المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 21 تشرين الأول/10

إنجيل القدّيس لوقا 19/11-28

وفيمَا النَّاسُ يَسْمَعُونَ ذلِكَ، أَضَافَ يَسُوعُ هذَا المَثَل، لأَنَّهُ كانَ قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْ أُورَشَليم، وَكانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ سَيَظْهَرُ فَجْأَةً، فَقَال: «رَجُلٌ شَرِيفُ النَّسَبِ ذَهَبَ إِلَى بَلَدٍ بَعِيد، لِيَحْصَلَ عَلى المُلْكِ ثُمَّ يَعُود. فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ، وَأَعْطَاهُم عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ أَي كُلَّ وَاحِدٍ مِئَةَ دِينَار، وَقَال لَهُم: تَاجِرُوا بِهَا حَتَّى أَعُود. لَكِنَّ أَهْلَ بَلَدِهِ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ وَفْدًا قَائِلين: لا نُريدُ أَنْ يَمْلِكَ عَلَيْنا هذَا الرَّجُل. ولَمَّا عَاد، وَقَدْ تَوَلَّى المُلْك، أَمَرَ بِأَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أُولئِكَ العَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الفِضَّة، لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِد. فتَقَدَّمَ الأَوَّلُ وَقال: سَيِّدي، رَبِحَ مَنَاكَ عَشَرَةَ أَمْنَاء. فقَالَ لَهُ: يَا لَكَ عَبْدًا صَالِحًا! لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا في القَليل، كُنْ مُسَلَّطًا عَلَى عَشْرِ مُدُن! وجَاءَ الثَّاني فَقال: سَيِّدي، رَبِحَ مَنَاكَ خَمْسَةَ أَمْنَاء! فقالَ لِهذَا أَيْضًا: وَأَنْتَ كُنْ مُسَلَّطًا عَلَى خَمْسِ مُدُن! وجَاءَ الثَّالِثُ فَقال: سَيِّدي، هُوَذَا مَنَاكَ الَّذي كانَ لي، وَقَدْ وَضَعْتُهُ في مِنْدِيل! فَقَدْ كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ، لأَنَّكَ رَجُلٌ قَاسٍ، تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ، وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ! قالَ لَهُ المَلِك: مِنْ فَمِكَ أَدينُكَ أَيُّها العَبْدُ الشِرِّير.كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَجُلٌ قَاسٍ، آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ، وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ، فَلِمَاذا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى طَاوِلَةِ الصَّيَارِفَة، حَتَّى إِذَا عُدْتُ ٱسْتَرْجَعْتُهَا مَعَ فَائِدَتِهَا. ثُمَّ قَالَ لِلْحَاضِرين: خُذُوا مِنْهُ المَنَا، وَأَعْطُوهُ لِصَاحِبِ الأَمْنَاءِ العَشَرَة. فَقَالُوا لَهُ: يَا سيِّد، لَدَيهِ عَشَرَةُ أَمْنَاء! فَأَجَابَهُم: إِنِّي أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ. أَمَّا أَعْدَائِي أُولئِكَ الَّذينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِم، فَسُوقُوهُم إِلَى هُنَا وٱذْبَحُوهُم قُدَّامي». قالَ يَسُوعُ هذَا وَتَقَدَّمَ صَاعِدًا إِلَى أُورَشَليم.

 

الطائف الايراني... بعد الطائف السوري !

خيرالله خيرالله /ايلاف

هناك بين اللبنانين والعرب من لا يزال يعيش في الاوهام ويطرح اسئلة من نوع هل علينا دعم لبنان ومساعدته بكل الوسائل المتاحة او ما الذي اتى بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى الوطن الصغير في هذه الظروف بالذات؟ يفترض بالذين يعرفون، ولو القليل، عن لبنان والمنطقة الاقتناع مرة اولى واخيرة ان ما يحدث في لبنان انقلاب بكل معنى الكلمة وعلى كل المستويات، انقلاب على لبنان وعلى كلّ ما هو عربي في المنطقة. لا يمكن فصل زيارة الرئيس الايراني بكل ما رافقها من تظاهرات ترمز الى قيام وضع جديد في لبنان عن الانقلاب الذي ينفّذ على دفعات. انه انقلاب على لبنان الذي عرفناه من منطلق ان التوازنات الاقليمية تغيّرت جذريا وان لا بدّ من ان تكون لها انعكاساتها على الشرق الاوسط وعلى الوطن الصغير ومستقبله وطبيعة نظامه وحتى طبيعة التوازنات الداخلية فيه.

 بلغ هذا الانقلاب، الذي يستهدف تحويل اتفاق الطائف من اتفاق كانت تنفذه سوريا على هواها حتى العام 2005، الى اتفاق تتحكم به ايران، ذروته باغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005. بغض النظر عما اذا كانت للنظام السوري علاقة بالجريمة، التي مهدّ لها تمديد ولاية الرئيس اميل لحود ثم محاولة اغتيال الوزير مرون حماده، ام لا، يبقى اهمّ ما في الموضوع ان النظام في ايران باشر عمليا في مرحلة معينة وضع يده على لبنان. يفعل ذلك من منطلق ان ما حصل في العراق نتيجة الاجتياح الاميركي الذي توج بسقوط بغداد في التاسع من نيسان- ابريل 2003، غيّر التوازنات الاقليمية. بات العراق، بقسم منه، جزءا لا يتجزأ من دائرة النفوذ الايرانية الآخذة في الاتساع اقليميا. لماذا يبقى لبنان بعيدا عن النفوذ الايراني المباشر؟ لماذا لا يصبح امتدادا، معترفا به دوليا واقليميا، للمحور الايراني- السوري مع ارجحية واضحة لطهران التي اثبتت انها قادرة، الى حدّ كبير، على التحكم بمصير الوطن الصغير. اظهرت ايران ذلك بالملموس، عندما ملأت الفراغ الامني الذي خلفه الانسحاب العسكري السوري من لبنان. فعلت ذلك بواسطة عناصر الميليشيا المسلحة التي   سمّيت "حزب الله" والتي تعتبر لواء في "الحرس الثوري". ما لبث الحزب ان دخل الحكومة اللبنانية عن طريق وزراء لـه بعدما كان يكتفي بان يكون لديه عدد محدود من الاعضاء في مجلس النواب يتابعون العمل الحكومي.

حدث كل ذلك بعد اغتيال رفيق الحريري واضطرار القوات السورية الى الخروج من لبنان تحت ضغط الاكثرية الساحقة من اللبنانيين، خصوصا اهل السنَة الذين اعتبروا ان اغتيال رفيق الحريري كان اعتداء مباشرا عليهم وعلى كل بيت من بيوتهم من اقصى الجنوب، الى اقصى الشمال.

لم يتوقف الانقلاب الذي تنفذه ايران، انطلاقا مما حققته في العراق، عند هذا الحدّ. فقد اثبتت ايران مرة تلو الاخرى انها صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة في لبنان وانها تمتلك قرار الحرب والسلم فيه. اكدت انها تسيطر فعليا على لبنان بعد حرب صيف العام 2006 . فعلت ذلك بعد الاعتصام الطويل في وسط بيروت الذي كان استكمالا لتلك الحرب الاسرائيلية. وفعلت ذلك بعد اغلاق مجلس النواب بواسطة رئيسه لمنع انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بحد ادنى من الذكاء والوطنية والفهم في السياسة العربية والدولية. وبعد غزوة بيروت والجبل في ايار- مايو من العام 2008 التي اسفرت عن اخضاع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وتدجينه الى ابعد حدود.

وبعد تأمين انتخاب رئيس للجمهورية يقبل بان يكون شاهد زور على ما يتعرض له البلد من دون ان ينبس ببنت شفة.

وبعد رفض القبول بنتائج صناديق الاقتراع في حزيران- يونيو 2009 ومنع سعد الحريري من تشكيل حكومة متماسكة لا ثلث معطلا فيها قادرة على تنفيذ المشاريع التي تضمن حدا ادنى من الرخاء والعيش الكريم للبنانيين، اقله من ناحية تحسين وضع المياه والكهرباء والبنية التحتية.

وبعد الاعلان عن ان السلاح المذهبي هو الحكم بين اللبنانيين وان كل ما عدا ذلك هرطقة وان القوة الدولية في جنوب لبنان ليست في منأى عن التجاذبات الاقليمية والدولية وانها رهينة "الاهالي"، اي عناصر "حزب الله".

 بعد ذلك كله وبعد احداث اخرى بينها الاعتداء على الجيش اللبناني من اجل تعطيل دوره، جاءت زيارة محمود احمدي نجاد لتكرس واقعا جديدا يتمثل في ان لبنان كله رهينة وان لا خيار امامه سوى التخلي عن المحكمة الدولية ودخول حقبة الطائف الايراني... بعد الطائف السوري الذي ساهم في صنعه اشخاص على شاكلة النائب الحالي ميشال عون الذي لا يستطيع ان يكون شيئا آخر غير اداة تستخدم في عملية تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية. الدليل على ذلك دوره في تدمير الطائف الاصلي ذي الغطاء العربي والدولي عندما منع الرئيس رينيه معوض من الوصول الى قصر بعبدا مسهّلا عملية اغتياله...

ما المطروح حاليا؟

مطروح بكل بساطة تغيير الصيغة اللبنانية والانتقال من المناصفة بين المسلمين والمسيحيين الى المثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة مع حق الفيتو تمارسه طهران عبر ممثليها في الحكومة .

مطلوب ان يرضخ لبنان ومعه العرب للاملاءات الايرانية لا اكثر. اوليست ايران هي التي تتحكم بالعراق وبتشكيل حكومة عراقية؟

هل لبنان احسن من العراق؟

ما الذي يمنع ان تكون هناك حكومة عراقية برئاسة الدكتور اياد علاّوي الذي حصلت كتلته على اكبر عدد من النواب في الانتخابات التي جرت في السابع من آذار- مارس الماضي؟

ما الذي يقف حائلا دون تنفيذ ما نص عليه الدستور العراقي الذي يدعو صراحة وبكل وضوح من يكون على راس الكتلة النيابية الاكبر الى تشكيل الحكومة؟

يدفع لبنان ثمن انهيار العراق والخلل الاقليمي نتيجة الاجتياح الاميركي لبلد كان يشكل احدى ركائز النظام الاقليمي.

هناك عملية اعادة رسم لحدود الدول في المنطقة واعادة نظر في التوازنات السياسية على صعيد الشرق الاوسط كله.

تعتقد ايران انها الرابح الاول جراء كل ما حصل وان عليها الحاق لبنان بها، تماما كما حصل بالنسبة الى قسم من العراق. لم يعد هناك نفوذ عربي يذكر في العراق. اقصى ما تستطيع سوريا الحصول عليه، في ظل موازين القوى القائمة حاليا، يمكن ان يكون جائزة ترضية تتمثل في زيارة لدمشق يقوم بها السيد نوري المالكي الذي تعده طهران للعودة الى موقع رئيس الوزراء بموجب دفتر شروط فرضته عليه.

لعلّ اغرب ما في الامر ان لا استيعاب عربيا لاهمية ما يدور في لبنان ولضرورة منع الطائف الايراني.

يدعو بعض الجهلة الى التخلي عن لبنان وتركه لايران بحجة ان اللبنانيين تنكروا للمساعدات العربية التي حصلوا عليها.

يتجاهل هؤلاء ان هذه المساعدات العربية لا تقارن بما وظفته ايران في لبنان وان السؤال المطروح حاليا: من بعد لبنان والعراق؟

هل المشهد الذي نراه في البحرين او اليمن او في هذا البلد العربي او ذاك بعيد عن فصول المسلسل الذي بدأ بالعراق ولبنان؟ لا شيء بعيدا عن لبنان وعما يدور في لبنان. اليوم قبل غد مطلوب ان يفعل العرب شيئا لمنع وضع اليد الايرانية على لبنان عن طريق انقلاب لم يعد ينتظر سوى من يضع فصله الاخير...تحت عنوان اعادة النظر في اتفاق الطائف كي يكون هناك اتفاق جديد، لا علاقة له بالاتفاق الاصلي الذي كان عربيا- دوليا، اتفاق جديد مختلف لا يبصر النور الا بموافقة من طهران وبمشاركتها المباشرة في صياغته !

 

روابط بين "حزب الله" وعصابات تهريب في أميركا اللاتينية

الحياة/كشف تقرير لمركز الأمن القومي الأميركي عن وجود شبكة تعاون بين "حزب الله" اللبناني ومجموعات تهريب مخدرات وعصابات جرمية في أميركا اللاتينية وخصوصاً في كولومبيا وبوليفيا، وأفاد بأن هذا التعاون زاد في السنوات الأخيرة وبسبب علاقة إيران بفنزويلا. وتحدث عن مردود يتخطى الـ12 بليون دولار من عمليات التهريب للنظام الإيراني.

وتحت عنوان "حروب الجرائم: العصابات، الكارتيلات، والأمن القومي الأميركي"، أصدر مركز الأمن القومي الأميركي تقريراً مفصلاً بعمليات التهريب التي تجرى في جنوب القارة. وحذر من تنامي خطورة هذه النشاطات الى درجة يجعل منها اليوم "تهديداً للولايات المتحدة وحكومات غربية". وتحدث التقرير الذي أعده الكولونيل المتقاعد روبرت كيلبرو والباحثة جنيفر برنال، عن "رابط جديد بين الإرهاب والجريمة"، ورصد "دور "حزب الله" وعلاقته بمجموعات أبرزها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) كنموذج فاعل لرابط كهذا".

ونوه بأن "فارك" والتي يقدر عدد عناصرها بسبعة آلاف شخص وهي متمردة على الحكومة الكولومبية، تحصل على 100 مليون دولار من الاتجار بالمخدرات سنوياً، ولفت الى "تعاون بين فارك وحزب الله". وذكر التقرير بعملية "تيتان" التي أنهى المحققون الأميركيون والكولومبيون العمل عليها في تشرين الأول 2008 وتم توقيف 130 عنصراً خلالها ومصادرة 23 مليون دولار و360 كيلوغراماً من المخدرات (معظمها من الكوكايين). ومن بين المعتقلين لبنانيون، وعلى رأسهم كما ذكر التقرير شكري حرب المتهم أيضاً بغسل أموال وإيصال تبرعات الى "حزب الله" عبر شبكة من المسلحين والمهربين تمتد من باناما الى هونغ كونغ. وأفاد التقرير بأن التعاون حصل أيضاً بين "فارك" ومهربين على صلة بـ"القاعدة" في منطقة المغرب.

وخصص التقرير جزءاً "لدور النظام الإيراني" في هذه الشبكات، مشيراً الى أن إيران تهرب ما مقداره 12 بليون دولار في السنة وتحت إشراف ومظلة الحرس الثوري الإيراني. ويشير الى أن إيران "بنت شبكة تسهيلات في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي أكثرها في فنزويلا وفي الإكوادور وبوليفيا ووسط أميركا وبناما". وتهدف الى "تهريب المخدرات والألماس" وتمويل "مجموعات إرهابية" عبر ذلك. ولفت التقرير الى زيادة هذه الأعمال في الفترة الأخيرة، وبسبب العلاقة المتحسنة بين الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والقيادة الإيرانية. وأشار الى أنه بدءاً من آذار 2007 يقوم الطيران الإيراني برحلات الى فنزويلا تتوقف في العاصمة السورية دمشق.

كما أفاد بأنه وفي تشرين الثاني 2008 "اعترضت السلطات التركية 22 شحنة بحرية تزعم نقل "قطع جرارات" متجهة من إيران الى فنزويلا وتضمنت مواد كيماوية لصناعة المتفجرات وأخرى للمختبرات". ولفت الى أن عناصر من "الحرس الثوري يعملون في فنزويلا لإدارة بعض المصانع هناك". ويدعو التقرير الولايات المتحدة الى اتخاذ إجراءات مكثفة للتعاون مع الحكومات الصديقة في أميركا اللاتينية وتقوية مؤسسات المجتمع المدني في أكثر من 14 دولة تعمل فيها هذه الشبكات اليوم، وقطع الطريق على التمدد الإيراني عبر هذه الشبكة في جنوب القارة. وكان تقرير آخر لمؤسسة "راند" الأميركية اتهم قبلاً "حزب الله" بالقيام "بنشاطات تهريب وقرصنة وتزوير في مثلث حدودي في أميركا اللاتينية، تقوده شبكات لبنانية محترفة وتمول الحزب سنوياً بحسب التقرير بما يعادل 20 مليون دولار".

 

المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي تتحرك: منتدى إعلامي دولي يواكب تفجير بوردو

نهارنت/علمت "النهارنت" ان الحركة القضائية والإعلامية المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان شهدت خلال الساعات الماضية تطورات أساسية من شأنها أن توحي بانطلاق التحضيرات الميدانية والتقنية لانطلاقة أعمال المحكمة المنتظرة عمليا بعد صدور القرار الإتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

ففي وقت كانت طائرة تابعة لشركة "إير فرانس" تقلع من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في رحلة عادية مشتركة بالتعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط قبيل الرابعة من بعد ظهر الثلثاء 19 تشرين الأول 2010، حاملة على متنها ستة عشر من رؤساء التحرير ومديري الأخبار ورؤساء الأقسام المحلية والقضائية في أبرز وسائل الإعلام اللبنانية، المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية، للمشاركة في "منتدى إعلامي دولي" يعقد في لاهاي حول المحكمة الخاصة بلبلنان على مدى ثلاثة أيام، بدعوة من المحكمة الخاصة بلبنان وجمعية الصحافيين الأجانب في هولندا، كان مكتب المدعي العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار يعلن عن قيام فريق من الإختصاصيين، في مدينة "بوردو" الفرنسية، بتفجير مشابه للتفجير الذي أودى بحياة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005، بما يسمح للخبراء المعنيين بوضع تقرير يقارب الجوانب التقنية والجنائية لعملية التفجير الاساسية في ضوء ما تم استخلاصه من تفجير "بوردو" بعد أكثر من خمس سنوات.

وينعقد اليوم الأول من المنتدى الإعلامي الدولي في مركز الإعلام التابع للمحكمة الخاصة بلبنان وسط تدابير أمنية مشددة تقضي بمنع إدخال كل الأدوات الإلكترونية من هواتف خلوية، وكاميرات تصوير، ومسجلات صوتية، كما تقضي بمنع التقاط الصور والأفلام داخل مقر المحكمة. لكن القيمين على المؤتمر سمحوا للصحافيين بإدخال "حواسيبهم" وأمنوا لهم خدمة الإنترنت ليتمكنوا من التواصل مع وسائل الإعلام التي يمثلونها.

أما اليوم الثاني من المؤتمر فيشمل زيارتين الى كل من المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، ومحكمة الجزاء الدولية، في ظل التدابير الأمنية ذاتها التي ستطبق في اليوم الأول. وفي اليوم الثالث ينعقد المؤتمر الإعلامي الدولي في المركز الإعلامي التابع لجمعية الصحافيين الأجانب في هولندا.

ويشارك في المنتدى صحافيون من لبنان والعالم. وتتمثل في المؤتمر صحف النهار والسفير والديار والأخبار والحياة والمستقبل والأوريان لوجور والدايلي ستار، والوكالة الوطنية للإعلام، وتلفزيون لبنان، وتلفزيون الجديد، وتلفزيون "أو تي في"، وتلفزيون المستقبل، وإذاعة صوت لبنان، وموقعا نهارنت وناو ليبانون الإلكترونيان. ولوحظ غياب وسائل الإعلام التابعة لحزب الله وحركة أمل على الرغم من أن الدعوة وجهت اليها للمشاركة. غير أن ممثلي هذه الوسائل امتنعوا عن تلبية الدعوة انسجاما مع رفض الجهات السياسية التي يتبعون لها للمحكمة الدولية ومع الإتهامات التي يوجهونها اليها بالتسييس. يذكر أن مجموعة من مراسلي ومندوبي وسائل الإعلام اللبنانية تلقوا دعوة للمشاركة في ورشة عمل حول المحكمة الخاصة بلبنان خلال الأيام القليلة المقبلة. وستكون الورشة ترجمة عملية لآليات التعاون بين مركز الإعلام التابع للمحكمة ووسائل الإعلام اللبنانية والدولية الراغبة في تغطية أعمال المحكمة.

 

بييتون من السراي: المحكمة الدولية يجب ان تنجز مهمتها باستقلالية السفير الفرنسي

وكالات/استقبل الرئيس سعد الحريري في السراي الكبير السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون، الذي قال بعد اللقاء: "التقيت اليوم الرئيس الحريري وكانت مناسبة لكي أجدد التأكيد على عدد من الثوابت بالنسبة للموقف الفرنسي تجاه لبنان، ولا سيما لجهة دعم الاستقرار في لبنان، ودعم استمرار عمل المؤسسات واحترام القانون اللبناني، وبالتأكيد دعم فرنسا للمحكمة الخاصة بلبنان والتي يجب أن تنجز مهمتها باستقلالية". وحول صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما إذا كان سيؤدي إلى اضطرابات على الساحة الداخلية، أجاب بييتون: "لا أستطيع أن أستبق الأمور على هذا الصعيد، ولكن لا بد للبنان أن يستعيد بعض الصفاء، كما يجب أن يسود الحوار والاحترام المتبادل، ويجب أن لا نركز فقط على موضوع المحكمة، فالمحكمة تعمل، ولا نعلم متى ستنهي عملها، ولا نعلم متى سيصدر القرار الاتهامي عنها، والبلد لا يستطيع أن يعيش في حالة دائمة من التوتر بانتظار قرار اتهامي لا أحد يعلم متى سيصدر. لذلك أعتقد أنه لا بد من التراجع قليلا وترك المحكمة تعمل".

 

القائد العام لليونيفيل في لبنان: اليونيفيل سوف تتصدى للتحديات التي تنتظرها

وكالات/أفاد مندوب "nowlebanon.com" أنَّ القائد العام لـ"اليونيفيل في الجنوب الجنرال البرتو أسارتا ترأس إحتفالاً أقامته الكتيبة الأندونيسية بمقرها في عدشيت القصير، جرى خلاله تقليد أوسمة لـ1326 ضابطاً وجندياً من الكتيبة، في حضور ممثلين عن السفارة الأندونيسية في لبنان وضباط من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي واليونيفيل ومخاتير ورؤساء بلديات". الجنرال أسارتا نوه خلال الحفل بـ"دور الكتيبة الأندونيسية في إطار اليونيفيل بالجنوب اللبناني"، لافتاً إلى أنَّ "اليونيفيل والجيش اللبناني يقومان بتنفيذ العديد من الجوانب الرئيسية للقرار 1701، إلا أنَّه لا يزال هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج للإنجاز"، وأكد أنّ "اليونيفيل سوف تتصدى للتحديات التي تنتظرها"، مضيفاً: "غير أنَّ دورنا كقوة حفظ السلام يقتصر على دعم السلام الذي يجب على جميع الأطراف الإلتزام بتعزيزه وفق قواعد القرار 1701"، وجدد إلتزام "اليونيفيل" بـ"تقديم أفضل ما عندها لشعب جنوب لبنان لإرساء السلام والإستقرار في هذه المنطقة". إلى ذلك، قدم الجنرال أسارتا وسام الأمم المتحدة للسلام للكتيبة الأندونيسية عربون تقدير لها لمناسبة العيد الـ 65 للجيش الأندونيسي.

 

"14 آذار": زيارة أحمدي نجاد كانت تفقدّية لقاعدة إيرانية متقدّمة على شاطئ المتوسط

وكالات/اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ان "وقائع الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان الأسبوع الفائت لم تُمكَّن الدولة اللبنانية، صاحبة الدعوة، من أداء واجبها في استقبال الضيف بصورة رسمية لائقة، والمظاهر التي رافقت مراسم الإستقبال في المطار وخارجه، كانت كافية لإظهار مشهد غير مألوف في تاريخ الإستقبالات الرسمية، وبدا كما لو أن الضيف يستقبل نفسَه، وأن الموكب يتحرّك من مطار طهران وليس من مطار بيروت".

