المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 18 تشرين الأول/10

انجيل القدّيس متّى 25/1-13

حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس، خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات. فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا.

أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ. وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ. وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ! حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ. فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ. فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ. ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب. وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا!

فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ! إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة.

 

فيلتمان وصل الى بيروت والتقى جنبلاط

الاحد 17 تشرين الأول 2010

وصل الى بيروت مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان آتيا من الرياض، وكان في استقباله على المطار السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي.

فيلتمان التقى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، ويتابع جولته على باقي المسؤولين.

 

نتنياهو: لبنان تحول إلى ولاية ملحقة بإيران

أمال شحادة، الاحد 17 تشرين الأول 2010

تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في إفتتاح جلسة حكومته الأسبوعية المنعقدة في منطقة الشمال إلى زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان، فاعتبر أنَّ "لبنان تحول إلى ولاية إيرانية، مضيفاً: "نشهد في الأيام الأخيرة تهديدات جديدة ضد دولة إسرائيل، وفي مركزها الخطر الأكبر في أن يتحول لبنان ولاية ملحقة بإيران". وأكد نتنياهو أنَّ بلاده "تعرف جيداً كيف ستدافع عن نفسها وتعرف أيضاً كيف ستبني دولة إسرائيل". وفي حين توقع الكثيرون أن يتصدر الملف الإستيطاني مواضيع جلسة الحكومة، في أعقاب الكشف عن مشاريع جديدة أعلنت عنها الحكومة، تجاهل نتنياهو هذا الجانب وتحدث عن المشاريع التي تخطط ها الحكومة لإنعاش "الكيبتوتسات"، خصوصاً تلك القائمة في منطقة الشمال.

 

زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان ومصير محكمة الحريري

آش جين وأندرو جيه. تابلر 

السبت 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

الشفاف/من المرجح أن تسفر رحلة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بيروت هذا الأسبوع عن سلسلة من التحديات الخطابية ضد إسرائيل بل وربما عن زيارة إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لكن قد يكون أحد أهداف الرحلة التأثير على ما تسفر عنه نتائج «المحكمة الخاصة للبنان» المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005. وفي الوقت الذي تقترب فيه «المحكمة» من توجيه لوائح الاتهام التي قيل إنها تشمل نشطاء من «حزب الله»، صعّد كل من «حزب الله» وسوريا - بدعم من طهران على ما يظهر - من الحملة المنسقة على ما يبدو التي تهدف إلى الضغط على رئيس الوزراء سعد الحريري وحلفائه الغربيين لإنهاء دعمهم للعملية القضائية.

الخلفية

في منتصف تموز/يوليو المنصرم، أطلق زعيم «حزب الله» حسن نصرالله حملة علاقات عامة عنيفة لنزع الشرعية عن «المحكمة الخاصة للبنان» بعد تقارير أكدت أن المدعي العام دانيال بلمار ينوي توجيه لوائح اتهام ضد أعضاء من «حزب الله». وبالإضافة إلى وصم «المحكمة» بأنها "مشروع إسرائيلي" يحاول استهداف المقاومة وإثارة فتنة طائفية في لبنان، أشار أيضاً إلى وجود"أدلة دامغة لا يمكن دحضها" بوقوف عملاء استخبارات إسرائيليين وراء اغتيال الحريري. وبعد أن أثار تساؤلات حول مصداقية «المحكمة الخاصة للبنان»، طالب بإجراء تحقيق جديد "ذي طابع غير سياسي" يتحكم به لبنان ويأخذ في الاعتبار الأدلة التي طرحها «حزب الله».

وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، زار العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد بيروت، الأمر الذي توج الجهود التي بذلتها الرياض لمدة عام ونصف لجر الأسد بعيداً عن إيران واستعادته إلى "حظيرة العرب". وبعد خروج إشاعات عن اتفاق بين الزعيمين يربط تشكيل الحكومة في العراق بدور سوري متجدد في لبنان، أصدر سعد الحريري نفياً علنياً مدهشاً للإدعاءات السابقة بأن سوريا وقفت وراء اغتيال والده. ومع ذلك، استضاف الأسد أحمدي نجاد في أيلول/سبتمبر في دمشق ثم سافر إلى طهران، حيث أكد الزعيمان من جديد استمرار "محور المقاومة" السوري الإيراني وأعلنا عن دعمهما المشترك لـ «حزب الله».

جهود لتضليل مسار «المحكمة»

كجزء من حملته المتصاعدة لتقويض «المحكمة الخاصة للبنان»، سعى «حزب الله» — بدعم من دمشق وطهران — إلى إنهاء جميع أشكال الدعم اللبناني الرسمي لعمليات «المحكمة». وقد أوضحت المنظمة أنها ستمنع مجلس الوزراء اللبناني من الموافقة على حصة لبنان من تمويل «المحكمة الخاصة للبنان» الذي حدده قرار مجلس الأمن رقم 1757 بنسبة 49% من ميزانية العمل السنوية للمحكمة البالغة 56 مليون دولار. كما طالبت الحكومة أيضاً بسحب القضاة اللبنانيين المعينين في «المحكمة الخاصة للبنان».

وفي الوقت نفسه، كثف «حزب الله» الضغوط السياسية على سعد الحريري لشجب «المحكمة الخاصة للبنان» والانضمام إلى المعارضة في الدعوة علناً لحلها. وااتخذت تلك الحملة نبرة تهديدية بصورة متزايدة. فعلى سبيل المثال، حذر حليف «حزب الله» ورئيس مجلس النواب نبيه بري من وقوع "حرب أهلية" إذا طالت القضية بلا حسم، كما أن موقع قناة "المنار" التابعة لـ «حزب الله» أضاف أن لبنان ستواجه "أياماً صعبة قادمة" إذا ما رفض الحريري معارضة «المحكمة الخاصة للبنان» بحلول نهاية أيلول/سبتمبر، وهو البيان الذي تم تفسيره على أنه تهديد لمنصبه كرئيس للوزراء. وفي الأسبوع الماضي انضمت سوريا رسمياً إلى هذا الجهد عندما أصدرت مذكرات اعتقال ضد ثلاثة وثلاثين "من الشهود الزور" في هذه القضية، بمن فيهم بعض أقرب مساعدي الحريري وأول رئيس تحقيقات من قبل الأمم المتحدة الذي كان مدعيا عاما ألمانياً.

لقد كان «حزب الله» ودمشق على حد سواء صريحين أيضاً بإسماع صوتهما بصورة متزايدة في التحذير من أن أي لوائح اتهام تستهدف الجماعة يمكن أن تشعل جولة جديدة من العنف في لبنان. وقد قيل إن نصر الله قد أبلغ الحريري أنه لو حاول تبني مثل هذه الاتهامات، سوف يتخذ «حزب الله» إجراءات تكون "أسوأ مئة مرة من تلك التي تم اتخاذها في عام 2008". وقد أضافت قناة "المنار" أن الجماعة سوف تتعامل مع أي لوائح اتهام على أنها "غزو جديد" للبنان. وبالمثل، حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حوار له مؤخراً مع صحيفة "وول ستريت جورنال" من أن الاتهامات ستخاطر بـ "إغراق لبنان في جولة جديدة من الصراع الطائفي".

ما هي الخطوة القادمة؟

في وجه الضغط المتزايد، رفض الحريري حتى الآن التخلي عن رأيه، حيث تعهد في 29 أيلول/سبتمبر بأن لا "يسمح لدم رئيس الوزراء رفيق الحريري أن يذهب سدى". لكن مع انقضاء إنذار «حزب الله» في 30 أيلول/سبتمبر، يبدو أن المسرح قد تم إعداده لمواجهة سياسية عنيفة محتملة. وهناك العديد من السيناريوهات الممكنة:

"رضوخ الحريري" : لتجنب حدوث أزمة، يمكن أن يقرر الحريري قبول مطالب «حزب الله»، والتنصل من دعمه لـ «المحكمة الخاصة للبنان»، وإنهاء تمويل لبنان لها، والدعوة لانسحاب القضاة اللبنانيين. غير أن «الحزب» قد لا يكون راضياً بمثل هذه الإجراءات، نظراً لتأثيرها المحتمل المحدود على التحقيق الجاري من قبل «المحكمة». فعلى سبيل المثال، بموجب قرار رقم 1757، يمكن للدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة أن تعوض عن أي نقص في تمويل «المحكمة الخاصة للبنان» عن طريق المساهمات التطوعية. وفي الواقع، أعادت إدارة أوباما التأكيد بصورة واضحة عن دعم الولايات المتحدة لـ «المحكمة»، وتبدو أنها على استعداد للسعي للحصول على مصادر تمويل بديلة إذا لزم الأمر. وعلاوة على ذلك، بما أنه قد تم تعيين القضاة اللبنانيين من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يبدو أنهم في حصانة من محاولات أي مجلس وزراء أو برلمان لبناني إزاحتهم.

"انسحاب "حزب الله" : إذا فشلت حملة الضغوط على الحريري، يمكن أن يسعى «حزب الله» إلى إسقاط حكومته عن طريق مطالبة حلفاء «الحزب» بالانسحاب من مجلس الوزراء. وتسيطر الجماعة على عشرة من بين الأعضاء الأحد عشرة في مجلس الوزراء الضروريين لإسقاط الحكومة، ولذا فإنها ستحتاج إلى دعم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أو أحد المعينين من قبل الرئيس ميشيل سليمان (مثل عدنان السيد حسين، وهو شيعي معين في مجلس الوزراء بموافقة «حزب الله»). وإذا نجحت هذه الخطوة فمن شأنها أن تشل المؤسسات السياسية اللبنانية، وتغرق الدولة في أزمة أخرى، وتضع «حزب الله» في وضع يمكنه عرقلة تشكيل أي حكومة جديدة حتى يتم تقرير مصير «المحكمة الخاصة للبنان».

"استقالة الحريري": في محاولة للحفاظ على كرامته ودعم تراث والده وسط الضغوط التي يمارسها «حزب الله»، قد يقرر الحريري التنحي عن منصبه كرئيس للوزراء - وهو خيار طُرح علناً الأسبوع الماضي بواسطة عضو من كتلته البرلمانية. وعلى الرغم من أن البعض قد أشار إلى أن مثل هذه الخطوة قد تقوي الموقف التفاوضي للحريري حيث ستجعل من غير الممكن من الناحية السياسية موافقة أي سياسي سني آخر على تسوية بخصوص «المحكمة الخاصة للبنان»، إلا أن ذلك يمكن أيضاً أن يعطي «حزب الله» النفوذ اللازم لمنع تشكيل حكومة جديدة كما في السيناريو السابق.

"خروج «حزب الله» إلى الشوارع ": إذا استمر الحريري في تحدي مطالب «حزب الله»، يمكن أن يقوم الحزب بمظاهرات احتجاج في الشوارع تهدف إلى زعزعة الاستقرار وزيادة الضغط على الحكومة. وكما في الماضي، قد يؤدي ذلك إلى وقوع صدامات مع أنصار «تحالف 14 آذار» من السنَّة والمسيحيين. وقد يذهب «حزب الله» أبعد من ذلك ويحاول الاستيلاء عسكرياً على بيروت كما فعل في أيار/مايو 2008 - وهي الخطوة التي جعلت القوى الإقليمية تتدخل وتتوسط لوضع إطار حكم جديد للبنان مما يعكس القوة السياسية المعززة لـ «حزب الله». ومن خلال تكرار هذا السيناريو، يمكن أن يستخدم الحزب مخاوف نشوب حرب أهلية كقوة ونفوذ لها، حيث سيطالب بأن أي اتفاق جديد حول المستقبل السياسي للبنان -"الدوحة الثاني" - يستدعي قيام «تحالف 14 آذار» وحلفاؤه الغربيون بغلق «المحكمة الخاصة للبنان»، أو، ربما على الأرجح، وضعها تحت سيطرة لبنانية أكبر.

تحدي للمجتمع الدولي

قد تشير زيارة أحمدي نجاد — التي تهدف جزئياً إلى تعزيز تحوّل لبنان بصورة أكثر باتجاه سوريا وإيران — إلى بداية مرحلة جديدة أكثر خطورة في حملة التخويف التي يطلقها «حزب الله». فعلى سبيل المثال، كرر نصر الله في نهاية الأسبوع الماضي عزمه على "وقف هذه المحاولة الأمريكية والإسرائيلية لتدمير المقاومة". ومع وجود خيارات أخرى قليلة، يبدو أن الحريري والسعوديين يضعون ثقتهم في سوريا لكبح «حزب الله» والحفاظ على الهدوء - وهو دور يستطيبه الأسد فيما يواصل لعبته المزدوجة بتشجيع الحزب على المضي قدماً وفي الوقت نفسه يعيد طمأنة الحريري على دعمه إياه.

ورغم أن «حزب الله» وحلفاءه قد وجهوا حملة الضغط ضد الحريري، يبدو أن هدفهم النهائي يتمحور حول تحدي الدعم الشامل لـ «المحكمة الخاصة للبنان» عن طريق إجبار المجتمع الدولي على الاختيار بين العدالة والاستقرار. وينبغي على إدارة أوباما استخدام حوارها الوليد مع دمشق لكي توضح أن الجهود السورية لتقويض «المحكمة» ستكون لها عواقب عكسية. إن الاختيار الحقيقي الذي يواجه واشنطن وحلفائها هو ما إذا كان عليها أن تذعن لتسليم لبنان إلى قوى التخويف المسلح أو أن تقوم بتعزيز أولئك الذين يقاتلون لإعلاء شأن العدالة والديمقراطية وسيادة القانون. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لها نفوذ قليل على أفعال «حزب الله» على أرض الواقع، ينبغي على واشنطن أن تستمر في التأكيد على دعم «المحكمة»، وتوضح بأنها لن تقر أي اتفاق سياسي حول مستقبلها.

آش جين هو عضو سابق في فريق التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية، وزميل زائر في معهد واشنطن. أندرو جيه. تابلر هو زميل الجيل الثاني في برنامج السياسة العربية في المعهد.

 

من "السيّد" رضا خاتمي الى "السيد" حسن نصرالله: السكوت عن الظلم تأييد له!

السبت 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

طهران - (مسار- نيوز): وجه رئيس حزب "جبهة المشاركة " المنحل بقرار من سلطة احمدي نجاد، السيد محمد رضا خاتمي رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان.

متن الرسالة:

عزيزي السيد حسن نصرالله

فيما تستقبلون في بلدكم لبنان السيد محمود أحمدي نجاد إستقبالا حارا باعتبار أنه رئيس الجمهورية الإسلامية، ونظرا للروابط العميقة التي تجمع شعبينا، نحن شعب إيران يهمنا أن يكون استقالبكم له كممثل للجمهورية الإسلامية على أساس سياسة عدم التدخل في شؤون بلدكم الداخلية، ومن أجل المصالح الوطنية اللبنانية ودعم المقاومة. ونتمنى عليكم كما على كل خبير بالسياسة أن تعرفوا حق المعرفة إلى أين وصلت مكانته في نظر شعب إيران.

حضرة الأمين العام

ما جعلني أختارك من بين جميع مستضيفيه يعود إلى إرتباطك الوثيق بالمثل العليا والشعارات الأساسية التي تبنتها الثورة الإسلامية في إيران وما تزال.

أخاطبك أنت لأن مصير الجمهورية الإسلامية مهم بالنسبة إليك كما مصير المقاومة الإسلامية. ولزاما علي أن أذكرك بالواقع المر الذي وصلنا إليه هذه الأيام في إيران، هذا الواقع الذي يتحمل مسؤوليته من قاد الثورة يوما من الأيام وعاد فأفرغها اليوم من شعبويتها واحتكر إنجازاتها لنفسه.

تعلمون جيدا ولا داعي لتذكيركم أن حافظي إرث الإمام الخميني قد أصبحوا قلة قليلة في إيران هذه الأيام.

الإمام الخميني مع حفيدته زهرة إشراقي، زوجة السيد رضا خاتميفالسابقون السابقون من ورثة فقيدنا الراحل الحقيقيون يتعرضون، بجرم الحفاظ على مبادئ الثورة الأساسية، لأصعب الضغوطات و وأقسى حملات التضييق. كما أن مئات الأشخاص من الرعيل الأول لثورتنا العظيمة الذين لم ينحرفوا عن خطها الأساسي وشعاراتها الأصيلة، يقبعون في السجون في أسوأ الظروف الإنسانية. وآخرها كان إعتقال أبرز الداعمين للمقاومة الإسلامية في لبنان كما تعرفون، "الدكتور علي شكوري"، والذي جرى عشية زيارة السيد أحمدي نجاد لكم في لبنان.

وهنا أسألكم كيف يمكن لشخص مثله أن يتكلم عن مقاومة نظام غاصب وهو في الوقت ذاته يزج في السجون بآلاف المخلصين ممن أمضوا سحابة عمرهم يجاهدون في سبيل إعلاء كلمة الله ودعم الثورة وتأسيس الجمهورية الإسلامية. لا يمكن لأحمدي نجاد ان يدعي محاربة الكيان الصهيوني من جهة وهو يظلم ثوريين حقيقيين من جهة أخرى. هل يمكن للإثم أن يكون مرادفا للبراءة، كما أن السكوت عن الظلم هو تأييد له.

ينتظر شعبنا من كل من يدعي أنه يجاهد ضد الظلم والتسلط أن يمد يده لمساعدتنا في رفع الظلم عن جميع المعتقلين في سجون أحمدي نجاد.

كما كان شعب إيران داعما أساسيا للبنان وشعبه وللطائفة الشيعية على وجه الخصوص، نتمنى منكم ان تبادلونا الوفاء بالوفاء وتساعدونا في رفع الظلم عن كاهل شعبنا.

لقرّاء الفارسية، يمكن مراجعة الخطاب المفتوح على موقع "نوروز"

 

جعجع: زيارة أحمدي نجاد تأتي في سياق المواجهة مع الدول العربية المعتدلة والغرب 

الاحد 17 تشرين الأول 2010

وصف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان بـ"الإستراتيجية"، معتبراً أنَّ وراءها حافزين هما "أولاً، القول لكلّ العالم، إنَّه وفي خضم العقوبات على الجمهورية الإسلامية، فإنَّ إيران لديها أصدقاء حقيقيين في المنطقة وهي ليست معزولة، وثانياً، تحضير مجموعاتها وحلفائها وقواتها في لبنان من أجل تحفيزهم ودعمهم".

جعجع، وفي حديث إلى مجلّة  Paris Match”، أوضح أنه يعني بـ"المجموعات والحلفاء والقوات الإيرانية في لبنان، "حزب الله" من جهة لامتلاكه السلاح وجهاز مخابراتي، ومن جهة أخرى حلفاء سوريا وإيران بحيث أتت زيارة أحمدي نجاد لاستنهاضهم وتحديد اتجاه المعركة والمواجهة بالنسبة لهم ولتحويل الإنتباه عن مسألة السلاح النووي الإيراني والمحكمة الدولية نحو المواجهة مع اسرائيل".

 جعجع إعتبر أنَّ لـ"زيارة أحمدي نجاد وجهين، زيارة رسمية للدولة اللبنانية وزيارة لـ"حزب الله" تُوصف بالإيديولوجية والإستراتيجية، ومن هنا بالإمكان التمييز بين خطابين له، الأول، في القصر الجمهوري في بعبدا وهو خطاب رئيس دولة، وخطابٌ آخر ــ في كل من ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي بنت جبيل في الجنوب ــ بعيدٌ كلّ البعد عن خطاب رجل الدولة بل هو اقرب الى خطاب حزبي في محاولة لرفع معنويات انصاره"، لافتاً إلى أنه لم يُسلّم على الرئيس الايراني شخصياً "لأن الأخير لم يُصافح سوى الرؤساء الثلاثة قبل الجلوس إلى مأدبة الغداء".

ورداً على سؤال حول احتمال قيام إيران عبر "حزب الله" بأي عمل عسكري، قال جعجع: "هذا أحد الإحتمالات الممكنة ولكن لا أعتقد أنَّ أي جهة قد اتخذت قرارها بالعمل العسكري حالياً، إلا أنَّ هذا الإحتمال يبقى ورقةً مطروحةً على الطاولة بالنسبة للتحالف القائم بين سوريا وايران و"حماس" و"حزب الله"  للقيام بما يسمى "ضربة وقائية أو إستباقية   (preemptive strike)" سواء ضد اسرائيل، أميركا أو الغرب"، مشيراً إلى أنَّ "هذه الفرضية تبقى احتمالاً حتى الآن وليس خياراً وأحمدي نجاد أتى الى هنا لتسليط الضوء على هذه الإمكانية".

