيراني من جوارهم. أما أكثر المواقف إثارة للجدل فهي الإستطلاع الذي جرى في دول الخليج العربي والذي أظهر: أغلبية ساحقة (قاربت 83%) ترى أن إيران تخططت لبناء أسلحة نووية رغم مزاعمها بأن نواياها سلمية في حين أن ما يزيد على النصف (53%) وافقوا على الطرح القائل أنّ "إيران سوف تشن هجوماً نووياً على بلد آخر أو جماعة أخرى لو أنها اكتسبت أسلحة نووية".

الساحة العراقية كانت نتائجها أكثر إثارة للجدل والدهشة: فقد رفض ثلثا العرب السنة والأكراد العراقيين تقبل العلاقة مع إيران وشاركهم في هذه الرؤية 43% من الشيعة العراقيين واللذي نظر 17% منهم الى أحمدي نجاد بإعتباره شخصية إيجابية.

أحمدي نجاد أو قورش العظيم: أنت شخص غير مرحب بك هنا... Persona Non Grata

حين وطأت قدما أحمدي نجاد أرض نيويورك قام بإلقاء خطاب مثير للجدل أعاد من خلاله إحياء أسطورة ملك الفرس قورش العظيم "الذي أحتل العراق ليحل بها العدل بعد ظلم حاكمها ويعلن حقوق الإنسان فيها" على حد زعمه. وقد أعتبر العديد من المحللين أن نجاد من خلال هذا الخطاب يعطي لنفسه دور بطل الحرية ويشبه نفسه بقورش الذي أستطاع هزيمة نبوخذنصر حاكم بلاد ما بين النهرين (أي العراق الحالية).

وقبل أن يطأ "محمود العظيم" كما قد يطيب أن يتخيل نفسه ويطالعنا بخطاباته على أرض لبنان، نحن نتوجه له بالقول:

أنه برغم العبارات الفارسية التي فرشت الأرض بالرياحين والغار للقادم من بلاد القمع التي تسمى إيران، برغم اليافطات العربية التي أهّلت بالزائر الثوري الذي أطل علينا ولم يرم إسرائيل بحجرة حتى الآن، برغم أحضان تترقب أن تغمر رجلاً داس رأي الناخبين في طهران حين رفضوه في صناديق الإقتراع، برغم دعوات فارغة للوفاق خطتها أقلام النفاق في عصر ولاية الفقيه الذي لايقبل بالآخر ويتهمه بالعمالة، فإن لعنة جميع المقموعين والمعذبين في سجون الفقيه المعصوم، وأجساد العراقيين المحروقة في شوارع بلاد الرافدين، وأطفال أفغانستان اللذين يدفعون الى وسط المعركة، وعشائر اليمن التي تدفن كل يوم زهرة شبابها، والدماء التي سالت تحت أبنية غزة المدمرة، والحلقة الجهنمية التي دخلها لبنان منذ سنوات، وبجميع أشكالها، كلها تشهد أن لأحمدي نجاد أصبع فيها، وكلها ستكون موجودة يوم الأربعاء في 13 تشرين الأول من العام 2010 على طريق المطار في بيروت لتقول لنجاد العبارة الدبلوماسية الشهيرة المكتوبة باللاتينية وتقول له: أحمدي نجاد أنت Persona Non Greta أي أحمدي نجاد أنت شخص غير مرحب به هنا.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

""الوطن" السورية : زيارة نجـــاد استكمال للقمة السورية ـ الايرانية

المركزية_ كتبت صحيفة "الوطن" السورية ان زيارة الرئيس الايراني نجحت قبل ان تبدأ ، ونقلت عن مصدر لبناني "ان لزيارته ارتباطاً وثيقاً بنتائج القمة التي جمعته قبل نحو أسبوع في طهران بالرئيس بشار الأسد، انطلاقاً من أن الصورة المظهرة في العاصمة الإيرانية لابد أن تكون لها انعكاس في لبنان. وأبدى المصدر ارتياحاً بالغاً الى المعلومات المعممة عن نتائج القمة، ولتلك غير المعلنة التي ما وصلت أصداؤها إلى بيروت، والمرتكزة على مناخات تؤكد صوابية خيار قوى المعارضة السابقة التي تمثّل أغلبية الشعب اللبناني".

وأشار إلى أن زيارة نجاد "تأتي استكمالا للقمة السورية الإيرانية، بحيث تكون له محطات بارزة ومتقدمة سياسياً، وميدانياً في الجنوب وفي الاحتفالات الشعبية التي تعد له.ولفت للدلالة على نجاح الزيارة حتى قبل حصولها، إلى القلق الإسرائيلي المتنامي وآخر تجلياته التهديد الصريح الذي صدر أمس عن وزارة الخارجية في تل أبيب".

 

بين الترحيب والتوجّس... هل ستزيد زيارة أحمدي نجاد من حدة الانقسام في لبنان؟ 

سلمان العنداري::

يصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ليبدأ زيارة رسمية الى لبنان ترى طهران انها بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، وهي الزيارة الاولى له منذ توليه الحكم عام 2005، والثانية لرئيس ايراني منذ العام 2003 عندما قام الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي بزيارة مماثلة لاقت ترحيباً لبنانياً واسعاً.

وفي وقت توقّع فيه السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن آبادي بأن تكرّس زيارة احمدي نجاد "الوحدة بين اللبنانيين"، ينظر اللبنانيون انفسهم الى هذه الزيارة بأبعاد مختلفة. فمنهم من وضعها في خانة ايجابية، معتبراً ان تدعيم وتعميق العلاقة مع طهران يحمي الدولة اللبنانية، فيما اعتبرها آخرون ملغومة وفي غير توقيتها، وبأنها منحازة لفئة معينة على حساب اخرى.

موقع "14 آذار" الالكتروني استطلع عدداً من اللبنانيين من مختلف المناطق للوقوف عند رأيهم من هذه الزيارة ومن ابعادها السياسية، وعن تداعياتها المحتملة على البلاد.

اهلاً وسهلاً "حذرة" يقولها السيد ألان الجميّل (رجل اعمال) تعليقاً على قدوم الرئيس الايراني الى بيروت، "فالرئيس احمدي نجاد يزور لبنان بصفته رئيس دولة تحرص على افضل العلاقات الثنائية مع لبنان، وهو الذي يتمتع باعجاب وتأييد قسم كبير من اللبنانيين". الا ان توقيت الزيارة بحسب الجميّل "هو ما يدعو لطرح اكثر من علامة استفهام وتساؤل عن مغزى وهدف وجود نجاد على الارض اللبنانية في هذه اللحظة الحرجة بالذات".

اما فاطمة الحسيني (ناشطة نسائية) فتبدي حماسة كبيرة لزيارة الرئيس الايراني الذي وصفته "بعرّاب المقاومة في المنطقة". اذ تعتبر ان "ايران هي في طليعة الدول التي تحارب اسرائيل في العمق، وتدعم قوى المقاومة في المنطقة، من "حركة حماس" في فلسطين، الى لبنان عبر "حزب الله"، وصولاً الى دعم حركات المقاومة في العراق، كما انها الداعم الاكبر لنصرة الامة الاسلامية، والمدافع الابرز عن حقوقنا كمسلمين، وبالتالي فزيارة الرئيس نجاد تحمل العديد من الابعاد السياسية والمعنوية، خاصة وانه سيزور منطقة الجنوب اللبناني التي خاضت معارك دامية وبطولية في مواجهة العدو الصهيوني ابان حرب تموز 2006، والحقت به الهزيمة الساحقة، وكان لطهران الدور الاكبر في الوصول الى هذا الانتصار".

من جهتها، ترى رنا عثمان فرحات (ناشطة) انه رغم "الخلاف والتباين العميق مع سياسات طهران وطريقة تعاطيها في الداخل اللبناني، الا انه لا يمكن ابداً ان ننكر لها دورها المهم في بناء بعض مناطق الجنوب ومدّ "حزب الله" بالسلاح لمواجهة اسرائيل، اذ نرحّب بزيارة الضيف القادم من بلاد الفرس ولكن اذا كانت ستؤدي الى تكريس وتعميق الانقسام بين اللبنانيين فنحن ضدها، لأن اي زيارة لرئيس دولة تكون موجّهة لفئة معينة هي مرفوضة، ولأن لبنان اصغر من ان يُقسّم شعوباً وطوائفاً وكنتونات، ناهيك ان صاحب الزيارة هو الذي صرّح بالعبارة الشهيرة التي دعت الى تحويل لبنان الى خط الدفاع الاول بوجه اسرائيل، وكأنه يريدنا ان نبقى حقلاً للتجارب لا يحصد سوى مزيداً من المشاكل والخسائر والخيبات المادية والبشرية.

يُوافق ربيع الحوراني المصري (مدير في شركة) كلام فرحات، اذ يرى ان "الزيارة تأخذ صورة الدعم الواضح والصريح وغير الملتبس لحزب الله ضد الدولة اللبنانية، وضد خصومه السياسيين الداخليين (اي فريق 14 آذار) والاقليميين (السعودية ومصر) والدوليين (المجتمع الدولي بأكمله). وطبعاً ضد اسرائيل العدو الاكبر". ويعتبر المصري الذي لم يستغرب قدوم نجاد في ظل التوترات الاقليمية الحالية ان "ايران تلعب ادواراً سلبية للغاية في المنطقة، من العراق وافغانستان وصولاً الى فلسطين ولبنان، فهي تسلّح "حزب الله"، كما تلعب في الداخل اللبنانية من دون الاخذ بعين الاعتبار خصوصية هذا البلد المتنوع والمتعدد الطوائف والمذاهب، لتستمر عبر "الحزب" في تصدير ثقافة مغايرة لتلك التي نعهدها، وهي في الوقت عينه ثقافة مناسبة لاسرائيل وتساعدها على تبرير وجودها العنصري في المنطقة، وتعيدنا بذلك الى الوراء مئات السنين نحو مزيد من الصراعات والتطرف والتقاتل، وهو لأمر مؤسف للغاية".

اما ايمن دندش (ناشط في المجتمع المدني) فلم يشأ الدخول في قراءة خلفيات الزيارة الايرانية والغوص في تفاصيلها المرهقة والمتشعّبة، ليضعها في اطارها الطبيعي الصرف، " فالرئيس الايراني يزور لبنان ضمن زيارة طبيعية وعادية كأي رئيس دولة آخر، الا ان هناك مبالغة كبيرة في وسائل الاعلام وعند بعض القوى السياسية في تصويرها وكأنها تشكّل عنواناً كبيراً لمرحلة جديدة، اذ ان فريقي 8 و14 آذار على السواء يتناتشان ويتصارعان في السياسة، ويستخدمان كل الاحداث في كل مناسبة لدفع الشارع نحو مزيد من التجييش والتصعيد والشحن والتأزيم لا اكثر ولا اقل".

ترد فاطمة على ربيع، وتعتبر بكل صراحة ان "دعم ايران لحزب الله بالسلاح والمال ليس امراً معيباً، فالسيد حسن نصرالله كان قد تحدث قبل ايام في اطلالته الاخيرة عن حجم الدعم الايراني للبلاد وللحزب بالتحديد، لان المقاومة كما هو معلوم بحاجة الى دعم واضح من اجل الاستمرار في مواجهة المشروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة ولحماية لبنان واهله من اي اعتداءات اسرائيلية محتملة، ولا خجل في انتمائنا السياسي الى ايران، مع التأكيد على لبنانيتنا وهويتنا وعلى استمرارنا في الدفاع عن ارضنا الغالية التي لن نتخلى عنها مهما كلف الامر".

يعود ألان الى الوراء ويقول بأن تاريخ السيد احمدي نجاد منذ توليه الرئاسة الى اليوم يدعو الى كثير من القلق وعدم الاطمئنان، فالرئيس نفسه كان قد وصف الانتخابات النيابية اللبنانية الاخيرة بانها " فصل من المواجهة الايرانية للمشروع الاميركي في المنطقة"، وهو لكلام خطير يشكل تدخلاً فاضحاً في شؤوننا الداخلية، فهل تأتي هذه الزيارة لتثبيت دعائم المواجهة بين ايران والمجتمع الدولي واميركا غصباً عن الشعب اللبناني؟ و تحت اي سياق او عنوان سيدرج نجاد مواقفه المرتقبة؟".

اما عن النتائج المرتقبة للزيارة "التاريخية" لسيادة الرئيس، فقد تراوحت الآراء بين متفائل ومتشائم وبين طرف ثالث "متشائل" يفضّل الانتظار وترقّب عناوين المرحلة في الايام والاسابيع القليلة المقبلة. فرنا فرحات لا تجد فيها اي حسنات "لأنها لن تساهم في توحيد الاطراف المتنازعة، بل ستزيد من حدة الانقسام"، اما فاطمة الحسيني فتعبّر عن تفاؤلها الكبير من النتائج المرتقبة، وفيما دعا ربيع المصري "كل حريص على السيادة والحرية والتنوع الى مواجهة اي تداعيات بالطرق المناسبة"، سارع ايمن دندش الى طمأنة الجميع قائلاً: " غداً سيغادر الرئيس الايراني بيروت، واي ضربة كف لن تحصل"، اما ألان الجميّل فاكتفى بموقف "ملفت" على حد تعبيره للعماد ميشال عون يعتبر فيه ان "زيارة الرئيس نجاد ستكون لها نتائج ايجابية"، وهو ما يدعو الى القلق برأيه، على اعتبار ان "العماد ميشال عون عادةً ما يُخطىء في قراءته السياسية".

الاختلاف في قراءة الزيارة الفارسية الى دولة المتوسط يبدو واضحاً وجلياً في الشارع اللبناني، فكل طرف من الاطراف يقرأ الامور وفق منظاره الخاص، ووفق نظرته الى الدولة الاسلامية ودورها في البلاد. وبين لافتات "خوش امديد" على طريق المطار، ولافتات "لا خوش ولا امديد" في الشمال تنقسم الصورة اللبنانية كعادتها، ولا يبقى سوى الانتظار بضع ساعات لتقييم الزيارة النجادية ومعرفة تداعياتها الحقيقية.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مفهوم حزب الله للشراكة

بلال خبيز /ايلاف

الأربعاء 13 أكتوبر

يشيع في اوساط حزب الله وحلفائه في لبنان شعار الانقلاب على انقلاب العام 2005، الذي مكّن فريق 14 آذار – مارس من مفاصل السلطة اللبنانية، بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. حزب الله وحلفاؤه يريدون العودة إلى ما قبل لحظة الاغتيال تلك سياسياً، باسم الشراكة والتوافق وتجاور المشروعين الكبيرين، مشروع الحريري الاقتصادي ومشروع حزب الله العسكري، على ما يعلن قادة حزب الله مراراً وتكراراً. لكن قادة حزب الله يغفلون عمداً، على ما يبدو، واقع انعدام الشراكة والانقلاب على التوافق الذي كان سائداً في العام 2205 وما قبله. ذلك ان الحريري الأب اغتيل وهو خارج السلطة. بل كانت حكومة لبنان يومذاك، التي رئسها الرئيس عمر كرامي تناصب الحريري وجمهوره خصومة حادة، فيما كان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود غير راغب بالتعايش مع الحريري في السراي الحكومية منذ بداية عهده ساكناً لقصر بعبدا الرئاسي. هذا يفترض ان العودة إلى ما قبل شباط – فبراير من العام 2005 سياسياً يعني خروج الحريري الابن من السرايا وعودته مع فريقه السياسي إلى موقع المعارضة والتضييق عليه منهجياً مثلما جرى في عهد الرئيس السابق إميل لحود، إذ ما زال بعض اللبنانيين يذكرون بيانه الشهير الذي اعتذر فيه عن تشكيل الحكومة الأولى في عهده و"استودع فيه لبنان الحبيب".

رغم مضاضة الوقائع هذه، إلا ان حزب الله وحلفاءه يصرون على العودة إلى ما قبل مرحلة اغتيال الحريري، باسم الشراكة والديموقراطية التوافقية. هذا ورغم ان الرئيس الحريري الأب فاز في في انتخابات العام 2000 النيابية فوزاً ساحقاً على خصومه، إلا أنه أُبعد عن كرسي الرئاسة الثالثة، ولم ينل يومها لا ثلثاً معطلاً ولا عشراً مشاركاً.

وعلى المذهب والمثال نفسيهما، يرى حزب الله والفريق المتحالف معه، ان سنوات ما بعد الاغتيال كانت سنوات انفراد فريق الحريري وحلفائه بالسلطة، رغم الثلث المعطل ورغم احتكار قرار الحرب والسلم. والحق ان اي مراقب نزيه لا بد وان يتذكر ان السنوات التي اعقبت اغتيال الحريري وصدور قرار مجلس الأمن القاضي بإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كانت كلها سوداً وعجافاً على فريق 14 آذار – مارس، حيث تعرض هذا الفريق لأشرس حملة اغتيالات عرفها لبنان على مر تاريخه، وطاولت في من طاولت قادة وسياسيين وصحافيين ورجال فكر. هذا وما زال اللبنانيون يذكرون وقائع الحصار الذي فرضه متفرغو حزب الله على الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته، اعتصاماً في وسط بيروت لشهور عديدة، فضلاً عن التهديدات التي ووجه بها مع وزراء حكومته، مما دفع هؤلاء إلى الإقامة في السرايا نفسها، حتى لا يتعرض اي منهم للاغتيال في رواحه ومجيئه.

اليوم يريد حزب الله وحلفاؤه استعادة السلطة من فريق 14 آذار – مارس. لكن أحداً منهم او من اللبنانيين لم يسأل نفسه: إذا كانت هذه هي حال فريق 14 آذار – مارس وهو في السلطة، فأي جحيم سيدفع إليه هذا الفريق حين يصبح خارجها؟

 

البديوي لـ "السياسة" الكويتية: حبس انفاس في لبنان لأجل قرار ظـي مجهــول

المركزية_ ذكر السفير المصري في لبنان أحمد فؤاد البديوي: "لا ينبغي حبس الأنفاس في لبنان من أجل قرار ظني لا يعرف أحد حيثياته ومضمونه وما يرتكز عليه من أدلة"، مؤكداً أن "على اللبنانيين معالجة نتائجه بما يحفظ للبلاد استقرارها"، ومشدداً على أن "صدور هذا القرار هو في بيد القائمين على المحكمة الدولية".

وأشارالبديوي وفي حديث الى صحيفة "السياسة" الكويتية، إلى "أن العلاقات بين اللبنانيين تحكمها قواعد حددها الدستور واتفاق الطائف"، مؤكداً أن مصر ترتبط بأطياف الشعب اللبناني علاقات أساسها الاحترام المتبادل، وإننا لم ولن نتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وهذا من مبادئ الدبلوماسية المصرية"، وقال: "ما يحركنا هو الرغبة الصادقة في تجنيب لبنان ما يعرضه للخطر". ولفت إلى "أن لدى اللبنانيين القدرة على حل خلافاتهم وهيئة الحوار الوطني خير شاهد"، واصفاً ما يجري على الساحة اللبنانية بأنه "يأتي في إطار اختلاف الأسرة الواحدة"، ومشيراً إلى "أن الوضع يبعث على الارتياح بعد مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الأخيرة".

 

"الاندبندنت": البريطانية: نجاد يأمل في تحقيق انتصار دعائـــــي

المركزية_ توقفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في مقال كتبه روبرت فيسك عند زيارة الرئيس الايراني للبنان تحت عنوان "لبنان وحزب الله جاهز لاستقبال احمدي نجاد".

واعتبرت الصحيفة أن نجاد "يأمل في تحقيق انتصار دعائي عبر هذه الزيارة ، لذا يتوقف عند وصف الحملة الاعلامية المرافقة، ويسهب في وصف الملصقات والصور التي نشرها "حزب الله" على امتداد طريق المطار والضاحية الجنوبية حاملة كلمات الترحيب بالعربية والفارسية بالرئيس الايراني. وفي معرض حديثه عن برنامج زيارة نجاد يتوقف فيسك عند كلمة مقرر أن يخاطب فيها أحمدي نجاد الجمهور اللبناني في ملعب رياضي في بيروت، لكنه يتساءل: "انه السؤال ذاته الذي يتداوله اللبنانيون وهو هل سيجازف الامين العام حزب الله حسن نصر الله بحياته ليحضر إلى جانب ضيفه في هذا الملعب، وهو الذي لم يظهر في شكل عام منذ ان وضعته اسرائيل في قائمة اكبر المطلوبين لديها".ويخلص فيسك إلى "أن القضية في معظمها "قليل من البروبغاندا" الفاضحة بالنسبة الى الاسرائيليين الذين ينتظرون حربا ثانية في الربيع المقبل مع "حزب الله" وقليل من البروبغاندا لـ حزب الله الذي ينتظر ايضا حرب الربيع المقبل مع الاسرائيليين".

 

ابو جمرة: عون لم يكن على مستوى حدث 13 تشرين نتيجة انقلابه على المبادئ والأهداف  

أعلن نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرة أن حضور النائب ميشال عون قداس كنيسة الحدث لمناسبة ذكرى 13 تشرين، لم يكن بمستوى الحدث. وذكر في حديث الى "المركزية" ردا على سؤال ان حضور عون لم يكن في مستوى الحدث والذكرى نتيجة لانقلابه على المبادئ والاهداف التي استشهد من اجلها الابطال، ونتيجة الدعم الذي قدمه الى من كانوا رأس الحربة، الى من دخلوا في ذلك التاريخ معقل السيادة والحرية في لبنان. واضاف: "فلم يكن العماد السيد الذي عرفوه، ولا كلامه كلام القائد الذي تعودوا ان يسمعوه، فـ"سبحان اللي بغير وما بيتغيّر".