الأمانة العامة، وفي بيان صادر بعد إجتماعها الدوري، أضافت: "لقد أسمعنا الضيف، في القصر الجمهوري، خطاب صداقةٍ واحترامٍ لسيادة لبنان، كما سمع من رئيس الجمهورية تمسّك لبنان بالقرار 1701 ومشروع السلام العربي. بعد ساعات قليلة، بادر الرئيس الإيراني إلى نقض كلامه وكلام رئيس جمهوريتنا، من الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان. فقد أعطى لنفسه الحق في ضمّ لبنان إلى "جبهة المقاومة والممانعة التي تقودها إيران" واعتبار هذا البلد الخط الأمامي لتلك الجبهة، كما حدّد لـ "لمقاومة الإسلامية" في لبنان مهمة "تحرير فلسطين" و "تغيير وجه المنطقة " و "إسقاط نظام الإستكبار العالمي"، لذلك فإن مواقف الرئيس الإيراني، خارج بعض اللقاءات الرسمية، لم تكن مواقف زائرٍ لدولةٍ صديقةٍ ومستقلة بمقدار ما كانت توحي  بزيارة تفقدّية لقاعدة إيرانية متقدّمة على شاطئ المتوسط".

ولفت البيان الى ان "هذه الزيارة جاءت لتؤكد صحّة المخاوف التي عبّرت عنها رسالة مفتوحة إلى الرئيس الايراني، نُشرت في الصحف اللبنانية يوم وصوله بتوقيع 250 شخصية لبنانية عاملة في الشأن العام. وقد حذرت تلك الرسالة من خطر نشوء "مسألة شيعية" في لبنان والمنطقة، بفعل التدخُّل الايراني، مؤكدةً أن الشيعة اللبنانيين مكوّن ٌ اصيل وشريك مصيري في وطننا النهائي لجميع ابنائه، وليسوا جزءاً من أي مشروع خارجي". وأوضح ان "قوى 14 آذار تميّز تماماً بين العائلات الروحية اللبنانية التي تشكّل الأركان الأساسية لصيغة العيش اللبناني، وبين بعض الأحزاب السياسية التي تندرج خياراتها في إطار استراتيجية إقليمية ليس للبنان مصلحة ولا قُدرة على السير فيها. وعليه فإن حقيقة الخلاف الداخلي ليست في بعض التفاصيل، الفعلية أو المفتعلة، التي من شأنها ترجيح ميزان القوى لهذا الفريق أو ذاك، بل هي – اي حقيقة الخلاف – بين من يدين بالولاء للبنان، بشروط الدولة اللبنانية السيدة المستقلة وميثاق العيش المشترك، وبين من يدين بالولاء لدولة أخرى بشروط أخرى".

وأكدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار على "مقاربة الملفات الداخلية المطروحة بروح الحوار والتهدئة وفي هذا الصدَد تجدّد تمسُّكَها بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتُثني على جهود معالي وزير العدل من خلال مقاربته القانونية لموضوع ما يسمّى بشهود الزور". ولاحظت "الإرباك الواضح للنائب ميشال عون بعد زيارة الرئيس الإيراني إلى بيروت ومحاولته اليوم التخفيف من هذا الإرباك بإختلاق معارك وهمية تحت عنوان الإصلاح، كما انه يُنَصِّب نفسَهُ منزَّهاً عن الإرتكابات المالية ويتّهم الآخرين بها. وعلى أي حال، هذه مناسبة لدعوته إلى المبادرة إلى رفع السريّة المصرفية عن حساباته وحسابات أفراد عائلته"، مشيرة الى انّ "محاولات عون الفاشلة لنقل المعركة من معركة تثبيت هوية لبنان إلى معركة تخريب العلاقات  المسيحية – الإسلامية والمسيحية – المسيحية، ترتدُّ عليه سلباً وهذا ما يظهر يوماً بعد يوم". وأكِّد أنها باتت "لا تستمع إلى عون وما يقوله عون".

 

علوش: تيار المستقبل والرئيس الحريري لا يمكن أن يقبلا بأية صيغة تنتهي بإضاعة العدالة والحقيقة 

وكالات/جزم عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "إلغاء المحكمة ليس خيارا أو اقتراحا مطروحا، كونه ليس بيد السعودية أو حتى الرئيس الحريري" مستغربا ما يطرح في هذا الخصوص، علما بأن "المحكمة قامت بقرار دولي ولا يمكن أن تلغى إلا بقرار من مجلس الأمن". وشدد علوش لـ"الشرق الأوسط" على أن "تيار المستقبل والرئيس الحريري لا يمكن أن يقبلا بأية صيغة تنتهي بإضاعة العدالة والحقيقة". وأضاف: "الأمور في المدى المنظور صعبة وشديدة التعقيد والدقة، وقد نشهد بعض الأحداث التي تزيد حدة التوتر. ما نعده لهذه المرحلة هو مزيد من الصمود والتمسك بمبادئنا وشعاراتنا التي لن تحيد عن المطالبة بالحقيقة والعدالة". وعن لقاء الحريري بالمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله، قال علوش: "اللقاء قد يؤسس للقاء نصر الله - الحريري، ولكن هذه اللقاءات لن تغير في المضمون، لأن الأزمة ستبقى قائمة، وكل ما ستنتجه سحب حدة التشنج من الشارع اللبناني".

 

سليمـــان بحث المستجدات مــــع نجـار وبقرادونيان

المركزية- يرئس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا عصر اليوم جلسة مجلس الوزراء لمتابعة البنود المطروحة امام المجلس.

وقبيل الجلسة عرض الرئيس سليمان مع وزير العدل ابراهيم نجار للأوضاع العامة وعمل وزارته.

وكان مفوض الحكومة لدى مجلس شورى الدولة القاضي عبد اللطيف الحسيني، وفي حضور الوزير نجار ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، أقسم امام رئيس الجمهورية اليمين القانونية وهنا نصها: "أقسم بالله المعظيم بأن أقوم بمهامي في مكتب مجلس شورى الدولة بكل أمانة وإخلاص وان أحفظ سرية المذاكرة وان أتوخى في جميع أعمالي حسن سير القضاء وكرامته واستقلاله".

وتناول الرئيس سليمان مع كل من النائب آغوب بقرادونيان والوزير السابق كريم بقرادوني التطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية.

 

الوطن" الكويتية: الوضع اللبناني مترجرج بين الحرب والتسوية في انتظار القرار الظني

هل تحرك الاسد في اتجاه السعودية بسبب تبدل في عملية صنع قرار المملكة مع عودة بندر بن سلطان الى واجهـة الادارة السياسية؟

المركزية_ اكدت صحيفة "الوطن" الكويتية ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الرياض طوت اسبوعا زاخرا بالزخم الايراني في لبنان، وفتحت اسبوعا جديدا تعاد خلاله ضبط عقارب التطورات والمؤشرات بحيث تؤمن تسريع الامساك بأوراق التوازن السياسي الذي اختل بسبب هذه الزيارة التي جعلت الادارة الاوبامية تسرع الى تغيير جدول اعمال مبعوثها مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الذي كان في الرياض وارساله على جناح السرعة الى بيروت.

وقالت ان فيلتمان العارف بخفايا وكواليس السياسة اللبنانية وتداخلاتها الاقليمية وهو امر اكتسبه خلال عمله سفيرا لبلاده في لبنان في لحظات فارقة وحاسمة اراد وسعى من اجل اعادة التوازن الاقليمي الذي اهتز على وقع الحوافر الايرانية التي اوحت بأن هذا البلد المتعدد الاعراق والاديان تحول الى "ولاية ايرانية".

وشددت الصحيفة على ان القمة الثنائية الجديدة التي جمعت الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الاسد بددت مخاوف كثيرة طافت في بحرالاحداث اللبنانية خلال الاسبوع الفائت وهواجس من تخلي دمشق عن التزاماتها التي تعهدت بها في القمة الثلاثية في بيروت في تموز الماضي، لتدفع الى الامام استمرارية هذا التفاهم، عبر التأكيد ان لبنان لايزال يحظى في خطوط حمر رسمتها شبكة أمان معادلة "س.س" التي ينبغي ان تمنع انفلات الاوضاع الامنية ودخولها المنطقة المظلمة.

واعتبرت ان ما اراد بشار الاسد عمله في هذه الزيارة هو "اعادة ترتيب شؤون المظلة السورية – السعودية، بعدما بدا انها قابلة للاختراق، بل الاحتراق، مع تقدم طهران خطوة كادت تكشف وهن وهشاشة هذه المظلة". ولكن الامر الذي لا يزال غامضا هو ما اذا كان تحرك الاسد السريع في اتجاه السعودية يعود الى تبدل ذي دلالة كبيرة حصل في عملية صنع القرار السعودي مع عودة مستشار الامن القومي بندر بن سلطان الى واجهة الادارة السياسية في المملكة، وهي رسالة تحمل مؤشرات مهمة خصوصا وان عملية ابعاد هذا الامير جرت حينما انطلق قطار التفاهم السعودي – السوري قبل نحو سنتين تقريبا، وبالتالي بداية مرحلة انتهاج مسار جديد متشدد في العلاقة مع سوريا، من دون نسيان ان الاسد تسلم عبر انقرة رسائل أميركية عنوانها "التوازن الاقليمي خط احمر" ورسالة اخرى من واشنطن عبر هوف نائب المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل تحذره من ان دمشق ستتحمل مسؤولية وتبعات اي حرب او انقلاب يقوده حزب الله ضد الشرعية اللبنانية، وهو ما كانت ذكرته "الوطن" نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية قبل ايام.

ولعل ما اثار الانتباه في اتصالات ومشاورات فيلتمان البيروتية هو اقتصارها على ممثلي قوى الوسط في الساحة السياسية رئيس الجمهورية سليمان والزعيم الدرزي جنبلاط اللذين سمعا منه قولا واضحا لا لبس فيه عن تمسك واشنطن بـ"المحكمة الدولية" ورفض اي محاولة لتقويض التوازن الداخلي، ووضعه الرئيس اللبناني الذي راقب اهتزاز موقعه على ايقاع متغيرات رافقت زيارة نجاد تعكس رمي البلد بالكامل في حضن اقليمي مواجه لآخر منافس، امام مسؤوليته كرئيس وفاقي.

وختمت "الوطن": تبقى الاوضاع اللبنانية مترجرجة بين الحرب والتسوية في انتظار صدور القرار الظني الذي لا بد لحزب الله من التسليم بأمره وبما يتضمنه او يفرضه، لان مطالبته الحريري باعتباره ولي الدم بالاعلان عن ان المحكمة مسيسة وأنه يريد الاستغناء عنها قبل صدور القرار الظني هو في رأي المقربين من الحريري "ليس فقط انتحارا سياسيا" بل و"ضربا من الجنون" و"تدميرا كاملا لمشروع والده وهوبناء الدولة".

 

"الوطن" السورية: جعجع يشوش وموقف مستغرب لـ"المستقبل" يناقض الحريري

المركزية_ اعتبرت صحيفة "الوطن" السورية أن أكثر من فريق محلي جهد في الساعات الأخيرة للاطلاع على الشق اللبناني من القمة السورية - السعودية الأخيرة، لكن المعلومات ظلت شحيحة في حين ساد عند قوى الموالاة وتحديداً تيار "المستقبل" إرباك واضح في التعامل مع الأسئلة الإعلامية عن القمة، إذ إن معظم من اتصل بقيادة هذا التيار لمعرفة ما حصل اصطدم بجدار من السرية والتحفظ. وقالت ان وسط هذا المناخ المريح نسبيا، أطلّ رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع للتشويش، على جري المهمة المكلف إياها، فأسف لـ"الأهمية التي أولتها وسائل الإعلام ورجال السياسة في لبنان للقمة السعودية السورية، على اعتبار أن الملف اللبناني هو شأن داخلي، ومواقفنا واضحة من كل الأمور أياً تكن الدول المجتمعة، فمواقفنا مبنية على قناعات وأسس ثابتة وواضحة"، لافتاً إلى أنه «في نهاية المطاف حان الوقت لتكون الشؤون اللبنانية ومسار السياسة الداخلية محددة فقط من قبل الفرقاء الداخليين اللبنانيين، ولكن للأسف قسم كبير منهم مرتبط خارج لبنان". وزعم جعجع أن "ما انتهت إليه القمة السعودية السورية في ما يتعلق بلبنان هو لا شيء، باعتبار أن مواقف الفرقاء محددة بشكل واضح حول المحكمة الدولية وكل الأمور المتعلقة بها"! تزامناً، برز موقف عن كتلة "المستقبل" النيابية وصفه المراقبون بالمستغرب نظرا إلى أنه جاء من خارج السياق العام التهدوي ويناقض تماماً اعتراف رئيس الحكومة سعد الحريري بمدى الضرر الذي تسبب به شهود الزور.

 

رغبة ايرانية سورية سرّعت وصول بري الى دمشق حزب الله يغلب الطابع السياسي علــــى الامنـي والديني في حراكه عملا بنصيحة الرئيس الايرانــي

المركزية – تراقب الاوساط الديبلوماسية والسياسية في لبنان على حد سواء منحى الامور والمسار الذي ستسلكه هذه الايام في محاولة لاستطلاع النتائج العملية التي اسفرت عنها زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان. وتتركز الانظار في هذا المجال على المواقف التي يتخذها حزب الله ويطلقها اركانه من شتى المواضيع المطروحة على الساحة من اجل تبيان العناوين الرئيسية لما طرحه الرئيس نجاد في اللقاءات والمحادثات التي اجراها مع القيادات خصوصا مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبعض قوى فريق الثامن من آذار التي التقاها على فطور صباحي. وتكشف المعلومات المستقاة من اوساط سياسية مطلعة عن ان الرئيس الايراني نصح السيد نصرالله وقيادة حزب الله بتغليب الجانب السياسي على الجانبين الامني والديني في اي نشاط سياسي واعلامي سيمارس من اليوم وصاعداً. وان يصار الى ابعاد المسؤولين الامينين عن كل نشاط معلن اضافة الى التقليل قدر الامكان من التعاطي السياسي لرجال الدين ومن القائهم الخطابات "الرنانة والطنانة" وان يتم في المقابل التركيز على الجانب السياسي من نشاط الحزب وان يعطي الدور الاكبر في الموضوع لكتلة الوفاء للمقاومة ونواب الحزب.

وتضيف: ان حزب الله سارع الى الاخذ بالنصيحة وباشر العمل بموجبها فدفع برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى الواجهة وطلب من نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم ومن مسؤول منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق ومن سواهما من رجال الدين القادة والمسؤولين في الحزب التراجع من الواجهة السياسية والاعلامية الى الصفوف الخلفية والتخفف من النشاط العلني. كذلك عمد الحزب وفق الاوساط الى تقليص النشاط السياسي العلني على الاقل لمسؤول الارتباط والتنسيق الامني وفيق وصفا ولسواه ايضا من الامنيين المعروفين الذين كان اوكل اليهم بعض المهام والملفات السياسية. وتلفت المعلومات هنا ومن قبيل التأكيد الى الدور المتصاعد والنشاط المتعاظم لرئيس الكتلة النائب رعد الذي زار وبعد زيارة الرئيس نجاد للبنان وفي اقل من اسبوع كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس السابق اميل لحود والرئيس عمر كرامي والتقى كتلة نواب الارمن. وتشير الى تلاقي النصيحة الايرانية لحزب الله بتغليب الطابع السياسي على الامني مع رغبة سورية كانت ابلغتها دمشق الى بعض قادة المقاومة الذين قصدوا "الشام" في الآونة الاخيرة. وتضيف المعلومات، حسب الاوساط ان التقاطع بين النصيحة الايرانية والرغبة السورية في ابراز الطابع السياسي لحزب الله والمقاومة هو الذي سرع وصول رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى دمشق وقضى بالتوافق على دعم الحراك السياسي لرئيس المجلس ولرئيس اللقاء الديموقراطي رئيس التقدمي النائب وليد جنبلاط سواء في نشاطهما كل من موقعه او من حيث سعيهما المشترك الى قوى ثالثة جامعة او فريق وسطي تشجع دمشق وطهران على قيامه لعلمهما ان القيادات التي ستنضم اليه لن تناصبها العداء انما ستكون من المؤيدة لتوجههما السياسي.

 

عودة الحرارة الى خط بيروت دمشق وبيت الوسط الضاحيـة وحديث عـن لقاء قريب جـدا بين الحريـري ونصــر الله

بري التقى الاسد لمزيد من تبريد الاجواء وجلسة هادئة عصرا

المركزية_ تنحّت الخلافات جانبا، اقله في الظاهر، وساد الهدوء والترقب في انتظار تكشف المزيد من معطيات القمة السعودية - السورية ونتائج محادثات رئيس مجلس النواب نبيه بري في دمشق اليوم ومسار العلاقة المتجددة بين بيت الوسط - الضاحية في ضوء اجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري الى المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل والذي فتح الباب على مصراعيه امام لقاء الحريري ونصر الله.

نصر الله ـ الحريري: وفي معلومات لـ"المركزية" من مصادر واسعة الاطلاع ان لقاء الرجلين بات قريبا جدا وربما في غضون الساعات القليلة المقبلة وادرجت المصادر هذه الخطوة في اطار مفاعيل زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والتوجه السعودي - السوري - الايراني - التركي الضاغط في اتجاه التهدئة وتجنيب لبنان الفتنة.

ويأتي اللقاء الموعود بعد سلسلة احداث شهدها لبنان والمنطقة لا سيما زيارة الرئيس نجاد وقمة الرياض والزيارة الاخيرة للرئيس الحريري الى السعودية وقبلها دمشق وفق "شروط" أشارت اليها كتلة "المستقبل" وسيكون اللقاء بمثابة استكمال للاجواء الاقليمية واكدت المصادر ان حصوله هو في حد ذاته امر ايجابي اذا سيكرس اجواء التهدئة، وليس شرطا ان يكون حاسما لكن المهم التقدم خطوة فخطوتين الى الامام نحو الحل.

وكان عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري اكد ان اللقاء بين الحريري والخليل امس "لن يكون الاخير"، مشددا على ضرورة الإعداد الجيد لأي لقاء يجمع الحريري ونصر الله.

بري في دمشق: وعلى خط التحركات الهادفة لتبريد الاجواء والوقوف على المستجدات المحلية والاقليمية جاءت زيارة الرئيس بري دمشق اليوم ولقاؤه الرئيس السوري بشار الاسد حيث جرى البحث في الاوضاع الراهنة في المنطقة وعلى الساحة الداخلية اللبنانية ، وتطرقت المحادثات الى المحكمة الدولية وموضوع شهود الزور، و"الجهود التي تبذل للتوصل إلى حلول لما يعترض لبنان من مشاكل تهدد أمنه واستقراره". واطلع الرئيس الاسد الرئيس بري على نتائج قمة الرياض. وأعرب بري "عن تقديره لكل ما تقوم به سوريا لصيانة استقرار لبنان ولحرصها على إقامة أفضل العلاقات معه"، مؤكدا ان التمحور حول الجسر السوري ـ السعودي يبقى خشبة الخلاص والصمود والثبات وعلى اللبنانيين ان ينصروا أنفسهم بوحدتهم وتكاتفهم وتعاونهم على حل أي أمر بمؤازرة أشقائهم".

والتقى الرئيس بري ايضا في دمشق رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا .

جلسة هادئة: في غضون ذلك ، سجلت بورصة الاتصالات الداخلية والخارجية ارتفاعا بهدف ايجاد مخرج ما للازمة، وعلى وقع الاجواء التبريدية تشخص الانظار الى بعبدا بعد ظهر اليوم وما سيرشح عن جلسة مجلس الوزراء من اجواء ومقررات لا سيما في ملف شهود الزور وسط اشارات عدة تنبىْ باستبعاد خيار اللجوء الى التصويت وتأجيل بت هذا الملف. علما ان كل الدلائل تشير الى انها ستكون جلسة هادئة بكل ما للكلمة من معنى بعد نجاح مساعي اطراف داخليين في نزع فتيل التفجير.

وتوقفت مصادر في المعارضة عند التمايز في موقف الرئيس الحريري ومواقف نواب المستقبل وبعض حلفائه في موضوع شهود الزور.

وذكر مصدر في المعارضة لـ"المركزية" ان وزراء 8 آذار فوضوا رئيس مجلس النواب نبيه بري ادارة هذا الملف تحت سقف احالته على المجلس العدلي.

وفي السياق نفسه اكد وزير في 8 آذار لـ"المركزية" تمسك المعارضة ببت هذا الملف واحالته على المجلس العدلي لكنه اشار الى ان اذا كان المطلوب اعطاء وقت في سبيل مسعى ما وايجاد مناخات للتوصل الى تفاهم فلن نمانع في اعطاء فرصة.

وقبل ساعات قليلة من جلسة مجلس الوزراء وفي جولة اتصالات اجرتها "المركزية" تبين ان هناك اجماعا على ثلاثة عناوين اساسية:

اولا: ان كل من طرفي الصراع سيؤكد على موقفه من موضوع احالة ملف "شهود الزور" الى المجلسس العدلي او الى القضاء العادي، فيما برز كلام واضح وصريح لوزير العدل ابرهيم نجار بعدم صلاحية المجلس العدلي للنظر في هذا الملف.

ثانيا: لن تكون جلسة اليوم هي النهائية في هذا الموضوع ذلك ان معظم الوزراء في انتظار التوصل الى صيغة - مخرج ويرى وزراء 8 آذار ان زيارة الرئيس بري لدمشق ستصب في هذا الاتجاه ولن يكون هناك اي مخرج قبل ان يتشاور مع الرئيس سليمان في هذا الموضوع.

ثالثا: سيؤكد وزراء الطرفين في الجلسة اليوم على موقفهم من هذا الموضوع وسيرفع الرئيس سليمان البحث فيه الى الجلسة التي تلي عودته من سويسرا.

دعم فرنسي: وفي اطار المواقف الدولية اكدت فرنسا على لسان سفيرها في لبنان دوني بييتون دعم فرنسا للمحكمة الخاصة بلبنان والتي يجب أن تنجز مهمتها باستقلالية.

وحول صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما إذا كان سيؤدي إلى اضطرابات على الساحة الداخلية، أجاب بييتون: "لا أستطيع أن أستبق الأمور على هذا الصعيد، ولكن لا بد للبنان أن يستعيد بعض الصفاء، كما يجب أن يسود الحوار والاحترام المتبادل، ويجب أن لا نركز فقط على موضوع المحكمة، فالمحكمة تعمل، ولا نعلم متى ستنهي عملها، ولا نعلم متى سيصدر القرار الاتهامي عنها، والبلد لا يستطيع أن يعيش في حالة دائمة من التوتر بانتظار قرار اتهامي لا أحد يعلم متى سيصدر. لذلك أعتقد أنه لا بد من التراجع قليلا وترك المحكمة تعمل".

العسيري في الرابية: في الموازاة، واصل السفير السعودي علي عواض العسيري جولاته على عدد من المسؤولين اللبنانيين ومحطته اليوم كانت في الرابية حيث زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون معبّرا عن تقدير بلاده لمواقفه وآسفا "لبعض الأجواء الإعلامية التي تشحن النفوس وتغذي الطائفية والمذهبية".

 

القــــادري: ليحترم حزب الله شهداءنا لا مساومة على المحكمة في أي قمة عربية

المركزية - شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري على ان "تحقيق العدالة هو الذي يثبت الاستقرار"، متمنياً على "حزب الله احترام شهداء الفريق الآخر كما يحترم شهداءه".

وأكد في حديث الى "أخبار المستقبل" أن "المرجعية الوحيدة في موضوع الاغتيالات هي المحكمة الدولية"، أملا في "عدم التعدي على صلاحيات القضاء وخلط السياسي بالقانوني"، نافيا أن "يكون شهود الزور من صلب الجرائم التي هي من اختصاص المجلس العدلي".

وأشار إلى أن سبب زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لسوريا "هو سعيه الدائم الى تقريب وجهات النظر وخصوصاً بعد القمة السورية – السعودية في الرياض"، مشددا على ان "العلاقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس السوري بشار الأسد لا تزال قائمة وهي مبنية على مبدأ الندية من دولة الى دولة". وأوضح ان "العمل جار للحفاظ على العلاقات العربية – العربية والطائف وتأكيد العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في لبنان والاستمرار بالحوار بين بعضنا البعض والعمل لمصلحة البلد"، معتبرا أن "القمة السورية – السعودية الأخيرة في الرياض أعادت الزخم إلى القمة الثلاثية التي عقدت في لبنان"، مؤكداً ان "سقفنا العدالة والاستقرار في البلد". وشدد القادري على ان "لا مجال للمساومة على المحكمة الدولية في أي قمة عربية"، آملا في أن "تستكمل المحكمة الدولية عملها وتستمر التحقيقات لنصل في النهاية إلى العدالة لأن تحقيق العدالة هو الذي يثبت الاستقرار". وانتقد خطاب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "العالي النبرة والمليء بالصخب والضجيج على رغم تصريحات حلفائه في حزب الله وتيار المردة التي تطالب بالهدوء والتهدئة"، لافتا إلى أن "الادعاءات الفارغة والتصريحات وفقاقيع الصابون التي أدلى بها جميل السيد تم دحضها". وأمل من "حزب الله" "ألا يقلل من قيمة شهداء الفريق الآخر الذين استشهدوا كرمى لسيادة واستقلال لبنان، وان يحترمهم كما يحترم شهداءه"، موضحا ان "اللبنانيين هم من يوقفون الفتنة وهم الذين يسمحون لها بأن تتغلغل في البلد، وهذا ما يؤكد عليه الرئيس الحريري".