هذا، وقلّل جعجع من احتمال وقوع حرب أهلية أو داخلية في لبنان نظراً لموقف رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري  ووزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي لـ"جهة التصدي لأي عمل عسكري في الداخل"، لكنه لم يُنكر في الوقت نفسه "إحتمال وقوع حرب في المنطقة قد يتأثر بها لبنان طبعاً وبالأخص على الحدود الجنوبية بسبب الإرتباط الإستراتيجي لـ"حزب الله" بإيران وتنفيذه لمخططاتها في المنطقة".

وإذ شدد على أنَّ "القرار الإستراتيجي في لبنان وخصوصاً قرار السلم والحرب يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانية"، لفت جعجع إلى أنَّ "قوى 14 آذار ستسعى دوماً من أجل عودة هذا القرار إلى يد الدولة ومؤسساتها فقط وهذا الأمر لا يتمّ الا عبر اقناع "حزب الله" بتسليم سلاحه واعترافه بالشرعية اللبنانية"، نافياً "إمكانية قيام "القوات اللبنانية" بمواجهة "حزب الله" في حال عادت التوترات إلى لبنان باعتبار أنَّ "القوات" لا تملك سلاحاً"، وأشار إلى أنَّ "القوى الشرعية من جيش لبناني وقوى أمنية هي المنوط بها التصدي لكلّ من يحمل سلاح في الداخل فعلى الأقل يوجد حدٌّ أدنى من الدولة حالياً".

جعجع الذي استبعد "إمكانية انقسام الجيش اللبناني في حال حصول اضطرابات في الداخل"، استشهد بما حصل في أحداث نهر البارد، حيث "واجه الجيش مجموعة "فتح الإسلام" الفلسطينية السنيّة ولكنه حافظ على وحدته على الرغم من أن السنّة في لبنان يتماهون مع الأخوان الفلسطينيين"، لافتاً إلى أنَّه "على العكس إذا لم يتدخل الجيش هذه المرة في اي فتنة أو فوضى قد تحصل في الداخل فعندها كلّ جندي سيعود الى طائفته".

وحول موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أكد جعجع أنَّ "المحكمة الدولية هي مسألة شائكة بالنسبة للبعض في لبنان ولكنها مدعومة من قبل أكثر من مليون لبناني طالبوا بها عندما نزلوا إلى ساحة الشهداء في 14 آذار 2005 "، مشيراً إلى أنَّ "حلفاء سوريا وحزب الله هم الرافضون لها وهم مستعدون لشلّ عمل الحكومة من أجل ايقاف عمل المحكمة، ولكن إلى الآن لا أعرف ما هي نواياهم ابعد من ذلك".

وعن الانقسام المسيحي الحاصل في لبنان، رأى جعجع أنَّ "(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون قد خرج عن الثوابت التاريخية للمسيحيين في لبنان التي وضعتها وتحافظ عليها بكركي والتي قام على أساسها هذا البلد"، مشيراً إلى أنَّ "هذا الانقسام يُضعف المسيحيين الذين عادوا الى استرجاع حقوقهم ومراكزهم داخل الدولة منذ العام 2005 اكثر فأكثر". ولم يُخفِ جعجع في هذا المجال إنزعاجه من رؤية عون، الذي يُمثل شريحة محترمة من الشارع المسيحي، "جالساً الى طاولة الفطور الذي أقامه الرئيس أحمدي نجاد في فندق "الفينيسيا" مع شخصيات تابعة ومستزلمة لسوريا وإيران".

جعجع وصف تحالف قوى "14 آذار" بـ"الحلم"، متمنياً استمراره ليُصبح "تحالفاً فوق الطائفية يجمع الكلّ في لبنان حول مبادئ وثوابت وطنية".

 وفي شأن علاقته ببعض أعداء الحرب الأهلية اللبنانية مثال (رئيس "اللقاء الديمقراطي") النائب وليد جنبلاط،  شدّد جعجع على أنَّ "صفحة الحرب قد طُويت نهائياً منذ القبول بإتفاق الطائف كدستور جديد للبنان"، لافتاً إلى أنَّه "بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري توحّد اللبنانيون حول برنامج سياسي هو الخطوط والمبادئ العريضة لقوى "14 آذار"، التي من أجلها تم حمل السلاح في السبعينيات والثمانينيات"، وقال: "لذا نحن بتناغمٍ تامٍ مع أنفسنا، وعلى الرغم من التموضع الجديد للنائب جنبلاط، فالعلاقة بيننا ما زالت علاقة جيرة في الجبل خالية من رواسب الحرب والأحقاد".

وتمنّى جعجع أن "يبقى الأربعون ألف صاروخ التي يملكها "حزب الله" موجّهة نحو اسرائيل وألا تُدار نحو الداخل"، مشيراً إلى أن "قضية حزب الله لم تعد تحرير مزارع شبعا، إنما هي المواجهة الكبيرة بين ايران من جهة والدول العربية المعتدلة والغرب من جهة أخرى، وتأتي زيارة أحمدي نجاد في هذا السياق، فعلى سبيل المثال إذا ما قرر الرئيس الإيراني القيام بضربة استباقية فلا بدَّ وأنها ستبدأ في لبنان على الرغم من الموقف اللبناني الأكثري الرافض لها".

 

دعوات لمنع بيع الأراضي في الجديدة-البوشرية 

استيقظ أهالي منطقة الجديدة البوشرية على توزيع مناشير وزعت أمام الكنائس، الأحياء، الطرقات العامة والمحال التجارية تدعو إلى منع بيع الأراضي، وجاء فيه:

تحذير هام : الى أهالي الجديدة البوشرية السد

دقّ ناقـوس الخطر !

لقد تمّ غـزو من أتباع ولاية الفقيه... لشراء أراضيكم ومنازلكم وبيوتكم !تمّ بيع 11.000 متر مربع من منطقة جديدة الرويسات وسيتم بيع 100.000 متر مربع في القريب العاجل من نفس المنطقة !

حذاري يا أهالي الجديدة البوشرية السد أن تبيعوا متراً واحداً من أرضكم...

فالانسان بلا أرض كالانسان بلا عرض !

إذا استمريتم وخضعتم للإغراءات المادية لبيع أراضيكم, ماذا سيحصل؟

- ستصبحون لاجئيــــن على أراضيكم !

- لن تجدوا مأوى لأولادكم في عقـر داركم سوى الهجرة !

- ستجدون أنفسكم في عمر الشيخوخة قابعين وحدكم منتظرين عودة أولادكم المهاجرين!

نرجو منكم الانتباه الوعي والادراك من السماسرة والمتاجرين بأرض القداسة لبنـــان.

كفى... لن نسمح أن يصبح لبنـــان فلسطين ثانية !

كفى... لن نسمح أن يصبح اللبنانيون باحثون عن وطـن تمّ بيعه في المزاد !

كفى... لن نسمح أن تصبح أراضينا سلعة تجارية في بورصة بـاي بـاي يا وطن !

إعترضوا إستيقظوا أحملوا صليبكم واذهبوا الى الكنائس ...

تضرّعوا الى أمنا مريم العذراء وارفعوا الصلوات الى ابانا الذي في السموات...

لذلك نتوجه الى كل من باع أرضه ونقول له:

- لقد بعت ارضك وليس غريب عليك أن تبيع نفسك, نسألك متى؟وبكم؟

نسألك ماذا سيرث أبناءك ؟

- سيرثون خطيئة لا تغتفر حتى يوم القيامة !

- سيرثون وصمة عـــار على جبينهم لأجيـال وأجيـال !

الامضاء: أرضي مش للبيع

 المصدر : موقع القوات اللبنانية

 

"الديار": لقاء جنبلاط والمشايخ ساده التوتر واجماع على تراجع الدور وانتقادات للخيارات 

ذكرت صحيفة "الديار" ان رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط التقى نهارالاحد الماضي واثناء جولة في الغرب الساحلي عدداً من كبار مشايخ الطائفة الدرزية في الشويفات وذكر ان اللقاء لم يكن ودياً مطلقا، وان المشايخ طلبوا من جنبلاط الكف عن توجيه الانتقادات للمشايخ واطلاق التهم بحقهم وتحميلهم مسؤولية بعض الاحداث الماضية مشيرين الى ان هدف المشايخ الحفاظ على موقع وهيبة وكرامة الدروز. وهناك تراجع في هذا الموقع وهذا الدور وان جنبلاط يتحمل مسؤولية في ذلك نتيجة الخيارات السياسية بين 2005 و2009 وهي السبب باضعاف الدروز، واعلن المشايخ تأييدهم للخطوات التي اتخذها جنبلاط مؤخراً وتحديداً لجهة الانفتاح على سوريا التي قدمت للدروز الكثير، وكان جنبلاط مستمعا طوال الوقت ودعا المشايخ للحكمة والصبر في ظل ظروف دقيقة في المنطقة تتطلب تكاتف الجميع. كما التقى جنبلاط جماعة "الداعية عمار" في دير قوبل الذي شرح لهم خطورة المرحلة ولم يتم اي نقاش في تفاصيل المرحلة الماضية مع اصرار جماعة الداعية عمار على مواقفهم وضرورة العمل على استعادة هيبة وكرامة الدروز، ولم يخلو النقاش من بعض الحدة دون الوصول الى نتائج.

 

هل يتنازل الحريري عن المحكمة؟ - طارق الحميد - الشرق الاوسط

الأحد, 17 تشرين الأول 2010

سمعت وليد جنبلاط كثيرا وهو يعبر عن قلقه من عواقب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية، خصوصا إذا ما اتهم حزب الله، إلى حد أنه يعتبر المحكمة ورطة وأنها استكمال لمخططات تقسيم المنطقة، واليوم يدعو جنبلاط سعد الحريري للإعلان عن «أن المحكمة الدولية مسيسة وأنه يريد الاستغناء عنها قبل صدور القرار الظني»، محذرا الحريري من «عودة الإشكالات المذهبية للشارع».

وقبل التعليق على التنازل عن المحكمة لا بد من مناقشة بعض النقاط هنا، فإذا كان جنبلاط يخشى على لبنان اليوم من الفتنة، فلماذا لم يخش على السلم والاستقرار في سورية بالأمس، خصوصا أنه يقول إن المحكمة استمرار لمشروع التقسيم؟ وإذا كان جنبلاط يخشى على لبنان اليوم من الفتنة المذهبية فلماذا لم يخش من قام باغتيال رفيق الحريري الفتنة المذهبية يوم قرر اغتياله؟ والسبب بسيط بالطبع وهو أن رفيق الحريري لم يكن يوما زعيم ميليشيا، بل رجل دولة، ولذلك يجب أن يأخذ له القانون حقه، وحق أتباعه العزل من السلاح، كما لا بد أن يوضع حد للاغتيالات في لبنان، أيا كان الثمن، خصوصا أن حزب الله لم يخش يوما على البلاد من الفتنة، بل احتل بيروت بسبب كاميرات، وشبكة اتصالات، في 2008، ولم يخش الحزب الفتنة حينها يوم حاصر جنبلاط في الجبل، فلماذا التلويح بورقة الفتنة اليوم مع من لم يتجنبها بالأمس، بل ويؤكد اليوم أن مشروع إيران بالمنطقة، ولبنان، هو مشروع إلهي، فهل من فتنة أكثر من هذه في بلد متنوع الأديان والطوائف مثل لبنان؟

أما مطالبة جنبلاط للحريري بالطعن في المحكمة، أو القول بأن الحريري هو ولي الدم، وأن الكرة اليوم بملعبه، والمطلوب منه أن يضع العربة على الطريق الصحيح، بحسب تصريحات محسوبة على حزب الله بعد لقاء الحريري بنجاد، فإن ذلك لا يعد انتحارا سياسيا وحسب، كما يقول المقربون من الحريري، بل هو ضرب من الجنون، وتدمير كامل لمشروع رفيق الحريري، وهو بناء الدولة.

ولذا ففي حال ازداد الضغط على رئيس الوزراء اللبناني، أو تم الوصول إلى طريق مسدود، بحيث لا يكون أمامه إلا ضرب مصداقية المحكمة فإن من الأولى بسعد الحريري أن يقدم استقالته من رئاسة الحكومة ويترك لغيره مسؤولية تعطيل المحكمة ليكونوا وجها لوجه مع اللبنانيين الذين يرون في المحكمة منجاة وحماية لهم من الاغتيالات، وعبث السلاح الذي حول لبنان إلى دولة الولي الفقيه. فما على رئيس الوزراء اللبناني تذكره اليوم أن رفيق الحريري بالأمس قد قدم تنازلات أهمها التمديد لإميل لحود، ورغم ذلك لم يستطع تشكيل حكومته، وقدم يومها استقالته الشهيرة التي قال فيها: «إنني أستودع الله سبحانه وتعالى، هذا البلد الحبيب لبنان، وشعبه الطيب..»، وذهب لمنزله ومع ذلك تم اغتياله بعدها بأشهر معدودة.. هذا ما على الابن تذكره اليوم لأنه لن يسلم مهما قدم من تنازلات، فالقضية ليست شخصه، بل مشروعه، ومشروع والده الذي هو مشروع الراغبين في مستقبل للبنان.

 

الحريري إلى الرياض للإنضمام إلى الملك عبد الله والأسد

الأحد, 17 تشرين الأول 2010 /خاص – بيروت أوبزرفر

استبعدت مصادر مطلعة في حديث مع بيروت أوبزرفر أن تكون زيارة الرئيس الحريري إلى الرياض عائلية و توقفت عند توقيت هذه الزيارة عشية زيارة الرئيس الاسد إلى الرياض لإجراء مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله وأشارت المصادر إلى تطورات جذرية طرأت مؤخراً ضمن إطار المفاوضات الإقليمية في ملف شهود الزور - المحكمة الدولية، وذلك نتيجة لزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى بيروت و المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الملك عبد الله مما أعطى دفعة حقيقية لحصول إختراق للوصول إلى تفاهم بين المتخاصمين

وأكدت المصادر أن زيارة الاسد إلى السعودية لم تكن على جدول أعماله خاصة أنه من المفترض أن يستقبل الرئيس الفنزويلي في اليومين المقبلين، لكن التسارع الحاصل و الذي من المرشح أن يؤدي إلى الإختراق المطلوب لتنفيس الإحتقان أدى إلى عقد هذه القمة السعودية-السورية  ورجحت المصادر أن يكون السبب الحقيقي وراء مغادرة الرئيس الحريري إلى العاصمة السعودية، استدعاؤه للمشاركة في القمة الثنائية بين عبد الله و الأسد التي وبحسب المصادر قد تكون بعيدة عن الإعلام لعدم إستباق أي نتيجة قد تصدر عنها خاصة في حال تعذر الوصول إلى إتفاق يرضي جميع الأطراف

 

متري: اللبنانيون لايريدون أن يدوروا في فلك إيران

رأى وزير الإعلام طارق متري أن "لبنان بحكم موقعه داخل الوطن العربي ومنذ تشكله يستفيد من الوفاق ويتضرر من الخلاف", مشيراً إلى أن "اللبنانيين يريدون لبنان صديقاً لدول كثيرة ومنها إيران, لكنهم لا يريدون أن يدور في فلكها". وعن تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في لبنان, قال متري ل¯"صوت لبنان" "لا يستطيع أحد أن يمنع أي مراقب من أن يلاحظ أن هناك لغتين وطريقتين ومجموعة من الاشارات وهذا من باب الإقرار بالواقع, ولكن أيهما الموقف الحقيقي?". وأضاف "أنا لا أريد التسرع في الإجابة بل أفضل أن تكون اللغة التي اعتمدها نجاد في بعبدا وفيها الحرص على لبنان وخصوصيته وعلاقاته من دولة الى دولة مع ايران هي التي تغلب, فأنا لست ساذجاً الى حد الظن أن مجرد هذا الكلام في المحادثات كاف لكي تتغير السياسات, لأننا نعرف أن إيران بقيادة نجاد في حالة مواجهة مع إسرائيل وغيرها, وبالتالي أحياناً منطق المواجهة يقتضي بأن يكسب الحلفاء الى صفه".

ورأى أن "عدم تواجد الرئيس ميشال سليمان في المطار لحظة وصول الرئيس الإيراني يدخل في باب المعاملة بالمثل, لأنه عندما زار الرئيس سليمان إيران لم يستقبله نجاد على أرض المطار". وحول الوضع في لبنان واحتمال الفتنة, قال متري: "إنهم يتكلمون عن الفتنة وكأنها قدر محتم, لكننا نحن من نعد لها بأيدينا وبألسنتنا وبأقلامنا, ومن حق اللبنانيين أن يطالبوا السياسيين بالعمل لمنع الفتنة وليس الاكتفاء بإعلانهم أنهم لا يريدون وقوعها". وأكد أن "لا صفقات على حساب المحكمة الدولية, كما لا إمكانية لذلك, أما جلسة مجلس الوزراء فستكون حاسمة, لأنني أعتقد أنه لن يكون هناك تصويت, فإذا اتفقنا كان به وإذا لم نتفق فسيُرحل النقاش الى جلسة أخرى".

 

5 آلاف عنصر لحماية نجاد

قدر عدد العناصر الامنية التي شاركت في حملة حماية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال زيارته الى لبنان بنحو خمسة آلاف عنصر، كان القسم الاكبر منهم من عناصر حزب الله ومن ثم من عناصر حماية تابعة للحرس الثوري الايراني بالاضافة الى الاجهزة الامنية اللبنانية التي قامت بدورها ضمن مهمامها الرسمية وبشكل منعزل عن الحماية المقدمة للزيارة من قبل حزب الله.الى ذلك

نجاد في الجنوب

شهدت منطقة الجنوب في اليوم الذي سبق زيارة نجاد الى تلك المنطقة جهد امني كبير وذلك لضمان عدم حصول اية مفاجئة امنية . وقد لوحظ ان اليونفيل كان مهتما ان تمر زيارة نجاد الى الجنوب على خير حتى لا تكون قوات اليونفيل في مأزق كبير فيما لو حصلت اية محاولة للتعرض لحياة نجاد

 

سعيد: لبنان بعد زيارة أحمدي نجاد ليس كما قبلها.. ودخلنا في مرحلة خطيرة وشديدة التعقيد

لبنان الآن/السبت 16 تشرين الأول 2010

رأى منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" أنَّ "المقارنة بين زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وزيارة من سبقه سواء كان الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي أوغيره، ليست دقيقة، إنَّما المقارنة يجب أن تكون مع زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان قائداً عربياً من دون منازع، إذ إنه على الرغم من حجمه وزعامته، فعندما أراد زيارة لبنان أتى إلى الحدود اللبنانية ـ السورية واحترم التنوع اللبناني، وكان مدركاً أنَّ الداخل ليس كله مع عبد الناصر".

وفي حديث إلى قناة "الجزيرة"، قال سعيد: "ما يقلقنا بزيارة أحمدي نجاد، أنَّه لم يأت محترماً هذه الخصوصية، فهناك من يؤيد سياسته ولكن هناك لبنانيين يريدون أن يحددوا بأنفسهم موقع لبنان في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لا أن يحدده أي زعيم يقول لهم "أريد" أن يكون لبنان جزءاً من جبهة تمنتد من البحر الأبيض المتوسط إلى طهران"، وأشار إلى أنَّ "الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد نقل لبنان إلى المواجهة، أمَّا أحمدي نجاد يريده بلد المواجهة الوحيد في المنطقة".

وأشار سعيد إلى أنَّ "حزب الله كان يسعى للقول "إنني لست تركيبة إيرانية داخل لبنان، وأنا ادافع عن أرض لبنانية محتلة، ويحق لي أن أكون شريكاً في السلطة بلبنان"، إلا أنَّ زيارة أحمدي نجاد، كشفت المستور بأنَّ ولاء الحزب لإيران هو أكثر من أي بلد آخر".

وإذ أكد أنَّ "تسليح إيران للجيش اللبناني بهدف تقوية الدولة أمر مرحب به"، لفت سعيد إلى أنَّ "إيران في الوقت نفسه تسلح حزباً أقوى من الجيش اللبناني، وكأنها  تعطي بيد وتأخذ بالأخرى"، مشدداً على أنَّ "ليس هناك أي إمكانية لتقوية الدولة والجيش اللبناني في ظل وجود قوة رديفة خارج الشرعية".