 

"سوريا تتحمل مسؤولية أي اهتزاز امني" بيضون: لتعلن إيران موقفها من المحكمة

المركزية - تمنى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن "تسفر زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد نتائج ايجابية، تحديداً في موضوع المحكمة الدولية"، مشددا على "وجود ضرورة ملحة لمعرفة الموقف الايراني منها، إضافة الى ضرورة أن تكون هناك دعوة حقيقية يوجهها الرئيس الايراني الى نزع فتيل التفجير، وألا تكون الزيارة مجرد زيارة بروتوكولية لتوقيع اتفاقات بين البلدين. وأشار في حديث متلفز الى "أن زيارة نجاد للبنان هي زيارة رئيس دولة لدولة وليست زيارة تاريخية كما يصفها البعض"، متمنياً "أن ترقى ايران ورئيسها بالعلاقات مع لبنان من دعم لفئة أو حزب الى دعم الدولة ككل". ولفت الى "أن الوطن، يعيش منذ ثلاثة أشهر حال من الضغط النفسي وترويج لوصاية السلاح والفتنة، لذلك على جميع المسؤولين مسؤولية العودة الى منطق المؤسسات والقضاء على فكرة السلاح"، مطالباً "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي أن يكونا أكثر تشدداً بالموضوع الامني، والتصدي لأي نوع من أنواع الفتنة".

من جهة أخرى، اعتبر بيضون أن "مذكرات التوقيف السورية هي مذكرات في حق الدولة اللبنانية، وأكبر دليل الى ذلك أن بعضها صدر في حق قاض اسمه سعيد ميرزا ورجل أمن اسمه العقيد وسام الحسن وهذا يسمى اعتقال للدولة من خلال القضاء والأمن"، داعياً الجانب السوري و"حزب الله" الى الإمتناع الكامل والتام "لأن أي تسوية ممكن أن تحصل ستكون تحت سقف المحكمة الدولية لأنه من غير الوارد إلغاء المحكمة".

وشدد على "أحدا لا يستطيع أن يؤخر صدور القرار الظني أو يمنع التمويل عن المحكمة وكل ما يمكن أن يؤثر على عملها هو فقط الاستفزاز لا أكثر ولا أقل، وربما الطلاب الذين قام بتعليهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري (30 الف) يمكن أن يساهموا في دعم هذه المحكمة وتمويلها ولا غرابة في ذلك"، سائلا: "هل المقاومة هي للدفاع عن لبنان أم هي نفوذ لمشروع إيراني في المنطقة؟"، مشيرا الى "أن وظيفة المقاومة يفترض أن تكون مقاومة لبنانية بالمطلق، وليست ذراع من أذرع المشروع الايراني في المنطقة".

ودعا بيضون "الدولة الى فرض مرجعيتها وقوتها على كل الاراضي اللبنانية، على أن تكون المقاومة من ضمن مشروعها"، معتبرا "أن الدولة اللبنانية تمارس حوارا بناء من أجل وضع المقاومة ضمن مشروع الدولة وفق صيغة معينة يقبل بها الجميع". وأكد "أن المحكمة الدولية تتمتع باستقلالية ذاتية في عملها ومن غير المقبول أن نسمي كل القرارات التي تصدر عن مجلس الامن والامم المتحدة بأنها مشاريع أميركية، خصوصاً أن المحكمة أنشئت بناء لطلب شعبي لبناني"، سائلا: "من يعلم بمضمون القرار الظني؟! بالتأكيد لا أحد وليس هناك أي مؤشرات موجودة، لذلك نرى حزب الله يخلق مشكلة غير موجودة الآن عبر اتهام نفسه بالجريمة، وهو بالتأكيد يسعى الى ضربة استباقية لصدور القرار الظني".

وإذ حمل سوريا "مسؤولية أي اهتزاز للوضع الامني في لبنان أو سيطرة فريق على فريق"، أوضح "أن في استطاعة حزب الله السيطرة على الوطن بالسلاح، لكن هذا سيرتب عواقب سلبية على سوريا وعزلة عربية ودولية، لاسيما وأن السلاح يأتي للحزب من سوريا"، مطالباً "الحزب بالاقلاع عن سياسة التخوين التي يعتمدها دائماً والاعتماد على الوسائل الديموقراطية والسلمية للتعبير لتحقيق المكاسب والاهداف التي يريدها". وذكر بيضون "بأن رئيس الحكومة سعد الحريري وصل الى الحكومة بأكثرية نيابية وهو زعيم للأكثرية، والنائب وليد جنبلاط يعرف تماماً أنه متى حاول الفريق الآخر القضاء سياسياً على الحريري وتقويضه فإنه بالتأكيد سيصل "الموس" اليه وما يريده الفريق الآخر من جنبلاط محاولة تقويض سعد الحريري، لذلك نراه يقوم بهذه الحركة الوسطية الحوارية للحل"، مؤكداً "أن كل الضغط الذي يمارس على الرئيس الحريري هدفه تقديم تنازلات منه، تحديداً بموضوع المحكمة الدولية".

وأعلن أن "ملف شهود الزور لا يمكن أن يحال الى المجلس العدلي إلا بموافقة من الرئيس ومجلس الوزراء"، مستبعداً "أن يصوّت وزراء الرئيس سليمان مع وزراء المعارضة على إحالة الملف الى المجلس العدلي، خصوصاً أنه من غير الوارد أن يعمد رئيس الجمهورية الى إحداث "شرخ" بينه وبين الرئيس الحريري، كما حذر من أن التلاعب بالقضاء وبالمجلس العدلي من قبل الفريق الآخر يقلل من هيبة الدولة ومصداقيتها".

 

ماروني: الشامي أهان سليمان من خلال ملف المغتربيـــن

المركزية- لفت عضو "كتلة الكتائب" النائي ايلي ماروني الى ان "تقرير وزير العدل ابراهيم نجار كان واضحاً لجهة امكان احالة هذا الملف الى القضاء العدلي اللبناني وليس الى المجلس العدلي لان القانون يحدد اختصاص المجلس". وأشار في حديث اذاعي الى ان "الفريق الآخر يحاول عرقلة عمل المحكمة والتشويش على صورتها ومحاولة ابراز صورة تسييسية والاهم هو "اطاحة كل مقومات البلد ومؤسساته"، مؤكدا "تمسك فريق 14 آذار بالحوار والتعاطي الايجابي البناء في كل المواضيع مع التمسك بالمحكمة التي تشكل الرادع الاول لمنع آلة القتل في البلد". وعن موقف وزير الخارجية علي الشامي بالنسبة الى اقتراع غير المقيمين، اعتبر ان "هذا الامر اهانة لمواقف رئيس الجمهورية في مختلف الدول التي زارها والتي اعطى فيها وعداً للبنانيين بالمشاركة في الحياة السياسية".

 

جعجع وغاي عرضا للاوضاع العامة

المركزية - عرض رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع السفيرة البريطانية فرانسيس ماري غاي، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات جوزف نعمة ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري، للأوضاع العامة في لبنان والشرق الأوسط والى ما آلت اليه عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية.

والتقى جعجع كذلك وفدا من قطاعي النقابات والعمال في "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" في رئاسة كل من منسق قطاع النقابات العمالية في "القوات" ميشال نخول ومنسق قطاع النقابات العمالية في "المستقبل" نجيب ابو مرعي وذلك في حضور منسق المؤتمر العام المهندس عماد واكيم، وبحثوا في العمل النقابي والعمالي وما يعانيه هذا القطاع من مشاكل وتجاذبات.

 

وزير خارجية اليونان في بيروت في 20 الجاري دعما للجهود الاوروبيــــة نحـــو السلام

المركزية- علمت "المركزية" ان وزير خارجية اليونان ديمتريس دروتساس سيزور لبنان في 20 الجاري للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين والبحث معهم في افق العملية السلمية واستطلاع الموقف اللبناني . وتأتي الزيارة في اطار جولة على عدد من دول المنطقة تشمل اسرائيل وفلسطين ومصر والاردن تهدف الى اجراء محادثات مع المسؤولين لدفع الجهود المبذولة على مستوى مفاوضات السلام قدما ، وتتقاطع في اهدافها مع الزيارة التي قام بها وزيري خارجية فرنسا برنار كوشنير واسبانيا ميغل انخيل موراتينوس الى اسرائيل وفلسطين حيث اجريا اتصالات مع كبار المسؤولين ركزت على مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عقد قمة رباعية في باريس بمشاركة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، وقد تنضم اليها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، في محاولة لتوسيع دائرة الرعاية للعملية السلمية واعطائها قوة دفع تحرك الجمود الناجم عن مضي اسرائيل في سياسة الاستيطان والرفض الفلسطيني لذلك.

 

سليمان الى مؤتمر الفرنكوفونية في سويسرا الثلثاء

المركزية- علمت "المركزية" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيتوجه الثلثاء المقبل في 19 الجاري الى سويسرا مترئسا وفد لبنان الى مؤتمر القمة الفرنكوفونية الذي يعقد في مونترو بين 22 و 24 تشرين الاول في مشاركة 65 دولة وحكومة و14 دولة في صفة مراقب منضوية الى المنظمة الدولية للفرنكوفونية. ومن المتوقع ان يلقي رئيس الجمهورية كلمة في المناسبة، ويجتمع مع عدد من الرؤساء الاوروبيين في مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقد عقد الرئيس سليمان سلسلة اجتماعات تحضيرية للقمة مع عدد من مستشاريه في بيروت قبل سفره الى برن.

 

 تراجع الملف الداخلي لمصلحة "الأيام الايرانية"

نجار يعلن دعم لبنان واسرائيل في حال تأهّب مصادر دبلوماسية تستبعد الاضطرابات و14 آذار تتريث

المركزية - حجب اليوم الايراني الطويل في لبنان الاهتمام بالملفات الداخلية وفرض تراجعا في الكباش السياسي بفعل انشغال المسؤولين بزيارة الرئيس محمود احمدي نجاد التي استقطبت اهتماما استثنائيا دوليا وعربيا سياسيا ودبلوماسيا من جهة، وحذرا اسرائيليا من جهة ثانية، واستدعت استنفارا اعلاميا لافتا مع نشرأعلام إيران وصور نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي وبالونات مرحبة على طول الحدود في جنوب لبنان وتحليق مكثف للطيران الاسرائيلي فوق شبعا وصولا حتى خط التماس مع العرقوب مترافقا مع حركة لافتة للدوريات الاسرائيلية في محاذاة الخط الأزرق في منطقة القطاع الشرقي يقابلها استنفار متبادل من قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.

رسائل عدة: فالرئيس نجاد الشخصية المثيرة للجدل والذي وصفته اسرائيل بـ"هتلر جديد"، احدث مجيئه انقساما بين اللبنانيين حول توقيت زيارته وأهدافها في هذا الوقت بالذات، حرص على توجيه سلسلة رسائل متعددة الاهداف والاتجاهات فاتصل قبيل توجهه الى لبنان بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري بشار الاسد، .كما اتصل بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مطمئنا الى نيات بلاده السليمة في لبنان ومحاولا انتزاع دعم سعودي في الوقت نفسه في مواجهة الحصار الدولي، واكد بزيارته تحديه للمجتمع الدولي عموما ولاسرائيل خصوصا لا سيما باعلانه قبل مغادرته طهران ان لبنان هو"النقطة المحورية في المقاومة"، وبعزمه على التوجه الى الجنوب غدا.

وتوقفت الاوساط المراقبة عند الاستقبال الشعبي الذي اعده حزب الله وحركة "امل" للرئيس الايراني اذ لم يشهد لبنان منذ زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني حشودا ومظاهر شعبية واحتفالية كالتي اعدت للرئيس نجاد. وقرأت فيه سعيا من حزب الله الى عرض قوته الشعبية على طريق المطارصباحا وفي الضاحية مساء حيث سترتفع في طبيعة الحال نسبة الحشود مع القاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة ترحيبية بالضيف الفارسي.

أبعاد وقراءات: في غضون ذلك، بدأت قراءات ابعاد الزيارة ونتائجها قبل ان تنتهي وسط مخاوف لدى البعض من ان تشكل عامل تفجير محليا واقليميا ودوليا من خلال اقدام الرئيس الايراني على اطلاق مواقف قد تكون لها تداعياتها على اكثر من ساحة. ودعا مصدر دبلوماسي غربي الى انتظار انتهاء الزيارة للحكم علي نتائجها ومعرفة مسار الامور.

لكن، وفي خضمّ الاختلاف في قراءات الزيارة اعلنت ايران دعمها الكامل للبنان وابدى رئيسها الاستعداد لتقديم المساعدات العسكرية اليه، مؤكدا من قصر بعبدا ان "صمود لبنان يستحق المديح قبالة العدو الصهيوني، وهو قد بعث الفخر لجميع ابناء المنطقة ويمثل لواء العزة والحرية"، داعياً الى تحرير كل الاراضي المحتلة في لبنان وسوريا".

اما لبنان فشكر لايران وقوفها معه واكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على مسمع الضيف الايراني "حرص لبنان على العمل لإجبار اسرائيل على تنفيذ مقررات الامم المتحدة". وعلى تنفيذ القرار 1701 في كل مندرجاته ولا سيما الإنسحاب الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي اللبنانية التي مازالت تحت الإحتلال"، لافتاً الى ان المحادثات "تطرقت الى الارهاب الدولي والفرق بينه وبين المقاومة"، مؤكداً على "حق الدول في الإستخدام السلمي للطاقة النووية وحق إيران في استعمالها". وأشار إلى أن "في الوقت الذي يسعى لبنان لإرغام "اسرائيل على تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته فإنه يحتفظ بحقه في استرجاع أو تحرير الأراضي في مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر بجميع الطرق المتاحة والمشروعة".

هدنة قسرية: وكانت زيارة نجاد فرضت هدنة قسرية وتأجيلا للملفات الخلافية لا سيما ملف شهود الزور فيما الخلاف مستمر على حسم مرجعية التحقيق هل المجلس العدلي، كما تصر المعارضة، ام القضاء العادي، كما يرى وزير العدل والاكثرية. وقد ترجمت الهدنة بوجود مختلف التلاوين السياسية في قصر بعبدا لمشاركة الرئيس الايراني الغداء الرئاسي التكريمي، كرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع الذي كان رحب بالرئيس الايراني امس ونصح له التصرف كرئيس دولة.

وفي مؤشر الى ان "هدنة نجاد" ستطول\، استبعدت مصادر دبلوماسية حصول اي اضطرابات على الارض، فالامن خط احمر واي مساس به سيدفع ثمنه الجميع ولاحظ ان حزب الله واع لخطورة الوضع ومدرك حساسية المرحلة وان اي شرارة يمكن ان تطلق فتيل التفجير . وعليه، تتم المعالجات بعيدا من الاضواء خلافا للمواقف المعلنة ، علما ان جهات سياسية مقربة من قوى 14 آذارمتخوفة من تداعيات محتملة في المرحلة المقبلة وسيناريوهات لضرب الاستقرار والتهدئة وتتخوف ايضا من لجوء المعارضة الى تحريك الشارع عبر الاتحاد العمالي العام وتحت ستار مطلبي كورقة ضغط على الحكومة. من جهتها، تنتظر الغالبية - وفق مصادر فيها - ان تنتهي زيارة الرئيس الايراني لتعقد اجتماعات تقويمية لما جرى ووضع خطة عمل للمرحلة المقبلة، انطلاقا من جملة ملفات يجب بتها عبر ايجاد حلول لها، وتبدأ بملف شهود الزور الذي سيطرح مجددا على طاولة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل دوالذي ستسبقه سلسلة اتصالات لايجاد حل، بعدما نجحت الاتصالات واللقاءات التي أجراها الرئيس سليمان وتحرك كل من الرئيس بري والنائب جنبلاط في سحب فتيل تفجير الحكومة من الداخل امس . ما جنب تجرع كأس التصويت المر

 

البطريرك لحام في اليوم الثاني من السينودس: إذا أفرغ الشرق من المسيحيين تتاح الفرصة لصراع الحضارات

وطنية - 13/10/2010 وزعت بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك مداخلة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في اليوم الثاني من الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط في روما، تحت عنوان "السلام والعيش المشترك والحضور المسيحي في المشرق العربي". وأعاد البطريرك لحام طرح موضوع رسالته لعيد الميلاد لعام 2006، مشددا على السبب الأساسي للهجرة المسيحية "التي تشكل نزفا مستمرا، وهذا يعني أن المجتمع العربي سيصبح مجتمعا ذا لون واحد، مجتمعا عربيا- إسلاميا. وهكذا يصبح الشرق الأوسط مجتمعا عربيا-إسلاما بإزاء مجتمع أوروبي - مسيحي. وإذا تم ذلك وأفرغ الشرق من المسيحيين، فتصبح كل فرصة ملائمة لقيام صراع الحضارات والثقافات والديانات. وتصبح الفرص متاحة لصراع مدمِّر بين الشرق العربي ـ المسلم،و "الغرب ـ المسيحي"، صراع سيكون مسيحيا-إسلاميا، صراع المسيحية والإسلام!"

 

القوات" ادعت على فايز شكر

وطنية - 13/10/2010 أصدرت الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" بيانا نفت فيه تصريحات الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز بأن "القوات تتسلح وان رئيسها يتعامل مع إسرائيل". وقال البيان :"في تصريح له على محطة "او تي في" قال رئيس حزب البعث فايز شكر إن القوات اللبنانية تتسلح وإنه يملك معطيات عن تعامل رئيسها سمير جعجع مع اسرائيل. إن القوات اللبنانية ترفض بشدة هذه الأكاذيب والتلفيقات، منبهة الى النوايا الشريرة التي يبطنها مطلقوها، ومؤكدة مرة جديدة أنها لن تسكت عن أي اتهام غير صحيح يطالها بعد اليوم وستحيل مرتكبه على القضاء المختص، وهي قد باشرت باجراءات الادعاء على فايز شكر فور تبلغها ما قال".

 

صقر: عندما يقلب "حزب الله" الطاولة فإنه يقلبها على نفسه

نهارنت/اشار عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أن الرأي العام كان ذاهباً في غير اتجاه، مشيراً في حديث لصحيفة "السياسة" الكويتية الى عملية تزوير حقيقية تحيط بملف المزورين تمّ كشفها بالوقائع والإثباتات والأدلة والوثائق الرسمية والاعترافات المأخوذة من المقالات الصحفية، وبالتالي فإنه من الصعوبة أن ترد المعارضة برأي أو باتهام وبانتحال صفة . ودعا صقر للعودة إلى الحقائق التي أوردها وبذلك تكون بداية الخلاص، لأن المعاندة والإبقاء على تزوير فوق تزوير سيشلان البلد والأمر أصبح مفضوحاً.

واكّد انه قدّم للرأي العام اللبناني والعربي والعالمي حقيقة ملف الشهود الزور، والذي أقاموا الدنيا من أجله، آملاً بذلك أن يكون الصمت الذي ساد نتاج التفسير العميق لهذه الوقائع الهادفة إلى تصحيح المسار. كما رأى بأن لدى البعض قناعة بأن إحالة هذا الملف إلى المجلس العدلي، قد تساهم في رفع الملف إلى المحكمة الدولية، ما قد يؤدي إلى تأجيل صدور القرار الظني، واستبعد أن يؤدي هذا الأسلوب إلى أية نتيجة. ووصف صقر ما يُشاع عن إمكانية إقدام "حزب الله" على قلب الطاولة بعد الانتهاء من زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد، بأنه كلام تهويلي وأن "حزب الله" عندما يقلب الطاولة فإنه يقلبها على نفسه. 

 

إستقرارنا ممنوع

ايلي فواز /لبنان الآن

ثمة فرق هائل وواضح للعيان بين النية التي يعلنها النظام السوري تجاه رئيس حكومة لبنان الرئيس سعد الحريري وبين السياسة التي ينتهجها. وبات من الواضح ان جسور التواصل بين المعنيين في البلدين لم تعد تتماشى وحجم الامال التي عقدت على امكانية بناء علاقات متينة تحترم استقلال وخصوصية الدولتين.

فسوريا التي تستقبل بحفاوة ملفتة في الصباح رئيس حكومة لبنان هي ذاتها تستقبل في المساء وعلى مدى ساعتين ضابطاً لبنانياً ليعود بعدها من دمشق يهدد ويتوعد ويهاجم اركان الدولة اللبنانية من دون اي اعتبار لمراكزهم او حتى لحجم تمثيلهم . وسوريا التي يخشى رئيسها على الوضع في لبنان ويراه "غير مطمئن"، تسمح للقضاء السوري بصب النار على زيت لبنان الحامي من خلال اصدارها استنابات قضائية بحق نواب وقضاة ومسؤولين امنيين وصحافيين وشخصيات لبنانية، خلافا لكل الاعراف والاتفاقات التي تربط البلدين.

وسوريا التي تدعي حرصها على وأد الفتنة في لبنان والتي تحث اللبنانيين على الوحدة لا تمانع تهديدات حلفائها في لبنان تارة في 7 ايار جديد واخرى باسقاط حكومة الوحدة الوطنية وهي لا تصدر نفياً واحداً عن ما قاله وئام وهاب في شأن عودتها عسكريا الى لبنان ومن دون اذن ايا كان.

ويشعر المراقب انه بالرغم من سياسة اليد الممدوة التي يتبعها رئيس الحكومة سعد الحريري وبالرغم من زياراته المتكررة الى الشام وتصريحاته الأخيرة إلى جريدة الشرق الاوسط عن العلاقات بين البلدين، او حتى في ملف الاتهام السياسي لسوريا في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومسألة شهود الزور، الا ان الرجل لم يقابل الا بمزيد من التشدد والعدائية؟ والسؤال ما المطلوب من الرئيس الحريري؟ ان كان المطلوب الغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فالرئيس سعد الحريري لا يملك قرارها وهي اكبر من لبنان وليست "شأنًا لبنانيًا بحتًا" كما اراد ان يوحي وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤخرا في مؤتمر صحافي مشترك ووزير الخارجية الروماني في دمشق.