 

الأحدب: لينفتح حزب الله على الفريق الآخر ولنراهن على لبنان الى جـانب الـ"س.س"

المركزية - اعتبر النائب السابق مصباح الأحدب أن "الدولة اللبنانية تعاني حال شلل، وتعيش حال التباس، لأن الأمور لا تطرح بوضوح، ما أدى للوصول إلى هذه مرحلة صعبة"، لافتا في مداخلة متلفزة إلى أن كل محاولات تأجيل صدور القرار الظني لم تؤد إلى نتيجة، كما أن محاولات الغاء المحكمة الدولية لم تنفع أيضاً"، مؤكداً أن "المعركة على المحكمة الدولية هي معركة خاطئة". ودعا حزب الله الى "الانفتاح على الفريق الآخر، وعدم اعتبار القرار الظني مؤامرة من ذلك الفريق ضده"، رافضا "استباق القرار الظني". وشدد على أهمية "التواصل بين تيار المستقبل وحزب الله"، آملا "الوصول الى حوار جدي بينهما". وأشار إلى أن "الأفرقاء يراهنون على السين- سين، ولكن يجب الرهان على لبنان أيضاً".

 

ماروني: الحريري يمثل الحل في البلد لو زار فيلتمان سوريا لاعتبروه بطلا

المركزية - أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني أن "رئيس الحكومة سعد الحريري يمثل الحل في هذا البلد، وأن المحكمة الدولية ستستمر حتى لو حصل تغيير حكومي"، مشيرا الى ان "الحريري هو الأقوى في الشارع السني ولا يزال حلفاؤه متمسكون به". وقال في حديث إذاعي: "المشكلة الراهنة تكمن في ان هناك فريقا يريد احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي بما يخالف القانون، وآخر يريد تنفيذ تقرير وزير العدل ابراهيم نجار الذي يعتبره الباب القانوني لمعالجة هذا الموضوع"، لافتا الى أن "المسؤولين اللبنانيين، عند الاستحقاق، يهربون من العلاج الضروري والفعال الى العلاج الآني والتهدئة التي لا تؤدي الى اي نتيجة". وعن مذكرات التوقيف السورية، سأل: "كيف يمكن لرئيس حكومة ان يتصرف تجاه مذكرات توقيف موجهة لكل فريق عمله النيابي والقضائي والامني والاداري؟، وهل يريدون منه ان يذهب وحده الى دمشق؟، وهل ساعدت سوريا قوى 14 آذار لفتح صفحة جديدة معها ام بقيت على مواقفها؟". الى ذلك، استغرب ماروني كلام النائب ميشال عون عن ان التصادم في الشارع ضروري للاصلاح والتغيير، سائلا: "هل القتل والحقد هو الذي يصلح البلد؟". ولفت الى ان "عون قد يكون لديه طريقة عجائبية للتغيير والاصلاح"، مشددا على أن "الرئيس الحريري لم يعد قادرا على تقديم شيء لفريق 8 آذار لأنه قدم الكثير ولم يقابل بالايجابية، داعيا "الرئيس الحريري الى العودة الى الاسس والمبادئ التي قامت عليها ثورة الارز". ولفت الى ان "المواقف التي صدرت عن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان واضحة وليست جديدة"، قائلا: "لو زار فيلتمان سوريا، لاعتبره فريق 8 آذار بطلا من الابطال، أما اذا التقى بقيادات 14 آذار يصبح من الخائنين". وذكر ماروني بأن "التواصل السوري ـ الاميركي متواصل، وقد رأينا عددا من اللقاءات تحصل بين القيادات من الطرفين"، نافيا ان "يكون سجعان القزي زار دمشق منذ يومين، وفي الوقت الذي كانت تصدر فيه هذه الاخبار، كنا مجتمعين مع قزي في البيت المركزي وكنا نضحك عليها".

 

"الوفاء للمقاومة": زيارة أحمدي نجاد أكدت أنَّ للبنان صديقاً إقليمياً قوياً 

وكالات/إعتبرت كتلة "الوفاء للمقاومة" أنَّ زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد "أكدت عملياً التضامن والدعم الرسمي والشعبي الإيراني لحق لبنان دولة وشعباً في الاستقرار والقدرة على مواجهة الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية، والحرص على تعزيز الوحدة الوطنية وتعميق روح التفاهم الإيجابي بين اللبنانيين، فضلاً عن الدعم الإقتصادي والإنمائي للمساهمة في معالجة مشاكل البنى التحتية سواء في مجال الطاقة والكهرباء أو في مجال السدود أو في مجال إعادة الإعمار."

ووعقب إجتمعها الأسبوعي توقفت الكتلة في بيان "عند الأبعاد الاستراتيجية للزيارة والإنطباعات الصادقة التي استطاع الرئيس أحمدي نجاد أن يرسمها في أذهان الشعب اللبناني عموماً والقوى السياسية على اختلافها خصوصاً، وأكد من خلالها أنَّ للبنان صديقاً إقليمياً قوياً وفاعلاً يستطيع أن يراهن على صداقته ودعمه في مختلف المجالات".

من جهة ثانية، شجبت الكتلة "التحريض الأميركي على الإنقسام بين اللبنانيين تحت ستار الترويج لما يسمّى بالعدالة الدولية، والإصرار على تبنّي السياسات العدوانية والمصالح الإسرائيلية على حساب استقرار لبنان ووحدة شعبه". هذا، ثم وجدت الكتلة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تنفيذ القرار الدولي رقم 1559 "إنحيازاً فاضحاً للعدو الصهيوني وتملّقاً لإرهابه وانتهاكاته الصارخة للقرارات الدولية وتحاملاً ظالماً وماكراً على المقاومة و"حزب الله" لتضليل الشعوب والدول، وتمويهاً للحقائق عن عنصرية الصهاينة الإسرائيليين وخطرهم على استقرار المنطقة ولبنان، فضلاً عن خطرهم على فلسطين وشعبها". إلى ذلك، أوضح البيان أنَّ "الكتلة تابعت باهتمام الحراك الإيجابي محلياً وإقليمياً، من أجل تعطيل فتيل التوتر الذي يتهدد لبنان فعلاً جراء استهداف المقاومة عبر اتهامات ظالمة ومفبركة، فشدّدت على ضرورة تحمّل المسؤولية الوطنية في التصدي لهذا الاستهداف المرفوض والابتزاز الخطير".

ورأت الكتلة في هذا السياق أنَّ "المدخل الطبيعي لتلمّس الحقيقة وقطع دابر التحريض والتوتير بين اللبنانيين، هو إحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي لمحاكمتهم ومعرفة من صنّعهم واستخدمهم وموّلهم وحماهم". واعتبرت "الوفاء للمقاومة" أنَّ "خيار التعاطي الدبلوماسي مع العدو الصهيوني قد ثبت عقمه وعدم جدواه، وجدّدت الدعوة للتمسّك بخيار الصمود والمقاومة سبيلاً وحيداً لتحرير الأرض واستعادة السيادة والكرامة وانتزاع الحقوق". وفي الشأن الإجتماعي، دعت "الحكومة اللبنانية للإسراع في اتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لمواجهة موجة غلاء الأسعار التي تجتاح الأسواق، وخصوصاً المواد الغذائية وتخفيف أعباء الضغط المعيشي على المواطنين".

 

بري بعد لقائه الأسد: الجسر السعودي السوري هو خشبة الخلاص

نهارنت/أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد بدمشق أن التمحور حول الجسر السعودي السوري يبفى خشبة الخلاص والصمود والثبات مشيرا ً إلى أنه على اللبنانيين أن ينصروا أنفسهم بوحدتهم وتكاتفهم وتعاونهم على حل أي أمر بمؤازرة أشقائهم. كما أشار بري إلى أنه تناول مع الرئيس السوري المحاور اللبنانية والفلسطينية والعراقية. هذا وكان قد بحث الأسد مع بري خلال استقباله له ظهر اليوم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآخر تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية والجهود التي تبذل للتوصل إلى حلول لما يعترض لبنان من مشاكل تهدد أمنه واستقراره . وأعرب بري عن تقديره لكل ما تقوم به سورية لصيانة استقرار لبنان ولحرصها على إقامة أفضل العلاقات معه وفق ما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا". كما تناول اللقاء المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية وخصوصا مايحدث في العراق وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة

وتأتي زيارة بري في سياق الزيارات التي قام بها عدد من السياسيين والمسؤولين اللبنانيين إلى سورية خلال الفترة الماضية لتعزيز مسيرة الوفاق بين اللبنانيين.

وكان الرئيس الأسد استعرض مع بري في الثلاثين من تموز الماضي في بيروت التطورات الإيجابية للعلاقات السورية اللبنانية وأهمية البناء على ما تم إنجازه بين البلدين لتعزيز علاقاتهما. وكانت أفادت صحيفة "النهار" قد أفادت ان الزيارة التي سيقوم بها الرئيس بري لدمشق اليوم، متفق عليها ومرتّبة – منذ أكثر من أسبوع، وهي تدخل في اطار جولة أراد رئيس المجلس القيام بها على دمشق والرياض قبل أن يزور باريس أواخر هذا الشهر. وقال الرئيس بري لصحيفة "السفير" ان زيارته الى دمشق اليوم تندرج في سياق البحث في الوضع اللبناني الراهن وكيفية حماية الاستقرار الداخلي وإيجاد المخارج المناسبة للازمة الحالية، كما سيتناول النقاش الوضع العربي، خصوصا على الساحتين العراقية والفلسطينية، مشددا على وجوب عدم الربط بين الجهود المبذولة لمعالجة محاذير القرار الظني والمحكمة الدولية وبين تعقيدات الملف العراقي. ويستأنف مجلس الوزراء اليوم مناقشة ملف شهود الزور في جلسة تعقد برئاسة الرئيس ميشال سليمان، في ظل توقعات بتأجيل البت في هذا الموضوع مرة أخرى، إلا إذا أسفرت مشاورات الليل عن صيغة توافقية معينة، الامر الذي بدا خلال النهار مستبعدا. وقد استحوذت جلسة مجلس الوزراء اليوم على حيز واسع من الاجتماع الذي عقد امس بين الرئيس بري والرئيس الحريري في مجلس النواب، حيث تمسك كل منهما بموقفه من مسألة شهود الزور وكيفية التعامل معها. وفي المعلومات ان بري أبلغ الحريري انه مصرّ على إحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، فرد رئيس الحكومة معربا بدوره عن تمسكه بان يتولى القضاء العادي متابعة هذه القضية، رافضا تحويلها الى المجلس العدلي، لانه لا يوجد مبرر لذلك. ثم طرح الحريري على بري إمكانية ان يبدأ مجلس الوزراء جلسته اليوم من مناقشة جدول الاعمال العادي، فأجابه رئيس المجلس: طبعا، لا.. يجب ان يكون موضوع شهود الزور هو البند الاول الذي سيناقش. وأفادت "السفير" ان بري أبلغ وزراءه ليلا بوجوب عدم التراجع في جلسة اليوم عن الموقف المعلن باسم كل المعارضة وهو ضرورة مواصلة البحث في قضية شهود الزور مع الاصرار على إحالتها الى المجلس العدلي، إلا في حال تم توصل قبل موعد انعقاد الجلسة الى صيغة توافقية ما. وأكد بري لوزرائه انه في حال كانت هناك ضرورة لتأجيل البحث مرة أخرى، فان ذلك ينبغي ان يكون مشروطا بعقد جلسة قريبة يكون موضوع شهود الزور هو مادة النقاش الوحيدة فيها، وإذا اقتضى الموقف الذهاب الى التصويت لاحقا لحسم الجدل، بعد استنفاد احتمالات التوافق، فليكن، وليتحمل كل طرف مسؤولياته ويحسم خياره، سواء خسرنا ام ربحنا. وأبلغ بري الصحيفة عينها ان رغبة رئيس الجمهورية كما رغبتي أنا ورئيس الحكومة هي تحقيق التوافق حول كيفية المعالجة القضائية لملف شهود الزور، ونحن ما نزال نعطي كل الفرص لهذا الخيار، لكن عندما أشعر باليأس من إمكانية التوافق وان هناك اتجاهاً للتمييع، فانني سأتخذ الموقف المناسب.

 

السفير السعودي زار الرابية: المملكة تقدر مواقف عون وتعول عليها في إرساء الإستقرار

نهارنت/التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون قبل ظهر الاربعاء في دارته في الرابية، السفير السعودي علي عسيري في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشادارفيان. عبر عسيري عن "تقدير المملكة العربية السعودية لمواقف العماد عون، وهي تعول عليها إذ تساهم في إرساء الإستقرار والوحدة بين اللبنانيين". وأسف "لبعض الأجواء الإعلامية التي تشحن النفوس وتغذي الطائفية والمذهبية".

 

ميشال عون والصهر وشعب القنينة والفلينة العظيم
"الغيبوبة العونية"..
إيلي فواز/لبنان الآن
عندما نبهت حملات "14 آذار" الجمهور اللبناني عامة، والعوني خاصة، إلى خطر امتداد النفوذ الايراني الى البيئة اللبنانية وخطر نظرية "ولاية الفقيه" على الكيان اللبناني لم ينف "حزب الله" تلك الاتهامات بل دفع حليفه البرتقالي للقيام بتلك المهمة. حينها قامت قيامة الجنرال على ما سماه التضليل المتعمد وطالب جمهوره ان يسأل من ينبههم إلى خطر هذه الايديولوجيا عن معناها وعما تحتويه من أفكار؟
طبعا لم يكن باستطاعة العامة من الناس مناقشة تلك النظرية او اجابة السائل عنها لما تتطلبه من علم وبحث واطلاع، وبدا حينها عون على حق في اعتبار كل ما يقال بحق حليفه مجرد اقاويل واشاعات، ولكن اليوم وبعد تأكيد امين عام "حزب الله" على إيمانه "العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاع" في استقبال نجاد في الضاحية الجنوبية، وبعدما رأى اللبنانيون بأم العين مدى ارتباط فئة منهم ارتباطا يكاد يكون كاملا مع ايران، هلا يسأل العونيون جنرالهم البرتقالي عن معنى ما قاله امين عام "حزب الله" فيما خص ولاية الفقيه؟ وعن معناها وعما تحتويه من افكار؟ وما مدى تاثيرها على الداخل؟ أو مدى تناقضها مع كتابهم البرتقالي وتوقه للعلمانية؟ او مدى تناقضها مع دستورنا؟
نعم اسئلة كثيرة يجب العونيون توجيهها لجنرالهم ومنها كيف يستطيع التوفيق بين دستور لبناني يقول بأن" الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة" وبين حليف يؤمن بأن أوامر "الولي الفقيه" تعتبر في حكم القانون الملزم، بل هي مقدمة على كل قانون أو دستور في حال تعارضها معه؟ وهل يستطيع تفاهم آخر كالذي وقعه عون في كنيسة مار مخايل ان يحل الاشكالية  بين دولة تعتبر من صلاحياتها السيادية اقرار السلم والحرب، وحزب يقول ان "قيادته وادارته وولاية امره وقرار حربه وسلمه في يد ولاية الفقيه"؟.
هلا يسأل العونيون جنرالهم عن مصير تحالف، بين فريق يؤمن "بفصل الممارسة السياسيّة عن الدين، سعياً إلى الدولة العلمانيّة"، وفريق آخر يؤمن بأن سلطة الولي الفقيه تقوم "على أساس الشرعية الإلهية المباشرة ولا تأتي من الناس”؟  هلا يسأل عون كيف يتعايش إيمانه بإرساء الديمقراطيّة نظام حكم وأسلوب حياة، مع نظرية تقوم اساسا على إلغاء الدور السياسي للامةـ وتتعامل مع فقيه منصّب من قبل الله، لا يمكن الاعتراض على سياسته وتأخذ تصرفاته صبغة مقدسة غير قابلة للمساس.
طبعا كثر من أبناء الطائفة الشيعية لا يؤمنون بتلك النظرية، وطبعا كثر منهم يخافون على تلك الطائفة الكريمة من انتفاخ القوة والعَظَمَة لدى المؤتمنين على مصيرها، ويخشون يوم تتغير الاحوال في ايران من احباط يصيبهم في اماكن تواجدهم، ولكن هذا بحث في مكان آخر، أما السؤال هو متى يستفيق الموارنة من "الغيبوبة العونية"؟ متى يقتنع الموارنة ان وجودهم لم يكن يوما مرتبطا بظروف سياسية طارئة ستتغير حتما، أو أحلاف أقليات لن تعمر طويلا؟ متى سيقتنع موارنة لبنان ان ما يحمي وجودهم هو مرتبط أصلا "بالحرية الشخصية الكيانية الانسانية المسؤولة" وأنّ "بامكانهم ان يتساهلوا في كل شيء أو يتفاوضوا حول أي شيء ما عدا هذه الحرية الشخصية الكيانية" التي بدونها لا وجود لهم وحتى لا معنى لوجود لبنان، حبذا لو يتمعنون جيدا بما قاله شارل مالك في رسالته لهم.. فيستفيقوا من هذه "الغيبوبة العونية".

 

الزغبي: عون مكلف بشكل واضح بتأزيم الوضع السياسي كلما نجحت الاتصالات الداخلية والاقليمية في تهدئته

وكالات/رأى عضو "قوى الرابع عشر من آذار" الياس الزغبي أن النائب ميشال عون مكلف بشكل واضح بتأزيم الوضع السياسي كلما نجحت الاتصالات الداخلية والاقليمية في تهدئته، لافتاً إلى ان هذا التكليف بات مكشوفا، اذ أن "حزب الله" ومن ورائه سوريا وايران، يكلف حين تهدأ الأمور قليلا، مرجعا سياسيا داخليا من طائفة أخرى وبيئة غير بيئته كي يقود ويطلق شرارة التأزيم مجددا. وأضاف الزغبي في حديث إلى "اللواء": "لقد بات واضحا أن كلام عون في هذا التوقيت، أي غداة نجاح الحراك العربي والاقليمي والدولي، يشكل تأزيما مقصودا ومبرمجا وليس عفويا، وهذا ما حصل مرارا في المراحل السابقة، ويكفي العودة الى المفاصل السياسية الرئيسة كي يتأكد المواطن من الدور المضبوط الذي يقوم به عون ليس بالطبع في مبادرة ذاتية منه، بل بقرار سقفه المحلي هو حزب الله". ولفت الزغبي إلى تصعيد عون موقفه بعد أقل من ثمان وأربعين ساعة على لقائه الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، خصوصا مع ما يتسرب من أوساط الرابية السياسية والاعلامية من اقتراب موعد الحسم واستلام السلطة، موضحاً ان "هذا كلام خاص بقيادة حزب الله وليس عون سوى صدى للذي يكشف الاوراق، ولكنه يكشفها بأقل قدر من الاحتراف بحيث أنه مكشوف الخلفية والبعد".

 

إحراق سيارة أحد موظفي "اليونيفيل" في حوش عين بعال 

وكالات/أقدم مجهولون فجر اليوم وفق "الوكالة الوطنية للإعلام" على إحراق سيارة جيب من نوع "prado " تحمل الرقم "952 يونيفيل" عائدة لأحد الموظفين الدوليين في القوات الدولية، كانت مركونة أمام سكنه بمنطقة الحوش في عين بعال. وعملت القوات الدولية على سحبها إلى مقر "اليونيفيل" في الناقورة، فيما باشرت الأجهزة الأمنية اللبنانية التحقيقات لمعرفة الفاعلين وخلفياتهم.

 

سامي الجميل: الاستزلام والاذلال الجنبلاطي بالتعاطي مع الملف السوري يجب ان تتوقف

نهارنت/أكّد عضو كتلة "الكتائب" اللبنانية النائب سامي الجميل، أن "حزب الكتائب" منذ اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وعند اغتيال بيار الجميل لم يتهم احداً بأي عمل، لافتاً إلى أنهم طالبوا السلطات القضائية اللبنانية والمحكمة الدولية بتبيان الحقيقة ولم يستبقوا التحقيق. واشار في حديث لـ"الجديد" ان هناك جو عام في البلد غير مقبول. واوضح الجميل الى انه يشعر وكأنه يجب الاعتذار من سوريا على احتلالها وذل جيشها والاعتذار عن اغتيال بشير الجميل وعلى اعتقال شبابها. واكد أن الطريقة الجنبلاطية بالتعاطي مع الملف السوري يجب ان تتوقف من ناحية الاستزلام والاذلال. وشدّد على وجود ملفات عالقة مع سوريا ولكن ذلك لا يمنع حلحلتها وحلحلة مواضيع متعلقة بالاتفاقات والمعتقلين والحدود في ظل سير المحكمة والى حين صدور قرار المحكمة يجب ان تسير الملفات العالقة بين البلدين من دون تسويات، لافتاً إلى أن ملف الاغتيال موجود في المحكمة الدولية وعند صدور القرار يبدأ الحساب بغض النظر عن هوية القاتل ولكن ذلك لا يحول دون معالجة الملفات العالقة مع سوريا. ورأى أنه ثمة خياران في لبنان، اما تهديد بالسلاح واللجوء الى التسويات او 7 ايار جديد، لذلك يتوجه بعضهم الى تسويات معينة للحؤول دون وقوع 7 ايار، مؤكداً أن هذه التسويات يجب ان تتوقف. 

 

رغم التفاهمات الاقليمية والدعوة الى اجواء التهدئة

تساؤلات حول جنوح عون نحو التصعيد الخطابي

ريما زهار من بيروت

GMT 10:30:00 2010 الأربعاء 20 أكتوبر

يسود لبنان اجواء من التهدئة على صعيد الخطاب السياسي غير ان رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون لا يزال يصر على فتح الملفات ومحاسبة الجميع في وقت اعتبر البعض ان هذا التصعيد ليس في مكانه لان كل الجهود تنصب اليوم على تهدئة الاجواء في مختلف الخطابات.

 بيروت: مع إصرار الجميع على الجنوح نحو التهدئة يبدو ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح الجنرال ميشال عون يذهب باتجاه التصعيد الكلامي من خلال فتح ملفات اعتبر البعض انها ليست في محلها اليوم.

فقد اعلن امس انه كان أسبوع المال بإمتياز، لافتًا الى أنه إكتشف أنه منذ سنة 1993 وحتى اليوم لا يوجد حسابات خزينة في الدولة، مشيرًا الى أن "هذا يعيدنا الى باريس-1 وباريس -2 و 3"، سائلاً "كيف تتعاطى هذه الدول مع لبنان من دون أن يكون لدينا حسابات وكيف صُرف هذا المال"، معربا عن أمله "في أن تسأل وسائل الاعلام عندما يجرون استطلاعات الرأي أصحاب الاختصاص ويسألونهم ماذا يعني خزينة من دون حسابات"، معتبرًا أن "سنة 1993 هي سنة وصول المدرسة الحريرية الى الحكم وحينها بدأ الانقلاب المالي وبعد، لافتًا الى انه "يجب على لجنة المال أن تستدعي كل وزراء المال منذ عام 1993.

 يقول القيادي في التيار الوطني الحر انطوان نصرالله لإيلاف ان التوجه نحو اتهام الجنرال عون بانه يجنح نحو الخطاب التصعيدي بينما الاجواء تشير الى التهدئة ليس في مكانه رغم امنيات الكثيرين بذلك، وهو ينفي اي تصعيد للجنرال عون لان هذا الاخير يقوم بتوصيف واقع ما، وهو يهتم بالكثير من الامور والمطلوب اليوم الاصلاح ومحاربة الفساد وما حصل في لجنة المال والموازنة اكبر دليل على ذلك.

اما لماذا اليوم فتح هذه الملفات من قبل الجنرال عون، منها ما اشار اليه من مخالفات حريرية منذ العام 1993، يجيب:" لان الموضوع طرح البارحة واتضح ان لا وجود لقطع حساب في الدولة منذ العام 1993، وهذا باعتراف وزراء الحريري ونوابه.