واعتبر سعيد أنَّ "أحمدي نجاد استفز الدولة اللبنانية ورمزها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي أكد الإلتزام بمبادرة السلام العربية وتضامن لبنان مع أشقائه العرب في هذه المبادرة، بالإضافة إلى الإلتزام بالقرار 1701 وبالتالي الشرعية الدولية، بينما أحمدي نجاد لم يذكر القرار 1701".

سعيد الذي شدد على "حاجة العالم العربي إلى إعادة صياغة مشروع سياسي متكامل"، أوضح أنَّ "الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة إبان حرب تموز عام 2006 كان همها ومن يدعمها الوصول إلى وقف إطلاق النار، وهي التي انتزعت القرار 1701، وبالتالي تم تحديد قواعد الإشتباك مع إسرائيل، عبر القرار 1701 ومبادرة السلام العربية، وهذه نقاط إجماع لبنانية، ومن يريد تبديلها عليه أن يستشير بقية اللبنانيين". ولفت سعيد إلى  أنَّ "ما حصل هو تعزيز لشعور في ذهن اللبنانيين بأنَّ هناك التصاق مع بين حزب الله وإيران"، مؤكداً أنَّ "لبنان بعد زيارة أحمدي نجاد ليس كما قبلها"، وأوضح: "نحن دخلنا في مرحلة خطيرة وشديدة التعقيد، وسيكون هناك صراع هائل حول القرار الإتهامي الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، والمفارقة أنَّ الحزب كان يدافع عن نفسه بينما الآن سيتهم بأنَّه يدافع عن نفسه كإيراني وليس كلبناني". وختم مشدداً على أنَّ "هناك مشروعين في لبنان واحد مع الدولة وآخر ضد الدولة، ولا يوجد أحد ضد المقاومة في لبنان".

 

الهبر لموقعنا: "حزب الله" يتصرف وفق منطق "الفاجر يأكل مال التاجر" ... ومحاكمة شهود الزور غير ممكنة قبل صدور القرار الاتهامي 

سلمان العنداري

رأى عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر ان "زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان لم تحقق أي تطور سياسي داخلي في البلاد، الا انها عبّرت عن التزام عاطفي وسياسي وعقائدي مع قضية "حزب الله" والمقاومة ومشروعها، كما اتت الزيارة لتعطي دفعاً قوياً للطائفة الشيعية التابعة لولاية الفقيه في لبنان".

الهبر وفي حديث خاص الى موقع "14 آذار الالكتروني" اعتبر ان "الطرف الايراني يحاول ان يكون شريكاً للدولة اللبنانية على المستوى السياسي، الا انه في الحقيقة عبّر عن انحيازه الكامل لدويلة "حزب الله" وحلفائه على حساب لبنان بأكمله، وهذا الامر بدا جلياً خلال الزيارة الاخيرة للرئيس نجاد".

وعن المحكمة الدولية وتعاطي "حزب الله" السياسي قال: "يتعاطى "حزب الله" مع المحكمة الدولية وفق منطق الفاجر يأكل مال التاجر، وهو منطق غير سليم لن يؤدي الى اي نتيجة، لان القرار الاتهامي للمحكمة الدولية خارج اي اطار داخلي او اقليمي او دولي، ولا يمكن لأي فئة داخلية بمن فيهم الرئيس سعد الحريري التدخل في التحقيقات الجارية في المحكمة بأي شكل من الاشكال". ووصف الهبر الشعارات التي تطلقها قوى المعارضة بالحملات المعروفة التي تهدف الى الغاء المحكمة الدولية، متّهماً "حزب الله" "باطلاق النار السياسية على المحكمة الدولية قبل صدور القرار الاتهامي من خلال طرحه لمسألة شهود الزور، وهو ما يطرح اكثر من علامة استفهام عن سبب توتره السياسي غير المسبوق"

ولفت الى ان محاكمة ما يسمى "بشهود الزور" غير ممكنة في الوقت الحالي قبل صدور القرار الاتهامي النهائي عن المحكمة الدولية لمعرفة حقيقة الامور، وبالتالي فالمسألة ليست بيد مجلس الوزراء وخارج اطار الكتل السياسية والتجاذبات الداخلية".

واعتبر الهبر ان توتر الخطاب السياسي الداخلي ادى الى تردّي الوضع الاقتصادي واهتزاز الاسواق، "ومن شأن ذلك ان يزعزع الثقة في لبنان وفي امكانية صموده الاقتصادي في هذه اللحظة الاقليمية الصعبة، ولذلك يجب على كل القيادات والاحزاب السياسية و"حزب الله" على وجه الخصوص الابتعاد عن تصعيد الخطاب والنبرة السياسية والسعي الى ممارسة السياسة بهدوء وحكمة ضمن الاطر الديمقراطية المسموح بها".

ورحّب الهبر بموقف الجيش الذي اعلن انه لا مكان للفتنة في اي ظرف وتحت اي شعار، مذكّراً بدعوة الرئيس سعد الحريري الى "الاستثمار في الامن من اجل الاستقرار"، ودعا الهبر الى "تقديم كل الدعم للجيش اللبناني وكل القوى الامنية التي تسعى الى الحفاظ على البلاد ومنع اي انزلاق خطير نحو الفتنة والتقاتل الداخلي".

وتعليقاً على الاتصالات السعودية – السورية المستمرة من اجل ايجاد حلول للازمة اللبنانية، ومن اجل تجنيب البلاد اي زعزعة للامن والاستقرار، أمل الهبر في "ان يكون التفاهم السوري السعودي قد توصّل الى مخرج لما يحصل اليوم في لبنان"، معتبراً ان "الحلّ في لبنان يتحقق من خلال الابقاء على توازن القوى بين 14 آذار والفريق الآخر الذي يدعمه "حزب الله"، لأن كل الحروب والاقتتالات والصدامات والتجارب التي مررنا بها لم تؤد الى اي مخارج او حلول، ومن هنا ضرورة العودة الى الصدق والشفاف بدل التلهّي بالتهديد والوعيد والتهويل"، مؤكداً على "مرجعية الدولة واولويتها في اي تفاهم يمكن ان يحصل".

ورأى الهبر ان لبنان منقسم الى فريقين، الاول يريد الدولة والقانون والمؤسسات والقضاء وتقوية الجيش اللبناني، ويتمثل بفريق 14 آذار، اما الفريق الثاني فلا يريد سوى الحفاظ على ما يسمى المقاومة عبر التمسك بسلاح "حزب الله" الملتبس، والذي يُستعمل سياسياً في الداخل لتكريس سلطة الامر الواقع، اذ نجد هذا الفريق ماض في رفضه المطلق لكل الطرق المؤدية الى منطق الدولة الحقيقية".

وتمنى الهبر "تحقيق اهداف ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال كلها من خلال الوصول الى الدولة الحقيقية السيدة والمستقلة والبعيدة عن التجاذبات الاقليمية والصراعات التي تدور في المنطقة، على ان تبدأ ورشة الاصلاح والبناء المؤسساتي بدلا من التلهي بخلافات وجدالات عقيمة من شأنها ان تزيد الامور سوءاً".

وطالب الهبر في ختام حديث "حزب الله" والفريق الآخر "بالتوقف عن ذبح الدولة والمؤسسات، وبالتخلي عن الشعارات السخيفة التي تطلق، وبتوسيع آفاق التفكير في المستقبل من اجل لبنان جديد ومتطور وحضاري يؤمّن الراحة والطمأنينة لشعبه". واضاف: لدينا فرصة ذهبية يجب ان لا نخسرها بأي شكل من الاشكال، لأن استمرار "حزب الله" في قراره الظني المفتعل والمفترض يوجّه اصابع الاتهام اليه بدل تثبيتها على المتهم الحقيقي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ولهذا فلننتظر لنرى".

 

مصدر في اللقاء الديمقراطي لموقعنا: جنبلاط لا يرى افقاً لاي مخرج الا التأجيل واكثر من نصف نوابه سيقفون الى جانب "14 آذار" 

اكد ان زعيم المختاره يحبذ تمويل المحكمة ووصولها الى كشف الحقيقة

رأى مصدر مطلع في اللقاء الديمقراطي النيابي ان النائب وليد جنبلاط يؤكد في مجالسه الخاصة انه حريص كل الحرص على تفادي الوصول الى التصويت في مجلس الوزراء على موضوع ما يسمى بشهود الزور وفي مجلس النواب على بند تمويل المحكمة الخاصة بلبنان المدرج في مشروع موازنة العام 2010.

واكد المصدر المذكور لموقع "14 آذار" الإلكتروني، ان جنبلاط واضح كل الوضوح في مواقفه من المسائل الاساسية التي تطرح على الساحة اللبنانية وانه بات عملياً في المقلب الآخر اي قرب سوريا وحزب الله الا انه لا ينخرط في صفوف 8 آذار. وقد اشار المصدر المذكور الى ان العارفين باسلوب النائب جنبلاط واولوياته وبطرق تعاطيه مع الاحداث والى ان المتابعين لشؤون البيت الدرزي والحزب الاشتراكي والزعامة الجنبلاطية ان كل هؤلاء يلمسون بقوة ان جنبلاط يتمنى ان يقر تمويل المحكمة وان ينطلق عملها ويفضي الى كشف الحقيقة.

الا ان المصدر المذكور يوضح ان جنبلاط يقول ما يقول بفعل خشيته من المخاطر المحدقة والاستحقاقات المقبلة وهي كلها لا تبعث على الاطمئنان وقد عبر زعيم المختاره عن كل ذلك مرات ومرات سواء عبر الاعلام والمنابر ام في مجالسه الخاصة على حد سواء.

واذ شدد على ان الظروف غير مريحة على الاطلاق اكد المصدر ان جنبلاط اوضح لنواب اللقاء الديمقراطي انه سيعمل بكل قواه للحؤول دون الوصول الى التصويت الا انه لا يرى افقا وان ضئيلاً لامكان التوصل الى مخرج لهذين الموضوعين المحرجين جداً اللذين ينذران باحتمال الذهاب بالاوضاع الداخلية من سيء الى اسوأ.

ويذهب المصدر الى حد التأكيد ان جنبلاط متخوف لا بل متشائم من جراء المعطيات التي يملكها وهو يخشى من تطور الاحداث سلباً وسط تعذر نجاح اي مسعى وفاقي او وسطي او توفيقي اقله اي محاولة تحول دون وقوع الاصطدام مما يدفع به الى بذل كل جهوده لانقاذ ما يمكن انقاذه والا فان الاولوية لتحييد الجبل والطائفة الدرزية في نهاية المطاف.

واشار المصدر الى ان جنبلاط دأب على تكرار ان لا مخرج يتوافر في ظل الظروف السائدة الا التأجيل فالتأجيل فالتأجيل والا فلا بديل في الوقت الحاضر.

وقد اكد جنبلاط امام اللقاء الديمقراطي انه اذا تازمت كلياً فهو سيقف الى جانب حزب الله فما كان من قسم كبير من النواب الا ان اكدوا انهم لا يستطيعون الا ان يتخذوا قرارات منسجمة مع توجهاتهم من الاساس اي ان يقفوا الى جانب تمويل المحكمة ورفض المنطق الذي يسعى حزب الله لتسويقه في موضوع ما يسمى بشهود الزور.

جدير ذكره ان الوزراء غازي العريضي ووائل بو فاعور واكرم شهيب سيقفون الى جانب جنبلاط وهو ما سيكون توجه عليه النائب ايلي عون بينما سيمتنع النائب نعمه طعمه عن المشاركة. اما النواب مروان حماده وهنري حلو وانطوان سعد وفؤاد السعد وفادي الهبر ومحمد الحجار فهم سيقفون الى جانب قوى 14 آذار.

وكان جنبلاط قال لهؤلاء النواب انه لا يستطيع الا ان يتفهم دوافعهم وهو سيترك لهم الحرية.  المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 أحمدي نجاد خوش نيامديد لا أهلاً ولا سهلاً  

نجاد في لبنان يتحدى إسرائيل ونائبه في طهران يدعو لمصادقتها 

حسن صبرا/الشراع

صدقوا أو لا تصدقوا

جاء محمود أحمدي نجاد إلى لبنان زائراً محرضاً مهاجماً مهدداً العدو الصهيوني، بعد ان هدد بإزالته من الوجود (ماذا ينتظر؟؟) ونائبه الأول عملياً، مدير مكتبه حمو ابنته رحيم مشائي يطالب في قلب طهران بتكريس الصداقة بين الشعوب الإيرانية والشعب.. نعم الشعب الإسرائيلي.

محمود أحمدي نجاد في مارون الراس وفي بنت جبيل وعبر بوابة فاطمة وفي الضاحية الجنوبية لبيروت يندد بإسرائيل ويدعو لمنازلتها هي وأميركا.. في لبنان فقط (وطبعاً في فلسطين) ونائبه، مدير مكتبه، حمو ابنته يحيي في إيران ذكرى الامبراطور الفارسي الأشهر في تاريخ بلاد فارس قورش، صاحب أول مشروع امبراطوري فارسي للتعاون مع اليهود وحمايتهم وتأمينهم حتى ان ذكر قورش هذا ورد في التوراة محبة له وامتناناً لدوره في إعطاء اليهود مكانة في الامبراطورية الفارسية.. بينما أطلق عليه العرب والمسلمون لقب الامبراطور المجوسي.

نجاد يتحدى إسرائيل في لبنان ومشائي يحيي إسرائيل في إيران. أيهما يمثل إيران؟ أيهما يمثل السياسة الإيرانية؟ من هو الممثل الشرعي للشعب الإيراني؟

في لبنان يخرج أحمدي نجاد كالطاووس وهو يستمع إلى هتافات التحية والتمجيد والتبجيل.. ويكاد يرى النور في مستقبليه بما يذكره باستقبال المهدي المنتظر حين يعود، وهو وعد بعودته عام 2009 لكن المؤامرات الأميركية أخرت ظهوره!!! في إيران يخرج رحيم مشائي ليوزع وصية الامبراطور الفارسي قورش على أتباعه.. أتباع نجاد، ويفرض الوصية على المؤتمرات الرياضية والمناسبات السياسية والدينية، وحتى في مناسبات خاصة بالحرس الثوري وبحضور قادته وعناصر التعبئة (الباسيج) بما يؤدي إلى اشتباكات بالأيدي بين قوى النظام الإيراني نفسه.

وصية قورش يعرضها مشائي في إيران، وتحديات وعنتريات نجاد يستعرضها أمام فرقة الحرس الثوري الإيراني في لبنان التي أطلق عليها إسم حزب الله..

لاحظوا، عندما وزع مشائي وصية قورش في إيران بين عناصر الحرس الثوري وعناصر التعبئة وبين جمهور رياضي وفي مؤتمر سياسي اشتبك الناس من أبناء إيران على هذا التحدي السافر للإسلام ولمبادئه ولتاريخ إيران الإسلامي وعلاقاتها وشعاراتها.

بينما حينما استعرض نجاد تحدياته وعنترياته أمام فرقة الحرس الثوري والمعتاشين من رواتبها في لبنان، تمنى كل منهم لو يحصل على نصيب من تلك المغانم التي يوزعها ووزعها نجاد على الناخبين الإيرانيين يوم حمل المليارات من التومانات في أكياس ورحل فيها إلى الريف ليشتري أصوات الفلاحين.. وبعضهم كان يظنه أحد مبعوثي شاه إيران لمساعدة الفقراء رغم مرور 30 سنة على سقوط نظامه!! فهل ظن البعض من مستقبلي نجاد في لبنان انه جاء يحمل أكياس الدولارات وهي ما اصطلح حزب ولاية الفقيه على تسميته المال الشريف والنظيف والعفيف الملفوف بالليف والمغسول بالبالموليف.

صدقوا أو لا تصدقوا الأصوليون الإيرانيون، ونجاد واحد منهم، وهم الذين زوروا الانتخابات الرئاسية في 12/6/2009 لأجله وأطلقوا الإشارة للثورة الخضراء ضده.. هؤلاء يتساءلون: من هو هذا رحيم مشائي حتى يتحدى السلطة الدينية كلها في إيران، ويدعو للصلح العلني مع الشعب الإسرائيلي ونحن نشبع الدنيا شعارات عن تأييدنا لإزالة إسرائيل وإقامة دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني الإسلامي؟

من هو هذا رحيم مشائي الذي يتولى 16 منصباً رسمياً تقريرياً، حتى انه سوبرمان النظام الإيراني أو رئاسة محمود أحمدي نجاد؟

من هو هذا رحيم مشائي الذي يشكل جبهة سياسية لأنصاره وأتباع نجاد خدمة لفكرته.. وترويجاً لمشروعه بإحياء تعاليم الامبراطور المجوسي قورش وهل لمشائي أنصار في النظام الإسلامي.. يعارضون توجه النظام ويستظلون بظله ويتمتعون بحمايته ودعمه ويصرفون من ماله.

يسأل استاذ نجاد ومرجعيته آية الله أحمد جنتي رئيس الجمهورية: لماذا أنت متشبث بهذا الذي خلق لك وللنظام مئة ألف مشكلة.

وتتساءل المراجع الدينية الكبرى في قم ومشهد وأصفهان وطهران.. هل نحن في ظل جمهورية إسلامية أم في امبراطورية مجوسية؟ هل نقرأ تعليمات الأئمة والخميني أو نقرأ وصية امبراطور مجوسي اسمه قورش؟

صدقوا أو لا تصدقوا جاء رحيم مشائي بمئات الإيرانيين المغتربين، وبعضهم من أشد أعداء النظام الديني وله في بلاد الاغتراب صولات وجولات ضد النظام وقياداته وسياساته ولهم حملات تحريض لما تنته في أوروبا وأميركا ضد هذا النظام ومؤسساته.

هؤلاء جاء بهم رحيم مشائي إلى إيران ليعقدوا مؤتمراً اغترابياً تحت حمايته، ولو ان أياً منهم جاء وحده في زيارة لبلده لوجد عشرات مذكرات التوقيف ضده، بما يؤدي عبرها للزج به في السجون لعشرات السنين.

صدقوا أو لا تصدقوا عندما سئل رحيم مشائي بعد هذه النشاطات في كل مجال، وبعد تبنيه لوصية قورش وتعميمها في كل مناسبة، إذا ما كان طامحاً لرئاسة الجمهورية، وهل يحسب بهذا الطموح حساب المرجع الذي سيقرر إذا كان سيسمح له بالوصول إلى هذا المنصب، ويقصدون طبعاً المرشد الأعلى السيد علي خامنئي..

ماذا قال مشائي؟

من الآن إلى عام 2013، حين تنتهي مدة نجاد وتجري انتخابات رئاسية جديدة.. من يضمن ان علي خامنئي سيكون حيث هو؟

ما هذا الجواب؟

أيكون المرض أنهك وهدَّ حيل خامنئي كما يقول الأطباء؟ أيكون عهد ولاية الفقيه انتهى كما يقول كثيرون من أبناء وقيادات الشعب الإيراني؟ أيكون النظام كله قد تخلخل تمهيداً لسقوطه من قمة رأسه حتى أخمص قدميه؟

هل بدأت مقدمات الصراع الداخلي بين الأصوليين أنفسهم، الذين توحدوا في مواجهة الإصلاحيين الذين فجروا الثورة الخضراء مع إعلان تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية يوم 12/6/2009؟

انها المسألة الأساسية.

إذا كان أحمدي نجاد فاقداً الشرعية في إيران فهل أتى إلى لبنان كي يحصل على بديل عنها منه؟

هل جاء احمدي نجاد ليستقوي بسيطرة احدى فرق الحرس الثوري الايراني المسمى ((حزب الله)) على لبنان، ضد خصومه في ايران من الفرق الاخرى لهذا الحرس نفسه؟

هل يريد احمدي نجاد ان يقدم شخصية د. جيكل في لبنان، ليكون حمو ابنته مستر هايد في طهران؟

ما هذه الشيزوفرونيا، انفصام الشخصية في هذا النظام؟

ما هذه الثلاثية الحاكمة في ايران؟

ثورة خضراء يقودها الشارع الايراني ينادي بأعلى الصوت: لا لبنان ولا غزة.. مهجة روحي ايران.

جماعة اصولية تنادي بأعلى الصوت بمنازلة اميركا في لبنان يقودها مرشد هذه الاصولية علي خامنئي.

مدير مكتب رئيس الجمهورية، صاحب الـ 16 منصباً، موزع وصية قورش ينادي بالصداقة الابدية بين الشعب الايراني والشعب الاسرائيلي!!

بين هذه الثلاثية يقف محمود احمدي نجاد حائراً:

فالثورة الخضراء والشارع الايراني وعشرات ملايين الشعوب الايرانية ضده لا تعترف بشرعيته. والاصولية التي حمته وجاءت به وزورت الانتخابات بقيادة علي خامنئي نفسه تقف الآن ضده.