أما إذا كان المطلوب تنصل الحريري من نتائج القرار الاتهامي اذا ما اتهم "حزب الله" فهو حتى وان فعل ذالك لا يملك قدرة تعطيل مفاعيلها الخطيرة لا سيما على الرأي العام اللبناني والعربي، واذا كان الهدف اخراجه من الحكم فربما سها عن بال الكثيرين ان الرئيس الحريري وصل إلى رئاسة الحكومة نتيجة خيارات شعبية تكرست في الانتخابات النيابية 2009، وهو ليس معيّنا من قبل سلطات انتداب واي محاولة لاقصائه قد يعرض السلم الاهلي لاهتزاز. الا اذا ما قرر هو بنفسه الاستقالة وكشف النيات الحقيقية التي تبيتها قوى 8 آذار ومن ورائها.

اما التهديد بالسلاح واجتياح مناطق والحديث عن انقلاب يوجب السؤال البسيط لدى مبشريها: ماذا في اليوم التالي؟ لم يعد اتفاق (س-س) يطمئن النفوس القلقة من التصعيد اليومي واخبار التسلح، وبات واضحاً من السياق السياسي ان المطلوب هو تامين عدم استقرار لبنان على المدى المنظور، لان لبنان المستقر ليس ورقة مساومة على اي طاولة مفاوضات في منطقة بدأت تتسارع فيها وتيرة المتغييرات الآتية.

 

بعد أن جعلتها إيجابياتها مُتّهمة أمام 8 آذار... وقبيل القرار الإتهامي

14 آذار قرّرت المواجهة في الربع الساعة الأخير ورسالة قهوجي إلى الجميع... «ممنوع إنفلات الأمن»

الديار/سيمون ابو فاضل

استناداً الى المواقف والتحركات التي اقدمت عليها قوى 14 آذار في اليومين الماضيين، يمكن الجزم بأنها قررت استعادة المبادرة بعد سلسلة خطوات ايجابية مارستها تجاه قوى 8 آذار محليا، واظهرتها في موقع الضعف او المتهم في جملة ملفات ومحورها قضية «شهود الزور»، التي يهدف منها هذا الفريق الى اسقاط المحكمة الدولية واذا ما تعثر ذلك، انتزاع المصداقية مما قد يتضمنه القرار الاتهامي للقاضي دانيال بلمار. فقد بدا المشهد واضحاً حيال الدينامية التي مارستها قوى 14 آذار، في غضون اليومين الماضيين من زاويتي التحركات والمواقف التي تستكمل اليوم في بيان الأمانة لهذه القوى.

اذ على صعيد التحركات، زار رئيس الحكومة سعد الحريري القاهرة والتقى الرئيس المصري حسني مبارك وامين عام جامعة الدول العربية، في لقاءات لم يعلن خلالها مواقف، بل ان الاعلام المصري أشار الى ان الزيارة قبيل مجيء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت، تصب في خانة تعزيز موقع وهوية لبنان العربي، في حين اكد المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي، بأن موقف القاهرة، واضح بدعم المحكمة الدولية وجهود رئيس الحكومة سعد الحريري من اجل استقرار لبنان.. وان الصخب والجدل لن يبدلا مسارها...» وتأتي القطبة المخفية في توقيت زيارة الرئيس الحريري الى القاهرة، متزامنة مع اللقاء السوري - التركي في سوريا، في اشارة الى أنه داخل منظومة الحركة الرئاسية العربية، وان الحملة عليه قضائيا من جانب دمشق، لن تضعه في موقع المترقب، بل هو يمتلك المبادرة كشريك في الصراع العربي - الاسرائيلي.

ثم كان موقف رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميّل، الذي شدد على الواقع الانقلابي الذي يهدد الدولة، طالباً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان دعوة هيئة الحوار الوطني للقاء. وخلاله طالب رئيس الحكومة باستعادة زمام الأمور لاستدراك ما يحاك للبنان، اي بمعنى آخر الاستعداد للمواجهة.

وكان لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، كلام قضائي اعاد الى الاذهان مشهد المحاكمات السياسية التي خضع لها زمن اعتقاله السياسي، بحيث فند الدكتور جعجع باسهاب قرار فريق 8 اذار الرافض للمحكمة الدولية، وموضحاً في الوقت عينه طيات دراسة وزارة العدل التي حددت الجهات القضائية الصالحة للنظر في قضية شهود الزور، بعد صدور القرار الاتهامي، معرباً في المحصلة عن تمسكه بالمحكمة والسعي من اجل تطبيق العدالة، دون تراجع عن هذا القرار.

وكان المؤتمر الصحافي للنائب عقاب صقر، الذي وضع خلاله ملف شهود الزور على مشرحة الواقع، معززاً قرائنه بالوثائق والمستندات، التي بينت بأن «شهود الزور» ترعرعوا في كنف قوى 8 آذار، واوجدوا من قبلهم من اجل تضليل التحقيق، بحيث تبين للمراقبين بأن المنحى القضائي لهذه القضية، سيكون لمصلحة قوى 14 آذار، مهدداً بالمواجهة الاقوى من خلال الملفات التي لم يعلن عن مضمونها.

واذا كان من الطبيعي، ان يكون موقف كتلة المستقبل، منسجماً مع مواقف الحلفاء في محور 14 آذار، ويأتي بيان الأمانة العامة اليوم متكاملاً وجامعاً في مضمونه لجوهر المواقف، فان العامل الأساسي في هذه المواجهة المستعادة من جانب محور 14 آذار، هو اجادتها امتلاك التوقيت وفي الواقع الزمان والمكان على حد ما ظهر في اليومين الماضيين.

1- بدا التوقيت الذي في خلاله بدأت قوى 14 آذار، دفاعها، مناسباً لها، فهو عشية مجيء الرئيس الايراني نجاد الى لبنان، في ظل سعي «حزب الله» الى ضبط الحياة السياسية - الاعلامية وفق توقيته الذي ينتهي بعد ايام من مغادرة الرئيس نجاد، فوجدت ثورة الارز في هذا التوقيت مناسبة لمخاطبة الرأي العام بالوثائق والمستندات، بحيث ان «حزب الله» لن يسمح لفريق 8 آذار باللجوء الى الردود منعا لتعكير صفو الزيارة، فكانت المساحة الاعلامية مناسبة لقوى 14 آذار التي تمكنت من مخاطبة المواطنين والرأي العام في ظل صفاء ذهني مريح، ومقنع، لكونها عززت مواقفها بالوثائق والوقائع والحجج القانونية، على حد ما اظهر الدكتور جعجع والنائب صقر.

2- جاءت ردود قوى 14 آذار، في مرحلة «الربع الساعة الأخير» للمواجهة، بعد ان استنفدت قوى 8 آذار وعدد من الضباط الذين كانوا في عداد الموقوفين كل الوسائل والصفات، لاسقاط القرار الاتهامي او مصداقيته اذا أمكن، اذ كانت قوى الممانعة قد استنفدت كل طاقاتها ودعاواها القضائية المغلقة الآفاق. اذ بعد ان كانت المذكرات القضائية قد حولت فريق رئيس الحكومة وكبار مسؤولي الدولة القضائيين والامنيين الى مطلوبين «معنويا»، عدلت المواقف في الواقع، لا سيما ان قوى 8 آذار مارست اقصى طرقها منذ سنة ونيف في مواجهة المحكمة، بعد ان حافظت قوى 14اذار على انفاسها لاستعمالها في المرحلة الفاصلة بين انتفاضتها التي بدأتها في اليومين الماضيين وبين اصدار القرار الاتهامي.

3- الزمان والمكان، لاطلاق الحملة الدفاعية، اتى من مقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار، بحيث كان بامكان النائب صقر اعلان ما اراده من مواقع اخرى، لكن هذا الفريق الذي بدا ممتلكاً لعامل «التوقيت» بقوة، اراد التأكيد على ان الحملة التي تواجهه تفرض عليه التلاحم اكثر بين صفوفه، وان الضغوطات الهادفة لفك التحالف بين رئيس الحكومة وبين قوى 14 آذار المسيحية التي تشكل الأمانة العامة المكان الجامع لها، اعلن من مقرها النائب صقر المقرب من رئيس الحكومة فضائح 8 آذار. لكن في موازاة الحركة الدفاعية التي باشرتها قوى 14 آذار، فان في منطق المحيطين برئيس الحكومة، ان «حزب الله» يعي جيداً بأنه لا يستطيع ان يسقط المحكمة الدولية ولا ان يعطل صدور القرار الاتهامي، ولا حتى ان يلجأ الى اساليب عسكرية، نظراً لمضاعفاتها عليه وعلى المقاومة بنوع خاص، لذلك يلجأ الى «التهويل» في المواقف على قاعدة بأنه سيلجأ الى اعمال ميدانية، والمطلوب منذ اليوم ان يعلن رئيس الحكومة موقفاً من شأنه ان ينتزع من المحكمة الدولية مصداقيتها ويشكك في اعمالها. واضاف المصدر ذاته، بأن لجوء الرئيس الحريري الى هكذا موقف، لم يراوده يوماً ولن يقبله، لأن الشهداء الذين سقطوا امانة في اعناقه، معتبرا بأن الكلام عن تحركات عسكرية من جانب «حزب الله» له محاذير سياسية وامنية سلبية عليه، اذ على الصعيد السياسي، معناه سقوط المقاومة وتحول «حزب الله» الى الداخل اما على الصعيد الامني، يكمل المصدر، فان الواقع في بيروت وعدة مناطق لم يعد يتقبل التهديدات وان بعضهم ىقول «ليتحرك بقى ونخلص...» بما معناه بأن ثمة مناطق لن تتقبل ما قد يقدم عليه تكتل 8 آذار، وقد بدأت منذ مدة، تظهر تراجعات في حركة قوى او مجموعات تلقى الدعم في الشمال او البقاع، لا بل حتى في بيروت، كان هناك التفاف مذهبي في وجه التهديدات اثناء الاحداث الاخيرة. ويشير المصدر الى ان اي خلل في التوازنات القائمة من شأنه ان يدفع بالاصوليين من الذين تصنفهم «بالمجانين» للجوء الى اعمال غير مقبولة شرعاً، لكنها تأتي تحت وطأة ردات الفعل والسعي في ما بينهم للمزايدة على بعضهم، عندئذ كل اثنين او ثلاثة يشكلون خلية ويدخلون البلاد في صراعات خطرة، غير واضحة المعالم في تطويقها. لذلك فان سعي «حزب الله» لأي اجراءات عسكرية ميدانية بين المناطق مستبعد ولن يكون امراً سهلاً عليه.

ويشدد المصدر على ان المؤسسة العسكرية قادرة على تولي مهام حفظ الأمن، وان ما يكرره قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، رسالة واضحة، بأنه لن يقبل انفلات الامن، بل يستعد منذ اليوم لتطويق او منع اي احداث تتجه للتفاقم.

 

سوريا مستاءة من تباطؤ الحريري بتنفيذ ما وعد به.. والموقع الرمادي لم يعد مفيداً

العلاقة المميّزة تفترض وجود قناعة بها دون وسطاء والقيام بخطوات عملية بدءاً من المحكمة

الديار/حسن سلامه

بعيداً عن الاتجاه الذي سلكته الامور في جلسة مجلس الوزراء مساء امس، فان كل المؤشرات التي تمخضت عنها المواقف السياسية لكل من طرفي المعارضة والموالاة في الفترة الاخيرة تؤكد ان السجال الداخلي مرشح نحو تصعيد كبير في المرحلة القريبة المقبلة وان حرص معظم الاطراف على تمرير ما قبل زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان باقل قدر ممكن من الحدة السياسية تفادياً لتعطيل النتائج الايجابية لزيارة على مستوى الرئيس الايراني في هذه المرحلة الدقيقة.

بداية الى اين وصلت العلاقة السورية مع الرئيس الحريري في ظل تراجع الاخير عن الوعود التي كان قطعها خلال لقاءاته مع القيادة السورية وبالاخص في السحور الرمضاني مع الرئيس الاسد، وبالتالي كيف تنظر دمشق الى الوضع الراهن؟

في معلومات لمصادر مطلعة ان التواصل شبه مقطوع بين الرئيس الحريري ودمشق برغم محاولات بعض مستشاري رئيس الحكومة الاتصال بعدد من المسؤولين السوريين، بما ان المسعى الذي قام به الحريري عبر تركيا من خلال زيارة المستشارين نادر الحريري ومحمد شطح الى انقرة واجتماعهما مع مدير مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لم تعد الامور الى ما كانت عليه بين «بيت الوسط» والعاصمة السورية، وبالتالي ما زال الجمود يسيطر على العلاقة بين الطرفين وان كانت المصادر اشارت الى ان الملف اللبناني كان احد البنود الرئيسية في خلال زيارة رئيس الوزراء التركي الى دمشق اول امس واجتماعه مع الرئيس الاسد. علما ان العلاقة السورية - السعودية، كما تقول المصادر، لم تحمل اي جديد في الاسبوعين الماضيين، بما يتعلق بالملف اللبناني على الرغم من قيام موفد العاهل السعودي الامير عبد العزيز باكثر من زيارة للعاصمة السورية الاسبوع الماضي، ولذلك تدعو المصادر الى ترقب ما يمكن ان يعود به السفير السعودي في بيروت من الرياض بعد كان غادر الى بلاده للتشاور مع القيادة السعودية في المخارج الممكنة للوضع الداخلي، بعد ان قام بسلسلة لقاءات استطلاعية مع القيادات اللبنانية.

لذلك تقول المصادر ان الجمود الذي اصاب علاقة الحريري بدمشق ناتج عن تردد رئيس الحكومة في اتخاذ مواقف واضحة ومحددة حول عدد من القضايا، اذا كان فعلا يريد قيام علاقة خاصة ولا تخضع لمداخلات من هنا او هناك، وذلك انطلاقا من الآتي:

- اولاً: ان سوريا حريصة على الاستقرار في لبنان انما مطلوب خطوات عملية من جانب رئيس الحكومة خصوصاً. ان طبيعة العلاقة اللبنانية - السورية علاقة مميزة، واذا كانت هناك قناعة بهذه العلاقة فمن البديهي ان تترجم بخطوات معينة على المستويات السياسية والامنية.

- ثانياً: ان القول بالحرص على بناء علاقة ثقة مع دمشق لا يمكن ان تقوم ما دام الرئيس الحريري نفسه يضع خطوطاً حمراء حول علاقته مع بعض القوى المعروفة بعدائها لسوريا.

- ثالثاً: ان موقف سوريا من المحكمة الدولية ثابت ومعروف، فهي تعاطت معها على انها محكمة مسيّسة وهذا ما ثبت بالتجربة والبرهان منذ العام 2005 واذا كان معالجة تداعياتها شأناً لبنانياً، لذلك فان سوريا التي رفضت بالاساس الاتهام السياسي الذي وجه لها، فهي بطبيعة الحال سترفض توجيه الاتهام السياسي لحزب الله والمقاومة، ولذلك فان الحريري مطالب بمجموعة خطوات في هذه المسألة وهذه الخطوات، بات على دراية بها رئيس الحكومة وسمعها في خلال لقاءاته مع القيادة السورية وبعضها سمعه من القيادة السعودية نفسها، علما ان سوريا ابلغت الحريري في السابق انه يجري «فبركة» قرارظني من اجل اتهام حزب الله، على غرار ما حصل معها في السابق وهي بالتالي لن تقبل ان تستخدم المحكمة لضرب حزب الله واضعاف المقاومة، وحتى افتعال فتنة في لبنان. وانطلاقاً من ذلك، تلاحظ المصادر ان الرئيس الحريري، رغم الوعود التي كان قطعها، من اجل معالجة هذه القضايا، لكنه لا يبدو انه راغب او يسعى لتلبية هذه الوعود ومعالجة ما هو بحاجة للمعالجة، مما دفع دمشق للنظر بكثير من الريبة والشكوك حول نوايا رئيس الحكومة. ولذلك تقول المصادر ان سوريا متمسكة بضرورة تصحيح وتصويب المسار السياسي الداخلي عبر قيام الحريري بذلك، وبالتالي لا يمكن القبول بالموقع الرمادي الذي يضع الحريري نفسه فيه.

وتضيف المصادر ان استمرار الحريري في هذا الموقع ادى الى شعور لدى سوريا بان الحريري يناور ويسعى لكسب الوقت وقد جاءت زيارته للقاهرة اول امس لتضع مزيداً من الشكوك حول هذه السياسة التي يعتمدها رئيس الحكومة.

 

زوار دمشق : لا بحث في رئيس حكومة جديد غير الحريري

دمشق معنيّة بإسقاط المحكمة الدولية كجزء مُتكامل من معركة حماية المقاومة

الديار/كريستينا شطح

لم يتأتّ موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، من تسوية يتوافق اللبنانيون عليها لإلغاء المحكمة الدولية درءاً للفتنة المذهبية، من العدم، ولم يرم الى التوسّع في شغف التجاذب الداخلي حيال هذا الموضوع، بل عبّر عن استيعابه حقيقة موقف سوريا من المحكمة الدولية، التي لا تزال ترى فيها مصدر قلق لها نظراً الى تيقّنها من مسار التسييس الذي يقودها، ويُشعر سوريا في كل حين بأنها مستهدفة بها.

وهو أيضاً موقف حزب الله الذي يدرج حملته على القرار الظني وشهود الزور كجزء لا يتجزأ من انتقاده الحادّ المحكمة الدولية، وانبثاقهما تالياً من نتائج التحقيق الدولي الذي يرفضه.

رسم الموقف الأخير لوزير الخارجية السوري وليد المعلم من القرار الظني والمحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الثلثاء 28 أيلول، ملامح التصعيد الذي ستشهده المرحلة المقبلة، بعدما أخرجت دمشق الى العلن، لأول مرة، موقفها الصريح من القرار الظني والمحكمة. بذلك وجّهت، في هذا التوقيت بالذات، أكثر من رسالة الى الداخل اللبناني، كما الى الخارج، والى واشنطن من منبرها وعبر صحيفة أميركية، كي تشير الى الطريقة التي ستقارب بها اندفاعتها الجديدة حيال هذين الاستحقاقين البالغي الخطورة والدقة.

وبحسب زوار سوريا فان دمشق لا ترى طريقاً الى إلغاء المحكمة الدولية بمعزل عن الحريري، وعن تأثيره المباشر في خطة كهذه، ولا يبدو في المقابل جدياً لدى السوريين أي تداول في إسقاط حكومة الوحدة الوطنية بغية المجيء برئيس حكومة آخر يتولى خوض معركة الغاء المحكمة الدولية في بعدها اللبناني.

والمقصود بذلك، ان دمشق تريد توفير أوسع توافق داخلي، في الحكم وخارجه، على المضي في هذا الخيار حماية للاستقرار وتفادياً للفتنة المذهبية.

ولا يعني كلام الرئيس السوري للحريري عن صورة الزعيم الوطني التي يودّ أن يتصورها فيه بحسب المصدر السوري عينه، الا محاولة تتوخى قلب الأولويات، فيتقدم الاستقرار على ما عداه. وبحسب الزوار فان القيادة السورية ماضية حتى النهاية في محاربة المحكمة الدولية وبأنها لا تتخذ موقف المتفرّج في النزاع القائم على المحكمة الدولية، وعلى شهود الزور والقرار الظني، ولا تتصرف بلامبالاة حيال المسار الغامض لكل من الملفات الثلاثة هذه، ولا تطرح نفسها خصوصاً وسيطاً نزيهاً ومتجرّداً في النزاع الناشب بين رئيس الحكومة وحزب الله، على الرغم من حرصها على الظهور بمظهر الطرف غير المعني بالانقسام الداخلي، والأكثر اهتماماً بالاستقرار في لبنان ومساعدة الحريري على تماسك حكومته وتجنيبها الانفجار.

ويؤكد الزوار ان الرئيس الأسد يرسم منذ استعاد نفوذ بلاده في لبنان، وخصوصاً بعد انتخابات 2009، صورة متكاملة لتوازن القوى الداخلي وتأثيره في ادارته، ودور لبنان في ازمة المنطقة، من غير ان يستعين بجيشه ولا باستخباراته العسكرية لتوسيع نطاق نفوذه هذا، على نحو ما كان عليه قبل صدور القرار 1559، مع الأخذ في الاعتبار ان الرئيس السوري لم يكتف بالمحافظة على حلفائه الموثوق بهم، بل استمال حليفاً مسيحياً قوياً جديداً افتقر اليه قبل انسحاب جيشه من لبنان عام 2005 هو الرئيس ميشال عون.

ولهذا السبب وفي وقت مبكر أبلغت دمشق حسب الزوار الى حلفائها الدائمين وحلفائها العائدين موقفها من قرار ظني يتهم اعضاء في حزب الله باغتيال الرئيس الأسبق للحكومة، وعدّت هذا الاتهام استهدافاً مباشراً للمقاومة وسلاحها، وتالياً استهدافاً مماثلاً لها، رغم تراجع التحقيق الدولي عن اتهامها بما شاع عام 2005، من انها هي المتورّطة في اغتيال الحريري. وبناء على موقفها هذا، حددت حدود التحالفات الجديدة وأخصها مع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي سبق الحريري الى التوجّس من القرار الظني قبل انفتاحه على سوريا، بعد ساعات قليلة على صدور مقال دير شبيغل في 24 ايار 2009. ولهذا السبب تبدو دمشق اليوم، أكثر من أي وقت مضى، معنية بخوض معركة إسقاط المحكمة الدولية كجزء لا يتجزأ من معركة حماية المقاومة.

 

مؤتمر الفاتيكان حول مسيحيي الشرق فوّت علينا مشهد لقاء كان يُمكن أن يتمّ بين

نجاد والمرجع الروحي لمسيحيي لبنان تجسيداً للشراكة العقائدية في المسيح بين الديانتين..