لكن الا تعتقد انه توقيت خاطىء اليوم فتح هكذا ملفات بينما الاجواء تشير الى التهدئة؟ يجيب:" تم بحث موازنة وتبينت هذه المواضيع فهل نسكت عنها؟ اذا هذا الموضوع قانوني ولا تشيبه اي شائبة تتم معالجته، والا يجب محاسبة المقصرين في هذا الموضوع، والامر ليس تصعيدًا او فتح ملفات.

ولدى سؤاله بان البعض يرى ان الجنرال عون يلجأ الى تأزيم الوضع في لبنان من فترة الى اخرى يجيب:" جيد ان يتهم الجنرال عون بانه يغير المعادلات في البلد.

ابو جمرا

اللواء عصام ابو جمرا التي تتصف علاقته بالخصومة اليوم مع الجنرال عون تحدث لإيلاف وقال انه قرأ الصحف اليوم ورأى ان الجميع غير مرتاحين وتصريح عون كذلك يقع ضمن هذا الاطار، ويعتقد انه يجب الا يكون هناك تصعيد في لبنان، لان في البلد هناك اجواء سياسية مع شد الحبال، والازمة الحالية هي ازمة شد حبال في لبنان واقليميًا ودوليًا وهذا واضح من خلال جبهة الممانعة والآخرين. ويقول ان الامور لا تزال كما هي مع الجنرال عون اي لا يزال هناك قطيعة. اما لماذا فتح الملفات اليوم من قبل الجنرال عون يجيب ان فتح ملف قطع الحساب طبيعي وليس حديثًا، وعندما كان في الحكم كان هناك اجتماع كبير لالغاء مادة في قانون المحاسبة للرقابة المسبقة اي الموازنة، وكان تثبيتًا لعدم اقرار الموازنة خلال اربع سنوات ما معناه ان هناك تحول في المحاسبة يقتضي اصلاحه في وزارة المالية او في طريقة ادارة اموال الدولة، ولا نستطيع هنا في لبنان ان نلغي الرقابة المسبقة فهي امر ضروري يفرضه ديوان المحاسبة، ولا نقدر ان نعيش على فلتان مالي نظرًا لعدم وجود آبار بترول حتى الآن. وهو يرفض تصنيفه ان يكون مع الجنرال عون في هذا الموضوع.

 

لماذا يغرّد عون خارج <سرب التهدئة>؟

اللواء/كتب ربيع شنطف: في خضم اشاعة أجواء التهدئة وترك الاتصالات الداخلية والخارجية تأخذ مجراها، أملا في التوصل الى حل ولو محدود للأزمة الداخلية، يبدو رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وكأنه يغرد خارج السرب· واذا كان هذا الدور لعون ليس بالجديد، اذ بات أمرا تاريخيا، فان السؤال الذي يطرح نفسه ما هي أسباب الخطاب التصعيدي في هذا التوقيت بالذات؟ النائب أدغار معلوف، المنتمي الى كتلة عون، لا يرى خلال حديث الى <اللواء> ان عون يصعد <انما يعرض حقائق واقعية على الأرض وهو لا يتعدى على أحد، كما انه لا يرغب في فتح جبهات جديدة، وكل ما يريده هو ان يطلع الشعب اللبناني على الوضع السائد>·واذ يرفض معلوف الحديث عن توقيت خاطىء لهذا النوع من الخطابات أو حتى عن تأثير ذلك على التهدئة، يقول:>انه كرئيس لتكتل نيابي يجب أن لا يتوقف عن طرح المسائل المتعلقة بالشعب اللبناني كالسياسة المالية المعتمدة من العام 1993 أو المحكمة الدولية أو غير ذلك>·ويضيف:>ان عون لا يستطيع السكوت على المخالفات، كما انه لا علاقة له في كل التسويات التي يتم الحديث عنها، لانه لا يدخل في التسويات>·

تحليل معلوف لتصريحات عون مختلف تماما عن تحليل المنتمي سابقا الى الحالة العونية وهو عضو قوى الرابع عشر من آذار الياس الزغبي الذي يشير لـ>اللواء> الى <أن عون مكلف بشكل واضح بتأزيم الوضع السياسي كلما نجحت الاتصالات الداخلية والاقليمية في تهدئته>· ويرى <أن هذا التكليف بات مكشوفا، اذ أن حزب الله ومن ورائه سوريا وايران، يكلف حين تهدأ الأمور قليلا، مرجعا سياسيا داخليا من طائفة أخرى وبيئة غير بيئته كي يقود ويطلق شرارة التأزيم مجددا>·

ويقول الزغبي:>لقد بات واضحا أن كلام عون في هذا التوقيت أي غداة نجاح الحراك العربي والاقليمي والدولي، يشكل تأزيما مقصودا ومبرمجا وليس عفويا، وهذا ما حصل مرارا في المراحل السابقة، ويكفي العودة الى المفاصل السياسية الرئيسة كي يتأكد المواطن من الدور المضبوط الذي يقوم به عون ليس بالطبع في مبادرة ذاتية منه، بل بقرار سقفه المحلي هو حزب الله>·ويضيف:> الاكيد في الامر أن عون صعّد موقفه أمس أي بعد أقل من ثمان وأربعين ساعة على لقائه الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، الامر الذي يندرج في اطار التصعيد نفسه، خصوصا مع ما يتسرب من أوساط الرابية السياسية والاعلامية من اقتراب موعد الحسم واستلام السلطة>·

ويختم الزغبي بالقول:>هذا كلام خاص بقيادة حزب الله وليس هو سوى صدى للذي يكشف الاوراق ولكنه يكشفها بأقل قدر من الاحتراف بحيث أنه مكشوف الخلفية والبعد>·

 

أكثر من 42 قضية تنتظر بتّها منذ عقود

المجلس العدلي هيئة لإصدار الأحكام أم "مقبرة القضايا"

هل ينضم "شهود الزور" إلى هذه الإحالات ؟

النهار/ريتا صفير   

تتجه الانظار الى جلسة مجلس الوزراء اليوم لمعرفة ما ستؤول اليه المناقشات في قضية "شهود الزور"، في وقت حفلت الساعات الاخيرة بسلسلة تحركات ولقاءات سعت الى ايجاد مخرج لـ"عقدة" الاحالات، مع اصرار قوى 8 آذار على احالة هذا الملف على المجلس العدلي. 

وفي حين سلطت الأضواء على  اللقاء الذي جمع وزير العدل ابرهيم نجار برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يزور العاصمة السورية اليوم، تحدثت مصادر متابعة عن مواصلة المساعي لتجنب الصدام وتوفير مناخات الحوار، عملا بالمناخات الاقليمية السائدة، معولة في هذا الاطار على "عامل الوقت".

واذا كانت الاحالة على المجلس العدلي تنطوي في ناحية على محاولة لتعطيل المحكمة الدولية، كما تراها قوى 14 آذار، فهي تعيد من ناحية اخرى الى الاذهان سلسلة قضايا وملفات "مزمنة" احيلت على المجلس ويتجاوز عمرها عشرات الاعوام، من دون ان يتضح مصيرها. وهي احالات تكاد تجعل من المجلس العدلي "مقبرة القضايا". ولعل اول ما يتبادر الى الاذهان في هذا الصدد اغتيال رئيس الجمهورية رينه معوض والنائب طوني فرنجيه ورفاقه.

في اي حال، تظهر تقارير رسمية متداولة جداول مفصلة بالقضايا المحالة على المجلس العدلي ولا تزال قيد التدقيق، لمعرفة ما اذا كانت قد سقطت بمرور الزمن او بالعفو العام الاخير عن بعض الجرائم ام لا، ليبنى على الامر مقتضاه. ويبلغ عدد هذه الاحالات الـ17 ، منها ما يعود الى عام 1981 و1982، كمحاولة اغتيال النائب وليد جنبلاط ومقتل السفير الفرنسي لوي دولامار، ومرورا باستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد ومحاولة اغتيال العماد ميشال عون في قبرص، وصولا الى قضية تفجير مطرانية زحلة للروم الكاثوليك ومقتل الشيخ حليم تقي الدين.

وثمة 23 قضية تم تعيين محققين عدليين فيها ولا تزال طور التحقيق، اقدمها محاولة اغتيال رئيس الجمهورية الاسبق كميل شمعون عام  1980 واحدثها يشمل اغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طاولت شهداء "ثورة الارز" ومقتل السيدين سليم عاصي ونصري ماروني الى احداث مخيم نهر البارد.

وفي ما يأتي لائحة بأبرز القضايا المحالة على المجلس العدلي والتي لم يتضح مصيرها حتى تاريخه:

القضايا المعروضة ادناه لا تزال قيد التدقيق لمعرفة ما اذا كانت قد سقطت بمرور الزمن او بالعفو العام الاخير عن بعض الجرائم ام لا، ليبنى على الامر مقتضاه، وهي:

3/ مجلس عدلي/1982 محقق عدلي: مرسوم رقم 46 تاريخ 11/12/1982 القاضي باحالة قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي الحاصلة في بيروت بتاريخ 1/12/1982 والتي اسفرت عنها محاولة اغتيال السيد وليد جنبلاط على المجلس العدلي.

2/ مجلس عدلي/1983 محقق عدلي: مرسوم رقم 988 تاريخ 8/9/1983 القاضي باحالة قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي الحاصلة في كفرمتى بتاريخ 4/9/1983 والتي نتجت منها جرائم القتل الجماعية على المجلس العدلي.

1/ مجلس عدلي/1989 محقق عدلي: مرسوم رقم 96 تاريخ 14/12/1988 القاضي باحالة قضية الاعتداء على ممتلكات واموال النواب السادة:

- الدكتور راشد الخوري في الجنوب.

- كاظم الخليل في الجنوب.

- ميشال معلولي في زحلة.

- الياس الهراوي في زحلة على المجلس العدلي.

2/ مجلس عدلي/1989 محقق عدلي: مرسوم رقم 259 تاريخ 26/5/1989 القاضي باحالة قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي الحاصلة في 16/5/1989 والتي نتج منها استشهاد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد على المجلس العدلي.

3/ مجلس عدلي/1989 محقق عدلي: مرسوم رقم 206 تاريخ 10/3/1989 القاضي باحالة قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي الناتجة من هدر الاموال العمومية في مجلس الانماء والاعمار على المجلس العدلي.

4/ مجلس عدلي/ 1989 محقق عدلي: مرسوم رقم 276 تاريخ 9/6/1989 القاضي باحالة قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي والتي نتج منها محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء العماد ميشال عون في قبرص على المجلس العدلي.

1/ مجلس عدلي/1990 محقق عدلي: مرسوم رقم 606 تاريخ 9/10/1990 القاضي باحالة قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 1/10/1990 في منطقة نهر الموت والتي نتج منها عدد من القتلى والجرحى على المجلس العدلي.

1/ مجلس عدلي/ 1994 محقق عدلي: مرسوم رقم  4554 تاريخ 23/12/1993 القاضي باحالة قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي والسلامة العامة الحاصلة بتاريخ 20/12/1993 بتفجير البيت المركزي لحزب الكتائب على المجلس العدلي.

918/م/1983: قضية مقتل السفير الفرنسي لوي دولامار بتاريخ 4/9/1981 في بيروت وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 84/1991 الصادر في 26/8/1991.

293/م/1991: ملف اغتيال النائب ناظم القادري في بيروت بتاريخ 21/9/1989 وذلك بعدما اصبحت القضية من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 84/1991 الصادر في 26/8/1991.

1/م/1992: ملف تفجير سيارة مفخخة اثنار مرور موكب رئيس حزب الكتائب الدكتور جروج سعادة عام 1989 في تحويطة فرن الشباك وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 84 /1991 الصادر في 1991/8/26.

34/ م/1992: قضية الانفجار الارهابي الذي حصل في محلة سن الفيل في 1985/5/22 وأدى الى مقتل وجرح العديد من الاشخاص وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 1991/84 الصادر في 1991/8/26.

63/ م/1992: قضية التعرض لموكب رئيس الجمهورية امين الجميل ولموكب السيد اسعد الشفتري بتاريخ 1985/12/31 على اوتوستراد انطلياس وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 1991/84 الصادر في 1991/8/26.

284/ م/1992: ملف دعوى إلقاء قذيفة صاروخية على منزل النائب ادمون رزق عام 1989 وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 1991/84 الصادر في 1991/8/26.

1089/م/1992: ملف دعوى اصابة القصر الجمهوري في بعبدا بأضرار مادية جسيمة في 1985/5/29 وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 1991/84 الصادر في 1991/8/26.

1090/ م/1992: قضية تفجير مطرانية زحلة للروم الكاثوليك الحاصلة في 1987/9/15 ومحاولة قتل المطران اندره حداد والسادة ايلي حبيقة وخليل الهراوي وايلي الفرزلي وسواهم، وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 1991/84 الصادر في 1991/8/26.

112/ م/1994: قضية مقتل الشيخ حليم تقي الدين بتاريخ 1983/12/1 في منزله في بيروت وذلك بعدما اصبحت من صلاحية المجلس العدلي عملا بقانون العفو العام رقم 1991/84 الصادر في 1991/8/26.

القضايا المحالة على المجلس العدلي

والتي تم تعيين محققين عدليين فيها ولا تزال طور التحقيق

1/ محقق عدلي/1982: قضية اغتيال الشيخ احمد عساف بتاريخ 1982/4/26 في بيروت. القاضي جمال الحجار

1/ محقق عدلي/ 1991: قضية محاولة اغتيال المهندس مطصفى سعد. القاضي صقر صقر.

2/ محقق عدلي/1995: قضية محاولة اغتيال الرئيس سليم الحص بتاريخ 1984/9/5. القاضي طنوس مشلب.

4/ محقق عدلي/1995: قضية تأليف عصابة مسلحة تهدف الى الاقتتال المذهبي والحض على اعمال التخريب وعلى اقتناء وحيازة اسلحة حربية بدون ترخيص، وهي متفرعة عن قضية اغتيال الشيخ نزار الحلبي الحاصلة بتاريخ 1995/8/31 في منطقة الطريق الجديدة. القاضي علي ابرهيم.

2/ محقق عدلي/1996: قضية محاولة اغتيال رئيس الجمهورية الاسبق كميل شمعون عام 1980. القاضي صقر صقر.

1/ محقق عدلي/1997: قضية محاولة اغتيال رئيس الجمهورية الاسبق كميل شمعون عام 1987. القاضي عبد الرحيم حمود.

1/ محقق عدلي/1998: قضية الحوادث والمواجهات التي حصلت في محلة بورضاي في بعلبك بتاريخ 1998/1/30. القاضي عبد الرحيم حمود.

1/ محقق عدلي/1999: قضية الاعتداء على امن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 1999/6/8 في قصر العدل في صيدا والتي نتج منها مقتل القضاة الاربعة. القاضي بيار فرنسيس.

1/ محقق عدلي/ 2005: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2004/10/1 في مدينة بيروت – الروشة والتي اسفرت عنها محاولة اغتيال النائب مروان حمادة ومقتل مرافقه. القاضي صقر صقر.

2/ محقق عدلي/ 2005: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2002/1/24 في منطقة الحازمية والتي اسفر عنها اغتيال الوزير السابق ايلي حبيقة. القاضي عبد الرحيم حمود.

4/ محقق عدلي/ 2005: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2005/6/72 في مدينة بيروت – منطقة الاشرفية والتي اسفر عنها اغتيال الصحافي سمير قصير. القاضي سامي صدقي.

5/ محقق عدلي/ 2005: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2005/6/21 في مدينة بيروت – منطقة وطى المصيطبة والتي أسفر عنها اغتيال السيد جورج حاوي. القاضي عبد الرحيم حمود.

6/ محقق عدلي/ 2005: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2005/9/25 في مدينة جونية – منطقة غادير والتي اسفر عنها اصابة الصحافية في "المؤسسة اللبنانية للارسال" مي شدياق. القاضي نبيل وهبة.

7/ محقق عدلي/ 2005: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2005/12/12 في منطقة المكلس – قضاء المتن والتي اسفر عنها اغتيال النائب والصحافي جبران غسان تويني. القاضي جورج كرم.

1/ محقق عدلي/ 2006: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2006/11/21 في منطقة جديدة – قضاء المتن والتي اسفر عنها اغتيال النائب والوزير بيار امين الجميل ومرافقه سمير الشرتوني. القاضي جورج رزق.

2/ محقق عدلي/ 2007: قضية الاعتداء على أمن الدولي الداخلي الحاصلة بتاريخ 2005/7/12 في منطقة النقاش والتي اسفر عنها اصابة الوزير الياس المر وعدد من الاشخاص. القاضي داني شرابيه.

4/ محقق عدلي/ 2007: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة اعتبارا من تاريخ 2007/5/20 في منطقة مخيم نهر البارد والتي أسفر عنها مقتل وجرح عدد من العسكريين والمدنيين. القاضي غسان عويدات.

5/ محقق عدلي: 2007: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2007/6/13 في منطقة الحمام العسكري – محافظة بيروت، والتي اسفر عنها اغتيال النائب القاضي وليد عيدو ونجله ومرافقيه وعدد من المدنيين. القاضي شوقي الحجار.

6/ محقق عدلي/ 2007: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2007/9/19 في منطقة حرج تابت – سن الفيل، والتي أسفر عنها اغتيال النائب انطوان غانم ومرافقيه ومقتل وجرح عدد من الاشخاص. القاضي روكس رزق.

7/ محقق عدلي/ 2007: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2007/12/12 في مدينة بعبدا والتي اسفر عنها اغتيال العميد الركن في الجيش اللبناني فرنسوا الحاج ورفاقه وجرح عدد من الاشخاص. القاضي كلود كرم.

1/ محقق عدلي/ 2008: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2008/4/20 في مدينة زحلة والتي اسفر عنها مقتل السيدين سليم عاصي ونصري ماروني وجرح عدد من الاشخاص. القاضي فادي عنيسي.

3/ محقق عدلي/ 2008: قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة بتاريخ 2008/9/10 في بلدة بيصور - قضاء عاليه والتي اسفر عنها مقتل الشيخ صالح العريضي. القاضي عبد الرحيم حمود.

4/ محقق عدلي/ 2008: قضية خطف وقتل المونسنيور البر خريش بتاريخ 1988/4/23 في غدير – جونيه وشننعير، وذلك عملا باحكام قانون العفو العام رقم 91/84. القاضي رياض ابو غيدا.

 

ثقافة الفتنة تنمو في لبنان والإعلام وسيلة ..

 الثلاثاء 19 تشرين الأول 2010 9:45 AM       

المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات...

بقلم مدير المركز...حسان القطب

بعد الضجة الإعلامية الأخيرة حول برنامج كلام الناس الذي عرضته محطة أرضية وفضائية لبنانية، وتصاعد الأصوات المنددة أو المستنكرة والشاجبة، لما ورد خلال البرنامج من كلام تجاوز في نظر البعض حدود المسموح به والمقبول...وورد على السن الكثيرين أن البرنامج بدا كأنه يضع الزيت على النار، ويؤجج الخلاف والتباين بين المذاهب ويهيئ الساحة لجولة صراع لا يرغب الجميع في خوضها أو مشاهدة تداعياتها أو حتى مجرد التفكير في خطورة نتائجها.. ولكن قبل أن نحمل البرنامج ومقدمه والمشاركين فيه عبء الانقسام الداخلي والتباين بين القوى اللبنانية المختلفة، يجب أن نتوقف قليلاً عند ما يجري على الساحة اللبنانية وتلك المحيطة بنا لنرى ما الذي أودى بنا للوصول إل ما وصلنا إليه...

قبل أيام وخلال زيارة احمدي نجاد إلى لبنان، وخلال إلقاء كلمته في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، وكذلك خلال إلقاءه لكلمته في مدينة بنت جبيل، لاحظ جميع اللبنانيين والعرب وسائر من تابع البث المباشر للزيارة رد الفعل العفوي الذي أبداه جمهور حزب الله وحركة أمل حين ذكر اسم دولة الرئيس سعد الحريري وعلى لسان نجاد حين شكره على حسن ضيافته...رد الفعل العفوي كان يتضمن سلوكاً غير مهذباً وغير مبرر، إلا انه يعكس صور الانقسام الداخلي الذي تغذيه التربية والتثقيف السياسي والاجتماعي الذي يقوده إعلاميون وسياسيون على شاشات التلفزة وعلى صفحات الجرائد وخلال الخطابات النارية التي تطلق خلال مراسم العزاء والمناسبات الوهمية المفتعلة فقط لإطلاق التصريحات وتصدير المواقف... ومن المؤسف أيضاً أن يكلف المجلس الوطني للإعلام غالب قنديل لمتابعة قضية البرنامج المشار إليه باعتباره مؤججاً للفتنة.. ومن منا لا يعلم من هو غالب قنديل..وهل لاحظ المجلس الوطني للإعلام مواقف وتصريحات ناصر قنديل التحريضية وهو شقيق السيد غالب قنديل الذي لا يقل عنه حدة وتطرف..وهل اتخذ بحقه وحق الوسيلة الإعلامية التي تبث مواقفه أو تستضيفه إجراءات معينة.. وهل تابعت وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام تهديدات وئام وهاب وتصريحاته غير اللائقة والتحريضية واتخذ بحقه إجراء معين... وسواهم كثير..!!