في مجلس الشورى (النواب) يصدر رئيسه علي لاريجاني وهو من الاصوليين الذين حموا نجاد في الانتخابات الرئاسية مراسيم اشتراعية، ترسل الى رئيس الجمهورية ولا تنتظر توقيعه، بل تصبح سارية حتى اذا رفض نجاد توقيعها، او اعترض عليها!

في السلطة القضائية التي يرأسها شقيق علي صادق لاريجاني تسقط قرارات حكومة نجاد، ويتم شل الكثير من قراراته، فتنعكس جموداً في قطاعات عديدة اقتصادية، اجتماعية.

في الحوزات الدينية ذات السلطات الروحية الشاملة على الشعب الايراني، تتراوح المواقف بين قياداتها بين من ما زال غير معترف بشرعية رئاسة نجاد، وبين داعٍ لإسقاطه، وبين رافض لمخاطبته كرئيس للبلاد.

الآن جاء دور القوى الامنية، خاصة الحرس الثوري الايراني وقوات التعبئة (الباسيج) التي يصدمها موقف مدير مكتب نجاد رحيم مشائي الذي يتبنى وصية قورش ضد النظام الاسلامي، وضد ثورة الإمام الخميني وضد التوجه العام للدولة.

إذن، جاء نجاد ليستقوي بفرقة الحرس الثوري الايراني المسماة ((حزب الله)) وأتباعه المعتاشين من الرواتب التي يصرفها من حق الشعب الايراني، فيهدد اسرائيل من لبنان ويدعو لمصادقتها في ايران.

شيخ الجامع الأزهر يرفض استقبال نائب رئيس جمهورية ايران إلا بعد هدم مزار ابو لؤلؤة المجوسي

اعتذر شيخ الأزهر الإمام الأكبر الشيخ الدكتور احمد الطيب عن عدم استقبال الوفد الايراني الذي جاء الى القاهرة في زيارة رسمية برئاسة احد نواب رئيس الجمهورية حميد بقائي لعدم اتخاذ ايران ما يدعو الى التقارب بين المذاهب الاسلامية، مشترطاً ان تقوم ايران اولاً بهدم مزار قاتل الخليفة العادل عمر بن الخطاب ابو لؤلؤة المجوسي، الذي أقامته الحكومة الايرانية رسمياً، وتفرض على ضيوفها الرسميين زيارته تبركاً بقتله ثاني الخلفاء الراشدين.

مواقع الكترونية مصرية عديدة كتبت عن هذا الاعتذار عن عدم الاستقبال، بصفته رفضاً لاستقبال الوفد الايراني الرسمي، في وقت اعلن فيه المتحدث باسم شيخ الأزهر السفير رفاعة الطهطاوي ان الدكتور الطيب لا يتدخل في السياسة الرسمية للدولة المصرية، وان عدم استقباله للوفد الايراني جاء بسبب ازدحام مواعيده ومحاضراته.

 المصدر : الشراع

 

زيارة نجاد بعد المذكرات السورية تستدرج الاهتمام الدولي إلى لبنان

التصويت في مجلس الوزراء يثير تبعات لا قدرة لأحد على تحمّلها

اذا كانت زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد نجحت في حض الاطراف اللبنانيين وخصوصا "حزب الله" على الحوار، من المفترض ان يعود الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن رفضه لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري، وكان انقطاع الحوار بين الرجلين ارتبط بشروط مسبقة  فرضها الامين العام للحزب كي يعقد اللقاء. الا ان المسألة تتخطى النصائح الايرانية الى الاتصالات التي اجراها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاسبوع الماضي في دمشق والتي يوليها المسؤولون اهمية اكبر من حيث التأثير في الموقف السوري علما ان هناك عوامل اخرى دخلت على الخط بينها على نحو خاص مساهمة المذكرات القضائية السورية في اعادة تسليط الاضواء الخارجية على الوضع في لبنان بطريقة غير متوقعة في حين اعتقدت دول كثيرة ان سوريا تغلبت على مشاعرها السابقة ازاء لبنان وخطت خطوات موضوعية وطبيعية تجاهه. كما ساهمت زيارة نجاد من جهتها في تسليط مزيد من الاضواء الخارجية بعدما برزت اولويات اخرى لدى الدول المؤثرة ابعدت لبنان عن الواجهة فاذا بالزيارة تعيده اليها منبهة هذه الدول الى المنزلق الذي يمكن ان تذهب اليه الامور في لبنان. وثمة من يقول ايضا ان هناك اسبابا اخرى تتصل باداء سوريا غير المريح في بعض الملفات الحساسة التي تحظى باهتمام الخارج ومصالحه مما ادى الى ما يشبه اعادة النظر والتقويم ايضا.

 ويفترض ان تساهم هذه التطورات في تهدئة الاجواء وايجاد بعض المخارج للازمة الحالية المتمثلة باستحقاق مناقشة جلسة مجلس الوزراء ملف ما يسمى "شهود الزور". فهناك جوانب متعددة لازمة الجلسة المقبلة تتمثل في عدم رغبة افرقاء عدة في  الوصول الى ما لا يمكن معالجته. اذ ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لا يرغب كما تقول مصادر وزارية في ان يطرح موضوع احالة هذا الملف على المجلس العدلي على التصويت لان ذلك يمكن ان يؤدي الى تفجر الحكومة من داخل فضلا عن عدم رغبته في ان يحرج في موقف منحاز وخصوصا ان وزير العدل قدم دراسة موضوعية ومدروسة من شأن القفز فوقها ضرب هيبة المؤسسات في ملف يتجاوز الاصول القضائية كونه ملفا سياسياً. وثمة من يقول ان الرئيس سليمان لا يرغب ايضا في ان  يثير حساسيات اضافية خصوصا ان هناك من يبدي تحفظات عن عدم اتخاذه موقفاً حازماً في موضوع المحكمة في حديث ادلى به اخيراً، وانه يترك رئيس الحكومة وحده في مواجهة ما يمكن ان يقوض بناء الدولة ومؤسساتها كما هي الحال في موضوع دراسة الوزير نجار حول ما يسمى "شهود الزور".

وبحسب المصادر نفسها لا يعتقد ان قوى 8 اذار ترغب في استقالة الحكومة او بالاحرى لا يعتقد ان في مصلحتها القيام بذلك. اذ ان طرح المسألة على التصويت في ظل موقفين ممتنعين او مؤيدين لرئيس الجمهورية و النائب وليد جنبلاط لاسباب سياسية معروفة  سيؤدي الى خروج الرئيس الحريري من الجلسة وتاليا انفجار الحكومة اذ ان رئيس الحكومة متمسك بدراسة وزير العدل. اضف الى ذلك الادراك ان الملف سياسي وليس قضائيا بحيث ان السعي الى تجاوز هذه المرحلة لن يؤدي حكما الى انهاء الصراع القائم على انهاء المحكمة بل سيؤجل الامور بعض الشيء، لأن ملفا آخر او تفاصيل ومطالبات جديدة ستبرز الاسبوع المقبل او بعده وصولا الى تحقيق ما يعتقد ان في الامكان تحقيقه عبر الضغط على رئيس الحكومة. وهناك سياسيون يعملون  تحت عنوان كسب الوقت وتأجيل الامور ما امكن حتى لو اتخذت خطوات تنازلية سياسية وتم تجاوز المبدأ القانوني من اجل تفادي ما يمكن ان يكون مشكلة اكبر. لكن وجهات النظر هذه لا تجد لها صدى كبيراً احيانا للاعتقاد ان الضغوط لن تتوقف عند اي حد مقبول. وتعتقد هذه المصادر ان قوى 8 اذار  لا تستطيع ان تأتي بحكومة ايا يكن رئيسها كما لا تستطيع ان تستغني عن الحريري في رئاسة الحكومة، لأن خروجه من الرئاسة لن يوفر لها السبل الكافية للضغط عليه في موضوع السعي الى الغاء المحكمة القرار الاتهامي المرتقب صدوره عنها. وكل ما يقال وينشر في هذا الاطار لا يتعدى  التهويل.

 اضف ان ثمة عوامل اضافية دخلت على المشهد في الايام الماضية. اذ ان رفع سقف التهويل والتخويف ظهر على نحو مباشر وغير مباشر الامر الذي يمكن اعتباره حقائق لا يمكن تجاوزها. اذ ان التغيير في السياسة عن طريق انقلاب حكومي او ما الى ذلك غير ممكن لاعتبارات عدة كما انه في حال حصوله وفقا لأسوأ السيناريوات فانه سيتسبب بمشكلة للقائمين به لا يمكنهم تحملها. ويذكر البعض في هذا المجال بالمخاوف الذي اثارها احتمال فوز قوى 8 اذار سلميا في الانتخابات النيابية السابقة وكيف انعكس ذلك على صعد عدة. في حين يعتقد مراقبون كثر ان الضغط القوي على رئيس الحكومة في موضوع المحكمة ربما عزز الاقتناع بضرورة الاستمرار في دعمها وليس العكس في منطق حماية لبنان. كما يعتقد ايضا ان عوامل الفتنة الداخلية تراجعت بدورها بعض الشيء لأسباب واعتبارات مختلفة من دون ان يلغي ذلك صعوبة المرحلة الراهنة وخطورتها.

 

 زيارة نجاد بعد المذكرات السورية تستدرج الاهتمام الدولي إلى لبنان

التصويت في مجلس الوزراء يثير تبعات لا قدرة لأحد على تحمّلها

النهار/روزانا بومنصف     

اذا كانت زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد نجحت في حض الاطراف اللبنانيين وخصوصا "حزب الله" على الحوار، من المفترض ان يعود الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن رفضه لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري، وكان انقطاع الحوار بين الرجلين ارتبط بشروط مسبقة  فرضها الامين العام للحزب كي يعقد اللقاء. الا ان المسألة تتخطى النصائح الايرانية الى الاتصالات التي اجراها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاسبوع الماضي في دمشق والتي يوليها المسؤولون اهمية اكبر من حيث التأثير في الموقف السوري علما ان هناك عوامل اخرى دخلت على الخط بينها على نحو خاص مساهمة المذكرات القضائية السورية في اعادة تسليط الاضواء الخارجية على الوضع في لبنان بطريقة غير متوقعة في حين اعتقدت دول كثيرة ان سوريا تغلبت على مشاعرها السابقة ازاء لبنان وخطت خطوات موضوعية وطبيعية تجاهه. كما ساهمت زيارة نجاد من جهتها في تسليط مزيد من الاضواء الخارجية بعدما برزت اولويات اخرى لدى الدول المؤثرة ابعدت لبنان عن الواجهة فاذا بالزيارة تعيده اليها منبهة هذه الدول الى المنزلق الذي يمكن ان تذهب اليه الامور في لبنان. وثمة من يقول ايضا ان هناك اسبابا اخرى تتصل باداء سوريا غير المريح في بعض الملفات الحساسة التي تحظى باهتمام الخارج ومصالحه مما ادى الى ما يشبه اعادة النظر والتقويم ايضا.

 ويفترض ان تساهم هذه التطورات في تهدئة الاجواء وايجاد بعض المخارج للازمة الحالية المتمثلة باستحقاق مناقشة جلسة مجلس الوزراء ملف ما يسمى "شهود الزور". فهناك جوانب متعددة لازمة الجلسة المقبلة تتمثل في عدم رغبة افرقاء عدة في  الوصول الى ما لا يمكن معالجته. اذ ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لا يرغب كما تقول مصادر وزارية في ان يطرح موضوع احالة هذا الملف على المجلس العدلي على التصويت لان ذلك يمكن ان يؤدي الى تفجر الحكومة من داخل فضلا عن عدم رغبته في ان يحرج في موقف منحاز وخصوصا ان وزير العدل قدم دراسة موضوعية ومدروسة من شأن القفز فوقها ضرب هيبة المؤسسات في ملف يتجاوز الاصول القضائية كونه ملفا سياسياً. وثمة من يقول ان الرئيس سليمان لا يرغب ايضا في ان  يثير حساسيات اضافية خصوصا ان هناك من يبدي تحفظات عن عدم اتخاذه موقفاً حازماً في موضوع المحكمة في حديث ادلى به اخيراً، وانه يترك رئيس الحكومة وحده في مواجهة ما يمكن ان يقوض بناء الدولة ومؤسساتها كما هي الحال في موضوع دراسة الوزير نجار حول ما يسمى "شهود الزور".

وبحسب المصادر نفسها لا يعتقد ان قوى 8 اذار ترغب في استقالة الحكومة او بالاحرى لا يعتقد ان في مصلحتها القيام بذلك. اذ ان طرح المسألة على التصويت في ظل موقفين ممتنعين او مؤيدين لرئيس الجمهورية و النائب وليد جنبلاط لاسباب سياسية معروفة  سيؤدي الى خروج الرئيس الحريري من الجلسة وتاليا انفجار الحكومة اذ ان رئيس الحكومة متمسك بدراسة وزير العدل. اضف الى ذلك الادراك ان الملف سياسي وليس قضائيا بحيث ان السعي الى تجاوز هذه المرحلة لن يؤدي حكما الى انهاء الصراع القائم على انهاء المحكمة بل سيؤجل الامور بعض الشيء، لأن ملفا آخر او تفاصيل ومطالبات جديدة ستبرز الاسبوع المقبل او بعده وصولا الى تحقيق ما يعتقد ان في الامكان تحقيقه عبر الضغط على رئيس الحكومة. وهناك سياسيون يعملون  تحت عنوان كسب الوقت وتأجيل الامور ما امكن حتى لو اتخذت خطوات تنازلية سياسية وتم تجاوز المبدأ القانوني من اجل تفادي ما يمكن ان يكون مشكلة اكبر. لكن وجهات النظر هذه لا تجد لها صدى كبيراً احيانا للاعتقاد ان الضغوط لن تتوقف عند اي حد مقبول. وتعتقد هذه المصادر ان قوى 8 اذار  لا تستطيع ان تأتي بحكومة ايا يكن رئيسها كما لا تستطيع ان تستغني عن الحريري في رئاسة الحكومة، لأن خروجه من الرئاسة لن يوفر لها السبل الكافية للضغط عليه في موضوع السعي الى الغاء المحكمة القرار الاتهامي المرتقب صدوره عنها. وكل ما يقال وينشر في هذا الاطار لا يتعدى  التهويل.

 اضف ان ثمة عوامل اضافية دخلت على المشهد في الايام الماضية. اذ ان رفع سقف التهويل والتخويف ظهر على نحو مباشر وغير مباشر الامر الذي يمكن اعتباره حقائق لا يمكن تجاوزها. اذ ان التغيير في السياسة عن طريق انقلاب حكومي او ما الى ذلك غير ممكن لاعتبارات عدة كما انه في حال حصوله وفقا لأسوأ السيناريوات فانه سيتسبب بمشكلة للقائمين به لا يمكنهم تحملها. ويذكر البعض في هذا المجال بالمخاوف الذي اثارها احتمال فوز قوى 8 اذار سلميا في الانتخابات النيابية السابقة وكيف انعكس ذلك على صعد عدة. في حين يعتقد مراقبون كثر ان الضغط القوي على رئيس الحكومة في موضوع المحكمة ربما عزز الاقتناع بضرورة الاستمرار في دعمها وليس العكس في منطق حماية لبنان. كما يعتقد ايضا ان عوامل الفتنة الداخلية تراجعت بدورها بعض الشيء لأسباب واعتبارات مختلفة من دون ان يلغي ذلك صعوبة المرحلة الراهنة وخطورتها.

   

الرئيس الإيراني والحصاد اللبناني

النهار/احمد عياش     

كُتب الكثير عن زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان. لكن في اللحظة التي غادرت طائرته مطار رفيق الحريري الدولي صار همُّ اللبنانيين معرفة ما جنوه من هذه الزيارة التي نقلتهم الى مشهد اقليمي ودولي متوتر كانوا في غنى عنه.

بداية، لا بد أن يعطي المسؤولون، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان جواباً عن سؤال عما حصده لبنان من الزيارة، كونه الداعي اليها. فهل كان يدرك ان الضيف سيتصرف وفق المثل القائل: "يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل؟".

فالرئيس الايراني تصرف في لبنان على نحو لا يفعله أي رئيس في العالم يزور دولة أخرى، بالغاً ما بلغ قربه منها، وعلى سبيل المثال: هل كان للرئيس نجاد في زياراته المتكررة لسوريا ان يلبي دعوة من فريق من المواطنين السوريين فيذهب الى مهرجان اقاموه في آخر مساحة محررة قرب الجولان المحتل فيطلق من هناك تهديدات بالجملة والمفرّق ضد اسرائيل واميركا وسائر من ينتمي الى العالم الرأسمالي؟ ثم كيف تسمح الدولة أن تحصر واجبات الزيارة بمقار الرئاسات الثلاث وأن تتخلى عنها في حرم المطار الذي يمثل واجهة أي بلد ذي سيادة على العالم؟ أما الاتفاقات التي وقعت، فإن أمرها لا يكتسب أهمية مقارنة باعلان الرئيس الايراني محوراً يضم لبنان يمتد من طهران الى بيروت، علماً ان وزير الطاقة جبران باسيل المقرّب جداً من "حزب الله" ذراع ايران في لبنان، أطل في مؤتمر صحافي بعد الزيارة لينظم عمل مولدات الكهرباء الخاصة في وقت كان ينتظر اللبنانيون منه أن يقول لهم ماذا سيجني لبنان من العروض السخية التي تحدثت عنها طهران لإمداد لبنان بمصادر الطاقة. التحرك الرسمي الوحيد الذي أنقذ ماء وجه لبنان تولاه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عندما كشف انه في حوار بينه وبين الزائر الايراني سأله كيف يتحدث عن لبنان في محور مواجهة ولم يسأل أحد دولته عن موقفها.

والسؤال موجه ايضاً الى الطائفة الشيعية عموماً و"حزب الله" خصوصاً عما جنوه من زيارة نجاد؟ هل ترك بين أيديهم وسائل قوة أكثر من تلك التي يملكونها بما يمكنهم من القيام بالالتزامات التي تركها على عاتقهم أن يكونوا رأس حربة في محور ازالة اسرائيل من الوجود؟ هل أصبح الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أكثر أماناً بفعل هذه الزيارة، علماً انه استقبل ضيفه في ملعب الراية بكلمة متلفزة وغاب كلياً عن واجب الضيافة في ملعب بنت جبيل الذي كان لنصرالله اطلالة تاريخية فيه بعد التحرير عام 2000 ولكنها لم تتكرر؟ هل يجعل هذا الاستنفار الشعبي الذي مارست فيه القوتان الشيعيتان "حزب الله" وحركة "امل" أقصى طاقاتهما، على غرار مهرجان الوفاء لسوريا في 8 آذار 2005، الطائفة الشيعية أكثر قرباً من سائر الطوائف أم سيجعلها مكشوفة أكثر فأكثر على انها جالية سورية - ايرانية تعيش في هذه البلاد لكنها تملك بطاقات هوية وطنية؟

أليس من المعيب جداً ان يتصاعد الاستهجان من المشاركين في مهرجاني ملعب الراية وبنت جبيل عندما ذكر نجاد اسم رئيس الحكومة ولم يتحرك أحد ممن يقودون هؤلاء المشاركين لتصحيح هذا السلوك المشين؟ هل ضمن قادة الشارع الشيعي ان ايران في الحرب المقبلة التي ستشنها اسرائيل على لبنان ستفي بالتزاماتها لإعانة مئات الالوف من الذين سيهجرون من منازلهم التي قد تصبح مجدداً اطلالاً كما حصل في حرب تموز 2006؟ وهل حصلوا على وعد منها بأن تحذو حذو كل العالم في الشرق والغرب عندما فتحوا الابواب أمام الخارجين من جحيم الحرب بمن فيهم من هم من جماعة "حزب الله" الذين يحملون بالآلاف جوازات سفر أجنبية؟ وهل أخذ هؤلاء القادة في الاعتبار مشاعر سائر اللبنانيين الذين يتلقون الاهانات تلو الاهانات من المتغطرسين الجدد الذين لم يتعظوا بما حل بالمتغطرسين القدامى من أهل البلاد في التاريخ الحديث والقديم على السواء؟

الاجوبة البديهية تفيد ان الطائفة الشيعية هي مجدداً كبش فداء عند أقدام صنم ولاية الفقيه الايراني. والسؤال: ما هو الثمن المطلوب لكي يلتزم الممسكون بزمام الطائفة، وتحديداً "حزب الله"، قواعد أن لبنان بيت بمنازل كثيرة، وان واحداً منها فقط شيعي؟

كما ان الاجوبة البديهية تفيد  ان استقلال لبنان لا يزال وهماً. ويتمنى اللبنانيون أن يكون تعهد الجيش منع أي فتنة بعد القرار الظني للمحكمة الدولية وعداً ثابتاً. وإلا فإن ما كشفته زيارة الرئيس الايراني هو ان هذه البلاد تعيش في كنف شبه دولة تمارس نفوذها على مساكين شعبها وتتفرج على المتنمرين يفرضون نفوذهم.