زيارة ضيف لبنان لأرض الشهادة والتحرير في «جنوب التضحيات» كان يجب أن يستكمل بزيارة معالم

محمد باقر شري /الديار

المؤتمر المنعقد في الفاتيكان حول مستقبل مسيحيي المشرق على ما فيه من«بركات ورعاية» قداسة البابا وعلى ايجابية التوجه القائل بوجوب زيادة تجذير وترسيخ مشرقية المسيحيين ، والذي يحضره«بطريرك انطاكية وسائر المشرق« الكاردينال مار نصر الله صفير والذي قدّم لحضوره المؤتمر عشية انعقاده وقبل ايام من سفره الى حاضرة الفاتيكان، بتصريحات مترعة بالعاطفة الابوية نحو جميع اللبنانيين من منطلق روح التعايش بين مكوّ نات عائلات لبنان الروحية والتي هي من اهم ّ المبررات الاساسية لوجود لبنان كوطن وكيان . ورغم ما في ذهاب غبطته الى المؤتمر من حرمان اللبنانيين رؤية«صورة نادرة» كان يمكن ان ينعموا بمشاهدتها ، والتي كان يتمناها كل لبناني او عربي مخلص للتلاقي الاسلامي المسيحي متمثلا بما كان مناسبا ان يتم فيه ادخال فقرة من برنامج زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية محمود احمدي نجاد بحيث يلتقي فيها مع رمز الكنيسة المسيحية المشرقية في لبنان والمنطقة . ولكن المصادفات من القدَر التي لا دخل فيها لارادة الانسان ،شاءت ان يكون انعقاد المؤتمر المخصص لبحث اوضاع مسيحيي الشرق ومستقبلهم على ضوء التطورات التي تعيشها المنطقة ، ولم تفت الايرانيين الرغبة في ان تتم زيارة الرئيس الايراني للبنان بحيث يكون بطريرك لبنان الماروني حاضراً خلال هذه الزيارة ، وان يتمتع اللبنانييون باغاظة اعداء الوحدة الوطنية اللبنانيية ، حين يرون رئيساً مسلماً في نظام يقيم اعتباراً للتقوى ومراعاة العلاقات الروحية الايجابية المفترضة ليس بين الديانتين السماويتين العظميين : الاسلام والمسيحية فقط اللتين تؤمن بهما الغالبية الساحقة من اللبنانيين بمن فيهم العلمانيون اللبنانييون الذين وان كانوا يريدون ان يجعلوا«ما لقيصر لقيصر وما لله لله«ولكنهم يقيمون الاعتبار كله لسمو التعاليم الروحية والانسانية والاخلاقية التي تنص عليها هاتان الديانتان السماويتان ، واللتان يتمنى اتباعهما والمؤمنون بهما لو ان الديانة السماوية الثالثة اليهودية لم تتحكم بمصير اتباعها طغمة عنصرية صهيونية تسلك سلوكاً يتنافى مع كل ما جاء به الانبياء ومن عمل على نهجهم من الاولياء والقديسين بحيث يواصل العنصريون سعيهم الحثيث لاقتفاء سيرة اسلافهم في التاريخ عندما استبدلوا عبادة الله بصنع عجل ذهبي يعبدونه من دون الخالق ، لمجرد ان نبي الله موسى غاب عنهم اربعين ليلة وكادوا يقتلون اخاه النبي هارون لمجرد انه نهاهم عن عبادة العجل الذي ارادوا عبثاً ان يجعلوا له خوارا ً وهو امر مستحيل التحقيق تماما ً مثلما خلقوا كياناً لهم في فلسطين غير سويّ يريدون ان يفرضوه بالدمِ والنار والحديد، وان يجعلوا له«صوتاً مسموعاً»! ولو كان قبيحاً ونشازاً له خصائص الخوار الذي افتقدوه تاريخياً عندما صنعوا لانفسهم ذلك العجل الذهبي ، مما يؤكد انهم حتى في اذواقهم لم يتغيروا ، فهم يفضلون الخوار على التغريد .ولعل سبب تهليلهم لصفقة السلاح الكبرى التي اعطيت من روسيا لبلد له مواقف منصفة لقضايانا العادلة لانه يُنسَب لهذا البلد الذي له طقوس عبادية ايجابية تجاه مخلوقات غير بشرية لها خوار . واذا كان النبي العربي محمد (ص) يقول:«اطلبوا العلم ولو في الصين» ، فإن شارون عندما ذهب الى ذلك البلد الآسيوي الكبير الملاصق للصين زعم ان لإسرائيل روابط روحية قوية مع ذلك البلد ،ربما«لشراكة عقائدية موهومة» معه تتصل«بتقديس»تلك المخلوقات التي لها خوار ! ولذلك اشارت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية بشكل او بآخر ومن طرف خفيّ الى« يُمن الطالع»لتزامن صفقة الطائرات الاميركية الجديدة الاحدث والاكثر تقدماً تقنياً« في العالم»والتي تزعم اميركا واسرائيل معاً انها ستجعل ميزان التوازن الاستراتيجي في الشرق الاوسط لصالح اسرائيل مع الصفقة التي عقدتها روسيا مع الهند. وهو امر اشبه بأمر من«يسلّي نفسه»عما اصابه من اهتزاز في كيانه الذي لا يقوم ولا يستقر مواطنوه نفسياً الا اذا شعروا بتفوقهم على المحيط الذي حولهم ، بحيث تزيد قدرتهم على الحاق الموت والدمار والخراب به وبأهله !

وبالعودة الى برنامج زيارة الرئيس المهندس الدكتور محمود احمدي نجاد الى لبنان والتساؤل عن اسباب خلو هذا البرنامج من زيارة الاماكن التي يقوم معظم القادة والرؤساء والزوار الرسميون للبنان بزيارتها والاستمتاع بجمالها ، علماً ان مثلها وما يفوقها جمالاً سوف يجد الرئيس نجاد ما يشبهه او يفوقه جمالاً سياحياً في الجنوب ، ولكن الاطلالة على«المقلب اللبناني الآخر»الذي لم يتأثر كثيراً بمفاعيل الحرب على لبنان عام 2006 سوى استهداف جسور التواصل بينه وبين المناطق اللبنانية الاخرى التي عاشت في آتون الحرب ومواجهة العدوان ، فيجب ان يشعر الزائر الايراني الكبير ان هنالك لبناناً واحداً لا لبنانان : فاللبنانيون جميعاً متماثلون بالشكل واللغة والعادات وحتى في العقلية التعاملية سلباً او ايجاباً ، وهم يعرفون كيف يقيمون شعائرهم كل حسب خصوصية كل طيف من اطيافهم _ حتى لا نقول طائفة من طوائفهم_ ولكن حتى في ممارسة هذه الشعائر التي يتميز كل منها عن الآخر ، فانهم يتناولونها بنفس الطريقة فيختارون منها ما يعجبهم ويهملون ما ينظرون اليه وكأنه من نوع«لزوم ما لا يلزم»! وربما يكون ما اهملوه من تفاصيل العقيدة الدينية هو الاهم وهو الجوهري منها ، ولكنهم يعتبرون انفسهم في حلٍٍّ من التقيد الحرفي بكل ما هو مطلوب او متوجب عليهم من واجبات دينية وطقوسية . وحتى عندما يسافر اللبناني الى الخارج مغترباً او زائراً او سائحاً الى أي عائلة روحية انتمى ، فان اصالته الشرقية تجعله موحداً في نظرته خاصة للاسرة وتقاليدها وعدم الذوبان الكامل في المحيط حتى لو كان محيطاً مماثلاً لمحيطه في الانتماء الديني او المذهبي ولكن طريقة تناوله لتطبيقات هذا الدين تحكمه العقلية اللبنانية المشتركة بايجابياتها وسلبياتها وحتى شرقيته تنتمي مباشرة الى ارض الرسالات والانبياء وهي شراكة اللبناني المغترب مع اللبناني المغترب الآخر حتى في الذوق والملبس والعادات والتقاليد. وما هو محظور او مباح من سلوك الاسرة التي تبتعد غالباً عن مظاهر الانحلال التي يشكو منها البلد المضيف ولكنه لا يستطيع الخلاص منها وهو يغبط اللبنانيين خاصة والمشرقيين والعرب عموماً ، على تمتعهم بهذا السلوك وتلك العادات والقِيم ويتمنون هم ان يتصفوا بصفاتها !

وعندما عمم امير شعراء العرب أحمد شوقي الاوضاع التي يشترك فيها المشرقيون مسيحيوهم ومسلموهم او من اية مذاهب وانتماءات مختلفة فيقول :« كلنا في الهم شرقُ»، وننظر نحن الى وجه رئيس ايران وقيافته واسلوب تناوله حتى للمسائل المطروحة ،فانه رغم الفوارق في زخم الخطاب وبلاغة القول التي تظهر عادة بين خطيب وخطيب آخر ولو كان من نفس البلد المشرقي، فانه يرى نجاد أشبه به من اي رئيس او قائد ينتمي الى جنسيات اخرى غير شرقية . وعندما يتابع اللبناني او العراقي او حتى المصري والشمال افريقي سواءً كان مسلماً او مسيحياً او حتى يهودياً عاش في بلد عربي مثل العراق واليمن ، فانه يرى فيه نفسه ولذلك فان اليهودي العربي الذي عاش في فلسطين بما فيه«المستعرب»اليهودي الذي يخفي تحت جلده ذي اللون العربي حقداً غير مبرر ضد العرب _سواءً كان فلسطينياً او غير فلسطيني فان هذا اليهودي المشرقي يلقى الاضطهاد والتمييز من اليهودي الغربي !_ ولا يكابرنَّ أحد من كل مكوّنات الشعب اللبناني المتعددة ليقول: ان رئيس ايران الزائر في سلوكه النبيل تجاه خصائص الشعب اللبناني الايجابية وفي الافكار المؤيدة لمظلومية المنطقة العربية كلها المتمثلة بالأداء الوحشي للكيان العنصري الاسرائيلي التي جاء نجاد ليشاهد آثارها بأُم العين ميدانياً على الارض، فلا يقولنَّ احد انه يجد في هذا الرئيس غير ما يجده في نفسه هو .. نعم قد يجد فيه امراً إضافياً ندُرَ ان نجده في حكام المنطقة مع إستثناءات نادرة وهي أن مواطنيته بطابعها الشعبي الاصيل وسلوكها الصادق وتواضعها الجمّ هي بحد ذاتها عِظة لنا و«هدية»من القدَر لشعبه الايراني الذي أنجبه وانجب قادته الحاليين بدءاً من مرجعية قمة الهرم المرشد الأعلى للجمهورية حتى الى من يتولى بصدق واخلاص وكفاءة ،مسؤولية المشاركة في القيادة في ايران المدينة بأدائها الحالي الرشيد والجدّي والكفؤ، لصانع ثورتها الامام روح الله الخميني العظيم ! . اما الاخطاء والثغرات فنتركها للزمن الذي يصححها وهي الاخطاء والثغرات التي لا يخلو من مثلها أداء اي حاكم حتى ولو حاول ان يكون من جنس الملائكة ! وهذا«البحث»حول الاخطاء والثغرات ليس مجاله الان ونحن نقول هذا الكلام على سبيل تبرئة الذمة ودرء اي تفسير خاطئ او مجحف تجاه ايجابيات موقفنا من زيارة نجاد ، قد يجنح البعض لوصف الانصاف بالمحاباة وقول الحقيقة بالمديح الرخيص . ذلك ان عين الكره او الحب تعمي وتُصِمّ :

وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما ان عين البغض تبدي المساويا!

وهي تُبعِد المرء عن رؤية الحقيقة او الاعتراف بها كما هي بحلوها ومرها وذلك اضعف الايمان وان كان من اوجب الواجبات ! ِ

 

ما الذي يجمع «القوات اللبنانية» والقوى الإسلامية الأصولية»؟

مشروع الثمانينات «للدولة المسيحية» من كفرشيما للمدفون «والإمارة الإسلامية» في طرابلس

الديار/كمال ذبيان

ما الذي يجمع «القوات اللبنانية»، والقوى «الاسلامية الأصولية والسنية تحديداً»، حتى يعلن مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي، انهما ينسقان معاً في الشمال، وخصوصاً في طرابلس، وليخرج الشيخ بلال دقماق في مقابلة تلفزيونية ليشيد بمواقف رئيس الهيئة التنفيذية «للقوات اللبنانية» سمير جعجع، وهو الموقف نفسه الذي بدأ يصدر عن قوى اسلامية، ولا تكفّره كما تفعل مع غيره.

لا شيء يجمع دينياً وعقائدياً بين الطرفين، وان كلاً منهما له فكره السياسي الذي يلتقي مع الطرف الآخر، الا انه وفي مكان ما يلتقيان في مصالح تحقق اهدافهما المتباعدة.

وفي الفكر «الاسلامي الأصولي» دعوة لإقامة إمارة اسلامية، قائمة على الشرع الديني الإسلامي، وان القوى الإسلامية الأصولية، لا تعترف بالكيان اللبناني، كما تكفر النظام السياسي اللبناني، ولا تقبل للمسلمين ان ينتظموا فيه، ويخضعوا لقوانينه، كما لا تعترف بمؤسساته، وهي تسعى الى اقامة نظام اسلامي، وحزب التحرير يدعو لإقامة «الخلافة الاسلامية».

أما عند «القوات اللبنانية» وأدبياتها، فهي منذ نشوئها، «كتجمع عسكري مسيحي» وحّد فيه مؤسسها بشير الجميل «البندقية المسيحية» في المناطق التي كانت مسمّاة شرقية أو مسيحية، بعد تطهيرها من كل الذين كانوا يعارضون المشروع السياسي «للجبهة اللبنانية» آنذاك. فعنوان «الدولة المسيحية» من جسر كفرشيما الى المدفون الذي طرحه بشير الجميل مطلع الثمانينات، بعد قيام منشورات تنظر لهذه «الدويلة المسيحية»، تحت شعار «التعددية الحضارية» و«اللامركزية السياسية»، و«أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار».

هذه الشعارات «للقوات اللبنانية»، التي تدعو الى «دولة مسيحية»، تلتقي تلقائياً مع 11 إمارة اسلامية»، وهي قامت في منتصف الثمانينات في طرابلس حيث تحوّلت عاصمة الشمال الى «كانتون اسلامي»، في الوقت الذي كان ينشأ «كانتون درزي» في الجبل عبر مؤسسات الادارة المدنية و«الجيش الشعبي» و«الشرطة الأمنية»، التي أقامها وليد جنبلاط بعد انتصاره في حرب الجبل، وتحت عنوان تنظيم شؤون المواطنين. فهل عادت مشاريع التقسيم في لبنان، ليلتقي أصحابها الجدد - القدامى، الى إعادة إحيائها، حيث تلتقي مصالح «القوات اللبنانية» مع «القوى الاسلامية الأصولية»، وهو ما دفع رفعت عيد الى الحديث عن تنسيق في طرابلس والشمال بين الطرفين؟ «القوات اللبنانية» تنفي ووفق مصادر قيادية فيها، العودة الى خطاب الحرب، وان هذا الموضوع أصبح من الماضي، وان انخراط القوات في اتفاق الطائف، ومشاركتها في الانتخابات النيابية، ووصول مرشحين منها الى المجلس النيابي، تم تمثيلها في الحكومة، كل ذلك يعني أن أدبيات القوات السياسية تغيّرت، وان ما يحكى عن تنسيق مع قوى اسلامية، فلا يمكن فكرياً وسياسياً الانسجام معها.

 

سيناريوات متداولة حول الانقلاب في لبنان وعوامل تعطيله

الاربعاء, 13 أكتوبر 2010

محمود الورواري *الحياة

مثمة مسارات يتقاطع جُلّها وفي المحصلة تصب داخل الملف اللبناني فتزيده تعقيداً وترفع وتيرة القلق والتوتر فيه.ولأن الغموض سيد الموقف، فلا مخرج سوى التحليل وفك شفرة المسارات والتحركات استناداً الى المخزون المعرفي السابق لكل مسار. ولننطلق من الآني الحاضر ونمرّ بكل الأسئلة التي تُطرح لتنتهي عند المستقبل. فما الذي حدث؟

لن أعود كثيراً الى الوراء، ولكن ابدأ مما نشر أخيراً عن ان مسؤولاً امنياً مقرباً من الحريري أخبر السيد حسن نصر الله ان هناك من هو متورط في اغتيال الحريري من حزب الله وطلب منه لملمة الموضوع (بعض المواقع سمّى ذلك المسؤول صراحة وهو وسام الحسن الذي وجدناه لاحقاً على قائمة الثلاثة والثلاثين التي أطلقتها سورية).

وأشارت الصحف الى مخطط انقلابي رأى ذلك المسؤول أن حزب الله سينفذه بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى لبنان، وسيناريو الانقلاب يكون نسخة متطورة لأحداث السابع من أيار 2008 والتي اعتُبرت في حينه الأخطر منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد توجه إلى طهران في زيارة لم تكن معلنة في شكل رسمي قرأها البعض على أنها رد على الزيارة الخاطفة للرئيس الإيراني احمدي نجاد الى دمشق وهو في طريقه الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي طغى عليها الملف العراقي الذي كان المعلن فيه تضارب المواقف الإيرانية - السورية، فسورية تريد حكومة يتمثل فيها كل الطيف العراقي وإيران تريد المالكي، علماً أن دمشق رتبت لقاءات سابقة بين الصدر وعلاوي، ولم تنس مواقف المالكي الحادة ضدها بعد أحداث الأربعاء الدامي واتهامه لها بتصدير الإرهاب. هذا الذي كنا نعرفه! لكن الأمر تبدل مع زيارة الأسد الى طهران فظهر ما لم يكن احد يتوقعه حين بدل الصدريون، أعداءُ المالكي والأكثرُ تحفظاً عليه والرافضون له على طول الخط، مواقفهم ورفعوا عنه الفيتو بل أيّدوه، في حين تحفظ المجلسُ الأعلى وعمار الحكيم الذي يعرف الجميع انه رجل إيران، هذا التغير سماه البعض «التبدل المحير»! وفُسر على انه تنازل سوري في الملف العراقي لمصلحة ايران. ولكن، إن كان كذلك ففي مقابل ماذا؟

هل في مقابل الملف اللبناني؟ وان كان كذلك فكيف تنجلي المصلحة السورية في ذلك الملف؟ وهي التي أطلقت قنبلتها أثناء زيارة الأسد لطهران وهي قائمة الثلاثة والثلاثين «والتي رآها البعض تزيد الوضع اللبناني توتيراً وتستبق ذلك القرار الظني المخيف والمقلق لمدعي عام المحكمة الدولية، وتعلن موقفها الداعم لحزب الله والضد والخصم للحريري»، ذاك الذي عض على جرحه وانحاز الى شخصيته السياسية كرجل دولة ولطف العلاقة مع سورية، بل سحب اتهاماته السابقة لها على رغم ما تردد من ان القرار الظني سيحمل مفاجأة غير سارة لخصومه. نعود الى موضوع المصلحة السورية. هل يحاول الأسد أن يقنع أحـمــدي نجــاد بأن يتراجع عن المخطط الانقلابي الذي سينفذه «حزب الله»، لأن التوتير ليس في مصلحة سورية وهي التي التزمت في قمــة ثلاثية مع العاهل السعودي والرئيس اللبناني وكان عنوانها الكبير «التهدئة».

لو كان الأمر كذلك لتحقق مبدأ «هات وخد»... أخذت ما تريد في ملف العراق بأن يأتي المالكي ونأخذ نحن ما نريد بأن تتراجع عن خطتك التي سينفذها لك ونيابة عنك حزب الله؟

ولأن هذا المسار شديد التعقيد تكتمل مشهديتُه بزيارة الرئيس سعد الحريري الى السعودية بتزامن مع زيارة الأسد الى طهران، في إطار انفتاح الحريري على محيطه العربي عبر بوابة المملكة وقبلها وبعدها مصر لتنشيط ذلك الدور أو التذكير به، أو إيجاد سيناريوات للتعامل مع ما قد ينتج من نشاط المحور السوري - الإيراني.

غير بعيد من ذلك وعلى شاشة العربية يتحدث اللواء جميل السيد ضمن ما تحدث عن رؤيته لمستقبل لبنان إذا ما صدر القرار الظني، حيث أجاب «انه لن تكون هناك دولة لأن القرار سيحوي اتهامات لأطراف داخل الحكومة»، ولا اعلم من أين عرف والقرار لم يصدر بعد! «وبالتالي لن يكون هناك تعايش وستزداد الخصومة وتنهار الحكومة وسيكون لبنان مفتوحاً على كل الاحتمالات»! ما قاله اللواء جميل السيد يستحضر ضمنا سيناريو الانقلاب الذي يدرك اللبنانيون انه أصبح لغة رجل الشارع الآن كأنه بديهي ومسلّم به، وكلام السيد يستحضر ايضاً سيناريو آخر نفذه حسن نصر الله في عهد حكومة السنيورة في ما عُرف وقتها بأزمة انسحاب الوزراء الشيعة، إذاً هناك احتمال انسحاب الوزراء الشيعة والمحسوبين على حزب الله، ويتكرر السيناريو. اللافت هو ما جاء على لسان الرئيس المصري حسني مبارك في خطابه في الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار أكتوبر «بأن هناك سحباً تحوم في سماء لبنان» وأن إيران «يمكن أن تكون جزءاً من حل مشاكل المنطقة بدلاً من ان تكون جزءاً من التأزيم».

لا ادري إن كنت مُصيباً حين أقول إنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مبارك في هذا الشكل عن لبنان وعن إيران، لذا علينا ان نسعى لفك شفرة هذا الحديث ودلالاته وتوقيته، وقد تحدثت مع عدد من السياسيين والفاهمين والمهتمين بهذا الملف فوجدت قلقاً اجمع عليه الجميع، بأن الرئيس المصري ما كان سيقول ذلك لولا أن هناك مخاوف حقيقية من تحركات إيرانية في المنطقة لتحقيق مكاسب في لبنان كما في العراق وتعويض إخفاقها في البحرين والكويت، والهروب الى الأمام بعدما ضيق الغرب قبضته عليها بحُزمِ من عقوبات.