الفتنة ثقافة تنمو وتزدهر في المجتمع، فهي ليست حالة عابرة، آتية من العدم.. والتحضير لها ولأدواتها يتطلب جهداً وعملاً دءوبا، وما شاهدناه وسمعناه في ملعب الراية ومدينة بنت جبيل، خطير جداً، لأن القائمين على الزيارتين لم يتدخلوا ولو لتصحيح الأداء، ولم يعاجلوا الإساءة بقطع البث التلفزيوني، ولو للحظات تفادياً لهذا المشهد المعيب، ونحن حين نستنكر هذا التصرف ونلفت النظر لخطورته، ذلك لأننا نقرأ كيف نظر الفريق الأخر لهذا التصرف وهذا السلوك.. ومن حق كل لبناني أن يسأل كيف وصلنا إلى هذه الحال من التناقض والتناحر فيما بيننا، لولا أن هذا الفريق السياسي يسخر وسائل الإعلام ليستضيف هذا أو ذاك من السياسيين والإعلاميين ليطلق واحدهم من خلال هذه الوسائل كافة مكنوناته من المفردات والألفاظ والاتهامات التخوينية والتحريضية والتعبوية التي تستنهض غرائز جمهوره ضد الفريق الأخر..وما شاهدناه أو سمعناه على شاشة التلفزة خلال ذلك البرنامج الذي هو موضع نقاش وجدال يعتبر عينة صغيرة مما وصل إليه الانقسام الحاد في مجتمعنا.. ومن جملة التصرفات والممارسات التي تدل على عدم محاولة البعض من ذاك الفريق المرتبط بإيران وحركتها السياسية..ما لحظناه في ذلك الإفطار الصباحي الذي دعا له السفير الإيراني بعض الوجوه والمرجعيات الدينية من مختلف الطوائف للقاء الرئيس الإيراني احمدي نجاد...وقد تم دعوة عدد من الوجوه من الطائفة السنية التي لا حيثية وجودية لها على المستوى الشعبي وحتى الديني، ولم تدع هذه سوى لاعتبارات سياسية لانتمائها للخط الإيراني، ومن باب إظهار مشهد متنوع فقط لكنه لا يحمل في طياته أي خطوة إيجابية تخفف الاحتقان، بل على العكس زادت هذه الخطوة من منسوب التوتر في العلاقات، ولا أظن أن زيارة السفير الإيراني لسماحة مفتي الجمهورية بعد انتهاء زيارة نجاد قد تقدم شيئاً لرأب أو إصلاح سوء التصرف هذا.. إذ كان بإمكان نجاد أن يلتقي هؤلاء بصفاتهم الشخصية التمثيلية، ولكن ليس كمرجعيات تمثل الطائفة السنية.. لأن تحديد المرجعية يعود للطائفة السنية وسماحة المفتي وحده وليس للجهة الداعية والقائمين على الدعوة..؟؟

الوضع المتفجر والقلق الذي تعيشه الساحة العربية والإسلامية يحتم علينا جميعاً وخاصةً تلك القوى المتواجدة على الساحة اللبنانية أن ترقى بخطابها وأدائها إلى ما يخدم بناء مشروع الدولة وحماية الاستقرار والسلم الأهلي وان تتجنب كل ما شانه خدمة الانقسام والتباين بين مكونات المجتمع اللبناني وما قد يجره ذلك على سائر الساحات العربية والإسلامية..وما تجرأت على قوله المستشارة الألمانية مؤخرا قد ينطبق علينا شئنا أم أبينا..: ( إن محاولات بناء مجتمع ألماني متعدد الثقافات حيث تتعايش ثقافات متنوعة "أخفق تماما"، في غمرة احتدام الجدل حول الاندماج في ألمانيا. وقالت المستشارة في اجتماع لشباب حزبها المحافظ "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" في بوتسدام قرب برلين إن مفهوم تعدد الثقافات الذي يقول "إننا نعيش الآن جنبا إلى جنب بسعادة" قد أخفق. وتابعت قائلة "هذه المقاربة أخفقت، أخفقت تماما").. هذا الكلام الخطير الذي أطلقته المستشارة الألمانية يعكس الواقع الاجتماعي والديني المنقسم في ألمانيا وذلك حين أشارت إلى..( تصريحات أدلى بها الرئيس الألماني كريشتيان فولف مؤخرا وقال فيها إن الإسلام "جزء من ألمانيا" مثل المسيحية واليهودية.).. فكيف ونحن في لبنان نعيش في وطن مكوناته 18 طائفة..؟؟ لذا على الجميع الالتفات إلى مضمون خطابهم وطبيعة مفرداتهم وضبط إعلامهم وسياسييهم وسائر من يتكلم باسمهم.. حتى لا يستفز كلامهم مشاعر الآخرين ومعتقداتهم.. إذ كيف سيكون مصير هذا الكيان لو خرج علينا شخص مثل .. (رئيس فرع بافاريا في حزبه ميركل، وهو.. هورست سيهوفر، حيث صرح أمام الحشد نفسه بالقول: "إننا كاتحاد، ملتزمون بالثقافة ذات المرجعية الألمانية ونرفض تعدد الثقافات. (مفهوم) تعدد الثقافات انتهى")... وما صرح به حزب الله حول البرنامج المذكور.. حين اصدر بياناً قال فيه: ("ندين إثارة الأحقاد والترويج المتعمد للفتنة وخصوصا بين السنة والشيعة والذي تتولاه إدارة المحطة، والاستخدام السيئ لمبدأ الحريات. ندعو القضاء والجهات المسؤولة إلى تحمل مسؤولياتهم أمام هذه الجريمة الإعلامية والتي أعيد ارتكابها من خلال بث الحلقة ثانية، في ما يعبّر عن سابق الإصرار والتصميم على ما قامت به المحطة"). كلام جيد، ولكن كنا نتمنى على حزب الله ووسائله الإعلامية وقيادييه أن يلتزموا بما ورد في نص هذا البيان، إذ استضاف تلفزيون المنار وئام وهاب الناطق باسم قوى المحور الإيراني- السوري ..ليقول.... وأكد وهاب" أنهم لن يستطيعوا تأجيل المحاسبة إلى ما لا نهاية، وأن "اليد التي ستمتد على جميل السيد ستنكسر"، محذراً الجميع،واعتبر وهاب في حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج حديث الساعة مع الإعلامي عماد مرمل رداً على سؤال عن إمكانية استدعائه إلى القضاء " إذا ما أتي أحد ليستدعيني للتحقيق فسيأكل نصيبه ويذهب"، مؤكداً أن "رموز الانقلاب في الـ 2005 "رح يفلوا" عاجلاً أم آجلاً". وردّ وهاب على السياسيين الذين يتطاولون عليه وعلى المقاومة واللواء جميل السيّد بأبيات شعرية للشاعر العراقي أحمد مطر، فقال:

 يا بغايا صحف الزيت.... ويا أذناب أصحاب القرون

ها أنا أعرض عرضاً جيداً يرفع من أسعاركم عند الزبون

فافتحوا آذانكم كي تسمعوني وافتحوا أجهزة التصوير كي تلتقطوني..... أفتحوا أكياسكم واستثمروني  

ها أنا ابصق بالطول وبالعرض عليكم       وعلى عرضي طوال العمر

يا بغايا ها أنا قدمّت عرضي فاذهبوا نحو المباغي وابدءوا في نشر عُرضي

أبتْ العدالة أن ترى              تلك الوجوه الكالحة

قومٌ إذا خاطبتهم                مثل الكلاب النابحة

ونحن إذ نأسف لنشر ما قاله وئام وهاب إلا انه أمر لا بد منه لتوضيح الصورة ووضع الأمور في نصابها... هذا بعض ما قاله وئام وهاب حليف حزب الله الاستراتيجي والناطق الدائم على وسائل إعلامه وفي احتفالاته ومهرجاناته...والضيف الدائم لإعلامييه.. فهل يستقيم بيان حزب الله الذي ورد أعلاه مع مضمون كلام وئام وهاب الذي أطلقه على شاشة التلفزيون التابعة لهذا الحزب...؟؟ سؤال برسم حزب الله وحلفائه ومن يتهم الآخرين بالتحريض..؟؟ وأين المجلس الوطني للإعلام..من هذا الكلام..؟؟؟

حسان القطب

 

موعد محدّداً لقمة لبنانية - سورية ولكنّها "واردة في أي لحظة"

"بداية انفراج" من خلال معاودة التواصل بين الحريري ونصرالله

النهار/سمير منصور     

لم تكن مصادفة ان يتولى الوزير غازي العريضي الاعلان ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلف معاونه السياسي حسين الخليل الاتصال برئيس الحكومة سعد الحريري وطلب عقد لقاء معه، وذلك اثر مشاركة العريضي في اللقاء الليلي الطويل بين السيد نصرالله ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط قبل يومين، فقد كان العمل على معاودة التواصل بين الحريري ونصرالله موضع بحث منذ مدة غير قصيرة وفي محطات عدة آخرها خلال زيارة العريضي لنصرالله بتكليف من جنبلاط الذي يعمل في هذا الاتجاه لاقتناعه بأهمية هذا اللقاء في التهدئة ومنع التصعيد، تمهيدا للتفاهم على خطوات مشتركة لاستيعاب اي تداعيات محتملة لقرار ظني متوقع صدوره عن المحكمة الدولية على خلفية توجّس لدى "حزب الله" من انه مستهدف استنادا الى معلومات لديه وتسريبات متنوعة تحدثت عن "نية" لاتهام عناصر فيه. وقد شكل لقاء نصرالله – جنبلاط بارقة انفراج من خلال اعلان العريضي معاودة التواصل بين نصرالله والحريري بدءا بلقاء يعقد "قريبا" بين الحريري والمعاون السياسي لنصرالله. وقد حصل اللقاء فعلا ليل امس عند الحريري في "بيت الوسط".

واذا سارت الامور كما يجب، يفترض أن يكون تمهيدا للقاء قريب بين الحريري ونصرالله. وعبارة "كما يجب" تعني هنا التفاهم على خطوات عملية توصلا الى رؤية مشتركة لعمل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وكيفية تجنب اي قرار ظني مسيّس. وهنا تكمن عقدة العقد...

وفي ظل تضارب المعلومات حول نتائج القمة السعودية – السورية وتحديدا في الشق اللبناني من مناقشاتها، بين حديث عن اجواء ايجابية، وآخر عن "عدم تفاهم" وتسريبات حول "ما هو مطلوب من الحريري"، فان معاودة التواصل بين الحريري و"حزب الله" شكلت اشارة جيدة حول تطور ما خلال هذه القمة في شأن لبنان. وقد عبّر العريضي عن هذه الاشارة اذ قال لـ"النهار": "ان الامور افضل مما كانت عليه وإن نكن لا نزال في اول الطريق".

واذا كان من الصعب الاقتناع بالمصادفة في تزامن زيارة الحريري الرياض مع انعقاد القمة الثنائية بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد، فقد كان لافتا امس ان اوساط الحريري كررت تأكيد الطابع "العائلي" للزيارة.

وايا يكن الامر، فان لقاء محتملا بين الحريري ونصرالله سيشكل خطوة في اتجاه معاودة التواصل بين الحريري ودمشق ولا سيما اذا سجل اللقاء تقدما حول العنوان الكبير وهو المحكمة الدولية، والموقف واحد منه، بين دمشق و"حزب الله". وقد يعود رئيس مجلس النواب نبيه بري من العاصمة السورية اليوم باخبار جديدة عن نتائج القمة السعودية – السورية وانعكاساتها على المناخ السياسي العام في لبنان والذي "يجنح" نحو التهدئة بالاستناد الى استمرار عدم التصعيد في الخطاب السياسي منذ زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.

وسط هذه الاجواء، اين يقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟ ومتى تكون القمة اللبنانية – السورية الجديدة؟

تقول اوساط رئيس الجمهورية ان لا معلومات لديها ولا شيء محددا حول قمة قريبة، وان الحديث عنها جاء من خلال ما نشر في بعض الصحف وتشير في الوقت نفسه الى ان التفاهم على موعد لقمة لبنانية – سورية وارد في اي لحظة من خلال اتصال هاتفي بين الرئيس سليمان والاسد. وتضيف ان رئيس الجمهورية يعمل في اتجاه التهدئة وتأمين مناخات التوافق والتوصل الى تفاهم حول سبل مواجهة اي محاولة لتسييس القرار الظني المحتمل للمحكمة الدولية واستيعاب تداعياته، ويعمل على ان تكون جلسة مجلس الوزراء اليوم وكل الجلسات المقبلة تحت سقف مضبوط عنوانه الحوار. وتسأل: “لماذا استباق الامور؟ فلنناقش كل الاحتمالات في مجلس الوزراء. لمَ الاستعجال والتعامل مع القرار كأنه محسوم في وجهة محددة؟ وفي الوقت نفسه علينا تحصين الوضع بكل الوسائل".

وفي تقاطع مع اشارات حول بداية انفراج تلاحظ اوساط رئيس الجمهورية تحسنا نسبيا، من زيارة الرئيس الايراني الى القمة السعودية - السورية، وتقول: "من المفيد دائما البناء على الايجابيات". ولئن يكن العنوان الاكبر للازمة السياسية الراهنة هو الموقف من المحكمة الدولية، فان بداية الحل لن تكون الا بالتفاهم على فهم مشترك لعمل المحكمة والتوصل الى اجابة واحدة عن سؤال كبير ومهم: متى تكون المحكمة مسيسة ومتى لا تكون؟ كما ان التفاهم على خطوات مشتركة وموحدة لمواجهة تداعيات اي قرار ظني مسيس، بعيداً من التصعيد والتهويل، يشكل الخطوة الاولى على طريق الانفراج الحقيقي. ويبقى الرهان معقودا على التفاهم السعودي – السوري وامتداداته الاقليمية والدولية، وكل آتٍ قريب!

 

اذهبوا إلى الحوار الصعب والصريح

النهار/عبد الوهاب بدرخان     

إذا كان الحل في التهدئة وفي الحوار، كما نقل عن الرئيس الايراني، فهذا امر طيب، بمعزل عما اذا كان مبشرا ام لا. وينبغي ان ينظر اليه في ضوء الاتصال الايراني – السعودي، عشية زيارة محمود احمدي نجاد للبنان، معطوفا على النصيحة السعودية الثلاثية ("تحاوروا وتصالحوا وتوحدوا")، مرفقا ايضا بالصيغة السورية الملتبسة بأن ما يحصل هو "شأن لبناني داخلي"، مسندا بما قاله رئيسا الجمهورية والحكومة اكثر من مرة، وبما لمح اليه رئيس مجلس النواب احيانا. لكن "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر" لم تسمع منهما طوال نحوخمسة شهور اي كلمة مرادفة للتهدئة او للحوار، بل سمعت تهديدات بالمقايضة بين القرار الظني والفتنة، وبين الغاء المحكمة والغاء الدولة.

الى الحوار، اذاً، فلا خيار سواه. وليكن معلوما انه يضع مسؤولية الاطراف على المحك، فهم محكومون بايجاد حلول، وليعلموا مسبقا ان الحلول الوسط قد تبدو معدومة ما دامت الاهداف بالغة التناقض. اما الحلول البراغماتية فممكنة، وللتوصل اليها يفترض دفع المصارحات الى اقصاها. قد يبدو ذلك تعجيزا، لكنه حاسم في بناء علاقات تعايش وعمل مشترك، فالتصارح وحده كفيل بعرض هواجس كل طرف وتظلماته.

من شأن الجميع ان يعولوا على معادلة "س – س"، او حتى معادلة "س – إ – س" بعدما برهنت زيارة نجاد ان طهران و"حزب الله" يريدان ان تكون ايران عنصرا فاعلا في نسيج النفوذ الخارجي في لبنان. لكن من شأن الجميع ان يتأكدوا ان الحل لا بد ان يكون داخليا في نهاية المطاف، اذ ان المعادلات الخارجية معرّضة لعوامل الامراض الاقليمية والدولية. ولا سبيل الى تصور وفاق مثالي دائم بين الإقليميين، او بينهم وبين الدوليين. فالمصالح متأرجحة ولبنان كان ولا يزال ساحة لتصارعها برغبة ابنائها او على الرغم منهم.

اذا كان للحوار بين طرفي الازمة ان يكون هادفا ومجديا فلا بد له من ان يواجه الحقائق القاسية، والاهم انه يجب الا يكون هناك اي سلاح على الطاولة، فوجوده يفرض منطقه لان حامله سيلجأ الى التهديد كلما اعوزته الحجة او عز عليه ان يقدم تنازلا.

وهذا السلاح بنى ثقافة تعامل داخلي لا علاقة لها بالحوار او بالاعتراف للآخر بحقوقه ونديته في البلد. وللعلم، فالانقسام ليس بين مذهبين ولا بين طائفتين، وانما بين رؤيتين لواقع البلد ومستقبله. ومن هذا المنطلق، كان ظلما كبيرا للبنانيين ان يدفعوا دفعا الى مثل هذا الموقف المستحيل الذي احتقر عقولهم، وأفسد الود والتآخي في ما بينهم، وقطع احيانا الحوار بين ابناء الاسرة الواحدة، والاخطر انه بدد معالم "المصلحة الوطنية" الواحدة حتى باتت تختزل في مزايدة سقيمة بين "المقاومة" والمحكمة الدولية، بين واجب الدفاع عن الوطن والحق في السعي الى العدالة ومعرفة الحقيقة في قضية الاغتيالات. هذه المزايدة المجحفة موضعت كل طرف في موقع الخطأ في حق الآخر.

وفي خضم هذه المنازلة بين منطقين مترافضين كان من الطبيعي ان يهبط كل طرف الى درك الاستخفاف برموز الآخر وطموحاته. ثم كان اللجوء الى السلاح لحسم خلاف داخلي وما سبّبه من جرح عميق في وجدان جزء من الشعب وشعور اجوف بالانتظار والتفوق لدى الجزء الآخر منه. وطوال الوقت كانت هناك "المؤامرة" التي تستحضرها الرطانة الخطابية لتصمّ بها الاخ والجار والبعيد والقريب. نعم، هناك "مؤامرة"، موجودة وستبقى، وهي على الجميع لا مع فئة ضد فئة، موجودة وتستخدم الجميع بمن فيهم اولئك الذين يتباهون بالتطهر منها.

دعكم من "المؤامرة" واذهبوا الى المصارحة الداخلية الكبرى لنرى اي حل وطني خلاق يمكنكم ان تخرجوا به. فكل السيناريوات الخرقاء التي خطرت في العقول يمكن ان تنفذ لكنها تذهب الى لا مكان، وتتمناها اسرائيل قبل ان يتمناها حزب المقاومة، والاكيد انها سيناريوات لا تحقق مصلحة اي لبناني ايا يكن انتماؤه الديني او السياسي.

في البلد قضيتان غير متجانستين، لكنهما تداخلتا غصبا عنهما، بمعزل عن التنظيرات الكثيرة لشرح اتصالهما. عنوان الاولى هو "المقاومة" وعنوان الثانية "المحكمة". كلاهما مبدئيا فيه مصلحة لبنانية، ويجب صونهما ايا تكن الكلفة، كما يجب الا تُطرح التضحية بأي منهما من اجل الاخرى. هذا في المبدأ، وعلى هذا الاساس يفترض ان يخاض الحوار الصعب والصريح اذا كان له ان يسمي الاشياء باسمائها. ولا بد ان يكون واضحا ان احدا ممن يتمسكون بالمحكمة سعيا الى كشف القتلة اراد في اي يوم ان يتعرض للمقاومة باي اساءة. وفي المقابل يتوقع من المقاومة الحريصة على البلد واهله، على امنه واستقراره، الا تستهين بطموح جزء كبير من اللبنانيين الى احقاق العدالة. ثم ان الحوار هو فرصة الفرص لمن لديه ادلة على تورط اسرائيل في الاغتيالات.

لا شك في ان الانقسام حول المقاومة والمحكمة شكّل الثغرة التي نفذ منها كل انواع المؤامرات. فالمقاومة اصبحت تحت الضغوط بعد عام 2000 لانها اصبحت في نظر الداخل والخارج حزبا عقائديا مسلحا، ولذلك بات عليها ان تكتفي بالتغطية السورية – الايرانية التي تكفي لقمع الاختلاف حولها في الداخل ولا تكفي للنأي بها عن المخاطر. اما المحكمة فحتى اشد المؤيدين لها في المجتمع الدولي اخفقوا في ان يبعدوا عنها الشبهات، حتى لكأن احدا منهم لا يريد الحقيقة فعلا وانما يريد "الحقيقة" التي تخدم اغراضه، وعند هذه النقطة تبدو مصالح مريدي المحكمة ومناوئيها كأنها متطابقة.

لكن ما يهم اللبنانيين هو ان يحصل حوار هادف وجدي لمواجهة الشكوك التي نخرت في اعماق المجتمع. فالمطلوب ان يوضح "حزب الله" موقفه على نحو يطيح كل الشكوك. والاهم على اي حال ان يتوصل اي حوار الى بلورة صيغة للتعايش بين فئتين ترتاب احداهما بان الاخرى متورطة في الاغتيالات. وحدهم اللبنانيون مطالبون بحلّ هذه المعضلة ولا يحل محلهم احد من اصحاب النفوذ الخارجيين.

 

دور الجماعة المسيحية المشرقية هو الالتفاف حول النخب الحاكمة كما فعل أجدادنا مع معاوية

بقلم روجيه ديب /النهار

لعل أوّل ما يتبادر إلى الذهن، من خلال هذا العنوان، أنّني سأقدّم رؤية تاريخيّة للوجود المسيحيّ في هذا المشرق العربيّ. وقد يكون هذا الأمر بغاية الأهميّة. إلاّ أنّني لن أتناول الموضوع من وجهة نظر تاريخيّة، وإن عرّجت على التاريخ في بعض الأحيان، بل سأتناول جوهر الوجود المسيحيّ في هذا الشرق. سأطرح خمس إشكاليّات، وسأعرض لبعض التحدّيات التي تواجهنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين. وستأتي الأشكاليات التي سأتناولها على شكل أسئلة: هل الوجود المسيحيّ، في هذا الشرق، مهم بالنسبة للمسلمين؟ ماذا يُطلب من مسلمي المشرق العربيّ حيال هذا الوجود؟ ماذا يُطلب فعليّاً من المسلمين في لبنان تحديداً؟ ماذا يُطلب من المسيحيين أنفسهم في هذا الشرق؟ كيف يستعيد المسيحيّون الريادة؟

المسألة على شيء من الصعوبة والتعقيد، إذ يتداخل فيها الأسطوري بالواقعي، والموروثات والتقاليد بالحقائق الفعليّة، والظرفيّ الآنيّ بالاستراتيجيّ. وهي صعبة بمقدار ما هي ملحّة على الفكر العربيّ عموماً واللبنانيّ خصوصاً. فبالرغم من تزايد وعي هذه المشكلة والمحاولات الخجولة في بعض المجالات داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها، وبالرغم من الجرأة الناشئة لدى بعض الأقليات، وانخراط بعض الدول الإسلامية الرئيسة في تجمعات اقتصادية وسياسية غربية، بالرغم من كلّ هذا نجد أن مشرقنا العربيّ لم يقم بأيّ جهد جدّي لوقف هذا النزيف الحضاريّ في المنطقة... وقريباً، سوف يصبح المسيحيون المشرقيون مهمشين كلياً فيها.

نحن اليوم نواجه صعوبات عدة، تقف حجر عثرة في سبيل التعايش الإسلاميّ المسيحيّ في هذا الشرق، ومن أهمّها:

1. الهجرة: فقد وصل اليأس من محاولة الإصلاح وتخطّي الصعوبات إلى نفوس من لم يسعوا يوماً إلى الهجرة. وها نحن اليوم نشهد هذه الرغبة تتأجج في صدور الكثيرين من النخبويّين من أبنائنا. وهي عند المسيحيّين أكثر بروزاً منها عند المسلمين.

2. الضغط الإسرائيليّ: فإسرائيل تنتظر أن تصاب الجبهة الشمالية بالاحباط، مما يدفعها إلى الاستسلام. وقد يكون هذا الأمر ممكناً، ولكنه اليوم سيستغرق وقتاً طويلاً جدّاً نظراً لصلابة عقيدة المواجهين من المقاومة، وبسبب اهتمام إيران وتركيا بهذه الجبهة... فالمتوقّع إذاً أن يستمرّ الصراع مع إسرائيل لفترة طويلة، وبالطبع سيستمرّ معه عدم الاستقرار الذي سيؤدّي حتماً إلى تأخير معالجة القضايا المصيريّة الأخرى ومنها الوجود المسيحيّ في الشرق.

3. ضغط اللوبي الإسرائيلي في الغرب: فمن أجل تجييش العالم الغربيّ لمصلحته، جعل اللوبي الإسرائيلي نفسه وصيّاً على مشكلة المسيحيين في الشرق، وراح يطرحها في العالم الغربيّ ويستخدمها كوسيلة أخرى لمحاربة العرب "وأبلسة" الإسلام. ومن الواضح أن هذا نقيض غاية المسيحيّين المشرقيّين: نحن نسعى إلى إنجاح التفاعل والتعايش بين جميع مكوّنات هذا الشرق، اقلّيّاته وأكثريّاته، لأنّنا جميعاً ابناء هذا الشرق ومتجذرون فيه.

وفي نهاية المطاف، الأمر يعود إلى الأطراف جميعها، وإن تكن مسؤوليّة الأكثريّة في المنطقة العربيّة أكبر من سواها. فهي التي عليها أن تفكّر في هذه المسألة. من هنا نبدأ بالسؤال الأوّل:

هل الوجود المسيحي في المنطقة مهم بالنسبة للمسلمين؟

على الفكر الأكثريّ في الشرق أن يعرف أنّ موضوع المساواة والمشاركة والمواطنة بين مكونّات المجتمع العربيّ المشرقي حقّ لهم جميعاً. فالمسيحيّون ليسوا مغتصبين لهذه الأرض. هم فيها قبل الإسلام نفسه. وهم معترَف بهم ومميّزون في القرآن الكريم نفسه.

ثمّ إنّ الإنجازات التي حقّقتها النخب المسيحيّة للمنطقة العربيّة ليست باليسيرة، بل هي مهمة ومتنوّعة: إنشاء الكيان اللبنانيّ، بما هو وما يمثّل بالنسبة للعرب. والمساهمة الفعالة في الإدارة والسياسة العامة لدول المنطقة. والمساهمة في حركات التحرر من الاستعمار في مصر وسوريا ولبنان، أو حتى قيادتها. والمساهمات الثقافية والفلسفية والأدبية، وحفظ اللغة العربية من الاندثار، وإنشاء المدارس والجامعات ذات المستوى العالمي، ونشر الصحافة. والتّماسّ الثقافيّ مع الغرب الذي جلب الكثير من تعاليم عصر التنوير وحقوق الإنسان الى الشرق. والتّماس التقنيّ مع الغرب الذي ساهم في فهم التكنولوجيا ونشرها في المنطقة. ونقل ثقافة الشرق وتاريخه إلى الغرب بواقعيّة وإيجابيّة؛ المدرسة المارونية في روما خرّجت الأساتذة الأوائل لعلوم الشرق في الجامعات الأوروبية من نهاية القرن السادس عشر.

على أنّ الموضوع لا يُطرح من هذه الزاوية فقط، بل هو يطرح كإشكاليّة أساسيّة على الفكر الإسلاميّ. المسألة هي مسألة تعايش الإسلام نفسه مع الأديان والثقافات الأخرى، حيث هو الأكثرية كما في الشرق، وحيث هو الأقليّة كما في الغرب. ولعلّ وضع الأقليّة الأسلاميّة في الغرب سيتأثر بموقف الأكثريّة في الشرق، وبالتأكيد سيؤثّر بها.