 

بين طهران ودمشق والرياض 

النهار/سمير منصور     

لعل الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الاسد للمملكة العربية السعودية اليوم خطفت الاضواء في بيروت التي كان ايقاعها السياسي في حال ترقب "ترددات" زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من زاوية ايجابية وامكان استمرار اجواء الهدوء السياسي النسبي التي رافقتها. وقد وصفت اوساط حكومية زيارة الاسد للرياض اليوم بــ"الحدث الكبير" وهي في بعض جوانبها، ولاسيما في شقها اللبناني تؤكد استمرار التواصل السعودي – السوري الذي يشكل مظلة للتهدئة واعتماد الحوار سبيلا للخروج من السجالات السياسية وتداعياتها، بعدما بدا في مرحلة ما ان ثمة فتورا في هذا التواصل.

وفي ما يشبه التناغم بين زيارة نجاد للبنان ولقاء اليوم بين الاسد والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، فان مجرد انعقاد هذا اللقاء يعزز بوادر الانفراج في لبنان، في موازاة ترقب نتائج زيارة الرئيس الايراني وتأثيراتها الايجابية اقله على "الحلفاء" من خلال محطات ثلاث:

الاولى – جلسة مجلس الوزراء التي تعقد الاربعاء المقبل واجواء المناقشات التي ستسودها ولاسيما في حال طرح ما يتعلق بشهود الزور والمحكمة الدولية.

الثانية – الحملات الاعلامية والسجالات المتبادلة ومدى استمرار انحسارها تدريجاً وقد تراجعت حدتها خلال زيارة نجاد.

الثالثة – ترقب نتائج الاتصالات في شأن التحضير للقاء محتمل بين رئيس الحكومة سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وليس سرا ان انعقاد هذا اللقاء يعكس ايجابيات مشتركة بين زيارة نجاد اللبنانية ومعاودة التواصل السعودي – السوري ولاسيما في شأن لبنان.

واستنادا الى مصادر مطلعة، فان هذا الاحتمال تم التطرق اليه خلال اللقاء الليلي بين الرئيس الايراني والسيد نصرالله في مقر السفارة الايرانية وأنه كان من بين العناوين التي نوقشت لدى التطرق الى الوضع السياسي الداخلي.

وعلى هامش زيارة نجاد، بدا واضحاً أن أكثر العبارات تأثيراً في الخطب المتعددة التي ألقاها، كانت تلك التي تتعلق بالوحدة الوطنية اللبنانية وحمايتها، فقد كانت من الأهمية بمكان في ظل الانقسام الذي تعيشه البلاد والمنحى الطائفي والمذهبي المقيت الذي اتسمت به بعض السجالات والخطب والتصريحات والمنابر الاعلامية في الفترة الاخيرة. وكان من شأن التركيز على أهمية الوحدة الوطنية طمأنة كثيرين في لبنان، وكل من يدرك خطورة تداعيات هذا النوع من الخطاب السياسي والاعلامي والذي يمس الجميع دون استثناء.

وأما في الجوانب الاخرى من المواقف التي اطلقها الرئيس الايراني في لبنان، والتي كانت موضع تباين ونقاش، مثل حديثه عن محاور اقليمية وضع لبنان ضمنها، فلن تؤثر على انعكاسات ايجابية لمسها كثيرون وعبروا عنها بمن فيهم المختلفون مع السياسة الايرانية في أماكن كثيرة في المنطقة، وقد لاحظ بعض هؤلاء أن الاتصال الذي أجراه نجاد عشية توجهه الى لبنان بالعاهل السعودي عبّر عن لياقة وساهم في مزيد من الاحاطة بالزيارة والتعامل معها "بين دولة ودولة" لا لدعم طرف على حساب آخر في لبنان. ومن المفيد للبلدين أن تصبح ذات يوم بين دولتين بالمطلق. ولن تحول دون ذلك علاقة مميزة لايران، دينياً وعقائدياً مع فئة من اللبنانيين ومع "حزب الله" تحديداً، فهو جزء من المكونات السياسية والحزبية ومن المؤسسات، سواء في مجلس النواب أو الحكومة. ولئن يكن من المبكر السؤال عن حوار سعودي - ايراني في المدى المنظور، فإن من البديهي السؤال عن دور يمكن ان يضطلع به الرئيس السوري في هذا المجال من خلال "علاقة استراتيجية" لسوريا بايران. ولعلها اللحظة السياسية الملائمة لمثل هذا الطرح!

 

تشكل أرضاً خصبة لحرب المعلومات جراء الستار الحديدي المفروض على الشعب منذ ثلاثة عقود 

إيران تواجه "الغزو الإعلامي" الأميركي بالتشويش وحجب مواقع الإنترنت

 إعداد- روبرت ماكما هون: السياسة

 معظم سكان إيران دون سن الثلاثين, ومن المتعلمين البارعين في أمور التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة, وبذلك أصبحت إيران أرضاً خصبة لحملة وسائل الاعلام الاجتماعية من قبل الاذاعات الاميركية التي بدأت تنشط لتوجيه رسائل مختلفة الى الشعب الايراني. وإزاء ذلك, فقد تنبهت السلطات الايرانية إلى هذا الامر, وبدأت تواجه هذه الحرب بوسائل تشويش متطورة أيضاً لمنع وصول الافكار الاميركية الى أوساط الشعب الايراني, ومازالت المعركة محتدمة بين الطرفين. واجهت الاذاعات الرئيسية التي تمولها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حالة سوء فهم تعتبرها مفارقات تاريخية تستخدم اداة عفى عليها الزمن - الراديو - في عالم بات يعتمد بشكل متزايد على أشكال من الاتصالات أكثر تنوعا. في الواقع, ثمة هيئات مثل صوت أميركا وراديو أوروبا الحرة, راديو ليبرتي تنشر المعلومات من خلال مجموعة واسعة من محطات جديدة. في عدد قليل من البلدان تحظى وسائل الاعلام الجديدة بجهود اكثر طموحا, وأكثر مشاهدة عن كثب, مما هي عليه في ايران. أول إذاعتين باللغة الفارسية يمولهما الكونغرس هما محطة تلفزيون وإذاعة شبكة الاخبار الفارسية(صوت أميركا الفضائية) وأوروبا الحرة. راديو ليبرتي, راديو فاردا - وتعملان على مدار 24 ساعة. بالاضافة إلى التلفزيون الاساسي والخدمات الاذاعية, فهما تبثان مواد مكثفة على موقعيهما على الانترنت, ومنتديات مبرمجة محلية ودولية تدعمها الولايات المتحدة عن طريق موقع تويتر, بالاضافة الى رسائل إخبارية على الهواتف النقالة, وتحميل مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب, وإدارة صفحات فيس بوك الديناميكية.

دور مهم

جنبا إلى جنب مع هيئة الاذاعة البريطانية وغيرها من وسائل الاعلام الاجنبية تلعب هذه المحطات دورا مهما كقنوات للمعلومات داخل وخارج ايران.  النظام الايراني يستنكر جهود وسائل الاعلام هذه ويصفها ب¯ "الحرب الناعمة" التي تشنها قوى خارجية وترد عليها بأشد جهود رقابية قد تبذل على مستوى العالم : بث التشويش وحجب مواقع الانترنت واختراق حسابات فيس بوك. وقد نجم عن ذلك نوع من لعبة القط والفأر مع الكثير من الايرانيين ممن قد  يتخذون خطوة إلى الامام بشأن الرقابة, في جزء من هذا بمساعدة برامج مضادة للتصفية  anti-filtering من مصادر أميركية تعفيها الحكومة الاميركية من العقوبات.

جهود وسائل الاعلام هذه تأتي في وقت تشوبه تطورات مثيرة للقلق في ايران. من بينها برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم الذي يخشى كثيرون من ان يكون ستارا لامتلاك قدرات أسلحة نووية.

سياسة الالتزام التي انتهجتها إدارة أوباما لم تحظ بتقدم يذكر, لذلك ركز البيت الابيض في الاونة الاخيرة على تشديد العقوبات بهدف تاخير البرنامج النووي. ومع ان أي عمل عسكري ضد النظام لا يزال على ما يبدو احتمالا بعيدا, فإن خيار القوة الناعمة الاذاعية المتصاعدة لا يزال جاذبا.

في حال عدم وجود علاقات أميركية رسمية مع إيران, فان وسائل الاعلام الاجتماعية هي أكثر أهمية من أي وقت مضى للاتصال بالشعب الايراني.

يقول الخبراء ان ايران بعدد سكانها الكبير ممن هم دون 30 عاما من المتعلمين البارعين في امور التكنولوجيا - هي أرض خصبة لهذا النهج.

يؤكد ذلك اليكس فاتانكا خبير الشأن الايراني في معهد الشرق الاوسط, ويقول: "هناك سوق ضخم (للحصول على معلومات) بسبب اخفاقات الدولة, لأن وسائل الاعلام الخاصة ظلت بعيدة عن القضايا المثيرة للجدل".

إن جهود الحكومة المكثفة في التشويش على صوت إذاعة أميركا وأوروباالحرة, راديو ليبرتي يعتبر دليلا أو مؤشرا على شعبية هذه المحطات. حيث تستمر كلتا الهيئتين في تلقي كم هائل من رسائل وردود أخرى من ايرانيين في المنفى وفي البلاد. لكن رغم هذا السلوك غير المشروع, يقول مسؤولو البث الاميركيون انه من الصعب قياس كم الاخبار والبرامج التي تخضع للرقابة. كماأن هناك تحد آخر هو تحديد صلاحية النصائح الايرانية المسندة ومعلومات "حشد المصدر".

إن العمل في فضاء إيران المعلوماتي يشير إلى أن هناك حاجة إلى موارد أكثر من ذلك, بما فيه المزيد من الموظفين إلى التعامل مع تنامي دور وسائل الاعلام الاجتماعية ومكافحة جهود النظام في اقفال وتشويه محتوى وسائل الاعلام الجديدة, وحتى الان, أثبتت الحكومة الايرانية قدرتها على استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية الخاصة لنشر الخوف وعدم اليقين.  يقول جيفري غيدمين, رئيس ليبرتي, إذاعة أوروبا الحرة, التي تبث راديو فاردا: "رغم أن المنشقين يحبون وسائل الاعلام الجديدة, فان الحكومات الاستبدادية تحب وسائل الاعلام الجديدة, أيضا. وقد "كتب لاري دايموند, الزميل البارز في معهد هوفر في "مجلة الديمقراطية" عن تنامي المنافسة في جميع أنحاء العالم بين الديمقراطيين والمستبدين على إتقان ما يسمى ب¯ " تحرير التكنولوجيا".

"واضاف: لا المنظمات التقنية فحسب, بل القوى السياسية والستراتيجية وعميقة الجذور النموذجية, والاجتماعية والاقتصادية ستحدد من يفوز بالسباق".

الرسالة والإعلام

يشدد مجلس محافظي الاذاعة, وهي الوكالة المسؤولة عن الاشراف على كل وسائل البث المدنية والدولية التي تمولها الولايات المتحدة  دائما على دورها في حماية الاستقلالية التحريرية للمذيعين إزاء أي تدخل حكومي.

لكن الخدمات الاعلامية لا بد أن تكون أداة مهمة في جهود الولايات المتحدة كقوة ناعمة لمواجهة وسائل الاعلام لدى الحكومات الاستبدادية وإبرازالقيم الاميركية والغربية وتحقيق أهداف مثل الترويج للديمقراطية - من خلال بث ثابت لتقارير اخبارية وبرامج ثقافية مميزة.

في أعقاب هجمات سبتمبر, حصلت الاذاعات الحكومية في الولايات المتحدة على زيادة في التمويل ترمي إلى مخاطبة جماهير المسلمين.

وكانت الاذاعات الموجهة الى ايران جزءا من هذا التوجه جذبت اهتماما خاصا من إدارة جورج دبليو بوش بوصفها أهمية ستراتيجية للبلاد برزت في أعقاب حملتين عسكريتين في العراق وأفغانستان وظهور مؤشرات جديدة حول برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم.

وافق الكونغرس على تمويل جديد لإذاعة صوت أميركا للبدء في بث برامج تلفزيونية باللغة الفارسية العام ,2003 وكانت شبكة الاخبار الفارسية أطلقت في العام .2007  خلال تلك الفترة تلقى راديو فاردا - الذي كان قد أنشئ حديثا - دفعا لجهوده  على شبكة الانترنت, كما تتلقى إذاعة صوت أميركا اليوم بصفة خاصة نحو10 ملايين دولار لتشغيل شبكة الاخبار الفارسية بكادر من الموظفين يبلغ 83 موطفا بدوام كامل; وكذلك تبلغ ميزانية راديو فاردا نحو 6.3 مليون دولار ويبلغ عدد موظفيه 63 موظفا بدوام كامل.

وكان مسؤولون أميركيون قد حرصوا على التأكيد على أن الجهود الجديدة ترمي إلى إطلاع وتثقيف الشعب الايراني الذي يبدو انه يحرص على تبني التغييرات الديمقراطية. وتنحصر مهمة المديرين التنفيذيين في كلا المحطتين  على تقديم الاخبار والمعلومات.

لكنهم في بعض الاحيان يواجهون انتقادات حول برامجهم. وفي الاونة الاخيرة, واجهت شبكة الاخبار الفارسية ادعاءات السيناتور توم كوبرن, وهو جمهوري من أوكلاهوما, بأنها تسمح ببث آراء مناهضة للولايات المتحدة على الشبكة. وايضا اتهامات من منتقدين آخرين بانها توفر الكثير من الوقت على الهواء لايرانيين في المنفى من انصار الملكية.

يقول ستيف ريديش المحرر التنفيذي لاذاعة صوت أميركا والمدير التنفيذي السابق ل(سي ان ان) في واشنطن إن الشبكة تراعي الدقة في توفير وقت متساو للأصوات المتنافسة. مؤكدا أن "هناك من يعتقد أننا نسعى لتغيير النظام, والبعض يعتقد انه ينبغي استعادة النظام الملكي".

ويضيف: ميثاقنا يفرض علينا أن نكون مصدرا موثوقا ودقيقا للأخبار والمعلومات. ونحن من المفترض أن نقدم ذلك مباشرة. "كما يؤكد جيفري غيدمين مدير إذاعة أوروبا الحرة, راديو ليبرتي, أن راديو فاردا لا يراد له أن يكون ذراع حركة المعارضة الخضراء, وإن مهمة فاردا تكمن في الوصول الى الايرانيين المستبعدين أو المضطهدين من قبل النظام: "في نهاية المطاف, نحن نبدي نوعا من التعاطف من دون انحياز والتقارير ينبغي أن تكون دقيقة وموثوقة, ولكن لها بوصلة. تلك الفئات من المجتمع الايراني ممن يشعرون بالا صوت لهم هم حلفاء طبيعيون ويشكلون قاعدة جماهيرية ".

تلقى قضية حقوق الانسان عناية دائمة من جانب راديو فاردا, وهذا يعكس تركيز إذاعة أوروبا الحرة, راديو ليبرتي, على هذا الموضوع منذ فترة طويلة. على سبيل المثال, كان الفضل لراديو فاردا الصيف الماضي  في المساعدة على كشف حالة سكينة محمدي اشتياني التي حكمت بالرجم حتى الموت لارتكابها الزنا وقد خفف الحكم من قبل السلطات بعد أن جذبت قصتها اهتمام العالم. (ومع أن هذه القصة وصلت إلى الصحافة لا تزال تواجه احتمال تنفيذ الحكم).

سعت كل من فاردا وشبكة الاخبار الفارسية الى بث برامج ساخرة.

وفي مايو, أطلق راديو فاردا برنامج "Pasfarda" (يوم بعد غد), وهو برنامج مدته ساعة واحدة على الهواء مباشرة, وقبل شهر, اطلقت شبكة الاخبار الفارسية برنامج "Parazit" الشعبي (15- 30) دقيقة الذي قارن بعض المراقبين ضيوفه بالمذيع الاميركي الساخر جون ستيوارت.وكان من ضمن تقارير الصيف من جانب محافظين إصدار مبادئ توجيهية جديدة لتسريحات الشعر في ايران. يقول مسؤولون من فاردا وشبكة الاخبار الفارسية ان برامجهما اصبحت شعبية, وفقا لتعليقات وسائل الاعلام الاجتماعية.

تقول فاتنكا من معهد الشرق الاوسط إن برامج مثل "Parazit" توفر وسيلة مهمة للشبان الايرانيين لمعرفة وتقييم ما يحدث في البلد على وجه الخصوص. "الامر يتعلق بقدرة الافراد على توجيه الاسئلة الصحيحة إنه برنامج مختلف كثيرا عن المعتاد. اي مبتكر بمعنى أنه يحاول أن يطرح قضايا استفزازية".

جمهور متعاطف

يبدو أن ايران أرض خصبة لحملة إعلامية اجتماعية تطلقها إذاعات أميركية. وتقدر الحكومة الايرانية عدد مستخدمي الانترنت ب¯ 23 مليون نسمة, في حين أن أكثر من 53 مليون هاتف نقال قيد الاستخدام. كما تتزايد أطباق التلفزيون, الاقمار الصناعية, في المناطق الحضرية. ويقول خبراء الاعلام ان ايران واحدة من أكثر دول العالم نشاطا في فضاءات التدوين التي تقدر بعشرات الالاف ويطرح المدونون كل القضايا من السياسة الى البيئة الى قضايا الشعر.

تقول فاطمة أمان, المذيعة السابقة في راديو فاردا والتي تعمل الان كمحللة أميركية للسياسة الايرانية ووسائل الاعلام: إن البريد الالكتروني يبقى الطريقة العادية للتواصل بين الايرانيين الذين يتبادلون المعلومات بشأن كيفية تجاوز المرشحات(الفلاتر) الحكومية باستخدام خوادم(سيرفر) بروكسي. مقاطع فيديو يوتيوب وفيس بوك أيضا كثيرا ما توزع عبر البريد الالكتروني.

لاحظ محللون زيادة في عدد المواقع التي تديرها الحكومة وعدد المدونات  التابعة للحرس الثوري الايراني وميليشيا الباسيج لمواجهة نشاطات  المعارضين. وفي نفس الوقت, فرضت رقابة مشددة على مواقع الويب واغلقت مدونات عدة.

يقول عباس ميلاني, المدير المشارك لمشروع الديمقراطية في ايران, معهد هوفر في جامعة ستانفورد: ينفق النظام المليارات في تدريب الناس على مراقبة الانترنت, على (توظيف) الناس لخلق مدونات كاذبة.

و ذكرت فاطمة أمان ان " النظام يعاني خوفا حقيقيا من عواقب الانترنت في ايران, مشيرة إلى أن عضو الجناح السياسي في الحرس الثوري الايراني, صبح الصادق دعا الى " الجهاد السيبراني " (على الانترنت), قبل أحداث 12 يونيو 2009 بشهور, كاشفا عن مدى تغلغل وسائل الاعلام الجديدة في البلد.

وقد صعدت إذاعة صوت أميركا وإذاعة أوروبا الحرة ليبرتي خياراتهما بالنسبة للايرانيين في السنة الماضية وبثت معلومات مطولة عن المواقع على شبكة الانترنت في لغات عدة, كذلك, في وقت سابق من هذا العام, أطلقت شبكة الاخبار الفارسية تطبيقا جديدا لابل اي فون وهاتف غوغل الروبوت يوفر تحديثات للأخبار ويسمح للمستخدمين بإرسال وصلات لأخبار صوت أميركا من خلال الفيس بوك وتويتر والبريد الالكتروني.

شبكة الاخبار الفارسية,التي تعرض برامج على الهواء مباشرة من الساعة 6 مساء حتى منتصف الليل بالتوقيت المحلي كل يوم, بدأت أيضا صفحات الفيس بوك لجميع برامجها تقريبا, يقول ريديش إن راديو فاردا اطلق العام الماضي نظام الرسائل القصيرة, وملفات فيسبوك وتويتر.