من كل هذه المسارات والتشابكات والرموز هناك ترجيح للسيناريو الأكثر رعباً في لبنان وهو الانقلاب في نسخة تكون أكثر شراسة، لأن اللعب فيه سيكون على المكشوف وليس من وراء حجاب كما جربنا سابقاً، خصوصاً إذا أضفنا تحذيرات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «مما سمته مخاطر زيارة الرئيس احمدي نجاد الى لبنان والتي قالت انها نقلت هذه التخوفات الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مركزة على سيادة لبنان، وكلمة سيادة بلغة السياسة لا تُطرح الا اذا كان هناك تخوف من انتقاصها، والانتقاص في الحالة اللبنانية لا يتأتى الا بسيناريو الانقلاب. ماذا لو حدث؟

يقول العارفون بالجغرافيا السياسية ان سيطرة الحزب على بيروت شديدة السهولة، ولكن تبقى الصعوبة في ضمان تواصلهم بعد سيطرتهم على بيروت مع بقية بقاعهم التي يكونون فيه الأغلبية، وموقف الدروز وبعض المسيحيين ربما يحسم الأمر. مع من سيكونون؟

نقطة أخرى وهي قدرة الحزب على البقاء، ومن يربح في حرب الشوارع اذا أخذنا في الاعتبار ان الأرض تحارب مع أهلها؟ وما موقف المجتمع الدولي؟ هل سيكون هناك دور لقوة اليونيفيل خصوصاً انها وُجدت بقرار دولي يسمح لها بذلك؟

وماذا عن العالم العربي، خصوصاً مصر والسعودية التي يرى بعض المحللين المصريين بالذات انها ستكون الفرصة التي يعوض فيها العرب، خصوصاً مصر، تقصيرهم مع لبنان منذ عهد أنور السادات وصولاً الى عهد حسني مبارك، لذلك يرونها فرصة لكسر شوكة إيران المتمثلة بـ «حزب الله» الذي كان البادئ بالخصومة مع مصر بعد القبض على شبكة تجسسه هناك، واستعداء نصر الله الصريح وغير المحسوب حين طالب جنرالات الجيش المصري بأن يغيروا النظام وينزلوا الى الشارع، وهو الخطأ الذي قال البعض وقتها إن نصر الله سيدفع ثمنه لاحقاً، فهل نحن أمام انتقال قوات عربية؟ هل نحن أمام معركة كسر عظم بين دُبين او أسدين كبيرين (مصر والعالم العربي من جهة وإيران من جهة أخرى)؟ وما حجم الفاتورة التي سيدفعها المواطن اللبناني؟ وإذا كانت المقدمات السابقة هي قراءة في إمكانية حدوث الانقلاب من كل زواياها، فإن هناك قراءة أخرى في العوامل التي تمنع الحدوث. فلصعوبة وخطورة وسوداوية وتداعيات ذلك السيناريو، فإن المخرج يتأتى من التأثير السوري، من قدرة الرئيس الأسد على إقناع الإيرانيين بالعدول عن ذلك مطلقاً، أو استخدام بدائل تكون اخف وطأة وأقل أثراً، وإلا سيفهم الموقف السوري على انه داعم او يبارك ذلك. وهناك مخرج آخر لكنه خارجي، هو ان تدخل إسرائيل على الخط بأن تتحرش بـ «حزب الله» ليكون ذلك المنُقذ له لتنقلب الطاولة بكل أوراقها. وتكون المخارج تلك التي ستفتح أبوابها لتعطل ذلك الرعب القادم.

* إعلامي عربي

 

تحوّل سوري تصاعدي للانقلاب على المحكمة ونشاط عربي ودولي في بيروت يواكب نجاد

النهار/هيام القصيفي     

يعكس الاستنفار الامني والاستخباراتي الذي يعيشه لبنان منذ اسابيع قليلة، عمق الازمة التي يعيشها لبنان اقليميا ودوليا. وتأتي زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لتضاعف المحاذير والجو المبهم الذي يحوط بلبنان. ففي موازاة التحذيرات والتحفظات الدولية عن الزيارة اولا وعن عقد اتفاقات مع طهران، وصولا الى التحذير الاميركي من القيام باعمال امنية اثناء الزيارة، رصدت معلومات امنية في المقابل حركة عربية واقليمة ودولية نشطة في عدد من فنادق بيروت الكبرى، وحجوزاً بدأت قبل نحو اسبوعين من الزيارة وتنتهي بعدها بقليل.

واذا كان الجيش اللبناني تحدث سابقا عن وجود 25 جهازا امنيا غربيا يعمل في لبنان، فانه يُفهم قياسا على ذلك مدى الاستنفار الذي تعيشه معظم الاجهزة المعنية بلبنان في رصد الزيارة الايرانية وتلمس آفاقها.

والزيارة بهذا المعنى تصبح مفصلا اساسيا، تؤرخ لمرحلة يقبل لبنان على التعايش معها، في ضوء جملة تحولات اقليمية بدأت منذ منتصف ايلول ولم تنته بعد. ففي منتصف ايلول بدأ التحول التدريجي في المنطقة، اثر الزيارة المفاجئة التي قام بها نجاد لدمشق في 18 ايلول الفائت، قبيل جولة عربية سبقت ذهابه الى نيويورك لالقاء خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة. جاءت زيارة نجاد، اثر اللقاء الذي عقده الرئيس السوري بشار الاسد مع الموفد الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل، فيما كان لبنان ينشغل بتطبيع الكلام الذي قاله رئيس الوزراء سعد الحريري الى صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية في 6 ايلول عن شهود الزور. بدا في حينه ان الدخول السعودي على الخط السوري اثمر تفاهمات قضت بتبريد الاجواء اللبنانية الى حين تلمس آفاق التحرك السعودي في ما يتعلق بالمحكمة الدولية.لكن المعارضة لم تلاق الحريري في منتصف الطريق. بدا الكلام السعودي – الحريري في واد، وسوريا والمعارضة في واد آخر.

في 19 ايلول وصل مدير الاستخبارت الكندية ريتشارد فادن الى  الرياض، ليعقد محادثات مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، فيما ربطت معلومات غربية بين جنسية المسؤول الكندي والمدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار. وفي اليوم نفسه كان الملك عبدالله يستقبل ايضا مساعد الرئيس الاميركي للامن القومي ومكافحة الارهاب جون برينان. في ذلك الوقت كان الحريري قد غادر بيروت الى الرياض قبل عيد الفطر، لم يعد منها الا على وقع الحديث الاعلامي لبنانيا ومن مقربين من سوريا، انه سيتوجه الى دمشق، في الاسبوع الاخير من ايلول.

لكن الزيارة لم تحصل، فيما كانت دمشق تنتظر اجوبة واضحة من الحريري عن استمرار تنفيذه تعهدات قيل ان دمشق طلبتها تطبيقا للقمة الثنائية التي عقدت بين الاسد والملك عبدالله في دمشق، قبيل توجههما معاً الى بيروت أواخر تموز. في المقابل كانت القيادة السورية تعيد برمجة أولياتها، ووصل المدير العام للامن العام سابقا اللواء جميل السيد الى مطار بيروت في 22 ايلول في تظاهرة سياسية قادتها المعارضة، فيما كانت دمشق تنتفض على الاتفاق السوري السعودي حول تشكيل الحكومة العراقية. وفي 24 ايلول ابرم اتفاق بين سوريا والعراق على عودة السفيرين الى مركزي عملهما، اثر زيارة قام بها وفد من ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه رئيس الوزراء نوري المالكي لدمشق. وفيما كانت دمشق التي تستقبل المالكي اليوم تثبت اقدامها في لبنان والعراق، ويصدر القضاء السوري مذكرات توقيف في حق 33 شخصية سياسية وامنية واعلامية لبنانية، كانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تلتقي نظيرها السوري وليد المعلم، في لقاء اعقبه ذهاب الاسد الى طهران في مستهل تشرين الاول، ليعيد تأكيد ربط سياسته الاقليمية واللبنانية مع القيادة الايرانية.

يشكّل تسلسل هذه الاحداث الاقليمية والمحلية بداية الانقلاب الفعلي في المسار السوري حيال الحدث اللبناني وصولا الى الكلام الذي قاله الاسد في لقائه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اول من امس، ومحور هذا الانقلاب اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي. بدا واضحا ان ثمة قراراً مفصليا اتخذ منذ منتصف ايلول، حين تبلغت الرياض ان مسار المحكمة الدولية لن يتوقف، وان الكلام الذي عبّر عنه لاحقا الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، لم يكن مجرد شعارات يرددها افرقاء لبنانيون في اي تظاهرة محلية.

سمع السوريون كلام بان كي - مون الذي يخالف ما سمعوه من الاميركيين والفرنسيين، من وعود جعلتهم ينامون على حرير التهدئة واحتمال قلب مسار العدالة الدولية مقابل الاستقرار في لبنان. لكن ثمة حلقة مفقودة ظلت تؤرق دمشق: هل الكلام الاميركي مطابق للتعهدات الاميركية في العراق والتي اسفرت عن اتفاق ايراني – سوري – اميركي على المالكي رئيسا للوزراء، وترجمه الاسد باعلانه مسبقا براءة دمشق من دم الحريري قبل صدور القرار الاتهامي، ام ان التطمينات الاميركية لعبة اميركية اعتاد السوريون ان يلعبوها لإمرار الوقت؟

المعارضة في لبنان ميالة الى تبني الخيار الاول، ومعها جزء من الاكثرية بات يرى تنازلات قيادة الاكثرية تراجعا استراتيجيا وليس تكتيا، فيما تراهن قلة على ان الادارة الاميركية مقبلة بعد التغييرات الاخيرة في قيادتها على اتخاذ قرارات جذرية، تحت ضغط عربي يمارسه المحور المناهض لدمشق وايران سويا.

والتناقضات الدولية والاقليمية في قراءة الملف اللبناني بدأت تترجم على ارض لبنان تبعثرا حادا في مواجهة المتغيرات. فالاكثرية تتخبط في ممارسة سياسة ردة الفعل، وتتصرف كأنها الاقلية، فيما تمسك المعارضة تدريجا بمفاصل السلطة وتحكم خناقها عليها وكأنها الاكثرية الحاكمة.

وحده رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يتفرد في الحركة الشعبية التي يقوم بها على مناطق الجبل من الساحل الى الجرد ومن شمال الجبل الى جنوبه وعمقه، محذرا من الفتنة التي يراها تسرّعا في ادخال لبنان في مهب الريح. ويعيد جنبلاط تكرار جولاته التي بدأها بعد حوادث 7 ايار 2008، في المناطق نفسها التي شهدت بوادر فتنة او حتى فتنة بالمعنى الحقيقي، ليخلص حينها الى تهدئة عكست تدريجا المسار التحولي الذي كرس انقلابه السياسي منذ ذلك الحين. لكنه اليوم يذهب عكس التيار محاولا استباق اي مفاعيل ترتد على الشارع، جراء التحولات التي يعيشها البلد قبل صدور القرار الاتهامي، مكررا احاديث التهدئة، في خطوة تعكس مدى القلق الذي يلازمه. لكن الخطوة الجنبلاطية تبقى على اهميتها يتيمة ومعزولة، فيما يشحذ معظم الافرقاء، مسلمين ومسيحيين، خطبهم وعدتهم استعدادا لجولة كباش جديدة، لا احد يعرف نهاية مطافها.

 

رسالة مفتوحة من 250 سياسياً وناشطاً وإعلامياً ومهنياً إلى نجاد

نخشى نشوء "مسألة شيعية" في لبنان والمنطقة

الأفضل أن تقنعوا المقاومة بالدخول في كنف الدولة

عشية زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان، وقع نحو 250 سياسيا وناشطا واعلاميا ومهنيا رسالة مفتوحة حذروا فيها من أن تشكل الزيارة "تدخلا في شؤون لبنان ومحاولة لتغليب فئة على أخرى". ودعوا الرئيس الايراني الى "إقناع المقاومة بالدخول في كنف الدولة".

وفي ما يأتي نص الرسالة مع التواقيع:

السيد الرئيس،

إذ تحلّون ضيفاً مكرّماً في بلدنا، بناء على دعوة من رئيس جمهوريتنا، نأمل أن تكون زيارتكم هذه دعماً لدولتنا السيّدة المستقلة، ولصيغة عيشنا، مثلما كانت زيارة سلفكم الجزيل الاحترام، الرئيس محمد خاتمي، التي تركت أطيب الأثر في نفوس جميع اللبنانيين دون استثناء.

غير أن واجب الضيافة يقتضي منا أيضاً صدق المصارحة. وما كنا لنصارحكم لو لم يكن لدينا ما نعتقد أنه حقّ وجدير بالقول. وما كنا لنصارحكم لو لم نكن ننشد صداقتكم على قاعدة الانصاف والاحترام المتبادل.

أول ما نصارحكم به هو أن فريقاً من اللبنانيين يستقوي بكم منذ مدة طويلة على الفريق الآخر وعلى الدولة، باستعادة رتيبة ومؤسفة لمغامرات عبثية أقدم عليها غير فريق لبناني، بالتزامن أو على التوالي، في مدى عقود. وهذا نصف الحقيقة المرّة. أما نصفها الآخر، فهو أنكم تنسجون أيضاً على منوال من سبقكم الى التدخل في شؤوننا، حيث لم يكن التدخل الخارجي سوى استخدام للداخل اللبناني. وهو استخدام لم تنجح الشعارات الكبرى ولا حتى النيّات الحسنة في تزيينه أو حجب حقيقته الفعلية.

سمعنا أنكم تأتون اليوم تحت شعار "دعم لبنان في مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة". ونتوقّع أن نسمع منكم عروضاً بتسليح دولتنا وإمدادها بمساعدات أخرى لتلك الغاية التي حدّدتموها على النحو المذكور. لن نناقش تصنيفكم لبعض الدول، ولكننا نقول بأن دعمكم الدولة اللبنانية – مع استمراركم في تزويد فريق داخلي بالمال والسلاح – سيكون كعمل من يعطي بيد ويفسد عطاءه باليد الأخرى ! لذلك نعتقد بقوة أن أفضل ما يمكن أن تقدّموه للبنان، استناداً الى علاقتكم الخاصة بالمقاومة الاسلامية، هو أن تحاولوا إقناع هذه المقاومة بالدخول في كنف الدولة... والباقي تفاصيل.

وما دام الحديث متعلقاً بمواجهة اسرائيل والولايات المتحدة، فإننا نلفت عنايتكم الى أن كلامكم المرسل عن "تغيير وجه المنطقة انطلاقاً من لبنان"، و"هزيمة الولايات المتحدة على أرض لبنان"، و"إزالة دولة اسرائيل بقوة المقاومة الاسلامية في لبنان"... هو كلام بعيد عن الحرص على لبنان بمقدار بعده عن الواقعية، فضلاً عن أنه يظهر زيارتكم هذه وكأنها زيارة قائد أعلى لخطوط جبهته الأمامية. إنكم يا سيادة الرئيس لا تفعلون سوى المزيد مما فعلته الدول العربية على مدى عقود، حيث جعلت من بلدنا ساحة المواجهة العسكرية الوحيدة مع اسرائيل، علماً أن تلك الدول استدركت أخيراً، وكانت في ما مضى قد تكرمت على دولتنا بتصنيفها "دولة مساندة" لا دولة مواجهة. أما أنتم فلا يبدو أنكم في وارد الاستدراك، إذ تصرّون على اعتبارنا رأس الحربة في معركتكم الكونية... فهلاّ تواضعتم قليلاً وجنبتمونا المزيد مما علمتم وذقنا؟!

لسنا من دعاة النأي بأنفسهم عن موجبات الصراع العربي - الاسرئيلي وعن نصرة الحق الفلسطيني. ولا نظن أن أحداً في لبنان يدعو اليوم الى مثل ذلك. ولكن من حقنا أن نرسم دورنا في ضوء تشخيصنا لمصلحتنا الوطنية الجامعة، كما تفعل الدول المحترمة ومن بينها دولتكم. إننا نرسم دورنا ونشخص مصلحتنا في أربع نقاط أساسية يأتي في مقدمها أولوية الحفاظ على صيغتنا الفريدة في العيش المشترك، باعتبارها رسالتنا الى هذا العالم واسهامنا في استقراره بما لا تقدر عليه قوى عظمى. وإننا نتمسك بشعار "لبنان أولاً"، ليس في وجه أحد، وإنما رداً على كل حماقاتنا السابقة بتقديم أي شيء في هذا العالم على مصلحة وطننا لبنان. ونتمسك بشعار "الدولة أولاً" باعتبارها سبيلنا الوحيد الى مستقبل آمن لجميعنا. ونتمسك أخيراً بكل التزاماتنا العربية والدولية، ولا سيما مبادرة السلام العربية والقرار 1701، باعتبارها حجر الزاوية في حماية لبنان.

السيد الرئيس،

إننا نخشى فعلاً نشوء "مسألة شيعية" في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، على غرار "المسألة الشرقية" أوائل القرن الماضي، جراء نزوعكم الى وضع اليد على المكوّن الشيعي في بعض البلدان العربية، ومن بينها لبنان. والصراحة في هذا الصدد خير ألف مرة من السكوت عن أمر بات يستشعره كل انسان في منطقتنا.

إن الشيعة اللبنانيين، يا سيادة الرئيس، مكوّن أصيل في مجتمعنا الوطني، وشريك مصيريّ في "وطننا النهائي لجميع أبنائه"، تلك "النهائية" التي كانوا سبّاقين الى اقتراح إدخالها في صلب دستورنا. إن حرصهم على لبنانيتهم ليس أقل من حرص أي جماعة في هذا البلد، ولا أي مواطن صالح. وهذا ما دلّلت عليه سيرتهم على مدى تاريخ الجمهورية. وهو أيضاً ما دعا اليه قادتهم في مختلف الظروف، إن بوصفهم "نافذة ثقافية على العالم" (الإمام موسى الصدر)، لا رأس جسر في لعبة الأمم، أو توصيتهم "بالاندماج الكامل في وطنهم وعدم اختراع مشروع خاص بهم" (الأمام محمد مهدي شمس الدين)، وتلك دعوات نبيلة وسيرة حسنة، تتّصل بمعنى وجودهم في هذا البلد، متجاوزة تقلّبات السياسة والحسابات العابرة.

أخيراً، أيها السيد الرئيس، ندعوكم الى "الكلمة السواء" التي نستطيع أن نرسي عليها أفضل العلاقات بين بلدينا، من دولة لدولة. فنحن طلاب صداقة، لا هواة اعتراض ورفض مجانيين، وأول جملة في كتاب الكلمة السواء، على هذا الصعيد، هي القانون الدولي الذي يكفل سيادة الدول على أراضيها والاحترام المتبادل في ما بينها".