وهنا نطرح السؤال الثاني، إذاً: ماذا يُطلب من المسلمين عامة؟

هناك مجموعة أمور يستطيع المسلمون في هذا الشرق القيام بها، من أجل تفعيل دورهم في خلق جوّ من التفاعل الحضاريّ، بدل الاكتفاء بتلقّيه واتخاذ موقف منه:

أوّل هذه الأمور هو التعاطي مع هذه المنطقة على أنها ليست من دين واحد، ولا شعب واحد، ولا طائفة واحدة، ولا جنس واحد. لذا يجب علينا كلنا أن نقبل هذه التعددية ونعترف بها ونعمل على صيانتها والاغتناء منها.

وثانيها هو الاقتناع بأن الأحادية، تجر الديكتاتورية. ولا فرق بين ان تكون باسم القومية أو الدين أو الطائفة؛ وحدها التعددية والتنوع يجلبان المعارضة، فالديموقراطية فالحرية، فالإنماء.

وثالثها نشر الوجه الحقيقي للمسيحيين في القرآن، وتعليمه وتعميمه، كما يفعل دوماً الأستاذ محمد السماك، وكانت آخر مداخلاته في هذا المضمار المقالة الرائعة في جريدة "النهار"، الأحد 26 أيلول 2010 حول موضوع "العهد النبوي لنصارى نجران".

المسألة، باختصار، مرتبطة بموضوع أساسي: هل تقبل الجماعات التي تكوّن المنطقة العربيّة بالدولة المدنية، الحاملة للمساواة والمواطنة، وحرية الضمير بما فيها اعتناق أي دين أو مذهب؟...

حتى ذلك الوقت الذي تصبح فيه هذه المفاهيم حقيقة معيشة يمارسها المواطن العربي، لا بد من ضمانات مرحلية، تواكبها خريطة طريق نحو دولة مدنية تختلف بحسب معطيات كل بلد عربي وظروفه.

هذا على الصعيد العربيّ العام. أمّا على الصعيد اللبنانيّ الخاص فنطرح السؤال التالي: ما هو المطلوب فعلاً من المسلمين في لبنان تحديداً؟

لعل أهمّ ما يُطلَب من المسلمين في لبنان، ومع المطالبة بإلغاء الطائفيّة السياسيّة، هو القبول بأسس الدولة المدنيّة. والعمل على قيام دولة تستطيع حماية حقوق المواطنين. فكما أنّ قيام الدولة شرط لتسليم السلاح عند "حزب الله"، كذلك هي شرط يسبق إلغاء الطائفية السياسية، ذلك أنها وحدها الضامنة لحقوق المواطن الفرد. هذا إذا أردنا له أن يتخلى عن حماية طائفته.

وهناك مطلب آخر، لا يقلّ أهمّيّة عن الأول وهو تخطّي مسألة العدديّة الطائفيّة، تماماً كما يفعل تيار المستقبل في لبنان، فهو أكثر تعبيراً من غيره عن رغبته بالمساواة والمناصفة مع المسيحيين بغض النظر عن العدد... وهذا يعني أنّه متمسّك بجوهر الكيان اللبنانيّ، لا بقشور الحكم والتصارع على السلطة. ويقابل هذا الموقف الصريح صمت عند الكثيرين، كأن لديهم حياءً، أو انتقاصاً من إسلام القائد أو الحزب إذا تناولا هذا الموضوع. مع العلم أنّ هنالك كلاماً خاصاً، وفي بعض المجالس، من غير أن يخرج إلى العلانية ويشكّل حالة ثابتة.

والمحافظة على رئاسة الجمهورية اللبنانية، كرمز للوجود المسيحي في العالم العربي، مطلوبة أيضاً من المسلمين في لبنان... وأنا لا أطرح المسألة كمصلحة مسيحيّة، بل لأنها مفيدة لصورة العرب أجمعين ولتقبّلهم مفهوم التعددية.

نضيف إلى ذلك الاحترام المتبادل للمدى السياسي والكياني للطوائف: ديناً، وعقيدة وأرضاً. والتحرّر من الديموغرافيا في التمثيل السياسي، وترجمة المناصفة عملياً بقانون انتخاب يسمح للمسيحيين والمسلمين بانتقاء نوابهم فعلاً لا شكلاً. والمطلوب من المسلمين في لبنان أيضاً جعل دور المسيحيين البارز في لبنان، مطلباً إسلامياً عاماً، جدياً ورصيناً، ضمن مصلحة لبنان والعرب جميعاً. ولعلّنا في هذا الإطار نتفق مع وثيقة "حزب الله" الأخيرة، أي مراعاة الطوائف مرحلياً عبر ديموقراطية توافقية مركزية، تكملها لا مركزية إدارية موسعة.

أما المطلب الأخير، ومن أجل تأمين الاستقرار، فهو الابتعاد عن صراعات المحاور في المنطقة وعليها، مع الالتزام بقضية العرب في الصراع مع إسرائيل.

ونأتي أخيراً إلى الدور المسيحيّ، فنطرح السؤال الآتي: أين المسيحيّون من كلّ هذا؟ وما يجب عليهم أن يفعلوا؟

يستطيع المسيحيون أن يقوموا بأمور كثيرة، لا تعود فائدتها عليهم فقط، إنما تطول المجتمع، حيث هم، بكل أطيافه. وكذلك الأمر، فإنّه لا يجب أن يكون لهم مطالب مخصصة بهم، بل يجب أن تمتدّ مطالبهم لتشمل المجتمع بأسره، حيث يعيشون مع اخوانهم في الديانات والطوائف الأخرى.

وعلى المسيحيّين أيضاً أن يغيّروا من تفكيرهم في مسألة الهجرة. فصحيح أن الهجرة قديمة قدم التاريخ، وكانت تحصل بسبب الحروب في الماضي، وهي في عالمنا الحاليّ تحصل بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي... إلاّ أنها، وفي كلّ الأزمنة، علامة واضحة ومعبّرة عن فشل مجتمع ونجاح آخر. وهي أيضاً قرار شخصي طوعي، إلاّ في حالات التهجير القسري... ولأنّها كذلك نحن نستطيع التخفيف من حدّتها إذا خلقنا جوّاً داخل العائلة لا يحضّ على هذه الهجرة.

وبقاء المواطن المسيحيّ المشرقيّ على أرضه هو واجب ديني عليه للشهادة للسيّد المسيح. كما أنه مصلحة هائلة له، ذلك أنّ قيمته الإنسانية والاقتصادية في هذه المنطقة أهم بكثير ممّا قد تكون عليه في أية منطقة أخرى.

وانطلاقاً من ضرورة الوجود المسيحيّ في هذا الشرق، للمسيحيين ولغيرهم على السواء، نطرح السؤال الأخير من هذ المجموعة من الأسئلة: كيف يستعيد المسيحيون الريادة التي تميّزوا بها في هذا الشرق؟

المسألة في غاية الصعوبة، إلاّ إذا تطورت الشعوب وقبلت بالمساواة السياسية وبالمواطنة، بغض النظر عن الدين. وقبلت واقتنعت بالتعددية. وأنشأت دولة قانون تحمي المساواة والمواطنة.

والمسألة في غاية الصعوبة، إلا إذا تعلّمنا من التاريخ لتفادي ما وقعنا به من أخطاء، ولبناء رؤية حقيقيّة وعمليّة. فلقد ارتكب بعض المسيحيين أخطاء كبيرة باعتماد ايديولوجيات الغالبية، بدلاً من اعتماد خيارات بناء الدولة الحديثة والقوية؛ وبالرغم من كل المشاكل، يبقى مسيحيو لبنان "الكيانيين" مثالاً ساطعاً وناجحاً في الحفاظ على وجودهم وحريتهم، مقارنة مع ما قام به غيرهم من المسيحيين المشرقيين الذين اعتمدوا استراتجيات مختلفة.

للمسيحيّين اللبنانيّين هدف أوحد: صناعة الدولة ورجالاتها وتركيز كل قوتهم التربوية عليها. إنهم "اللوبي الدائم للدولة" الحديثة، ولعلّها تكون دولة مدنية إذا أمكن.

والمسألة صعبة جدّاً إلاّ إذا تمّ الابتعاد عن المحاور والتركيز على النهضة والحداثة وقضايا المنطقة الكبيرة: الفساد، الفقر، حقوق الانسان، حقوق المرأة، التنمية الاقتصادية... والتفسير للعرب بأنه يستحيل عل المسيحيين حمل قضايا العرب في العالم، إذا كانت حقوقهم هم ناقصة، أو كانوا مضطهدين في بعض الأحيان.

وستبقى المسأله صعبة وبعيدة ما لم تلتزم النخب المسيحيّة بمساعدة الفقراء والمعوزين من الطوائف والأديان الأخرى.

وستبقى المسألة صعبة ما لم يظهر جميع الاطراف التزاماً جدّيّاً بتنفيذ الأهداف والمسارات المذكورة السابقة داخل الشرق الأوسط، ووضع هذا الهدف التطويريّ قيد التنفيذ في مواجهة جميع الرافضين والمعرقلين.

وتطوير الشرق الأوسط لم يعد مسألة مشرقية بحتة. فهي، في ظلّ العولمة الحاليّة، مسألة إقليميّة ودوليّة معاً. ولأنّها كذلك، على المسيحيّين أن يلعبوا دوراً فعالاً فيها.

إحلال السلام في الشرق الأوسط ضرورة حضارية وإنمائية له. ذلك أنّ عدم حل القضية الفلسطينية سوف يستمر بخلق التخلف والنقص والتقهقر التي تدفع الى الهجرة. والاستمرار في تفريغ القدس من أهلها مسألة إنسانيّة وحضارية على المسيحيّين أن يحملوا لواءها. وكذلك على المسيحيّين اللبنانيّين أن يعملوا على التأثير القوي على قادة الدول أصحاب القرار، فيكون لهم حضور فعلي في مراكز القرار، لإحلال السلام العادل والشامل، ونشر حقوق الإنسان في جميع دول المنطقة، وحمل قضية الوجود المسيحي في فلسطين. وهذا لا يتمّ إلاّ إذا وعى الغرب أهمية إيجاد السلام العادل والشامل لكي يبقى المسيحيون في المنطقة ولعدم قيام شرق أوسط أصولي حاد، وهذا لا يتم أيضاً إلا إذا أخذ الغرب في الإعتبار في علاقته بالأنظمة في الدول المشرقية تطبيقها حقوق الإنسان وحقوق المجموعات، شرط أن تبقى في إطار حقوق الانسان لا حقوق الأقليات أو حقوق المسيحيين.

ومن الضروريّ للغرب القبول بالمشاركة "بكرامة" مع العرب في صناعة مستقبل مشترك ووضع حوافز اقتصادية وسياسية لولوج هذا المستقبل، مع وقف السياسات والأساليب التي كانت معتمدة في فترة الاستعمار... والحض على قيام الاتحاد من أجل المتوسط والشراكة مع أوروبا والمساهمة فيهما. وللمسيحيين دور أساسي هنا.

بالإضافة إلى كل ما نفعله كمسيحيين أو مسلمين، من الضروريّ أن يواجه المسيحيّون والمسلمون، متّحدين، التحدّيات المحوريّة المشتركة:

1. بناء دول عصرية ومواجهة إسرائيل في الوقت ذاته... "صوت الإنماء وحقوق الإنسان بقوة صوت المعركة". من الخطأ التاريخي والإنساني أن نبني مجتمعاتنا فقط وحصراً على ضرورات الصراع مع إسرائيل وقمع كل قيم الجمهورية والإنسانية الأخرى. هذا ما فعلته فيتنام السبعينات وأنظروا أين أصبحت اليوم مقارنة مع الصين أو كوريا أو اليابان؟!

2. الاقتداء ببعض النماذج الناجحة، والتعلّم من تجارب الآخرين. وفي هذا الإطار يمكننا أن نستفيد من أمرين: الأول، الارتكاز على الدين للقيام بالاصلاح، وليس التصدي للإصلاح باسم الدين؛ ولنا في ذلك مثل الدولة النخبوية العسكرية في تركيا في السبعينات: ساروا بنمط إسلامي معتدل... لكي يقوموا بإصلاح اقتصادي جذري (كتاب الأستاذ ميشال نوفل الذي صدر هذه السنة). والثاني، التفاعل الواثق والوثيق مع الحوافز الخارجية التي تقدم مساعدات للقيام بإصلاحات عصرية وحديثة... كما فعلت تركيا ومصر. فقد نما الاقتصاد المصريّ أكثر من حوالى 7% في السنوات الخمس الأخيرة.

3. دعم الإتجاهات الإيجابية الرئيسة في التحرّك الإسلامي العام، من غير أن يعني ذلك التدخّل في شؤن المسلمين. وقد يأتي ذلك بطريقتين: من طريق توجيه الاهتمام الإعلامي والثقافي نحو "احترام الشخص الذات (Individu) واحترام الإنسان"، وليس نحو "الشعوبية" في الإسلام... (في مصر، بعض التجارب التي قد يعقد الأمل عليها). أو من طريق دعم التحرّك الإسلامي الوسطي الذي بدأت تظهر بوادره، وهذا هو الحل الأنسب، لأنه يسمح للاعتدال بأن يكوّن قوة سياسية فاعلة.

4. التأقلم مع الألفية الجديدة: حيث العولمة والتكنولوجيا جعلتا التأقلم مع المستجدّات العلميّة والحضارية أسهل وأسرع، وساعدتا الإنسان على تخطّى حواجز المسافات والمساحات... فأيّ مشكلة لإنسان يعمل خارج بلده طالما هو قادرٌ على متابعة الأخبار اليومية عن وطنه، ومحافظ على الارتباط به نفسياً واقتصادياً... المشكلة الوحيدة تكمن في عدم تأقلم نظام التصويت الانتخابي مع الواقع الجديد...

الخـلاصــة

لقد جّرب الشرق الكثير من الأفكار والعقائد. إلاّ أنّ واحدة منها لم تنتج بعد، في العالم العربيّ، دولة عصريّة فعّالة، استطاعت، وفي الحدّ الأدنى، ان تنمّي مجتمعاتها وتطوّر إنسانها... أو تحقّق أيّ انتصارات قوميّة... إنّ أيّ دولة عربيّة لم تدم إلا بحكم "نومنكلاتورا"، كما في مثال الأنظمة الاشتراكيّة/ القوميّة السالفة.

إن المسافة التطويرية المطلوبة من المجتمعات العربية والإسلامية كلها طويلة جداً. وإذا تركت الحركة التطويريّة على عاتق الحركات الديموقراطية الشعبية، فسوف تتحول، على الأرجح، خيارات شعبوية متعصبة ومتشنجة... إلاّ أنّنا نجد نموذجاً إسلاميّاً شبه وحيد مثيراً للاهتمام هو النموذج التركي. فاليد العسكرية، بتعاونها الوثيق مع الغرب، أخذت الشعب الى حيث يسهل اليوم تسليمه للقوى السياسية المنتخبة ودولة القانون... وهذا مسار بدأته النخبة العسكرية مع تورغوت أوزال وصولاً الى أردوغان... انه خيار مفروض في البداية كما مع أتاتورك، ثم تعاقد، ثم تسلّم وتسليم بين النخبة العسكرية وبعض رجال دولة يثبتون جدارتهم واحترامهم ونظافتهم وقيادتهم... بعد أن يضع الجميع والمجتمع أنفسهم تحت سلطة دولة القانون والدستور.

انطلاقاً من هنا، فإنّ دور الجماعة المسيحية المشرقية هو الالتفاف حول هذه النخب الحاكمة. وعلى الطرفين، الحاكم والذي يستعد للحكم، مساعدة هذه الجماعة على صناعة دولة تتطوّر باستمرار... ألم يفعل ذلك أجدادنا مع معاوية، وخلال كل عهد الإمارة والمتصرفية... وطيلة حكم السلطنة...

إن خيار الالتزام بالقطاع الخاص وحده والهروب من القطاع العام، أو خيار الهجرة، ليسا الحلّ الأنسب والمأمول. وحده قرار الالتزام بتحسين الدول التي نحن فيها ومنها، والعمل على تطويرها هو القرار الرؤيويّ. إن المطلوب حلّ ثقافي، وبناء دولة حقوق الإنسان، والسعي إلى الفعل العام التقني العملي وليس إلى الايديولوجيات والسياسات الكبيرة...

( وزير سابق)      

 

 

القرار الظني..قريب جداً

الأربعاء, 20 تشرين الأول 2010

خاص بيروت أوبزرفر

كشفت مصادر مقربة من دوائر الإدارة الأميركية لبيروت أوبزرفر أن القرار الظني في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بات قاب قوسين أو أدنى، ومدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي الكندي دانيال بلمار سيعلن عن هذا القرار في مهلة لن تتعدى الشهر وذلك بعد أن توصل إلى معطيات وحيثيات وأدلة كافية جعلت من القرار الظني جاهزاً ليظهر إلى العلن بعد طول إنتظار

وأضافت المصادر أن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان إلى لبنان مؤخراً جاءت لتصب في هذا السياق، وأبلغ المسؤولين اللبنانيين الذي التقاهم أثناء زيارته بقرب صدور القرار الظني

كما رجحت مصادر لبنانية لبيروت اوبزرفر أن تكون زيارة الاسد للرياض كانت لابلاغه بقرب صدور موعد القرار الظني كما ذكرت المصادر أن الملك عبد الله أبلغ الاسد بفشل محاولاته لتأجيل موعد صدور القرار

 

 

الحريري متكسك بلاءاته الاربع: لا لإلغاء المحكمة ولا للتدخل في القرار الظني ولا لإسقاط الحكومة ولا للفتنة

الأربعاء, 20 تشرين الأول 2010

نقلت اوساط في قوى "14 آذار" الى صحيفة "السياسة" الكويتية اجواء مفادها ان رئيس الحكومة على رغم انفتاحه على صيغ الحلول فهو متمسك بثوابت ولاءاته الاربع: لا لإلغاء المحكمة الدولية, لا للتدخل في القرار الظني, لا لإسقاط الحكومة ولا للفتنة ونعم للحوار

 

 

 

 

 

دمشق تحذر الحريري من الخطوط الحمر والأسد رفض وساطة الملك السعودي لاستقباله

الثلاثاء, 19 تشرين الأول 2010

أبلغت مصادر سورية مسؤولة صحيفة "الأخبار" إن زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى السعودية كانت مقررة مسبقاً، وهي حصلت بناءً على طلب الملك السعودي الذي توسط مجدداً لدى الرئيس السوري كي يستقبل الرئيس سعد الحريري، لكن النتيجة لم تكن إيجابية.

ولفتت المصادر إلى أن اللقاء السوري السعودي لم يصل إلى اتفاق بشأن المحكمة الدولية، وأن الرياض لم تعلن صراحة رفع الغطاء عن المحكمة ، وهي تجنّبت ملف المذكرات القضائية االسورية، كذلك تجنّبت الحديث عن الضغط على الحريري لتعديل موقفه بشأن القرار الظني.

وحسب المصادر، فإن الموقف السوري كان واضحاً لجهة أن الحريري لم يبادر إلى أي فعل من أجل فتح صفحة جديدة معها، وأن الرئيس الأسد تحدث بصراحة وإسهاب عن عدم ارتياح القيادة السورية لكون الحريري يظل متوتراً خلال وجوده في دمشق.

ولفتت المصادر السورية نفسها إلى أن الاستمرار بانقطاع التواصل لا يعني أن الأبواب أقفلت، فخريطة الطريق السورية لعودة الحريري إلى ربوع الشام واضحة، وأبرزها:

التزام الحريري بقواعد اللعبة والإقرار بأنه لا يمكن أحداً، بما في ذلك هو شخصياً، تجاوز الخطوط الحمر. فسوريا ترى أن حزب الله هو الخط الأحمر العريض. وهي تحترم خطوط السعودية الحمراء، ومستعدة لأن تحترم خطوط الحريري الحمراء.

ممنوع على الحريري التفكير في أن يطلب من سوريا مشاركته في طعن حزب الله بالسيف الذي استخدمه مع فريقه لطعنها به.

إذا أدرك الحريري هذا الأمر، فعليه رفع الغطاء عن المحكمة الدولية التي تسعى إلى النيل من المقاومة، والقيام بخطوات عملية لإلغائها.

على الحريري المبادرة إلى خطوات إيجابية تجاه سوريا من خلال اللجوء إلى خطوات إزاء الفريق اللصيق به.

واشارت المصادر السورية المسؤولة الى انها لا تعلّق آمالاً كبيرة على المساعي القائمة بشأن المحكمة الدولية. وهي ترى أن مذكرات التوقيف تمثّل عامل توازن مع القرار الظني،

ولا تستبعد المصادر السورية أن يصار إلى إصدار القرار الظني قريباً، نظراً إلى صعوبة صمود الحريري أمام الضغوط، وعدم نجاح السعودية في التوصل إلى حل. ولذلك فإن دمشق ترى أن طريقة تعامل اللبنانيين مع القرار الظني هي شأن داخلي

 

 

 

 

 

 

تمثيل جريمة اغتيال الحريري قرب بوردو في جنوب غرب فرنسا

الثلاثاء, 19 أكتوبر 2010

ا ف ب

بوردو - (ا ف ب) -أعلن عمدة بلدة كابتيو الفرنسية انه تم تمثيل جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري في معسكر للجيش الفرنسي في هذه البلدة الواقعة جنوب غرب فرنسا قرب بوردو.

وقال جورج برنار عمدة المدينة لفرانس برس "جرى تمثيل الجريمة بالفعل اليوم وحصل الانفجار نحو الساعة 17,00 وكانت اعداد كبيرة من قوات الامن موجودة حول المعسكر".

ويأتي تمثيل الجريمة بناء على طلب من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي انشئت عام 2007 بموجب قرار صادر عن مجلس الامن.

 

ويمتد معسكر كابتيو على الاف الهكتارات ويستخدم عادة كمعسكر تدريب على اطلاق النار من قبل سلاح الجو الفرنسي.

 

وحذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واخرون يوم الاثنين من التدخل في شؤون محكمة الأمم المتحدة الخاصة وذلك خلال اجتماع لمجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن الازمة بين اسرائيل والفلسطينيين بعد ان عبر الرئيس السوري بشار الأسد فيما يعتقد عن مخاوفه بشأن المحكمة مع العاهل السعودي الملك عبد الله في الرياض.

وقال نائب السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة بروك اندرسون لاعضاء المجلس ان واشنطن تساند مساندة كاملة سعي الامين العام بان جي مون للمضي قدما في اجراء المحاكمة على الرغم من المخاوف من وقوع حوادث عنف.

وقال اندرسون للمجلس المكون من 15 عضوا "يجب ألا يسمح للمحاولات الرامية للتهوين من شأن أعمال المحكمة او عرقلتها او تأخيرها ومن ينغمس في هذه المحاولات لا تهمه مصالح لبنان أو العدالة."

وعبر السفير البريطاني ليال جرانت عن وجهات نظر مماثلة لاندرسون.

وقال "اننا نشعر بقلق من تزايد التصريحات الرامية الى تقويض المحكمة الخاصة للبنان. ويجب السماح لهذه المحكمة بمواصلة عملها دونما عوائق."

وأدلى السفير الفرنسي جيرار أرو بتصريحات مماثلة قائلا ان باريس "تشعر بقلق من التوترات الحالية ولا سيما فيما يتعلق بالمحكمة الخاصة للبنان."

وقال المبعوث الروسي فيتالي تشوركين انه يجب عدم "تسييس" عمل المحكمة.

وقال دبلوماسي في مجلس الامن طلب الا ينشر اسمه ان هذه التصريحات موجهة فيما يبدو بوضوح الى سوريا وجماعة حزب الله اللبنانية.

وكان حزب الله الذي يشارك في حكومة الوحدة الوطنية في لبنان قد ندد بالمحكمة التي تساندها الامم المتحدة ووصفها بأنها أداة للسياسة الامريكية والاسرائيلية ودعا رئيس الوزراء سعد الحريري إلى رفض الاعتراف بالمحكمة.

وسئل السفير الجديد لاسرائيل لدى الامم المتحدة ميرون روبين عن مخاوفه فيما يتعلق بالمحكمة فقال لرويترز في مقابلة ان اسرائيل تأمل "ان تتفادي اتساع نطاق معترك السياسة اللبنانية وامتداده إلى ارض اسرائيل."

وتحدث السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري في مجلس الامن ايضا مع ان سورية ليست عضوا في المجلس. ولم يورد ذكرا للمحكمة.