تصفية الردود

تواجه الاذاعات التي تمولها الولايات المتحدة والموجهة لايران تحديات في تحديد فعالية وسائل الاعلام التي تستخدمها, وبطبيعة الحال, الرسائل التي تبثها. وتظهر استطلاعات الرأي أن جمهور شبكة الاخبار الفارسية  انخفض بما يقدر بنحو 30 في المئة من المشاهدين المنتظمين أسبوعيا في 2009 الى 20 في المئة في وقت سابق من هذا العام, ويعود السبب في جزء منه إلى تكثيف التشويش الايراني الدولي على إشارات القنوات الفضائية.كما ان نسبة المستمعين أسبوعيا لراديو فاردا تراوح مكانها منذ سنوات, بسبب -جزئيا على الاقل- تكثيف النظام  التشويش على البرامج الصباحية.

وفي الوقت نفسه, تشير بعض الوسائط الى مؤشرات على أن هذه البرامج تصل إلى الايرانيين من خلال منصات ومحطات مختلفة. يقول ريديش إن عدد زوار موقع شبكة الاخبار الفارسية الرئيسية انخفض من 2.5 مليون في يونيو 2009 الى 1.8 مليون بعد ذلك بعام. ولكنه يلاحظ ان شبكة الاخبار الفارسية تتلقى مئات الالاف من الزيارات الاضافية لموقعها على شبكة الانترنت من خلال الوكلاء (بروكسي). كما أن لديها أكثر من 68000 من المشجعين على صفحات فيسبوك وسجلت أكثر من 160000 وجهة نظر حول أشرطة الفيديو التي تحمل على يوتيوب في يونيو 2010 . يقول راديو فاردا إن موقعه على الانترنت يجذب 900,000 زيارة شهريا بمساعدة بعض التدابير المضادة للتصفية (الفلترة). ومنذ ,2008 بث أكثر من 90000 رسالة سنويا عبر البريد الصوتي والبريد الالكتروني وخدمة الرسائل القصيرة, رغم المخاطر الكبرى الناجمة عن مراقبة النظام. وكمثال على كيفية عمل هذه الردود بث راديو فاردا, عشرات التقارير على صفحته على الفيس بوك تتعلق بحالة شهرام أميري, العالم النووي الذي عاد من الولايات المتحدة الى ايران في مطلع يوليو.

تلك التقارير اجتذبت أكثر من 600 تعليق من القراء خلال الايام العشرة الاولى من الحادث. وأجرى فاردا استطلاعا حول هذه القضية جذب أكثر من 4000 شخص للتصويت, وفقا لمسؤولين في إذاعة أوروبا الحرة ليبرتي.

 أشاد تقرير يونيو 2010 ("هل الجميع يستمع?") حول البث الاميركي الدولي والديبلوماسية العامة بتكليف من السناتور ريتشارد لوغار- جمهوري من إنديانا - بإذاعتين استخدمتا وسائل اعلام اجتماعية. وخلصت الدراسة الى أن "المحطتين رفعتا معدل مساهمة المواطنين الايرانيين العاديين ومكنتهم من مشاركة العالم لقمع طهران للجهود الديمقراطية".

 ويضيف ميلاني من معهد هوفر : "صوت أميركا وراديو فاردا نقلا للقراء والمستمعين بصفة أساسية مدى عزلة النظام ". ومع ذلك, فان قياس مستويات الجمهور في وسائل الاعلام التقليدية والجديدة في ايران ليست علما دقيقا.

اجرت إنترميديا, الشركة الرئيسية التي تتولى إجراء دراسات استقصائية  لإذاعات دولية, مراجعة سنوية لشبكة الاخبار الفارسية وراديو فاردا استنادا إلى الاف المقابلات مع ايرانيين (تحدثوا عبر الهاتف مع تلك الموجودة في ايران ووجها لوجه مع من هم في الخارج  في أماكن مثل دبي). يقول غيدمن : يرجع ذلك جزئيا الى أن قياس مجهودات الاذاعات صعب جدا.

ويضيف ريديش: ان احتساب مخالفات شبكة الانترنت وعدد زوارها - والتمييز بين من هم داخل إيران وخارجها - اصبح إشكاليا بصفة متنامية  بسبب الاستخدام المتزايد لخوادم البروكسي (Proxy Servers).

وفي الوقت نفسه, تواصل كل من المحطتين تحسين برامجها المنوعة.

 يقول فانتاكا من معهد الشرق الاوسط : " في حين نرحب بكل جديد ومبتكر في شبكة الاخبار الفارسية  الا انه يجب أن ترفع وتيرة إبداعها واحترافها على حد سواء, خاصة إذا كانت ترغب في منافسة تلفزيون بي. بي. سي,  24 ساعة الناطق باللغة الفارسية الذي اطلق بعد اعمال الشغب التي وقعت في يونيو .2009 يقول ريديش, الذي يقر بنوعية برامج بي بي سي الناطقة بالفارسية: لا يزال صعبا تجنيد متحدثين بالفارسية مهرة في الانتاج التلفزيوني والصحافة وابتكار برامج أصلية لشغل ست ساعات و15 دقيقة يوميا "من شأنها أن يتردد صداها لدى الايرانيين". وتبث شبكة الاخبار الفارسية حاليا لمدة 45 دقيقة يوميا برامج, يتم ترجمتها الى الفارسية, من قناة هيستري تشانيل الاميركية (جزء من سبع ساعات من محتوى جديد يوميا). كما انها تتعاون مع (هوم بوكس اوفيس) في الذكرى السنوية لانتخابات يونيو 2009 الايرانية وتظهر وثائق عن الايرانية ندى آغا سلطان التي قتلت بالرصاص اثر الاحتجاجات التي وقعت بعد الانتخابات وتم تصويرها على الهواتف المحمولة وعرفت في جميع أنحاء العالم.

يلاحظ التقرير الذي أعده مكتب السناتور لوجار  أن " تعاون القطاعين العام والخاص له فائدة كبرى حيث من شأنه تزويد الاذاعات الاميركية بالمحتوى الذي تشتد الحاجة إليه ". ثمة تحد آخر في تطوير المحتوى بالنسبة للأخبار, حيث يتدفق عن الاذاعتين سيل مستمر من التقارير غير المرغوب فيها, والصور الفوتوغرافية, وأشرطة الفيديو وغيرها من المواد من مواطنين من المجتمع الايراني في إيران أو المنفى. كما وضعت الاذاعتان مبادئ توجيهية لوسائل اعلام اجتماعية تهدف إلى معالجة التدفقات الجديدة من المعلومات والملاحظات. لكن مسؤولين في إذاعة أوروبا الحرة, راديو ليبرتي, وصوت أميركا, يقولون إنه ثمة حاجة لمزيد من الموظفين في حقل المعلومات ممن يكتبون في مواقع مختلفة. يقول ريديش من صوت أميركا: "احد الامور التي تحتاج كل وسائل الاعلام القيام به هو دفع مستحقات مستخدمينا لمشاركتهم في برامجنا", "علينا أن نكون قادرين على الامداد بالموارد البشرية".

فتيل معركة المعلومات

الصراع من أجل جلب الاخبار والمعلومات إلى الايرانيين في بعض جوانبه أشبه بالحرب الملحمية المعلوماتية الباردة التي اضطلعت بها سلطات الكتلة السوفيتية ووسائل إعلام بتمويل أجنبي.  ثمة مجموعة من وسائل الاعلام الجديدة لم تعد تعتمد على إذاعة الموجات القصيرة عامة, لكن التحديات التي تواجه الاذاعات التي تمولها الولايات المتحدة ودراية الطوق هي:

 مراقبة التطورات الداخلية في إيران وفي المنطقة عن كثب, والتعليم والتدريب المهني للحفاظ على دقة التقارير الاخبارية, وهذا سيتطلب تدريبا صحافيا صحيحا, وعلى الارجح, مستويات أعلى من الموظفين, ولا سيما خلال الاحداث المأساوية مثل المظاهرات التي تلت انتخابات .2009  مواصلة الجهود للتغلب على التشويش على خدمات  الراديو والتلفزيون الاساسية. كان التشويش ابان الحقبة السوفيتية لا هوادة فيه, لكن ثمة خيارات متعددة كانت متاحة في تلك الحقبة كالبث على الموجات القصيرة في سبيل توفير شريان الحياة للمنشقين.

 وقد وسع مسؤولو الاذاعة نطاق البث بمتناول برامج شبكة الاخبار الفارسية عن طريق ستة أقمار صناعية ومن خلال سبعة قنوات توزيع مختلفة للمساعدة في التغلب على بعض التشويش الايراني. يقول ميلاني من معهد هوفر: إن مسؤولي الحكومة الاميركية ينبغي أن يذهبوا أبعد من ذلك, فيردون ردا انتقاميا على التشويش الايراني من خلال التداخل مع بث وسائل الاعلام الايرانية التي تسيطر عليها الدولة. بذل جهود حثيثة لجمع بيانات أكثر وأفضل عن كيفية حصول الايرانيين على المعلومات, والاجتماع بهم في أماكن مثل دبي أمر يساعد على ذلك, لكن الجهود ينبغي أن تستمر للوصول إلى الايرانيين المسافرين في أماكن أخرى. نظرا لأهمية البلد والموارد التي تذهب إلى البث باللغة الفارسية, ينبغي أيضا القيام باستقصاءات جماهيرية بما يتجاوز استقصاء واحدا سنويا.

كما ان التمويل الاضافي المطلوب للحفاظ على المستوى الرفيع للخدمات الاعلامية الموجهة لايران قد يكون من الصعب الحصول عليه نظرا  لظروف الميزانية الحالية في الولايات المتحدة. ولكن في ظل ارتفاع دعوات في الكونغرس لعزل ايران اقتصاديا وسياسيا  فان مبادرات دعم البث الاميركي لهذا البلد الاساسي تستحق التقدير والدعم والاهتمام الدائم.

·        عن »فورن سيرفس جورنال« - أكتوبر 2010

 

خرجت إسرائيل من لبنان .. فمتى تخرج إيران؟

لا يمكن لنا فهم زيارة الرئيس الإيراني «أحمدي نجاد» إلى لبنان أو إلى حكومة الظل «حزب الله»، ما لم نستعد تاريخ «حزب الله» ومتى ولد، ولماذا اختفى موسى الصدر من لبنان وإلى الأبد؟ «فحزب الله» هو الابن الشرعي لإيران منذ ولادته، وكانت شعاراته المعلقة أمام باب الحزب في ثمانينيات القرن الماضي مكتوبة باللغة الفارسية، ثم دخل حربا مع حركة أمل «الشيعية» أيضا، وذهب ضحية هذه الحرب 600 قتيل، رغم أن المذهب واحد لكن التوجه السياسي لم يكن واحدا، فالصدر كان توجهه السياسي بأن تصبح دولة لبنان مستقلة، وألا يتحكم دين أو مذهب بلبنان وأن تكون لبنان لكل اللبنانيين، وأن على الشيعي أن يعمل لمصلحة كيان الدولة وليس لمصلحة المذهب. أما حزب الله فكانت مرجعيته لإيران حتى لغته كانت فارسية، وكان وما زال يتحرك حسب مصالح إيران، ولا يكترث لمصالح لبنان، وإن تعارضت مصلحة لبنان مع إيران، فالحزب إيراني وإن تعلم زعماؤه اللغة العربية.

هذه القراءة لتاريخ «حزب الله» سيفسر لنا خطاب الرئيس الإيراني «نجاد» في جنوب لبنان، فالخطاب وإن لعب على المشاعر العربية المدمنة للحروب رغم هزائمها، إلا أنه كان موجها لما وراء البحار «أمريكا» التي بدأت تتحرك لعقد اتفاقية مع تركيا لنشر صواريخ الردع على الأراضي التركية، بعد أن تم تحريك قضية المفاعل النووية لإيران، لتصبح الصواريخ ورقة ضغط على إيران، فجاء خطاب «نجاد» كورقة ضغط على مصالح أمريكا في المنطقة، أو كان يريد أن يقول: إن ضربت المفاعل سنشعل المنطقة من جديد.

هو أيضا ــ أي خطابه ــ موجه للداخل، فالصور التي وضعت خلفية لنجاد وهو يلقي خطابه، وإن كانت تحمل طابعا مذهبيا إلا أن المذهب كان خلفية تستغله السياسة الإيرانية، لتخيف العرب من صراع طائفي، فيما الصورة تعلن وبصريح العبارة: أن لبنان أصبحت مقاطعة إيرانية.

المدهش في كل هذا أن غالبية الشعوب العربية تمارس صمتا أمام هذا الاحتلال، ولا أحد يفكر بالنضال ضد هذا الاحتلال، بل هناك من يحاول تقديم صورة جميلة لهذا الاحتلال.

فهل احتلال إيران للبنان أجمل، أم الاحتلال بكل أنواعه نوع من أنواع العبودية تمارسه دولة ضد شعوب دولة أخرى، أم أن العقل العربي يتعامل مع الاحتلال بانتقائية، كما حدث حين احتل صدام الكويت كان هناك من يؤيد مثل هذا الاحتلال، لكنه يرفض احتلال إسرائيل للبنان؟.

الكاتب صالح إبراهيم الطريقي

المصدر عكاظ

التاريخ 10/17/2010

 

عون رعى تخريج طلاب التيار الوطني الحر في غزير: المذهبية غطاء لحرب اسرائيلية على لبنان لتفكيكه وترحيل فلسطينيي 1948

شواذات كثيرة ترتكب وقسم كبير من المواطنين مضلل ويجدد الثقة بجزارين

وطنية -جونيه- 17/10/2010 رعى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون حفل تخريج طلاب "التيار الوطني الحر" في الشهادة الثانوية العامة والبكالوريا الفنية للعام الدراسي 2009 - 2010 في الملعب البلدي في غزير، حضره بالاضافة الى النائب عون النواب: نعمة الله ابي نصر، جيلبيرت زوين، يوسف خليل، ادغار معلوف، سيمون ابي رميا وعباس هاشم، النائب السابق الدكتور كميل الخوري، المنسق العام في التيار الوطني الحر بيار رفول، الدكتور جوزف بارود، منسق لجنة التربية والتعليم في التيار ادونيس عكرا وحشد من الكوادر ومسؤولي المناطق والمحازبين والمناصرين والمهتمين في الشأن التربوي والثقافي.

بداية النشيد الوطني فكلمة ترحيب من عريف الاحتفال جورج ضاهر، ثم ألقى رئيس لجنة طلاب المدارس شادي مراد كلمة أشار فيها الى "أهمية النجاح في الشهادة وانتم تحملون هم وطنكم ومجتمعكم وشريككم في الوطن جيشكم، والحياة العظيمة لا تقبل التعب او التراجع لان مكان الصعوبات هو الطريق ولا صعوبات في الطريق".

ودعا رئيس لجنة المعلمين في القطاع الخاص رودولف عبود في كلمته الطلاب الى ان "يكونوا القدوة بين اترابهم والى التآزر في ما بينهم لما فيه خير الوطن وعدم المساومة على الحق".

والقى رئيس لجنة المعلمين في القطاع العام خليل السيقلي قصيدة بالمناسبة.

العماد عون

بدوره ألقى النائب ميشال عون كلمة توجه فيها الى الطلاب قائلا: " الى جانب اختيار المهنة وممارستكم لها انتم مواطنون، وفضلا عن واجباتكم تجاه انفسكم وعائلاتكم عليكم واجب تجاه الوطن بكامله، انتم الجيل الذي يعيش ازمات الوطن، ونحن ورثنا وطنا مبعثرا متصادما، وثمة اهتزازات ارتدادية من وقت الى آخر ونتائجها سوف تكون لمصلحة الوطن ولمصلحة مستقبلكم، لان ظاهر المشكلة شيء وباطنها شيء آخر، وانا عندما كنت بعمركم كان شعوري مثلكم وكنت اتأثر بسرعة لكل ما أسمعه، ومع التقدم بالعمر والتجربة زادت لدي القدرة على التقدير والاستنتاج وتبيان الخطأ من الصح، والاصوات التي سمعتموها وصدقتموها في مرحلة شغلت قلوبكم وضمائركم وتفاعلتم معها، لكن التفاعل هو مع المبادىء والمعايير الاخلاقية يبتعد عن الخطأ، اما واجباتكم اليوم كمواطنين تزيد كلما تقدمتم في العمر وفي مراحل العلم".

ولفت الى ان "مواجهة محاولات التضليل والتعمية في الجامعات سوف تضع حدودا لاطلاعاتكم ونشاطاتكم، وثمة انظمة تمنع التكتلات في الجامعات حتى اللجان الطلابية وزعتها على الكليات، لئلا يكون هناك مجموعة فاعلة سواء لمصلحة الطلاب داخل الجامعة او سواء لتضليل قوة التغيير التي يمثلها الشباب الطالع، ولكي يجعلوا اصغاءكم محدودا مع المجموعات التي تتفاعلون معها، واتمنى عليكم متابعة المسيرة معنا على صعيد الوطن، يجب ان يكون عندنا ارادة وطنية، وان لا نركب في الطائرة ونقوم باستشارات ونأخذ التوجيهات بالحرية والسيادة والاستقلال، اعدنا الوطن في الشكل وهناك من ينافسه في المضمون، وينقلون ازماتنا ويجيرون صلاحياتنا".

وعن المحكمة الدولية قال عون:"لا يرضون اليوم بالقضاء اللبناني، ان المسؤول عن القضاء المشكوك في نزاهته واستقلاليته هو من حكم لبنان منذ عشرين سنة" سائلا "لماذا بلغ الدين هذا الحد لان هناك سرقة وصفقات، وهل من المعقول ان لا يكون هناك حسابات في الدولة، ومن سيدرس اصول المحاسبة سيعلم بان لبنان مسروق والحياة الطلابية في لبنان مع اشياء كثيرة مفقودة تعيد لبنان الى الوراء".

أضاف:"هل من المعقول ان يكون هناك أمن خاص في قلب الدولة، هناك شواذات كثيرة ترتكب وقسم كبير من المواطنين مضلل، ويجدد الثقة بجزارين، وثمة نوعين من الناس يقود القطيع: احدهم يأخذه الى المسلخ وآخر يأخذه الى المرعى، ومنهم من سرق الشعب وامتص دمه، وعليكم انتم ان تميزوا العدو الذي يعطل ويأخذكم الى الخطأ، ويقولون بان الحرب ظاهرة اجتماعية لها طابع التكرار، والحرب ليست اسبابها طائفية ولا دينية، وهذه الاسباب يستعملونها للتحفيز على التقاتل او يستعملها اي فريق لتكتل الناس من حوله، والضعيف هو الذي يحرض مذهبيا وطائفيا ويختلق حوافز خاطئة والحروب التي جرت في اوروبا حصلت بين مسيحيين وحروب جرت بين المسلمين، بين كل الاعراق والاديان حصلت حروب". واردف:"ان اسباب الحروب هي اقتصادية او لمواجهة نزعات السيطرة، والمذهبية هي غطاء لحرب اسرائيلية علينا لتفكيك لبنان ولترحيل فلسطينيي 1948 الى خارج اسرائيل، واذا كنا نتمتع بقوة الممانعة لن يستطيع احد ان يفكك وطننا. تخطينا الحالة الطائفية وحولوها الى مذهبية، ونحن اليوم نواجه ازمة والاجتماعات الخارجية لا تخلص الشعب، وعلى طاولةالحوار نقول ما هو المرض الحقيقي، ويقولون ان قرار الحرب والسلم لن يبقى في يد حزب الله، ان قرار السلم والحرب هو في يد اميركا واسرائيل، وفي كل مشكلة داخلية ينقلون قرار السلم والحرب الى حزب الله، ليقولوا ان لا قرار عند الدولة، نحن والمقاومة نستطيع ان ندافع عن انفسنا وبالوحدة الوطنية نستطيع ان ندافع عن انفسنا، وانا اخاطب كل اللبنانيين وكل العالم وكل الشرق الاوسط نحن متحدون والحرب لن تكون مذهبية ولا وجود لاي فتنة. ومن يرفض توحيد البندقية مع المقاومة هو متعامل مع الخارج ضد المواطنين.