الاسماء

وهنا أسماء الموقعين:

ابرهيم الجميل (استشاري)، أحمد الأيوبي (اعلامي)، أحمد عياش (صحافي)، أحمد يوسف (مدرس)، أديب فرحه (رجل اعمال)، أسعد بشاره (صحافي)، اسماعيل شرف الدين (ناشط اجتماعي)، الشيخ عباس الجوهري (رئيس اللقاء العلماني اللبناني)، الكسندر نجار (محام وكاتب)، الياس عطاالله (نائب سابق)،الياس مخيبر (محام)، ألين كريم (اعلامية)، أمل سيف (مهندسة)، أمل شعبان (إدارية)، آمنة منصور (صحافية)، أميل بشقنجي (إداري)، اميل نجم (طبيب)، انطوان قربان (طبيب واستاذ جامعي)، ايلي الحاج (صحافي)، ايلي حدشيتي (إداري – مغترب)، أيمن أبو شقرا (صحافي)، أيمن جزيني (اعلامي)، أيمن شروف (صحافي)، باديا فحص (اعلامية)، باسكال فغالي، باميلا نهرا معلوف (باحثة)، بري الاسعد (طبيب)، بسام أبو كروم (اعمال حرّة)، بسام جرجس (اعمال حرّة)، بسام زغيب، بشير عساكر (محام)، بلال خبيز (صحافي)، بلندا ابرهيم (صحافية)، بنان غانم، بهية سكافي (صحافية)، بيار عقل (اعلامي)، بيار فرح (رجل اعمال)، توفيق غانم (مهندس)، ثريا شميط (اعلامية)، جاد غريب، جاد يتيم (صحافي)، جاك حايك (مقاول)، جان بديع حرب (محام)، جان بيار قطريب (ناشط في مجال حقوق الانسان)، جان - مارك نعمه (مهندس)، جان - ماري كساب (صناعي)، جستين تلفزيان (ادارية)، جهاد فرح (مهندس)، جو أبو مخايل (إعلامي)، جواد الاشقر (اعمال حرة)، جواد ابو منصور (ناشط سياسي)، جوال قزيلي (اعلامية)، جورج غريب (مهندس واستاذ جامعي)، جوزف توتونجي (عضو المكتب التنفيذي في نقابة الصحافة)، جومانا نصر (صحافية)، جيلان الفطايري (اعلامية)، حسام جرجس (طبيب)، حسام علم الدين (صحافي)، حسن القطب (باحث وأكاديمي)، حسين الوجه (صحافي)، حسين قاسم (مدرس)، حكمت العيد (محام)، حنين غدار (صحافية)، خالد ابو شقرا (اعلامي)، خالد الهاشم (مهندس)، خلود ابو خزام (مدرسة)، خلود غدية (موظفة)، دارين حلوة (اعلامية)، دافيد قرم (مهندس)، داليا عبيد (باحثة)، دانيال جرجس (صحافية)، دانيال مطر(جامعية)، دوللي حداد (مصرفية)، ربيع شمعون (ناشط مدني)، ربيع سمعان (اعمال حرة)، ربيع نقاري (موظف)، ربيع ياسين (صحافي)، رجا نجيم (ناشط)، رجينا قنطرة (محامية)، رمزي الحلبي (اعمال حرة)، رندا خيرالله (موظفة)، روجيه عزام (كاتب وباحث سياسي)، روزي ضو (سيدة اعمال)، رياض طوق (صحافي)، رياض عيسى (ناشط وباحث إجتماعي)، ريان فقيه (أعمال حرة)، ريتا حاكمة (كاتبة سياسية)، ريم عيتاني (سيدة أعمال وإعلامية)، ريمون حاتم (مهندس واستشاري)، ريمون معلوف (مهندس)، زهوة مجذوب (استاذة جامعية)، زياد مخول (صحافي)، زينة طباره (صحافية)، ساري الخازن (مهندس)، سامر العياش (مهندس)، سامي شدياق (مهندس)، سامي شمعون (محام)، سامي عيتاني، سامية بارودي (ناشطة)، سعد كيوان (صحافي)، سعد مطر (رجل اعمال)، سلمان عنداري (اعلامي)، سليم مرعب (استاذ ثانوي)، سليم مزنر، سمير فرنجيه (نائب سابق)، سناء الجاك (صحافية)، سنية قباني (صحافية)، سيليا حماده (استشارية تسويق وتنظيم مؤتمرات)، سيمون ج. كرم (محام)، شادي نشابة (ناشط اجتماعي وسياسي)، شارل جبور (صحافي)، شاهين خوري (أستاذ ثانوي)، شحاده صقر (رجل اعمال)، شوقي داغر (محام)، شوقي زيد (اعمال حرة)، شوقي عازوري (طبيب)، صباح فارس (استاذ ثانوي)، صلاح تقي الدين (اعلامي)، طلال الأحمد (ناشط)، طلال خوجه (استاذ جامعي)، طوني الخواجه (ناشط)، طوني حبيب (مهندس)، طوني شبو (رب عمل – مغترب)، عاطف موسى (ناشط اجتماعي)، عامر حلواني (استاذ جامعي)، عامر سيباني (صحافي)، عبد السلام موسى (صحافي)، عبدالله حداد (مصرفي)، عباد السخن (رجل أعمال)، عبدالله زخيا (محام)، عزيز كرم (نقابي)، علي الأمين (صحافي)، علي الحسيني (صحافي)، علي حلاوي (صحافي-كندا)، علي شعيب (دكتور جامعي - كندا)، عماد زين (صحافي)، عماد موسى (اعلامي)، عمر حرقوص (صحافي)، عيسى غريب (صحافي)، غادة العريبي (ناشطة اجتماعية)، غادة كلاس (ربة عمل)، غانم ذبيان (مترجم)، غسان الدرجاني (ناشط)، غسان برجاس (إداري – مغترب)، غلوريا أيوب الخازن، فادي بسترس (مستشار إداري)، فادي توفيق (كاتب وصحافي)، فادي عنتر (طبيب)، فارس سعيد (نائب سابق)، فراس شروف (إداري – مغترب)، فرنسوا الدحداح (مهندس)، فيكي عواد، فيليب سعيد (طبيب)، قاسم خليفه (صحافي)، قاسم موسى (إداري – مغترب)، قيصر باسيل (أعمال حرة)، كارين بجاني (إدارية)، كريسولا فياض (استاذ ثانوي)، كمال البطل (مهندس)، كمال الذوقي (محام)، كمال ريشا (صحافي)، كميل تابت (اعمال حرة)، لميس فرحات (صحافية)، لور شلالا (موظفة)، ليا بارودي (استشارية)، لينا منتورة (مهندسة)، ليندا طرابلسي، ليندا خرياطي (ربة عمل)، ماري فغالي (طالبة جامعية)، ماري نجيم حرب (ادارية)، مازن السماك (صحافي)، محمد الشامي (اعلامي)، محمد حرفوش (اعلامي)، محمد حسين شمس الدين (كاتب)، محمد حمدان (صحافي)، محمد غندور (صحافي)، محمد فؤاد شبارو (صحافي)، محمود غزيّل (اعلامي)، مرتا زرازير (ادارية)، مروان الأمين، مسعود محمد (كاتب سياسي)، مصطفى فحص (صحافي)، معين جرجس (اعمال حرة)، ملكار خوري (ناشط في مجال حقوق الانسان)، منعم ذبيان (اعمال حرة)، منى فياض (استاذة جامعية)، مي شدياق (اعلامية)، مياد حيدر  (محام)، ميراي قاروط (صحافية)، ميرين عبد المسيح (اعلانية)، ميشال ابو عبدلله (طبيب)، ميشال حجي جورجيو (صحافي)، ميشال توما (صحافي)، ميشال سبيرو (إداري)، ميشال مكتف (ناشط سياسي)، ميشال ليان (نقيب المحامين سابقاً)، ميشال يوسف الخوري (محام)، ميلا بخاش (مواطنة)، ناديا مصري (صحافية)، نايلا دبس ، نبيل ابو غانم (اعلامي)، نبيل الحلبي (محام)،نبيل حسين أغا (باحث)،نبيل خراط (طبيب)، نجيب زوين (ناشط)، ندي غصن (محام)، ندين المصري (صحافية)، ندى ابو فاضل، ندى معتوق، ندى مهنى (محامية)،  نديم عبد الصمد، نديم قطيش (اعلامي)، نزيه درويش (باحث)، نصر فرح (رئيس مجلس بلدي)، نصير الأسعد (اعلامي)، نعمة لبوس (اعلاني)، نهلة ذبيان (اعمال حرة)، نوال نصر (صحافية)، نوفل ضو (اعلامي)، نيكول فياض (استشارية)، هادي الأمين (باحث)، هبة ابو شقرا (اختصاصية اجتماعية)، هدى أبو شقرا (صحافية)، هشام ابو خزام  (شاعر)، هشام ابو ناصيف (جامعي)، هلا مرعب (أستاذة ثانوية)، هنادي شامي (صحافية)، هند فضول، هند درويش (اعلامية)، هيثم الطبش (صحافي)، وائل يمن (اعلامي)، وسام الأمين (صحافي)، وسام فياض (طبيب)، وليد عبد الصمد (اعمال حرة)، يوسف بزّي (صحافي)، يوسف زين الدين (ناشط اجتماعي)، يوسف فضول (اقتصادي)، يولاند جورجيو (استاذة ثانوية).

 

في حديثها الصحافي الأول منذ وصولها وعشية زيارة نجاد

كونيللي لـ"النهار": لبنان السيد يستقبل من يشاء

أي تلاعب سياسي لا يستطيع أن يطيح المحكمة

النهار/روزانا بومنصف     

تصادف الاطلالة الاعلامية الاولى للسفيرة الاميركية مورا كونيللي، التي لم يمض على وجودها في لبنان شهر واحد، مع الاستعدادات لاستقبال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في زيارة للبنان تثيرجدلا داخليا ، كما أبديت تحفظات اميركية واوروبية علنية عن الزيارة.

وحددت كونيللي في حديث الى "النهار" نقاط التحفظ عن الزيارة، فيما أكدت استمرار دعم بلادها للمحكمة الدولية وعدم تأثير التجاذب الداخلي اللبناني على مسارها، نافية تدخل بلادها في اي مرحلة من أجل تأجيل صدور القرار الظني. وشددت على "أن سياسة الاحتواء التي تعتمدها واشنطن مع سوريا لا تعني انها تقدم تنازلات او تترك لبنان". ورأت ان إعلان الرئيس السوري بشار الاسد عدم التدخل في شؤون لبنان "لا يتوافق مع صدور المذكرات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية".  وتقول كونيللي عن زيارة نجاد: "إن لبنان دولة سيدة. ومن الواضح ان الحكومة اللبنانية يمكن ان تدعو او تستقبل من تشاء، لكن قلقنا يرتبط بنقطتين: الاولى هي وضع ايران ازاء المجتمع الدولي، اذ ان هناك الملف النووي العالق والذي لم يحل بعد. وهناك قلق نتشارك فيه مع دول في المنطقة يتصل بواقع ان الكثير من سياسات ايران في المنطقة لا تتصل ضرورة بتعزيز الامن والاستقرار. وهناك تساؤلات عما يمكن ان يقرر ان يقوم به خلال وجوده في لبنان. هذا مجال مفتوح على احتمالات شتى، وتاليا فإن المجال مفتوح للقلق حين لا نعرف ما الذي يود أن يقوم به ".•هناك قلق يعبر عنه البعض عن سعي ايران او محاولتها ملء فراغ سياسي اقليمي في لبنان. فهل لديكم الهواجس نفسها ؟

- لا أوافق على ان هناك فراغا سياسيا. هناك الكثير من الاخذ والرد، وهذا واضح للعيان، انما من حيث الفراغ السياسي نرى ان هناك حكومة لبنانية مركزية ورئيس حكومة يحاول ان يدفع بحكومته قدما، ولديه برنامج يوافق الجميع على ضرورة تنفيذه. لذلك لا أوافق على موضوع الفراغ السياسي، انما الرئيس أحمدي نجاد دأب على قول أمر مثير للجدل. وحين كان في نيويورك مثلا استغل مناسبة القائه خطابا امام الجمعية العمومية للامم المتحدة لاطلاق نظريته عن حصول تفجيرات 11 ايلول. وبالنظر الى احتمال الخروج بأمور مثيرة للجدل، فان قلقنا يتركز بقوة في هذا الاطار ايضا. وما يمكن ان يقوله سيشرح اهداف زيارته. ونأمل ان تبقى الامور مستقرة لان المرحلة حساسة. فلا تضاف صعوبات جديدة الى الوضع.

• هل الزيارة هي في سياق ادراج لبنان في اطار المحور الذي يضم ايران وسوريا؟

- لبنان دولة سيدة ويمكن ان يستقبل من يشاء. لكن بالنسبة الى المحور الذي تتحدثين عنه اعتقد انه ينبغي النظر الى الامور من ناحية اخرى. اذ ان لبنان عضو في مجلس الامن الدولي. وحين تعلق الامر بالتصويت على قرار مجلس الامن الرقم 1929 اتخذ لبنان موقفا بالامتناع عن التصويت، وهذا يعني انه كان له صوت وموقف مستقلان".

•هل تخشون اتفاقات يعقدها لبنان مع ايران، علما ان التحفظات الاوروبية مثلا اشارت الى العقوبات على ايران التي تحول دون عقد اتفاقات في مجالات محددة؟

- ينبغي انتظار ما سيحصل على هذا الصعيد، اذ لم نطلع على ما اتفق عليه، لذلك لا ينبغي افتراض مشاكل في هذا المجال. أما اذا كان هناك اي موضوع  يتصل بالعقوبات، فعندئذ يمكن معالجته، وأعتقد ان الحكومة اللبنانية مسؤولة على نحو كاف لتجنب اي عقبات في هذا الاطار،ـ وأنا واثقة انها يمكن ان تحدد الاطر الممكنة في هذه الزيارة. أما عن التحفظات الاميركية والاوروبية فلدينا أسبابنا لكي نعتقد ان ايران لا تؤدي دورا مساعدا في المنطقة على صعيد الاستقرار. وهناك مواضيع عالقة مع وكالة الطاقة الذرية والملف النووي. والرئيس الايراني يحاول ان يرسم صورة حول شعبية كبيرة داعمة لسياسته. وانا أرغب في أن أرى كيف سيتفاعل اللبنانيون مع هذه الزيارة، اذ ان هناك حيوية كبيرة في حرية التعبير في لبنان، وهناك ردود فعل مختلفة بحيث يمكن ان يكون لدى اللبنانيين رؤيتهم الخاصة للزيارة.

• هل تعبّر الزيارة عن مشهد اقليمي حيث تجري حروب بديلة على ارض لبنان؟

- لا اعتقد ذلك. من الواضح ان ايران قوة اقليمية تتطلع الى فرصة لاظهار ذلك، ولن اذهب الى حد ادراج الزيارة في اطار حرب بديلة او بالواسطة تحصل في لبنان. اعتقد ان لدى اللبنانيين القدرة على رصد اهداف الزيارة وطبيعتها وتكوين فكرة واضحة، لكن هناك مفارقة في ان يأتي نجاد الى لبنان ويكون لدى اللبنانيين القدرة على التعبير عن رأيهم، في حين ان الامر نفسه لا ينسحب على ايران في ممارسة حرية التعبير ازاء سياسة نجاد.

المحكمة

• يشهد لبنان اضطرابا داخليا على خلفية ابراز معادلة المحكمة في مقابل الاستقرار. كيف تنظرون الى الامر؟

- اعتقد ان الجهود التي تهدف الى ان تكون المحكمة او لا تكون هي في غير محلها، وتترجم وجود ثغر في فهم ماهية المحكمة. فهذه المحكمة أنشئت بموجب اتفاق بين لبنان والامم المتحدة، ومجلس الامن اصدر قرارا بانشائها. ووجهة نظرنا ان المحكمة مهمة من اجل انهاء الافلات من العقاب وانهاء الاغتيالات، وهي مهمة لدعم احترام القانون في لبنان. هذه الرسالة مهمة، اذا المحكمة موجودة واي نوع من التلاعب السياسي هنا لا يمكن ان يطيحها. ونعتقد انه ينبغي ان يسمح لها القيام بواجبها من دون تدخل او ترهيب، او ايا تكن المحاولات التي تهدف الى التأثير فيها.

• لكن هناك ضغوطا قوية تمارس بهدف وقف عمل المحكمة، وهناك اجراءت مثلا لوقف تمويلها. فما رأيكم؟

- هدف المحكمة وقف الاغتيالات، واذا نجحت في ذلك فتكون تلك مساهمة ايجابية في الاستقرار على المدى الطويل. لنأمل ان يسمح لها القيام بعملها والا تعود الاغتيالات اداة سياسية هنا. وبالنسبة الى الاجراءات والتمويل، هناك نقاش والكثير من القلق. واللبنانيون يبدون قلقين حيال ذلك. لكننا في صدد مسار سياسي يجري الان من ضمن الحكومة اللبنانية، ومن السابق لاوانه ان نفترض ما ستكون عليه النتائج. اما في حال وقف مساهمة لبنان في التمويل، ففي قرار انشاء المحكمة ما ينص على البحث عن بدائل".

• صدر تحذيران اميركيان اخيرا حول تنقل الرعايا الاميركيين في لبنان. وهذا يثير المخاوف لدى اللبنانيين؟

- التحذير الاول دوري يصدر كل ستة اشهر وفق النظام الاداري المعمول فيه في واشنطن. اما التحذير الاخر الذي ارتبط بزيارة الرئيس الايراني فهو اننا سمعنا دعوات عن حشد لاستقبال احمدي نجاد، ولا نود ان يواجه الاميركيون صعوبات في الانتقال الى المطار او اي مكان آخر.

• اذا هذه التحذيرات لا تتصل بمخاوف من حوادث عنف يمكن ان تحصل؟

- لا. لا امل ذلك.

• لكنكم عبرتم على اثر لقائكم رئيس الحكومة قبل ايام عن قلقكم على استقرار الوضع؟

- نحن قلقون طبعا. دعيني اضع ذلك في اطار رؤيتنا للبنان. فمنذ 2005 و"ثورة الارز" اعتمدنا سياسة داعمة  نحو لبنان كبلد مستقر وسيد، ونقوّم نجاحنا او فشلنا في ذلك تبعا لهذا الاطار. من الواضح أننا استثمرنا بعمق في مفهوم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره. لذلك فإن كل ما يطول هذا الاستقرار نحن معنيون به. وفي هذا الاطار فان مسالة ما يسمى "شهود الزور" اثارت تساؤلات. اذ كان هناك موقفان سوريان احدهما للرئيس السوري بشار الاسد والاخر لوزير الخارجية وليد المعلم وقال كل منهما علنا ان سوريا لا ترغب في التدخل في شؤون لبنان السياسية، وهذا موقف جيد ومرحب به. لكن الصعب هو التوفيق بين ذلك وقرار سوريا اصدار المذكرات القضائية السورية. اعتقد ان لدى المحامين تساؤلات عن قانونية هذه الخطوة. انا لست محامية ولكن اذا كان هناك تساؤلات عن قانونية الخطوة، فهذا يعني انه ربما كان ينبغي ان تدرس لبعض الوقت قبل ان تعلن. لا اعرف اذا كان الاعلان عن ذلك حصل في لبنان وليس في سوريا، وهذا نوع من الامور يمكن ان يثير القلق. نود ان نرى اناسا يدركون معنى تصرفاتهم واحتمال تأثيرها على الاستقرار.

• تقصدون ان هذه الخطوات كان يجب ان تدرسها سوريا قبل اصدارها؟

- لا اعرف لماذا صدرت حين صدرت. والتساؤلات عن قانونية الخطوة كانت محور جدل. فاذا كانت سوريا لا تريد ان تتدخل في الجدل السياسي، ربما كان يجب ان تدرس هذه الخطوة".

"شهود الزور"

• هناك مسألة ما يسمى "شهود الزور"، هل ترون انها قد تؤثر على المحكمة؟

- اول عمل قامت به المحكمة كان اطلاق الضباط الاربعة، لانه كان لديها تساؤلات عن الادلة التي اوقفوا على اساسها. واستغرب ان يتم الانقلاب على المحكمة وتتهم بعدم الصدقية بسبب ما يسمى "شهود الزور"، فهذا امر غير مفهوم. المحكمة الدولية اتخذت اجراءات للتعامل مع الموضوع. والحكومة اللبنانية في صدد اتخاذ موقف ايضا. اعتقد ان بعض الناس لا يتمتعون بالصبر، اذ ان المسار القانوني يستغرق وقتا. وهناك مسار لدى المحكمة وربما يكون هناك مسار لدى الحكومة.

• هل تدخلتم في وقت سابق او يمكن ان تتدخلوا في اي وقت من اجل ارجاء صدور القرار الاتهامي؟

- "لا، لان هذا تدخل في المسار الطبيعي للمحكمة، وليس شيئا نود ان نقوم به. نحترم كيان المحكمة واستقلاليتها ولن نتدخل في مسارها باي شكل.

• هل كل ما يجري من ضغوط على الرئيس الحريري او على الحكومة او تهديد الاستقرار يمكن ان يؤثر في تغيير رأيكم او وقف المحكمة؟

- يمكن الرئيس الحريري ان يحدد موقفه انما موقفه من المحكمة حازم وليس قابلا للاهتزاز. انما المحكمة انشئت تقنيا في مجلس الامن ووحده اتخاذ قرار آخر من المجلس يمكن ان يوقفها. ولا ارى كيف يمكن ان يترجم التجاذب السياسي في لبنان في تحرك لمجلس الامن.

"لا اتكهن"

• هناك كلام في معرض الرغبة في إطاحة المحكمة عن انقلاب على السلطة التي نشأت في 2005. هل تشعرون بأنكم معنيون بذلك في ظل دعمكم لثورة الارز؟

- لست واثقة من انني افهم ما هو المقصود بذلك. هل يتحدثون عن انقلاب حيث يمكن ان تكون الحكومة اقل قوة او التأثير في دعم اللبنانيين لافرقاء مختلفين؟ افضل الا اتكهن في هذا الشأن. لكن الولايات المتحدة ستبقى داعمة للبنان ما دامت حكومة لبنان تتطلع الى بناء سلطة مركزية قوية. احد الامور المهمة هو ان يكون هناك حكومة قادرة على نشر سلطتها على اراضيها، وهذا جزء من الامور وأحد اسباب الدعم الذي نقدمه للقوات المسلحة اللبنانية.

• ماذا عن المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؟ وهل هناك استمرار للحظر؟

- اقامت الادارة برنامجا لدعم القوى المسلحة اللبنانية منذ عام 2006 وهي مستمرة فيه. وحين نعرض مختلف اوجه هذا الدعم نرى ان هناك نحوا من 750 مليون دولار قد وضعت لهذه الغاية وحضرت اليوم مناسبة تصب في هذا الاطار، وهذا دليل على دعمنا الجدي. وما برز خلال الصيف هو موقف من الكونغرس، في حين ان الادارة تراجع وتقوم كما يحصل عادة ونرى اذا كان الامر مناسبا ام لا بالتنسيق مع القوى المسلحة اللبنانية. وبعد ذلك يتصل الامر بالتوقيت بعد عطلة الكونغرس، ثم قبيل الانتخابات النصفية. لذلك نعمل مع الكونغرس ولا يمكن استباق ما سيحصل، لكننا متفائلون على هذا الصعيد.

• هل تراجعت الولايات المتحدة عن الاهتمام بلبنان او انسحبت كما يعتقد البعض ان اولوياتها قد تغيرت، اذ ان سياسة الاحتواء والانفتاح مع كل من ايران وسوريا ورغبة الرئيس اوباما في الانسحاب من العراق بأي ثمن تساعد في اذكاء مثل هذا الانطباع؟

- لا افهم كيف يمكن ان تنسحب الولايات المتحدة او تغير دعمها للبنان. لكن دعيني اقول ان هذا غير صحيح. ما يتعين فهمه هو ان هناك مقاربات مختلفة بين ادارة الرئيس جورج بوش وادارة الرئيس باراك اوباما، لكن مع الاساسيات نفسها. السؤال هو عن توقعات الناس من سياسة الاحتواء. وانا كنت اشغل منصب القائم بالاعمال في دمشق حين قرر الرئيس اوباما اعتماد هذه المقاربة مع سوريا، ثم تابعت هذا الاهتمام في واشنطن. والاحتواء والانفتاح هما اداة اعتمدتها هذه الادارة لحل مشاكل لم يكن في الامكان حلها عبر عدم الاحتواء. وحين تحدث عن ذلك فهو قصد الانفتاح لحل المواضيع العالقة. هناك مواضيع لا تزال موضع نقاش، والحديث عنها لا ينبغي ان يفسر على اننا نقدم تنازلات. هناك نقاش قوي بيننا وبين سوريا. لكن ذلك يجب الا يترجم بترك لبنان. هذا غير صحيح اطلاقا.