وكانت سورية نفت اي تورط لها في اغتيال الحريري لكنها اضطرت الى انهاء وجودها العسكري الذي استمر ثلاثة عقود في لبنان في اعقاب صيحات احتجاج دولية.

واشتدت المخاوف من العنف بعد ان بدأت تتردد شائعات عن قرب صدور لوائح اتهام في القضية. وحذر السياسي سليمان فرنجية الموالي لسوريا الشهر الماضي من نشوب حرب طائفية في لبنان اذا وجهت المحكمة اتهامات إلى اعضاء في حزب الله.

وأصلح رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري العلاقات مع دمشق. وفي تحول قال انه كان مخطئا في اتهامه سورية بقتل والده وان الاتهامات الموجهة لدمشق كانت تحركها دوافع سياسية.

 

 

 

 

 

غزل "شائعات" يطال التيّار والكتائب...      

البلد

 20 Oct. 2010   

هل زار المستشار السياسي لرئيس حــزب الكتائب سجعان القزي سورية أم لم يزرها؟ هل سيزور النائب سامي الجميل الرابية أم لن يزورها؟ كميات من الشائعات عرفت طريقها الى الاعلام بوفرة، لينطلق معها سيل وافر من الأقــاويــل المؤيدة او الرافضة لمثل تلك النوع من الزيارات أو... الشائعات.

يُــقــال "ان فــي لبنان لا مكان للأسرار. والجميع يعرف ما حصل ويحصل وسيحصل".

انــطــلاقــاً مـــن هـــذه الطبيعة اللبنانية يتم اخذ الشائعات في الاعتبار في ظل ظــروف مشحونة يمرّ بها لبنان في الآونة الأخيرة، وتزايدت مع انتشار الأقاويل في موضوع القمة السعودية – السورية في الرياض، والتي لم تتبدّ نتائجها بعد، والمتعلقة بالمحكمة الدولية وقرارها الظني. تلك الشائعات أو الأخبار لم توفر أحدا في لبنان، وكان للمعنيين أكثر من موقف يوضّح ذلك. لكن في قصة الكتائب حكاية اخرى، يعتبرها مصدر كتائبي "أنها دائمة الوجود منذ نشأة الكتائب".

أما المُستهدفون في الشائعات فلهم آراﺀ أخرى.

وقع الخبر على القزي لم يكن مــفــاجــئــا، فــالــرجــل الـــذي اختبر التعاطي السياسي مع مختلف الأفرقاﺀ اللبنانيين خلال سنوات مديدة، يعتبر أن "تلك المقولات هـــي غــيــر صــحــيــحــة"، لــيــردف "العلاقة إن حصلت مع سورية فهي ليست خــيــانــة، خصوصا وأنـــنـــا نــعــمــل عــلــى أن تسلك الــعــلاقــة اللبنانية - الــســوريــة السبل المؤسساتية. والعلاقة مع العماد ميشال عــون ليست جريمة إن حصلت".

أمــــــا عــــن الأخـــــبـــــار الـــتـــي تستهدف القزي شخصيا فقال "ربما لأنني المستشار السياسي للرئيس الجميل، فضلا عن أن لــديّ صداقات مع كل الأطــراف اللبنانية".

أما ولماذا الكتائب؟ فردّ "كل الأخبار الايجابية او السلبية عن حــزب الكتائب، والاســتــهــداف المستمر له، يعني أن الحزب ما زال مالئ الدنيا وشاغل الناس.

ولو لم تخفهم وحدته وعودته الى الساحة بقوة لما تواردت تلك الكميات من الشائعات والأقاويل والأخبار".

بالنسبة الى مسؤول الاعلام في حــزب الكتائب سيرج داغر فإن "النائب سامي الجميل يعمل عــلــى خــط وحـــدة المسيحيين وتجنيبهم أي نــوع مــن انــواع الفتن. وانطلاقا من هذه النقطة فــإنــه لــن يــوفّــر أي مجهود من اجــل ضــمــان هــذه الــوحــدة، ولو اقتضى ذلك زيارات الى مختلف "الأفرقاﺀ.

ويضيف "ليست هــنــاك أي نــيــة أو مــشــروع زيــــارة للنائب الجميل الى الرابية حين يعود من الولايات المتحدة، لكنها لن تكون مستحيلة وليست جريمة إن حصلت".

وعما اذا كان هناك من مبادرة كتائبية تواكب الآتي من الأيام، خصوصا على الساحة المسيحية يجيب داغــر "ليست هناك من مبادرة، ونحن نعمل على قواعدنا، ونجري اتصالات مع كل الأفرقاﺀ المسيحيين من اجل الحفاظ على أمن المسيحيين".

التيار الوطني الحر لا يعتبر نــفــســه بــعــيــداً عـــن كـــل تلك المعطيات، فهو نال نصيبه من الشائعات وترداد الكلام، والذي أثّر كثيراً عليه بين، 2009-2005 وأدى الى تضعضعه في محطات هامة.

ودور التيار طالما كان محوريا في السعي الآذاري لتحطيمه، وفي السعي المقابل لحراسته، لكن فــي كــل الأحـــوال بقي في موقعه فــي جبل لــبــنــان، ملزما الجميع بالتعامل معه قياسا على حجمه وقوته، فلا أحد يستطيع أن يــتــخــطــاه، وهـــذا مــا أفــرزتــه الأحـــــداث الــمــتــلاحــقــة. مــصــدر مقرّب من التيار الوطني الحر، لا ينفي "زيــارات سابقة للنائب سامي الجميل"، لكنه يؤكد "ان لا جديد تحت، الضوﺀ وخطوات الرابية دائما ما تكون معلنة".

يسترجع المصدر ذكريات تعود الى صيف 2007 "في ذلك الوقت كانت المعركة الفرعية في المتن على مقعد الراحل بيار الجميل طاحنة، وسامي كان حاضراً من أجل تمرير الانتخابات بأقل ضرر ممكن.

وبالتالي فإن زيارته الى الرابية في أي وقت هو أمر طبيعي، لكن في الوقت الحالي ليس هناك من أمور تحت الطاولة".

يــدرك التيار الوطني الحر و ا لــكــتــا ئــب أ ن مسؤ وليتهما كبير ة على ا لــســا حــة ا للبنا نية والمسيحية، واقــتــرابــهــمــا من بعضهما الــبــعــض فــي كــل ما يتصل با لو ا قع ا لمسيحي، مع وجــود قنوات عديدة للتواصل، ليس أولاها القواعد المتداخلة بــيــن الــطــرفــيــن فـــي الــمــنــاطــق السكنية، ولــيــس آخــرهــا حين طــلــب الــرئــيــس أمــيــن الجميل من الجميع في بعبدا، حين زار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبنان، أن يتركوه يتحدث قليلاً مع العماد عون.

ومــا حديث عــون الأخــيــر عن تخوفه مــن الأســابــيــع القليلة، سوى مقياس الى حجم التحرك ا لسيا سي ا لمُمكن خو ضه في لبنان لحماية ا لسلم ا لأ هــلــي.

الـــشـــائـــعـــات كــثــيــرة والأيـــــام ستبرهن جديّة أو عــدم جديّة تلك الشائعات والأقاويل.

 

  

 

 

 

 حكم بالسجن والتغريم على الصحافية ميرفت السيوفي وعوني الكعكي بجرم قدح وذم السيد

نهارنت

اصدر قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي قرارا ظنياُ يقضي بعقوبة السجن حتى سنة والغرامة حتى عشرة ملايين ليرة لكل من المدعى عليهما الصحافية ميرفت سعد الدين السيوفي والمدير المسؤول في صحيفة "الشرق" عوني الكعكي.

وجاء الحكم بسبب اقدامهما على ارتكاب جرائم القدح والذم وتحقير المدعي اللواء الركن جميل السيد في تاريخ 19/9/2009 من خلال مقال كتبته ميرفت في جريدة الشرق بعنوان "الضابط االمخلى سبيله". وتمّت احالتهما امام محكمة المطبوعات للمحاكمة.

 

 

 

الستحالة التسوية لبنانياً؟

 

بلال خبيز

 

GMT 14:18:00 2010 الأربعاء 20 أكتوبر

 

في الشهور التي تلت اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، راجت في لبنان تحليلات صحافية وسياسية تعليقاً على الاتهام السياسي لسوريا باغتيال الزعيم اللبناني ورفاقه، تفيد ان سوريا دفعت الثمن مقدماً عبر انسحاب جيشها من لبنان على عجل في ربيع العام 2005، وهي عقوبة كافية. وتالياً يجدر بدم الرئيس الحريري ان يوصل ورثته إلى السلطة، وهذا في حد ذاته افضل انتصار لدمه على المستوى السياسي.

وفي خضم تلك المسارات السياسية المتفجرة يومذاك ولدت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكانت ولادتها تعني بالنسبة للبنانيين ان زمن محاورة لبنان بالمتفجرات وكواتم الصوت ولى، وعلى الأطرف المعنية بلبنان، نفوذاً او طموحاً او حتى استعداءً، ان تقلع عن اعتماد هذه الوسيلة في الحوار. وغني عن التأكيد ان قوى 8 آذار – مارس أجازت، ولو بعد عنعنات واعتراضات من مواقعها في السلطة السياسية، اقرار وتمرير الاتفاقات التي وقعتها حكومة لبنان مع الأمم المتحدة والتي قامت المحكمة الدولية بموجبها. ذلك ان ثمة عنصر حاسم كان جاثماً على المشهد اللبناني يومذاك مكن اللبنانيين جميعاً من الإجماع، ولو على بعض خلاف في التفاصيل، على نشوء المحكمة. هذا العنصر تمثل بواقع ان المشهد السياسي اللبناني يومذاك اجمع على اتهام اطراف خارجية بارتكاب الجريمة. ففي وقت اتهمت قوى 14 آذار – مارس النظام السوري وصنيعته الأمنية في لبنان بارتكاب الجريمة، كان يروج في اوساط فريق 8 آذار اتهامين لطرفين مختلفين: الأصوليون، وإسرائيل. وعلى تحميل المسؤولية واتهام خارج ما بارتكاب الجريمة انتظمت الحياة السياسية اللبنانية طوال السنوات الخمس الماضية، ويمكن القول، رغم المآزق الكثيرة التي واجهتها انها بقيت متحركة على بعض من وجوهها. ذلك ان ثمة فارق كبير بين ان يكون المتهم من الخارج او أن يكون من داخل النسيج اللبناني وإحدى القوى المؤثرة فيه. فحين يكون الطرف خارجياً يسهل تدفيعه الأثمان المناسبة في السياسة اولاً، بصرف النظر عن العملية القضائية الدولية ومساراتها التي لا يمكن للبنان ان يتحكم بها. لكن اتهام طرف داخلي بالجريمة يكسر اول ما يكسر الإجماع اللبناني نفسه على استنكار الجريمة والمطالبة بالاقتصاص من القتلة.

في الحال الثانية، لا يستطيع لبنان ان ينجو من تداعيات خطيرة على سلمه الأهلي وعلى مسكة اجتماعه، وعلى التعايش بين طوائفه. وحيث ان الجريمة لم تكن حادثة في سياق معزول بل اعقبتها جرائم اغتيال اخرى كثيرة، فهذا يفترض ان تثبيت الاتهام لطرف لبناني بجريمة اولى سيجعله مداناً بالجرائم التي تلتها استتباعاً. وهي جرائم أقل ما يقال فيها انها دمرت الحياة الطبيعية في لبنان زمناً طويلاً واسترهنت ماضي وحاضر ومستقبل لبنان في تلك الفترة. فلم يكن ثمة ما يحصل في لبنان غير الانفجارات والتظاهرات المعترضة على جرائم الاغتيال.

لهذه الأسباب يصعب ان يتوصل اللبنانيون إلى تسوية للمأزق الذي وجدوا انفسهم فيه. وتالياً ليس ثمة من خيار امام القوتين المتواجهتين في البلد إلا المضي في خياراتهما نحو النهايات. وبكلام أوضح: لسان حال حزب الله يقول: ما دام ثمة اتجاه لتحميلنا مسؤولية الجرائم التي وقعت في البلد طوال الخمس سنوات الماضية فليس ثمة سبب يدعونا إلى النكوص عن القبض على زمام البلد برمته، ما دام تجريمنا قد اصبح أمراً لا يد لنا بتغيير مساره. في المقابل، لا يستطيع تيار المستقبل حتى لو أذعن لمطالب حزب الله ان يحمي السلم الأهلي والاستقرار. ذلك ان صدور قرار عن المدعي العام الدولي دانيال بلمار يظن بحزب الله في ارتكاب الجريمة، يعني اتهام نصف البلد باغتيال نصفه الآخر. وفي هذه الحال ليس ثمة فارق كبير بين الاغتيال المعنوي الذي يدعى زعيم تيار المستقبل إلى ولوج نفقه، والاغتيال المادي الذي اودى بحياة والده الرئيس الراحل.

 

 مشروع نجاد هو "الفصل بين الحضارات" بدل تصارعها وتمازجها.. و"بيروسترويكا" أوباما وراء انتفاخته الطاووسية

الطموح الامبراطوري الإيراني يسير نحو الاصطدام بالخطوط الحمر

وسام سعادة (المستقبل)

يشهد "المشروع الإيرانيّ" في الشرق الأوسط إنتفاخة طاووسية غير مسبوقة منذ عدّة قرون، والطاووسية تعني في هذا المجال أنّه مشروع لا يستمدّ العناصر الأساسيّة لإندفاعته من ذاته، ولا من نهوض حضاريّ حقيقيّ يسنده، ولا حتى من الرسالة الخلاصية التي يحملها، وإنّما يستفيد من أزمة متفاقمة في سياق ما اصطلحنا على تسميته، من بعد صموئيل هانتنغون، وقبله فرنان بروديل، بـ"صدام الحضارات". السبب الأوّل وراء الإنتفاخة الطاووسية لـ"المشروع الإيرانيّ" هو الحصيلة الإقليمية للحربين الأميركيتين على أفغانستان والعراق. البعض يردّها إلى تهوّر وانفراد إدارة الرئيس جورج بوش الإبن و"المحافظين الجدد"، وإلى افتقاد الولايات المتحدة الأميركية في الأساس للتقاليد الإستعمارية. والبعض الآخر يردّها إلى تعفّف ساذج أو خبيث في بلدان أوروبا العجوز التي سارعت إلى تبرئة نفسها من أساسيّات "الحرب العالمية على الإرهاب" مع أنّ الهجمات طاولتها في لندن ومدريد. هناك أيضاً من يردّ المسألة إلى تبعات الأزمة الإقتصادية والمالية العالمية التي بدلاً من أن تجفّف المصادر المالية للإرهاب والمروق جفّفت المصادر المالية للحرب عليهما. وهناك من يؤثر التفسير السياسيّ على التفسير الإقتصاديّ، ويعيد المشكلة إلى ضعف وتصدّع المبادرات التقريريّة في الديموقراطيّات التمثيليّة الليبرالية، شاملاً بهذا التفسير النتائج الكارثية لـ"بيروسترويكا" إدارة الرئيس باراك أوباما ناهيك عن تلك الثلّة من الشخصيات التي يعبّر إحتلالها لمواقع رئاسية في دولها، شأن ساركوزي وبيرلوسكوني، عن أزمة بنيويّة مستفحلة في الديموقراطيّات. والحقّ أنّ لكل تعليل حيثيّاته المقنعة، إلا أنّها تصب كلّها في النتائج الكارثية لـ"بيروسترويكا" باراك أوباما.

أمّا السبب الثاني وراء الإنتفاخة الطاووسية لـ"المشروع الإيرانيّ" فهو التداخل بين مسارات "الإحياء" في هذه المنطقة (من موقع الإنتصار للتراث بوجه الحداثة، ومن موقع الإنتصار لـ"العصر الذهبيّ" الأسطوريّ بوجه التقليد ضمن هذا التراث، ومن موقع ابتداع حداثة تراثية مضادة للحداثة الغربية) وبين مسارات "الفتنة". والفتنة في يومنا هذا تحوّل "المذاهب" إلى ما يشبه "الأعراق"، وتعيد شحن إنقسامات ونزاعات عرفها التراث، وتدخل القسمة الأيديولوجية الراهنة بين "مقاومي المستعمر" و"أعداء المستعمر" إلى التراث نفسه بشكل أو بآخر، هذا في الوقت نفسه الذي يصار فيه إلى إتهام الإستعمار، ومعه الإستشراق الغربيّ، بالحضّ على الفتنة والترويج لها.

إنّ "المشروع الإيراني" هو مشروع الترابط المنهجيّ بين "الإحياء" وبين "الفتنة"، كما هو مشروع "تنجيس" المخالفين عقائدياً و"تخوينهم" وطنيّاً وحضاريّاً، بل أنّه من مفارقات هذا المشروع أنّ شعور الإنتماء الوطنيّ الكيانيّ صار يحتسب لديه على أنّه دليل خيانة، وكذلك الشعور القوميّ العربيّ، فأن تكون "العروبة" بمعناها الحديث قد نشأت قبل عقود من قيام الدولة الصهيونية فهذا أمر مرفوض ونجس بالنسبة إلى "المشروع الإيرانيّ".

وفي هذا المجال لا بدّ من الإعتراف بأنّ "المشروع الإيرانيّ" استفاد على الصعيد الفكريّ والأيديولوجيّ من نقائض عدّة. استفاد من التقاليد المعادية للديموقراطية التي بثّتها الفكرة القوميّة العربية في الأجيال. واستفاد من بعض النقد الليبراليّ "الشعوبيّ" للفكرة القوميّة العربيّة، حيث غالى هذا النقد في محاربة "الشعبوية" القومجية، إلى حد أنّه أضعف تقليد الإحتراس العربي من إيران، جغرافياً وثقافياً، فكيف الحال بعد أن أطلّت إيران بمشروع "أيديولوجيّ" من طبيعة شموليّة؟.

أيضاً وأيضاً، استفاد "المشروع الإيرانيّ" من تعويل العرب عموماً، وليبرالييهم وتقدمييهم خصوصاً على إصلاحية السيد خاتمي، وعلى أطروحة "حوار الثقافات"، فبدل أن يصار إلى الإعتراف بأنّ "صدام الحضارات" هو واقع، و"حوار الثقافات" هو المرتجى، وبأن "الفتنة" كابوس واقع، والنجاة منها تحتاج إلى جهود جبّارة، فقد جرى تصوير "حوار الثقافات" كما لو أنّه كان قائماً متأصلاً في تاريخ وجغرافيا المنطقة، وهذا طبعاً ما سمح للمنقضين على الخاتمية في إيران بأن يفرضوا نموذجهم لـ"حوار الثقافات"، ذاك الذي رأيناه في خطبتي محمود أحمدي نجاد في ملعب الراية وبنت جبيل: تفسير كل شيء بـ"نظرية المؤامرة" وإدعاء تمثيل الخير المطلق في مواجهة الشرّ المطلق.

والسبب الثالث وراء لـ"المشروع الإيرانيّ" هو التداخل على الصعيد العالميّ بين نوع جديد من "كره اليهود" وبين نوع جديد من "رُهاب الإسلام" أو "الإسلاموفوبيا". لقد أدّت السياسات الشارونيّة الإجرامية تجاه الفلسطينيين، وضدّ الشرط الأساسيّ للسلام في الشرق الأوسط الذي عبّرت عنه شخصية وكفاح القائد التاريخي ياسرعرفات، إلى موجة جديدة من "كره اليهود" عبر العالم، وزاد من ذلك طعن الغربيين في حاجتهم إلى الدولة الصهيونية، وتصويرها بأنها أضحت "عالة عليهم" ومضرّة أخلاقياً وأمنياً بسمعتهم، ومتسبّبة بصدام الحضارات بين الشرق والغرب، وبالتالي بتضخّم عدد المسلمين المهاجرين في الغرب. وهذا تداخل مع تصاعد حدّة "رُهاب الإسلام" أو "الإسلاموفوبيا" في بلدان الغرب، بل أيضاً في روسيا والهند.

هنا حضر "المشروع الإيرانيّ" ليطرح حلّ، لمشكلتي الغرب مع "اليهود" و"المسلمين": الفصل بين الغرب والشرق وإعادة صياغة إيران للشرق الأوسط. التعامل مع "اليهود" في الشرق الأوسط و"المسلمين" في الغرب كجاليات يجري التفاوض عليها في إطار "الفصل بين الحضارات". طبعاً، يبدو هكذا حلّ أسطورياً إلى حد كبير، لكنّ "المشروع الإيرانيّ" يعتمد على تجربتي "حزب الله" في جنوب لبنان و"حماس" في غزّة للإيحاء بأنّها قرائن كافية لتطبيق سياسة الفصل بين الغرب والشرق على أساس تصفية "صلة الوصل الصهيونية" بينهما.

من هنا ليس كافياً القول إنه مشروع معارض لجوهر وجود الدولة الصهيونية في مقابل الإجماع العربيّ منذ مؤتمر مدريد ووصولاً إلى مبادرة السلام العربية على التسوية.

إنّه مشروع معاد في الأساس للفكرة الكيانية الفلسطينية، كما تجسّدت في الثورة الفلسطينية، ثورة ياسر عرفات. وهو مشروع معاد لفكرة الدولة الوطنية أو الدولة الأمة بالمعنى الحداثيّ للكلمة، سواء كانت دولة وطنية ممتدة عربية، أو عدة دول وطنية عربية، أو حتى الدولة الوطنية التركية. "الممانعة" بالنسبة إلى هذا المشروع صنو الإمبراطورية. الممانعة عنده إمبراطورية في طور التأسيس.

مع ذلك فإنّ هذه الإمبراطورية التي في طور التأسيس تتمدّد في كل مكان من الشرق الأوسط دون أن تكون قد خرقت إلى الآن أياً من الخطوط الحمر التي ارتسمت منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية، ولا أياً من الخطوط الحمر التي كرّسها ربط المنطقة بمنظومة المجتمع الدوليّ. وباللغة السياسية، فان الخطوط الحمر تخرق إذا ما قام هذا المشروع بمحاولة للإستيلاء الشامل على لبنان، أو لتوسيع عنفيّ نوعيّ للمناطق الخاضعة تحت سيطرته المباشرة، وهذه الخطوط تخرق في فلسطين إن جرى تعميم نموذج غزّة في الضفّة، وهي تخرق في الجزيرة العربية إن جرى تعميم نموذج دعم الحوثيين، وهي تخرق في العراق إن جرى فعلاً الضغط بإتجاه عراق "ما بعد إنسحابيّ" إقصائيّ للسنة العرب، وتهميشيّ للأكراد السنّة.

الى الآن، ما زالت لدى هذا المشروع القدرة على أن يتمدّد دون أن يصطدم بـ"الخطوط الحمر". إلا أنّ حركة تمدّده تسير باتجاه الإصطدام بهذه الخطوط، فضلاً عن الخط الأحمر العلمي التقني الصرف المتصل بالمشروع النووي. والى الآن، فإنّ اتجاه ايران للاصطدام بالخطوط الحمر هو أكبر وأسرع من اتجاه الغرب للاصطدام بإيران، وكل تلكؤ للغرب في هذا المجال لن يفعل الا تسريع اصطدام ايران بالخطوط الحمر، وعندها فإن نموذج ميلوسوفيتش وصدّام سيتكرّر إنّما هذه المرّة في صيغة تدميريّة أوسع، أي في "حرب عالمية ثالثة" مصغّرة، بحيث لا تكون "الحرب العالمية على الإرهاب" التي أعلنها جورج بوش الإبن إلا توطئة لها.

 

معادلة المحكمة والاستقرار مأزق داخلي وخارجي 

رفيق خوري (الأنوار)

لبنان حاضر في الخارج بمقدار ما هو غائب في الداخل عن معالجة أموره العادية، وقلق ومرتبك وعاجز عن القرار في أموره الأساسية. حاضر في مجلس الأمن، لا فقط وبالطبع كعضو غير دائم بل أيضاً كمشكلة. مشكلة يعرضها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في التقرير نصف السنوي، وهو الثاني عشر، عما تحقق وما لم يتحقق من تنفيذ القرار ١٥٥٩ مع اشارة الى حال القرار ١٧٠١. ومشكلة في المداولات الشهرية لأعضاء المجلس حول ما يهدد الأمن والسلام الدوليين، مع التركيز على القرار ١٧٥٧ وما يواجه المحكمة الدولية من سجال في لبنان والمنطقة. لا موضوع يستقطب الاهتمام أكثر من محاكمة شهود الزور المتفق عليها مبدئياً والمختلف على الباب القضائي الذي تسلكه المحاكمة. مع انه ليس من الصعب التفاهم على صيغة. لكن الوثائق الضرورية لكي تأخذ المحاكمة مجراها هي لدى المحكمة الدولية التي يبدو أنها لن تفرج عنها قبل صدور القرار الاتهامي.