وتابع:"اتمنى عليكم ان تتحضروا انتم احد الاجيال القادمة في القطاعات كافة وان تكونوا مواطنين في الدرجة الاولى متضامنين مع المجتمع وان يكون لديكم ثوابت في الحياة تنير الطريق" مشددا ان "لا دين ولا طائفة تدعو الى السرقة والبغض والكراهية، والنقائص ليس لها دين انما هي في طبائع البشر، ولا يمكن ان ننسب شعور سيء او جريمة الى مجموعة، ان مسؤولية الجريمة هي مسؤولية فردية، لكن هناك جزء نتضامن معه وهو الدفاع عن الوطن والدولة، والاموال في الخزينة هي حقوقكم وامانة لكم لصرفها لمصلحتكم على الاستشفاء والانماء والمدرسة، وهناك اموال صرفت من خارج الموازنة منذ اربع سنوات ولم يستطيعوا ايجاد اي تبرير، وكل مواطن عليه دين 15000 دولار، هذا ما عدا خدمات الكهرباء والمياه، وهذا الامر ليس نظام حكم ولا اخلاق حكم، ويحاولون اليوم عزلكم عن كل ما يجري في الشأن السياسي، حتى تبقون أغرابا وليس مجموعات فاعلة، والانسان كفرد لا يستطيع ان يحقق شيئا، والمحاولات اليوم تسعى الى نظام اعلامي يكون رأيا عاما متضاربا، فهم لا يتكلمون عن فضيحة، يتكلمون فقط عن حرب مذهبية بين مجموعتين ولا عن خطأ سياسي، ومنهم من يجرؤ على الدفاع عن شهور الزور التي هي مسألة ضد كل وصايا الله والبشر والمعايير والتقاليد الاخلاقية في المجتمعات" وسائلا "لماذا يخاف هؤلاء ان يعاقب شهود الزور، ونحن اول من يريد الحقيقة واذا كان تشفيا وثأرا فهذا الامر مرفوض".

وختم عون قائلا:"اتمنى لكم النجاح في هذه المرحلة الجديدة من حياتكم وان تبقوا واعين على اننا نعيش في ازمة يجب تجاوزها، ولدينا اعداد لنظام تربوي جديد لتأهيل المجتمع اللبناني ليعيش في مجتمع مختلط، واحرصوا على حرية المعتقد الديني والسياسي، حرية التفكير والتعبير والتي حدودها الحقيقة، وتقدير حق الاختلاف اعني حق التمايز، واذا قلت عن احدهم حرامي وانا في موقع المسؤولية فانا اتهمه امام القضاء، واذا كان هناك تنظيم مافيوي ضمن الدولة فانه يتحمل المسؤولية العامة وهل اسميه تنظيم ملائكي؟ وفي حق التمايز، كل انسان له رأيه ضمن مجموعة معينة، وليس بين المذاهب والطوائف والاحزاب، هناك تمايز بين الحزب الواحد والمذهب الواحد والمجموعة الواحدة، يجب ان يكون هناك تمايز فعندما نفكر جميعا مثل بعضنا لا نعود نفكر، هكذا تعيشون احرارا ضمن مجتمع مستقر".

وفي الختام سلم عون شهادات التخرج للطلاب المتفوقين.

 

سيرج داغر عبر MTV: لا نريد انجرار المسيحيين الى الفتنة وسنبقى نتواصل مع حلفائنا ومع التيار الوطني الحر والمردة

لاننا نرفض الحقد ورفع البنادق مجددا في المناطق المسيحية      

موقع الكتائب

لاحظ رئيس مجلس الاعلام في حزب الكتائب سيرج داغر ان قوى الرابع عشر من آذار قدمت الكثير من التنازلات في المرحلة السابقة لافتا الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري ساير في الكثير من الاحيان للتخفيف من التوتر فيما المعارضة تسير في منطق "خذ وطالب" معتمدة سياسة القضم .

ورأى في حديث لبرنامج "بعد الاخبار" عبر MTV ان المعارضة تطالب بايقاف المحكمة الدولية والا فالفتنة والحرب الاهلية والانقلاب السياسي مشددا على ان احدا ليس مستعدا للتخلي عن دم ابنه الشهيد. واذ سأل ما البديل عن المحكمة الدولية ؟ اكد ان المعارضة لا ترضى بأي قضاء وتريد ان تكون الحكم والحكومة والقضاء في الوقت عينه.

ورأى داغر ان احدا في لبنان لم يتّهم حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري والشهداء الا حزب الله نفسه قائلا :"ان مجلة دير شبيغل اتهمت الحزب فهل نوقف المحكمة فصحيفة الاخبار مثلا اتهمت اسرائيل فهل نوقف المحكمة؟". واعتبر ان احدا لا يريد ان يكون فريق لبنان وراء الاغتيال مضيفا:" لا يهمنا ان ندين حزب الله اذا لم يكن الفاعل وانما نريد الحقيقة وسنواجه القرار الظني اذا لم يكن مستندا الى حجج وبراهين واضحة". وشدد داغر على ان المحكمة "سائرة" سواء موّلناها ام لم نموّلها و"صرخنا ام لم نصرخ" وان "هززنا الاصبع" مشيرا الى دعوة الكتائب الى الجلوس معا للتفكير في كيفية مواجهة القرار الظني لافتا الى ان فريق 14 آذار يبادر على الرغم من ان كل الشهداء من صفوفه.

ووصف موضوع شهود الزور بالمضحك لانه لا يمكن التمييز بين الشهود الا عند صدور القرار الظني مؤكدا ان حزب الكتائب يؤيّد محاكمة شهود الزور "ولكن شاهد الزور يجب ان يشهد امام المحكمة التي لم تشكّل حتى الآن" . واشار داغر الى ان هناك قانونا ودستورا يحكم عمل المؤسسات والملفات واصفا مقاربة الوزير ابراهيم نجار حول الشهود الزور بأنها مهنية وقانونية . وقال داغر:" اذا ارادوا القول "ان الذي مات مات ونسينا" فلن نرضى فنحن ككتائب نريد القرار الظني ونقطة على السطر والتهديد والوعيد لا ينفعان ".

ولفت الى ان التنازلات هي التي غيّرت موازين القوى حيث شعر الفريق الآخر انه يستطيع التقدم عليك حتى لو كان خاسرا ملاحظا اننا وصلنا الى وقت لا يمكن تقديم المزيد من التنازلات. ورأى ان الجيش متماسك جدا وهو لا يريد ان يلعب دور المتفرج لان الدولة ستسقط مشددا على ان "اتكالنا اولا على الجيش اللبناني الذي يستطيع تقطيع المرحلة الراهنة ".

واوضح ان ليس المطلوب ان يكون الجيش بمواجهة عسكرية مع المقاومة فدوره ان يمنع انتقال الخلاف السياسي الى خلاف عسكري لكنه اضاف:" نحن مواطنون وسندافع عن انفسنا عند الاعتداء علينا ولكن نختار الجيش اولا " لافتا الى ان حزب الكتائب على تواصل دائم مع قيادة الجيش وهي تعلم واجباتها.

واشار داغر الى ان ثمة اختلافات على مجموعة من الملفات بين الكتائب وسائر قوى 14 آذار ومنها موضوع حزب الله في البيان الوزاري وحقوق الفلسطينيين التي "نرفض ان تكون بداية توطين مقنّع ما يشكل تصفية للقضية الفلسطينية" كاشفا ان حزب الكتائب ادخل تعديلات كثيرة على الورقة الاساسية التي قدمها النائب وليد جنبلاط في ما خص حقوق اللاجئين.

واذ اكد ان لا قائد لاوركسترا قوى 14 آذار، اعلن ان ثمة تحفظات لدى الكتائب على شكل العلاقة مع سوريا في ظل استمرار المجلس الاعلى اللبناني السوري قائلا:" لا نفهم ما معنى العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا فهذه كلمة اعتدنا عليها منذ زمن كما اننا لسنا مستعدين للتنازل في موضوع المفقودين في السجون السورية".

واضاف داغر:"ان تمايزنا عن 14 آذار حاصل في العديد من القضايا ولكن متفقون في القضايا الجوهرية مثل لبنان اولا والمحكمة والوفاق الوطني ولبنان اولا لا يعني ان هناك ثان فالولاء كله للبنان". واكد ان حزب الكتائب ام الصبي وهو يرفض انجرار المسيحيين الى الفتنة وسيبقى يتواصل مع التيار الوطني الحر والمردة لانه يرفض الحقد و رفع البنادق مجددا في المناطق المسيحية . وقال في هذا الاطار:" نختلف مع التيار الوطني في مواضيع جوهرية لكن هذا لا يمنع التواصل في المسائل التي تعنينا وتخصّ المسيحيين " معتبرا ان موضوع حضور ممثل حزب الكتائب اجتماع الامانة العامة لقوى 14 آذار موضوع تفصيلي. وشدد على انه من الصعب تخطي حزب الكتائب الذي يبقى ضمانة وطنية.

وعن زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبنان، قال داغر:"لقد تعاطينا معها بواقعية وكان فيها خطابان، واحد رسمي معتدل وآخر عاطفي وحماسي وكلاسيكي ولا يمثل الموقف الرسمي للدولة اللبنانية". وعن افتتاح حزب الكتائب ندوة العمل البلدي والاختياري، اوضح داغر ان الحجر الاساس لبناء استراتيجية سياسية للكتائب هو بناء اللامركزية الموسعة معتبرا ان النظام معطّل . ولفت الى ان الوحدات الاقليمية التي تقترحها الكتائب قد تعطي وجها جديدا لتعاطي اللبناني مع دولته وختم بالقول:"اننا ذاهبون الى اللامركزية التي تحفظ التعددية بعيدا عن الشعارات ".  

 

نضال طعمة: نجاد أطلق كلمات تتناقض مع التزامات لبنان الدولية ولبننة المقاومة

وطنية - 17/10/2010 استقبل النائب نضال طعمة في دارته في تلعباس الغربي مجموعة شبابية انبثقت من مخيمات الحوار الإسلامي - المسيحي التي كان مولها مجلس كنائس الشرق الأوسط في عكار وتابعت عملها من خلال ندوات ومنشورات توعية تتوجه للشباب في إطار نادي الإعلام في عكار، وناقش معها موضوع الحوار الإسلامي - المسيحي وأهميته في إبراز الصورة الحقيقية للأديان.

وقال: "طغى النقاش السياسي في البلد حول زيارة الرئيس الإيراني لبنان على كل المواضيع. وما تنوع الآراء في تقويم الزيارة إلا تأكيد جديد لميزة المجتمع اللبناني المتمسك بالحرية عنوانا عريضا، تتمايز في ظله الممارسة الديموقراطية لكل الناس. وفي الزيارة نرى تأكيدا لدور الدولة وحضورها، ومع تقديرنا لتخصيص "حزب الله" والجنوب بحصة مميزة من الزيارة، نسجل تحفظات كثيرة على كلمات أطلقها نجاد تتناقض مع التزامات لبنان الدولية ومع لبننة المقاومة. ونرى في الوقت عينه اعترافا بالمراجع الرسمية اللبنانية وتقديرا لها ولدورها". أضاف: "يمكن التوقف بكثير من الإيجابية عند الكلام الذي قاله نجاد عن حرص إيران على السلم الأهلي في لبنان، مخاطبا رئيس الحكومة اللبنانية الشيخ سعد الحريري بما يشكل شبه ضمانة بوأد الفتنة، إذا صحت بعض التقارير الصحافية التي تحدثت عن هذا الموضوع".

وتوقف عند قول الرئيس الحريري "بوجوب أخذ القوانين وقتها في الدراسة والتطبيق، لنرى في ذلك تكريسا لمنطق الجمهورية الذي ينبغي أن يسود بعيدا من البالونات الإعلامية الفارغة التي تتحدث عن استقالته أو تراجعه عن ثوابته الوطنية"، وقال: "إذا عملنا على استثمار إيجابيات الزيارة الإيرانية للبنان، بدءا من الصورة اللبنانية الجامعة التي تجلت في أحضان الشرعية اللبنانية في قصر بعبدا والتي تؤشر بامتياز إلى أنه لا يمكن أن يجتمع اللبنانيون إلا في حمى رئيس البلاد، وفي ظل من منحه الدستور صلاحيات التشريع والتنفيذ. علينا أن نكرس مرجعية الدولة وأن نستثمر الحرص على أفضل العلاقات مع إيران وغيرها، لنترك للعدالة المجال في أخذ مجراها والاقتصاص من القتلة، ولا بديل من إحقاق الحق لضمانة المستقبل الآمن للجميع". وعن المناقشات ونتائج السينودس من أجل الشرق قال: "لا بد من تأكيد نقطتين اثنتين في إطار الحديث عن تمتين الوجود المسيحي في الشرق. الأولى تتلخص برؤية الغرب المسيحي إلى إسرائيل والتحيز الفاضح نحوها وهذا ما قد يضع المشرقيين المسيحيين في خانة الضيوف أو الغرباء أو الدخلاء في نظر شركائهم في الوطن فيما هم من أصل هذه الأرض وهذه المنطقة، وهذا ما يحتم عليهم الشهادة الحية بتجسيد خصوصيتهم وعدم التماهي والتقليد الأعمى للغرب في كل شيء. والثانية تتلخص بإبداء الاحترام المسيحي للمسلمين وعقائدهم واختلافهم، والتعبير عنه في أدبياتهم وسلوكياتهم اليومية. فما برز من مواقف مسيحية في الرد على القس المشبوه الذي كان ينوي حرق القرآن الكريم، هو ظاهرة صحية ينبغي ألا تكون طارئة في الخطاب المسيحي، بل ينبغي أن تكون نهجا يكرس المحبة والإخاء في مختلف الظروف".

 

جنبلاط جال على بعض قرى المتن استكمالا لجهود التهدئة: لعبة الامم اكبر منا واي ثغرة في الصف اللبناني ستدخل عليه وتحرض

عدنا الى الجذور الى القواعد الى الاصول عنيت عدنا الى سوريا

رسالتي اليوم الهدوء ولن يكون هناك فتنة وكل المشاكل تحل بالحوار

اجتماع تاريخي اليوم بين الملك عبدالله والرئيس الاسد وكلنا مع العدالة والاستقرار

وطنية - المتن الاعلى - 17/10/2010 جال رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط اليوم في بعض قرى المتن استكمالا للجولات التي يقوم بها من اجل التهدئة ونبذ الفتنة.

ورافق جنبلاط في جولته الوزير اكرم شهيب، النائب السابق ايمن شقير، وكيل داخلية المتن الاعلى في الحزب التقدمي الاشتراكي هادي ابو الحسن وعدد من قيادات الحزب والمفوضين.

بعلشميه

وكانت محطته الاولى، في بلدة بعلشميه حيث اقيم له استقبال حاشد في قاعة المنتدى الاجتماعي، حضره رئيس البلدية الدكتور شوقي الدنق، عضو القيادة القطرية في حزب البعث اسد سويد، مسؤول منطقة المتن في الحزب الديموقراطي اللبناني طليع ابو فراج، وعن الحزب القومي نهد الدنق، رئيس جهاز التفتيش المالي الدكتور صلاح الدنق، المختار رفعت ابو فراج وحشد كبير من اهالي البلدة واحزابها.

والقت رئيسة المنتدى السيدة عايدة خداج ابو فراج كلمة نوهت فيها بمساعي التهدئة لوأد الفتنة التي يقوم بها جنبلاط.

والقى رئيس البلدية الدنق كلمة اكد فيها صوابية مواقف جنبلاط الذي رد بكلمة شكر فيها الجميع على هذا الاستقبال اليوم "في هذه الصبيحة، في هذا البيت، هذا العمل الجبار الذي جمع جميع اهالي بعلشميه بفئاتها واحزابها وتلوناتها وتفرغاتها كافة، وسنكمل المشوار معا في لبناء هذا البيت"، وامل في ان "نكمل المسيرة ايضا من اجل استكمال بناء كل لبنان على قاعدة الاستقرار والسيادة والعلاقات المميزة مع سوريا والحفاظ على الحق الفلسطيني وحق المقاومة ورفض اي مشاريع استسلام او تسوية".

واضاف: "المرحلة دقيقة. نعم المرحلة دقيقة. لم اكن في الاسابيع الماضية اتكلم في الهواء او من منطلقات غير منطلقات الحرص على الوحدة الوطنية، ولم اكن اتكلم عن مواضيع لم يكن غيري يتكلم عنها، فالنتذكر ان قدوم الرئيس بشار الاسد والملك عبد الله الى بعبدا يرافقه الرئيس سليمان كان من اجل ماذا؟ من اجل درء مخاطر التوتر. ساقول التوتر لن استخدم كلمة فتنة كما يستخدمها غيري كلمة التوتر. ماذا كانوا يقولون محكمة نعم محكمة، لكن قرارا ظنيا يؤدي الى فتنة وتوتر لا هكذا كانوا يقولون واليوم نعول كثيرا على لقاء الرئيس بشار الاسد والملك عبد الله، لان هذا المحور السعودي السوري هو الضمانة للاستقرار في لبنان".

وتابع: "جاءنا بالامس الرئيس الايراني وكانت زيارة جدا موفقة وهذا هو الدعم الاساس عبر المحور السوري من اجل حصانة لبنان. تذكروا جربنا في الماضي المشاريع المنفردة مع اسرائيل. ماذا ولدت؟ دمارا، خرابا، حربا أهلية؟ هناك مقاومة تدافع عن لبنان. كل لبنان مع سوريا ومع ايران نقول نعم، في انتظار ان تحل القضية الفلسطينية اذا ما كان هناك من حل والحلول تبتعد. لكن لمنع انزلاق المقاومة الى الازقة والعدالة الى الازقة هذا هو اللقاء الاساس في المملكة العربية السعودية، واتمنى ان يخرج من هذا اللقاء نتائج ايجابية، وانا اجزم بانه ستخرج نتائج ايجابية، لكن في الاساس كي نتوجه الى المستقبل علينا الحفاظ على هدوء الاعصاب والتشاور مع جميع القوى والاحزاب".

وقال: "لم اقل انني اريد ان احيد الجبل ابدا، اريد ان احيد اذا استطعت مع الجميع، لبنان من التوتر، فقط لا اكثر ولا اقل، اما الباقي فنعتمد على حماية الدولة فقط الدولة، وطريق الشام هي ملك عام وليست ملكا خاصا واذا ما حدثت من حين الى اخر بعض السرقات نعالجها من خلال الدولة. قيل لي ان سيارتين سرقتا من بعلشميه، السارق هو سارق، وقيل لي ان في تلك السرقة كان هناك شريكا درزيا من مكان ما. ولهذا لنتوجه الى الدولة الى مخابرات الجيش وامن الدولة من اجل معالجة هذا الامر، ومن اجل ايضا تثبيت الاستقرار كي ننعم بصيفية جديدة مزدهرة، وان شاء الله في العام المقبل يكون هذا الصرح قد استكمل من اجل اقامة الحفلات والاعراس وندوات فكرية وسياسية. هذه هي رسالتي اليوم والرسالة الاساس الهدوء، وعدم الانفعال بهذه الطريقة نواجه المستقبل شكرا لاهل بعلشميه".

رويسة البلوط

بعد ذلك، توجه جنبلاط والوفد المرافق الى بلدة رويسة البلوط، حيث اقيم لهم استقبال شعبي حاشد شارك فيه رئيس البلدية سامر زيدان، المختار ايمن زيدان، الاحزاب وهيئات المجتمع المدني، فاعليات ثقافية، روحية وحشد كبير من الحضور.

بعد كلمة ترحيب من غسان زيدان القى يوسف زيدان كلمة باسم اهالي البلدة، فقال: "نؤيد مسيرتكم من اجل وحدة الطوائف اللبنانية وتحصين السلم الاهلي لما فيه خير لبنان"

ورد جنبلاط بكلمة قال فيها: "النقطة الاساس انه اليوم وبعد التوترات السابقة وبعد الخلافات السابقة، خرجنا من الافق اللبناني الضيق الذي كاد ان يعزلنا عن المحيط الطبيعي العربي، وبعد الثاني من اب في مؤتمر الحزب عدنا الى الجذور الى القواعد الى التراث والاصول الى العلاقات الطبيعة الى المد العربي الكبير، عنيت عدنا الى سوريا وهذا هو الاساس في التحرك الطبيعي لاي لبناني. هناك البعض لا يريد ان يعترف بهذا الواقع وكم هذا البعض في الماضي كلف لبنان غاليا، وكم البعض اليوم ببعض من تصريحاته لا يرى الافق الواسع لكن نتركه. المهم اننا نحن في الحزب غالب الحزب والطائفية، وهنا ايضا عادت العلاقات الطبيعية مع شتى القيادات الحزبية والسياسية في الصف المعروفي من الرفاق في الحزب القومي الى الحزب الشيوعي الى الامير طلال الى الاستاذ فيصل الداوود والاستاذ وئام وهاب الى غيرهم دون استثناء. نحن جمعة متنوعة لكن نتشاور في القضايا المصيرية، وفي الوقت نفسه ندعو اليوم في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ لبنان، من تاريخ الجبل الى المحافظة على العيش المشترك والتنوع في هذا الجبل ايا كان، وان نحاول ان نعطي رسالة الجبل المتنوع الهادىء المنسجم مع نفسه الى غير مناطق، كون هناك توتر معين في بعض المناطق نتيجة موضوع المحكمة الدولية".