 

حزب الله يريد تسييس المحكمة الدولية"، فيلتمان: لا يمكن الاختيار بين العدالة والاستقرار ونتمنى على نجاد ان يتعلم من زيارته لبنان قيم الحرية والديمقراطية      

موقع الكتائب/جدد نائب وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان دعم الولايات المتحدة الاميركية سيادة لبنان واستقلاله وحريته مؤكدا ان واشنطن عندما تتحاور مع جيران لبنان لا تقيم اية تسوية على حساب اللبنانيين او سيادتهم او حقوقهم جازما ان بلاده لا تريد التوتر في لبنان وتساعد على تخفيفه. وعن زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبنان، قال فيلتمان في حديث للعربية:"من حق لبنان ان يقيم علاقة مع من يريد لاسيما ان الزيارة رسمية جاءت بناء لدعوة الرئيس اللبناني". وعن امكانية شن اسرائيل عدوان على لبنان تزامنا مع هذه الزيارة، لفت الى انه ليس لدى الولايات المتحدة معلومات عن هذا الامر لكنه تمنى على نجاد ان يتعلم من زيارته للبنان قيم الحرية والديمقراطية. وبالنسبة للمحكمة الدولية والقرار الظني، رأى فيلتمان ان لبنان يستحق الاستقرار والعدالة ولا يمكن الاختيار بين الاثنين واكد ان الولايات المتحدة الاميركية لا علم لها بالقرار الظني ولا تتدخل بعمل المحكمة مشددا على ان حزب الله هو من يريد تسييس المحكمة. ولاحظ فيلتمان ان الوضع في لبنان الان مختلف عما حصل في ايار 2008 عندما هاجمت ميليشيا مؤسسات الدولة لافتا الى ان اللبنانيين لا يريدون تكرار ما حصل.  

   

 نجاد في لبنان... وفي الإقليم

الاربعاء, 13 أكتوبر 2010

عبدالله اسكندر/الحياة

تضع إيران، بالمعنى الحرفي، قدمها على الحدود مع اسرائيل عندما يتفقد الرئيس محمود أحمدي نجاد جنوب لبنان، في اطار زيارته لهذا البلد. وذلك بعدما سعت منذ الغزو الاسرائيلي، في العام 1982، وطرد قوات منظمة التحرير الفلسطينية من الجنوب، الى التأثير في منحى الصراع، استناداً الى قانون ان من يقاتل يحكم.

وفي هذا المعنى تشكل زيارة أحمدي نجاد تتويجاً وحصيلة للتطورات اللبنانية منذ 1982، ووصول «حزب الله»، بما هو ممثل لتقليد شيعي مرتبط بـ «ولاية الفقيه» الايراني ومنفذ لفتاويه، الى موقع متقدم في البنية السياسية اللبنانية ومقرر فيها، على نحو شبه حصري. وبغض النظر عن الظروف الاقليمية التي اتاحت الوصول الى هذه النتيجة، خصوصاً الدور السوري وتطابقه الاستراتيجي مع ايران وتحوله بوابة وفرت كل مستلزمات القوة لـ «حزب الله»، فإن الواقع اللبناني الحالي بات مختلاً على نحو كبير، وعلى نحو فقدت معه كل مؤسسات الدولة وظائفها لمصلحة الموقف السياسي لـ «حزب الله»، وتالياً ايران.

وظهر هذا الاختلال في كل منعطفات الازمة اللبنانية، منذ 2005، مع اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي يشتبه بأنه، عندما انتقل الى المعارضة، عمل على اعادة تفعيل المؤسسات بما هي تعبير عن التوافق اللبناني في اتفاق الطائف، عبر توسيع دائرة تحالفاته الداخلية الى فئات كانت مستبعدة ومعزولة في ظل الهيمنة السورية على القرار اللبناني، والتي اتاحت لـ «حزب الله» ان يصل الى القوة التي وصل اليها. كما انه اشتُبه بالحريري، عشية اغتياله، بأنه من محركي القرار الدولي الرقم 1559 الذي يطالب بسيادة الدولة اللبنانية على كل اراضيها، بما يعني المطالبة بالانسحاب العسكري السوري وأيضاً تخلي «حزب الله» عن سلاحه، اي مصدر قوته.

كان موقف الحريري متطابقاً ليس فقط مع الموقف الدولي، وإنما ايضاً مع الموقف العربي المُجمع عليه في قرارات القمم، وكذلك في النظرة العربية العامة الى لبنان، بما هو بلد ينبغي احترام تعدديته السياسية والطائفية في ظل توازن ترعاه المؤسسات. هكذا نظرت القاهرة والرياض الى لبنان في كل المراحل، ومعهما الدول العربية الاخرى في الخليج والمغرب العربي.

الاختلال اصاب هذه المعاني المرتبطة بوجود لبنان الحديث، الوطن النهائي لجميع أبنائه، بحسب اتفاق الطائف. اذ لم يعد للمؤسسات اي دور ولم يعد التعدد ذات قيمة. والقرار بات في يدي الاقوى على الارض. وكل الجدل الحالي في لبنان، بغض النظر عن الملف الذي يتناوله، هو جدل بين محاولة للاحتكام الى المؤسسات وسعي الى تأكيد اولوية القوة او التهديد بها... وصولاً الى تثبيت الاختلال الداخلي، بما هو تغيير لصورة البلد. وهذا ما جاء احمدي نجاد لمشاهدته بأم العين. لقد جاء ليطلع على حصيلة التغيير في لبنان، والذي احدثه «حزب الله»، منذ 1982، بما هو امتداد نظري وعملاني لـ «الحرس الثوري» الحاكم الفعلي في ايران في ظل المرشد الحالي.

اذاً، زيارة احمدي نجاد للبنان هي حصيلة نجاح هذا الجهد، على عكس زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي التي تطابقت اهدافها مع النظرة العربية الى الكيان والدولة في لبنان.

لكن الزيارة الحالية قد تؤشر الى مرحلة جديدة في تعاطي ايران مع الدول العربية حيث يمكنها ان تجد موطئاً، بعد نجاحها في التجربة اللبنانية. وقد مثلت تعقيدات تشكيل الحكومة العراقية خير تمثيل هذا الاتجاه الايراني الذي لا يرضى شريكاً حيث يمكنه ان يرفض الشراكة، بغض النظر عن المعطيات المحلية. وثمة مؤشرات، في دول عربية مجاورة لإيران، الى ان هذا الاتجاه بات اكثر وضوحاً وعلانية. هكذا تشكل زيارة احمدي نجاد تتويجاً لمرحلة لبنانية ومقدمة لمرحلة اقليمية.

 

الراعي من الفاتيكان: هدفنا مواصلة بناء الجسور بين الجميع

لا يمكن للكنيسة الانطواء ومن المهم التمييز بين السياسة وحوار الحياة

المسيحيون مواطنون يحق لهم المساواة في الحقوق والواجبات مع المسلمين

وطنية - 13/10/2010 أعلن راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي من الفاتيكان "أن مداخلات اليوم استهلت بمداخلة عميد مجمع الكرادلة الكاردينال سودانو الذي أعرب عن قرب مجلس الكرادلة وقرب البابا من مسيحيي الشرق والبلدان المشرقية ليشعروا بأن الكنيسة تساعدهم لمواجهة التحديات التي يواجهونها في حياتهم. وهي في الواقع تحديات لا يواجهها المسيحيون فقط بل جميع المواطنين، ولكن لها تأثيرها السلبي على المسيحيين".

أضاف: "تحدثنا أيضا عن أهمية التربية في المدارس، وخصوصا الكاثوليكية، وأهمية رسالتها في أن تكون موجودة في مجتمعات مفتوحة لكل الأديان وأن تساهم ليس فقط في تأمين التربية العلمية، ولكن أيضا في التربية الأخلاقية والمواطنية. وركز عميد مجمع التربية الكاثوليكية الكاردينال زينون غروكوليفسكي على ضرورة أن تكون المدارس الكاثوليكية منفتحة على كل الأديان ليعيش الطلاب اختبار الحياة معا وليبنوا صداقات لمستقبل أفضل".

وتابع: "كان هناك تشديد على الانتشار وضرورة العمل رعويا واجتماعيا حتى يعرف المنتشرون المسيحيون في العالم العربي أن يحافظوا على هويتهم وانتمائهم الى أوطانهم وجذورهم، حتى لا يضيعوا في المجتمعات الجديدة، فضلا عن المبادرات الحياتية والعملية التي من خلالها يمكنهم دعم عائلاتهم في بلدانهم ليستمروا في البقاء ويؤدوا شهادتهم المسيحية ويحملوا قضية أوطانهم ويحسسسوا المجتمعات والآراء العالمية بقضايا مجتمعاتهم".

ولفت إلى أنه "تم التركيز أيضا على الكنيسة في الأراضي المقدسة والحوار مع الديانة اليهودية، التمييز الكبير بين اسرائيل كدولة يهودية سياسية وبين الديانة اليهودية، حتى تكون الكنيسة في الأراضي المقدسة كنيسة حوار، كما هي كنيسة حوار في المجتمعات الإسلامية وغيرها. وأداة العمل تتحدث عن المجتمعات العربية والإيرانية والتركية واليهودية. لذلك، لا يمكن للكنيسة أن تنطوي على ذاتها وتغلق أبواب الحوار، لأنه من الاهمية في مكان التمييز تماما بين ما هو سياسة وما هو حوار الحياة والثقافات والفن وبناء العائلة البشرية الواحدة، وهذا يساعد على التخفيف من الضغوط السياسية الكبيرة".

وقال: "بعد ذلك، ناقشنا موضوع العراق، وكان هناك نداء للتضامن مع الشعب العراقي عموما ومسيحي العراق خصوصا من أجل السلام والاستقرار. ووجهت نداءات الى المسؤولين في العراق، وخصوصا إلى المسؤولين في الجماعة الدولية والمراجع الدولية العامة من أجل السلام في هذا البلد الذي يعاني كثيرا".

أضاف: "كانت هناك مطالبة بأن تنبسط سلطة البطاركة وأن تكون شخصية، أي أن تطال جميع أبناء كنائسهم المنتشرين في كل العالم وأن لا تبقى - كما هي الآن - سلطة جغرافية محدودة بما يسمى الأراضي البطريركية، لأن معظم شعبنا اليوم بات خارج بلداننا ولا يمكن لرئيس الكنيسة أن يكون الأب والرأس فقط جغرافيا".

وأشار إلى أن "كنائس إفريقيا وجهت كذلك نداء، وأعربت عن حاجتها لكهنة ورهبان وراهبات"، وقال: "اقترح أحد الآباء تأسيس بنك كهنة، كهنة جاهزين ومعدين، كهنة بلا حدود، ليساعدوا هذه الأبرشيات التي تحتاج الى كهنة لمدة معينة. وهكذا نعيش الشركة بين الكنائس والتضامن بين بعضنا البعض. وهذا أمر نحن نعيشه ونختبره مثلا في أبرشية بيبلوس في لبنان، فكهنتنا يخدمون في نيجيريا، والبنين، والسويد، ورومانيا، وبلغاريا وغيرها، ونأمل في أن تتأمن هذه المناسبة للجميع".

وأفاد أنه "تم التطرق أيضا الى الحوار مع المسلمين"، وقال: "لا أعني الحوار اللاهوتي بل حوار الثقافة. هناك أمور ثقافية كثيرة يمكننا أن نعيشها معا، القضايا الفنية والرياضية والاجتماعية. تذكرنا كلمة للأب عفيف عسيران، الذي كان شيعيا وأصبح مارونيا ثم كاهنا، والذي قال: ليس من المطلوب أن نجادل مع المسلمين في القضايا اللاهوتية، بل المطلوب هو أن نحب المسلمين. ورسالتنا المسيحية هي أن نعيش هذه المحبة تجاه جميع الناس وخصوصا في عالمنا".

أضاف: "بحثنا أيضا في العلمانية الإيجابية التي وردت في النصوص السينودسية، وقد اتفق الآباء على أنها كلمة غير مرغوب فيها لأنه من الأفضل - والمسلمون يفضلون ذلك أيضا - أن نتكلم عن الدولة المدنية للتخفيف من وطأة كلمة العلمانية في المحيط الاسلامي. المسلمون ينظرون الى العلمنة سلبيا".

وتابع: "تم التشجيع على أهمية التربية في المدرسة والبيت، لأن الشباب يعانون في مجتمع بات فيه الفساد عارما. ومن هنا، أهمية التركيز على المدرسة الأساسية التي هي البيت الوالدي. ومن القضايا الأخرى، العمل في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، والتي فيها يشعر المسيحيون بأنهم بين غرباء، وهم في أصل البلد قبل المسلمين. وأتحدث عن بلدان الشرق الأوسط، حيث يشعر المسيحيون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. ولذلك يوجه السينودس نداء للجماعة الدولية والسلطات المحلية للتذكير بأن المسيحيين مواطنون يحق لهم المساواة في الحقوق والواجبات مع إخوانهم المسلمين. ويطالب بالوثوق من قبل المسلمين بالمسيحيين، ومن المسيحيين عدم الإنطواء على ذواتهم والا يبتعدوا عن الآخرين. نحن جماعة نريد أن نواصل سر التجسد، لنستمر في بناء الجسور بين الجميع. وهذه ليست كلمة تشجيع وإنما كلمة وعي، الوعي لدعوتنا ورسالتنا في المجتمعات التي وضعتنا العناية فيها، وطالما يد الرب موجودة نحن نواجه كل الصعوبات والتحديات بفرح وسخاء. كانت هذه مواضيع اليوم، واذكركم من جديد بأننا في كل مرة، نخرج بمزيد من الشجاعة وبمزيد من الرجاء وبمزيد من الفرح كأننا نخرج من عنصرة جديدة في كنائسنا، والسينودس هو بالفعل عنصرة جديدة في كنائس الشرق الأوسط".

 

السيد نصرالله يرحب بالرئيس الايراني، ونجاد يشيد بلبنان مدرسة المقاومة والصمود 

خاص موقع قناة المنار - محمد عبد الله /   13/10/2010

السيد نصرالله يؤكد ان ايران ضمانة لوأد الفتن ونجاد

 

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الجمهورية الاسلامية في ايران ليس لديها اي مشاريع في المنطقة كما يروج البعض مشيراً الى ان مشروع ايران للبنان هو مشروع اللبنانيين ومشروعها لفلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني ومشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية.

وخلال الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي نظمه حزب الله وحركة امل في الضاحية الجنوبية لبيروت للترحيب بضيف لبنان الكبير الرئيس محمود احمدي نجاد اكد السيد نصر الله ان ايران تتطلع الى لبنان حراً مستقلاً موحداً سيداً عزيزاً شامخاً حاضراً في المعادلة الاقليمية.

السيد نصر الله اكد ايضاً ان الجمهورية الاسلامية في ايران من اهم الضمانات الكبرى لوأد الفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين في العالم.

الامين العام لحزب الله شكر الرئيس الايراني والجمهورية الاسلامية على دعمها ومساندتها للبنان في كل الظروف.

 وهنا نص كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كاملة :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين والأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. أخواني وأخواتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيادة رئيس الجمهورية في إيران الأخ العزيز الدكتور محمود أحمدي نجاد (دام عزه)، الوفد المرافق ، السادة والسيدات ، الأخوة والأخوات:

إنني أتوجه بهذه الكلمة المختصرة .. بالنيابة عنكم جميعاً، للترحيب بضيف لبنان الكبير والعزيز.

يا سيادة الرئيس: نرحب بكم باسم قيادة وقواعد حركة أمل، وباسم قيادة وقواعد حزب الله، باسم جميع أبناء الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر (أعاده الله بخير)، باسم عشاق الإمام الخميني المقدس، باسم قادة ورؤساء والأمناء العامين وقيادات وقواعد وكوادر الأحزاب والقوى والتيارات اللبنانية الحاضرة بيننا هذه الليلة، والتي عبرت عن تأييدها وترحيبها لزيارتها الكريمة. أرحب بكم باسم المجاهدين والمقاومين صناع النصر، أرحب بكم باسم عوائل الشهداء والجرحى والأسرى والمحررين، باسمي الرجال والنساء والأطفال، باسم هذا الشعب الذي صمد وقاتل في حرب تموز ثلاثة وثلاثين يوماً وصنع الانتصار المعجزة، أرحب بكم باسم أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس.

أرحب بكم أخاً كبيراً وصديقاً عزيزاً وحبيباً غالياً وسنداً عظيماً للمقاومين والمجاهدين والمظلومين، نشمّ بك يا سيادة الرئيس رائحة الإمام الخميني المقدس، ونتلمس فيك أنفاس قائدنا الخامنئي الحكيم، ونرى في وجهك وجوه كل الإيرانيين الشرفاء من أبناء شعبك العظيم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه في كل الساحات ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

في الكلمة المختصرة أود أن أقول كلمتين: كلمة للعرب وللبنانيين وكلمة للسيد الرئيس والوفد المرافق.

في الكلمة الأولى اليوم أريد أن أؤدي شهادة لله أقولها لكم لأنها واجبة في عنقي بحق الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة ورئيساً وحكومة وشعباً.

هناك في لبنان وفلسطين ومنطقتنا العربية من يتحدث دائماً عن مشروع إيراني يفترضه في وهمه ويفترض مشروعاً عربياً لمواجهة المشروع الإيراني، يتحدثون عن مشروع إيراني لفلسطين وإيراني للبنان ومشروع إيراني للمنطقة العربية، ويفترضون شكل ومضمون هذا المشروع من موقع سلبي، ويعملون على إخافة حكومات وشعوب عالمنا العربي منه، أنا اشهد كواحد من الأشخاص الذين هم على علاقة قديمة بمراكز القرار في إيران، وكواحد أتكلم بصدق وبلا مجاملة.

ايها العرب ما تريده إيران في فلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني في فلسطين، هذا هو مشروع إيران، ما يريده العرب وما أرادوه خلال ستين عاماً أن تعود أرض فلسطين لشعب فلسطين، أن تعود مقدساتها الإسلامية والمسيحية لأهلها الحقيقيين، أن تعود الأرض من البحر إلى النهر، وأن يعود كل لاجئ إلى أرضه وداره وحقله وأن يقيم هذا الشعب المظلوم دولته المستقلة على أرضه المحررة بالدم، هذا هو المشروع الفلسطيني وهذا هو مشروع إيران لفلسطين وليس أي شيء آخر، هذا هو موقف الإمام الخميني وهذا هو قرار الإمام الخامنئي. وذنب هذا الرئيس أنه يعبّر بشفافية ونقاء وصلابة وشجاعة عن هذا الموقف وعن هذه الرؤية في كل مكان في العالم، في الأمم المتحدة في نيويورك في جينيف أو حيث ما ذهب، تضيق به صدور الغرب أنه ينطق بالحق، عندما يقول إن إسرائيل دولة غير شرعية ويجب أن تزول من الوجود.

في لبنان ما تريده إيران هو ما يريده الشعب اللبناني الذي يتطلع إلى أن يكون لبنان بلداً حراً غير محتل موحداً سيداً مستقلاً عزيزاً كريماً أبيّاً شامخاً أمام التحديات والتهديدات، حاضراً في المعادلات الإقليمية وليس هناك مشروع إيراني آخر.

إيران في المنطقة العربية هي مع لاءات العرب التي أطلقوها في زمان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخرطوم، ثم تخلى عنها الكثيرون. إيران تجدّد هذه اللاءات مع الأمة العربية من جديد.

أنا أيها الأخوة والأخوات في هذه المسؤولية في حزب الله منذ العام 1992، منذ شهادة سيدي ومولاي السيد عباس الموسوي، أشهد أمامكم أن إيران التي كانت دائماً تدعمنا وما زالت لم تطلب منا في يوم من الأيام موقفاً ولم تصدر إليناً أمراً ولم تتوقع منا شكراً بل كنا نحن الذين نطلب والذين نسعى والذين نسال، مع إننا نفتخر، وأعيدها هنا، مع إننا نفتخر بإيماننا العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاع، ليس لدى إيران مشروعها الخاص أبداً، مشروعها في لبنان هو مشروع اللبنانيين، مشروعها لفلسطين هو مشروع الفلسطينيين، مشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية وما تقوم به إيران في منطقتنا كما يقول القائد والرئيس والمسؤولون والعلماء والمراجع والنخب والشعب إنها تؤدي واجبها الإلهي وإنها منسجمة مع عقيدتها ومع دينها.

أمر آخر: هناك من يروّج دائما أن إيران مصدر الفتنة وتسعى لتفريق وتمزيق الصفوف. وهنا يجب أن نشهد بالحق لله أيضاً، أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي من أهم الضمانات الكبرى اليوم في عالمنا الإسلامي بل في العالم كله لوأد الفتن وتعطيل الحروب            

ونصرة المستضعفين.

قبل أسابيع عندما هدد قس أمريكي بحرق نسخ من المصحف الشريف وكاد أن يثير فتنة كبرى في العالم بين المسلمين والمسيحيين أصدر الإمام الخامنئي بياناً تاريخياً نبّه فيه المسلمين والمسيحيين على حد سواء إلى أن هناك من يريد الإيقاع بينكم، من يريد أن يحرّك المسلمين في مكان آخر ليحرقوا نسخاً من الإنجيل أو يسيئوا إلى مقدسات المسيحيين فيتقاتل المسلمون والمسيحيون في العالم.

قال الإمام القائد: هذا الشخص وحده يحمل المسؤولية ولا يجوز أن تحملوا المسيحيين ولا الكنائس المسيحية مسؤولية عمل هذا الرجل، وقال بكل وضوح: نحن لا يجوز أن نرتكب بحق مقدسات المسيحيين شيئاً مشابهاً ففقأ عين الفتنة.