ولا حديث يتقدم على الانشغال بثلاثة أحداث أخيرة: زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وما رافقها وتلاها من كلام كبير. الزيارة الخاطفة التي قام بها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير جيفري فيلتمان وما تسرب خلالها وبعدها عن رسالة الرئيس باراك أوباما الى الرئيس ميشال سليمان وعما دار في اللقاء مع النائب وليد جنبلاط، كما عن الأخذ والرد على الموقف القوي الذي أعلنه فيلتمان. وقمة الرياض بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد التي يراهن اللبنانيون على الترياق المنتظر منها.

بان كي - مون يعرف أنه لن يحصل على ما يطلبه من اسرائيل بالنسبة الى وقف الخروق للقرار ١٧٠١ والانسحاب من الغجر ونقاط بشمال الخط الأزرق. ولن يحصل من لبنان على ما يطلبه بالنسبة الى حل الميليشيات واحتكار السلطة للعنف المسلح ورد مخاطر السلاح غير الشرعي على التطلعات الديمقراطية والسلم المحلي. لكنه يحاول، بشكل ضمني، تذكير المطالبين بإلغاء المحكمة الدولية أن مجلس الأمن لا يلغي قراراته، ولا يغلق الدفتر حتى بالنسبة الى القرار ١٥٥٩ الذي يعتبره البعض مشروع فتنة. كذلك الأمر بالنسبة الى ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الذين تعاقبوا على الكلام لإعلان التمسك بالمحكمة والاستقرار معاً. والمأزق مكتمل في الداخل والخارج: مَن يريد رأس المحكمة لضمان الاستقرار يستطيع هز الاستقرار من دون التأثير في المحكمة. ومَن يريد المحكمة والاستقرار معاً، يستطيع الحفاظ على المحكمة من دون ضمان الاستقرار.

وقمة العجز هي انتظار معجزة للخروج من المأزق.

 

 

 

نقض معطيات نصر الله باعتماده "اعترافات" مجموعة "الـ13": جميل السيد يفضح حلفاءه!   

فادي شامية

في الوقت الذي تتكثف الاتصالات الإقليمية والمحلية لتبريد الأجواء السياسية في البلاد، أطل اللواء المتقاعد جميل السيد، من على شاشة "الجديد"، ليوتر الأجواء من جديد!. السيد هذه المرة بدا مرتبكاً ومنفعلاً، منذ البداية، لأن مقدم البرنامج الزميل جورج صليبي "تجرّأ" على محاولة لعب دور المحاور الجدي.

ذم السيد بعبارة "كذّاب"؛ نائباً وقاضياً وإعلامية، في ثلاثة مواضع مختلفة من الحلقة: قال "كذاب عقاب صقر"، و"سعيد ميرزا كذّاب"، و"مي شدياق كذابة" (تعاطف مع الأخيرة بالقول: "أتفهم غضبها وحقدها"!)

"تواضع" السيد أبى عليه أن يقبل الاستماع عبر مقدّم البرنامج- لرأي آخر، من النائب عقاب صقر، أو الدكتور سمير جعجع، أو غيرهم فهؤلاء: "شو خصن؛ خلّين يكلفوا وزير العدل، أو قاضٍ، أو اللواء ريفي، أو سعد الحريري (ليتكلم معي). ما يكلفوا بوق يفز من تلفزيون لتلفزيون، -حتى لا أقول قبوط-" (قاصداً النائب عقاب صقر). ولما راجعه صليبي في اختيار عباراته، قال السيد: "قبوط مش مسبّة ومَنّا شتيمة"!. وبالتواضع نفسه، اعترف السيد أنه يتلقى أموالاً، "من ناس مؤمنين به"، ليواصل حملته في شقيها القضائي والإعلامي، علماً أنو "أنا بكش ناس من مكتبي" قال السيد!.

تناقضات كبيرة

لجهة المضمون؛ فقد حفل كلام السيد خلال المقابلة (التي ندم عليها تلفزيون "الجديد" في بيان له أول من أمس)، بتناقضات كثيرة، أبرزها أربعة:

التناقض الأول: إشادته بعدالة المحكمة الدولية، وبحكم القاضي فرانسين (الذي "أعطاني حقي")، ودعوته القاضي سعيد ميرزا للتمثّل بالقاضي كاسيزي، الذي قرر طوعاً التنحي عن النظر في طلبات جميل السيد، حتى لا يكون خصماً وحكماً في آن معاً.

وقد علل السيد هذه "العدالة"، بأن أي قرار يصدر عن المحكمة، مهما كان صغيراً أو كبيراً، فإنه موضع متابعة العالم، والمؤسسات الدولية، والجامعات الأكاديمية، وأنه على هذا الأساس، ومن خلال فريق محاميه، يتقدم بالدعاوى أمام المحكمة، وصولاً إلى قوله إنه يفكر بالتوجه إلى المحكمة لطلب تنحي القاضي رالف رياشي أيضاً (وفي موضع آخر قال إنه يفكر بطلب سحب عضوية كل القضاة اللبنانيين، ما أثار دهشة مقدّم البرنامج الذي قال: وكأنك أنت من يسيّر المحكمة!)... وبعد هذه المؤشرات كلها، التي ذكرها جميل السيد نفسه، عن شفافية المحكمة وعدالتها، عاد السيد لاتهام المحكمة بأنها مسيسة وغير عادلة!.

التناقض الثاني: ادعاؤه أن القضاء اللبناني قادر على وضع يده على ملف "شهود الزور"، وأنه لجأ إلى القضاء السوري بعدما رفض القضاء اللبناني قبول دعواه، ثم قوله في المقابلة نفسها- إنه لجأ إلى المحكمة الدولية للحصول منها على مستندات تسمح له بالادعاء أمام القضاء اللبناني!. مع العلم أن السيد قدّم "اجتهاداً" قانونياً جديداً للخروج من مأزقه؛ كونه لم يدعِ أساساً، على أي شخص معلوم، أمام القضاء اللبناني، بالقول: "ما أسجله لدى التحقيق معي هو دعوى قانونية"!.

التناقض الثالث: أنه لدى سؤاله عن مدلول عبارة "سآخذ حقي بيدي"، (وهي العبارة التي طلب القضاء اللبناني منه توضيحها في المذكرة التي أصدرها) قال: "إذا كان لديك سيارة مسروقة، وموضوعة تحت بيت (القاضي) سعيد ميرزا، وراجعت مرة ومرتين وثلاث، ولم يُعد لك أحد السيارة، عندها تقرر كسر زجاج السيارة وأخذها بالقوة". معتبراً أنه تحت القانون وليس فوقه!.

التناقض الرابع (وهو الأهم): أنه في الوقت الذي يجهد "حزب الله" لتوجيه مسار التحقيق باتجاه إسرائيل، ويقدم قرائن من أجل ذلك، ويكشف أسراراً لـ"المقاومة" في سبيل ذلك، وفي الوقت الذي يقول نائب أمين عام الحزب (26/9/2010): "نطلب أمرين: الأول كشف شهود الزور ومفبركيهم، والأمر الثاني اتهام إسرائيل من خلال القرائن"... أي أنه في الوقت الذي يعتبر "حزب الله" أن القرار الاتهامي المرتقب مرفوض إن لم يتهم إسرائيل، فإذا بجميل السيد يأخذنا مجدداً نحو اتهام "القاعدة" (مجموعة 13 التي اعترفت باغتيال الحريري قبل أن يقنعها المقدم سمير شحادة بتغيير إفاداتها)!. ما يعني لزاماً إن صح كلام جميل السيد- أن ما قدمه أمين عام "حزب الله" من معطيات ليس صحيحاً، لأن الجهة التي قامت بالاغتيالات هي "القاعدة" وليس إسرائيل!.

حقائق مشوهة!

خلال المقابلة مع الإعلامي جورج صليبي، أورد السيد معلومات اعتبرها حقائق غير قابلة للنقاش (حتى من محاوره)، مع أن ما أورده السيد بشأنها غير مطابق للواقع.

أولاً: زعم السيد أن المحكمة الدولية أصدرت حكماً نهائياً بتبرئته، متجاهلاً أحدث ما صدر عن المحكمة بشأنه (16/9/2010). ففي معرض إجابته على طلب السيد تسلم المستندات التي تمكنه من رفع دعاوى في لبنان، اعتبر القاضي فرانسين (الذي أشاد السيد نفسه بعدالته) أن الضباط الأربعة نالوا "إخلاء سبيل": la mise en liberté، "إذ لم يعتبر المدعي العام (في حينه أي في 29/4/2009) أن مصداقية المعلومات التي كانت في حوزته كافية لتبرير إصدار قرار اتهام في حقّه"، وبناءً عليه، فإنه "يجوز للمستدعي توجيه طلبه إلى المحكمة، بما أنه تم إخلاء سبيله من قبلها".

ثانية هذه الحقائق التي شوهها جميل السيد؛ زعمه أن القاضي سعيد ميرزا لا يمكنه إصدار مذكرة توقيف أو استماع بحقه، كونه طرفاً في النزاع، مغيباً حقيقة يُفترض أن يخبره بها فريق محاميه، وهي أن وزير العدل هو رأس النيابات العامة، وله حق الطلب من النائب العام التمييزي أن يحرك دعوى الحق العام، وفق المادة 14 من قانون أصول المحاكمات، وأن الإحالة من قبل وزير العدل تكون موجهة إلى مرجع قضائي، لا إلى أشخاص يتولون هذا المنصب، لأن القول بعكس ذلك من شأنه تعطيل العدالة، إذ بمقدور أيٍ كان أن يدعي على مدعي عام التمييز، وبالتالي يصبح خارج الملاحقة القانونية، بدعوى وجود نزاع بينه وبين القاضي (خلافاً للحالة فيما لو رفع القاضي سعيد ميرزا دعوى باسمه الشخصي بناءً على التهجمات التي يشنها السيد عليه).

أما ثالثة الحقائق التي شوّهها السيد وأهمها: فهي تعليله اللجوء إلى القضاء السوري، بأن القضاء اللبناني رد دعواه، فيما الحقيقة أن جميل السيد لم يتقدم بأي دعوى، بحق أي شاهد زور أمام القضاء اللبناني، وهو ما أثبته النائب بطرس حرب أيضاً بمطالعة قانونية قدّمها إلى مجلس الوزراء مؤخراً، قال فيها: إنه بعد البحث والتدقيق تبين أن جميل السيد قدّم شكويين واحدة ضد مجهول، بجرم تزوير واستعمال مزور، والأخرى بجرم تزوير واستعمال مزور وانتحال صفة... و"إنني أبرز لائحة بالدعاوى التي تقدّم بها جميل السيد، والتي تثبت أن السيد لم يراجع القضاء اللبناني في جرم شهود الزور مطلقاً، وأن الكلام الذي أدلى به أمام المحكمة الخاصة، والذي تداولته وسائل الإعلام غير صحيح".

المضحك في ذلك أنه لدى ادعاء السيد أمام القضاء السوري، أدخل أسماء القضاة: سعيد ميرزا، وصقر صقر، والياس عيد، وأن القضاء السوري استجاب لطلبه بناءً على توصيف جرمي هو: "حجز الحرية الشخصي والإخلال بموجبات الوظيفة"، وكأن الاتفاقية القضائية بين لبنان وسوريا تجعل من القضاء السوري وصياً على القضاء اللبناني، بحيث يصبح مرجعاً لمحاكمة القاضي اللبناني في حال "إخلاله بموجباته الوظيفية"!.

خبريات جديدة ومبادرة!

في معرض دفاعه عن نفسه في موضوع أحمد أبو عدس، أدخل جميل السيد اسم الصحافي إبراهيم الأمين في هذا الموضوع، للمرة الأولى، بزعم أنه لم يكن يعلم شيئاً عن شريط أبو عدس وأن إبراهيم الأمين (كان في صحيفة "السفير" يومها)، هو الذي أخبره عن وجود الشريط ما دفع السيد إلى الاتصال بالإعلامي غسان بن جدو لطلب إحضاره.

كما أورد "خبرية" جديدة عن المدعو كامل أحمد ضامن، الذي "ضحك عليه" تيار "المستقبل"، ورفع دعوى باسمه على جميل السيد بعد أن نقده مبلغ خمسين ألف دولار، خلافاً لإرادته. (من جملة خبرياته أنه زعم أن الرئيس الراحل الياس الهرواي قال إن "رأس مال سمير جعجع سيارة مفخخة"!. كما تحويله مصادر مجهولة نقلت عنها جريدة "الأخبار" إلى مصادر معلومة على حسابه - مسمياً اللواء أشرف ريفي"!).

لكن السيد، وحتى "يسهّل" الحل، قدّم "مبادرة" مفادها أنه "قد يفكر" بـ"نقل الدعوى"، التي رفعها أمام القضاء السوري إلى لبنان، إذا قام مجلس الوزراء بالشروط الآتية:

أحال ملف "شهود الزور" على المجلس العدلي.

نحّى القاضي سعيد ميرزا، واللواء أشرف ريفي، والعقيد وسام الحسن... عن مهماتهم لحين البت بالقضية.

طلب من المحكمة الدولية استئخار قرارها الاتهامي لحين البت بقضية "شهود الزور".

بطبيعة الحال، لا أهمية عقلاً أو قانوناً- لما سماه جميل السيد "مبادرة" إلا في كونه يفضح السبب الكامن وراء إصرار فريقه السياسي على إحالة ملف ما يسمى "شهود الزور" على المجلس العدلي... و"سذاجة" من يبسّط الأمر باعتباره نقاشاً فيما هو الأَولى قانوناً!.

عموماً، لقد بدا السيد في المقابلة إياها أقرب إلى حقيقته، منه إلى دور المظلوم، الذي حاول تقمصه في المرات السابقة، نتيجة التوتر والعنجهية، وهذا بحد ذاته جيد، لأن بعض الناس ربما تكون قد خُدعت سابقاً.

المصدر : "المستقبل" و "اللواء"

 

 الحريري ـ الخليل: استكشاف التنـازلات أم حوار طرشان؟

نقولا ناصيف (الأخبار)

أصبح أي حديث بين الرئيس سعد الحريري وحزب الله أشبه بخشبة خلاص في الأزمة الداخلية المستعصية الحلّ، حتى الآن على الأقل، حيال القرار الظني والمحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكنّ أياً من الطرفين لم يتزحزح عن تصلّبه

لم يعدُ اجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، الأول منذ انفجار أزمة الثقة بين الحريري ودمشق في 3 تشرين الأول، كونه سوى محاولة يتوخى منها الحزب استكشاف مدى استعداد محاوره لتقديم معالجة مناسبة للمأزق القائم بينه وبين حزب الله، وبينه وبين دمشق، وخصوصاً في الملفين المتلازمين: شهود الزور والقرار الظني. ورغم ذهاب الرجلين إلى الاستكشاف المتبادل للتنازلات المحتملة، أحدهما حيال الآخر، يبدوان أقرب إلى حوار طرشان في ظلّ إصرار رئيس الحكومة وحزب الله على التمسّك بشروطهما: يتشبّث الحريري بالمحكمة الدولية وبعدم استباق القرار الظني برفضه قبل صدوره، ويتشبّث الحزب بإسقاط القرار الظني على طريق إسقاط المحكمة الدولية.

وهكذا، يذهبان إلى الحوار لتأخير الانفجار، وتبرير التسوية الساخنة بينهما.

مع ذلك، نُظر إلى اجتماع الطرفين على أنه ضرورة موقتة ريثما تتضح ملامح التفاهم السعودي ـــــ السوري على الملف العراقي، توطئة لتفاهم أكثر ثباتاً على الملف اللبناني. وشأن ما يقال عن حوار الطرشان في بيروت، لم توحِ إشارات مرتبطة بقمّة الرياض بين الملك عبد الله والرئيس بشّار الأسد الأحد (17 تشرين الأول) بأنهما دارا في فلك حوار طرشان. لكنهما لم يتفقا تماماً بعد في المسألتين اللتين يتجاذبان النفوذ فيها، هما العراق ولبنان.

كان رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في لقائه الأخير مع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الأحد (17 تشرين الأول)، قد فاتحه في معاودة قنوات الحوار ـــــ وإن غير المباشر ـــــ مع الحريري بغية تبديد مناخات التشنج التي ترخي بثقلها على مآزق الملفات العالقة. لم يوصد نصر الله الأبواب مجدّداً، إلا أنه لم يعكس حماسة ظاهرة للقاء، ما لم يحمل إليه رئيس الحكومة مواقف كافية لشقّ طريق الحلول إلى مشكلتي القرار الظني وشهود الزور.

كان الوزير غازي العريضي الذي حضر اجتماع الأحد قد أثار الموضوع نفسه مع نصر الله في لقائهما في 19 أيلول، مقترحاً اجتماعاً بين الحريري والخليل يفتح كوة في الحوار المقطوع بين الطرفين، من شأن تقدّمه إتاحة المجال أمام لقاء يجمع رئيس الحكومة بالأمين العام لحزب الله.

ردّ نصر الله في اجتماع 19 أيلول، بأن اتصالاً بين الحريري والخليل ممكن، ولا حائل دونه، من غير أن يحسم بحدوثه، معلقاً إياه على ما يقتضي بالحريري التقدّم به لمعالجة أسباب تصاعد وتيرة التشنّج والتوتر، وأخطار فتنة مذهبية ناجمة عن القرار الظني.

حمل العريضي ردّ نصر الله إلى جنبلاط الذي وجد فيه نافذة لبذل جهد إضافي، وتحقيق لقاء بين الحريري والخليل.

بدوره وزير الأشغال العامة والنقل كان قد أثار الموضوع نفسه أيضاً في دمشق، في 5 تشرين الأول، مع معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف، بعد 48 ساعة على صدور مذكرات التوقيف الغيابية السورية الـ33، وقد أطلعه على اجتماعه بنصر الله وفرص إحداث كوّة في الحوار المقطوع بين رئيس الحكومة ونصر الله، وطلب تشجيعه الجهود التي يبذلها في هذا الصدد مع الزعيم الدرزي.

في وقت لاحق على هذه الجهود، قال نصر الله لزواره في معرض سؤاله عن فرص معاودة الحوار، وإن غير المباشر مع الحريري، إنه لم يعطِ التزاماً محدّداً لأيٍّ من مراجعيه في الحوار بين الحريري والخليل، ولا بتحديد موعده، مكتفياً بالقول إنه لا قطيعة مع رئيس الحكومة. بيد أن لا جدوى من الحوار معه ما لم يحمل إليه موقفاً صريحاً من القرار الظني وشهود الزور.

سرعان ما اكتسبت جهود تحريك الحوار بعداً أوسع مدى مع زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان في 13 تشرين الأول. فوتح في بعض اجتماعاته الرسمية ببذل وساطة لدى نصر الله لعقد اجتماع مع رئيس الحكومة وإعادة التواصل المباشر بينهما. وتردّد أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس نبيه برّي من سعاة هذا الهدف، بغية تخفيف وطأة الاحتقان الداخلي، وإتاحة الفرصة أمام تفاهم سياسي. في وقت تردّد فيه كذلك أن رئيس الحكومة كان ينتظر من الرئيس الإيراني مبادرة في هذا الصدد. وهو فاتح الرئيس السوري في سحور 30 آب في إحجام نصر الله عن تحديد موعد للاجتماع به. كان ردّ الأسد حينذاك، تكرار نصيحته له بإبقاء الحوار مفتوحاً مع الأمين العام للحزب، وطمأنته إلى حمايته سلاح المقاومة من الأخطار التي تدرك سوريا والحزب أنها تستهدفهما معاً.

تحفّظ نجاد عن التوسّط، ثم أسرّ إلى نصر الله في الاجتماع الذي ضمّهما في مقرّ السفارة الإيرانية في بئر حسن، قبل اختتام زيارته للبنان ليل 14 تشرين الأول، عن مفاتحته بالعمل على عقد لقاء بين الرجلين.

قال الرئيس الإيراني لنصر الله إنه أخطر محدّثيه، إنه لن يتدخّل في هذا الموضوع على الإطلاق، وهو يعدّه شأناً داخلياً.

وخاطب الأمين العام للحزب: أنتَ تقدّر كيفية معالجة هذا الأمر، والآلية المناسبة له. لكنني أحببت إطلاعك على ما فوتحت به، وأنا لم أطرح على الرئيس الحريري موضوع اللقاء معك، بل أكدت أمام كل الذين التقيت بهم على الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي في مواجهة إسرائيل.

ورغم أن اجتماع الحريري بالخليل مساء أمس أشاع انطباعاً إيجابياً بعودة الحوار بين الطرفين، وبإتاحة المجال أمام مجلس الوزراء لمعالجة الملفات الوثيقة الصلة بالخلاف الحاد الناشب بشأن المحكمة الدولية والقرار الظني وشهود الزور، إلا أن الآمال تبدو ضئيلة حيال توقع خطوات ملموسة تبعاً لمعطيات منها:

1 ـــــ لا تزال أبواب الرئيس السوري موصدة تماماً في وجه رئيس الحكومة، من غير أن تبرز عناصر مشجعة على اسئناف الاتصال بين الطرفين في مدى قريب. ولا يعكس بالضرورة اجتماع الخليل بالحريري رسالة سورية غير مباشرة إلى طيّ الأزمة العالقة بينهما، أو أن دمشق أصبحت أكثر استعداداً لاستقبال رئيس الحكومة. بل تتصرّف كأن ما يجري في الداخل تنأى بنفسها عنه، وعن أزمة الثقة بينها والحريري، كي لا يبدو الترابط حتمياً.

لدى حزب الله ما ينتظره من الحريري، ولدى دمشق أيضاً ما تنتظره من الحريري. أوصد نصر الله أبوابه في وجه رئيس الحكومة قبل أن يوصدها الأسد. ولكل منهما دوافعه، وما يعدّه إخلال الحريري بتعهّدات كان قد قطعها له.

2 ـــــ بحسب مسؤول سوري رفيع المستوى، تجد القيادة السورية نفسها في حيرة في علاقتها بالحريري. يقول في معرض سؤاله عن احتمال استقبال دمشق رئيس الحكومة: ماذا يسعنا أن نقوله له أو يقوله لنا؟ لم يترجم أياً ممّا قاله لنا. بل على العكس من ذلك، ما يقوله هنا في دمشق نقيض ما يفعله هناك في بيروت.

3 ـــــ وضعت سوريا سقفاً غير قابل لخفضه، هو إلغاء المحكمة الدولية. واستمعت من بعض زوارها ذوي الصفة الرسمية إلى اقتراحات بذلك، كالقول بمبادرة مجلس النواب بوضع يده على ملف المحكمة أو اتخاذ مجلس الوزراء قراراً يستعيد سيادة القضاء اللبناني على ملف اغتيال الرئيس السابق للحكومة. في الحالين يمثّل الحريري الابن جزءاً من التسوية، سواء بصفته رئيساً للحكومة أو بصفته رئيس الكتلة النيابية الأكبر عدداً. بيد أن الاقتراحين لم يعمّرا. لكن الزوّار الرسميين سمعوا من دمشق كلاماً متشدّداً حيال المحكمة. والبعض يقول إن رفض الحريري القرار الظني قبل صدوره، لم يعد كافياً لطيّ صفحة المحكمة.

4 ـــــ على طرف نقيض ممّا تتطلبه دمشق، يتصرّف رئيس الحكومة على أنه لا يرفض القرار الظني قبل صدوره فحسب، بل أيضاً إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي. وهو يعكس بتصلّبه هذا إصراراً على المضي في المواجهة ضد خصومه.

5 ـــــ يراهن كل من رئيس الجمهورية وجنبلاط على مخرج يؤول إلى إقناع رئيس الحكومة بالتخلي عن القرار الظني، تحت شعار تهديده بفتنة مذهبية، إذ يتهم أفراداً في حزب الله باغتيال والده. ويراهنان في الوقت نفسه على تفاهم يقود إلى إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي بتوافق مجلس الوزراء، انطلاقاً من إقناع الحريري أيضاً بخطوة كهذه. في أحسن الأحوال، عندما يحين أوان بتّ ملف شهود الزور في مجلس الوزراء، لن يسع سليمان وجنبلاط إلا الموافقة على هذا الخيار بتصويت وزرائهما على إحالة الملف على المجلس العدلي.