واضاف: "امل في اللقاء التاريخي اليوم بين الرئيس بشار الاسد والملك عبد الله ان تخرج نتائج، وانني اعتقد واجزم بانه ستخرج نتائج ايجابية في النهاية مصلحة الوطن العليا فوق بعض الجراح ايا كانت بعض الجراح صعبة، وعلينا ان نحذر من ان لعبة الامم اكبر منا، فاذا ما رات ثغرة في الصف اللبناني دخلت عليه وحرضت اللبناني ضد اللبناني كما فعلوا منذ العام 1975 الى العام 1991، لذلك علينا ان نتنبه، وان نرص الصفوف ابتداء من رويسة البلوط. اعلم انه في الماضي وقع حادث مؤسف، اتمنى مع الاخوان ومع الحزب القومي ان نصل الى معالجة هادئة تحفظ كرامة الجميع دون استثناء وقيل لي انه اذا صح التعبير شيء ازعج رئيس البلدية انني باسمي وباسم الحزب اقدم الاعتذار لرئيس البلدية لما حدث معه وحتما عرضا، ويبقى هذا الامر بيني وبينه اذا اراد ذلك، ونسير قدما في التفاعل الوطني والسياسي والحزبي لكي نحفظ الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وفي الوقت نفسه وعدت في العام المقبل اذا استطعت وحتما ساستطيع ان ازور الاستاذ اسعد زيدان في الامازون انني ذاهب لازوره هناك، وهو مغترب عربي كبير لم ينس جذوره له مساهمات كبيرة في هذا الحقل، نفتخر به كلبنانيين بانه بقي على اصوله العربية القومية فهنيئا لنا باسعد زيدان".

الهلالية

بعد ذلك، انتقل جنبلاط والوفد المرافق الى بلدة الهلالية، حيث اقيم له استقبال حاشد في القاعة العامة شارك فيه جميع الاهالي والجمعيات والاحزاب. والقى المختار حمزة زيتوني كلمة رحب فيها بجنبلاط، وشكره على الخطوات التي يقوم بها مع كل الشرفاء والمخلصين وتحديدا مع الامير طلال ارسلان ليبقى لبنان واحدا موحدا.

والقى المهندس ناجي زين الدين كلمة اكد فيها تاييد البلدة لمواقف جنبلاط عارضا بعض حاجات البلدة واهمها الطريق.

وقال جنبلاط: "نستطيع ان نقول اليوم وبالتعاون والتفاعل مع جميع القيمين والمسؤولين في لبنان وبخاصة في الجبل وفي مقدمهم الامير طلال والرفاق في الحزب القومي والاستاذ فيصل الداوود والاستاذ وئام وهاب والكل دون استثناء، باننا توصلنا الى حالة راقية جدا من التفاعل والحوار من اجل مصلحة ووحدة الوطن، من اجل اتفاق الطائف من اجل الحفاظ على المقاومة والعلاقات المميزة مع سوريا".

وتابع: "بعد الموقف الذي حير البعض فتحت طريق دمشق والحمد الله لم نعد في حيرة، لان طريق دمشق مفتوحة علينا ان نحافظ على هذا الامر هذا المنجز، بالتاكيد على اتفاق الطائف، وبالتالكيد على اهمية الدولة وعلى اهمية الحوار، حتى ولو وصلت الامور - البعض يسميها فتنة - لن يكون هناك فتنة، فالنقول انه حوار كل المشاكل واكبرها تحل بالحوار، كم تورطنا وورطنا عندما انقسمت البلاد عموديا. واعلم ان الخطابات من هنا وهناك وكذلك التصريحات اوصلت الشباب والفتيات والمجتمع الى هذا الانقسام العمودي الى حالة من الكره. لا بد من التاكيد على الحوار وصفحة السابع من ايار طويت الى الابد الى الابد، لذلك فلنطل على المستقبل في الحوار دون استثناء احد في هذا الجبل المتنوع في العيش المشترك، ونتفرغ لحل المشاكل ومنها المشاكل المعيشية والاجتماعية للقرى الوديعة الفقيرة، الفقيرة ماديا والغنية معنويا كقريتكم. قالوا لي ان هناك مشكلة طريق، فلنحل هذه المشكلة. الحزب ووزارة الاشغال بالتصرف لفتح طريق جديد من اجل اراحة الناس، ولنكمل سويا هذا الصرح الذي اعتبره صرحا للجميع".

العبادية

وفي العبادية، اقيم لجنبلاط استقبال شعبي حاشد في القاعة العامة، حضره الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الدكتور الياس ابو عاصي، رئيس البلدية جوزف ابو عاصي، فاعليات البلدة وجمع غفير من الاهالي بكل اطيافهم الدينية والحزبية.

والقى جوزف ابو عاصي كلمة قال فيها: "اجتمعنا اليوم في العبادية من كل الاهالي الفاعليات البلدية للترحيب بك رسول سلام ومحبة والفة ووئام، نرحب بك يا حامل هم الوطن والمواطنين هم وحدته ومنعته ووحدة اهله وصون عيشهم المشترك".

والقى الشيخ عماد فرج كلمة قال فيها: "عندما اطلقت نداء المصالحة والعودة كانت العبادية السباقة الى ذلك فلم يعد لدينا عائد ومقيم".

ونوه فرج ب"الجهود الجبارة التي يبذلها جنبلاط للتوافق بين القيادات في الداخل ولبناء العيش المشترك وصيانته بكل اخلاص".

والقى النائب جنبلاط كلمة جاء فيها:" لقد اكدت العبادية وخصوصا في انتخابات البلدية بعد ان تمت المصالحة التاريخية مع غبطة البطريرك مار نصرالله صفير عام 2001 في المختارة، اكدت العيش المشترك والتنوع وهذا التنوع حاضر اليوم في الانتخابات البلدية وهذا عرف قبل ان يكون قانونا وأهم من القانون، لذلك اهنئكم بما فعلتموه والى مزيد من الانجازات في المستقبل في العيش المشترك والتنوع ضمن العائلة الواحدة الكبرى العبادية".

أضاف: "يبقى استكمال ملف المهجرين، اعتقد أكرم شهيب موجود ولن يقصر في هذا الموضوع لكي نختم هذا الجرح القديم".

وتابع: "اليوم نحن مقبلون على اجتماع كبير بين الرئيس بشار الاسد والملك عبدالله، صحيح انه اجتماع ضخم ولكن علينا ايضا ان نتابع هذا الاجتماع على الأرض، لاننا لا نستطيع في لبنان لا في الجبل ولا في بيروت ولا في غيرها من الاماكن ان نتخلى عن التنوع والتسامح والحوار في اللحظة التي نحكم فيها الجهل والتعصب والبغيضة في مواجهة بعضنا البعض ينتهي كل شيء، ألم نعتبر مما حدث بنا في الجبل وفي لبنان عندما اندلعت الحرب بذريعة بوسطة عين الرمانة واستمرت تلك الحرب من عام 1975 حتى 1991؟ أعلم انها كلفت الكثير وما من احد خرج من هذه الحرب منتصرا، اياكم وايانا ان نظن بان احدا خرج منتصرا. جميعنا خرجنا اشلاء، اشلاء جرحى مع ايتام ومفقودين مع دمار شامل وكامل، فليعتبروا. بالمستقبل، كلنا مع العدالة ما من احد ابدا لينكر العدالة، ولكن بنفس الوقت كلنا مع الاستقرار. ننتظر جميعا نتائج الاجتماع القيم والاستثنائي في السعودية، ننتظر هذا، ولكن فلنحكم العقل والحوار من اجل مسيرة المستقبل والاجيال الآتية التي لا تريد منا ولا من غيرنا ان نغرقهم مجددا في صراعاتنا الضيقة الصغيرة".

وقال: "اعتقد ان هناك أمل على تلك الوجوه في الفتية والفتيات الموجودين هنا، يريدون أملا واستقرارا وطمأنينة، لا يريدون العودة الى الماضي، كفى، فلنتعلم من الماضي من اجل المستقبل".

شويت

بعد ذلك توجه جنبلاط الى بلدة شويت، المحطة الاخيرة، حيث أقيم استقبال حاشد في قاعة البلدة العامة حضرها الشيخ غاندي مكارم ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ورئيس البلدية وسيم ابو سعيد والاب نقولا كرم وفاعليات البلدة الروحية والاجتماعية والحزبية والاهلية وحشد كبير من المواطنين.

بعد كلمة ترحيبية لمدير فرع الحزب التقدمي في البلدة هاني ابو سعيد، ألقى ابو سعيد كلمة أكد فيها "الاستظلال بمواقف جنبلاط الحكيمة".

وألقى نائب رئيس البلدية ايليا جرجي الخوري كلمة اكد فيها "الصدق والمحبة والتقدير لحكمة جنبلاط ومواقفه واتزان تصرفه لان في ذلك مصلحة عليا في الظرف الراهن لان القلق يعتمر قلوب الناس والخوف على المصير كبير"، وطالب جنبلاط ببعض الخدمات لتحصين العودة.

ورد جنبلاط بكلمة قال فيها: "في ما يتعلق بالمطالب، الوزير اكرم شهيب موجود هنا، ومتى أردتم ان نعقد جلسة معي وبوجود اكرم في بيتي في بيروت في المختارة عنواني معروف اهلا وسهلا بكم للبحث في المطالب التي لا بد من معالجتها لاستكمال ملف المهجرين وتحصين العودة. في ما يتعلق بالعيش المشترك نسير بهدى البطريرك صفير بالمصالحة التي أرساها عام 2001 في المختارة. أرسيناها آنذاك بالمصالحة العامة بين مسلمين ومسيحيين وأتمنى ان يعتبر البعض في غير مناطق مهما كانت المشاكل، واذا كبرت المشاكل في بيروت وغيرها بالنهاية ليس لنا الا بعضنا البعض وان نتكلم مع بعضنا. مهما كانت الصعاب يجب ان نتكلم مع بعضنا والا نترك المجال للدول الكبرى ان تلعب بنا، وكما رأينا افترقنا عن بعضنا البعض منذ عام 1975 حتى عام 1991 وعدنا ورجعنا الى بعضنا".

أضاف: "كنا بغنى عن هذه الفرقة والدمار والشهداء من كل حدب وصوب واليتامى والى آخره. المهم حصلت ودخلت فينا الدول. في الوقت الحاضر، ان شاء الله، في الاجتماع الذي يحصل في السعودية ان يعطي نتائج وانا اصر انه سيعطي نتائج ومصر ايضا ان كبار القوم الشيخ سعد الحريري، السيد حسن، دولة الرئيس بري وغيرهم سيمكنون البلد من ان يجتاز فترة التوتر هذه. فليكن مثال شويت بالعيش المشترك وتجاوز الحساسية والفئوية مثالا لجميع اللبنانيين".

وكان جنبلاط عقد لقاء في خلوة الشيخ محمد صالح العنداري في بعلشميه مع عدد كبير من رجال الدين الدروز أطلعهم فيها على الوضع الحالي في لبنان.

 

لبنان: حان وقت تغيير اتجاه البوصلة

صالح بن محمد الخثلان

الأحد, 17 تشرين الأول 2010

معلوم ما تقوم به المملكة من جهود كبيرة ومتواصلة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الوطن العربي وما تتحمله من أجل ذلك من أعباء كثيرة فهي تخصص لهذا الهدف جزء عزيز من مواردها المالية و الدبلوماسية ولم تتردد في يوم ما عن الوقوف بجانب أي دولة عربية بحاجة للمساعدة لضمان أمنها واستقرارها. بل إن هذا المسعى تجاه استقرار الوطن العربي أصبح مبدأَ ثابتاَ في السياسة الخارجية السعودية، وأساساً لمنطلقاتها نحو الاشقاء العرب دون تمييز. هذا التوجه للمملكة ليس سوى ترجمة لقناعات راسخة لدى الشعب والقيادة منبعها قيم العروبة الاصيلة و الايمان بالمصير المشترك.

ومنذ تأسيسها بذلت المملكة جهوداً متواصلة لنزع فتيل الاضطراب وتقريب وجهات النظر والحيلولة دون تأزيم الخلافات وتصعيدها سواء داخل الدولة الواحدة أو بين الدول العربية، والتاريخ الدبلوماسي للمنطقة يشهد لهذه الجهود السلمية ويوثقها. ومؤكد أن المملكة مستمرة في هذا النهج الثابت في سياستها تجاه كافة الدول العربية، بل إن هذا النهج قد أضيف له عنصر في غاية الاهمية في عهد خادم الحرمين الشريفين ويتمثل في الاهتمام الشخصي من الملك عبدالله حيث اصبحنا نلحظ حضور شخصيته حفظه الله في التحرك السعودي تجاه عدد من القضايا العربية المهمة بكل ما تحمله من مشاعر وقرب شخصي من الحدث وهو ما لاحظه كذلك عدد من القيادات والزعماء الذين يقدرون للملك هذا النفس الشخصي الحاضر بقوة في مواقف المملكة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، رغم ما يفرضه من قيود على مرونة التحرك الدبلوماسي.

وأظننا لا نبالغ إذا قلنا أن لبنان يعد الدولة الأكثر تجسيداَ لهذا الاهتمام السعودي بقضية الاستقرار، فالجهود السعودية متواصلة لم تنقطع أبداً من أجل التقريب بين النخب اللبنانية بما يحافظ على استقرار لبنان ويمنحه بيئة سياسية وامنية تكون ركيزة للانطلاق نحو النمو والرخاء و الازدهار. وليس مؤتمر الطائف في1989 والذي شكل نقلة نوعية في العمل الدبلوماسي العربي ونجح في انهاء الحرب الاهلية في لبنان سوى الحقطة الأبرز في الجهود السعودية المتواصلة حتى اليوم من أجل سلامة لبنان واستقراراه.

لكن وكما هي طبيعة أي نشاط داخلي كان أو خارجي تتطلب مراجعة وتقييم فأظن أن الوقت قد حان للقيام بمراجعة للسياسة الخارجية السعودية بشكل عام، خاصة في ظل التغيرات الاستراتيجية التي شهدها العالم منذ انتهاء الحرب الباردة وانعكاساتها على القيمة الاستراتيجية للمملكة، وكذلك مراجعة التحرك السعودي تجاه بعض الملفات والقضايا الشائكة في المنطقة.

وحيث أن المجال هنا لا يسمح بمراجعة عامة للسياسة الخارجية السعودية التي تتطلب إطار أوسع–عقد مؤتمر على سبيل المثال- فإنني سأقتصر على تقديم رؤية موجزة للتحرك الدبلوماسي السعودي تجاه لبنان خاصة في ظل ما تنشره هذه الأيام بعض وسائل الاعلام اللبنانية من تحامل يصل حد الاساءة للمملكة وتجاهل لمكانتها الاقليمية والدولية، وقد نكون وبدون وعي شاركنا فيه حيث أصبح البعض هناك ينظر إلى المملكة من زاوية الدولة المضمونة مهما تعرضت له من اساءات، فجهودها لن تنقطع للحفاظ على امن لبنان و استقراره. وهذه حقيقة لا جدال فيها، ولكن يجب أن لا نتجاهل أن كيفية التعامل مع هذه "الحقيقة" الثابتة في الدبلوماسية السعودية تؤثر على مكانة وسمعة وتقدير المملكة، فالرياض لا يمكن أن تكون ويجب أن لا تكون "مضمونة" أو حسب التعبير الشعبي "في الجيب".

فنحن إذا تجاوزنا المنطلق الاساسي في تحرك المملكة تجاه لبنان والذي أشرنا اليه أعلاه، فإننا ومن زاوية عقلانية تقوم على حساب دقيق للأرباح والخسائر نجد أن لبنان لا يتمتع بأي قيمة حقيقة من منظور المصالح الاستراتيجية أو حتى التقليدية للمملكة. هذه حقيقة يجب أن تظهر بشكل صريح وواضح. وعلى افتراض أن المملكة تجاهلت لبنان تماماً -وهذا لن يحدث بالطبع- فإن مصالحها لن تتأثر سلباً على الاطلاق، بل إنها ستحقق من العوائد سواء على مستوى الداخل السعودي أو على مستوى العلاقات الخارجية للمملكة ما لا نتوقعه.

فالانشغال بلبنان وصراعات نخبه وطوائفه يستهلك الكثير من الجهد والدبلوماسية السعودية ومعلوم أن الدبلوماسية بشكل عام تتضمن تخصيص جزء من موارد الدولة المادية والمعنوية لصالح قضية معينة. ونحن في المملكة ومنذ الخمسينيات خصصنا الكثير من الجهد والموارد الدبلوماسية لمتابعة مشاكل لبنان وخلافات زعاماته، ما اظنه أصبح يشكل عبء وثقل على الدبلوماسية السعودية على حساب اهتمامها بقضايا أكثر أهمية من لبنان من زاوية استراتيجية تركز على المصالح الوطنية للمملكة.

إن هذه الرؤية الاستراتيجية للعلاقات الخارجية للمملكة وكذلك الأخذ بمعيار حساب الأرباح والخسائر-وهو معيار تستخدمه الدول المهمة- في تقييم السياسة الخارجية السعودية يدعونا اليوم إلى اعادة النظر في الدبلوماسية السعودية تجاه لبنان ووضع هذا الملف في موضعه الصحيح في قائمة الاولويات السعودية، حيث يفترض أن يأتي في مرتبة قريبة من قاع القائمة. فلبنان لا يحمل أي قيمة استراتيجية سواء من حيث موقعه أو موارده أو مكانته الدينية، وهذه المقومات تعد بالطبع أهم العناصر التي تمنح أي بلد قيمة استراتيجية. لبنان لا يتمتع بأي من هذه القيم على الاطلاق، وهذا يعني أن الموارد المخصصة للاهتمام به واعني بذلك الجهد الدبلوماسي السعودي المبذول لا تتناسب مع المردود المتوقع.

إن المرتكزات العامة للسياسة الخارجية السعودية لا تعني تغييب الحساب العقلاني للتحرك الدبلوماسي القائم على جردة دقيقة للأرباح و الخسائر، وقد أصبحنا مؤخراَ نلحظ هذه النزعة في الدبلوماسية المصرية وهو ما يفسر انسحاب هذه الدبلوماسية من عدد من الملفات المزعجة في المنطقة العربية التي لا يأتي من ورائها سوى الخسائر دون أي منافع تذكر. فالدبلوماسية المصرية لم تقلل اهتمامها بهذه الملفات لعجزها، بل جاء ذلك نتيجة وعي وادارك وقرار رشيد قائم على حساب دقيق للأرباح والخسائر المتحققة لمصر.

الجهد الدبلوماسي السعودي يجب أن يتوجه للقضايا الاقليمية والدولية ذات الطابع الاستراتيجي والتي لها آثار مباشرة على المصالح الوطنية للمملكة والمتمثلة في القضية الفلسطينية والأمن في الخليج العربي والاستقرار في اليمن والمصالحة في العراق والبرنامج النووي الإيراني الذي سيغير من التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وكذلك المحافظة على علاقات المملكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة و تطوير الشركات الاستراتيجيات الناشئة مع روسيا و الصين.

البعض قد يقول أن لبنان يكتسب أهمية بالنظر إلى مساعي النفوذ الايرانية ونقول أن جيران لبنان وكذلك تعقيداته الداخلية كفيلة بتحجيم النفوذ الايراني، بل إن إيران لن تستطيع بجميع أذرعتها سواء حزب الله أو غيره من تحقيق أي مكاسب ذات قيمة استراتيجية هناك. علينا أن نطمئن فواقع لبنان السياسي وجواره الإقليمي أعقد من أن يجعله لقمة سائغة لهيمنة إيرانية.

في الختام نقول أن المملكة تعيش اليوم نهضة داخلية تتطلب المزيد من الجهد و التركيز، ولاشك أن الاهتمام الزائد ببعض القضايا الاقليمية وفي مقدمتها لبنان يشغل القيادة ويبدد الطاقات عن هذه الجهود التنموية الكبيرة وكذلك ينعكس سلباً على ما هو أهم في علاقاتنا الخارجية. إن هذه السطور لا تحمل دعوة للتخلي عن لبنان بل لوضعه في حجمه الصحيح وصرف الجهد الدبلوماسي السعودي إلى ما هو أهم