وعندما قامت قبل سنوات مجموعات معينة بتفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء واتهمت مجموعات تكفيرية بذلك، وكادت الفتنة بين السنة والشيعة أن تعم العراق والعالم الإسلامي وروج لها كثيرون، خرج الإمام الخامنئي مجدداً ليعلن ومن خلفه كل إيران ليعلن بقوة أن امريكا وإسرائيل تقفان وراء هذا التفجير، وأن المجموعات التكفيرية مرتبطة بأمريكا وإسرائيل، وأن السنّة لا يتحملون مسؤولية هذه الجريمة. ولا يجوز للشيعة أن يحملوا مسؤولية هذه الجريمة. وأيضا قبل أسابيع عندما ألقى شخص شيعي (غير معروف عند الشيعة أساساً) خطاباً في لندن أساء فيه لأم المؤمنين السيدة عائشة وبعض صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ورضوان الله عليهم) وقامت بعض الفضائيات العربية الفتنوية بترويج وتكرار هذه الشتيمة وكادت الفتنة أن تقع أصدر الإمام الخامنئي فتواه المعروفة وقال: "يحرم النيل من رموز أخواننا السنّة فضلاً عن اتهام زوج النبي صلى الله عليه وآله بما يخلّ بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء خصوصا سيدهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم". وفقأ عين الفتنة.

النتيجة التي تؤكد عليها إيران والقائد والرئيس والحكومة والشعب: إذا اخطأ مسلم لا تحاسبوا المسلمين جميعاً، إذا أخطأ مسيحي لا تحاسبوا المسيحيين جميعاً، إذا أخطأ شيعي لا تحاسبوا الشيعة، إذا أخطأ سني  لا تحاسبوا السنة. لماذا نركض سريعاً برجلينا إلى الفتنة التي تريدها أمريكا؟

هذه إيران التي جربناها وشهدناها ونشهد أنها ضمانة الأمة وضمانة الوحدة وضمانة المقاومة وضمانة قضايا العرب والمسلمين والمستضعفين ومن موقع القوة والعلم والحكمة والمسؤولية التاريخية.

أيها اللبنانيون والفلسطينيون والعرب: هذه الجمهورية الإسلامية بقيادتها وحكومتها وشعبها نعمة الله فيكم فاغتنموها واشكروا الله عليها ولا تصغوا إلى شياطين أمريكا وإسرائيل الذين لم نرَ منهم على امتداد عالمنا العربي والإسلامي إلا الحروب والدمار والخراب والتهجير والمجازر وهتك المقدسات.

أما الكلمة الأخيرة فهي كلمة الشكر للجمهورية الإسلامية في إيران قائداً ورئيساً وحكومة وشعباً. يا سيادة الرئيس نشكركم، يا سيادة الرئيس نشكركم على زيارتكم ومحبتكم، نشكركم على شجاعتكم وحكمتكم، نشكركم على تواضعكم الجمّ وخدمتكم الكبيرة لشعبكم ولقضايا أمتنا، نشكركم على دعمكم ومساندتكم لنا في كل الظروف والشدائد والصعاب، وأنت لم تطلب شكراً، نشكركم على حضوركم بيننا في أرض الضاحية الجنوبية أرض الإباء والصمود والمقاومة، شكراً لكم لحضوركم بيننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الرئيس نجاد: لبنان هو مدرسة المقاومة والصمود امام جبابرة هذا العالم

من جهته الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والذي بدا التأثر على وجهه واضحاً خلال كل فقرات الاحتفال وصولاً الى الكلمة التي القاها الامين العام لحزب الله شكر في كلمته الله على توفيقه لزيارة الشعب اللبناني العزيز، معتبراً ان لبنان هو مهد العابدين والأحرار وهو واحة خضراء تزدان بالورود التي يفوح منها عطر الأديان والطوائف والمذاهب المتنوعة. وشدد الرئيس الايراني على ان لبنان هو مدرسة المقاومة والصمود أمام جبابرة هذا العالم وهو جامعة الملاحم والجهاد في سبيل الأهداف الانسانية المقدسة.

كما واعتبر ان لبنان هو راية العزة والاستقلال الخفاقة ودرة ناصعة في هذه المنطقة، واشار الى ان نقاء الفكر وتسامي الروح وطهر السريرة لدى شعبه تتماهى مع جمال طبيعة هذه الديار والتي فغدت نسيجاً ليس له نظير وعطاءاً سماوياً مباركاً، وتوجه بالقول : "أيها الأعزاء ان زيارة لبنان شامخ ولقيا مسؤوليه وشعبه الطيب كان لي بمثابة رؤيا عذبة وجميلة".

الرئيس نجاد الذي اكد انه اتى من أرض الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) حاملاً معه أطيب التحيات ومبلغاً للمحبة القلبية الخالصة للشعب الايراني وقيادته الرشيدة للشعب اللبناني العزيز. وقال في هذا الاطار: "لكم ايها الأعزة، سلام الله وبركاته على الشعب اللبناني وعلى كل أديانه وطوائفه المتنوعة وسلام الله وبركاته على علمائه ومثقفيه ومبدعيه وخاصة على الشباب اللبناني الذي دافع ويدافع على الدوام عن عزة لبنان ومنعته واستقلاله".

واكد الرئيس الايراني ان عالمنا يقف اليوم على عتبة تغيير كبير بدأت ملامحه من منطقتنا هذه بالذات، وتوجه بالقول : "أنتم تدركون جيدا أن المتغطرسين والمهيمنين توسلوا القوة المادية كما توسلوا العنف من أجل بسط سيطرتهم ونفوذهم واتخذوا من منطقتنا منصة نحو اخضاع العالم برمته"، واكد ان هؤلاء لم يقفوا عند أي حد ولم يرضوا بأقل من تطويع المنطقة والعالم لارادتهم، مشيراً الى انهم لطالما وضعوا الآخرين في موضع المقصر والمدين وأنفسهم في موقع المحاسب والدائن، واكد انه ولم تكن أنفس الشعوب وثرواتها ومقدراتها وكرماتها وثقافتها وخاصة لدى شعوبنا تتمتع بأي حرمة لدى هؤلاء.

الرئيس الايراني تابع القول في كلمته في احتفال الضاحية الجنوبية لبيروت: "من وجهة نظر هؤلاء المسلم والمسيحي واليهودي وكل موحد حقيقي ينشد العدالة يعتبر على حد سواء وينظر اليه كعدو، إن أفكارهم المادية بحد ذاتها تتناقض مع الفطرة الالهية التي تسمو بالانسان نحو الحق كما يتناقض الجهل والعتمة مع العلم والنور. ان الحقيقة هي أن المستعمرين والمستعبدين السابقين بعد أن منيوا بهزيمة نكراء أمام ارادة الشعوب بادروا الى تغيير جلدهم وتلوين شعرهم لكن الأهداف المتوخاة ما زالت على حالها، وحيث أن العدالة والعشق والحرية ورعاية حقوق الآخرين أسيرة الى قلوب الشعوب فإن هؤلاء ألبسوا سلوكهم اللانساني لبوس الشعارات الانسانية البراقة".

واشار الرئيس الايراني الى بعض هذه النماذج وقال: "أولا من خلال تخطيط مسبق وعلى غفلة من شعوب هذه المنطقة وتحت ذريعة تعويض خسائر الحب العالمية احتلوا فلسطين عنوة فقتلوا الآلاف وشردوا الملايين وزرعوا فيها كياناً غريباً وغير مشروع وأوجدوا تهديداً مستمراً لكل شعوب العالم".

الرئيس الايراني اكد ان الاعداء أينما أرادوا الهيمنة أطلقوا العنان لقوة هذا الكيان الفاجرة والغاشمة ومكنوه من ارتكاب شتى أنواع الجرائم في كافة أصقاع العالم، وقال: "أمعنوا النظر جيدا فهل تجدون في سجل الصهاينة شيئاً سوى الجرائم والجنايات، وأنتم ترون بأم العين أن قتل الرجال والنساء والأطفال العزل في فلسطين واستخدام الأسلحة المحظورة وهدم المنازل وقطع الماء والدواء عن غزة والاغتيالات المعلنة سلفاً ومهاجمة المدنيين وقوافل المساعدات في المياه الدولية وتهديد دول المنطقة وشعوبها وارتكاب جرائم الحرب في لبنان وفلسطين، كل هذه الفظائع تحولت لأمور عادية وخبز يومي بالنسبة الى هؤلاء".

واضاف قائلاً : "أنتم ترون أن الصهاينة باتوا ينقضون العناوين التي تطرح من قبل المهيمينيين كعناوين أساسية لحقوق الانسان التي يطالبون الآخرين بالالتزام بها جهاراً نهاراً، فالكيان الصهيوني هو وثيقة معبرة عن مخاتلة النظام الرأسمالي والأفكار المادية وتجسيد حي لها".

الرئيس احمدي نجاد اكد ان الدليل الساطع على ذلك هو اجماع الدول المتغطرسة على تقديم الدعم المطلق لشذاذ الآفاق هؤلاء، مشيراً الى ان تلك الدول تعتبر هذا الكيان الغاصب عامل اتحادها وأداة سيطرتها على هذا العالم لذا فقد قامت بتزويده بالسلاح النووي، وقال موضحاً: "لقد استساغ حماة هذا الكيان المحتل اهانة الباري والأنبياء والكتب السماوية أما مقاومة الاعتداءات والاعتراض على الجرائم فهي برأيهم جريمة لا تغتفر. أما الشعوب فهي في موقع آخر فالناس في الغرب أيضا تتأذى من فكرة الصهيونية وتوجهاتها ولولا الضغط لبادرت للإفصاح عن رأيها بأصوات مدوية، ومن خلال الألطاف الالهية وصمود شعوب المنطقة أزيح اليوم الستار عن التزوير وظهرت الأمواج البشرية على امتداد هذا العالم في وجه الكيان المعتدي وها هم عباد الله حقاً قد اتحدوا حخول الايمان بالله كما اتحد العبيد حول محور الشيطان".

الرئيس الايراني اكد ان الاعداء يسعون لايجاد الخلافات في منطقتنا، وقال : "ففي لبنان نجد أن يد الغدر الآثمة قد امتدت الى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنها ثم نرى بعد ذلك كيف تلفق الأخبار وتستغل المجامع الحقوقية التابعة لأنظمة الهيمنة لتوجيه الاتهام الى بقية الأصدقاء سعياً للوصول الى المرام المشؤومة والباطلة عبر زرع بذور الفتنة، يريدون الايقاع بين شعوب عاشت مع بعضها بمحبة وازدانت بثقافة وهوية ومنبت واحد على الدوام، يريدون الحاق الآذى بالعلاقة بين الشعوب كالعلاقة الموجودة بين الشعبين اللبناني والسوري"

واشار الرئيس الايراني الى ان الأعداء كلما احتلوا بلدا أو غزوا شعبا لعبوا على وتر الحساسيات الطائفية والقومية والأوتار العرقية والمذهبية، واشار في هذا الاطار بالقول : "ففي العراق هناك الشيعة والسنة والأكراد والتركمان والمسيحيون وكانوا جميعا يعيشون متآخين لا بل متصاهرين قل الاحتلال، ولكن منذ قدوم المحتلين وبداية تدخلاتهم بدأت الاختلافات والمواجهات في بعض الأنحاء العراقية. ان ايجاد التشرذم هو أسلوب معروف ومكشوف يستغل بطرق شتى من قبل أنظمة التسلط والهيمنة فالأعداء لم لا ويريدون لأي من شعوب هذه المنطقة أن يكون متحداً قوياً مستقلاً ومتطوراً، لكن بفضل وعي الشعوب فقد افتضح اليوم أمر فتن الأعداء وهي ستفوت الفرصة عليهم".

وفي معرض الحديث عن احداث الحادي عشر من ايلول اكد الرئيس الايراني بالقول : "ثالثاً تذرعوا بأحداث 11 أيلول ليهاجموا أفغانستان ثم احتلوا العراق بحجج واهية ودمروا كل بناه التحتية وقتلوا مئات الآلاف من الناس، عندما ننظر الى أبعاد ما قام به المحتلون في أفغانستان والعراق ومؤخرا في باكستان ندرك جيدا أن هدفهم ليس محاسبة من تسببوا بأحداث 11 أيلول بل ذريعة للتواجد في المنطقة متابعة الأهداف الاستعمارية بعينها، إن معرفة حقيقة ما جرى في 11 أيلول وفحص الصندوق الأسود من شأنه حل الكثير من المشكلات ومن هنا أعلن أن تشكيل فريق مستقل وحيادي لتقصي الحقائق ولكشف حيثيات وعناصر أحداث 11 أيلول هو مطلب طل شعوب المنطقة والعالم.

وتابع قائلاً: "ليلتفت الساسة الأميركيون ومن يتحالف معهم أن الركون لهذا الأمر يشكل فرصة ومخرجا لائقا بالنسبة لهم أيضا، وكل نوع من أنواع الممانعة أمام هذا المطلب القانوني والانساني يبين أن أحداث 11 أيلول قد نفذت بتخطيط مسبق ولأهداف معينة، أوجه النصح هنا لأقول أن أفضل مخرج لمحتلي أفغانستان والعراق هو ترك المنطقة والاعتذار من الشعوب. إذا لم يلتفتوا الى هذه النصيحة فإن يد شعوب المنطقة سوف تطردهم من المنطقة طرداً ذليلاً وستضع الجناة في قبضة العدالة".

وفيما خص الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة المختطفين في لبنان اكد قائلاً: "رابعاً، هناك آلاف الأحرار من فلسطين وشائر الشعوب الآخرى اختطفوا ورميوا في غياهب السجون ومع ذلك لا نسمع همسا من كل ودعي الوكالة الحصرية للدفاع عن الانسان، هناك في الوفد الايراني سيدة مؤمنه وشاب شجاع حاضرة معنا وقام عملاء الصهاينة ابان احتلالهم للبنان قبل 28 سنة باختطاف زوج السيدة ووالد الشاب عنيت به السيد محسن الموسوي القائم بأعمال السفارة الايرانية آنذاك، 4 دبلوماسيين ايرانيين السادة محسن الموسوي أحمد متوسلينان تقي مقدم وزكاظم أخوان هم ذوي علم وتمسك حققي بالأخوة والسلام وكانوا يتواجدون في لبنان بشكل قانوني حيث اختطفوا وهم اليوم أسرى للكيان الصهيوني، واستنادا الى المعلومات المؤكدة فهم ما زالوا على قيد الحياة وأسرى بصورة غير قانوني بيد اسرائيل، الكيان الصهيوني هو المسؤول عن سلامتهم وعن أرزواحهم ويجب أن يسمح لمندوبي الصليب الأحمر أن يلتقوا بهم ويقوموا بالترتيبات التي تؤدي الى خروجهم مع كل المعتقلين الآخرين الى ساحة الحرية".

وتابع الرئيس الايراني كلامه : "خامسا، الأزمة الاقتصادية وتلوث الهواء والتغيرات المناخية الحادة سببت الفقر والعديد من العلل للكثير من الشعوب، هي أيضا احدى نتائج سياسات نظام الهيمنة الأحادي والفكر الرأسمالي الذي لا يتوخى إلا الحد الأقصى من الأرباح، أيها الأصدقاء نحتاج لساعاعات وساعات لنقدم لائحة بالخطوات التخريبية لهذا النظام وفكره لقد ارتسمت الوقائع اليوم أمام أعين الناس حيث افتضح أمر المتكبرين من الشعوب، هذا الكيان الذي احتل سنة 1982 أجزاء واسعة من لبنان حتى وصل الى بيروت مني في ثلاثة مراحل وخاصة بعدوان تموز 2006 بهزائم مريرة حيث طرد من الشعب اللبناني وأخيرا من خلال المواجهة البطولية التي خاضها الجيش اللبناني الباسل".

الرئيس الايراني وفي معرض الحديث عن فلسطين قال: "أن ملحمة أهل غزة ومقاومتهم بينت ضعف هذا الكيان وهزالته أكثر من اي وقت مضى، التفتوا إن الصهينونية ولأنها تشعر أنها وصلت الى الحائط المسدود ربما تبادر الى شرور جديدة علها تمارس في ذلك طريقا للخلاص وأنا أعلن أن أي شر جديد يبدر من هذا الكيان لن تجدي نفعا إلا بتقصير عمر هذا الكيان الملطخ بالعار.

وتابع: "مع إطلاق وعد بإعادة جزء صغير من الأراضي الفلسطينية وبدون عودة اللاجئين ودون الاعتراف بالحق الكامل للسيادة الوطنية يتحدثون عن السلام، هذا في الوقت الذي يستمرون في التوسع والاعتداءات ولا يلتزمون بأي من القرارات الدولية ولا حتى بأي من وعودهم الكاذبة وليعلم الجميع أن وجود الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال ولو على شبر واحد من الأراضي الفلسطينية هو بمثابة اعطاء فرصة للاجرام، ليعي الجميع أن الدولة اليهودية تعني دولة عنصرية وهي تعني تشريد أكثر من مليون و500 الف انسان من السكان الأصليين، والسبيل لحل القضية الفلسطينية ولإرساء سلام راسخ في المنطقة هو الاعتراف بحق السيادة للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم ورحيل المحتلين الى أوطانهم الأصلية لمصلحة قادة الكيان الصهيوني أن يعودوا الى منازلهم وأن يعيدوا فلسطين وإلا فإن أعاصير غضب الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب الحرة سيجعلهم أثرا بعد عين ".

وطالب الرئيس الايراني من بعض دول المنطقة أن تتماشى وتتضامن مع شعوبها وتسمح للناس أن تعبر بحرية عن رأيها وحول جرائم الكيان الصهيوني وأن تسمح للناس أن تقدم دعمها ومساهماتها للشعب الفلسطيني.

واكد القول ان أي دولة أو شخص يسعى للاعتراف بالكيان الصهيوني سيكون معزولا ومدانا من شعوب هذه المنطقة، وتوجه بالقول: "وليعلم حماة الكيان الصهيوني أن الطريق الأفضل والوحيد المتاح لهم لاحياء الصداقة والتعاون مع شعو بالمنطقة هو أن يبادروا بأنفسهم لانهاء الاحتلال الصهيوني ويجب عليهم أن يبادروا الى انهاء سيطرة الصهاينة كما عملوا سابقا على فرض هذا الكيان وتقديم الاعتذار لشعوب المنطقة وتعويض الخسائر التي لحقت بها وإذا كانوا يشعرون أنهم مدينون للصهاينة فليبادروا الى دفع هذا الدين من جيوبهم ولا شك أن الشعب الفلسطيني قادر على ممارسة سيادته الفلسطينية بنفسه ولأركان الأمم المتحدة وقادتها أقول كفى تقصيرا وآن الآوان كي تثبتوا أنها منظمة للأمم المتحدة بالفعل، وبدلا من الاعتراف بالاحتلال فلتعترفوا بشرعية وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة سيادته".

واضاف قائلاً: "هذا ما تريده شعوب المنطقة ومناهضة هذه الارادة لم تحصد إلا الخيبة والفشل، وأعلن بصوت عال أن الكيان الذي اوكلت اليه مهمة السيطرة من النيل الى الفرات لصالح النظام الرأسمالي قد حبس خلف جدران بناها بنفسه".

واعلن الرئيس الايراني عن تشكيل جبهة مقاومة الشعوب في تركيا وفلسطين والعراق سوريا وايران ولبنان كما واعلن أن الكيان الصهيوني يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط وليس هناك من قوى قادرة على انقاذه.

وفي عودة للموضوع اللبناني اكد الرئيس الايراني القول: "ان لبنان موطن الموحدين والأطهار ولكن الشياطين لا تستسيغ الوحدة والانسجام لأن في ذلك قوة للشعوب ومنعة لذا تعمل دوما على التشويش، ولكن أعلن بكل ثقة أنتم أيها الأحبة رمز العزة والانتصار وقد خبرتم هذه الثمرة الطيبة أي توحيد الكلمة وأدخلتم اليأس الى قلوب كل الشياطين، قضاياكم وقضايا الشعب الايراني واحدة لذا فنحن موجودون معكم في جبهة واحدة، عزة لبنان وتطوره هو عزة وتطور لنا ايضا، ونحن سنبقى دوما معا والى جانب بعضنا البعض في السراء والضراء، وخلال اللقاءات والتفاهمات مع المسؤولين اللبنانيين المحترمين وضعنا قواعد صلبة من أجل تطوير مطرد للعلاقات الأخوية في مجالات عدة وقد اتفقنا سوية على أن نتعاون أكثر من اي وقت مضى في مجالات الطاقة العلوم التكنولوجيا الصحة الزراعة الصناعة الثقافة والسياحة، ولا شك أن تطبيق هذه الاتفاقيات سيعود بالخير العميم على الشعبين والمنطقة بشكل عام.

 وختم بالقول: "ولا يسعني في هذا الإطار إلا أن أتقدم بالشكر من الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وأتوجه بشكل خاص وشكر وتقدير من العزيز المجاهد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وأشكر كل المسوؤلين اللبنانيين والشعب اللبناني بأطيافه وطوائفه ونخبه وعلمائه وخاصة أتوجه بالشكر من الشباب اللبناني الباسل والمجاهد والغيور وأعلن في هذا المجال بكل فخر وصدق واعزاز بأن الشعب الايراني سيكون على الدوام الى جانبكم والى جانب كل شعوب المنطقة وأعلن بصوت عال أن النظام العالمي الأتي يجب أن يكون شاملا انسانيا وعادلا حتة يكون السلام والأمان في ظله راسخا على أساس العدالة في شتى أنحاء العالم وينبغي لكل الدول والشعوب ان تتمكن من المشاركة في ادارة شؤون العلم في جو آمن وهذا وعد إلهي وسيتحقق.

الإرادة الالهية أن يأتي حفيد من أحفاد النبي محمد مع عيسى المسيح وثلة من الصالحين كي يأخذوا بيد نحو تحقق الدنيا العزبة والجميلة وإن عشاق البشرية المخلصين هم في طريقهم الينا وسيصلون من فورهم ".